شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   روايات أحلام المكتوبة (https://www.rewity.com/forum/f203/)
-   -   257 - أسوار الذهب - جين بورتر -أحلام الجديدة ( كتابة فريق الروايات المكتوبة/ كاملة )* (https://www.rewity.com/forum/t133046.html)

* فوفو * 12-10-10 02:17 AM

257 - أسوار الذهب - جين بورتر -أحلام الجديدة ( كتابة فريق الروايات المكتوبة/ كاملة )*
 






( أسوار الذهب )





257



جين بورتر













الملخص





أول ما وقعت عينا كريستوس على أليسيا , أقسم أن يجعلها زوجته . بعد ذلك بعشر سنوات , سنحت لكريستوس الفرصة لتحقيق قسمه فقد عرض والد أليسيا عليه الزواج بإبنته مقابل مساندة كريستوس له ماليا , لكن بعد العرس , اكتشف أن أليسيا التى أصبحت زوجته تبعا لهذه الصفقة , تزوجته رغما عنها ..
















كل الشكر لأعضاء الفريق على كتابة الرواية





نتمنى أن تحوز الرواية على أعجابكم وبإذن الله هيتم نزول كل يوم فصل مع عضوة من الفريق




نتمنى أن نشوف تفاعل وردود تشجيعية لعضوات الفريق على مجهودهم فى الكتابة




وانتظرونا دائما فى روايات قادمة ورائعة

كل الشكر لعضوات الفريق اللى قاموا بكتابة الرواية :



بنوته عراقيه - marmoria5555
- taman - امراة بلا مخالب - روح القمر - *فوفو*


https://upload.rewity.com/upfiles/jx464284.gif

تنبيه هام :

غير مسموح بنقل أي رواية مكتوبة عن طريق فريق الروايات الرومانسية المكتوبة لمنتدي آخر لا أحلل من يقوم بذلك ونسب مجهود كتابة الرواية لنفسه



يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفييجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفييجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفييجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفييجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفييجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي

* فوفو * 12-10-10 02:19 AM

1– له مهما كان الثمن

- أتفضلين البقاء حبيسة في الدير على الزواج مني ؟
قال " كريستوس " هذا غير مصدق . كيف تفضل هذه الفتاة , أو المرأة البالغة الخامسة والعشرين , كما يدعي أبوها , أن تعيش متقشفة في دير , على الزواج منه ؟
إنه ليس همجيا , بالمقارنة مع الرجال اليونانيين الذين نشأت بينهم , بل إنه على العكس من ذلك , متمدن كثيرا .
ردت أليسيا ليموس ببرود : " سبق أن علمت جوابي , وما كان لك أن تضيع وقتك بالمجئ "
أدار ظهره للراهبة الواقفة في الجوار , حتى لا تتمكن من الإصغاء . فقد كلفت رئيسة الدير أن يرافقها أثناء اجتماعها به , ولكن ذلك لايبيح لها الاستماع لحديثهما الخاص .
- هل أخبرت أباك برفضي ؟ فأنت لم تخبريني , أنا بذلك حتى .
كان نادرا ما يرفع صوته إذ لم يكن بحاجة لذلك , لأن حجمه وسلطته كانا عادة كافيين للإقناع . لكن أليسيا ليموس رفعت حاجبيها : " ربما يتملك الغرور بعض النساء لهذا الإلحاح منك . إنما ليس أنا "
- جوابك إذن هو ... ؟
تزامنت ضحكة أليسيا المتشككة مع بريق عينيها السوداوين : " أنا أعلم أنك أميركي , ولكن من المؤكد أنك لست أحمق إلى هذا الحد "
قد يؤذي كلامها هذا رجلا أقل غرورا منه , لكنه ليس مجرد رجل عادي , وأليسيا ليست مجرد فتاة عادية إنه بحاجة إليها , وهو لن يغادر " أونوساي " من دونها .
- ألا تحبين الأميركيين ؟
- أبدا .
- هذا حسن , وربما سيسهل هذا مهمتنا عندنا ننتقل إلى نيويورك .
- تقابلت أعينهما وقد شحب لونها فجأة : " أنا لن أنتقل من هنا أبدا كما أننى لا أوافق أبدا على زواج مصلحة "
لم يهتم بقولها هذا , وأجاب : " إذا كنت قلقة , فأنا أعتبر نفسي يونانيا , أبواي ولدا هنا , في "أونوساي" , وهما ما زالا يعتبران هذا المكان وطنا لهما "
- آه , يا لهما من إنسانين سعيدين !
كاد يبتسم , فلا عجب فى أن أباها داريوس قد عاني من الإحباط , فهي لا ترغب أن تصبح عروسا يوما . أضاف : " لا أدري إن كان سيسرهما أن تكوني كنتهما , لكنهما سيتقبلان ذلك حتما "
- أنا واثقة من أنك أمك شغوف بك .
- بلا حدود , فالأمهات اليونانيات , يعشن غالبا لأجل أبنائهن .
- بينما البنات منبوذات .
لم يبد عليه أنه لاحظ الألم فى صوتها , وهي تقول ذلك بمرارة .
- ولكن بناتي سيكن مدللات .
كان فى السابعة والثلاثين وبحاجة إلى زوجة , كما أن داريوس ليموس كان بحاجة إلى زوج لابنته العنيدة . ومثل هذا لم يكن زواج حب , بل صفقة هيأ لها , في بنك في سويسرا .
- أنا ابن وحيد لوالدي , آخر فرد ذكر في فرع أسرتنا , وقد وعدتهما بأن يكون لهما حفيد قبل عيد ميلادي التسع والثلاثين وسألده .
- لا , بل أنت ترجو أن أكون أنا التى سألد .
عض شفتيه كيلا يبتسم : " أنا أحتمل أن يصحح لي الآخرون كلامي "
تقبضت يدا أليسيا . وتمنت لو تصفع ابتسامته المغرورة فتمحوها عن وجهه المتغطرس . لم تعرف قط رجلا مثله ثقة بالنفس , سوى أبيها فقط .
ابتلعت ريقها بتشنج وهي تحاول أن تفهم سبب عبوره المحيط الأطلسي ليبحث لها عن عريس . فقد كان أبوها يحتقر حديثي النعمة , ولابد أنه كان يشعر باليأس . حسنا , وكذلك هي . فقد كان يعرضها بالمزاد العلني . يعرض وريثته الوحيدة لمن يدفع أكثر .
غالبت دموعا ساخنة اندفعت فى عينيها .. ما كانت أمها لتسمح لأبيها بأن يفعل هذا .
- هناك عرسان أسوأ ، يا آنسة ليموس .
شعرت بسخرية لكنها لم تبتسم : " الزوج هو الزوج ، وأنا لا أريد زوجا "
- أكثر النساء يردن الزواج . إنه أمنية كل امرأة يونانية .
- أنا لست أكثر النساء .
ضحك بفظاظة : " هذا قولك أنت ، لكننى أسمع أن النساء متشابهات ، كلكن لديكن أحلام "
- أليس لديكم أنتم ؟
- أحلامى أنا واضحة ، أريد أطفالا . أنا بحاجة إلى أطفال .
وأخذ يتفحصها وكأنها فرس : " أنت شابة ، وستكونين أما ممتازة "
قالت بجفاء : " لا أريد أن أكون أما "
قالت هذا بجفاء . فهز كتفيه دون إهتمام :
- يمكننا أن نتزوج اليوم . . هنا . وحدنا فأنا أخشى أن لا يكون والدك موجودا .
- يا للفضيحة .
فلوى شفتيه بدهشة وشئ من الفضول : " انت تتكلمين كالبحارة "
- لأننى أقرب ما يكون من أعمال أبى .
- هل تهتمين بإدارة الأعمال .
- انا أهتم بعملى .
ليس العمل الذى شغف به أبوها أكثر من أى شئ آخر . لم يسمح لشئ بأن يقف بينه وبين سفنه . لم يسمح لأحد أن يتدخل فى أعمال "ليموس" الكبرى حتى أمها .
قال لها بعد هنيهة :
" أظن أن العمل سيصيبك بالسأم . مناقشاته ،عقوده ، أرقامه ، شحناته المملة . . "
- بالنسبة لعقلى الصغير ؟
التمعت عيناه وابتسم للهجتها الساخرة ، وقال ببشاشة :
- لا تضغى إلى كل ما يقوله أبوك . اصغى فقط للأشياء الجيدة التى يقولها عنى .
كان بإمكانها أن تصفعه بسهولة ، فهى تعلم جيدا سبب رغبة "كريستوس باتيراس" فى الزواج منها . كان طامعا فى بائنتها وأعمال أبيها . عندما يموت ابوها داريوس ، فسيرث "كريستوس" إمبراطورية "ليموس" . قالت له : " أراك واثقا من نفسك أكثر مما ينبغى "
- هذا ما يقوله نقادى .
- هل هم كثيرون ؟
- كثيرون جدا .
أشاحت بوجهها وهى تصر بأسنانها . إنه يمزح ، دون ريب ، ويعبث بها كما تعبث القطة بالفأر . جاهدت أن تتحكم فى طبعها ، وتوتر فكها الناعم .
- انت مجنون إذا كنت تفكر فى أننى سأتزوجك .
- لقد وافق أبوك على الزواج ، وقد تسلمت البائنة .
- أعدها إليه !
- لا يمكننى ذلك ، فأنا بحاجة ماسة إليك .
التفتت إليه ، فألفت عينيها تلمعان فى عينيه :
- بالرغم مما تظنانه ، انا لست مجنونة ولا ضعيفة الشخصية . وما دامت لديك صعوبة فى السمع ، دعنى أقلها مرة أخرى . أنا لنم أتزوجك ، يا سيد " باتيراس" ، ولن أتزوج أبدا يا سيد "باتيراس" . أفضل أن أكبر وأشيب فى هذا الدير على أن أحمل اسمك ، يا سيد "باتيراس" .
كبح كريستوس رغبته فى الابتسام وهو يهنز فوق كعبيه . قال أبوها انها عنيدة ، لكنه لم يذكر شيئا عن ذكائها أو حيويتها ، هناك فرق بين العناد والحيوية . العناد شئ كريه ، أما الحيوية فيجد الرجل متعة أكيدة فلا شئ مثل حصان جامح ، وطريدة جاسورة ، ولعبة تنس مثيرة . . وليس هناك أكثر جاذبية من امرأة تنفجر بالحيوية . وتمتم بنعومة : " آه ! أظننى معجب بك جدا "
- الشعور غير متبادل .
لوى شفتيه وأخذ ينظر إليها وهى تلقى برأسها إلى الخلف ، وعيناها تنظرات إليه بتحد . وإذ وقعت أشعة الشمس على وجهها ، أدرك أن عينيها ليستا بنيتين أبدا بل زرقاوين . . زرقاوين داكنتين غامضتين كسماء فى ليل . مثل بحر "إيجه" عندما يكون ساكنا ، شعر بلون العسل وعينان بلون بحر "إيجه" ! . بدت اشبه بصور رآها لأمها التى كانت نصف يونانية ، نصف إنكليزية والتى كانت تعد إحدى أجمل جميلات عصرها المعدودات .
- آمل أن تتمكنى من إحتمالى . فهذا يجعل الحياة الزوجية ناجحة . . . . .
تصاعدت نبضاتها بشدة أسفل عنقها ، لكن عينيها أخذتا تقذفان حمما من الغضب والعنف والإستنكار . إنها ستواجهه بأسنانها وأظافرها .
- سرعان ما أدعك بعد ذلك ، تضع لجاما فى فمى ، وسرجا على ظهرى .
- هذا شئ مغرى .
أصبحت وجنتاها بلون الشفق . . لقد اكتسبت لونها الرائع نتيجة امتزاج الدم الانكليزى باليونانى فى عروقها . عينان زرقاوان ، شعر قمحى ، بشرة ذهبية . وشعر برغبة عارمة فى التملك ، إنها له ولو كانت لا تدرى بعد .
هربت أليسيا إلى زاوية بعيدة من الحديقة المسورة ، وعقدت ذراعيها على صدرها ، بينما كانت أنفاسها السريعة المتلاحقة تضطرم فى داخلها .
تبعها ببطء ، فهو لا يريد أن يضغط عليها . ليس الآن على الأقل . . تحسس جيب معطفه العلوى فوقعت يداه على حافة صحيفة الصباح . لن تعجبها قصاصة الصحيفة هذه . إنه أول من أعترف أنها لعبة مخادعة بقصد السيطرة ، لكنه لا يريد أن يخسر الصفقة .
لقد كان وعد والديه بثروة يجبر بها فرع أسرته المنهك ، ومنذ ذلك الحين ، كل قرار اتخذه كان لملاحقة ذلك الهدف . ومنذ تعهد بذلك ، نمت ثروة الأسرة إلى حد كبير . . . كبير جدا . ولا بد أنها شعرت به يقترب ، فقالت له بصوت منخفض ينبض بالمشاعر : " أليس لديك أخلاق ؟ كيف تتزوج امرأة دون رغبتها ؟ "
- لن يكون الزواج دون رغبتك . إن لديك الخيار .
- أنت تثير اشمئزازى .
- عودى إلى الداخل إذن وأستدعى الراهبة ، إنها متلهفة إلى سماع حديثنا .
نظرت من فوق كتفها ، فرأت الراهبة . فضغطت شفتيها قائلة : " أنت مستمتع بهذا "
- إنه يوم عرسى ، ما الذى لا أستمتع به ؟
ابتعدت عنه خطوة أخرى ، وجلست على مقعد رخامى . فسار حول المقعد ليواجهها : " أليسيا ، لقد أقسم أبوك على أن يتركك هنا حتى نتزوج ، ألا يقلقك هذا ؟ "
- لا ، أنت لست أول رجل أرفضه ، ولن تكون الأخير ، أنا هنا منذ عام تقريبا . والراهبات رائعات معى ، وبصراحة ، ابتدأت أشعر بأن الدير بيتى .
الدير بيتها ؟ إنه لا يصدقها . . . ولا للحظة . . رغم جمالها النقى ، ووجنتيها العاليتين وحاجبيها المقوسين الأنيقين ، وعينيها المليئتين بالأسرار .
إنها لا تنتمى إلى ثوب الدير البسيط البنى اللون ، أكثر مما ينتمى هو إلى ثوب الكاهن ، والله يعلم ذلك .
شعر كريستوس بموجة عطف مفاجئة نحوها ، لكتها لم تكن كافية لكى يبتعد عن مائدة اللعب . لا . . إنه لم يفعل ذلك قط من قبل ، وهذا لا يعنى أنه يلعب بالورق ، بل هو يقامر بطرق أخرى ، مقامرات جريئة تخطف الأنفاس فى صناعة السفن اليونانية . فيجنى من ورائها أرباحا هائلة . لقد حقق نجاحا بالغا بالنسبة لأى شخص من مستواه .
- بيتك ، يا أليسيا ، سيكون معى . فقد أخترتك ، وأنت جزء من خطتى . وعندما أبدأ بتحقيق أى خطة ، فأنا لا أتخلى عنها ، أنا لا أهرب أبدا .
- من الأفضل أن نستخدم هذه المزايا الرائعة فى مكان آخر .
- ليس هناك مكان آخر ، ولا خيار آخر ، أنت وزواجنا هو المستقبل .
قال هذا بنعومة . وهبت نسمة حركت خصلة من شعرها المعقود باحتشام . ولم تحاول هى ان تسويها فأخذت الخصلة البنية الذهبية تتحرك بخفة الريشة .
أعجبه تماوج أشعة الشمس على كتفيها ووجهها . إذا تحول لون شعرها إلى ذهب ونحاس ، ولون عينيها إلى خضرة مياة البحر ، ورفعت حاجبيها : " أنا أعرف من أنت ، يا سيد باتيراس . أنا لست جاهلة بنجاحك . هل أخبرك بما أعلم ؟ "
- أرجوك ، فأنا أستمتع بقصة نجاحى .
- أنت يونانى أصلا ، ولدت ونشأت فى ضاحية للطبقة الوسطى فى نيويورك . تعلمت فى مدرسة أهلية مجانية قبل أن بقبلوك فى كلية عالية ذات أهمية .
- كلية " ييل " .
- وهذه جيدة جدا ، ولكن لماذا ليس جامعة "هارفارد" ؟ المفروض أن جامعة هارفارد هى الأفضل .
- لأنها غالية .
- هذا صحيح . فقد ترك أبوك موطنه "أونوساى" مفلسا مهانا.
- لم يكن مهانا ، بل فقيرا ، راجيا أن يجد حياة أفضل فى مكان آخر .
- اشتغل أبوك فى بناء السفن وترميمها .
- كان يعمل لحاما .
قال هذا بهدوء , مخفيا مشاعره في الأعماق . فقد كان وفيا لوالديه كثيرا , وخصوصا لأبيه , أبيه التقي المتين الخلق والمكرس حياته لأسرته . فاستطاع أن ينأي بها عن الذل زمن الأزمات المالية الكبري . كان هناك أيام شدة , أيام بالغة الشدة , هذا عدا نبذ المجتمع الأميركي – اليوناني لهم .

