آخر 10 مشاركات
هيا نجدد إيماننا 2024 (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          328 - العروس المتمردة - جوليا جيمس (اعادة تصوير) (الكاتـب : سنو وايت - )           »          نصيحة ... / سحر ... / الأرملة السوداء ... ( ق.ق.ج ) بقلمي ... (الكاتـب : حكواتي - )           »          الجبلي .. *مميزة ومكتملة* رواية بقلم الكاتبة ضي الشمس (فعاليات رمضان 1436) (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          آسف مولاتي (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          شيوخ لا تعترف بالغزل -ج3 من سلسلة أسياد الغرام- لفاتنة الرومانسية: عبير قائد *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          إحساس جديد *متميزة و مكتملة* (الكاتـب : سحابه نقيه 1 - )           »          مشاعر على حد السيف (121) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : salmanlina - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

Like Tree153Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-04-11, 05:56 PM   #21

taman

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية taman

? العضوٌ??? » 62057
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 6,430
?  نُقآطِيْ » taman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond repute
افتراضي





وجه الفجر طل ~



وعيون الظلام | إستحت |

سهران [ وحالي ] ظروف الوقت : تلعب معه !



كل مانويت أرتفع للصبر

ينزل / تحت ..

وكل مانزلت [ الصبر ]

كفّ السما ~

ترفعه !


ترفعه !

ترفعه !









اللذة السادسة








شمّر عن ذراعيه وهو يتجاوز بركة من الوحل

متجهاً نحو ذلك المحزن المتهالك في الطرف الأقصَى من المزرعة

حيث يحجبَه عن الأنظار كومَة من الأشجار المتدّلية

دلف إلى المكان وهو يرصَد تلك الغرفة الصغيرة في زواية المحزن

ومساحة صغيرة مليئة بالقشّ الأخضَر الناضَج

الذي نشَر رائحَة في المكان بقّوة

جعلت رغبَة من العُطاس تجتاحه فكّبتها حين أستدار

لصاحب الخطى خلفه



../ أسمع .. العّمال بيجون بكرة الصَباح بدري .. وأبيك تكون معاهم

حّرك الأخر رأسه بهدوء لم يلبث أن قال فوراً

../ هُم بيجون يعيدون بناه ..!

فحّرك صقر رأسه إيجاباً وهو يقول

../ إيه .. وهاذي الحشيش شيله من هنا وخله في المخزن الخارجي

والبعير لا تقّربه من هالصوب ولا تخليه يأكل من هذا المكان

عقدْ الأخر حاجبيه و صوته ينطق بالكثير من الأسئلة

../ ليه يا بوي كل هذا .. المخزن طيب .. والشجر في المنطقة مناسب لهم .. ولا عند ناوي على شي

زفر صقر وهو يخرج من المكان

ويتأمل الفيلا الكبيرة القابعة على بعد مترات عن هذا المكان

لا يعَلم أي سعادة أليمة تلك التي راحت تنهش كيانه بنهم

يكَره شعور الندم الذي ينتابه

لكَن شيء من القسوة المحفورة في صدره

هي ما تجعَل عملية المكابرة أكثر سهولة

وبقلب قُدّ من صخر

../ إيه .. بتجي هنا حُرمه

لم يكَن يدرك معنى الحقيقي لتلك الكلمات

لكَن اتساع عيني الأخر و كُل ذلك الذهول

الذي غطّى ملامحه السبعينية وهو ينطق

../ حُرمه .. هنا ..!!

استدار نحوه وهو يجيبه ببرود تعّمده

../ عندك مانع !

تلعثم الأخر وهو يحّرك رأسها بالنفي

../ لاآآ .. يا سيدي ..بس أنا كان قصدي إن العمال و...

قاطعه وهو يلّوح بيده وتابع طريقه نحو الفيلا

.../ أسكت بس .. وأسمعني أنا معتمد عليك ف كل شيء هنا

ليهزّ الأخر رأسه بخوف غطاه بطاعة

../ إيه ما بقصر ما بقصر

ليرمقه صقر بنظرة أخرسته لتابع بهدوء

../ بتجي في نهاية الأسبوع وقتها بيكون المخزن جاهز بسريره .. والحمّام بيجي السبّاك ويضبطه ويكمَله .. ثم يجون راعين الأثاث ويركبونه إنت خلك معهم أول بأول وبلّغني .. العمال ولا واحد منهم يقرب هنا كُلهم برا..

فقاطعه من جديد

../ زين لو جوا الأهل .. قصَدي أمي الكبيرة

أكمل

../ والتنظيف يكون يومياً الفجر يصلون ويكونون هنا يسقون الزرع ويخرجون قبل ما تصير سبع .. و إنت تكون معاهم مشرف عليه وواقف قدّام الباب حق المخزن..وتحرسه.. سواء كان الأهل موجودين ولا لا

ثم دار حول الفيلا بصمَت تأملها صقر طويلاً

ثم أنطلق خارجاً ..

وعند السيارة سأله أخيراً بقلق

../ طّيب يا بوي .. هي خدّامه للفيلا يعني ..؟

تأمله لدقايق ظّنها الأخر من عُمق نظراته

دهوراً ثم أجابه

../ لا ..

أي قّوة تلك التحُرك مشاعره بعُنف

أي ضمير ذلك الميت بداخله

لم يفسّر سبب أي برودة تجتاحه لذلك

فمنذ اعتقلوها بسببه

مات ضميره وشيّعه خلفها

ولم يأبه بعدها لشيء


*




فقد أنكفئت على تعبئة بياناتها في ورقَة إدارية مهمة

اقتربت منها وجلست على كُرسي خلف المكتب مُقابلها

ب


أغلقت الباب بهدوء شديد ثم ألتفتت للقابعة في منتصف الحجَرة
عدها رفعَت الأخرى رأسها وشفتيها تحمل ابتسامة حزينة

../ خلّصت .. هذا إلي أعرفه

ألتقطت الورقة منها تأملتها سريعاً ثم وضَعتها جانباً

وعندما همّت لتسألها جاء سؤال الأخرى أسرع

../ وكيف حاله عمّي بندر ..!

لم يكُن مهرجان الاعتراف أمراً صعباً على ميسون ف قليل من الكلمات

أوصَلت خبرها لها

ولم تكَن دموعها أقل بذخاً من الأخرى لكَنها تجاوزت كُل هذا

بأقل قدر من المشاعر

وأجابتها

../ بخير

رفعَت أناملها تغتال دمعَة مازالت تفضَحها أمامها

أظهَرت من الضَعف ما يكفي حتى الآن لكّنها

همسَت بصوت شاحب

../ ههه .. والله مو مصَدقة ..إني ...

رفعَت عيناها المبتّلتان نحو السقف وكأنها تبحث عن الكلمات

لتسعفها ميسون بحنان

../ شفتي أحد يقرب لك ..!

نظَرت إليها لدقائق ثم حّركت رأسها بقوة

../ إيه إيه .. أحس بشعور

فسألتها ميسون محّركة دفة الحديث نحو أفق أخر

../ نفس الإحساس إلي بتحسينه يوم بتشوفين أهلك ..بس مستعَدة ؟

أرخت بنظراتها أرضاً وهي تحّرك رأسها بالنفي

لتكَمل ميسون أسألتها

../ أممم .. ليش ؟

صمتت صبا طويلاً بعدها أجابت بشيء من الخجَل

../ مَدري أحس إنهم ... ممم مدري

أسندت رأسها على راحتيها وهي تقول لها

../ عمتي تحّبك .. وتعرف وش كثر عانيتي هنا .. أكيد إنها بتحتويك من تشوفك .. حتى البنات مشتاقين لك

صمتت وهي تلتقط إنعقاد ملامح الأخرى

ثم إنحناء طرف شفّتها نحو الأسفل وهي تكمَل بسخرية

../ إيه مّرة .. حتى إنهم كُل يوم جو هنا و زاروني .. هه إنتي تتمسخرين عليّ .. ولا تبين تمشّيني على قدَ عقلي .. لأنه إذا كذا .. فأنا أسفه أقولها بصَدق .. أنا مو مثل هديل ..!

أبتسم ميسون بهدوء وهي ترفع كوب القهوة وتجيبها بذات النبرة الحنونة

../ أدري .. ولأني أدري .. ما عاملتك مثلها .. ولا أنا وش فايدتي هنا ؟

صمتت لثواني ثم أكملت بعدها

../ تدرين أبد ما أعشّمك في شيء .. وأنا موب كاهنَة أقول عن أشياء قبل ما تصير .. لكَن يقَدر الواحد يتوقع ردود أفعال خاصَة فمواقف مثل هاذي .. لذا عندي سؤال وش متوقعَة منهم يسوون لمّا يشوفونك ؟

أزدردت صبا ريقها بصعوبة

لكَن شيء أشبه بالثقة غطى روحها أو جزء منها على الأقل

وهي تجيب

../ ما يبالها تفكير .. مثل يوم عرفتي إني أقرب لكْ ..!

صُدمت

ربما تبدو أقل معنى في وصف حالة ميسون

لكّن في عملها لايجب أن ينتصَر المريض أبداً

فقالت سريعاً

../ وغيره ..؟

../ أصلاً تدرين .. أنا بدون ما أشوف ردة فعَلهم .. ميسون أنا موب منتظرة منهم شيء .. أنا بروح بيت " أم أبوي " أخذ أغراضي وملابسي و بروح

عقَدت حاجبيها وبصوت متوجّس سألتها

../ إيه بتروحين .. وين يعني ..؟ تعرفين مكان أحد من أهلك

عادت السخرية تزّيين ملامحها وهي تجيبها

../ أهلي .. ماعندي .. أنا بروح للميتم ..



../ ميتم

ربمُا كانت قد تعاملت مع حالات النفور والهروب قبلاً

لكَن شيء أخر بدا مميز وبشَدة في صبا

للتابع الأخرى بذات الهدوء والثقة

../ إيه ميتم .. ميسون يمكن لأنك جديدة.. وعمّي ما قال لك عن شيء لكَن أنا أبوي مات صحيح .. بس أمي حيّة .. مكانها على حَسب كلامهم مجهول .. وهم موب مهتمين .. لأن السالفة ما تعنيهم .. أنا كلي ما عُدت أهمهم .. فأحسن حل إني أروح لها وأبتعد عنهم .. يمكن أرتاح وأريحهم ..

تأملت الأولى أظافرها في محاولة للهروب من عينيّ الأخرى

فكُل هذا مجّرد حديث من سجيَنة

ومهما حاولت التعمق في صبا

تجد أنها تضَيع أكثر

لماَ كُل هذه الثقة التي تلون عينيها

لا تعَلم أي خوف راح يسيطر على كيانها

فلأول مرة منذ قابلتها وبدأت في جلساتها معها

تجلس صبا هكذا

لأول مرة تراها تضَع إحدى ساقيها فوق الأخرى

أي مُستقَبل ينتظَرك

أي حياة تلك التي تخططين لها

إنها ليس سوى مٌزلق تنحدر نحوه ببطء

وأي شياطين بدأت تقامر

لاستقبالها

*


../ سلمى .. سلمى ..ئوووووومي الناس راحت علينا

فتحت عينيها ببطء وهي تشعر بألم شديد يغزو رقبتها

اعتدلت سريعاً وهي تتأمل السيارة الخالية حولها ثم وجهه " الممرضَة " أمامها

../ وشو .. وصَلنا ..؟



../ أيوة .. من زماان . .يلا خلينا نشيل ونلحئهم .. دول أكيد وصلو ونحنا هنا



نهضَت سريعة وهي تدير رقبتها بصعوبة

دفعتها صديقتها أمامها وهي تشير إليها بحمَل كيسين كبريين

حملت هي مثلهم حمَلتهم و أخذت تمشي خلفها بتعب

تشَعر أنها لم تستفق من نومها بعد

أو أنها ما زالت تحلم

قالت بصوت مُتعب

../ أفففففففف وجع .. وش حاطين ف الأكياس ؟

وعندما لم تجد جواباً سألت من جديد



../ وين راحوا هم .. أصلاً وين المستشفى ..؟ وليييش كذا ؟ أصلاً إنتي وش أسمَك ؟



أجابتها أخيراً وبصَوت صاحبه نفسها المُتقطَع

../ إسمي نشوى .. وبتعرفي كُل حاجة لما نوصَل بس بالهداوة يا حببتي ..!



عقَدت حاجبيها وهي تعيد بصَرها نحو الخلف

سيارتهم تقف بعيداً لا تجد هُنا أي بَلدة أو حتى خيال لها

مشين طويلاً وتوقفت " سلمى كثيراً "

فأزعجَت نشوى من مصاحبتها لكَن أحياناً

كان تسترخي الأخيرة بجوارها من شَدة التعب

أخيراً وصَلن لـ "بيت لاهيا "

لمْ يكُن منظَر المكان مشّجع أبداً فأصوات الطائرات واضحْ

وأصوات قنابل من بعيد ْ

جعلت قلوبهم تتقافز في حناجرهم

وأربعة من الشرطَة يقفون برشاشاتهم هٌناك



بصعوبة نطَقت " سلمى "

../ ياويلي .. وش بنسوي .. ما أظُن يدخّلونها .!



و كأنها توقعَت ذلك

فملامحهم لم تكُن من تلك المحببة على الإطلاق

كان ذلك مٌفتاح لكُل شيء سيء في عقلها

ربما لا يوجد شيء أكثر سوءاً من فتاتان

تعبران بجاور ثكَنة إسرائليية



taman غير متواجد حالياً  
التوقيع











رد مع اقتباس
قديم 10-04-11, 05:58 PM   #22

taman

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية taman

? العضوٌ??? » 62057
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 6,430
?  نُقآطِيْ » taman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond repute
افتراضي




ليلنا | بارد |

وقلّ الحيله ~ أقسى

إمن الهرب !

وآول الدرب [ إهتدى فيني ] وضيّع آخره ..

لاحضن دافي .. [ يدفيني ] !

ولاعندي | مشب ~

إحترقت ..

وصار قلبي [ جمر ] كنّي / مبخره !





اللذة السابعة


استرخت بتعب على وسادتها المبتلة

ربما من كُل تلك المشاعر التي أخرجتها مع دموعها

أو ربما مع كُل تلك الحمى التي راحت تنهش جسدَها الضعيف

تأملتها القابعة بجوارها وهي تغطّي جسدَها

لتهمس لها الأولى بضَعف

../ بالله شوفي .. جنى إذا تحتاج شيء

../ زيـن أنتي ارتاحي .. ولا ترهقين نفسك

../ وين معاذ وبراء ..؟

../ مع علي أخذهم البقالة ..

تركتها لتحاول النوم مع كُل ما يستقر بجوارها أدوية

تعَلم لأي مدى كُبت مكاحلها

وإلى أين وصَلت بها أحزانها

تغرق نفسها في كُل عمَل لتشغَل بها روحها

تتألم لألمها ولا تعلَم ما السبيل لـ تساعدها

لا تدري لمَا بدت في نظرها أكثر حُزناً عندما جلبوها إلى هُنا

بدت كـزهرة قطَفت قبَل ميلاد الربيع

يابسَة

ذابلَة

يائسة

وأكثر مما يجب في نظرها


,






../ خاللللللللللللة سمية شوفي معاد الكب أكل حواوتي

أرخت جسدها نحو الصغير وهي تلتقط الحلوى المبللة بريقه هو

عندها قال معاذ

../ كذآآآآآآآب .. أنا ما أكلتها هو إلي أكلها ويقول أنا إلي أكلتها

../ وااااااااا .. تكذب على أخوك الكبير .. هيّا هاتها موب ماكلها

تجمّعت الدموع في عيني براء وتجمد للحظات بعدها

فتجاهلته و هبطَت للأسفل

أما هو فتحرك بهدوء نحو غُرفة والدته تسوقه دموعه

و حنينه نحوها مّر اليوم بطوله لم يرها

دلف إلى الحجرة الدافئة وأقترب من جسَدها المختبئ داخل الغطاء

لكَن عُلبة غسيل كبيرة وممتلئة بالماء أوقفته قبل أن يصَل لها

فنحنى وهو يغمَر يديه فيه ثم وضَع يده الأخرى

ثم نهضَ وجلس بهدوء داخله

وعندما شاهد سكون والدته

تقّوس ظَهره في محاولة منه لإقحام شعره

لكَن رنيــن هاتف والدته جعَله يقفز بقّوة

وخرج مبتعدَاً عندما لمح والدته التي نهضَت وألتفتت نحوه

بينما هو راح يجري بسرعة نحو الهاتف على المنتضَدة

حمَله وعاد به جرياً نحو والدته المذهولة من مظَهره

أمسكت بهاتفها ووضَعت يدها الأخرى على وجهه

../ براء وش هذا .؟ وين كُنت ...؟

../ كُنت أتسبح .. ردي ردي شوفي بابا

كَلمته الأخيرة هي فقط ما ذكَرتها بوجود الهاتف بين يديها

فالتقطت عيناها أسم المتصَل وهي تضَغط على زر الإجابة

وتلصِق الهاتف بإذن صغيرها الذي سكت قليلاً

ثم ألتمعت عيناه وهو يصرخ

../ باباااا ..الحمدلله ... باابا إنتا وين !! ... متى تجي ؟ ... معاد عند خالو علي .. إيوة نحنا عند جدة جوهرا .. أنا بروح أنادي معاد إنتا أصبر .. طييييييب .. ماما هنا

أرتجف قلبها في صَدرها حين أعلمه بوجودها قربه

ناولها الهاتف وهو يركض نحو الخارج ويصَرخ باسم أخيه

شيّعته عينيها ومازال الهاتف في راحتها

رفعَته فألتقط هو صوت تنفسّها فسأل

../ دعاء ..

