شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   روايات أحلام المكتوبة (https://www.rewity.com/forum/f203/)
-   -   257 - أسوار الذهب - جين بورتر -أحلام الجديدة ( كتابة فريق الروايات المكتوبة/ كاملة )* (https://www.rewity.com/forum/t133046.html)

بنوته عراقيه 13-10-10 01:48 PM

-ارجوك لاتفعل هذا
وحاولت ان تحرر معصمها من قبضته
-رائحتك اشبه باللافندر واشعه الشمس
فقالت بصوت يهيمن عليه الغضب
-دعني يا سيد باتيراس
ترك ذراعها فدفنت يدها في حجرها لقد احترق باطن معصمها وتخدش جلدها وارتفع نبضها
لم تكن تعلم انها اصبحت بهذه الحساسيه البالغه وارغمت نفسها على العوده باهتمامها الى المناظر الصخريه ناظره الى الطريق غير المستويه وهما يهبطان الربوه كانا يقتربان من ضواحي المدينه
وخطر لها فجاه فكره غير مرغوب فيها سالته
-هل سارى ابي في المدينه؟
-لا لقد استقل الطائره هذا الصباح الى اجتماع في اثينا
تملكها الارتياح فليس عليها ان تراه الان على الاقل
-انت لا تهتمين به كثيرا اليس كذلك؟
سالها وهو ينظر الى ساعته ثم يعود الى النظر من النافذه
-لا
-يبدو انه رجل لائق مهذب
-هذا اذا كنت تحب الرجال المهووسين بالسيطره
فقطب جبينه
-لقد حاول القيام نحوك بما هو افضل
شعرت في معدتها بثقل الرصاص لم يكن كريستوس باتيراس يعلم نصف الامر لان اباها لم يقم قط بما هو الافضل لها كل ما يعلمه كان لاجل نفسه
بامكانها ان تغفر لابيها اشياء كثيره لكنها لن تغفر له قط
اهماله لامها في الاسابيع الاخيره من حياتها وعندما كانت امها مستلقيه لتموت في ذلك البيت الذي يشبه ضريحا فخما لم يمسك داريوس يدها قط ولم يهتم بالامها ولا بالاقتراب منها ولا اهتم بما تحتاج اليه وكان ينبغي ان يكون موجودا لاجلها على الدوام فهذا اقل ما يجب عليه نحوها كيف لم يهتم؟
عندما خنقتها غصه ركزت افكارها بشده على المشاهد الصخريه خلف نافذتها المغلقه
-ليتني سعدت بمعرفه امك
شعرت بكتله الرصاص في معدتها تتضخم ضاغطه صدرها فاصبح تنفسها صعبا واحرقتها دموع فاضت بها عيناها
-كانت رائعه الجمال
-رايت صورها عملت عارضه ازياء مره اليس كذلك؟
-كان ذلك في حفله خيريه...كانت امي تكرس حياتها لها تؤمن به واظن انها كانت ستفعل المزيد لو سمح ابي لها بذلك
كان صوتها وهي تتحدث مثقلا بالمشاعر
-لابد انك تتفتقدينها
كثير فكرت في ذلك وهي تجاهد للتحكم في اعصابها فمن المستحيل عليها ان تتحمل كل هذه المشاعر المتناقضه في وقت واحد لقد امضت السنه الماضيه كلها على هذه الحال وكانت خسارتها لامها فوق كل شئ كان ذلك اكثر مما تطيق واحيانا لم تكن تدري الى اين تذهب لتستمد القوه وكانت تجاهد كثيرا لكي تصل الى داخل نفسها لتمدها بالشجاعه
-هل احبت امك اليونان؟
-كانت صابره عليها
اجابت بصوت متحشرج وهي تخرج منديلا ورقيا كانت عيناها تدمعان وانفها يحترق وشعرت باضطراب بالغ فوق كل ذلك كان كريستوس ينظر اليها بامعان جعلها تشعر وكانها ستتمزق ...وسالها متاملا
-هل لان الجو خانق جدا؟
-بل لانه حار جدا
وابتسمت لاول مره عصر هذا النهار كانت امها تكره الحراره وهذا بالتاكيد ماجعلها تذوي
-ماما ذبلت لافتقادها الخضره الانكليزيه كما يذبل البعض لفقدان الحب
ضحك كريستوس برقه وبدا الحنان على ملا محه بشكل مدهش لكن حنانه سيكون فيه هلاكها وتصلب ظهر اليسيا مذكره نفسها بان لا تثق بابتسامته او دفئه فهو ليس مجرد رجلا عاديا ...بل رجلا اختاره ابوها ولوثه
لقد تزوجها كريستوس باتيراس لاجل المال فهو كابيها ان لم يكن اسوأ
ولانه لم يبق لديها مشاعر سالته بفتور عن اشيائها
-هل من الممكن ان يرسلوا الي ايا من كتبي او صوري؟وملابسي؟ماذا حدث لكل ذلك؟
-كل امتعتك سبق ان ترسلت الى اليخت وكل ملابسك وضعت في صناديق وحفظت في مخزن المركب
صعقت ثم قالت ساخطه
-انت واثق جدا من نفسك اليس كذلك؟
-لقد ساعدني ابوك
-هذا واضح ولكن ما اريد ان اعرفه هو كيف؟ ولماذا؟
ذلك ان اباها لم يحب الاميركيين قط وكان يحتقر عملات البلدان الاخرى
وعادت تساله :لماذا ذهب اليك ؟وماذا الذي جعلك غير عادي؟
-لانني املك ماهو بحاجه اليه المال ,المال الكثير
