آخر 10 مشاركات
فِتْنَة موريتي(103) للكاتبة:Katherine Garbera(الجزء2من سلسلة ميراث آل موريتي) كاملة (الكاتـب : Gege86 - )           »          خذني ..؟ -ج1 من سلسلة عشقٌ من نوعٍ آخر -قلوب قصيرة - للرائعة ملاك علي(كاملة& الروابط) (الكاتـب : ملاك علي - )           »          استسلمي لي(164)للكاتبة:Angela Bissell (ج1من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          وكأنها رملة..! (59) -قلوب نوفيلا- للآخاذة: eman nassar [مميزة] *كاملة &الروابط* (الكاتـب : eman nassar - )           »          الزوج المنسي (10) للكاتبة: Helen Bianchin *كاملة+روابط* (الكاتـب : raan - )           »          [تحميل] تائهون إلى أن يشاء الله ، للكاتبة/ رررمد " مميزة " ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          213 - لم أعد طفلة - بيني جوردان (الكاتـب : PEPOO - )           »          شيء من الندم ..* متميزه و مكتملة * (الكاتـب : هند صابر - )           »          4-عاصفة في عينيه-ليليان بيك-كنوز أحلام (حصرياً) (الكاتـب : Just Faith - )           »          56 - الندم - آن هامبسون - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-05-11, 04:15 AM   #11

جين اوستين333
 
الصورة الرمزية جين اوستين333

? العضوٌ??? » 66163
?  التسِجيلٌ » Dec 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,009
?  نُقآطِيْ » جين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الثاني:

2-عرض في ليلة الخطوبة

واحمر لونها. و استدارت, متمنية لو أن القمر كان أقل إشعاعا. لأنه كان من الواضح من التعليقات التي اطلقها أنه كان يلاحظ أي تعبير يظهر عليها. وقالت بصوت فقد قوته:
-هل ستتركني أذهب؟
وتمتم مجيبا بحرارة على رجائها:
-نعم... ربما من الأفضل أن نعود.. أنت وأنا كان مقدرا علينا أن نلتقي. ومقدر علينا أن نكون أكثر من معارف.
مرت لحظة صمت, ولم تحاول أن تتكلم, وهي ترغب فقط أن تتركه يكمل كلامه حتى تستطيع العودة بأسرع وقت ممكن.
-هناك قول قديم عند شعب المور الذين انحدرت اسرتي منهم. ((الأقدار تجمع, والأقدار تفرق, فلا يتدخل أحد)).
-وماذا يعني هذا؟
-إنه يعني أن من يحارب الأقدار إنما يجازف بالفشل.
وأخبرته لورين أن قدرها هو الزواج من الرجل المخطوبة له وأضافت:
-إني احبه ولا يهم ما تقول, فأنا أحبه فعلا.
-لا يا لورين, أنت لا تحبينه, ولأبرهن لك هذا سأحتضنك مرة أخرى و سترين أنك تتجاوبين معي.
-ألن أفعل؟
و قابل كلامها بضحكة خفيفة و خلال ثوان وجدت نفسها تعانقه, و حاولت التغلب عليه قليلا, و أن تسحب لعض القوة لتستطيع أن تقاوم الرجل. و لم تظهر المعجزة, ووجدت نفسها مرة أخرى تستجيب له. ولم تعرف أنها استجابت هكذا من قبل. تجاوبها مع روجر لا طعم له مثل التجاوب مع هذا الاسباني. وبعد برهة قصيرة ابعدها عنه و نظر إليها بانتصار, و عيناه الضاحكتان تنظران إلى وجهها المحمر. وسقطت همسة من فمها, ناعمة و لطيفة مثل ضوء القمر المشع على التلال النائمة.
-رامون...
-نعم...؟
كان يطلب منها أن تقول انها تحبه. لقد كان الاقتناع يفعل بها كما يفعل بها الماء البارد, و جذبت نفسها من بين يديه و هزت رأسها و كأنما تزيح عنه ذكرى, ذكرى تصرفها المشين. وصدمها الواقع. فمنذ وقت قصير جدا كانت ترقص مع خطيبها, و مستقبلها الوردي مؤمن... و لكن... الآن... و نظرت إليه, ثم أبعدت نظرها مجاهدة إيقاف الاضطراب الذي اعتراها, وشعرت بالألم و الجفاف في حلقها:
-أنا ... أنا....
و توقفت, لأنها لم تدر ماذا تقول له. كانت ترى خطورة جانبية تشتد و عرفت أنه كان يكتم الضحك.
-مرة أخرى تخلت عنك القدرة على التعبير, لورين.
-أنت كريه!
-احتجاجات .... و كم هي ضعيفة و دون معنى. من المؤكد أنك لن تستمري في اتمام هذا الزواج؟ فلن يمكن له أن ينجح و ....
-لا تتكلم بهذا الهراء! طبعا سأستمر في إتمامه!
-كان يجب أن نلتقي من قبل. لماذا يجب أن يحدث هذا الآن, في وقت تحتفلين بخطوبتك لرجل آخر؟
-أنا عائدة..
و بدأت السير مبتعدة, و لحق بها بخطوات إلى جانبها حتى وصلا إلى الشرفة, فتركها وعاد إلى الحديقة الهادئة.
وسمعت صوت حماتها العتيدة تقول:
-لورين أين كنت؟ هل هناك شيء يا عزيزتي؟
-لا, لا شيء, لقد احسست بالحرارة و بعض الإرهاق, فذهبت لأتمشى قليلا.
-لقد كانت أمسية متعبة لك يا عزيزتي, تعالي يا لورين إلى غرفتي وسنتمتع بدقيقتين من الهدوء لنشرب قهوتي الشهية المذاق.
فابتسمت لورين و قد عادت لها ثقتها, و أخذت يد حماتها وسمحت لها أن تقودها إلى جناحها الرائع. حيث تناولت معها القهوة بالحليب و قالت لورين وهي تسترخي على المقعد:
-هل لاحظ روجر غيبتي؟
-لقد تساءلنا جميعا أين كنت. ولكن لا تقلقي فقد شاهدنا روجر و نحن ندخل إلى هنا. لقد أشرت له و عرف بأنني سأتركك تستريحين بعض الوقت معي.
وعضت لورين شفتيها لهذا اللطف, وقد شعرت بالملامة على نفسها...
-شكرا لك, لقد تمتعت بهذه الحفلة, و لكنني أتمنى أن تنتهي.
-أعرف تماما ما تشعرين به. لقد مررت بهذا, تذكري.
-نعم, أنا أبدو قليلة الامتنان.
-أبدا, سنحبك, عزيزتي لورين, و أعرف أن روجر لن يندم أبدا على طلبك للزواج.
