آخر 10 مشاركات
308 – نيران الحب -جينيفر تيلور -روايات أحلامي (الكاتـب : Just Faith - )           »          112 - دمية وراء القضبان - فيوليت وينسبير - ع.ق (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          صغيرات على الحياة / للكاتبة المبدعة أم وسن ، مكتملة (الكاتـب : بلازا - )           »          ثمن الكبرياء (107) للكاتبة: Michelle Reid...... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          أحلام بعيــــــدة (11) للكاتبة الرائعة: بيان *كامله & مميزة* (الكاتـب : بيدا - )           »          317 – صدى الذكريات - فانيسا جرانت - روايات أحلامي (الكاتـب : Just Faith - )           »          فِتْنَة موريتي(103) للكاتبة:Katherine Garbera(الجزء2من سلسلة ميراث آل موريتي) كاملة (الكاتـب : Gege86 - )           »          العروس المنسية (16) للكاتبة: Michelle Reid *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          رواية كنتِ أنتِ.. وأنتِ لما تكوني أنتِ ما هو عادي *مكتملة* (الكاتـب : غِيْــمّ ~ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree3Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-11-10, 01:10 AM   #11

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


كانت تقاوم من أجل التخلص منه , لكنه كان أقوى منها بكثير بالأضافة ألى أن قربها منه ولمسته لها قد حدّا من قواها .
" ربما ينعشني عناق منك يا أنجي".
فجأة ألتقيا في عناق بدا طويلا لأنجي لدرجة أحست بتلاشي أنفاسها , فجأة دفعها ريك عنه وأنفجر ضاحكا , فتراجعت ونظرت أليه وآثار الصدمة بادي على وجهها , قطع ضحكته فجأة وبادرها بالقول :
" أصبحت تعرفين الآن ماذا ينتظرك هنا لو أصريت على البقاء ".
كان التهديد واضحا في نبراته وهو يحدق فيها كمن يستطيع الرؤية.
" أنت لست أول مريض متمرد أتعامل معه".
فأجابها بسخرية :
" متمرد؟ أنت تستعملين كلمة كبيرة".
" لست متمردا فقط بل عنيدا أيضا".
" والممرضة العزيزة تتصور أن بأمكانها ترويضي ".
" أن لم أستطع ترويضك فسأحاول , على الأقل , أن أجد طريقة للتعامل معك".
" تتعاملين معي بعصا , أليس كذلك ؟". وتابع وقد أعجبته الفكرة : " أنني أتصورك واقفة فوقي وحاملة العصا , في الحقيقة أنا أفضل هذه الصورة على تلك التي تحاول فيها الممرضة أن توهم مريضا أعمى بأنه سيستفيد من ضوء الشمس , أخبريني أنجي ما لم يجرؤ غيرك على التفوه به.... قولي لي بأنني سأبقى في الظلام حتى نهاية أيامي".
رغبت أنجي من كل قلبها أن تقول له بأنه لن يبقى في الظلام حتى نهاية أيامه , كانت تريد , كالجميع , أن تقول له أن القضية قضية وقت قبل أن يستعيد بصره ولكن للأسف لم يكن هذا ممكنا ".
" لم أتكلم بعد عن حالتك مع الدكتور رومالدو لذلك أنا أجهل التفاصيل حتى الآن , أنا أعرف أ معجزات يمكن أن تحصل لو تسلّح الأنسان بالأيمان , ثم هناك أشياء أسوأ من فقدان البصر.....".
فقاطعها قائلا:
" تماما , هناك الجنون , هذا الذي يحول الأنسان العاقل ألى حيوان , أليس كذلك؟".
" نعم , لكنني كنت أقصد........".
كان يسكن رايك دي زالدو هاجس دائم من أن تكون أحدى الشظايا قد أصابت دماغه بتلف يؤدي به يوما ما ألى الجنون , وأنجي تعرف تماما بأنه يفضل الموت على الجنون.
أستوى في جلسته على الكرسي في الحديقة وقال :
" أذن لقد عدت ألى باتلتار للعناية بي".
" بالتأكيد , فأنا لن أسمح لك بأن تعيش كهاملت , بين أشباحك".
" سوف أفعل ما أريده تماما , وكما قلت لك منذ قليل , أفضل أن تعودي ألى لندن , كل ما أريده هو أن تتركوني بسلام".
" لم أعلم أبدا أنك تخاف من المواجهة , ظنننتك تؤمن بالقول المأثور:
وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
أشار بأصبعه ألى عينيه وقال :
" أن الذي يجرؤ هو الذي يخسر في الواقع يا صديقي ".
" لم تخسر كل شيء ". وتابعت معترضة : " أنت ما زلت تتمتع بحواسك الباقية , وعليك أن تستعملها بأقصى طاقة ممكنة".
" أنت تعرفين أن المسألة ليست فقط مسألة فقدان النظر".
" أعلم يا رايك وأنا أقدّر شعورك".
" أحقا ؟ أنت شابة وصحتك جيدة , لا تسهرين الليل وتحصين الدقائق وهي تمر ".
فأمسكت بيده وقالت له :
" يا صديقي , أنت لست وحدك , بأستطاعتك دعوتي في الليل أو في النهار سآتي أليك , أعطيك يديّ لتتمسك بهما".
" فقط يديك؟ أرجوك أريحيني من شفقتك!".
" أنا لا أشفق عليك".
" هل أنت جادة ؟".
" كنت دائما شديدة المفاخرة يا رايك ".
" لا تنسي أن دماء أسبانية تجري في عروقي , أنظري , سوف تجدين زجاجة وقدحا على المائدة قرب الكرسي , ناوليني أياها لو سمحت".
أمسكت أنجي بالزجاجة وقرأت ما كتب تحتها , فأذا بها تحوي شرابا أسبانيا قويا , وما أن طال أنتظاره حتى بادرها بالقول:
" لقد طلبت أن تملأي لي قدحا لا ملعقة , هذا ليس ****ا طبيا ".
" أن الشراب لم يحل أبدا أي مشكلة".
قالت له هذا وهي تناوله القدح وتتأمل الطريقة التي يتحسسه بها.
" قد لا يحل المشاكل ولكنه يساعدنا على الحياة معها".
" علي أن أذهب وأفك حقائبي , أراك لاحقا".
" بدون شك ". وتابع بعد أن أخذ جرعة : " أنا لست ذاهبا ألى أي مكان ألا ألى القبر ربما".
" رايك .......".
" بلا مواعظ , أرجوك , أذهبي ألى حقائبك".
فغادرت تاركة رايك وحيدا في الحديقة.





أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-11-10, 12:58 PM   #12

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

2- ربما يؤذيها!

