آخر 10 مشاركات
جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          أرواحٌ تائـهـة في غياهِبِ القَدَر (الكاتـب : الـميّادة - )           »          [تحميل] يدري إن أسباب ضعفي نظرته يدري إني ما أقاوم ضحكته بقلم/ساكبت العود جميع الصيغ (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          لا تلمُني *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : Siaa - )           »          بحر الشك - ايفون ويتال - عدد مميز - ع.ج** (الكاتـب : حنا - )           »          56 - لأنك السعادة - سالي ونثورت - ع.ج** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          صفقات ملكية (58) للكاتبة: لوسي مونرو (الجزء الثالث من سلسلة العائلة الملكية) ×كاملهـ× (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          أزهار قلبكِ وردية (5)*مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          خادمة القصر 2 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-05-11, 02:49 PM   #21

انت لي وطن

? العضوٌ??? » 135854
?  التسِجيلٌ » Jul 2010
? مشَارَ?اتْي » 155
?  نُقآطِيْ » انت لي وطن is on a distinguished road
افتراضي


مشكورة وننتظر البقية

انت لي وطن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-05-11, 06:59 PM   #22

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

ثم ودعها منصرفا , بعد أن قبّل يدها , وسارت أنطونيا الى محلات مارك أندسبنسر الشهيرة , فدخلتها وسط جمهور الزبائن وأخذت تتفرج على البضائع , غير أن أفكارها كانت مع كال وهو في طريقه الى المدينة.
وفجأة سمعت وسط وابل من اللغات حديثا باللغة الأسبانية , فعاودها الحنين الى مسقط رأسها , ولكن لا الى المكان الذي تعيش فيه خالتها , بل الى أماكن أخرى في فالنسيا , حيث كانت تلتقي باكو وتنعم برفقته , فهل يتلاشى حبها له مع الأيام , كما تنبأ كال , فلا يعود ذكره يثير فيها الألم؟
وخرجت من محلات مارك أندسبنسر وأخذت تتجول في الشارع الى أن أحست بالتعب , فجلست في مقهى على الرصيف نحو نصف ساعة , تناولت خلالها فنجانا م القهوة وفكرت مليت بزواجها وبالنساء اللواتي مررن في حياة زوجها , وسألت نفسها من يا ترى تكون تلك المرأة التي أمرها كال , وهو نصف نائم , بأن تعود الى الفراش وتلزم الهدوء؟
وفجأة سمعت صوت أمرأة تقول لها:
" لا تقلقي يا عزيزتي , فكل شيء يزول بالغسيل!".
ولما أمتلكت كامل وعيها أدركت أن تلك المرأة كانت تقاسمها الطاولة , وهي أمرأة بدينة كانت تتسوق , كما بدا جليا من العلب الكثيرة المكوّمة على الكرسي قربها , وكانت المرأة تهوى الثرثرة , فلم ينقض وقت طويل حتى سردت لأنطونيا نصف سيرة حياتها , وحين ألتقى كال وأنطونيا في الموعد المحدد , أخبرته بحادث المرأة فقال لها:
" وجهك عليه ملامح الرقة والعطف , وألا لما تحدثت اليك تلك المرأة بشؤونها الخاصة".
وأدركت أنطونيا أنه كان عليها أن تبدأ بسؤاله عن المشكلة التي ذهبت لمعالجتها , فأستدركت قائلة:
" هل أنهيت معالجة المشكلة؟".
" المشكلة؟ آوه , نعم , نعم , كل شيء صار على ما يرام... هل ترغبين في مزيد من الطعام؟".
" كلا , شكرا".
ومرّ ببالها ألا يكون هنالك مشكلة على الأطلاق , ولكنه أختلقها ليخلو الى نفسه بعض الوقت , أو ليجتمع بأمرأة أخرى , من يدري؟
وكان هذا الخاطر غير أعتيادي لفتاة في اليوم الثالث من زواجها , ولكن زواجها لم يكن أعتياديا , أضف الى ذلك أنها ترعرت في مجتمع لا تزال العذرية فيه ذات شأن , وهو أمر يسري على الأناث دون الذكور , وقال لها كال:
" ما بال سحنتك تغيّرت هكذا؟".
فأجابت بدهشة:
" تغيّرت؟".
" نعم , تغيّرت كمن يشم رائحة كريهة!".
" يا للغرابة! كنت أفكر في ثوب رأيته في أحد الحوانيت".
" أذا كان أعجبك , فلماذا لم تشتريه؟".
" لم يكن يلائمني".
وفي ذلك المساء ذهبا الى حضور مسرحية أخرى وكانت أنطونيا هي التي أخذت هذه المرة , نرمق بنظراتها جانب وجه كال الذي كان جالسا الى جانبها.
ولاحظ كال ذلك فأبتسم ومدّ يده الى يدها , فأمسكها وأحتفظ بها في يده , وبعد حين أخذ يداعب أناملها وهو منصرف الى مشاهدة المسرحية , حتى خيّل الى أنطونيا أنه يداعبها من دون أن يعي ذلك ,وأدركت أنه من السخف أن تنصرف عن مشاهدة المسرحية الى مثل هذه المداعبة التافهة من زوجها.
وأستمر كال في تحريك أصابعه في كف يدها , وكم كانت دهشتها شديدة حين شعرت في أحشائها بالرجفة ذاتها التي شعرت بها في الليلة الفائتة , كان كال في أعتقادها يعي تماما ما يفعل, ويعرف ما كان يثيره ذلك في أحشاءها.
وهمت أنطونيا بأنتزاع يدها في يده , ولكن الستارة أسدلت على الفصل الثاني من المسرحية , فكان على كال أن يفلت يدها ليشارك المشاهدين في التصفيق.
وأقترح كال أن يخرجا ال مقهى المسرح لناول كوب من الشراب , وسمحت له بأن يذهب وحده أذا شاء , فقال لها:
" لا رغبة لي أنا أيضا في شيء.... هل تروق لك المسرحية؟".
عرفت أنطونيا ماذا يعني, فهو لا يعني المسرحية وأنما مداعبته لها , فتجاهلت الأمر وأجابت:
" نعم , أنها مسلية وممتعة , ألا ترى ذلك؟".
وفيما بعد لم تتذكر تماما ماذا جرى خلال عرض الفصل الثالث من المسرحية , لأنها كانت خائفة من أنه سيعود الى مداعبتها كما فعل من قبل , فهي لم تكن تألف هذا النوع من المداعبة بالأصابع , وأعتبرته مزعجا ثم أنها لم تنظر بعين الرضى الى رجل يعلم أنها لا تحبه , ومع ذلك يحاول أن يثير فيها شعورا تخجل به لأنه لم يكن جزءا من شعورها الكامل بالحب , وتذكرت كيف أنه سألها عندما ينتظران قدوم والده وشقيقته في مطار فالنسيا , أذا كان هنالك نار تحت الثلج , وكيف أنها في ذلك الوقت فكرت بأنه من يستطيع أطفاء اللهيب الذي أشعله باكو في قلبها , وبعد أن تناولا طعام العشاء توقف التاكسي بهما خارج الفندق , حيث كان هناك رجل في منتصف العمر مع رفيقته الحسناء , وعندما نزل كال من التاكسي عرفه الرجل وصاح به:
" كال برنارد , كيف حالك ؟ وصلت اليوم بالطائرة ,وكنت سأتصل بك غدا".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-05-11, 08:01 PM   #23

