آخر 10 مشاركات
نوفيــ صغار أسياد الغرام ـلا -قلوب زائرة- للكاتبة الآخاذة: عبير محمد قائد *كاملة* (الكاتـب : Just Faith - )           »          144 - الثلج الأسود - جانيت ديلي (الكاتـب : عنووود - )           »          145 - وشم الجمر - ساره كرافن (الكاتـب : حبة رمان - )           »          صفقة زواج (56) للكاتبة jemmy *كاملة* ...a marriage deal (الكاتـب : Jamila Omar - )           »          لو..فقط! *مميزة**مكتملة** (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          مشاعر على طول الأمد (42) *كاملة* (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          عرش السُلطان، للكاتبة/ خيال. " مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          طوق نجاة (4) .. سلسلة حكايا القلوب (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )           »          142 - على باب الدمع (الكاتـب : حبة رمان - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-10-10, 01:09 AM   #1

أناناسة

قلما أفتقدناه وفارقنا لبارئه _ نجم روايتي وكاتبة سابقة بالمنتدي

 
الصورة الرمزية أناناسة

? العضوٌ??? » 96814
?  التسِجيلٌ » Aug 2009
? مشَارَ?اتْي » 6,448
?  نُقآطِيْ » أناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond repute
Talking لا ياقلب كنوز أحــــــلام القديمة (كتابة / كاملة )*


[imgr]https://www.sheekh-3arb.info/islam/Library/img/3ater/divider19/WebPageContent/2324170es5h203rnn.gif[/imgr]
مرحـــــــــــبا

راح أنزل لكم رواية لا ياقلب واتمنى تحوز على أعجابكم

وشكراااااااااااا


لا ياقلب كنوز أحــــــلام لقديمة





محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي



ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 25-11-17 الساعة 08:11 PM
أناناسة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-10-10, 01:10 AM   #2

أناناسة

قلما أفتقدناه وفارقنا لبارئه _ نجم روايتي وكاتبة سابقة بالمنتدي

 
الصورة الرمزية أناناسة

? العضوٌ??? » 96814
?  التسِجيلٌ » Aug 2009
? مشَارَ?اتْي » 6,448
?  نُقآطِيْ » أناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الأول


1- من أجل الطفل

رائحة القهوة المنعشة استقبلت لورا وهي تدخل الشقة, ودخلت إلى المطبخ حيث صديقتها ليندا بيركنز ,كانت تصب لنفسها كوباً من القهوة ومررت لها الكوب بعد نظرة سريعة إلى وجهها الشاحب .
وقالت لورا شاكرة :
- شكراً لك . . . إنه ما احتاجه بالفعل . فلم أجلس لأرتاح طوال اليوم , ما عدا ما يسمى بفرصة الغداء .
وأجابتها صديقتها:
- أسترخي الآن . هناك طنجرة طعام في الفرن الآن ولقد حضرت فطيرة باللحم للغد.
وتنهدت لورا :
-لست أدري ماذا كنت سأفعل بدونك.
فضحكت ليندا :
-كنت ستجدين لنفسك صديقة أخرى تشاركك في الشقة .
ورفعت لورا رأسها :
-الأمر أكثر من مشاركة شقة , أنت تشاركيني همومي بوجود جوليو أيضاً . كيف هو الآن؟.

-لم اسمع منه صوتاً طوال بعد الظهر.
وبينما هي تتكلم صدر صراخ مرتفع عبر الردهة وبضحكة عالية ركضت لورا إلى غرفة نومها وحملت ابن شقيقتها المنتحب من مهده.
وتوقف بكاءه فجأة , وحدقت بها عينان بنيتان لطفل في الشهر السادس من عمره.
_انظروا إلى كل هذه الدموع....!
ومسحت بأصبعها برقة قطرات دمع تعلقت بأهدابه الطويلة الجميلة.
وتبسم الطفل فوراً, وحظنته لورا إلى صدرها وحملته إلى المطبخ وهي تقول:
-سيدي جوليو يصرخ ليحصل على طعامه
فقالت ليندا :
-أعطني اياه وانا اطعمه.
وأخذت الطفل بين ذراعيها وتابعت:
-اذهبي واسترخي في مغطس ساخن,ولاتخرجي منه قبل موعد العشاء.
حاولت لورا عدم إظهار ارتياحها واعطتها الطفل وذهبت لتنفض عنها الأعياء.
فثمانية ساعات من العمل المضني تحت الأنوار الحارة في استديو للتصوير جعلتها تشعر بالتعب.
كيف تستطيع النساء تدبير أمر منزل وزوج وعائلة, بينما هي يرهقها الآن طفل واحد.
وقالت لها ليندا فيما بعد :
_أنت لست معتادة على الروتين المنزلي حتى , وقد أصبحت مسؤولة عن طفل أيضاً . . .
-لم يكن الأمر مفاجئاً لقد عملت قبل تسعة أشهر...
-ولكن لم تكوني تعرفين أن شقيقتك ماري ستموت وتترك لك أمر رعاية طفلها.. لاتستطيعين الأستمرار هكذا..
ومرت غيمة من الألم على وجه لورا . قد يكون عليها مواجهة الانهيار لو استمرت بمحاولة التوفيق بين عملها المرهق والطفل.
ولم يكن هذا الأنهيار بعيداً عنها. ولكنها كانت تخفي ارهاقها جيداً, وكانت روحها المرحة تعمي معظم الناس عن نحول خديها والبقع الزرقاء تحت عينيها الخضراوين.
حتى التعب لم يكن باستطاعته أن يخفي جمال لورا ولا لمعان شعرها الأحمر. عندما تكون تربطه للخلف.ولكن عندما تكون مرتاحة, تتركه ينسدل بكامل جماله على كتفيها المستديرين.
وقالت لها ليندا:
- عليك إما ان تحضري من يعتني بجوليو , او أن تخففي من ضغط العمل. فليس بإمكانك المتابعه هكذا. سأعود أنا إلى عملي بعد اسبوعين. ولن أستطيع مساعدتك حتى لو كانت لدي الرغبة.
-أعلم هذا. ولكنني أكره فكرة ترك الطفل مع شخص غريب .مساعدة الأمهات أمر جيد
عندما تكون الأم موجودة للمراقبة .وانا لا أستطيع التخفيف من ضغط عملي لأنني بحاجة للمال..
-وماذا ستفعلين إذاً ؟
-ربما . . لشهر أو شهرين, ولكنه سيبدأ بالزحف بعدها , ولن يمكنك إبقاءه في المهد.
- سأدبر أمري عندما نصل إلى هذا.
- خذي نصيحتي وأجبري عائلة ماسيني أن تدفع مصاريف الرعاية0
- لا أريد أية علاقة بهم. عندما أفكر بما فعلوه مع ماري. . .
وغلبها التأثر فتوقفت عن الكلام. وتذكرت كيف بدأت علاقة شقيقتها بجوليانو وكيف انتهت بهما إلى مأساة.
وقالت لها ليندا:
-لو أن ماري تزوجت جوليانو! لكان للطفل وضعه قوي على الأقل.
-وكانوا سيأخذونه مني أيضاً. ولن أتركه يُربى بين يدي هذه العصبة من الارستقراطيين المتعجرفين!
-لا تستطيعين لومهم لأنهم لم يستقبلوا ماري بذراعين مفتوحين.
- لم يرحبوا بها على الإطلاق. لأنها كانت تعمل كعارضة أزياء, حتى أنهم رفضوا رؤيتها.
وجوليانو لم يستطع إجبارهم على هذا.
-أمر لايصدق كيف أن بعض الناس لديهم هذه النظره الضيقة في هذه الايام.
هل كان والدا جوليانو كبيرين في السن؟
- والده توفي منذ سنوات . والدته وشقيقه, وخاصه شقيقه, من يدير العائله الآن.


أناناسة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-10-10, 01:11 AM   #3

أناناسة

قلما أفتقدناه وفارقنا لبارئه _ نجم روايتي وكاتبة سابقة بالمنتدي

 
الصورة الرمزية أناناسة

? العضوٌ??? » 96814
?  التسِجيلٌ » Aug 2009
? مشَارَ?اتْي » 6,448
?  نُقآطِيْ » أناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond repute
افتراضي

-لم يكن بمقدروهم فعل هذا.
- لو كانت حية أجل . . لكن الآن انت تعرفين القانون الايطالي..وبموت ماري,لن يكون أمام عائلة ماسني أية مشكلة في انتزاع جوليو مني. .
- الكثير من الناس يعتقدون أنه ولدك. كلاكما اختفى عن الانظار لستة أشهر
وأعتقد الناس أن ماري ترعاك, بدل أن يكون العكس.
- هذا أفضل لي. . لن يكون جدال حول طفل من هو !
في الأسابيع التي تلت, نفّذت لورا قرارها بأخذ ابن شقيقتها معها الى العمل .وماعدا التعب الجسدي في حمله معها.
استطاعت تدبير أمورها, ولكن بمرور الوقت أصبح يرفض البقاء في مهده. وأراد أن يحبو متجولًا على الارض,وهذا كان مستحيلاً عندما تكون تعمل في الاستديو , والمكان مليء بخطوط الكهرباء كما كان مستحيلاً أن تلعب معه أو تحمله. في إحدى المرات, وهي تصور عرضاً للأزياء كانت تحمل الطفل في حجرها بين اللقطات , والموسيقى صاخبة, وتحاول ان تهدئه. وأخذت تصيح: "اطفئوا الموسيقى عندما تنتهي اللقطة , إنها تدفعني للجنون".
الكاميرا في يد, وباليد الأخرى ازاحت عن وجهها خصلة شعر. واستدارات بقلق بعيداً عن الأضواء. وصرخت ثانية:" اطفئوا الموسيقى" ثم توقفت, وقد شاهدت رجلاً يقف قرب أحد أعمدة الإضاءه. كان منظره لافتاً للنظر,ليس بسبب طوله فقط بل للوقار الذي كان يبدو عليه والذي بدا لافتاً في الحركة والضوضاء المحيطان به.إنه ليس محرراً لمجلة ما وأنزلت يدها الى جانبها.
ربما يكون ممثل شركة إعلانات, او شخص ما له علاقة بشركة الأزياء التي تعمل على تصوير منتجاتها .
وركضت بضع خطوات نحو ابن شقيقتها الذي كان لا يزال يصرخ. وحملته بين ذراعيها.
وأعطته عناقاً غير متلهف كثيراً لعلمها أنه لا يشكو شيئاً سوى انه غاضب. وقال الرجل:
-آنسه ستيورات؟
وهدهدت الطفل بين ذراعيها والتفتت لتنظر اليه متسائلة :
- هل تريدني أنا؟.
وهز رأسه بالإيجاب وبدأ يتكلم, ولكن بسبب صوت الموسيقى لم تستطع سماعه.
واقفل فمه ونظر بضيق إلى الغرفة من حوله, وكأنه لا يعلم من أين يأتي الصوت.
وصرخت لور ا:
- اطفئوا آلة التسجيل. وعلى الفور .
توقفت الموسيقى وساد صمت مطبق على الغرفة ولكن سرعان ما بدأت أصوات كؤوس الشراب والحديث.
فقالت لورا:
- هل أردت التحدث معي؟
وتقدمت نحو الرجل,فقال لها:
-آنسه ستيورات.
ثم نظر ثانية من حوله دون محاولة إخفاء تكدره. .

-أليس هناك مكان هادئ نستطيع الذهاب إليه؟.
- هذا أهدأ مكان,ولكن نستطيع الوقوف في الطرف الآخر من الغرفة.
وانتظر إلى أن سارت أمامه ,ووصلا إلى آخر الغرفة حيث عدة أعمدة لتعليق الثياب واتكأت عليها معيدة توازن ابن اختها الذي تحمله على وسطها , والذي أحست أنه أصبح ثقيلاً. ثم نظرت إلى الغريب ,حتى دون لكنته الغريبة الجذابة لم تكن لتخطئ بأنه ليس انجليزياً ,فله شعر أسود ناعم كثيف ،حاجباه عريضان مستقيمان فوق عينين جميلتين داكنتين وغير عاديتين، ولكنهما لم تكونا سوداوين بل بنيتين دافئتين مع بعض اللون الذهبي فيهما .
ملامحه كانت نافرة، أنف كبير, فم مكتنز ،شفته السفلى سميكة, ذقن مربع بطابع عميق في الوسط. ولكن هذا لم يثر اهتمامها كثيراً , نظرة النفور التي تسائلت ماذا فعلت لتستحقها. وقالت بنفاذ صبر:
-حسناًَ , قل ماتريد ، سأبدأ اللقطات بعد دقائق.
- اللقطات؟
وأشارت إلى الكاميرا المعلقة حول عنقها , وتبع ابن اختها حركتها, ومد يده إلى الكاميرا ,
فقالت:
- لا. . كلا لن تفعل
وأدارت الكاميرا لتصبح وراء ظهرها , وفتح جوليو فمه باكياً ,وقال الرجل :
- أرجوك أن تلاطفيه حتى يسكت!
- أسكته أنت. . .
ودفعت بالطفل إليه, ومد يديه الضخمتين ليلتقطه ولكن فم الطفل انفتح بشكل أوسع وتعالى صراخه, ونظر الرجل إليه وصرخ بغضب ( اصمــت) وحدق الطفل به , وعيناه البنيتان الواسعتان مليئتان بالدهشة لنبرة صوته. وحضرت لورا نفسها للغضب القادم , ولم تنتظر كثيراً فقد أخذ الطفل نفساً عميقاً , وأخرج صوتاً ارتجت له الجدران , وجفل الرجل, ولم تتمالك نفسها من الضحك . سيعلمه هذا كيف يتحدث إلى الطفل وكأنه يتحدث إليها!
ومدت يديها وأخذت الطفل منه , وألقت وجهه على وجهها وهي تهدهده ليصمت.
وعندما عاد جوليو إلى الابتسام ثانية, رفعت رأسها لترى أن الرجل كان لايزال يراقبها.
وقالت له:
- لايفيد الصراخ على الأطفال. . فهم لايحبون هذا.
- لا أستطيع الحكم على مايفضله الأطفال.
- إذاً عليك أن لا تقول للناس كيف يتدبرون امرهم معهم.
- انا آسف .
فابتسمت له , وقالت:
- أنا واثقة أنك لم تأتِ إلى هنا للحديث عن الطفل .... اذاً...
- ولكنني أتيت لأ تحدث عنه .أنا هنا لهذا السبب بالضبط.
وأصابتها الحيرة " أنت هنا بسبب جوليو؟"
- الأفضل ان أقدّم نفسي. لقد أعتقدت أنك تعرفتِ علي.
. - وهل أعرفك؟
- لقد تعرّفت عليك ولو أن لون شعرك مختلف , في صورك كنتِ شقراء الشعر.
- ولكن هذا وصف شــ . . .لا يمكن أن تكون . . أنت لست . .
- روبرتو ماسيني . .شقيق جوليانو . .وعم هذا الطفل. ..