تركت أنجي رايك وحيدا مع أفكاره وكأس الشراب , كانت تشعر برعشة في داخلها من جراء هذه المقابلة وبسبب عناقه لها , توقفت فجأة لتتأمل لوحة زيتية كبيرة معلقة على الحائط بشرود ظاهر , وفيما أفكارها تسرح بعيدا , راحت تتساءل عن السبب الذي دعاها لمقاومة رايك رغم مشاعرها نحوه , بعد لحظات عرفت الجواب , لم يعانقها رايك لأنه يحبها , بل لأنه أراد أن ينذرها بأنه من الأفضل لها أن تغادر الفيللا وتعود ألى لندن , لكنه لم يكن يعلم بأنها أكثر منه عنادا وتهيم به.
" هل لي أن أدلّك ألى غرفتك".
أنتفضت أنجي فجأة لدى سماعها هذا الصوت , وأستدارت لتواجه صاحبته فأذا بها وجها لوجه مع أمرأة شابة عرفتها فجأة , أنها أيزابيل فراندوس التي تربطها بآل دي زالدو قرابة بعيدة والتي تبنتها هذه العائلة فيما بعد , بل تكاد تكون شقيقة لمايا وأخويها , ألا أن أنجي تعتقد أن أيزابيل تفضل أن تكون أكثر قربا من رايك , كل هذا كان ينتمي ألى الماضي , أما الآن , وبعد أصابة رايك فأن الأمور تغيرت بلا شك , أن أيزابيل من النوع البارد الذي يحسب لكا شيء حسابه وكان من الصعب القول بأنها ترغب في زوج أعمى يعتمد على حمايتها في كثير من النواحي.
ظهرت على ثغر أيزابيل أبتسامة لم تكن ودية , وقالت لأنجي :
" هل نسيتني ؟ أنا أتذكرك جيدا .... لا يزال شعرك على جماله القديم , ألا أذا كنت تستعينين بصباغ للحفاظ على لونه الأشقر ".
" لحسن الحظ , ليس علي أن أهتم بالصباغ , لم يزل على لونه الطبيعي".
" أذن أصبحت ممرضة , في الواقع لقد فوجئت , لعلمي أن أعصابك قد لا تحتمل المهنة , كنت تبدين دائما خجولة , وهذه صفة كانت تسلي رايك , ألم تقابليه بعد؟".
أومأت أنجي بالأيجاب , ولم تكن ترغب في النقاش مع أيزابيل حول هذا الموضوع , فتوجهت نحو السلم المؤدي ألى الطابق العلوي وهي تقول لها:
" علي أن أصعد وأستعد للعشاء , هل طلبت مايا أن تجهز لي غرفتي القديمة ؟".
" لا , لقد أقنعت دون كارلوس بأنه من الأفضل أن تكوني قرب رايك , فلربما أحتاج لشيء أثناء الليل , لذا أعدت لك الغرفة الملاصقة لغرفته , أتمنى ألا يزعجك قربك منه .... هذا أذا كان لا يزال يربككويجعلك تشعرين بالخجل!".
" سيكون سخيفا أن تشعر ممرضة بالخجل".
شعرت بأن أيزابيل تتعقبها بنظراتها فأستدارت وقالت لها :
"أذا كان رايك لا يزال ينام في الغرفة التي تطل على البحر فأنا أعرف طريقي".
أجابتها أيزابيل وفي صوتها بعض السخرية :
" ومنذ متى كنت تدخلين غرفة نوم رايك؟".
" كنا لا نزال جميعا في المدرسة عندما كنت آتي ألى هنا أيام العطل , وكان الدخول والخروج ألى كل غرف النوم في المنزل لعبة بريئة في تلك الأيام".
" أنا لا أشك بأن هذا ما كنت تفكرين به يومذاك... قلت بأنك قابلته , كيف وجدته؟".
وقفت أنجي في ممشى الطابق العلوي للفيللا وراحت تحدق بأبرابيل وهي تحاول أخفاء غضبها , فلقد بدأت هذه الفتاة المشاكل كعادتها , ورغم هذا أجابتها على سؤاها:
" لقد مر رايك بظروف مؤلمة وحرجة وسأقوم بكل ما في وسعي لمساعدته على الشفاء , أنا أعرف بأنه أصبح صعب المراس حاد الطباع , لكنني معتادة من خلال مهنتي على التعامل مع هذا النوع من الرجال , أنه لا يثير غضبي ولا يخيفني".
كانت أيزابيل تراقب رد فعل أنجي كما يراقب القط الفأر:
" أسراعك بالمجيء ألى بايلتار للعناية برايك يثير حيرتي في الحقيقة , هل تكون أنسانيتك كممرضة هي التي عادت بك ألى هنا أم أن في الأمر سرا لا أعرفه؟".
" لقد أتيت لأن مايا ووالدها طلبا مني ذلك , دون كارلوس كان دائما لطيفا معي , ورغبت في أن أرد له جميله وضيافته لي في الفترة الماضية".
تابعت أنجي طريقها عبر الممشى ألى غرفتها , لكن أيزابيل تبعتها ألى داخل الغرفة المخصصة لها , والتي لا يفصلها سوى حائط واحد عن رايك .
أضاءت أنجي النور في الغرفة , وما أن دخلتها حتى أشتمت رائحة العطر الفواحة ممتزجة برائحة المفروشات , كانت غرفة رائعة , كلاسيكية التصميم , لامعة الأثاث وأرضها مفروشة بسجاد سميك ملون , أستدارت فوجدت حقيبتها في أحدى الزوايا حيث وضعها أحد الخدم.
عادت البسمة والحبور ألى أنجي , ها هي ثانية في المنزل الذي كان يجمعها ورايك في الأيام الخوالي , رغم كل الصعاب التي تنتظرها , لم تكن أنجي لتتخلى عن مهمتها الحالية مقابل أي شيء في الدنيا.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-11-10, 02:10 PM   #13