* فوفو * 12-10-10 02:24 AM

وبسرعة , وقبل أن تستمر في نبش الماضى , حول الضوء إليها : " وأبوك يا أليسيا , قد ورث ملايينه . وهكذا ليس لديك فكرة عما تعنيه كلمة فقير "
- لكنك لم تعد فقيرا , يا سيد ياتيراس . إن لديك من السفن بعدد سفن أسطول بريطانيا التجارى . وبالرغم من أصلك المتواضع ليس من الصعب أن تجد عروسا بسيطة .. أكثر مني لهفة لقبول الزواج منك .
- لكنني لا أستطيع العثور على " داريوس ليموس " آخر .
- إذن , أنت فى الحقيقة تريد الزواج من أبي .
كانت ذكية , وابتسم بفتور وقد عاد يشعر بالتسلية مرة أخرى للتناقض بين مظهرها الهادئ الصافي , وداخلها الناري . ووجد نفسه فجأة يتساءل عما تخفيه في داخلها من مشاعر , ربما محمومة كجهنم .
كانت خصلات شعرها الذهبية تتراقص على خدها . فراح ينظر بإعجاب وهي تلامس أذنيها , فشعر بدافع مفاجئ للإقتراب منها لرفع هذه الخصلة عن وجه هذه المرأة التى تسحره . إنه سيستمتع بالزواج من امرأة كهذه .
اتكأت أليسيا إلى الخلف من مقعدها , وثوبها البني يبرز صدرها الصغير وأهدابها المسدلة تخفي ما تنطق به عيناها : " كم تبلغ معرفتك بأبي ؟ "
- إلى القدر الذى يجعلني أعرفه .
سمحت لنفسها أن تفوز بابتسامة صغيرة . ولاحظ كريستوس غمازة شمال فمها الممتلئ , ربما سيتاح له أن يقبلها .
- لابد أن أبي مسرور جدا لأنه وضغك فى جيبه الخلفى , يمكنني أن أتصوره تماما وهو يفرك يديه معا مبتهجا ضاحكا.
ورفعت أهدابها : " لقد فرك يديه بعد أن أبرمتما الصفقة , أليس كذلك ؟ "
لهجتها , صوتها , عيناها , شد ما يرغب فيها . ومال فجأة إلى الأمام وأمسك بشعرها المعقود على رقبتها .. اتسعت عيناها عندما اشتدت أصابعه على شعرها لحظات قبل أن ينحنى ليعانقها .
شهقت أليسيا عندما بدأ يعانقها , ولم تفته شهقتها والليونة المفاجئة في ردة فعلها .
تصلب جسده , وجرى دمه حارا . ومن بعيد سمع نحنحة , إنها الراهبة ! إن طرده إلى خارجة المكان الآن سيكون كارثة , وهكذا تركها ببطء , قائلا : " كم أنت لذيذة "
شحب وجه أليسيا وانتفض جسمها كأنما تحاول أن تمسح آثاره عنهما :
- حاول هذا مرة أخرى وسأستدعي رئيسة الدير .
وضع قدمه على المقعد بجانبها , وشعر بجسدها يرتجف :
" وماذا ستقولين , يا أليسيا الحلوة ؟ إن زوجك عانقك ؟ "
- نحن غير متزوجين , بل نحن غير مخطوبين حتي .
- لكن هذا سيحصل حالا .
وحدق في صدرها المضطرب الأنفاس : " أتحبين الرهان ؟ "
فارتجفت بوضوح : " لا , أنا لا أقامر أبدا "
- هذا أمر يدعو إلى الإعجاب , لكنني أحب الرهان . إننى يا أليسيا , أعرف عنك أكثر مما تظنين .
ورأي ما بد عليها من شك , فشعر بالرضا : " في السابعة عشرة من عمرك حصلت على منحة من معهد عال لدراسة الفنون في باريس . وعشت فى غرفة فوق السطح مع " دزينة " من دارسي الفنون . كانت حياة بوهيمية نوعا ما , مع أطفال يجرون بين الأقدام . وعندما كانت نقودك تنفد . كنت كالآخرين , تقومين بأعمال شاذة متنوعة . عملت , ذات صيف مدبرة منزل ثم فى مخبز . وأطول عمل قمت به هو مربية لمصمم وأسرته "
فقالت بفتور وقد شحب وجهها : " كانت جميعا أعمالا محترمة "
- ومحترمة جدا , لكنها مختلفة تماما عن الملعقة الفضية التى فى فمك .
- هل ثمة غرض من قولك هذا ؟
تلاشت ابتسامته ومال إلى الأمام : " لقد أمضيت ثماني سنوات من حياتك محاولة الهرب من أبيك "
انفرجت شفتاها ولكن دون صوت . وأخذ يتأملها مراقبا كل خفقة من عينيها .
- أمضيت فترة من حياتك حرة , رسمت وسافرت واستمتعت بالحياة بين مجموعة من الأصدقاء , ولكن عندما مرضت وضعك أبوك فى مستشفى في " بيرن " , ومنذ ذلك الحين تملكك , جسدا وروحا .
- ربما جسدا , ولكن ليس روحا أبدا .
إنها النار مرة اخرى , والتمرد العنيف , وشعر بتماثل بينهما لم يشعر به إلا نحو قليلات من النساء , ورقق من صوته : " فكري في الأمر , يا أليسيا . في اليونان أنت دون قوة , وأبوك رأس الأسرة .. السلطة الكاملة له . لديه الحق في أن يختار لك زوجك . لديه الحق في أن يسجنك هنا . لديه الحق في أن يجعل حياتك تعسة "
- أنا لست سجينة هنا .
- لماذا لا تغادرين الدير إذن ؟
حبست أنفاسها , بتوثب آسر . واتسعت حدقتا عينيها , وتوترت شفتاها . فقال بعد قليل من التردد :
- يمكنك أن تغادري اليوم , حالا , وستكونين حرة أخيرا .
بقيت لحظة لا تجيب , وهي تتفحصه بنفس العزم الذى قابلته فيه . ثم قالت : " الزوجات اليونانيات لايملكن الحرية أبدا "
- لا . ربما ليس بالطريقة التى تفكرين فيها , لكنني سأسمح لك بالسفر , وبمزاولة الهوايات التى تهمك , وسأسمح لك بإختيار اصدقائك وسيكون بإمكانك أن تعودي إلى الرسم .
- أنا لم أعد أرسم .
- ولكن بإمكانك ذلك , فقد سمعت بأنك ماهرة فيه .
ضحكت فجأة بصوت منخفض وأخذ جسدها يرتجف توترا , وعقدت ذراعيها فوق صدرها : " لابد أنك بحاجة ماسة إلى سفن أبي "
تملكت كريستوس موجة من مشاعر حلوة بشكل لم يشعر به من قبل . رأي نفسه كما هو بالضبط , منقادا , حذرا بشكل أناني . يخدم نفسه بكبرياء , وهذه المرأة , هذه المرأة الجميلة النقية الشابة , تعلم بأن أهميتها الوحيدة تكمن في أنها جزء من صفقة مقدار ما تدفعه من بائنة . وما يستحق الاهتمام فيها هو اسمها فقط . وفي جزء من اللحظة شعر بكراهية لهذا النظام ولنفسه , لكنه ما لبث أن أزاح اعتراضه هذا جانبا دون رحمة .. سوف يحصل عليها .
انزلقت أليسيا من تحت ذراعه وابتعدت عنه عدة خطوات , وسارت إلى آخر الحديقة , ثم ركعت عند شجيرة لافندر , وهمست وهي تقطف زهرة :
- السفن ... لشد ما أكرهها !
وأخذت تشم الزهرة الأرجوانية .
فقال وهو يفكر في أنها أشبه بلوحة زيتية : " وأنا أحبها "
انحناءة عنقها , رقبتها البيضاء , شعرها المجموع على قفا رأسها بلون العسل الطبيعى , يتألق فى أشعة الشمس الذهبية . إنه يريد هذه المرأة , سواء كانت صفقة أم لا . وأطبقت على الزهرة في قبضتها وهي تقول : " يا سيد باتيراس , ألم يخطر في بالك قط أن تتساءل عما يدفع رجلا ثريا مثل أبي إلى منح ثروته لمن يأخذ ابنته ؟ "
كانت الشمس تتألق ذهبية دافئة على قمة رأسها , والنسائم تعبث بخصلة شعر أخري : " أنا بضاعة تالفة يا سيد باتيراس , ولايمكن لأبي أن يعطيني إلى طالب زواج يوناني حتى ولو حاول ذلك "
أكثر تلفا مما قد يظن , كانت أليسيا تعترف بذلك بكآبة , وهي تسحق زهرة اللافندر في كفها , فقد تبادر إلى ذهنها , دون رغبة منها , ذكرى المصح الذى كانت فيه في سويسرا . لقد أمضنت هناك قرابة أربعة عشر شهرا , طوال سنتها الواحدة والعشرين , قبل أن تأتى أمها فتنقذها وتساعدها على السكن فى شقة صغيرة في " جنيف " .
وقد أحبت أليسيا جينف إذ لم يكن لها فيها ذكريات سيئة . وقد عاشت فيها بهدوء وسعادة حوالى عامين , راضية بوظيفتها في متجر للملابس , متذوقة الأمان فى شقتها البسيطة .. كانت تتصل أسبوعيا بأمها في " أونوساي " وتتحدث إليها فى أشياء كثيرة مختلفة سارة ليس فيها ما يؤلم بل ما يفرح . لم تسألها أمها عن المصح , أو عن حياتها في باريس على الإطلاق , ولم تسأل أليسيا عن أبيها قط . كانت كل واحدة منهما تتفهم الأخرى , وتتفهمان آلام بعضهما البعض .
وما كانت أليسيا لتعود قط إلى اليونان , أو إلى بيت أبيها , لولا مرض أمها بالسرطان .
رنين الأجراس المفجع أثار مشاعر أليسيا فجفلت فجاة , وأسدلت أهدابها وتوترت شفتاها وهي تجد في رنين الأجراس هذا ما يذكرها بموت أمها وجنازتها .
استمرت الأجراس في الرنين , رنينها أشبه بأظافر تخدش لوحا أسود بحدة . آه , لشد ما تكرهه هنا ! لقد قامت الراهبات بكل ما يستطعن للترفيه عنها واكتساب مودتها , لكن أليسيا لم تكن تستطيع احتمال يوم آخر من رنين الأجراس والصلاة والصمت .
لم تشأ أن يذكرها شئ بما فقدت . كانت تريد فقط أن تستمر في العيش .
الأخت " إيلينا " , ذات الوجه الصام والقلب الحنون , أشارت إليها بأن وقت عودتها إلى الداخل قد حان .
شعرت أليسيا بالذعر , وأدار اليأس رأسها . شعرت فجأة بأنها لا تحتمل مغادرة الحديقة , أو وعود الحرية . وكأنه أحس بكراهيتها تلك , فمد لها كريستوس يده : " لست مضطرة إلى الدخول . يمكنك , بدلا من ذلك , أن تغادري الدير معي "
لقد شعر بضعفها , و أحس باضطرابها . ومرة أخرى قال بصوت رقيق : " تعالي معي هذا النهار وستبدئين من جديد , وتدخلين حياة جديدة ... كل شئ سيكون جديدا مثيرا "
إنه يغيظها , يعبث بها . لكنها تلهفت إلى الحرية رغم نفورها من الصفقة هذه .
يمكنها أن تغادر الدير إذا هي ذهبت معه بصفتها زوجته . يمكنها ان تهرب من أبيها إذا هي ارتبطت مع هذا الغريب .
- ألست خائفا مني ؟
سألته وهي تهرب من نظرات الأخت إيلينا القلقة . وتستدير إلي هذا الرجل الأميركي اليوناني الغامض الوسيم الواقف على بعد قدم منها فقط .
- وهل علي أن أخاف ؟
- أنا أعرف أن أبي حدثك عن ... صحتي .
كل كلمة قالتها كانت أشبه بقطرة سم على لسانها . وخلف عينيها تجمعت دموع ساخنة .
- قال إنك لم تكوني بصحة جيدة وذلك منذ سنوات . لكنه طمأنني إلى أن صحتك جيدة الآن . وشكلك جيد , وفي الواقع جيد تماما رغم نحولك نوعا ما .
التوت شفتاها بإبتسامة سخرية بالنفس : " قد يكون المظهر خداعا "
فهز كتفيه : " أول سبع سفن لدي كانت تالفة . جردتها حتى أصبحت هياكل , ثم أصلحتها . وفي خلال عام درت علي ربحا مليوني الأول . مر عليها الآن عشر سنوات وما زالت حتى الآن أفضل قطع أسطولي "
تصورته يجردها ثم يحاول أن يجعل منها شيئا ما . صعقتها هذه الصورة الواضحة وأشعرتها بالخوف . لقد مرت سنوات وسنوات منذ كانت على علاقة حميمة مع رجل . وهذا الرجل ..
كرهت الدم الذى تصاعد إلى وجهها , ثم رفعت رأسها : " أنا لن أدر عليك أي مليون "
- لكنك سبق إن فعلت ذلك .
تضايقت لتقييمه القاسي هذا , وتصلب ظهرها :
- عليك أن تعيره إلى أبي . لقد سبق أن أخبرتك بأنني لن أتزوج ابدا .
- تعنين مرة أخري , أي أنك لن تتزوجي أبدا مرة أخري .
جمدت مكانها , وتسمرت نظراتها على ميناء ساعة أثرية . أتراه يعلم ؟
- لقد تزوجت من قبل عندما كنت في سني المراهقة , وكان هو إنكليزيا يكبرك بست سنوات . وأعتقد انكما تعارفتما في باريس . ألم يكن رساما هو أيضا ؟
التفتت إليه ببطء , متسعة العينين , ممزقة بين الذعر والاقتنان إزاء تفاصيل ماضيها . ماذا تراه يعرف أيضا ؟ وماذا أخبروه أيضا ؟ وأجابته بصوت راعش , ذلك أن زواجها من جيريمي كانت غلطة مأساوية :
- لا أريد أن أتحدث معك عنه أو عن الزواج .
- أبوك قال إنه كان يريد ثروتك .
- وهل أنت لست كذلك ؟
التمعت عيناه الداكنتان , وخطر لها أن هذا ليس رجلا سهلا .
اقترب منها إلى حد اضطرها إلى رفع رأسها لترى وجهه . وخفق قلبها فزاد ذلك من قلقها . كان طويلا , أطول من أكثر الرجال الذين عرفتهم , وصلب الجسد عريض الصدر , وذا عضلات في ذراعيه تملأ كمي سترته .
كانت متوترة الأعصاب , وبحثت عن شئ , أي شئ يعيد إليها اليد العليا مرة أخرى . فقالت :
- الرجل اليوناني الأصيل لا يحب أن يكون الزواج الثاني لامرأته .
- لقد سبق أن تفاهمنا أننى لست رجلك اليوناني التقليدي . أنا أعمل ما أريد , وبطريقتي الخاصة .
* * *



