آخر 10 مشاركات
لعنة الحب والزواج(81) للكاتبة كارول مورتيمور(الجزء الثاني من سلسلة لعنة جامبرلي)كاملة (الكاتـب : *ايمي* - )           »          467 - أريد قلبك ـ ريبيكا وينترز ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          حــــصاد مــــاضي...روايتي الثانية *متميزة&مكتملة* (الكاتـب : nobian - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          474 - الحب المر - ريبيكا ونترز ( عدد جديد ) (الكاتـب : marmoria5555 - )           »          موسم الورد* متميزه * مكتملة (الكاتـب : Asma- - )           »          نون عربية (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          [تحميل] مهلاً يا قدر ،للكاتبة/ أقدار (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          كوابيس قلـب وإرهاب حـب *مميزة و ومكتملة* (الكاتـب : دنيازادة - )           »          [تحميل] كنا فمتى نعود ؟للكاتبة/ الكريستال " مميزة " (جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-04-11, 09:10 PM   #21

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


عضت كتوريا على شفتيها لتتحاشى مقابلة أساءته اليها بمثلها:
" حسنا يا آنسة ماذا تقولين؟".
" لا شيء يا سيدي البارون".
أستدار وأنتزع فنجان قهوة وأرتشف جرعة بنفاذ صبر وقال بنبرات تشوبها المرارة:
" قولي يا آنسة متى أنتظر تقديم أستقالتك؟".
" هل تريد مني أن أتخلى عن وظيفتي يا سيدي البارون؟".
ألقى بنظراته عليها متحديا وقال بنبرات جافة:
" لم أقصد ذلك , ولكن أعتقد أنك لن تمتنعي عن الأنتقاد عن طيب خاطر وأنا لست بأحمق لأتصور بأن الأوضاع هنا رائعة , فلا يحملك أي مقدار من التحدي على الرحيل".
رفعت فكتوريا رأسها وقالت بنبرات يشوبها التوتر:
" أنك تعتقد بأنه يعوزني الشعور بالمسؤولية".
علّق البارون على ذلك بملاحظة كئيبة قائلا:
" أعتقد أن وضعك الحاضر لا يؤدي الى علاقات مسالمة , وأذا كنت أعطف على وضعك الذي هو حتما غريب عن طبيعتك , أعتقد بأنك ستجدين مركزا أكثر ملاءمة لذوقك".
" أذا كنت تتصور يا سيدي البارون كما ظهر من أقوالك بأن ظروفي أضطرتني للحصول على أي منصب فأنك مخطىء بهذا الأعتقاد , أنني أتوق بشدة للبدء بالتعليم وأذا كان يشوب وضعي قلة الأحترام للآخرين فأنا على أستعداد لتبديله".
نظر اليهاالبارون بعينين تساورهما الشكوك وقال لها:
" هل تريدين أن تبقي في ريشيستين وتخضعي لتوجهاتي؟".
ثم هز رأسه وأستطرد قائلا:
" لا بد أن يئا ما أجبرك على مغادرة لندن؟".
" لم يجبرني أي شيء على مغادرة لندن يا سيدي البارون".
هز البارون كتفيه العريضتين بلا مبالاة وقال:
" حسنا جدا , واضح أنك في الوقت الحاضر مصممة على البقاء".
أعادت فكتوريا فنجان قهوتها الى المنضدة , وتمتمت وهي متيبسة بكلمات لا تكاد تفهم وسمعت تصاعد أنفاسه فقالت:
" هل أنت حزين لما أصابك من خيبة أمل؟".
لم يجبها البارون بكلمة واحدة , مشى بخطى سريعة نحو الباب الذي خرجت منه ماريا وفتحه وصاح بحدة:
" ماريا!".
دلكت فكتوريا راحتي يديها بمرفقيها , أما وقد تم كل شيء , فلا يزال أمامها يوم طويل وبدافع قوي رنت ببصرها الى البارون , وقالت:
" طالما أن صوفي منحرفة الصحة قل لي هل هناك عمل يتعلق بالقصر أستطيع القيام به , أعني بذلك تنظيف الطرق أو ربما عندك بعض الأعمال الكتابية التي يمكنني مساعدتك فيها؟".
تجهّم وجه البارون عندما دخلت ماريا الى الغرفة فأسرعت للقيام بأعمالها ملقية نظرة عجلى فضولية , أبتسمت فكتوريا لها ولكن ماريا بدت مذهولة تماما , كانت تتوقع أن ترى المربية الجديدة مجهشة بالبكاء.
قال البارون أخيرا:
" على الرغم من أنني أقدّر عرضك حق قدره لا أسمح حتى لماريا بتنظيف الطرق , أنا وغوستاف قادران تماما على القيام بهذه الأعباء , لكنني أخذت علما بمهارتك المكتسبة فيما أذا أحتجت لأية مساعدة".
أطلقت فكتوريا تنهيدة خفيفة وقالت:
" طبعا هناك شيء أستطيع عمله".
تأملها البارون بدقة ثم أبتسم مبدلا ملامح وجهه تماما , دهشت فكتوريا كثيرا لهذا التبدّل المفاجىء.
" سأذهب بسيارتي الى ريشيستين هذا الصباح يا آنسة , هل ترغبين بالمجيء معي؟ أنها قرية صغيرة كما تعلمين ولكن فيها بعض المتاجر ويمكن أن تتمتعي بقيادة السيارة".
توسعت عينا فكتوريا عند سماع هذا الكلام ووافقت عليه بقولها:
" أرغب كثيرا بالمجيء".
أما ماريا فوقفت برهة عما كانت تعمله وراحت تحدّق في ما كان حولها ثم صارت تتمتم لنفسها وأستمرت في عملها , فكتوريا غمرها السرور لأن مجابهتها للبارون أنتهت حبيا.
أقترح البارون فجأة ما يلي:
"هل ترغبين برؤية صوفي قبل أن نرحل , أنها حزينة في هذه الفترة؟".
ترددت فكتوريا ثم وافقت بأهتمام قائلة:
"نعم أذا كنت تعتقد أنها فكرة جيدة".
خفض رأسه قليلا وبعد أن أعطى ماريا تعليمات بأن تمر على غوستاف وتطلب منه تنفيذها مشى الى باب الممر مشيرا بأن فكتوريا سترافقه.
ولما سارا في الردهة قال :
" لم تظهري كثيرا من الفضول حول القصر يا آنسة أو أن الأبنية القديمة تبهرك ما عدا التعجب السطحي لجمالها الخارجي؟".
رفعت فكتوريا بصرها اليه بسخط وقالت بحزم:
" كنت أشعر أن معظم أجزاء القصر غير مستعملة , بالأمس لاحظت عند سيري أن قسما منه كان يبدو مقفرا تماما".
" نعم هذا صحيح أذا أستثنينا جناح المطبخ الذي يؤمن مأوى مناسبا لماريا وغوستاف والبرج حيث رتبنا هذه الردهة".
ثم فتح الباب الضخم في ذلك الجناح وهو يتكلم:
" وغرف صوفي وجناحي وراءها فلا تستعمل ألا القليل من الغرف الأخرى , وهذا مؤسف طالما أنها غير مستعملة فهي لا تدفأ وأنا خائف أن تأخذ الطبيعة منها جزيتها".
" هل أستعمل القصر بكامله؟".
" لم يستعمل بكامله , لكن عندما أحتلت الجيوش الألمانية النمسا أستولت عليه هذه الجيوش وبالتالي فأن معظم غرفه أشغلت , وبما أنه مجرد مقر لبارونات فون ريشيستين فلا ينتفعون به بغير سكناه".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-04-11, 03:00 PM   #22