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

أستندت أيزابيل ألى حافة السرير وراحت تراقب أنجي وهي تفك الحقيبة التي لم تضع فيها ألا ثيابا تكفيها للأستعمال الفوري , فالجزيرة مليئة بالمحلات ويمكنها ساعة تشاء الذهاب للتسوق في حال أحتاجت ألى شيء , كانت من وقت ألى آخر تلمح أيزابيل وهي تراقبها أثناء تعليقها لملابسها في الخزانة , تأملت أيزابيل قبعة التمريض المنشاة التي وضعتها أنجي على السرير بجانب الثوب الكحلي وبادرتها بالقول:
" أتصور بأنك ستلبسين لباس الممرضات في أغلب الأحيان ؟".
" بطبيعة الحال , لأنني هنا في مهمة وظيفية".
" كم تبدين متفانية , كنت أظن أن الممرضات يقضين أوقاتهن بعقد اللقاءات مع الأطباء ومع المرضى الذكور الذين يقعون في حبائلهن".
" هذه الأشياء تحدث غالبا في المسلسلات التلفزيونية دون أن يكون لها أي أساس واقعي ". وتابعت وهي ترتب أدوات زينتها : " في مهنة التمريض الحقيقية فأن هذه الصور الجمالية غير موجودة , ليس هناك وقت لقصص الغرام مع الأطباء السمر الذين نراهم في المجلات".
" أن رايك ليس طبيبا , لكنه بالتأكيد طويل القامة , أسمر اللون وجذاب الملامح ". وتابعت وهي تحدق بها : " لقد لاحظت هذا , أليس كذلك؟".
فأجابتها ببرود وبدون أكتراث:
" بالتأكيد , أذ أكثر ما يلفت النظر فيه هو عيناه ولونهما ". وأردفت : " بالطبع أنا لا أقصد وضعهما الحالي".
" هل من المحتمل أن.... أن تكون حالة العينين الحالية نهائية؟".
" في الحقيقة لم أناقش هذا الموضوع بعد مع الدكتور رومالدو".
كانت أنجي في هذه الأثناء تضع فرشاة الشعر والمشط على طاولة الزينة , ونظرت ألى المرآة فلاحظت أن وجهها يبدو متوترا , وهذه أشارة خارجية ودليل على أهتمامها برايك , لقد تمنت لو كانت أيزابيل خارج الغرفة , ولكن الفتاة الأسبانية كانت فضولية وعازمة على معرفة السبب الحقيقي الكامن وراء عودة أنجي ألى الجزيرة.
" تبدين لي كتومة كجميع الذي يعملون في الحقل الطبي , ألست كذلك؟".
ثم تابعت وهي تهز كتفيها غير مبالية :
" أن دون كارلوس وراء مجيئك ألى هنا , لا تعتقدي أبدا أن رايك من طلب حضورك".
رفعت آنجي شعرها الأشقر المنسدل على جبينها:
" هذا آخر ما كنت أتصوره".
" يبدو لي من جوابك بأن رايك فعلا غير مسرور من دعوة دون كارلوس لك للعودة".
" رايك ناقم على العالم كله في الوقت الحاضر".
" أذن أبتدأ بأزعاجك منذ البداية , الحمد لله أنني لم أختر هذه المهنة ".
وأرتسمت على شفتي أيزابيل أبتسامة صفراوية هازئة تدل على سرورها من أزعاج رايك لأنجي , هذه الأخيرة لم تفاجأ , في الواقع لأنها على علم بغيرة أيزابيل المزمنة.
كانت عينا أيزابيل تجولان في الغرفة فتسمرتا فجأة على الباب الذي يفصل بينها وبين رايك.
" دون كارلوس لا يسمح لي ولمايا بالعمل خارجا , أنه غني ويأخذ في الأعتبار مركزه كحاكم للجزيرة , أضيفي ألى ذلك أنه يريدنا ويسر بوجودنا في المنزل على الدوام , ومن المثير للأعجاب في الرجال اللاتينيين حمايتهم للمرأة , كوني لاتينية لا أعترض على هذا الأمر بخلاف الأنكليزيات كما يبدو , أن الرجل في نظري هو الأقوى والأكثر أهلية لتبوء القيادة , أنا أعتقد بأن المرأة التي لا ترغب في حماية الرجل لها هي أمرأة قصيرة النظر , هل أنت واحدة منهن , أنجيلا؟ هل أنت من النوع الذي يظن بأنه ليس في حاجة لحماية الرجل له؟".
أقفلت أنجي حقيبتها بعد أن أفرغتها وألقت بها في قعر الخزانة وأستدارت مجيبة:
" في الحقيقة أنا أعتقد بأن الرجل والمرأة خلقا ليكونا متساويين على كل صعيد وصديقين أيضا , لا أن يكون أحدهما سيدا والآخر عبدا ".
سارت أيزابيل نحو طاولة الزينة وأخذت تحدق عبر المرآة , في وجه آنجي محاولة أن تقرأ التعابير التي يمكن أن ترتسم عليه , وضعت أصبعا على شفتها السفلى وتبسمت بأزدراء قائلة:
" أذن أنت ترفضين أن يسيطر عليك أحد , لنقل مثلا دون كارلوس".
" مما لا شك فيه أن دون كارلوس هو أنسان نبيل , لكن حتى هو لن يستطيع أن يقنعني بأنه من الخير للمرأة أن تحفظ في أناء زجاجي بحيث لا يراها ألا ضوء الشمس".
" أحقا ؟ أنت تتكلميم بشكل يوحي بأنك تعنين ما تقولين , أما أنا فمقتنعة بأن أية أمرأة ترغب في أن تكون بحماية رجل , والرجال اللاتينيون يجيدون ذلك".
" أنا متأكدة أنهم كذلك".
" أنجيلا , أما زلت بتولا؟".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-11-10, 02:30 PM   #14

