شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.rewity.com/forum/f202/)
-   -   42- الغيمة أصلها ماء -آن ميثر - روايات عبير القديمة (مكتوبة/ كاملة)** (https://www.rewity.com/forum/t131920.html)

أمل بيضون 02-10-10 11:09 AM

42- الغيمة أصلها ماء -آن ميثر - روايات عبير القديمة (مكتوبة/ كاملة)**
 
https://i1318.photobucket.com/albums/...ps89250fe7.gif

42- الغيمة أصلها ماء -آن ميثر - روايات عبير القديمة


الملخص

الحياة فصول أربعة : ربيع , صيف , خريف , شتاء , والحب أجتماع هذه الفصول في زمن واحد , وقلب العاشق طقسه متقلب , صاف ألى غائم قليلا مع أحتمال هبوط العلاقة بين جولي والمغني المشهور مانويل كورتيز , أحيانا سماؤها ملبدة بالغيوم والضباب , وأحيانا عاصفة وممطرة ألى حد تساقط الثلوج , وفي أحيانا أخرى زرقاء مشمسة توحي بالحنان , ولكن عذاب جولي مع مانويل بسبب أبنته بيلار وصديقته أريفيرا كان أشبه بغيمة .... والغيمة أصلها ماء , فهل يحيي الحب أنسانا مكسور القلب ولا ثقة له بالنساء , ليقطف ثمار السعادة ويتذوق طعم الحياة؟
روابط الرواية
https://www.fbimages.net/image/img_1399417097_203.gif
word
يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي
https://www.fbimages.net/image/img_1399417097_203.gif
text
يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي

أمل بيضون 02-10-10 11:11 AM

1- حب أم وجع معدة !

وقفت جولي تنظر ألى نفسها في المرآة , مبتسمة بشيء من الأسف, كان بول مهتما بهذه الليلة , وهي تريد أن ترضيه , ولمعت عيناها وهي تفكر متسائلة , ترى لماذا تبدو لها هذه الليلة مفعمة بالأمل على هذا النحو.
نظرت أليها أمها وقالت:
" أليس من الأفضل أن تلبسي ثوبا للسهرة؟".
" ليس لديّ ثوب للسهرة كما تعلمين يا أماه , في أي حال ليست السهرة سوى حفل راقص للعاملين , ولم يعد أحد يرتدي لباس السهرة في مثل هذه المناسبات".
" بول يراك جميلة بغض النظر عما تلبسينه".
ضحكت جولي وأحتضنت أمها وقبّلتها , ثم نزلت أمامها ألى الطابق الأسفل حيث وقف بول بانستراز ينتظرها في غرفة الجلوس وفي يده كأس من الشراب قدّمه أليه والد جولي و بدا بول ممشوق القامة رشيقا , وسيما , وقد أبرزت ملابسه السوداء جمال ملامحه وبياض بشرته و أما الدكتور كينيدي , والد جولي فقد أسترخى مرتاحا على مقعد وثير , يدخن سيكارة ويناقش بول في أحدى الحالات التي يعالجها , فهو طبيب يمارس الطب العام في كنسنغتون , وكان بول يبدو مهتما بالحديث ولكن عينيه برقتا لدخول جولي ألى الغرفة .

وهمّ الدكتور كيندي بالوقوف قائلا:
" جولي أنت جميلة بكل تأكيد , ما رأيك يا بول؟".
هز بول رأسه وأجاب:
" بل أنها رائعة !".
وتبادل والدا جولي نظرات ذات مغزى , وأمسكت جولي التي أحست بأهتمام والديها , بذراع بول وهمست:
" هيّا بنا".
ساعد بول جولي على الدخول الى سيارته الأوستن الصغيرة ثم جلس جوارها وقال:
" سوف أكون أكثر المحسودين في هذه الليلة".
ضحكت جولي وردت :
" حقا؟ أليس هذا تواضعا كبيرا؟".
نظر اليها بول برهة بدون أن يفهم ثم قال:
" أنك تسخرين مني مرة ثانية , أنت تعرفين ما أعنيه".
علّقت بدلال :
" يجب أن أكف عن معاكستك يا بول".
شق بول طريقه وسط شوارع لندن ألى أيرلزكورت , وأحست جولي براحة غريبة , أنها سعيدة الحظ , لا تزال في الحادية والعشرين من عمرها وفي طريقها ألى قضاء السهرة بصحبة شاب وسيم من الواضح أنه يحبها, وفي حين أن شعورها لم يتبلور بعد , ألا أنها واثقة من زواجهما في نهاية الأمر.
صحيح أن بول له وظيفة بسيطة في شركة للتلفزيون , وعمله الآن يشمل مهاما مختلفة , ألا أنه سوف يكسب مزيدا من الخبرة بمرور الوقت ويصل ألى مركز مرموق , فهو ماهر , وأن بدا قليل الأهتمام بعمله في بعض الأحيان , ولا بد أن جهوده سوف تتكلّل بالنجاح , غير أن جولي لا تأبه كثيرا بالمال أذا قورن بالسعادة , فأبواها ليسا ثريين , غير أنها لم تفتقر أبدا ألى الحب والصحبة , وكان أهتمام بول البالغ بشغل وظيفة أفضل براتب أكبر يرجع بدون شك ألى رغبته في الزواج والأستقرار ,
وبرغم الصعوبات المالية أستطاعت جولي الألتحاق مدرسة داخلية حيث شهدت المأسي الكثيرة التي عاشتها فتيات أكثر منها مالا وجاها , كان أباؤهن مثلا لا يحضرن أبدا أيام العطل فيبقين الوقت في صحبة المربيات بعيدا عن الأهل , في حين أن جولي كانت تفرح بالترحاب الذي تتلقاه من أبويها وبسعادتهما الواضحة بعودتها ألى البيت.