بنوته عراقيه

نجم روايتي وعضو بالسينما ورئيسه تغطيه و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارThe Vampire Diaries

alkap ~
 
الصورة الرمزية بنوته عراقيه

? العضوٌ??? » 9075
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 23,449
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » بنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

يعطيك العافيه ياقمر

بنوته عراقيه غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 01-05-11, 09:20 PM   #24

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

فصافحه كال قائلا:
" أهلا بك يا أيرفنغ , هذه مفاجأة سارة , لم أكن على علم بأنك ستحضر الى هنا".
" جئت على غير موعد , أسمح لي أن أقدم لك ليزا".
فصافحته ليزا بصوت عال ومدت اليه يدا تغص بالخواتم والأساور , وألتفت كال الى أنطونيا وقال لها:
" هذا أيرفنغ هاربر يا حبيبتي , وهو صديق من أميركا".
ثم قال لايرفنغ:
" أقدم لك أنطونيا , تزوجنا البارحة".
فصاح أيرفنغ بلهجة أميركية:
" تزوجتما؟ لم أكن أتوقع منك أن تتنازل عن حريتك يا كال , ولكن حين أنظر الى السيدة برنارد أدرك لماذا فعلت ذلك".
ومدّ يديه الأثنتين لمصافحتها مهنئا وقال:
" كنت سأدعوكما الى قضاء بقية السهرة معنا , ولكن أذا كنتما تزوجتما البارحة فلن يرحب كال بدعوتي هذه".
قال ذلك وضحك ضحكة عالية , وكذلك رفيقته الحسناء , ثم قال:
" ومع ذلك دعنا نجلس هنيهة ونضرب موعدا للقائنا , بعد عودتي من باريس وميلانو!".
فوافق كال على هذه الفكرة , فدخلوا جميعا الى مقهى الفندق ونزعت ليزا عنها معطفها , فظهر كتفاها العاريتان , وكانت ساقاها في جزمة جلدية ذات كعب عال , وحقيبة يدها مطعمة بالفضة , قامتها مكتنزة , حتى أن ثوبها كاد ينفجر!
وقالت لأنطونيا , فيما الرجلان يتحدثان عن مسائلهما المالية:
" من أي جزء من أسبانيا أنت يا أنطونيا؟".
" من فالنسيا , هل تعرفين أسبانيا؟".
" لم أزر فالنسيا , زرت ماريبلا وتوريملينوس , فسحرني جمالهما , كم أحببت الحياة هناك , فبالأمكان قضاء النهار كله تحت تلك الشمس الرائعة ثم التأخر في تناول طعام العشاء وقضاء السهرة في العراء..".
أخرج أيرفنغ علبة السكاير من جيبه , وتذكر السيدتين فقدم لأنطونيا سيكارة فقالت:
" شكرا , أنا لا أدخن".
وأما ليزا فتناولت سيكارة بأناملها ذات الأظافر الطويلة المصبوغة باللون الزهري , فأسرع كال وأشعلها لها , وتطلعت ليزا اليه شاكرة , ثم أخذت تجيل فيه نظراتها كأنما أعجبها , فعجبت أنطونيا كيف أن أمرأة تنظر الى رجل مثل هذه النظرات بحضور أمرأته ... ولاحظ كال نظرات ليزا فقابلها بعدم أكتراث , ثم نظر الى أنطونيا وأبتسم لها فحسبت لوهلة أن في عينيه ما يريد أن يوصله اليها , وهو أنه يعتبرها أجمل بكثير من تلك المرأة الشقراء المدّعية التي كانت ترحب به في غرفتها لو أنها ألتقته قبل أن تلتقي أيرفنغ أو أي رجل آخر , وبعد حين ألتفت اليها أيرفنغ وقال:
" والآن علينا أن نتابع طريقنا... . معذرة على أزعاجكما في شهر العسل".
فأبتسمت أنطونيا وقالت له:
" أنا غريبة في لندن , وأبنتك أخبرتني أين يحسن بي أن أجد حاجياتي , فوفّرت عليّ كثيرا من الوقت والجهد".
فأرتبك أيرفنغ لكلامها وقال:
" يسرني أن أسمع ذلك ,آمل أن نلتقي قريبا فأتعرف عليك أكثر , ربما الشهر المقبل , أكرر تهاني بزواجكما يا كال , أنت رجل محظوظ .... محظوظ جدا".
وفي المصعد , وكال أنطونيا في طريقهما الى الغرفة , سألته أنطونيا:
" لماذا تبتسم؟".
" تذكرت الملامح التي برزت على وجه أيرفنغ عندما أشرت الى المرأة التي يصطحبها على أنها أبنته!".
" من هي أذن ؟ زوجته؟ أعذرني يا كال على هذا الخطأ الذي أرتكبته".
" ولا هي زوجته , وأشك أنه عرفها قبل هذه الليلة , ثم أن لهجتها ليست لهجة أميركية أصيل , وأغلب الظن أنها من سكان لندن".
" هل تقصد أنها ساقطة؟".
" أن لم تكن كذلك , فهي ترتدي ملابسها كالساقطات".
" هل أيرفنغ هاربر متزوج؟".
" تزوج مرتين وطلّق".
" ولكنه قال أنه وصل الى لندن البارحة , فأين يستطيع أن يجد أمرأة كهذه بمثل هذه السرعة؟ هل في الفندق مقهى تؤمه النساء اللواتي عل شاكلتها؟".
" كلا , هذا النوع من النساء لا يتردّدن على الفنادق وحدهن , غير أن مدير الخدم في كل فندق كبير , غالبا ما يتولى تزويد أي نزيل عند يطالب بأمرأة ترافقه , أعرف هذا بالسمع لا بالخبرة!".
قال كال هذه العبارة الأخيرة بلهجة ساخرة , وقالت أنطونيا تعليقا عليها:
" لم يخطر ببالي أنك تفعل ذلك !".
" لماذا لا؟".
" لأن صديقك هذا ليس رجلا وسيما , بينما أنت رجل وسيم جدا , فلا حاجة بك الى أستئجار أمرأة , والبرهان على ذلك نظرات ليزا اليك , فهي كانت على أستعداد لمعاشرتك مجانا!".
" أشك في صحة كلامك , فأنا لم أعرف أكثر منها جشعا في الحصول على المال , ولكنني أشكرك على مديحك لي فمنذ نحو يومين كنت أحسب أنك تعتبرينني قبيحا , ويبدو لي الآن أن أمورنا تتحسن !".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-05-11, 09:43 PM   #25