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

لقد كان السؤال بحد ذاته غير متوقع ومربكا نوعا ما لدرجة جعل أنجي تحمر خجلا , لقد شعرت بالأحراج والغضب والغضب في الوقت نفسه , شعرت بالأحراج بسبب ردة فعلها على السؤال وشعرت بالغضب بسبب نظرة أيزابيل الساخرة التي رافقته , برغم مهنتها كممرضة , هذه المهنة التي كشفت لها كل أسرار جسم الأنسان وبرغم علاقتها اليوم مع هذا الجسم , لقد حافظت أنجي على نفسها وسمعتها , لم يتمكن أحد من أن يغرر بها رغم أن الظروف سنحت ولعدد كبير من الرجال بحكم ظروف مهنتها , وهي تتساءل الآن هل فعلت هذا من أجل رايك؟ لأنه كان دائما في عقلها وقلبها ؟ أم لأسباب أخرى تتعلق بتربيتها وأخلاقها؟
أنتابت أيزابيل نوبة من الضحك لأنه لم يفتها أن ترى الأحمرار على وجنتي أنجي , تحسست بيدها المخمل الأخضر على ردائها , وقالت لأنجي:
" منذ صغرك كنت غريبة الأطوار وها أنا أراك الآن لم تتبدلي , هذا أذا أستثنينا مظهرك الخارجي , أنا متأكدة من أنك عدت ألى باتلتار فقط من أجل رايك , رغم أنه لا يهتم بوجودك هنا".
وتقدمت الفتاة الأسبانية نحو أنجي التي لاحظت نبرة تهديد في صوتها وتابعت كلامها قائلة:
" قد يكون رايك أعمى , ولكنه ليس غبيا بالتأكيد , فالأفضل أن تكوني حذرة في تصرفاتك معه لئلا يعرف مشاعرك أتجاهه".
أحست أنجي بأن قلبها يكاد يتوقف عن الخفقان وقالت وهي تحدق في عيني أيزابيل :
" أشعر بأنني مسؤولة عنه كما مايا ووالده , لا تنسي أنه أبن دون كارلوس , الرجل الذي فتح منزله لي عندما كنت يافعة ودون أهل , أنا أتذكر طيبته وحسن معاملته لي بعرفان جميل ولذا أنا هنا , أكون شديدة الأمتنان يا أيزابيل , لو أحتفظت بآرائك السخيفة لنفسك , وفي كل الأحوال , أنا لا أنصحك بمناقشة هذه الأمور مع رايك , لأنه سيعتبر تصرفك هذا تصرفا عدوانيا أتجاهه".
" عدوانيا ؟". وتابعت صارخة : " لماذا؟".
" أنت تعرفين السبب بأن رايك يعتقد بأنه أصبح موضوع شفقة وسوف تكون مهمتي في المرحلة الأولى هي كسب ثقته , أن هذه المهمة هي أساسا صعبة فهو لا يزال حساسا أتجاه الجميع لذلك أطلب منك ألا تحرضيه علي لأتمكن من أداء عملي , أنه بحاجة لمساعدة وعناية خاصة , كالتي أستطيع أن أقدمها له , لذلك أجد لزاما علي أن أطلب منك بالأحتفاظ بتلميحاتك لنفسك , لأن أفكارك لا أساس لها من الصحة".
فأجابتها بسخرية وهي تغادر الغرفة:
" أذا كان هذا يسرك , ف بأس , لكنني متأكدة من أنك تهيمين به , وألا فلماذا عدت بالطائرة من لندن لتكوني بجانيه في ساعاته العصيبة......".
وما أن وصلت ألى الباب حتى أستدارت بعصبية وفي عينيها مزيج من الكراهية والوقاحة وقالت بنبرة حادة:
"سأسهل عليك مهمتك وأقول لك ما الذي يحتاج أليه رايك , يا عزيزتي , أنه بالتأكيد لا يحتاج ألى ملاك حارس في ثوب أبيض ليمسك بيده ويهدىء من روعه , سوف تنامين في هذه الغرفة فلا تصدمي أذا أتاك في أحدى الليالي وأعلمك بحاجته الحقيقية , أنت ممرضة وما زلت تنظرين ألي حتى هذه اللحظة بطريقة باردة وبريئة , أن رايك بحاجة ألى شخص يضمه بذراعيه ويبعده عن الواقع , هناك شيء أساسي في الحب , أنجيلا , أنه يلغي علاقة الأنسان بالواقع , أنت تعرفين هذا , أليس كذلك؟".
" أتعرفينه أنت؟".
ضحكت أيزابيل بنعومة وأجابت:
"بالتأكيد , أنت كنت تأتين لتمضية العطل هنا , أما أنا فقد نشأت في هذا المنزل , لذا يمكنك أن تتصوري الباقي , أن رايك كما تعلمين , كان دائما جذابا".
قالت هذا الكلام وخرجت من الغرفة وهي تهز كتفيها.
راحت أنجي تفكر بما قالته أيزابيل , فبدا لها للوهلة الأولى أن تحليل الأسبانية منطقي خاصة عندما تكلمت عما قد يحدث في أحدى الليالي بينها وبين رايك , بالأضافة ألى ذلك كانت تعلم جيدا بأن رايك لم يحاول أبدا التقرب منها .


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-11-10, 05:09 PM   #15

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

طردت أنجي كل الأفكار السوداء من رأسها , فقد قررت أن تبقى هنا وما من شيء سيثنيها عن رأيها , لا عدوانية رايك ,ولا تلميحات أيزابيل , أن مجرد التفكير بأن أيزابيل قد تكون على علاقة مع رايك أقلق أنجي , ربما تكون هذه العلاقة المفترضة هي السبب في غضب أيزابيل من عودة أنجي للعناية برايك , تنهدت أنجي وهي تفكر , مسكين رايك , كان يعيش كل يوم أربعا وعشرين ساعة في الظلام , وحيدا ومنطويا على ذاته لأنه لم يكن بأستطاعته التعاطي مع الناس بشكل طبيعي , والنظر أليهم , لا شك في أن هناك أوقاتا يشعر فيها بضرورة مشاركة مشاعره الدفينة مع شخص آخر , يحيطه بذراعيه ويدفن رأسه في صدره لينسى واقعه الميرير , توجهت أنجي ألى الحمام وهي مشوشة الأفكار , ومتسائلة عن السبب الذي دفع برايك ألى دخول الجيش , كانت تتمنى أن تراه مرتديا بزته العسكرية .
دخلت أنجي ألى الحمام ورأسها يضج بالأفكار السوداء المحزنة , فتحت حنفية الماء الساخن , وسرعان ما أنتشر البخار في كل أرجاء الحمام الواسع , كم يكون القدر ظالما عندما يسرق الفرح والآمال والأحلام من عيون الشباب كما يسرق الذئب خراف الراعي.
أنسابت المياه الساخنة في المغطس الكبير , وضعت انجي حفنة من الملح في الماء وأستدارت لتخلع ملابسها , ما أن فاض المغطس بالماء حتى أستلقت فيه وأسندت رأسها ألى حافته المغطاة بالمطاط خصيصا لهذه الغاية , لم تكف عن التفكير برايك وبالطريقة التي عانقها فيها , وتذكرت بفرح كيف ضمها بين ذراعيه , أن الدموع التي حبستها طويلا طفرت فجأة والألم كاد يعصرها مما يقاسيه رايك , فأجهشت بالبكاء وهي في غرفة الحمام , وبقيت على هذه الحال لبضع دقائق , ولم يكن يهمها أن تحمر عيناها رغم أن هذا الأحمرار سيكون ظاهرا لمن ستشاركهم طعام العشاء الليلة.
غسلت أنجي وجهها بالماء وقالت لنفسها : كفى , كم أنا غبية لأتصرف هكذا , لقد قررت , فجأة أن تحتفظ بمشاعرها أتجاه رايك لنفسها.
لم تكن أنجي تحب أيزابيل لأن هذه الأخيرة كانت تثير الشغب منذ الصغر , وهي وراء كل المشاكل وسوء التفاهم التي حصلت من وقت لآخر بين دون كارلوس وأولاده , ولم تنس أنجي أيضا تصرفاتها أتجاه مايا ولا عادتها بأقتراض أغراضهما وعدم أعادتها.
خرجت أنجي من المغطس وأرتدت روب الحمام , مسحت المرآة بقطعة قماش ووقفت أمامها تتأمل نفسها , بدت آثار البكاء على عينيها ولكنها أفترضت أن قليلا من الزينة سوف تخفيها.
فتحت الباب وخرجت دون أن تنظر أمامها , فأصطدمت بشخص طويل القامة يحمل بيده عصاه , فتراجعت نحو الحائط وقالت :
" رايك.. ... أنا...... أنا لم أرك!".
فتلمسها بعصاه وأجاب :
" كان عليّ أنا أن أقول هذا ! أنا أشتم رائحة أملاح الأستحمام خاصتي , يبدو لي أنك أستعملها".
قالت وهي لا تزال ترتجف:
" لم أكن أعلم أنها لك , لقد وجدت الزجاجة على أحد الرفوف فأستعملتها ".
كان ينظر أليها وهو مقطب الجبين كمن يستطيع أن يراها , لدرجة جعلت أنجي تضم طرفي روبها ألى صدرها خوفا في حركة لا شعورية فيما كان يقول وهو يزم شفتيه :
"لقد بدأت تتصرفين , وكأنك في منزلك؟".
ثم أستطرد قائلا:
" أسمع حفيف الحيرير على بشرتك , لقد أستحميت للتو وأنت لا ترتدين سوى روب الحمام , أنا لا أراك وبالتالي لا أستطيع أن أعرف أن كنت تحمرين خجلا , لكنني أحاول تخيل صورتك في ذاكرتي : شعرك المبتل بالماء ينسدل على عينيك وأنت تعقدين الآت عقدة أضافية في حزام الروب , يجب أن تكوني ذات أخلاق محافظة لتشعري بضرورة التستر أمام رجل أعمى".
" أنني...... أنني لم أعتد على.... على حالتك الحاضرة".
فقاطعها مصححا :
" لم تتعودي على أنني أعمى كخفاش , أبح لزاما علي أن أستعمل حواس السمع والشم , والذاكرة فيما يختص بالنساء , ما هو لون الروب؟".
" وردي غامق".
" هل له أكمام واسعة تكشف عن ساعديك حين تسرحين شعرك؟".
" تماما".
كانت عيناها مسلطتان على وجهه تتأمل ملامحه , بدأ يتقدم نحوها فأخذت تتنازعها رغبتان : رغبة في الهرب منه ورغبة في البقاء , راحت يده تتلمس طريقها أليها فلم تتحرك عندما أمسك بكتفها وشد بأصابعه قائلا:
" سوف أتحسسك عن طريق اللمس شئت أم أبيت".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-11-10, 05:37 PM   #16