أمل بيضون 02-10-10 11:12 AM

وبعد أن تركت المدرسة قررت جولي العمل بأحد المتاجر في شارع أكسفورد , وقابلت أثناء عملها سامنتا أيدواردز التي أصبحت أقرب صديقة لها , فقد ألتحقت سامنتا بقسم مستحضرات التجميل حيث كانت تعمل جولي وأكتشفت أنها هي وجولي كانتا في نفس المدرسة وأن كانت تكبرها بعامين , وكان والد سامنتا من رجال البنوك , غير أن أبويها كانا مطلقين , أما سامنتا فمتزوجة من رسام أسمه بنديكت بارلو.
وعادت جولي بأفكارها ألى حفل الليلة , وهو الحفل السنوي الراقص للعاملين بشركة فينيكس للتلفزيون , كانت جولي تتطلع ألى حضور الحفل المقام في ستوديو الشركة , ولم تكن قد دخلت أستديوهات التلفزيون من قبل.

وبعد وقت قصير وصل بول وجولي ألى مقر شركة فينيكس في شارع وروبك , وقال بول موضحا:
" لقد خصص الطابق بأكمله للحفل , فالمكان فسيح للغاية".
وهزت جولي رأسها , فقد كانا بمفردهما بالمصعد , وتمنت ألا يكونا أول الحاضرين فلقد حددت الدعوة بالساعة السابعة والنصف , ونظرا لتقديم الطعام بطريقة البوفيه لم يكن هناك موعد نهائي للحضور , وكادت تطلب ألى بول أرجاء دخولهما عندما توقف المصعد.
كانت الموسيقى أول شيء لحظته جولي , فسارت خلف بول وسط جموع غفيرة ألى قاعة الرقص التي أخذت تزدحم بالمدعوين , الذين كانوا يتحدثون ويشربون ويضحون و مما أضفى على المكان جوا من المرح.
دخلت جولي ألى غرفة السيدات حيث أصلحت زينتها وتركت معطفها , فوجدت الغرفة مزدحمة بالسيدات اللواتي لبسن الأثواب الفاخرة والمجوهرات الثمينة , وأمسكت جولي بسوارها الفضي الذي كان كل حليها , وهزت كتفيها , فلا فائدة ترجى من التفكير في ملبسها الآن.
بول ينتظرها في الردهة وقد نفذ صبره , ولكنه لم يكن يقف وحده بل كان معه رجل وأمرأته , قال بول وهو يقدمهما ألى جولي:
" لاري يعمل هنا أيضا, وقد تزوجا هو وجين منذ ثلاثة أسابيع".
" حقا؟ هائل!".
وأبتسمت جين ذات الشعر الأحمر والوجه الجذاب قائلة:
"نعم يا جولي , ونحن نوصي جميع أصدقائنا بالزواج ".
ونظرت ألى بول وأردفت :
" ألم تفكر في الأقدام على هذه الخطوة ؟".
أبتسم بول وأجاب:
" مرات عديدة".
ثم نظر ألى جين وتابع :
" وخاصة في الأشهر القليلة الماضية".
في طرف القاعة أمتدت الموائد المليئة بمختلف أصناف الطعام والمشروبات التي قدمتها الشركة بدون مقابل فحازت قبولا كبيرا , وجلس بول وجولي في صحبة الزوجين شاندلر حول مائدة قريبة من حلبة الرقص في مواجهة المنصة المخصصة للفرقة الموسيقية , وتناثرت الموائد في القاعة بينما بدا الأستديو بالأضواء الخافتة وكأنه مغارة علاء الدين , وقد أضفت عليه الحلى المتألقة جوا من البهجة.
نظر بول حوله وقال:
" لقد نجحنا في أجتذاب عدد كبير , أليس كذلك؟".

ضحك لاري لأن بول تكلم وكأنه يمثل الشركة .
وتبادلت السيدتان الحديث عن الملابس وآخر فيلم لروبرت ريدفورد ,وأصطحب بول جولي لتتعرف على عدد من المنتجين وزوجاتهم , وأضطربت جولي بعض الشيء لتفاخر بول الواضح بها , ثم عادا ألى لاري وجين , كان الكثيرون يرقصون في ذلك الوقت , فطلب لاري من جولي أن ترقص معه , وافقته ألى طلبه بينما حذا بول حذو لاري وطلب من جين مراقصته , وأخذ بول ولاري يتبادلان الرفيقتين بأنتظام مما جعل الليلة أكثر متعة , وكانت السيدتان تتبادلان الحديث بين الرقصات بينما كان الرجلان يتكلمان عن عملهما .

أمل بيضون 02-10-10 11:14 AM

ومر الوقت فتناولوا العشاء سويا , بينما توقف الكثيرون ليتحدثوا معهم , فقد ساد الحفل جو ودي , لا تفرق بين الرئيس ومرؤوسيه.
وأصطحب لاري جين ليقدمها ألى رئيسه المباشر بينما أحضر بول كأسين له ولجولي , وقال وهو يقدم لها سيكارة.
" هل تقضين وقتا ممتعا؟".
ردت جولي وهي تتناول السيكارة :
" نعم , وأنت؟".
" لا بأس".
أبتسمت جولي وقالت:
" أين رئيسك؟ السيد باريسن , الذي طالما نقلت أليّ أقواله؟".
وأبتسم بول وقال :
" هل تمزحين ؟ أن السيد باريسن لا يحضر مثل هذه الحفلات! لا بد أن يعمل البعض بينما يلهو الآخرون وهناك برامج تقدم الليلة , أليس كذلك؟".
" بالطبع ,العمل في التلفزيون مثير , فيمكنك أن تلتقي في أية دقيقة بنجمك المفضل , أنني أتمنى أن أعمل أنا أيضا في التلفزيون؟".