أناناسة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-10-10, 01:22 AM   #4

أناناسة

قلما أفتقدناه وفارقنا لبارئه _ نجم روايتي وكاتبة سابقة بالمنتدي

 
الصورة الرمزية أناناسة

? العضوٌ??? » 96814
?  التسِجيلٌ » Aug 2009
? مشَارَ?اتْي » 6,448
?  نُقآطِيْ » أناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond repute
افتراضي




2- لعبة لورا

لم تعد لورا تذكر تماماً ماقالته بعد ذلك, كل الذي ما تذكره أن الرجل أوضح لها رغبته في مقابلتها لوحدهاوأنها قد اقترحت عليه آخر الأمر أن يزورها في شقتها عند السابعه مساء.
قبل السابعة بلحظات سمعت دقاً على الباب يعلن عن وصوله , وأسرعت عبر الردهة لتفتح الباب .
وعبرروبرتو ماسيني عتبة المنزل , وبدا لها أضخم , وأخشن , وأكثر سمرة مما تتذكره. كان واضحاً أنه في طريقه لتناول العشاء , لانه كان يرتدي بذلة سوداء من الصوف الممتاز مع قميص أبيض وربطة عنق حمراء ضيقة . . لم يكن يشبه شقيقه , لأن جوليانو كان إيطالي الطراز في حبه للألوان , وكان يرتدي الثياب الفاتحة اللون والربطات المشجرة كالحديقة. هذا الرجل لا يشبه جوليانو في كثير من الوجوه بعيداًعن الثياب .
ولم تجروء على اظهار تخوفها , لأن ذلك سيضعفها , ولديها إحساس مسبق بأنها ستحتاج إلى
كل مالديها من قوة.
ولكنها أولاً يجب أن تعرف لماذا هو هنا . وعندها فقط ستكشف أنها خالة جوليو وليست والدته . مع انها تعجبت لظنه أنها ماري , فعلى الرغم من أنهما توأمان فقد كانت تعرف أنهما مختلفتان.

وفكرت:
(ياإلهي أنا أفكر وكأنما ماري لاتزال حية , ولكنها ميتة ولاشيء سيعيدها إلي سوى الطفل.
الطفل طفلي أنا. . أنه لي. . )
وخفضت عينيها وأشارت إلى الرجل بالجلوس. وفعل هذا بكثير من الأناقة , على كرسي عالي الظهر ,وكأنه يشير إلى مزاجه غير مرتاح . كان أطول من شقيقه , في الواقع أطول من أي إيطالي تعرفه .
وبشرته سمراء , ولم يكن له جسد أخيه النحيل أيضاً فهو أضخم وكأنه ملاكم . وهذا ما أدهشها أكثر، لأنها كانت تظن بأنه استقراطي نحيل , وليس له هذه البنية الضخمه مثل (البولدوغ) وأسنان تشابه اسنانه, وسألها وقد لاحظ ابتسامتها:
-ماذا يدفعك للابتسام؟
- لاشيء . . . هل تتناول شيئاً؟
- لا . . شكراً . . لقد أتيت إلى هنا للتحدث إليك.
- ألن تمانع لو شربت القهوة بينما تتحدث أنت؟
وهز كتفيه إشارة لعدم اكتراثه وصبت لنفسها كوباً من القهوة.
- أرجوك . . قل ما أتيت لتقوله . . فقد كان يومي طويلاً وأنا تعبة.
- ويومي لم يكن سهلاً ايضاً. فقد كانت رحلتي غير مريحة من روما وأتيت رأساً إلى شقتك لأكتشف أنك لست هنا.
- لا تستطيع لومي لهذا , فأنا لم أكن أعرف أنك قادم.
- من حسن حظي أنني التقيت حارس البناية وعرفت أين أنتِ.لولا ذلك لكنت أضعت معظم اليوم بانتظارأن تنهي عملك.
-يجب عليّ أن أكسب رزقي سيد ماسيني.
- وهل تقترحين عليّ أن أحجز موعداً للتصوير معك في سبيل أن أحظى باهتمامك؟
- لاتكن سخيفاً!
- والتصوير هذا , أهو مهنة جديدة لكِ؟
- عفواً ؟ . .
كانت تلعب لاكتساب الوقت, ليست واثقة بعد هل تخبره بأن ماري ماتت أم لا.
- لقد كنت أعرف أنكِ عارضة أزياء، فلماذا تعملين الآن بالتصوير؟ ليس السبب لأنك فقدت جمال شكلك.
- أجد التصوير مثير للأهتمام أكثر . ولكن أرجوك قل لماذا أنت هنا؟
ووقف, وتجول ببطء في الغرفة. وبدت الغرفة أصغر حجماً أمام حجمه الضخم, ومن الواضح أنه وجد حجمها مقيداً لتحركه, لأنه بعد بضع خطوات عاد إلى مقعده وجلس.
- لقد وصلت أغراض أخي إلى روما في الأسبوع الماضي , اشياءه الشخصية , الرسائل التي كتبها ,ورسالة كان قد أنهى نصفها عندما قتل . ونويت أن أحرقها كلها . ولا أعلم مادفعني لقراءة بعضها .. .ولكن هذا مافعلت . . ولهذا أنا هنا.
- وما السبب؟
- السبب هو الطفل , ومن غيره؟ لم أكن أعلم أنكِ كنتِ تتوقعين طفلاً إلى أن قرأت بعض رسائلك إلى جوليانو قبل مقتله . وهذه بدورها شرحت لي آخر رسالة لي , كان قد كتب نصفها عندما تلقى مكالمة ليخرج الى اختبار القيادة فقتل . قد وضعها ليرسلها لي . . . وكنت سأحضر الى هنا لو أنني تسلمتها .
- وفي الذي كنت ستستلمها سيكون قد مات.
- هذا صحيح.
- لابد أنها كانت رسالة هامة جداًَ لتدفعك للمجيء إلى هنا.
-أجل. . .كانت رسالة خاصة جداً لقد قال أنه قد صمم على أن يتزوجك حتى ولوأدى ذلك الى نفور عائلته منه
- ومع ذلك لم أفهم سبب وجودك هنا ، فلو أنك كنت تحاربه في حياته, فما الذي يدفعك لأن تكون إنسانياً بعد مماته؟
- لم أحضر إلى هنا إلا بسبب أن أخي كان يخطط لجعلك زوجته , وأمام الله,كنت زوجته.. .
- كنت تعلم أن جوليانو واقع في الحب قبل أن يُقتل بوقت طويل . . فلماذا انتظرت إلى أن يموت لتصدقه؟


- لأنك لست المرأة الاولى التي أُغرم بها . كان غير مستقر في علاقاته, وعندما أخبرنا عنك , لن نصدق بأنها ستكون أكثر ثباتاً من العلاقات الأخرى.
وارتشفت لورا بعضاً من قهوتها, هي أيضاً لم تكن واثقة من دوام هذه العلاقة وغالباً ماكانت تعارض علاقتهما في الأشهر الستة الأولى . ولكنها بعد ذلك , وبعد أن ازداد حبهما بمرور الوقت بدل أن يتلاشى, صدّقت ما قاله بأنه قد وجد في ماري المرأة التي حلم بها . رسالته الاخيره قبل يوم من وفاته , بعد أن علم بأمر الطفل هي التي جعلت ماري تصبر خلال الستة أشهر التي تلت حملها.
- لا زلت غير متأكدة من سبب وجودك هنا .
- أنا هنا بسبب طفل جوليانو . وهذا يذكرني . . ماهو؟
- إنه طفل . .
- اعلم هذا , هل هو ذكر أم أنثى ؟
- انظر بنفسك . . أعلم أنك تفضل ..هل هذا بدل تصديق كلامي!
ونظر إليها نظرة جعلتها تحمّر خجلاً, وتندم لخشونتها.
- إنه صبي . . وكأنما سمعهما الطفل فبدأ بالبكاء .
فسألها الرجل:
- ألم ينم بعد ؟
- كان يجب أن ينام . . ولكنه قلق في هذه الأيام.
- نظراً لطراز معيشته , لست مندهشاً.
- إنه يتمتع بخروجه معي ولقاء الناس.
- لقد بدا عليه التمتع كثيراً بعد ظهر هذا اليوم ! اعتقد أن الاطفال يعبرون عن سرورهم بالاحمرار والبكاء,كما يفعل الآن. . .
- إن اسنانه تبرز , لذا فهو متألم.
- ألا تستطيعين فعل شيء لمنعه من البكاء؟
قال هذا بغضب جعلها تندفع إلى غرفتها وتحمل ابن شقيقتها بين ذراعيها .
وكان لايزال يبكي عندما دخلت به إلى غرفة الجلوس وسارت رأساً نحو الرجل , وناولته الطفل .
هذه المرة كان مستعداً وحمله بشهية جعلتها تتساءل عما إذا كان لديه أطفال هو الآخر. ولم يكن جوليانو قد ذكر هذا , ولم يكن قد نفى كذلك. وشعر جوليو أن ذراعين غريبتين تحلانه , فأخذ يبكي بصوت أعلى , فرفعه روبرتو ماسيني عالياً فوق رأسه , وهزه ملاعباً وعلى الفور ضحك الصبي ,وأملت لورا أن لا يختار هذه اللحظه ليستفرغ.
فقالت بعجلة:
-لن أفعل هذا لو كنت مكانك , فلم يمض عليه وقت طويل منذ تناوله العشاء.
وأنزله الرجل فوراً إلى مستوى وجهه , وحدّقت لورا بالوجهين: إلى أنف الطفل وأنف الرجل , الى الفكين , الى العينين المتماثلتين: بنيتان كبيرتان , وخطوط ذهبيه في عمقهما وفوقهما رموش طويلة معكوفة , وضاقت عينا الرجل وهما تنظران إلى عيني الطفل , وافّتر الفم الكبير المكتنز عن ابتسامة, وسأل بنعومة:
-ما اسمه؟
- جوليو .
. - كان يجب أن يكون جوليانو . انه يشبه أبيه . لدينا صور لأخي في نفس العمر, وهما متماثلا تماماً.
- وهذا ما يجب أن يوقف شكك بأبوته.
- لم يكن هناك أي تساؤل من هذا النوع أبداً آنسة ستيورات فالشك ليس من أخلاقنا, شكنا كان في استمرار حب جوليانو لك. مرة أخرى أمامها الآن فرصة لتخبره بأنه يشير إلى شقيقتها , ولكنها مرة أخرى تراجعت مصممة على معرفة لماذا أتى الى هنا.
- ماذا تريد؟
- الطفل . . أريد أن آخذه إلى ايطاليا وأربيه كابن .
- انا قادرة تماماً على العناية بمستقبل جوليو بنفسي. .
- ربما تكونين قادرة . ولكن شأن الطفل من خصوصياتي , إنه واحد من عائلة ماسيني ويجب أن يِربى بصورة لائقة. .
- وإذا لم أسمح لك
؟


أناناسة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-10-10, 01:23 AM   #5

أناناسة

قلما أفتقدناه وفارقنا لبارئه _ نجم روايتي وكاتبة سابقة بالمنتدي

 
الصورة الرمزية أناناسة

? العضوٌ??? » 96814
?  التسِجيلٌ » Aug 2009
? مشَارَ?اتْي » 6,448
?  نُقآطِيْ » أناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond repute
افتراضي




