آخر 10 مشاركات
السر الغامض (9) للكاتبة: Diana Hamilton *كاملة+روابط* (الكاتـب : بحر الندى - )           »          وداعاًللماضى(99)لـ:مايا بانكس(الجزء الرابع من سلسة الحمل والشغف)كاملة*تم إضافة الرابط (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          اتركي الماضي ميتاً- نوفيلا زائرة -لفاتنة الرومانسية :عبير محمدقائد *مكتملة& الروابط* (الكاتـب : Omima Hisham - )           »          216 - قيود من رماد - ليز فيلدينغ -أحلام جديدة (الكاتـب : monaaa - )           »          206- العائدة - كاي ثورب - روايات عبير الجديدة (الكاتـب : samahss - )           »          ليلة بلا قمر - آن ميثر (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          عطر القسوة- قلوب احلام الزائرة- للكاتبة المبدعة :داليا الكومي *مكتملة مع الروابط (الكاتـب : دالياالكومى - )           »          418 - خطوة خارج الزمن - ميراندا لي (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-04-11, 03:34 PM   #21

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


وقطع باتريك عليها أفكارها أذ قدّم لها سيكارة أخرى:
" أرى أنك غرقت في تفكير عميق".
أبتسمت سمانتا أبتسامة ملؤها الحنين كما ظن باتريك:
" أجل , ولكن , هل أنتهيت من عملك؟".
هز باتريك كتفيه وأجاب بصورة ملتبسة:
" لا أخالني سأنتهي منه أبدا".
تنهدت سمانتا بعد أن أستوعبت كلامه وسألته:
"كم سيمضي من الوقت قبل.... أن نحط في لندن؟".
تطلع باتريك الى ساعته:
" ربع ساعة تقريبا , هل سيستقبلك أحد في المطار؟".
" أجل , ستكون جدتي في أستقبالي ".
" حسنا , وهل ستتوجهين فورا الى ولتشاير؟".
أمالت سمانتا رأسها بحركة سريعة:
" لست أدري , فجدتي مقيمة حاليا في فندق سافوي , ولست أعرف بالضبط ماذا تنوي أن تفعل".
" صحيح؟".
ترك قولها أنطباعا حسنا في نفس باتريك الذي لم يتصور أن هذه الشابة الرثّة الملابس من الناس الذين يقيمون في فندق سافوي , لكن المظاهر تخدع المرء أحيانا.
" آمل أن تعجبك لندن".
" وهل تحبها أنت؟".
رفع باتريك حاجبيه متكاسلا:
" أنها مكان صالح للعمل , ألا أنني أفضل مكانا أكثر هدوءا عندما يسمح لي وقتي بذلك".
فعبست سمانتا:
" آه , أنني آمل أن أحبها".
" وهل هذا مهم حقا؟".
فشبكت سمانتا أصابعها بخوف , وأزدادت حيرة باتريك , ألا أنه تغلّب على فضوله , فهو يهتم بالناس بصفته كاتبا , وقد وجد في سمانتا موضوعا مغريا أوحى له بالكثير , ورأى أنه من المحزن أن تغيّر الحياة , التي تأمل سمانتا أن تستمتع بها , قبول هذه الفتاة الطبيعي للعالم وأقبالها عليه.
حطت الطائرة عند الواحدة والنصف بتوقيت لندن , ورفعت سمانتا معطف البوبلين الذي ألقته بجانبها , ثم قصدت باب الطائرة مرتجفة , ولحق باتريك وقد سرّه التعبير الذي علا وجهها عندما لفحها الهواء الرطب المندفع من خارج الطائرة , وكان يوما خريفيا باردا , فشدّت سمانتا معطفها حولها وهي ترتعش , وأبتسم باتريك لها , فأحست أنها صغيرة أمامه هو الذي يبلغ طوله مئة وثمانين سنتيمترا ويتمتع بكتفين عريضتين وجسم يضيق تدريجيا حتى الوركين , ثم خاطبها متندرا:
" الطقس دافىء نسبيا اليوم , ولكن , أنتظري حتى تختبري الشتاء الأنكليزي".
رفعت ناظريها اليه , فرأت فيه آخر حلقة تصلها بالأشياء المألوفة في عالمها , وهمست بعذوبة:
" كان والدي يقول دائما أن مناخ أنكلترا شديد البرودة".
وتنبه باتريك الى شيء يختلج داخله دون أن يستطيع تحديده , ألا أنه شعر على حين غفلة أنه أصبح مسؤولا عن الفتاة , فمع أنها ليست صغيرة ولا تلتصق بالآخرين طلبا لحمايتهم , غير أنها تحلّت بروح رقيقة ولطيفة خشي أن تضيعها بسرعة في ضوضاء هذه المدينة المزدحمة.
ثم هبطا السلم معا , وأجتازا المسافة التي تفصلهما عن مباني المطار حيث فرّقتهما المعاملات ارسمية , وأنشغلت سمانتا بالأجراءات الغريبة عليها بحيث لم تفطن أنها لم تعد ترى باتريك مالوري , وأخذ قلبها ينبض بعنف فور تنبّهها للأمر أذ روّعها ما حدث ,ولتفتت حولها بحثا عن باتريك , بينما لمست يد كتفها , فأستدارت لتجده واقفا وراءها , مررت لسانها على شفتيها فيما تنهدت بأرتياح:
" حسبتك ... حسبتك ذهبت".
فحانت من باتريك ألتفاتة جدية نحوها :
" و........!".
ضغطت سمانتا أسنانها على شفتها السفلى , وقد تبينت الحماقة في لهفتها وعلّقت مرتبكة:
" لا... لا شيء".
وضغط على ذراعها بينما طلب اليها بلطف:
" هيا نخرج".
وأنتقل باتريك بسمانتا عبر قاعة الأستقبال الى البهو العام حيث وقف رجل أرتدى بزة خاصة بسائقي السيارات يراقبها بطريقة غريبة, فسأل باتريك الفتاة:
" هل تظنين أن له علاقة بجدتك؟".
هزت سمانتا رأسها:
" لست أدري , هل أتوجه اليه بالسؤال؟".
" كلا , أنظري الى شعره الأبيض , سأسأله بنفسي".
وعاد باتريك بعد بضع دقائق بصحبة السائق ليخبر رفيقته:
" أن سيارتك تنتظرك , هل كل شيء على ما يرام؟".
وتطلعت سمانتا اليه:
" أجل , أشكرك شكرا جزيلا".
وتصنعت سمانتا أبتسامة خفيفة قبل أن تستدير وتلحق بالسائق عبر البهو الواسع , ثم خرجا الى الشارع الممتد بمحاذاته حيث وقفت سيارة رولز رويس ضخمة بأنتظار سمانتا , فساعدها بارنز , ساعدها الأيمن... على حد ما قاله عندما عرّفها بنفسه... على دخول السيارة والجلوس في المقعد الخلفي.
ومضى السائق ليضع حقيبتها في صندوق السيارة بينما جلست سمانتا وهي تشعر بشيء من العزلة , وكم تمنت لو طلبت اليه أن تجلس في مقدم السيارة , ألا أنها عزفت عن رغبتها لما ظهر من أضباط بارنز.
وأصيبت بخيبة أمل لعدم أستقبال جدتها لها , فقد كانت بحاجة الى الأحساس بأنها شخص مرغوب فيه , أما الآن , فما عليها ألا أن ترضى بمقعد منعزل في مؤخر السيارة الضخمة , وببارنز رفيقا.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-04-11, 03:01 AM   #22