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

أطلق تنهيدة خفيفة وهو يفتح الباب المؤدي الى الجناح الثاني.
" لا قدرة لأكثريتنا على تحمّل نفقات صيانة هذا البناء الضخم , أعرف تمام المعرفة أن بيع القصر الى نقابة مهنية أو ربما تحويله الى فندق للسياحة سيكون عملا تجاريا رابحا".
ثم هزّ كتفيه أستهجانا وقال:
" أنني بطبيعتي لست رجلا أجتماعيا , مشهد تعبئة المبنى بثرثرة من يقضون العطلة من المرتدين ملابس ما بعد التزلج المبهرجة تملأني أشمئزازا , لذلك نعيش عيشة بسيطة غير مزودين بالتجهيزات العصرية".
كانت فكتوريا مرهفة السمع اليه , وكان ينظر اليها نظرة تشوبها بعض السخرية وسألها وهو يسير عبر الردهة الطويلة الى مكتبه ومنهالى غرفة صوفي وفكتوريا تسير وراءه:
" هل تعتبرين ذلك حماقة؟".
" بالعكس لا يمكن لأي أنسان أن يجد أشياء كهذه أكثر أهمية من المال , أنها أثر رائع".
" أأنت واثقة من أنك لا تهزأين بي؟ حتما امال هو أساس هذا العصر".
أرتسمت أبتسامة على شفتي فكتوريا وقالت:
" أعتقد ذلك على الرغم من أن معظم الناس يجدون أنه لكي يعيش الأنسان على ما يرام يجب أن يحظى بالأمان وهذا لا يتوفر تحت وطأة الضغط والتوترات العصرية ألا بالمال الذي يؤمن الأستقرار".
" نعم ربما كان ذلك , القصر هو منزلي وأنني مستعد لعمل أي شيء لأبقائه على حاله".
وبينما كانت فكتوريا تتقبل هذه الملاحظة كان البارون قد توقف عند أحد الأبواب وفتحه وسمح لفكتوريا أن تتقدمه الى غرفة صوفي.
كانت شقة جذابة للسكن , جدرانها مغطاة بصورة بديعة بورق ورسوم وتجهيزات كاملة يمكن أن تحتوي أكثر لعبها , أما فراشها فكان يبدو ضخما كفراش فكتوريا وكانت صوفي تبدو ضائعة فيه , والواقع كان يبدو عليها الشحوب وشكت فكتوريا بأن سبب وجود مدفأة ضخمة تشتعل في الغرفة الخالية من الهواء الطلق.
شابت سمة دكناء سحنة صوفي عندما رأت من كان برفقة والدها ولو أن زيارة فكتوريا نصف مقبولة فقد أعتذرت لعدم مجيئها الى هنا من قبل.
تقدم البارون من الفراش وجلس قربها وقال:
" هل تشعرين بتحسن يا حبيبتي؟".
أمسكت صوفي بيديه ونظرت اليه بهيام:
" أنني على ما يرام يا أبي".
ثم أستطردت قائلة بنعومة:
" أنك تعلم كم تكون أوجاع الرأس مؤلمة في بعض الأحيان؟".
أجال البارون يده الناعمة فوق جبينها وقال:
"أعلم ذلك , أبقي في محلك وسأطلب من ماريا أن تحضر لك شرابا باردا".
كانت فكتوريا واقفة قرب الباب فشعرت أن هذا أكثر مما ينبغي , على أن والد صوفي أستدار وقال:
" أنظري , جاءت الآنسة مونرو لتستفسر عن حالتك الصحية , لقد أصيبت بخيبة أمل كبيرة لعدم أبتدائك الدروس في هذا اليوم".
أزدرت صوفي هذا الكلام ولكنها لم تتفوه بأي كلمة أما فكتوريا فأبتسمت أبتسامة باهتة , كانت تشعر بأن صوفي لا تزال تؤدي ألاعيبها لذلك من الصعب بيان أية عاطفة لا تشعر بها نحوها وبدلا من ذلك قالت:
" الغرفة مغلقة جدا هنا يا سيدي البارون ألا تعتقد أن قليلا من الهواء يفيد صوفي؟".
حرر البارون نفسه من يدي أبنته ومشى في الغرفة.
" نعم ربما أنت على صواب يا آنسة؟ هنا جو حار غير صحي , هل ترغبين يا صوفي بأن نفتح لك أحدى النوافذ؟ تستطيع ماريا أن تغلقه عندما تحضر لك شرابك".
قطبت صوفي حاجبيها وقالت:
" ألا تجلس معي يا أبي؟".
أجابها البارون والأبتسامة تعلو شفتيه :
" لا يمكننا أن نقضي جميعا أيامنا في الفراش , هناك أعمال يجب القيام بها".
قال ذلك برشاقة محاولا أشاعة الأبتهاج في نفسها.
أمتقع وجه صوفي وهتفت:
" وعدتني بأن تأخذني معك عندما ستذهب الى القرية".
" لا تخافي سيتحقق هذا الأمر في المرات المقبلة والآن سنتركك للراحة".
قطبت صوفي شفتيها أستياء ولم تجب بشيء , أشار البارون الى فكتوريا أن تسبقه الى الخارج , وما أن أصبح في الرواق حتى هز رأسه بشدة قائلا:
"أنها لمحنة كبيرة هذا الصداع الذي ينتاب صوفي من حين لآخر".
أخفت فكتوريا غيظها وسألته قائلة:
" هل فحصها طبيب؟".
" نعم ولكن بدون فائدة".
" أن الأمر غير خطير أذن , ربما كانت بحاجة الى نظارات".
ألقى عليها البارون نظرة عجلى تتسم بالهزل وقال بجفاء:
" هذا الأقتراح غير ملائم لأبنتي يا آنسة".
عندما قادرت السيارة نحو القصر في المساء منذ يومين كان الظلام قد بدأ يرخي سدوله فلم تستطع رؤية ما حولها , كانت المنطقة عبارة عن سلسلة من الوديان بعضها الآخر مع ممرات ضيقة فيما بينها , أشارت مرة فكتوريا الى برج مبني من الحجر ظاهر فوق الأشجار , فسرد لها البارون قصة ذلك البرج وهو أنه كان ديرا ولكن لم تكن فيه غير منازل قليلة , لفتت أنتباههما مداخن السطوح والدخان المتصاعد فقطبت وجهها وقالت:
" هل هناك مزارع كثيرة في هذه الأرجاء؟".
أدار البارون سيارة الستايشن حول منعطف حاد قبل أن يجيب:
" هناك مزارع كثيرة ولكن بسبب وضع الأرض لا يمكن رؤيتها جميعها من الطريق , في أشهر الصيف تجدين نشاطا أكبر بكثير , الآن الحيوانات قابعة في زرائبها والتربة مدفونة تحت طبقة كثيفة من الثلوج".



أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-04-11, 11:31 PM   #23

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

ألقت فكتوريا نظرة عجلى من فوق كتفه وقالت :
" هذه المزارع لمن تكون؟ طبعا أنهم مستأجروا أراضيك".
" المستأجرون عندي كما تسميهم أحرار بالتصرف في الأرض , أنني أكره بيع الأراضي , لقد بيع كثير منها حتى الآن , كانت ممتلكات بارونات فون ريشيستين تمتد أميالا عديدة في كل جهة , عبارة عن أمبراطورية تحكم بعصا من حديد مضت هذه الأيام الى الأبد , مهما تكن أخطائي وأخطاء أجدادي يا آنسة فلا أعتد بها".
" أي أنسان يمكنه أن يحكم بعصا من حديد يا سيدي البارون , الخوف سلاح قوي لكن القوة تكمن في الأحترام والأخلاص والمحبة وليس بالعنف".
تقوست حاجبا البارون وعلق على كلامها بمرارة قائلا:
"أنك فيلسوفة يا آنسة مونرو مما يبعث السرور معرفة كونك لا تعتبرين وضعي دلالة على الضعف".
" بالعكس أشعر أن عندك قناعات قوية بالدور الذي يجب أن تلعبه , أنك أيضا على حق".
خفف البارون سرعة السيارة عندما بدأ بالهبوط في الوادي حيث تنتشر القرية.
" ربما أعتبرت أساليب عملي شاذة , من غير المعتاد أن يحرث مالك الحقل حقله وأن يطعم صاحب الحيوانات حيواناته وأن يعمل حتى يدب الألم في ظهره , أنا البارون فون ريشيستين ومع ذلك أعمل بيدي".
أطلق البارون تنهيدة خفيفة ثم أردف قائلا:
" لكنني رجل والحمد لله أتمتع بصحة جيدة وأستمتع بأعمالي , لست بطبعي مترفا ومع ذلك تناهى الى سمعي بأن الأشاعات تتردد عن عزمي بيع القصر والممتلكات وكل شيء".
" لماذا؟".
" بالمال الذي أحصل عليه أستطيع شراء مبنى مؤلفا من عدة وحدات سكنية مؤثثة , وألتحق بجميع أولئك البارونات في أوروبا الذين يترددون على عالم الطبقات الأجتماعية الراقية آملين أن يربحوا يوما ثروة على موائد القمار يمكنهم من أستعادة شراء ممتلكاتهم وضمّها الى أمجادهم السابقة, لا أستطيع أن أرى نفسي في هذا الدور , أشفق فقط على حماقتهم , يمكن أن نكون فقراء في ريشيستين ولكن على الأقل لسنا مديونين , لماذا يجب عليّ أن أبيع الشيء الذي أحبه أكثر من أي شيء آخر بعد صوفي؟".
ساورت فكتوريا الحيرة ليس فقط مما سمعته بل مما لم تسمعه , لم ينوّه قط في أي وقت من الأوقات بزوجته البارونة وهذا غريب , أين كانت والدة صوفي؟ لماذا لا يذكر أسمها ؟ لا يمكن أن تكون قد ماتت وألا لكانوا ذكروا موتها , فلماذا هذا السر حولها؟ كان هذا الأمر يزعجها كثيرا.
وبما أن فكتوريا معتادة على الثقة بعرّابتها وجدت هذا الأمر مثيرا لفضولها.
في ضواحي القرية كانت كنيسة صغيرة يعلوها برج قوطي ولها واجهة من القرون الوسطى.
تتألف قرية ريشيستين من شارع رئيسي تقابله حوانيت كثيرة وبعض البيوت العالية الضيقة ذات الشرفات وأوعية تزرع فيها الرياحين وتوضع على عتبة النافذة , وكان في مركز القرية ساحة قائم في وسطها حجر تذكاري لقديس غير مشهور هنا كان الناس يتجمعون للتحدث.
وهناك فندق صغير لافتته مهترئة وراء صف الأشجار العارية ومبنى مدرسة أبتدائية مع ملعب ملحق به , أوقف البارون السيارة في الساحة ثم ثبت سترته ورفع ياقته ودلف الى خارجها , ولما شعرت فكتوريا بالهواء البارد يتدفق الى العربة رفعت ياقتها هي أيضا أتقاء للبرد ولحقت به .
نظرت اليه وهو يغلق الباب بحزم وراءها ولم تتمالك من أن تقول بنبرة يكتنفها المرح:
" كان من المفروض أن أفتح لك باب السيارة".
" عليّ أن أقوم ببعض الأتصالات ماذا تريدين أن تفعلي؟".
هزت كتفيها بلا مبالاة وألقت نظرة عجلى على ما حولها متيقنة أن مجيئهما أثار أهتماما كبيرا من قبل المارين , كثير منهم كلموا البارون بحرارة ولطف لكنهم كانوا يمعنون النظر بفكتوريا.
بدأ السير عبر الساحة مما أضطرها للسير بجانبه , ألقت فكتوريا نظرة عجل عليه تلاقت بنظراته المرحة , كان سلوكها فظا وأدركت هذا الأمر لأنها تصرفت كذلك في الليلة الأولى من وصولها الى قرية ريشيستين عندما تأخر عن ملاقاتها في القطار.
فوجئت بالبارون يقودها الى الفندق الواقع في الجهة البعيدة من الساحة , وما أن دخلا القاعة حتى أنطلق رجل بسرعة وأهتياج وتكلم بأحترام شديد مع رب عملها , كان رجلا قصيرا واسع الصدر معتدا بشاربيه الكبيرين , ألقى نظرة عجلى على فكتوريا مبديا أهتماما أكيدا بها , وقادها البارون الى ذلك المكان وأفهم صاحب المشرب بالألمانية أنها مربية صوفي الجديدة.
هز الرجل رأسه بلطف وقال:
" مرحبا بك يا آنسة مونرو أننا مشتاقون لرؤيتك في قريتنا".
أبتسمت فكتوريا مرتبكة فقال البارون:
" أنه يقول مرحبا بك في قريتنا".
أشار الى مقعد في الزاوية قرب المدفأة:
" أذهبي وتدفأي سأطلب لك شيئا منعشا".
رجع اليها بعض بضع دقائق حاملا قدحا طويلا فيه سائل كهرماني اللون أخذته والشكوك تخامرها , أشار اليها أن تشرب شرابها وقال:
" هناك لحم وجبن وسجق أذا كنتما جائعين".
أجابت وهي ترفع الكأس الى شفتيها:
" أنني لست جائعة".
كان أنطباعها الأول أن هذا الشراب حلو المذاق , قال لها البارون وهو يراقب أختيارها لهذا الشراب .
" أنه مفيد صحيا تماما يا آنسة".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-04-11, 11:56 PM   #24

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

شعرت فكتوريا بعد أن أحتست الجرعة الأولى بأنه حاد وأول تأثير له كان تدفئة معدتها فورا , وعندما أخذت جرعة أخرى شعرت بالحرارة تمتد من ذراعها الى رؤوس أصابعها وتنتشر في جميع أجزاء جسمها.
أرتاح البارون لأنها لم تطلب مزيدا من هذا الشراب القوي وجلس بقربها ينظر اليها بأهتمام ثم قال:
" هل غفرت لي ذنبي؟".
شاب الأحمرار وجه فكتوريا وقالت:
" طبعا يا سيدي البارون , وعلى كل فأنا لست بوضع أستطيع فيه أن أعترض على أي شيء تود القيام به , أليس كذلك؟".
هتف البارون بنفاذ صبر وبجفاء قائلا:
" هل أعطيتك هذا الأنطباع؟".
شاب محيا فكتوريا الخجل:
" لا , طبعا لا , كنت أرهقك فقط بهجمات متواصلة هذا كل ما في الأمر وسوف لا أكرره".
أحنى رأسه وتفحص كأسه مستغرقا في التفكير لحظة ثم رفع كتفيه بأيماءة بليغة قائلا:
" أخشى أن أكون غير معتاد على المناقشات الشفهية المعقدة , ولكن جديا لا أشعر بأنك تعتبرينني شخصا مخيفا".
أنهت فكتوريا أحتساء شرابها الذي أنعش جسمها , وكانت تشعر بالأرتياح لأسترخاء عضلاتها.
كانت المدفأة التي تشتعل فيها النيران تشيع الدفء في أرجاء الغرفة وتسبب لها النعاس , والبارون يحدق في لهيب النيران مستغرقا بالتفكير وهي تتساءل عن الأفكار التي تراود مخيلته , كانت ترى أنه من الصعب معرفة لماذا لا تلعب زوجته في حياته ألا دورا صغيرا مع أنه بالتأكد رجل شريف قابل للأحاسيس القوية , رجل من السهل أن ينجرف الى حب لا سبيل لمقاومته .... وبجهد معقود العزم عليه وقفت منتصبة بسرعة , رفع بصره اليها مذهولا وقال:
" لا عجلة في الأمر يا آنسة".
كانت عيناه الزرقاوان اللامعتان تراقبانها كما لو كانتا تقيّمانها.
بدأت فكتوريا فجأة ترتجف وأخذت قفازيها , ربما لأنه كان لا يتورط في أي غزل شفهي خفيف فقد وجدته مغلفا بصورة خطيرة.
ألقت نظرة عجلى على ساعة يدها وقالت بسرعة:
" هذا وقت تناول الطعام , يجب أن نعود يا سيدي البارون الى ريشيستين وأريد أن أرى صوفي بعد الظهيرة".
أطلق الباون تنهيدة خفيفة وهو ينهي أحتساء شرابه ونهض , وأخذ ينظر اليها وهي تثبت وشاحها على شعر رأسها ثم تمتم قائلا:
" قولي لي يا آنسة هل لون شعرك طبيعي؟".
رأت فكتوريا أن من الصعب أن تحبس أنفاسها , فأجابت بعدم أرتياح :
" لماذا؟ نعم طبعا".
علّق على ذلك بنظرات مبهمة قائلا:
" الشكل البسيط يناسبك ولكنني أرغب برؤيته طليقا غير مربوط بأحكام".
أستوعبت فكتوريا هذا الكلام بصعوبة ولكنها حاولت أن تجيب برفق فقالت:
" أن شعري مرسل".
وضع البارون يده على خصلة شعرها الملتفة أمام أذنيها وما أن بدأ قلب فكتوريا ينبض بسرعة حتى أنزل يده عنها , أطلقت فكتوريا تنهيدة عميقة وتبعته , كانت طوال طريق العودة الى القصر تساورها الظنون بأنها أثارت أستياءه.
تساءلت لماذا أعاد ذكر ما كان أقترحه عليها من جهة طريقة قص شعرها ومهما يكن من أمر كان جافا لدرجة الفظاظة ولو أنها حاولت أبداء ملاحظة عرضية.
تركته في فناء القصر بعد أن شكرته لأخذها معه في هذه الجولة , أما هو فقد عبّر صراحة عن شكره لكياستها.
أنتزعت فكتوريا رزمتها من المقعد الخلفي ومضت مسرعة الى القصر , أختارت المدخل الرئيسي لتتجنب غوستاف وماريا.
طبعا سمعوا صوت السيارة وعرفوا أنها سيارة البارون من صوت السلاسل المتميزة على عجلاتها والتي لا تترك أي مجال للشك فيها , كانت لا ترغب أن تفتح الآن حديثا معهما حول جولتها مع البارون.
أرتقت بسرعة درجات السلم بأتجاه غرفتها وأطلقت تنهيدة أرتياح عندما فتحت بابها , على أنها سرعان ما فوجئت بمشهد صعقها فقد رأت غرفتها بحالة لا توصف من الفوضى أذ كانت جميع أدراجها مسحوبة ومحتوياتها مفرغة ومبعثرة على الأرض , كانت خزانة ثيابها مفتوحة وعلاّقات ملابسها وأدوات زينتها مبعثرة بغير أنتظام في كل أتجاه, كانت الفوضى ممتدة حتى الى فراشها الذي رتّبته قبل تناول طعام الأفطار , حتى أحذيتها تبعثرت في كل مكان , جوارب النايلون شوّهت بشدة ولم يبق هنالك جورب غير منسل.
تملك فكتوريا الحزن لهول ما رأت وراحت تجهش بالبكاء , كانت تعرف تمام المعرفة أن شخصا واحدا في القصر يمكن أن يرتكب مثل هذا العمل الشائن.
تساءلت فيما أذا كان عليها أن تستكين أم تتوجه فورا الى البارون وتطلعه على ما فعلته أبنته الغالية.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-04-11, 01:30 PM   #25

