وصية أب لابنه

قال شيخ لابنه:

إذا اردت أن تتكلم بشئ فاعرضه على عقلك، وفكر فيه بجهدك حتى تقومه ثم أخرج الكلمة مقومة.

فبينما هما جالسان قرب الموقد أيام الشتاء، وقعت شرارة على جبة الأب وهو غافل فسكت الابن ساعة يفكر ثم قال:

يا أبت أريد أن أقول شيئا فتأذن لي فيه؟

قال الأب: إن حقا فتكلم.

قال الابن: أراه حقا.

فقال: قل.

قال: إني أرى شيئا أحمر.

قال: وما هو؟

قال: شرارة وقعت في جبتك.

فنظر الأب فإذ بجبته قد احترق منها قطعة فقال للابن:

لِمَ لم تعلمني سريعا؟

قال الابن: فكرت بما قلته لي ثم قومت الكلام فتكلمت فيه.

سرقت عملة في زمن قراقوش فقال لأصحاب العملة:

- هل لحارتكم باب؟

فقالوا : نعم.

قال: اذهبوا وائتوني به.

ففعلوا وجاؤوا بالباب إليه فقال:

- حدوه ( أقيموا عليه الحد).

فقالوا: يا مولانا هذا خشب لا يعقل.

فقال لهم: افعلوا ما آمركم به.

فمدوه وضربوه، ونزل إليه قراقوش ووضع اضنه عليه وجعل يوشوشه فلما قرغ قالك لهم:

- اجموعا لي أهل الحارة .

فلما حضروا قال لهم:

- الباب يخبرني أن الذي سرق العملة لصقت برأسه ريشة.

وكان السارق واقفا بين الناس فرفع يده إلى رأسه ورآه قراقوش فأمر به ثم ضربه فأقر بجريمته.