وأبتسم بول وقال :
"تقدمي بطلب , فلن تواجهي أسوأ من رفضه".
" لست بهذا الحماس , فأنا أحب عملي , ولن أستبدله ألا بالتمريض أو العناية بالأطفال , أنني أتمنى في بعض الأحيان العمل كمربية لأعتني بالأطفال الذين لا يهتم أباؤهم ألا بأن يقدموا لهم الطعام والشراب والملابس الجميلة".
" تزوجيني أذا حتى ننجب أطفالنا ونتولى رعايتهم!".
وندمت جولي لأثارتها الموضوع فقد بدا بول جادا في كلامه فقالت:
" أمهلني بعض الوقت يا بول , أنظر من هذا؟ أنه يشبه مانويل كورتيز , أنني مغرمة بموسيقاه , لم تخبرني أنه يقدم برنامجا لشركة فينيكس !".
وهبّ بول وقال بشيء من الرهبة :
" أنه يصطحب السيد باريسن يا ألهي , أنني لم أتوقع حضوره ألى هنا".
" لماذا حضر أذا؟".
" ربما ليشاهد الضيف المرموق كيف يقضي العاملون بالشركة أوقات فراغهم , لقد نسيت أنك من المعجبات بمانويل كورتيز , أنه رجل جذاب , أليس كذلك؟".
" هو أيضا يعرف ذلك".
وهزّ بول كتفيه وقال :
" هيا نحضر مشروبا و فلن نحظى بأهتمام السيد باريسن في هذه الليلة"|.
ولكنه كان مخطئا في هذا , فقد مرا بالمدخل وهما في طريقهما ألى المقصف فأذا بنايل باريسن , الذي يبدو أنه أحتسى الكثير من الشراب , يصيح بمساعده قائلا:
"هل تقضي وقتا ممتعا يا بول؟".
وأبتسم بول مجاملا وقال :
" جدا يا سيد باريسن ,هل تنضم ألينا؟".
" للأسف لا".
وألتفت ألى الرجل الذي يرافقه وقال :
" أنك تعرف السيد كورتيز , أليس كذلك؟".
" نعم , أعرفه , مساء الخير , هل أنتهيت من العرض الآن ؟".
وهز مانويل كورتيز رأسه بالأيجاب وهو يرمق جولي بعينيه وأحست جولي بذلك فردت نظرته ببرود , كانت قد أعتادت نظرات الرجال الجريئة , ولكن كان الوضع يختلف بالنسبة ألى مانويل كورتيز , فهو رجل جذاب , ممشوق القامة أسمر الوجه له عينان في لون عيني النمر , وشعره الأسود ينسدل على كتفيه ليبرز لونه الأسمر , كما أن فمه مثير , أحست جولي بشعور خانق عندما ألتقت عيناه بعينيها فأسدلت جفنيها على سبيل الدفاع.
وأدركت جولي أن بول لا يزال يتحدث ألى نايل باريسن , غير أنه ما لبث أن جذبها ألى الأمام ليقدمها ألى باريسن ثم ألى مانويل كورتيز .

قال مانويل كورتيز بلهجة أسبانية بصوت خافت مبحوح , بينما شعرت جولي بأحساس غريب في معدتها .
" أهلا وسهلا".
وأمتدت يد باردة وقوية تمسك بيدها فقالت وهي تبحث عن أي كلام تقوله :
" هناك موضوع يثير فضولي , هل أنت من أصل كسيكي أم كوبي؟".
" أنني مكسيكي المولد ولكنني أعيش في كاليفورنيا ".

أمل بيضون 02-10-10 11:16 AM

وأومأت جولي برأسها وأحست أنها قد تصرفت بغباء , فالمكان الذي يعيش فيه لا يهمها بشيؤ , غير أنها كثيرة الأعجاب به , كما أن أسطوانته تلقى أقبالا كبيرا في كل من الولايات المتحدة وأنكلترا , فهو يعزف على كل الآلات الموسيقية ويغني على أنغام الغيتار أغان حزينة من النوع الهندي , وكانت جولي لا تعرف عنه ألا هذا , لأن أجره المرتفع كان يحول دون كثرة ظهوره على شاشة التلفزيون البريطاني , ولكنها شاهدته كضيف في برامج أميركية مختلفة عرضت في أنكلترا , كما أشترت بعض أسطواناته , وقدّرت سنه بما يقارب الخامسة والثلاثين.
وسأل بول نايل باريسن عما أذا كان يرغب في كأس في الشراب , ولكنه هز رأسه بالنفي , وأنضم أليهما كبار العاملين في شركة فينيكس , وأرتفع صوت باريسن وهو يعتذر عن البقاء , فأتجه بول وجولي ألى المقصف وقال بول:
" شيء سقيم أن يحرمنا هذا الغزو البشري من فرصة الحديث المنفرد".
وأبتسمت جولي وهي تنظر بشيء من الحسرة ألى المجموعة , فقد أنقبض صدرها فجأة , أذ كان الحديث مع نايل باريسن مثيرا كما أن مانويل كورتيز شخصية مرموقة وقالت:
" الجميع يريدون التحدث ألى مانويل كورتيز , فتلك فرصة لا تتاح في كل يوم ".