بسمة طفولة
 
الصورة الرمزية بسمة طفولة

? العضوٌ??? » 162276
?  التسِجيلٌ » Mar 2011
? مشَارَ?اتْي » 405
?  نُقآطِيْ » بسمة طفولة has a reputation beyond reputeبسمة طفولة has a reputation beyond reputeبسمة طفولة has a reputation beyond reputeبسمة طفولة has a reputation beyond reputeبسمة طفولة has a reputation beyond reputeبسمة طفولة has a reputation beyond reputeبسمة طفولة has a reputation beyond reputeبسمة طفولة has a reputation beyond reputeبسمة طفولة has a reputation beyond reputeبسمة طفولة has a reputation beyond reputeبسمة طفولة has a reputation beyond repute
افتراضي

يعطيك العافية ......ننتظر الباقي .

بسمة طفولة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-04-11, 01:11 PM   #23

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

ووقفت أمام سيارة ارولز سيارة جاغوار زرقاء تنتظر ركابها , وبينما ترقبت سمانتا أنطلاق سيارتها , لمحت باتريك مالوري يخرج من القاعة وبجانبه سيدة شقراء نحيلة وقصيرة القامة.
كانت المرأة ترتدي معطفا رائعا من جلد النمر وكانت أجمل أمرأة وقع عليها نظرها , فشعرها قصير جعد وقدها صغير متناسق الأجزاء , أنفطر قلبها ألما , وتمنت لو أن بارنز أقلع بعد دخولها مباشرة , ومع أنها توقعت مثل هذا الأمر ألا أنها أحست بألم مميت وقد رأته يحدث أمام ناظريها فعلا , فمن الطبيعي أن تنتظر حدوث ذلك لأن باتريك رجل مجتمع خبر العالم , ولا بد أن تكون حياته ملأى بالنساء.
عندئذ أرتقة بارنز مقعد السائق , وشغّل السيارة , وأتكأت سمانتا على مسند المقعد الخلفي المغطّى بالجلد الفاخر وهي تتنهد , ولم ترغب أن يراها باتريك مالوري الذي ربما نسي كل ما يتعلق بها الآن.
وخفض بارنز الحاجز الزجاجي ليسألها:
" هل كانت رحلتك ممتعة يا آنستي؟".
أنهضت سمانتا نفسها لتجيب:
" أجل , أشكرك".
وركز بارنز على قيادة السيارة من جديد , أما سمانتا , فلم تجد ما تحدثه به , ولعله أعتبرها حمقاء , لكنها كانت اليوم قد أنهكت عقليا وجسديا وتحتاج بعض الوقت
كي تجمع أفكارها , وأنطلقت السيارة بهما مسرعة , فيما خيم عليهما الصمت , وأنطبعت في ذهن سمانتا صورة مشوشة لسماء رمادية ملبدة بالغيوم , ومبان شاهقة مكسوة بالرخام في بعض الأماكن , وخيل اليها أن مئات السيارات تطوي الأرض في الأتجاه الذي يسيران به , ونجحت في أدراك عنصر السرعة , عاشت صخبا وأزدحاما وأندفاعا لم تخبره من قبل , ومع أنها كانت في أنكلترا , فأنها لم تشعر بالغربة لأن أنكلترا , قبل كل شيء هي موطنها , وهي أنكليزية بالرغم من أنها تتكلم الأيطالية , وتتصرف كالأيطاليين , ولما دخلت السيارة الى باحة فندق سافوي , تجسدت مخاوفها الكامنة , وبالكاد أجبرت نفسها على الترجل من السيارة , بعد أن فتح لها الباب.
وتبعها السائق ال داخل الفندق حيث تكلم الى موظف الأستعلامات:
" هلا تفضّلت وساعدت الآنسة كنغزلي على الوصول الى جناج الليدي ( السيدة) دافنبورت؟".
وأبتسم برقة , فطرفت عينا سمانتا , اللايدي دافنبورت , أن جدتها هي الليدي دافنبورت , وأضطربت معدتها لأن هذا كان مخبفا أكثر مما توقعت .
وحمل أحد خدم الفندق حقيبتها ,ورجاها أن تلحق به الى المصعد , وتابع الحاضرون تقدّم سمانتا بعيون متفحصة ومستغربة جعلت الفتاة تنزعج من تنبيهها الى العيوب والنقائص في معطفها وحذائها الخالي من الكعب.
وتوقف المصعد عند الطابق الثاني , وأقتيدت الفتاة عبر الممر الى جناح جدتها , ووقف الصبي بجانبها ينتظر الى أن فتحت الخادمة الباب , فترك سمانتا في عهدتها , وخالج سمانتا شعور بأنها أشبه بحزمة تتناقلها الأيدي , وتيقنت أن جدتها تبعث الرعب فيمن حولها , على أنها تصورت أنها بلغت هدفها , عندما تناولت الخادمة معطفها بلطف لتضعه في الداخل:
" تفضلي بالجلوس , ستوافيك اللايدي دافنبورت حالا".
" أشكرك".
أمتثلت سمانتا لتعليمات الخادمة , وجلست على أريكة واطئة , وغادرت الخادمة الحجرة لتعلم جدة الفتاة بأن حفيدتها قد وصلت , ونظرت سمانتا حولها بشغف لترى ردهة واسعة زيّنت تزيينا أنيقا بسجادة سميكة لاءمت كل الفجوات القائمة في الجدار والمخصصة لوضع الأرائك والكتب , وكان أثاث الغرفة فخما وغالي الثمن , ومميز جوها بدفء مريح بالمقارنة مع الهواء البارد خارج الفندق.
وفتح أحد الأبواب بعد لحظة ,ووقفت سمانتا مرتجفة أذ لمحت عجوزا تدخل الغرفة وقد أستندت بثقل على عكازها , كانت ضعيفة صغيرة الجسم بارزة القسمات غزا الشيب شعرها , وأرتدت ملابس عصرية حريرية بلون الزهر , وتألقت عيناها الشديدتا الزرقة قليلا .
أنتصبت سمانتا أمامها وهي تتساءل ماذا يجب أن تفعل أو أن تقول, وأبتسمت اللايدي دافنبورت لها , فبان اللطف والدفء على وجهها , وتخلصت سمانتا من بعض خوفها عندما سمعتها تقول برقة:
" سمانتا , يا عزيزتي , هل أنت هنا؟".
ردت سمانتا ببطء:
" جدّتي ! أن هذه اللفظة غريبة على مسامعي , فأنا لم أعرف أن لي أقارب أبدا".
وأنحنت سمانتا لتطبع قبلة على وجنة جدتها , وزال التوتر الذي أنتابها فطوّقت السيدة العجوز بذراعيها فيما أحست أن عينيها أغرورقتا بالدموع , وعلّقت اللايدي دافنبورت وقد برق الدمع في عينيها هي أيضا.
" هذا أفضل , ألا نجلس يا عزيزتي؟ فرجلاي لم تعودا كما كانتا".
وجلستا جنبا الى جنب على الأريكة, وأخذت السيدة دافنبورت تتأمل حفيدتها , ثم قالت أخيرا:
" أنك تشبهين جون أكثر مما تشبهين بربارا , آه يا سمانتا! لا تعلمين كم أشتهيت رؤيتك".
" ولكن , لماذا.......؟".
وتوقفت سمانتا فيما أجابت جدتها بلطف:
" سأخبرك بعد قليل يا عزيزتي , لكن دعينا نتناول الشاي أولا , ثم نبدأ بالحديث".
وأحضرت الخادمة عربة الشاي , فأسكتت قرقعة فناجين الخزف الصيني والملاعق الفضية السيدتين فيما بدا أنهما تتأملان بعضهما أذ لم يكن بأمكانهما تعويض ما فاتهما من الزمن.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-04-11, 01:37 PM   #24