نهاية الفصل الأول

بنوته عراقيه 12-10-10 06:05 PM

تسلمي فوفو على التنزيل الروايه ...يعطيك العافيه

انتظروني غدا بالفصل الثاني

salma2 13-10-10 04:07 AM

mabroke 3la rewaya jadida

لوتشيابب 13-10-10 08:48 AM

thanks to writer group yuor ssssssssssssssssssssssssssssssssssuper

* شتاء باريس * 13-10-10 12:59 PM

شكرا على الرواية الرائعة
بانتظار التكملة :)

بنوته عراقيه 13-10-10 01:46 PM

2- مشاعر للذكرى
عندئذ خطر في بالها وبقوه انه لايمكن لاثنين ان يقوما بنفس اللعبه كل ما عليها ان تفعل هو ان تفكر كرجل
كريستوس بانيراس يريدها لتزداد ثروته ولا علاقه لذلك بالحب او المشاعر انها مجرد صفقه ولاشئ اخر لماذا لا يمكنها تحقيق هذا الزواج بنفس الطريقه؟هو يريد باثنتها وهي تريد الاستقلال هو يريد التحالف مع اسره ليموس وهي تريد الهرب من ابيها
اخذت تزنه بنظرتها مره اخرى كان طويلا قويا مهيبا للغايه ... ينضج سلطه وسيطره هل يمكنها ان تتزوجه ثم تهرب؟
بعد ذلك لاتعود هي اليسا ليموس الغنيه الصغيره المسكينه
وانما امراه عاديه ذات احلام عاديه لديها بيت صغير في الريف وحديقه خضروات وبستان تفاح اختلست نظره اخرى من جانب وجهه ولاحظت انفه الاقني وخط وجنته وفكه الحليق القوي بدا لها اقل قسوه مما كان يتظاهر به صلبا ازاء حقه ولكنه ليس عدوانيا
واذا هربت منه ماذا تراه تفعل ؟يطاردها؟ انها تشك بذلك سيكون لديه كبرياء بالغه ربما سينتظر مده ثم يلغى الزواج الرجال امثال كريستوس باتيراس لايحبون الاعلان عن فشلهم
التفت اليها فوجدها تنظر اليه وتقابلت نظراتهما
-كل شخص يظن انك قد تزوجت مني بالفعل
-وكيف حدث ذلك؟
فتح معطفه وسحب الصحيفه المطويه من جيب الصدر وناولها اياها
فتحت الصحيفه غير واثقه مما ستجده واذا بالعنوان الرئيسي يقفز نحوها يصرخ بالخبر
(عرس سري لوريثه ليموس)
توالت عليها مشاعر الغضب والسخط والذهول وهي تقرا هذا كيف استطاع ان يفعلها؟ان يحدث مثل هذه الاثاره؟وما ان تفجر غضبها حتى سقط عليها الاتهام ولاول مره منذ شهور رات بابا مفتوحا كل ما عليها ان تفعله هو ان تخرج منه
تزوجيه واهربي
كل شئ كان في مكانه الزوج والزواج الحافز كل ما عليها هو ان تتابع السير في خطتها ثم ترحل كل شئ كامل ...وخفق قلبها ولكن...
ربما كان اقل كمالا مما ينبغي ذلك ان كريستوس باتيراس لم يسيطر على صناعه السفن اليونانيه بالحظ فهو ذكي لا بل تقول الاشاعه انه لامع والرجل الذكي لايتزوج امراه شابه ثم يتركها تهرب منه انه سيستعد لذلك وسيكون يقظا وسيكون عليها ان تكون حذره للغايه اللهفه والحذر تشابكا بمشاعرها يمكنها ان تفعل هذا يمكنها ان تهرب منه كان الامر يتعلق بان تماثله ذكاء
ازداد خفقان قلبها ازدادت الاثره في نفسها لكنها خففت من حماستها لم تشأ ان تكشف عن نواياها الحقيقيه
عبست مظهره الصدمه والدهشه
-لايمكن ان تكون جادا
-انه خبر الصحفه الاولى
-لم يكن ثمه عرس فكيف تكون هناك قصه؟
-اقرائيها بنفسك
اخذت تقرا ماكتبته الصحفه الاولى حيث نقل عن ابيها انه لا يريد ان يثبت او ينكر الريبورتاج عن العرس السري لكنه يعلم ان المليونير صاحب شركه الشحن الامريكيه اليونانيه كريستوس باتيراس قد زار اونوساي منذ عده ايام والتقى اثناءها ابنته في الدير مصادر اخرى اثبتت ان باتيراس قد شوهد في المدينه بينما مصدر اخر ذكر الدير بصفته مكان العرس السري
انه عمل ابيها دون شك الالعوبه ومحرك الالاعيب هذا شئ لايصدق انما هذه المره هي التي تحر الالاعيب وهي المسيطره قالت وهي تجعد الصحيفه
-انت وابي تؤلفان فرقه مثيره رائعه
-انها فكره ابيك فقط
-لن يصدق هذا الهراء احد
-كل شخص يصدقه لقد تدفق مخبرو الصحف الى الميناء متوقعين ان يروا العروس المحمره الوجنتين خجلا مع العريس على سطح اليخت عصر هذا اليوم
بدا مغرورا معتد بنفسه وكانه لقى حولها بشبكه فاوقعها في فخه .لا ...اسفه كما اخذت تعتذر في داخلها لكنني انا الرابحه هذه المره
انها ستتزوجهثم تتركه ويمكن ان يلتقط البقايا .وشجاره مع ابيها لن يكون مشكلتها هي .اذا شاء كريستوس باتيراس ان يقوم بمعاملات مع والدها فهذا حسن فليجرب غضب ابيها
هاجمها شعور بالذنب قليلا مالبثت بعده ان تجاهلت صوت ضميرها مذكره نفسها بان كريستوس واباها هما من نوع واحد بين الرجال انهما انانيان متهوران ينقصهما العطف والحنان
لم يحدث اثناء السنه المرعبه الاخيره من حياه ابيها ان خفف ابوها منهاج عمله او الغى اجتماعا او غير موعد سفر مره واحده ولم يحضر قط علاجها الاشعاعي لم يمسك قط يدها اثناء جلسات العلاج الكيميائي المؤلم وابدا لم يتفقدها اثناء الليل وهي تستلقي بين الالم والخوف
تصرف ابوها وكان لاشئ قد حدث متجاهلا اعرض المرض هذه ونهايتها وبدا الامر كما لو انه حدث بسبب سوء الاحوال الجويه لا غير فاستمر في عمله مخططا لسفن جديده وطرق جديده وتحالفات جديده تبا لابيها وتبا لاكريستوس باتيراس
كانت اليسا تعلم ان ليس ثمه اسوا من ان تكون المراه زوجه لاحد ملوك المال اليونانيين
لكنها اخفت كل ذلك وركزت على هدفها الاستقلال السلام العيش بعيدا عن اسر الشحن اليونانيه الثريه ربما تعود الى جينف ربما تعيش في بيت صغير في جنوب لندن
سالته ونبضها يسرع توقعا
-متى سنتزوج؟
-اليوم سنتزوج هنا في المعبد ثم نبحر بعد الظهر
-وماهي توقعاتك مني بالضبط؟
اخذ يتاملها بملامح جامده لاتكشف عن شئ
-بصفتك زوجتي ستسافرين معي عندما استضيف الناس تكونين المضيفه وبالنسبه الى اسرتي سنبدو معا دوما في المناسبات الاجتماعيه والرسميه ونتصرف كزوجين حقيقيين
-وليس مجرد علاقه عمل
-بالضبط
-لاجل والديك
-بالضبط مره اخرى