وأبتسمت لبول وقالت:
" لا تبتئس هكذا يا حبيبي , قلت أنك لست رجلا هاما جدا .... هل تتذكر؟".
" لم أقل ذلك أبدا".
" حسنا أرى أن عملي أكثر أهمية من ذلك يا جولي".
" لا تكن أحمق يا بول ! هيا بنا نرقص".
وأجاب بحدة :
" أنني لا أرغب بالرقص الآن أذ أشعر بالجوع".
هزّت جولي كتفيها في حركة يائسة , فقد أثارت غضب بول لسبب لا تعرفه وضغطت على نفسها لتأكل شيئا ثم وقفت تحتسي كأسا من الشراب وأذا بباريسن يتجه ألى بول ويقول:
" هل لك أن تخبر سائق سيد كورتيز أنه سوف يتأخر قليلا".
وتساءلت جولي عما يحول دون قيام باريسن نفسه بهذه المهمة ولكن بول لم ير شيئا غير عادي في هذا الطلب وقالت جولي لبارتسن :
"تبدو قلقا , هل حدث شيء؟".
" لم يحدث شيء, لقد أقنع الموظفون السيد كورتيز بالبقاء ,هل ترغبين في مشروب؟".
" نعم , أرجو أن تحضر لي كأسا؟".
ولم تستطع مقاومة الرغبة في النظر ألى الخلف , فرأت كورتيز يشرب هو أيضا , ونظر أليها فجأة , وكأنه أحس بنظراتها , وأشاحت بوجهها أذ هالها ما قرأته في عينيه من أعجاب واضح أضطربت له حواسها.
وبدا وكأن دهرا قد مر قبل عودة بول , ورقصت جولي مع نايل باريسن ثم أنضما ألى مجموعة وقفت ألى جانب المقصف , ورأت بول يتحدث ألى أحد المنتجين , ووجدت مانويل كورتيز يقف ألى جوارها وينظر أليها بعينيه العسليتين الناعستين ويطلب منها بصوت خافت مراقصته , فردت وهي مندهشة:
" هل تريدني أن أرقص معك؟".
وقال ساخرا:
" نعم , أنت نفسك".
" حسنا".
ونظرت جولي ألى بول الذي وقف يراقبها من بعد , ولكنها هزت كتفيها , وجذبها مانويل أليه ووضع أصابعه الصلبة حول خصرها وسحبها ألى حلبة الرقص , أخذا يتحركان ببطء وكأنهما يرقصان وحدهما, وكانت الموسيقى من النوع الذي يؤثر على الحواس تأثيرا يكاد يكون لا شعوريا , وكان يتعين على جولي أن تذكّر نفسها أين هي ومن يراقبها , لم تكن قد رقصت من قبل مع أحد مثل مانويل , كما لم تلتق مع أي أحد مثله , كان فيه شيء جذاب شيء بدائي جعل كل جسمها حيا بلمسته.
وحاولت أن تستعيد السيطرة على نفسها , هذا هو مانويل كورتيز الذي لم يصل ألى سنه الحالية بدون أن يعرف مدى سهولة جذب الجنس الآخر أليه , ولم تكن هي في نظره أكثر من فتاة جذابة أخرى.
وقال وهو يضع فمه على أذنها:
" أسمك جولي , أليس كذلك؟.
" نعم".

" وأين تعملين يا جولي؟ هل أنت موظفة في شركة فينيكس؟".
" كلا , أنني أعمل في متجر في شارع أكسفورد".
وخطا خطوة ألى الخلف ونظر أليها وقال:
" ما خطبك؟ ألا ترغبين في الرقص معي؟".
وعضت جولي شفتها ثم أبتسمت فجأة وقالت:
" بالطبع أرغب في الرقص معك , ولكن كيف لي أن أسترخي والعيون كلها موجهة أليك؟".
" أصحيح؟ أنني معتاد ذلك".
" ولكنني لم أعتده".
وتعثرت قدماها فقالت وقد أحمر وجهها :
" ألم أقل لك؟ أنني غير معتادة على ذلك؟".
" هيا بنا أذن , فسوف أحضر لك مشروبا".
ونظرت جولي أليه وقالت:
" لست مجبرا على ذلك".
وتجهم وجهه قليلا وقال:
"أعلم ذلك , أنا لا أفعل سوى ما يروق لي".

أمل بيضون 02-10-10 11:17 AM

وهزت جولي كتفيها وسارت معه , فطلب لها كأسا ولنفسه أخرى , ثم قدم أليها سيكارة وقال :
" لعل الرجل الذي حضرت معه ينفجر غضبا الآن!".
وأنتفضت جولي فقد نسيت بول تماما , وقالت:
" قد يكون من الأفضل أن أذهب".
وبدا الملل على مانويل وقال:
" لا تفكري في غيرك , أستمتعي بوقتك".
" ولكنني أهتم برأي بول!".
" هل أنت مخطوبة له؟".
"كلا , ولكنه شيء مفهوم فيما بيننا".
" هل ترغبين في كأس أخرى؟".
هزّت جولي رأسها بالنفي فطلب كأسا لنفسه وقال:
" ألا ترغبين في العمل بالتلفزيون؟".
" كلا , ثم ما عساي أن أفعل بالتلفزيون؟ فأنا لا أرقص أو أغني و كما أنني لا أجيد الكتابة على الآلة الكاتبة ".
وأبتسم مانويل وقال:
" توجد نواح عديدة , ولا ينبغي أن تواجه فتاة جميلة مثلك أية صعوبة ".