-وماذا اعطاك مقابل ذلك
لمعت عينا كريستوس وهو ينظر اليها وبدت على شفتيه ابتسامه خفيفه
-انت
-يالك من محظوظ
فهز كتفيه
-هذا يعتمد على نظرتك الى ذلك على كل حال ابوك سعيد وهو لن يزعجك بعد ذلك
وحدق فيها بعينين ملتهبتين
-لن ادعه يفعل هذا
سمعت الرعد في صوته بشئ من التهديد وللحظه بدا كريستوس باتيراس اشبه بقاطع طرق في اعماق المدينه لكنه ابتسم ابتسامته المسترخيه العفويه المعتاده فشعرت بنفسها تذوب...فجاه تسلل الدفء الى اعماقها المثلوجه وتبدد خوفها نوعا ما ...لقد رحبت في الحقيقه بوجود (مخفف صدمات) بينها وبين ابيها ...فقد كانت حياتها غير محتمله تقريبا وهذا ما جعلها تريد الهرب
لاحت لهما فيلا بيضاء انيقه بجانب مرفأ متالق المياه...كانت شمس العصر تنير الخليج وانحنى كريستوس يقول لها وهو يشير الى سفينه تسلب اللب بفخامتها
-ذلك هو يختي
انحنت هي ايضا وقد توقفت انفاسها...فقد يصبح هذا اليخت سجنا لها مثل الدير...وخطر لها انها ربما قضمت اكثر مما يمكنها ان تمضغه
لا ستكون على ما يرام فقد تصورت كيف سيكون خروجها وهي الان بحاجه الى وقت فقط
كان في المرفأ عدد من مراكب الصيد ومن اليخوت ايضا لكن واحد منها كان راسيا وكان متفوقا عليها جميعا طرازه الجميل وبياضه الناصع كان يشير الى غرفه الانيقه لابد ان اليخت كلفه غاليا
لم تدرك انها كانت تفكر بصوت عال الا بعد ان اخذ يضحك بهدوء وقال بابتسامه ملتويه
-انها غاليه الثمن ولكن ليس بنصف ثمنك
توهجت سخطا واحمرت وجنتاها
-انت لم تشترني ياسيد باتيراس بل اشتريت ابي
لكنه كان مصيبا بشئ واحد فعندما وقفت السياره امام المرفأ رات الصحافه حاضره هناك بقوه فالمراسلون والمصورون احتشدوا واخذوا يتزاحمون للظفر بلقطات افضل
اندفعوا الى الامام عند وصول السياره فتنفست بذعر .كل هذه الكاميرات...وكل مكبرات الصوت هذه قد فتحت.... التفتت اليها كريستوس قائلا
-سينتهي كل هذا خلال دقيقه
شعرت به يتفحصها وعيناه الداكنتان تتاملان وجهها وثوبها وشعرها ولكنها اجفلت عندما مد يده ينتزع دبوسا من شعرها الذي ما ان انسدل بكثافه حتى اخذ يمشطه باصابعه بالفه ثم تمتم يقول
-هذا احسن
عندما مر باصبعه على حاجبيها احست بالرعشه تسري في كيانها اقنعت نفسها بان ذلكنتيجه الكراهيه ولكن حتى لو سرى في كيانها المتوتر الدفء فهي لا تريده ولايمكن ان تريده
وعندما وضع خصله طويله حريريه من شعرها خلف اذنها تملك قلبها الشوق من لمساته وشعرت باعضائها تضعف بشكل مخيف فمنذ سنوات لم يلمسها احد بهذه الرقه
ارعبتها مشاعرها هذه وشعرت بنفسها امراه تكاد تموت جوعا الى الطعام والدفء ونظرت اليه بعجز كارهه نفسها لتجاوبها معه وهمست لاهثه
-هل انتهيت تماما؟
-لا ليس تماما
تمتم بذلك ثم انحنى عليها فتصلب جسدها وتراجعت الى الخلف لالالالالا يمكنه ان يفعل هذا لايمكن ان يعانقها خصوصا هنا.....خصوصا وهذا الشعور يتملكها كل شئ كان جديدا غريبا جنونيا
لقد شعر بمقاومتها ولكنه تجاهل ذلك اذ اسند راسها الى يده وشبك اصابعه بشعرها الطويل ورات هي اللمعان في عينيه الداكنتين وشمت اثرا من نكه غنيه حلوه انها ليست الفانيلا وليست القرفه ولكن رائحه اخرى عميقه للغايه ومألوفه ...واخذ هذا يعذب ذاكرتها
عانقها فعادت تشم الرائحه التي ذكرتها باللوز ببودره الاطفال برائحه المسك القويه...وبشكل ما كل شئ وجدته ملائما هو وهذا العناق ودفؤه وقوه ذراعيه...واخذت مشاعرها تكبر واحاسيسها تتوالى ووجدت نفسها مستمتعه بقوه صدره ودفء جسده ورائحه محلول الكولونيا الفواحه
كان شيئا لا يصدق
واخترقت ذهنها اصوات مختلطه اصوات اناس فتحت عينيها وانبلجت لها الحقيقه..كانت الكاميرات تصور نوافذ الليموزين
-معنا اناس ياسيد باتيراس
رفع راسه وعلى شفتيه ابتسامه رضا حتى انه لم يلق نظره ثانيه على المخبرين الصحافيين وهو يقول
-دعيهم ينظرون الينا فهذا ماجاؤوا لاجله
حاولت مذعوره ان تهرب من السياره ان تخرج لم تفكر في سوى الهرب من هذه الجموع والكاميرات وكريستوس ...
لكن يدا امسكت بخصرها وشدته بقوه
-سيده باتيراس...
وكان هذا صوت كريستوس الاجش مخترعا ذعرها
-ابتسمي لالات التصوير