بنوته عراقيه 13-10-10 01:47 PM

لم يكن يريد ان يخيب امل والديه وكادت تعجب به لذلك كادت... ولكن لحسن الحظ ماكان لها ان تقلق على اسرته او توقعاته منها فهي لن تكون بجانبه وقتا يكفي لتقوم بكل تلك الواجبات اذا تزوجا اليوم عند العصر فهي ستكون على بعد ساعات فق من الحريه.. ساعات تبدأ بعدها حياه جديده لنفسها بعيدا عن اليونان واسم ليموس
-وماذا ايضا؟
سالته بهدوء وهي مصممه على ان لاتدعه يعرف نواياها ابدا ذلك ان كريستوس قد يرتدي ملابس حديثه الطراز ويزاول الرياضه ويتحرك بخفه الرياضيين ويتكلم بفصاحه لكنه وراء هذه القشره الثمينه المتالقه رجل لايختلف عن ابيها .وابوها رجل عديم الرحمه بالغ الانتقاد عنيد قد سحق المقربين منه وسحق اسرته كما سحق اصدقاءه دون تمييز لم ينج منه احد دون استثناء
-واتوقع ان يكون بيننا علاقه طبيعيه
وهو ايضا قد اصبح رجل اعمال مستقل الشخصيه والفكر
خطر ببالها انهما انتقلا الى مرحله النقاش .وستاخذ المعامله مكانها المساله فقط مساله اضفاء صفه رسميه على التفاصيل كان يعلم ذلك وهي ايضا وامتلا فمها مراره لكنها لن تتراجع الان
-حدد ماتعني بقولك :علاقه طبيعيه من فضلك
-اتوقع منك ان تكوني مخلصه وفيه وصادقه
شعرت في داخلها بشئ يتحرك همسه ضمير اخرى لكنها نبذت ذلك هازئه لقد سيطر عليها الرجال طوال حياتها وهذه المره فقط ستحتاط لنفسها وقالت
-هل هذا فقط؟
-وهل ينبغي ان يكون هناك اكثر؟
كان يختبرها هو ايضا كان يعلم انه ينبغي ام يكون هناك اكثر
فهما لم يناقشا النواحي الجسديه من الزواج التي كانت تلوح بينهما ثقيله مرعبه مانعه
-انه زواج مصلحه صوري اليس كذلك؟
واكتسحته بنظره قبل ان تحول عينيها بسرعه لكنها لمحت في عينيه لمعانا مفترسا لم يكن متوترا بل بدا وكانه يستمتع بكل هذا
-الزواج الصوري لاينتج اطفالا ..وانا اريد اطفالا
وقبل ان تجيب تابع يقول
-سابذل جهدي ياانسه ليموس في ان اطمئنك الى انك ستكونين راضيه اريد ان تكوني سعيده من المهم ان نكون نحن الاثنان مكتملين فالحب هو جزء طبيعي من الحياه ويجب ان يكون طبيعيا بيننا
لامست عمودها الفقري اصابع الخوف ووقف شعر راسها حتى تصاعد الدم الى وجهها ةتملكتها قشعريره ساخنه
-اننا لا نكاد نعرف بعضنا البعض ياسيد باتيراس
-وهذا هو السبب في انني لن افرض نفسي عليك انني ارضى بان انتظر حتى يتلاشى بعض ما بيننا من الجفاء ونصبح اكثر...ارتياحا مع بعضنا البعض قبل ان نبدا في علاقه حميمه
وبجزء من الثانيه تصورته يضمها اليه ويعانقها ان هذه الفكره جعلتها تتنفس بحده فقد شعر كل عصب في عروقها بقوه هذا الرجل وصلابته
احمر وجهها مره اخرى فقد عمق صوته واصبح ابح كانه يهمس لها مدندنا بدف وحميميه
عقدت ذراعيها فوق صدرها وحاولت ان تتجاهل الوخز في صدرها والشوق الى ان تعود امراه حقيقيه بعد ان كانت تظن ان شعورها كامراه قد انتهى الى الابد وقالت بدون ان تنظر اليه
اتريد ان تلتزم بزواج دون حب؟
-انا ملتزم بك
اه ..ان يكون لديها شخص يريدها ويهتم بها...وجذبت نفسا ممزقا وقد تلوى في قلبها الالم والامل اللذان اغراهما وعده ودفء صوته ماذا سيكون شعورها لو احبها هذا الرجل ؟
لكنها عادت تعارض نفسها انه لم يقل قط شيئا عن الحب او الرغبه فيها حتى انه لم يعلن التزامه بها بل كان ملتزما ببيت ليموس ملتزما بابيها وليس بها فكيف تسمح لنفسها بان تضمه الى احلام اليقظه الم

بنوته عراقيه 13-10-10 01:47 PM

تتعلم درسها حتى الان؟
هكذا شق جيريمي طريقه عبر نقطه ضعفها وهكذا قدمت له قلبها حسنا انها لاتريد ولن تفعلها مره اخرى
بدات مشاعرها تقسو وه تقنع نفسها بان كريستوس باتيراس غير مهم وعوده غير مهمه الشئ الوحيد المهم هو الهرب من الدير ومن احاييل ابيها هذا ماكانت امها ستطلبه منها وهو ماكانت امها تريده لنفسها
نظرت الى الاعلى فاستقرت نظراتها على الجدار الابيض المرتفع كل نوافذ الدير تطل على حديقه معشوشبه واشجار حمضيات لايطل اي منها على خارج الحديقه ولاتسمح برؤيه ولو لمحه من البحر او صوره عن العالم الذي يقبع في الخارج
لكنها هي لم تتركه وراءها وانما نزعه ابوها منها بعد اسابيع من موت امها فقط لم يكن ثمه حداد بالنسبه اليه وانما عمل فقط ومال وعمل وسفن وصفقات
وشعرت بغصه وضاق صدرها لحظه وبعد صمت طويل مؤلم قالت
-اذا كنا سنتزوج فلا تدعنا نضيع الوقت اذن
******
وبعد قليل من الاجراءات تزوجا في اقصر احتفال كنسي في معبد الدير وتبودل الخاتمان والعهود مع قبله غير محمومه
وفي المقعد الخلفي من الليموزين شبكت اليسيا يديها في حجرها جاهده في تجاهل الخاتم ذي الماسه الضخمه والزمرد الاخضر الذي يثقل اصبعها وكان كريستوس قد سبق ان اخبرها بانه ليس من موروثات الاسره ولم تكن الماسه التي تزن ثلاثه قراريط حزءا من ثروه الاسره بل اشتراه حديثا لاجلها فقط لكنها لن تلبس الخاتم مده طويله ففي مثل هذا الوقت غدا ستخلعه من اصبعها وتضعه على مائده الزينه او رف الحمام كما تعهدت لنفسها
ملأها هدوء غريب لاول مره منذ سنوات شعرت وكانها عادت سيده نفسها تتصرف بدلا من ان تتاثر تضع القرارات لنفسها بدلا من ان تشعر بالعجز
وبنظره سريعه الى عريسها لاحظت جانب وجهه كان حاجبه القوي مقطبا موصلا بالاخر وكان شعره الاسود ممشطا الى الخلف
سيدهش دون غضب عندما يكتشف رحيلها فهو لم يتوقع منها ان تخدعه وهذا لايمكن ان يكون خطر في باله تماما كالرجل اليوناني الذي يفترض ان كل شئ سيسير حسب خطته
جلس قريبا منها اقرب مما ينبغي ابتعدت عنه واذا بها تجد انه عاد فاستقر ملتصقا بها مره اخرى
اصبحت مشاعرها لوهله متيقظه للحراره المنبعثه من جسده وتملكها الذعر لهذه الحميميه غير المرغوب فيها لم تكن مستعده لتقبل لمساته ولا لمسات اي شخص اخر
ازدادت اقترابا من الباب ضاغطه نفسها في الزاويه متمنيه لو تنكمش حجما

قال وهو ينظر اليها متهكما
-انت تتصرفين وكانك عذراء
وكانت هي تشعر بانها عذراء فقد مضت سنوات وسنوات لم يلمسها فيها احد ويقبلها حتى واذا بها تجلس الان جنبا الى جنب مع رجل غريب طويل مهيب يريد منها ان تحمل اطفاله
وضغطت اليسيا شفتيها باصابعها المترتجفه مالذي فعلته؟
ولماذا تزوجته؟ اذا هي لم تهرب منه فهي ستموت بكل تاكيد فالبرغم من حكمه امها وبالرغم من اشاره الراهبات الرقيقه عليها لم تشا اليسيا ان تكون اسره لها ولا اطفال ابدا وهي لن تتمكن ابدا ان تمنح كريستوس باتيراس اي فرصه ...لن تدعه يقوم بحركه لاغرائها وستهرب حالما يمكنها ذلك
-استرخي فانا لن اهاجمك
فتحت عينيها ونظرت اليه من تحت اهدابها المسدله كان يبدو عابسا بعيدا عنها بافكارها وقد تبدد الضحك من عينيه
اخذت السياره الفارهه تعلو وتهبط على طول الطريق الجبلي الضيق غير المعبد ثم ترنحت عندما عبرت السياره حفره عميقه ورغم حزام المقعد انقلبت اليسيا على حجر كريستوس لكنها سرعان ما قرمت نفسها وابتعدت عنه بحده فاشتد توتر شفتي كريستوس
امتد الصمت بينهما متوترا ثقيلا فشعرت بالارتباك ولانها ادركت انها ساعدت على خلق العداء فتشت عن يشئ تقوله
-هل تحب مدينه اونوساي ؟
-انها صغيره
-مثل اميركا
ارتفعت زاويه فمه باشاره خفيفه
-نعم مثل اميركا
وتلاشت التسليه من عينيه وعادت ملامحه تتصلب مره اخرى
شعرت بنظراته تستقر على وجهها تتامله بنفس المشعر البارده التي يتامل فيها شخص لوحه معلقه على جدار متحف وسالها
-هل سبق لك السفر الى الولايات المتحده؟
-لا
دوما كانت تتمنى الذهاب فقد كان الفضول يتملكها لرؤيه نيو يورك وسان فرانسيسكو ولكن لم يكن لديها الوقت ولا الفرصه لذلك شكرا لابيها فقد كانت مشغوله جدا بالاستمتاع بشكل خاص بالاقامه في المصح وفي الدير
-لدي اجتماع في سيفالونيا وسنذهب اليها من هنا بالبحر ومن هناك يمكننا ان نذهب الى مكان اخر لقضاء شهر العسل مكان ربما يعجبك وذلك قبل ان نعود الى بيتي في ايست كوست
شهر العسل! جفلت لقوله هذا لقد قال انه لن يفرض نفسه عليها وسيرضى بالانتظار وشهر العسل يعني الحب والعلاقات الحميمه و..
وارتجفت انها غلطه لقد اقترفت غلطه .لا...عليه ان يستدير بالسياره ليعيدها الى الدير الان كان ما يزال يراقبها فقال وقد ضاقت عيناه
-لن نعود الى الدير
رفعت راسها بحده وحدقت اليه ذاهله لانه قرا افكارها
-ياعزيزتي السيده باتيراس قراءه افكارك ليست صعبه لان مشاعرك تبدو على وجهك انها جميعا هناك لاقراءها
وربت على يديها المتشابكين في حجرها
حاولي ان تسترخي قليلا ياليسيا فانا لن اطلب شيئا منك الان فانت بحاجه الى وقت وانا بحاجه الى وقت دعينا نحاول ان نجعل هذا الزواج ناجحا ونعرف شيئا عن بعضنا البعض اولا
واذ شعرت بالغضب للهجه المنطقيه وهي التي لا ترى شيئا منطقيا في ارغامها على الزواج رفعت راسها وقد التهب مزاجها
-تريد ان ترعف عني شيئا ؟ هذاجميل ساخبرك عني .انا اكره اليونان واكره الرجال اليونانيين اكره ان اعامل بصفتي مواطنه درجه ثانيه فقط لانني امراه .
اكره مقدار السلطه التي يحصل عليها الاغنياء الذين يخلفون لانفسهم طبقه خاصه منغلقه على نفسها ...اكره الاعمال والسفن التي تعتز بها...اكره التحالف الذي عقده ابي معك لان ابي يكره اميركا ونقود اميركا....
وجذبت نفسا عميقا وهي تهتز من راسها حتى قدميها
قال ببطء وهو يرفع حاجبه ساخرا
-هل انتهيت؟
-لا لم انته بعد انا لم ابدأ بعد
لكن انفجارها هذا قد هداها فاستندت الى الخلف مرهقه وصمتت فجاه
لم تكن معتاده على العراك او علىان تكشف ما في نفسها لان اباها لم يكن يسمح لها بان تقول شيئا ابدا بل لم يكن ينظر اليها البته
-ماذا يزعجك غير ذلك؟
سالها كريستوس ذلك بالحاح وقد تركز انتباهه عليها ولاشئ غيرها
هزت راسها غير قادره على ان تقول كلمه اخرى
-ربما علينا ان ندع خلافاتنا الفكريه الى ما بعد هذه المواضيع الكبيره تحطم النفس اليس كذلك
وابتسم وقد بدت ملامحه انسانيه بشكل مفاجئ
-لماذا لا نبدأ بالاشياء الصغيره؟العادات اليوميه التي تريحنا؟ الافطار مثلا القهوه كيف تحبينها؟مع الحليب والسكر؟
هزت راسها شاعره بجفاف في عينيها وبغصه في حلقها
وهمست
-سوداء
-دون سكر؟
فهزت راسها مره اخرى
-وقهوتك انت؟سوداء؟
قال بلهجه ودوده للغايه
-احب قليلا من الحليب في قهوتي هل تستقظين باكرا؟
-نعم
-وانا ايضا
فقالت بلهجه لاسعه
-هذا جميل سنكون ممتازين معا
بقيت ملامحه جامده عدا عن لمحه من الدفء بدت في عينيه
-بدايه تبشر بالخير لكنني اظن ان بقاءنا اسبوعا او اسبوعين وحدنا سيساعد على تبديد بعض التوتر ولهذا الغيت مواعيدي وبعد هذا الاجتماع في سيفالونيا سنصبح حرين في الاسبوعين التاليين
-وكيف سنلائم وضعنا معا؟
-ساحاول ذلك
عزا الارهاق الذي يتملكها مخااوفها وشعرت بموجه جديده من الذعر ماذا لو عجزت عن الهرب ؟ماذا لو بقي قريبا منها؟ وانتبه اليها كثيرا فلم تستطيع المغادره؟ستقع اذن في شرك هذه العلاقه وترغم على الزواج شعرت بالمرض تقريبا لهذا الاحتمال بغصه في حلقها
لايمكنها الانتظار عليها ان تهرب حالا قبل ان يرسو اليخت
قبل ان يظهرا معا بين الناس ولابد انه احس بذعرها لانه رفع يدها فجاه واخذ يفحص الخاتم في اصبعها ثم قبل باطن معصمها قائلا
-ليس لك ان تكرهيني
ارتعشت للمسه شفتيه وجرى الدم في عروقها حاولت ان تجذب يدها لكن فمه اخذ يلامس بقعه حساسه اخرى من معصمها
قالت

