الفصل 17 - بيت جديد الفصل 17- كانت العربة التي تقل الزوجين الجديدين تشق طريقها وسط طريق ريفي وعر وشعرت صوفي بالغثيان من جراء الاهتزازات المستمرة ... لقد مضت أربع ساعات من المعاناة داخل العربة الضيقة ونظرات زوجها المتفحصة و ابتسامته المستفزة لم تساعداها كثيرا لم يخبرها عن المكان الذي يتوجهان إليه بل اكتفى بان اخبرها بأنها مفاجأة ... نظرت إليه بارتياب .. أي مفاجأة هده .. هي لا تثق فيه على الإطلاق واخدت تدعو بصمت أن تمر الأمور على خير ... أخدها تفكيرها إلى الليدي كارولين ... لقد شعرت بالدهشة حين اخبرهم فيليب أنها ستكون ضيفته هده الليلة .. أمر غريب حقا فليس من عادة الدوق استضافة أشخاص بالكاد يعرفهم ...تذكرت بسخرية النظرة الغاضبة التي ارتسمت على وجه الليدي ردولفا .. لابد أنها تغلي غليا وهي تعلم أن امرأة في جمال كارولين ستكون ضيفة الدوق ولكن للأسف الليدي كارولين امرأة متزوجة وهي ليست من النوع المتلاعب ولكن هدا لا يمنع أن تشعر ردولفا بالخطر... أخرجها من تفكيرها انحراف العربة عن الطريق الريفي لتسلك طريقا فرعية أخرى .. لقد كانت الطريق ضيقة ووعرة وأحست صوفي أنها على وشك المرض ... حاولت النظر عبر النافدة علها تكتشف المكان الذي ياخدها إليه زوجها المعدم ... تنهدت بضيق وهي تكتشف الأشجار الكثيفة التي كانت تحيط بالطريق من الجانبين... إنهما في غابة ... توقفت العربة فجأة و امسكها جوزيف من ذراعها قائلا – علينا النزول الآن .. فلا يمكن للعربة أن تتوغل أكثر ... أكمل مضيفا بعد أن لمح الخوف في عينيها – لا تقلقي فالمكان قريب جدا .. سترينه الآن .. قبلت مساعدته على مضض وهي تنزل من العربة ولم تسر بضع خطوات حتى ظهر أمامها على بعد عشرات الأمتار كوخ خشبي صغير يقابله نهر .. نظرت إلى المكان ثم نظرت إلى جوزيف باستفسار فابتسم – مرحبا بك في عش الزوجية .. أطلقت صوفي صرخة رعب تردد صداها في الغابة .. استدارت نحوه والغضب يعميها ..انخفضت لتلقط بعض الحجارة واخدت ترميها عليه دون توقف وهي تشتمه – أيها السافل الحقير المعدم ... أتوصلني إلى كوخ حقير كهدا لتعلمني انه بيتي ... أريد العودة إلى منزلي ...أعدني فورا إلى هناك إلى أن بدا يتقدم رغم سيل الحجارة وامسكها من ذراعيها بقوة ثم امسك خصرها وحملها على كتفه وكأنها لا تزن شيئا وهي تصرخ وتتوعد ثم قامت بعضه بأقصى قوتها على كتفه لكنه لم يبد متأثرا وواصل تقدمه نحو الكوخ بخطى ثابتة ... دفع باب الكوخ بقدمه ودخل وأغلق الباب خلفه ثم رماها على السرير بعنف و قال بغضب – لقد طفح الكيل منك ومن غرورك التافه.. لقد قررت أن نسكن هنا وهدا غير قابل للنقاش والانا نصحك بالبقاء هنا ولا تضطريني لربطك في السرير ... رفعت صوفي نظرها إليه بخوف فلاحظت آثار الدماء على كتفه ففهمت أنها السبب ... نزع جوزيف قميصه ببطء وتقدم من المرأة واخذ ينظر إلى الجرح الذي تسببت به زوجته المتوحشة ... نظر إلى الدماء ثم توجه إلى علبة صغيرة اخرج منها زجاجة مطهر ثم توجه إلى السرير ورمى الزجاجة بين يدي صوفي – أريدك أن تضعي هدا الدواء على كتفي ... أعطاها قطعة قماش صغيرة – يمكنك استعمال هده ... نظرت إليه صوفي بارتباك وأنزلت رأسها من مرأى جسده الضخم وأحست بالخجل لأنها لم ترى جسد رجل من قبل ...