آخر 10 مشاركات
402 - خذ الماضي وأرحل - مارغريت مايو (الكاتـب : عنووود - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )           »          عروس للقبطان - كاى دايفز - ع.ق (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          الإغراء المعذب (172) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 2 سلسلة إغراء فالكونيرى ..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          داويني ببلسم روحك (1) .. سلسلة بيت الحكايا *متميزه و مكتملة* (الكاتـب : shymaa abou bakr - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          حالات .... رواية بقلم الكاتبة ضي الشمس (فعاليات رمضان 1434)"مكتملة" (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          دجى الهوى (61) -ج1 من سلسلة دجى الهوى- للرائعة: Marah samį [مميزة] *كاملة* (الكاتـب : Märäĥ sämį - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-10-10, 01:55 PM   #21

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


أصابها ردّه بحيرة ودهشة شديدتين , ولكنه فضّل عدم الخوض في أي تفاصيل تتعلق بوضعه الحالي , من المؤكد أنها ستعرف ذلك قريبا , ولكن ليس منه هو في أي حال , وسمعها تقول له بدهشة , عندما حطّ بالطائرة في المكان المخصص لها الذي يطل على القصر :
" أوه , ولكن...... كنت أعتقد أن لوسي تقيم في مبنى الأرسالية مع الأب أستيبان !".
" هذا صحيح , يا آنسة , ولكن مبنى الأرسالية صغير لا يتسع لأكثر من المقيمين فيه حاليا , ولهذا أصر شقيقي على أستضافتك هنا , بالأضافة ألى ذلك , فليس من المستحسن أيقاظ الطفلة وأرباكها في مثل هذا الوقت المتأخر ".
مد يده عارضا عليها المساعدة للنزول من الطائرة وبعد لحظة من التردد , وضعت يدها النحيلة الباردة في يده القوية الدافئة , كانت تلك المرة الأولى التي يلمسها فيها , ولاحظ من الطريقة التي نظرت بها أليه أنها تشعر بوجوده ألى درجة كبيرة , سحب يده بسرعة وقد سرّه أقتراب الميكانيكي جيراردو سانشيز منهما مهرولا بعض الشيء وملوحا بكلتا يديه , وبعد أن تحادثا قليلا , دخل سانشيز الطائرة وأحضر الحقيبة الزرقاء فيما كان رافاييل يقول لضيفة أخيه :
"هيا بنا , فأفراد العائلة على أحر من الجمر , أخبرني جيراردو أن أخي لم يستلم رسالتي بشأن تأخير طائرتك , ومن المؤكد أنه وأمي أقنعا نفسيهما بأنني تعرضت لحادث سيارة أو طائرة".
أحست بالذنب والمرارة وكأنها هي المسؤولة عما حدث , ولكنها أرتاحت كثيرا عندما لاحظت أبتسامته , وقالت له بعفوية :
" أنك تبدو أفضل بكثير عندما تبتسم".
قطعا المسافة الفاصلة بين مربض الطائرة المروحية وباحة القصر مستخدمين سيارة رافاييل التي كانت بأنتظاره , وما أن شاهدته والدته ينزل من السيارة , حتى هرعت نحوه فاتحة ذراعيها , وهي تقول :
" رافاييل ! أوه , يا رافاييل ! الحمد لله يا ربي , الحمد لك!".
عانقها رافاييل بحنان وتأثر ثم أبعدها عنه بهدوء :
" أمي , أقدم أليك الآنسة لورد ....... الآنسة ميراندا لورد".
أتسعت عيناها دهشة وكأنها أصيبت بصدمة ,ثم سألته بالأنكليزية تأدبا ولياقة :
" الآنسة لورد ؟ خالة الطفلة , القادمة من بريطانيا؟".
" صحيح , يا أمي , آنسة لورد , أقدم أليك والدتي ...... السيدة أيزابيلا كويراس".
مدّت ميراندا يدها نحو السيدة المذهولة التي صافحتها بتهذيب , ولكن ببرودة وجفاف واضحين , وبعد لحظة تمكنت أن تقول لها بأدب لا يجوز الأستغناء عنه :
" هل كانت , رحلتك مريحة , يا آنسة؟".
" ألى حد ما , مع أن الطائرة تأخرت يوما كاملا في جمايكا , أنني آسفة لعدم أستلامك رسالة أبنك بهذا الخصوص , وللقلق الشديد الذي حصل نتيجة ذلك".
نظرت الأم ألى أبنها بسرعة وسألته بلهفة :
" هل هذا صحيح يا رافاييل ؟ هل بعثت لنا برسالة ؟".
" طبعا , وقد أبلغني جيراردو بأنه لم يتم أستلامها هنا , في أي حال , ها نحن وصلنا سالمين , والآن أعذراني , فعليّ الذهاب فورا لأن لدي أعمالا عاجلة يجب الأهتمام بها بدون أبطاء".
حدّقت به ميراندا وسألته غير مصدقة , وسألته :
" هل ستذهب في هذا الوقت المتأخر؟".
" أخشى ذلك , يا آنسة , فكما قلت لك , أنا لا أقيم هنا , سوف تتولى والدتي الأهتمام بك , ومن المؤكد أن أخي سيقابلك خلال فترة قصيرة ".
" ولكن......".
قفز ألى سيارته بسرعة متفاديا نظراتها ورجاء أمه بالبقاء مودعا :
" ألى اللقاء , سأراكما قريبا , أن شاء الله".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-10-10, 10:47 PM   #22