صاحا جولي بحرارة:
" أذا كنت تعني ما أعتقد أنك تعنيه , فلن أبيع نفسي حتى أصبح نجمة تلفزيونية ".
رد مانويل كورتيز بدهاء:
" المرأة تبيع نفسها بأقل من ذلك بكثير".
فقالت جولي بقلق:
" من الأفضل أن أنصرف".
" هل أدهشك ما قلته؟ بالطبع لا , لا بدّ أنك على دراية بما يجري؟".
فرفضت جولي أن ترد عليه , فأطفأت السيكارة , ورفعت حاجبيها بنظرة متعالية ولكن تعبيرها لم يؤثر في مانويل كورتيز.
وهبّت واقفة فجأة وقالت:
" معذرة".
ثم مشت مسرعة ألى بول ,ولم يخطر ببالها أنها قد أقدمت على خطوة غير عادية ألا عندما صاح بها بول في فزع:
" جولي! كيف لك أن تفعلي ذلك؟".
وأحمر وجه جولي وقالت:
" لقد تركت رجلا يعاملني وكأنني ........ لقد تصرف تصرفا غير لائق".
وعقد بول حاجبيه وسأل:
" على أي نحو؟".
" كلامه, سلوكه , لا يمكنني أن أوضح بالضبط".
كان الشيء الذي لم تتمكن من توضيحه لبول , هو أنها وجدته جذابا رغم سلوكه , وهذا ما ضايقها أكثر من أي شيء آخر , وقالت:
" هل يمكن أن ننصرف؟".
وكان بول ينظر بأرتباك ألى نايل باريسن الذي لحق بمانويل كورتيز وقال بول:
" ننصرف؟ نعم , ربما كان هذا هو الأفضل , الله أعلم , ما الذي سأسمعه من السيد باريسن صباح الأثنين".
وعاد بول ألى السيارة ببطء , كان الوقت لا يزال مبكرا ولا يتوقع والدا جولي حضرهما قبل ساعتين , وقالت جولي:
" أخبرني عما حدث بشأن السائق".
" لم يكن السائق منتظرا وحده , كانت هناك هذه المرأة ".
" أمرأة؟ هل تعرفها؟".
" نعم أعرفها في الواقع , فهي الراقصة دولوريس أريفيرا لعلك سمعت عنها".
" ألم تظهر في برنامج حديث المدينة؟".
" أجل , فقد ثارت ثائرتها عندما حاولت أن أوضح لها سبب تأخير كورتيز وصممت على الصعود أليه ,ولم أعرف ماذا أفعل ولكن نايل باريسن كان قد أوضح لي أنه يريدها أن تقعد , وحاولت تهدئتها , وحتى بعد أن هدأت كانت أشبه بقطة غاضبة".
" هل هي جميلة؟".

" جميلة جد , فشعرها أحمر وعيناها مثل عيني كورتيز ....... عينان أسبانيتان".
وضحكت جولي قائلة:
" لقد تركت أنطباعا قويا عليك بكل تأكيد!".
" بالفعل! أنني لا أتصور كيف يترك كورتيز مخلوقة كهذه ليحضر هذا الحفل الممل".
" لم يكن مملا!".
" كلا , ولكنك تعرفين ما أعني , ومع ذلك أعتقد أنه يعرف أنها مجنونة بحبه وقد تعمد تركها تنتظره حتى تزداد شوقا أليه".
وأحست جولي برجفة غريبة في معدتها فوضعت يدها عليها فجأة , وكانت تعرف أن بول يمزح ورغم ذلك شعرت بضيق من أحتمال وجود علاقة غرامية بين كورتيز ودولوريس أريفيرا!

أمل بيضون 02-10-10 11:18 AM

2- عملية أختطاف

عادت جولي ألى عملها في متجر فورد هامز في صباح الأثنين كالمعتاد , وألتفت زميلاتها وهي تصف لهن الحفل الراقص بشركة فينيكس للتلفزيون , وأدهشهن أن مانويل كورتيز قد حضر الحفل ,فسألت دونا جولي عما أذا كانت قد تعرفت عليه فقالت جولي:
" أنني رقصت معه يا عزيزتي , وهو لطيف جدا".
" وفيم تحدثتما؟ وهل غازلك؟".
" يا ألهي! لقد كانت دولوريس أريفيرا تنتظره في الطابق الأسفا ! وأضطر بول للنزول أليها ليهدىء من روعها , وكانت ثائرة غير أن بول يقول أن كورتيز يتعمد ذلك حتى يزيد من شوقها أليه!".
ولم تلاحظ جولي ودونا ومارلين وقد أنهمكن في الحديث الرجل الذي كان واقفا وسط قسم التجميل , وأحمر وجه جولي وهي ترمقه بدهشة وصاحت :
" سيد كورتيز!".