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

5- من حفر حفرة لأخيه...

ألقت بالرزمة على فراشها وفطنت عندئذ الى أنها ليست رزمتها على الأطلاق , لقد غلّف رزمتها مساعد صاحب المتجر بعناية بيتسنى له الوقت اللازم ليتفحص فكتوريا بدقة أما هذه الرزمة ولو أنها من الوزن ذاته فقد شدّت بطريقة عادية والأشياء ذات الوزن الثقيل التي فيها تسببت عند وضعها على الفراش بأزاحة زاوية منها كشفت عن الكتب الموثقة فيها .
أطلقت تنهيدة خفيفة وسارت نحو فراشها ورفعت الرزمة مرة أخرى , عليها أن تعيدها فورا الى البارون قبل أن يكتشف بنفسه هذا الخطأ.
كانت يدها تمسك بمقبض الباب عندما سمعت قرعا على باب غرفتها , رجعت فكتوريا الى الوراء وهي تضغط على حنجرتها , تساءلت ما عسى أن يكون هذا الأمر , صرخت مترددة:
" من الطارق؟".
أجابتها بنرات صوت البارون المميزة:
" ريشيستين! أعتقد أنك أخذت أحدى الرزمات العائدة الي بالخطأ , لدي هنا رزمتك".
لعقت فكتوريا شفتيها الجافتين وأجابت بأرتباك:
" هذا صحيح ,لكنني أبدّل الآن ثيابي ".
وبسرعة فكت سيور حذائها العالي الساق ورمته فوقع على الأرض بوزنه الثقيل محدثا دويا.
" هل بأمكانك يا سيدي البارون أبقاء الرزمة في الخارج وأجلب لك رزمتك بعد بضع دقائق؟".
أعقب ذلك لحظة صمت ثم قال بصوت جاف:
"كما تشائين يا آنسة".
" شكرا".
أبتعدت فكتوريا عن الباب بأرتياح وأذا برجلها المكسوة بالنايلون تصطدم بزاوية حادة من أحد الأدراج الذي تركته صوفي على الأرض , أطلقت فكتوريا صيحة ألم عندما رفعت رجلها المصابة فأمسكت بطرف الفراش لتتحاشى السقوط , وما كادت تقف هناك على رجل واحدة كطائر اللقلق حتى دفع الباب وفتح ووقف البارون على العتبة , كانت عيناه تقدحان غضبا لا يمكن تصوره عندما أبصر المشهد , أسبلت فكتوريا عينيها لحظة , وقع الأسوأ ولم تكن مهيأة لأي جدال.
تمتم البارون وعيناه تجولان على الأشياء المبعثرة في كل مكان من ملابس وأدراج وعلاقات وأخيرا صوّب نظره الى وجه فكتوريا المرتبك وقال:
" يا ألهي ما هذا؟".
ثم رقت نظرته قليلا وقال:
" هل أنت على ما يرام؟ هل أصبت بأذى؟".
هزت فكتوريا رأسها بوهن وقالت:
" كل ما في الأمر أن رجل أرتطمت بالدرج الملقي على الأرض".
دخل البارون الغرفة وشرع يرفع الدرج الذبي آذاها ووضعه على الفراش لتحاشي ضرر آخر قبل أن يقترب من فكتوريا , قال لها:
" أسمحي لي بأن أرى رجلك".
ودون أن ينتظر موافقتها أنحنى وأمسك برجلها , كان خبيرا بمثل هذه الأمور ,مس البارون رجلها مسا عابرا رقيقا فأذا بها تحركها وتمشي بسهولة , نهض منتصبا على قدميه وهز رأسه وهو لا يكاد يفهم ما حوله وقال بنبرة جافة:
" هذا ليس بالأمر الخطير يا آنسة أنني بطبعي لست رجلا عنيفا ولكننني أرى من الصعب في هذه اللحظة أن أزيل أنفعالي الشديد".
مس شعر رأسه الكثيف مسا رقيقا وأستطرد قائلا:
" قبل أن تحاولي أن تقولي شيئا آخر أقول لك أن صوفي هي التي فعلت حتما هذا الأمر , لست أعمى تماما عن تقاعسها عن آداء واجباتها ولكنها تمادت كثيرا في الوقت الحاضر!".
وضعت فكتوريا رجلها على الأرض وشعرت بأن الألم كان يتلاشى بسرعة فرفعت كتفيها بوهن وقالت :
" أرجوك تجاهل ما رأيته الآن في الغرفة".
دار البارون حولها وهتف بعنف قائلا:
" هل كنت مزمعة أن تبقيه سرا في نفسك يا آنسة؟".
" هذه مسألة بيني وبين صوفي , طبعا كان لديها سبب للقيام به وهذا ما أفكر بأكتشافه".
أطلق البارون كلمة تجديف غاضبة بلغته الألمانية وهو يرد بحدة:
" سمح لها أن تعمل على هواها أكثر من اللازم , ظنت أنها لا تخطىء , يجب تغيير هذا الوضع".
" نعم أنني أوافقك على هذا , ألا يمكنك أنجاز ذلك باللجوء الى دالتك عليها؟".
سلورته الشكوك فيما أذا كانت فكتوريا مخلصة في أقوالها:
" أتحاولين الدفاع عنها يا آنسة؟".
" أعتقد أنني أدافع عنها , لا أزعم أنني أعرف كل شيء عن البنات اللواتي في عمرها ولكن الأولاد الحقودين فطريا هم قلة , أنني متيقنة أنها تأمل بأن تضطرني للرحيل بما تسببه لي من الأنزعاجات التي لا قبل لي بتحملها ولكن هنالك الكثير من ذلك".
" وهل ستضطرك الى الرحيل يا آنسة كما أضطرت المربيتين الأخريين؟".
أرتسمت أبتسامة خفيفة على وجه فكتوريا فقالت:
" أشك في ذلك , لست عصبية المزاج فطريا وأكره التفكير بأنني أجبرت على ترك عملي لأنني لا أستطيع أن أعامل بطريقة خاصة فتاة صغيرة لا يتجاوز عمرها العشر سنوات , وفضلا عن أن تنشئتي كانت كذلك وكان من الممكن أنا أيضا أن أصبح أنانية وحقودة لولا وجود من يرد عني وكذلك الحال بالنسبة الى صوفي التي لم تصادف حتى الآن على ما أعتقد شخصا يقابل الأذى بمثله".
" ماذا تعنين بذلك يا آنسة".
" أبنتك مشمولة تماما بمحبتك وبرعايتك لها , أنا بالنسبة اليها كل شيء في عالمها الصغير وبينما تستطيع أن تسلك سلوكا وقحا بالنسبة الي أو لأي شخص آخر يحاول أن يفرض عليها بعض القيود فهي لا يمكن أن تفعل شيئا يهدم ثقتك بها".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-04-11, 01:58 PM   #26