القارئة111

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية القارئة111

? العضوٌ??? » 1292
?  التسِجيلٌ » Jan 2008
? مشَارَ?اتْي » 2,392
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » القارئة111 has a reputation beyond reputeالقارئة111 has a reputation beyond reputeالقارئة111 has a reputation beyond reputeالقارئة111 has a reputation beyond reputeالقارئة111 has a reputation beyond reputeالقارئة111 has a reputation beyond reputeالقارئة111 has a reputation beyond reputeالقارئة111 has a reputation beyond reputeالقارئة111 has a reputation beyond reputeالقارئة111 has a reputation beyond reputeالقارئة111 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

شكراااااااااا على المجهود الرااااائع ...منتظريييين التكملة


القارئة111 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-10-10, 11:58 PM   #23

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

3- ظهور مفاجىء

لم تنم ميرندا من قبل في سرير بمثل هذه الفخامة والضخامة , لا بل لم تكن تعلم بوجود رفاهية كهذه , فقد ولدت ونشأت في بيت عادي بسيط لحين مقتل والديها في حادث سيارة , وبما أنها كانت لا تزال طالبة في سن المراهقة , فقد أضطرت للعيش مع شقيقتها سوزان المتزوجة حديثا .
كانت ميراندا وسوزان مختلفتين تماما من حيث المزايا والصفات والطباع , وتسببت غيرة سوزان من شعبية أختها الصغرى في المدرسة والمجتمع بأحداث قدر كبير من التنافر بينهما , ومع ولادة لوسي , أخذت تخصص معظم وقتها وأنتباهها لأبنتها وتهمل بالتالي نفسها ...... وزوجها , وأدى ذلك مع مضي الوقت ألى تحول أهتمام بوب ألى شقيقة الزوجة , لم تشجعه ميراندا على هذا التحول , ألا أن طبيعتها المرحة وشخصيتها المحببة جعلتاه يتودد أليها وهي جاهلة تماما نواياه السيئة , وكان لحسن حظها أنها أكتشفت حقيقة أهدافه في الوقت الذي كانت تستعد فيه للأنتقال من المدرسة الأعدادية ألى الكلية ...... بعيدا عن شقيقتها وصهرها , وعلى رغم تلك المارسات غير الطبيعية وعلاقتها المتشنجة معهما , فقد أصيبت بصدمة قوية عندما علمت بأنهما فقدا وربما قتلا.
تثاءبت وحرّكت قدميها بتكاسل تحت الغطاء الحريري الثمين , فيما كانت تلك الأفكار والذكريات المزعجة تمنعها من النوم , وأبتسمت عندما تذكرت أحدى الخادمات وهي تنادي صاحب البيت دون خوان , أي السيد خوان , لم تتوق أبدا أن تلتقي شخصيا ب ( دون ) خوان حقيقي , مع أن الذي ألتقته قبل ساعات قليلة لا يشبه من قريب أو بعيد العاشق المغامر الفذ الذي تحدثت عنه الأساطير , وقالت لنفسها أن شقيقه رافاييل يجسد ألى درجة الكبيرة ذلك البطل الأسطوري.
ضربت ميراندا بعصبية على وسادتها وسألت نفسها بحدة وتململ عن سبب تحوّل أفكارها بأستمرار ألى ذلك الرجل! كان قاسيا وجافا معها , بل أنه حتى لم يستخدم معها أسلوب المجاملة المتعارف عليه ! تصرّف معها كأن مجيئها لأخذ أبنة شقيقتها الراحلة جريمة لا تغتفر ! ومع ذلك , فالشاب جذاب للغاية وكان أول رجل يعاملها بمثل تلك اللامبالاة , وعلى الرغم من أن خوان تصرف معها بطريقة مختلفة تماما , فأنها لم تشعر أتجاهه بجزء مما تحس به بالنسبة ألى رافاييل ,لا بل أنها لا تشعر نحوه بأي شيء على الأطلاق.
بعد ذهاب رافاييل , رافقتها السيدة أيزابيلا ألى الداخل , وبدا واضحا لميراندا أن سيدة القصر , كأبنها البكر , لا تحبّذ كثيرا قدوم الزائرة البريطانية ألى غواداليما , ألا أنها كانت بلا شك أكثر تهذيبا وتأدبا معها , كما أثبتت أنها مضيفة رائعة , فبمجرد دخولهما , قالت لها :
" أنك بالتأكيد متعبة جدا من رحلتك الطويلة المرهقة , وأنا أقترح تأجيل الأحاديث المتعلقة بالطفلة حتى الصبا , سوف أرشدك ألى غرفتك المعدة سلفا وأبعث لك بطعام العشاء ".
شكرتها ميراندا بتهذيب مماثل وبدون تردد لأنها فعلا كانت متعبة وبحاجة ألى الراحة , وتصورت أن السيدة أيزابيلا , مثل رافاييل , كانت تتوقع وصول سيدة أكبر سنا وأنها تحتاج لبعض الوقت كي تتأقلم مع الواقع الجديد , وفي تلك اللحظة , فتح باب عريض ألى يسارها ودخل منه رجل لا بد أنه خوان كويراس , لاحظت ميراندا على الفور الشبه بينه وبين أخيه , مع أنه أضخم جثة وأقصر قامة ,وسمعته يسأل أمه بأستغراب :
" ما هذا ؟ أين رافاييل؟".
ثم علت وجهه أبتسامة عريضة وعاد يسأل والدته ثانية , ولكن هذه المرة بالأنكليزية بدلا من الأسبانية :
" هل رافاييل هنا , يا أمي؟".
" أتى وذهب على الفور , تأخرت طائرة الآنسة ......... الآنسة لورد في جمايكا يوما كاملا , ولذا لم يتمكن من العودة أمس".
ثم عضت على شفتها السفلى وقالت لميراندا , مشيرة ألى الباب الواقف قربهما :
" أعرّفك بأبني , يا آنسة , السيد خوان كويراس ".
ردّت ميراندا على أبتسامة خوان بالمثل قائلة :
" أنني مسرورة بالتعرف أليك , وأود أن أعرب لك عن أمتناني لحسن ضيافتك ".
تأملها خوان بدقة متناهية ثم هز رأسه وسألها باسما :
" هل أنت خالة الطفلة؟ لا يمكن , فأنت نفسك لست أكثر من مجرد طفلة كبيرة!".
كانت كلماته مماثلة لتلك التي أستخدمها شقيقه , ولكن لهجته ونيته كانتا مختلفتين ألى حد كبير , وسرّها أن تجد شخصا واحدا على الأقل في هذه العائلة لا يعترض على وجودها في غواداليما , مع أنه هو الذي لا يريد التخلي عن الطفلة , وبدت الوالدة أقل حماسا لمتابعة الحديث , أذ قالت :
" كنت أقترح لتوي على الآنسة لورد أن تذهب ألى غرفتها لأنها متعبة جدا , وبالتالي فأن جميع الأحاديث المتعلقة بسبب وجودها هنا يمكن تأجيلها حتى الصباح ".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-10-10, 12:31 PM   #24