و عضت لورين شفتها مرة أخرى, وتمنت لو أن قلبها و فكرها لم يكونا بهذا الاضطراب. وأكثر من أي شيء, تمنت لو أنها تعود ساعة إلى الوراء, حتى لا تخرج إلى الحديقة أبدا. وما نفع أفكار كهذه؟ فما حدث قد حدث ولا شيء في الدنيا قادر على تغييره. ونظرت إلى حماتها العتيدة, و شاهدت الابتسامة على شفتيها, و عيناها اللطيفتين المتفهمتين, ولم تتمالك أن تخفض عينيها, و تتساءل ما قد تكون ردة فعل المرأة لو أنها اعترفت اعترافا كاملا, بإخبارها ما حدث في الحديقة المضاءة بنور القمر, و روجر... ماذا ستكون ردة فعله؟ و شعرت لورين أنها خانته, ولا تستأهل المركز الذي ستحصل عليه في هذه العائلة الارستقراطية. هذه العائلة التي تعرف ماضيها المتواضع نسبيا, ومع ذلك لم تظهر أية إشارة للاحتجاج عندما أتى بها روجر إلى المنزل ليقول لهم أنه ينوي أن يجعلها زوجته.
وجاءها سؤال بعد عشر دقائق.
-أتشعرين الآن بتحسن؟
وهزت لورين رأسها الإيجاب, ولكنها كانت لا تزال تفكر بدون رامون, و تتساءل عما إذا كان سيضايقها مرة أخرى, و أقبل خطيبها إليها حالما دخلت غرفة الرقص, وكان على وجهه مسحة قلق:
-هل أنت بخير يا حبيبتي؟
وفجأة أحست لورين أنها لا تريد شيئا أكثر من أن تكون بين ذراعيه و أن تشعر بالراحة بإلقاء رأسها على صدره.
-نعم... ولكن هل تمانع في أن نجلس في مكان هادئ؟
-أي شيء تريدينه يا حبي.
و ذهبا إلى أحد الزوايا و جلسا ممسكين بأيدي بعضهما بصمت ومع ذلك كان في داخل لورين نوع من الخوف, و عكست عيناه الجميلتين قلقها.
وهمست:
-أحبك يا روجر.
وامم العنف في لهجتها التفت إليها فجأة لينظر إلى وجهها متسائلا:
-ولكنني أعرف هذا يا أعز الناس.
-ومع ذلك ألا تريد سماعها تكرارا؟
وكان في صوتها رجاء و تعلق. و أجابها روجر:
-طبعا حبيبتي.. إنها كالموسيقى في أذني.
و تنهدت وكافحت بعنف لتطرد صورة الإسباني من ذهنها. وقال روجر أخيرا:
-أظن يا حبيبتي, إنه يجب علينا أن نعود إلى ضيوفنا.
وهزت رأسها الإيجاب, وبعد قليل كانا يرقصان. روجر مع احدى صديقاته السابقات ولورين مع أدوين. وقال لها أدوين:
-تبدين شاحبة و تعبة.
-أنت تعرف بالتأكيد أنه لا يجب أن تقول لامرأة أنها تعبة؟
فضحك و قال:
-أنا كتلة من الصدق, لورين.
-أنا أعزك لهذا. ألم تكن حفلة رائعة؟
-بل في منتهى الروعة, أنا وفيليس لن نحصل على حفلة مثلها أبدا.
-وهل هذا يهم حقيقة؟
-لا , من المفترض أن لا يكون.
وأجبرتها قوة ما أن تتبع اتجاه عينيه, فوجدت نفسها تنظر إلى دون رامون, كان يقف في نهاية القاعة يتحدث إلى فيليس فقالت:
-إنه صديق بول, او بالأحرى شريك عمل. إنه من الأندلس.
-أرض عبدة الأصنام, هذا ما كانوا يدعونها. تلك المنطقة الواسعة المتوحشة من إسبانيا. لقد كانت قديما معقلا للمسلمين. هل تعلمين أي قسم منها يسكن؟
-أيبيريا. . . لديه هناك كروم عنب, و لكنه يعمل بالنجارة أيضا.
-أستطيع أن أقول أنه ثري للطريقة التي يحمل بها نفسه. فتخمة المال وحدها تعطي المرء تلك الثقة بالنفس و الجو من التفوق.
-إنه صناعي مليونير.
وتعمدت أن تنظر بعيدا عندما رأت دون رامون يدير رأسه باتجاهها. واجتذبها أدوين ليتجنب راقصين كانا سيصطدمان بهما وهو يقول:
-الشيطان المحظوظ!
وتطلعت إليه بدهشة, ولم يكن لديها شك هذه المرة حول الاستياء الذي غمر صوته. فهل كان أدوين يحسد من لديه الممتلكات الدنيوية الأكثر منه؟ وشعرت لورين بالقلق الغامض وخيبة الأمل هذه الفكرة.
وتوقفت الموسيقى, وقاد أدوين رفيقته إلى حافة حلبة الرقص واعتذر منها منصرفا لتبقى وحدها, ولكن لا لمدة طويلة.
-إذا... ها نحن معا مرة أخرى.
قال الإسباني هذا بلطف و اخذها بين ذراعيه في اللحظة التي فتحت فمها لترقص دعوته إلى الرقص.
-لورين... يا جميلتي...
-أنا لست جميلتك!
وقررت أن تتبنى تصرفا باردا معه منذ البداية.
-أنت تتحدث بأسخف طريقة, سنيور.
ونظر إليها, وتساءلت عما إذا كان يقرأ ما كان يجول في خاطرها.
-في هذه الحالة لنغير الموضوع, سنتحدث عن شقيقتك!
-شقيقتي ؟ لماذا؟
-لأنني أظن انك يجب ان تعرفي أنها تشعر بالحسد منك.
واتسعت عينا لورين واتقدتا بالنار:
-كيف تجرؤ على قول شيء كهذا؟ إنه ليس فقط أمر مناف للعقل بل افتراء أيضا!
-إنها الحقيقة, سنيوريتا.
واتجه بها الدون إلى منتصف الحلبة, وكان رقصه رائعا. وعلى الرغم من انشغال لورين بما قاله, لم تستطع أن تتجاهل تحديقات العديد من الضيوف بينما كانت هي ودون رامون, و خطواتهما في توافق تام, يبرزان بطريقة رائعة عن كل الراقصين, ولكن الدون لم يكن يلاحظ الاهتمام الذي أثاره.