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وفيما هو يفعل , بقيت واقفة مكانها , فقال :
" أنت تتفقين معي على أنه ليس من العدل في شيء أن ترينني أنت بينما أنا أعيش في الظلام , عندما رأيتك للمرة الأخيرة كنت طفلة ".
" أذن من الأفضل أن تنتهي بسرعة من هذا الموضوع".
لم تشعر أنجي بضعف مماثل في حياتها , كانت غير قادرة على مقاومته فيما هو يتلمسها , فجأة دفعها نحو الحائط وأقترب ليعانقها , فأنتفضت قائلة :
" هذا يكفي , هل تفعل الشيء نفسه في كل مرة ترغب فيها بتحسس شخص ما؟".
" من يعلم؟ فقط لو لم أكن أعمى".
فقالت له , وهي تعيد ترتيب هندامها:
" ألى ماذا تلمح الآن ؟".
" أستطيع أن أفهم رفضك , أنها المرة الثانية , أليس كذلك؟ ". وتابع يلفه الأسى : " أية فتاة ترغب بعناق رجل أعمى؟".
ونزل كلامه عليها كالصاعقة فقالت :
" رايك ! كيف يمكنك أن تتفوه بكلمات كهذه؟".
أستدار على نفسه في هذه الأثناء فأصبح يواجه السلم بدلا من باب غرفته ,وعقب على كلامها قائلا:
" أتفوه بها بسهولة بالغة ! يا ألهي! يبدو أنني قد ضللت طريقي , هل يمكنك أن ترشديني ألى غرفتي , أيتها الممرضة؟".
" بالطبع , وبكل سرور".
ألتقطت أنجي العصا التي وقعت منه عندما أمسك بها ووضعت يدها على ذراعه وسارت به ألى الغرفة , فتحت الباب وأضاءت النور فورا , وما أن سمع رايك الصوت الصادر عن مفتاح الكهرباء حتى بادرها بالقول بلهجة ساخرة:
" أنا لست بحاجة ألى الضوء , ألا أذا كنت تفكرين بالأنضمام ألي".
" كانت حركة لا شعورية مني , هل ستكون بخير وحدك؟ علي أن أرتدي ملابسي للعشاء , على فكرة , لماذا لا تنزل وتتناول العشاء مع العائلة؟".
" أفضل أن أبقى وحيدا".
وسار ألى داخل الغرفة التي كان وسطها فارغا من الأثاث الموضوع بترتيب وعناية في جوانب الغرفة لئلا يتعثر به أثناء سيره , كان السرير يحتل مساحة كبيرة بين النافذتين المطلتين على البحر الذي أشتمت أنجي رائحته فور دخولها , تكهنت أنه في هدأة الليل يستطيع الساكن في هذه الغرفة أن يسمع هدير البحر بوضوح , فرايك , دون شك , يستلقي على سريره في الظلام ويستمع ألى صوت الموج وهو يتكسر على الصخر بحرية بينما يكبله هو فقدان البصر.
كم يجب أن يكون شعوره بالحرمان قاسيا ومرا ..... كم تزعج المرء عينان لا ينفذ الضوء أليهما .... والضوء هو لون الأمل المشرق.
" لا تبتعد عن الذين يحبونك , أنت تعرف مدى أهتمام العائلة بأمرك".
أجابها بسرعة كمن حضّر جوابه على هذا السؤال :
" أنا أكيد بأنهم يشفقون عليّ , أن أكثر الناس , رغم نواياهم الحسنة , يصلون ألى مرحلة معينة أو وقت معين لا يعود بمقدورهم بعده أحتمال ذوي العاهات بينهم , أن مسيرة الحياة تتابع طريقها وهي , بدون شك , لا تحتمل الذين يقفون مترددين في هذه الطريق , لقد أثبتّ لي بنفسك ولمرتين اليوم , بأن ذوي العاهات هم أشخاص مزعجون ,وأنا لا ألومك على ردة فعلك هذه , أنت هنا لأن والدي أرادك أن تكوني , هل هذا مفهوم ؟ أتمنى ألا تندمي على عودتك ألينا فأنت لم تعودي في عطلة , المدرسة أنتهت بالنسبة أليك , واللهو أنتهى بالنسبة أليّ".
" أرجوك رايك , لا تتكلم كشخص أنهزامي , أنا أعلم أنك عانيت الأمرين وأعلم أنه ليس من السهل علي أن أفهم ما يشعر به من لا يقدر على الرؤية , لكن هناك شيئا هاما ما زلت محافظا عليه: قوتك الجسدية".
" حتى متى؟ كم يستطيع الأنسان أن يصمد قبل أن يفقد عقله ؟ أنت ممرضة , أخبريني أن كنت تجرؤين؟".
" أنت منزو على نفسك وبعيد عن الناس وهذا مما يزيد من سوء حالتك النفسية ,عليك أن تخرج وتعود ألى الحياة ولو بخطة بطيئة في البداية , ألا تخرج من البيت أبدا؟ ألم تذهب ألى المدينة منذ عودتك ألى هنا؟".
" أطلاقا , وأنا لا أنوي الذهاب والأنخراط بالجموع والعصا في سدي , أنا أعي ما سيفكر به الناس , عندما يراني أحدهم سيقول في قرارة نفسه: أيها المسكين , أنا أشعر بالأسى لأجله , هذا ما سيقولونه عني , سيظنونني أنقل مرضا معديا !".
وأعترضت قائلة بحدة :
" هذا هراء!".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-11-10, 06:08 PM   #17

