شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   روايات أحلام المكتوبة (https://www.rewity.com/forum/f203/)
-   -   257 - أسوار الذهب - جين بورتر -أحلام الجديدة ( كتابة فريق الروايات المكتوبة/ كاملة )* (https://www.rewity.com/forum/t133046.html)

* فوفو * 12-10-10 02:17 AM

257 - أسوار الذهب - جين بورتر -أحلام الجديدة ( كتابة فريق الروايات المكتوبة/ كاملة )*
 






( أسوار الذهب )





257



جين بورتر













الملخص





أول ما وقعت عينا كريستوس على أليسيا , أقسم أن يجعلها زوجته . بعد ذلك بعشر سنوات , سنحت لكريستوس الفرصة لتحقيق قسمه فقد عرض والد أليسيا عليه الزواج بإبنته مقابل مساندة كريستوس له ماليا , لكن بعد العرس , اكتشف أن أليسيا التى أصبحت زوجته تبعا لهذه الصفقة , تزوجته رغما عنها ..
















كل الشكر لأعضاء الفريق على كتابة الرواية





نتمنى أن تحوز الرواية على أعجابكم وبإذن الله هيتم نزول كل يوم فصل مع عضوة من الفريق




نتمنى أن نشوف تفاعل وردود تشجيعية لعضوات الفريق على مجهودهم فى الكتابة




وانتظرونا دائما فى روايات قادمة ورائعة

كل الشكر لعضوات الفريق اللى قاموا بكتابة الرواية :



بنوته عراقيه - marmoria5555
- taman - امراة بلا مخالب - روح القمر - *فوفو*


https://upload.rewity.com/upfiles/jx464284.gif

تنبيه هام :

غير مسموح بنقل أي رواية مكتوبة عن طريق فريق الروايات الرومانسية المكتوبة لمنتدي آخر لا أحلل من يقوم بذلك ونسب مجهود كتابة الرواية لنفسه



يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفييجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفييجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفييجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفييجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفييجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي

* فوفو * 12-10-10 02:19 AM

1– له مهما كان الثمن

- أتفضلين البقاء حبيسة في الدير على الزواج مني ؟
قال " كريستوس " هذا غير مصدق . كيف تفضل هذه الفتاة , أو المرأة البالغة الخامسة والعشرين , كما يدعي أبوها , أن تعيش متقشفة في دير , على الزواج منه ؟
إنه ليس همجيا , بالمقارنة مع الرجال اليونانيين الذين نشأت بينهم , بل إنه على العكس من ذلك , متمدن كثيرا .
ردت أليسيا ليموس ببرود : " سبق أن علمت جوابي , وما كان لك أن تضيع وقتك بالمجئ "
أدار ظهره للراهبة الواقفة في الجوار , حتى لا تتمكن من الإصغاء . فقد كلفت رئيسة الدير أن يرافقها أثناء اجتماعها به , ولكن ذلك لايبيح لها الاستماع لحديثهما الخاص .
- هل أخبرت أباك برفضي ؟ فأنت لم تخبريني , أنا بذلك حتى .
كان نادرا ما يرفع صوته إذ لم يكن بحاجة لذلك , لأن حجمه وسلطته كانا عادة كافيين للإقناع . لكن أليسيا ليموس رفعت حاجبيها : " ربما يتملك الغرور بعض النساء لهذا الإلحاح منك . إنما ليس أنا "
- جوابك إذن هو ... ؟
تزامنت ضحكة أليسيا المتشككة مع بريق عينيها السوداوين : " أنا أعلم أنك أميركي , ولكن من المؤكد أنك لست أحمق إلى هذا الحد "
قد يؤذي كلامها هذا رجلا أقل غرورا منه , لكنه ليس مجرد رجل عادي , وأليسيا ليست مجرد فتاة عادية إنه بحاجة إليها , وهو لن يغادر " أونوساي " من دونها .
- ألا تحبين الأميركيين ؟
- أبدا .
- هذا حسن , وربما سيسهل هذا مهمتنا عندنا ننتقل إلى نيويورك .
- تقابلت أعينهما وقد شحب لونها فجأة : " أنا لن أنتقل من هنا أبدا كما أننى لا أوافق أبدا على زواج مصلحة "
لم يهتم بقولها هذا , وأجاب : " إذا كنت قلقة , فأنا أعتبر نفسي يونانيا , أبواي ولدا هنا , في "أونوساي" , وهما ما زالا يعتبران هذا المكان وطنا لهما "
- آه , يا لهما من إنسانين سعيدين !
كاد يبتسم , فلا عجب فى أن أباها داريوس قد عاني من الإحباط , فهي لا ترغب أن تصبح عروسا يوما . أضاف : " لا أدري إن كان سيسرهما أن تكوني كنتهما , لكنهما سيتقبلان ذلك حتما "
- أنا واثقة من أنك أمك شغوف بك .
- بلا حدود , فالأمهات اليونانيات , يعشن غالبا لأجل أبنائهن .
- بينما البنات منبوذات .
لم يبد عليه أنه لاحظ الألم فى صوتها , وهي تقول ذلك بمرارة .
- ولكن بناتي سيكن مدللات .
كان فى السابعة والثلاثين وبحاجة إلى زوجة , كما أن داريوس ليموس كان بحاجة إلى زوج لابنته العنيدة . ومثل هذا لم يكن زواج حب , بل صفقة هيأ لها , في بنك في سويسرا .
- أنا ابن وحيد لوالدي , آخر فرد ذكر في فرع أسرتنا , وقد وعدتهما بأن يكون لهما حفيد قبل عيد ميلادي التسع والثلاثين وسألده .
- لا , بل أنت ترجو أن أكون أنا التى سألد .
عض شفتيه كيلا يبتسم : " أنا أحتمل أن يصحح لي الآخرون كلامي "
تقبضت يدا أليسيا . وتمنت لو تصفع ابتسامته المغرورة فتمحوها عن وجهه المتغطرس . لم تعرف قط رجلا مثله ثقة بالنفس , سوى أبيها فقط .
ابتلعت ريقها بتشنج وهي تحاول أن تفهم سبب عبوره المحيط الأطلسي ليبحث لها عن عريس . فقد كان أبوها يحتقر حديثي النعمة , ولابد أنه كان يشعر باليأس . حسنا , وكذلك هي . فقد كان يعرضها بالمزاد العلني . يعرض وريثته الوحيدة لمن يدفع أكثر .
غالبت دموعا ساخنة اندفعت فى عينيها .. ما كانت أمها لتسمح لأبيها بأن يفعل هذا .
- هناك عرسان أسوأ ، يا آنسة ليموس .
شعرت بسخرية لكنها لم تبتسم : " الزوج هو الزوج ، وأنا لا أريد زوجا "
- أكثر النساء يردن الزواج . إنه أمنية كل امرأة يونانية .
- أنا لست أكثر النساء .
ضحك بفظاظة : " هذا قولك أنت ، لكننى أسمع أن النساء متشابهات ، كلكن لديكن أحلام "
- أليس لديكم أنتم ؟
- أحلامى أنا واضحة ، أريد أطفالا . أنا بحاجة إلى أطفال .
وأخذ يتفحصها وكأنها فرس : " أنت شابة ، وستكونين أما ممتازة "
قالت بجفاء : " لا أريد أن أكون أما "
قالت هذا بجفاء . فهز كتفيه دون إهتمام :
- يمكننا أن نتزوج اليوم . . هنا . وحدنا فأنا أخشى أن لا يكون والدك موجودا .
- يا للفضيحة .
فلوى شفتيه بدهشة وشئ من الفضول : " انت تتكلمين كالبحارة "
- لأننى أقرب ما يكون من أعمال أبى .
- هل تهتمين بإدارة الأعمال .
- انا أهتم بعملى .
ليس العمل الذى شغف به أبوها أكثر من أى شئ آخر . لم يسمح لشئ بأن يقف بينه وبين سفنه . لم يسمح لأحد أن يتدخل فى أعمال "ليموس" الكبرى حتى أمها .
قال لها بعد هنيهة :
" أظن أن العمل سيصيبك بالسأم . مناقشاته ،عقوده ، أرقامه ، شحناته المملة . . "
- بالنسبة لعقلى الصغير ؟
التمعت عيناه وابتسم للهجتها الساخرة ، وقال ببشاشة :
- لا تضغى إلى كل ما يقوله أبوك . اصغى فقط للأشياء الجيدة التى يقولها عنى .
كان بإمكانها أن تصفعه بسهولة ، فهى تعلم جيدا سبب رغبة "كريستوس باتيراس" فى الزواج منها . كان طامعا فى بائنتها وأعمال أبيها . عندما يموت ابوها داريوس ، فسيرث "كريستوس" إمبراطورية "ليموس" . قالت له : " أراك واثقا من نفسك أكثر مما ينبغى "
- هذا ما يقوله نقادى .
- هل هم كثيرون ؟
- كثيرون جدا .
أشاحت بوجهها وهى تصر بأسنانها . إنه يمزح ، دون ريب ، ويعبث بها كما تعبث القطة بالفأر . جاهدت أن تتحكم فى طبعها ، وتوتر فكها الناعم .
- انت مجنون إذا كنت تفكر فى أننى سأتزوجك .
- لقد وافق أبوك على الزواج ، وقد تسلمت البائنة .
- أعدها إليه !
- لا يمكننى ذلك ، فأنا بحاجة ماسة إليك .
التفتت إليه ، فألفت عينيها تلمعان فى عينيه :