صوته أستنزفها

شيء ما أشبه بحصى كبيرة توقفت في منتصف حنجَرته

بينما استفاضت عينياها و تشوشتْ الرؤيا فيها

رغبَة بالبكاء كانت كفيلة بجعَل صوتها يخرج متحشرجاً

../ إيوة معك ..!

لم يدم صَمته طويلًا حتى قال بثقُل

../ ليش خرجتي من بيتك ..؟

أنزلقت دمعتين من عينيها

ضغَطت على جبينيها بأناملها , أزدردت ريقها بصَعوبة

../ أمي أجبرتني .. ولا أنا والله ما بغيت أخرج ..

صَمت لـثواني بعدها نطق بغلظَة أحرقتها تماماً

../ ع العموم أنا راجع بعد يومين .. وبعدها برجع البيت يعني بترجعين هناك .. فاهمَة

هذه المرة لم تَخف عنه بكاءها وهي تقول

../ إن شاء الله ..

حينها أقتحم براء وهو يجر معاذ خلفه صعدا فوق السرير

سحَب الأول الهاتف من بين يديه والده وهو يقول

../ بااااابااا جا معااااد خد كلمــه

أعطَى الهاتف لأخيه الذي ما إن ألتقطَه حتى قال بهدوء

../ السلام عليكم .. إيوة .. تمام ..

ثم صَمت لبرهة لـيقول بعدها بإعتزاز

../ طيب .. خلاص .. أتفقنا .. مع السلامَة

../ أعطيني .. أعطيني بكَلم بابا

../ خلاص قفلت

../ ليييييييش .. يا كب

لم تكَن تشعَر أنها معهم مطلقاً رأسها يألمها بشَدة كُل ما يحيط بالصور أمامها غارق في السواد كـ روحها تماماً

لكَن كلمة ابنها الأخيرة جعَلتها تنظَر إليه بعتب

../ مين علمك تقول كذا ..؟

تكّلم معاذ قبله

../ سمع خالي علي ..يقول " كلب " لواحد كان ب يصدمنا .. قام قلده

أعادت نظَرها عليه فأرخى رأسه وهو ينظَر ليديه

بعدها قال بقوة

../ ماما .. شوفي خالة سمية شالت حاواوتي منّي ..

../ إيه قل لها إنك كذبت عليها .. تقول أنا إلي أكلت حلاوتك وأصلاً مو أنا..

../ ماما برد .. !

نظَرت لملابسه المُبتلَة بالكامل ثم إلى ملامح وجهه

هو الأكثر شبهاً بأبيه في كُل شيء حتى المراوغة يجيدها من الآن

تنهَدت بتعب وهي تحمله لكَن دخول أختها بسرعة جعلها تتوقف

وهي تنظر إليها

أما الأخرى فقد شهقَت بقوة من منظر الغرفة

../ ليييييييش صحيتي ... قّومك براااء ها .. هاتي الحمار هذا ..يباله كم كف عشان يصير رجّال

اقتربت منها لتأخذه فأخذ يصَرخ بشَدة وهو يتمسك ف والدته بقوة

../ لاآآآآآآآآآآآع .. مابااا ..رووووووووووحي لا أشتكي باااااااابااااا

.../ بعَد .. يهددني بأبوه .. أقول تعال أمك تعبانة حرام عليك

رفعت " دعاء " يدها لها إشارة لكي تكف عن ذلك

../ خلاص خليه لي .. إنتي شيلي " الصطل " حق الكمادات إلي خليتيه براء دخَل فيه ..

تأملت ملامح أختها المحمَرة

فسألتها بتوجس

.../ أتصَل وافي ..؟

لم تجبها بل تركت شعرها ينسَدل من ناحية وجهها اليمنى حيث تقف أختها

لكَن معاذ أجابها

../ إيه أتصَل وكلمناه .. ماما يقول بيجي بعد يومين عندنا .. وقالي أنتبه عليـكم

ارتجفت يداها وهي تخلع ملابس صغيرها سريعاً

فتنهَدت أختها وهي تشعَر بتعاظَم المصيبة على رؤوسهم

خرجت من الغرفة وتبعها معاذ

عقَدت عزمها على أن تخبر والدتها

أختها ضعيفة أكثر مما يجب

ووالدتها عصبية أكثر من الازم أيضاً

كُل شيء يحيط بالحكايا غريب

لمْ تكُن تلمح نظَرة الذُل في عيني أختها قبلاً

ولا تلك القّوة في عيني والدتها

لكَن طريقها كان واحد

وبدأت هي في حَل خيوط القضَية

خيطاً خيطاً

وهمست بصوت لا يسمعه سواها

../ بس كذا .. بس عشان الحُزن إلي في عيونك




*



../ نورالعيـن .. نور .. نور .. نووووووور

رفعَت رأسها بقوة وهي تجيبها

../ خيــــــــر .. وش تبي ..؟

عضَت شفتيها بألم

../ ظهري يألمني ..

../ أحسن

سألتها الأخرى وهي تطوي سجادتها

../ ميـن إلي جَلدك ..؟ زينب

../ لاآآع .. وحده مدري وش قلعتها

.../ أجل تدلعي ..

نظَرت الأخيرة نحو الأولى التي أشارت بعينيها

لـ " نور " التي رقدت على السرير وأدارت ظهرها لهم

وحّركت شفتيه بمعنى

" كّلميها "

فقالت الأولى فوراً

../ نووور .. وش فيك اليوم ؟ على غير عادتك

نهَضت واقتربت منها نظَرت للجانب الظاهر من وجهها لتلمح دموعها

عقَدت حاجبيها

ألتفتت نحوهم تأملت ملامحهم القلقة عليهم

فضَحكت بعُنف من بين دموعها وهي تهمس بـ

../ تذكَرت حاجَة تضـحك

ثم عادت لـ دخول في نوبة ضَحك جديدة

أقوى من الأولى حتى أن دموعها راحت تنهمَر

من عينيها الشبَه مغلقة من شَدة الضَحك

عقَدت " نويّر " حاجبيها بإستغراب كبير

نفس الملامح رسمت على وجه " صبا "

تركت ضَحكها وهي تغوصَ في سَرد ذكَرى

وكأنها تراها

../ في يوم طلب مني أبوي أجيب عُلبة الأدوات عشان بيصَلح طاولة قديمة يمكن نستفيد منها .. دّورت ع العدّة مالقيتها لا فوق ولا تحت

خفت أروح أقول لأبوي موب لا قيتها لأنه بـيهزّئني وممكن يمد يده عليّ .. لكَن إلي كُنت أذكره إن بيت جيرانا إلي ببداية حارتنا عندهم عُدادت أشكال وأنواع وأحجام بحوشَهم .. المفتوح أغلب الوقت

قَلت ما في حل غير أنزل أروح لهم تسللت لبرا البيت بدون ما ينتبه أبوي إلي كان يتكلم بجواله ورحت ركضَ على تحت ما انتبهت إن الدرج إلي هي أساساً منحوتة من الجبل موب منظَمة في هالناحية

وما أحس إلا رجلي بالهوا .. وراسي ضَرب بقوة في الأرض وتدحرجت إلين عند رجول شَخص بعَد عني بعدها حسيت بيد توقفني

وشيء حااار يمشي على وجهي ويوم شفت وجه إلي مسكني

طاح قلبي هو نفسَه هالولد .., شفت نظَرة صَدمة مدري نظرة غريبة في عيونه يوم شاف وجهي وحط يده ع عليه وأنا خلاص قلبي صار بين رجولي لكَن منظَر الدم إلي أنطبع في يده خلاني أقوم أجري

للبيـت وأنا خايفة إنه يلحقني دخَلت وشافني أبوي .. وصارخ عليّ يناديني .. لكَن اخواتي قالوا له طاحت " وأنشق راسها " وهم جابوا لها وحده ثانية

,




كانت ملامحها حالمَة وجهها مُنير كالبدر في قاع الظلام

../ لا ومو بس كذا .. أذكر كُنت يوم أشتري من البقالة وما معي فلوس تكفي .. كُنت أدفع إلي عندي كله وأخلي الباقي ع الحساب .. في اليوم الثاني نبيع أنا وخواتي قد ما نقدر.. عشان نسدد ديونّا .. يوم أرجع ألاقيه يقول لي .. خلاص أنا شاطب على أسمك .. فسألته ليش يقول

..ّذاك الولد دفع عنكم .. ويأشر عليه وهو واقف بعيد مع أصحابه و

قاطعها صوت " نويّر " المتهكم

../ ها ها ها .. يا بياختك .. أجل كُل هالمناحة ع قصَة حُب وفاشلة بعد

مسحَت دموعها بظاهر كفها وصوتها المتحشرج يقول

../ بس .. تذكَرته ..

وعندما شاهدت ملامح صبا أكملت

../ غبية صَح ..؟

أرتفع حاجبيها بحنان وهي تلتقط يدها بين راحتيها

../ لا .. حلو أننا نتذكَر الأشياء الحلو إلي صارت لنا .. ونحنا في عمق أحزاننا

لـ يقاطعها صوت نوير

../ أقول شف قامت تتفلسف الثانية .. يعني بالله اللحين ما في حياتها ذكريات سعيدة . غير ذي حق الولد إلي يلاحقها بكل مكان .. هذا إذا مكان مع إلي أعتدوا عليك ذيك الليلة

صَرخت " نور " بغضَب في وجهها

../ لاآآآآآآ .. ما كان معهم وما أسمح لك تقولين هالكلام ..

../ أقول إنتي يلي طالع فراسك الرومنسية ذا الليلة وفاتحة لنا مناحة ع واحد ما يسوا وإلي يسمعك يقول يوم هاجموك جلستي تتأمليهم وآحد وآحد .. يمكن حبيب القلب كان معاهم ..

../ جب .. قلت لك ما كان معاهم .. ولاتجلسين تصاريخن ترا موب أصغر عيالك ..

.. /لاآآآآآ .. كان معاهم .. وإنتي يلي من زود المحبة أنعمت عيونك عن شوفه .. خبلة وبزر وتصَدقـ

صمّت أذانها فجأة عن كُل ما تصَرخ به

ليست سوى ملامحها الغاضَبة شفتاها اللتان تتحركان بعنف أمامها

جَرحتها .. بل وأصابتها في مقتل

هل من أنه كان معهم ؟

هل أصابها بالسوء هو أيضاً ؟

بدأت ترتجف بشَدة

سقط جسدها ع الفراش تحتها

عندما شق صوت صبا حديث نوير المستعر

../ بس .. بس حرام عليك أكلتي البنية بقشورهاا .. وبعدين مالك دخل هي كيفها تحكي عن إلي تبي و مثل ماتبي

تحولت ملامح " نوير " لـ صدمَة

وكأنها كانت في غيبوبة واستفاقت منها فجأة

استدارت عنهم وهي تُتمتم بكلمات لم يسمعها أي منهم

بينما ألتفتت صبا نحو " نور " التي أقحمت وجهها في فراشها

آذتها " نوير" بقسوتها لكَن كُل ذلك لـخوفها عليها

حتى وهي في أصل الغربة

وعلى أرض المنفى

تخشى عليها

" نوير "

أخر من دخلت إلى هنا من بينهن وأخر من ستخرج

أي قلب رقيق تحملينه في داخلك

أي حكاية ظلام تلك التي زجّت بك هُنا

ألتفتت نحو باب العنبر

فلمحت فتيات العنبر المقابل

ينظرن نحوهن بفضول

وما إن رأينها حتى أبعدن نظرهن سريعاً

وأخذن بالهمس فيما بينهم

فابتسمت

ثم نهضَت وهي ترفع يديها بسعادة

حاولت جاهدة رسمها صَادقة على وجهها

../ خلاآآآآآآآص إنتي وهي .. بكرة بخرج من هنا .. وكذا حفل وداعكم ..

لأبوابٍ أغلقْناها على خلافاتِهِمْ

سنديرُ ظهورَنا المقوّسةَ ونمضي

وحيدِينَ صوبَ اختلافِنا

كشجرٍ غادرَ غابتَهُ

سنقطعُ كُلَّ الجذورِ التي تَصِلُ ترابَهُمْ بقلوبِنا

كأنَّ الذينَ يسكنونَ الصراخَ

ليسوا آباءَنا

كأنَّنا قادرونَ على النموِّ والضحِك

بضوءٍ قليلٍ

دونَهُم *ْ


*




taman غير متواجد حالياً  
التوقيع











رد مع اقتباس
قديم 10-04-11, 06:02 PM   #23

taman

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية taman

? العضوٌ??? » 62057
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 6,430
?  نُقآطِيْ » taman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond repute
افتراضي


تَدري وشْ مَعنى تِضيقْ الوسيعه ..؟

مَعناتها اني بين ,،/

...........ميّت و مِحتاجْ . !

وإنْ الثُواني مَاتعدي سَريعه

وإني عِجزتْ ألقى مَعْ العَالم

........ علاااجْ .."



اللذة الثامنة




همست لصديقتها بأنفاس مبهورة

../ وش السواة ؟

فأقترن قولها بفعَل الأخرى التي جذبتها بقوة نحو طريق

جانبي ضيق لا يكفي سوى لشخصين

و أخذن في الجري بسرعة شديدة فما رأينه منذ دقائق

جعَل قلوبهم تذوب في قعر الخوف

لا يعَلمن كم من الوقت قد مضى حتى توقفت " سلمى " وهي تشهَق بقوة

../ بس بس بس .. نشوى خلاآآآص .. ماااعاد فيني حيل

توقفت نشوى على بعد خطوات من أمامها

../ أيوة .. وأنا تعبت كمان.. تعالي ندّور لنا مكان أحسن من هنا

مشين ببطء خلف بعضهن ..

إحداهن غطّاها التعب وأخذت تسحب كيسيّ الأدوية خلفها سحباً

بينما تحَركت الأخرى أمامها بدا التعب جلياً على ملامحها هي أيضاً

لكَن العَزم الذي غشّى عينيها وهي تبحَث عن موقع يحتضَنهم لحين قدوم المساعدة

برقَت عينا الأخيرة وهي تتوقف أمام سور صغير لمنزل من طابق واحد وهي تقول

../ خلاص هذا المكان مناسب ..

توقفت خلفها سلمى وهي تنظَر نحوها بخوف

../ هنا أحسن مكان إلين ما نلاقي تليفون يوصَلنا بالدكتور

طرقتا الباب الحديدي لكَن لا جواب

../ شكَله مافيه أحد ..!



لكَن صوت مرتفع بدا كهدير مروحيّة فوقهم

جَعل " سلمى " تلتصَق ب " نشوى" وهي تصَرخ

../ نشوي أدخلي بسرعة .. بيشوفونا لو بقينا كذا

أرخت نشوى ذراعها وهي تفتح الباب بسرعة

اقتحمتا الفناء الصغير و أسرعتا نحو مخزن غير مكتمل الإنشاء

جال نظَرهن في المكان ثم ألقَت كُل منهم جسَدها في زاوية فوق أكوام من الرمال

بدت نشوى متحمسة و هي تفتش في جيوبها عن شيء ما

بينما ضمت سلمى ركبتيها لصدرها وهي تزفّر بقوة

فمقدار ذلك الخوف الذي تلقته الليلة أكبر من أن تتحمل

أستنزف كُل مشاعرها

همست وهي تمسح جبينها الذي أخذ يتصبب عرقاً

../ نشوى ما لاحظتي زيي إن الشارع ما مر فيه أحد طوال ما كنا نمشي

ضَحكت نشوى ضَحكة قصيرة متوترة وهي تجيبها

../ هههه .. ايوة دا وقت ممنوع التجوال فيه ..

صرخت سلمى بصَدمة

../ وآآآآآآه .. أحلفي ؟

اتسعت ابتسامة سلمى الباهتة وهي تكمل سريعاً

../ ولله ..!

تلك الابتسامة واتساعها لم يفوتا سلمى مطلقاً

شعرت بقَلبها يرتجف داخلها بقوة

وهو الذي لم يهدأ منذ ساعات الفجر الأولى

بهدوء سألتها

../ سلمى .. إنتي مخبية عني شيء ؟

ازدردت الأخرى ريقها وهي تومئ بإستسلام

../ بصراحة .. رقم الدكتور فيصل ضاع مني

ارتسم الأنفعال على وجهها بقوة وهي تصرخ ب

../ ما شاء الله .. و ليش يعطيك ر..

تماسكت و غيّرت ما كانت تنوي قوله سريعاً

../ معاكِ جوال ..؟

هزّت رأسها بالنفي و هي ترخي عينيها نحو الأرضَ

وعلى وجهها مسحَة ندم

ابتسمت سلمى وهي تحاول أن تهدئ من روحها

../ خلاص أجل كيف ب تكلمينه ..!