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

" هراء ؟ أهو كذلك حقا ؟ ". وتابع بقساوة : " عندما لمستك الليلة كنت ترتجفين كمن أصابها البرص , أذهبي وأرتدي ملابسك , هيا , يجب أن تكوني حاضرة على العشاء , لو كان لديك ذرة من المنطق لعدت بالطائرة فورا ألى أنكلترا , لم يكن لمايا الحق بأن تأتي بك ألى هنا وترميك رميا في هذه المهمة المعقدة , أنا أعرف ماذا أضبحت وأعرف كيف أصبح شكلي الخارجي , أشعر بالندوب في وجهي".
" أن هذه الندوب ليست بشعة ألى هذه الدرجة , أن عملية جراحية صغيرة ستفعل المعجزات و.......".
فقاطعها :
" وتجعل من الوحش أميرا رائعا , أسرعي يا صغيرة وألا تأخرت على العشاء".
" أنا لست صغيرة يا رايك".
" أنا أتذكرك هكذا وذاكرتي لا تزال سليمة".
" لقد تحسستني للتو وهذا لا شك جعلك تكوّن فكرة عما أنا عليه الآن , لقد كبرت".
" عندما تحسستك عرفت ما ما كنت أريد أن أعرفه , عرفت أنه عندما يلمس رجل أعمى فتاة ما , لن تكون هذه الأخيرة مسرورة بالتأكيد بسبب طريقته الفظة معها , لذلك , لا تستبقي معاملتي كمجنون , وهذا أمر أيتها الممرضة!".
" لا تتصرف كأنسان متسلط لأنني لا أطيق هذا النوع من الأشخاص!".
" لا تظني بأنني أهتم بسماع رأيك عني , ولا تدخلي في رأسك بأنني عانقتك منذ لحظات لأنني أكن لك شعور ما , أنت لم تكوني أبدا من النوع المفضل لدي".
" أنا أعلم هذا , لذا كف عن معاملتي كغبية , أنا أعلم أن الهدف الأساسي من وراء محاولتك هذه هي أباط عزيمتي لجعلي أترك المهمة الموكولة ألي حتى قبل أن أبدأ بها , وأنا لن أغادر قبل أن أنتهي من مهمتي , فليكن هذا معلوما لديك ولمرة واحدة".
أسكته كلامها لبضع لحظات , ثم عاد ليطلق العنان لضحكته الساخرة ويقول :
" يبدو أنك كبرت حقا , يا عزيزتي ".
" بالطبع , لقد كبرت يا رايك دي زالدو , هل كنت تظن بأنني سوف أصل ألى هنا خائفة ومرتعبة , لا أقوى على الدفاع عن نفسي".
" ربما , وهذا يعود ألى أنك لا تزالين طفلة صغيرة في ذاكرتي , تلبسين سروالا قطنيا وتسيرين حافية القدمين ومحلولة الضفائر , على فكرة , ماذا فعلت بضفائرك؟".
" لقد قصصتها لعلمي بأنك ستمسك بها كما كنت تفعل في الماضي".
" للأسف , كان بأمكانها أن تكون ذات فائدة هذه المرة , كنت سأمسك بها بينما تدليني على الطريق ". وتابع مقهقها : " طريقة رائعة , أليس كذلك؟".
" أن كنت لا تريد أن يقودك أحد فما عليك ألا أن تتجاوب وتتعلم كيف تتدبر أمورك , فهناك الكثير من فاقدي البصر الذين يخدمون أنفسهم ويتصرفون بطريقة رائعة".
" كم هم محظوظون ".
" رايك , أنت ذكي لدرجة تسمح لك بالتكيف بسرعة مع حياتك الجديدة".
" طريقتي القديمة في الحياة كانت تناسبني تماما , يا عزيزتي ". وتابع بوجه خال من التعابير : " كنت جنديا ممتازا وأردت أن أبقى كذلك , بحق السماء , أنت لا تفهمينني يبدو لي أنك أحتفظت بعقلية تلميذة مدرسة رومنطيقية رغم أنك أصبحت أمرأة ناضجة , لقد وصلت ألى هدفي في الحياة , لكنه تبخر فجأة , أحس كما لو أن قنبلة قد قذفت بي ألى خارج الزمن , وها أنت تأتين بحكمك الجميلة تطلقينها وكأنها تحمل الأجوبة الشافية على كل أسئلتي ومشاكلي , تطلبين مني أن أعود ألى الحياة , تفضلي وقولي لي كيف يكون هذا ؟".
تنهدت أنجي وأستنتجت بأن الوقت الآن يبدو غير مناسب للنقاش معه وتحليل الأمور , عليهما أن يعتادا على بعضهما ثانية قبل الدخول في مثل هذه المواضيع وبالعمق الكافي , عليه أن يتعلم أولا كيف يتقبلها كصديقة يأتمنها على أسراره , وهذا أمر يأخذ وقتا .
" أنت تعرف أفضل مني , في كل حال أنا ذاهبة ألى غرفتي , هل هناك من يساعدك على الحلاقة وأرتداء الملابس؟".
" نعم , بريميتيفو , ربما تذكرته , أنه من سكان هذه الجزيرة وعمل دائما لحساب والدي هنا".
" آه , نعم , لقد تذكرته".
" أنتبهي , لا تنسي ما قلته لك ,مفهوم؟".
أبتعد عنها فتنهدت تكرارا وسارت نحو الباب تاركة أياه وحيدا مع أفكاره السوداوية التي تدور بمجملها حول حياة يعتبرها أنتهت ألى غير رجعة.شعرت أنجي بالقلق والتحدي في الوقت نفسه , لم يكن بمقدورها السماح لشخص مثل رايك بالتحول ألى أنسان أنعزالي , غارق في تشاؤمه وخوفه من فقدان عقله كما فقد بصره , لم يكن بمقدورها أن تضعف أتجاهه كما العائلة التي كانت تعامله برقة وعطف زائدين لأنه الأبن الأكبر , لدرجة أن جميع أفراد العائلة يحترمون رغبته ويسهرون على تطبيقها.
أما هي فقد أعتبرت نفسها من طينة أخرى , رغم أن رايك كان يعني لها الكثير ألا أن أولى واجباتها أن تحاول أعاد النشاط ألى قواه الحيوية , التي كانت تشكل جزءا مهما وأساسيا من شخصيته.
لقد قررت أنجي أن تخوض المعركة بكل قواها وعزمت على أيقاظ رايك من سباته حتى لو أضطرها الأمر ألى أن تجعله يكرهها أو يؤذيها.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-11-10, 07:34 PM   #18