بنوته عراقيه 13-10-10 01:50 PM

نهايه الفصل الثاني...

انتظرونا غدا ان شاء الله بفصل جديد

فريق الروايات الرومانسيه المكتوبه

عاشقة نفسها 13-10-10 06:30 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

لوتشيابب 14-10-10 07:48 PM

thanks on this hard work are regular

marmoria5555 14-10-10 08:42 PM

الفصل الثالث


3- قلب من حرير


صعدت أليسيا إلى اليخت، مخلفة وراءها حشود الصحافة وضوضاءها. وكانت شمس العصر تتألق على صفحة الماء كالذهب الخالص.


قدمها كريستوس على الفور إلى موظفيه وبحارته، مرددا ((دزينة)) من الأسماء بينما يتهادى برفق فوق مياه المرفأ.


كان عصر هذا اليوم مثيرا للمشاعر، مليئا بالمقابلات، غريبا عليها. ولم تدر هل أن هذا ما أرهقها فجأة، أم أن السبب هو إدراكها التام أنها ستبقى أسيرة هذا الزواج المزعوم إلى أن تطأ قدماها الأرض اليابسة؟ قد لا تتمكن من الهرب أبدا. وقد تبقى أسيرة إلى الأبد.


ودار رأسها، وأخذت تعب الهواء والذعر يتغلب على كل فكرة أخرى. ما الذي فعلته؟


- لا أستطيع.


قالت هذا بصوت مختنق وهي تفتش عن مخرج ونظراتها تقفز من جدار إلى باب، إلى رقعة من السماء الزرقاء في الخارج.


- لا يمكنني أن أفعل هذا....لا يمكنني....


- بل يمكنك. لقد سبق وفعلتها.


وكان هذا صوت كريستوس يقول برقة وهو يقترب منها.


أوقف التعارف ثم قادها من مرفقها إلى غرفة أنيقة مزخرفة بظلال زرقاء باهتة. وخلف باب هناك، كان البحر يتألق بزرقة صافية. كان تأثير ذلك مهدئا مسالما إلى درجة لا توصف. واسترخت هي قليلا، وسألها وهو يخلع سترته:


- أتريدين شرابا ؟


- لا .


- قد يساعدك الليمون البارد.


لا شئ سيساعدها إلا مغادرة اليخت، لكنها لا تستطيع أن تقول هذا، ولا يمكنها أن تثير الشكوك في نفسه.


ألقى كريستوس بسترته على أسفل السرير.


- ربما حمام طويل ساخن سيفيدك. أظنهم كانوا يسمحون لك بذلك في الدير.


- لا، أبدا. كان مفروضا علينا الدش البارد.


وابتدأ يفتح الأزرار العليا من قميصه: (( أتظنين أنك ستكونين مرتاحة هنا ؟)).


أخذت تنظر إلى السرير الضخم وجبل الوسائد الذي يعلوه. ثم التفتت إلى الستائر الحريرية الناعمة على الأبواب، والى الحرير الأزرق الذي يغطي الأريكة. وتذكرت غرفتها المتقشفة في الدير.


- نعم .


- هذا حسن.


واستمر بفك أزرار قميصه، كاشفا أولا عن عنقه، ثم عن صدره الأسمر المغطي بالشعر.


تنفست أليسيا بقوة شاعرة وكأنها غزت وحدته. ومع ذلك، وجدت نفسها تلتفت لتراقبه مرة أخرى، نصف مستمتعة نصف خائفة. وبدا كريستوس مرتاحا وأضاف: (( خزانة ملابسك في غرفة الملابس. استبدلي ملابسك هذه بملابس أخرى مريحة. سنتناول وجبة خفيفة الآن، أما العشاء سنتناوله قرب العاشرة ليلا)).