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وهنا وصلا الى شقتهما , وهمت أنطونيا بأجتياز غرفة الجلوس الى غرفة النوم فأستوقفها كال ونزع عنها معطفها ورمى به جانبا وقال:
" جرت العادة أن يودّع الرجل خطيبته بعناق".
وأمسكها بيد واحدة وسار بها الى المقعد , ثم جلس الى جانبها وطوّقها بذراعيه , كان عناقه رقيقا هادئا كالعادة , وخشيت أنطونيا أن يثور أن هي أبدت أي ممانعة , فأستسلمت اليه من دون أية عاطفة.
وفي تلك الليلة , وهي آخر ليلة لهما في الفندق , سألها كال قائلا:
" نريد خدما للبيت , فهل يمكن أن نجد رجلا أسبانيا وزوجته؟ ربما نكون أكثر راحة في الوقت الحاضر مع أمرأة أسبانية في المطبخ".
فأجابت أنطونيا:
" بكل تأكيد , ولكن هذا يعني أننا سنأكل طعاما أسبانيا , ألا تفضّل الطعام الأنكليزي؟".
" لا يهمني نوع الطعام أذا كان شهيا".
وفيما هو يتكلم تناول سماعة الهاتف وأدار رقما , ودهشت حين ناولها السماعة .
فأخذتها من يده وقالت متسائلة:
" مع من تريدني أن أتكلم؟".
" مع والدتك , أذا وجدتها في البيت".
وكانت أنطونيا في أيام والدها تحضر أحيانا حين كان يتحدث على الهاتف مع أحدهم في بلاد أخرى ,ولكنها لم تتحدث بنفسها مرة واحدة , وكم كانت دهشتها شديدة عندما وجدت أن صوت والدتها واضح كل الوضوح , وقبل أن تنتهي المخابرة أشار اليها كال بأنه يريد أن يتحدث الى حماته , وبعد أن تحدث وأغلق الخط , قالت له أنطونيا :
" أشكرك على هذه الفكرة يا كال!".
" كان يجب أن تخطر لي في اليلة الأولى من زواجنا , لا شك في أن والدتك كانت تسر أذا علمت في ذلك الوقت أننا وصلنا الى هنا بالسلامة ,ولكنني أظن أنها تسامحت وغفرت لنا تقصيرنا لأن العروسين عادة يكونان منشغلين عن الآخرين في الأيام الأولى من زواجهما".
" نعم أوافقك على ذلك".
وفي غضون الأسبوع الثاني من شهر العسل , كان الطقس رائعا , فذهبا في عدة رحلات سياحية الى الأماكن الأثرية في أنحاء البلاد.
فقال لها:
" ألا يمكنني أن أجعل قلبك يزداد خفوقا ولو قليلا؟".
قال ذلك وفمه قرب أذنها , ويده تمتد الى موضع القلب , وكان أمتنع من قبل أن يلمسها في مكان حميم , فلماذا فعل ذلك الآن ؟ أحست بأن قلبها أخذ يترنح في صدرها , وأذ أنشغلت بمشاعرها فأنها لم تشعر بأصابعه تحاول فك ثوبها , وراح يداعبها ويضمها اليه بحماسة شديدة , فما كان من أنطونيا ألا أن حاولت التملص منه وهي تصيح:
" أرجوك , يا كال!".
فأفلتها كال في الحال وقال لها:
" نعم ذهبت الى أبعد مما وعدتك".
ولمحت أنطونيا في أبتسامته أيمانا أكيدا بأنه سيتغلّب على ممانعتها في يوم قريب , وقال لها:
" والآن أذهبي الى فراشك يا حبيبتي".
ونهض واقفا على قدميه وهي تنسحب بهدوء الى غرفة النوم , وبعد هذه الحادثة , مالت أنطونيا الى الأعتقاد بأنها ستتغلب على عقدة حبها لباكو أذا طالت خطبتها لكال , أو أذا تمكن كال أن يضبط عواطفه جيدا , أما الآن فهي بين نارين! نار الحكمة التي تقضي بقبول واقع زواجها , ونار رفض الأستسلام الى رجل لا تحبه ولو كان زوجها , وفي الصباح , وهما يتناولان طعام الفطور , قال لها كال:
" أظن أن علينا اليوم أن نبحث عن شقة مفروشة لنقيم فيها بضعة أشهر ريثما ننتهي من تجهيز مسكننا الدائم".
ولم يأت وقت الظهر حتى كانا شاهدا ثلاث شقق , لم تعجبهما أية واحدة منا , وبعد الغداء , أخذهما السمسار الى رؤية مسكنين , فكانت النتيجة أن كال أعجب بواحد منهما , فقررا أستئجاره وسأل السمسار أذا كان بأمكانه أن ينتقل اليه غدا , فأجابه بالأيجاب .
شهر أيار ( مايو ) شهر جميل في أنكلترا , فالأشجار مبرعمة ومورقة , وزهور الليلك تملأ السفوح والأودية , وقد سرّت أنطونيا كثيرا بربيع تلك البلاد , كما سرت بمعالمها الأثرية العديدة , وجنائنها الغناء المترامية الأطراف , وتمتعت أنطونيا بحضور الأوبرا , وسحرها ما يحيط بدار الأوبرا في العاصمة البريطانية من جنائن تفوق الوصف , وفي أحدى المرات , بعدما حضرت هي وكل الأوبرا الشهيرة زواج الفيغارو ذهبا الى المطعم لتناول العشاء , وفيما هما جالسان الى المائدة , لاحظت أنطونيا أن أمرأة جالسة الى مائدة مجاورة ترمقها بأهتمام بالغ , وحسبت أنطونيا أن شيئا ما فيها جذب اليه تلك المرأة , أو لعلها ألتقتها في مكان ما , وكانت المرأة ترتدي السواد وتجلس مع خمسة آخرين , وفجأة أقبلت المرأة نحوها وقالت :
" مساء الخير يا كال".
وكان صوتها خشنا لكثرة التدخين , ونهض كال يرد لها التحية قائلا:
" أهلا بك يا ديانا , كيف حالك؟".
" أنا بخير , وأنت؟".
" وأنا كذلك , شكرا".
وألتفت الى أنطونيا قائلا لها:
" أقدم اليك ديانا وبستر , فلو كنت أقمت هنا مدة أطول لعرفت أنها وراء عدد كبير من الفائزين بجوائز في برامج التلفزيون".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-05-11, 12:56 AM   #26