القارئة111

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية القارئة111

? العضوٌ??? » 1292
?  التسِجيلٌ » Jan 2008
? مشَارَ?اتْي » 2,392
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » القارئة111 has a reputation beyond reputeالقارئة111 has a reputation beyond reputeالقارئة111 has a reputation beyond reputeالقارئة111 has a reputation beyond reputeالقارئة111 has a reputation beyond reputeالقارئة111 has a reputation beyond reputeالقارئة111 has a reputation beyond reputeالقارئة111 has a reputation beyond reputeالقارئة111 has a reputation beyond reputeالقارئة111 has a reputation beyond reputeالقارئة111 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تسلم الأيادي على الرواية الراااائعة .... منتظرييين التكملة .


القارئة111 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-11-10, 09:06 PM   #19

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

3- الوشاح السحري

كانت أنجي تضع اللمسات الأخيرة على زينتها حين قرع جرس العشاء وسمع صوته في كافة أرجاء الفيللا .
لم يكن هذا الصوت غريبا على أنجي أذ سمعته سابقا كل مساء خلال أيام عطلتها الماضي , تذكرت كيف كانوا يتسابقون من الطابق العلوي ألى غرفة الطعام في الأسفل , وكل منهم يريد أن يكون أول الواصلين ألى المائدة , حيث دون كارلوس يوبخهم على سوء تصرفهم والضحكة تعلو وجهه قائلا:
" أن من يراكم يعتقد , للوهلة الأولى أنكم لم تتناولوا طعاما لعدة أيام , أن شهيتكم تذكرني بشهية الجنود العائدين من مسيرة تدريبية !".
تبسمت أنجي بينما كانت تثبت عقد اللؤلؤ الذي أهداها أياه كارلوس دي زالدو بمناسبة عيد الميلاد الأخير الذي أمضته هنا , ثم تحسست رداءها الطويل , البسيط التصميم بلونه العنابي الرائع الذي يناسب لون بشرتها وشعرها تماما , مما أضفى على مظهرها هدوءا هي في أمس الحاجة أليه , وفيما هي خارجة من الغرفة ألقت نظرة على الباب المجاور , كانت تكره فكرة وجود رايك وحيدا يتناول عشاءه في ظلام دامس , لكنه كان من الأفضل أن تتركه هكذا لهذه الليلة فقط , فقد يصبح في الغد أكثر قبولا لفكرة وجودها قربه , أما الآن فما زال غاضبا لأنه تأكد من ضرورة وجود ممرضة ألى جانبه.... نزلت أنجي من الطابق العلوي عبر الدرج الخشبي الرائع ألى الطابق الأرضي.
كان في أنتظارها , في ملابس العشاء الرسمية , رافعا رأسه الرمادي الشعر بفخر , فأنفرجت أساريرها , أذ أحست بأن الفترة التي أمضتها بعيدة لم تكن طويلة , كان هذا الرجل كارلوس دي زالدو حاكم الجزيرة العام , وقفت تتأمله قليلا ولاحظت بأنه أورث رايك قوة تعابيره , والأختلاف الوحيد الظاهر بين وجهيهما يكمن في قدرة عيني دون كارلوس على الرؤية , وبحيوية وبريق مشع يعكس عيني رايك , بادرها الحاكم بالقول :
" يا طفلتي العزيزة ". وأستطرد ممسكا بيدها : " كم أنا سعيد برؤيتك ثانية , لقد كبرت وأصبحت فاتنة ! منزلي هو منزلك فأهلا وسهلا بك بيننا ".
وأنحنى على يدها مقبلا , ما أن لامستها الشفتان حتى أحست بالحيوية التي تميز دون كارلوس عن باقي الرجال الذين في مثل سنه .
" أنا سعيدة برؤيتك ثانية , يا سيدي ". وتابعت بفخر : " كنت أتمنى أن أعود ألى هنا كزائرة لا كممرضة".
فنظر أليها بأسى وقال :
"آه , نعم , لقد قابلت ولدي , أليس كذلك ؟ ما هو الأنطباع الذي كونته عنه؟".
" أنه يتهرب من مواجهة الواقع ويحاول أبقاء نفسه , وحيدا وبعيدا , بصراحة هذا أسوأ ما يمكن أن يفعله , أعتقد أن أولى واجباتي ستكون بأقناعه في الخروج ألى بعض النزهات في الجزيرة لكي يعتاد على عالمه الجديد , أنه ذو أنفة , كما تعلم , وهو خائف من مشاعر الشفقة والخوف التي يكنها الناس للأعمى , هذه المشاعر ليست رفضا , كما يجب أن يعتقد , وأنما هي تنبع من خوفهم عليه ".
أمسك دون كارلوس بيديها وقربها منه قائلا :
" أرى أنك فكرت مليا في الموضوع , يجب أن يكون هناك أمل في شفائه , رايك هو أبني وأشك أن تكون لدي القدرة على مواجهة هذه الكارثة".
" أن كان فقدان البصر نهائيا , فعليك مواجهة الأمر عاجلا أم آجلا , لقد تكلمت بدون شك مع الجراح الذي أجرى العملية لأبنك , هل أخبرك بأن هناك أملا في الشفاء؟".
جال دون كارلوس ببصره في الغرفة وهز رأسه وهو يقول:
" أن الأطباء يغيظونني كثيرا , فهم يتهربون من الأجابة على أسئلة دقيقة وحساسة تطرح عليهم , لقد أخبروني بأن رايك محظوظ لبقائه على قيد الحياة لأن بعض شظايا القنبلة قد أخترقت الدماغ والجرّاح لم يكن واثقا من النتيجة , سمحوا لي بأحضاره ألى المنزل لكنهم أشترطوا علي وجود ممرضة مقيمة معه هنا , فأقترحت مايا أسمك فورا على أعتبار أنك أفضل من يتولى هذه المهمة , وكان من حسن حظنا أن ظروفك سمحت لك بأن تأتي , أنا ممتن جدا , أنجيلا , لرغبتك الصادقة في مساعدتنا في هذه الظروف العصيبة التي نمر بها".
فأبتسمت بشحوب وكاد التأثر يدفع بها ألى البكاء:
" ولم الأصدقاء أذن يا سيدي؟ تأكد بأنني سأبذل قصارى جهدي من أجل جعل رايك يتكيف مع واقعه الجديد".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-11-10, 01:45 AM   #20