إنها ساعة العشاء اليوناني، لكنه ليس الرجل اليوناني النموذجي. وحولت عينيها عنه بسرعة، ثم انتبهت إلى كلماته (خزانة ملابسك في غرفة الملابس) فسألته: ((هل سنتشارك في هذه الغرفة؟)).


لم تتغير ملامحه: ((طبعا)).


تراجعت خطوة إلى الوراء فاصطدمت بحافة منضدة الكتابة. نظرت الى المكتب فلاحظت أدوات الكتابة الكاملة.


- أنت تعلم يا سيد باتيراس شروط اتفاقنا.


- ان مشاركتنا السرير لا يعني شيئا سيدة باتيراس.


- سنكون قريبين من بعضنا البعض يا سيد باتيراس.


- من المؤكد أنك سبق أن فعلت ذلك من قبل.


لم يذكر زوجها السابق، لم يكن بحاجة إلى ذلك، فقد كانت تعلم بالضبط ما كان يفكر فيه، ولم يعجبها هذا: (( بغض النظر عن كل شئ، أريد غرفة خاصة بي)).


سار إليها، فمالت إلى الخلف حيث اصطدم ظهرها بالمكتب، ودون اعتذار، أخذها بين ذراعيه وعانقها.


جرت دماؤها ساخنة، وغمرتها موجة حارة وشعرت بالوهن ولكنها لم تقاوم بل اندست به وقد أجهدها التوتر بعد حرمان طويل من العطف والحنان اللذين فقدتهما منذ موت أمها والسنوات التي قبلها.


ضمها إليه بشدة، فتملكتها أحاسيس جمة ولكنها ما زالت قليلة. .كل شئ شعرت به كان ممتعا. .لكنه، مع ذلك، كان خطأ. لم تبتعد عنه . . . لم تستطع ذلك وصخب مشاعرها يجذبها إليه.


أخذ يعانقها بجوع . . أراد أن يتعرف إلى هذه المرأة، إلى هذه الزوجة فلا شئ بالنسبة إليه يدعى زواجا مزعوما. كانت ساقاها ترتجفان، وشعرت بالنار تلعق كاحليها، ولكنها نار لا تريدها، ولن تتمكن من السيطرة عليها.


قطع كريستوس ورفع رأسه ينظر في عينيها، ولامس خدها بإصبعه، وقال بصوت أجش محموم: (( غرفتان منفصلتان. لا أظن ذلك)).


تركها وخرج ليتحدث إلى قبطان اليخت، فأسرعت تدخل الحمام وتقف تحت ((الدوش))، ثم أخذت تغسل وجهها بالصابون بقوة، مصممة على أن تمحو بالغسل كل أثر لقبلات كريستوس.


من يظن نفسه لكي يعانقها ويعاملها كأحد ممتلكاته.


لعله عقد صفقة مع أبيها، لكنه لم يعقد معها هي صفقة! وأخذت تفرك وجهها وجسمها بالصابون.


أمضت وقتا طويلا تحت الدوش الساخن، ثم غسلت شعرها بالشامبو، فذكرتها رائحته برائحة سلطة الفاكهة. فقد تنشقت عطر الحمضيات فيها، المنغا، والأناناس.


لم يوفر كريستوس باتيراس ثمن شئ، لا اليخت، ولا الزوجات، ولا ضروريات الحمام.