../ بنطلب من أحد تلفون يوصَلنا بيه

../ من ميـن يعني ؟

../ معرفش .. بس إنتي أصبري يمكن يجي أحد هنا

كانت كلمتها بمثابة النبوءة التي تحققت سريعاً فبمجرد أن أنهتها

حتى صَدر صوت أشبه بالطقطة داخل المنزل بجوارهم

تحركت سلمى سريعاً أقتربت من نشوى وهي تقول

../ سمعتي

../ آه

../ يمكن أهل البيت مو ..؟

../ أيوة

../ شكَله أحد خرج الحوش

../ لحظة أشوف

أحنت رأسها حتى كاد أن يلامس الأرض ثم نظرة من فجوة الباب

تراجعت سريعاً وهي تقول بهمس

../ أيوة .. دا راجل ..!

ضَغطت سلمى بأصابعها ع شفتيها كي تمنع تنفسّها المرتفع أن يفضَحهما

مّر الكثير من الوقت ..

لكَن أصوات عالية تحمل كلمات عربية بلكنة فلسطينية

جعل سلمى تنهض وهي تحاول أن تبدو أكثر شجاعة

../ خلاص قومي أظن خلّص منع التجوال ..!

وبالفعَل بدا وكأن الشارع قد أمتلئ فجأة

فتعَلقت عينا سلمى من خلال الباب ع رائح والغادي

وهي تلكز نشوى بكوعها

../نشوى .. قومي شوفي

نهَضت الأخرى على إثرها تأملت المنظَر لدقائق بعدها احتضنتها بقوة

../ يسسسس الحمدلله .. يلا نمشي

هزّت رأسها بالإيجاب ثم دخَلتا وحملتا أغراضهن

وخرجتا

فتمتمت لـ " نشوى " :

../ وش رايك نسأل صاحب هالبيت إذا عندهم تليفون ..؟

../ أوكيه أحسن برضو ..!

اقتربت سلمى من الباب وراحت تطرقه بهدوء

دقائق فتح بعدها صبي صغير الباب

فسألته :

../ نادِ لي ماما ..!

وعندما همّ ليجاوبها سألته نشوى فوراً

../ باباك موجود .. ؟

فهزّ رأسه بالإيجاب وأسرع إلي الداخل

بينما قالت نشوى لسلمى بتهكم

../ تنادي أمو ليه .. هههه ولا تحسبي نفسك في السعودية

مطّت شفتيها وهي ترد بسخرية

.. / لا تتمسخرين .. فاضَية وحدة

ظهر والد الصبي رجل عجوز أبعد الباب وهو يدعوهن للدخول

دخَلن وسلمى تمسك بيد نشوى بقوة

سألته نشوى

../ السلام عليكم

../ وعليكم السلام

../ يا عم نحنا ممرضتين .. بس توهنا و نبغى تليفون عندكم ..!

حّرك رأسها بالإيجاب وهو ينحني ويطَلب من أبنه أن يلبي طلبهم

تأملت سلمى مظَهره

ثيابه الرثَة

عيناه التي رغم عماهـ قد اعتلاها حُزن سديمي غريب

أحضر الصغير الهاتف وناوله لسلمى الأقرب منه

فأخذته نشوى بدأت تعصر ذهنها لتتذكر الرقم

../ عسى ناسيته بعد ؟

../ لا أصلو أنا جلست أحفظو طول الطريق لهنا .. أصبري عليّا شوية

../ عجّلي ..عجّلي

ضَغطت ع الأرقام ثم ألصقت الهاتف بإذنها

لكن " الرقم " خطأ

حاولن لمدة طويلة لكَن بلا نتيجَة

شعرت " سلمى " بالدموع تجتمع في عينيها

وكأنها ضاعت وسط بلد لا تعرفها

وبعيدة عن كُل ما ينتمي إليها

نطَق العجوز أخيراً

../ إنتوا ضايعين عن شو بالزبط ؟

تنهَدت سلمى وهي تجيبه بضَعف

.../ تصدق إني مدري

../ شوووو

لتلكزها نشوى بقوة وهي تجيبه بصوت مرتفع

../ عن المستشفى

فهزّ الرجل رأسه وهو يقول

../ مافي مستشفى هون يا بنتي .. بس موجود مركز صحي يمكن هوّا إلي ضعتو عنو

حّركت نشوى رأسها بحماس

../ آه .. هّوا دا بتعرف فينو ؟

أمَر الرجل أبنه أن يقودهن إلى هُناك

بينما سيطر اليأس كُلياً ع سلمى

التي أخذت تلحق بنشوى المسرعة أمامها

../ أُفيييين .. نشوى لا تجري .. شوي شوي

فأجابتها الأخرى وهي تتابع هرولة

.../ لأ .. أنا خايفة الواد يضيع ..

كانت تجري خلفهم بجسَدها لكَن عقلها وقلبها

يتأمل تفاصيل الحياة من حولها

فوق كُل ذلك الركام حيث يعيشون هُم ..

ضحكاتهم .. وكلامهم

حتى شيبانهم حيث يتحلقون عند باب مقهى متهالك

وكأنهم يتجاوزون الظروف .. ليكونو كغيرهم

عند هذه النقطَة إنحرف تفكيرها

عندما تناهى إلي سمعها صوت نشوى المتعَب

../ وأخيراً .. وصَلنا .. دا الدكتور فيصل

تأملت النقطَة التي كانت تنظَر لها

عند منتصَف الطريق وعلى الجادة المقابلة لهم

وقف طبيبهم المسؤول عنهم

وهو ممسك بهاتف وبدت حركات يده وتعابير وجهه

كمن يصَرخ ,

بدا غاضَب جداً ..

أزدردت ريقها وهي تقطَع الطريق نحوه

مُباشَرة

*




فتحت عينيها ببطء شديد

ثم جلست على السرير بسَرعة

جالت عينيها في الغرفة وكأنها تبحث عن شيء ما

بعدها قفزت نحو الحمام غسَلت وجهها

تذكَرت أنها لم تُصَل فصلت سريعا ثم ألتقط شال أبيض

وهبطت درجات السلم قفزاً

وهي تردد همساً

.../ وينها ... وينها .. وينها

ولأن عقلها بدأ مشوشاً للغاية

خرجت نحو باب الفيلا ونظَرت في الساحة الكبيرة

لم يكَن أحد هناك سوا " منذر " يقف بجوار منزله

تحركت عائدة للداخل وهي تضَغط على رأسها لتوازن أفكَارها

فأسرعت نحو غرفة جدتها .. وعندها بدأت خطواتها

تتباطأ شيئاً فشيئاً

ثم أرهفت سمعها



,

كانت صوت بكائها أشبه بالنحيب وهي تغوص بين ذراعي جدتها

تبكَي بهَم مُفرط وجسَد عمّتها يمسح على ظهرها

في محاولة منها ل إبقائها متماسكَة أكثر من ذلك ..

لم يكَن أي من الأطراف يتحدث ..

لكَن عيني عمّيها الذين راحا يلتهمانها بتفكَير عميق

لا أحد منهم يبدو وأنه أشفق عليها

فأفكارهم إن ظهرت

ستبدو بعيدة كُل البعد عن ذلك

أشاحت الجدة بعينيها وهي تقاوم الوجع الذي راح يظهر على ملامحها

../ خلاص يابنتي .. يعني بتقتلين نفسَك من البكا

لتشَهق هي بقوة من بين دموعها

../ بس أنا أخطيت في حقكم

فصححت لها عمّتها

../ تقصَديـن في حق نفسك .. هديل حنّا عارفين إنك تعذبتي وأخذت جزاء كل من يسوي سواتك ..

رفعت عينيها وهي تمسك بيد جدتها بين يديها

../ يمّه .. راضية عنّي ..!

هُنـآ سقطَت دموعها

وهي التي أرادت من نفسها أن تبدو أكثر مقاومة أمام

فلذة كبدها التي أنجبها إبنها ..

ربّتها وأحسَنت تربيتها لكّنها تمردت على الكل

عند أول صَدمة واجهتها

صمتت لدقائق طويلة مّرت

رفعَت شالها و أزاحت دموعها عن وجنتيها المجعدتين

وعيناها تنظَر لملامح أبنيها

الذين راحا يرمقانها بقَوة وكأنهم يطالبانها

بعدم فعَل ذلك

فقالت بحنان وهي تحاول أن تحتضَنها

.../ الله يتوب على عبده لـ أخطأ ثم ندم وتاب وأستغفر .. وش وله الصياح هذا كله اللحين وأنا أمك ..

فزمجر العم مُباشرةً بعد إنهائها قولها

../ يمّه حنا ما عندنا بنات وسخات يعيشون منعمين مكرمين مثلهم مثل الطاهرات العفيفات .. وهالبنت لاحقتها العيبَة .. وطَت روسنا قدام الخلق .. وخّلتنا نتحاشى الأوادم والناس بسبّتها

لكَن الأخر ألتزم الصمت ولم يعقَب

اعتدلت هديل في جلستها

بينما نظَرت الأم لإبنها وهي تقول بهدوء

../ وإنت من إلي قالك إني بخليك تصرف عليها ولا تعيشها في خيرك .. ولا من متى وأنا كلمتي تنكَسر يا محسن

عندما قالت كلمتها الأخيرة عَلم هو لأي مدى أغضَب

والدته الصعب إرضاءها

لكَن شيء أشبه بعناد وقهر غطَى كيانه

فهمهم بقوله

../ إنتي على العين والراس .. و الملامة لاحقتها يمّه .. و منقود إنك تساوينها بالأحسَن منها .. وهي إلي خرجت عن أوامر دينها و راحت ورا كبيرة من الكبائر

فقاطعَته هديل وهي مذهولة مما يقوله بقسوة

../ بس

فقاطعتها جدّتها

../ جب .. ولا كلمة يا ولد .. ولا لك شور عليّ وعليها ولا كلمة .. لكَن شكَراً يا ولد بطني على أخلاقك ما قصَرت .. و اللحين فارق أبغى أناام

نهض وتوجهه للخارج بسرعة

وخطواته تنبض غضباَ

ولكَن قبل أن يصَل للخارج

ظهَر جسَد أمام فتحَة الباب

لتلتقط أعينهم

كُل الذهول التي ارتسم في وجهها وانفراج شفتيها

ومن ثم اختفائها فوراً....


الى اللقاء غدا ان شاء مع
اللذة التاسعة


taman غير متواجد حالياً  
التوقيع











رد مع اقتباس
قديم 11-04-11, 03:51 AM   #24

جرح الذات

مراقبة ومشرفة سابقة ونجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية جرح الذات

? العضوٌ??? » 54920
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 16,539
?  مُ?إني » الدمــام
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » جرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك dubi
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
قول الله تعالى ..(إذكروني أذكركم وإشكروا لي ولا تكفرون )
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

وااااااااو الاحداث كل مالها تزيد تشويق مشكوره يالغلا على البارتات الروعه

سلمى الله يعينك على فيصل شكله مره زعلان عليهم بس ليش تخاف منه حتى اكثر من اخوها

هديل وصبا ونوير ونور الظاهر انهم مظلومين بقضيتهم طب ليش ينسجنون ونجلدوا وهم مالهم ذنب

لان عندنا في السعوديه اللي تأخذ عقابها هي اللي تروح لهذا الطريق برغبتها

بس مايتعاقبون اذا فيه احد اعتدى عليهم

صقر والله ماتوقعت انه لئيم معقوله اعتدى هو على اللي بيستقبلها في بيت المزرعه

والظاهر انه ندم وبيتزوجها

تسلم ايدك هدى بنتظار الباقي ربي يوفقك


جرح الذات غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 11-04-11, 11:49 AM   #25

taman

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية taman

? العضوٌ??? » 62057
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 6,430
?  نُقآطِيْ » taman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكرا جرح على المتابعة والتحليل ...حبى لك


taman غير متواجد حالياً  
التوقيع











رد مع اقتباس
قديم 11-04-11, 01:15 PM   #26

taman

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية taman

? العضوٌ??? » 62057
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 6,430
?  نُقآطِيْ » taman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond repute
افتراضي

الحلم ماهو مستحيل مدام تحقيقه ..[ مُباح ]

والليل لو صار طويل ’ أكيد من بعده .. / صباح








اللذة التاسعة








رفع رأسه وهو يتأمل ملامح وجهه بحدَة

قد لا يدرك فعلياً مقدار ذلك الحقَد الذي أشتعَل في صَدره بغتة

لكَن قبضَته التي تكورت وهي تضَرب فكّه السفلي

ليرتد الأخر إلى الخلف بضع مترات

لمس موقع الضَربة بالقرب من شفتيه

وهو يقول

.../ لاء لاء لاء ما تفقنا على كذا يالصقر

رفع الأول سبابته في وجهه وهو يقول

../ اسمع .. علمن يوصَلك و يتعداك للحثالة إلي جايبهم معك إن جاني خبر .. ولا مجرد إشاعة عن هباب جديد مسوينه هنا لا أوصَلكم لسابع سجن .. تفهَم ولا لا ؟

تأمله الأخر ببرود شديد رغم ذلك الدم الذي شق

طريقة نحو ذقَنه ..

../ وويـن تبينا نروح .. ؟ أحسن مكان لنا هنا ..؟

ثم مالت شفتيها بإبتسامة

../ وإنت وآحد منّـآ .. ولا نسيت

اقتربت من صقر أكثر بينما أغمض الأخر عينيه بقوة

علَم لأي مدى أستفزّه .. وربما ظنّ أنه قد يضرب حتى الموت حالاً

ثم فتَح عينيه ببطء وهو يراقب

رحيله الغاضَب من المكان

لا ينكَر أنه يخشاه وبشَدة

لكَن بذور خطَة جديدة راحت

تداعب رأسه الأسود

جعَلت ابتسامته تتسع

والدم يتدفق معها من شق في شفته حتى ذقنه

*


(أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأمد فقست قلوبهم وكثيرا منهم فاسقون )


مع كُل كلمَة كانت تشهق

فتنزلق دموعها على وجنتيها

بكَت وأبكَت من حولها

بينما ارتجفت قلوبهم لهذه الآية العظيمة .. و هذا الخطاب الإلهي القوي

تحللت من صلاتها ثم غطّت وجهها براحتيها تستعيد أنفاسها المتقطَعة ..

انحنت نور وهي تهمس لها في أذنها

../ الله يوفقــك .. والله بيوحشنا هالصوت العذب

رفعَت رأسها وهي تتأمل وجهه صديقتها المحمر بإمتنان و ود عميقين

معرفتها بنور رغم قصَر عُمرها

كانت أعمق وأصدق من كُل صداقة

كونتها قبلاً

نهضَت بعد أن فرغت من أداء تلك العادةالتي يقمن بها في السجَن

فأي فتاة يفرج عنها وجب أن تصَلي بالفتيات

حتى تزرع في داخلهن أمل بأن نهاية هذه الغربة قريبة

بتوبَة صادقَة

و روح نقية من الدنَس

كـ قربها من روحها الآن

خرجت ويلحقن بها الكثير من الفتيات

وقفن في منتصف الساحة وهي تسلم على هذه وتحتضنها تلك

وتراقبها أعين آخرين من زوايا بعيدة

متلهفين

أو ربما متخيلين

ما شكَلهم حينما يكونوا مكانها

لكَزت نوير صبا

../ شوفي شكَلهم جوا يطلعونك ..؟

ألتفتت نحوهم ثم انسلَت من بين البنات

تتبعها نويّر , التي احتضنتها بحرارة وهي تنتحب على كتفها

ابتسمت صبا بحزن

../ إيه وينها القّوية اللحين

قاومت دموعها وهي تجيبها بهمس شاحب

../ والله يا صبا إني موب قويّة .. و إلي تشوفينه نفاق

اتسعت ابتسامة الأخرى

فلأول مرة تتحدث نوير عن نفسها ببساطَة

احتضنتها هي مجدداً

وهي تربت ع كتفها وتهمس في أذنها بصوت ضعيف

../ لا تخافيـن ترا السالفة بسيطة .. بس علقّي قلبك بالله .. هو إلي بيفرجها

,




../ يالله يا بنت المديرة تبيك .. بسرعة

نظَرت نحو مجموعة الحارسات التي أحاطتها

وهي تتأمل جموع البنات على بعد خطوات منهم

ثم قالت بإصرار

../ وينها نور ... ؟

أمسكتها إحداهن من عضَدها وبدأت في سحبها بخفة

فاستدارت معهم

ثم تجاوزت قسم السجن من بوابة صغيرة محاطَة

بأقفال وسلاسل من حديد

وأغلقت الأبواب خلفها

لتنزلق دمعَة يتيمة على حياة

صارت ذكرى منذ الآن

,


أبقوها في غرفة صغيرة مخصصة للإنتظار

جلست تتأمل نقوش الحائط نظافة المكان

الرائحَة الذكيّة

لم تكُن تدري كم من الوقت قد مّر

حين

فُتح الباب ودلفت ميسون وهي تقول بسعادَة

.../ يالله صبا .. المديرة تبيك .. بعد ما تخلصين منها كذا ربع ساعة ونمشي

تسارعت ضربات قلبها

أمسكت بـصدرها وهي تحاول أن تزيح ذلك الألم

الذي راح يجتاح فؤادها

اتجهت خلف ميسون نحو المكتب

دَلفت إلى هناك

حيث غرفة غارقة في الفخامَة

يتوسطَها مكتب كبير جلست خلفه سيدة متقدَمة في العمر

وبجوارها أخرى شعرت وكأنها قد رأتها قبلاً

.../ السلام عليكم ..!