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

" يا ألهي , لماذا كان يجب أن يحدث هذا لرايك ؟ ما هو العمل السيء الذي فعلته لك يا ربي؟ لقد خاض أبني معارك طاحنة وحاز على رتبته العسكرية بالعرق والدم وحمل أوسمة الشجاعة , أن هذه العاهة التي يصارعها الآن تكاد تحطمه يا أنجيلا , أن كل الأشياء التي يفضلها تحتاج ألى قوة ومهارة بدنية ...... هل تعلمين بأنه حمل لقب أستاذ سلاح ؟ هل تعلمين كيف كان يسبح؟ وهل تعلمين أن .... يا ألي , أن ما حدث يكاد يخنقني يا أبنتي".
" لكنه ما زال قادرا على السباحة يا سيدي , أن المحيط لا عوائق فيه كحياتنا المكتظة بالبشر والآلآت , هذه مشكلة بسيطة يمكن حلها سريعا".
" نحن لم نفكر هكذا في البداية ".
وتابع بأبتسامة حزينة : " نعم يا أبنتي , لكن السباحة ليست كل شيء , لقد كنت طموحا جدا في ما يتعلق بمولودي البكر , وأنا أتساءل الآن أذا كانت هذه هي خطيئتي , وخطيئة الزهو والتباهي".
" أؤكد لك بأنك تستطيع أن تتباهى وتفخر بأولادك جميعا يا سيدي".
" تماما, ألا أن مايك كان البكر وجاء حاملا معه كل ما يتمنى الأب أن يراه في أبن سيحمل أسمه ويرث شجاعته وأندفاعه كأندفاع مصارع ثيران , أنا أحب أبني الثاني سيب كثيرا لكنه قرر الأنتماء ألى عالم الفن رغم أنني لم أحاول أبدا أن أتدخل في حياته , ألا أن ما أراه غريبا هو أن يختار أبني مهنة صناعة الأفلام ".
" لقد أثبت سيب أنه ناجح في صناعة الأفلام , وهو يتمتع بمركز مرموق جدا في هذا المجال في أنكلترا وأنا شخصيا أسر بالأفلام الناجحة , ثم , ألا تعتقد معي يا سيدي , بأن الأفلام تحتوي على قدر أقل من الوحشية الموجودة في مصارعة الثيران؟".
" آه , أنها الأنكليزية التي تكره مصارعة الثيران , لا تنسي يا عزيزتي بأنهم لا يزالون يصطادون الأيل في بلدك , أود أن أسمع رأيك حول هذا الموضوع".
وأجابته فيما كانت عيناها تعكسان كرها للذين يستعملون الحيوانات والناس في تسليتهم الشخصية , فقالت :
"أنا أكره هذه التصرفات , أننا نعيش في عالم قاس لا يرحم , وبعض الناس ينسى أو يتناسى أن كل المخلوقات لها شعور ".
" يبدو لي أننا ومايا أحسنا صنعا بدعوتك ألى هنا".
وأطرق ثم تابع بالأسبانية :
" أنت ملاك سماوي , هذه عبارة نستعملها نحن الأسبان في وصف أنسان رقيق القلب وأنيس المعشر , بدون شك أنت تعرفين لغتنا , ما أذكره هنك أنك تربيت , كأولادي تماما , على محبة الله ورسله وأنبيائه , أنت تؤمنين بكتبه وتعملين بتعاليمه , أليس كذلك ؟".
" تماما , وخاصة أن مهنتي كممرضة تفرض علي أن أحيا مع المرضى في أحزانهم وآلامهم لذلك فأنني أستعين بأيماني بالله عندما تواجهني متاعب ومصاعب , وصدقيني , كثيرا ما واجهتني مشاكل وصعوبات , وكنت أتغلب عليها دائما بفضل أيماني ".
" رغم كل هذا , أنا متأكد من أنك تقرين ببعض الخطايا ككل أنسان على وجه الأرض".
" آه , من هذه الناحية , أنا أوافقك الرأي , فأنا لا أحيا بأسمي تماما , وأكره أن أكذب على الناس وأظهر لهم على غير حقيقتي ".
" أنا أظن بأن رايك يوافقك على هذا الرأي , ألا تعتقدين ؟".
" تماما , سيدي".
لعدة دقائق بقيت أنظار أنجي معلقة بدون كارلوس, لقد بدت يافعة , حساسة ورفيعة القامة بعكس دون كارلوس الواقف أمامها والذي كان مثلا حيا للذكور اللاتينيين.
" تعال معي , أريد أن أريك شيئا".
أمسك بها من يدها وسار وأياها عبر القاعة ألى حيث علقت لوحة زيتية كبيرة , كانت اللوحة جميلة جدا , مرممة في بعض أجزائها , وتمثل تنينا أسطوريا ووحيد القرن وفتاة بيضاء مقيدة ألى شجرة وأكليل من الورد الأحمر يعلو رأسها .
" لقد أشتريتها منذ عدة سنوات ". وتابع وهو ينظر ألى اللوحة بعينين مغمضتين : " اللوحة تمثل البراءة المهددة , أمرأة تتنازعها عاطفتان : الرغبة والطهارة , أن التنين يرمز ألى الرغبة فيما وحيد القرن يرمز ألى الحبيب البعيد المنال , لقد أشتريت هذه اللوحة لمضمونها ولأعتقادي بأنها تشكل بتعليقها هنا مفاجأة سارة لكل من يراها للمرة الأولى , ماذا تعتقدين؟".
" هذا رائع يا سيدي".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:52 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.