|
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
19-10-10, 04:36 PM | #1 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| 182- على حد السيف - مارغريت روم - عبير القديمة (كتابة /كاملة ) 182- على حد السيف - مارغريت روم - روايات عبير القديمة الملخص يقال أن الحب كالشمس يحرق وينير, وحب سيلفاتوري ديابولو كان ناراً عاشت ثلاثين عاماً لتصل الى روزاليا روسيني . انها النار المنتقمة أشعلها سلفاتوري في قلب روزاليا التي احبته بكل جوراحها ,ـلا ان الكراهية بين العائلتين تكونت قبل مولدهما والسعي للانتقام والثأر للشرف الرفيع سبق حبهما . روزاليا الجميلة كيف تغسل الأهانة وتزيل الحقد وتهنأ بحبيبها, وصقلية موطن الثأر المتوارث عن الأجداد ؟ حبها قاتلها ؟ سعادتها سبب شقائها وحزنها؟ الحب يعني الحياة , أما حب روزاليا فيعني العيش على حد السيف والموت لأفراد العائلتين المتناحرتين. هل تقبل بحب ملطخ بالدم ؟ تسعد يقلب شمسه تحرقه ؟ انها تؤمن أن الحب غفران وايمانها هذا أقوى سلاح في هذه الحرب الشرسة . التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 06-07-19 الساعة 09:12 PM | ||||
22-10-10, 05:56 PM | #5 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| 1- جدها الثري المستبد أقتربت أبريل من أبنة خالها الهادئة , وقالت لها بأندفاع ندمت عليه فيما بعد : " روزالبا! ما رأيك في الذهاب معي هذا العام ألى سيتا ديل مونتي ؟". فتحت قريبتها عينيها بأستغراب بالغ لمجرد سماعها أقتراحا للقيام بشيء خارج عن النمط العادي المألوف في حياتها , وأجابتها بتلعثم واضح: " لا.. شكرا يا أبريل! لا أقدر على ذلك!". قالت السمراء الجذابة لنفسها أن آخر شخص تود أختياره لمرافقتها في رحلتها السنوية المرتقبة ألى صقلية هو قريبتها المحافظة ألى حد التطرف , والتي لا تعرف عن الحساة شيئا سوى عملها وبيتها , ومع ذلك , فقد حدقت بها وقالت لها بأنفعال : " لم لا , أخبريني بربك , لم لا؟ أنت لا تذهبين ألى أي مكان ولا تفعلين أي شيء على الأطلاق , بأستثناء مساعدة والدتك في عملها والتقوقع في البيت ثم.....ثم أن الجد روسيني يتمنى عليك القيام بزيارته. أنتظرت أبريل رد فعل روزالبا , وهي تشعر ضمنا بخجل شديد بسبب أسلوب الخداع الذي تستخدمه مع أبنة خالها ابريئة , فهي لا توجه أليها هذه الدعوة حبا بها أو رغبة في الترفيه عنها , ولكن لأن جدهما الثري المتسلط طالبها بها في العام السابق ....بلهجة حازمة وصارمة , تذكرت كلامه فيما كانت جالسة قربه على المقعد الخلفي في سيارته الفخمة التي يقودها سائقه ومرافقه الخاص كانا متوجهين آنذاك لتعود منه ألى عملها الممل في بلاد الضباب والمطر والبرد , تاركة وراءها حياة الترف والجاه والدفء , هل يليق بحفيدة الكونت بياترو روسيني ديل سيتا ديل مونتي ذي النفوذ الهائل والثروة الطائلة , أن تعيش في هذه البلدة البريطانية المتواضعة كأي فتاة عادية لا تحصل على لقمتها ألا بعد التعب والعذاب ؟ هل يعقل أن تنسى تلك الفيللا الجميلة على شاطىء باليرمو , وتلك القلعة التاريخية التي بناها مؤسس هذه العائلة العريقة منذ أجيال عدة على أعلى قمة في الجزيرة , ووسط مساحات شاسعة من البساتين والحقول الغنية بكافة أنواع الفاكهة والخضار؟ وماذا أيضا عن تلك المبالغ المذهلة التي ينفقها عليها جدها القاسي بدون حساب , وكذلك تلك الثياب الفخمة التي يطلبها لها من أشهر دور الأزياء العالمية ؟ قالت لها قبل وصولهما ألى المطار ببضع دقائق أنها تتوق ألى الأقامة معه بصورة نهائية ودائمة , ولكنه أبتسم بسخرية وتجاهل السؤال بشكل تام , كريم , سخي , ومستعد لغض النظر عن معظم الأخطاء السخيفة التي قد ترتكبها في حضوره وغيابه , نعم , ولكنه بالتأكيد ليس عاطفيا أو حنون القلب أطلاقا , أنها تعرف حق المعرفة أن جدها يتمتع بوجودها معه , ويتباهى كثيرا بحفيدته الرائعة الجمال أمام جميع أصدقائه وأقرانه , ولكنها تعرف أيضا أنه يجد لذة فائقة في أستخدام قوته ونفوذه معها , ويسعد ألى درجة كبيرة في أبقائها معلقة أمامه كتفاحة حمراء شهية ..... ألى أن يحين موعد قطافها ورميها على طائرة العودة! داعب المقبض المرصع بالجواهر الثمينة لعصاه الأثرية النادرة , وسألها فجأة بصوت ناعم يرهق الأعصاب: " هل ترين أبنة خالك كثيرا , عندما تكونين في بريطانيا؟". تذكرت أبريل الدهشة القوية التي شعرت بها في تلك الآونة وبخاصة لأنه لم يتحدث أبدا قبل ذلك عن حفيدته الأخرى , أجابته بلهجة هادئة ألى حد ما , وهي تحاول قدر الأمكان أخفاء حيرتها وأستغرابها : " أزورها بين الحين والآخر , ولولا ذلك لما كانت هناك بيننا أي لقاءات تذكر , فهي لا تخرج أبدا من البيت ...... ويبدو أنها سعيدة جدا بمساعدة أمها طوال النهار في أعداد الحلويات وبيعها , وبمجالستها والتحدث معها في المساء , على أي حال , لم تهتم أي منهما أطلاقا بالحياة الأجتماعية وتبادل الزيارات .....حتى عندما كان خالي أنجيلة حيا يرزق". لاحظت أبريل فورا مسحة الألم في ملامح وجهه القاسي , لمجرد سماعه أسم أبنه الراحل , ولأنه قرر على ما يبدو تحميلها مسؤولية ذلك الضعف الذي أظهره للحظة وجيزة , فقد قال لها بنبرة باردة تحمل في طياتها القساوة والعنف اللذين تعرفهما جيدا عن هذا الرجل : " أريد رؤية أبنة خالك معك , عندما تأتين لزيارتي في العام المقبل , أذا تمكنت من تحقيق ذلك , فلن تذهب جهودك دون مكافأة". | ||||
22-10-10, 06:16 PM | #6 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| أفاقتها الخسارة المحتملة لأمور عدة من أحلام اليقظة , وأعادتها ألى عالم الواقع , شبه المظلم الذي تعيشه حاليا..... بالمقارنة مع الحياة المترفة التي تصبو أليها , فناشدت قريبتها الصامتة بالقول : " روزالبا , أنت مدينة لجدنا بزيارة واحدة على الأقل , ألست , على أي حال , الطفل الوحيد لأبنه البكر .. والحفيدة الوحيدة التي تحمل أسمه ؟ ثم ...... ثم أنه لم يرك بعد أطلاقا , وقد أصبح المسكين ....". توقفت أبريل عن متابعة كلامها , وهي تتظاهر بأنها غصت من الحسرة والألم , ثم تنهدت ومضت ألى القول , غير عابئة بكذبها وخداعها : " تدفعه الشيخوخة والأمراض المتلاحقة ألى حافة قبره بسرعة ودون شفقة أو رحمة , وأمنيته الوحيدة في هذه الأيام هي أن يراك ولو لمرة واحدة قبل موته , كيف يمكنك حرمانه؟". غطت أبريل وجهها بسرعة , وكأنها على وشك الأجهاش بالبكاء , وما أن أعادت يديها ألى مكانهما وفتحت عينيها الخضراوين الساحرتين ,حتى شاهدت ما كانت تتمناه وتتوقعه , رأت الحزن والأسى يخيمان في عيني قريبتها الزرقاوين , وملامح الألم والتأثر بادية بوضوح في نظراتها وعبر جبينها وحاجبيها , تنهدت روزالبا الطيبة القلب , وقالت لأبنة عمتها بصوت يوحي بمدى الصعوبة البالغة التي تجدها في التصدي لهذا الأبتزاز العاطفي الصريح : " يحز في نفسي كثيرا أن أكون سببا في أيلام جدنا , وبخاصة في أواخر حياته , ولكنك تعرفين الظروف التي أدت ألى هذا الوضع المؤسف , يا أبريل , ولا داعي بالتالي لذكر تفاصيل السبب الذي يجعل من أحتمال زيارتي له أمرا مستحيلا , أنها مسألة أخلاص ووفاء أتجاه والدتي , وكذلك بالنسبة لذكرى والدي , رحمه الله". تضايقت أبريل من رفض روزالبا القاطع , وذلك بالنظر ألى الآمال الكبيرة التي عقدتها على نجاح أسلوبها الذكي المقنع في حمل أبنة خالها على تعديل موقفها من جدها , ألا أنها أصرت على أبقاء لهجتها رقيقة وصوتها ناعما , عندما قالت لقريبتها وهي تتظاهر بالأبتسام: " أوه! أنها قصة قديمة جدا وقد حان الوقت لطي صفحتها ألى الأبد ! ". نظرت روزالبا ألى أبنة عمتها بشكل يوحي بالرثاء والشفقة , وقالت لها مؤنبة معاتبة : " موقفك هذا بعيد كل البعد عن حدة الطباع التي يشتهر بها أهالي صقلية , وأنت تعرفين ذلك حق المعرفة". أغتنمت أبريل فرصة الحديث عن الأصل والأنتماء , وقالت لها بزهو كأنها حققت أنتصارا معنويا بارزا : " ولكنك نصف بريطانية ووالدتك بريطانية مئة في المئة , ولا يجوز لك بالتالي التمسك بهذا العذر أو تطبيقه , ألا تذكرين المشاجرات العديدة التي كانت تقوم بيننا في الماضي , والمحاضرات المطولة التي كانت تلقيها علينا أمك بعد كل منها , حول حسنات الغفران وتناسي الأحقاد..... والحاجة ألى أخذ آراء الآخرين بعين الأعتبار ؟ هل تحاولين األأيحاء الآن بأنني كنت واهمة ومخطئة تماما... في أقتناعي بأن والدتك تطبق كافة القيم والمبادىء التي علمتنا أياها؟". كانت أبريل تعلم أنها ليست قادرة على أثارة أعصاب روزالبا الهادئة , بغض النظر عما تقوله لها , ولذلك , فأنها لم تشعر بأي دهشة أو أستغراب عندما سمعت قريبتها ترد عليها بصوت رقيق ناعم: " لم تحدثني أمي أبدا عن أقربائنا في صقلية , كل ما أعرفه عن الموضوع هو أن نزاعا نشب بين أبي والجد روسيني , وأن والديّ تعرضا نتيجة لذلك ألى معاناة شديدة وعذاب لا يطاق , وبما أن أيا من أبي أو أمي لم يكشف لي قط أي تفاصيل عما جرى , فأنا بالتالي لست قادرة على البدء بتوزيع التهم جزافا أو ألقاء مسؤولية ما حدث على هذا الفريق أو ذاك". صمتت روزالبا برهة , فلاحظت أبريل للمرة الأولى في حياتها ملامح الأنفة والأفتخار التي يتميز بها أفراد عائلة روسيني تبرز واضحة جلية في نظرات أبنة خالها وعلى وجهها وجبينها , وسمعتها تنهي جملتها بالقول : " أذا قررت والدتي يوما أطلاعي على تفاصيل ما جرى , فسوف أكون متأكدة وواثقة عندئذ من أن كل كلمة تقولها ستكون الحقيقة..... كل الحقيقة ودون زيادة أو نقصان , فأنا لم أعرفها يوما ألا سيدة صادقة , أمينة , وعادلة حتى التطرف , ألا توافقينني على هذا القول؟". | ||||
