آخر 10 مشاركات
ساحرتي (1) *مميزة , مكتملة* .. سلسلة عندما تعشق القلوب (الكاتـب : lossil - )           »          ندوب من الماضي ~زائرة~ || ج2 من وعاد من جديد || للكاتبة: shekinia *كاملة (الكاتـب : shekinia - )           »          1060 - زهرة الربيع - ناتالي فوكس - د ن (الكاتـب : hAmAsAaAt - )           »          حَــربْ معَ الــرّاء ! (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة حـــ"ر"ــــب (الكاتـب : moshtaqa - )           »          سحر جزيرة القمر(96)لـ:مايا بانكس(الجزء الأول من سلسلة الحمل والشغف)كاملة إضافة الرابط (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          16- انت وحدك - مارغريت ويل - كنوز احلام القديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          لا زلت صغيرة - كاثرين جورج (الكاتـب : ΜāŘāΜ ~ Ś - )           »          أسيرتي في قفص من ذهب (2) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          خائف من الحب (161) للكاتبة : Jennie Lucas .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          أترقّب هديلك (1) *مميزة ومكتملة* .. سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-11-10, 05:11 AM   #1

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
B10 476 - درب الجمر - تريش موراي - أحلام الجديدة (كتابة فريق الروايات المكتوبة / كاملة* )








( درب الجمر )





476





( عدد جديد )







تريش موراي























الملخص








إنه لا يزال ينظر إليها كواحدة من النساء اللواتى يبحثن عن الذهب . زاين باستيانى يظن أنها حاولت أن تسلب والده كل ما قدرت عليه . وترددت روبى ز وللحظات قليلة بدت لها إمكانية الرحيل والهروب من هذا الخطر المحدق . أمرا فى منتهى الروعة . إنها لا تريد العمل بجانب زاين فهذا مخيف . ولكنها تفضل الموت على السماح له بأن يدفعها للرحيل .





قالت له : " أنت لم تفهم ما قلته . أنا لا أريد مالك . لا يمكنك شراء حصتى وإبعادى عن الشركة . "





- لكل شخص ثمنه .





رفعت روبى نظرها إليه وابتسمت : " إذا ربما عليك مواجهة واقع أنك لا تستطيع تحمل ثمنى "





قال محذرا : " لن تبقى . لن تتحملى البقاء عشر دقائق بعد عودتى من لندن . هذا إذا بقيت حتى ذلك الوقت . عندها ستتوسلين كى أشترى حصتك لتغادرى ... لتأخذى المال وتهربى "





كورت روبى شفتيها قبل أن تجيبه : " ما من سبيل لأبيعك حصتى . أفضل الموت على أن أتركك تتحمل مسئولية هذه الشركة "









رابط كتاب الرواية :

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي








كل الشكر لعضوات الفريق اللى قاموا بكتابة الرواية :




بنوته عراقيه - taman - *فوفو*






تنبيه هام :


غير مسموح بنقل أي رواية مكتوبة عن طريق فريق الروايات الرومانسية المكتوبة لمنتدي آخر لا أحلل من يقوم بذلك ونسب مجهود كتابة الرواية لنفسه




ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 04-12-17 الساعة 10:59 PM
* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-11-10, 05:13 AM   #2

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
افتراضي


1 – عودة مفاجئة

مشى زاين باستيانى بسرعة على الإسفلت فى مطار بروومى الدولى ، فشعر بالرطوبة التى تميز فصل الأمطار المتأخرة تطبق عليه بشدة . رفع نظره إلى السماء بإنزعاج ، إلى حيث تنبعث هذه الحرارة بقسوة وبلا رحمة . نسى أن الطقس هنا يتميز بالحرارة الشديدة . كما غابت عن ذاكرته أمور أخرى أيضا ، مثل السماء الزرقاء الباهرة ، الهواء العابق بطعم الملح والنور الساطع . تسع سنوات عاشها فى طقس لندن الغائم ، حيث الأبنية الرمادية الأسمنتية غيرته تماما ، حتى إنه يشعر الآن بالغربة فى بلده الأم .

تسع سنوات !
من الصعب عليه التصديق أن هذه الفترة الطويلة مرت منذ أن غادر ، وليس لديه إلا إسمه والاقتناع الراسخ بأنه سيحوله إلى إسم كبير لامع . لم يضيع دقيقة واحدة من وقته ، وهو الآن يملك شقة تطل على البحر فى تشلسى ، وشاليها فى كلوستر ، ويحتل مركز رئيس لجنة أكبر مصرف للتجارة فى لندن ، ولا شك أنه على أفضل حال .

فى كل يوم من تلك السنوات التسع راح ينتظر إتصالا هاتفيا من والده يعترف له فيه أنه أخطأ ، لكن عندما وصل الاتصال أخيرا ، لم يأت من والده على الإطلاق . أكد له الطبيب المتصل قائلا : " حالته ليست خطرة ، لكن لورانس طلب رؤيتك "

فى الواقع ، تعرض والده لأزمة قلبية ، لكن بعد تلك القطيعة بينهما ، فلا بد أن أى طلب منه يستحق الاستجابة . أستقل زاين أول طائرة مغادرة من لندن إلى أى مكان يجعل الوصول إلى المنطقة النائية فى شمال غرب أوستراليا أسهل وأسرع . أمنت له بطاقته المالية البلاتينية كل التسهيلات الممكنة . حرك زاين كتفيه ليريح رقبته وظهره ، مستجمعا كل ما لديه من قوة من أجل لقاء والده مرة أخرى .

عندما كان زاين مجرد فتى يافع ، كان لورانس باستيانى أكبر من الحياة ذاتها . لطالما كان الرجل الكبير صاحب الرأى السديد والأفكار الهامة ، التى لم تضعف أو تستسلم يوما ، كما يحصل للأشخاص العاديين . بدا من المنطقى ألا يتوقف عن العمل إلا جراء الإصابة بأزمة قلبية . لكن حتى لو حدث معه ذلك ، فمن المستحيل أن يتصوره زاين الآن مستلقيا على سرير فى المستشفى . لابد أن والده سيكره ذلك ، ومن المحتمل أنه خرج من المستشفى الآن ، وعاد إلى المنزل .

داخل قاعة الوصول ، راحت المراوح فى السقف تدور ببطء فوق الرؤوس ، وبالكاد تبعث لفحات هواء خفيف باتجاه المسافرين المتعبين ، الذين بدأوا بالتجمع حول مركز وصول الحقائب .
حقيبته الجلدية التى ملأها على عجل وصلت أولا . مد زاين يده وأخرجها من عربة الحقائب ، ثم إتجه إلى المخرج ، ليصل إلى حيث تنتظر سيارات الأجرة ، وقد غزداد بشدة إحساسه بقميصه القطنية الناعمة التى أصبحت أكثر ثقلا بسبب العرق .

كم يحتاج من الوقت ليتمكن من التأقلم مجددا مع طقس برومى الاستوائى ، بعد مرور تلك السنوات عليه ؟ الأمر غير هام فعلا ، هذا ما فكر به بضيق وهو يصعد إلى سيارة الأجرة ، ويقول بنبرة آمرة ومقتضبة للسائق إلى أين يريد الذهاب . سيعود إلى لندن فى أقرب فرصة ممكنى وقبل ان يحظى بأية فرصة للتأقلم .


* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-11-10, 05:17 AM   #3

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
افتراضي


2- صفعة فى القلب

غادر فريق الإنقاذ ، وتمت إزالة الأنابيب والحقن ، وأطفئت كل الآلات . يا للغرابة ! لكم كرهت روبى هذه الأصوات الدائمة للأجهزة خلال الأيام الأخيرة ، والتى تذكرها بتدهور صحة لورانس . اما الآن ، فى هذه اللحظة بالذات ، روبى كلمنجر مستعدة لأن تعطى اى شئ لتسمع تلك الضجة من جديد .... أى شئ يبعدها عن هذا الصمت المميت فى الغرفة ... أى شئ على الإطلاق ، إن كان هذا يعنى أن لورانس ما زال حيا قربها ، لكن لورانس رحل .....

شعرت بعينيها متورمتين ، وهما تحرقانها بشدة ، لكنها لم تتمكن من ذرف الدموع بعد ، لأن من الصعب عليها أن تتقبل الأمر . إنه لأمر ظالم جدا ، فلورانس باستيانى ما زال فى الخامسة والخمسين ، وما زال شابا ليموت فى عمر مبكر كهذا ، لا سيما أنه يملك رؤية وطاقة سمحتا له بأن يقود أكبر عمليات اصطياد اللؤلؤ فى العالم من البحر الجنوبى . حتى الآن ما زال يبدو وكأنه نائم ، وما زالت يده دافئة بين يديها ، لكن صدره لم يعد يرتفع ويهبط تحت الغطاء ، ولم تعد رموشه تتحرك كما لو أنه يحلم ، ولم يعد هناك اى إستجابة للضغط على أصابعه .

تركت روبى رأسها يسقط إلى الأمام فوق صدرها ، وضغطت على جفنيها بقوة محاولة أن تتخطى اليأس العميق فى داخلها . لكن المنطق تخلى عنها الليلة بسرعة ، تماما كسرعة رحيل لورانس غير المتوقع ، والآن كل ما تستطيع التفكير به كلماته الأخيرة لها ... تلك الكلمات التى همس بها وكأنه يختنق . ضغط بأصابعه بسرعة على يدها ،وتمكن من الهمس قائلا : " اهتمى به ... أعتنى بزاين ، وقولى له إننى آسف "

بعد لحظة تبدل صوت الجهاز إلى صوت واحد مستمر ، فشعرت روبى بالرعب على الفور . بعدئذ فتحت أبواب الغرفة باضطراب لتدخل الآلات على عربة ، وبحركة سريعة تم إخراجها من الغرفة .

عندما سمحوا لها بالعودة كان الأمر منتهيا ، ولم تحظ بفرصة لتسأله ما الذى قصده بقوله ، ولماذا يجدر بها أن تعتنى بابنه الذى لم يزعج نفسه بالاتصال منذ عدة سنين ؟ أو لماذا شعر لورانس أنه هو من عليه الاعتذار عن هجران إبنه له ؟ كما أنها لم تحظ بفرصة لتسأل لورانس لماذا يتوقع منها أن تكون المسئولة عن إبنه . لم يكن لديها الوقت لتمعن التفكير بالابن المدلل ، فبعد الطريقة التى تخلى بها عن والده ، زاين ليس مهما بالنسبة لها . إنها الآن تعانى من خسارتها لمعلمها المخلص ، فهو بمثابة الأب لها والملهم لأعمالها .... والأهم من ذلك كه أنها فقدت صديقا عزيزا .
همست ونبرة صوتها ترتجف من شدة الحزن : " آه .... لورانس ! سأفتقدك كثيرا "

فتح الباب وراءها ، فشهقت وتنفست بهدوء . يتنظر فريق العمل منها أن تغادر ليتمكنوا من إنهاء الأعمال المطلوبة . قالت وهى تستدير نحو الباب : " احتاج إلى عدة لحظات بعد ، إن كان ذلك ممكنا "

لم تتلق أية إجابة على الفور ، ولم تلاحظ إغلاق الباب ثانية ، راودها شعور غريب من الضيق زحف إلى أعصابها . تصلب ظهرها كردة فعل لما تشعر به ، وشعرت بوخز فى ذراعيها .
- أفضل أن أبقى مع والدى بمفردى

ادارت روبى رأسها بسرعة إلى حيث يقف صاحب النبرة الباردة كالثلج ، وللحظة قصيرة شعرت بقلبها يدق بعنف لأنها تعرفت عليه ، لكن الحقيقة عادت لتسيطر عليها وتبعد تلك اللحظة من الفرح الزائل . آه ! هاتان العينان اللتان تحدقان بها تشبهان عينى لورانس . إنهما بلون الكراميل الداكن نفسه ، أما الرموش الكثيفة المحيطة بهما فتتمتع بالجاذبية نفسها أيضا . آه ، لا ! هنالك فرق بين هاتين العينين وعينى الرجل الأكبر سنا ، فالأخيرتان مليئتان بمزيح من الحب والاحترام وزاويتاهما تتجعدان جراء الضحك لسماع نكتة لامعة أو بفرح طبيعى عند اكتشاف حبة لؤلؤ رائعة ، أما العينان اللتان تنظران إليها الآن فباردتان ومتعجرفتان .

أدركت أن انطباعها الأول عن زاين هو تحذير شديد ينذر بالخطر . حسنا ! حتى لو كان ابن لورانس ، فهذا لا يجعل منه صديقا لها . لغة جسده تظهر قسوته بمنتهى الوضوح . وقفته الجامدة تنضح بالعداء ، وكذلك وجهه القاسى غير الحليق وشعره الأسود الأشعث القصير . إنه يقف على الأرض وكأنه يملكها ، اما ثيابه التى هى عبارة عن سورال جيبنز يتناقض لونه الأسود لون قميصه البيضاء فلم تخفف من حدة ملامحه . على العكس من ذلك فهى تظهر بقوة بشرته السمراء وملامحه القاسية . إنه يرتدى القوة والسلطة وكأنهما ولدتا معه .

دفعت روبى ظهرها المتصلب إلى الوراء على كرسيها ، بينما راحت نظرته الباردة تجول عليها . عندما وصل فى تحديقه إلى حيث تضع أصابعها ، لاحظ أنها ما زالن ملتفة حول يد والده . شعرت المرأة بموجة من الاعتراض والانزعاج تندفع منه نحوها ، لكنها أبقت يديها مكانهما عمدا . لديها الحق بأن تكون هنا حتى لو لم يعجبه ذلك ، وهو غير راض على وجودها على الاطلاق كما هو واضح . مع ذلك . ومهما كانت أخطاؤه ، فإن جزءا منه يتألم أيضا . مع أن الرجلين لم يتكلما مع بعضهما لسنوات عدة ، فموت والده ما زال يشكل صدمة كبيرة عليه . قبل يوم واحد فقط توقع الأطباء أن يشفى لورانس تماما ، لذا عندما أستقل زاين الطائرة من لندن ، لم تكن فكرة موت والده احتمالا مطروحا . حتى لو كان منحوتا من الغرانيت ، لابد أن يتأثر بما أكتشفه عند وصوله . لا يمكن لأحد أن يكون بهذه القسوة . لا أحد يمكن أن يكون مجردا من الاحساس .