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


مد البارون يده مشيرا الى الأشياء المبعثرة في الغرفة وقال بنفاذ صبر:
" وهذه؟".
" كما قلت سابقا كان من المفروض أن لا تعرف شيئا عنها".
" كان بأمكانك أن تتي اليّ وتخبريني عنها !".
" لكنها عرفت بأنني لا أريد ذلك".
" كيف؟".
" من الصعب الشرح دون أقحام عدد كبير من التفسيرات لنقل أنه بعد رحيل مربيتين تصورت أنها أصبحت منيعة وأبعد من أن يكشف أمرها".
فكرت مليّا ثم أستطردت قائلة:
" لا يمكن أن يكون هنالك شخص يفكر في المحافظة على أسباب معيشته يرغب في المجيء اليك ليسرد عليك قصصا حول أبنتك لأنك ستحميها بشدة وعلاوة على ذلك يمكنها أن تنفي دائما كامل القضية".
" كيف يمكنهاأن تنفي هذا الأمر؟
ماذا تقترحين يا آنسة ؟ نسيت كل شيء حول هذا الأمر , هل أكبح ميلي لمعاقبة أبنتي بالطريقة التي أرغبها؟".
" نعم هذا بالضبط ما كنت أريد أن تفعله".
" أنت أمرأة شجاعة يا آنسة مونرو , وليس عندك أي فكرة عما يمكن أن تحاول صوفي القيام به في المرة المقبلة".
" أذا كنت تمنحني حرية التصرف مع أبنتك يا سيدي البارون لا أعتقد أن صوفي ستكون متحمسة لمقاومتي".
" هل تعنين معاقبتها بنفسك؟".
" نعم , ولكن ليس بالطريقة التي تفكر بها , أعدك بأن لا يلحق صوفي أي أذى على يدي".
" أنني أعدل رأيي عنك يا آنسة , أن كلمة شجاعة خطأ وأبدلها بذكية".
" كلا لست ذكية يا سيدي البارون فقط منطقية".
هز البارون كتفيه العريضتين وألقى نظرة عجلى على ما حوله:
" وهذه الفوضى في الغرفة؟ سأساعدك , هل ترغبين بأن أطلب من ماريا مساعدتك على ذلك؟".
" أساطيع تدبّر الأمر , أرجوك ألا تكشف عن أي شيء مما حدث لأي شخص كان".
" سيعمل حسب رغبتك طبعا , صداع صوفي هذا الصباح كان مصطنعا كما شككت".
" ألم أقل؟".
" آه يا آنسة أعرف بأنك متحفظة جدا , وعلى الرغم من ذلك أنا لست تماما بدون حساسية ووضعك كان واضحا بالنسبة الي".
" أنا آسفة".
" لا تأسفي على شيء , من الأمور الحسنة أن يفهم واحدنا الآخر".
شقت نظراته طريقها الى عينيها لفترة قصيرة ثم فجأة رفعهما عنها وقال:
" يجب أن أذهب , لقد شاهدتني ماريا صاعدا الى هنا , ستخامرها الشكوك حول علاقتنا".
أزداد أحمرار وجه فكتوريا عمقا وعيناها اللتان كانتا تسددان سهما الى عينيه مالتا عنه وراحتا تفتشان عن شيء بعيد عن وجه البارون.
" يا آنسة".
بدأ البارون عبارته بهذه الكلمة التي قالها بقوة ثم رفع كتفيه بصورة مبهمة وأستدار وبدأ يهبط درجات السلم.
وعندما رجعت الى غرفتها كان الظلام قد خيّم على ذلك المكان وتيقنت أن عليها الأسراع بالأغتسال وتبديل ملابسها قبل موعد تناول طعام العشاء , كان عليها أن تصفف شعرها وتصقله , وأذا بالباب يدفع وينفتح وتقف صوفي في عتبة الباب محدقة فيها.
كانت جدائلها منفكة جزئيا وخصلة شعرها بارزة بشكل مضحك في كل جهة , كانت ملابسها غير منتظمة بينما قسمات وجهها تتسم باللمعان والأحمرار وتلتوي من شدة الغضب.
" أنت قطة شرسة أنت , حيوان قذر! أنظري أليّ أنت بغيضة!".
كانت معرفة فكتوريا المحدودة باللغة الألمانية كافية حتى تفهم بأن صوفي كانت تتفوه بعبارات وقحة عنها , تمالكت فكتوريا أعصابها وأصطنعت رفع حاجبيها , سألتها بهدوء:
" ماذا في الأمر يا صوفي ؟ هل هناك شيء على غير ما يرام؟".
عضت صوفي على شفتيها وأخذت أنفاسا عميقة مدركة أن فكتوريا غير مهيأة للأصغاء اليها بلغتها الألمانية , أطبقت قبضتها وقالت مهددة:
" أنني أكرهك! أنت كريهة الى أقصى حد , ولهذا فأن أبي سيطردك!".
وكان يشوب صوتها نسيج تنهدي مضطرم بالغضب – وضعت فكتوريا فرشاتها على المنضدة وتفحصت وجهها بدقة في المرآة زاعمة أنها تتفحص بشرتها ثم قالت لها بدون مبالاة:
" مهما يكن الأمر فأنك مضطربة !".
وأستدارت والأبتسامة ترتسم على وجهها لتواجه الأبنة وقالت:
" أنا الوحيدة التي يجب أن أكون مضطربة , أتعرفين ماذا حدث اليوم؟".
رفعت صوفي حاجبيها الداكنين وعندما ظلت صوفي تحدق فيها بملامح يشوبها التمرد أستطردت فكتوريا :
" عندما كنت خارج القصر مع والدك دخل شخص هذه الغرفة وقلبها رأسا على عقب , أليس هذا مروعا ؟ أعني من يرغب أن يقوم بمثل هذا العمل؟".
لم تجب صوفي بشيء ولكن أسنانها كانت مطبقة بأحكام , ثم أضافت قائلة:
" ولكن كما ترين قمت بتنظيف الغرفة وأعادة ترتيبها وأزالة الفوضى التي كانت منتشرة فيها , هذا العمل تطلب مني فترة طويلة , في الواقع كل فترة بعد الظهر".
شبكت أناملها وسألتها:
" الآن ما هو الأمر الذي يزعجك؟".
ألقت صوفي عليها نظرة شزراء وقالت بعنف:
" سترين ذلك خارج البيت!".
ولم تزد على ما قالته كلمة واحدة بل وأستدارت وأندفعت بعنف خارج الغرفة , أغلقت فكتوريا الباب وراءها ووقفت بضع لحظات تحدق في الفضاء وهي تتأمل ردود فعل صوفي وبلا مبالاة مميزة أستأنفت صقل شعرها.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-04-11, 05:38 PM   #27