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

نظر خوان ألى ميراندا وسألها بجدية :
" وهل هذه هي رغبتك أيضا , يا آنسة لورد؟".
أرتبكت ميراندا لأن الشاب وأمه وضعاها في موقف لا تحسد عليه , ولكنها حسمت ترددها بالقول :
" أنني........ أنني حقا متعبة , أذ لم أنم جيدا أثناء الأنتظار في جمايكا ".
بدا الأرتياح على وجه الوالدة التي سارعت ألى القول :
" حسنا سترافقك جيزابيل , مدبرة المنزل هنا , ألى غرفتك للسهر على راحتك وتقديم كل ما تحتاجين أليه ".
" أشكرك جدا على أهتمامك ورعايتك , يا سيدتي ".
وما أن ذهبت الأم لأعطاء التعليمات الضرورية , حتى بادرها الأبن بالسؤال :
" أخبريني , يا آنسة لورد , هل أبلغك شقيقي ... عن مدى....... مدى أهتمامي بالصغيرة ؟ لوسي , أليس كذلك؟".
بدا الأرتياح على وجه ميراندا وأجابته قائلة :
" طبعا , وأنا أشكرك على كل ما قمت به أتجاهها , ذكر لي الأب أستيبان في أكثر من رسالة أنك كنت تزورها بأستمرار , وتأتي بها لزيارتكم مرات عديدة ".
" أننا ......... أننا صديقان , أليس كذلك ؟".
" أنا متأكدة من أن أهتمامك بها خفف كثيرا من آلامها وهوّن عليها مصابها , ومما لا شك فيه أنها كانت تفرح جدا بوجودها في المنزل التاريخي الرائع ".
دخلت السيدة أيزابيلا وهي تقول لأمرأة هندية مسنّة كانت ترافقها :
" أرشدي الآنسة لورد ألى غرفتها وقدّمي لها أشهى ما لديك من المأكولات".
" على الفور يا سيدتي , تفضلي , يا آنسة".
شكرت ميراندا السيدة أيزابيلا وأبنها وتمنت لهما ليلة سعيدة , ثم تبعت جيزابيل ألى الغرفة فيما أحد الخدم يحمل لها حقيبتها الزرقاء القديمة.
تنهدت وتقلّبت في سريرها متأففة متبرمة , وهي تعلم أنها أن لم تنم قريبا فسوف يصعب عليها كثيرا الخروج من الفراش صباح اليوم التالي , ولكن كل شيء مختلف عما هي معتادة عليه , بما في ذلك الهدوء المخيّم بصورة تامة تقريبا بعكس الضجيج الذي أعتادت عليه في شقتها الصغيرة بحي تشلسي , وتذكرت بشدّة أعتراض مديرها على ذهابها ألى المكسيك وأقتراحه الطلب من السلطات المسؤولة أرسال الطفلة ألى بريطانيا للتعرف عليها , أنه أنسان بارد وقاسي القلب , ومما لا شك فيه أنه لم لم يغفر لها بعد رفضه الزواج منه على الرغم من جميع مزاياه , فهو شاب وسيم وذكي وذو طموح لا يضاهى وكانت جميع الفتيات في المكتب يحسدنها على كونها سكرتيرته الخاصة .
وفجأة تذكرت حديثها مع رافاييل في طريقهما ألى مطار بوابلا والأجوبة السلبية الحازمة التي رد بها على سؤالها المتعلق بالزواج , وتساءلت عن سبب ذلك الأصرار والعناد , هل خذلته أحدى النساء في الماضي , أم أنه مجرد أنسان يكره النساء ولا يطيق أقترابهن منه؟ السؤال الأول غير محتمل , وكذلك الثاني! فهو يبدو رجلا بكل ما في الكلمة من معنى , وبالتالي فليس من المحتمل أنه من الأشخاص الذين يكرهون الجنس الآخر , ومع ذلك فأنه لم يعرها أي أهتمام! وتململت في سريرها عندما تذكرت مدى البرودة في معاملته لها , وضعت وسادتها تحت رأسها وعزمت على النوم , غدا , وليس اليوم , ستفكر بأمور الغد.......
أستيقظت على صوت أنسان يفتح الستائر والنوافذ , غطّت نفسها بسرعة وفتحت عينيها بتأن لتجد أمامها صبية هندية جميلة تبتسم لها وتحييها بالأسبانية الممزوجة بأحدى اللهجات المحلية , ردّت ميراندا على التحية بالمثل وجلست في السرير , فيما كانت الخادمة تحضر لها طبقا عليه أبريق من القهوة الطازجة وفطور الصباح , نظرت ألى ساعة يدها فتبين لها أنها نامت لساعات عدة أذ كان العقربان يشيران ألى ما بعد التاسعة بقليل , شربت قهوتها وقامت من السرير لتفتح الباب المزدوج الذي يؤدي ألى شرفة تطل على الوادي الأخضر , نظرت بأرتياح ألى الأزهار الرائعة الجمال وتأملت النهر الذي يشق طريقه بين الصخور والحجارة في أسفل الوادي , تنشقت الهواء العليل الذي كان يهب بهدوء وسكينة , وراحت تتطلع بعيدا علها تشاهد مبنى الأرسالية حيث تقيم لوسي , هل أخبرها أحد يا ترى بوصول خالتها ؟ ولكن ........ أليس من المعقول أيضا ألا تكون هذه الفتاة أبنة شقيقتها ؟ لا , يجبأن تكون ! وأذا كانت لوسي حية ترزق , فثمة أحتمال بأن والديها لا يزالان على قيد الحياة!