كانت عينا كورتيز جامدتين كالصخر وهو ينظر أليها , وشعرت بساقيها تتهاويان وهي تستطرد قائلة:
" لماذا......... لماذا جئت ألى هنا؟".
وهز كتفيه وقال :
" هذا أمر يخصني , غير أنني أكون شاكرا لو أمتنعت عن الحديث عن أمور لخاصة مع.... صديقاتك , والآن , أريد أن تساعديني على أختيار زجاجة عطر".
" بالطبع! ما نوع العطر الذي تريده؟ هل هو عطر خفيف للصباح أم ثقيل للمساء؟".
" عطر يتسم أساسا بالأنوثة ...... كيف لي أن أوضح ؟....... أريد عطرا له رائحة زكية".
وقدمت له جولي مجموعة من العطور ينطبق عليها وصفه , وبدا واضحا أنه خبير في عطور النساء , وتساءلت ترى كم عدد النساء اللواتي أشترى لهن العطور؟ وأختار زجاجة كبيرة من عطر أسمه ( الحياة المرغوبة) وبينما كانت جولي منهمكة في لف العلبة خاطبها قائلا:
" ما رأيك في تناول العشاء معي؟".
نظرت أليه برهة بدون أن تفهم لشدة دهشتها ولكنها قالت بهدوء:
" والسيدة أريفيرا؟".
" هذا أمر يخصني أنا , هل توافقين؟".
ناولته اللفة وأخذت منه الشيك قائلة:
" أنك تمزح يا سيد كورتيز في أية حال أنني مرتبطة هذه الليلة".
" ألغي أرتباطك".
" لم أتعود ألغاء مواعيدي مع بول , آسفة يا سيد كورتيز , فلن يمكنني الخروج معك".
وقال بصوت منخفض غاضب:
" كلا أنني لا أقبل ذلك!".
" لماذا؟ هل هذا شيء غير عادي؟ هل تفعل كل من تعرفهن من النساء المستحيل لقبول دعوتك؟".
" شيء من هذا القبيل!".
وشاهدت جولي أبنة فيترستون وهي تقترب منهما , كانت قد أعتقدت من حديثهما الطويل أن الرجل صديق لجولي جاء يبادلها الحديث فقالت بهدوء:
" آنسة كيندي , هل أنتهيت من خدمة السيد؟".
وألتفت مانويل غاضبا ألى آنسة فيترستون التي تعرفت عليه وصاحت:
" سيد كورتيز ! يا لها من فرصة سعيدة!".
وتحرك مانويل بشيء من الأرتباك , لقد أعتاد تعرف الناس عليه , ولكنه شعر الآن بالغضب لمقاطعتها حديثه , فأومأ برأسه وودعهما وأنصرف مسرعا.
وقالت دونا وهي تتنهد:
" كيف ترفضين الخروج معه من أجل بول؟".

وقالت مارلين:
" بول لا بأس به ولكنه ليس بالرجل الجذاب".
وقالت جولي مدافعة:
" أنني لا أريده جذابا".
وردّت مارلين:
" تذكّري أن الزواج يكون لمدى الحياة , والرجال من أمثال بول لا يتغيرون , بول شخص وقور , وهو يعجبني , ولكنك تخطئين أذا تزوجته".
وعلّقت دونا :
" أن مانويل كورتيز لا يبدو جادا في أهتمامه بها , كما أن جولي ليست من النوع الذي يقيم علاقة غرامية".
وصاحت جولي:
" بالطبع لا".
وأنهى هذا المحادثة.

أمل بيضون 02-10-10 03:25 PM

وبعد ظهور ذلك اليوم , توقعت جولي ظهور مانويل من جديد , فهو ليس ممن يخذلون بهذه السهولة , وقد كانت صادقة عندما قالت له أنها مرتبطة بموعد سابق , فسوف تحضر مع بول حفل عيد ميلاد , ولكن فكرة السهرة لم تعد تجنذبها.
وتركت المبنى عندما أغلقت أبواب المتجر في الساعة الخامسة والنصف مع غيرها من العاملين , كانت غارقة في أفكارها فلم تلاحظ السيارة الفارعة السبور الواقفة قريبا من المنحنى ,وفجأة سمعت صوتا خلفها :
" سوف أصطحبك ألى منزلك".
وألتفتت جولي ألى الوراء فرأت مانويل كورتيز , كانت دهشتها بلقائه الآن أكثر من دهشتها عند رؤيته في الصباح , فأتسعت عيناها الزرقاوان بأهدابهما الداكنة فبدت جميلة وجذابة.
" لا داعي لهذا , أنني أركب الباص عادة"
" وأنا لا أفعل هذا عادة ..... أدخلي وألا أعتقد المارة أنني أعاكسك".