صافحتهم وجلست أمامهم

ثم أرخت عيناها إلى الأرض

فقالت ميسون بحيوية

../ صبا .. هاذي الأستاذة صالحة المديرة .. وهذي الأستاذة مها المسؤولة عن أسر المسجونين و المفرج عنهم

رفعت بصرها نحو الأخيرة

وتذكَرت أيـن رأتها

ثم ابتسمت لها بخفَة فبادلتها الأخرى الابتسامة

وهي تقول

.../ الحمد لله على سلامتك ..ونحنا جبناكِ اليوم هنا عشان نقولك خبر إن شاء الله يفرحك ..

ثم نظَرت نحو المديرة التي أكملت بهدوء و رزانة

../ سمعنا عن سيرتك في السجَن وعن الأعمال إلي سويتيها لكثير من البنات هنا .. وحاجات كثيرة مختصَرها نحنا نبارك لك جهودك .. و بنعطيكِ شهادة حُسن سيرة وسلوك مختومَة مننا تقدري تسجّلي فيها بأي مكان خاصَة لو حابة تشتغلي او حتى تكملي دراستك

رآح قلبها يحّلق كعصفور سعيدَ

وشفتها تخذلها في رسم إبتسامة أكبر

وهي تقول بهمس صادق

../ الله يعطيكم العافية ..

ابتسمت المديرة ببساطَة لجملتها وهي تجيب

../ الله يعافيكِ ويهدكِ .. وإن شاء الله ما نشوفك هنا ثاني إلا إذا تبين تشتغلين عندنا

علَت ضحكاتهَن عداها

فقد أكتفت بالإبتسام لهٌن ثم

طَلبت منها المسؤولة إخبارها بعنوان المنزل الذي ستقطن فيه

بعد خروجها

لسؤال عنها كُل شهر


،


دقائق بعدها أصبَحت في نفس الحجرة

حين تركتها ميسون لتستعد للذهاب

لم يكُن خبر " الشهادة " مُفرحاً لها لذلك الحد

بل راح صوت كالصفير يزعق في أذنها

وقلبها يرتجف في جوفها بشدة

تبدو ميسون في قمّة السعادَة

أم أنها ستجد الطريق هادئاً سالكاً حتى حجرتها

قطَع عليها دخول سيدَة قصيرة ممتلئَة الجسم

وهي تقول بصَوت جهوري

../ يالله تحَركي سيارتك برا

اتجهت نحوها و هي تشعَر أنها تكاد تسقط على وجهها

من شَدة خوفها

قادتها نحو الخارج لكَن توقف صَبا جعلها تلتفت

نحوها

../ أمشَي يالله

همست صبا التي التفتت للخلف وهي تتحرك بتلقائية

نحو مكتب ميسون

../ أصبري ميسون بتجي معي

سألتها بإستغراب

../ مين بيروح معك ؟

تأملتها لبرهة تنهَدت بعدها وهي تلحق بها

أمسكتها من ذراعها

وشدّتها نحو الخارج

../ يـآ بنتي تعالي الله يهديـك .. محد بيروح معك السيارة تنتظرك بلحالك ..

ولأن خوفها كان كأنه بمثابة القائد لها

لحقت بها كهلام

تاركَة خلفها بقايا خُوفها

وشيء أشبَه بالذكرى

و جمود لم تستوعب فيه وضعها

إلا حينما ألقي بها في الخارج

و دوى صوت الباب الحديد الكبير خلفها

مشهَد الشارع المظلم أمامها

وهواء راح يحّرك حجابها

كما يلعب بدقات قلبها

سيارة سوداء تقف على جانب الطريق

ترّجل منها رجَل أقترب منها مسرعاً

فتراجعت إلى الوراء

أحاط ذراعَهُ كتفها وتحرك بها

ألقاها داخل السيارة وأغلق الباب بجوارها

التي تحركت قبل حتى أن يغلق الأول بابه

مشهَد راح عقلها يسجّله ببطء

ليستوعب ما يحدث جيداً

وأخر ما التقطته عيناها

عيناهـ هو

تنظر إليها


*


سكينَه غشَت روحها شيئاً فشيئاً

حتى غطّت كيانها وابتسامة رضى كاملة

رسمتها على وجهها

أغلقت المصحف وطوت محرابها

وأقتربت من أسباب سعادتها

التي حّركت يداها وعيناها من داخل سريرها

حملتها و راحت تداعبها لوقت

لا تعَلم يقيناً كم الوقت قضَته هُنـا

لكّنها تخاله دهراً أبَى أن ينقضي

صوت من الخوف كالصرير دالخلها

ولا كنها تتجاهله بقَوة

رغم يقينها أن هذه اللعبة ستنكشف يوماً ما حتماً

وكأن هذا اليوم يقترب

أو ربما هذا ما تشعر به فقط حتى

تلك اللحظة التي سبقت دخول القوي

.../ دعااااااااء .. زوجك تحت

منظَر أختها جعَل تلك الابتسامة التي لم تغادرها تتسع

لتتحول لضحكَة صغيرة

ما لبثت بعدها ان قالت بود

../ هههه وش فيك منفجعَة كذا .. شوي ونازلة

فبادرتها الأخرى وهي تشير بسبابتها محذرة

../ دعاء .. ترا علي معاه في المجلس وأمي اللحين رايحة له

فحّركت كتفيها وهي تقول ببراءة

../ طيب ..!

زفرت بقوة و هي تقترب نحوها

تكّلمت مشَددة على كُل حرف

../ دعااء .. السالفة جد .. الكل حارق أعصابه و إنتي ولا كأنه في شيء .. علي معاه بالمجلس وأمي بتجي اللحين بيأخذ زبدة الكلام إلي جاي عشانه .. و طالب يشوفك ..فخليكِ ثقل

ابتسمت لها وهي تربت على يدها

.../ لا تخافي .. أختك اقوى من إلي تشوفونه .. بس خلوا كل شيء بيدي .. و بيصير خير إن شاء الله

ملامح وجهها

عينيها

ابتسامتها حتى راحتها التي مسحت على راحتيها

جعَلت شيء أشبه بالصخَرة أُزيحت عن خاطرها

وهي تهمس لها بصَدق

../ أجل روحي الله يريحك

قد نكون قد شعرنا بالفواق أحياناً كثيرة

و أي إحساس ذلك الذي يعطينا إياه

شيء أشبه بقنبلة تنفجَر ثم ترحل دون أن تألمك

وبمجرد أن تتنفس تعاودك الكّرة من جديد

و لاكأنه ألم أراد أن يؤلمك لكَنه يرحل دون أن يفعَل ذلك

على أمل أنه سيعود من جديد ليؤلمك

ولن يفعَل
...

,



تضارب مشاعرها كان سيد كُل شيء ينبض في داخلها

نزلت وهي تحمل طفلتها أو جزء أقتطَعته من روحها

و خلفها أبنها الذي حمل سرير أخته الصغير

فقط من أجل المظهَر البطولي الذي سيظهر به أمام والده

سَارت نحو المجلس مباشرة

وعيناها تنظَر نحو بابه الموارب

لأن أي فعَل سيحدث من حولها

كفيل بأن يعيدها لنقطَة البداية

أقتربت حتى أصبحَت في موضع يمكّن الجالس بالداخل أن ينتبه لوجودها

لكَـن صوت والدتها التي تكَلم بثقة قاطعة

../ بنتنا و منّا عايفينها .. ويشرون رضاها ألف رجّال وإنت يا ولد عمّها روح و استانس مع إلي أختارها قلبك .. وخلّص بنتنا ..

فدخَلت للمكان وهي تهمس بهدوء

../ أمي لاء ..



ثم ماذا بعد ؟


*


تحَركت بلا هُدى في المكان وهي تحتضَن هاتفها المحمول بقوة

كّررت إتصالها لكَن أختها لا تجيب

يجب أن تتحرك

أي طريق عليها أن تسَلك

تجهَل المكان بما يحويه

ولم تفكَر إنها ستقع في مأزق من هذا النوع أبداً

ربما أحلامها كعقلها صغيرة لا تطير لما قد تحمله الأيام

تحَركت لوقت وعيناها تلتهم الملامح

علّها ترى شخص تعرفه وتسأله ليرشدها

بعدها إهتز هاتفها في يدها

فألصَقته بإذنها سريعاً وهي تتكلم بغضَب

../ ويـــنك ..؟ ليش ما ترديـن

../ شوي شوي كُنت بمحاضَرة وخرجت منها أكلمك .. وش تبين

تابعت بصَوت مخنوق

../ مدري ويـن مبنى " ز " ..؟ أصلاً مدري انـآ ويني فيه ؟زفرت الأخرى وهي تعود لتستأذن الدكتورة للذهاب

وثم انطلقت لنحو أختها لترشدَها

دقائق وأصبحـآ أمام مبنى " ز "

قالت أثنائها " " :

../ والله لو نور هنا كُنت ما حتجت لوجهك

آلمت الأخرى العبارة ليس لأنها شتمتها

بل لأنها تحمل إسم إختها

وكأنها تذكرها بأن هذا المكان

سيدَة نور

رحلت بهدوء وتركتها

تتأمل المبنى الشبه متهالك بصمت

ثم زفرت وهي تهمس ب

../
كانت أحلامنا مثل بعض .. تعالي يا نور شوفيني دخلت نفس قسمك تماماً حينما نود أن نسأل الراحِلُون قَبلنَـآ

أيْ طَريقْ يجبْ أن نَسَلُك

فلا تأتي الإجابَة

ونظَل نردد بإصرار كالمجانين عند مُفترق طرق

أي طريق ؟

أي طــريق ؟

ونظَل هُناك بلا إجابَة


بقلوبٍ صغيرةٍ خبَّأناها في الجيوبِ



taman غير متواجد حالياً  
التوقيع











رد مع اقتباس
قديم 11-04-11, 01:17 PM   #27

taman

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية taman

? العضوٌ??? » 62057
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 6,430
?  نُقآطِيْ » taman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond repute
افتراضي


لو إن الحُزن إنسان

ما وفاله من بناته أحدْ

............[ إلا أنا ]





اللذة العاشرة









../ يمّه لآ

ثم ازدردت ريقها بقوة وهي تتابع مشيحة بعينيها عن عيني والدتها

../آآآآ .. أنآ بسمع وش يقوول أول ..

ثم أصبحت عينيه

بدآ لها أن كُل شيء اختفى إلا هو

عيناها تلتهم ملامحه

تريد أن تلتقط أي تعبير بالرحمة أو حتى بالشفقة

لكَنه نهَض وأقترب منها بخطى واسعة

وفي ثواني أصبح أمامها تماماً

ترتجف هي لأنها , تراه جيداً وتسمع أنفاسه

أغمضت عينيها بقوة حينما شعرت بيده تضغط على صغيرته بين يديها

فلامست ذراعه ذراعها

أرتجف قلبها في صَدرها كطائر مقطوع الجناح

لكَن صوت ذا نبرة مميزة أخترق عقلها

فأنشلها من كُل لذة حاولت أن تتذوقها

../ دعااااء

ألتفتت نحو والدتها ببطء شديد

وعيناها تحمل ألماً كبيراً نحو كُل ما يجري هُنا

تناول أبنته من بين ذراعيها وتركها ترحل بخطى هادئة نحو والدته

بينما ذات الجمود يعتلي ملامحه .. ,

ولم ينكسر إلا حين تأمل الصغيرة بين يديه

جلست بجوار والدتها و هي تقّوس نظرها للأرض كعادتها في حضورها

فقالت الأولى بحزم :

../ انـآ قلت وبعيد لك هالكلام ستين مرة .. بنتنا وإن كان لها ماضي تشوفه إنت غير مشّرف .. فأنـآ أقول لك رح وأنبسط مثل ماتبي لكَن بنتنا ألف من يتمناها .. ولا تجلّسها حسرة على قلبك ..

عضَت على شفتيها بقوة وهي تهمس

../ يمّه ..

لكَنها تابعت :

../ وإن كُنت جاي مطالبنا بحق عيالك .. فعيالك لك .. لكَن لا تقهر أمهم فيهم خلّهم هنا لين يكبرون ثم خذهم لك ..

لكَن صوته قاطعها بقوة معلناً بداية حرب أرادت " زوجة عمه " إنهائها :

../ لكم الحشمة يـآ عمّتي .. وإنتم أهلي و على العين و الرأس .. أنا ماجيت مطالب بحق عيال أنا جيت أبي حرمتي وعيالي سوا ..

أبتسم قلبها بسعادة ولولا خجَلها منه لنهضَت له و أحتضَنته بشَدة

لكَن أمّها التي أجابت بصرامة :

../ و تقول عندك حرمة .. يوم إنك متزوج عليها وحدة ما تسواها حتى أهلك متفشلين منّك ..و وتارك حرمتك وبنت عمّك هي وعيالها شهر لا تسأل ولا تتصَل ولآ كأنهم يعنون لك شيء .... ولا من هذي إلي الحريم بالمجالس يقارنون بين بنتي وبينها ويقولون .. تركها زوجها يدور الناقص فيها عند غيرها

جرحتها والدتها

ربما لم تكَن تفكَر بتلك الطريقَة أبداً

صدمتها بوصَفها للواقع بصراحة تامة

هل ذهب لأخرى تبدو أجمل مني ..

هل هي مثلي أم أحسَن ؟

هل أحبّها أم مازالت سيدة قلبه بمفردي ؟

رفعَت يدها بتلقائية تلمس شعرها الأسود الطويل بشرود

ثم أيقظها صوت أخيها الذي تكلم بهدوء و إتزان :

../ أسمع يا وافي .. حنّا نبيك بالصورة .. وأنا ما أرضى لأختي تتعذب و السبّه ضره

أنت موب غريب علينا نخاف عليها منك.. حنّا ما نلزمك على شيء مو زين لنا ولها لكَن زوجتك بتجلس عندنا لين ترتب أوراقك ..

ثم صمت لجزء من الثانية وتابع مشَدّداً على حروف كلماته :

../ يا أختي .. يا غيرها

رفعَت نظرها نحوه تتأمل ملامحه تبحث عن إجابة

تبحث عن رغبته في عينيه

لكَن لا شيء فملامحه لم تكُن نحوها

وكأنها مُغَيبه منذ بداية حضورها إلى هُنا

تود أن تنهض نحوه

تريد ان تقسَم بأنه يفهم كُل ما يحدث خطأً

تقسم أنها اشتاقت إليه

و أنها ترنو لسماع صوته يخاطبها بحنان كعادتها به

أو قسوة يشاكسها بها أحياناً

تتمنى أن تحطَم قلبها لأنها خذلته

خذلت روحها رغماً عنها

تربعت تحت قدميه تقسم له مراراً أنها لم تفعَل شيء

لكَنه أبى و أمتنع

كابر ثم خرج من عندها نحو أخرى

هدّدها بذلك دائماً

لكَنها لم تكُن منصَته له .. كانت على يقين بأن قلبه له ولن يفعَل ما يقول

جاء صوته هذه المرة أقل حدة يكسوه شيء من الأهتمام

../ إلي تبونه بيصير .. و انـآ بمشي اللحين .. بس قبل ما أمشي أبغي منّكم طلب

تألمت فهو لم يجبهم مباشرة

هل رحل ليقترع أيهم يجب أن يطلق ؟

ربما تساوت الأصابع في تلك اللحظَة وكانت كٌل الوراق

تحمل " هي - هي – هي "

نعم , تجزم بأن الأسهم ستصيبها

../ أطَلب يا وافي ..

../ بتكلم معاها شويّ ..

لم تستوعب طلبه إلا حينما نهضَت والدتها للخروج

فساعدتها حتى أو صَلتها للباب

ثم تركتها تتابع طريقها مع علي

وعندما ألتفتت نحوه

وجدت براء قد ألتصق به

بينما معاذ يقول :

../ أبوي إنت زعلان من امي ..!

تنهَدت بألم وهي تهمس بتلقائية

../ انتم هنااااا !

لم يجيباها لأنها لم تسألهم أصلاً

انشغلت بكُل تلك المشاعر التي تزاحمت في روحها دون أن تدرك

بأن قلوبهم البريئة ترصَد ما يحدث هنا

راح براء يتأمل يديه بصَمت

بينما دمعَة صغيرة وتقّوس شفاه معاذ

جعلها تتنهد بقوة وهي تقترب منه

أمسكت بذراعه وهي تقربه نحوه جلست على الأريكة وهي تقول بإبتسامة:

../ ليش البطل يبكي ..!

مسح بظاهر يده دمعة إنزلقت على إثرها دمعات

وراح يشهَق بعنف و هو يقول

../ ليش ... جـ جـ دو تصرخ على بـ بـ باباااا ..