23-10-10, 06:48 PM | #9 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| شعرت أبريل بتأثر بالغ وبخجل عميق لأنها حاولت التشكك ,ولو جزئيا أو هامشيا , بسيدة أحبتها وأحترمتها أثناء طفولتها ..... ألى درجة أنها كانت تمضي الساعات الطوال بأنتظار ظهور هالة القدسية فوق رأس زوجة خالها..... أو خالتها , كما تسميها وتناديها دائما , ومما زاد في تعلقها بهذه القريبة الطيبة الكريمة , أن أمها الأيطالية كانت ولا تزال تلقى من زوجة أخيها معاملة أنسانية ورقيقة للغاية كلما أستنجدت بها أو لجأت أليها ..... وكم كانت تلك المرات عديدة ومتلاحقة ! وهل يمكنها أن تنسى الجملة المأثورة , التي كانت ترددها والدتها مرارا كتعبير عن أمتنانها اللامتناهي لزوجة أخيها؟ " شكرا , شكرا , يا أغلى أنيتا في الدنيا , أنت ملاك لتتحملي أعبائي ومتاعبي , ولا أدري ماذا سيحل بي لولا وجودك أيتها الحبيبة ". ومع أن روزالبا ورثت عن أمها الطباع الهادئة والتعقل والحنان , ألا أنها ليست بعيدة جدا عن التفاخر والعناد أياهما اللذين حالا دون رأب الصدع القائم بين أفراد عائلة روسيني , فأذا أرادت أبريل الحصول على تلك المكاسب والمكافآت المغرية التي علقها جدها أمامها , كما يعلق الطعام أمام عيني الحمار ليركض بسرعة وأندفاع نحو الهدف , فما عليها ألا أقناع أبنة خالها بمرافقتها ... ولو أضطرت لتحقيق ذلك ألى أستخدام كافة أنواع الكذب والأحتيال , وضعت يدها على كتف روزالبا ثم تنهدت وقالت لها مناشدة متوسلة: " أتمنى أن تعيدي النظر في موقفك هذا , يا عزيزتي , فالأمر هام جدا بالنسبة ألي كشابة في مقتبل العمر ,ذلك أن رحلة القطار من هنا ألى لندن , وبخاصة عندما تكون الشابة وحدها , مملة وموحشة ........ ومخيفة أحيانا , فبعض الرجال يعتبرون الفتاة الوحيدة لقمة سائغة وفريسة سهلة , وفي كل عام تزيد الأمور سوءا عن الأعوام السابقة , قد أقرر ألغاء رحلتي هذه السنة , أن لم توافقي على الذهاب معي , فمجرد التفكير بالذهاب وحدي وأحتمالات تعرضي للأعتداء , وربما للقتل , يرهق أعصابي ويوترها بشكل غريب. أخفت أبريل الأرتياح والسرور , عندما شهقت روزالبا وسألت أبنة عمتها بأنفعال ظاهر : " لماذا تذهبين أذن؟". أستخدمت أبريل جميع طاقاتها ومواهبها التمثيلية والأحتيالية لأقناع قريبتها بمرافقتها ألى صقلية , فقالت لها بصوت حزين جدا وعينين شبه دامعتين : " أذا أختبرت يوما مثلي مدى سرور الجد روسيني وسعادته أثناء ترحيبه بي وملاقاته لي , لو شاهدت نظرات التفاؤل والفرح في عينيه كلما تطلع نحوي وتحدث معي , أو سمعت كلامه الرقيق العذب ألى أصدقائه عن أقدام حفيدته كل عام على القيام