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

ولما فرغتا من تناول الشاي , قدّمت السيدة دافنبورت لسمانتا سيكارة أخرجتها من علبة صنعت من العقيق اليماني , وأتكأت السيدة دافنبورت على المسند المغطى بالدمسق الحريري بعد أن أشعلت السيكارة لحفيدتها , ثم سألتها:
" هل تشعرين بالأنتعاش الآن؟".
ردّت سمانتا مبتسمة:
" أجل , شكرا لك".
" أنني أعتذر لعدم أستقبالي لك في المطار بسبب بعض الأضطرابات في جسمي الهرم , ونصيحة طبيبي على أخذ قسط من الراحة كل يوم بعد الغداء , هل عثر بارنز عليك بسرعة؟".
أبتسمت سمانتا وهي تتذكر باتريك مالوري , ثم أجابت بهدوء:
" أجل".
" خيرا فعل".
وعضت اللايدي دافنبورت على شفتها , وأتضح لسمانتا أن جدتها وجدت صعوبة في أستهلاك الحديث معها , وأخيرا أقتنعت الفتاة أن جدتها ليست غولا بل سيدة لطيفة , ولكن , أين أمها؟ وهنا خاطبتها اللايدي دافنبورت متمهلة:
" أحسبني سأباشر حديثي بأطلاعك على أخبار أبنتي".
" تقصدين أمي؟".
تنهدت اللايدي دافنبورت:
" أجل , أمك باربرا , أنها أبنتي الوحيدة , وقد ولدت بعد أن كنا أنا وهارولد على أقتناع تام أننا لن نرزق أطفالا , وأن ذكرت هذه الحقيقة أمامك , فلأوضح لك سبب فساد باربرا وسوء أخلاقها , ولعلنا أنا وهارولد نتحمل المسؤولية , فقد نمت باربرا وكبرت وهي تتصور أن لها الحق في أمتلاك كل شيء تراه , ولما ألتقت والدك , أرادت أن تمتلكه أيضا , وهي لم تتجاوز الثامنة عشرة عندئذ.
وأقترنا بعد شهرين من لقائهما وذلك بعد الحرب مباشرة كما تعلمين , أذ عملت باربرا , وهي نجمة صاعدة آنذاك , في فرقة مسرحية لندنية ترفّه عن الجنود , وقد شاركت في جولات الفرقة الترفيهية , أما والدك , فكان ملتحقا بالبحرية , وقد بدا وسيما في بزته الرسمية , وأذكر أن كثيرا من الشبان تزوجوا في ذلك الوقت , ولم يخامر بربارا الشك في حبّها لجون , وعاد والدك الى البحرية طبعا , فلم يتسنى لهما أن يلتقيا كثيرا لمدة طويلة , وكنت قد بلغت السنة من العمر عندئذ".
ثم صمتت اللايدي دافنبورت لتحرّك خاتما في أصبعها قائلة:
" وتملّك السخط باربرا عندما أكتشفت أنها حامل , فأضطرت الى التخلي عن عملها , والألتحاق بعملها في ولتشاير , وبعد أن وضعت , لمتعد تطيق الأنتظار , فعادت الى لندن مجددا".
وتجهم محيا السيدة العجوز:
" آسفة يا عزيزتي أن أقول لك أنك شكّلت عائقا".
وأحست سمانتا أن الدموع تملأ عينيها , ألا أنها كبتتها , وقالت وقد تمنت معرفة المزيد , كما راودها الخوف على المصير المحتوم في آن واحد:
" أرجوك , تابعي حديثك".
" عندما سرّح جون , وجد أنك تقيمين معي في مسكن دافن حيث تتولى مربّية الأهتمام بك ورعاية شؤونك بسبب وجود باربرا في لندن , ولم يزعجني ذلك في شيء لأنك كنت طفلة مرحة أرى العالم كله من خلالها , لكن جون للأسف لم يوافقني على رأيي , بل أعتبر أن تربيتك من مهمّات بربارا , وهذا أعتبار بديهي خصوصا أذا عملنا أن جون عمل قبل الحرب أستاذا في أحدى مدارس لندن حيث أطلع على الآثار السلبية لتربية الأولاد الذين أنفصل ذووهم عن بعضهم , وعلى أي حال , فأنه أبعدك عني وأستأجر لنفسه شقة في لندن , وبدا لبعض الوقت أن باربرا حافظت على علاقتها بجونوهو الشاب البهي الطلعة البارع والقوي , وأكتفت باربرا طوال تلك الفترة بآداء أدوار صغيرة , فيما أعتنيت بك وبجون بقية الوقت , وتيقنت أن كل شيء يسير على ما يرام بعد عودة جون وظهور علائم السعادة على باربرا...".
ثم تنهدت:
" آسفة يا عزيزتي , لكن , يجب أن أصارحك , لقد أتضح لجون أن زوجته أقامت علاقة سرية مع أحد منتجي الأفلام السينمائية رغن أنه كان متزوجا , وذلك لأنه وعد باربرا بأدوار مختلفة في أفلامه".
صدمت سمانتا وتملكها الخوف , هل هذه أمها التي أسرعت الى لقائها؟
" ورفض جون بعد ذلك أن يتحدث الى باربرا , ومضى ليبيع كل ما وصلت اليه يداه , وسحب كل مدخراته من المصرف , ثم أختفى وقد أصطحبك معه وأنت لا زلت في الرابعة من العمر , وأتصل بنا محامياه بعد فترة من ميلانو ليخبرانا أنه يعيش في أيطاليا , وأنه لا يرغب في أن نحصل على عنوانه ولم يكن بأستطاعتي أن أفعل ألا القليل دون مساعدة باربرا التي لا يظهر عليها الأهتمام , وبدأت والدتك تحصل على أدوار أطول وأفضل , ومع مرور السنوات أصبحت نجمة معروفة , وهي الآن تختار دورها لأنها ممثلة بارعة بغض النظر عن كل ذنوبها وعيوبها".
وصاحت سمانتا:
" لا يمكنني أن أصدق ذلك , كيف يمكنها أن تفعل كل هذه الأمور؟".
" أن باربرا أمرأة فردية النزعة مستقلة بتفكيرها جموحة صمّمت على بلوغ أقصى مراتب النجاح , وقد تم لها ما أرادت , والى ذلك , فأنها تحب الرجال الى أقصى الحدود , وهناك كثير من الرجال الذين يحيطون بها , وهي تشبه الأطفال في أمور كثيرة , كما أنها لا تريد أن تكبر , وتصر على البقاء طفلة الى الأبد".
" ولكن , لا شك أنها متقدمة في السن بعض الشيء , فأنا في الثانية والعشرين من عمري".
" جل , فهي ستبلغ الأربعين عندما تحتفل بعيد ميلادها القادم , لكنني أتحدى أي شخص بأن يعرف عمرها الصحيح".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-04-11, 02:03 PM   #25