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-10-10, 12:57 PM   #25

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وهمّت بالخروج ألى الشرفة ألا أنها أمتنعت عن ذلك في اللحظة الأخيرة , وقالت لنفسها باسمة أن من المؤكد أن السيدة أيزابيلا لن يعجبها خروج ضيفتها نصف العارية ألى مكان يراها منه خدمها....وأبنها العازب! عادت ألى الغرفة ومنها ألى الحمام الداخلي حيث وقفت بضع دائق تحت شلال قوي وبارد من المياه المنعشة , وما أن أنتهت من أرتداء ثيابها حتى سمعت الباب يطرق بنعومة , أستدارت بدهشة واضحة وقالت :
"نعم!".
دخلت مدبرة المنزل المسنّة وقالت لها بتهذيب وأحترام :
" أسعدت صباحا يا آنستي , أبلغتني أيناز أنك بحاجة ألى شيء ما".
أبتسمت ميراندا وهي تجيبها قائلة :
" أنك بالتأكيد تعنين الفتاة التي أحضرت لي الفطور!لا , لا , لم أطلب منها شيئا , كل ما في الأمر أنني سألتها عما أذا كانت تتحدث الأسبانية , التي لا أفهمها".
" أنها فتاة أمية".
أرتبكت ميراندا وحاولت تغيير الموضوع قائلة :
" شكرا على الفطور الرائع".
" هذا من واجبنا , يا آنسة ".
" من المؤكد أن السيد خوان ينتظرني على مضض!".
" ينتظرك يا آنسة؟".
" نعم , كي يأخذني للقاء أبنة........للقاء الطفلة".
" أوه , أوه! لا يا أنسة , فالسيد خوان يتناول طعام الفطور في الحديقة".
شكرتها ميراندا وبدأت تجمع ثيابها التي تبعثرت على الأرض عندما فتحت حقيبتها في الليلة السابقة , تنحنحت جيزابيل وسألتها بأدب:
" هل تسمحين لي يا آنسة بترتيب حاجياتك؟".
نظرت أليها ميراندا بأستغراب قائلة :
" لا , لماذا؟ يمكنني أنا القيام بذلك".
" لا تزعجي نفسك , يا آنسة , أنا سأهتم بهذه الأمور ".
" هذا لطف منك يا جيزابيل , ولكن......".
" أنه من صلب مهامي وواجباتي يا آنسة".
قررت ميراندا عدم الأسترسال في المجادلة , وبخاصة لأنها متشوقة جدا لرؤية أبنة شقيقتها , وراحت تتخيل الأرتياح الذي سيبدو على وجه الطفلة عندما ستشاهد خالتها الحبيبة وتتذكر الأيام الحلوة التي أمضتها معها , تركت جيزابيل تهتم بالغرفة وتوجهت ألى القاعة الرئيسية , وفجأة , شاهدت أمامها صبية سمراء جذابة تحمل ملامح عائلة كويراس المميزة , وعندما لاحظت أن الفتاة المكسيكية لن تستهل الحديث , بادرت ميراندا ألى القول :
" صباح الخير , أنا ميراندا لورد , وأنت بالتأكيد قريبة السيد خوان , هل بأمكانك أرشادي ألى مكان وجوده الآن ".
ردّت الفتاة بشيء من الغطرسة قائلة :
" أنا كارلا كويراس وخوان شقيقي , ثم ....... أنني أعرف من أنت".
تضايقت ميراندا من الجملة الثانية , التي قيلت بشيء من الأحتقار , وشعرت بأن عليها توجيه كلمات بالقسوة ذاتها , ولكنها أكتفت بالقول :
" قيل لي أنه يتناول فطوره في الحديقة , وأنا أود ملاقاته".
دلتها كارلا بقلة أكتراث , فشكرتها ميراندا بكلمة واحدة وتوجهت نحو الحديقة وهي تشعر بشيء من العصبية والأنزعاج ,وسألت نفسها عما أذا كان للشقيقين اللذين ألتقتهما أمس أي شقيقات أو أشقاء غير هذه الفتاة المتغطرسة ! ولاحظت بأنقباض أن خوان هو الشخص الوحيد الذي تحدّث أليها بأرتياح وتودد منذ وصولها ألى المكسيك , وصلت ألى الباب المؤدي ألى الحديقة فرأت خوان يجلس ألى طاولة زجاجية كبيرة , يدخن غليونه ويشرب القهوة , وما أن أحس بوصولها , حتى هبّ واقفا وأستقبلها بحرارة صادقة قائلا:
" آنسة لورد! كنت أفكر بك لتوي , تفضلي بالجلوس , هل تريدين فنجانا من القهوة ؟".
" لا , شكرا لك يا سيد .... أعني , يا سيد خوان ! جئت لمقابلتك , كي... كي أستفسر منك عن كيفية الذهاب ألى الأرسالية ".
" ولكن يا آنستي , أنا سأوصلك بنفسي".
برقت عيناها أرتياحا وسألته بلهفة :
" حقا ؟ وهل هي بعيدة من هنا؟".
" بعيدة ؟ لا يا آنسة , أنها في الجزء الآخر من الوادي".
" أوه , عظيم!".
" هل نمت جيدا يا آنسة؟".
" بأرتياح تام , شكرا".
ثم نظرت حولها وقالت له بأعجاب:
" أنه مكان جميل للغاية ".
" هذه المنطقة هي ملك لعائلة كويراس منذ ....... منذ........".
أكمل جملته بالأسبانية وسألها بحياء كيف تترجم ذلك ألى الأنكليزية , أبتسمت وقالت بهدوء :
" منذ أجيال عديدة".
" نعم , منذ أجيال عديدة , آسف , لأن لغتي الأنكليزية ليست جيدة".
ضحكت ميراندا وقالت :
" أنها أفضل بمئة مرة من لغتي الأسبانية ".
أبتسم خوان بأرتياح وقال :
" ولكن رافاييل , أخي , يتحدث الأنكليزية بطلاقة ..... أليس كذلك؟".
أنتظر جوابها ولكنها أمتفت بهز رأسها علامة الموافقة بدون تعليق, لم تشأ التفكير برافاييل كويراس , فهو مسؤول عن أنقباضها وتململها في الليلى السابقة , وقررت خلال الصباح محو صورته من مخيلتها , ألا أن مجرد ذكر أسمه أعاد زرع صوته بقوة مزعجة , وسرّت كثيرا عندما حوّل تفكيرها بتوجيه سؤال كانت معظم كلماته بالأسبانية.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-10-10, 01:07 PM   #26