-إنها ليست الحقيقة.
-من الطبيعي إن إخلاصك يمنعك من تقبل الحقيقة.
كان يقول هذا وهو يقودها بحركات مقصودة نحو الخارج.
-لن أذهب إلى الخارج, إذا كنت ستراقصني فأفعل, ولكن عندما تتوقف الموسيقى يجب أن أعود لخطيبي.
وضحك ضحكة خفيفة, ولكن دون مرح:
-يجب ان أتحدث معك سنيوريتا. سنجلس هناك على الشرفة, وبما أن هناك انس حولنا فأنت آمنة.
وادركت انها لا تستطيع الرفض دون إثارة ضجة, لأن الدون كان قد أمسك بذراعها بشدة و قادها فعلا إلى الخارج. وجلست بغضب, متمنية مرة أخرى أن تنتهي هذه الامسية. ولكن هل ستشعر كما شعرت اول مرة مرة أخرى؟ لقد فعل بها هذا الرجل شيئا سيترك تأثيرا على أفكارها للأبد. وشعرت بالثقة, بأنها سترى وجهه بطريقة منتظمة عبر السنين عندما تتزوج و حتى عندما يصبح عندها عائلتها الصغيرة تنمو من حولها. وقالت له وهي تدفع بالهدوء إلى صوتها مع أنها كانت بعيدة عن الشعور بالهدوء:
-ماذا هناك سنيور؟
-إنها شقيقتك...
-دعنا لا نتحدث عن فيليس.
-تصرفك معي لا يليق بسيدة. أجد طباعك مؤسفة ولمعلوماتك أقول إن هذه الطباع لا يمكن التسامح بها لدى سيدة في بلادي.
وتغير لونها قليلا, ونظرت باتجاه مارلين, إحدى شقيقات روجر, التي كانت تتحدث مع زوج أمها. واستلفت انتباهها بسعلة صغيرة.
-لا أظن أنك تستطيع مقارنة نساء بلادي بنساء بلادك, سنيور. لقد سمعت أنهن خاضعات لما يدعى تفوق الرجال.
-ما يدعى؟
-أنت واقع دون شك تحت تأثير رأي يقول انك متفوق.
لقد وجدت نفسها في وضع متردد, فهي تريد من ناحية اختصار الحوار فورا, و لكن من ناحية أخرى كانت تميل إلى توبيخ الإسباني.
-هل نعود غلى مسألة شقيقتك؟ أنا أحذرك سنيوريتا, لأنني اشعر أنه من المهم أن تعلمي. فشقيقتك تكن لك كل الأفكار الغيورة السيئة, لأنك ستصبحين زوجة رجل ثري, وهي لا تأمل أبدا أن تكون متساوية معك في المركز, وهي تطيل التفكر بأنك وهي ستتحركان في اتجاهين مختلفين تماما من أجواء المجتمع, لذلك....
وقاطعته لورين:
-دون رامون, لا أستطيع السماح لك بمتابعة الحديث. لقد قلت ما رغبت به فهل نستطيع الآن العودة إلى قاعة الرقص؟
-يجب أن تحذري.
-لقد كنا دوما أفضل صديقتين. لا أستطيع التفكير بما اوحى لك بهذه الفكرة, و لكنها فكرة خاطئة حتما, فهي ليست بهذه الطباع. لا أحب أبدا أن يكون لديك هذا الانطباع حول شقيقتي, لقد كنا مقربتين جدا على الدوام ولم تحسد إحدانا الأخرى أبدا. كنا نساعد بعضنا, و نتمشى مع بعضنا... لا يجب أبدا أن تفكر بمثل هذه الأشياء حول فيليس.
ونظر إليها مباشرة و عيناه لا تزالان قاسيتان.
-لدي موهبة بقراءة الشخصيات. قد تكون أختك كل ما ذكرتي, حتى مؤخرا, ولكن الآن....
وصمت بينما ظهرت فيليس تسير تحت الشرفة تماما مع أدوين ثم تابع بعد أن ابتعدا.
-نعم حتى مؤخرا, ولكن فكرة أن تصبحي ثرية ولك لقب, فهذا ما تغار شقيقتك منه. احذري لورين! هل تسمعين؟
كان كمن يتحدث لأخته, أو حتى لزوجته, ولكن بالتأكيد ليس لغريبة تماما عنه. فقالت له ببرود:
-أجد أن تصرفاتك صحيحة جدا, وليس لدي النية بأن آخذ منك الأوامر, سنيور, و خاصة هذا النوع من الأوامر!
-أنا لا أعطيك أوامر, نصائح فقط, و نصائح جيدة.
-لا تلزمني.
-ستشعرين بالندم على عدم الاصغاء لي سنيوريتا.
-أنا أعرف شقيقتي وأنت لا تعرفها.
-لقد قابلتها و تحدثت إليها هذا المساء.
-وهل هذه مدة كافية لتكون رأيا عنها؟
-بل هو وقت كاف...
وهزت كتفيها و نهضت من مقعدها. وقالت:
-لنرجع إلى الداخل.
-لا يا لورين... دعينا نسير في الحديقة مرة أخرى, يجب أن أتحدث إليك...
-لقد تحدثت معك للتو... حول شيء امتعضت منه.
-هذا شيء مختلف.. لقد وجدت حبي.. ويجب أن أكلمك حول ما في أفكاري.
وشعرت بقلبها يميل بين ضلوعها, ورغبة بأن تستدير و تهرب... ولكن كل ما فعلته أن وقفت هناك. منتظرة أن تسمع ما لا تعرفه. كانت تلاحظ عيون الناس على الطاولات القريبة. عيون كانت تنتقل بريبة من وجهها إلى وجه ذلك الرجل الواقف أمامها.
-سنيور.
-نعم.
-أنا... نحن...
-تعالي لنذهب من هنا.
