22-07-16, 03:45 PM | #1931 | |||||||||
نجم روايتي ومشرفة سابقة وعضوة فريق الكتابة للروايات الرومانسية
| تأبط ذراعها و مشى نحو الباب، و ارتفع حاجبيها عندما وجدته يخرج المفتاح من جيبه ليفتح الباب "ألا يجب أن تدق الجرس..." انفتح الباب، قالت بسرعة "انتظر دقيقة، اللعنة عليك جراهام كالدويل، انتظر..." أغلق الباب خلفهم و قال "تمام، يمكنك أداء المشهد الذي كنت تريدينه، حتى لا يشاهده أحد" نظرت اليه و هو يطوح المفتاح في الهواء، ثم يلتقطه و يضعه في جيبه، و قالت "هذا ليس مجرد سرير و افطار" ابتسم "أصفق للشابة الصغيرة" "انه انه منزلك، اليس كذلك؟" "حسنا، انت لماحة عندما تلحأين لعقلك " "لن أبقى هنا، كيف تجرؤ على التفكير..." أمسك بكتفيها و أدارها ناحيته "ستبقين ستبقين، حتى لو حملتك الى غرفتك و أغلقت عليك الباب ، أنت مسؤولة مني حتى تقلع طائرتك في الصباح". لم تشعر أبدا بمثل هذا العجز في حياتها، تحت هيمنة وسيطرة أخيها، و والديها و غرور جراي كالدويل، و همست "أكرهك" و هي تحدق في عينيه "أتسمعني يا حراي؟ أكرهك !!" غامت عيونه حتى صارت كسماء الظهيرة الممطرة، خافت من نظراته، كما كانت مذعورة عندما فوجئت به في سريرها. ورد بصوت غاضب " أتوقع ذلك منك، لم تكن ليلة أمس كما كنت تشتهي أن تكون ليلتك الأخيرة في لندن، أليس كذلك؟" "لا،لا، ليس هكذا، و ليس من حقك..." سدد يديه على كتفيها "اللعنة على تلك الحقوق و لا تهمني، سيث صديقي يا جيني، صعب على واحدة مثلك أن تفهم، لكنني مسؤول أمامه" "أليس الوقت متأخرا عليك لتتذكر ذلك؟ بينما كنت تحاول دائما استدراج أخته؟" "ابتسم لها ابتسامة جعلت قلبها يرتجف "أهذا ما تصفين به ما حدث؟" صاحت عندما انغرست يده في جلده " أعتقد أن سيث سيوافق أنني تصرفت كأي رجل، مع الفارق أنني أنا الذي خذلتك و رفضتك" لمعت عيونها بالدموع، دموع المهانة "أنت سافل أنت... أنت..." "أنا واثق أنك تعرفين كيف تناديني أفضل من ذلك غدا. لكنني أفضل تركك لمراجعة مفرداتك سرا" و هو يدفعها ناحية السلم. أدخلها غرفة صغيرة جميلة في الطابق الثاني " الحمام خلف الباب، العشاء الساعة السابعة" "لماذا؟ حتى يمكنك وضعي في القفص حتى الصباح؟" التفت اليها، و يده على المقبض " تذكري ما قلته ليلة أمس يا جيني؟ لا تندفعي" ترددت و لم تنطق الا بعد اغلاق الباب، طوحت حقيبة يدها في لاحائط، و سقطت على السجادة، و ألقت بنفسها على حافة السرير و همست "فعلا أكرهك با جراهام كالدويل" تدفق الدموع الحبيسة، دموع الغضب و القلق، استلقت على السرير، و بعد فترة نامت و استغرقت في حلمها. حلمت بأن المطر تحول الى جليد يغطي الطرق الانجليزية الخضراء و حقولها بغطاء أبيض جميل، كانت تمشي عبر منتزه ريفي ضيق خلفها خيوط الجليد الأبيض، نظرت الى نفسها، كانت ترتدي الدانتيلا البيضاء، و أدركت مندهشة أن التاج الحريري وقعت على الأرض، انها طرحة و تاج و الزفاف لكن لماذا؟ فهي لم تتزوج جورج، الذي كانت ترتديه لهذا الزفاف. و هي لم تكن ترتديها ظهر اليوم، و خفق قلبها عندما خطا رجل تحت الأشجار كام وجهه في الظلال لكنها تعرف من هو، دائما يقول أنه يحصل على ما يريد. همست باسمه، نصف خائفة أن يسمعه أحد حتى لا يختفي، أسرعت الخطى، و فجأة اختفى و تبدد الظلام و عم النور و هي تراه الآن انه جراي، جراي مبتسما و هو يتقدم نحوها يمسك بذراعيها ليحتضنها، جراي... و بدأت صورته تتلاشى كالخيال"لا،لا يا جراي لا تتركني وحدي، انتظر من فضلك" بدأت تجري، أنفاسها لاهثة، ساقيها ترتعش لمن أجواء الحلم لم تتغير، تجري بأقسى طاقتها، لكنها لم تقطع أرضا، و اختفى جراي، لم تطاله، ستضيع في هذا الحلم للأبد. صاحت "جراي من فضلك/ من فضلك لا تتركني وحدي، أتوسل اليك لا تفعل يا جراي" التفت حولها ذراعين بكل قوة، انتحبت وارتمت في أحضانه، في دفء حضنه و همست "لم أمن أريد تلك النهاية، ليس هكذا" غمغم صوت قوي "أنت على حق، كان يجب ألا تنتهي هكذا، و لن تنتهي" تنهدت، أمان وقوة تلك الذراعين، فتحت جيني عيونها لتجد نفسها تحدق في وجهه، و هو يقول "استريحي، اهدئي يا جيني، أنت بخير الآن" "ماذا حدث؟" "كنت تحلمين حلما رهيبا" أغمضت عيونها و هي تتذكر، ليس الحلم بل الألم الذي لحق به ألم فقدان جراي للأبد. همست "نعم أنا دائما تطاردني أحلام سيئة" "جيني" و هو يتناول دقنها بكفه "انظري في وجهي". لا تريد أن تنظر، الرب يعرف أن جراي يستطيع قراءة ما تخفيه دموع وجهها، لكنه ألح ورفعت رموشها، رأت وجهه غائما كليلة أمس شيئا غامضا لا تفهمه، شيء حلو و مر، غص يه حلقها و جف. و هو ينتزع بعض الشعر الملتصق "كنت مخطئ يا جيني، ليس من حقي أن أحبسك هنا، أنت محقة في شيء آخر أيضا، يجب ألا ينتهي لقاءنا هكذا، أنت و أنا، قضيت معك اجازة لن أنساها، ألا توافقين؟" اجازة خاصة جدا... و هو يمسك كتفها "أعتقد يجب الان الهدنة، في الواقع، يجب أن تستمتع بأمسيتنا معا". نظرت اليه ساهمة " لا أفهم" ابتسم لها " كيف تريدين مشاهدة لندن الحقيقية؟" "أتعني... أتعني...معك؟" "سنتناول العشاء و نرقص في ملهى سوهو ما رأيك؟" قالت لنفسها، ليلة من ألف ليلة، أو ليلة في الجن لأنها ستكون معه، مع حبيبها رغم انها حاولت كثيرا اقناع نفسها بأنها لا تحبه؟ لكنها ليست حمقاء حتى تقول له أنها تحبه ليس الآن ...من يدري ماذا ستأتي به الليلة من معجزات؟ ابتسمت له "رائع" بعد شهور ستتذكر سذاجتها و دموعها. تم الفصل العاشر | |||||||||
22-07-16, 03:49 PM | #1933 | |||||||||
نجم روايتي ومشرفة سابقة وعضوة فريق الكتابة للروايات الرومانسية
| نظرت اليه، ثم الى صالة الرقص، فكرت أن تقول لا، لا أريد الرقص، فهي تريد رقصة ناعمة على موسيقى الكمان الهادئة الناعمة، بطيئة الايقاع، الحالمة، لكن غريزتها حذرتها أن الجلوس هنا ليست فكرة طيبة، فهو ليس هادئا، كذلك هي، لكن لماذا؟ كل شيء كان جميلا و أكثر من جميل في... "جيني؟" نظرت اليه مبتسما و أمسك بيدها "تعالي" بدأ الرقص على الموسيقى شعرت بتوتر في البداية لكنه كان راقصا ماهرا، هادئا، بعد فترة بدأت أصوات الموسيقى تدق عظامها. "هل تستمتعين؟" ابتسمت له، هذا أسهل من الموسيقى الهادئة، لكن الصالة بدأت تزدحم، و تتدافع و تصطدم الأجساد، ضحكت، و هي تأتي بحركات لم تتخيلها لتجنب هذا الزحام الراقص. فجأة قال لها " لقد تأخرنا" "صحيح" "يجب أن تنامي جيدا، أمامك رحلة طويلة غدا", ""نعم، كنت نسيت أنا أيضا" بدت رحلة العودة للمنزل كأنها ستدوم للأبد، كانت أمسية لطيفة، حتى لحظة اندلاع التوتر بينهما ثانية أثناء الرقص، جراي يريدها رغم الصورة التي كونها عنها، تحركت في مقعدها و نظرت اليه ماذا لو أخبرته الحقيقة؟ أنها لم تعرف كيف تكون رغبة الرجل حتى قابلته و أحبته؟" ألقت رأسها للخلف و أغمضت عيونها، يا لها من فكرة غبية !! لن يصدقها، حتى لو صدقها، ماذا يعني؟" كل ما تصل اليه هو أن تهين نفسها. غدا في الصباح، ستركب الطائرة عائدة الى وطنها، و يعود هو الى حياته حيث لا مكان لها لا حاجة لها. كم مضى من الوقت حتى أصبح وجهها غائما؟ حتى يتذكر بصعوبة اسمها؟ لكنها ستتذكره مؤكد ستتذكره و تتشوق له. "جيني" فتحت عيونها، كانت السيارة أمام المنزل، كان ينظر اليها مبتسما. قالت بسرعة "أنا غالبني النعاس، آسفة" هز رأسه "على ماذا؟" مد يده الى خدها "كرهت أن أوقظك، كم كنت ساكنة"... "جراي؟" كانت أنفاسه تلفح وجهها "ماذا؟" فكرت أن تقول له أحبك غراي أحبك حبا يملأ أرجاء الدنيا... لكنها قالت"أنا...أريد أن أخبرك كم كانت الليلة جميلة، شكرا لك". نظر اليها لحظة طويلة، ثم حول عينيه عنها "لقد تأخر الوقت" و فتح الباب، و فعلت نفس الشيء، و دخلا المنزل. في الساعة الثالثة صباحا، أزاحت جيني غطاء السرير و أقلعت عن محاولتها الفاشلة لمحايلة النوم الذي خاصم جفونها الليلة، ظلت مستلقية أكثر من ساعتين تتابع xxxxب الساعة، لكن لم يزدها هذا الا انتباها و يقظة ربما لو شربت لبنا دافئا لاستطاعت النوم لقد حثها جراي على التصرف و كأنها في منزلها، كان في غاية الأدب، الأدب الجارح للعاطفة الهائجة، أحضر لها مناشف زيادة و صابون سائل و قهوة الصباح و هما في الصالة، بينهما الصمت يلف المكان حولهما، و التقت العيون، ثم تباعدت هاربة. "طابت ليلتك يا جيني، سأذهب للطابق الأرضي و أقرأ لفترة. "طابت ليلتك" و صعدت السلم ببطء. الآن، تقف وسط سكون الليل تتنهد، تلف الروب الحريري حولها، كان باب غرفته مغلقا على الأقل أحدهما نائما، و شقت طريقها الى المطبخ في الطابق الأرضي. و هي تدفع الباب أصدرت صوتا قطع سكون الليل، اتجهت الى الثلاجة، بهتت "جراي ! يا ربي، لقد أفزعتني" دخل المطبخ و ابتسم معتذرا "هل أيقظتك؟ حاولت أن أكون هادئة لكن..." "كنت في المكتبة، ماذا تفعلين؟" ابتعدت " أنا لم أستطع النوم فكرت في تناول لبن دافئ، ان لم ترى غير ذلك؟" "لا، طبعا، هل أضيء لك النور...؟" قالت بسرعة "لا، من فضلك، هل أدفئ لك اللبن؟" ضحك بلطف" بالتأكيد، لما لا؟" سمعت صوت الكرسي و هو يجذبه و يجلس حول المائدة ملأت الغلاية باللبن ووضعته عفوق البوتاغاز. "أظنك متلهفة على العودة للوطن؟" "نعم" يدها ترتعش "أتطلع الى ذلك" ناولته القدح، و جلست أمامه حول المائدة لمعت أضواء الشارع من النافذة و ظهر وجهه، كان مرتديا الروب المفتوح عند صدره، سرت رعشة في جسدها، و ضمت روبها حولها. "تشعرين بالبرد؟" بسرعة "لا، أنا...أنا" نظرت لتجده يراقبها، وجهه في الظلام، لكنها، لكنها تشعر بتوتر نظراته. فجأة، دفعت مقعدها للخلق و وقفت بسرعة "سآخذ اللبن معي للغرفة، ان لم..." "جيني" وقف أيضا "جيني، انتظري" بدأ قلبها يرعد في صدرها "جراي، من فضلك أنا...