02-05-19, 12:36 PM | #10627 | ||||
| عندما تنحني الجبال [QUOTE=blue me;4036312] مساء الخير لأحلى منتدى وأحلى أعضاء أعرف بأنه لم تمر أيام على انتهاء روايتي الأولى سيدة الشتاء ولكنني أحببت أن أشارككم برواية ثانية أرجو أن تنال إعجابكم عندما تنحني الجبال رواية عمرها أعوام أي أنني كتبتها منذ فترة طويلة قد تجدون سيدة الشتاء أكثر نضجا ولكنني أؤكد بأن هذه الرواية مختلفة قلبا وقالبا كل ما أتمناه أن تقضو وقتا ممتعا أثناء قرائتها لأن هذا هو الهدف الأول في هذا المنتدى المتعة والفائدة إن لم أستطع توفير الفائدة فإليكم المتعة فما أعرفه هو أنني عندما أكتب يتلاشى الواقع من حولي وأعيش أجواء قصتي تماما وكأنني بطلتها أعزائي أبدأ الآن الفصل الأول وأرجو أن أعرف آراءكم به كي أحصل أنا منكم على الفائدة وشكرا لكم blue me الغلاف من تصميم العزيزة كاردينيا73 الفصل الأول جنازة [size=3]رفعت نانسي رأسها من فوق ركبتيها .. وتأملت بعينين خاليتين من التعبير قطرات المطر الخفيفة التي أخذت تهطل برفق بينما هي جالسة على الدرج الخلفي للمنزل الكبير الذي ولدت فيه وعاشت ما يقرب العشرين عاما .. في حين كان الصوت العذب للشيخ المنبعث من داخل المنزل وهو يتلو آيات قرآنية يتردد عبر المكبرات الصوتية .. ترى .. هل السماء تبكي عوضا عنها ؟ .. فقد جفت مآقيها وانعدمت قدرتها على البكاء .. واحتارت في أمرها .. هل تعتبر هذا قوة منها وصلابة في وضعها الصعب ؟ .. أم تلوم نفسها وتعتبرها خيانة لذكرى أبيها الذي مات منذ يومين بأزمة قلبية مفاجئة ؟ ( نانسي ) لم تمنح حنان التي تعمل لدى العائلة منذ سنوات أي جواب .. إلا أن الأخيرة كانت تدرك تماما بأن مخدومتها تستمع إليها جيدا .. تمتمت :- المقرئ يتساءل إن كان بإمكانه الانصراف .. فهو يتلو القرآن منذ ساعات وصالة الاستقبال فارغة كبتت نانسي وخزة الألم في صدرها .. توفي والدها .. ولم يحضر أي إنسان إلى جنازته .. أي من أصدقاءه أو شركاءه ..أو من الأشخاص الذين أمضو حياتهم يتزلفون إليه طلبا لرضاه .. أي من موظفيه أو جيرانه .. لقد اكتشفوا جميعا بعد وفاته أنهم قد نسوا كل ما قدمه لهم في حياته من تضحيات وعطايا .. هو الآن مجرم في نظر الجميع لا يستحق حتى مجرد قراءة الفاتحة على قبره .. نهضت قائلة بحزم :- فليستمر في القراءة حتى أطلب منه أنا التوقف دخلت إلى البيت بخطوات حازمة .. لقد بكت كثيرا منذ سقط والدها ميتا .. بكت حتى لم يعد لديها ما يكفي من الطاقة لمزيد من البكاء .. وبعدها أدركت بأن البكاء لن ينفعها .. ولن ينفع الشخصين الآخرين اللذين بقيا تحت عهدتها .. صعدت بخطوات رشيقة إلى الطابق العلوي .. لتصادف إحدى الخادمات جالسة في الزاوية تبكي بمرارة فصرخت فيها بعنف :- لا أريد بكاءا في هذا البيت .. هل تسمعين ؟ استدارت لتجد عددا من الخدم ينظرون إليها فصاحت :- إن رأيت أحدا منكم يبكي فسأطرده من هذا البيت في الحال لم تحتمل نظرات الشفقة التي ارتسمت في أعينهم .. مما دفعها لأن تدخل إلى غرفتها وتصفق الباب خلفها بعنف وتتساءل .. ترى هل يعلمون ؟ هل يعلمون بأنهم سيغادرون هذا المنزل قريبا في جميع الأحوال ؟ بل أنها هي وعائلتها سيغادرون بلا رجعة ؟ سيغادرون البيت الذي عاشوا فيه لسنوات مستمتعين برفاهيته .. البيت الذي بناه والدها لأجل أمها عندما تزوجها منذ واحد وعشرين سنة .. بدون وعي منها التقطت إحدى زجاجات العطر الثمينة المرصوفة على منضدة الزينة .. وألقتها على الجدار بكل ما تملك من قوة غير مبالية بتحطمها .. وبالشظايا الصغيرة التي تناثرت في جميع انحاء الغرفة .. نظرت إلى نفسها في المرأة لاهثة .. وذهلت امام الفتاة التي وجدت نفسها تنظر إلى صورتها .. بشرتها التي كانت دائما ذهبية متوردة .. كانت شاحبة وصفراء .. وعيناها بلونهما الحشيشي الأخضر .. والتان كانتا دائما مشرقتين ومليئتين