ابتسمت رغم كُل ما قد أرتسم في عينيها من ألم

../ ومين قال .. جدو تحب بابا وهي تبيه يأخذنا معاه

شهق براء وهي ينظر لوالده كأنه يبحث عن الصدق عنده

../ والله

ابتسم له الأخير وهي يقول بسعادة

.../ إيه والله

ثم أكمل بهدوء لـمعاذ

../ اللحين قلت معاذ رجال و بيساعد ماما و براء و جنى ليش زعلان طيب

قّرب الكرسي حق أختك منّي عشان أتأكد .. رجّال مثل ما أنت ولا تغيرت

مسَح دموعه ببطء وهو يقترب من الكرسي

قدَمه لوالده وعاد لحضن أمه من جديد

وضَع صغيرته على الكرسي

ثم نهض وهو يقول لدعاء ببرود :

../ دعاء لازم تفهمين شغله مهمة .. بس تعالي لبرآ

أتجه بحزم نحو باب صغير مطَل على الحديثة الخلفية للمنزل

نهضَت وقبل أن تلحق به قالت لمعاذ بقوة وحزم

../ روح لخالك وقلّه .. أمسك المرسول .. وهو بيوديكم البقالة

وعندما انهت جملتها كانا قد خرجا

تنهدت وهي تجر خطواته

أزدردت ريقها بقَوة محاولة حصَر مشاعرها

وإغلاق روحها عليها

*


و دوى صوت الباب الحديد الكبير خلفها

مشهَد الشارع المظلم أمامها

وهواء راح يحّرك حجابها

كما يلعب بدقات قلبها

سيارة سوداء تقف على جانب الطريق

ترّجل منها رجَل أقترب منها مسرعاً

فتراجعت إلى الوراء

أحاط بذراعَهُ كتفيها وتحرك بها

نحو السيارة

أدخلها و جلس بجوارها

وكل ما حدث ليس سوى

مشهَد راح عقلها يسجّله ببطء

ليستوعب ما يحدث جيداً

وأخر ما التقطته عيناها

عيناهـ هو

تنظر إليها

اتسعت عيناها بشَدة

وصدمَة قوية ألتهمت عقلها

ليس سوى تلك الصور والمشاهد تعاد في ذاكرتها

ألمها سجنها .. ثم إنكسار روحها

ومشَهد هذه العينين أخيراً

رآحت أناملها ترتجف بشَدة

أحنَت رأسها سريعاً

وهي تغلق وجهها براحتيها وتسد إذنيها ب إبهاميها

وكأنها تحاول ترجمة كُل ما يجري هُنا

لـثواني عدّة فقط استوعبت ما هي عليه الآن

شهقت من بين دموعها

وهي تحاول بجنون فتح باب السيارة

ولأن الشارع مظلم لم تكَن يداها تعَلم الطريق إلى المقبضَ

ثم راحت تهمهم بصوت متألم

.../ فكّ الباااااااااااب .. فكّووووني ..

ألتفتت نحو " بندر " وهو يقول لها بقلق

../ صبـآ .. وش فيييك ...

لكَنها راحت تركل الباب بقدمها بعنف

جعَل بندر يتابع بخوف

../ صقر جنب جنب .. مدري وش صار لها ؟

لكّنها لم تيأس أبداً

ومحاولاتها نجحت أخيراً

نزلت من السيارة بسرعة و كأنها تنظَر للحرية هناك

ولأن كُل شيء عدة الأخيرة كان محجوب عن عقلها

وقفت قدمها على الأرض التي تتحرك بسبب تحرك السيارة

فنزلقت بقوة و تتدحرجت على الأرض

تأوهت بألم وهي تشعر بالخدر يسري في أطرافها السفلية للحظة

حينما لمحت اقترابهما منها

حاولت النهوض لكَن قدمها صرخت بألم شديد

جعلها تسقط بضعف مجدداً على ناصية الطريق

أغمضَت عينيها وهي تشعر به

يساعدها على النهوض

حملها للسيارة ووضعها بهدوء

جلس بجوارها وانطلقوا من جديد







همست بضعف من بين دموعها :

../ وين موديني ..؟

ربّت على كتفها وهو يهمس لها بصَدق

../ لا تخافين .. مودينك لأهلك بس هدّي نفسك إنتي

تذكر هو أنه سمع شيء من هذا القبيل

أو ربما هي حالة كالجنون و الإنهيار تصيبهم

عند لقائهم بأشخاص قد يعنون لهم شيئاً

نظَر لجسَدها الهزيل القابع بجواره

وشيء من الحنان يعترك مع صوت عقله

هدوء غطّى السيارة عدى صوت شهقاتها المتباعدة

والتي مالت عند نهايةة الطريق للهدوء المطلق

وصلوا للمزرعة

ثم ابتعد صقر أولاً وهو ينطلق نحو الداخل

بينما تحرك الأخر ليلحق بـه

لكَن أصابعها الطويلة التي ألتفت حول معصمه

وصوتها حين همست في شحوب

../ عمي وين رايح ..؟ وليش جايين هنا ..؟

تنهَد بهدوء وهو يزيح عينيه عن وجهها المغطّى بحجابها

../ أنزلي معاي .. وصلنا للمكان

نزلت خلفه بهدوء

وهي تراقب تقدّمه في المكان

الأعين الذكوريّة المتلصصة على دخولهم

و ذلك الجسدان التي تلحق بهما

جعَل قلبها يخفق بألم

و الدنيا تظلم في عينيها رويداً رويداً

أمسكت رأسها بقوة وهي تهّزه بشَدة

محاولة رفض كُل فكرة تريد أن تسّود تفكيرها

و وصلا لحيث وقف " ذلك الشخص " متنحياً يتحدث في هاتفه

بينما أشار لها بندر أن تقترب على عجل

وصَلت إيه وهي تتنفس بصعوبة

من رهبة الموقف و ضعف لياقتها .. و ساقها التي راح الألم يلفّها بقَوة

لكَنها لم تشأ تضعف أمامهم من جديد

دلفت اولاً ثم دلف خلفها

تأملت ذلك المكان الذي بدآ أشبه بملحق صغير يحوي غرفتين وحمام

جلست عند أول مقعد قابلها

وجلس الأول بالكرسي المقابل لها

زفر وهو يتكَلم بهدوء

../ هذا المكان مكانك .. جاهز لكُل شيء تبينه الثلاجة فيها أكل .. والغرفة إلي وراك غرفة نومك ..

ثم صَمت

أنزلت حجابها عن وجهها وهي تقول بهدوء ثلجي غريب عنها

../ وينها ميسون ..؟

ارتسمت ملامح الصدمة على وجهه وكأنه لم يتوقع سؤالها الآن على الأقل

لذا أجابها بإرتباك حاول إخفائه لكَنه لم يفوتها

../ لآآآ هي كلمتني وقالت أجي أخذك .. لأن عندها شغل

تأملته لدقائق بهدوء وصمت

فشعَر بها وكأنها كشفت كذبته





أرخى عينيه وهو يقول بحزم

../ أبوكِ قبل ما يموت وصّاني عليك .. وإنتي تعرفين إني ولي أمرك .. و مصيرك يهمّني .. لذآ نفذت وصية من وصايا أبوك .. وهي إنّي أزوجَك

بردت أعضائها تماماً

وسكنَت ملامحها وكأنها لا تعي ما يقول

طال جمودها هكذاً

بينما هو استفاق من دهشة أخرى أُسقط فيها بسبب ردود أفعالها

فكرر بانفعال

../ فاهمة .. انا زوجتك لشخص كفو .. بيقَدرك و يحميك ..

لكَن لا شيء غيّر من وضعها

بإستثناء أن ظهرها المتصَلب كملامحها قد تراجع إلى الخلف

قليلاً ليصَده ظهر الأريكة

فأكمَل بانزعاج شديد وهو ينهضَ متجه نحو الباب الملحق

../ وترا صقر ماهو غريب ينخاف منه ..

ثم تابع بما يشبه الصراخ

../ أنا ماشي اللحين .. تبين شيء

لآ شيء فأكمل بإمتعاض

../ مع السلامة

دوى صوت ارتطام الباب خلفه بقوة

جعلها تقفز وهي تتأمل المكان بقلق

وكأن حدث خلال برهة سكونها

لم يحدث قط

وأعادتها جملته الأخير وصوت الباب للواقع حيث هي

نهضَت بألم في قلبها و ساقها نحو غرفة توسطّها سرير

أغلقت الباب خلفها ببطء

و استمتعت لجزء من الثانية بإدارة المفتاح لمرتين

تمددت وغفت بما يشبَه الإغماءة

وحَلُمتْ *أنها حملت

نعشَ طفولتها

على كتفيها

ومشيتْ

في جنازةِ أحلامها



يتبعها أطفالٌ

عصافيرُ

ظلّها

رافضًا أن يكونَ

ظلاًّ

.لطفلة ميّتة



حملتْ النعشَ الصغيرَ

ومشيتْ

قابلتُ قلوبًا أعرفُها

،وجوهًا لا أذكرُها

مشيتُ

لم يعرفني أحد

.

الفجرُ الشاحبُ

يشبهها

النهرُ الأخضرُ

يشبهُ ذبولَ عينيها

جرحُ الشمسِ

في الشروقِ

لا يشبهُ أحدا *

ولا أحد يمكنه أن يعيي أن بعد السكون

مجَرد انفجار ..


*



خرجت من المكان لتجده قد جلس على أحد الكراسي العريضَة في زاوية

وأسند مرفقيه على فخذيه وهو يضغط بسبابته وإبهامه على عينيه

وقفت هناك حيث هي

تتأمل هالة التعب التي تحيط به

تفتت قلبها لـ ألف مرة وهي ترى منظره ينطق بالألم هكذا

تقسم بأنه طيلة الوقت الذي مضى

لم يذق طعم الراحة فكُل خفايا عينيه هي كتاب مفتوح لها

تنهَدت بصوت مرتفع

ففتح عينيه ونظَر لها مُباشرة

استعادت ملامحه جمودها

وهو يتأملها هكذا

تقف متكأهـ على الباب

وكأنها تلومه على ما فعَل

وكأن لعبته السخيفَة أوردته مواطن لم يكُن يرغب بها

مطلقاً

../ تعالي يا دعاء ..

لم تتحرك من مكانها مما أثار دهشَته

ووجدها تنطق بهدوء

../ نفذت تهديدك وتزوجت .. ليش رجعَت ؟

أرخى بصره وهو يجيبها بهدوء

../ لا تظنين إني .....

قاطعته وهي تقترب منه ببطء

../ لأنك ما توقعت إني ممكن أترك البيت وأجي عند هلي

جلست بجواره باسترخاء وهي تتابع بما يشبه الابتسامة

../ تصدق عاد .. رغم إلي سويته .. لاحظت نظره غريبة بعيون أمك .. ماتوقعتها أبد ..

نظَر لها بقوة وقد فطَن لما تحاول أن تبطَن به كلامها

../ زوجتي شريفَة وما ندمت على الزواج منها يا دعاء .. وإذا أهلك حرموني من عيالي .. فأنا ماني يائس في رجعتكم للبيت

اتسعت ابتسامتها وراحت تلعب بشعرها وكأن الحديث راق لها كثيراً

../ والله .. إييه أجل اسمها شريفَة

ألتوت ملامحه باشمئزاز يقترب منها أكثر

أصطكت نظراتها بنظراته القوية المتلهفَة

يمسك بذقنها وهو يهمس بما يشبه الفحيح

../ تمثيلك و ضعفك إلي ترسمينه على ملامحك قدام أهلك .. ما يمشي عليّ

تسارعت دقات قلبها وهي تلمحه من هذا الإقتراب

فأبتسمات بحنان صادق

../ إنت كم لك ما نمَت ؟

أربكته بسؤالها فهو لم يكَن يتوقع سوى معركة جديدة من العناد

وألتقطت هي ذلك فأرخت بصرها أرضاً وهي تتنهد بتعب

فهّم بـ أن يقول ما آرآد لكَن

رنين هاتفه بجرس جديد

لم تكُن تتوقع أن من الممكن أن هيّ

أشاحت بوجهها عنه وهي تحاول ان تلتقط انفاسها بينما أبتعد هو قليلاً



ثم أجاب بحزم

../ هلا والله ... لا اللحين جاي ..

تأكدت أنها هي

إذاً هُناك أخرين يردونه بقربهم هم فقط غيرها

سألت بشيء يحمل بقايا عناده وصوت من الغيرة يصَرخ في داخلها

../ من تكّلم ..؟

لم يكُن قد أغلق الهاتف حينما ألقت سؤالها

فتجاهلها الأول وهو يجيب

../ لآآآ قلت لك ْ .. إيه .. يالله حبّي .. باي

اتسعت عيناها بصَدمة

لم تلبث أن تشهَق من " حبي " ليتبعها بـ " باي "

من هذه الأخرى التي دللت زوجها حتى هذه الدرجة

أين تكل الهيبة التي تحيطه به دائماً

أين تلك القسوة و القوة في كلاماته

أبتسم وهو يغلق هاتفه ويتأمل ملامحها

../ لآآآ .. وين راحت العصفورة ..!

عقَدت حاجبيها وهي تنهَض مبتعدة عنه إلي الداخل بخطوات سريعة

لكَن قبضَته التي أمسكت رسخها بقوة

جعلتها ترتد بقوة وترتطم بصَدره

بعنف فأبتعدت عنه قليلاً

وهي تهمهم بسَخط

جعَله يتابع وهو يرسم إبتسامة خبيثَة

../ وش فيك تغيّرتي من كلمت حرمتي ؟ عسى غيرانة ..

لم ترفع نظرها إليه لكَنها أجابته صوت هادئ يحمل بين ثناياه إرتجافة

../ لآآآ .. ولو سمحت .. بروح أشوف جنى

حّرك رأسه بالنفي وهو يجيبها بذا الإبتسامة

../ لاحقَة على جنى .. لكَن أنا بمشي اللحين .. تدرين لعبت التمثيل هاذي أعجبتني .. وبنشوف يا دعاء من إلي بيمشي على كلام الثاني

تركها ورحَل

لم تشعر كم مضى من الوقت وهي تقف هذا

تتأمل رحيلَة

من قَوة الهواء التي راحت حَرك شعرها

رفعَت رأسها وهي تتأمل السماء

تحاول ان تستنشق أكبر كم من الأكسجين

لتزدرد خيبتها

تحركت ببطء لداخل

و شبَح من الابتسامة يرتسم على شفتيها

ليس سوى لأنهم

أفترقا

كما ألتقيا

صعَد إلى حجرتها

دون أن تصادف أحداً

تركت إبنتها على فراشها

ونظَرت من الشرفة

أسندت جبينها على زجاجها البارد

وكانها ترجو من أن ينطفئ نار مشاعرها

يشفي غليل قلبها على تعاساتها

لم تفطَن إلى تلك العينان التي راحت

تتأملها

وكأنها



ملاكٌ

.على حافةِ قمرٍ



كثيرًا

ما راودَتْهُما

.رغبتُهُ



الأميرُ

متأرجحٌ

بينَ حرفٍ

.ولون



البنتُ

في حجرتِها

.تهدهدُ أطفالَهُ



لو أطلَّ من شرفتِهِ

لمحَها

.تقرؤهُ



لو عبرَتْ بعينيها النافذةَ

.شردَتْ في شرودِهِ



لو ارتمى الملاكُ

وارتطمَ

بعتمةِ المسافةِ

*التقيا

كما أفترقا

ولم تكُن للقاء نكهَة في قلبها

كما كان للفراق لذَة إنتشاء

خاصَة بها وحدها



*





عندما تقَدمت نحوه كانت تدرك ّأن طيف نشوى يلاحقها

تهَربت بسرعة من عينيه التي التقطت قدومهم

فاستدار عنهم وتقَدم لـذلك المبنى الصغير

هرولت نشوى حتى سبقَت خطى سلمى المتقاربة

دَلفن من بوابَة كبيرة لحيث المكان مزدحم بالمرضى

وعند أول كرسي

ألقَت سلمى ما تحمله وهي تنفَخ في راحتيها

../ وجآآآآآع .. يديني تعورني ..





مشَت للداخل وتبعتها نشوى التي صمتت على غير عادتها

وما إن وصلتا لقسم الإدارة حتى إرتفع صوت رجولي حاد صارخ بهن

../ أوقفي إنتي وهي هنا .!

وقفن وأستدارت نحو المكتب حيث صوت

تحفظَه عن ظهره قلب

تقدمت نحوه بخطى ثابتة

و وقفت أمامه

تكَلم بسخط وهو يبتعد ليغلق الباب خلفهن

../ وين كُنتن يا أنسات ؟

أجابته نشوى بخوف و أرتباك

../ دا ... هّوا نحنا .. شفنا عساكر إسرائليين وما ئدرنا نكمل لجوا البلد .. فأضطرينا نستخبى إلين نطمّن على الوضَع

تأملت ملامحه وهو ينظر لنشوى بقّوة

عيناه الحمراوتان و وجهه الأسود من شَد الغضَب

شعَرت لثواني أنه سينفجَر

عندما صرخ قائلاً

../ تستهبليين إنتي ولا إييش ..تحسبون نفسكم من المقاومة عشان تتخبون .. وأوراقكم إلي عند كل وحدة فيكم .. ليش ما طلعتوها لهم



أجابته وهي تتلعثم في حروفها وبصوت غطّاه إضطرابها

../ بس .. نحنا ما مشيناش من عندهم أصلاً



زفر بقوة وهو يبتعد ليجلس خلف مكتبه

حيث ,

حُسام أمامه , و وقفت سلمى

الصامتة منذ بداية الحوار

وكأنها تعتصم هكذا وهي بجوار أخيها



صَرف الأول نشوى بعبارة قصير

.../ ودّي الأغراض لجواا .. و لاعاد تمشون بدون أوراقكم

استدارت نشوى فهمّت الأخرى باللحاق بها

لكَن صوته الأمر





../ أصبري إنتي .. !