قالت ، محاولة أن تبعث بعض الحرارة فى هذا الجو البارد القاتم بينهما : " لا بد أنك زاين ! أنا روبى كلمنجر . كنت أعمل مع والدك "

أجاب بسرعة : " أعلم من أنت "

رمشت روبى بعينيها ، وتنفست بهدوء . على الفور تذكرت افتراضاتها السابقة . يبدو أنه حقا قاس جدا ومجرد من الاحساس . أصرت على المحاولة من جديد . عليها أن تفعل من أجل لورانس . حتى لو كانت لا تهتم البتة لزاين ، فهى تريد تحقيق آخر أمنية للورانس بكل ما أوتيت من قوة ، هزت رأسها ، وقالت بإصرار : " يؤسفنى ما حدث لوالدك . أراد بشدة أن يراك ، لكنك تأخرت كثيرا "

ضاقت نظرة زاين وهو يحدق بها ، فلاحظت بقوة كما تبدو عيناه ثاقبتى النظرات .
كرر قائلا : " تأخرت كثيرا ؟ آه ! بالطبع ، يبدو الأمر كذلك بوضوح من حيث أقف "

ارتجفت روبى بسبب الجو الجليدى السائد حولها ، وتساءلت لماذا يساورها إنطباع غريب بأنه يتحدث عن أمر يتعدى موت والده غير المتوقع . حاول زاين بقوة أن يسيطر على توتره المتصاعد . كان عليه أن يعلم أنه سيراها هنا ، فهو لم ير ثورة واحدة لوالده فى السنوات الأخيرة إلا وهذه المرأة متأبطة ذراعه . روبى كلمنجر ، شريكة والده الدائمة ، ويده اليمنى . لطالما كان والده معجبا بالنساء الجميلات ، وبالنظر إلى هذه المرأة الجميلة تأكد زاين أنه لم يتغير . أما هو فكل ما يريده الآن من هذه المرأة هو ان تخرج من هنا . تحمل مشقة السفر لأكثر من أربع وعشرين ساعة لكى يرى والده وجها لوجه . وهو لا يريد أن يشاركه هذه اللقاء أى كان ، فكيف بامرأة مثلها .

أخيرا بدا كأنها فهمت الملاحظة . خفت شرر الشجار الذى لمع فى عينيها الزرقاوين وهى تنهض عن الكرسى ، تحركت ببطء واحتراس ، وكأنها بقيت جالسة لفترة طويلة . لكنها لم تبتعد عن السرير ، فيما تحركت تنورتها الرقيقة إلى ما فوق ركبتيها .

بالرغم من الارهاق والتعب الذين يسيطران عليه من جراء تحمل مشقة السفر ، لم تستطع عينا زاين إلا أن تلاحظا رشاقة جسمها ورقة ملامحها . من الواضح ان صفاتها لا تتوقف هنا ، فهى تتمتع ببشرة ذهبية تنضح بالانوثة وبعينين زرقاوين تحيط بهما رموش سوداء كثيفة ، بالإضافة إلى شفتين مكتنزتين ، لا عجب أن والده كان يبقيها دوما إلى جانبه . تحجرت المرارة فى أعماقه ككتلة من الرصاص . لابد أنها تصغر لورانس بثلاثة عقود على الأقل . مع امرأة بمثل هذا الجمال لا يمكن لوالده أن يتحمل أكثر ، فالأزمة القلبية التى أصابته هى أمر محتم . وقف زاين يراقبها بصمت ، فيما رفعت روبى اليد التى تمسك بها وضغتها على شفتيها برفق قبل أن تضعها إلى جانب لورانس . بعدئذ مالت فوقه ومررت إبهامها على جبهته .

راقبها زاين وهى تحنى رأسها ، فيما انتشرت خصلات شعرها على ظهرها وكتفيها وهى تطبع قبلة على خد والده للمرة الأخيرة .
سمعها تهمس : " وداعا ، لورانس ! ساحبك إلى الأبد "

أصابته كلماتها بصدمة قوية فى أعماقه المليئة بالضغينة والعذاب . تلك الضغينة وذاك العذاب اللذان رافقاه طيلة فترة عمله فى أكبر الشركات فى أوروبا . لا شك أنها تقوم بهذا العرض لأجله ، فهو يعلم تماما ما الذى يستطيع الناس القيام به عندما يتعلق الأمر بالثروات . على اى حال ، روبى كلمنجر موظفة فى شركة باستيانى لتجارة اللؤلؤ ، لكن لا شك أن أعمالها تمتد إلى أبعد من تصميم المجوهرات كما هو واضح . بالطبع هى تعلم أن الشركة تساوى مئات ملايين الدولارات . أهذه هى طريقتها فى المطالبة بالحصول على الشركة بعد رحيل لورانس ؟ شعر زاين أن المرارة تتصاعد من أعماقه حتى حلقه ، فقال بنفاد صبر : " هذا مؤثر ! والآن ، إن كنت إنتهيت ؟ "

تصلب ظهر روبى وتجمدت فى مكانها للحظة قبل أن تمد يدها إلى خد لورانس للمرة الأخيرة ، بعدئذ استدارت ، وبالكاد رمته بنظرة من عينيها الزرقاوين ، ثم مرت قربه وخرجت من الغرفة . انتشر عطرها فى الغرفة وهى تسير . إنه عطر ناعم خفيف لطف أجواء المستشفى التى تفوح فيها روائح المطهرات .

زفر زاين إحباطه بصوت عال وهو يتحرك ليقترب من السرير الذى يستلقى عليه والده . إنه متعب ويعانى من إرهاق السفر ، كما أنه غاضب جدا ، فالسباق الذى خاضه مسافرا حول نصف الكرة الأرضية ذهب سدى من دون أى طائل ، وهو الرجل الذى يفخر دوما نه يسبق الموعد النهائى فى كل أعماله . حقيقة انه خدع هذه المرة تمزقه وتؤلمه حتى العظم . أما الأسوا من ذلك كله فهو إدراكه مع كل ما يجرى من حوله ، أنه ما زال يترنح بسبب رائحة عطر آخر امرأة يمكنه أن يفكر بها ، وهى عشيقة والده !
* * * * *

- أتريد أن أوصلك إلى المنزل ؟

وقفت روبى خارج غرفة لورانس لمدة عشرين دقيقة بانتظار خروج زاين . عندما فعل ذلك أخيرا ، تجاهلها وسؤالها متعمدا ، وأتجه مباشرة نحو مكتب الممرضات ليتحدث مع المفريق الطبى . لو عاد الأمر إليها لما أهتمت مطلقا له . ما همها أين سيقيم أو كيف سيصل إلى مكان إقامته ؟ أمنيتها الوحيدة هى أن يبتعد ويختفى ، لكن طلب لورامس بقى يتردد فى رأسها : أعتنى بزاين ! التمس لورانس ذلك منها . إن كان هو قادرا على إظهار حبه لإبن لم يزعج نفسه بالاتصال به طوال تلك الفترة ، فهى على الأقل تستطيع أن تكون لبقة معه ، ولو من أجل لورانس فقط .

أبتعد أحد العاملين بالمستشفى ، ليعود بعد قليل حاملا حقيبة من داخل غرفة الممرضات سلمها إليه . إذا ، أتى زاين مباشرة إلى هنا من المطار ، وهو بحاجة إلى من يقله إلى منزله . نهضت روبى عن الكرسى محاولة أن تنسى كم تكره هذا الرجل ، وكررت قائلة : " أتساءل إن كنت ترغب فى أن أوصلك إلى المنزل "

استدار زاين لمواجهتها ، فيما بدت ملامح وجهه أكثر قساوة وهو يرمى بالحقيبة إلى ما وراء كتفه . حركته تلك أبرزت صدره العريض ، عارضه بوضوح قوة عضلات ذراعيه . مع أن قامته مشابهة لقامة والده ، لكنه يفوقه طولا ويبدو أكثر قوة مما كان عليه لورانس يوما . شعرت روبى بنفسها صغيرة بقربه .