بهذه الرحلة المرهقة لا لشيء ألا لرؤية جدها العجوز والتخفيف مؤقتا عن عذاب وحدته وشيخوخته , أو رأيت الحزن والألم العميقين في عينيه المتعبتين كلما حان موعد ذهابي وشعرت بالآمال الضخمة التي يعلقها على أحتمال عودتي في السنة المقبلة. .... أذا حدثت معك هذه الأمور مرة واحدة , يا روزالبا , فصدقيني أنك لن تضطري أبدا بعدها ألى توجيه سؤال كهذا!". أزداد تفاؤل أبريل بنجاح خطتها وأسلوبها , عندما شاهدت أبنة خالها تقطب حاجبيها وتغرق في التفكير والتحليل العميقين , فعدم الرفض الفوري والقاطع ,هو , بحد ذاته , خطوة كبيرة نحو الأنتصار , لم تحاول قطع الصمت المطبق الذي خيم عليهما فجأة , بل راحت تتأمل بهدوء وروية التبدل الواضح والمتلاحق في ملامح قريبتها الجميلة , كان التمنع في بداية الأمر سيد الموقف ,ثم تحول ألى تردد وعدم قدرة على أتخاذ القرار المناسب , ومنهما ألى صراع نفسي وتأثر وأنقباض .... ثم ألى أستسلام وقبول , فحتى روزالبا نفسها كانت تجهل أنها مؤمنة كليا وحتى التطرف بمبدأ الأخلاص للعائلة , الذي يوليه أبناء صقلية أهمية فائقة ويطبقونه دون تردد , وأنطلاقا من أيمانها بالروابط العائلية القوية , وخوفها مما قد يحدث لأبنة عمتها أثناء الرحلة الطويلة , رفعت روزالبا رأسها بتمهل وقالت : " لن أعدك بشيء, يا أبريل , ولكنني سأتحدث مع أمي بصدد الشعور ذاته بالنسبة ألى موضوع الأخطار التي قد تتعرضين لها ,أذا سافرت بمفردك ". رقصت أبريل فرحا وبهجة , وهي تتخيل الهدايا الثمينة التي سيغدقها عليها جدها , وقالت لروزالبا بسرور بالغ: " أنه قرار عظيم! شكرا , شكرا , يا روزالبا , أذا تمكنت من أقناع والدتك على ذهابك معي , فلن تندمي على ذلك أطلاقا ... لا بل أنك ستتمتعين جدا بهذه الرحلة , بحيث أنك ستظلين ممتنة لي طوال حياتك!". | ||||
24-10-10, 01:56 PM | #10 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| هزت روزالبا رأسها , دونما أي تعليق على كلام أبريل , فهي لم تكن أصلا راغبة في السفر ألى الخارج , أو ألقاء ذلك الجد الذي لا يهمها أطلاقا... على الرغم من تأثيره السلبي والمؤلم على حياة والديها , أليس جدها الرجل الذي يكفي ذكر أسمه فقط أمام والدتها , حتى تتحول البشاشة شبه الدائمة في وجهها ألى عبوس ..... والفرح والسرور في عينيها ونظراتها ألى حزن وأسى ؟ ألم يتجاهل والدها وجوده بصورة تامة , ويتجاهل بسببه كل ما هو أيطالي من عادات وتقاليد ولغة ...... وحتى أطباق الطعام اليومية ؟ أنتظرت روزالبا حلول وقتها المفضل , لمفاتحة والدتها بموضوع الذهاب ألى صقلية , تناولت وأمها طعام العشاء الخفيف , ثم نظفتا المائدة وتوجهتها ألى قاعة الجلوس الصغيرة لشرب فنجان من القهوة , جلست روزالبا في مكانها المعتد .... في الزاوية الشرقية لتلك الغرفة الجميلة , التي أرادها والدها حصنا منيعا يحمي زوجته وأبنته الحبيبتين من قساوة العالم الخارجي وشروره , قالت لأمها , بعدما تأكد لها أنها أصبحت مرتاحة تماما : " هل ستحزنين وتتألمين , يا أمي , أذا أقترحت أمر ذهابي مع