و تكلم بنعومة, و علمت أنه يرغب في أن يمد يده لياخذ يدها, ولكنه امتنع, وبعد لحظة من التردد هزت رأسها بالقبول واستدارا و تركا الشرفة. كان هذا جنونا, ونظرت إلى الخلف و كأنما تريد أن تهرب منه. وقالت له عندما أصبحا بعيدين عن المنزل:
-دون رامون, هذا كله خطأ.
-إنه مخيف لك قليلا, ولكن لا تقلقي, عندما تسمعين ما أقوله لك ستشعرين بالراحة.
ولم تقل شيئا, ومع ذلك ذهبت معه دون اعتراض عندما أخذها إلى أعتم مكان في الحديقة. ولم يكن يصل إلى اسماعهما هناك صوت, لأن المسافة تبعد عن المنزل كثيرا بحيث أصوات الأوركسترا لم تعد تسمع وقالت لنفسها مرة أخرى إن هذا جنون, و إنها خلال ساعة ستندم على ضعفها, ولكنها لم تقم بأية حركة عندما جذبها بلطف إليه و احتضنها.
-هذا... غلط! إنه أكثر من غلط, إنه تصرف شرير!
-إنه القدر, و ليس مقدرا لك أن تتزوجي روجر...
-سأتزوجه! آه.. لماذا أتيت هنا الليلة, وبما أنك أتيت لماذا كان عليك اختياري أنا من بين كل النساء الموجودات؟ شقيقتي...
-هل تظنين أنني قد أختار شقيقتك, لو لم أختارك؟
ولم تجب, لم يكن لديها الرغبة للتكلم بالمرة, لأنها شعرت فجأة بأنها قد استنزفت, وتمنت لو أنها في البيت ترقد بسلام على الفراش. وهذا الرجل؟ تمنت لو أنه يرجع إلى بلاده بحيث لا يعود قادرا على فرض سلطته عليها, و حيث ينساها. وكمن قرأ افكارها لأنه قال دون إنذار:
-ستبقين في افكاري إلى الأبد يا لورين, لم أقابل امرأة من قبل رغبت فيها بهذه الطريقة التي أرغب بك. و أنا عادة أحصل على ما أريد. نعم أحصل على ما أريد.
-لن تحصل علي. . فأنا أنوي أن أتزوج روجر..
-بعد كل الذي حصل؟ لن تتزوجيه أبدا, لورين, أبدا!
ونظرت إليه بسرعة و صدمت بشيء غير عادي في طباعه.
-لقد قلت منذ لحظات أنني عندما أسمع ما ستقول سيرتاح بالي؟
وهز دون رامون رأسه بالإيجاب.
-لقد قلت, عندما تكلمنا سابقا, إن من دواعي أسفي أننا لم نلتق من قبل. ومن سوء الحظ أن يكون اللقاء الآن, عندما تحتفلين بخطوبتك لرجل آخر, على كل, لم يفت الوقت بعد لحسن الحظ. تستطيعين أن تقولي لهذا الرجل الذي ارتبطت به أنك قابلت رجلا آخر وبهذا تنفسخ الخطوبة.
وتطلعت إلى قسماته اللاتينية و قررت أنه من الأسهل عليها أن تتركه يقول ما يريد, على الرغم من أنها مصممة على عدم الإصغاء ولكنها كانت غير مستعدة أبدا لعرض آخر بالزواج, لم تكن حتى تتوقعه, خاصة في ضوء ما قيل عنه أنه غير مهتم بالدخول في شراكة دائمة مع امرأة. وعاد إلى الحديث:
-حاليا أستطيع أن أمنحك أكثر بكثير من روجر, إضافة إلى أنني أعرض عليك ما لم أعرضه على امرأة من قبل ...الزواج...
-الزواج...الزواج...!
-لقد سمعت جيدا سنيوريتا, أستطيع فهم دهشتك, خاصة في ضوء هذا العرض الذي قدمته. ولكن, خلال الساعتين الماضيتين, كنت أراقبك طوال الوقت وتملكني شعور بأنني لا أستطيع العيش دونك, أريدك زوجة لي, لورين.
وتطلعت إليه دون أن تنبس بكلمة, محاولة استيعاب الواقع الذي لا يصدق بأنه يريدها زوجة له.
زوجته... و بينما كان مجرى تفكيرها يصبح أكثر وضوحا وجدت نفسها تتجاوب معه, ومع قوة ذراعيه من حولها, فأعلنت الاستسلام. استسلام جعلها في مملكة الخيال التي لم تعرفها أبدا مع روجر.
زوجته.. إنها لحظة حاسمة, مليئة بمشاعر الخيال! دون رامون ادوارد دوكابريرا أي مولينا يطلب منها أن تصبح زوجته! هل من الممكن هذا؟
و بقيت لفترة طويلة صامتة, و أفكارها مضطربة, بينما كانت تفكر اولا بروجر بدون رامون. ماذا عليها أن تفعل؟ يجب أن تقاوم, و أن تفعل ما هو صواب. فهذا الرجل هو غريب عنها, ولا تعلم شيئا عنه بالمرة...
و قاطع أفكارها عندما بدأ يتحدث ثانية, ليقول مرة ثانية إنه يعرض عليها ما لم يعرضه على امرأة من قبل. (( يجب أن تشعري بالشرف الكبير لأنني أعرض عليك الزواج, و تعجبت من التغيير في لهجته, ومن غرور الرجل فيه! كما عجبت تماما من التصريح الجاف و الرسمي بأن عليها أن تشعر بالشرف لعرضه هذا كم هو مخلوق متغطرس! حسنا, لقد نجح في إزالة ترددها, ولهذا الأمر شعرت بالامتنان له. وقبل أن يكون لها فرصة للكلام تحدث قائلا بنفس اللهجة الهادئة الدمثة (( كان مقدرا لنا أن نلتقي, وأن نتزوج, لورين. لذا هل ستستمرين في مقاومة رغباتك الطبيعية, و هل ستنكرين بعناد ما دبره القدر لك. ستندمين ما تبقى من حياتك إذا فعلتي. فذكرى ما ستتخلين عنه ستبقى, كبقايا الحريق في فمك)).