- سمعتك .

- وما رأيك ؟

- أستطيع الذهاب فى سيارة أجرة .

- لا جدوى من ذلك ، ما دامت ذاهبة إلى هناك ، فى مطلق الأحوال .

- أحقا ؟

رفع حاجبيه ، بينما لمعت عيناه ، وبدا وكأنه أحرز نصرا ما وهو يتابع : " ولماذا تفعلين ذلك ؟ "

ترددت روبى للحظة ، فالاتفاق الذى كان بينها وبين لورانس والذى تم كأنه أمر طبيعى ، بدا فجأة كأنه يدق أجراس الانذار حولها ز الأمور ستتبدل قريبا جدا ، فمشاركة المنزل مع لورانس الذى كان بمثابة والد لها بدت أمرا طبيعيا ومناسبا ، أما مشاركة المنزل مع إبنه فأمر مختلف تماما ، لا سيما أنه يظهر عداوته الصريحة . شعرت روبى بالمرارة تجتاحها وتظهر على خديها وهى تجيبه متلعثمة : " لأننى ... أعيش هناك "

لوى زاين شفتيه باستهزاء وهو يفكر : عشيقة فى المنزل !

قال : " يبدو ذلك مريحا وملائما ، لا بد ان أبى استمتع برفقتك "

رفعت روبى ذقنها إلى الأعلى ، واستمرت فى التحديق بعينيه وهى تجيب : " والدك رجل رائع ، كنا نتشارك صداقة قيمة جدا "

علق زاين بلا اكتراث : " لا شك بذلك "

آخر علاقة كلفت لورانس احترام إبنه له والانفصال الكامل بينهما كأب وابنه ، لذا فإن زاين مصمم على عدم السماح لهذه العلاقة بأن تكلفه أى شئ .
* * * * *

صحيح أن المسافة قصيرة بين المستشفى والمنزل ، لكن الهواء البارد فى سيارة البى أم دبليو جعل الرحلة فى داخلها أفضل من السير . أمضى زاين الرحلة القصيرة محدقا إلى الخارج من النافذة ، ليعاود التعرف على المنطقة المجاورة للمنزل ، ومحاولا أن يتجاهل العطر الذى يذكره بصاحبة هذه السيارة بالتحديد ، ورفيقته فى الرحلة . لحسن الحظ أنها لم تتكلم ، فلديه الكثير من الأمور التى يجدر به أن يتعاطى معها بدلا من الاستمرار فى الشجار ، كما أنه يشعر بآلام حادة فى مختلف أنحاء جسده بسبب الإرهاق الذى لحقه جراء الرحلة الطويلة والخسارة غير المتوقعة . ذلك كله يسيطر عليه ويخدر حواسه وفكره . هناك أمران مؤكدان : الأول أن أباه مات ، أما الثانى فهو أن حياة زاين باستيانى تبدلت بشكل جذرى ، لكن هناك إمكانية ضئيلة فقط بان تكون قد تبدلت للأحسن .

وجهت روبى السيارة إلى الطريق الخصة للمنزل ، وأوقفتها أمام بيت منبسط قديم الطراز . كان هذا المكان منزل زاين خلال السنوات العشرين الأولى من عمره . خرج من السيارة ببطء ، وهو يشعر فجأة بدفق من الحرارة لا علاقة له مطلقا بحرارة الشمس المشعة وهو ينظر إلى المبنى . بنى المنزل فى العام 1920 عندما كانت أصداف اللؤلؤ توازى ثقلها ذهبا ، وهؤلاء الذين يملكون قوارب صيد اللؤلؤ كانوا كالملوك . أحيط المنزل بشرفات واسعة ، تدعو الهواء المنعش البارد لدخول المنزل عبر نباتات وأزهار البوغنفيلية التى اغطى السياج المتشابك . بدا المنزل فارغا من الداخل .


* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-11-10, 05:21 AM   #4

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
افتراضي

تحركت المرارة فى جرح بالكاد شفى بالرغم من كل السنين الماضية . لطالما أحبت والدته هذا المنزل ، فالجدران المغطاة بالنباتات والغرف ذات السقوف العالية والبلاط الخشبى ، كذلك النوافذ الواسعة بنيت لتسمح للنسيم العليل أن يطوف فى أرجائه . كما أنها أحبت الحدائق الاستوائية التى تحيط به ، والتى توشك أن تتحول إلى غابة تخفى المنزل .

لولا تشذيبها والاعتناء بها بشكل دائم . وشعر بشئ يتصلب فى أعماقه . شعر به يكبر ويكبر حتى فتت قلبه ، تمتم كأنه سيختنق : " أهلا بعودتك "

- هل انت بخير ؟

أمتص زاين كلماتها أكثر مما سمعها ، وبدا هذا عنصرا إضافيا جعله يستعيد الذكريات التى جذبته من جديد إلى الماضى . قال من دون تفكير كأنه يسرد قصة سمعها مرارا من أمه : " اشترى جدى هذا المنزل من احد أكبر أسياد اللؤلؤ . كان لورانس حينها طفلا ، وكانت صناعة اللؤلؤ فى تراجع . وضع جدى كل ما يملكه فى إنشاء ثقافة وتكنولوجيا جديدتين لصناعة اللؤلؤ . كان حلمه أن يصبح الأول فى جيل جديد من أرباب هذه الصناعة "

قالت : " هذا ما فعله بالتحديد ، فجدك ولورانس تركا ميراثا كبيرا ، ولؤلؤ باستيانى الآن يساوى ثروة "

مرت كلماتها كالسكين فى أفكاره ، مقطعة إياها إلى شظايا ، فأعاد إهتمامه إليها محدقا بها .
ما بال هذه المرأة ؟ آنى لم تكن تستطيع التوقف عن التفكير بالمال أيضا ، حتى فى آخر موعد غير متوقع لهما ، وذلك قبل يومين فقط من رحيله البائس من استراليا ، والذى تبين الآن أنه لا جدوى منه . دفعته للتعويض عليها كى تقتنع أن علاقتهما انتهت ، وعندما ضحك بصوت عال بدأت بالبكاء ، وألقت اللوم على الفرص التى خسرتها ، مع العلم أن زاين كان يهتم بها كثيرا . ربما كان فى ذلك بعض الحقيقة ، فقد أقدمت على حبك العديد من المؤمرات لتتمكن من الارتباط به ، ومع ذلك لم تستغرق وقتا طويلا لتجد بديلا عنه . هذا إن لم تكن قد عملت على إيجاد زوج لها حتى وهى معه . إنها فى الواقع فاتنة الجمال ، ذات بشرة بيضاء وأنوثة طاغية جعلته يرغب فى حمايتها منذ البداية ، حتى أكتشف أنها تستغل هذه الأنوثة لأمور أخرى . على الأقل هو الآن حر بدونها وبدون ميولها الطفيلية ، فقد أكتفى من النساء الانتهازيات حتى آخر واحدة منهن .

سألته روبى : " هل هناك ما يزعجك ؟ "
بدا واضحا أنها منزعجة من تحديقه بها .