- لا تستطيعين منعي . .فعلى الرغم من ولادة الطفل هنا , إلا انه يأخذ جنسية والده!.
- لم يكن والده ! أم أنك نسيت أن جوليانو قِتل قبل عودته إلى هنا ليتزوجني؟
وضاقت عينا الرجل , كما تضيق عينا القط المتربص بصيده.
- يهمني أن أرى وثيقة ولادة الطفل . . هل سجّلت اسم الوالد على أنه مجهول؟
- وشحب وجه لورا , كان عليها ان تدرك بأنه سيخمن أن اسم جوليانو على وثيقة الولادة,
وقال الرجل:
- أرأيت؟ لقد سجلت قانونياً أن جوليو هو ابن أبيه . وستجدين المحكمة البريطانية ستؤيد بأن أربيه حسب جنسيته.
- إنه نصف انكليزي . . ولن أدعك تأخذه مني . سأقاومك بقدر ما أستطيع. .
- ستكون حماقة أن تفعلي , على كل , مانوع الحياة التي تستطيعين توفيرها للولد؟
- أستطيع أن أوفر له الحب, وهذا أكثر مما تستطيع أن تفعله!
وبرزت الأسنان البيضاء بطريقة لايمكن وصفها إلا بالزمجرة:
- اؤكد لك أن جوليو لن ينقصه الحب في منزلي . لقد أعددنا له جناحاً خاصاً له و . . .
- وهل كنت واثقاً أنك ستأخذه معك؟
- إذا لم آخذه هذه المرة فسيكون هذا في المرة القادمة.
- لا ......إنه لي!
-وانتزعت الطفل من بين يديه وألصقته بصدرها, وجعلته هذه الحركة المفاجئة يبكي إلا أنها ربتت على ظهره بيدين مرتجفتين.فسكت:
-لن أدعك تأخذه . . إنه لي . . هو كل ما أملك . .إنه هو رباطي الوحيد مع. .
كانت على وشك أن تقول إنه رباطها الوحيد مع شقيقتها التوأم ,ولكنها لم تجروء على فضح امرها. لو عرف روبرتو ماسيني أنها ليست سوى خالة جوليو فلن يتردد بأخذه منها الليلة, وهذا يجب أن يكون لأن الروابط بينها وبين ماري كانت فريدة من نوعها لتوأمين متماثلين . . - سأفعل المستحيل للاحتفاظ به . ولو كلفني هذا كل قرش أملكه.
- كل الظروف ضدك آنسة ستيورات. . كوني متعقلة واستسلمي . . ولن نمنعك عن الطفل .
- وماذا يعني هذا لأم ؟ أريد أن يربى جوليو معي . ليحصل على حب امرأه تهتم بأمره .. وليس ليحصل على حب امرأه يِِدفع لها راتب لهذا !
- لن يحتاج الطفل إلى حب أنثوي , فلديه حب جدته , وعندما أتزوج أنا
, سيحظى بحب زوجتي . . وكما آمل ..حب الأطفال الآخرين الذين سينظر اليهم كأشقاء وشقيقات.
بأي سهولة يستطيع هذا الرجل أن يقلل من مستوى منطقه البارد؟
ولكنها لم تستطع أن تنسى العواطف, وفكرّت بالكفاح المرير خلال الثمانية أشهر التي مرت والتي تطلبت كل قواها للعناية بابن أختها , هذا إذا لم تذكر الستة أشهر الأخيرة من عمر أختها , عندما فقدت الرغبة في الحياة, لو أن عائلة جوليو تقدمت لها في تلك الأثناء, بحبهم وتفهمهم , لكان حزن ماري قد خف , وكان من الممكن أن تكون حية الآن . ولكنها كانت تعتقد أنهم يكرهونها ,وهذا ما أضاف حملاً على عقدة الذنب التي تملكتها لموته.
ورفعت لورا رأسها لتلمس رأس الطفل , بشعره الحريري المسترسل, المماثل للون شعر أبيه , ونعومة شعر أمه . أن تترك ابن شقيقتها ليربى كواحد من عائلة ماسيني , ستكون بمثابة خيانة لذكرى شقيقتها. ولكن كيف لها أن تحارب مثل هذه القوة والثراء ؟ ونظرت إلى الرجل الذي أمامها , وهي ترى التعبير المترفع في وجهه . إنه رجل متفاخر , وهذا ماهو واضح عند النظر إليه, وراء هذا الفخر لا بد أن له نقطة ضعف . وبالتأكيد تستطيع أن تهاجمه من هذه النقطة !
ولكن لتفعل هذا يجب أن تثبت اعتقاده بأنها والدة جوليو. وهكذا ودون تفكير, اندفعت للقول:
- إذا أخذتني للقضاء لتحصل على جوليو سأبيع قصة حبي لجوليانو لإحدى الصحف وستنشر هذه بالخط العريض ( موديل فنانة تِحرم من رعاية طفلها). . وأستطيع من الآن رؤية هذه العناوين!
وقفز الرجل واقفاً على قدميه واهتز الكرسي من خلفه.
- لن تفعلي من أجل ذكرى شقيقي ؟
- سأفعل أي شيء لأحتفظ بطفلي !


أناناسة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-10-10, 01:23 AM   #6

أناناسة

قلما أفتقدناه وفارقنا لبارئه _ نجم روايتي وكاتبة سابقة بالمنتدي

 
الصورة الرمزية أناناسة

? العضوٌ??? » 96814
?  التسِجيلٌ » Aug 2009
? مشَارَ?اتْي » 6,448
?  نُقآطِيْ » أناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond repute
افتراضي



وحدّق بها الرجل غاضباً كالعاصفة .وشحن الصمت بينهما بالمشاعر , وعلمت أن كلمة واحدة قد تفجر الموقف . ولهذا فقد انتظرت بهدوء , وأعطته الوقت ليقرر كيفية التعاطي مع الوضع الذي يهدد بالانفجار بين يديه, بشكل أفضل , كم كان يظن بصورة أكيدة أنه يسيطر على كل شيء . . وكم استطاعت بذكاء أن تقلب الطاولة في وجهه . ولكن ذكاءها ألزمها بأن تعيش في أكذوبة . ومع ذلك فلو استطاعت إقناع روبرتو ماسيني بأنها لا تمزح في تهديدها فقد يعود إلى ايطاليا ويتركها بسلام.
-انت امرأة ذكية آنسة ستيورات . . أكثر مما تشير إليه رسائلك .
- لم أكن أعلم أنك قرأتها كلها!
-لم أقرأها كلها, ولكن مايكفي لأعرف أنك في الحقيقة شخص مختلف تماماً. .
-أنا لا أريد تشويه اسم جوليانو. . ولكنني سأفعل أي شيء حتى لا أسمح لك بأخذ جوليو مني . .
- لن أسمح له أبداً أن يِربى هنا..
- عندها سا . .
- دعيني أنهي كلامي .ولن أسمح لك بتشويه اسم جوليانو كما تهددين . .
ولهذا السبب, أنا مستعد للتوصل إلى اتفاق معك.
-وماهو الاتفاق؟
- بأن يِربى الطفل في منزل أبيه , وأن يكون المنزل منزلك أيضاً. . طوال المدة التي ترغبين بها. وإذا قررت العودة إلى انكلترا , سأتأكد من حصولك على المال الكافي لتعيشي هنا وكأنك أرملة أخي الشرعية . ولكن حتى تقرري هذا . . اعتبري قصر بلازا وكأنه منزلك.
كان هذا عرضاً لم تتنبأ به ابداً , ومع ذلك فهو يبدو الحل المثالي. كانت تعلم أن هناك العديد من العوائق أمامه وتابع قوله:
- لن أتوقع منك رداً الآن . . ولكنني أقترح أن نجتمع غداً لبحث الأمر.
- وإذا رفضت؟
- لو أنك أحببت أخي كما تشير رسائلك فلن تعارضي أن يِربى ابنه بطريقة كان سيتمناها . . سأعود الى هنا في نفس الوقت غداً مساءً. . وأقترح أن نخرج للعشاء معاً حيث نستطيع الحديث دون أن يقاطعنا الطفل.
- هذا إذا استطعت الحصول على من يبقى معه.
- أنا واثق أنك تستطيغين تدبير هذا.
وبعد أن أغلقت الباب وراءه انهارت على الكرسي الذي كان يشغله , كم هو رجل فظيع و عنيد! وأحست بالقبضة الصغيرة على عنقها , فضمت جوليو إليها قائلة (هيا إلى الفراش أيها الولد).
بعد ذلك , ذهبت إلى المطبخ لتعدّ بعض الطعام , وهي تفكر بالوضع ،لو أنها ماري , لخاطرت ودخلت المحكمة وقاتلت من أجل ابنها . ولكن أنها خالة الصبي فإن وضعها يائس . فليس هناك محكمة ستحكم بأن يربى الصبي بين يدي خالة عزباء عاملة بينما بالإمكان أن ترعاه عائلته الثرية المعروفة.
وأخذت تضرب البيض لتخفقه , وكأنها تضرب على رأس روبرتو ماسيني, ودلقت الخليط في المقلاة.فأخذ يغلي كما يغلي غضبها. لم يكن أمامها أي خيار . .
لذا لاشيء يدعو للتفكير . . يجب أن تقبل العرض . .أرضيت . . أم لم ترضى


أناناسة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-10-10, 01:25 AM   #7

أناناسة

قلما أفتقدناه وفارقنا لبارئه _ نجم روايتي وكاتبة سابقة بالمنتدي

 
الصورة الرمزية أناناسة

? العضوٌ??? » 96814
?  التسِجيلٌ » Aug 2009
? مشَارَ?اتْي » 6,448
?  نُقآطِيْ » أناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond repute
افتراضي



3- وجه لوجه



وصلت ليندا إلى الشقة قبل ساعتين من موعد لقاء روبرتو ماسيني, وبينما كانت لورا تطلي أظافرها وتسرح شعرها أخبرت صديقتها بكل ماحدث.
لم تكن تشعر بالسرور وهي تدخل الفندق مع مضيفها بعد ساعتين من حديثها مع ليندا . وقال لها دون أن يبتسم:
-سنتناول شيئاً من الشراب قبل العشاء على طاولتنا , فالمقهى يغص بالناس.
وقادها نحو المطعم إللا طاولة منزوية عند طرف غرفة الطعام . ولم تكن قد دخلت ذلك المكان من قبل , وتطلعت من حولها باهتمام معجبة بالفخامة والديكور الجميل من حولها.
وتناول لائحة الطعان , وأشار إليها أن تفعل مثله , لم تكن تتوقع أن تتناول طعام العشاء مع شخص يحييها وكأنها حشرة انسلت من تحت حجر , بدل أن تتناول العشاء هذا مع شخص يرغب فعلاً أن يكون معها.
ورتبت أطراف ثوبها وأخرجت قدميها قليلاً من الحذاء . لقد تعمدت أن تلبس حذاء عالي الكعب كثيراً كي لاتبدو قصيرة أمامه, ومع ذلك بدا متفوقاً عليها ليس بسبب طوله , بل بسبب عرض كتفيه وصدره .
وبداوكأنه تمثال لمايكل انجلو كما يبدو عادة كثيف البنية بعضلات ضخمة ورأس كبير وقوي , وشعر كثيف . ومن الواضح أنه رجل لايمكن التلاعب معه . ولا عجب أن جوليانو كان دائماً يتجنب غضبه !


وقال روبرتو بعد أن طلب الطعام:
- حسناً آنسة ستيورات. . ماهو قرارك؟ ستحاربيني أم نتفق؟
- لم تعرض علي اتفاقاً سيد ماسيني . . لقد وضعتني أمام خيارين غير سعيدين . .وقد قررت الخيار الذي لا يشوه سمعة جوليانو. .
- أنا سعيد لقرارك الحكيم هذا . .ولن تندمي عليه . وأنا واثق من هذا .
- أتصور أنك واثق من كل شيء تفعله.
- لولا وثوقي من صحة احكامي لما كنت في مركزي كما انا الآن. رئيس شركة "ماسيني موتورز" ليس بالمركز العادي لارستقراطي مثلك.
- إذاً أنت تعرفين أن لدّي عمل . هل تعارضين الألقاب من حيث المبدأ أم كنت مجرد فظة حتى لا تستعملي لقبي. . .؟
- لقد كنت فظة. .
وبدا عليه الأجفال . ثم ضحك بصوت غير متوقع , ونظر إليهما الناس عند الطاولة المجاورة وابتسموا.
- آه . . قد فهمت . . يجب عليّ أن أكون منتبهاً لصراحتك الزائدة آنسة ستيورات.
- لا أرى أن بمقدورك احترام آراء أي كان
- بالنسبة للقاء واحد فقد توصلت إلى العديد من الاستنتاجات عني.
- لاتنسى أنني أعرفك عبر أخيك.
وعلى الفور غادرت الأبتسامة وجهه وحل مكانها تعبير لم تستطع معرفة كنهه , أهو حنان أم الألم.
_ أنا واثق أن جوليانو كان يتكلم عني باستمرار , لم نكن نشاهد بعضنا كثيراً ولكن هناك ترابط كبير بيننا. لم نكن نختلف سوى بخصوص النساء في حياته . . كان هناك العديد منهن.
- لم يخبئ جوليانو ماضيه عني.
- ليس أكثر مما خبئت ماضيك عنه.
وعضّت على شفتيها, غير متأكدة مما يعنيه , ولكنها تذكرن صراحة شقيقتها وقالت:
-في مهنتي أجتمع بالعديد من الرجال . ومعظمهم يحاول التودد. ولكن تتعلم المرأه عندها كيف توقفهم عند حدهم.
- ليس كلهم .. كما أذكر.
- لم يعني أحد منهم لي شيئاً إلى أن ألتقيت بجوليانو . ولكنني أفضّل عدم الحديث عنه . إذا لم تمانع . . فهذا يؤلمني.
- آسف . . ولكن اعذريني إذا وجدت صعوبة بتصديق واقعية علاقتكما.
- لا حق لك بأن تقول هذا!
- لقد خرجت مع رجل آخر ثلاث أشهر من معرفتك بأخي.
والتقطت لورا أنفاسها , لقد نسيت تماماً هذه الواقعة في حياة شقيقتها التوأم . فكل ماتذكره الآن هوالستة أشهر الأخيره من حملها وحياتها. وحاولت أن تتذكر ماذا قالت لها ماري عن هذه الحادثة , لتستطيع رد تلك النظرة الساخرة التي كان يرمقها بها هذا الرجل الغريب.
- لم أكن أعلم . . كم كان جوليانو جاداً بعلاقته معي . . لذا. .
- وفري حججك ..إنها كلها من الماضي. .
ومن تعبير كبت النفس والاحتقار الذي بدا على وجهه علمت بأن ماقاله غير حقيقي..
وسألها روبرتو فجأه:
- بماذا تفكرين؟
- أفكر بالطفل , أنه يمسك أذنه دائماً عندما يرضع إبهامه.
- حقاً؟