وتطلعت لورين إلى عينيه السوداوين, ومرت رعشة في كل جسدها. هل نبوءاته صحيحة؟ وهل سياتي عليها يوم تندم فيه على القرار الذي ستأخذه الآن وقالت لنفسها إنه على خطأ, و أنها يجب أن تعيش حياتها كما خططت قبل أن يدخل حياتها ليمزقها. ولكن كيف ستقول له هذا؟ و قررت أن تخفف الصدمة عليه, على الرغم من أنها تعرف أن لا سبب يدفعها إلى ذلك. فمن المؤكد أنه لا يستحق أي مراعاة لشعوره, بل على العكس, فقد يفيده أن يعاني بعض الإذلال. فقد يخفف هذا من عليائه, ومع ذلك فقد مالت إلى تخفيف الصدمة عليه.
-تبدو جادا, سنيور, و لكن بالطبع من المستحيل أن تكون. إذا لم يكن هناك شيء آخر لتقوله, ألا تظن أننا يجب أن نعود إلى المنزل؟
-سنيوريتا, أنا جاد.
-لا, لا يمكن أن تكون . دعنا نعود, و أعدك أن لا أقول شيئا عن هذا لخطيبي, هذا إذا وعدتني أن لا تعاكسني مرة أخرى أبدا.
وأملت أن يبدو صوتها هادئا ولطيفا. لقد كانت تريد أن تؤثر عليه فذكرت أنها لم تعتبر عرضه أكثر من مزحة. على كل لم يكن رده سوى ضحكة ناعمة... ضحكة واثقة! وقفت لورين دون ثبات , وهي مدركة تماما قربه منه, و أنها إذا حاولت أن تتحرك سوف يظهر تفوقه ويجبرها على أن تبقى حيث هي. و لكن دون رامون تحرك, و ظنت أنه استجاب لطلبها و بدأت تتمشى إلى جانبه عندما استدار ليغادر المكان. ثم توقفت, و استطاعت عندها أن تشاهد وجهه في ضوء القمر, و شعرت أن مشاعره قد اختلطت, إذ بينما هو واثق من أنها في النهاية ستقبل عرضه, كان من ناحية أخرى غير واثق منها. وقال لها أخيرا:
-انت لم تردي علي, سنيوريتا, لقد أكدت لك إخلاصي, و أريدك زوجة لي. سنتزوج خلال الأسبوع...
-أرجوك ... أنت تتكلم بالهراء سنيور.
-غير صحيح.
-أنا مخطوبة لروجر, و أنوي الزواج منه. لماذا, أنا حتى لا أعرفك! ما نوع الرجال أنت, حتى تعتبر أن الأمر مفروغ منه لأن أفسخ خطوبتي مع رجل أحبه, وأهرب مع غريب, أجنبي التقيته لتوي؟ تقول إنك تفرض علي الزواج. ولكنني لا اصدقك. وحتى لو صدقتك, فلن أتزوج رجلا مثلك أبدا!
-هذه إهانة, سنيوريتا!
-لقد تسببت بها, سنيور.
-هل هذه كلمتك النهائية؟ ستتحدين الوقائع و تتزوجين ذلك الرجل الذي لا تحبينه؟
-أنا أحبه. لا يبدو عليك أنك قادر على تقبل هذا الواقع.
-لا أتقبله, و أنت تعرفين بنفسك أنك لا تحبينه!
-أنوي الزواج منه.
-هب هذه كلمتك الأخيرة؟
وعندها هزت رأسها بالإيجاب, لم يتردد لحظة وتقدم نحوها و جذبها نحو صدرها في عناق وحشي. و قاومته لورين بقوة, وقبضتاها الصغيرتان تضربان صدره. و صرخت عندما أفلتها أـخيرا:
-أتركني! أوه.. أيها المخلوق المقرف! سأخبر روجر بهذا قطعا..
-أشك في هذا, فأنا عادة آخذ ما أريد, سنيوريتا!
و عندما أفلتها, وقف يراقبها تخرج منديلا لتفرك فمها بقوة. كان يبدو و كأنه طيف من الماضي, هذا الرجل من الأندلس تلك البلاد التي احتضن سكانها شيئا ما من كل أمة ناجحة غزتهم. وتذكرت لورين أن تلك البلاد غزاها الوثنيون ثم المسيحيون و الآخرون, و العديد من اللغات تداخلت في الأندلس و أن هناك العديد من الفروقات ما بين هؤلاء الناس في الجنوب و الإسبانيين العاديين في الأجزاء الأخرى من البلاد. وقال لها:
-تقولين إنك لا تعرفيني. و لكن الوقت لا معنى له عندما يتدخل القدر في حياتنا. وها قد التقينا, و إذا تجاهلت ما خططه القدر لك, فيجب أن تكوني مستعدة لتقبل النتائج, فهل أنت مستعدة؟
وشعرت بأن اللون قد غادر وجهها, و لكنها تماسكت بالقوة التي ساعدتها على اتخاذ قرارها.
-أنا مستعدة, سنيور.
-إذا فلتكن النتائج على رأسك.
و ألقى عليها تحية المساء بجفاء و غادرها إلى داخل الحديقة. استندت إلى شجرة, تراقب طيفه الطويل إلى أن توارى عن الأنظار.
-شكرا لله لقد ذهب!
وشقت طريقها عائدة إلى المنزل, و إلى خطيبها الذي كان ينتظرها على الشرفة.