أبريل في رحلتها المقبلة ألى صقلية؟". أعادت الأم الهادئة فنجان القهوة ألى الطاولة , وقالت : " لن أستخدم كلمة الحزن أو الألم لوصف رد فعلي على هذه الفكرة أو شعوري أتجاها , ولكنني قد أختار كلمة القلق.... لأنها تفسير أفضل وأقرب ألى الحقيقة. " وأنا قلقة أيضا , يا أمي , فقد أخبرتني أبريل أنها تجد الرحلة في القطار من هنا ألى لندن مخيفة ومرعبة , ويبدو أنها تعرضت في أكثر من مناسبة لمضايقات مرعبة للغاية". حاولت أمها الأبتسام , وهي تقول لها بلهجة هادئة نسبيا: " وأنت تريدين مرافقتها , لتأمين الحماية الضرورية لها ؟". أحمر وجه روزالبا خجلا , لدى سماعها ذلك الأستهزاء الذي لم تألفه من قبل , وقالت بشيء من التأثير : " لا يا أمي , فأنا أعرف قدراتي الضعيفة في هذا المجال , ولكن ألا تعتقدين بأن أحتمالات تعرض أبريل ألى مضايقات الرجال الأشرار تكون أقل بكثير , عندما تسافر برفقة شخص آخر؟". أغمضت السيدة روسيني عينيها , وهي تحاول تحديد مدى سذاجة أبنتها في هذا المجال , ثم سألتها بصراحة ودون مواربة : "هل أستخدمت أبريل فعلا مسألة الخوف من السفر بمفردها , كسبب لحملك على مرافقتها؟". ذهلت روزالبا لسماعها تلك السخرية غير المعهودة في كلام أمها , فأكتفت بهز رأسها , ولكنها أزدادت حيرة وأستغرابا , عندما مضت والدتها ألى القول بنبرة قوية : "لا أصدق ذلك بتاتا ! فأبنة عمتك قادرة تماما على الأعتناء بنفسها , ولا يمكن بالتالي أن يكون السفر سببا حقيقيا لهذا الطلب , لا شك في أن لديها دافعا ما نجهل حقيقته , ولا أستغرب أطلاقا أن يكون جدك المحرض على هذه الدعوة ". أبعدت الأم وجهها بسرعة هن أبنتها , ألا أنها لم تتمكن من أخفاء الدموع التي أنسابت على وجنتيها , أحست روزالبا بتأثير شديد , فجلست على الأرض ووضعت رأسها على ركبتي والدتها , قائلة بمحبة وأخلاص : " آسفة! آسفة جدا! يا أمي! آخر شيء أريده في هذه الحياة هو أيلامك أو ألحاق الأذى بشعورك النبيل , أنسي الجد روسيني , وصقلية , وكل كلمة قلتها بهذا الخصوص , لن أذهب ألى صقلية أو ألى أي آخر , أذا كانت الفكرة تؤلمك وتحزنك!". وضعت الأم يدها على رأس أبنتها بحنان ورقة , وقالت بصوت رقيق ناعم عادت أليه السكينة المعتادة : " أهدأي يا صغيرتي الحبيبة , فأنا لم أتأثر بسبب فكرة ذهابك ألى صقلية , ولكن.... لأنني تذكرت والدك الطيب كنتيجة لذلك". ثم أضافت بصوت يرتعش تحسرا , حتى على الرغم من محاولاتها الجاهدة للسيطرة عليه : " مضى الآن عامان على وفاته , ومع ذلك.... ومع ذلك , فلوعة خسارته وألم فقدانه لا يزالان في ذروتهما وكأن الحادثة وقعت أمس أو اليوم ". دمعت عينا روزالبا لدى سماعها كلام أمها عن أبيها المحب , وقالت متمتمة : " هل كان سيوافق على ذهابي ألى صقلية ومقابلة جدي؟". " لا , يا عزيزتي , وأعتقد أن الوقت قد حان لأطلاعك على سبب ذلك ". شعرت روزالبا بأن ما ستسمعه من والدتها لن يكون مجرد أيضاح لمشكلة عائلية معقدة , بل مشاطرة سر دفين وتخفيف عبء معنوي ثقيل. | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|