وأدركت سخافة قولها وابتسمت معتذرة. .
وقِدم لهما الطعام , وقطع روبرتو اللحم قبل أن يتناولها بالشوكة لوحدها.
وقال شارحاً:
- إنها عادة أكتسبتها من أميركا . . لقد عشت وعملت لخمس سنوات هناك عندما كان أبي على قيد الحياة.
- منذ متى توفي ؟
- منذ ثمان سنوات . . ألم يقل لك جوليانو؟
وهزت رأسها , وتمنت أنها تتذكر أكثر كل ما أخبرتها ماري عن جوليانو.
- لم نتكلم معاً عن عائلته.
- ولكنك تعرفين كل شيء عنه وعن عائلته.
كان معنى كلماته واضحاً فقالت بغضب:
- لم آخذ من شقيقك مالاً ابداً . ولا قرش واحد . وليس هذا بسبب أنه لم يعرض عليّ.
- أعرف هذا فشقيقي كان كريماً . . ولكن لماذا لم تقبلي شيئاً منه؟
- كان لدي عملي الخاص , وأكسب أكثر من احتياجي. .
- إلى أن حملت وتوقفت عن العمل وعندها توفي أخي ولم يعد يساعدك. من المؤسف أنك لم تكتبي لي آنسة ستيورات.
-أستطيع أن أتصور ردك!
- صحيح ولكن كنت عوضت عليك حالماً وصلت أغراض جوليانو. رسالته غير المكتملة لي كانت الأقرب لشرح مشاعره نحوك, وهذا ماجعلني أدرك كم كنا بعيدين عن بعضنا آخر سنة من عمره..منذ أن التقى بك في الواقع.
- تعني منذ أن رفضت التصديق بأن حبنا حقيقي.
- أجل .. لقد أخطأت بأن لم أقابلك عندما توسل إليّ لأفعل. . .
- ومارأيك بي بعد أن قابلتني؟
- إنك تختلفين عما توقعت . . مثلاً شعرك أحمر بدل أن يكون أشقر.
- لقد صبغته . .
- من أشقر إلى أحمر أم العكس؟
- أترك لك التخمين.
- ولكنني لست في وضع يسمح لي بمعرفة إذا كنت على حق أم لا.
وعلمت لورا أنه يختبرها . هل يظن أنها فتاة طائشة قد تحول عواطفها من شقيق إلى الآخر؟ثم تابع كلامه:
- أنت مختلفة بطرق أخرى أيضاً, فطباعك ليست كما وصفها جوليانو.
هذه ثاني مره يقول أنها مختلفة فسألته أن يشرح لها مايعني.
- لقد قال جوليانو إنك حرجة ولطيفة وإنه لم يتشاجر معك قط..
-وتذكرت ماقاله جوليانو مرة عن أمه الارستقراطية , فقالت:
- على عكسكك أنت وأمك.
- اخشى أن يكون هذا كلام الطفل جوليانو . لقد ولد في حياتهما المتأخرة وكانا يميلان إلى حمايته كثيراً.
- لقد استخدم كلمة "مسيطر" للإشارة إليك خاصة , وإليهما.
- إذا لم يكن أحد يوافق أخي حول شيء كان يقول عنه انه يحاول السيطرة عليه. ولهذا وقع في حبك .كان رائعاً منك مامثلتيه عليه.
- اية تمثيلية؟
- أن تكوني لطيفة ومسالمة. أنتِ أذكى من أن تحاولي تمثل هذا عليّ. . لكنت كشفتك على الفور.
- أنا واثقة أنه لايوجد أحد يستطيع خداعك .
- الرجل تخدعه المرأه عندما يكون واقعاً في حبها,أتساءل فيما لو كنت قادرة على الاستمرار بخداع أخي؟


- أتشير إلى أنه كان سيتوقف عن حبي؟
- أنت شديدة الملاحظة آنسة ستيورات.
- وأنت مهين!
_أبداً . . دون شك أنت لست من النوع السهل الانقياد.
- لقد عاملني جوليانو بشكل يختلف عن معاملتك لي . . فأنا أرد بحدة عندما أكون غاضبة.
- لم ألاحظ أنك غضبت مني.
- لقد هددتني بأخذ طفلي , ألا تظن أن هذا يكفي لإغضاب امرأه؟
- أتمنى أن تأتي معي الى ايطاليا آنسة ستيورات. سأسافر يوم الأحد.
- لن أتمكن من السفر في هذه المدة القصيرة. . يجب أن أرتب أموري : الشقة , وعملي. .
- الشقة مؤجرة. . أما بالنسبة لعملك , أعطهم إنذاراً بترك العمل.
- أنا لا أعمل لحساب أحد أيها الكونت, فأنا مصورة حرة.
- هذا سهل اذاً.
- لا أستطيع أن ختفي هكذا عن وجه الأرض!
- روما مازالت على وجه الأرض.
- ومع ذلك لا أستطيع السفر دون إعلام زبائني . . سيغضبون مني إذا فعلت هذا.
- وهل يهمك؟ اذا اضطررت إلى مغادرة روما, فلن تحتاجي للقلق حول الأمور المالية.
- لم أرك روما, طالما جوليو هناك.
- أفضل لو أننا اسميناه جوليانو . وهذا يذكرني, يجب أن أتذكر بأن لا أدعوك بالآنسة ستيورات. . من الآن وصاعدا أنت السنيورة ماسيني.
- أنا لست السنيورة ماسيني..لا اريد ان اكذب
- لايمكنك العيش في منزلي مع أمي وأن تقابلي أصدقائنا بينما يشار إليك بالآنسة ستيورات..سيكون أقل إيلاماً لها تقديمك على أنك كنتها.
- من المؤسف أن والدتك لم تفكر بهذا وجوليانو حيّ.
- المرارة حول الماضي لا تحل المواقف الراهنة. . ماذا تريدين أن تشربي الآن.
- القهوة فقط.
فهز كتفيه , وانتقى طبقاً مليئاً بالحلوى, فعلقت قائلة:
- يبدو أنك تحب الحلوى.
- هذا يتناسب مع شخصيتي , الا تظنين ذلك.
- كنت أفضل لشخصيتك عصير الليمون المثلج.
- وصمت للحظات قصيرة:
- أي أنني حامض ، ولاذع , وبارد.. لقد أبديت رأيك بشكل جيد آنسة ستيورات.
وللمرة الثانية تلك الليلة ضحك عالياً , ولكنه أوقف ضحكته واعتذر.
- سامحيني لضحكي, ولكنك لا تشبهين ماوصفه أخي . لقد وصفك انك رقيقة مثل جولييت.
- انا أماثل جولييت بكوني عاشقة حالمة , لقد كانت رقيقة ولكنها قامت بمجهود كبير بالنسبة لفتاة ايطالية في الثالة عشر من عمرها لتتحدى التقاليد وتحب روميو .
وامتدت شفة الرجل السفلى الى الأمام.
- لم أنظر الى جولييت على هذا الضوء من قبل.
- ربما أستطيع أن أجعلك تغير رأيك في أشياء أخرى ياكونت.
- يجب أن تناديني روبرتو.. وهذا متوقع منك.
-وهل تفعل دوماً ماهو متوقع منك؟
-إذا لم أفعل.. فلن أعترف أبداً بالأمر! دعينا نتكلم عن موعد سفرك . أنا مقدر لصعوبة سفرك معي يوم الأحد, ولكنني لا أرى سبباً لعدم سفرك خلال أسبوع. . لنقل الأحد القادم؟
- وهل يجب أن يكون بهذه السرعة؟
- لا سبب لتأخير.
-حسناً. . بعد أسبوع.
- شكراً لك أنا سعيد جداً لقرارك.
- لاتعتمد عليّ كثيراً
- لم أكن ابداً بالغباء الكافي لأعتمد على امرأه. .


- من الأفضل أن تتخلي عنها كلها, وتضعي نفسك بين يديّ واحد من مصممي أزياءنا في روما. والدتي ستكون سعيدة لإرشادك.
- وهل سأتلقى دروساً في كيفية التصرف.
- لا أرغب في أن أكون فظاً معك يالورا. تعليقاتي أقصد بها تسهيل أمر اقامت معنا.. سيكون من الأسهل لك أن تعتادي على طريقة حياتنا.
-يبدو أنها حياة محافظة.
- إذا لم تعجبك بإمكانك العودة إلى انكلترا.
- ستحب عودتي.. أليس كذلك؟ ولكنني لن أعود .. لن أترك ولدي.
- أرجوك لا تغضبي.
واستقبلهما, تمثالين لأسدين, عند مدخل "بلازا ماسيني" وفِتح باب القصر, وأقبل خادمين للقائهما, أحدهما حمل مهد الطفل, والآخر حمل الحقائب. ودخلت الردهة الداخلية ببطء , كانت كبيرة جداً لدرجة أن بالامكان استخدامها كقاعة رقص. وبدا كل شيء فيها وكأنه مصنوع من رخام! الجدران, السقف, الأرض, الطاولات,ومقاعد مكسوة بالكنافا, والعديد من الجرار الأثرية, بعضها ملئ بالزهور. وبدا المكان وكأنه متحف أكثر من منزل خاص, وتمنت أن لا يكون باقي المنزل هكذا.
- والدتي ترتاح الآن.. أقترح عليك أن تذهبي إلى غرفتك وتستعدي للقائها بعد ساعة
- أرغب بتناول الشاي؟
- إذا رغبت في الشاي اقرعي جرس الخدم واطلبيه , أنت تعلمين أن شرب الشاي ليس من عاداتنا.
ونظر إليها نظرة بدون معنى وقادها بصمت إلى فوق. وتبعته ووراءهما الخادمين يحملان المهد والحقائب.
ووصلا الطابق الاول, واستدارا يميناً نحو ممر طويل, ثم يميناً ايضاً الى ما بدا لها جناح صغير مخصص لها.
وتوقف روبرتو وفتح الباب ووجدت لورا نفسها في جناح اطفال رائع الديكور وتقدم نحو نهاية الغرفة وفتح غرفة النوم, لتجدها بنفس الروعة ومليئة بالسجاد , وفيها سرير طفل وسرير عادي صغير. إضافة إلى طاولة وكرسي صغيرين . وراء هذه الغرفة, يقع الحمام, وفيه مغطس واسع.
- إذا رغبتي في تغيير أي شيء فلك مطلق الحرية.
- لا ارغب في تغيير شيء هنا . من الواضح أنك تكبدت المشقة والمال لتحضيرها . هل غرفتي قريبة؟
- إنها في الجناح المقابل.
- ولكنني أريد أن أسمع الطفل إذا بكى!
- لا لزوم لذلك ... فسيكون معه مربية.
وفتح الباب ودخلت امرأة في اواسط الاربعين من عمرها , وحيتها بانكليزية ضعيفة , ثم توجهت نحو المهد وحملت جوليو وضمته الى صدرها , وتحدثت مع روبرتو بالايطالية, وتمنت لورا لو أنها تعرف اللغة وكأنما استشف افكارها فقال:
- تقول روزا إن الولد صورة من أبيه في نفس العمر.
- وهل كانت تعرف جوليانو.
-لا تقولي إنه لم يتكلم أبداً عن روزا؟ احياناً كنت أعتقد أنه يحبها أكثر من والدتنا.
- ربما ذكرها لي , ولكني لا أذكر.
- أرجوك لا تقولي لها, سيؤلمها كثيراً . تعالي سأريك غرفتك..
ونظرت لورا الى ابن اختها وابتسمت لروزا ولحقت به الى جناح من الغرف في الناحية الأخرى من الممر.
ووجدت هناك غرفة جلوس وغرفة نوم مفروشين بأفخم الاثاث , ومقاعد الجلوس فيها مريحة بشكل مدهش, ومكتبة رائعة قرب النافذة , تطل على منظر رائع لروما.
- سأعود إليك بعد ساعة لآخذك إلو والدتي..
وشعرت وكأنها ستقدم أمام محكمة,فنظرت اليه عبر الغرفة, متوقعة ان يقول لها ماذا سترتدي. ولكنه انحنى لها وتركها لوحدها..


أناناسة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-10-10, 01:28 AM   #8

أناناسة

قلما أفتقدناه وفارقنا لبارئه _ نجم روايتي وكاتبة سابقة بالمنتدي

 
الصورة الرمزية أناناسة

? العضوٌ??? » 96814
?  التسِجيلٌ » Aug 2009
? مشَارَ?اتْي » 6,448
?  نُقآطِيْ » أناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond repute
افتراضي


4-ترحيب دافىء

في الوقت المحدد, كانت لورا مستعدة وتنتظر عودة روبرتو الكونت ماسيني... لم تستطع أن تفكر به كصاحب لقب, ربما السبب أن جوليانو لم يذكره أمامها سوى بكونه ملك من ملوك التجارة. ومع ذلك فمن الغرابة أنه لم يكن يقبل منه المال . لقد كان جوليانو مزيجاً غريباً ارستقراطي وهاوي فنون, وهاوي سباق السيارات .
اخوه الكبير رجل غريبب أيضاً: فهو يعطي الأنطباع بأنه قاسي, ومع ذلك , أطاع والدته
في رغبتها بأن يأتي بحفيدها إلى وطنه . أم أن هذا عائد إلى كبرياء العائلة أكثر من الحب؟ على كل الأحوال , حتى يتزوج وينجب اطفالاً , جوليو هو وريثه الوحيد.
التفكير بالطفل دفعها إلى دخول جناحه . ولكنها اضطربت عندما وجدته فارغاً , ولا أثر لابن اختها فيه ولاللمربية . بسبب وجود من يعتني بالطفل سيكون أمامها وقت فراغ كبير ,وعلمت أن روبرتو فعل هذا متعمداً على أمل أن يدفعها الملل للتفكير بعالمها ثانية . حسناً.. سيعلم الكونت الجليل, العالي المقام , في وقت قريب أنه مخطئ! وبينما هي تستدير لتخرج , دخلت روزا تحمل الطفل:
- قابل الكونتيسة ... بكى كثيراً..