ودخلت جولي السيارة الفاخرة من طراز فراري , وجلس مانويل ألى جوارها وفي فمه سيكارة , ثم أدار المحرك وأنطلقت السيارة .
كانت الشوارع مزدحمة في هذه الساعة مما أضطر مانويل ألى التركيز على القيادة , وأخذت جولي تنظر أليه بفضول , وتساءلت عما جعلها ترضخ لأمره وتصعد ألى سيارته , فهي لا تعرف شيئا عنه , في أية حال أنها تستطيع مواجهة أي موقف كارىء , ومانويل ليس سوى رجل كغيره من الرجال رغم شعبيته وذيوع صيته , وقالت بعد بضع دقائق:
" لا أعرف أذا كنت تعرف مكان سكني , فهو في كنغستون وهذا الطريق لا يؤدي ألى هناك".
" أعرف".
" ماذا تعني بقولك أعرف , قلت أنك سوف تصطحبني ألى منزلي؟".
" سوف أفعل ذلك لكن في وقت لاحق".
وتنهدت جولي ثم أتكأت ألى الوراء في مقعدها , ما الذي يمكن أن يحدث لها سوى أن أبويها كانا يتوقعان وصولها ألى المنزل الآن وقد يقلقهما تأخيرها.
قالت بشيء من العصبية:
"أن والداي يتوقعان عودتي ألى المنزل مباشرة".
ونظر أليها مانويل كورتيز ثم أوقف اسيارة على جانب الطريق وقال وهو يهز كتفيه بدون أكتراث:
" حسنا يا آنسة كيندي , أذهبي ألى منزلك".
ونظرت أليه جولي بغضب وقالت:
" أنني لا أفهمك".
وقاطعها ببرود:
" أوافقك على هذا الرأي ".
" لا أعتزم ركوب الباص الآن فعليك أن تدير هذا الوحش وتصطحبني ألى منزلي".
وأبتسم مانويل وقال بصوت أجش بدت به لكنته الأأسبانية واضحة:
" ألا تعيدين النظر في قرارك وتقضين هذه الأمسية معي؟ يسعدني أن أصطحبك ألى مطعم أعرفه يقدم طعاما وشرابا ممتازين".
وهزت جولي رأسها وقالت:
" ولكن لماذا أخترتني؟".
ورد بكسل :
" أنك جميلة وأنا أحب النساء الجميلات , هل هذا يرضي كبرياءك؟".
" ليست كبريائي هي التي تقلقني".
وتساءلت متى تتاح لها فرصة أخرى مثل هذه؟ وكم عدد الفتيات اللواتي يستطعن الخروج مع شخص مثل كورتيز , لا شك أنها ستكون حمقاء أذا لم تنتهز هذه الفرصة ,وألتفتت ألى كورتيز وقالت:
" حسنا , سأتناول العشاء معك ولكن يجب أن أتصل تلفونيا بوالدي أولا".
" حسنا يمكنك أن تفعلي ذلك من المطعم".

وأدار مانويل المحرك من جديد وشعرت جولي بقشعريرة , وأنتابها القلق ثانية بعد أن أتخذت هذا القرار.
وشعرت جولي بأرتياح عندما وقفت السيارة أمام مطعم الهوايت دراغون , كانا قد ظلا صامتين طوال الرحلة , وكانت تخشى أن يكون قد أختطفتها لغرض في نفسه , كانت الفكرة مضحكة في الواقع ألا أنها لم تكن تعرف شيئا عنه.
نزلت من السيارة وهي تلف معطفها حول جسمها لتحتمي من البرد والمطر الذي بدأ يتساقط وأغلق مانويل السيارة ومشى نحوها ودس ذراعه في ذراعها وقبض على معصمها , ورمقته بنظرة وقالت:
" تتصور أنك ماهر جدا أليس كذلك؟".
وأبتسم وقال:
" لماذا تعتقدين ذلك؟".



أمل بيضون 02-10-10 03:32 PM

" لأنها الحقيقة , لقد صمّمت على الخروج معي الليلة ,لماذا؟".
" لست مرتبطا بعمل معين , ألى جانب أنه لا توجد أمرأة ترفض مانويل كورتيز !".
" تقصد ليلة السبت , لم أرفضك ولكن حديثك كان غير لائق".
وقال بجفاء:
" أن كثيرا من تصرفاتي غير لائق , هل يضعني هذا في القائمة السوداء ؟".
" بما أنني أعرف أنك لا تهتم برأيي في كثير أو قليل فلن أرد على ذلك ".
وخلصت نفسها من قبضته وهما يدخلان المطعم , وتركا معطفيهما للخادم الذي أخبرهما أن المائدة سوف تكون جاهزة في الساعة السادسة والنصف وسألهما عما يرغبان أحتساءه , فطلب مانويل مشروبات بدون أن يسأل جولي عما تريده , وجلست جولي بجوار الستار ,ونظرت ألى ثوبها وقالت:
"كان عليّ أن أغير ملابسي , فتلك ملابس العمل".
وأبتسم مانويل وقال :
" تبدين على ما يرام بالنسبة أليّ , هل تحدثت ألى أمك؟".
" نعم , قلت لها أنني قابلت صديقة لم أرها منذ سنوات عديدة , كما طلبت منها أن تعتذر لبول".
وتنهّدت وهي تقول:
" أنني لا أحب الكذب".

" أذا لم تصارحي أمك بالحقيقة؟ أن سمعتي سيئة ولا يليق بك أن تخرجي معي ؟".
" بالطبع لا, أبي يعبد موسيقاك , لا سيما عندما تعزف على الغيتار".
وبدا الملل على وجه مانويل , وتساءلت جولي عما يمكن أن تقوله حتى ترفه عنه , لا بد أن قضاء السهرة معها كلّفه كثيرا لمجرد أرضاء كبريائه .
كان مانويل يجلس أمامها فنهض من مكانه وجلس على المقعد المنخفض بجوارها وقال:
" والآن ما خطبك؟ لماذا تبدين ساهمة هكذا؟ هل تشعرين بالملل؟".
فقالت وقد أرتبكت لقربه:
" بالطبع لا , النار جعلتني أشرد قليلا ".
وقال ساخرا:
" وتشعرين بالخوف أليس كذلك؟ لماذا؟".
وهزّت جولي كتفيها وردّت عليه بشجاعة:
" ما الذي يخيفني ؟".
رفع مانويل حاجبيه ولاحظت أن أهدابه السوداء تفوق أهدابها طولا .
" ربما لأنك تخشين أن أغازلك , فلا تقلقي , لن أفعل ذلك".
كانت قد أسترخت تحت تأثير صوته الهادىء فأعتدلت الآن في جلستها وأخذت جرعة من كأسها ثم وضعتها بسرعة على امائدة وقالت وهي تشهق:
"يا ألهي ما هذا؟".
" شراب ,مزيج خاص بي , ألا يعجبك؟".
وقالت غاضبة:
" أنه مثل النار".
فعلق بجفاء:
" أنه مشروب يناسبني , فأنني نصف هندي ,معذرة , سوف أذهب لأرى أذا كانت المائدة قد أعدت".
وهزّت كتفيها , ومن المضحك أنها شعرت برغبة في البكاء!
وبدا هادئا عند عودته فتساءلت عما أذا كانت قد تخيلت فقط أنه غاضب , وأكلت جولي كثيرا وكان الطعام شهيا كما تنبأ , وأمتلأ المطعم بالناس ولاحظت جولي أنه يتجنب من أعتقد أنهم يعرفونه ,وبعد أنتهاء الوجبة قالت وهي تدخن سيكارتها:
" أشكرك على دعوتك , قضيت وقتا ممتعا".
" حسنا , وأنا كذلك وأن لم أتوقعه".
" لماذا؟".
" تصوّرت أنك ممن لا يأكلون سوى القليل خوفا من البدانة".
" هل يعني كلامك أن الآنسة أريفيرا دقيقة في أختيار ما تأكله؟".