جين اوستين333 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 07-05-11, 04:16 AM   #12

جين اوستين333
 
الصورة الرمزية جين اوستين333

? العضوٌ??? » 66163
?  التسِجيلٌ » Dec 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,009
?  نُقآطِيْ » جين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond repute
افتراضي

تم الفصل الثاني

ان شاء الله أراكم غدا بالفصل الثالث ^__^


جين اوستين333 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 08-05-11, 01:12 AM   #13

جين اوستين333
 
الصورة الرمزية جين اوستين333

? العضوٌ??? » 66163
?  التسِجيلٌ » Dec 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,009
?  نُقآطِيْ » جين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

و الآن مع الفصل الثالث


جين اوستين333 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 08-05-11, 01:13 AM   #14

جين اوستين333
 
الصورة الرمزية جين اوستين333

? العضوٌ??? » 66163
?  التسِجيلٌ » Dec 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,009
?  نُقآطِيْ » جين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثالث: الاختطاف


وصلت لورين كالعادة من عملها عند الخامسة و النصف بعد الظهر, و كان والدها يصل قبلها بربع ساعة, و شقيقتها بعدها بربع ساعة, و لخمس سنوات من الآن كان الثلاثة لوحدهم, فقد توفيت الوالدة بعد أيام قليلة من عيدها الخمسين. وبادرها والدها بالقول:
-لقد وضعت اللحم على المشواة, ولكن تبقى هناك الخضار.
-نعم, سأحضر الخضار.
كانت لورين منزعجة من تغير تصرف والدها نحوها, لأنهم كانوا حتى مؤخرا سعداء معا, عائلة متماسكة على الرغم من تفضيله لشقيقتها فيليس. و بعد ثلاثة أرباع الساعة قال الوالد:
-لقد تأخرت فيليس, ماذا حدث لها؟
-إنها الباصات, عندما كنت عائدة إلى البيت كانت مزدحمة و لكن عندما تغادر فيليس عملها تكون الحال أسوأ.
-ستغادرينا قريبا, لورين, مسكينة فيليس ستضطر إلى المضي في العمل حتى بعد أن تتزوج.
واستدارت لورين لتذهب إلى المطبخ لتلقي نظرة على الخضار التي كانت تغلي على الطباخ الكهربائي. و تمنت لو أن فيليس تحصل في يوم ما على حياة أسهل بطريقة ما كما هي الحال لها. و تمتمت لنفسها وهي تضع وعاء الطبخ على الصينية لتحملها إلى غرفة الطعام.
-أشعر بعقدة الذنب, ليس من سبب لأشعر هكذا, و لكنني أشعر به.
ستصبح ذات لقب, و ستختلط بأشخاص مثل زوجها و عائلته واصدقائه. فيليس و ادوين, من الناحية الثانية, سيكونان محظوظان إذا استطاعا دفع عربون منزل يماثل الذي تعيشان به الآن, لقد اشترى روجر منزلا جميلا يقع ضمن حديقة مساحتها سبعة عشر فدانا من الحقول و الأشجار, وتجري ساقية على طول حدود أرضه, ويمكن رؤية تلال ولش الجميلة من الجانبين. و دخل والدها إلى المطبخ, وقد بدا القلق على وجهه وقال:
-أين يمكن أن تكون فيليس ذهبت؟ لم تعتد التأخر هكذا!
و نظرت لورين إلى ساعتها ووافقت معه, وقالت إنها ستتصل بصديقة فيليس مريام أولدهام التي تسكن على بعد بضع دقائق سيرا منهما.
-ربما تكون قد ذهبت لزيارتها أثناء عودتها إلى المنزل.
-لا تزور أحدا أثناء عودتها, عادة. سيحضر أدوين إلى هنا بعد نصف ساعة وهي تعرف أنه لا يحب أن ينتظرها لتحضر نفسها, فهما ذاهبان إلى السينما.
-أعلم ذلك, ولكنني سأتصل بها على كل حال يا والدي, حتى أتأكد.
ولم تكن مريام قد شاهدت فيليس منذ الليلة الماضية وقالت:
-أراهن أنها عالقة في عجقة السير. فازدحام الباصات مريع في هذا الوقت من النهار.
وقال والدها وهو يذرع الغرفة, وعيناه تتطلعان إلى الساعة على الحائط تكرارا:
-كنت أعرف أنها ليست عند مريام, ربما حصل لها شيء!
-لم يمض ساعة على تأخرها...
ساعة. لقد تأخرت فعلا, ولم تعد لورين تتقبل فكرة أن ازدحام السير هو الذي يؤخرها. وحدق بها قائلا:
-ساعة! لقد حصل لها حادث ما , لورين! ألا ترين أنه قد حصل لها حادث!
و كأنما تأخير فيليس كان مسؤوليتها, و أصبح مشغول البال. و أصابها الرعب عندما رأته يضع يده على قلبه.
-هل بك شيء يا أبي؟