القارئة111

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية القارئة111

? العضوٌ??? » 1292
?  التسِجيلٌ » Jan 2008
? مشَارَ?اتْي » 2,392
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » القارئة111 has a reputation beyond reputeالقارئة111 has a reputation beyond reputeالقارئة111 has a reputation beyond reputeالقارئة111 has a reputation beyond reputeالقارئة111 has a reputation beyond reputeالقارئة111 has a reputation beyond reputeالقارئة111 has a reputation beyond reputeالقارئة111 has a reputation beyond reputeالقارئة111 has a reputation beyond reputeالقارئة111 has a reputation beyond reputeالقارئة111 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

شكراااااااااا على المجهود الرااااائع ...منتظريييين التكملة


القارئة111 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-10-10, 04:07 PM   #27

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

" هل تعني أنني أحب تعلّم اللغة الأسبانية؟".
صفق لها بأعجاب وقال :
" عظيمّ !عظيم ! أنها ليست لغة صعبة أو معقدة وسوف يساعدك رافاييل كثيرا , أذا سمح له وقته بذلك".
" أوه , ولكن ذلك ليس ضروريا ,أعني.... أعني أنه لا يمكنني أزعاج شقيقك بمثل هذه الأمور البسيطة".
" ماذا تقولين ؟ أنه يمضي معظم وقته بعيدا عنا وهذه هي فرصة طيبة كي نجعله يمضي المزيد من الوقت معنا , سوف أتحدث أليه بهذا الصدد".
" أوه , لا , أرجوك......".
قاطعها خوان مبتسما وهو يوجه أليها سؤالا بالأسبانية , منتظرا منها أن تفهم معظمه أو على الأقل بعضه , ألا أن معلوماتها كانت ضعيفة جدا فظلّت تحدّق به وتنتظر منه أيضاحا أو تفسيرا , ألى أن سمعت صوتا ناعما يقول لها :
" يسألك شقيقي , يا آنسة , عما أذا كنت متشوقة لرؤية الطفلة".
أستدارت ميراندا بدهشة لتشاهد الصبية التي تحدثت معها قبل قليل , يبدو أنها أستبدلت ثيابها كما أنها تحدثت معها بلهجة تقل عنفا وقسوة عن السابق , يا لهذا التحول المفاجىء! أبتسمت لها ميراندا وشكرتها بأمتنان على مساعدتها , فيما كان خوان يقوم من كرسيه ويقول :
" آسف , يا آنسة , كنت شارد الذهن! ولو لم تنقذني شقيقتي المترجمة البارعة لكنت أوقعت نفسي بورطة لغوية ".
ثم نظر ألى أخته وقال لها :
" كونستانسيا , تعالي أعرفك على ضيفتنا الجميلة ".
كونستانسيا ؟ ماذا يقول خوان ؟ أليس أسمها كارلا؟
" كيف حالك , يا آنسة لورد ؟".
صافحت ميراندا اليد الممدودة أليها وهي تقول بدهشة وأستغراب:
" ولكن...... ولكن ألم نلتق قبل قليل ؟ في القاعة؟".
قطبت الفتاة حاجبيها وهزت برأسها نفيا ,ثم أنفرجت أساريرها وقالت :
" لا شك أنك ألتقيت شقيقتي كارلا , يبدو أنها أنتهت من ركوب الخيل لهذا الصباح".
أبتسمت ميراندا بحياء قائلة :