- بالرغم مما تظنانه ، انا لست مجنونة ولا ضعيفة الشخصية . وما دامت لديك صعوبة فى السمع ، دعنى أقلها مرة أخرى . أنا لنم أتزوجك ، يا سيد " باتيراس" ، ولن أتزوج أبدا يا سيد "باتيراس" . أفضل أن أكبر وأشيب فى هذا الدير على أن أحمل اسمك ، يا سيد "باتيراس" .
كبح كريستوس رغبته فى الابتسام وهو يهنز فوق كعبيه . قال أبوها انها عنيدة ، لكنه لم يذكر شيئا عن ذكائها أو حيويتها ، هناك فرق بين العناد والحيوية . العناد شئ كريه ، أما الحيوية فيجد الرجل متعة أكيدة فلا شئ مثل حصان جامح ، وطريدة جاسورة ، ولعبة تنس مثيرة . . وليس هناك أكثر جاذبية من امرأة تنفجر بالحيوية . وتمتم بنعومة : " آه ! أظننى معجب بك جدا "
- الشعور غير متبادل .
لوى شفتيه وأخذ ينظر إليها وهى تلقى برأسها إلى الخلف ، وعيناها تنظرات إليه بتحد . وإذ وقعت أشعة الشمس على وجهها ، أدرك أن عينيها ليستا بنيتين أبدا بل زرقاوين . . زرقاوين داكنتين غامضتين كسماء فى ليل . مثل بحر "إيجه" عندما يكون ساكنا ، شعر بلون العسل وعينان بلون بحر "إيجه" ! . بدت اشبه بصور رآها لأمها التى كانت نصف يونانية ، نصف إنكليزية والتى كانت تعد إحدى أجمل جميلات عصرها المعدودات .
- آمل أن تتمكنى من إحتمالى . فهذا يجعل الحياة الزوجية ناجحة . . . . .
تصاعدت نبضاتها بشدة أسفل عنقها ، لكن عينيها أخذتا تقذفان حمما من الغضب والعنف والإستنكار . إنها ستواجهه بأسنانها وأظافرها .
- سرعان ما أدعك بعد ذلك ، تضع لجاما فى فمى ، وسرجا على ظهرى .
- هذا شئ مغرى .
أصبحت وجنتاها بلون الشفق . . لقد اكتسبت لونها الرائع نتيجة امتزاج الدم الانكليزى باليونانى فى عروقها . عينان زرقاوان ، شعر قمحى ، بشرة ذهبية . وشعر برغبة عارمة فى التملك ، إنها له ولو كانت لا تدرى بعد .
هربت أليسيا إلى زاوية بعيدة من الحديقة المسورة ، وعقدت ذراعيها على صدرها ، بينما كانت أنفاسها السريعة المتلاحقة تضطرم فى داخلها .
تبعها ببطء ، فهو لا يريد أن يضغط عليها . ليس الآن على الأقل . . تحسس جيب معطفه العلوى فوقعت يداه على حافة صحيفة الصباح . لن تعجبها قصاصة الصحيفة هذه . إنه أول من أعترف أنها لعبة مخادعة بقصد السيطرة ، لكنه لا يريد أن يخسر الصفقة .
لقد كان وعد والديه بثروة يجبر بها فرع أسرته المنهك ، ومنذ ذلك الحين ، كل قرار اتخذه كان لملاحقة ذلك الهدف . ومنذ تعهد بذلك ، نمت ثروة الأسرة إلى حد كبير . . . كبير جدا . ولا بد أنها شعرت به يقترب ، فقالت له بصوت منخفض ينبض بالمشاعر : " أليس لديك أخلاق ؟ كيف تتزوج امرأة دون رغبتها ؟ "
- لن يكون الزواج دون رغبتك . إن لديك الخيار .
- أنت تثير اشمئزازى .
- عودى إلى الداخل إذن وأستدعى الراهبة ، إنها متلهفة إلى سماع حديثنا .
نظرت من فوق كتفها ، فرأت الراهبة . فضغطت شفتيها قائلة : " أنت مستمتع بهذا "
- إنه يوم عرسى ، ما الذى لا أستمتع به ؟
ابتعدت عنه خطوة أخرى ، وجلست على مقعد رخامى . فسار حول المقعد ليواجهها : " أليسيا ، لقد أقسم أبوك على أن يتركك هنا حتى نتزوج ، ألا يقلقك هذا ؟ "
- لا ، أنت لست أول رجل أرفضه ، ولن تكون الأخير ، أنا هنا منذ عام تقريبا . والراهبات رائعات معى ، وبصراحة ، ابتدأت أشعر بأن الدير بيتى .
الدير بيتها ؟ إنه لا يصدقها . . . ولا للحظة . . رغم جمالها النقى ، ووجنتيها العاليتين وحاجبيها المقوسين الأنيقين ، وعينيها المليئتين بالأسرار .
إنها لا تنتمى إلى ثوب الدير البسيط البنى اللون ، أكثر مما ينتمى هو إلى ثوب الكاهن ، والله يعلم ذلك .
شعر كريستوس بموجة عطف مفاجئة نحوها ، لكتها لم تكن كافية لكى يبتعد عن مائدة اللعب . لا . . إنه لم يفعل ذلك قط من قبل ، وهذا لا يعنى أنه يلعب بالورق ، بل هو يقامر بطرق أخرى ، مقامرات جريئة تخطف الأنفاس فى صناعة السفن اليونانية . فيجنى من ورائها أرباحا هائلة . لقد حقق نجاحا بالغا بالنسبة لأى شخص من مستواه .
- بيتك ، يا أليسيا ، سيكون معى . فقد أخترتك ، وأنت جزء من خطتى . وعندما أبدأ بتحقيق أى خطة ، فأنا لا أتخلى عنها ، أنا لا أهرب أبدا .
- من الأفضل أن نستخدم هذه المزايا الرائعة فى مكان آخر .
- ليس هناك مكان آخر ، ولا خيار آخر ، أنت وزواجنا هو المستقبل .
قال هذا بنعومة . وهبت نسمة حركت خصلة من شعرها المعقود باحتشام . ولم تحاول هى ان تسويها فأخذت الخصلة البنية الذهبية تتحرك بخفة الريشة .
أعجبه تماوج أشعة الشمس على كتفيها ووجهها . إذا تحول لون شعرها إلى ذهب ونحاس ، ولون عينيها إلى خضرة مياة البحر ، ورفعت حاجبيها : " أنا أعرف من أنت ، يا سيد باتيراس . أنا لست جاهلة بنجاحك . هل أخبرك بما أعلم ؟ "
- أرجوك ، فأنا أستمتع بقصة نجاحى .
- أنت يونانى أصلا ، ولدت ونشأت فى ضاحية للطبقة الوسطى فى نيويورك . تعلمت فى مدرسة أهلية مجانية قبل أن بقبلوك فى كلية عالية ذات أهمية .
- كلية " ييل " .
- وهذه جيدة جدا ، ولكن لماذا ليس جامعة "هارفارد" ؟ المفروض أن جامعة هارفارد هى الأفضل .
- لأنها غالية .
- هذا صحيح . فقد ترك أبوك موطنه "أونوساى" مفلسا مهانا.
- لم يكن مهانا ، بل فقيرا ، راجيا أن يجد حياة أفضل فى مكان آخر .
- اشتغل أبوك فى بناء السفن وترميمها .
- كان يعمل لحاما .
قال هذا بهدوء , مخفيا مشاعره في الأعماق . فقد كان وفيا لوالديه كثيرا , وخصوصا لأبيه , أبيه التقي المتين الخلق والمكرس حياته لأسرته . فاستطاع أن ينأي بها عن الذل زمن الأزمات المالية الكبري . كان هناك أيام شدة , أيام بالغة الشدة , هذا عدا نبذ المجتمع الأميركي – اليوناني لهم .