أبعد نظره ، ليأخذ حقيبته من صندوق السيارة ويغلقه بقوة ، قائلا " لندخل إلى المنزل "

تطايرت تنورتها حول ركبتيها وهى تصعد الدرجات القليلة لتصل إلى الشرفة . مرة ثانية وجد زاين نفسه متعلقا برائحة عطرها التى تعكس مدى غرورها وكبريائها . احتاجت عيناه إلى لحظات كى تتمكنا من التأقلم ما إن دخلا المنزل الأنيق . نظر حوله . . . صحيح أن المنزل بنى منذ أكثر من تسعين عاما ، لكن أنه حرصت على تجديده عبر السنين ، وأمنت له كل التسهيلات الحديثة مع الاحتفاظ بالطابع العام للمنزل . تنفس زاين بارتياح عندما أدرك أن سيطرة روبى على المنزل لم تغير رؤية أمه له .

قالت روبى وهى تستدير قليلا نحوه : " طلبت من كيوتو أن يعد لك غرفتك القديمة إذا ما رغبت فى البقاء فى المنزل "

- أما زال كيوتو هنا ؟ من المؤكد أنه لم يعد قادرا على العمل الآن .

كاد زاين ألا يصدق أن كيوتو ما زال حيا ، فصياد اللؤلؤ اليابانى عمل فى هذا المنزل من كان زاين طفلا . عمل فى البداية طاهيا ثم مدبرا للمنزل ، وكان يبدو عجوزا عندما كان زاين ولدا يلعب فى أرجاء المنزل .

هزت روبى رأسها ، وظهرت ابتسامة ناعمة خاطفة أضاءت ملامح وجهها للحظة قبل أن تقول : " إنه يشرف على الأعمال الآن . لدينا طاه وعاملة للتنظيف "

لاحظ كيف أختفت إبتسامتها ليعاودها الحزن وهى تتابع : " لكننى طلبت منه أن يذهب إلى منزله اليوم ، إنهار تماما من الحزن على لورانس "
ضغطت على شفتيها بقوة ، واستدارت لتدير ظهرها له ، لكن ليس قبل أن يلاحظ اضطراب صوتها ، والحركة المرتجفة لفهما وهى تلفظ الكلمة الأخيرة . إنه إحتمال من اثنين : إما أنها تحاول بشدة ألا تبكى أو أنها تحاول بكل ما لديها من قدرة أن تجعله يعتقد أنها تبكى ، كما كانت تفعل آنى . بإمكان آنى ان تكتب أطروحة عن الاستفادة من دموع المرأة ، مع أنه يشك أنها ذرفت يوما دمعة واحدة صادقة . من المحتمل أن هذه الصفة من مستلزمات العمل لدى المرأة !

تمتمت روبى وهى لا تزال تدير ظهرها له ، فيما بدت نبرة صوتها منخفضة ومتألمة وهى تحف جبهتها بيدها : " حسنا ! أنا متأكدة أنك لست بحاجة إلى لأرشدك إلى غرفتك . سأتركك لتستقر وترتاح "

بإمكانه أن يبتعد عنها ، ويسير بشكل مستقيم عبر الممر ليصل إلى غرفته القديمة . بإمكانه أن يتجاهلها ويجعلها تعلم أن كل ما تقوم به لم يؤثر به مطلقا . عليه أن يفعل ذلك . . . لكن الرغبة فى أن يظهر لها أنه لم يسقط فى حبائل خداعها بدت أقوى منه . عليها أن تعلم أنه يعرف كل الألاعيب التى تمارسها النساء عندما يتعلق الأمر بالمال ، وأن أيا من هذه الخداع لن تنطلى عليه . مد يده إلى كتفها ، متجاهلا ارتجافها المفاجئ من لمسته ، وأدراها لتنظر إلى وجهه .

سيطر على مقاومتها ممسكا ذقنها بيد واحدة ، حتى لم يعد هناك من وسيلة تسمح لها بتجنب النظر إلى عينيه أكثر . ببطء وعلى مضض ، رفعت روبى نظرها حتى بانت عيناها تماما لعينيه . فى اللحظة الأوزلى لاحظ زاين الرموش الرطبة والدموع ، وعلم أن عليه الاعتراف أنها مارهة جدا إن كانت تستطيع إستحضار دموعها بمثل هذه السرعة ، لكنه بعد ذلك رأى ما فى أعماق عينيها ، وهذا أصابه فى الصميم . رأى هناك ألما وضياعا ، وإحساسا بالخسارة . تلك الأشياء لاقت صدى فى مكان دفين فى أعماقه .

بدا كأن شيئا ما يتلوى ويتعذب فى عينيها ، وكأنها تعرى روحها أمامه ، لكن ما شعر به إحساس مقلق وغير مريح ، كما أنه غير مرحب به . لاحظ زاين كيف ضغطت على شفتيها بقوة عندما انحدرت دمعة وحيدة من زاوية عينيها . بسروعة وبدون أى رغبة منه ، تصرف باندفاع غريزى ، فأبعد يده عن ذقنها ، ومسح الدمعة عن خدها بإصبعه بنعومة . أغمضت روبى جفونها ، وفتحت شفتيها وهى تتنفس بسرعة ، فشعر بها ترتجف من جراء لمسته . ليس هذا ما توقع على الاطلاق !

- هل انت حقا تهتمين له ؟
سؤاله أظهر تماما ما يفكر به ، وبانه غير مصدق أبدا لما يحدث أمامه . لكن فات الأوان لإصلاح الأمر . فكرة أن لورانس يعنى لها أكثر من مصدر للرفاهية والمال أزعجته ، وأرهقت أعصابه وحواسه .

تحركت روبى مبتعدة عنه ، تاركة يده تسقط إلى جنبه ، وهى تتراجع نحو أريكة من الخيرزان .
- هل من الصعب تصديق ذلك ؟ جعل لورانس الاهتمام به غاية فى السهولة .

بدل اعترافها السريع كل شئ ، محولا أفكاره المربكة إلى غضب صارخ فى لحظة واحدة ، ما إن عادت الحقائق تظهر له فى موقعها الصحيح . جعل لورانس الأمر غاية فى السهولة ! لم تتظاهر ، ولم تتوخ الحذر ، بل اعترفت بما كان يجرى بينهما من دون أن يرف لها جفن ! هذا تماما ما توقعه . لا عجب إذا أنها تشعر بمثل هذا الحزن . لقد خسرت من كان يدللها ويغرقها بأمواله .

- صحيح ! أراهن أنه كان كذلك .

اقتربت روبى منه وهى تميل برأسها ، كأنها لم تسمعه جيدا ، قالت :
" لست متأكدة أننى فهمت ما تقوله . ماذا تقصد بكلامك بالتحديد ؟ "

- ليس زمن الصعب تفسير ما قلته . رجل عجوز ثرى لديه ضعف أمام السيدات الجميلات ، كما انه قادر على الحصول على واحدة بقربه طوال الوقت .

لو لم يكن زاين مرحقا جراء السفر والبقاء مستيقظا خلال عدة رحلات فى الطائرات من تغيير ، لربما كان ليحظى بفرصة لمواجهة هجومها التالى ، أما فى حالته هذه فلم يدرك ما الذى سيحصل له .

صفعت راحة يدها خده ، فشعر كأن رصاصة من مسدس أصابته .
على الفور انسحبت روبى إلى الوراء وهى تشعر بالرعب . اتسعت عيناها ، ووضعت يدها المعتدية على فمها . بدت بشرة خده حمراء اللون ، لكنه لم يقم بأى ردة فعل حسية . شعرت روبى بالصدمة تنحسر بعيدا عنها ، وبدأت دقات قلبها المتسارعة تهدا لتواجه الغضب الذى يشع من عينيه ويحرقها . قال : " يبدو أنك ماهرة جدا بالضرب "

حرك فكيه من جهة إلى أخرى ، ثم ضاقت عيناه من جديد وهو يحدق بها ، كأنه يقيمها من جديد .