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

فهتفت سمانتا مستغربة :
" ألا تزالين مقيمة على حبها؟".
" أجل أنني أحبها , فهي ستظل أبنتي الوحيدة على الدوام , وقد توفّي زوجي عندما كانت في السابعة من عمرها , والحقيقة أنني ألوم نفسي كلما فكرت بالأخطاء التي أرتكبتها في حياتها , وذلك لأنني تساهلت معها كثيرا ,ولم أحرمها شيئا".
حركت سمانتا رأسها:
" و.... هل تمّ طلاقهما؟".
"
أجل , لقد واجه محامي جون المحكمة بدلائل كثيرة أخرستني وشلّت دفاعي , وأنتهى كل شيء بينهما قبل أن تصبح معروفة , ولا يدري أحد اليوم أي شيء عن قصتها هذه".
وسكتت سمانتا لحظة , ثم قالت:
" الأرجح أنني لم أسمع بها أبدا , فما هو أسمها المسرحي , بربارا دافنبورت أم باربرا كنغزلي؟".
" لا هذا ولا ذاك , أسمها الكامل هو باربرا هارييت دافنبورت , أما أسمها المسرحي أو الفني فهو باربرا هارييت".
" ما زلت لا أعرف شيئا عنها".
" لا بأس عليك , فأنك عشت في عزلة , أليس كذلك؟ وأراهن أن جون لم يكن ليخاطر ويسمح لك برؤيتها كثيرا".
وتملكت الرعشة سمانتا بالرغم عنها , أذ ملأتها سيرة أمها أشمئزاز وقرفا , وأدركت أنه من الطبيعي أن تستطيع جدتها رؤية الأشياء بمنظار باربرا , أما هي , فتعتبر تصرف والدتها مشينا ولا أخلاقيا , ويبدو أن باربرا لا تعير أهتماما لأحد , ثم سألت:
" وهكذا , فأنها لم تتزوج مرة ثانية؟".
هزت اللايدي دافنبورت رأسها:
" كلا , فهي لم تشعر برغبة الأرتباط برجل واحد كليا , ألا أنني أظنها بدأت تغير رأيها قليلا الآن , فهناك الآن رجل... حسنا! هذا خبر يحتمل الأنتظار".
وأكفهر وجه اللايدي دافنبورت , ثم أستقامت في جلستها لتمسك بأحدى يدي سمانتا قائلة:
" هناك أمر آخر يجب أن تعرفيه يا عزيزتي".
أعترت الخشية سمانتا , فماذا بقي حتى تسمع ؟ وسألت بحذر:
" ماذا هناك؟".
" أن باربرا ممثلة شهيرة جدا اليوم كما أخبرتك".
" أجل".
" ولذا يجب أن تظهر أمام جمهورها كممثلة شابة وأمرأة جذابة".
علا العبوس قسمات سمانتا لأنها لم تفهم قصد جدتها من هذا الحديث:
" تابعي حديثك , هل رفضت الأعتراف بأنني أبنتها؟".
أبتسمت السيدة العجوز متعبة وتنهدت:
" أن حذرك وأضطرابك المفاجئين يحزناني , وأنني أؤكد لك أن باربرا تريد الأعتراف بك أبنة لها".
بلعت سمانتا ريقها وأستطردت:
" أذن , ما المشكلة؟".
" أنك في الحادئة والعشرين من عمرك يا عزيزتي , وهذه هي المشكلة , سيكتشف الجميع , أن هي أطلعتهم على عمرك الحقيقي , بأنها أكبر بكثير مما أدّعت".
" يا ألهي!".
" حاولي أن تفهميني يا سمانتا العزيزة , لم يتصور أحد أن عمرها يزيد على الثانية أو الثالثة والثلاثين".
" أذن , ما هو أقتراحك , أو بالأحرى , أقتراح باربرا؟".
" أنها ترجو أن توافقي على الأدعاء بأنك ما زلت في سن المراهقة......".
" أنا مراهقة!".
" أجل , فما رأيك لو قلنا أنك في السادسة أو السابعة عشرة من عمرك؟".
أكفهّرت ملامح سمانتا , وظهر الغضب على سيمائها :
" لن يحصل هذا أبدا , كيف يمكنك أن تطلبي مني هذا بعد أن أساءت الي طوال هذه السنين ؟ كلا , أنني أرفض".
أطلقت اللايدي دافنبورت تنهيدة متعبة , ثم قالت بوهن:
" أخبرتها بأنك لن تقبلي".
" حسنا! ولماذا أقبل؟ فأنا لست مدينة لها بشيء! بأي شيء على الأطلاق".
" أشاطرك الرأي يا عزيزتي , ألا أنها وضعت هذه الشروط حتى تسمح لي بك هنا , وأنت لم تسمعي كل شيء بعد , فأنت ستقيمين معي في دافن , ولن تزوري المدينة ألا نادرا , ولا حاجة بك أن تكوني مراهقة ألا في هذه المناسبات , وبأمكانك أن تعيشي على حقيقتك في دافن , فالقرية هادئة , ولا شيء يدفع أحدا لأكتشاف هويتك الحقيقية أذا لم تكن هذه مشيئتك".
وأمسكت يد سمانتا ثانية:
" هل أطلب منك الكثير لنفسي؟ أنا التي أقترحت حضورك لأنني طالما تمنيت أن أعرفك , فأنا سيدة عجوز أعيش بمفردي , وأنه من دواعي غبطتي أن ترافقيني يا سمانتا , وهل لك في أيطاليا عزيز يصعب عليك مفارقته؟".
أجفلت سمانتا من كلماتها , أذ كان يخيّل اليها أنها لم تترك شيئا مهما يدعوها الى أيطاليا , ولم تتوقع حدوث مثل هذا الأمر , كانت على ثقة أن أهلها سيحبّونها , وكان همّها الوحيد خوفها من ألاّ تحبهم , والآن , بعد أن عرفت الطرق السيئة والملتوية التي عاملتها بها أمها طوال هذه السنين , أدهشها هذا العرض المفاجىء.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-04-11, 04:21 PM   #26