" آسفة لهذا الأشكال ! أنكما تشبهان بعضكما ألى درجة مذهلة!".
" أنني أكبرها بخمس عشرة دقيقة فقط".
قالت ميراندا لنفسها أنه كان عليها معرفة ذلك , فمع أن هذه الفتاة تشبه رافاييل كثيرا من حيث الجاذبية والوسامة , ألا أن شخصيتها ومظهرها الخارجي هما أكثر نعومة ورقة , هذا , في حين أن كارلا تشبهه أكثر من حيث التصرف ومعاملة الآخرين , وقطع عليها خوان حبل تفكيرها عندما سمعته يقول لشقيقته:
" أننا ذاهبان ألى الأرسالية , يا كونستانسيا , فلماذا لا تأتين معنا ؟ سيكون وجودك ........ مفيدا لنا".
ترددت كونستانسيا وقالت بتهذيب :
" سيسرني ذلك , أذا لم يكن للآنسة لورد أي أعتراض على هذا الأقتراح ".
" أرجوك أن ترافقينا , لوسي , أو بالأحرى الطفلة الموجودة هناك , تعرفك ,وحتى لو كانت أبنة شقيقتي , فأنها قد لا تعرفني بسبب فقدانها الذاكرة".
" حسنا , أمهلاني خمس دقائق".
توجهوا ألى الأرسالية بسيارة خوان الزرقاء المكشوفة التي كان يقودها بنفسه , مع أنه أقر لميراندا بأنه لا يحب كثيرا قيادة السيارات ويفضل عادة الجلوس قرب سائقه المتمرس , وفي الطريق ,كانت كونستانسيا تشرح لضيفة العائلة بصبر وأناة عن الأزهار البرية الجميلة التي كانت تثير أعجاب الزائرة البريطانية , وشاهدت ميراندا عددا كبيرا من الأكواخ التي يسكنها العمال , بالأضافة ألى مخزن ومرآب وعيادة طبيب , وظنت في وقت ما أنها شاهدت سيارة رافاييل أمام أحد المباني , ولكنها لم تتأكد من ذلك , ومع أنها لاحظت أفتقار تلك الأكواخ ألى الكهرباء وقساطل المياه , ألا أنها أمتنعت عن التعليق مخافة أغضاب خوان وخسارة صداقته , وما أن غابت الأكواخ عن ناظرها وبدأت السيارة تتجه صعودا , حتى أشارت كونستانسيا ألى دير صغير أبيض قائلة :
" هناك! ذاك هو المكان الذي تقيم فيه الصغيرة , أنه الدير الذي ينطلق منه الأسقفان استيبان ودومنيكو لمساعدة أبناء هذا الوادي".
" أسقفان فقط؟".
هزت كونستانسيا رأسها وردت على أستغراب ميراندا بالقول :
" من المؤسف جدا أن معظم الأساقفة الذين كانوا يعيشون هنا توفوا ولم يبق من الرعيل الأول سوى الأب أستيبان , تغيرت الأيام ولم تعد المنطقة كما كانت , أخذت الآلة تحل محل الأنسان و........".
قاطعها خوان وهو يكمل جملتها بشيء من الحدة قائلا :
" وأخذ رافاييل يرسل الشبان ألى المدينة !".
" يقول لهم أن الأوضاع المعيشية هناك أفضل من هنا , كما أن دخلهم في مصانع المدن أكثر بكثير مما تعطيهم أنت , يا خوان ".
" هراء ! فالوادي أرضهم وموطنهم".
" أنهم لا يشاركونك هذا التعلق بالأرض , يا عزيزي , لا تلمهم أن هم حاولوا السعي وراء حياة أرغد ووضع معيشي أفضل ".
" أنا لا ألومهم , يا حبيبتي , ولكن رافاييل هو الذي يجعلهم متذمرين وغير قانعين !".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-10-10, 04:33 PM   #28