nor11

عضوة في فريق الترجمة

 
الصورة الرمزية nor11

? العضوٌ??? » 114349
?  التسِجيلٌ » Apr 2010
? مشَارَ?اتْي » 333
?  نُقآطِيْ » nor11 has a reputation beyond reputenor11 has a reputation beyond reputenor11 has a reputation beyond reputenor11 has a reputation beyond reputenor11 has a reputation beyond reputenor11 has a reputation beyond reputenor11 has a reputation beyond reputenor11 has a reputation beyond reputenor11 has a reputation beyond reputenor11 has a reputation beyond reputenor11 has a reputation beyond repute
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

nor11 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-05-11, 11:29 AM   #27

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

فقاطعته ديانا بقولها لأنطونيا:
" كيف حالك ؟ يبدو لي أنك قادمة من خارج أنكلترا".
" نعم , من أسبانيا".
" ماذا جاء بك الى أنكلترا؟".
أسرع كال الى الجواب عنها فقال:
" أنا جئت بها الى هنا , وهي ليست مثلك ذات مهنة ما , فهي زوجتي".
فحملقت ديانا بعينيها الرماديتين وقالت:
" صحيح؟ متى حدث ذلك؟ لم أقرأ الخبر في الصحف".
" تزوجنا في أسبانيا , ولم نجد من الضرورة أذاعة الخبر في الصحف هنا".
" ولكن يسر أصحابك ومعارفك أن يأخذوا علما بهذا الحدث المدهش".
وألتفتت الى أنطونيا وقالت لها:
" الحدث الآخر الوحيد الذي يعتبره الأصحاب والمعرف مدهشا هو أن يسمعوا بخبر زواجي أنا.... والآن عليّ أن أعود الى رفاقي , ولكن آمل أن نلتقي قريبا , أكرر تهاني لكما وتمنياتي بزواج سعيد".
وفيما هي تهم بالعودة , عاد كال الى الجلوس في مكانه , وتوقعت أنطونيا منه أن يحدثها عن تلك المرأة : متى عرفها؟ وأين ألتقيا , وما الى ذلك ... كما يفعل معظم الناس عادة في مثل هذه الحال .
غير أن كال لم يقل شيئا الى أن سألته قائلة:
" لماذا يندهش الناس أذا سمعوا أن الآنسة وبستر تزوجت؟ أنا أندهشت حين عرفت أنها عزباء.... هل هي مطلقة؟".
" لا , ديانا ليست آنسة ولا سيدة , فهي لا تحب هذين اللقبين لأنها من دعاة المساواة بالرجل , وتقول لماذا يلقب الرجل بالسيد , سواء كان أعزب أو متزوجا , وأما المرأة فأذا كانت عزباء فتلقب بالأنسة وأذا كانت متزوجة فتلقّب بالسيدة؟ ديانا صديقة حميمة لأختي ولشدة أيمانها بالمساواة بالرجل لم تنجح في زواجها".
وبعد ذلك في طريق عودتهما الى لندن , سألته أنطونيا:
" ولماذا طلقت أختك لورا زوجها؟".
" كانت لورا تشغل وظيفة ليلية في التلفزيون , مما أزعج زوجها كثيرا جدا , وفي أحدى اليالي عادت لورا من عملها لتجده في البيت مع أمرأة فرنسية شقراء , فجن جنونها , ولكنه أدّعى أن علاقته بالمرأة لا تتعدى المودة المتبادلة ,ولم تستطع لورا حتى الآن أن تقتنع بأن اللوم يقع عليها في ما فعله زوجها , فأذا كان وقت عمل المرأة يتناقض مع وقت عمل الرجل , فيجب على أحدهما أن يتكيّف مع الآخر , وليس من الضرورة أن تتكيف المرأة دائما , ولكن في ما يتعلق بهذه القضية فقد كان على لورا أن تفعل ذلك".