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

قدمت ماريا وجبة الطعام كالمعتاد ولم يبد من وضعها أو وضع غوستاف ما يشير بأن صوفي قالت لهما شيئا عما حدث , وما أن أنتهوا من تناول وجبة الطعام حتى فتح باب الردهة ودخل البارون بنفسه الى المطبخ برفقة أبنته صوفي , كانت عيناه تبحثان عن فكتوريا وعندما ألتقت بنظراتها المحدقة الثابتة قال:
" هل يمكن أن نتحدث قليلا يا آنسة؟".
أحنت فكتوريا رأسها ودفعت كرسيها الى الوراء ثم نهضت , كانت تبدو أهدأ بكثير مما تشعر به وحتى الآن كانت تخامرها الشكوك في دعم البارون لها , كان يرتدي بنطالا داكنا وسترة مخملية حمراء وقميصا داكنا يتناسب مع شعره الفضي اللامع , كان يبدو مختلفا قليلا , راحت تتساءل أذا كانت متفائلة في تخيّلها بأن شخصا في مركزه يمكن أن يوافق على الأسلوب الذي فكرت بأن على أبنته أن تسير فيه.
كانت صوفي نفسها تبدو جذابة تماما في ثوبها المخملي ذي اللون الأزرق الغامق والأكمام الطويلة وطوقها المتموج , كانت ضفائرها قد مشطت ووجهها يبدو صافيا ونظيفا.
سبقتهما فكتوريا في الممر ومن هناك الى الردهة , كان الكلبان جاثمين في موقعهما المعتاد وأسرع فريتز يلعق يدها.
راقب البارون هذا العرض من الود بعينين ضيقتين وأوشكت فكتوريا أن تقول له بدقة ما هو سبب معاملة الحيوان لها بهذه الصورة , لكنها طوت يديها وراء ظهرها وأنتابها شعور بالخوف وحاولت أن يكون صوتها حازما وقالت:
" هل هنالك شيء على غير ما يرام يا سيدي البارون؟".
" أشتكت لي صوفي بأن غرفة نومها قد قلبت بتعمد!".
شعرت فكتوريا بأحمرار خديها وأنتابها الغضب الشديد , هل كان عليه أن يقول هذا الكلام بهذه الطريقة؟ أنها محقة بما كان يساورها من المخاوف من جهته , أجابت:
" آه , نعم , يا لها من فتاة تعيسة!".
وقفت صوفي في الوسط تلقي نظرة عجلى على كل من الأثنتين بأستمتاع , فتبددت السخرية من نفس فكتوريا , ألقى البارون عليها نظرة مبهجة وقال لها:
" هل هذا كل ما تريدين قوله؟".
تسمرت أظافر فكتوريا في راحتي يديها وأجابته بضراوة :
" ماذا تريد مني أن أقول يا سيدي البارون؟".
" قالت لي صوفي أنك مسؤولة عن ذلك , أنها تؤكد بأن لا أحد غيرك يميل أو تتوفر له الفرصة للقيام بذلك".
نظرت فكتوريا الى صوفي , كانت مستمتعة بصورة أكيدة بهذا التحدي , أنتابها شعور بالحقد على البارون لأختياره هذه الطريقة في معالجة هذا الموضوع , لم تكن لديها أية فكرة عن غايته في هذا الشأن , وما أغاظها أقحامه أياها في هذه الفوضى.
" حسنا يا آنسة مونرو , أنك متهمة بأرتكاب عمل تشوبه الضغينة , ما هو دفاعك في هذا الخصوص؟".
أجابت بحدة وهي تضغط على شفتيها:
" أنا لست خائفة ".
وثبت صوفي من مكانها يغمرها الفرح وقالت:
" قلت لك يا أبي! قلت لك أنها أرتكبت هذا العمل".
أخرج البارون علبة سكائره ووضع سيكارا بين أسنانه وأشعله بتروّ بطيء , ثم تمتم هذه العبارة وهو يدخن بعمق:
" أتساءل لماذا؟".
عندما كانت صوفي تحدق في فكتوريا بأزدراء أدارت رأسها لتحدق بفضول في والدها , نظر البارون الى أبنته بحاجبين مرتفعين قليلا.
شعرت فكتوريا بتبدل الجو المفاجىء , نقلت صوفي تحديقها الى فكتوريا وكان في عينيها تعبير عن حيرتها , شعرت فكتوريا بشيء من الشفقة على غباوة الفتاة الصغيرة , ألقت صوفي نظرة أخرى على والدها , نزع البارون سيكاره من فمه وتفحص توهجه بأهتمام وقال:
" يبدو يا صوفي , أن الآنسة مونرو غير نادمة , أن لديها سببا لسكوتها , هل تعتقدين أن علينا سؤالها عن هذا السبب؟".
هزت صوفي رأسها وتجعد حاجباها وقالت:
" لم أفهم يا أبي!".
" ألا تفهمين؟ أذن هذا بالفعل شيء يدعو للأسف".
" ماذا تعني يا أبي؟ هل علمت بأن الآنسة قلبت غرفتي رأسا على عقب! ماذا تريد أن أقول أكثر من ذلك؟ نها تكرهني!".
ألقت صوفي نظرة عجلى على فكتوريا يشوبها الحقد .
" أنها لا ترغب بتعليمي , أنها كالمربيتين الأخريين , أنها تريد فقط أيذائي وأذلالي ".
" يكفي".
كان صوت البارون كئيبا:
" هل تعتبرينني غبيا يا صوفي ؟ أن الآنسة مونرو هنا لتعلمك وتريد أن تعلمك أذا رغبت أو لم ترغبي بذلك ,سواء أصطنعت أمراضا أو سواء حاولت التهرب من الدروس! وستقدم لي الآنسة مونرو عند الأقتضاء تقريرا عن المحاولات التي قد تقومين بها لأيقاع الفوضى في حياتنا".
صاحت صوفي:
" أبي!".
لكنها ألزمت على السكوت ببرود تعبيره وأمرها بصرامة قائلا:
" أذهبي الى غرفتك يا صوفي ! رتّبي أشياءك ثم أنزلي وتأملي بما سمعته توا".
" أنك لا تعني هذا يا أبي!".
" يل أعني ذلك".
رد البارون بسرعة ومشى بخطى واسعة وهو يترنح في الغرفة ثم فتح الباب المطل على الجناح الشرقي وقال مشيرا الى صوفي بأن تتركهما لوحدهما:
" أذهبي حالا يا صوفي".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-04-11, 05:54 PM   #28