بنوته عراقيه 13-10-10 01:48 PM

-ارجوك لاتفعل هذا
وحاولت ان تحرر معصمها من قبضته
-رائحتك اشبه باللافندر واشعه الشمس
فقالت بصوت يهيمن عليه الغضب
-دعني يا سيد باتيراس
ترك ذراعها فدفنت يدها في حجرها لقد احترق باطن معصمها وتخدش جلدها وارتفع نبضها
لم تكن تعلم انها اصبحت بهذه الحساسيه البالغه وارغمت نفسها على العوده باهتمامها الى المناظر الصخريه ناظره الى الطريق غير المستويه وهما يهبطان الربوه كانا يقتربان من ضواحي المدينه
وخطر لها فجاه فكره غير مرغوب فيها سالته
-هل سارى ابي في المدينه؟
-لا لقد استقل الطائره هذا الصباح الى اجتماع في اثينا
تملكها الارتياح فليس عليها ان تراه الان على الاقل
-انت لا تهتمين به كثيرا اليس كذلك؟
سالها وهو ينظر الى ساعته ثم يعود الى النظر من النافذه
-لا
-يبدو انه رجل لائق مهذب
-هذا اذا كنت تحب الرجال المهووسين بالسيطره
فقطب جبينه
-لقد حاول القيام نحوك بما هو افضل
شعرت في معدتها بثقل الرصاص لم يكن كريستوس باتيراس يعلم نصف الامر لان اباها لم يقم قط بما هو الافضل لها كل ما يعلمه كان لاجل نفسه
بامكانها ان تغفر لابيها اشياء كثيره لكنها لن تغفر له قط
اهماله لامها في الاسابيع الاخيره من حياتها وعندما كانت امها مستلقيه لتموت في ذلك البيت الذي يشبه ضريحا فخما لم يمسك داريوس يدها قط ولم يهتم بالامها ولا بالاقتراب منها ولا اهتم بما تحتاج اليه وكان ينبغي ان يكون موجودا لاجلها على الدوام فهذا اقل ما يجب عليه نحوها كيف لم يهتم؟
عندما خنقتها غصه ركزت افكارها بشده على المشاهد الصخريه خلف نافذتها المغلقه
-ليتني سعدت بمعرفه امك
شعرت بكتله الرصاص في معدتها تتضخم ضاغطه صدرها فاصبح تنفسها صعبا واحرقتها دموع فاضت بها عيناها
-كانت رائعه الجمال
-رايت صورها عملت عارضه ازياء مره اليس كذلك؟
-كان ذلك في حفله خيريه...كانت امي تكرس حياتها لها تؤمن به واظن انها كانت ستفعل المزيد لو سمح ابي لها بذلك
كان صوتها وهي تتحدث مثقلا بالمشاعر
-لابد انك تتفتقدينها
كثير فكرت في ذلك وهي تجاهد للتحكم في اعصابها فمن المستحيل عليها ان تتحمل كل هذه المشاعر المتناقضه في وقت واحد لقد امضت السنه الماضيه كلها على هذه الحال وكانت خسارتها لامها فوق كل شئ كان ذلك اكثر مما تطيق واحيانا لم تكن تدري الى اين تذهب لتستمد القوه وكانت تجاهد كثيرا لكي تصل الى داخل نفسها لتمدها بالشجاعه
-هل احبت امك اليونان؟
-كانت صابره عليها
اجابت بصوت متحشرج وهي تخرج منديلا ورقيا كانت عيناها تدمعان وانفها يحترق وشعرت باضطراب بالغ فوق كل ذلك كان كريستوس ينظر اليها بامعان جعلها تشعر وكانها ستتمزق ...وسالها متاملا
-هل لان الجو خانق جدا؟
-بل لانه حار جدا
وابتسمت لاول مره عصر هذا النهار كانت امها تكره الحراره وهذا بالتاكيد ماجعلها تذوي
-ماما ذبلت لافتقادها الخضره الانكليزيه كما يذبل البعض لفقدان الحب
ضحك كريستوس برقه وبدا الحنان على ملا محه بشكل مدهش لكن حنانه سيكون فيه هلاكها وتصلب ظهر اليسيا مذكره نفسها بان لا تثق بابتسامته او دفئه فهو ليس مجرد رجلا عاديا ...بل رجلا اختاره ابوها ولوثه
لقد تزوجها كريستوس باتيراس لاجل المال فهو كابيها ان لم يكن اسوأ
ولانه لم يبق لديها مشاعر سالته بفتور عن اشيائها
-هل من الممكن ان يرسلوا الي ايا من كتبي او صوري؟وملابسي؟ماذا حدث لكل ذلك؟
-كل امتعتك سبق ان ترسلت الى اليخت وكل ملابسك وضعت في صناديق وحفظت في مخزن المركب
صعقت ثم قالت ساخطه
-انت واثق جدا من نفسك اليس كذلك؟
-لقد ساعدني ابوك
-هذا واضح ولكن ما اريد ان اعرفه هو كيف؟ ولماذا؟
ذلك ان اباها لم يحب الاميركيين قط وكان يحتقر عملات البلدان الاخرى
وعادت تساله :لماذا ذهب اليك ؟وماذا الذي جعلك غير عادي؟
-لانني املك ماهو بحاجه اليه المال ,المال الكثير
-وماذا اعطاك مقابل ذلك
لمعت عينا كريستوس وهو ينظر اليها وبدت على شفتيه ابتسامه خفيفه
-انت
-يالك من محظوظ
فهز كتفيه
-هذا يعتمد على نظرتك الى ذلك على كل حال ابوك سعيد وهو لن يزعجك بعد ذلك
وحدق فيها بعينين ملتهبتين
-لن ادعه يفعل هذا
سمعت الرعد في صوته بشئ من التهديد وللحظه بدا كريستوس باتيراس اشبه بقاطع طرق في اعماق المدينه لكنه ابتسم ابتسامته المسترخيه العفويه المعتاده فشعرت بنفسها تذوب...فجاه تسلل الدفء الى اعماقها المثلوجه وتبدد خوفها نوعا ما ...لقد رحبت في الحقيقه بوجود (مخفف صدمات) بينها وبين ابيها ...فقد كانت حياتها غير محتمله تقريبا وهذا ما جعلها تريد الهرب
لاحت لهما فيلا بيضاء انيقه بجانب مرفأ متالق المياه...كانت شمس العصر تنير الخليج وانحنى كريستوس يقول لها وهو يشير الى سفينه تسلب اللب بفخامتها
-ذلك هو يختي
انحنت هي ايضا وقد توقفت انفاسها...فقد يصبح هذا اليخت سجنا لها مثل الدير...وخطر لها انها ربما قضمت اكثر مما يمكنها ان تمضغه
لا ستكون على ما يرام فقد تصورت كيف سيكون خروجها وهي الان بحاجه الى وقت فقط
كان في المرفأ عدد من مراكب الصيد ومن اليخوت ايضا لكن واحد منها كان راسيا وكان متفوقا عليها جميعا طرازه الجميل وبياضه الناصع كان يشير الى غرفه الانيقه لابد ان اليخت كلفه غاليا
لم تدرك انها كانت تفكر بصوت عال الا بعد ان اخذ يضحك بهدوء وقال بابتسامه ملتويه
-انها غاليه الثمن ولكن ليس بنصف ثمنك
توهجت سخطا واحمرت وجنتاها
-انت لم تشترني ياسيد باتيراس بل اشتريت ابي
لكنه كان مصيبا بشئ واحد فعندما وقفت السياره امام المرفأ رات الصحافه حاضره هناك بقوه فالمراسلون والمصورون احتشدوا واخذوا يتزاحمون للظفر بلقطات افضل
اندفعوا الى الامام عند وصول السياره فتنفست بذعر .كل هذه الكاميرات...وكل مكبرات الصوت هذه قد فتحت.... التفتت اليها كريستوس قائلا
-سينتهي كل هذا خلال دقيقه
شعرت به يتفحصها وعيناه الداكنتان تتاملان وجهها وثوبها وشعرها ولكنها اجفلت عندما مد يده ينتزع دبوسا من شعرها الذي ما ان انسدل بكثافه حتى اخذ يمشطه باصابعه بالفه ثم تمتم يقول
-هذا احسن
عندما مر باصبعه على حاجبيها احست بالرعشه تسري في كيانها اقنعت نفسها بان ذلكنتيجه الكراهيه ولكن حتى لو سرى في كيانها المتوتر الدفء فهي لا تريده ولايمكن ان تريده
وعندما وضع خصله طويله حريريه من شعرها خلف اذنها تملك قلبها الشوق من لمساته وشعرت باعضائها تضعف بشكل مخيف فمنذ سنوات لم يلمسها احد بهذه الرقه
ارعبتها مشاعرها هذه وشعرت بنفسها امراه تكاد تموت جوعا الى الطعام والدفء ونظرت اليه بعجز كارهه نفسها لتجاوبها معه وهمست لاهثه
-هل انتهيت تماما؟
-لا ليس تماما
تمتم بذلك ثم انحنى عليها فتصلب جسدها وتراجعت الى الخلف لالالالالا يمكنه ان يفعل هذا لايمكن ان يعانقها خصوصا هنا.....خصوصا وهذا الشعور يتملكها كل شئ كان جديدا غريبا جنونيا
لقد شعر بمقاومتها ولكنه تجاهل ذلك اذ اسند راسها الى يده وشبك اصابعه بشعرها الطويل ورات هي اللمعان في عينيه الداكنتين وشمت اثرا من نكه غنيه حلوه انها ليست الفانيلا وليست القرفه ولكن رائحه اخرى عميقه للغايه ومألوفه ...واخذ هذا يعذب ذاكرتها
عانقها فعادت تشم الرائحه التي ذكرتها باللوز ببودره الاطفال برائحه المسك القويه...وبشكل ما كل شئ وجدته ملائما هو وهذا العناق ودفؤه وقوه ذراعيه...واخذت مشاعرها تكبر واحاسيسها تتوالى ووجدت نفسها مستمتعه بقوه صدره ودفء جسده ورائحه محلول الكولونيا الفواحه
كان شيئا لا يصدق
واخترقت ذهنها اصوات مختلطه اصوات اناس فتحت عينيها وانبلجت لها الحقيقه..كانت الكاميرات تصور نوافذ الليموزين
-معنا اناس ياسيد باتيراس
رفع راسه وعلى شفتيه ابتسامه رضا حتى انه لم يلق نظره ثانيه على المخبرين الصحافيين وهو يقول
-دعيهم ينظرون الينا فهذا ماجاؤوا لاجله
حاولت مذعوره ان تهرب من السياره ان تخرج لم تفكر في سوى الهرب من هذه الجموع والكاميرات وكريستوس ...
لكن يدا امسكت بخصرها وشدته بقوه
-سيده باتيراس...
وكان هذا صوت كريستوس الاجش مخترعا ذعرها
-ابتسمي لالات التصوير

بنوته عراقيه 13-10-10 01:50 PM

نهايه الفصل الثاني...

انتظرونا غدا ان شاء الله بفصل جديد

فريق الروايات الرومانسيه المكتوبه

عاشقة نفسها 13-10-10 06:30 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

لوتشيابب 14-10-10 07:48 PM

thanks on this hard work are regular

marmoria5555 14-10-10 08:42 PM

الفصل الثالث


3- قلب من حرير


صعدت أليسيا إلى اليخت، مخلفة وراءها حشود الصحافة وضوضاءها. وكانت شمس العصر تتألق على صفحة الماء كالذهب الخالص.


قدمها كريستوس على الفور إلى موظفيه وبحارته، مرددا ((دزينة)) من الأسماء بينما يتهادى برفق فوق مياه المرفأ.


كان عصر هذا اليوم مثيرا للمشاعر، مليئا بالمقابلات، غريبا عليها. ولم تدر هل أن هذا ما أرهقها فجأة، أم أن السبب هو إدراكها التام أنها ستبقى أسيرة هذا الزواج المزعوم إلى أن تطأ قدماها الأرض اليابسة؟ قد لا تتمكن من الهرب أبدا. وقد تبقى أسيرة إلى الأبد.


ودار رأسها، وأخذت تعب الهواء والذعر يتغلب على كل فكرة أخرى. ما الذي فعلته؟


- لا أستطيع.


قالت هذا بصوت مختنق وهي تفتش عن مخرج ونظراتها تقفز من جدار إلى باب، إلى رقعة من السماء الزرقاء في الخارج.


- لا يمكنني أن أفعل هذا....لا يمكنني....


- بل يمكنك. لقد سبق وفعلتها.


وكان هذا صوت كريستوس يقول برقة وهو يقترب منها.


أوقف التعارف ثم قادها من مرفقها إلى غرفة أنيقة مزخرفة بظلال زرقاء باهتة. وخلف باب هناك، كان البحر يتألق بزرقة صافية. كان تأثير ذلك مهدئا مسالما إلى درجة لا توصف. واسترخت هي قليلا، وسألها وهو يخلع سترته:


- أتريدين شرابا ؟


- لا .


- قد يساعدك الليمون البارد.


لا شئ سيساعدها إلا مغادرة اليخت، لكنها لا تستطيع أن تقول هذا، ولا يمكنها أن تثير الشكوك في نفسه.