بالحياة .. كانتا ذابلتين وقد احاطت بهما الهالات السوداء .. أغمضت عينيها بقوة .. لن ينفعها الحزن الآن .. ولن يساعدها الألم على متابعة حياتها .. لقد تعلمت الآن بأن الصديق الحقيقي هو من يبقى وقت الأزمات .. وقد اكتشفت الآن بأنها لم تمتلك يوما أصدقاء .. الكل كان يتزلف إليها ويتقرب منها ومن عائلتها طمعا في مصالح مادية أو اجتماعية .. أدركت الآن بأنها لا يمكن أن تثق بأحد ... لأنه لا وجود للقلب الصادق الوفي .. عليها ان تعتمد على نفسها فقط . خرجت من غرفتها .. ودخلت إلى الغرفة المجاورة .. وما إن وقعت عيناها على المشهد الماثل أمامها حتى اختفت صلابتها .. وظهر التأثر في عينيها كانت أمها .. المرأة الحسناء التي بالكاد تجاوزت الأربعين بقليل .. تجلس على سريرها الكبير .. بينما دفنت فتاة في الخامسة عشرة رأسها بين أحضانها .. تبكي بمرارة رفعت أمها عينيها إليها .. فلاحظت نانسي ذبول وجهها الجميل .. والخصلات البيضاء التي تخللت شعرها الفاتح اللون والتي لم تكن موجودة سابقا .. مدت يدها إليها فاندفعت نانسي تعانق أمها بدورها بقوة .. أمضت ثواني وهي تستمد الحنان من صدرها الدافئ .. قبل أن تعتدل قائلة :- اطمئني يا أماه .. سيكون ككل شيء على ما يرام لقد كان أمها صغيرة جدا عندما وقعت في حب سلمان راشد .. الشاب الطموح الوسيم صاحب الطموح الكبير.. والذي نجح خلال فترة قصيرة بأن يحقق ثروة طائلة .. وأن يمنح حبيبته الحسناء سلسلة العائلة العريقة .. الحياة المرفهة التي تستحقها .. وأن يمنح طفلتيه كل ما لم يستطع الحصول عليه في طفولته .. لقد كان أبا مثاليا .. وزوجا مثاليا .. كان يقول لنانسي باستمرار أن كل هذه الأموال لا تساوي شيئا إذا لم يتمتع الإنسان بالكرامة والكبرياء .. وأنها مهما حدث يجب ألا تفرط بكبريائها .. وكان أن اتهم سلمان راشد منذ أسابيع بتورطه بأعمال غير قانونية .. وبأن أمواله كلها كانت نتيجة مشاريع ممنوعة .. ففضل أن يلقى حتفه بأزمة قلبية على حياة المذلة والسجن نظرت إلى وجه أمها الحزين .. كانت تبدو أكبر من عمرها بسبب الحزن والمرض الذي لم يتركها منذ اكتشفت حقيقة زوجها الحبيب ..وقعت عينا نانسي على صورة صغيرة لأبيها إلى جانب السرير .. كان وسيما وبشوشا .. لم تكن الابتسامة تغادر وجهه .. تذكرت ملامحه عندما اقتحمت الشرطة المنزل .. و واجهه الضابط بالتهم الموجهة إليه .. شحب وجهه .. واختفت ابتسامته .. وأثناء التحقيق .. قضى نحبه في السجن قبل حتى يحدد موعد المحاكمة تمتمت الأم :- توقفي عن البكاء يا لينا .. علينا أن نتحدث رفعت لينا وجهها الصغير المغطى بالدموع.. وقد تهدل شعرها الفضي حول وجهها .. فكرت نانسي بأنها صغيرة جدا على هذا العذاب .. هتفت الأم :- أنتما ناضجتان الآن وليس من حقي أن أخفي عنكما أي شيء .. لقد كان والدكما رجلا رائعا ...أبا صالحا .. وقد أحببناه بقوة وأحبنا بجنون .. وبذل كل جهده لإسعادنا .. ولكن لا وجود للإنسان المثالي والكامل .. لقد ارتكب سلمان العديد من الأخطاء في حياته .. وقبل وفاته صارحني بأن كل الاتهامات التي وجهت ضده كانت صحيحة أغمضت نانسي عينيها بقوة بينما سدت لينا أذنيها بكفيها وهي تصيح :- توقفي يا أمي .. أرجوك ولكنها لم تتوقف بل اكملت بقوة :- من حقكما أن تعلما هذا .. وأن تعرفا بأن والدكما قد سلك طريقا خاطئا ليمنحنا حياة مرفهة .. ولكن الحقيقة هي أنني كنت أتمنى لو أننا عشنا في غرفة حقيرة .. ولقينا من الفقر ويلاته على أن يحدث ما حدث .. أريدكما أن تفهما هذا وألا تنسياه على الإطلاق .. إن لقمة بالحلال هي أفضل من كل أموال الدنيا بالحرام [FONT=Arial][size=3][COLOR=black]عادت لينا تبكي مجددا .. فأخذت الأم نفسا عميقا وهي تقول :- بالرغم من كل ما فعله .. أريد منكما أن تستمرا في حبه .. ..بداية جميلة | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|