وأبعدت الطفل عنها وأعطته للورا:
- أنت"الماما" .. احمليه..نعم..
وحملت لورا الطفل قريباً من صدرها , وأذهلها مقدار الحب القوي الذي تكنه له .
ودخل روبرتو ماسيني إلى الغرفة:
- أنا مسرور لأنك غيرت ملابسك , ولكن كان من الافضل لو ارتديتِ شيئاً غير محزن كهذا.
- لم أعتقد من المناسب أن أرتدي شيئاً زاهياً.
- لم نعد في حداد على أخي , ولا أحب أن نتذكر أنه مات.
وقالت بغضب:
- ألم يثير وصولي الذكريات بعد؟ كما أن ليس لديك الحق بأن تأخذ الطفل لرؤية جدته من دوني.
- لقد أحببت أن أخفف من الإحراج لأمي. لقاء أول حفيد مؤثر لأية امرأة , وخاصة اذا كان الوالد مات بمأساة . وجودك كان سيزيد الأمر صعوبة عليها.
الكونتيسة , كانت ارستقراطية بكل ما يعطيه الأسم من معنى , طويلة بالبنية للنساء الايطاليات , ولها قامة مستقيمة جعلتها تبدو أطول من حقيقتها . شعرها يخالطه شيب قليل كانت لورا متأكدة أنه صناعي. الوجه نحيل ولكن مزين بشكل جميل.
وحاولت لورا أن لا تتأثر بالعينين السوداوين اللتين تراقبانها , فقطعت الغرفة ومدّت يدها , وهي تشعر أن المرأة متعودة على رؤية الناس يحنون لها.
- إذاً انت والدة جوليانو؟
واطرقت لورا رأسها بالإيجاب , وهي تتسائل كالمذنبة . ماذا ستقول هذه المرأة المسيطرة وابنها لوكشفت فجأة عن حقيقتها.
- نعم ..أنا
وتفحصتها المرأة من رأسها إلى قدميها:
- اجلسي , أرجوك آنسة ستيورات .. هل تحبين تناول الشاي أم القهوه؟
- القهوة أفضل.
ولاحظت أن هناك صينية قرب الكونتيسة عليها فنجانين قهوة من الصيني الفاخر وطبق فيه بضع بسكوت . والى جانبها وعاء قهوة شرقي من الفضة . وصبت الكونتيسة القهوة وتقدم ابنها ليقدم القهوة للورا , وأخذ فنجاناً لنفسه وتحرك عائداً إلى حيث كان يقف قرب المدفأة , المبنية من الرخام الأبيض والأخضر.
- لقد اتفقنا يا أمي , أن تُعرف الآنسة ستيورات بالسنيورا ماسيني , لأجل جوليانو وأبنه.
- أعلم ما اتفقنا عليه, ولكن من الصعب عليّ أن أقبل...... بأكذوبة.
- إذا من الأفضل لك استخدام لورا.
- أنت محق ياربوبرتو .
والتفتت إلى لورا:
- لونك غير ماتوقعته.
وأشارت بيدها البيضاء المثقلة بالخواتم إلى شعر لورا:
- عندك شعر رائع.. صبغه بالاشقر جريمة!
- وكيف لك أن تتأكدي من ان الأمر ليس بالعكس يا أمي ..
- لا يتطلب الأمر كثيراً من البراعة لجعل امرأه شقراء الشعر. ولكن هذا الون لا ينتمي إلى ماهو صناعي.
- إنه احمر حقيقي!
- ولماذا توقفت عن صبغ شعرك باللون الأشقر؟
- أردت التغيير.
- مثل هذا الشعر هبة من الله.
- أنوي تركه على ماهو عليه الآن . فلا لزوم للقلق.
- هذا جيد .. اعذراني كليكما.. فلدّي بعض المكالمات الهاتفية...سأنضم اليكما وقت العشاء.
وبقيت المرأتان لوحدهما تنظران الى بعضهما . لورا مدركة تماماً الكذبة التي ستعيش فيها من الآن وصاعداً , متسائلة كيف شعرت المرأة المسنة عندما واجهت فتاة , كانت ترفض حتى هذه اللحظات أن تعترف بها.
وقالت الكونتيسة:
-أعتقد أنك تظنين أنني وابني كنا قاسيين معك.


- لقد فعلتما ماهو حق.
- ومن يعلم ما هو الحق ؟ لا يستطيع المرء أن يحكم على تصرفات الآخرين من خلال أحداث ماضية, وعندما يحدث هذا يكون الوقت قد تأخر لتغيير مجرى الأحداث . وبوجودك الآن هنا نحاول أن نعوض عما حدث. أتمنى أن لا تكوني غير متسامحة مع القليل مما سنقدمه لك.
- من الصعب تسمية ماتقدمونه بالقليل.
- لم أكن أقصد الماديات .. كنت أفكر بابني .. وبالاسم الذي كان سيمنحه لك قانونياً لو أنه لم ..
- أرجوك لا تتكلمي عن الأمر .. أنا لا اشعر أفضل مما تشعرين به , وأنا لا ألوم .
- ولماذا لا ؟
- لأنني أعتقد... أن شكوك جوليانو الخاصة هي التي منعته من زواجي. كان يحب حريته , ويريد التأكد من أنه يفعل ماهو صحيح لقد كانت مأساة مؤلمة , أنه عندما قرر في النهاية أن يتزوجني....لم..لم يتمكن..
- أنا مندهشة من عدم شعورك بالمرارة ضدنا . لو كنت مكانك لما كنت رحبة الصدر هكذا.
- المرارة تحطِّم النفس. من الأفضل أن لا نتكلم عن الماضي لنفكر فقط بالمستقبل.
- وبابنك. إنه ابني وقد عاد إليّ . في يوم مقبل سأريك بعض صور جوليانو وسترين بنفسك التشابه بينهما من الجيد أنه سوف ينمو في منزل والده بين أبناء شعبه . وأتمنى أن تكوني سعيدة هنا أيضاَ. لورا اسم ايطالي, كيف سُميت بهذا الأسم؟
- أمي تحب مثل هذه الأسماء.
-وماذا عن والدك.. ماذا كان يعمل؟
- إنهما كانا ممثلان .. وماتا منذ عدة أعوام.
- إذاً انت وحيدة تماماً.
- ماعدا جوليو.
- جوليانو أنه ايطالي ويجب أن يُدعى بهذا الاسم.
ولم تتردد لورا بالقبول , فالود الذي أظهرته الكونتيسة لم يكن متوقعاً. ولم ترغب في عمل أي شيء قد يغيره . وسارت الكونتيسة نحو الباب:
- أنا عادة أرتاح قليلاً قبل العشاء.. وأنت حرة في أن تفعلي ما تريدين.
- سأذهب إلى جناح الطفل.
- ستجدين روزا مسرورة بالعناية به.
- أنا متأكدة , ولكنه في محيط غريب عنه , وأعتقد أن من المهم لهأن يرى وجهاً مألوفاً.
- أتؤمنين بالتربية النفسية للطفل؟
- أؤمن بإعطائه الحب الكثير . في أي وقت تريديني أن انضم لكم على العشاء؟
- نحن نتعشى عند الثامنة والنصف , ولكنك تستطيعين النزول هنا ساعة تشائين.
في السابعه والنصف نزلت لورا إلى الطابق الأرضي ثانية . ولم يكن هناك أحد , ودفعها الفضول لتستكشف بعض الغرف المحيطة بالردهة . الغرف الرئيسية كانت واسعة , البرودة فيها اعلمتها أن هذه الغرف لاتُستعمل كثيراً, ولكن التدفئة لم تكن معدومة فيها , إذ لا بد منها للحفاظ على الاثاث القديم الفاخر من الرطوبة . وتملكها ثانية شعور بأن البلازا تشابه المتحف أكثر من منزل ,ولا عجب أن روبرتو ماسيني هو بهذه الأخلاق المستبدة ! فحياته وسط هذه الفخامة القديمة, لا بد دفعته للظن أن المجتمع لا يزال مجتمعاً خاصاً . وقد يكون شديد الدقة باختياره للنساء , ولكن عندما يصل الأمر إلى الاختيار الحقيقي فهو وحده من يقرر.
وعادت لورا إلى الردهة ولاحظت باباً في الجهة المقابلة , ففتحته لتجد نفسها في غرفة اصطفت الكتب فيها على طول الجدران , وهي عابقة برائحة السيكار , وتراجعت على الفور , ولكن ليس قبل أن يرفع روبرتو ماسيني عينيه عن الطاولة ليراها .
كان قد خلع سترته وانحنى فوق الطاولة يدرس كومة من الوثائق.
- انا آسفه لأنني ازعجتك . لم أكن اعلم أن الغرفة مشغولة.
- لقد انهيت عملي تقريباً.


وألقى من يده قلماً ذهبياً ووقف. ولاحظت كم أن بنيته عريضة وكيف أن قميصة الحريري يلتصق بجسده ,يبرز العضلات التي تتجمع حول كتفيه . وارتدى سترته ببطء , وملس شعره وسألها:
- أكنت تريدين شيئاً؟
- لا .. كنت فقط أتفرج على المكان.
- ستسر والدتي بأن تريك القصر, تحب كثيراً الحديث عن كنوزه وتاريخه.
- وهل له تاريخ طويل؟
- لقد بُني في عام 1620.
- وهل تفتحونه أمام الزوار ؟
- لا أسمح ابداً أن يزور منزلي غرباء ،وحب القصور أمام الناس عادة انكليزية.
- وهل من الخطأ الرغبة في مشاركة الجمال مع الآخرين؟
- ليس في منزلي ما هو مخبأ, أنه مفتوح دائماً أمام الأصدقاء.
- وهم بالتالي لديهم منازل تماثلة فخامة , وأنا أفكر بالناس الذين ليس لديهم فرصة رؤية الأشياء الجميلة.
- أنا سعيد لآنك تجدين منزلي جميلاً.
- في الواقع لا.... وكأنك تعيش في متحف, وأتوقع أن اجد لافتة تقول "لا تجلس هنا" على المقاعد.
- للأسف كم تظهرين أخلاقك السيئة بمثل هذا الفخر . على الأقل احتفظي بأفكارك لنفسك.
وفتح لها الباب ومرت من أمامه لتخرج . معه حق بالطبع. ملاحظاتها لا داع لها ابداً ولم تكن جاهلة بل فظة وتوقفت فجأة حتى أنه اصطدم بها فشعرت بقساوة صدره على كتفها,
فقال:
- مالأمر الآن؟
- اريد ان اقول إنني آسفة, لست ادري لماذا كنت فظة معك في العادة انا لست هكذا.
- ألست كذلك؟
- لا....... وأعترف أنني شديدة الصراحة ولكنني أحاول ان لا اكون فظة.
- ولكنك اعترفت بأنك كنت فظة الآن؟
- أجل .. كنت فظة.. فظه جداً..أعتقد ان قدومي اليوم الى هنا قد وتّر اعصابي و...
-لا حاجة بك لقول المزيد.
ووضع يده على ذراعها, بضغط خفيف بينما كانت تتوقع ضغطاً قاسياً وتابع قوله:
- لقد قدمت أكثر من تعويض بتواضعك هذا. أتصور أن من السهل عليك الأعتذار.
- ولا اعتقد أن الاعتذار سهل عليك أيضاً!
- إذا كان ضرورياً أفعل.. وأتمنى لو أستطيع ان اعتذر بالسهولة التي تفعلين بها هذا.
ودخلا غرفة الجلوس الصغيرة, وبعد أن جلست سألتها الكونتيسة:
- أين التقيتي بابني؟
- لقد أتى الى الأستديو بينما كنت آخذ بعض الصور.
- ولكن جوليانو قال انك " عارضة ازياء"!
وأدركت متأخرة أن المرأة المسنة كانت تتحدث عن ابنها الأكبر فقالت:
- اعذريني ياكونتيسة... اعتقدت أنك تتكلمين عن الكونت.. لقد التقيت بجوليانو في باريس ..كنت هناك لعرض مجموعة ملابس جديدة , وأتى جوليانو ليشاهد العرض مع فتاة أخرى.
- وهل كنت "عارضة" طوال حياتك؟
- منذ تركت في المدرسة.. فقد بدا هذا العمل الأفضل بالنسبة لشكلي , ولجمالي ايضاً.
وسمعت وقع اقدام خلفها, وللمرة الاولى شعرت بالسعادة لدخول روبرتو ماسيني , لوضع حد لأسئلة الكونتيسة, وتقدم ليقبّل والدته,وأجفلت عندما تحرك باتجاهها: هل هي عادة ايطالية؟ ولكنه تجاوزها نحو الطاولة الصغيرة التي صُفت عليها اقداح من الكريستال الفاخر.
- أتحبين أن تشربي شيئاً يالورا؟

وسكب لها شراباً منعشاً في كوب من الكرستال بإطار ذهبي وقدّمه لها. ونظرت إليه بارتياب. فقال بنعومة:
- لم أضع لك فيه السم.
- لديك وسائل أخرى اكثر فعالية للتخلص من اعدائك.
- جربيه , انه شراب خفيف من صنع معاملنا.
وسألته الكونتيسة:
- هل انت ذاهب الى ميلانو غداً؟
- أجل .. سأغيب بضعة ايام.
وقالت لورا:
- أود تعلم الايطالية.. هل تدلني على مدرسة؟
وساد صمت قصير , تبادلت الام فيه النظر مع ابنها.
وقال:
- أظن من الافضل ان تلتقي دروساً خصوصية ..سأطلب من فانسيا , سكرتيرتي الخاصة , ان تدّبر الامر لك , كم درساً تريدين في الأسبوع؟
- أحب درساً كل يوم لو ..
-أ ظن ان درسين في الاسبوع كفاية عليك.
- أحب ان احصل على درس كل يوم لاربع ساعات اذا امكن .... فالدرس المكثف أفضل وسيلة لتعلم اللغة
وقالت الكونتيسة:
- لورا على حق.. لو وجدت الأمر صعب عليها تستطيع الانسحاب , ولكنها ستشعر بسعادة أكبر عندما تتكلم الايطالية.
هز كتفيه:
-سأقول لفانيسا ان تدِّبر المر . أتفضلين قبل الظهر أم بعده؟
- في الصباح يكون ذهني صافياً.
- وكل يوم ؟
- أجل ياكونت!
- أتمنى لو تتحسن ذاكرتك..
- ذاكرتي؟
- أنت تنسين باستمرار انني طلبت منك مناداتي بروبرتو.
- لم أنسى .. ولكنني أفكر بك بسهولة أكثر كونك " كونت"
-كونت دراكولا؟
والتقطت أنفاسها , ولكنها رأت أنه يبتسم:
- هذه أول نكتة تقولها لي.
-لم أقصدها نكتة , فأنا تماماً رأيك بي .. ولكن صدقيني يا لورا , من الأفضل لك ان تنظري إلي كصديق.
- ولماذا؟
-لأنني لا اريد ان تضيعي جهودك هدراً في محاربتي.
- أنا أعيش في منزلك مع .... مع ابني.. أليس هذا برهان كافً بأنني لا احاربك؟
- أريد قناعتك الداخلية بهذا الأمر .. ليس فقط القبول الظاهري.
وهزت رأسها ثم نهضت , عندما وصل الخادم ليعلن أن العشاء جاهز. في المستقبل عليها أن تراقب أفكارها بقدر ما تراقب لسانها, وإذا لم تكن حذرة , عليها أن تتوقع الأسوء.