ألقى كريستوس بسترته على أسفل السرير.


- ربما حمام طويل ساخن سيفيدك. أظنهم كانوا يسمحون لك بذلك في الدير.


- لا، أبدا. كان مفروضا علينا الدش البارد.


وابتدأ يفتح الأزرار العليا من قميصه: (( أتظنين أنك ستكونين مرتاحة هنا ؟)).


أخذت تنظر إلى السرير الضخم وجبل الوسائد الذي يعلوه. ثم التفتت إلى الستائر الحريرية الناعمة على الأبواب، والى الحرير الأزرق الذي يغطي الأريكة. وتذكرت غرفتها المتقشفة في الدير.


- نعم .


- هذا حسن.


واستمر بفك أزرار قميصه، كاشفا أولا عن عنقه، ثم عن صدره الأسمر المغطي بالشعر.


تنفست أليسيا بقوة شاعرة وكأنها غزت وحدته. ومع ذلك، وجدت نفسها تلتفت لتراقبه مرة أخرى، نصف مستمتعة نصف خائفة. وبدا كريستوس مرتاحا وأضاف: (( خزانة ملابسك في غرفة الملابس. استبدلي ملابسك هذه بملابس أخرى مريحة. سنتناول وجبة خفيفة الآن، أما العشاء سنتناوله قرب العاشرة ليلا)).


إنها ساعة العشاء اليوناني، لكنه ليس الرجل اليوناني النموذجي. وحولت عينيها عنه بسرعة، ثم انتبهت إلى كلماته (خزانة ملابسك في غرفة الملابس) فسألته: ((هل سنتشارك في هذه الغرفة؟)).


لم تتغير ملامحه: ((طبعا)).


تراجعت خطوة إلى الوراء فاصطدمت بحافة منضدة الكتابة. نظرت الى المكتب فلاحظت أدوات الكتابة الكاملة.


- أنت تعلم يا سيد باتيراس شروط اتفاقنا.


- ان مشاركتنا السرير لا يعني شيئا سيدة باتيراس.


- سنكون قريبين من بعضنا البعض يا سيد باتيراس.


- من المؤكد أنك سبق أن فعلت ذلك من قبل.


لم يذكر زوجها السابق، لم يكن بحاجة إلى ذلك، فقد كانت تعلم بالضبط ما كان يفكر فيه، ولم يعجبها هذا: (( بغض النظر عن كل شئ، أريد غرفة خاصة بي)).


سار إليها، فمالت إلى الخلف حيث اصطدم ظهرها بالمكتب، ودون اعتذار، أخذها بين ذراعيه وعانقها.


جرت دماؤها ساخنة، وغمرتها موجة حارة وشعرت بالوهن ولكنها لم تقاوم بل اندست به وقد أجهدها التوتر بعد حرمان طويل من العطف والحنان اللذين فقدتهما منذ موت أمها والسنوات التي قبلها.


ضمها إليه بشدة، فتملكتها أحاسيس جمة ولكنها ما زالت قليلة. .كل شئ شعرت به كان ممتعا. .لكنه، مع ذلك، كان خطأ. لم تبتعد عنه . . . لم تستطع ذلك وصخب مشاعرها يجذبها إليه.


أخذ يعانقها بجوع . . أراد أن يتعرف إلى هذه المرأة، إلى هذه الزوجة فلا شئ بالنسبة إليه يدعى زواجا مزعوما. كانت ساقاها ترتجفان، وشعرت بالنار تلعق كاحليها، ولكنها نار لا تريدها، ولن تتمكن من السيطرة عليها.


قطع كريستوس ورفع رأسه ينظر في عينيها، ولامس خدها بإصبعه، وقال بصوت أجش محموم: (( غرفتان منفصلتان. لا أظن ذلك)).


تركها وخرج ليتحدث إلى قبطان اليخت، فأسرعت تدخل الحمام وتقف تحت ((الدوش))، ثم أخذت تغسل وجهها بالصابون بقوة، مصممة على أن تمحو بالغسل كل أثر لقبلات كريستوس.


من يظن نفسه لكي يعانقها ويعاملها كأحد ممتلكاته.


لعله عقد صفقة مع أبيها، لكنه لم يعقد معها هي صفقة! وأخذت تفرك وجهها وجسمها بالصابون.


أمضت وقتا طويلا تحت الدوش الساخن، ثم غسلت شعرها بالشامبو، فذكرتها رائحته برائحة سلطة الفاكهة. فقد تنشقت عطر الحمضيات فيها، المنغا، والأناناس.


لم يوفر كريستوس باتيراس ثمن شئ، لا اليخت، ولا الزوجات، ولا ضروريات الحمام.

marmoria5555 14-10-10 08:43 PM

وفجأة، انبعثت الحياة في اليخت. وأصبحت ذبذبات المحرك محسوسة من خلال الأرض ((السيراميك)) تحت قدميها. إنهما، أخيرا يغادران ((أونوساي)).
خرجت من الحمام بسرعة وقد لفت منشفة حول جسدها وأخرى حول رأسها.
جعلت المشاعر المترددة رأس أليسيا يدور ما بين الإثارة والخوف. لقد انتظرت طويلا جدا لكي تغادر ((أونوساي))، ولكن لا أن تغادر بصفتها زوجة أميركية!
عندما رفعت السفينة المرساة، شعرت بتغير هام في حياتها،فمن الممكن أن يحدث أي شئ الآن.
أخذت تراقب بسرور ((أونوساي)) وهي تغيب عن نظرها . . . كانت الجزيرة الصغيرة تصغر شيئا فشيئا إلى أن غدت أميال من المياه تفصل بين اليخت والأرض الصخرية.
وأخيرا، أصبحت الجزيرة مجرد نقطة في البحر، ما لبثت أن اختفت مرة واحدة، وعندما اختفت الجزيرة ولم يبق إلا الأفق اللازوردي، والمياه الزرقاء اللانهائية، والشمس الذهبية المائلة إلى الغروب، تنفست أليسيا بارتياح وقد دمعت عيناها، وأخذ قلبها يخفق بشدة.
تنفست مرة أخرى، وفجأة شعرت بكل شئ يصبح أكثر سهولة وأكثر حرية وأحست أنها أزاحت عن صدرها عبئا ثقيلا.
حرة. . . إنها حرة الآن. صحيح أنها عادت إلى ((أونوساي)) منذ سنتين فقط، إلا أن هاتين السنتين كانتا أشبه بالأبدية، ليس موت أمها فقط، ولكن المصح، والزواج الفظيع من جيريمي، والطفل. . .
الطفل. .
وغاصت أليسيا في السرير فوق الغطاء الأزرق. . ثم غطت وجهها بيديها وهي تئن، ضاغطة على عينيها بأسفل راحتيها. . .
شعرت بقلبها يحترق و بالألم يدمرها، وبآهة مختنقة. . أخذت تهتز ذات اليمين وذات الشمال وقد برح بها الشوق وعذبتها الذكريات.
أليكس، أنا مشتاقة لك، مشتاقة، مشتاقة. ويا له من عذاب!
لا يمكنها ذلك. . . لا يمكنها الاستسلام مرة أخرى إلى هذا الحزن الهائل، لقد أخبرها الأطباء في المصح بأن تناضل، أن تبعد عنها الذكريات. وأخذت تضغط على عينيها حتى لم تعد ترى شيئا، ولا تسمع شيئا، ولا تتذكر شيئا.
أخذت تهدأ رويدا رويدا، ولكنها ظلت تهز نفسها على السرير، كما كانت تهز أليكسي عندما كان لا يكف عن البكاء. . استمرت تتحرك دون هوادة حتى نام الوحش في أعماقها، أخيرا.
وتراجع الحزن ببطء فاستلقى عملاقا ضخما صامتا جامدا على بوابة الذكريات.
سحبت نفسا حزينا، ثم رفعت رأسها ببطء، ملقية نظرة على نفسها في المرآة الكبيرة المذهبة الإطار المعلقة فوق صندوق الأدراج الأثري.
عينان واسعتان عنيفتان، شفتان مرتجفتان. وكان هناك رعب وكراهية أيضا. وكيف لا تمتلئ كراهية، وقد قامت بعمل فظيع لا يمكن الصفح عنه. وهي لا تكره أحدا بقدر ما تكره نفسها.

* * * * * * * * * * * * * * *
أخذ كريستوس ينظر إليها وهي تصعد إلى سطح اليخت، بدت صورة فاتنة في ثوب وردي باهت. كان ثوبها الطويل عديم الكمين، معلق على صدرها، محتك بكاحليها، ملتف على وركيها، وكان شعرها العسلي الطويل معقودا إلى الخلف على رقبتها. بدت ذات أنوثة لا تصدق، وهشاشة بالغة، فشعر بموجة من التملك تكتسحه. إنها ملكه الآن، إنها له.
كان قد رآها من قبل، منذ سنوات، في اجتماع في أثينا. . . كانت صغيرة، وأكثر اشقرارا. يوم ذاك دخلت قاعة الاجتماع وأخذت تهمس باكية لأبيها بشئ . . .
كان الرجال قد صمتوا، بعد أن قوطع الاجتماع. وغضب داريوس ليموس فصفع ابنته أمام الجميع، وبدا رنين الصفعة مرتفعا في ذلك الصمت السائد المفاجئ في القاعة.
كان كريستوس، حينذاك، في السابعة والعشرين، أجنبيا متطفلا مبعدا إلى آخر القاعة. ورغم أنه كان يتحدث اليونانية بطلاقة، إلا أنه لم يكن يفهم كل التلميحات المسيئة إلى السمعة التي كانت تلقى نحوه. كل ما كان يعرفه أنه نال نصيبه من الفقر والعجز، وأنه لن يدع أحدا يملي عليه شروطه مرة أخرى أبدا.
لقد صعق عندما صفع داريوس ابنته، وحشية تلك الضربة تركت أثرا متوهجا على وجه الفتاة، لكن الفتاة لم تحدث صوتا. وإنما أخذت فقط تحدق إلى أبيها وقد أغر ورقت عيناها بالدموع قبل أن تترك القاعة بصمت.
تابعوا جميعا العمل وكأن شيئا لم يحدث. ولكن، هناك شيئا قد حدث، شيئا حدث لكريستوس.
اقتربت أليسيا منه الآن، بنفس البطء والتردد اللذين اقتربت بهما من أبيها حينذاك.
ناولها بصمت كأسا من العصير، وإذا به يلاحظ أثار الدموع على أهدابها وزوايا عينيها. لقد كانت تبكي، وتمتم: ((هل غيرت رأيك؟)).
- وللمرة الثالثة والرابعة.
وأشاحت برأسها كاشفة عن المزيد من رقبتها البيضاء.
ومرة أخرى شعر بحافز يدفعه إلى أن يأخذها بين ذراعيه، لأن يقبل بشرتها الناعمة ويجعلها حارة بين يديه. سيعرفها، يوما ما، أكثر من أي شخص آخر، وسيكتشف كل الأسرار التي تحتفظ بها.
أراحت ذراعيها على الدرابزين، متجاهلة كأس العصير الذي كان يتدلى بين أصابعها. وكان اليخت يتحرك في المياه بخفة، وأخذ الهواء يرفع خصلات شعرها.
- إلى أين نحن ذاهبون؟.
- إلى أين تريدين الذهاب؟.
- بعيدا عن اليونان.
- هذا سيحصل.
نظرت إليه من فوق كتفها العارية البيضاء. كانت بشرتها تلمع وعيناها الزرقاوان غامضتين.
- مازلت لا أعلم حتى أين تعيش.
- نعيش خارج نيويورك أكثر الأوقات، لكنني أملك أيضا بيوتا في لندن و((بروفنسا)) وفي (( أمالفي كوست)).
- يبدو أنك لا تستقر أبدا.
فابتسم هازلا: (( أرأيت، ها أنت ذي تعرفينني)).
ظهر خادم الغرف، بلباسه الرسمي، على السطح، مشيرا إلى أن الوجبة الخفيفة جاهزة. مد كريستوس يده إلى أليسيا، مشيرا إليها بأنهما سيتبعان الخادم إلى المائدة المعدة آخر السطح.