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

حاولت صوفي للمرة الأخيرة أن تكسب ثقته فقالت:
" ولكن يا أبي!".
جمّد تعبير البارون الصارم ألتماسها الرحمة و بدلا من ذلك ركضت بسرعة الى الخارج وكتفاها المنحنيان يهتزان ووجهها الصغير الهزيل جدير بالشفقة.
عندما أغلق الباب وراءها رجعت فكتوريا يساورها الشعور بالأنتقام , فمهما يكن الأمر صوفي لا تزال طفلة , رجع البارون عبر الغرفة الى مكانه قرب المدفأة, ورفع بصره الى فكتوريا بعينين ضيقتين وتحداها قائلا:
"حسنا يا آنسة , هذا ما أردته , ألم يكن كذلك؟".
" نعم , لا , أي لا أعرف".
أستدارت فكتوريا لتحداه ملاحظة بأن عينيه الزرقاوين اللامعتين كانتا قاسيتين ومتهمتين.
" هل كان عليك أن تعمل بمثل هذه الطريقة؟".
أجاب بصوت مرتجف:
" هل هناك طريقة أخرى يا آنسة؟".
ضغطت فكتوريا على شفتيها وأجابت مدافعة عن نفسها:
" جعلتنا نحن الأثنتين نشعر بأننا سجينتان في قفص المحكمة حيث يقف المتهمون , لا أريد من صوفي أن تتتصور بأننا شكّلنا جبهة ضدها , أريد فقط أن تتيقن أنك لن تكون دائما بجانبها ضدي , أعرف أنه من الصعب شرح هذا الأمر ولكنك بالفعل أذللتها".
أجاب البارون مذكرا أياها:
" كما أذلتك يا آنسة".
أحنت فكتوريا رأسها وقالت:
" أعتقد أنك على صواب , هل راودك الأسف لمناهجي؟".
هز البارون كتفيه العريضتين وأستدار ليحدق في النار.
" من أكون أنا حتى آسف لمناهجك يا آنسة؟ لقد أثبتت مناهجك نجاحا هاما".
" لكن صوفي خاضعة لك بصورة كاملة".
" أعرف ذلك , أنني ملم بمسؤولياتي".
" لم أقل أنك لست كذلك".
" سامحيني يا آنسة أنني مرهق ورفقتي غير مستساغة".
أصطنعت فكتوريا أبتسامة خفيفة وراحت تمشي عبر الغرفة الى الباب , طبعا هو يرغب في البقاء وحده.
أن وجودها معه هو أزعاج غير ضروري , ولم تكد تمسك بمقبض الباب حتى بادرها قائلا:
" كانت هذه الأيام الأولى عاصفة لك يا آنسة أنني على ثقة بأن عزيمتك لن تثبط".
أستدارت فكتوريا لمواجهته وقالت وهي تهز رأسها:
" صوفي تبدي تحديا , ربما لأنها أدركت باكرا بأنني لست عدوتها ".
كان يبدو جذابا جدا وهو يقف بقرب المدفأة , وتساءلت فيما أذا كان لا يعي شخصيته المغلقة كما يبدو , لا ريب أنه يرغب أحيانا برفقة أمرأة , أية أمرأة , توهّج خدّاها ولتستر أرتباكها أسرعت بفتح حديث يفتقر الى التركيز:
" أنا متأكدة بأن صوفي لم تكن دائما هكذا... ربما كان غياب أمها".
وتوقفت فجأة وهي تضغط براحتيها على خديها المتوهجين.
تصلبت ملامح البارون وقال:
" لا أعتقد بأن لقضاياي الشخصية أهمية عندك يا آنسة , أنني أقدّر ما تحاولين القيام به لصوفي ولكن هنالك أشياء غير داخلة في وظيفتك هنا".
حاولت فكتوريا أن تجد مخرجا في وضع يدها على مقبض الباب , قالت بعدم أرتياح:
" طبعا , أنا آسفة يا سيدي البارون".
ألقى بعقب سيكاره في النار وقال:
" عليك أن تطلعيني على جميع المشاكل التي قد تحدث هل هذا مفهوم يا آنسة؟".
" حسنا جدا يا سيدي البارون".
ثم ترددت وقالت:
" هل تأذن لي بالأنصراف ؟".
ألقى عليها نظرة متلألئة بعينين قلقتين ومقلقتين ثم أجاب بنفاذ صبر:
" طبعا".
مشت نحو الباب وفتحته بأرتياح.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-04-11, 09:53 PM   #29

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

6- أتجاهات خفية

في صباح اليوم التالي توجهت فكتوريا الى مكتب البارون حيث ستقوم بأعطاء الدروس , لم تظهر صوفي بعد , تساءلت فكتوريا أذا كان اليوم أيضا غير مثمر , كانت تخشى أن تقترب من رب عملها وهي تجر أذيال الخيبة.
وكم كانت دهشتها عظيمة عندما وجدت صوفي جالسة بتراخ وكسل قرب منضدة القراءة والكتابة في مكتب والدها تنقر بأصابعها بعض الأوراق المنتثرة , رفعت بصرها الى فكتوريا عند دخولها الغرفة ودل وميض باهت في عينيها على أنها شعرت بقدوم مربيتها , أغلقت فكتوريا الباب وقالت بجفاء:
" صباح الخير يا صوفي , هل أنت مستعدة للبدء بالدروس؟".
أنسلت صوفي خلسة من الكرسي ووقفت قربه وقالت بصوت خفيض متوتر:
" سيكون والدي خارج القصر اليوم بكامله , طلب مني أن أقول لك أن بأستطاعتنا العمل طوال اليوم أذا رغبت في ذلك".
" فهمت لكن هذا ليس في الواقع جوابا على سؤالي , سألتك أذا كنت مستعدة للبدء بالدروس؟".
" أعرف كل ما أنا بحاجة لمعرفته , أستطيع أن اقرأ وأكتب في اللغتين الأنكليزية والألمانية , ما هو الشيء المتبقي عليّ تعلمه؟".
جمعت فكتوريا الأوراق المتناثرة على منضدة البارون ووضعتها في أحد الأدراج , عندما أصبحت المنضدة نظيفة بدأت بأخراج الكتب المدرسية والمواد المعدة للكتابة من درج آخر , سألتها بهدوء:
"وماذا تقولين عن الرياضيات والتاريخ والجغرافيا وعلم الأحياء , هل أنت خبيرة في هذه الأمور أيضا؟".
هزت صوفي كتفيها بلا مبالاة :
" ماذا تنفعني هذه العلوم؟ أننا نعيش هنا في ريشيستين , لا أفكر مطلقا بالرحيل عنها , لا يهمني التاريخ والجغرافيا وأستطيع حل مسألة حسابية , أسألي أبي عن ذلك".
أطلقت فكتوريا تنهيدة ونهضت تنظر الى الفتاة الصغيرة بعينين فضوليتين , قالت بحذر:
" تعالي يا صوفي لنوضح الأمور , لسبب ما لا أظنك تريدينني هنا بسبب الدروس , لا أعتقد أن فتاة ذكية مثلك يمكن أن تنكر أية فائدة في التعليم , ألا تحبين القراءة ؟ عندك عشرات الكتب في غرفتك".
" لقد ألقيت بجميع هذه الكتب على الأرض يوم أمس".
هزت فكتوريا كتفيها بلا مبالاة وقالت:
" هذا صحيح! ولكن ليس قبل أن تفعلي الشيء ذاته بي في غرفتي".
" هذا مختلف! الكبار لا يقومون بأعمال كهذه".
" ولماذا لا يقومون بها؟".
رفعت صوفي كتفيها بسرعة وتركتهما يهبطان وقالت:
" أنها أعمال سخيفة".
" هذا صحيح".
أستندت فكتوريا الى المنضدة وحدقت فيها بشدة وقالت:
" ليست فقط سخيفة , بل خبيثة وحاقدة , وأيضا غبية!".
بسطت صوفي قبضتها المشدودة:
" لماذا أخبرت والدي بذلك الأمر؟".
" لم أخبره بشيء , جاء الى غرفتي يحمل لي رزمة تركتها في السارة ورأى كل شيء بنفسه".
شدت صوفي على أحدى ضفائرها بشدة وقالت:
" أنه لم يضربني".
" هل من عادته ضربك؟".
" كلا , ربما فعل ذلك".
" يا للهراء لم أكن أتصور أن والدك رجل قاس".
" أنك لا تعرفينه جيدا يا آنسة؟".
" أقترح أن نترك موضوع والدك جانبا ونبدأ بالكشف عن مدى معرفتك الحقيقية , والآن عندنا أختبار ذهني بالحساب , سأعطيك عشر مجموعات تحسبينها بذهنك وتكتبين في أسفل هذه الورقة أجوبتك وندققها جميعا".
دهشت كتوريا عندما أدركت أن الصباح مر بصورة معقولة وبسرعة وكان ناجحا على نحو معتدل , بعد محاولة أولية زعمت فيها صوفي الجهل أقتنعت بأن تثير ذكاءها ضد فكتوريا , وبعد فترة من الزمن بدا عليها الأهتمام بالرد على تحديات فكتوريا.
عندما أحضرت ماريا الشوكولا الساخنة لكليهما في الحادية عشرة رأتهما جادتين في العمل , فكرت فكتوريا أنها لمحت خيبة أمل في عيني المرأة المسنة لأنها كانت تود أن تخفق المربية الشابة , كما أخفقت سابقا المربيتان الآخريان , كان حبها لصوفي شديدا لدرجة أنها كانت تعترض على كل شخص يحاول النيل منه ولو جزئيا.
تناولت الأثنتان طعام الغداء في المطبخ مع ماريا وغوستاف , ألقت صوفي بعد الأنتهاء من تناول وجبة الطعام نظرة فيها رغبة شديدة على غوستاف عندما أنتعل حذاءه العالي الساق وأرتدى معطفه متهيئا للقيام بأعباء وظيفته , لذلك لم تبد أي أعتراض عندما أقترحت فكتوريا عليها الرجوع الى العمل.
كانت صوفي على ما لاحظت فكتوريا عظيمة القدرة على الفهم والأستيعاب للمعلومات بسرعة , أسئلتها تتسم بالذكاء , ولو أن فكتوريا شعرت من حين الى آخر بأنها تصوّب اليها نظرات تشوبها التأملات فأن علاقتهما كانت أشبه بمشروع تجاري بين مدرّسة وتلميذتها.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-04-11, 10:19 PM   #30