فقالت أنطونيا:
" من الصعب على المرأة أن تتخلى عن وظيفة تحبها لمجرد كونها متزوجة!".
" نعم ولكن الحياة تفرض الأولويات , وكان على لورا أن تجابه المشكلة مسبقا , بأن لا تتزوج ألا رجلا لا يتعارض عمله مع تلك الوظيفة".
ومضى الآن على زواج كال أسبوعان , فقال لها كال:
" أظن أن الوقت حان للخروج من عزلنا , سأتصل ببعض الأصطاب وأعطيهم رقم تلفونا , وبعد أن ينتهوا من دعواتهم لنا الى العشاء , يمكنك بعدئذ أن تلعبي دور المضيفة".
وكان يمكن لأنطونيا أن تتهيّب هذا الدور الجديد لو لم يكن في خدمتها طاهية أسبانية تدعى روشيو وزوجها ماركوس بالأضافة الى خادمة تأتي كل صباح , والى بستاني يتولى العناية بالحديقة مرتين في الأسبوع , وهؤلاء جميعا دبرتهم وكالة للمستخدمين.
وأستغربت أنطونيا أن تجد نفسها سيدة بيتها الخاص ,ولها كل الحرية أن تروح وتجيء كما تشاء , من دون أن يسألها أحد أين كانت وبرفقة من؟
وأحتلت أنطونيا غرفة النوم الكبرى , بينما أكتفى كال بغرفة النوم الثانية في الطبقة نفسها , أما كيف فسّرت روشيو وزجها هذا الترتيب الشاذ , فأمر لم تستطع أنطونيا أن تتخيله , ولم تعد أنطونيا وكال يتناولان طعام الفطور معا, أذ كانت عادة كال في مجرى حياته العادية أن ينهض من فراشه في الخامسة فجرا , فيهيء طعام فطوره بنفسه , ثم يغادر البيت الى مكتبه في الثامنة , قبل أن يحضر أحد من مستخدميه.
وكان يقول لأنطونيا:
" لم أكن في حياتي بحاجة الى نوم طويل , ست ساعات , بل أربع أعتبرها كافية".
أما أنطونيا فكان يومها , وهي في أسبانيا , ينتهي في منتصف الليل أو بعد ذلك, ويبدأ في العاشرة صباحا حين يؤتى اليها بطعام الفطور , وبعدما أنتقلت الى السكن في لندن , رأت أن تتناول طعام فطورها في الثامنة صباحا , وأن تستحم في الثامنة والنصف.
وكل خبرتها في أعداد الطعام أنها كانت تساعد والدها في شوي شرائح اللحم , ولكنها الآن وجدت أن من الضرورة أن تتعلم طهي بعض ألوان الطعام لكي يمكنها أن تحل محل روشيو في يوم عطلتها , وفي أحد الأيام , بينما أنطونيا جالسة في الحديقة بعد الظهر , تكتب رسالة طويلة الى والدتها , أذا بلورا مقبلة اليها ,وفيما هي تري لورا البيت , ذكرت لها أنها وكال ألتقيا في أحد المطاعم صديقتها ديانا , فقالت لها لورا:
" ألم تستول عليها الدهشة حين عرفت من أنت؟".
" ولماذا تستولي عليها الدهشة؟".
" لأنها , رغم رفضها الزواج بكال , لا بد لها من الشعور بشيء من الغصة لفقدانها ميزة كونها المرأة الوحيدة التي أراد كال الزواج بها".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-05-11, 10:02 AM   #28