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

تأمت سمانتا جدتها بحنو , ورأت فيها سيدة محبة ورقيقة أيا تكن أخطاؤها وخطاياها , وأقتنعت سمانتا أن حبها لجدتها سيتعاظم , فلدى كل منهما أشياء كثيرة تقولها للأخرى , كانت تشعر بصلة حميمة تربطهما , وتمنت لبرهة لو لم تكن لها أم تعقّد الأمور , لأمكنها أذن أن تقيم مع جدتها سعيدة ومن دون مشاكل , وهنا طرحت عليها سؤالا :
" وماذا لو أصرت باربرا على رفضها ؟ لماذا لا يمكنني أن أعيش معك في دافن وننسى مشاريع بابرا وخططها؟".
" لقد أوصى زوجي هارولد بمسكن دافن لباربرا , ولم يترك لي ألا ما أعيش به على نحو مريح , وأمك تملك معظم التركة ,وبمقدورها أن تجعلني أحيا في شقاء مقيم أن أنا عصيت رغباتها , وباربرا كما أسفلت وقلت أمرأة أنانية فردية النزعة , وأذا غضبت , فأنها ترتكب حماقات لا يتصورها العقل , ولا أجدني راغبة أن أثيرها وأعاديها وأنا في هذه السن المتقدمة".
" ما هذا الذي تقولينه ؟ أنه مروع".
" حسنا , لقد شرحت لك الوضع على حقيقته".
" ولكن , أذا لم ترد الأعتراف ببنوتّتي وأنا في الواحدة والعشرين , فلماذا تريد أن تعترف بأنني أبنتها في أي حال؟ من المؤكد أن بوسعي أن أكون قريبة أو صديقة أو أي شيء من هذا القبيل.......".
هزت اللايدي دافنبورت كتفيها:
"هذه مشكلة باربرا لا مشكلتي , لكنني أعرف شيئا واحدا , وهو أن باربرا تريدك مراهقة , فهل توافقين أم لا؟".
أنتصبت سمانتا واقفة وقد أقرفها الوضع , فالمشكلة في الحقيقة بسيطة للغاية , أما أن ترضى بمشاريع باربرا , وأما أن تحزم أمتعتها . أذا جاز التعبير , وترجع الى حيث أتت.
وأدركت أنه لو كانت معرفتها بأنكلترا أوسع , لما أختارت ألا الحل الثاني , ألا أن أيطاليا كانت أكثر ترحيبا في حالتها الحاضرة.
وتبقى هناك مشكلة عملها , فهي مقتنعة أكثر من ذي قبل أن زواجها ببنيتو ليس هو الحل المنشوج , صحيح أنها أعجبت بمزاياه لكن ربما يعود ذلك الى نشأتهما معا والى أتصالهما المباشر.
ولا يمكن أن تنسى عقدة جدتها , أذ مهما حاولت التخلص من الشعور بأن جدتها تحتاج اليها , اللايدي دافنبورت أمرأة طاعنة في السن , أليس من الأفضل لها أن توافق على مشاريع باربرا ؟ وعندما لا يعود بالأمكان أيذاء اللايدي دافنبورت تنفجر في وجهها وتعاملها بما تستحق.
هل يحق لها أن تترك قريبتيها الوحيدتين الآن مع أنهما عاملتاها بقسوة بالغة في الماضي؟ أنهما بحاجة أليها الآن , ولو أنهما عبرتا عن حاجتهما تلك بصورة مخادعة , وهي لا تذكر أن أحدا أعرب عن حاجته اليها منذ توفي والدها.
وأستدارت نحو جدتها التي جلست تراقبها وهي تأمل خيرا , ثم خاطبتها السيدة العجوز بهدوء:
" أنك لا زلت شابة , ألا يمكنك تكريس بضعة أشهر , أو بضع سنوات على الأكثر , من أجلي؟".
وأخيرا علقت سمانتا:
" أشعر أنني وسيلة للمتاجرة والدعاية , ولكن ,أذا وافقت , أتظنين أنه بأمكاني الظهور بمظهر أبنة ستة عشرة سنة؟".
أجابتها اللايدي دافنبورت مبتسمة:
" بكل سهولة , فأنت تبدين الآن أكبر من ذلك , ولكن حياتك يا سمانتا خلت من الأضطرابات , وتميزت بالهدوء , ولا تلوح على وجهك أي من دلائل الأرهاق والأجهاد الظاهرة في وجوه الشباب اليوم , والمراهقون في عصرنا ليسوا سوى شلة من الأولاد المزعجين والمضطربين , ولعلك ستستمتعين بمراهقتك الثانية , وأعدك بألا تكون حياتك مملة ورتيبة".
وتساءلت سمانتا ما عسى أن يقول عنها والدها لو عرف , على أية حال , أنه المسؤول بالدرجة الأولى عن عودتها الى أمها , وتأكدت أنه لم يكن ليقبل بأي من هذه المشاريع لأنه كان يبغض الخداع ويكرهه , غير أن عقلها شكك في هذا الرأي , ألم يمارس والدها نفسه ضربا من الخداع عندما جعلها توقن أن أمها متوفاة وهي لا تزال تنبض بالحياة والحيوية؟ وفي نهاية المطاف , أعلنت:
" سأوافق الآن على الأقل , على أنني ألتزم بأي تصرف ألا بعد أن أجرّب هذا القناع؟".
" كم أنا سعيدة بك وممتنّة لعطفك يا عزيزتي".
وبرق الدمع في عيني السيدة الهرمة , وسرّ سمانتا أنها وفرت السعادة لشخص واحد على الأقل , وقالت اللايدي دافنبورت:
" أما الآن , فبأمكاننا أن نتناول التفاصيل".
بان الأرتباك على سمانتا:
" أي تفاصيل؟".
" يؤسفني أبلاغك أن باربرا عقدت زواجا سريا منذ سبع عشرة سنة أي حين كانت في السابعة عشرة من عمرها , وكنت أنت حصيلة زواجها , على أن وجودك بقي سرا حتى تكبري بعيدا عن الأضواء والضوضاء المحيطة بأبناء المشاهير.
وعبست سمانتا وهي تحدق في جدتها بأنشداه:
" صبرا , كيف أستطاعت أن تقول ذلك وهي لا تعرف أنني سأوافق؟".
لم تخف اللايدي دافنبورت عدم أرتياحها:
" لا أكتمك القول يا عزيزتي سمانتا أنها كانت تعول على قبول لمشاريعها , فلا أحد يرفض لها طلبا على الأطلاق".
أمالت سمانتا رأسها يمنة ويسرة وقالت:
" يا ألهي , فأنا أذن لست سوى لعبة تعمل بها باربرا هذه ما تشاء".
" أرجوك ألا تقولي ذلك يا سمانتا , دعينا نكمل , وأؤكد لك أنك لن تندمي على شيء".
لم تقتنع سمانتا , غير أنها لم تستطع التفوه بكلمة أعتراض واحدة وشعرت بأشمئزاز شديد من المخطط بأكمله , ولا بدّ أن يكون هناك سبب , فباربرا , مما سمعته عنها حتى الآن , لا تفعل شيئا دون سبب وجيه , وهنا سألت جدتها:
" متى نذهب الى دافن؟".
أجابتها اللايدي دافنبورت وهي تتأملها:
" ليس قبل أسبوع أو نحوه على ما أظن , فباربرا تريد أن تقدمك الى أصدقائها , ولذلك رتّبت بعض الحفلات ومآدب العشاء , وعندما نذهب الى دافن لا يعود ثمة مبرر لقلقك وأضطرابك لأنك لن تعودي الى لندن قبل مدة طويلة".
" فهمت!".
عضت سمانتا شفتها , مآدب عشاء , حفلات! وتعود أبنة ست عشرة سنة مرة أخرى!



أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-04-11, 04:45 PM   #27

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

3- يوم لا ينسى

أستيقظت سمانتا في صباح اليوم التالي لتجد نفسها في السرير الكبير بين ملاءات ناعمة ولحاف حريري , وظلت تفكر لحظة أين هي , الى أن أسترجعت ذكرياتها.... كانت في أنكلترا , وفي اندن بالتحديد حيث تقيم مع جدتها , وهي تتوقع أن تلتقي بأمها اليوم للمرة الأولى , وبعد سبع عشرة سنة.
وهنا أنقلبت على وجهها لتدفن رأسها في الوسادة , فعقلها لم يستسغ اللعبة اليوم كما أستساغها بالأمس , حين قضت السهرة بكاملها مع جدتها التي أبلغتها أن باربرا مرتبطة بموعد مهم , ولذلك لن تتمكن من الحضور وألقاء التحية على أبنتها ألا غدا , أي اليوم , وأعتبرت سمانتا المهتاجة والفضولية هذا القول كافيا لأظهار أمها على حقيقتها.... ألم تعرها والدتها أي أهتمام على الأطلاق؟
وأعلنت السيدة دافنبورت أنهما ستذهبان اليوم لأبتياع الملابس , فمن الواجب أن تبرز سمانتا في ملابس لائقة , كما ينبغي أن يغسل شعرها ويجفف , وروعت سمانتا فكرة زيارة دار فخمة لتزيين الشعر , وهي التي لم يسبق أن رأت محتويات مثل هذا المكان , فسألت عن السبب الذي يمنعها من تصفيف شعرها بنفسها كما كانت تفعل دائما , وما كان من اللايدي دافنبورت ألا أن أبتسمت :
" يجب أن تدركي الآن يا عزيزتي أنك شابة غنية نسبيا , لا تصففين شعرك بنفسك وأنما تزورين مزيّن الشعر بأنتظام لن تكوني مشعثة الشعر ومغضنة الملابس يوما من الأيام".
وظلت سمانتا على أصرارها بأن لا مبرر لهذه المصاريف , غير أنها أمتنعت عن الأدلاء بأي تعليق آخر.
وغادرت فراشها وهي تنظر الى ساعتها التي أشارت الى الثامنة والنصف , ولو أنها ظلت في بلدتها , لكانت قد نهضت الآن وبدأت بتناول فطورها : ( بلدتها) , علت ثغرها أبتسامة وهي تتساءل : هل يمكن أن تألف أعتبار لندن بلدتها؟
ولما قرعت الخادمة الباب , ودخلت بصينية الأفطار , كانت سمانتا قد فرغت لتوها من الأستحمام وأرتداء ملابسها , فصاحت الخادمة:
" آه! أرى أنك نهضت يا آنستي!".
أضطربت سمانتا:
" أجل , وما الغريب في الأمر؟".
أبتسمت الخادمة:
" لا شيء , فليباركك الله , ظننتك متعبة بعد رحلتك الطويلة نهار أمس".
" أنني بخير , هذا فطور كبير".
" كلا , أنه يقتصر على بعض اللحم والبيض المقلي والخبز المحمص".
ردت سمانتا على أبتسامة الخادمة بأبتسامة مشابهة:
" الحقيقة أنني أعتدت على تناول بعض الخبز المدور والزبدة , لقد آ.... أخبروني كثيرا عن هذه الوجبة الأنكليزية".
وبلعت ريقها لأنها كادت تقول أن أباها أخبرها , ولما لم تلاحظ الخادمة أي تغيّر في ملامح سمانتا , أجابتها ببساطة:
" حسنا , كلي ما أستطعت , لقد طلبت مني اللايدي دافنبورت أن أخبرك بأنها ستنهض وتستعد لبدء رحلتك الشرائية عند الساعة العاشرة".
" أشكرك".
وخرجت اللايدي دافنبورت من غرفتها عند الساعة العاشرة تماما وقد بانت ملامح الأناقة والفخامة على قدّها الصغير , فحسدتها سمانتا على ثقتها بنفسها وهدوئها , ولما سارت بجانبها , ألفت نفسها فارعة الطول ضخمة الجثة تعوزها اللباقة , فطلبت اليها اللايدي دافنبورت وقد تأملتها بدقة:
" لا تترهلي في مشيتك يا عزيزتي , صحيح أنك طويلة القامة , لكن يجب أن تفخري بهذه الميزة".
أجابتها سمانتا بطاعة وهي تبتسم:
" أجل يا جدتي , لا شك أنك قاسية عندما تثارين , أليس كذلك؟".
فقهقهت اللايدي دافنبورت:
" هذا يعتمد على مرافقي , والآن , هل يمكننا أن ننطلق؟ فبارنز ينتظرنا".
وقفت سيارة الرولز تنتظرهما في باحة الفندق , وساعدت سمانتا جدتها بالصعود اليها , ثم جلست بقربها , وأغلق بارنز الباب , ثم دار حول السيارة قبل أن يدخل هو أيضا , ولما أنطلقت السيارة , شعرت سمانتا ببعض الحماسة ونظرت بفرح وترقّب من نافذة السيارة وهي لا تطيق أن يضيع عليها مشهد واحد.
وأجتازوا قسما من لندن , عندئذ أمرت اللايدي دافنبورت بارنز بأن يدور حول سيرك بيكاديلي لتتمكن سمانتا من مشاهدة تمثال العاطفة , وقالت لحفيدتها:
" عليك أن تزوري هذه الأماكن وتشاهديها بدقة ذات يوم , هل تعرفين الكثير عن لندن؟".
ردت سمانتا:
" لدي بعض المعلومات عن برج لندن وقصر بكنغهام , والحقيقة أن والدي أخبرني عنها الكثير , وكان يحب المتاحف ومعارض الفنون, وقد أصطحبني مرة الى روما حيث زرنا الكولوسيوم في الفاتيكان".
فأبتسمت لها جدتها:
" هل أعجبت بهذا المكان , الذي يعتبر مخزنا للفنون في العالم؟".
" أجل , لكنني أرغب بأكتشاف لندن على حقيقتها , وهناك أمور كثيرة أرغب القيام بها".
" حسنا , لديك متسع من الوقت".
" أعرف ذلك , ولذا فأنا ممتنة لك , ولكم تقت أن أرى هذه البلاد , لكن الظروف كانت تصوّر لي هذه الأمور بصورة مختلفة".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-04-11, 05:13 PM   #28