* فوفو * 12-10-10 02:24 AM

وبسرعة , وقبل أن تستمر في نبش الماضى , حول الضوء إليها : " وأبوك يا أليسيا , قد ورث ملايينه . وهكذا ليس لديك فكرة عما تعنيه كلمة فقير "
- لكنك لم تعد فقيرا , يا سيد ياتيراس . إن لديك من السفن بعدد سفن أسطول بريطانيا التجارى . وبالرغم من أصلك المتواضع ليس من الصعب أن تجد عروسا بسيطة .. أكثر مني لهفة لقبول الزواج منك .
- لكنني لا أستطيع العثور على " داريوس ليموس " آخر .
- إذن , أنت فى الحقيقة تريد الزواج من أبي .
كانت ذكية , وابتسم بفتور وقد عاد يشعر بالتسلية مرة أخرى للتناقض بين مظهرها الهادئ الصافي , وداخلها الناري . ووجد نفسه فجأة يتساءل عما تخفيه في داخلها من مشاعر , ربما محمومة كجهنم .
كانت خصلات شعرها الذهبية تتراقص على خدها . فراح ينظر بإعجاب وهي تلامس أذنيها , فشعر بدافع مفاجئ للإقتراب منها لرفع هذه الخصلة عن وجه هذه المرأة التى تسحره . إنه سيستمتع بالزواج من امرأة كهذه .
اتكأت أليسيا إلى الخلف من مقعدها , وثوبها البني يبرز صدرها الصغير وأهدابها المسدلة تخفي ما تنطق به عيناها : " كم تبلغ معرفتك بأبي ؟ "
- إلى القدر الذى يجعلني أعرفه .
سمحت لنفسها أن تفوز بابتسامة صغيرة . ولاحظ كريستوس غمازة شمال فمها الممتلئ , ربما سيتاح له أن يقبلها .
- لابد أن أبي مسرور جدا لأنه وضغك فى جيبه الخلفى , يمكنني أن أتصوره تماما وهو يفرك يديه معا مبتهجا ضاحكا.
ورفعت أهدابها : " لقد فرك يديه بعد أن أبرمتما الصفقة , أليس كذلك ؟ "
لهجتها , صوتها , عيناها , شد ما يرغب فيها . ومال فجأة إلى الأمام وأمسك بشعرها المعقود على رقبتها .. اتسعت عيناها عندما اشتدت أصابعه على شعرها لحظات قبل أن ينحنى ليعانقها .
شهقت أليسيا عندما بدأ يعانقها , ولم تفته شهقتها والليونة المفاجئة في ردة فعلها .
تصلب جسده , وجرى دمه حارا . ومن بعيد سمع نحنحة , إنها الراهبة ! إن طرده إلى خارجة المكان الآن سيكون كارثة , وهكذا تركها ببطء , قائلا : " كم أنت لذيذة "
شحب وجه أليسيا وانتفض جسمها كأنما تحاول أن تمسح آثاره عنهما :
- حاول هذا مرة أخرى وسأستدعي رئيسة الدير .
وضع قدمه على المقعد بجانبها , وشعر بجسدها يرتجف :
" وماذا ستقولين , يا أليسيا الحلوة ؟ إن زوجك عانقك ؟ "
- نحن غير متزوجين , بل نحن غير مخطوبين حتي .
- لكن هذا سيحصل حالا .
وحدق في صدرها المضطرب الأنفاس : " أتحبين الرهان ؟ "
فارتجفت بوضوح : " لا , أنا لا أقامر أبدا "
- هذا أمر يدعو إلى الإعجاب , لكنني أحب الرهان . إننى يا أليسيا , أعرف عنك أكثر مما تظنين .
ورأي ما بد عليها من شك , فشعر بالرضا : " في السابعة عشرة من عمرك حصلت على منحة من معهد عال لدراسة الفنون في باريس . وعشت فى غرفة فوق السطح مع " دزينة " من دارسي الفنون . كانت حياة بوهيمية نوعا ما , مع أطفال يجرون بين الأقدام . وعندما كانت نقودك تنفد . كنت كالآخرين , تقومين بأعمال شاذة متنوعة . عملت , ذات صيف مدبرة منزل ثم فى مخبز . وأطول عمل قمت به هو مربية لمصمم وأسرته "
فقالت بفتور وقد شحب وجهها : " كانت جميعا أعمالا محترمة "
- ومحترمة جدا , لكنها مختلفة تماما عن الملعقة الفضية التى فى فمك .
- هل ثمة غرض من قولك هذا ؟
تلاشت ابتسامته ومال إلى الأمام : " لقد أمضيت ثماني سنوات من حياتك محاولة الهرب من أبيك "
انفرجت شفتاها ولكن دون صوت . وأخذ يتأملها مراقبا كل خفقة من عينيها .
- أمضيت فترة من حياتك حرة , رسمت وسافرت واستمتعت بالحياة بين مجموعة من الأصدقاء , ولكن عندما مرضت وضعك أبوك فى مستشفى في " بيرن " , ومنذ ذلك الحين تملكك , جسدا وروحا .
- ربما جسدا , ولكن ليس روحا أبدا .
إنها النار مرة اخرى , والتمرد العنيف , وشعر بتماثل بينهما لم يشعر به إلا نحو قليلات من النساء , ورقق من صوته : " فكري في الأمر , يا أليسيا . في اليونان أنت دون قوة , وأبوك رأس الأسرة .. السلطة الكاملة له . لديه الحق في أن يختار لك زوجك . لديه الحق في أن يسجنك هنا . لديه الحق في أن يجعل حياتك تعسة "
- أنا لست سجينة هنا .
- لماذا لا تغادرين الدير إذن ؟
حبست أنفاسها , بتوثب آسر . واتسعت حدقتا عينيها , وتوترت شفتاها . فقال بعد قليل من التردد :
- يمكنك أن تغادري اليوم , حالا , وستكونين حرة أخيرا .
بقيت لحظة لا تجيب , وهي تتفحصه بنفس العزم الذى قابلته فيه . ثم قالت : " الزوجات اليونانيات لايملكن الحرية أبدا "
- لا . ربما ليس بالطريقة التى تفكرين فيها , لكنني سأسمح لك بالسفر , وبمزاولة الهوايات التى تهمك , وسأسمح لك بإختيار اصدقائك وسيكون بإمكانك أن تعودي إلى الرسم .
- أنا لم أعد أرسم .
- ولكن بإمكانك ذلك , فقد سمعت بأنك ماهرة فيه .
ضحكت فجأة بصوت منخفض وأخذ جسدها يرتجف توترا , وعقدت ذراعيها فوق صدرها : " لابد أنك بحاجة ماسة إلى سفن أبي "
تملكت كريستوس موجة من مشاعر حلوة بشكل لم يشعر به من قبل . رأي نفسه كما هو بالضبط , منقادا , حذرا بشكل أناني . يخدم نفسه بكبرياء , وهذه المرأة , هذه المرأة الجميلة النقية الشابة , تعلم بأن أهميتها الوحيدة تكمن في أنها جزء من صفقة مقدار ما تدفعه من بائنة . وما يستحق الاهتمام فيها هو اسمها فقط . وفي جزء من اللحظة شعر بكراهية لهذا النظام ولنفسه , لكنه ما لبث أن أزاح اعتراضه هذا جانبا دون رحمة .. سوف يحصل عليها .
انزلقت أليسيا من تحت ذراعه وابتعدت عنه عدة خطوات , وسارت إلى آخر الحديقة , ثم ركعت عند شجيرة لافندر , وهمست وهي تقطف زهرة :
- السفن ... لشد ما أكرهها !