- ليس أكثر مما تستحق .

هو من جلد ذلك لنفسه . لماذا يفكر على هذا النحو بلورانس ؟ لماذا يسئ الظن بها أيضا ؟ تابعت : " ولا تظن أننى سأعتذر ، فأنا لست مستعدة لتحمل تلك التفاهات منك "

- ألأنك لا تستطيعين تحمل سماع الحقيقة ؟

- أنت . . . غير معقول ! هل تصدق حقا أننى هنا لأجل مال لورانس ؟

- معظم الناس يشعرون بالاغواء بسبب المال .

- إذا ، أنا لست مثل معظم الناس . انا لا أريد ماله ، ولم أفكر مرة بذلك .

- لكنك تعيشين معه ، وهو رجل متقدم فى العمر ، ويصلح لأن يكون والدا لك .

وضحكت روبى بصوت عال . علمت أنها إن لم تضحك فقد تبكى بسبب الظلم الذى تشعر به . إنه مخطئ ، فهو لا يعرف والده جيدا ، ولا يعرفها مطلقا . إنه لا يعلم شيئا . قالت بهدوء يفوق كثيرا ما شعرت به :
" أشعر بالشفقة عليك . من الواضح أنك لا تعرف مطلقا كلمات مثل الصداقة والتعاطف "

أطلق زاين زفرة مظهرا عدم تصديقه ، فارتفع غضبها إلى حالة من الخطر مجددا . لكنها هذه المرة بقيت مسيطرة تماما على نفسها . عليها أن تتذكر ما طلبه منها لورانس ! تنفست بعمق ، محاولة بقوة أن تبقى هادئة ومنطقية على الرغم من تهجمه عليها . هزت رأسها قائلة : " إن كنت غير قادر على إظهار أى إحترام أو حب لوالدك ، فهذا لا يعنى أن على الجميع أن يتصرفوا مثلك "

ضاقت عيناه معبرتين عن سخط واضح ، قال : " أتقولين لى إنك توليت الاهتمام به بسبب طيبة قلبك ، وبقيت معه فقط لكى يحظى بشخص قربه ؟ من جهة أخرى ، هل تتوقعين منى أن أصدق أنك أحببتيه ؟ "

- على شخص ما أن يفعل ذلك ، فالله وحده يعلم انه لم يحظ منك إلا بالعذاب والحزن .

ابتعدت روبى بسرعة راغبة فى الرحيل من هنا ، متمنية أن تبتعد عنه قدر ما تستطيع ، لكن قبضة فولاذية على ذراعها اوقفتها فى مكانها ، ومنعتها من الهروب . استدارت وهى تشعر بالسخط ، لكن الاعتراض مات على شفتيها فى اللحظة التى رأت فيها وجهه .

- لا تحاولى مطلقا أن تأخذى دور ممثلة الأخلاق العالية معى . لا فكرة لديك مطلقا عن شعوى نحو والدى او عن أسبابه ، فأنت لا تعرفين شيئا على الاطلاق .

شدت قبضتها محاولة أن تبعد يدها عن قبضته ، لكنها لم تنجح بذلك . لذلك وبدلا من أن تبتعد أقتربت منه أكثر . اقتربت إلى درجة استطاعت معها أن تشعر بالغضب ينبعث منه كما تنبعث الحرارة من النار . لكن غضبه لم يكن شيئا بالمقارنة مع غضبها ، قالت توافقه ، وهى تلوى شفتيها بازدراء : " انت على حق ، لا فكرة لدى مطلقا عما تشعر به ، لكن غلطة من هذه ؟ أهى غلطتى ، لأننى كنت هنا عندما أحتاج والدك إلى المساعدة ، ام إنها غلطتك لأنك لم تهتم بما فيه الكفاية لتكون هنا بنفسك ؟ "




( نهاية الفصل الثاني )


* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-11-10, 07:41 AM   #5

الحلم العربي
 
الصورة الرمزية الحلم العربي

? العضوٌ??? » 119947
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 750
?  نُقآطِيْ » الحلم العربي has a reputation beyond reputeالحلم العربي has a reputation beyond reputeالحلم العربي has a reputation beyond reputeالحلم العربي has a reputation beyond reputeالحلم العربي has a reputation beyond reputeالحلم العربي has a reputation beyond reputeالحلم العربي has a reputation beyond reputeالحلم العربي has a reputation beyond reputeالحلم العربي has a reputation beyond reputeالحلم العربي has a reputation beyond reputeالحلم العربي has a reputation beyond repute
افتراضي

aAaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaa aaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaa

الحلم العربي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-11-10, 08:07 AM   #6

حرير وردي

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية حرير وردي

? العضوٌ??? » 10496
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 2,656
?  نُقآطِيْ » حرير وردي has a reputation beyond reputeحرير وردي has a reputation beyond reputeحرير وردي has a reputation beyond reputeحرير وردي has a reputation beyond reputeحرير وردي has a reputation beyond reputeحرير وردي has a reputation beyond reputeحرير وردي has a reputation beyond reputeحرير وردي has a reputation beyond reputeحرير وردي has a reputation beyond reputeحرير وردي has a reputation beyond reputeحرير وردي has a reputation beyond repute
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

حرير وردي غير متواجد حالياً  
التوقيع
يارحمة الله احتويني
رد مع اقتباس
قديم 01-11-10, 10:41 AM   #7

الوردة السودا
 
الصورة الرمزية الوردة السودا

? العضوٌ??? » 140763
?  التسِجيلٌ » Sep 2010
? مشَارَ?اتْي » 261
?  نُقآطِيْ » الوردة السودا has a reputation beyond reputeالوردة السودا has a reputation beyond reputeالوردة السودا has a reputation beyond reputeالوردة السودا has a reputation beyond reputeالوردة السودا has a reputation beyond reputeالوردة السودا has a reputation beyond reputeالوردة السودا has a reputation beyond reputeالوردة السودا has a reputation beyond reputeالوردة السودا has a reputation beyond reputeالوردة السودا has a reputation beyond reputeالوردة السودا has a reputation beyond repute
افتراضي

الرواية رووووووووعه تسلم ايديك مشكورةة

الوردة السودا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-11-10, 04:52 PM   #8

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
افتراضي


3 – صندوق الأسرار

بعد مرور ساعات ، ومع بزوغ الفجر وانحسار ظلام الليل ، تخلى زاين عن فكرة الاستسلام للنوم . استلقى على سريره فى الغرفة التى كانت غرفته لأكثر من نصف عمره . ما زالت الصور والجوائز التى نالها فى المكان الذى وضعها فيه بالتحديد . فقط لو انه يستطيع إغماض عينيه لأعتقد أنه لم يغادر هذا المنزل مطلقا . لكنه يعلم أنه لا يستطيع أن يفعل ذلك ، كما ان الساعات القليلة الأخيرة برهنت له ان كل ما يفكر به هو امرأة فى عينيها ألسنة من نار ، ولسانها حاد كالمبرد . امرأة ولدت كحورية وتقاتل كالنمرة . ليلة البارحة ، عندما ثار غضبها وصفعته ، لم تحاول التراجع قيد أنملة على موقفها . توقع زاين أنها ستواجهه بالمزيد من الغضب والجرأة . حتى عندما وافقته فى آخر تبادل للكلام بينهما ، اجابته بنقد لاذع وهى تغادر . وعندما جذبت ذراعها من قبضته من جديد ، لم يجد أى خيار أمامه إلا أن يدعها ترحل .