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وفي ساعة متأخرة من بعد الظهيرة عندما كانت فكتوريا تلقي دروسها على صوفي سمعت صوت سيارة البارون تدخل ساحة القصر , أوقفت صوفي فورا ما كانت تعمله , ورفعت بصرها الى الساحة بحماس وكانت عيناها تعبّران أبلغ تعبير عن مشاعرها , قالت فكتوريا وهي متفهمة موقف صوفي:
" يمكنك أن تنهي الآن دروسك يا صوفي , هل ترغبين بالذهاب لتحية والدك؟".
تلألأت عينا صوفي , ثم تجهّم وجهها وقالت بنبرات تشوبها التعاسة :
" أنه لا يرغب برؤيتي فهو غير راض عني!".
" هذا هراء يا صوفي ! أنك عملت حسب ما قال والدك وأرهقت نفسك بالعمل طوال النهار , ألا تودين أن تقولي له ما فعلناه؟".
قالت صوفي متأملة:
" في الحقيقة أنك تتصرفين تصرّف الأطفال".
قطبت صوفي حاجبيها وهي تتميّز غيظا:
" لست طفلة صغيرة! عمري عشر سنوات تقريبا , أنا فتاة مراهقة".
هتفت فكتوريا والأبتسامة تعلو ثغرها:
" من أين جئت بهذه الكلمة . أذن توقفي عن التصرف كالطفلة الصغيرة! والدك ليس بالرجل الذي يحمل في قلبه ضغينة ".
" يبدو أنك تعرفين والدي كثيرا يا آنسة! لا تحاولي أن تقولي لي شيئا عن والدي! أنني أعرفه أكثر منك وأكثر من أي شخص آخر".
أجابت فكتوريا برصانة:
" أشك بذلك , لست في سن تستطيعين أن تميّزي بين شيء وآخر , أما والدتك فلديها ما يؤهلها لمعرفة ذلك".
هتفت صوفي بأزدراء :
" والدتيّ أنت لا تعرفين شيئا عنها!".
قالت فكتوريا بنفاذ صبر:
" أذا كانت شبيهة بك فلا أريد معرفتها".
ألقت صوفي قلمها على المنضدة وسارت نحو الباب وقبل أن تمسك المقبض ألقت على فكتوريا نظرة خبيثة وقالت بصوت خافت وغامض:
" في أي حال يا آنسة عليك أن تكوني حذرة في معاملتي وألا حبستك في البرج الشمالي".
تمايلت فكتوريا وقد ساورتها الشكوك وأجابت بسخرية:
" آه نعم , ومع من؟".
أجابت صوفي وقد تجهّم وجهها:
" مع والدتي طبعا".
وقبل أن تتمكن فكتوريا من الأعتراض أندفعت كالسهم من الغرفة وأغلقت وراءها الباب بعنف.
رفعت فكتوريا عينيها نحو السماء بأنزعاج وسخط كبيرين , وقالت لنفسها:
" من المستحيل تثقيف هذه الفتاة! بينما أفكر بأنني خطوت معها خطوة الى الأمام أذا بها تقوم بتغيير كامل ومفاجىء في مسلكها وتتلاشى جميع الأنجازات السابقة".
أطلقت فكتوريا تنهيدة ثم جمعت أدواتهما وقرأت بعض أعمال صوفي , كانت كتابتها ممتازة بالنسبة الى فتاة بعمرها ولكن بدون ريب تناقص أهتمامها في نهاية النهار فكانت هناك أخطاء أكثر , وزيادة في الأهمال .
هزت فكتوريا كتفيها أستهجانا وهي تفكر بأنه لم يتح لصوفي سوى أنضباط ثقافي ضئيل , لكن اليوم بكامله لا يعتبر غير ناجح تماما.
عندما دخلت المطبخ أخذت ماريا تحدّق فيها وأمائر الذهول بادية على محياها , حتى أن غوستاف نزع غليونه من فمه ونهض منتصبا على سبيل الكياسة البالغة.
شعرت فكتوريا بأنها مضحكة , كانت مستخدمة هنا وليست ضيفة وظهورها بهذا الشكل يبدو تافها بالنسبة الى هذين الخادمين المسنين , لكن ماريا أستعادت رباطة جأشها بسرعة فهزت كتفيها وعادت الى عملها لتحريك الحساء فوق الموقد , كانت فكتوريا مترددة فيما أذا كان عليها أن تعتذر وتعود الى غرفتها وأذا بالباب يفتح ويدخل منه البارون , كان خارج القصر وكان شعره مبللا بالثلج وبدأت فكتوريا ترتجف بسبب دخول هبة ريح باردة الى الغرفة.
صوّب نظره الى القامة النحيلة في الثوب الكهرماني فتحرّك في عينيه الزرقاوين اللامعتين وميض مثير , أحنت فكتوريا رأسها بأرتباك ثم سارت الى جهة ماريا وقالت بصوت خفيض:
" هل هناك شيء أستطيع القيام به؟".
ألتفتت ماريا اليها بنظرة تشوبها الشكوك وقالت:
" في هذه الملابس يا آنسة لا أعتقد ذلك".
ثم ألقت نظرة عجلى على رب عملها وقالت بنبرة دافئة ومرحبة:
" هل أنت مستعد لتناول طعام العشاء؟".
" نعم يا ماريا".
نزع البارون عنه معطفه السميك المصنوع من جلد الغنم , كان يرتدي بنطالا داكنا وكنزة صوفية رمادية غليظة مفتوحة العنق , علّق معطفه بالقرب من الباب ثم حدّق مرة أخرى بفكتوريا وسألها متجهما:
" هل ستخرجين؟".
أستدارت فكتوريا ليرى البارون خديها الأحمرين بفعل حرارة النار .
" كلا يا سيدي البارون , أنه ثوب دافىء شعرت أن بأرتدائه بعض التنويع بالنسبة الى البنطال".
هز البارون كتفيه مستهجنا وقال :
" لست بحاجة أن تفسري لي وضعك يا آنسة".
كانت ملاحظته باردة جدا ولكنها أدركت أنه لم يكن مسرورا بمظهرها ,وأردف قائلا:
" ومع ذلك بما أنك مرتدية ملابس غير ملائمة لمطبخ قصر ريشيستين أقترح عليك أن تنضمي الي في مكتبي لتناول الطعام!".
أعترضت فكتوريا بعدم أرتياح:
" لم أكن أتوقع ذلك يا سيدي البارون".
" ألم تتوقعي ذلك؟ على الرغم من هذا سنتناول الطعام في مكتبي , هل لديك أعتراض يا ماريا ؟".
رقت شفتا المرأة المسنة ولكنها أطلقت جوابا يشوبه عدم المبالاة بأنحناءة مبالغ فيها عن قصد , أشار البارون الى فكتوريا بأن تسبقه الى مكتبه.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:52 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.