marmoria5555 14-10-10 08:45 PM

أمسك لها الكرسي وهي تجلس الى المائدة وهو يقول: ((تبدين رائعة الجمال في اللون الوردي)).
وضعت كأس العصير من يدها دافعة إياه نحو الزهرية في الوسط، وانتظرت حتى ابتعد الخادم، وبحذر بالغ، ركزت بصرها على الورود الصفراء والبيضاء، ثم قالت:
- دعنا لا نتظاهر بأن ما بيننا هو شئ غير ترتيبات عملية يا سيد باتيراس.
- ولكن هذا طبيعي جدا، لأن الزواج هو نفسه ترتيبات عملية.
وجلس أمامها ومال إلى الخلف: ((ولكن هذا لا يعني أن المفروض أن يبقى غير مثمر، باردا لا يطاق، ولا يعني أنه ليس بإمكاننا أن نحتفل باتحادنا)).
أمسكت بكأسها: (( وبماذا سنحتفل، يا سيد باتيراس، بربحك المالي الجديد؟ باتحادك بداريوس ليموس؟)).
- بكل ذلك.
همت بوضع كأسها وهي تجيب: ((أنا، إذن، لا أريد ذلك)).
- ماذا، إذن، لو احتفلنا بجمالك؟
- وهذا ما لن أشرب نخبه، أيضا.
- ألا تظنين نفسك جميلة؟
- أنا أعرف أنني لست كذلك.
- أنا أراك بارعة الجمال .
- ربما كانت الصحبة تنقصك، مؤخرا.
فابتسم بتسامح، تقريبا: ((كانت لدي صحبة غير عادية، ولكن، علي أن أعترف، أنك تفتنيني. أنت جمال معذب، أليس كذلك؟)).
شحب وجهها واتسعت عيناها: ((هذا الحديث يضايقني جدا)).
- آسف.
لكن الآسف لم يظهر عليه كما رأت وهي تكبح ذعرا جديدا، شاعرة بأنها حوصرت.
عندما كانت ترتدي ملابسها الليلة صممت على أن تبقي بينهما مسافة، وأن تبقى مستقلة بذاتها وأن تبذل كل ما بوسعها لكي تبقيه بعيدا عنها، لكنه ذو سلطة ماكرة. فقد وجدت نفسها تنجذب إليه بطرق لم تستطع أن تفهمها.
كان غريبا، وقد اشتراه أبوها. كان يريد أموال ليموس فقط، فلماذا تثور مشاعرها ويخفق قلبها، ولماذا تريد ما هو خطأ بالغ بالنسبة إليها؟
أغمضت عينيها نصف اغماضة، مذكرة نفسها بأنه عنكبوت قد غزل لها شركا، فإذا لم تكن حذرة سيأكلها كما تأكل العنكبوت الذبابة الصغيرة، وبهذا تنجو منه.
وضعت قدما أمام الأخرى، وكأنها تسند بذلك نفسها من اختراق الأعداء, إنها ستطرده عنها، ستضع خطا هنا فلا يجتازه، ولن تدعه يفعل ذلك.
تحرك كريستوس، مادا ذراعه الطويلة بكسل ليجر كرسيها إليه، لم يكن ينوي أن يدعها تهرب: (( لا ضرورة لأن تخافي)),
- أنا لست خائفة.
هذا حسن فان الجليد كان في صوتها.
- نبضك يسرع، يمكنني رؤيته من هنا، في عنقك.
كان قلبها يخفق بسرعة، وشعرت بأنفاسها تنقطع، وبدوار، وتوتر. إذا لمسها، فستصرخ, وإذا جرها أكثر، فستقفز. لقد سار كل شئ بشكل خاطئ، خاطئ للغاية، ولا يمكنها الآن إلا أن تلعب الورق الذي أعطي لها.
- هذا غير صحيح. أنا هادئة جدا، ربما أنت بحاجة إلى نظارات.
توترت شفتاه، ثم عاد فابتسم: (( نظري ممتاز، عشرون على عشرين، وأبي وأمي لا يضعان نظارات)).
تلاشت ابتسامته وقطب جبينه، وإذا بكل الضحك يتبدد، وتبدو عليه الصلابة والعزيمة.
- لماذا منزلتك في نفسك وضيعة هكذا؟
أفقدها تغيير الموضوع توازنها، وشعرت وكأنها اصطدمت بجدار. وهزت رأسها وقد تملكها الدوار إزاء الحقيقة التي كانت تقاومها.
لماذا يسألها؟ لأنها اقترفت عملا فظيعا سافلا جعل زوجها يتركها، وأصدقاؤها يهجرونها، ولأنها أمضت مدة طويلة في المصح قبل أن تبدأ في الشفاء.
- أنت ذكية، رائعة الجمال، حساسة، وربما ظريفة أيضا.
قال هذا وهو يلمس خدها بقفا يده، لكنها مالت برأسها، فأمسك بذقنها يعيدها لمواجهته: ((لماذا أنت عديمة الكبرياء إلى هذا الحد؟)).
كادت رقة صوته تجعلها تلغي خطتها. . . لا أحد سوى أمها، وربما رئيسة الدير، تحدث إليها بهذا الحنان والرقة. لقد جعلها تشعر وكأنها. . . إنسان.
اغرورقت عيناها بالدموع فأخذت تغالبها، وحاولت أن تضع حدا لعنف نظراته: (( أرجوك، لاتزد )).
- أريد أن أفهم.
- لاشئ هناك للفهم، أنا كما قال عني أبي، طائشة متمردة، ثائرة.
أخذ ينظر إلى وجهها، متفحصا كل انش من جانب وجهها قبل أن يخفض نظراته إلى قدها الرشيق: ((وهل أنت كذلك؟)).
- طبعا، فأنا ابنة أبي.
كانت تقصد أن تكون غير مهذبة، ولكن هذا بدا خطأ بشكل مخيف. كان قنوطا أكثر منه غطرسة. وفجأة، شعرت بنفسها عارية تماما، وكأن ثوبها لم يعد يسترها.
تمسكت بكأس العصير وكأن فيه حياتها. ماذا لو أنه أكتشف حقيقتها؟ ماذا لو أدرك أي امرأة هي؟
- دعني أذهب، أرجوك. يمكنك أن تحتفظ بالبائنة، وبمجوهراتي ومدخراتي المالية، لا أريد شيئا.
- لا يمكنك أن تعيشي فقيرة، أنت لم تذوقي الفقر قط. ان مذاقه بنفس سوء مظهره.
- أفضل أن أكون فقيرة وحرة، أرجوك. فقط دعني أذهب.

marmoria5555 14-10-10 08:47 PM


أخذ يتأملها بعينيه الثاقبتين. ولزم الصمت لحظات طويلة ملؤها التوتر وأخيرا هز رأسه: ((لا أستطيع، أنا بحاجة بالغة إليك)).
جفلت بشدة، واشتدت يداها على الكأس بتشنج جعل الكأس تتحطم بقرقعة مسموعة وسرعان ما انتشرت شظاياه على المائدة، وأصابت شظية منه إبهامها ودخلت فيه.
كان ذلك أشبه بحركة بطيئة. بهذا كانت تفكر وهي تنظر إلى الدم الذي تدفق فجأة أحمر متألقا. أخذ كريستوس يسب بعنف، وقد بدا يونانيا في كل ذرة من كيانه، وهو يمسك بفوطة ليغطي بها الجرح.
قالت بضعف: ((أنا بخير)).
فأجاب وهو يفحص الجرح: ((هذا غير صحيح، الدم ينفجر كالنافورة، وقد تحتاجين لتقطيبه)).
- سيتوقف.
فرمقها بنظرة لاذعة: ((في الجرح زجاج، ولا تتحركي)).
ثم أخذ ينظف الجرح بلطف، مقطب الحاجبين مضغوط الشقتين، مبعدا الشظايا من إبهامها. تراجعت إزاء ضغط أصابعه ورأى هو عبوسها. وفجأة تغيرت أساريره، وازدادت عيناه قتامه وعمقا بحيث بدتا دون قرار:
- لا أريد أن أؤلمك.
- أنت لم تؤلمني، أنا فعلت هذا بنفسي.
- ومع ذلك.
مع ذلك، وكأن لديه القدرة على شفاء الجروح، وإعادة السكينة إلى ذهنها، وتخفيف آلامها وهمومها، انه ليس عريسا فقط، لكنه أيضا رجل معجزات، أليس هذا شيئا غير عادي؟ واغرورقت عيناها بالدموع فعضت شفتها السفلي وقد غلبها الشوق العنيف إلى الشعور بالراحة والعافية مرة أخرى.
ألقى كريستوس بشظايا الزجاجة في الفوطة، وأخذ يمسح الدم الجاف ويضمد إبهامها.
أمسكت أنفاسها وهو يضمد إصبعها، شئ ما في لمسته جعلها تشعر بدفء بالغ. لقد جعلها تشعر ب....بأمان بالغ. يا له من وهم! هل ثمة ظلم أكثر من هذا؟
نظر كريستوس إليها بوجه لا يكشف شيئا:
- أخبرني أبوك بأنك غير جديرة بالثقة. لكنني لم أكن أعلم أنه يعني بالنسبة إلي آنيتي البلورية.
لوي شفتيه ورفع حاجبيه، ولكن خلف لهجته الساخرة، أحست قلقا، فأخذت تعنف نفسها على الفور. هذه صفقة، صفقة زواج، وأنت عروس باهظة الثمن جدا.
حدقت في يديه دون أن تستطيع النطق. كان قفا يديه عريضا أسمر، أصابعه طويلة متناسبة، لمساته خفيفة وماهرة للغاية. كان بإمكانه أن يكون نجارا أو جراحا. انه، قانونيا، زوجها، زوج. . .وارتجفت، ومع ذلك لم يكن هذا نتيجة خوف، بل كان توقعا. كانت مخيلتها هائجة مائجة. ونظرت إلى وجهه متوترة فشعرت بقلبها يهبط وكأنها فأرة ريفية خائفة وليست إحدى أغنى نساء اليونان. لكن المال لا يقارن بالسعادة أو الثقة بالنفس. لا أحد يعرف ذلك أكثر منها.
- هل قلت إن أبي أخبرك بأنني غير جديرة بالثقة؟
- نعم.
فأحمر وجهها خزيا. ماذا أخبره أبوها أيضا؟ كانت تعلم جيدا أن صدق أبيها يمكن أن يكون قاسيا، فلطالما آذاها وأمها بتقويمه القاسي الجارح.
- إياك.
قال كريستوس هذا بصوت رقيق عاطفي وهو يمسح وجنتها المتوهجة بإصبعه.
شعرت بألم غريب بداخلها، فضغطت يدها المضمدة على بطنها. لقد شعرت بكل شئ بدائيا مكشوفا الآن. .بإمكانها أن تشم الملح اللاذع الحاد في الجو، ودفء الليل، وحركة السفينة وهي تشق الأمواج.
- إياي ماذا؟
- أن تفكري.
وتشكلت خطوط حول فمه، وتغضنت زوايا عينيه: ((فأنت تعذبين نفسك مرة أخرى)).
- أن أعذب نفسي أفضل من أن أعذبك.
وابتسمت بما تستطيعه من عدم الاكتراث، ابتسامة لعنة بها الشيطان وكانت حاربت بها العفاريت من قبل وانتصرت. وهي ستنتصر مرة أخرى، وستقوم بها دون عون كريستوس أو تدخله.
- فحص سريع آخر.
قال مصرا وهو يمسك بيدها ويرفع طرف الضماد ليفحص الجرح وكأنه ذو أهمية بالغة: ((ربما لن تكوني بحاجة إلى خياطة الجرح)).
- شكرا، يا دكتور.
- هذا من دواعي سروري.
كان المفروض أن يضحك، أو يبتسم ويقول شيئا مرحا. لكنه، بدلا من ذلك، أخذ يحدق في عينيها، بجد وإمعان، مقطبا حاجبيه. أقسمت أن بإمكانه أن ينفذ بنظراته إلى داخلها، فيرى مخاوفها، وأسرارها الصاعقة.
شحب وجهها، فيما كانت نظراته العنيفة تثير الأعصاب. ماذا رأى حين نظر إليها بهذا الشكل؟ ما الذي يعلمه؟ وشعرت بالذعر، ودلائل من الماضي.
- في الحقيقة، يا كريستوس، أنا لن أموت بسبب هذا الجرح.
كانت تعني المزاح. . .تخفيف التوتر، لكنها لم تري منه حتى ابتسامة وإنما توتر فكه ونفر عرق قرب أذنه:
- لأول مرة تستعملين اسمي الصغير.
ما الذي يفعله بها؟ يرقق قلبها الحجري؟ يقتحم دفاعاتها؟ هذا ما كان يفعله. وهي لا يمكن أن تسمح بذلك، لا يمكن أن تدعه يهدم الجدار الصلب العالي التي بنته حولها. .لا أحد يدخل إلى الداخل، أبدا.
كلما أسرعا في الوصول إلى ((سيفا لونيا)) كلما كان ذلك أفضل، لذا دفعت أليسيا كرسيها إلى الخلف ووقفت غير متزنة: ((لا أظنني جائعة، أرجو المعذرة، فأنا أريد العودة إلى غرفتي)).
- بالتأكيد، لماذا لا تذهبين إلى غرفتنا وترتاحين؟ وسأطلب إرسال العشاء لك فيما بعد.


marmoria5555 14-10-10 08:48 PM



نهاية الفصل الثالث

غدا إن شاء الله الفصل الرابع


بنوته عراقيه 14-10-10 10:01 PM

تسلمي مرمر على الفصل ....