وأخذت تشم الزهرة الأرجوانية .
فقال وهو يفكر في أنها أشبه بلوحة زيتية : " وأنا أحبها "
انحناءة عنقها , رقبتها البيضاء , شعرها المجموع على قفا رأسها بلون العسل الطبيعى , يتألق فى أشعة الشمس الذهبية . إنه يريد هذه المرأة , سواء كانت صفقة أم لا . وأطبقت على الزهرة في قبضتها وهي تقول : " يا سيد باتيراس , ألم يخطر في بالك قط أن تتساءل عما يدفع رجلا ثريا مثل أبي إلى منح ثروته لمن يأخذ ابنته ؟ "
كانت الشمس تتألق ذهبية دافئة على قمة رأسها , والنسائم تعبث بخصلة شعر أخري : " أنا بضاعة تالفة يا سيد باتيراس , ولايمكن لأبي أن يعطيني إلى طالب زواج يوناني حتى ولو حاول ذلك "
أكثر تلفا مما قد يظن , كانت أليسيا تعترف بذلك بكآبة , وهي تسحق زهرة اللافندر في كفها , فقد تبادر إلى ذهنها , دون رغبة منها , ذكرى المصح الذى كانت فيه في سويسرا . لقد أمضنت هناك قرابة أربعة عشر شهرا , طوال سنتها الواحدة والعشرين , قبل أن تأتى أمها فتنقذها وتساعدها على السكن فى شقة صغيرة في " جنيف " .
وقد أحبت أليسيا جينف إذ لم يكن لها فيها ذكريات سيئة . وقد عاشت فيها بهدوء وسعادة حوالى عامين , راضية بوظيفتها في متجر للملابس , متذوقة الأمان فى شقتها البسيطة .. كانت تتصل أسبوعيا بأمها في " أونوساي " وتتحدث إليها فى أشياء كثيرة مختلفة سارة ليس فيها ما يؤلم بل ما يفرح . لم تسألها أمها عن المصح , أو عن حياتها في باريس على الإطلاق , ولم تسأل أليسيا عن أبيها قط . كانت كل واحدة منهما تتفهم الأخرى , وتتفهمان آلام بعضهما البعض .
وما كانت أليسيا لتعود قط إلى اليونان , أو إلى بيت أبيها , لولا مرض أمها بالسرطان .
رنين الأجراس المفجع أثار مشاعر أليسيا فجفلت فجاة , وأسدلت أهدابها وتوترت شفتاها وهي تجد في رنين الأجراس هذا ما يذكرها بموت أمها وجنازتها .
استمرت الأجراس في الرنين , رنينها أشبه بأظافر تخدش لوحا أسود بحدة . آه , لشد ما تكرهه هنا ! لقد قامت الراهبات بكل ما يستطعن للترفيه عنها واكتساب مودتها , لكن أليسيا لم تكن تستطيع احتمال يوم آخر من رنين الأجراس والصلاة والصمت .
لم تشأ أن يذكرها شئ بما فقدت . كانت تريد فقط أن تستمر في العيش .
الأخت " إيلينا " , ذات الوجه الصام والقلب الحنون , أشارت إليها بأن وقت عودتها إلى الداخل قد حان .
شعرت أليسيا بالذعر , وأدار اليأس رأسها . شعرت فجأة بأنها لا تحتمل مغادرة الحديقة , أو وعود الحرية . وكأنه أحس بكراهيتها تلك , فمد لها كريستوس يده : " لست مضطرة إلى الدخول . يمكنك , بدلا من ذلك , أن تغادري الدير معي "
لقد شعر بضعفها , و أحس باضطرابها . ومرة أخرى قال بصوت رقيق : " تعالي معي هذا النهار وستبدئين من جديد , وتدخلين حياة جديدة ... كل شئ سيكون جديدا مثيرا "
إنه يغيظها , يعبث بها . لكنها تلهفت إلى الحرية رغم نفورها من الصفقة هذه .
يمكنها أن تغادر الدير إذا هي ذهبت معه بصفتها زوجته . يمكنها ان تهرب من أبيها إذا هي ارتبطت مع هذا الغريب .
- ألست خائفا مني ؟
سألته وهي تهرب من نظرات الأخت إيلينا القلقة . وتستدير إلي هذا الرجل الأميركي اليوناني الغامض الوسيم الواقف على بعد قدم منها فقط .
- وهل علي أن أخاف ؟
- أنا أعرف أن أبي حدثك عن ... صحتي .
كل كلمة قالتها كانت أشبه بقطرة سم على لسانها . وخلف عينيها تجمعت دموع ساخنة .
- قال إنك لم تكوني بصحة جيدة وذلك منذ سنوات . لكنه طمأنني إلى أن صحتك جيدة الآن . وشكلك جيد , وفي الواقع جيد تماما رغم نحولك نوعا ما .
التوت شفتاها بإبتسامة سخرية بالنفس : " قد يكون المظهر خداعا "
فهز كتفيه : " أول سبع سفن لدي كانت تالفة . جردتها حتى أصبحت هياكل , ثم أصلحتها . وفي خلال عام درت علي ربحا مليوني الأول . مر عليها الآن عشر سنوات وما زالت حتى الآن أفضل قطع أسطولي "
تصورته يجردها ثم يحاول أن يجعل منها شيئا ما . صعقتها هذه الصورة الواضحة وأشعرتها بالخوف . لقد مرت سنوات وسنوات منذ كانت على علاقة حميمة مع رجل . وهذا الرجل ..
كرهت الدم الذى تصاعد إلى وجهها , ثم رفعت رأسها : " أنا لن أدر عليك أي مليون "
- لكنك سبق إن فعلت ذلك .
تضايقت لتقييمه القاسي هذا , وتصلب ظهرها :
- عليك أن تعيره إلى أبي . لقد سبق أن أخبرتك بأنني لن أتزوج ابدا .
- تعنين مرة أخري , أي أنك لن تتزوجي أبدا مرة أخري .
جمدت مكانها , وتسمرت نظراتها على ميناء ساعة أثرية . أتراه يعلم ؟
- لقد تزوجت من قبل عندما كنت في سني المراهقة , وكان هو إنكليزيا يكبرك بست سنوات . وأعتقد انكما تعارفتما في باريس . ألم يكن رساما هو أيضا ؟
التفتت إليه ببطء , متسعة العينين , ممزقة بين الذعر والاقتنان إزاء تفاصيل ماضيها . ماذا تراه يعرف أيضا ؟ وماذا أخبروه أيضا ؟ وأجابته بصوت راعش , ذلك أن زواجها من جيريمي كانت غلطة مأساوية :
- لا أريد أن أتحدث معك عنه أو عن الزواج .
- أبوك قال إنه كان يريد ثروتك .
- وهل أنت لست كذلك ؟
التمعت عيناه الداكنتان , وخطر لها أن هذا ليس رجلا سهلا .
اقترب منها إلى حد اضطرها إلى رفع رأسها لترى وجهه . وخفق قلبها فزاد ذلك من قلقها . كان طويلا , أطول من أكثر الرجال الذين عرفتهم , وصلب الجسد عريض الصدر , وذا عضلات في ذراعيه تملأ كمي سترته .
كانت متوترة الأعصاب , وبحثت عن شئ , أي شئ يعيد إليها اليد العليا مرة أخرى . فقالت :
- الرجل اليوناني الأصيل لا يحب أن يكون الزواج الثاني لامرأته .
- لقد سبق أن تفاهمنا أننى لست رجلك اليوناني التقليدي . أنا أعمل ما أريد , وبطريقتي الخاصة .
* * *