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وأكتشفت سمانتا أهمية أمتلاك المال عندما دخلت متجرا ترتاده اللايدي دافنبورت في شارع بوند , فلقد بدا المتجر عاديا الى حد بعيد, ألا أن عالما آخر رحبا أنكشف لها في الداخل.
ومع أنه يحمل أسما تجاريا بسيطا ( أيلان) ألا أنه من أغلى وأفخم متاجر الألبسة في لندن , وما أن تخطت سمانتا عتبة بابه , حتى غرقت قدماها في سجادة ذات لون بنفسجي فاه وبهرها اللون الليلكي الهادىء في قطع الأثاث والمعلقات , وأدخلتهما أيلان بنفسها الى بهو فسيح , وهي سيدة فرنسية متقدمة في السن كاد ألتهاب المفاصل يشل يديها.
وطلب من سمانتا أن تخلع ملابسها الخارجية , ثم قيس طولها , ووزنت , ولشد ما أحرجت سمانتا وأنزعجت لأنها لم تتعود خلع ملابسها أمام أحد على الأطلاق , وتمنت لو تنتهي العملية بسرعة , وأطرت أيلاين تناسق جسم الفتاة:
" أن لحفيدتك يا لايدي دافنبورت جسما رائعا , فهي مديدة القامة ونحيلة , غير أنها مستديرة الجسم لا تنتأ عظامها بشكل زوايا .
فسرت اللايدي دافنبورت , وأجابت مبتسمة :
" هذا بالضبط ما خطر لي , وأظن أن كثيرا من الملابس تناسبها , أليس كذلك؟".
" طبعا , ومجموعة أزيائنا الجديدة تناسبها كثيرا لأنها معدّة للشابات , ألم تقولي أنها تبلغ السادسة عشرة من عمرها؟".
" بلى , بالضبط".
لم يبد الأنزعاج على اللايدي دافنبورت , في حين علت حمرة شديدة وجه سمانتا.
وقضت السيدتان في المتجر أكثر من ساعتين , ولما أخرجتا , أحست سمانتا أنها لن تستعيد طهرها ثانية بعد أن أستبدلت ملابسها القطنية الداخلية بأخرى من النايلون الصافي.
وأرتدت عند خروجها بزة كوكتيل برتقالية اللون تألفت من تنورة دقيقة الثنيات وبلوزة قصيرة الياقة تركت حلقها عاريا , أما ملابسها , فتركت في البهو وهي لا تصلح ألا للرمي في صناديق القمامة على ما يبدو.
وكان الفرق في مظهرها مذهلا الى حد أدهشها عندما تأملت نفسها , وبعد أن جلست سمانتا في مؤخر السيارة بجانب جدتها , التي تلقت مساعدة كبيرة لتتمكن من الصعود , قالت اللايدي دافنبورت:
" أما الآن , فعلينا الأهتمام بشعرك".
فأستفسرت سمانتا وهي تمرر يدها على شعرها الذي حاكى الحرير نعومة:
" وماذا تنوين أن تفعلي بشعري؟".
أبتسمت اللايدي دافنبورت :
" تغيير بسيط يا عزيزتي , فلا تضطربي لأن المرتهقات يطلن شعورهن في هذه الأيام , وشعرك خشن عند أطرافه , لكن رافاييل سيجعله أكثر عصرية بحيث يزركش أطرافه ويعطيه لونا غنيا يلفت الأنتباه الى هاتين العينين الجميلتين".
علت الحمرة وجه سمانتا من جديد لأنها لم تسمع مثل هذه المجاملات من قبل.
لم يكن محل رافاييل لتزيين الشعر بعيدا عن متجر الألبسة , وقد تركت اللايدي دافنبورت سمانتا هناك بعد أن دخلت بنفسها وطلبت أن يعتني رافاييل شخصا بحفيدتها , مؤكدة أنه يعرف ما تحتاجه بالضبط , وفيما خضعت سمانتا لعملية غسل شعرها وتجفيفه وتصفيفه تلقّت أظافرها طبقة من طلاء الأظافر , كما دهن جلدها بكريمات مختلفة لفحصه , وأخيرا تولت مساعدة رافاييل الماهرة تزيينها , ولما عادت اللايدي دافنبورت لأصطحاب حفيدتها , صفقت فرحا وهي تصيح:
" بديع يا عزيزتي , أنك تبدين غاية في الحسن".
لم تقتنع سمانتا بقول جدتها , بل أعتبرت نفسها أشبه بحقل تجارب , ألا أنها أضطرت للتجاوب مع جدتها لأن الأخيرة كانت تستمد سعادة من عملها هذا.
عادت السيدتان الى الفندق لتناول الغداء , ولفتت سمانتا أنظار رواد المطعم , فألتفتت اللايدي دافنبورت مبتسمة بشيء من التعب:
" لعله من الخير أن يعتبرك الناس أبنة ستة عشرة سنة , ولا أخال باربرا توقعت أن تكوني على هذا القدر من الجمال , أما من حيث مظهرك , فأنك تشبهين باربرا , ألا أنك أطول منها قامة , وعيناك تشبهان عيني جون".
ركزت سمانتا نظرها على سمك السلمون المشوي الموضوع في طبقها وسألت جدتها:
" متى ألتقي أمي؟".
تأملت اللايدي دافنبورت ساعتها:
" أذكر أن باربرا أكدت بأنها ستصل بعد ظهر اليوم , وأنها نادرا ما تنهض قبل وقت الغداء عندما لا تكون مرتبطة بمواعيد عمل ,وهي لا تعمل الآن , بل تستريح بين مسرحيتين أنتهت أولاهما منذ أمد قريب بعد أن عرضت ستة أشهر على مسرح برودواي , وستستمر أجازتها شهرا كاملا قبل أن تشارك في تمارين مسرحية جديدة يفترض أن يبدأ عرضها بعد ستة أسابيع في الطرف الغربي من المدينة.
أطرقت سمانتا وقالت:
" فهمت , ولكن , متى تتوقع أن تبدأ بعرضي أمام الجمهور؟".
" أرجوك يا عزيزتي , ألا تنظري الى الأمر هكذا , أما عن تعارفك على أصدقاء أمك , فلست أدري شيئا , وربما تم مساء الليلة , رغم أنني أشك في ذلك لعلمي بأنها تقيم حفلة كوكتيل ليلة غد قبل العشاء , ولعلك حينئذ تبدأين بأيفاء جزء من دينك".
" لماذا تقيمين وحدك وليس في شقتها عندما تحضرين الى لندن؟".
" الحقيقة يا عزيزتي أن نمط عيش باربرا لا يناسبني , صحيح أنها تنهض من فراشها صباحا , ألا أنها تتأخر في الأيواء اليه ليلا , ونادرا ما تدخل سريرها قبل صياح الديك".
وتساءلت سمانتا , وهي المعتادة على النوم والنهوض باكرا , أذا كان مطلوبا منها مجاراة مواعيد أمها.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-04-11, 09:06 PM   #29