marmoria5555 14-10-10 08:43 PM

وفجأة، انبعثت الحياة في اليخت. وأصبحت ذبذبات المحرك محسوسة من خلال الأرض ((السيراميك)) تحت قدميها. إنهما، أخيرا يغادران ((أونوساي)).
خرجت من الحمام بسرعة وقد لفت منشفة حول جسدها وأخرى حول رأسها.
جعلت المشاعر المترددة رأس أليسيا يدور ما بين الإثارة والخوف. لقد انتظرت طويلا جدا لكي تغادر ((أونوساي))، ولكن لا أن تغادر بصفتها زوجة أميركية!
عندما رفعت السفينة المرساة، شعرت بتغير هام في حياتها،فمن الممكن أن يحدث أي شئ الآن.
أخذت تراقب بسرور ((أونوساي)) وهي تغيب عن نظرها . . . كانت الجزيرة الصغيرة تصغر شيئا فشيئا إلى أن غدت أميال من المياه تفصل بين اليخت والأرض الصخرية.
وأخيرا، أصبحت الجزيرة مجرد نقطة في البحر، ما لبثت أن اختفت مرة واحدة، وعندما اختفت الجزيرة ولم يبق إلا الأفق اللازوردي، والمياه الزرقاء اللانهائية، والشمس الذهبية المائلة إلى الغروب، تنفست أليسيا بارتياح وقد دمعت عيناها، وأخذ قلبها يخفق بشدة.
تنفست مرة أخرى، وفجأة شعرت بكل شئ يصبح أكثر سهولة وأكثر حرية وأحست أنها أزاحت عن صدرها عبئا ثقيلا.
حرة. . . إنها حرة الآن. صحيح أنها عادت إلى ((أونوساي)) منذ سنتين فقط، إلا أن هاتين السنتين كانتا أشبه بالأبدية، ليس موت أمها فقط، ولكن المصح، والزواج الفظيع من جيريمي، والطفل. . .
الطفل. .
وغاصت أليسيا في السرير فوق الغطاء الأزرق. . ثم غطت وجهها بيديها وهي تئن، ضاغطة على عينيها بأسفل راحتيها. . .
شعرت بقلبها يحترق و بالألم يدمرها، وبآهة مختنقة. . أخذت تهتز ذات اليمين وذات الشمال وقد برح بها الشوق وعذبتها الذكريات.
أليكس، أنا مشتاقة لك، مشتاقة، مشتاقة. ويا له من عذاب!
لا يمكنها ذلك. . . لا يمكنها الاستسلام مرة أخرى إلى هذا الحزن الهائل، لقد أخبرها الأطباء في المصح بأن تناضل، أن تبعد عنها الذكريات. وأخذت تضغط على عينيها حتى لم تعد ترى شيئا، ولا تسمع شيئا، ولا تتذكر شيئا.
أخذت تهدأ رويدا رويدا، ولكنها ظلت تهز نفسها على السرير، كما كانت تهز أليكسي عندما كان لا يكف عن البكاء. . استمرت تتحرك دون هوادة حتى نام الوحش في أعماقها، أخيرا.
وتراجع الحزن ببطء فاستلقى عملاقا ضخما صامتا جامدا على بوابة الذكريات.
سحبت نفسا حزينا، ثم رفعت رأسها ببطء، ملقية نظرة على نفسها في المرآة الكبيرة المذهبة الإطار المعلقة فوق صندوق الأدراج الأثري.
عينان واسعتان عنيفتان، شفتان مرتجفتان. وكان هناك رعب وكراهية أيضا. وكيف لا تمتلئ كراهية، وقد قامت بعمل فظيع لا يمكن الصفح عنه. وهي لا تكره أحدا بقدر ما تكره نفسها.

* * * * * * * * * * * * * * *