نهاية الفصل الأول

بنوته عراقيه 12-10-10 06:05 PM

تسلمي فوفو على التنزيل الروايه ...يعطيك العافيه

انتظروني غدا بالفصل الثاني

salma2 13-10-10 04:07 AM

mabroke 3la rewaya jadida

لوتشيابب 13-10-10 08:48 AM

thanks to writer group yuor ssssssssssssssssssssssssssssssssssuper

* شتاء باريس * 13-10-10 12:59 PM

شكرا على الرواية الرائعة
بانتظار التكملة :)

بنوته عراقيه 13-10-10 01:46 PM

2- مشاعر للذكرى
عندئذ خطر في بالها وبقوه انه لايمكن لاثنين ان يقوما بنفس اللعبه كل ما عليها ان تفعل هو ان تفكر كرجل
كريستوس بانيراس يريدها لتزداد ثروته ولا علاقه لذلك بالحب او المشاعر انها مجرد صفقه ولاشئ اخر لماذا لا يمكنها تحقيق هذا الزواج بنفس الطريقه؟هو يريد باثنتها وهي تريد الاستقلال هو يريد التحالف مع اسره ليموس وهي تريد الهرب من ابيها
اخذت تزنه بنظرتها مره اخرى كان طويلا قويا مهيبا للغايه ... ينضج سلطه وسيطره هل يمكنها ان تتزوجه ثم تهرب؟
بعد ذلك لاتعود هي اليسا ليموس الغنيه الصغيره المسكينه
وانما امراه عاديه ذات احلام عاديه لديها بيت صغير في الريف وحديقه خضروات وبستان تفاح اختلست نظره اخرى من جانب وجهه ولاحظت انفه الاقني وخط وجنته وفكه الحليق القوي بدا لها اقل قسوه مما كان يتظاهر به صلبا ازاء حقه ولكنه ليس عدوانيا
واذا هربت منه ماذا تراه تفعل ؟يطاردها؟ انها تشك بذلك سيكون لديه كبرياء بالغه ربما سينتظر مده ثم يلغى الزواج الرجال امثال كريستوس باتيراس لايحبون الاعلان عن فشلهم
التفت اليها فوجدها تنظر اليه وتقابلت نظراتهما
-كل شخص يظن انك قد تزوجت مني بالفعل
-وكيف حدث ذلك؟
فتح معطفه وسحب الصحيفه المطويه من جيب الصدر وناولها اياها
فتحت الصحيفه غير واثقه مما ستجده واذا بالعنوان الرئيسي يقفز نحوها يصرخ بالخبر
(عرس سري لوريثه ليموس)
توالت عليها مشاعر الغضب والسخط والذهول وهي تقرا هذا كيف استطاع ان يفعلها؟ان يحدث مثل هذه الاثاره؟وما ان تفجر غضبها حتى سقط عليها الاتهام ولاول مره منذ شهور رات بابا مفتوحا كل ما عليها ان تفعله هو ان تخرج منه
تزوجيه واهربي
كل شئ كان في مكانه الزوج والزواج الحافز كل ما عليها هو ان تتابع السير في خطتها ثم ترحل كل شئ كامل ...وخفق قلبها ولكن...
ربما كان اقل كمالا مما ينبغي ذلك ان كريستوس باتيراس لم يسيطر على صناعه السفن اليونانيه بالحظ فهو ذكي لا بل تقول الاشاعه انه لامع والرجل الذكي لايتزوج امراه شابه ثم يتركها تهرب منه انه سيستعد لذلك وسيكون يقظا وسيكون عليها ان تكون حذره للغايه اللهفه والحذر تشابكا بمشاعرها يمكنها ان تفعل هذا يمكنها ان تهرب منه كان الامر يتعلق بان تماثله ذكاء
ازداد خفقان قلبها ازدادت الاثره في نفسها لكنها خففت من حماستها لم تشأ ان تكشف عن نواياها الحقيقيه
عبست مظهره الصدمه والدهشه
-لايمكن ان تكون جادا
-انه خبر الصحفه الاولى
-لم يكن ثمه عرس فكيف تكون هناك قصه؟
-اقرائيها بنفسك
اخذت تقرا ماكتبته الصحفه الاولى حيث نقل عن ابيها انه لا يريد ان يثبت او ينكر الريبورتاج عن العرس السري لكنه يعلم ان المليونير صاحب شركه الشحن الامريكيه اليونانيه كريستوس باتيراس قد زار اونوساي منذ عده ايام والتقى اثناءها ابنته في الدير مصادر اخرى اثبتت ان باتيراس قد شوهد في المدينه بينما مصدر اخر ذكر الدير بصفته مكان العرس السري
انه عمل ابيها دون شك الالعوبه ومحرك الالاعيب هذا شئ لايصدق انما هذه المره هي التي تحر الالاعيب وهي المسيطره قالت وهي تجعد الصحيفه
-انت وابي تؤلفان فرقه مثيره رائعه
-انها فكره ابيك فقط
-لن يصدق هذا الهراء احد
-كل شخص يصدقه لقد تدفق مخبرو الصحف الى الميناء متوقعين ان يروا العروس المحمره الوجنتين خجلا مع العريس على سطح اليخت عصر هذا اليوم
بدا مغرورا معتد بنفسه وكانه لقى حولها بشبكه فاوقعها في فخه .لا ...اسفه كما اخذت تعتذر في داخلها لكنني انا الرابحه هذه المره
انها ستتزوجهثم تتركه ويمكن ان يلتقط البقايا .وشجاره مع ابيها لن يكون مشكلتها هي .اذا شاء كريستوس باتيراس ان يقوم بمعاملات مع والدها فهذا حسن فليجرب غضب ابيها
هاجمها شعور بالذنب قليلا مالبثت بعده ان تجاهلت صوت ضميرها مذكره نفسها بان كريستوس واباها هما من نوع واحد بين الرجال انهما انانيان متهوران ينقصهما العطف والحنان
لم يحدث اثناء السنه المرعبه الاخيره من حياه ابيها ان خفف ابوها منهاج عمله او الغى اجتماعا او غير موعد سفر مره واحده ولم يحضر قط علاجها الاشعاعي لم يمسك قط يدها اثناء جلسات العلاج الكيميائي المؤلم وابدا لم يتفقدها اثناء الليل وهي تستلقي بين الالم والخوف
تصرف ابوها وكان لاشئ قد حدث متجاهلا اعرض المرض هذه ونهايتها وبدا الامر كما لو انه حدث بسبب سوء الاحوال الجويه لا غير فاستمر في عمله مخططا لسفن جديده وطرق جديده وتحالفات جديده تبا لابيها وتبا لاكريستوس باتيراس
كانت اليسا تعلم ان ليس ثمه اسوا من ان تكون المراه زوجه لاحد ملوك المال اليونانيين
لكنها اخفت كل ذلك وركزت على هدفها الاستقلال السلام العيش بعيدا عن اسر الشحن اليونانيه الثريه ربما تعود الى جينف ربما تعيش في بيت صغير في جنوب لندن
سالته ونبضها يسرع توقعا
-متى سنتزوج؟
-اليوم سنتزوج هنا في المعبد ثم نبحر بعد الظهر
-وماهي توقعاتك مني بالضبط؟
اخذ يتاملها بملامح جامده لاتكشف عن شئ
-بصفتك زوجتي ستسافرين معي عندما استضيف الناس تكونين المضيفه وبالنسبه الى اسرتي سنبدو معا دوما في المناسبات الاجتماعيه والرسميه ونتصرف كزوجين حقيقيين
-وليس مجرد علاقه عمل
-بالضبط
-لاجل والديك
-بالضبط مره اخرى