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

أبتسمت كونستانسيا وهي تنظر ألى ميراندا وتقول لها :
" كما ترين , فلكل من الشقيقين العزيزين وجهة نظر مختلفة بالنسبة ألى الناس , كل منهما محق بعض الشيء في رأيه , فخوان مثلا يصر على أن الأنسان لا يمكن أن يفتقد الأشياء التي لا يملكها أو لا يعرفها , في أن أن رافاييل يفكر ....... يفكر كطبيب , فهو لا يرى ألا المرض والحرمان , أنه لا يعبأ أبدا بأنجازات آبائنا وأجدادنا الذين زرعوا هذه البراري وأعتنوا بها حتى أصبحت على ما هي عليه الآن ..... واحة من الخصب والمدنية , أنه يعتبر أن هذه الأنجازات ما هي ألا أقطاعية بغيضة متوازنة منذ مئات السنين ومبنية على أستغلال السكان الأصلين من الهنود".
تدخّل خوان بحدة وعصبية قائلا :
" أنه أنسان لا يبالي بالتراث والتقاليد والأرض ".
" لا يا خوان! أنه أنسان ذو مثل عليا يعيش بموجبها ولا يتخلى عنها".
" هذا كلام منمق لا يعني شيئا ".
" لا , يا أخي! أنه يعني أن رافاييل يعتقد أعتقادا راسخا بأن الأنسان أهم من الأرض والممتلكات , وهو لا يعترف بنمط حياتنا الذي يعتمد المادة فوق كل شيء آخر ".
قال خوان جملة غاضبة بالأسبانية ثم سأل شقيقته بلغة الضيفة :
" وأنت , يا عزيزتي , هل تؤمنين بهذه المثل العليا؟".
خرجت كونستانسيا من السيارة الفخمة وهي تجيبه بهدوء قائلة :
" لم أقل أنني أوافقه الرأي , فأنا كسولة وأتمتع جدا بهذه البحبوحة المادية المتاحة لدي بدون أي جهد أو عناء , بحيث يصعب عليّ مشاطرته معتقداته ألى درجة الموافقة التامة , ومع ذلك , فأن أقتناعه بهذه المثل وقدرته على تطبيقها يثيران في نفسي الأحترام والتقدير .... والأعجاب".
كانت ميراندا تصغي بأنتباه لحديثهما بدون أن تحاول التدخل أو حتى التعليق بشيء , ماذا كانت الفتاة تعني عندما قالت أن رافاييل يفكر كطبيب ؟ هل هو حقا طبيب؟ أرادت أن تسأل , ولكن أقترابهم من الدير وأحتمال مشاهدة لوسي طردا جميع الأفكار الأخرى من رأسها كانت متشوقة جدا لرؤية لوسي ,ورفضت بالتالي الأعتراف بالخوف الذي أعتراها من أحتمال ألا تكون تلك الطفلة فعلا أبنة شقيقتها , وأحست ميراندا رغما عنها بجو من الحزن والكآبة يسيطر عليها , وما هي ألا لحظات , حتى خرج رجل وطفلة ووقفا أمامهم , أنها هي! أنها لوسي التي لم ترها منذ ثمانية عشر شهرا ! هذه هي حركاتها السريعة والعصبية ألى حد ما , التي ورثتها بالتأكيد عن والدتها! رباه , أنها أبنة أختي! ولكنه بدا أن لوسي لم تعرف ميراندا , أذ أنها حيّتها وكومستانسيا بأبتسامة مجاملة وهرعت نحو خوان فاتحة ذراعيها ورامية بنفسها عليه , وقالت له بحماس ظاهر , فيما كانت تعانقه بحرارة:
" عمي خوان , عمي خوان! أخبرني الأب استيبان أنك ستأتي , هل ستبقى ؟ هل ستأخذني معك ألى البيت؟ ستأخذني , أليس كذلك ؟".
" أهدأي يا صغيرتي!".
قالها بالأسبانية وبلهجة آمرة , ولكنه كان يبتسم بزهو وأنتصار , أليس هذا اللقاء المؤثر أستعراضا مجانيا للضيفة الكريمة كي تشاهد بنفسها مدى تعلّق الطفلة به؟ عادت الطفلة ألى السؤال , فرد عليها بهدوء وحنان :
" سوف نرى , يا عزيزتي , سوف نرى!".
" ولكنك وعدتني! قلت لي.......".
" لحظة واحدة يا حبيبتي ! أحضرت معي شخصا لمقابلتك ........".
" عمتي كونستانسيا ؟ أعرف....".
" لا يا عزيزتي , ليس فقط العمة كونستانسيا , أنظري ......هناك ! هل تعرفينها ؟ السيدة التي تقف قرب كونستانسيا ؟".
أحسّت ميراندا بأن الدماء جمدت في عروقها وبأن دقات قلبها تسمع في كافة أرجاء الدير والوادي , وبعد أن تأملتها لوسي لبعض الوقت, سألت خوان وقد نفذ صبرها :
" ربما , ربما".
تدخلت ميراندا على افور قائلة للطفلة وهي تقترب منها على مهل :
" طبعا يجب أن تعرفيني , يا لوسي! ألا تتذكرينني؟".
لم تترك الطفلة جانب خوان والأسوأ من ذلك أنها لم تظهر أي أهتمام أو أنفعال بكلام هذه السيدة .... الغريبة , بل سألتها بشيء من الحدة :
" لماذا تطلقين عليّ مثل هذا الأسم ؟ لوسي! هذا ليس أسمي! لا أحد يعرف أسمي!".
أصرت ميراندا بهدوء وروية على الأستمرار بمحاولتها شبه اليائسة , قائلة :
" أنا أعرف أسمك , يا لوسي , أنه لوسي كارمايكل".
نظرت الطفلة بهلع وذهول نحو الأنسان الذي يهتم بها ويرعاها وهي تردد :
" لا......لا , أنه ليس........".
وضع خوان يديه على كتفي الطفلة مطمئنا ومواسيا , فيما كان يقاطعها قائلا لميراندا :
" أعتقد أن عليك عدم أخافتها على هذا الشكل , يا آنسة لورد , ربما كان من الأفضل أن تتبعي أسلوبا آخر في...".
توقف خوان عن أتمام جملته عندما دخل رجل طويل اقامة ساحة الدير بصورة مفاجئة وسأل شقيقه بلهجة قاسية :
" ما بك , يا خوان , هل أنت خائف من أن تستعيد الطفلة ذاكرتها ؟".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-10-10, 04:51 PM   #29