أخذ كريستوس ينظر إليها وهي تصعد إلى سطح اليخت، بدت صورة فاتنة في ثوب وردي باهت. كان ثوبها الطويل عديم الكمين، معلق على صدرها، محتك بكاحليها، ملتف على وركيها، وكان شعرها العسلي الطويل معقودا إلى الخلف على رقبتها. بدت ذات أنوثة لا تصدق، وهشاشة بالغة، فشعر بموجة من التملك تكتسحه. إنها ملكه الآن، إنها له.
كان قد رآها من قبل، منذ سنوات، في اجتماع في أثينا. . . كانت صغيرة، وأكثر اشقرارا. يوم ذاك دخلت قاعة الاجتماع وأخذت تهمس باكية لأبيها بشئ . . .
كان الرجال قد صمتوا، بعد أن قوطع الاجتماع. وغضب داريوس ليموس فصفع ابنته أمام الجميع، وبدا رنين الصفعة مرتفعا في ذلك الصمت السائد المفاجئ في القاعة.
كان كريستوس، حينذاك، في السابعة والعشرين، أجنبيا متطفلا مبعدا إلى آخر القاعة. ورغم أنه كان يتحدث اليونانية بطلاقة، إلا أنه لم يكن يفهم كل التلميحات المسيئة إلى السمعة التي كانت تلقى نحوه. كل ما كان يعرفه أنه نال نصيبه من الفقر والعجز، وأنه لن يدع أحدا يملي عليه شروطه مرة أخرى أبدا.
لقد صعق عندما صفع داريوس ابنته، وحشية تلك الضربة تركت أثرا متوهجا على وجه الفتاة، لكن الفتاة لم تحدث صوتا. وإنما أخذت فقط تحدق إلى أبيها وقد أغر ورقت عيناها بالدموع قبل أن تترك القاعة بصمت.
تابعوا جميعا العمل وكأن شيئا لم يحدث. ولكن، هناك شيئا قد حدث، شيئا حدث لكريستوس.
اقتربت أليسيا منه الآن، بنفس البطء والتردد اللذين اقتربت بهما من أبيها حينذاك.
ناولها بصمت كأسا من العصير، وإذا به يلاحظ أثار الدموع على أهدابها وزوايا عينيها. لقد كانت تبكي، وتمتم: ((هل غيرت رأيك؟)).
- وللمرة الثالثة والرابعة.
وأشاحت برأسها كاشفة عن المزيد من رقبتها البيضاء.
ومرة أخرى شعر بحافز يدفعه إلى أن يأخذها بين ذراعيه، لأن يقبل بشرتها الناعمة ويجعلها حارة بين يديه. سيعرفها، يوما ما، أكثر من أي شخص آخر، وسيكتشف كل الأسرار التي تحتفظ بها.
أراحت ذراعيها على الدرابزين، متجاهلة كأس العصير الذي كان يتدلى بين أصابعها. وكان اليخت يتحرك في المياه بخفة، وأخذ الهواء يرفع خصلات شعرها.
- إلى أين نحن ذاهبون؟.
- إلى أين تريدين الذهاب؟.
- بعيدا عن اليونان.
- هذا سيحصل.
نظرت إليه من فوق كتفها العارية البيضاء. كانت بشرتها تلمع وعيناها الزرقاوان غامضتين.
- مازلت لا أعلم حتى أين تعيش.
- نعيش خارج نيويورك أكثر الأوقات، لكنني أملك أيضا بيوتا في لندن و((بروفنسا)) وفي (( أمالفي كوست)).
- يبدو أنك لا تستقر أبدا.
فابتسم هازلا: (( أرأيت، ها أنت ذي تعرفينني)).
ظهر خادم الغرف، بلباسه الرسمي، على السطح، مشيرا إلى أن الوجبة الخفيفة جاهزة. مد كريستوس يده إلى أليسيا، مشيرا إليها بأنهما سيتبعان الخادم إلى المائدة المعدة آخر السطح.