يا لها من امرأة شجاعة ! تقلب مرة أخرى فى السرير محاولا أن يجد بعض الراحة . تساءل كيف تراها تتصرف مع عشيقها . . . يمكنه أن يراهن أنها مليئة بحيوية تفوق ما هى عليه فى حياتها اليومية . لكم وسادته للمرة الأخيرة قبل أن يتخلى عن فكرة النوم كليا . نهض من السرير وأخذ يتجول فى الغرفة . مرر يديه فى شعره الأشعث محاولا التفكير فى المشاكل التى يعانى منها . ما الذى يحدث له بحق السماء ؟ ما همه كيف تتصرف روبى مع عشيقها .

من جهة أخرى ، هناك الكثير من المشاكل الضاغطة التى تشغل باله الآن ، والتى يجدر به التعامل معها . أولا عليه الاهتمام بأمر الجنازة ، كما ان هناك مستقبل العمل هنا . من الطبيعى أن يأخذ مكان والده فى الوقت الراهن كما هو متوقع ، لكن عليه أن يضع خططا أكثر فعالية فى ما بعد . ربما من الأفضل أن يبدأ بالقيام بذلك قبل أن تتمكن روبى من التدخل . من المحتمل أنها تحتل مكانا رفيعا فى حياة لورانس العاطفية ، لكنه الآن هنا ، ولا شك أن الأمور ستتبدل جذريا .

* * * *
وجد زاين كيوتو بانتظاره ما إن دخل إلى المطبخ . أخيرا ها هو يشعر ببعض الراحة بعد الاستحمام مطولا وارتداء ثياب نظيفة . رحب كيوتو به بصوت عال وهو يقترب منه : " سيد زاين ! "

بدا كأن وجهه المجعد يتلوى بين الألم والفرح لرؤيته وهو يتابع : " كم تسعدنى رؤيتك فى المنزل من جديد ! أعددت لك فطورا مميزا "

فجأة لفته ذراعان قويتان بقوة فى عناق خاطف ، قبل أن يتركه كيوتو ويعود بسرعة إلى عمله فى قلى البيض كأنه لم يلمسه مطلقا . ابتسم زاين لنفسه ، فما زالت لغة كيوتو عرجاء كما كانت ، لكنه لا يستطيع أن يتذكر مرة لم يكن فيها قادرا على التعبير عن عواطفه .

قال له زاين بصدق : " تسعدنى جدا رؤيتك من جديد ، كيوتو "

هز كيوتو رأسه بأسف وهو يقدم له طبقا مليئا بالطعام : " أنا آسف جدا لما حدث لوالدك"

- شكرا .

ما إن وضع كيوتو أمامه القهوة الساخنة وطبقا مليئا بالتوست بجانب طبق الطعام ، حتى شعر أن خسارة هذا الخير أكبر من خسارته . ابتعد كيوتو وهو يتحدث مع نفسه ، فيما بدا زاين بتناول الطعام فى الغرفة الواسعة المطلة على الحديقة المليئة بالأزهار . مضت ساعات على تناوله آخر وجبة حقيقية ، وهو لطالما أحب ما يعده كيوتو من طعام ، فكيف وهو فى هذه الحالة . ثم عاد كيوتو ووضع شيئا ما على الطاولة أمامه . رمش زاين بعينيه من جراء الصدمة الكبيرة التى شعر بها لرؤيته الصندوق الخشبى الصغير المقفل .

صندوق اللؤلؤ القديم الذى كان يحتل المكان الأبرز على مكتب والده هو الآن أمامه يتحداه ويسخر منه . إنه تذكار من عهد قديم . عندما كانت اللآلئ الطبيعية كنزا حقيقيا ، وكان الربح الأكبر النادر عندما يتم العثور على لؤلؤة لا عيب فيها ، من تلك اللآلئ التى توضع داخل الثقب الصغير فى القفل ، وهكذا تبقى بأمان أثناء اصطياد اللؤلؤ فى أعماق البحر . لكنه بالطبع لا يتوقع أن يجد لؤلؤا فى هذا الصندوق . إنه بالأحرى يحتوى على مفاجأت مزعجة .

قال كيوتو مجيبا عن سؤال لم يتفوه به زاين : " قال والدك إن هذا الصندوق لك "

أبعد زاين طبقه جانبا ، ورشف آخر ما فى كوب قهوته ، من دون أن يبعد عينيه عن الصندوق . ازداد قدم الخشب ، وتحول لونه إلى لون نحاسى اكثر مما يتذكره . بدا القفل المعدنى مليئا بالخطوط مع مرور الزمن ، لكن المفتاح الصغير ما زال مكانه ، يدعوه ويعذبه . من الصعب أن يكون هو ما أراد والده أن يحتفظ به ويقدمه له ، بل ما يحتويه . وزاين يعلم جيدا ماذا هناك فى الداخل . هل أعتقد والده حقا أنه لا يعلم ، أم أنه قصد أن يؤثر به بسبب عودته إلى المنزل عن طريق أكبر تذكار مرير لظروف رحيله ؟ لا مجال لذلك ! اتخذ زاين قراره . مما لا شك فيه أن لورانس لم يطلب رؤية زاين لينهى الخلاف بينهما ، بل طلبه لكى يواصل ذكر الأمر له . تجعدت جبهته بسبب تلك الذكريات المؤلمة . كان مجرد شاب يافع يومها. . .

أثناء عودته من عطلة مدرسية تسلل زاين إلى مكتب والده عبر الشرفة ، وبدأ بالبحث والتنقيب داخل أدراج المكتب حتى لمست يده مفتاحا صغيرا . فكر على الفور بالصندوق الموضوع على سطح المكتب . . . الصندوق المقفل منذ أن بدأ يعى الحياة ، والذى كان دائما مصدر حيرة واهتمام له .

وهكذا صعد على مكتب والده محاولا أن يفتح القفل . ما إن وضع المفتاح وأداره حتى فتح من المحاولة الأولى . بإحساس بير من فرح الاكتشاف رفع القفل والسلسلة المعدنية عن غطاء الصندوق . ما زال يتذكر كيف حبس أنفاسه وهو يرفع الغطاء لينظر خلسة إلى الكنوز التى توقع ان يراها فى داخله . عاوده الإحساس العميق بخيبة الأمل ، ذلك الاحساس الذى أصابه عندما وجد أنه لا يحتوى إلا على كومة من الرسائل القديمة . رفع أول رسالة منها . فتح الورقة بلا اكتراث وحدق إلى محتواها . غنها رسالة من والده إلى الخالة بونى ، الصديقة المفضلة لأمه . وجد فى الرسالة لائحة من الأرقام وشيئا ما يتعلق بمنزل ودفعات شهرية لم تعن شيئا لعقله اليافع . لكن لم يتسن له الوقت للنظر أكثر فقد وجدته مربيته فى الغرفة فمنعته من الدخول إلى هناك ثانية ، وحذرته من الدخول إلى أماكن ليس عليه التواجد فيها .