بنوته عراقيه 13-10-10 01:47 PM

لم يكن يريد ان يخيب امل والديه وكادت تعجب به لذلك كادت... ولكن لحسن الحظ ماكان لها ان تقلق على اسرته او توقعاته منها فهي لن تكون بجانبه وقتا يكفي لتقوم بكل تلك الواجبات اذا تزوجا اليوم عند العصر فهي ستكون على بعد ساعات فق من الحريه.. ساعات تبدأ بعدها حياه جديده لنفسها بعيدا عن اليونان واسم ليموس
-وماذا ايضا؟
سالته بهدوء وهي مصممه على ان لاتدعه يعرف نواياها ابدا ذلك ان كريستوس قد يرتدي ملابس حديثه الطراز ويزاول الرياضه ويتحرك بخفه الرياضيين ويتكلم بفصاحه لكنه وراء هذه القشره الثمينه المتالقه رجل لايختلف عن ابيها .وابوها رجل عديم الرحمه بالغ الانتقاد عنيد قد سحق المقربين منه وسحق اسرته كما سحق اصدقاءه دون تمييز لم ينج منه احد دون استثناء
-واتوقع ان يكون بيننا علاقه طبيعيه
وهو ايضا قد اصبح رجل اعمال مستقل الشخصيه والفكر
خطر ببالها انهما انتقلا الى مرحله النقاش .وستاخذ المعامله مكانها المساله فقط مساله اضفاء صفه رسميه على التفاصيل كان يعلم ذلك وهي ايضا وامتلا فمها مراره لكنها لن تتراجع الان
-حدد ماتعني بقولك :علاقه طبيعيه من فضلك
-اتوقع منك ان تكوني مخلصه وفيه وصادقه
شعرت في داخلها بشئ يتحرك همسه ضمير اخرى لكنها نبذت ذلك هازئه لقد سيطر عليها الرجال طوال حياتها وهذه المره فقط ستحتاط لنفسها وقالت
-هل هذا فقط؟
-وهل ينبغي ان يكون هناك اكثر؟
كان يختبرها هو ايضا كان يعلم انه ينبغي ام يكون هناك اكثر
فهما لم يناقشا النواحي الجسديه من الزواج التي كانت تلوح بينهما ثقيله مرعبه مانعه
-انه زواج مصلحه صوري اليس كذلك؟
واكتسحته بنظره قبل ان تحول عينيها بسرعه لكنها لمحت في عينيه لمعانا مفترسا لم يكن متوترا بل بدا وكانه يستمتع بكل هذا
-الزواج الصوري لاينتج اطفالا ..وانا اريد اطفالا
وقبل ان تجيب تابع يقول
-سابذل جهدي ياانسه ليموس في ان اطمئنك الى انك ستكونين راضيه اريد ان تكوني سعيده من المهم ان نكون نحن الاثنان مكتملين فالحب هو جزء طبيعي من الحياه ويجب ان يكون طبيعيا بيننا
لامست عمودها الفقري اصابع الخوف ووقف شعر راسها حتى تصاعد الدم الى وجهها ةتملكتها قشعريره ساخنه
-اننا لا نكاد نعرف بعضنا البعض ياسيد باتيراس
-وهذا هو السبب في انني لن افرض نفسي عليك انني ارضى بان انتظر حتى يتلاشى بعض ما بيننا من الجفاء ونصبح اكثر...ارتياحا مع بعضنا البعض قبل ان نبدا في علاقه حميمه
وبجزء من الثانيه تصورته يضمها اليه ويعانقها ان هذه الفكره جعلتها تتنفس بحده فقد شعر كل عصب في عروقها بقوه هذا الرجل وصلابته
احمر وجهها مره اخرى فقد عمق صوته واصبح ابح كانه يهمس لها مدندنا بدف وحميميه
عقدت ذراعيها فوق صدرها وحاولت ان تتجاهل الوخز في صدرها والشوق الى ان تعود امراه حقيقيه بعد ان كانت تظن ان شعورها كامراه قد انتهى الى الابد وقالت بدون ان تنظر اليه
اتريد ان تلتزم بزواج دون حب؟
-انا ملتزم بك
اه ..ان يكون لديها شخص يريدها ويهتم بها...وجذبت نفسا ممزقا وقد تلوى في قلبها الالم والامل اللذان اغراهما وعده ودفء صوته ماذا سيكون شعورها لو احبها هذا الرجل ؟
لكنها عادت تعارض نفسها انه لم يقل قط شيئا عن الحب او الرغبه فيها حتى انه لم يعلن التزامه بها بل كان ملتزما ببيت ليموس ملتزما بابيها وليس بها فكيف تسمح لنفسها بان تضمه الى احلام اليقظه الم

بنوته عراقيه 13-10-10 01:47 PM

تتعلم درسها حتى الان؟
هكذا شق جيريمي طريقه عبر نقطه ضعفها وهكذا قدمت له قلبها حسنا انها لاتريد ولن تفعلها مره اخرى
بدات مشاعرها تقسو وه تقنع نفسها بان كريستوس باتيراس غير مهم وعوده غير مهمه الشئ الوحيد المهم هو الهرب من الدير ومن احاييل ابيها هذا ماكانت امها ستطلبه منها وهو ماكانت امها تريده لنفسها
نظرت الى الاعلى فاستقرت نظراتها على الجدار الابيض المرتفع كل نوافذ الدير تطل على حديقه معشوشبه واشجار حمضيات لايطل اي منها على خارج الحديقه ولاتسمح برؤيه ولو لمحه من البحر او صوره عن العالم الذي يقبع في الخارج
لكنها هي لم تتركه وراءها وانما نزعه ابوها منها بعد اسابيع من موت امها فقط لم يكن ثمه حداد بالنسبه اليه وانما عمل فقط ومال وعمل وسفن وصفقات
وشعرت بغصه وضاق صدرها لحظه وبعد صمت طويل مؤلم قالت
-اذا كنا سنتزوج فلا تدعنا نضيع الوقت اذن
******
وبعد قليل من الاجراءات تزوجا في اقصر احتفال كنسي في معبد الدير وتبودل الخاتمان والعهود مع قبله غير محمومه
وفي المقعد الخلفي من الليموزين شبكت اليسيا يديها في حجرها جاهده في تجاهل الخاتم ذي الماسه الضخمه والزمرد الاخضر الذي يثقل اصبعها وكان كريستوس قد سبق ان اخبرها بانه ليس من موروثات الاسره ولم تكن الماسه التي تزن ثلاثه قراريط حزءا من ثروه الاسره بل اشتراه حديثا لاجلها فقط لكنها لن تلبس الخاتم مده طويله ففي مثل هذا الوقت غدا ستخلعه من اصبعها وتضعه على مائده الزينه او رف الحمام كما تعهدت لنفسها
ملأها هدوء غريب لاول مره منذ سنوات شعرت وكانها عادت سيده نفسها تتصرف بدلا من ان تتاثر تضع القرارات لنفسها بدلا من ان تشعر بالعجز
وبنظره سريعه الى عريسها لاحظت جانب وجهه كان حاجبه القوي مقطبا موصلا بالاخر وكان شعره الاسود ممشطا الى الخلف
سيدهش دون غضب عندما يكتشف رحيلها فهو لم يتوقع منها ان تخدعه وهذا لايمكن ان يكون خطر في باله تماما كالرجل اليوناني الذي يفترض ان كل شئ سيسير حسب خطته
جلس قريبا منها اقرب مما ينبغي ابتعدت عنه واذا بها تجد انه عاد فاستقر ملتصقا بها مره اخرى
اصبحت مشاعرها لوهله متيقظه للحراره المنبعثه من جسده وتملكها الذعر لهذه الحميميه غير المرغوب فيها لم تكن مستعده لتقبل لمساته ولا لمسات اي شخص اخر
ازدادت اقترابا من الباب ضاغطه نفسها في الزاويه متمنيه لو تنكمش حجما