لمى ..

? العضوٌ??? » 123785
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 688
?  نُقآطِيْ » لمى .. is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

لمى .. غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-05-11, 01:52 PM   #29

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

3- نسيم الحب

وكانت أنطونيا ولورا صاعدتين الى غرف النوم , فقالت لها لورا :
" لا بد أن يكون عليّ أن لا آتي على ذكرها!".
فألتفتت اليها أنطونيا ورمقتها بنظرة لامبالية وقالت مبتسمة:
" ولماذا لا ؟ أظن أن كال يخبرني كل شيء عن ماضيه أذا سألته, ولكنني لا أفعل , فالماضي أقل شأنا من الحاضر والمستقبل".
وفي غرفة النوم الكبرى جالت لورا بنظرها وقالت:
" بما أنك لا تشغلين أية وظيفة , فلن يطول الوقت حتى تبدأي بأنشاء عائلة... هل تريدين كثيرا من الأولاد؟".
" أربعة أولاد يطفي , أبنان وأبنتان".
فحدقت اليها لورا بأستغراب وقالت:
" هل هذا حقا , كل ما تطلبينه من الحياة؟ زوج وأولاد؟".
" هم هدفي الرئيسي , لا كل هدفي , حين أخذني كال الى حضور الأوبرا! أدركت كم معرفتي بالموسيقى ضئيلة , وأنا أريد أن أتقن الطهي جيدا , وأن أتكلم الفرنسية بطلاقة.... فهل هذا يبدو لك أليفا ومضجرا؟".
ففكرت لورا قليلا قبل أن تجيب ثم قالت:
" كلا , لا يبدو لي ذلك أليفا ومضجرا على الأطلاق!".
ثم تابعت كلامها فقالت :
" ولكن النساء هذه الأيام يردن أن يشغلن وظيفة ما الى جانب كونهن زوجات!".
" لو كنت مؤهلة لأن أكون طبيبة أو مهندسة وما الى ذلك من المهن الحرة لفعلت , ولكن ماذا يضير المرأة أن تكون زوجة فتدير شؤون بيتها بحيث يشعر أهله بأنهم آمنون هانئون , وتقيم الحفلات العائلية المرحة , وترتدي أجمل الثياب , وتربي أولادها على حسن السلوك.. أليس في هذا العمل مساهمة ضخمة؟".
فقالت لها لورا:
" ولكن الأطفال يبعثون الضجر , فهم لا يتوقفون طول النهار عن طرح السؤالات السخيفة عن هذا الشيء أو ذاك , لي أصدقاء كادوا يفقدون رشدهم بسبب ذلك!".
أجابت أنطونيا:
" ولكن ذلك لا يدوم وقتا طويلا .... ثم أن المرأة في وظيفتها خارج بيتها لا بد أن تلتقي كثيرا من الصغار أزعاجا , وأن بطريقة أخرى".
" آه , نعم , هذا صحيح كل الصحة , ولكن مع ذلك , فأنا أتحمل الضجر من الكبار أكثر من الصغار , في كل حال , فسيساعدك أنت في تربية أولادك الأربعة خدم وعلى رأسهم مربية , مع أن لي صديقات لم ينجّهن الخدم ولا المربيات من مضايقة صغارهن , كما أن لي صديقات أخريات لا قدرة لهن على أستخدام من يساعدهن؟".
" ألا تساعدهن أمهاتهن أحيانا؟".
" في هذه البلاد الآن , غالبا ما تكون الأمهات مقيمات في مكان بعيد, وأذا كن مقيمات في المدينة ذاتها , فهن يعملن لتوفير ثمن السيارة والثلاجة!".
" قال لي كال أن الأنسان لا يمكنه الحصول على كل شيء في الحياة , ولذلك فعليه أن يختار ما يفضله على غيره!".
" نعم , من السهل على كال أن يبتدع النظريات , فهو رجل يستطيع الحصول على كل ما يريد!".
" ليس دائما , والمثل على ذلك الآنسة ديانا وبستر , فهي لم تقبل به زوجا لها , لأن مهنتها أهم منه في نظرها".
ندمت أنطونيا على أبداء هذه الملاحظة , ولكن بعد فوات الآوان , أذ أجابتها لورا قائلة:
" لم تقبل به زوجا لها , لا رفيق , فهو عاشرها ستة أشهر , ولعله هو الذي أنفصل عنها وأن كانت هي التي أشاعت أنها رفضته ,فما من رجل يشيع أن أمرأة ما رفضت الزواج , وعلى الأخص كال , على أنه لم ينكر الأشاعة , لأنه لم يشأ أن يهينها".
ووضعت أنطونيا حدا لهذا الحديث بدعوتها لورا الى تناول الشاي في الحديقة , ثم أنقضت بقية الزيارة في الحديث عن الأزياء , ومع أن أنطونيا نوت أن تكون حلوة المعشر مع لورا , ألا أنها أنشرحت حين فارقتها , وكان واضحا أن لورا لم تكن سعيدة في حياتها , وهذا ما جعلها رفيقة مزعجة.
على أن أنطونيا ألتقت بعد حين في ذلك النهار, أمرأة أقدر منها , فشعرت بالتجاوب معها في الحال , كانت تدعى فاني رانكن , وكان زوجها طوم رئيس أحدى الشركات , وصدف أن كانا أول من دعا كال وأنطونيا الى تناول طعام العشاء , ولما سألت أنطونيا كال عن رأيه فيهما , رفض وقال لها أنه يفضّل أن يتركها تكوّن بنفسها هذا الرأي.
وكان طوم وزوجته يقيمان في منزل قديم يصله بالطريق العام درب ضيق متعرج , وحين وصل كال وأنطونيا الى هناك , وجدا دراجة متوقفة الى جانب الرصيف , وفيما كان كال يوقف سيارته ويزيح الدراجة عن الطريق , خرجت فتاة في سن المراهقة من زاوية المنزل وقالت لاهثة:
" آسفة يا كال , أنه فردي اللعين , كان عليه أن يوقف دراجته في مكانها قبل أن يدخل لتناول طعام العشاء , زلكنه كثيرا ما ينسى أن يفعل ذلك!".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-05-11, 01:53 PM   #30