marmoria5555 14-10-10 08:45 PM

أمسك لها الكرسي وهي تجلس الى المائدة وهو يقول: ((تبدين رائعة الجمال في اللون الوردي)).
وضعت كأس العصير من يدها دافعة إياه نحو الزهرية في الوسط، وانتظرت حتى ابتعد الخادم، وبحذر بالغ، ركزت بصرها على الورود الصفراء والبيضاء، ثم قالت:
- دعنا لا نتظاهر بأن ما بيننا هو شئ غير ترتيبات عملية يا سيد باتيراس.
- ولكن هذا طبيعي جدا، لأن الزواج هو نفسه ترتيبات عملية.
وجلس أمامها ومال إلى الخلف: ((ولكن هذا لا يعني أن المفروض أن يبقى غير مثمر، باردا لا يطاق، ولا يعني أنه ليس بإمكاننا أن نحتفل باتحادنا)).
أمسكت بكأسها: (( وبماذا سنحتفل، يا سيد باتيراس، بربحك المالي الجديد؟ باتحادك بداريوس ليموس؟)).
- بكل ذلك.
همت بوضع كأسها وهي تجيب: ((أنا، إذن، لا أريد ذلك)).
- ماذا، إذن، لو احتفلنا بجمالك؟
- وهذا ما لن أشرب نخبه، أيضا.
- ألا تظنين نفسك جميلة؟
- أنا أعرف أنني لست كذلك.
- أنا أراك بارعة الجمال .
- ربما كانت الصحبة تنقصك، مؤخرا.
فابتسم بتسامح، تقريبا: ((كانت لدي صحبة غير عادية، ولكن، علي أن أعترف، أنك تفتنيني. أنت جمال معذب، أليس كذلك؟)).
شحب وجهها واتسعت عيناها: ((هذا الحديث يضايقني جدا)).
- آسف.
لكن الآسف لم يظهر عليه كما رأت وهي تكبح ذعرا جديدا، شاعرة بأنها حوصرت.
عندما كانت ترتدي ملابسها الليلة صممت على أن تبقي بينهما مسافة، وأن تبقى مستقلة بذاتها وأن تبذل كل ما بوسعها لكي تبقيه بعيدا عنها، لكنه ذو سلطة ماكرة. فقد وجدت نفسها تنجذب إليه بطرق لم تستطع أن تفهمها.
كان غريبا، وقد اشتراه أبوها. كان يريد أموال ليموس فقط، فلماذا تثور مشاعرها ويخفق قلبها، ولماذا تريد ما هو خطأ بالغ بالنسبة إليها؟
أغمضت عينيها نصف اغماضة، مذكرة نفسها بأنه عنكبوت قد غزل لها شركا، فإذا لم تكن حذرة سيأكلها كما تأكل العنكبوت الذبابة الصغيرة، وبهذا تنجو منه.
وضعت قدما أمام الأخرى، وكأنها تسند بذلك نفسها من اختراق الأعداء, إنها ستطرده عنها، ستضع خطا هنا فلا يجتازه، ولن تدعه يفعل ذلك.
تحرك كريستوس، مادا ذراعه الطويلة بكسل ليجر كرسيها إليه، لم يكن ينوي أن يدعها تهرب: (( لا ضرورة لأن تخافي)),
- أنا لست خائفة.
هذا حسن فان الجليد كان في صوتها.
- نبضك يسرع، يمكنني رؤيته من هنا، في عنقك.
كان قلبها يخفق بسرعة، وشعرت بأنفاسها تنقطع، وبدوار، وتوتر. إذا لمسها، فستصرخ, وإذا جرها أكثر، فستقفز. لقد سار كل شئ بشكل خاطئ، خاطئ للغاية، ولا يمكنها الآن إلا أن تلعب الورق الذي أعطي لها.
- هذا غير صحيح. أنا هادئة جدا، ربما أنت بحاجة إلى نظارات.
توترت شفتاه، ثم عاد فابتسم: (( نظري ممتاز، عشرون على عشرين، وأبي وأمي لا يضعان نظارات)).
تلاشت ابتسامته وقطب جبينه، وإذا بكل الضحك يتبدد، وتبدو عليه الصلابة والعزيمة.
- لماذا منزلتك في نفسك وضيعة هكذا؟
أفقدها تغيير الموضوع توازنها، وشعرت وكأنها اصطدمت بجدار. وهزت رأسها وقد تملكها الدوار إزاء الحقيقة التي كانت تقاومها.
لماذا يسألها؟ لأنها اقترفت عملا فظيعا سافلا جعل زوجها يتركها، وأصدقاؤها يهجرونها، ولأنها أمضت مدة طويلة في المصح قبل أن تبدأ في الشفاء.
- أنت ذكية، رائعة الجمال، حساسة، وربما ظريفة أيضا.
قال هذا وهو يلمس خدها بقفا يده، لكنها مالت برأسها، فأمسك بذقنها يعيدها لمواجهته: ((لماذا أنت عديمة الكبرياء إلى هذا الحد؟)).
كادت رقة صوته تجعلها تلغي خطتها. . . لا أحد سوى أمها، وربما رئيسة الدير، تحدث إليها بهذا الحنان والرقة. لقد جعلها تشعر وكأنها. . . إنسان.
اغرورقت عيناها بالدموع فأخذت تغالبها، وحاولت أن تضع حدا لعنف نظراته: (( أرجوك، لاتزد )).
- أريد أن أفهم.
- لاشئ هناك للفهم، أنا كما قال عني أبي، طائشة متمردة، ثائرة.
أخذ ينظر إلى وجهها، متفحصا كل انش من جانب وجهها قبل أن يخفض نظراته إلى قدها الرشيق: ((وهل أنت كذلك؟)).
- طبعا، فأنا ابنة أبي.
كانت تقصد أن تكون غير مهذبة، ولكن هذا بدا خطأ بشكل مخيف. كان قنوطا أكثر منه غطرسة. وفجأة، شعرت بنفسها عارية تماما، وكأن ثوبها لم يعد يسترها.
تمسكت بكأس العصير وكأن فيه حياتها. ماذا لو أنه أكتشف حقيقتها؟ ماذا لو أدرك أي امرأة هي؟
- دعني أذهب، أرجوك. يمكنك أن تحتفظ بالبائنة، وبمجوهراتي ومدخراتي المالية، لا أريد شيئا.
- لا يمكنك أن تعيشي فقيرة، أنت لم تذوقي الفقر قط. ان مذاقه بنفس سوء مظهره.
- أفضل أن أكون فقيرة وحرة، أرجوك. فقط دعني أذهب.