قال وهو ينظر اليها متهكما
-انت تتصرفين وكانك عذراء
وكانت هي تشعر بانها عذراء فقد مضت سنوات وسنوات لم يلمسها فيها احد ويقبلها حتى واذا بها تجلس الان جنبا الى جنب مع رجل غريب طويل مهيب يريد منها ان تحمل اطفاله
وضغطت اليسيا شفتيها باصابعها المترتجفه مالذي فعلته؟
ولماذا تزوجته؟ اذا هي لم تهرب منه فهي ستموت بكل تاكيد فالبرغم من حكمه امها وبالرغم من اشاره الراهبات الرقيقه عليها لم تشا اليسيا ان تكون اسره لها ولا اطفال ابدا وهي لن تتمكن ابدا ان تمنح كريستوس باتيراس اي فرصه ...لن تدعه يقوم بحركه لاغرائها وستهرب حالما يمكنها ذلك
-استرخي فانا لن اهاجمك
فتحت عينيها ونظرت اليه من تحت اهدابها المسدله كان يبدو عابسا بعيدا عنها بافكارها وقد تبدد الضحك من عينيه
اخذت السياره الفارهه تعلو وتهبط على طول الطريق الجبلي الضيق غير المعبد ثم ترنحت عندما عبرت السياره حفره عميقه ورغم حزام المقعد انقلبت اليسيا على حجر كريستوس لكنها سرعان ما قرمت نفسها وابتعدت عنه بحده فاشتد توتر شفتي كريستوس
امتد الصمت بينهما متوترا ثقيلا فشعرت بالارتباك ولانها ادركت انها ساعدت على خلق العداء فتشت عن يشئ تقوله
-هل تحب مدينه اونوساي ؟
-انها صغيره
-مثل اميركا
ارتفعت زاويه فمه باشاره خفيفه
-نعم مثل اميركا
وتلاشت التسليه من عينيه وعادت ملامحه تتصلب مره اخرى
شعرت بنظراته تستقر على وجهها تتامله بنفس المشعر البارده التي يتامل فيها شخص لوحه معلقه على جدار متحف وسالها
-هل سبق لك السفر الى الولايات المتحده؟
-لا
دوما كانت تتمنى الذهاب فقد كان الفضول يتملكها لرؤيه نيو يورك وسان فرانسيسكو ولكن لم يكن لديها الوقت ولا الفرصه لذلك شكرا لابيها فقد كانت مشغوله جدا بالاستمتاع بشكل خاص بالاقامه في المصح وفي الدير
-لدي اجتماع في سيفالونيا وسنذهب اليها من هنا بالبحر ومن هناك يمكننا ان نذهب الى مكان اخر لقضاء شهر العسل مكان ربما يعجبك وذلك قبل ان نعود الى بيتي في ايست كوست
شهر العسل! جفلت لقوله هذا لقد قال انه لن يفرض نفسه عليها وسيرضى بالانتظار وشهر العسل يعني الحب والعلاقات الحميمه و..
وارتجفت انها غلطه لقد اقترفت غلطه .لا...عليه ان يستدير بالسياره ليعيدها الى الدير الان كان ما يزال يراقبها فقال وقد ضاقت عيناه
-لن نعود الى الدير
رفعت راسها بحده وحدقت اليه ذاهله لانه قرا افكارها
-ياعزيزتي السيده باتيراس قراءه افكارك ليست صعبه لان مشاعرك تبدو على وجهك انها جميعا هناك لاقراءها
وربت على يديها المتشابكين في حجرها
حاولي ان تسترخي قليلا ياليسيا فانا لن اطلب شيئا منك الان فانت بحاجه الى وقت وانا بحاجه الى وقت دعينا نحاول ان نجعل هذا الزواج ناجحا ونعرف شيئا عن بعضنا البعض اولا
واذ شعرت بالغضب للهجه المنطقيه وهي التي لا ترى شيئا منطقيا في ارغامها على الزواج رفعت راسها وقد التهب مزاجها
-تريد ان ترعف عني شيئا ؟ هذاجميل ساخبرك عني .انا اكره اليونان واكره الرجال اليونانيين اكره ان اعامل بصفتي مواطنه درجه ثانيه فقط لانني امراه .
اكره مقدار السلطه التي يحصل عليها الاغنياء الذين يخلفون لانفسهم طبقه خاصه منغلقه على نفسها ...اكره الاعمال والسفن التي تعتز بها...اكره التحالف الذي عقده ابي معك لان ابي يكره اميركا ونقود اميركا....
وجذبت نفسا عميقا وهي تهتز من راسها حتى قدميها
قال ببطء وهو يرفع حاجبه ساخرا
-هل انتهيت؟
-لا لم انته بعد انا لم ابدأ بعد
لكن انفجارها هذا قد هداها فاستندت الى الخلف مرهقه وصمتت فجاه
لم تكن معتاده على العراك او علىان تكشف ما في نفسها لان اباها لم يكن يسمح لها بان تقول شيئا ابدا بل لم يكن ينظر اليها البته
-ماذا يزعجك غير ذلك؟
سالها كريستوس ذلك بالحاح وقد تركز انتباهه عليها ولاشئ غيرها
هزت راسها غير قادره على ان تقول كلمه اخرى
-ربما علينا ان ندع خلافاتنا الفكريه الى ما بعد هذه المواضيع الكبيره تحطم النفس اليس كذلك
وابتسم وقد بدت ملامحه انسانيه بشكل مفاجئ
-لماذا لا نبدأ بالاشياء الصغيره؟العادات اليوميه التي تريحنا؟ الافطار مثلا القهوه كيف تحبينها؟مع الحليب والسكر؟
هزت راسها شاعره بجفاف في عينيها وبغصه في حلقها
وهمست
-سوداء
-دون سكر؟
فهزت راسها مره اخرى
-وقهوتك انت؟سوداء؟
قال بلهجه ودوده للغايه
-احب قليلا من الحليب في قهوتي هل تستقظين باكرا؟
-نعم
-وانا ايضا
فقالت بلهجه لاسعه
-هذا جميل سنكون ممتازين معا
بقيت ملامحه جامده عدا عن لمحه من الدفء بدت في عينيه
-بدايه تبشر بالخير لكنني اظن ان بقاءنا اسبوعا او اسبوعين وحدنا سيساعد على تبديد بعض التوتر ولهذا الغيت مواعيدي وبعد هذا الاجتماع في سيفالونيا سنصبح حرين في الاسبوعين التاليين
-وكيف سنلائم وضعنا معا؟
-ساحاول ذلك
عزا الارهاق الذي يتملكها مخااوفها وشعرت بموجه جديده من الذعر ماذا لو عجزت عن الهرب ؟ماذا لو بقي قريبا منها؟ وانتبه اليها كثيرا فلم تستطيع المغادره؟ستقع اذن في شرك هذه العلاقه وترغم على الزواج شعرت بالمرض تقريبا لهذا الاحتمال بغصه في حلقها
لايمكنها الانتظار عليها ان تهرب حالا قبل ان يرسو اليخت
قبل ان يظهرا معا بين الناس ولابد انه احس بذعرها لانه رفع يدها فجاه واخذ يفحص الخاتم في اصبعها ثم قبل باطن معصمها قائلا
-ليس لك ان تكرهيني
ارتعشت للمسه شفتيه وجرى الدم في عروقها حاولت ان تجذب يدها لكن فمه اخذ يلامس بقعه حساسه اخرى من معصمها
قالت


الساعة الآن 06:29 AM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.