أستدرت نحوه ببطء وقلبها يدق لجرأته

ثم نظَرت بدهشَة لعينيّ أخيها

الذي بدآ هادئاً سكاناً وكأنه توقع ذلك

../ نعَــم ْ



أعتلا البرود ملامحه وهو يتكأ على كرسيه

../ وإنتي ماعندك لسان تبررين سبب تأخركم إلى ذا الوقت ؟



عقَدت حاجبيها وهي تحاول تخفي خوفها وبشجاعة قالت

../ آآ .. أظُن إنه ماني ملزومة أبرر لكْ شيء .. غير إلي قالته نشوى



أنهت جملتها وهي تنظر لأخيها بغضَب

بعدها خرجت وهي تتوجه للغرفة الخاصَة بالممرضات

لم يكُن هنا سوى نشوى وأخرى تعبثان بالأغراض

التي أحضرنها ..





جلسَت هُناك تستعيد رباطَة جأشها

بينما تكَورت قبضَتها بحقَد شديد

../ حسام الغبي الأبله ..





ورغماً عنها تذكرت نظراته لها

تلك اللامبالاة التي أغرقها بها

أختنقت بدموعها ثم أنفجرت في البكاء



أقتربت منها نشوى وهي تتكلم بذعر

../ أيه .. حصَل إيه .. مالك يا سلمى ؟



لم تكُن تجبها لأنها , غرقت في طريقة عهدتها

إستنزف أحزانها حتى أخر قطرة

دقائق أعقبت آخر حديث

بعدها أرتفعت طرقات الباب

ثم أقتربت منهم الأخرى وهي تقول :



../ فيه أحد يبغى الأنسة ..

خرجت سلمى وهي تعلم جيداً من ينتظرها

تكلمت بهدوء

../ خيير وش تبي ؟

ابتسم لها

فزفرت بقهر مكبوت

جذبها نحوه وهو يحتضنها بين ذراعيه

وقد تحولت ابتسامته لقهقهة مرتفعة

../ يا الدلوووووعة .. بس ترا قلقتينا عليك

أبعدت رأسها عنه وهي تلكمه في صَدره

وتمسح بيدها الأخرى دمعة أنزلقت على خدها

../ بس حتى لو .. حسيت إني مدري وش من كلامه وإنت ما تدافع عني

رفع حاجبيه بدهشَة وهو يقول

../ والرجّال صادق .. ليش ما بررتي

تنهَدت حين أدركت أنه لن يفهمها مطلقاً

تركته يتحدث عن قلقهم وبحثهم عنها

و صوت أشبه بأغنية تعزف على حُزنها

لترتل على سقف قلبها أبيات جميلة

كـ قصَة حُب

تمسح بدموعها بلاط الألم

لأن سيدات الحُب لا يرضين

بالغبار *








دّآإم الجرآيمَ حڪمهآ سجنْ ۈآعدآمٍ


..>ۈڜ حكمَ منْ يلعبّ بإحسآسَ غيره


* سوزان = )


taman غير متواجد حالياً  
التوقيع











رد مع اقتباس
قديم 11-04-11, 01:19 PM   #28

taman

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية taman

? العضوٌ??? » 62057
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 6,430
?  نُقآطِيْ » taman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond repute
افتراضي


علمــتني ذگــريــــآتي .. لآ صآرت أليمـة ]~

آبتسم قدآم | جرحي | ..

و آطلق لـِ صمتي عنآإنه






اللذة الحادية عشرة




لكَي تبدو قسوتنا أكثر حسَرة ولتركل بندم كُل همْ سببته تعاستنا

فقط نرقُد ثم نحلم بكُل أمنيَة نرجوها

لعلنا نستشعر السعادَة حتى لو في أحلامنا

استيقظت وهي تتحرك

بإنزعاج ثم أستندت على ذراعيها

فتحت عيناها على أتساعها

عندما عادت لها كُل الصور التي سبقَت نومها

../ بسم الله ..

اعتدلت منتصَبة الظهر وهي تتأمل

السرير الكبير الذي أحتضَن الغرفة الصغير

ليترك مساحة صغيرة خالية فقط

تنفسَت بسرعة وهي تزيح الفراش عنها

ثم وقفت بالقرب من الباب

أصغت قليلاً لعلها تسمع صوتاً

لكَن ليس سوى هدوء تتخلله أنفاسها المضطربة

زفرت براحة وهي تُدير مفتاح الباب ببطء

تحركت بحذر و عيناها تتجولان بذعر في المكان

و صوتها يتحدث داخلها

../ إذا محد فغرفة المكتب يعني محد هنا .. يـآربي أتخيل يكون ذاك المخلوق هنا .. والله لموووت

ألصقت جسدها بالحائط

وسارت نحو المكتب على أطراف أصابعها

حتى وصَلت إليه

أرهفت السمع قليلاً

وهي تمارس حديثها النفسي

../ زين لو كان نايم .. والله ذاك الوحش يسويها

ازدردت ريقها بصعوبَة وهي تجلس على الرخام البارد

حشَرت أصابعها تحت الباب

فغمر الدفء أطرافها

تنفًست الصعداء وهي تنهضَ بإتجاه

دورة المياه .. تريد أن تحظَى ببضَع لحظات

تستمتع فيها بالغرق

الذي طالما فقدته

واشتاقت إليه

رغُم كُل تلك القسوة الإجباريَة

التي رسمت معالمها عليها

,




فرغت من آداء صلاتها

وهي تنظَر للساعَة التي راحت ****بها تشير للعاشرة مساءاً

تشعر بالتعَب فهي لم تأكل شيء منذ 12 ساعة

تحَركت نحو المطَبخ الضيق الذي تم تجهزيه بأدوات قليلة لا تذكَر

أكَلت ما وجدته قابلاً للأكل أمامها

فحكاية تجميع الشتات

علمّتها أن لا تشتهي شيئاً , لأنها لن تناله

عادت نحو غرفتها الصغيرة

وهي تغلق الباب خلفها بحذر

طفقت تبحث في الخزانات عن أشياء قد تسترعي إهتمامها

لا شيء أبداً

لكَن عقلها حاول تفكيك عُقدة ألجمتها منذ أن رأت ما تحويه خزانتها

همهمت بصوت مسموع

../ طيب لو قلنا جدتي ما تبيني .. مين إلي بيجبهم لي .. يعني هاذي ملابس نسائيَة .. أكيد ميسون ..

بدأت في إعادة ملابسها نحو الخزانة ببطء وترتيب

وهي تستمتع بطّيها جيَداً ..

وهذه أيضاً مهنَة أفتقدتها كثيراً

خاطِر ومض في رأسها

جعلها تعقد حاجبيها وهي تعيد التفكير من جديد

../ وه .. زين .. إذا قلنا ميسون هي إلي جابتهم لي .. ليش ما جت معنا يوم جينا .. ولا عشان ذآك الـ

نفضَت رأسها بقوة لـترفض الفكَرة وهي تقول

../ لا لاآ .. ما أظن ..

نهضَت بعد أنهَت ما بدأته

وهي تقترب من مراتها أنحنت مُباشرة بصورة آلية

وهي تفتح أدراجها الصغيرة ..

كانت فارغَة لا تحوي

شيئاً ..

وبملل فتحت الدُرج الأخير

لتجد صندوق خشبي صغير

أمسكت به وهي تتأمل نقوشَه بإعجاب

../ وي .. وش ذا .. ؟ يمكَن حق أحد كان عايش هنا ..!

أخذته وجلسَت على سريرها المرتفع

../ لا موب معقولة حق أحد .. هذا شكَله فيه شيء فاخر

أدارت مفتاحه ذا الشكَل الدائري

ثم فتحته ببطء وأنفاس مبهورة

../ وآآآآ

بُطّنِ الصندوق من الداخل بقماش أحمَر قاني

و في وسطَته رقد " سوار ذهبي " فخَم المنظَر

اتسعت عيناها وهي تتأمله بإنبهار

../ يهبّل .. يهبّل ..

ابتسمت بسعادَة وهي ترتديه علي يدها

ليذهلها أنها على مقاسها

تأملت ذراعها مطولاً و خيالتها تحملها من عالم لأخر

و لم تَكِلّ ابتسامتها عن الأتساع خلالها

لكَن فجأة بدأ وأن كُل ذلك قد تلاشى

وكأنها سقطَت من الأسفل إلى واقعها

تنهَدت وهي تنزعه بحذر

وعندما همّت بإدخاله

لفت نظَرها جزء أبيض ظهر من خلال القماش المُبطن للصندوق

../ وش ذا ؟

سحَبته , فإذا هي ورقَة بيضاء صغير

مطويّة بعنايَة

نفضَتها لتقتحم خلاياها رائحَة

وقبل أن ترى أي شيء

بدأ عقلها في ترجمة تلك الرائحة

نعَم , ذلك العطر الرجولي

نظَرت بذهول نحو الورقَة

وهي تقرأ بحرص :

"كُل مَا إشتقت لكِ وَضَعْت يَدِيْ عَلَى قَلْبِي

لأنه المَكَانْ الوَحِيد الذِيْ أَثِقْ بوجُودِكْ فِيِهْ

وَ لأَنِكْ وَ أَخِيرَاً أَصَبَحَتِ مِلكِي فَلنْ أَصَبِر عَلَى أَنْ اٌقدم

عربون مَحبَة , للبدَاية فقَطْ

زوجك / صقر "

سرت قشعريرة باردة بطول عامودها الفقري

حتى امتدت لأناملها التي ارتجفت بخوف

وهي تخفي الورقَة وتغلق الصندوق

أعادته إلى مكانه وهي تتأمل ما حولها بخوف

بدأت تشعر بأن عيناه

تراقبها ..

مّرت ساعات وهي على حالتها

حتى رمقت ساعتها بتعب



لتجدها قد أشارت للثانية بعد منتصف الليل

كم مضَى من الوقت وهي تتأمل ما حولها

كمغيّبة ..

كانت تنظَر إلى الجدآر

كأنها تنتظَره ليخترقه ويأتي إليها

أقل حَركة للأشجار بالخارج ترعبها

استلقت مُجبرة فأعضائها ألمتها من طول الجلوس

ثم رحَلت عينها من إعيائها في نوم عميق

لم يدوم طويلاً

حنّطتُ ذاكرتي

حاوطتُها

بالقصائد

والرسائل

بصورِ الأحبّةِ

،والأصدقاء

.أغلقتُ التابوتَ



ربما

تصحو ذاكرتي

من موتِها

.ذاتَ يومٍ



لا أريدُها

أن تكونَ وحيدةً

حينَها

.مثلي الآن



أريدُها أن تصحو

.في مملكتِها *



*



على رائحة الحناء

تذكّرت

أغاني جارتها العجوز

و لبسِها الأحمر الطويل

و أشجار الليمون المتدّلية أمام شُرفة غرفتها

و أحاديث توأمي المُضَحكة

و ابتسامتها هيّ

صورة لجزء من ماضي سحيق

فقَدتْ ذكرياته

../ وينها .. أختك ؟ ما صرت أشوفها مثل أول

أجابتها وهي شفتيها تحمل ابتسامة سخريَة لم ترها جَدتها

../ يمّه .. لا تتحركين .. ميّر إنها بتجي على جبهتك وتحمّر عليك

صمتت , وبعد أن هدأت كررت سؤالها بإصرار

../ قلت لك أنا أحطّها بنفسي .. إنتي يلي عييّتي .. بس ماقلتي لي وينها إختك ؟







تنهَدت وهي تجبيها بهدوء شديد

../ يمّه أنا أنام في مكان وهي فمكان ثاني .. !

عقَدت الجدّة حاجبيها وهي تتأمل ملامح الأخرى بإنتباه

../ وش تقصدين ؟

أبعدت يدها الملطخَة بالحناء عن ثوبها المنزلي البسيط

ثم نهضَت وهي تحمل الطبق الحديدي بيدها الأخرى

متجهه نحو الخارج و تتحدث بثقَة

../ يعني علمي علمك .. !

أنهت تنظيف المكان و هي تسمع همهمات جدَتها

وهي تعلَم يقيناً ما تتحدث به

مّر على عودتها أسبوعين ..

تحاشتْ كُل إنسان

تمضَي معظم يومها بالمطبخ

و في الصباح حيث لا أحد .. تجلس بقرب جدّتها

توضأت و لبسَت إحرامها وهمّت بالصَلاة

عندما قالت جدتها بهدوء

../ هديل قبل ما تصليّـن .. نادي لي سوناا ..

أقتربت منها

../ وش تبين بها أنا أسويه لك ..؟

حّركت رأسها بالنفي وبإصرار أجابت

../ لاآ .. ناديها لي .. وإنتي خليكِ بصلاتك

خرجت تبحث عنها بيأس شديد

حين أسترعى إنتباهها باب الحديقَة الخلفيّ

المشّرع أمامها

إبتسمت حينما توالت الذكريات كحبات المطر على عقلها

أقتربت وهي تلمح " أختها " تجلس قرفصاء

أمام جدآر أمتلئ جزء منه بماضيهم

ألصَقت جبينها الدافئ بجزء من الباب الزجاجي البارد

و عيناها الناعستان .. تراقب تلك المنزويَة هناك

اختفت عنها تماماً ..كما توقعَت

اختارت أن ترقَد في غرفَة عمّتها

حيث تمارس البعَد و الانطواء

وتتجرع الأخرى مرارة الندم من جديد

ولكَن في سِجَن مختلف

قطَع تأمُلها .. شخص ما وقف خلف أُختها

يتأمل هو الأخر ما تفعَله

لم تشعَر به الأولى ولم تتحرك هيا أيضاً

فضَلت الصمت وهي تتفرس في ملامحه

" سعود "

كَبر كثيراً .. أصبَح أكثر طولاً

أو هكذا تخييلَت ..

شُدّت حواسها وهي ترى أختها تلتفت نحوه

وتشهَق بقوة

../ وجع .. إنت من متى هنا ..؟

راقبت ملامحه الجامدة وهو يجيبها بهدوء

../ إنتي متى بتملين ..؟

لم تعلم بما شعَرت أختها التي غطّت وجهها سريعاً

لكَن صوتها الذي قال ببرود

../ وإنت وش لك ؟

لاحظَت تجّهم ملامحه من جوابها وهو يقول بانفعال ملحوظ

../ أنا حبيت أوضَح لك الحقيقة .. من زمااان .. لكِن إنتِ إلي ما رضيتي تسمعين لأحد .وجدتي ياما نغزت لكْ ولمحت لك عنها .. وإنتي ماغير ساكتَة وغرقانة بحزن صنعتيه لنفسَك

دقائق صمت مّرت طويلة

بعدها نهضَت " أسيل " وهي تقف أمامه وتقول ببطء

../ أنا للحين مقتنعَة .. إن هديل ماتت .. و الي هنا .. لا هي أختي ولا أنا أعرفها ..

ابتعدت عنه وهي تواصل حديثها بقسوة

../ وإنت لو سمحت لا عاد تفتح معاي هالموضوع ..

*






للريحِ

لعصافيرَ الليلِ اليتيمةِ


لنجومٍ


أطفأها المطرُ


أمدُّ يدي


عبرَ شبّاكي


لعلّي


أعثرُ


على قمري


.وألامسُ غيابَ يدِك*




رأت اقترابها نحوها


فابتعدت سريعاً تجرجر خلفها خيبتها


فعَلت ما أرادت منها جدتها ان تفعل


ثم انحشرت في غرفة الخدم


حيث تشعَر أنها تستطيع أن تتنفس بارتياح


هُنـآك حيث اختارت


أن تمارس وحدتها


لا غربةَ أشدَّ من أصواتِهِمْ في النزاعِ


شرودُنا


إذ يزحفُ نحوَ عزلتِهِ


يُطمئنُ فئرانًا تقضمُ حوافَّ النومِ


بأسنانٍ حادَّةٍ


كأصواتِهِمْ


ولأنَّ أعضاءَنا ناقصةٌ


.سيئنُّ الخشبُ في المفاصل*











taman غير متواجد حالياً  
التوقيع











رد مع اقتباس
قديم 14-04-11, 11:07 PM   #29

taman

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية taman

? العضوٌ??? » 62057
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 6,430
?  نُقآطِيْ » taman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond repute
افتراضي

اللذة الثانية عشر








*




مَنْ كَسَرَ مصباحَ القمرْ؟

أيُّ مطرٍ هذا الذي

يُطْفِئُ النجومَ بحذائِهِ؟

أينَ نافذتي أيَّتُها الجدران؟

مَنْ أبْكَى الصفصافةَ على ضِفَّةِ روحي؟

وأنتِ يا يدي

مِنْ أينَ جئتِ بكُلِّ هذه الجُرأة؟.*







../ السماء مافيها قمر .. ؟

../ ولا نجووم ؟

../ لا ذيك نجمَــة هناكْ

../ إيوووة .. شكَلها حلو وهي لوحدها كذا

../ أحسّ تشبهني

../ بسم الله عليها







../ شروق إنزلي لا تكسرين الطاولَة .. وإنتي يالخبلة إنزلي والله لو شافك أبوي لا يذبحك ..