marmoria5555 14-10-10 08:47 PM


أخذ يتأملها بعينيه الثاقبتين. ولزم الصمت لحظات طويلة ملؤها التوتر وأخيرا هز رأسه: ((لا أستطيع، أنا بحاجة بالغة إليك)).
جفلت بشدة، واشتدت يداها على الكأس بتشنج جعل الكأس تتحطم بقرقعة مسموعة وسرعان ما انتشرت شظاياه على المائدة، وأصابت شظية منه إبهامها ودخلت فيه.
كان ذلك أشبه بحركة بطيئة. بهذا كانت تفكر وهي تنظر إلى الدم الذي تدفق فجأة أحمر متألقا. أخذ كريستوس يسب بعنف، وقد بدا يونانيا في كل ذرة من كيانه، وهو يمسك بفوطة ليغطي بها الجرح.
قالت بضعف: ((أنا بخير)).
فأجاب وهو يفحص الجرح: ((هذا غير صحيح، الدم ينفجر كالنافورة، وقد تحتاجين لتقطيبه)).
- سيتوقف.
فرمقها بنظرة لاذعة: ((في الجرح زجاج، ولا تتحركي)).
ثم أخذ ينظف الجرح بلطف، مقطب الحاجبين مضغوط الشقتين، مبعدا الشظايا من إبهامها. تراجعت إزاء ضغط أصابعه ورأى هو عبوسها. وفجأة تغيرت أساريره، وازدادت عيناه قتامه وعمقا بحيث بدتا دون قرار:
- لا أريد أن أؤلمك.
- أنت لم تؤلمني، أنا فعلت هذا بنفسي.
- ومع ذلك.
مع ذلك، وكأن لديه القدرة على شفاء الجروح، وإعادة السكينة إلى ذهنها، وتخفيف آلامها وهمومها، انه ليس عريسا فقط، لكنه أيضا رجل معجزات، أليس هذا شيئا غير عادي؟ واغرورقت عيناها بالدموع فعضت شفتها السفلي وقد غلبها الشوق العنيف إلى الشعور بالراحة والعافية مرة أخرى.
ألقى كريستوس بشظايا الزجاجة في الفوطة، وأخذ يمسح الدم الجاف ويضمد إبهامها.
أمسكت أنفاسها وهو يضمد إصبعها، شئ ما في لمسته جعلها تشعر بدفء بالغ. لقد جعلها تشعر ب....بأمان بالغ. يا له من وهم! هل ثمة ظلم أكثر من هذا؟
نظر كريستوس إليها بوجه لا يكشف شيئا:
- أخبرني أبوك بأنك غير جديرة بالثقة. لكنني لم أكن أعلم أنه يعني بالنسبة إلي آنيتي البلورية.
لوي شفتيه ورفع حاجبيه، ولكن خلف لهجته الساخرة، أحست قلقا، فأخذت تعنف نفسها على الفور. هذه صفقة، صفقة زواج، وأنت عروس باهظة الثمن جدا.
حدقت في يديه دون أن تستطيع النطق. كان قفا يديه عريضا أسمر، أصابعه طويلة متناسبة، لمساته خفيفة وماهرة للغاية. كان بإمكانه أن يكون نجارا أو جراحا. انه، قانونيا، زوجها، زوج. . .وارتجفت، ومع ذلك لم يكن هذا نتيجة خوف، بل كان توقعا. كانت مخيلتها هائجة مائجة. ونظرت إلى وجهه متوترة فشعرت بقلبها يهبط وكأنها فأرة ريفية خائفة وليست إحدى أغنى نساء اليونان. لكن المال لا يقارن بالسعادة أو الثقة بالنفس. لا أحد يعرف ذلك أكثر منها.
- هل قلت إن أبي أخبرك بأنني غير جديرة بالثقة؟
- نعم.
فأحمر وجهها خزيا. ماذا أخبره أبوها أيضا؟ كانت تعلم جيدا أن صدق أبيها يمكن أن يكون قاسيا، فلطالما آذاها وأمها بتقويمه القاسي الجارح.
- إياك.
قال كريستوس هذا بصوت رقيق عاطفي وهو يمسح وجنتها المتوهجة بإصبعه.
شعرت بألم غريب بداخلها، فضغطت يدها المضمدة على بطنها. لقد شعرت بكل شئ بدائيا مكشوفا الآن. .بإمكانها أن تشم الملح اللاذع الحاد في الجو، ودفء الليل، وحركة السفينة وهي تشق الأمواج.
- إياي ماذا؟
- أن تفكري.
وتشكلت خطوط حول فمه، وتغضنت زوايا عينيه: ((فأنت تعذبين نفسك مرة أخرى)).
- أن أعذب نفسي أفضل من أن أعذبك.
وابتسمت بما تستطيعه من عدم الاكتراث، ابتسامة لعنة بها الشيطان وكانت حاربت بها العفاريت من قبل وانتصرت. وهي ستنتصر مرة أخرى، وستقوم بها دون عون كريستوس أو تدخله.
- فحص سريع آخر.
قال مصرا وهو يمسك بيدها ويرفع طرف الضماد ليفحص الجرح وكأنه ذو أهمية بالغة: ((ربما لن تكوني بحاجة إلى خياطة الجرح)).
- شكرا، يا دكتور.
- هذا من دواعي سروري.
كان المفروض أن يضحك، أو يبتسم ويقول شيئا مرحا. لكنه، بدلا من ذلك، أخذ يحدق في عينيها، بجد وإمعان، مقطبا حاجبيه. أقسمت أن بإمكانه أن ينفذ بنظراته إلى داخلها، فيرى مخاوفها، وأسرارها الصاعقة.
شحب وجهها، فيما كانت نظراته العنيفة تثير الأعصاب. ماذا رأى حين نظر إليها بهذا الشكل؟ ما الذي يعلمه؟ وشعرت بالذعر، ودلائل من الماضي.
- في الحقيقة، يا كريستوس، أنا لن أموت بسبب هذا الجرح.
كانت تعني المزاح. . .تخفيف التوتر، لكنها لم تري منه حتى ابتسامة وإنما توتر فكه ونفر عرق قرب أذنه:
- لأول مرة تستعملين اسمي الصغير.
ما الذي يفعله بها؟ يرقق قلبها الحجري؟ يقتحم دفاعاتها؟ هذا ما كان يفعله. وهي لا يمكن أن تسمح بذلك، لا يمكن أن تدعه يهدم الجدار الصلب العالي التي بنته حولها. .لا أحد يدخل إلى الداخل، أبدا.
كلما أسرعا في الوصول إلى ((سيفا لونيا)) كلما كان ذلك أفضل، لذا دفعت أليسيا كرسيها إلى الخلف ووقفت غير متزنة: ((لا أظنني جائعة، أرجو المعذرة، فأنا أريد العودة إلى غرفتي)).
- بالتأكيد، لماذا لا تذهبين إلى غرفتنا وترتاحين؟ وسأطلب إرسال العشاء لك فيما بعد.


marmoria5555 14-10-10 08:48 PM



نهاية الفصل الثالث

غدا إن شاء الله الفصل الرابع


بنوته عراقيه 14-10-10 10:01 PM

تسلمي مرمر على الفصل ....

يعطيك العافيه


الساعة الآن 04:28 AM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.