03-04-11, 03:39 AM | #12 | ||||
نجم روايتي
| 3 في ظلام الليل وبيين النجوم الساطعة كان يحدق في السماء الشاسعة ويفكر فيما آل إليه الحال وما سيكون إليه المآل حسد نفسه على الوحدة الرائعة التي يحيا فيها دون كلام أو سؤال دون هموم أو عيال لم يجرب أن يتكلم مع ما حوله من الطبيعة يبكى بصمت ويضحك بصمت ويصرخ صامتا دون أن يحرك شفتيه هذا هو حاله تبلد تام وسكون دائم كان يحيا في جزيرة منعزلة بين التلال وخلف الجبال كان يجد قوت يومه من ثمار وماء زلال إلى أن جاء اليوم الذى سقط فيه مريضا لم يحاول النهوض بل بقي صامتا كعادته دوما دون ملال وحين رأته الطيور لم تعره انتباها بل بقيت شامخة فوق التلال ولم ينادى عليها لأنه ببساطة صرخ وهو صامت فلم يسمعوه ولن يسمعوه على أية حال ثم وبعد أيام قلال كان قد لفظ أنفاسه الأخيرة فى الحال وكان وفيا بعهده الذي قطعه على نفسه أن لا يحرك شفتيه مهما كان وأن يبقى وحيدا في المكان مهما طال به الزمان ومن عاش وحيدا مات وحيدا هذا ما قاله له الزمان | ||||
04-04-11, 03:56 AM | #17 | ||||
نجم روايتي
| 4 كانت غريبة نوعا ما ليس لغرابتها بل لتفردها اعتادت أن ترى نظرات تعجب وحيرة فلم تعد تضايقها بل تفرحها كانت جريمتهاأنها مازال لديها القدرة على الاندهاش نعم في طريقها تتلفت حولها وعيناها تلتقطان أرجاء المكان تستطلع كل ما به من أركان فضولها لا ينتهي واندهاشها كذلك تبتسم عند غروب الشمس وتضحك لرؤية البدر تستمع لصوت الريح وتهيم بجمال الورد تسأل أمواج البحر وتذوق حلاوة الرعد كانت مجنونة في نظر الكثيرين وكانت هى ترحب بذلك إن كان حب الطبيعة جنونا فأهلا به أما متعتها الخالدة فهى مراقبة الوجوه في الطرقات بين حزين وفرح وترجمتها حسب شعورها ومفهومها فريدة هي من نوعها مقياسها في حب الآخرين هو مدى قدرتهم على إدهاشها بتفردهم وتفهمهم ومع ذلك فقد كانت ترهق وتتعب كثيرا فليس سهلا أبدا أن تكون مندهشة وسط عالم من الجمود وأن تكون مبتسمة وسط جو من الخمود فقلبها ما زال طفلا يحبو وقلوب من حولها فى ركود وبينما يفنون أنفسهم ويميتونها بكآبتهم تسعى هي للخلود | ||||
08-04-11, 09:09 AM | #20 | ||||
نجم روايتي
| 5 الاكتشاف المذهل الذى اكتشفه حين نظر فى المرآة أنه لا يعرف الشخص الآخر الذى ينظر إليه منها أخذ يحملق فيه لعله يحس بالألفة نحوه لم يستطع أو لم يجرؤ على ذلك إنه بعيد كل البعد عن هذا الآخر فقد اتسعت الهوة بينهماا ولم يعد بالإمكان فعل شىء حيال هذا الأمر وأحس ساعتئذ أن روحه تخونه وجسده مازال يمثل دور البراءة على أكمل وجه | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|