أناناسة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-10-10, 02:19 PM   #9

أناناسة

قلما أفتقدناه وفارقنا لبارئه _ نجم روايتي وكاتبة سابقة بالمنتدي

 
الصورة الرمزية أناناسة

? العضوٌ??? » 96814
?  التسِجيلٌ » Aug 2009
? مشَارَ?اتْي » 6,448
?  نُقآطِيْ » أناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond repute
افتراضي


5-الوجه الآخر للكونت


معرفتها أنها إذا لم تكن حذرة فقد تخسر ابن اختها, أعاد إيقاظ كل الحب في قلب لورا له,ودون النظر الى روزا أمضت معظم وقتها معه.
وسافر روبرتو , بعد أن دبّر أمر الدروس لها . وأبلغتها مساعدته أن البرفسور نيرو سيأتي كل يوم ليعطيها درساً من التاسعة صباحاً الى الواحدة بعد الظهر.
بعد الأيام الثلاثة الأولى , شعرت لورا أن روبرتو كان على حق عندما قال ان الدروس المكثفة صعبة عليها.
ولكن عنادها منعها من طلب تخفيف كثافة الدروس . وأبلغتها الكونتيسة أن روبرتو سيتأخر أكثر مما هو متوقع:
-انه لا يتأخر عادة ولكن هناك مشكلة في أحد المصانع ويريد أن يتعامل معها شخصياً, لو أنه يرضى بأن يرعى مصالح أملاكنا واستثماراتنا فقط , ولكنه يحب تحدي التجارة.
ليس صعباً ان تعرف انه مقاتل أكثر من أي شيء آخر وتابعت الكونتيسة:
-عندما يعود ستتمكنين من التحدث معه بالايطالية . البرفسور نيرو يقول انك تتقدمين في دروسك وأعتقد ان هذا عائد لقدرتك في التمثيل
-ربما...لم افكر بهذا من قبل.


- أنت لا تفكرين بنفسك كثيراً, أتوقع منك ان تهتمي بنفسك أكثر, اعني ان تهتمي بنفسك وبمظهرك..اعتقدت أنك بكونك موديلاً يجب أن تحبي الملابس أكثر.
-الأزياء هذه الايام حرة اكثر و اسهل . فهي تعطي المرء مظهراً عادياً.
- كنت أفكر فقط في الملابس , مثلاً انت لا تنظرين إلى نفسك في المرآه ابداً, عندما تمرين , معظمن النساء يفعلن هذا , حتى انا افعل هذا.
وابتسمت لورا:
- سأفعل هذا في المرة القادمة.
وارتاحت لدخول روزا مع الطفل . وقالت الكونتيسة:
- اتركي الطفل معنا , وعودي بعد ساعة لأخذه.
وقالت لورا:
-سآخذه الى غرفته بنفسي.
وأجلست ابن اختها في احد المقاعد, ونظر من حولة وتناول منفضة سكائر فضية , وبدأ فوراً بالعض عليها.
فقالت لورا مداعبة:
- المرة القادمة ستتناول سيجارة.
وأخذت منه المنفضة وأعطته بدلاً منها منديلاً رماه على الأرض فوراً
وقالت الجدة:
-انه بحاجة الى شيء صلب ليعض عليه, كنت اعطي اولادي عظمة من عاج.
ومد جوليو ذراعاه فالتقطته ووضعته على ركبتيها و فأخذ يلعب بالسلسلة التي في رقبتها, ثم حاول الوقوف في حجرها
فقالت الكونتيسة:
- انه يبدو اكبر من عمره ... ولا واحد من اولادي حاول الوقوف قبل بلوغه السنة.
- اعتقد ان هذا عائد للتدريب ..الأطفال هذه الايام يعاملون بطريقة ناضجة اكثر . لقد تلقى طعاماً عادياً عندما كان في الشهر الثامن.
- كان صعباً عليك تربية طفل بمفردك.
- لم يكن هذا سهلاً..
-بعد عشرة ايام من سفر روبرتو الى ميلانو , دخلت جناح الطفل لتجد روبرتو راكعاً قربه وهو ممد على الارض. وتحركت روزا خارجة وتركتهما لوحدهما . وركعت بدورها امام جوليو , وهذا ماجعلها ملتصقة بروبرتو فعادت الى الوقوف
- هل تريدين ان تحمليه؟
- لا ... العب انت معه... سأعود فيما بعد
- ليس هناك مايمنعنا من اللعب معه معاً.
وبقيت حيث هي , فرفع روبرتو الطفل بين ذراعيه , وكأنه معتاد على حمل الأطفال . وأخذت تتفرس في ملامح وجهيهما المتماثلة , حتى التعبير عليهما كان متماثلاً, وكان عليها ان تقاوم رغبة بالابتسام. وبدأ يتحدث الى الصبي , بصوت ناعم وبالايطالية. وضربه الطفل على وجهه ثم دفن وجهه في رقبته.
- انتبه. والا سوف يسيل لعابه عليك.
- عليّ ان اغيِّر ثيابي على كل الاحوال.. لا امانع في ان يلوثني بلعابه..
وأزاحه بلطف ليجد بقعة على قبة قميصه فتابع قوله:
- انه مبتل ايضاً, وهذا غير مريح.
- سأغيِّر له..
وأخذته من بين يدي عمه الى غرفة النوم . وفتشت عن منديل لتغير له.. ودخل روبرتو واتكأ على خزانة الجوارير وأخذ يراقبها وهي تزيل الفوطة المبتلة وتضعها في سلة المهملات قبل ان تضع اخرى ناشفة.
- ألن تضعي له البودرة؟


وفتشت عن العلبة ,ثم ضغطت عليها فخرج منها الكثير وانتشر في الهواء مما جعلها تسعل.
- كان من يمكن ان افعل هذا أفضل منك.
- اليس هناك شيء لا تستطيع ان تفعله؟
-مع أنني احب الأطفال , فلم استطع إنجاب واحد لي.
-انا واثقه لأنك لم تفكر بالأمر جيداً!
وانفجر ضاحكاً , وانزعجت لورا من نفسها لأنها احبت ضحكته هذه.
كيف سيكون الأمر بينهما لو أنها التقته في ظروف عادية؟ ولكنهما ليس مقدراً لهما ان يلتقيا كما المريخ وعطارد المختلفا التكوين . المريخ وعطارد, ماهذه السخرية ؟ ولماذا مر الاسمان في ذهنها ؟أحدهما يعرف بكوكب الحرب والآخر بكوكب الحب .. حسناً هناك حرب اكثر من الحب بينهما...
تلك الليلة تعمدت لورا ان تتأخر عن النزول الى العشاء , آملة ان يكون قد ذهب الى طاولة العشاء قبل نزولها . ولكنها عندما دخلت غرفة الجلوس وجدته واقفاً يتحدث الى امرأة شابة . وما ان راى لورا حتى تقدم نحوها.
- كنت سأرسل احد الخدم بطلبك , لماذا تأخرتي؟
ووضع يده تحت مرفقها , ودهشت لملمس يده الدافئة , وكأنه كان يهرّضها للنار طلباً للدفء.
- أوليفيا.. هذه زوجة شقيقي لورا... لورا هذه اوليفيا جوفاني, صديقة قديمة للعائلة.
وابتسمت اوليفيا ببرود للورا , كانت سمراء داكنة الشعر , اللون العادي لايطالية , مع ان عيناها رماديتان براقتان
- احببت ان احضر الى هنا خلال النهار لارى الطفل... روبرتو يتكلم عنه كثيراً...
- انه عم محب...
تكلمت هكذا بدافع التأدب أكثر من كونه حقيقة , ودهشت لنظرة القلق التي بدت على وجة الفتاة الايطالية. وتساءلت لماذا بدت الغيرة على هذه الفتاة لأن روبرتو يحب ابن اخيه.
- هل تحبين الحياة في روما؟
- لا أعلم ... لم اشاهد الكثير من المدينة.
وتدخلت الكونتيسة قائلة:
- كان روبرتو في ميلانو كل هذا الأسبوع , ولم اشعر بالقوة لأرافق لورا بنفسي. أصبت بنزلة صدرية , وتركت الفراش لتحيتك يوم وصلتي يالورا...
وقالت لورا, وقد فهمت للمرة الاولى لماذا تقضي الكونتيسة معظم وقتها في غرفتها:
-آسفه لم أكن أعرف.
- ولكنني أتحسن ببطء , وسنبدأ نتمتع بوقتنا في الاسبوع القادم.
وقال روبرتو:
-ربما تكون فكرتك عن التمتع مخالفة لفكرة لورا.
فقاطعته لورا:
-سأكون سعيدة بالذهاب الى اي مكان تختاره امك... على كل انا مشغولة كل صباح.
- اه ... اجل ..لقد نسيت الدروس ....زوجة اخي تدرس الايطالية يا اوليفيا.
فابتسمت اوليفيا للورا:
- لا لزوم لهذا... فكل من ستلتقين بهم يحدثون الانكليزية ببراعة.
- ولكنني آمل أن التقي بمن هم اقل حظاً.
وعلمت انها قد أزعجت روبرتو للنظرة التي رمقها بها.
-ماتعنيه زوجة اخي انها تأمل بلقاء الناس العاديين, ليس فقط من هم من المجتمع المخملي في روما . إنها كانت تعمل لكسب رزقها وحياتها تختلف عن نمط حياتك.
وابتسمت اوليفيا وقالت:
-بالنسبة لي العمل من أجل العمل فقط لا معنى له . افضل أن اجعل من رجل ما رجلاً سعيداً أكثر مما افضّل العمل لرئيس يكثر من التذمر.

واجابتها لورا:
-إذا كنت تشعرين بهذه الطريقة , وانت مرتاحة مالياً فلماذا لا ؟.. ولكنني اموت ضجراً اذا لم افعل شيئاً
- إذاً ... امر جيد ان تتعلمي الايطالية...... انه العمل الوحيد الذي سيسمح لك روبرتو به.
- لو أردت العمل... لن يستطيع روبرتو ايقافي.
وساد الصمت, بطريقة متوترة, حتى تمنت لو أنها صانت لسانها أكثر وتكلم روبرتو في النهاية:
- المسألة نظرية . في الوقت الحاضر وقتها مشغول بتعلم الايطالية وتتعود ان تأخذ مركزها في منزلنا .وعندما يأتي وقت تشعر فيه بحاجتها لاشغال نفسها باتجاهات أخرى, سنتكلم عن هذا في حينه!
أثناء تناول العشاء تكلم روبرتو واوليفيا بالايطالية ولدهشتها استطاعت لورا ان تتابع حديثهما , ولكنها لم تتظاهر بهذا , يوماً ستفاجئ روبرتو بمعرفتها هذه . وحتى ذلك الوقت ستتظاهر بالعكس.
بعد العشاء غادر روبرتو واوليفيا المنزل لينضما الى اصدقاء في احد النوادي الليلة, وبقيت وحيدة مع الكونتيسة و فجلستا على جانبي المدفأة, وكانت قطع حطب الصنوبر تحترق في المدفأة, على الرغم من عدم فائدتها, لوجود التدفئة المركزية .
كسرت الكونتيسة الصمت:
- اتمنى ان يتزوج ابني من اوليفيا. ستكون زوجة رائعة له.
- واضح انها من نفس الطبقة الارستقراطية.
- والاهم من هذا انها تحبه. وهو بحاجة للحب. من النظرة التي على وجهك لا توافقيني الرأي.
- لا اعرف ابنك جيداً حتى اوافق او لا اوافق . مع انه يبدو لي راضياً بنفسه.
- انت لا تعرفين الرجل الكامن وراء قناعه . انه قادر على الحب والكراهية بنفس المستوى.
- انا مندهشة لانه لم يتزوج بعد.
-الايطاليون اما ان يتزوجوا في عمر باكر او في اواسط الثلاثين.
- لم أكن اعرف هذا .
- لقد توقف عن لهوه عندما مرض والده. لقد حمل مسؤولية كبيرة بالنسبة لعمره يوم ذاك ،لقد كان في الثالثة والعشرين عندما مات والده, منذ عشر سنوات.
-إذا كان جوليانو في اوائل مراهقته.
- لهذا كان روبرتو يشعر بمسؤوليته تجاهه دائماً. كان هناك رباط بينهما أقوى ممايجده المرء عادة بين شقيقين . لقد كانا متوافقين حتى...
ولم تكن بحاجة لإنهاء الجملة , لأن لورا فهمت انها تعني حتى ظهرت هي في حياته,
وتابعت الكونتيسة:
-لقد تصرفنا بحماقة , لو التقينا بك عندما اقترح جوليانو ذلك. انني واثقة ان حبه لك كان حقيقاً . لقد كنت انا السبب لعدم دعوتك الى منزلنا حتى الآن
- أتعنين ان روبرتو لم يكن هو المعارض للتعرّف اليّ؟
- إنها الحقيقة , فمن الآن وصاعداً لن يكون بيننا سوى الحقيقة. بنظري انت ارملة ابني, ومثل ابنتي, اريدك ان تعتبري هنا كمنزلك يالورا . ولن يتم وانت تشعرين بالعداء لروبرتو. ارجو ان لا تلوميه من الآن وصاعداً على ماحدث.
-لو كان يريد ان يقابلني... فأنا مندهشه لماذا تركك تتحكمين به؟
- انه ايطالي , والوالدة للايطالي تعني الكثير, الى ان يتزوج.
- وهل تعتقدين انه سيتزوج من اوليفيا؟
- انه يرفض مناقشة المسأله. انه جذاب جداً, والنساء يقعن في حبه دائماً, وليس عجيباً انه يكره الاستقرار. ما رأيك لو نلعب الورق؟ ستجدينه في تلك المكتبة في الجارور.