../ وليش يذبحني أتأمل لسماء ولا فيها شيء

دلفت للغرفة الصغيرة حيث غطّت الأرض وسائد كثيرة عفى عليها الزمن .. وتحاولان " نورة " و " عفاف " إصلاح ما أفسَده

نزلَت الصغرى من على طاولة القهوة الصغيره المتهالكة

وهي تهمهم لأختيها بسعادة

../ أحسّ اليوم بيكون الجو وآآو .. لاآ و أفاول لكم ببيعَة خطيرة

ابتسمت عفاف لها وهي تقول

../ قولي يارب .. أحسّ أبوي قام يحبّك أكثر منّـآ

قاطعتها نور المنهمكَة في رتق جزء من الوسادَة

../ لا تقولين كذا .. كلكم أحسنتم .. ماشاء الله عليكم

رفعَت شروق حاجبيها وهي تتأمل وجه

أختها المرهق

../ تدرين .. أحسّك تتعبين أكثر منّآ



رفعَت نظرها لها وهي ترمقها بقوة

../ أقول .. ورآ ما تذلفين للمطبخ تشوفين لك شغلة أزين لك

عقَدت الأخرى حاجبيها وهي تنهضَ قبل أن تلقي عليها أختها إحدى الوسائد التي تعمل عليها

../ وه .. بسم الله .. مو وجه مدايح إنتم

وعندما رأت تلك النظَرة

زفرت بغيظ قائلة

../ رايحة .. رايحة



رحلت , وكٌل منهن

تعود للغرق بصمت بعيداً عن فوضاها

في عالم خاصْ , مجهول

لا يعرف عنه سوى أنه أمنيات

بمسَتقبل لم يولد بعد





../ تعاااااااااااااااالوا شوفوا

شهقن الأخريتين بقوة على إثر صرختها

ونهضَن يتدافعن نحو النافذَة

حيث تحّلقت رؤوسهم هناك و الأولى تنطَق بحماس مفرط

../ مو هذا رعَد ..

أغلقت عفاف براحتيها فمّها وهي تحاول أن تكتم صرخة كادت أن تنفلت

../ وش جااابه هنا ..؟

عقَدت نوره حاجبيها وهي تشاهده يخرج مغلقاً باب منزلهم القابع أسفل الجَبل

../ شكَله رجَع .. مو هم قالوآ إنه سافر عنهم فجأة قبل فترة

أومأت لها البتول وهي تتابع

../ إيه و كانوا ما يدرون وين سافر بالضَبط

تأملن خطواته البطَيئَة التي راح يسَلكها نحو الشارع الكبير

و قبل ذلك سلامه الحار مع أحد مسنين الحيّ

في تلك الأثناء

اقتحمت " زهرة " المكان وهي تقول

../ اللحين تخيلوا معاي إني جايبَة لكم قهوة سودآ و إنـ.. .. وش تسوووووون ؟

وضَعت صينية أمتلئت بأكوآب مختلفة الأشكال والأحجام

وتتطاير قطرات من الماء هنا وهناك إثَر قوة إلقائها

وهي تقترب من أخواتها

../ وش تشوفون ..؟

وحين دآرت عينيها في الطريق أمام منزلهم

../ تناظرون ميــن ؟

../ إشششش .. شوفي ذآك رعد

../ وين وين وين ؟

ثم أبتعَدت وهي ترجع شعرها الطويل للخلف و تتحدث بكبرياء

../ إيييه .. ما عندكم سالفَة .. عارفين إنه رجع

تراجعَت عفاف نحوها في حين التفتن الأخريات لها

../ أمس رحت لبيت أبو رعد أبغى حليب .. وهو إلي فتح لي الباب ..

نظَرت نحوهن وهي تهمّ بالمتابعَة

لكنَهن عُدن لمشاهدته

مطت شفتيها بإستياء وهي تقترب من أكوابها

../ إييه .. وهاذي القهوة السودآ .. إلي يقالك جالسَة طوول النهار أسويها

وصَرخن وهن يبتعدن عن النافَذة

في حين جَرت نوره نحو الباب وأغلقته

رأت زهرة مقدآر الذعر في ملامحهن

../ وش فيكن ؟

وضَعت البتول يدها على قلبها وهي تهمس بخوف

../ شافنااا

هزّت عفاف رأسها بنفي شديد

../ لا ما أظَن .. حقَنا أرآك ولا تراني

قاطعتها نوره

../ بالنهار بس .. موب في الليل

عضّت البتول على شفتيها

../ تتوقعون بيقول لأبوي

ضَربت عفاف خدّيها بخفَة

../ ياويلنا .. ياويلنااا ..

تكَلمت زهرة بهدوء هذه المَرة

../ لا ما بيقوله ..

اقتربت منها نوره وهي تسأل

../ وليش واثقة ؟

نظَرت الأولى للسقف قليلاً في محاول للتفكير بعمق ومغيّرة لجوابها

قالت بثقة

../ مدري .. بس أمس حسيت من وجهه إنه مو من هالنوع

إنتهى ذلك المساء بفضولهن تبعه خوف بلا حدود

لم تَربطَ أي منهن المشاهد

ليس سوى وآحدة

كان في دآخلها بذرة شك

وكان ذلك الموقف الأخير

نعِم الاختبار ..

فهَل سينجح رجل أفكارها أم ؟

صمتن مع ان الإجابة غير مقنعة

كما همست سوزان يوماً

مغروسونَ في الحرمانِ"

حتَّى أعناقِنا المتغضِّنة

ولا لذَّةَ

تحفُّ العروقَ

غير َهواءٍ قليلٍ

.تُسَرِّبُهُ الأجنحةُ العابرةُ لذبولِنا



لم نَكْبُرْ

إنَّما المدرسةُ هي التي صَغُرَتْ

بسياجِها المطوِّقِ لبراءتِنا

وأشجارِ السَّرْوِ

.والباصَّات

.ما كانَ لنا أن نتبعَ خطوَنا على النارِ

.ما كانَ لأيدينا أن تمتدَّ لتلكَ الكؤوس*





*



















هبطت درجات السَلم الجانبي بهدوء وهي تسحب إبنها خلفها

بينما أمسك إبنها الأخر بخالته وهو يرجوها أن تحملَه

خرجن إلي الفناء الكبير

وما إن وصلوا

حتى انحنت دعاء نحو معاذ وهي تربت على كتفيه

../ ها .. لا تنسى إلي اتفقنا عليه .. انتبه على آخوك قد عيونك طيب ولا تدفه في الموية ولا تأذيه . فاااااهم

حّرك رأسه بالإيجاب وعيناه تلمعان بالحماس

قبّل وآلدته وأنطلق نحو الباب الخارجي وهو يجّر خلفه حقيبة صغير

إلتفتت نحو براء وهي تقبله وأنطلق هو الأخر يتبع أخيه

رفعَت هاتفها عندما أختفت أجسادهم

تحركت هيا وأختها نحو الداخل

وما إن اجاب حتى قالت بسرعة

../ ركبوا السيارة ..

../ إيـه صاروا هنا ..!

../ يالا أجل انتبه عليهم زيـن .. تراهم صاروا بأمانتك تكفى يا وافي لاتفجعني بأحد فيهم .., وانا منفجعَة من اللحين خلقَه

سمعَت أصواتهم يتحدثون سوياً ثم جآئها صوته البارد يقول

../ و أنـآ من ينتبه علي!

ابتسمت بسخرية

.../ والله ذي المشكَلة .. إنت خلي حرمتك تنتبه عليك .. ولا تخليها تقرب صوب عيالي تفهَم

../ دعـآء

أغلقت الهاتف وهي تسمع أخيراً إسمها

تعَلم جيداً لم أغلقته لأن صوته بدآ أثقًل .. لا تريد أن تتحدث معه كثيراً

لكَي لا يعتقد رضـآها بما يحصَل

زفرت وهي تهمس بصوت مرتفع

../ يالله إنّك تحفظهم ياكريم ؟





../ يوم إنّك خايفة عليهم لدرجة ذي وشوله تاركتهم يرحون مع أبوهم

اغتصبت إبتسامة من حيث لا تدري

وهي تهمس على مضض

. ./ يمه هذا ابوهم مثل ما أنا أمهم ..

زفرت الوالدة بإستياء وهي تشير إليها بالدخول

../ تعالي .. تعالي .. قولي وين موديهم ومع من ؟

أرخت قبضَتها الممسكَة بهاتفها وهي تقترب من والدتها

و قلبها يلهج بالدعاء أن لا تؤذيها أكثر

../ هو رآح مع حرمته يتمشون .. وقالي يبيهم يسلونهم هناك

أتسعت عينا الأم بصَدمة وهي تصرخ

.../ وشوووووووووو .. مأخذ حرمته معاه و معطيته عيالك .. كود إنها بتأذيهم ولا بتشويه مناظرهم ..

صُعقَت بذلك فإزدردت ريقها وهي تبحث عن تبرير

../ لا يمّه هذا أبوهم وأكيـد بـ ينتبه عليهم .. و

أرخت بصَرها للأسفل و هي تبتلع شوكَة توقفت لثانية في حنجرتها

تبحث عن كلمة تخرجها من مأزق وقعت هيّ فيه

نظَرت نحو أختها التي قالت فوراً

../ يمّه لا تفاولين .. موب كُل الحريم مثل مانقرآ في الجرايد

لوت شفتيها بإزدراء

../ والله إنه كلكم ما فيكم عقل .. ولا من هالمرة إلي تقبل زوجها برز لها عياله من ثاني شهر زواج .. ولا على بالك هو بينومهم ويلبسهم

ثم أمسكت بذقنها وهي تقول بقوة

../ أحلقي هاذي وطلعيها خشنة إن جابهم مثل ما أخذهم .. وبتقولي أمي ما قالت ..



*





جلسَت بإعياء شديد وهي تغلق سماعة الهاتف

تاركة ممسحَة البلاط الكبيرة وهي تضَع رأسها بين راحتيها

اقتربت إحدى الممرضات منها وهي تقول بحنان

../ تعبتي نفسك اليوم يا آنسة .. ليش ما تروحي تريحي

نظَرت إليها بعينين أحيط بهالات سودآء و بجفنان ذابلان

../ إيه .. لاآ لاآ .. ورآي أشغال .. إنتي خذي نظفي المكان قبل مايجي الدكتور فيصل .. وأنا بروح أشيّك ع المرضى إلي هناك .. طيب

تحركت في الممر ببطء وهي تنظَر للساعة التي أشارت ****بها

للثالثة بعد منتصَف الليل ..

دارت على المرضَى و أطمئنت سريعاً ع الوضَع

استغرق هذا الأمر منها نِصف ساعة

قررت العودة و اخذ قسط من الراحَة قبل أذآن الفجر

لكن تناهى لها أصوات صيحات قادمة من البهو الرئيسي حيث كانت من بضع من الوقت ..

اتسعت خطواتها وكلما اقتربت من المكان

كانت الأصوات تتضَح أكثر

تدلى فكّها بصَدمة ويدها الأخرى ترتفع تلقائياً وتوضَع على رأسها

حين رأت جموع الرجال الذي وضعوا على الأرض جسَد رجَل مصاب

و عند المدخَل يدخَل المزيد منهم من أصيب في وجهه و يده وأخرين يدخلون محمولين بين الأيدي

تحول البهو الذي استغرق تنظَيفه أكثر من ساعَة

لساحَة ملطَخة بحمرة الدماء

اقتربت في فزع من نشوى وهي تدفعها أمامها بقوة

../ يالله .. شيلوهم للغرف الفاضَية .. أبدوا شغلكم

وقبل أن تكمل تعليماتها للممرضات المتحلقات حولها بذعر

أمسكَ بها أحدهم وهو يدفعها أمامه

../ ألحقي .. أخويـآ راح يموت

اقتربت من جسَد أخيه الملقى على الأرض بينما راحت الدماء تتدفق بغزارة

من شق كبير في منتصَف فخذه نزولاً إلي ساقَه

طلبت منهم حمله فوراً إلي غرفة مخصصة بالحالات الخطرة

وضَعته وهي تصَرخ بإحدى الممرضات التي تقف تائهَة و فزعَة من كُل هذا الضجيج

../ سنــــــآء .. تعاااالي بسرعة

دلفَت إلي الغرفة وهي ترتدي القفازين بإهمال

بدأت في مسح الدماء التي تتناثر بقوة

وأخذت الأخرى تفعل كما فعَلت " سلمى "

أمسكَت بالخيط في محاولة لـرتق جرحَه

لكَن مقاومته لم تساعدها

كان يدفعها بقوة من بين الحين والأخر بسبب ألمه من المطّهر الذي أشعَل جرحَه ..

صرخت في أخيه بأن يمسكَه ليكملوا عملهم

وبشّق الأنفس

انتهت منه تماماً .. لكَن بمجرد أن رفعَت رأسها

دلفَت نشوى وهي تهتف بذعر

../ سلمى ألحئي .. في وآحد حالته خطَره .. أظَن فيه شيء دخل جوا راسو من فوق كدا ..

ازدردت ريقها بصعوبَة .. وهي تشعر بالدوار الشديد

اقتربت منها وهي تقول بقوة مُتجاهله ألامها

../ جيبيه بسرعة ..

ألتفتت نحو الممرضَة تأمرها بالتجهيز المزيد من الغرف للمرضَى القادمين

ثم قالت

../ معليه خذ أخوك وخليه على وحدة من الكراسي بّرة لين يجهزون لكم غرفة

خرج الأخ وهو يسند اخيه بينما أبتعد الجميع حين دلفت

نشوى و عدد من الممرضين يدفعون معهم سرير

رقَد عليه .. رجل ثلاثيني ملتحي

برز من أعلى جمجمته جزء من حديدة غُرست هناك

أمسكَت بيده فوجدت ضربات قلبه ضعيفة

عاينت الجرح والدم يسيل بغزارة بين كفيّها

وبيدين مرتعشتين ابتعدت تاركة المكان للممرضين الأخرين

هرعت نحو الهاتف و من ثم استمعت لتواصَل الرنين وما إن أنقطَع

حتى قالت

../ حسام وينـكم ..؟

../ حنّا قريبين .. صار تفجير صَح

.../ إيه ألحق علينا عندنا حالة خطيرة .. وما فيه ولا دكتور

../ ليش وينهم ؟

../ مدري يقلون راحو يتسحروا ..

../ وشو .. كلهم .. خلاآص إنتي أهدي .. حنّـآ على وصول

أغلقت الهاتف

ثم سمعت صرخة الممرضات وهمهمت البعض الأخر

وبعدها صَرخة مولولة عمّت أرجاء المشفى

نظَرت نحوهم بقلق

../ وش فيه ..!

نعَم كما تناهى إلي سمعها اقتربت وهي تدفعهم

.../ أصبروا لا تسوون فيه شيء .. اللحين بيجي حسام و فيصل

أمسكت بيدَه ثم تركتها بسرعة كالملسوعَة بدَت باردَة ساكنَة تماماً

أختنقت بدموع حجرة في حنجرتها

وهي تلمح تلك الإبتسامَة الي شقّت على ملامحه

ابتعدت وهي ترتجف بفزع من هيبة ذلك المشهَد

ومن ثم تعالت أصوآت زغاريد الفرح .. بالشهيـد

ازاحت كمامتها وهي

تمسح أنفها بيدها ورائحَة دمه تلون وجهها

أغمضَت عينيها وهي تبتعد عن الغرفة تخرج من بين الجموع

بدأت أصواتهم تبتعَد وتبتعد وتبتعد

ثم تهاوت أرضاً بين بقايا زغاريدهم

أهدَتْ دماكَ الهاطلاتُ إلى السّماءِ

لِما تبقّى مِنْ دمٍ

يَروي دِمانا سرَّها

أحْيَتْ بهاءَ قصائدٍ ذَبُلتْ

وفي ليلِ الخريفِ المرِّ

أُطفِأَ زهرُها

فقدَتْ توهّجَ سِحرها

كادتْ تَموتْ

بلْ إنّها بالفعلِ

قدْ ماتتْ

وفي بئرِ الهوانِ هوَتْ

وَتلفّعتْ بالخوفِ والذلِّ الصَموتْ

دَهراً

وَعشّشَ في ثنايا ها نسيجُ العنكبوتْ

فَأتيتَ تُخرِجُها مِنَ التابوتْ

وَتمزّقُ الكفنَ المُطرّزَ

بالغرابةِ

والكآبةِ

والسّكوتْ

وتبثُّ فيها مِنْ أنينِ جِراحنا

روحاً تُزَيّنُ ساحةَ المَلكوتْ

تَهمي عَلى الدّنيا

خَمائلَ وردْ

وَحدائقاً

وَبُيوتْ

لَنْ يذبلَ الوردُ المُحنّى بالدِّما

وَشهيدُنا

لا لنْ يَموتْ

إنّا سَنحرُسُ ظِلَّهُ بِرموشِنا

وَدُموعُنا

سَتعيدُ للوجَناتِ بَسمَتها

لِيَحيا

ثمّ يَحيا

لا يَموتْ

**





والله مانظرت عيني لغيركم


ياواهب الحب و الأشواق و المهج


كُل الذين رووا في الحب ملحمة


في آخر الصف أو في أسفل الدرج







*سوزان


** إياد عاطف حيالته


taman غير متواجد حالياً  
التوقيع











رد مع اقتباس
قديم 14-04-11, 11:09 PM   #30

taman

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية taman

? العضوٌ??? » 62057
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 6,430
?  نُقآطِيْ » taman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond repute
افتراضي

فِرصَه ورآحتْ ، لكن نقول " خيرهْ "

يآمآخسرنآ ، وآلبقى بـ رآس آلآيآآ آ آ آم ،

مآفِيه كسرٍ إلآ خلقْ لِه " جبيره "

مِير آلبلى وش يجبرٍ كسور » آلآحلآم !