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


وهمت الفتاة أن تمسك الدراجة لنقلها , ولكن كال سارع الى أمساكها وقال:
" دعيني آخذها الى الكاراج , وأذهبي أنت وأنطونيا وعرّفي بنفسك....".
وأقبلت الفتاة نحو السيارة , فنزلت أنطونيا لتحيتها , ولكن الفتاة بادرتها بالقول:
" مساء الخير أيتها السيدة برنارد .... أسمي روز وأنا أصغر أخوتي , وأخشى أن تنفقي وقتا طويلا على تمييز واحدنا من الآخر , فنحن سبعة أولاد , أربعة منهم هم الكبار , والباقون هم الصغار.... وكونك قادمة من أسبانيا , يجعلك معتادة على مثل هذه العائلات الكبيرة".
" طالما تمنيت أن أنتمي الى واحدة منها , ليس لي أخوة أو أخوات , مع الأسف".
وهنا قالت لها روز بحرارة:
" ما أجمل ثوبك.......".
" شكرا".
وتعجبت أنطونيا لقرب روز من القلب , على الرغم من أن أبناء جيلها يكونون عادة متوتري الأعصاب في حضرة الغرباء , ولكن سرعان ما أتضح فيما بعد أن حسن الضيافة والمرح هما شعار عائلة رانكن , ثم تعرفت أنطونيا على فاني في المطبخ وهي تهيء طعام العشاء مع عدد من أولادها.
وكان المطبخ كبيرا بحيث أتسع لثلاث خزائن , ولكنه لم يكن كغيره من المطابخ العصرية المصفحة بالبياض , وعندما دخلت أنطونيا أستقبلتها فاني بترحاب , فأمسكت يدها بيديها الأثنتين وصافحتها بحرارة قائلة:
" يسرني أن أتعرف اليك بعد طول أنتظار , كال صديق حميم لنا , وكم كنا نحاول أن نجد فتاة تليق به , والآن وجدها بنفسه ونحن سعداء لذلك".
وبعد حين دخل كال وطوم رانكن , فصافح كال فاني والتفت الى زوجته مخاطبا طوم:
" هذه هي زوجتي يا طوم , فما رأيك فيها؟".
" كثيرون من الناس سيرون فيها ما تراه أنت يا كال , ولكنني أتساءل ماذا رأت هي فيك........".
وأرسل ضحكة عاتية وأمسك بيد أنطونيا وقال بالأنكليزية جملة منقولة عن الأسبانية:
" بيتي هو بيتك يا أنطونيا!".
فقالت له أنطونيا وهي تحاول أن تبدو مرتاحة لذراع زوجها التي كانت تطوق خصرها:
" هل تعرف أسبانيا؟".
" قليلا , مع الأسف , ولكنني آمل أن أزيد معرفتي بها.....".
وتوقف عن الكلام لأن جرس التلفون رن في مكان ما في المنزل , ثم قال لأبنه ديفي البالغ من العمر نحو أحدى عشر سنة , وكان معه بعض القشطة بالمخفقة:
" أعتني بالسيدة برنارد يا ديفي ".
فقال كال لديفي:
" شراب البرتقال لي ولزوجتي , يا ديفي , ونكون لك من الشاكرين".
وقالت فاني:
" السيد فلتشر وزوجته سيصلان الى هنا قريبا , دعونا ننتقل الى غرفة الجلوس".
وعلى الرغم من أن غرفة الجلوس تختلف من حيث الشكل عن غرفة الجلوس في المنزل الريفي , ألا أنها ذكّرت أنطونيا بها , وفي أثناء السهرة أتيح لها أن تتأمل تفاصيل الغرفة , فوجدت أن الشبه بين الغرفتين يكمن في السجاد القديم , ولكن الرائع الجمال , الذي كان يفرش الأرض , وفي رفوف الكتب واللوحات الفنية المعلقة على الجدران , وفي أواني الخزف الصينية وستائر الكتان , وكان السيد فلتشر وزوجته أصغر سنا من السيد رانكن وزوجته ,ولكنهما كانا أكبر سنا ما أنطونيا , أما السيد فلتشر , ويدعى روس , فكان من عمر كال وأما زوجته , تدعى ليلياس , فكانت على الأرجح في أواخر العشرينات من عمرها .
وفيما كان الجميع جالسين حول مائدة الطعام , سألت ليلياس أنطونيا قائلة:
" أين ذهبتما لقضاء شهر العسل , أيتها السيدة برنارد؟".
فقالت لها أنطونيا:
" أرجوك أن تناديني بأسمي الأول ..... جئنا الى لندن لقضاء شهر العسل , فعلى الرغم من أن والدي أنكليزي , ألا أنني لم أزر هذه البلاد بعد , ولذلك فضلت أن أقضي شهر العسل في التعرف على ما أمكن من المعالم الشهيرة في أنكلترا".
وكم كان دهشتها عظيمة حين رأت أن الجميع ضحكوا لكلامها , فقالت لها فاني:
" لا أظن أن كال بوجودك يأبه لأن يرى أي شيء آخر!".
فقالت أنطونيا:
" وعلى كل حال , فهنالك أسباب مختلفة جعلتنا نختصر شهر العسل رسميا , ولكن عما قريب سيكون لنا شهر عسل آخر أطول من هذا , وعندئذ سأختار أين سنقضيه".
قالت هذا الكلام ونظرت بأبتسام الى كال , وهنا قالت ليلياس لزوجها روس:
" أما نحن فلم يكن شهر عسلنا موفقا , فقد ذهبنا لقضاء أسبوعين في مكان ما في الريف , فلم يتوقف المطر طوال تلك المدة , كما أننا أصبنا بزكام حاد , فبدل أن تفوح مني رائحة النساء كانت تفوح مني رائحة الدواء".
وشعرت أنطونيا بالأرتياح حين أنتقل الحديث من الكلام عن شهر العسل ألى اكلام عن البيوت , فسألها روس أين يسكنان , ولما علم أنهما يسكنان مؤقتا في لندن , أراد أن يعرف هل تفضل السكن في الأرياف أم في لندن , فأجابت:
" لا فرق عندي , الأمر لكال".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:14 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.