كيف لها ان تستمر في هذه الحياة هكذا! تتعلم الايطالية في الصباح , تلاعب الطفل بعد الظهر, وتتظاهر بالاهتمام بلعب الورق مع الكونتيسة بعد العشاء , وتدرس ماتعلمته من الايطالية بعد ان تذهب الكونتيسة للراحة؟ سيكون الامر أسوأ الآن وقد عاد روبرتو الى المنزل , فبمجرد معرفتها بقربه منها يجعلها لا ترتاح, ومع ذلك لا تجرؤ أن تدعه يشعر بهذا.
وفي وقت متأخر من تلك الليلة, بينما هي تستلقي في فراشها غير قادرة على النوم, سمعت روبرتو يعود , ولم يدخل السيارة الى الكاراج بل تركها امام الباب ليدخلها السائق في الصباح, كانت الساعة تقارب الثالثة صباحاً, وتساءلت, هل من عادته أن يتأخر الى هذا الوقت؟ وضربت وسادتها بغضب لماذا تفكر به عند الثالثة صباحاً؟ هل اصبح هذا الرجل يستحوذ على تفكيرها؟ وجذبت الأغطية الحريرية تحت خدها. اغطية حريرية لها اطراف مزخرفة من كل زاوية منها,ومع ذلك فهي مستعدة للتخلي عن ترف هذا الحرير في سبيل العودة الى شقتها وان تكون مسؤولة عن مصيرها بنفسها


أناناسة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-10-10, 02:22 PM   #10

أناناسة

قلما أفتقدناه وفارقنا لبارئه _ نجم روايتي وكاتبة سابقة بالمنتدي

 
الصورة الرمزية أناناسة

? العضوٌ??? » 96814
?  التسِجيلٌ » Aug 2009
? مشَارَ?اتْي » 6,448
?  نُقآطِيْ » أناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond reputeأناناسة has a reputation beyond repute
افتراضي


6-درس في التربية


لم يظهر روبرتو في اليوم التالي قبل موعد الغداء . واعتقدت لورا انه تأخر في النوم , ولكنها دهشت عندما شاهدته في لباس الفروسية.
فقالت له:
- لم أكن اعلم أنك تملك خيولاً هنا؟
-اسطبلاتنا تبعد بضعة كيلومترات من هنا ؟
- وكم تمتد اراضيكم؟
- لدينا مئة هكتار هنا , ولكن املاكنا الأكبر في توسكانا. اذا كنت لا تزالين معنا في الصيف سيكون أمامك فرصة لزيارتها.
- سأنتظر بفارغ الصبر.
- هل نذهب لتناول الطعام , فأنا أموت جوعاً.
- ألن تنتظر والدتك؟
- ستقضي يومها في الفراش.
- لم أكن اعلم أنها مريضة.
- إنها ليست مريضة. ولكنني امرتها بالراحة . قلبها ضعيف واذا لم اصّر عليها لتعتني بنفسها ستبقى تتجول في المنزل طوال النهار , ولديها لائحة طويلة بالاشياء التي ترغب في فعلها معك في الاسبوع القادم.
- مانوع هذه الأشياء ؟
- ستقول ذلك بنفسها.
- ها أنت تخادعني!
-هذه المرة الأولى.
وقادها ألى غرفة الطعام حيث حضر مكانين على الطاولة الطويلة, وبينما هي تأخذ مكانها لم تستطع منع رجفة تملكتها.
- هل تشعرين بالبرد.
- لا....... انا فقط أشعر بالكآبة هنا.
- الكآبة؟
- بسبب الغرفة , انها واسعة جداً . ألا تجد الغرف مخيفة؟
- انا لا اجد منزلي مخيفاً . والحجم يتعلق بطريقة استخدامه وقد اجده صغيراً بالنسبة لي.
-لا تكن متباهياً بنفسك هكذا!
- ليس هناك تباه فيما قلته , صحيح ان المنزل كبير , ولكن كذلك الفرش واللوحات . لو متعت نظرك بها فلن تجدي الغرفة كبيرة أو مخيفة ... بل ستجدينها ملائمة.
لوت لورا شفتيها وغرزت شوكتها بغضب في القريدس في صحنها...
فقال ببرود:
-هذا قريدس... وليس شقيق زوجك..!
- أنت لست شقيق زوجي !
-قانونياً , لا . . . ولكن أخلاقياً , نعم . أتمنى حقاً لو أنك كنت متزوجة جوليانو يا لورا.
وابتلعت قطعة القريدس , ومعها ابتلعت الذنب الذي تشعر به لخداعها له .
- أنا مندهشة لأن لديك ضمير ياروبرتو .. حسب ما قالته والدتك هي من صعبت على جوليانو أمر الزواج مني.
- وهل قالت لك هذا ؟
- لست واثقة بأنني أصدقّها.. أظن انها قالت هذا بسبب..........
- ما قالته صحيحاً... لو أن الأمر جرى كما أرغب , لسمحت لجوليانو أن يأتي بك الى هنا , ولكن لسوء الحظ استمعت إلى أمي...
أدهشها هذا الاعتراف , وأعجبت به أكثر من أي وقت مضى . وكانت تفكر بما ستقوله عندما عاود الكلام.
- عندما يكون الرجل مغرماً , لا سبيل للجدل معه . وكنت اؤمن أن جوليانو إذا رآك هنا في منزله لعلم أنك لن تكوني سعيدة فيه.


- أتعني انك كنت تأمل إن لا أكون ملائمة للعيش هنا . وان أتناول الخضار بالسكين , واتمضمض بالشوربا!
- شيء من هذا القبيل...
واجتاحها الغضب , وسلب منها قدرة الكلام , أرادت أن تقفز من مكانها لتضربه , لتصفع ذلك الانطباع الساخر الذي على وجهه . ولكنها أجبرت نفسها على البقاء حيث هي , ولكنها لم تستطع اجبار نفسها على ابتلاع ماتبقى من طعامها.
- لا يجب ان تغضبي مني لأنني أقول الحقيقة. ومن المؤكد أن مجرد إخبارك بهذا يشير الى أن ظنوني كانت خاطئة .
وقالت وهي ترتجف:
- وهل كانت خاطئة فعلاً؟
- طبعاً أنا لا اقول إنني اؤمن أنكما كنتما ستسعدان , فأنا لا زلت أعتقد بأنك ستجدين الحياة هنا مقيدة جداً . ولكنني اعترف أن الفروقات بينكما كانت ستكون في الطباع وليست في الاجتماعات.
- هذا اعتراف عظيم يأتي منك , الأ زلت مصراً أنك لست" سنوب"
- ألانني أعترف بوجود حواجز طبقية ؟ أنا اواجه الوقائع يا لورا , ولا أصنعها .
- ولكنك تحاول تخليد هذه الوقائع !
- لا ... ليس صحيحاً... أنا آسف لواقع اننا جميعاً لم نحصل على فرص متساوية . ولكنني واقعي بما فيه الكفاية لأعرف أنه حتى ولو كانت أمام الجميع فرص متساوية ، فالبعض منا سوف يصعد الى فوق والبعض الآخر لا..... ولكن كل البشر أمام الله متساوين .
وقالت بمرارة:
- روبرتو ماسيني!
- انني اعني مااقول .... وسأكون منزعجاً جداً فيما لو ان من يعمل معي يؤمن بعكس ذلك.
- ألهذا قام العاملون عندك بإضراب في الأسبوع الماضي؟
- إنهم بعض الفوضويون , وعندما تحدثت مع رجالي عادوا جميعاً الى العمل . لو كنت قرأت نظام العمل في " ماسيني موترز" لرأيت أنه أفضل اتفاق في اوروبا كلها.
ولم تجب, والتقطت شوكتها من جديد لتتابع الطعام وقال روبرتو بعد صمت :
- أعتقد أننا يجب أن نتوقف عن الكلام في الماضي.
مهما قال عن نسيان الماضي , وعن الترحيب بها هنا , فهي تعرف أنه انما يقوله دون اقتناع . واقعياً يرغب في أن تغادر منزله وتترك له جوليو. وفكرت بأختها التي لم يكن ليدعوها إلى هنا سوى لإذلالها.
وتصاعد غضبها من جديد . ومع ذلك فترجمة الغضب إلى كلمات فيه خطورة , إنها تسير في طريق كله خداع , وخطوة واحدة قد تكون نهايتها . والتقطت انفاسها واستطاعت ان تسترخي ثانية . وأشار إلى الخادم ليأخذ الاطباق الفارغة.
واستطاعت بعد جهد ان تتكلم وغيّرت الحديث الى الكونتيسة:
- لقد قلت ان والدتك قد حضرت برنامجاً للاسبوع القادم ... هل تعلم ماهو؟
فابتسم وقال:
- كل ما أعلمه انني سأدفع الفواتير!
- اوه .... أتعني اننا سنذهب لنتسوق؟
- أنت أول امرأه أسمع خيبة أملها لهذه الفكرة !
- تسوق الثياب لطالما أضجرني.
- ومع ذلك أصبحت موديلاً للازياء؟
- لقد كان لديّ مصور مشهور قدمني للعمل . وهو قمة في عمله . وأصرّ دائماً على استخدامي في كل اعماله المهمة . لقد كنت محظوظة.
-هل مازلت تقابلينه؟
- من ؟


- المصور الذي تكلمتي عنه . أم ان هناك رجال آخرين ساعدوك؟
ولم يكن هناك أي خطأ بما يقصده , فاشتعلت غيظاً:
- لا يعجبني ما تلمح اليه.
- ولكنك تقدّرين الصراحة.
- صحيح ... ولكن...
- إذاً لماذا الادّعاء ؟ اذا كنت عشت حياتك بطريقة خاصة , فلماذا تحاولين جعلي أصدّق أنك لم تفعلي؟ الا اذا كنتي خجلة من ماضيك.
واحمّر وجهها , ولكنها تحكمت بلسانها.
- أعتقد اننا اتفقنا على عدم البحث في الماضي؟
وبدا منزعجاً لدرجة أنها عضت شفتها لهذه الخشونة . ولكن عندما عاد إلى الحديث , أخذ يتحدث عن مدرس اللغة الايطالية الذي كتب له بأنه مسرور لتقدم تلميذته.
- وهل طلبت منه كتابة تقرير عني ؟
- اعتبر انه من دواعي الأدب عندما أرسل لي الفاتورة.
- لقد سررت بتعلم الايطالية .
- واضح انك تبذلين جهدك . ماهي خططك لبعد الظهر ؟
- عادة أخرج مع جوليو في عربته . لماذا لاتسمح لي بالتنزه خارج املاككم.
- تستطيعين المغادرة متى شئتي ولكن من دون الصبي.
- وهل تخاف أن اهرب به؟
- يا ألهي .. مثل هذه الفكرة لم تخطر لي.. ولكن الولد ابن اخي. وقد يكون هدفاً للاختطاف . لم اكن اود ان لخبرك بهذا . ولكنك ام تتركي لي الخيار.
- انا سعيدة لانك اخبرتني... هذا يوقف شعوري بأنني سجينة.
- إذا رغبت في أخذ جوليانو خارج نطاق الأملاك , فلك الحرية ولكن بمرافقة حارس
- لا... لا.... سأشعر بالامان بقرب أكثر المنزل , لقد تذكرت هذا لأنني .... لقد اسأت الحكم عليك.. انا آسفة.
- مهما يكن , فأنت تعتذرين بشكل جميل يا لورا .
كان هذا أول إطراء يوجهه لها , وتساءلت إذا كان مدركاً لهذا الأمر . وأنعش هذا روحها وجعلها تتكلم معه دون توتر . وتشعب الحديث حول العديد من الأشياء , ولاحظت اتساع معلوماته بكل المواضيع التي طرقاها.
وأخذت تفكر بماذا سيفعله لو أكتشف حقيقة هويتها , لم تكن نؤمن بأنه كعم جوليو , لديه الحق بالطفل أكثر منها , ولكنه رجل في عالم الرجال , والأهم , أن لديه سلطة ومركز . لو أنها متزوجة وتستطيع أن تقدم لابن اختها منزلاً ملائماً , ورجلاً يحل محل والده , لكان من الممكن ان تكون أمامها فرصة للاحتفاظ به , ولكن , والأمر كما هو عليه , من دون أدنى شك سيفوز عليها روبرتو . وصممت أن تركز على حاضرها .
فهو يعتقد أنها ماري , وطالما الأمر هكذا لن تكون في خطر وتستطيع أن تبقى هنا مع الصبي , وجالت عيناها في اللوحات من حولها , وتذكرت فجأة الآت التصوير التي لم تستخدمها منذ أن وصلت . سوف تستخدمها لتصوير جوليو , فهي تحتفظ بألبوم مصور , ومع ذلك فسيشغل هذا بعد ظهر يوم واحد وسيبقى لها عدد لن ينتهي من الأيام لتملأها بالعمل.
بعد انتهاء الغداء , دخل روبرتو إلى مكتبه , وصعدت لورا لتحضر ابن اختها . وخلال ساعة من الزمن دفعت العربة أمامها عبر الممرات الملتفة التي قادتها إلى مناطق لم تكتشفها بعد من الأملاك .
هذه الأراضي ستكون رائعة الجمال في الصيف , حتى الآن والأشجار عارية والأرض دون أزهار تبدو بهيجة المنظر والطقس الأفضل يقترب , وبعد بضعة أسابيع من الآن سيكون الطقس دافئاَ , الصيف لا يطاق في روما , ولكنها تعلم أن هذا هو الوقت الذي ستذهب فيه مع الكونتيسة بشكل عرضي . ولكن , لماذا عليها ان تهتم به ؟ من المفترض أن يكون شقيق زوجها ومن الأفضل لها أن تفكر به بهذه الطريقة. ولكن كشقيق زوجها , مايفعله , ومع من , من الطبيعي أن يهمها.