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

4- ضيفة القصر
عادت ميراندا ألى القصر مع رافاييل , لم تكن تريد ذلك , وكانت تعلم أن رافاييل لم يكن أيضا راغبا بذلك , ولكن خوان أصر على هذا الأمر , قائلا: أنه بحاجة لبعض الوقت كي يتحدث ألى الطفلة على أنفراد ويشرح لها حقيقة الوضع بهدوء وروية.
لم تقتنع ميراندا بكلام خوان , أنها وحدها المؤهلة للحدث مع لوسي في هذا الشأن , ولتحاول أن تشرح لها بعض الظروف التي أدّت ألى وجودها هنا , ولكن خوان أصر على موقفه بدون المجازفة بحصول خلاف حاد مع شقيقه , وكان واضحا أن لوسي تصدّق خوان ألى أبعد الحدود , ومتعلقة به كما يتعلق الغريق بأي شيء يجده طافيا على سطح الماء ومع أنه كان بأمكانها تفهم ذلك , ألا أنها لم تفهم مثابرة خوان على تقوية تلك الروابط , وكان واضحا هو الوحيد القادر على الحد من سيطرته على الطفلة , وأنه الوحيد الذي يتمكن من تسيير رغباتها بدون حصول ردّات فعل هستيرية وأليمة , وبدا لميراندا أن خوان لم يكن بأي حال من الأحوال على عجلة من أمره للتخلي عن تلك السيطرة!
أما الأب أستيبان فكان له موقف مختلف , فهدفه الوحيد هو سعادة الطفلة ورفاهيتها , أعرب لميراندا عن تفهمه لحقيقة مشاعرها ,ولكنه حثّها على أن تتحلّى بالصبر وعلى ألا تتوقع أنجاز الكثير في وقت قصير , لوسي طفلة في الثامنة من عمرها , ومن الطبيعي أنها كانت بحاجة لمن يساعدها ويرعاها بعد تلك المحنة الصعبة التي تعرضت لها , ألا أن الطبيعة سوف تأخذ مجراها في الوقت المناسب وستعود أليها ذاكرتها عاجلا أم آجلا , وأقترح الكاهن الجليل منح الطفلة بعض الوقت , خوفا من أن يؤدي التسرع ألى حدوث رد فعل سلبي يندم عليه الجميع.
ولكن..... كم ستطول فترة الأنتظار ؟ متى ستتذكر الطفلة هويتها الحقيقية , وأن والديها قتلا بحادث طائرة؟ مضت على الحادثة حتى الآن أربعة أشهر , فكم من شهر آخر سينقضي قبل أن تتذكر؟ وهل من المتوقع أن تظل هي في المكسيك طوال فترة الأنتظار المطلوبة ؟ لا ! لا يمكن ! فبالأضافة ألى أن مديرها منحها أجازة بدون راتب لمدة أسبوعين فقط , فهي غير قادرة على قبول ضيافة آل كويراس ألى ما لا نهاية! كما أن وضعها المادي لا يسمح لها بالبقاء في أحد الفنادق البسيطة لأكثر من عشرة أيام! وتنهدت رغما عنها , ولكن ذلك أسترعى أنتباه رفيقها الذي قال لها :
" ماذا في الأمر , يا آنسة ؟ أليس الوضع مستقيما كما كنت تتصورين ؟".
" أنت تعرف أنه ليس كذلك ! المشكلة أنني لا أعلم ما هو متوقع مني !".
" ماذا تعنين؟".
تنهدت ميراندا مرة أخرى وسألت رافاييل :
" ماذا سيحدث أذا ظلّت لوسي على هذا الحال ولم تتذكرني؟".
" أذن أنت متأكدة من أنها لوسي ؟".
" أوه , طبعا , أنها لوسي , ولكن....... ولكن شقيقك لا يسهل الأمور كثيرا".
" وهل كنت تتوقعين عكس ذلك؟".
" لا أعرف , لا أعرف ماذا كنت أتوقع , أعتقد أن أحتمال تعلّقه بالطفلة ألى هذه الدرجة لم يخطر ببالي , هذا ما كنت تحاول قوله لي في طريقنا ألى غواداليما , أليس كذلك؟".
" من بين أمور أخرى , ويجب أيضا أن تعلمي أن أخي سعيد جدا بأخلاص الطفلة له وتعلقها به , وهذا الأمر جديد بالنسبة أليه , ولكنها مرحلة سوف تمر".
" وماذا سأفعل أنا طوال هذه الفترة؟ من المؤكد أنه ليس بأمكاني البقاء هنا ألى أن تستعيد لوسي ذاكرتها!".
" لم لا؟".
دهشت ميراندا ألى حد بعيد وأجابته بأستغراب شديد :
" لم لا يا سيد , أنا أنسانة أعمل في أحدى الشركات وقد منحني المدير أجازة أسبوعين كي أنهي جميع المشاكل المتعلقة بأبنة أختي , وسوف أحتاج أل جزء من هذه الفترة لأعداد بعض الترتيبات الضرورية لدى عودتنا ألى لندن".
هزّ رافاييل رأسه قائلا:
"هذه ليست تقديرات ! أنها الحد الأقصى! جورج.... أعني السيد هولام مديري في العمل , شخص يتطلب الدقة المتناهية ".
نظر أليها رافاييل وقال بلهجة ساخرة :
" تتحدثين عنه بلهجة لا يستخدمها عادة العمال والموظفون".
" أنت مخطىء , يا سيد , فالناس في بلادي ليسوا......... ليسوا رسميين كما تتصور , في أي حال , فأن هذا الأمر لا يتعلق بموضوعنا ".
صمتت لحظة ثم عادت ألى متابعة حديثها قائلة :
" لا يمكنني البقاء هنا أكثر من عشرة أيام حتى لو أردت ذلك ".
" لم لا؟".
أزاحت وجهها بعيدا وقالت له بتأفف واضح:
" أذا كان لا بد لك أن تعلم , فالسبب الوحيد هو أن أمكانياتي المادية لا تسمح لي بذلك ".
عبس رافاييل وأجابها على الفور :
" ولكن أقامتك في مقر العائلة لا تكلّفك شيئا !".
" ربما لا , ولكنني غير قادرة على البقاء هناك ألى أجل غير مسمى!".
" أعذريني على تكرار السؤال , لم لا؟ من الواضح أنك تعقدين أمورا تبدو لي طبيعية وبسيطة للغاية".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-10-10, 03:12 AM   #30

jus6me010
 
الصورة الرمزية jus6me010

? العضوٌ??? » 122495
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 398
?  نُقآطِيْ » jus6me010 is on a distinguished road
افتراضي

يسلمو الانامل
ننتظر الباقي على نااااار


jus6me010 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:13 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.