بنوته عراقيه

نجم روايتي وعضو بالسينما ورئيسه تغطيه و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارThe Vampire Diaries

alkap ~
 
الصورة الرمزية بنوته عراقيه

? العضوٌ??? » 9075
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 23,449
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » بنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

يسلمووو ياقمر واحلى تقييم لك

بنوته عراقيه غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 16-04-11, 09:49 PM   #30

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وبعد فراغهما من الغداء , صعدنا الى جناح اللايدي دافنبوبرت حيث كانت خادمتها أيميلي قد فضّت كل الملابس التي وصلت من متجر أيلان , لقد عملت أيميلي مع اللايدي دافنبورت منذ ما يزيد على عشرين عاما , وحاولت سمانتا أن تفهم ردة فعل الخادمة على هذا الخداع المتعمد , فالخادمة لا بد أن تعرف سمانتا منذ كانت طفلة , وتعلم بالتالي عمرها الحقيقي , ألا أن أيميلي أحتفظت برأيها لنفسها.
ذهبت اللايدي دافنبورت الى غرفتها لتستريح قرابة ساعة , بينما تركت سمانتا بمفردها , فأشعلت سيكارة , وجلست على الأريكة تقرأ بعض المجلات التي أعطتها أياها أيميلي, وأكتنفها الأضطراب لأنها لم تعرف أن كانت ترغب في حضور أمها أم لا , فقد أشمأزت منها قليلا , ولم تشأ أن يزداد سخطها عليها عند لقائهما , ولذلك آملت أن تكون باربرا قد لانت مع تقدمها في السن , ألا أن ما سمعته من جدتها يؤكد أن أمنيتها لم تكن لتتحقق , وفتح الباب وراء سمانتا , فأستدارت وهي تتوقع أن تشاهد أيميلي , ولكنها عوض عن ذلك لمحت سيدة حسناء ذات شعر أشقر قصير وعينين زرقاوين ترتدي بزة من المخمل القرمزي اللون تلتصق بجسمها وبدت غاية في الغرابة وهي تتكىء على الباب.
وأدركت سمانتا أن هذه أمها لا محالة , فأنتصبت واقفة بصورة آلية , وبعد أن عرفت سمانتا باربرا معرفة أفضل , فهمت أن والدتها رتبت دخولها عليها بهذه الطريقة , كانت تعرف كم ستبدو جميلة وهي تقف بجانب الباب , لذلك عزمت أن تراها أبنتها في هذه الصورة للمرة الأولى , كان يطوق عنقها عقد برّاق , فيما تلألأت حبات الماس في القرط المعلق من أذنيها , وتكلمت متمهلة:
" أذن , فأنت سمانتا!".
أرتجفت سمانتا , فالموعد قد تم ,وقد أخرسها اللقاء ! تمكنت من النطق بأرتعاش:
" أجل , وأنت.... هل أنت أمي؟".
" أن ذلك واضح".
وأستقامت قامة باربرا التي عبرت الغرفة بعدم أكتراث , وقالت:
" من المؤكد أن أمي صنعت بك العجائب , فأنت تبدين غاية... في الجاذبية".
وأحست سمانتا بالحياة تدب في جسمها من جديد أذ عاودها الأستياء الذي عرفته من قبل , بعد سماعها ملاحظة أمها الساخرة.
ووقفت باربرا على بعد خطوات منها قائلة:
" لا شك أنك تعذرينني أذا لم أقبّلك , أليس كذلك؟ فأنا لست معتادة على تقبيل النساء , كما أننا لم نتعامل طويلا مع بعضنا بحيث تنشأ بيننا صداقة ومودة , ولا يمكن أن يكون شعورنا أتجاه بعضنا مثل أي أم وأبنة أخريين أتجاه بعضهما , وأنني واثقة أن جون مسؤول عن كل الأفكار التي تكوّنت لديك عني".
فعقبت سمانتا ببرودة:
" لقد أخبرني بأنك ميتة".
أبتسمت باربرا أذ لم يزعجها قول أبنتها البتة.
" هل قال ذلك حقا؟ من المؤكد أنه لم يحسب حسابا للأمر , أليس كذلك؟ ألم يخش حدوث الشيء نفسه؟".
فأجابتها سمانتا بحدة:
" لم يكن هناك مثل هذا الخوف أبدا".
أبتسمت باربرا ثانية أبتسامة عريضة:
" صحيح! وأنك لسيدة مجربة تستطيع أصدار الأحكام بسهولة , أليس كذلك؟".
" لا أفهم قصدك , لكنني أعتقد أنك تصرفت بطريقة مشينة".
تلفظت سمانتا بهذه الكلمات قبل أن تستطيع منع نفسها ...
" هل تعتقدين ذلك فعلا , ألم يفتنك أي رجل تتصورين أنه بعيد عن متناول يدك؟".
" كلا".
فقالت باربرا بنبرة طغى عليها الملل:
" طبعا , فمن الصعب أن تجدي رجلا لائقا في قرية تقع آخر العالم ".
ردت سمانتا غاضبة:
" لقد عشنا في قرية جميلة , وكنا سعداء مع بعضنا , ولم أشعر بحاجة الى أي رجل آخر".
" عظيم!".
وأدارت باربرا ظهرها , فتنبهت سمانتا الى ميزة في أمها كانت مألوفة لديها , وبدا من الغريب ألا تكونا قد تقابلتا من قبل , ومع ذلك... فأن فيها ميزة ... وهنا تكلمت باربرا:
" أظن أن والدتي قد شرحت لك الوضع , فهل توافقين؟".
أجابتها سمانتا:
" ذلك واضح , وألا لما كنت هنا , أليس كذلك؟ ألم يكن من المفروض أن أعود من حيث أتيت أن رفضت طلبك؟".
فأطلقت باربرا ضحكة عذبة:
" لا تكرهيني الى هذا الحد يا عزيزتي , فأنا أمك , ولا أريد أن يتصور أحد أننا لا نحب بعضنا".
فتناولت سمانتا سيكارة من العلبة الموضوعة على الطاولة وأشعلتها بتردد , سألتها باربرا وهي تتأملها:
" هل تدخنين كثيرا؟".
" لماذا؟".
" حسنا يا عزيزتي , لن يكون بأمكانك الأكثار من التدخين في العلن".
تجهمت قسمات سمانتا , وأجابت بفظاظة:
" أنني لا أدخن كثيرا على أية حال , وأفكر جديا بالأنقطاع عن التدخين".
" لا ينبغي لي التدخل في نمط حياتك الآن يا عزيزتي , ولكن فكري بالمال الذي عليك حتى الآن , من الواضح أن والدتي أصطحبتك لشراء بعض الملابس , أليس كذلك؟ فهذه البزّة تبدو من صنع أيلاين".
أطبقت سمانتا شفتيها بتمرد , فلا ريب أن أمها مصيبة , واللايدي دافنبورت تستحق بعض التقدير , لولاها لما وافقت سمانتا على هذا المشروع من البداية.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:55 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.