عند الرابعة والنصف أعادت ابن شقيقتها لرعاية روزا . وذهبت تبحث عن آلة التصوير . كانت تستخدم كاميرا أتوماتيكية مع عدة عدسات متغيرة , لها فلاش اليكتروني يمكنها من التصوير في أي مكان .
اليوم ستحضر الكاميرا , وغداً ستأخذ بعض اللقطات , وبعد غد ستظهرها . ولكن .... ليس عندها هنا غرفة للتظهير . نظراً للغرف الكثيرة هنا بدا الموقف سخيفاً . ولكن لو أن لديها غرفة لتعمل فيها , فليس لديها المعدات الكافية . وتمنت لو عندها التفكير السليم لتأتي بكل معداتها معها.
وتشوقت لتشرب فنجان شاي , فنزلت إلى غرفة الجلوس الصغيرة , ولم تصادف أي خدم في طريقها , لكنها كرهت أن تقرع الجرس ليحضر أحدهم . واخذت تتجول في الغرفة ومن نافذة الى اخرى , وفتح الباب ودخل أحد الخدم وقدم لها رسالة على صينية من فضة . الرسالة كانت من صديقتها ليندا, رسالة طويلة جداً مليئه بالاخبار والإشاعات حول اصدقاءهما المشتركين . وهذا ما جعلها تحنّ الى وطنها اكثر .
ولكن آخر فقرة من الرسالة أبعدت عنها شفقتها على نفسها , لأن ليندا , لسبب لا تعرفه شحنت كل معدات الغرفة المظلمة لها إلى روما.
(لقد كلفت كثيراً , وسترين ذلك عندما تستلمين الفاتورة , ولكن هذا سيكون كنقطة من محيط بالنسبة للمليونير )
وابتسمت لورا , وكان من الجيد أن تقترح ليندا عليها أن يدفع روبرتو الفاتورة . ولكنها لم تكن تنوي أن تتركه يكتشف بأنها سترتاح من الضجر في سكناها هنا.
- مالذي يجعلك تبتسمين هكذا يالورا ؟
وأجفلت عندما سمعت صوت روبرتو وقد دخل الغرفة.
- كنت أظنك لا تزال تعمل ؟
- لقد أتيت لأشاركك الشاي.
- ولكنني لم أطلبه
- لقد طلبته.
- هذا تفكير جيد منك.
- أنا رجل جيد التفكير .
- انت تتمتع بتدبير حياة الآخرين.
وحاول الرد , ولكن الخادم دخل وهو يجرّ طاولة الشاي أمامه . وفي الوقت الذي غادر فيه الغرفة كان روبرتو قد فكر جيداً فيما سيقول.
وصبت لورا الشاي وناولته فنجانه .
وسألته فجأه:
- هل ستحضر الكونتيسة العشاء معنا؟
- لا.... ولكن اوليفيا ستتعشى معنا.
- إذاً سأتناول عشائي في غرفتي.
- ولماذا؟
-ليس لي مكان بينكما انتما الاثنان.
- لو أنني كنت أرغب في العشاء معها لوحدنا لما طلبت منك العشاء معنا .
وهزت كتفيها لتظهر عدم اهتمامها . ولكنها كانت تعلم انها تكذب على نفسها , لأنها كانت تشعر بالتوتر في حضورها مع انها قابلتها لوقت قصير.
وتقدم روبرتو نحو الطاولة وأعاد ملء فنجانه , وتناول بعض البسكوت ,وقال مبتسماً:
- من الجيد أنني لا اكون في المنزل بعد الظهر دائماً , وإلا سأصبح الشاي عندي عادة .. هل كنتي دائماً مشغولة بالتصوير ؟ بالتأكيد العمل كموديل أسهل؟
- اعتدت أن أعمل القليل مع الاثنين معاً , وكان من الممل أن اعمل موديلاً طوال الوقت.
- وهل تشعرين بالملل لكونك سيدة خالية من العمل ؟
-أحب كل دقيقة من حياتي هنا . قصر أعيش فيه , خدم يقدمون لي كل شيء . ولا حاجة لأن أحرك اصبعاً طوال اليوم , هذا بالضبط هو تصور الفتاة العاملة عن الجنة!
وكأن الملاحظة هذه لم ترضه , لأن فمه تقوس عند الزوايا.
- من المؤسف أن اخي ليس معك ليشاركك هذه السعادة.
- لا أعتقد من الضروري الحديث عن جوليانو , بعض الأشياء ليست بحاجة لوضعها ضمن كلمات.
- انا آسف .. ولكن عندما تتكلمين الآن اعتقدت أنك نسيتي أخي.


- وهل تريدني أن أتحدث عنه طوال الوقت؟
- بالطبع لا ! أنت على حق يا لورا . ارجوك أن تنسي ما قلته.
وقبل أن تفكر بشيء مناسب تقوله , غادر الغرفة.
بعد بضع دقائق خرجت تبحث عن الخادم لتسأله إذا كان هناك مكان ضيق مظلم تستطيع تحويله الى غرفة تظهير . وبعد تردد قادها إلى الطابق الأول وتجاوز جناحها , ثم سار في ممر آخر ليصل إلى غرفة.
كان واضحاً أنها تستخدم كغرفة مؤنة , إذ ليس لها نوافذ , مما يوفر عليها جهد إغلاقها , والأهم أن فيها مغسلة وماء جاري . كذلك يوجد رف على طول أحد الجدران على ارتفاع الخصر . تستطيع استخدامه لوضع الصواني , وماكينة التجفيف , ويوجد أيضاً عدة خزائن لتضع أوراق التصوير والسائل اللازم للتظهير .
فقالت:
- لا يمكن أن تكون أفضل حتى لو حضرتّها بنفسي.
وبدا السرور على وجه الرجل:
- إذا اخبريني أين ترغبين في وضع كل شيء, سأفعلها بنفسي..
- لن أعلم هذا قبل وصول كل شيء . ولكنني سأحتاج إلى كهربائي..
- هناك واحد في المنزل , فالأسلاك هنا بحاجة الى صيانة دائمة.
من المذهل ان الأمور سارت بهذه السهولة , وتوجهت لورا الى جناح الطفل لتؤدي مهمتها الليلة في تغسيل الطفل . كانت تتمتع بهذا الوقت من النهار أكثر من أي شيء آخر.
في لندن كانت تصل الى المنزل متعبة , فلم تكن تشعر بالمتعة , ولكن في "البلازا" فقد كان الروتين يغلب على ايامها , وكانت تمضي وقتاً أكثر من اللازم في فرك جوليو بالصابون , وتركه يلعب في الماء وحوله لعب البط والقوارب الطافية , تلك الليلة كان مسروراً جداً وأخذ يضرب الماء بيده حتى انه بلّل خالته .
وبعد إن أخذ وقتاً أكثر من كاف , أخرجته من الماء ولفته بالمنشفة , ولكنه اخذ يضرب بيديه ويركل بقدميه طالباً العودة الى الماء , وكان صعباً عليها ان تستمر بحمله وهو في هذه الحالة الغاضبة , وأسرعت إلى الكرسي الصغيرقرب الطاولة التي وضعت عليها ثيابه . وما ان جلست وبدأت تجففه , حتى لاحظت أن روبرتو كان يقف هناك قرب النافذة .
وسألها وهو يرفع صوته فوق ضجيج الصبي:
- هل يفعل كل هذه الضجة كلما استحم؟
- ليس عندما يكون في الماء , فقط عندما يخرج منه
- سأهدئه...
ورفعه عمه بين ذراعيه , واستمر جوليو في الصراخ ثم توقف فجأة
فقال روبرتو:
- إنه بحاجة الى التعامل معه بصرامة.
ثم وضعه في حجر لورا .
فقالت وهي تصرّ على أسنانها:
-احياناً تنجح هذه الطريقة واحياناً لا . ومن حظك انها نجحت هذه المرة.
- جوليانو يحترم عمه.. لهذا التزم الهدوء!
وأنهت تجفيف ابن أختها , ورشت عليه البودرة, وألبسته ثياب النوم. وحملته بانتظار روزا لتحضر له طعامه. وعندما دخلت روزا, توقفت مندهشة لرؤية الكونت.
وسألت لورا:
- هل تريدين ان اطعم جوليانو؟
- لا سأطعمه بنفسي.
ومدت يدها لتأخذ الملعقة عندما قررت أن تعطي الطفل لروبرتو قائلة :
- انا واثقه انك ترّحب باطعامه.
وجلس روبرتو على الكرسي الذي اخلته لورا ووضع الطفل على حجره .


فقالت:
- الافضل ان اغطي بنطلونك , قد ينثر بعضاً من طعامه.
- قد ينثره.... ولكن انا لن افعل!
وكتمت ضحكة , ووضعت منشفة على ركبتي روبرتو , ثم وقفت لتراقبه وهو يطعم الصبي . كانت تظن انه لن يعرف كيف . ولكنها دهشت لبراعته . هل كل الرجال الايطاليون بارعون مع الأطفال؟ أم ان روبرتو له صفات خاصة؟ وانتظرت إلى أن أنهى الطفل طعامه , وفرك عينيه بقبضتيه , ووقف العم بعد أن قبّله قبلة ناعمة , وهو لا يزال يحمله وتمتم:
- إلى الفراش الآن.
ونظر إلى لورا :
- أترغبين إن تضعيه في الفراش بنفسك ام نضعه سوية؟
وهزت رأسها بالإيجاب وسارت إمامه نحو فراش الطفل وكانت غرفة نومه مظلمة قليلاً مما جعلها حميمة جداً , ومرة أخرى شعرت برجولية الرجل الواقف بقربها .
وبحذر وضع روبرتو الطفل في سريره , وسألها:
- أليس لديه وسادة.
- بالطبع لا.. أرى معرفتك بالأطفال ليست كما كنت أظن.
- ليس لي معرفة بالأطفال.
- ولكنك تدبرت أمرك معه ببراعة.
-الحب معلم ممتاز.
- وهل تحبه؟
- طبعاً انه ابن جوليانو... كل ما بقي لي من اخي . وبالتأكيد تفهمين من بين كل الناس ما اشعر به؟
- بالطبع افهم.. ولكن المرأة تشعر برد فعل عاطفي , والرجل عادة لا يشعرون هكذا.
-اعتقد انك ستجدين الرجال يشعرون هكذا , ولكن معظمهم تربوا على عدم إظهار مشاعرهم . الرجال الانكليز يشعرون بالخجل من إظهار مشاعرهم, ولكننا لا نخجل منها.
وتثاءب جوليو , وانحنت لورا لتقبله قبلة النوم , وجعلها هذا قريبة جداً من روبرتو الذي كان ينحني فوق السرير بدوره. ووقفت بسرعة وابتعدت عنه . ووقف ايضاً والتفت إليها:
- الا زلت لا تحبيني يا لورا؟
- ليس هناك سبب يجعلني أغير رأيي فيك.
- هذا ليس صحيحاً! في البداية اعتقدت انني سآخذ منك ولدك.
-ومازلت تنوي هذا.. لقد قلت إنني إذا رغبت في ترك القصر يجب أن اترك جوليو هنا.
- لا احد يطلب منك ان تتركي القصر . قلت لك ان تعتبري منزلي كمنزلك تماماً.
- منزلك لن يكون منزلي ابداً! دعني اعيش حياتي كما اريد يا روبرتو ! كم تنوي ان تبقيني هنا؟ لماذا لا استطيع العيش مع الطفل لوحدنا؟
- لأنه من عائلة ماسيني , وسوف يكبر هنا !
- لو أن جوليانو حياً..
- كنت ستعيشين هنا ايضاً.
من العبث النقاش معه , واظهرت اشارة الهزيمة , لانها تعلم انها ستهزم دائماً اذا اصطدمت مع هذا الرجل .
وقالت بغضب:
- انت تنتظر مني ان اذهب .. ولكنني لن افعل.
- لديك عادة مزعجة بتكرير ماتقولينه . ارجوك لا تقولي هذا ثانية !
- يوماً ما سآخذ الطفل واهرب !
وعلمت على الفور انها اخطأت بكلامها هذا , فقد اسرع وامسك يدها بقبضة كادت ان تكسر معصمها وقال بغضب:
- لن تأخذيه من هنا ابداً . واذا لم تعطيني وعداً بهذا , سأضطر الى اعطاء تعليمات بأن لا تتركي لوحدك معه .


-لن تفعل هذا!
وحدقت في وجهه , ورأته وقد عبق بالغضب ولم تعد عيناه مرئيتان
فأجابت نفسها:
- بل ستفعل.
- هل تعطيني وعداً ؟ اما ان تعديني او .....
- اجل... ولكنني اكرهك لاجباري على هذا.
- استطيع العيش مع كراهيتك يا لورا.
- وأنا كذلك!
- ولكنني لا اكرهك ... بل على العكس , لديك العديد من المزايا التي تعجبني .
- وهل هذا مصدر ازعاج لك؟
وارتفع فمه الى جانب واحد.

- في الواقع هذا يدهشني , ولكنك شابة مليئة بالاشياء المدهشة يا لورا.




أناناسة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:51 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.