أنا.." دار حول المائدة بسرعة "ألا تعرفين لماذا لم أستطيع النوم؟" أمسك بكتفها "لأنني لم أستطع منع نفسي من التفكير فيك، و أنت تنامين في غرفة قريبة مني" مالت رأسها للوراء، و نظرت اليه، كان صعبا تبين ملامحه، أو رؤية عيونه، لكن رسالته واضحة، هو يريدها، تعرف ذلك، دائما تعرف ذلك. لكن كانت هناك أوقات كثيرة أتاحت له ذلك و لم يحدث، أول ليلة للقائهما، و ليلة ذهبا الى المقهى وروكشاير، كانت تريده، لكنه ابتعد بوحشية دمرتها. اذن لماذا الآن؟ لماذا الليلة، بينما هي راحلة غدا؟" همس لها "لم أراك أبدا بعد الصباح الغد" كما لو قرأ أفكارها، و أمسك بمعصمها "سيكون لكل منا طريقه، و أتساءل طيلة حياتي كيف يكونطعم حبك يا جيني؟" انحنى و قبلها برفق كانت لمسته مثل تساقط أوراق الشجر" جيني، يجب أن لا نهدر الليلة كما أهدرنا ليالي قبلها" كانت هناك مبررات كثيرة لايقافه، لو مارس الحب، سيدرك أنها كذبت عليه طيلة الوقت، كيف تشرح له، كيف تتحمل فراقه بينما روحها معلقة به للأبد؟ لن يكون لها، لقد ذكرها هو نفسه بذلك" لقد قال "الكبار يعرفون متى يقولون لا" و هذا يعني أنهم يعرفون أيضا متى يقولون نعم، تذكرت طعم قبلاته، ستختار اللحظة، الوقت، ستختار الرجل... و جراي هو رجلها، هذا الخيار، تلك اللحظة من حقها وحدها، و ستحتضن ذلك في قلها حتى يصرخ خيارها و سعادتها القادمة. شعرت بالأرض تموج تحت قدميها، كانت يداه فوق صدرها، تكهرب جسدها بتوتر أشواقه، أغمضت عيونها و هو يحتضنها و يحملها و يصعد بها السلم، و هي تسمع دقات قلبه العنيفة تحت أذنيها، كانت دقات عنيفة، أنزلها على قدميها، ثم خلع عنها الروب، و سقط على الأرض، بعد لحظات سقط فوقه قميصها. همس باسمها و هو يمسح جسدها بيده، ثم تخلص من روبه، و كتمت أنفاسها، و هو يهمس "جيني، هلى تريدينني؟" "دائما كنت أريدك جراي، دائما" ارتعشت يداها، و هو يقبل أناملها، و سرت فيها رعشة و قبضان من الاحساس، أعمتها رغبة متوحشة. أوقفه صراخها "لماذا لم تخبريني يا جيني. يا ربي، لماذا؟" لم يكن هناك وقت للتفكير أو للكلام، لم تعد ترى سوى الأفق و هي تحلق في سماء السعادة و الرغبة المتوهجة. استيقظت متأخرة، لتجده يبادرها بسؤال "لماذا جعلتني أفكر واهما أنك بتلك الصورة الخاطئة؟" الاجابة كانت معقدة و بسيطة معا، بنفس محاولة تفسير شروق الشمس كل صباح. لأنه أشعل داخلها عواطف لم نطيقها و أثار غضبها أيضا عليه. لكن ليست هذه هي الاجابة التي تريدها. لأنها وقعت في حبه قبل أن تستطيع الاعتراف بالحقيقة لنفسها. "ليس مجرد شيء يقال في حوار" "لكن رغم محاولاتك لتحقيق استقلاليتك الآن تهبين لي عذريتك و طهارتك" "لم يحدث شيء !!، لأنك أول رجل في حياتي، أول حبيب، و أول من عشقت" في الفجر، استيقظت بهدوء و ارتدت ملابسها و حملت حقيبتها لتجد التاكسي في انتظارها قالت "مطار هيترو، بسرعة من فضلك". "سأبدل قصار جهدي في هذا الجو يا ماما". أومأت، و قالت لنفسها من السهل الرحيل الآن، بينما جراي نائم، حتى لا تحدث مواجهة تؤخر رحيلها. مالت رأسها للوراء، أغمضت عيونها و التاكسي يسرع يبعدها عن الرجل الوحيد الذي أحبته، و الأخير، الباقي طيلة حياتها. تم الفصل الحادي عشر | |||||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|