جلس جوزيف على حافة السرير بجانبها و بقي ينتظر ... تقدمت صوفي بتردد وجلست خلفه ووضعت القليل من المحلول على قطعة القماش ثم قربت يدها من كتفه ببطء فاستدار إليها – يمكنك الاقتراب فانا لا أعض مثلك ... اخدت صوفي تمرر قطعة القماش على كتفه بهدوء واخدت تتأمل ظهره العريض وعضلات كتفه المفتولة .. انه حقا قوي وبإمكانه إرغامها على أي شيء ... تنهدت وهي تدري أن مقاومتها سيكون مصيرها الفشل الدريع ... الم يكن الأمر كذلك سابقا ... لقد أعطاها لمحة عما يستطيع فعله حين كان يقبلها رغما عنها دون أن تستطيع القيام بشيء... سمع جوزيف تنهدها فقال بسخرية – أرجوك .. لا تتخذي مظهر الضحية معي لأنه لا يناسبك يا عزيزتي ... أنا لن اقترب منك فارضا نفسي عليك... لم أكن بحاجة يوما إلى العنف لأحصل على ما أريده من النساء لدا لا داعي لكل هدا التأوه ... وقف فجأة وارتدى قميصه واستدار نحوها... – سيكون عليك الطبخ وتنظيف المكان ... نظر حوله – كما ترين فبعد أعمال الصيانة لم أنظفه لدا سيكون عليك الاهتمام بالأمر ... وقفت صارخة –..اوتظنني خادمة لحضرتك .. أنا لم أنظف يوما في حياتي ناهيك أنني لم ادخل مطبخ القصر يوما ... نظر إليها بهدوء – لكن هدا سيتغير مند الآن .. سأحضر بعض الحطب لإشعال النار وسأحاول صيد السمك وعليك تنظيفه وطبخه ... – ادا كنت تعتقد أنني سأطبخ بيدي هاتين فأنت مجنون حقا ... قطع جوزيف المسافة بينهما بخطوة واحدة وامسكها من كتفيها بقوة جعلتها تحس بأنه كسر عظامها – من اليوم وصاعدا لن اقبل منك أن تقلي من احترامي يا صوفي ..أنا زوجك وهدا لن يتغير لدا أنصحك بالاعتياد على الأمر ... أبعدها عنه بقوة لدرجة أنها ترنحت وسقطت ... نظر إليها بهدوء ثم ابتعد خارجا وأغلق الباب خلفه بإحكام .. وقفت صوفي متألمة و جلست على حافة السرير وهي تبكي .. لأول مرة في حياتها شعرت بالاهانة ... لطالما كانت محبوبة ومدللة ... لم يجرؤ احد من قبل على أهانتها أو توجيه الأوامر لها ... لقد كانت هي من توجه الأوامر في القصر .. حتى والدتها لم تكن لتناقشها ..لا احد قبل الآن .. لا احد قبل جوزيف ... صرت أسنانها بغضب ... سيدفع الثمن ... وقفت فجأة ونظرت إلى المكان وهي تضحك بهستيريا – يريدني أن أنظف .. حسنا فليكن ... جدبت ملاءات السرير بعنف ورمتها على الأرض ... استدارت نحو أمسكت الوسادة ومزقتها به ... تناثرت أشلاء الوسادة على الأرض ولكن دلك لم يكن كافيا لإخماد غضبها فتوجهت إلى المطبخ الصغير وكسرت جميع الصحون الموجودة فيه ورمت الملاعق وسط نيران المدفئة ... عاد جوزيف بعد ساعة حاملا حزمة من الحطب وتفاجئ عند دخوله بالفوضى التي تسود المكان ... وضع حمولته على زاوية بجانب المدفئة وتوجه بنظره إلى صوفي التي كانت جالسة بهدوء على كرسي وعلى شفتيها ابتسامة خبيثة ... اقترب منها بهدوء سائلا – ما الذي جعل المكان بهده الحالة ... أجابت بسخرية – لقد فعلت ما أمرتني به يا زوجي العزيز .. لقد نظفت المكان ... – حقا .. أهده هي فكرتك عن التنظيف ... ليكن في علمك أنني سأخرج الآن لاصطاد السمك واري دان أجد المكان نظيفا عند عودتي .. وإلا يا زوجتي العزيزة ستمضين أول ليلة في حياتك جائعة...وقفت بعنف حتى سقط الكرسي وصرخت في وجهه – بإمكانك الذهاب إلى الجحيم ... انفجر فجأة ضاحكا ثم اقترب منها وداعب وجنتيها برقة اجفلتها وحين رفعت وجهها صدمها ماقرات في عينيه ... اقترب منها أكثر فأكثر حتى مال عليها وهمس بصوت مثير – طبعا ..ولكن ستاتين معي لان فكرة ان نحترق معا مغرية جدا .. احمر وجهها خجلا من المعنى المزدوج لكلماته لكنه ابتعد عنها وقال بهدوء – عليك البدء بتنظيف المكان صوفي وإلا فانا مضطر لعزل الطعام عنك ... استدار خارجا تاركا صوفي مسمرة في مكانها ... لقد بقيت وحدها مجددا و جلست على حافة السرير وهي تفكر فيما قال لها جوزيف .. لن تتمكن من الصمود ليلة كاملة دون أكل فهي لم تأكل يوما كاملا .. أنها تعرف انه من النوع الذي ينفد تهديده ..نهضت على مضض واخدت تجمع الأشلاء المتناثرة وأعادت وضع الملاءات على السرير ثم توجهت للمطبخ وجمعت الزجاج المتناثر وشهقت حين جرحت يدها قطعة منه فسارعت إلى المطهر ووضعته وربطت يدها بقطعت قماش وجلست تبكي على الارض وهي تلعن حظها........... |