اللذة الثالثة عشرة



























جو مشحون بإضطرابها

وصراخها يعلو على همهماته

../ إنتم رجَال إنتم .. وحده توها خارجَة من السجَن تسون فيها كذا .. إذا عمتي ما تبيها أنا أبيها ..

فرك جبينه بقوة وهو يزفر ..

../ إنت وش حارق رزّك الحيـن .. قلت لك البنت ما رميناها .. والله ما رميناها .. إنت لو شفتي وش سويت بتشكريني بعد

غرزت أصابعها بقوة في شعرها

../ مو هذا إلي بيجنني .. قوم .. قوم وديني لها الحيـن أنزل أنتظرني بالسيارة .. يالله قووووم ..

نظَر للساعة وهو يجيبها بتعب

../شوفي الساعة كم هذا وقت زيارة بالله ..!

نظرت إليه بمزيد من الصدَمة

../ ليه موديها مستشفى المجانين .. ولا دار الإيتااام .. هاااااا؟

../ ياليلنا إلي موب خالص .. شغلك عندي يا صقير

../ بعاااااد .. لصقر يد في السالفة

../ أقول أجهزي ولا يكثَر بنتظرك بالسيارة ..

خرج وهي ترتدي عبائتها بسرعة وأهمال

لحقَت بـه وهي تلطم خدّها

فزعاً مما قَد يحصَل بالأخيره

فهي تدرك جيداً بأنها لا تحتمل

ولن تحتمل

,



أحتضَنت كوب القهوة السودآء وهي تبلل شفتيها

و بصَمت مطبق , ضيّقت عينيها

ناظرة نحو ذلك الشخص ,

حيث جلس تحتضَن كفّه عصاه الطويَلة

بقوة حتى أصفّرت أصابعه

../ يبه وش شاغلك ..؟

بدآ كمن أفـآق من غيبوبة ليقول بعدها بضيق وآضح

../ الله لا يشغلنا إلا بذكره , أخوك هذا ما كأن له بيت طول اليوم هو مرتز عند خالته ولا بالشركة ..، وش كثرها الأيام إلي يقضَيها برى ولا يرجع هنا ..ودّي أعرف وين يختفي ذا الولد ؟

ابتسمت بحنان وهي تضَع كوبها وتقترب منه

../ الله يهديك .. اللحين مالقيت تقلق إلا على الصقر .. تراه رجّال و أدرى باللي يسويه ..لا تخاف

../ الله يستر .. أحس وراه بلا .. يا إنه متزوج يا متورط







.

.





../ من هو .. ؟

تعلقَت أعينهم به عندما أقترب من وآلده وهو يقبل رأسه

و أنحنى نحو أخته ثم جَلس بالقرب منهم

../ وش فيكم سكتوآ مرة وحدة ؟

ابتسمت الأخرى بإرتباك ثم أستدركت الوضَع

../ لا .. بس فاجأتنا جاي بدري اليوم .. ؟

أتكئ وهو يلتقط كأس الماء

../ إيه خلصَت بدري ..!

ثم عقد حاجبيه وهو يشاهد والده الذي نهض بهدوء

وأنسَل خارجاً من المكان

أبتسم ثم ألتفت نحو أخته التي نهضَت بدورها

../ أصبري.. هنا .. بكلمك ..!

عادت لتجلس أمامه وهي تهمهم ب

../ وش فيه ..؟

مد كأسه لها وهي يقول بهدوء

../ صبّي لي ..

سكَبت له الماء و أعطَته إياها

لم يحدث أن أستناها في حديث يوماً , أو أفضَى سراً لها

ومع ذلك , لا تنكَر مقَدار ذلك القلق الذي راح ينفث في روحها

تشعَر بشي أقرب للفاجعَة قادمَة نحوها

لكَن صمَته يزيد من مقَداره في داخلها

لم تتمالك نفسها وهي تتحدث بضيق

../ وش فيه ..؟

رسم على طرف شفتيه شبه إبتسامة

../ إيه , مسرع مليتي .. وتوك إنتي وأبوي تحشون .. وعادي

تحول ذلك القلق إلى قهَر تصَاعد حتى حنجرتها

فبصَقت قولها بجرأة لم تحاسب نفسها عليها :

../ من حقّه يقول إلي يقوله .. و إنت شايف إلي تسويه صَح أيام نشوفك وأيام لا .. وش تبينا نعتقَد عنّك مثلاً ..إذا إنت ما تحشَم هالبيت ولا تقَدر أهله ..

صمتت حينما أدركت انها تهورت كثيراً

خاصَة مع تلك الملامح التي أعتلته هو

لا تجد أي سبب يجعلها تحُبه كأخ وحيد لها أبداً

ألتوت شفتيه وهو يقول بهدوء و ثقة

../ أقول لا يكثَر بس .. أنا جايك بقولك إني تزوجت أمس ..

وأبيك تروحين تشترين لزوجتي أغراض ..

اتسعت عيناها بصَدمة لم تلبث لبرهة ثم اختفت لتتحول لسخرية مُرة

جعلتها تحمس بحنق

../ تزوجت .. هه صادق أبوي يوم قالها عادك بزر .. و زوجتك روح قضي لها إنت .. مو زوجها

ابتعدت وهي تشعر أن خطوآتها ستحطَم الأرض

من شَدة غضبها .. لكَن صوتها البارد أوقفها

وهو يهمهم بـ

../ صبا محتاجه لك إنتي .. مو صديقتها ..

وتوقفت حيث هي

وتبدل كُل شيء إلى خوآآآء أسود مُريع

يخترقه طنين الفاجعَة في قلبها



*



فتحت عينيها ببطء وهي تلمح نظَرة عينيه الحنونة

ابتسمت بضَعف لأحلامها الحمقاء حتى في أضَعف حالتها

عادت لتغلقها بقوة من جديد تطلب إفاقَة من كٌل ذلك الضجيج داخلها

تناهى إلى أذنيها صوته يتحدث

و كأنه يتحدث لها .. أو ربما هي أحاديث حُب

لم يكُتب لها أن تظهَر بعد ..

ابتسمت على مدى اتساع غبائها

لكَن يد دافئة أمسكت بذراعها جعَلتها تفيق بفزع

مما ظّنته حلماً وهي تصَرخ بفزع

لكَن صوت آخر قال

../ بسم الله .. وش فيك ؟؟

تأملت الغرفة بعد أغلقت عينيها لتعتاد ضوئها القوي

احتضنت رأسها بين كفيها وهي تحاول أن تحتضَن ذلك الألم

الذي ألتهم نصفه بحرارة

../ وش فيك ..؟ راسك يعورك .. ولا وش ؟

زفرت بتعب وهي تهمس بصوت متحشرج

../إيه شوي يا حسام .. بس بروح أنام ..

نهضَت وهي تتحامل على نفسها و الدوار يزيد في رأسها

أقترب منها وهو يقول بحزم

../ هاتي يّدك بوصَلك .. لهناك .. بس ترا شعرك طالع من قدآم

أمسكْ بها وهو يساعدها للوصول لغرفة الممرضات الخاصَة

وما إن وصلوا حتى تركها وهو يهمس لها

../ كُلي ثم نامي زيـن .. ولا بيزعل علينا فيصل و يرجعنا للمركز

لم تبتسم بل أومأت له بهدوء وهي تسأله بذات الهمس

../ لا ما ني مطوله .. هو وينه الحين .. ؟

أجابها وهو يهمّ بالرحيل

../ مدري بعد ما كشف عليك .. أظّنه راح للدور الثاني

واختفى هو .. لكَن جملته ظّلت عالقة في الهواء حتى الآن

مدري بعد ما كشف عليك

بعد ما كشف عليك

كشف عليك

كُل ذلك كان كفيل بجعلها تتهاوى من جديد

لكن قدرات الحب قد تجعلنا نستلذ بأكثر اللحظات ألماً

وليغرق عقلها و قلبها , و يغطّان في ظلام

فلربما نفيق لنجد أنهما صعدآ مجدداً لحيث الأمنيات

بحُب .. لذيذ

وحديقَة .. و عصفور

و همهمات

*

وقفا أمام المزرعة الكبيرة .. ثم هبطَت السيارة وهي تكرر

بذات الخوف

../ ياويلي ..المكان كبير وتاركينها لوحدهااااا هنا مع العمّال .. إنتم ما تخافوا ربكم .. ولا وشووووو

كانت خطواتها سريعة نحو المنزل الكبير

وهو يلحق بها بتأني .. لا يدري لم شعر بالخيبة

و الحقارة أمام كُل إنفعال لها ..

لم بدت أكثر أنسانية منه هو

صرخ بها

../ موب هناك .. تعالي تعااالي ..

رآها تقترب منه بسرعة

../ ويـن ..

تحركا بهدوء وهما يقتربان من ركُن المزرعة حيث تكثَر أشجار اللييمون

المتدلية في كُل المكان ..

توقفت وهي تتأمل تلك الحجرة بصدمة

../ هنا .. مخزن البهايم .. آآآآي

تألمت بقوة فغضَبها طال أبنها

أقترب منها بقلق

../ وش فيك ..؟ نروح المستشفى ..

فردت ملامحها ثم تَزُم شفتيها بقهر

../ لا تتهرب .. دخّلني وإنت ساكت ..

أقترب من الباب ثم أدآر مُفتاحه بهدوء

ودلفا معاً .. تأملت المكان وهي تزفر براحة

../ لا زين .. توقعت أشوف حشيش وبرسيم وغنم بعد ..

ابتسم على تعليقها وهو يقول

../ قلت لك .. هنا هي بأمـآن ..

نظَرت له شزراً وهي تهمس مُقَلدة صوته

../ هي هنا بأمان .. كانت بأمان لين شافت وجيهكم

../ وشو ..؟

../ منقهر منّك .. أجل تسوي كذآ يا بندر

../ وش سويت .. قلت لك

قاطعته

../ وينها ؟

زفر وهو يجلس باسترخاء

../ بالغرفة إلي على يمينك ..

طرقتها بهدوء .. حاولت فتحه لكَنها صعقت بكون مغلق من الداخل

../ صاكته .. ؟

.../ دِقي عليها

راحت تطرقه بهدوء وهي تنادي بإسمها

*

هناك داخل العتمَة كانت شهقاتها تخرق صمت المكان

لم تكُن على يقظَة تجعلها تعي ما يحدث حولها جيداً

ليس سوى الظلام الذي اعتادت العيش في كنفه

مازالت تعيش في حُلم قلقها الذي أحتضنها قبل أن يخطفها النوم

مازالت تنتنظر ذلك الوحش الذي ألتهم أنقى ما تحويه

كلعبة ثلج دُنس بياضها ..

فلم تعد لعبة ولا ثَلج ..

أصوآت خطوات تتعالى وترتفع ثم يرتج صداها داخل إذنها

قلبها راح يأن في إذنها .. كُل ذلك جعلها تنهض

بسرعة وهي تحتضن الوسادة إليها

أطرافها الباردة كالجليد

وعيناها ترى كٌل ما حولها بركَـآن

تأملت الباب طويلاً وهي لاتعي ما يحدث حولها

سوى خوف وخوف وخوف

دقائق أختفى كُل صوت وحّل الصمت حولها فجأة

../ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

أغمضَت عينيها بقوة محاولة إعادة صفاء ذهنها ,

لكَن صوت حديث أمام الباب جعَلها

تقترب و رجفَة سعيدَة تحلق بدآخلها

بدت آخر من توقعت وجودها هنا

وصوت الطرقات كان واضَح هذه المرة بالنسبة لها

الآن على الأقل ..

وصلت إلى الباب سريعاً تسبقها لهفتها ..

فتحته وما إن تيقنت من ملامحها حتى أرتمت في حضَنها

تبكي يوم وآخر .. قضَته في سجن مختلف بمفردها

هدأت من روعها وهي تسحبها للدآخل

../ هدّي يا قلبي .. هدّي مافيه شيء .. ما صار شيء.. بس إنتي هدّي

و من بين شهقاتها همست

../ خـِ .. فـ ..ت يا ميـ ..سون

مسحَت على رأسها وهي تكرر بصوت مرتفع

../ معليه .. معليه .. خلاص زآل الشر .. إنتي اللحين بخير

إعتصرتها بين ذراعيها أكثَر

../ لا .. تـ..روحيـ..ن

../ مانيب رآيحَة مكان .. شوفيني هنا .. موب مخليتك بلحالك ..



كانت صَدمته قبيحَة بحق وهو يدَرك أنه سبب

المزيد من التعاسَة لها ..

هل هي خائفة من وحدتها .. هُنـآ ..

نعَم ربما

هكذا حّل القضّية وربطها ببساطَة شديدة تناول هاتفه

وهو يتصَل عليه

وما إن وصَله صوته حتى قال بسرعة

../ وينك فيه ..؟

../ رايح للمزرعة ..

../ آها .. أجل عجّل.. أنتظرك

عقَد حاجبيه وقدمه تدوس على البنزين أكثر ..

../ وش فيه . ؟ صاير شيء

../ لا أبد .. يالله سلام

أغلق الخط و ألقى الهاتف بجواره ..

عيناها تلتهم كُل حركاتهم

كأنها بدأت تشُك في أمر ما .. تتمنى صِدقاً أن يخيب

حتى الآن تشعر إنها مازالت دآخل وقع الصدمة ولم تفيق

تشعر بأنه يكذب عليها .. أو يخبأ أمراً اكبر

تعَلم إلي أين ذهبت صبا ..

ثم هي لا تزال تعاني ألم فقدها لـ صديقتها .. فلم تعَد كذلك

حتى وإن سُترت فضيحتها ..

لأول مرة يطلب منها أن تخدمَه .. و أطاعت رغبته لأنها تريد

أن تراها .. هل حقاً هي أم لا ..

كلما اقتربا من المكان زاد في داخلها الشعور

بالألم .. و بردت أطرافها ..حينما أصبحا أمام المكان مُباشر

لا يفصَلهم سوى الباب ..

لم تسأل .. لم هي هنا أو كيف حصَل كل هذا

ما يهمها الآن أن تراها بعينيها

تناهى لها صوته يأمرها بصرامة

../ من هناك ..

ذهبت لحيث أشار .. تسبقها أقدامها

ثم دقائق أصبحت بداخلها

وقفت تتأملهن من خلف نقابها ببلاهَة

ميسون و الآخرى

تعلقت عيناها بالأخرى

وتدلّى فكَها بصَدمة فصديقتها تغيرت كثيرة

حتى كادت أن لا تعرفها

أم هيا فلم تكُن تنظَر لها بل تتأمل الأرض بنظرة غريبة لم تعرفها

تنحنحت ميسون وهي تقول بهدوء

.../ ندى .. أفتحي وجهك محد هنا

ورفعَت صبا رأسها بسرعة وهي تنظَر لها

ثم شهقَت بعنف وهي تمسك شفتيها

أبعدت ندى حاجبها وهي تقترب نحوها

صافحتها بإرتباك

لكَن الأخرى جذبتها نحوها بقوة وهي تحتضَن رأسها وتنتحب عليه من جديد ..

أغمضَت ندى عينيها بقوة وهي تمنع دموعها أن تقفز الآن

ازدردت ريقها بقوة وهي تهمس بألم

../ تغيّرتي يا صبا ..

الحشَرجة الأخيرة التي طالت صوتها جعلت الأخرى تعتصرها أكثر

فبكَت تشاركها دموعها فلقائهم

غشّى مشاعرهم بفرحة تحيطها مرارة وأستياء

مسحَت ميسون على ظهر صبا وهي تحاول أبعادها عن ندى

لكّنها ظّلت متشبَثة بها بقوة

و هي تبكي بصَمت ..

../ ندى .. خلّيها ترتاح تراها من الصَبح تبكي

تلك الحرارة المتدفقة على رقبتها كانت تظّنها دموعاً

لكنّها حين أبعدتها وأمسكت بجبهتها صَرخت

../ صبـآ .. فيكِ حمّى

لمستها ميسون بقلق ثم قالت وهي تقودها للسرير

../ روحي قولي لأحد يجي.. لازم نشيلها المستشفى .. حرارتها مرتفعَة مّرة

ارتدت نقابها سريعا وهي تخرج له

لم تمسح دموعها بل زاد بكائها على حال صديقتها





طرقت الباب وهي تقول بصوت مرتفع

.../ صقر ..

وعندما ظهر أمامها قالت بسرعة و من بين دموعها

../ تعالوا .. نبي ناخذها للمستشفى .. حرارتها عالية

عادت قبل ان تلمح ملامحه فقلقها و ألمها تفاقم كثيراً

ملامح صديقتها الحبيبة كالميتَة بوجه أحمر مُحتقَن ووجنتان مبللتان

دلفا خلفها حملاها وذهبا

تاركان ورائهما الأثنتين تبكيان وجعها

أيُّها الوترُ المشدودُ من جِذْعِ قلبي حتَّى أقاصيَ الغاباتْ

أيَّتُها العصافيرُ العَطْشى، يا كلماتي

في الضبابِ أضَعْتُ موطئَ ظلِّي

كما يضيعُ عُمْرٌ، حُلُمٌ، حُبٌّ

وطنٌ من بين الأصابع

مثلما يسقطُ خاتمٌ في نهرٍ

مثلما ينكسِرُ فنجانٌ

أو إنسان.*



















taman غير متواجد حالياً  
التوقيع











رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:43 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.