أمل بيضون 02-10-10 03:39 PM

وأسود وجهه لحظة وهز كتفيه وقال:
" دولورس تهتم بوزنها لأسباب بديهية , فالراقصات يجب أن يكن حريصات جدا , لماذا حدّثت صديقاتك عن دلورس؟ هل أنت من الفتيات اللواتي يقلن كل شيء للصديقات ؟ وهل ستروين لهن قصصا عن الليلة مع المبالغة بالطبع ؟".
" لن أذكر سهرتنا هذه".
وشعرت بضآلتها وتمنت لو أمكنها توضيح موقفها , فقد تحدثت عنه مع الصديقات حتى تخلّص نفسها من الألم الذي أنتابها عندما علمت بعلاقة مانويل بدولوريس أريفيرا.
ونظر أليها نظرة فاحصة وقال:
" أعتقد أنني لن أذكر أيضا , هيا بنا , هل أنتهيت؟ فعلينا أن ننصرف فأنني أستعد لتقديم أستعراض في ملهى غارديانوس".
وغاص قلب جولي فقد كانت تعتقد أنهما سيقضيان كل السهرة معا , ولم تكن تتصور أنه سيتركها في ساعة مبكرة , كما أنها شعرت أنه يعاملها بغطرسة.
كانت السيارة الدافئة , ولم يدر مانويل المحرك فورا ولكنه أقترب منها وقال :
" أنت غاضبة ؟ لماذا؟".

" لست طفلة توصلها ألى منزلها بعد نزهة في الساعة الثامنة والنصف".
وأبتسم مانويل أبتسامة عريضة , كان قد أضاء النور بالسيارة وأضطربت لقربه , أنها لم تلتق من قبل برجل مثل مانويل , وتمنت لو أنها كانت المرآة الخطيرة اتلتي تأسر الرجال , ونسيت أن شبابها وجمالها لهما تأثير أكبر .
" هل تظنين أنني أرغب في توصيلك ألى منزلك ؟ صدقيني يا جولي أنني أفضّل قضاء بقية السهرة معك , ولن يتعيّن أن أسافر ألى باريس في الصباح ثم أعود لأعمل بالغارديلنوس في نفس الليلة , أن وقتي مزدحم للغاية .
" أعلم ذلك , ولكنك لم تكن مرتبطا هذا المساء !".
" بل كنت مرتبطا بتناول العشاء مع برنارد هوفمان متعهد الحفلات المعروف ولكنني رغبت في تناول العشاء معك , هل يسعدك هذا؟".
ونظرت أليه جولي من طرف عينيها وقالت وهي تبتسم:
" نعم".
وضاقت عينا مانويل وظنت أنه سوف يلمسها , ولكنه أطفأ النور وأدار المحرك فأنطلقت السيارة , وعندما كانت تستعد للنزول من السيارة في نهاية طريق فولكنر أمسك بيدها وقال :
" هل تتتناولين العشاء معي يوم الأربعاء؟".
وبلعت جولي ريقها بصعوبة وقالت:
" أذا رغبت في ذلك".
وقال في كس :
" هذا ما أريده , هل أمر عليك بمكان عملك؟".
" نعم ,تصبح على خير ".
وراقبت السيارة حتى أختفت ثم سارت ألى منزلها وفتحت لتجد بول يشاهد التلفزيون في وجوم مع والديها وقالت:
" بول! لماذا لم تذهب ألى الحفل؟".
" لم أرغب في الذهاب بمفردي , هل قضيت وقتا ممتعا مع صديقتك؟ من هي؟ هل أعرفها؟".
" أنها سيلين شالمرز أنك لا تعرفها يا بول , سوف أعد قدحا من القهوة هل من راغب في القهوة؟".
وسار بول خلفها وسألها :
" ما خطبك؟ تبدين غريبة بعض الشيء؟".
" أنا متعبة , قضيت يوما مليئا بالأحداث ".
" بالطبع".
وقبلها على جبينها , وتمالكت نفسها حتى لا تبتعد عنه , وتساءلت بحسرة , لماذا أشعر هكذا مع بول , بينما كنت أتمنى أن يلمسني مانويل كورتيز؟


الساعة الآن 09:06 PM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.