يعطيك العافيه

القارئة111 14-10-10 10:43 PM

شكراااااااااا على المجهود الرااااائع ...منتظريييين التكملة

عاشقة نفسها 14-10-10 11:04 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

اهداب 15-10-10 03:31 PM

مجهود يشكر عليه
تسلمين

بنوته عراقيه 15-10-10 06:10 PM

4- عروس البحر
بعد ان تناولت عشاءها منفرده ارتدت بيجاما حريريه تغطيها من العنق الى الكاحل لم تكن مثل هذه البيجاما لتبرز شيئا من جمالها او تناسب عروسا في يوم زفافها
عروس حتى هذه الكلمه التصقت بحلقها فاخرستها لكنها لم تكن عروسا كانت ممثله لا غير وفي مثل هذه الوقت من يوم غد تكون قد رحلت سيكون بامكان كريستوس ان يلغي الزواج فيكون بامكانهما هما الاثنين ان يجعلا هذه الحادثه الصغيره المربكه خلف ظهريهما
تكورت اليسيا في السرير وحاولت ان تنام لكن النوم لم يطرق جفونها وسطع ضوء القمر من بين الستائر حلوا جميلا واخذ اليخت يتمايل يمينا وشمالا فشعرت ربما بشكل خادع بالدفء والحياه واحست بالتيقظ وحده الحواس استدارت على جنبها واغمضت عينيها واخذت تستمع الى تلاطم الامواج على جدار اليخت والى الاخشاب وقرقعتها وهدير المحرك المنخفض هل سياتي كريستوس؟ هل ينوي مشاركتها الفراش؟ كيف تظنان بامكانها ان تسيطر على رجل مثل كريستوس باتيراس؟لابد انها كانت مجنونه
قد لايكون مثل ابيها بالضبط لكنه قريب من ذلك بما يكفي وهو سيحصل على ما يريد وهو يريد اطفالا
تقلصت معدتها واغمضت عينيها بشده موحيه لنفسهها بان لا تدع الذعر يتملكها غدا سينزلان في سيفالونيا كبرى الجزر الايونيه وسيفالونيا باختلاف جبالها واحتشادها بالناس والاعمال ستسمح لها بان تهرب وتختبئ فيها عليها فقط ان تنتظر اللحظه المناسبه
وعما اصبحت اكثر هدوءا استرخت وتركت نفسها طعمه لاهتزازات اليخت الرقيقه وسرعان ما استسلمت للنوم
تغلغل الدفء في احلامها وغشيها الاحساس ان وجودا ضخما حقيقيا قد احتل اكثر من نصف السرير
وفتحت عينيها لتكتشف ان كريستوس بجانبها وجسمه الطويل القوي على بعد سنتمترات منها وذراعه الممتده تكاد تلامسها
تصلب جسد اليسيا وتوقفت انفاسها عندما امتدت يده ببطء الى راسها ملامسه خصلات شعرها وبهدوء بالغ ابتعدت عنه زاحفه الى حافه السير وقد تملكها الرضا وهي تسمع صوت سقوط يده على الفراش
جمعت شعرها تبعده عنه وطمأنها تنفسه العميق المنتظم وارتاحت شيئا فشيئا وعندما اوشكت على الاستسلام الى النوم ادركت ان كريستوس ليس نائما تحرك فجاه نحوها حتى التصق بها وبالرغم من الاحتجاج والسلوى في ذهنها استيقظ جسدها وقد سرى فيه توتر كهربائي
فتحت عينيها واخذت تحدق في حافه السرير ثم في ارض الغرفه لم يكن هناك مكان تهرب اليه وعضت اصبعها تمنع نفسها من الصراخ لم تكن مستعده لقربه منها والتصاقه بها فهي لا تعرف كريستوس ولايمكنها احتمال قربه منها بهذا الشكل
وازدادت مخاوفها عندما استيقظت حواسها متجاوبه مع حرارته وقوته...لم تعرف رجلا قط اثار في نفسها مثل هذه المشاعر المتناقضه من قبل:الوعي,سوء الظن,الرغبه,الخوف. اخذت تدفعه في صدره بمرفقها لارجاعه الى الخلف لكنه لم يتحرك دفعته مره اخرى ولكن دون نتيجه سوى تنفسه العميق وانفاسه المنتظمه تلفح وجهها
تبا له ولوقاحته التي لا تصدق وتبا لسيطرته ايضا
جعلها محبوسه على حافه السرير فهي لا تستطيع التحرك الى الامام فتسقط على الارض وكذلك لا تستطيع التحرك الى الخلف فتلتصق به
ادركت فجاه انه لم يكن نائما تماما فقد كان جزء منه مسيقظا
وضعت ساعدها على عينها محاوله ان تتجاهل التصاقه بها لان ذلك يحرك مشاعر لا تقوى عليها مشاعر تحبس عنها حتى الهواء
في هذه اللحظات كانت تشعر بانها تريد منه ان يضمها اكثر فاكثر ولكن ياترى هل تستطيع احتمال ذلك؟ان كريستوس يحرك مشاعرها كما لم يفعل احد قط
اخذت اليسيا تتلوى لم تستطع منع نفسها من التفكير فكل ما تمنته ان يكون نائما بعمق الى حد يجعله لا يعلم بالتاثير الذي يحدثه فيها
وكل ما استطاعت عمله هو ان لا تتشنج بشكل ملحوظ وهو ما زال مستمرا في نومه
وفجاه ارتفعت ذراعه واحاطت بخصرها فشدتها اليه بعنف ضاغطا بصدره على ظهرها .اخذ قلبها يخفق بحده واحتبست انفاسها غضت شفتها السفلى تخنق اهه ياله من عذاب ! عذاب
كبير لكنه من احسن واسوأ الانواع
-نامي

بنوته عراقيه 15-10-10 06:15 PM

قال كريستوس هذا ببطء بصوت خشن عميق
-لا استطيع
-بل تستطعين اغمضي عينيك فقط ولاتفكري بشئ
لاتفكر! لم تكن تفكر بل كانت تشعر وكل عصب فيها كان يتضرع للحصول على مزيد من الاحساس كانت تشعر بلهفه الى الحركه ولكن لاشئ يحدث لاشئ على الاطلاق فكيف تنام؟
بدا لها وكانها امضت ساعات مستيقظه والالم يتملك بطنها وعضلاتها طمن السهل عليه ان يقول لها نامي لانه ليس هو الذي يكاد ينفجر لكنها نامت اخيرا والالم يتملكها وعندما استيقظت كانت الشمس مشرقه ولا اثر لكريستوس
ارتدت تنوره ضيقه من الكتان وفوقها كنزه مناسبه ثم حاولت ان تكذب ما شعرت به من توتر عندما رات كريستوس مره اخرى لقد جعلها تشعر بالقنوط الليله الماضيه عذبها بقربه ولكنها لا تنكر انها شعرت بدفئه وصلابته وقوته
دست قدميها في حذاء خفيف ذي اربطه واسرعت تصعد الى السطح قابلها الخادم انحنى لها محيا ثم ارشدها الى مائده الفطور الحافله بالخبز الكروي المحلى والفاكهه الطازجه واللبن الرائب والقهوه ولكن لا اثر لكريستوس وشعرت بحماستها تخبو كانت خيبه املها من القوه بحيث غضبت على نفسها لاهتمامها بشخص لا تعرفه الا قليلا فهو غريب بالنسبه اليها وقد تزوجته هربا من ابيها لا شرقا الى حياه الاسره
اوشك فنجان القهوه ان يسقط من يد اليسيا انها لا تحبه طبعا... وهي لا تتوقع حياه سعيده طويله معه ...فهذا ليس زواجا حقيقا ...وهذا ليس شهر عسل ...ونهرت نفسها استيقظي ...اكبري!
اوشكت ان تتناول الكروسان لكن شيئا ما جعلها تفقد شهيتها تماما كان هناك زورق ابيض ناصع في الماء قرب اليخت تركت كرسيها ووقفت على الدرابزين واخذت تنظر الى اسفل انه زورق بخاري بالفعل
كان انيق التصميم باللون الابيض الناصع والقرمزي ولكن لم يكن هذا الزورق البخاري هنا من قبل هل جاء احد الى السفينه ؟ام ان كريستوس يريد ان يقوم برحله ؟
في كلتا الحالتين هناك زورق وهو وسيله للهرب اشتدت اصابعها على الدرابزين وكان الخشب قد سخنته الشمس شعرت بهمسه ندم لكنها سخرت من ضعفها وانجذابها الى رجل ذي خطوره كامنه فهذا ليس وقت الركون الى المشاعر انها بحاجه الى ان تتصرف
وهبطت بسرعه السلم الذي يصل بين السطحين ثم انزلقت على الدرابزين السفلى ومن ثم الى الزورق البخاري توجهت نحو عجله القياده حيث كان مفتاح الاشعال معلقا مكانه وبدا ظل على السطح ثم صوت ابح يقول ببطء
-اذاهبه انت الى مكان ما؟
انه كريستوس دق قلبها بعنف فاتكات على عجله القياده وقد تشنجت اصابعها
اذهبي...اذهبي ..هتف بها هاتف مخيف بذلك ...اخرجي من هنا
لكنها لم تستطع ان تتحرك فقد شلها الخوف وتصلب جسدها وهي تتوقع ان يمسك بها لينزلها من الزورق..سيكون غاضبا
حانقا...وسيستعمل القوه الجسديه
-اتحبين الدونزي؟
سالها بصوت اجش هازل تقريبا كيف يهزل وقد حاولت الهرب؟
-الدونزي؟
قالت هذا بصوت مختنق وقد تمزق صوتها واثقلها الخوف والذعر لو حاولت هذا مع ابيها لشطرها الى نصفين
-هذا زورقي انه اميركي الصنع صنع في فلوريدا
انكمشت ثم نظرت الى اعلى شيئا فشيئا كان يلبس شورتا حائل اللون وقميصا ابيض قطنيا مقفلا قديما
بدا لا مباليا وغير خائف .سرت في جسدها قشعريره ساخنه ولكن لم يكن في عينيه او في التواء شفتيه مايدل على الغضب
-احضري بدله السباحه
قال هذا وهو ينزل الى الزورق
-هناك شاطئ احبه كثيرا وازوره كلما كنت قريبا من سيفالونيا
كادت تتعثر وهي تسرع للهرب منه وكادت تقول له كاذبه انها لا تحب السباحه وخرجت من الزورق مبتعده عنه وهي تشتم تنورتها الضيقه التي اعاقت حركاتها
اخذ كريستوس يراقب نضالها عاقدا ذراعيه على صدره
-ليس لديك خيار ياسيده باتيراس انه امر احضري بدله السباحه لاننا ذاهبان لنسبح
غيرت اليسيا ملابسها في غرفه النوم وهي تكيل له الشتائم اليونانيه ثم خرجت مرتديه بذله سباحه من قطعتين لم تلبسها منذ سنوات كان طرازه محتشما وكان الجزء الاعلى اشبه بصدار الرياضه ومثله اتساعا وتغطيه
المفروض الا يؤثر هذا كثيرا على السيد باتيراس فكرت في ذلك وهي تنظر الى نفسها بالمراه اطرافها رشيقه بيضاء وذراعاها اطوال من المعتاد وساقاها انحف مما هو مالوف كما ان راسها بدا كراس دميه مشوهه فوق جسمها الهش
لم تعد تبدو شبيهه بالمراه اليونانيه فقد ذابت تماما فتمريضها لامها الحق بها الهزال والساعات الطويله المرهقه ذهبت بما بقي لديها من شهيه للطعام ولا عجب ان الراهبات كن يلححن عليها دوما بان تاكل فقد اصبحت هزيله للغايه
قررت اليسيا ان تاكل بشكل افضل وستبدا بذلك فورا...لامزيد من القهوه السوداء وفتات الكروسان في الفطور ستاكل مزيدا من الفاكهه والخضره وتاخذ كميه اكبر وستحرص على تناول طعام صحي كاف
رن جرس التلفون بجانب السرير فذعرت وعندما رن مره اخرى مدت يدها اليه وكان هذا كريستوس
-هل ستاتين ام تريدين ان احضرك بنفسي؟
-انا قادمه
اجابت بعبوس قبل ان تخبط السماعه كانت عائده اليه حتما لان اخر ماتريده هو ان تكون مع كريستوس في غرفه النوم مره اخرى
فصل كريستوس الزورق عن اليخت وماهي الا دقائق حتى كان الزورق يقفز فوق الاموراج المزبده مرسلا جداول من المياه في الجو
عبثت الريح بشعر اليسيا الطويل بعنف فامسكت بحافه الزورق محاوله عبثا ان تسيطر عليه
اصطدم الزورق بموجه خضراء كبيره فمدت اليسيا يديها تحاول تثبيت نفسها ونظر كريستوس اليها ضاحكا وهو يصيح
-السرعه بالغه؟
-لا!
لقد بهرتها السرعه بقدر ما بهرتها اشعه الشمس وتالق المياه الزرقاء انها تشعر بنفسها غارقه في الاحاسيس بسبب سرعه الزورق والريح التي تعبث بشعرها هل هناك شعور اكثر من هذا بانها حيه؟
قال لها بصوت مزقته الريح
- لابد انك امضيت وقتا طويلا في الماء مع ابيك
-لا في الحقيقه فهو لايحب الابحار انه يستعمل الطائره في رحلاته عاده
كانا يطيران فوق الماء الان فالرذاذ المالح يغطي جلدها وقطرات الماء تتراقص في شعرها وقوه الزورق خطفت انفاسها وقالت
-هذا شئ لايصدق انه يجعلني ادمن عليه
ضحك كريستوس ضحكه عميقه مبحوحه اما هي فاخذت الخيالات تتصاعد في راسها ...تصورته يحيطها بذراعيه وهي تستكين الى صدره كما كانت الليله الماضيه .اه ما اشد ماكان دافئا قويا لقد كان بالنسبه اليها اشبه بملجا

marmoria5555 15-10-10 06:19 PM

يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي

marmoria5555 15-10-10 06:21 PM

يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي
يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي
يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي

marmoria5555 15-10-10 06:29 PM

كده الفصل الرابع نزل

غدا ان شاء الله الفصل الخامس

مضيعه قلبها 15-10-10 06:50 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

جوكيندا 15-10-10 07:29 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

mido m 15-10-10 09:19 PM

حلوة جدا جدا

basant saad 15-10-10 11:03 PM

thank youuuuuuuuuu

مجداء 16-10-10 12:13 AM

مشكووووووووووره

noussa4334 16-10-10 01:02 AM

merciiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii

raboun 16-10-10 03:31 AM

thanksssssssssssssssssssss

لوتشيابب 16-10-10 12:57 PM

thanks for you

nagham80 16-10-10 02:10 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

مجروح لكن محبوب 16-10-10 05:09 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

اروى 16-10-10 05:49 PM

مشكورة على الرواية

marmoria5555 16-10-10 08:33 PM

الفصل الخامس
 
يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي
يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي
يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي



الساعة الآن 10:57 PM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.