للحظة تساءل زاين ما الذى تقصده بكلامها هذا ، لكنه سرعان ما وجد لعبة جديدة يتسلى بها ، ثم عاد إلى مدرسته ، ونسى كل ما يتعلق بالصندوق . حتى ذلك اليوم منذ تسع سنوات خلت ، عندما تذكر الرسالة وما حوته ، وفجأة بدا كل شئ أمامه بمنتهى الوضوح . أطلق زاين زفرة قوية وهو ينظر إلى الصندوق ، شاعرا بالمرارة فى أعماقه . ما الذى يقصده والده بلعبته تلك ليترك له الصندوق بهذه الطريقة ؟ هل يتوقع منه أن يقرأ كل ما فى داخله ؟ لاشك أنها رسائل غرامية تؤكد أن زاين عرف الحقيقة القذرة كلها . أهذا ما أعتقد لورانس أن إبنه يستحقه بعد غياب دام تسع سنوات ؟ أهذا هو ميراثه ؟ لم يستطع زاين إلا أن يبتسم بسخرية وهو يتأمل الصندوق . حسنا ! لورانس لم يرغب بأن يمر الأمر بسهولة ، فهو لم يكن شخصا لطيفا أو ودودا ، أما هو فلن يشارك بهذه اللعبة . قرأ بما فيه الكفاية منذ سنوات مضت . بإمكان الصندوق أن يبقى مقفلا إلى الأبد .

غسل كيوتو الأطباق ، وأكمل تنظيف كل ما أستعمله . بعد مرور دقائق أصبح كل شئ لامعا من شدة النظافة . سأله كيوتو مقاطعا أفكاره :
" أتريد المزيد من القهوة ؟ "

هز زاين رأسه رافضا ، ثم أبعد الصندوق بدفعة أخيرة قبل أن ينهض ، فهو لا يريد أى ذكريات من الماضى . لديه روبى لتذكره بها .

- شكرا لك ، كيوتو . لا أريد المزيد . على أن أنهى بعض الأعمال الهامة . هل هناك سيارة أستطيع قيادتها أثناء بقائى هنا ؟

- أجل ، بالطبع .

هز رأسه ، وتبع يسأله : " لكنك عدت إلى المنزل لتبقى فيه دوما . أليس كذلك ؟ "

تنفس زاين بقوة . ما يفكر به الآن بالنسبة إلى الشركة لا يتعلق بالتزامه بها على المدى الطويل ، وهذا يستلزم عودة سريعة إلى لندن وإلى عمله هناك . بالطبع ، لابد من وجود عوائق عليه التعامل معها نظرا لموت والده المفاجئ . شخص ما عليه إستلام إدارة العمل فى تجارة اللؤلؤ . سيتمكن من وضع مدير إدارى بطريقة ما ، لكن البقاء ليس خياره الآن .

أجاب من دون أن يعطى أى وعد : " سنرى ماذا سنفعل ، كيوتو . لكن أولا ، على التأكد من أن الشركة ستتابع أعمالها فى هذه المرحلة العصيبة من دون وجود أبى كمدير وحارس لها "

علق كيوتو ملوحا بيده كأنه يبعد عنه قلقه : " ليس هناك من مشكلة . الآنسة روبى تهتم بكل شئ ، فلا تقلق "

تجمدت ملامح زاين ، كأن سكينا حادة بدأت بتقطيع أفكاره . سأله : " ماذا تقصد بقولك ؟ "

- الآنسة روبى هى الآن فى المكتب ، تتولى إدارة كل الأمور العالقة .

* * * *
إنها تجلس الآن فى مكتب الده كانها تملكه . تضع الملاحظات على جهاز الكومبيوتر النقال ، وهى تدرس ملفا وضعته أمامها على طاولة المكتب .
قال زاين معلنا حضوره بكلمات قاسية : " أرى أنك لم تضيعى أى دقيقة من الوقت "

رفعت روبى نظرها ، وللحظة بدت مندهشة ، قبل أن تنزل أهدابها ، وتتحول عيناها إلى لون أزرق بارد كالثلج ، وتمتلآن بالحذر .
- توقعت أن تنام لفترة أطول .

ابتسم بسخرية ، وأجاب : " وهل أعتقدت أنك ستتمكنين من إدارة الشركة قبل أن أستيقظ ؟ "

قطبت روبى جبينها ، وسألته : " لماذا تفكر على هذا النحو ؟ "

حرك يده مشيرا إلى المكتب الفخم قائلا : " لأنك هنا ، وبالكاد مضت أربع وعشرين ساعة على وفاة والدى . أنت فى مكتبه ، تحتلين مركزه "

وضعت روبى قلمها جانبا ، واستندت إلى الوراء على كرسيها ، بل كرسى والده . ضاقت عيناها وهى تنظر إليه قبل أن تجيبه : " أهذا ما يشغل بالك ؟ أتخشى ان آخذ ميراثك الغالى منك ، وأسرق ثروة باستيانى للمجوهرات فيما أنت تنظر إلى وتراقبنى ؟ "

قال زاين من بين أسنانه ، وبنبرة لا تحمل أى شك بما يقوله : " لن تجرؤى حتى على التفكير بذلك ! "

ابتسمت ابتسامة لم تظهر إلا أسنانها : " إذا ربما من الأفضل أن تعلم أننى لست مهتمة للأمر مطلقا "

سألها وهو يسير ليصبح أقرب إلى المكتب العريض : " إذا كيف تفسرين وجودك هنا . اليوم السبت ، وهو ليس يوم عمل كما تعلمين "

فكرت ، كان على مغادرة المنزل . . . كان على الابتعاد عنك ! لكنها لن تقول له ذلك . لن تعترف بأفكارها تلك حتى لنفسها . بدلا من ذلك ، استجمعت كل ما لديها من قوة لتواجه اقترابه قائلة : " هناك عمل على القيام به . كنت ولورانس منشغلين بمشروع معا فى الأسبوع الماضى عندما أصيب بالأزمة ، وما زال الملف على مكتبه . كما أننى لا أعتقد مطلقا أنه كان لينزعج لو استعرت مكتبه لفترة قصيرة "

لم يعلق مطلقا على سخريتها . سألها : " أى نوع من الأعمال ؟ "

تأملته روبى مليا وهو يلتف حول المكتب ليقف بجانبها . لاحظت أنه يرتدى سروالا قطنيا وقميصا ذات قماش ناعم . شعرت بالضيق مع كل خطوة تقربه منها . إنها ترتدى ثيابا رقيقة لتتحمل الحر ، فلماذا تشعر فجأة أن حرارتها ترتفع ؟ تبا له ! هذا ما قالته لنفسها طوال الليل . الآن وبعد أن تخطت صدمة لقائهما الأول ، وأصبح كل منهما يعرف تماما موضعه من الشخص الآخر ، عليها أن تبقى منيعة ضد قوته وجاذبيته الطاغية . اقنعت نفسها أنها ستجمع كل ما لديها من غضب لمواجهته ، لكنها أدركت أنها تخدع نفسها . لماذا هربت من المنزل ما إن لاح اول شعاع نور فى السماء ؟ ولماذا تشعر بمثل هذه الحرارة لاقترابه منها ، وكأنها تلامس مشعلا من نار ؟ ما زال غضبها كبيرا ، وكذلك انزعاجها منه ، لكن لا قدرة لديها على تجنب التأثر بهالة باستيانى . الابن سر أبيه!


* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-11-10, 04:56 PM   #9

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
افتراضي

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي



نهاية الفصل الثالث


* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-11-10, 05:58 PM   #10

غلطتي حبك

? العضوٌ??? » 62398
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,280
?  نُقآطِيْ » غلطتي حبك is on a distinguished road
افتراضي

يسلموووووووو

غلطتي حبك غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:21 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.