وعاودتها الذكرى, عن كيفية حدوث نوبة قلبية لأمها و كيف توفيت بعد ساعة من إدخالها إلى المستشفى.
-صحتي ليست على ما يرام. لم أكن كما يجب. منذ أسابيع.
-ولماذا لم تقل لنا؟ حبيبي, يجب أن ترى طبيبا. لن أذهب إلى عملي غدا و ...
-لا تهتمي بي الآن لورين. ماذا سنفعل بخصوص فيليس؟
-لا أعرف ما أقول. هل اتصل بالمستشفى؟
-أجل لورين افعلي هذا.
و بعد خمس دقائق قالت:
-لا شيء, لم تدخل أية شابة إلى المستشفى اليوم.
وعندما انتهت من الحديث, رن جرس الهاتف, وركضت من المطبخ إلى الردهة وهي تقول:
-سأرد عليه أنا, إنها بالتأكيد فيليس.
وكان المتصل روجر.
-لورين, أهذه أنت حبيبتي؟
-روجر, لم أكن أتوقع اتصالا منك. كم رائع أن أسمع صوتك....
-و أنا أشعر بالراحة لسماع صوتك, لقد اتصل مجنون بي للتو ليقول أنك مخطوفة و يجب أن أدفع عشرين ألف جنيه لإطلاقك.
وساد الصمت, فقد خفق قلب لورين بعدم الارتياح قبل أن ينهي خطيبها حديثه, و شعرت باللون وقد غادر وجهها وهي تقول:
-فيليس لم تعد إلى البيت.
ولم تعد قادرة على قول المزيد, لأنها شعرت بشيء رهيب يسد حنجرتها.
-لم تعد إلى البيت؟ هل تأخرت كثيرا؟
-كان يجب أن تكون هنا السادسة إلا ربع و الساعة الآن السابعة و الربع.
وبدا صوته مضطربا, و لكن دون إفراط وهو يقول:
-لا أعرف ما أقول, يا حبيبتي, كان يجب أن تحضر إلى البيت رأسا. لا تقلقي لورين...
-ولكن نظرا لما قلته للتو, روجر, يبدو أن هناك بعض الحقيقة فيما قاله ذلك الرجل لك. فأنا و فيليس نتشابه, ومن الممكن أن تكون قد اختطفت بدلا مني.
-لقد نشرت صورنا في الصحف كثيرا مؤخرا. و ربما اعتقد شخص ما أنه قادر على الحصول على عشرين ألف جنيه بسهولة.
ومنعها صوت أبيها وهو يصيح من إجابة خطيبها:
-لورين ماذا هناك؟
والتفتت إليه, وهي تبحث يائسة عن كلمات لا تسبب له الانفعال:
-إنه روجر.
-إنه لا يتصل في مثل هذا الوقت عادة.
وعاد روجر إلى الكلام و أعطته لورين انتباهها الكامل.
-يجب أن تتصلي بالبوليس فورا, لورين.
-نعم... نعم... سأفعل.
ودون أن تودعه أقفلت السماعة. هذا ليس صحيحا, قالت لنفسها تكرارا, و كانت تلاحظ دقات قلبها السريعة, وإن كل أعصابها تنهار. لا, لا يمكن أن يكون هذا صحيحا! هذاما يحدث للآخرين, و ليس لنا, وصرخ بها والدها:
-لورين لقد أصبحت بيضاء كالأموات, تكلمي يا فتاة, ماذا عرفت لتوك؟
والتفتت إليه, ولكن قبل أن تتكلم دق جرس الباب. فقالت (( أدوين)) وركضت تفتح الباب. واندفعت الكلمات منها, دون انتظام, مما جعل اللون يهرب من وجه أبيها الواقف قربها وهي تتكلم مع أدوين:
-لقد خطفوا فيليس...
ونظر إليها و أصبحت عيناه فجأة قاسيتان.
-بدلا منك... لقد اختطفوا فتاة أخرى خطأ!
و ابتلعت ريقها وهزت رأسها بالإيجاب.
-ولكن هل أنت متأكدة؟
ولكن لاستغرابها, لم يكن تعبير أدوين مضطربا كما توقعت أن يكون. وأضاف:
-على كل, لم تتأخر سوى لساعة و نصف, ربما تكون قد تأخرت في المكتب..
وقاطعه السيد واربي و عيناه لا تزالان مركزتان على وجه لورين الأبيض:
-المكتب يغلق عند الساعة الخامسة. ولو لم تظهري إلى العلن فجأة , لما حدث هذا!
وقطب أدوين جبينه واحتج على كلامه:
-هذه ليست طريقة مناسبة تتحدثها مع لورين, فهذه ليست غلطتها.
-بشكل غير مباشر نعم...
وقاطعتهما لورين.
-سأتصل بالبوليس, هذا أهم شيء الآن.
وقطب أدوين بشدة.
-البوليس... هل هذا من الحكمة, لورين؟ أنا خائف.... خائف جدا على سلامة فيليس. لا أظن أنه يجب الاتصال بالبوليس.
وحدق السيد واربي به وقال غاضبا:
-إذا ماذا نفعل؟ لورين اتصلي بالبوليس!
-أجل...
وصمتت وهي تحدق بذهول بقطعة من الورق مرمية على السجادة خلف أدوين الواقف وظهره إلى الباب بحيث أنه لم يرها.
-ر... رسالة.
والتفت أدوين و التقط الورقة. واختطفها السيد واربي من يده, الذي تغير وجهه إلى رمادي مريض بينما كان يقرأ عاليا ما كتب فيها.
(( إذا كان لحياة ابنتك أهمية لديك فابتعد عن البوليس. هي تصر أنها ليست لورين. و لكننا لا نصدقها. إنها خدعة لن تنجح. المطلوب دفع عشرين ألف جنيه لعودتها سالمة. وسوف يدفع خطيبها المبلغ)).
وتوقف السيد واربي وقال إن التعليمات لتسليم المبلغ مكتوبة في أسفل الرسالة. و أخذتها لورين منه ويداها ترتجفان, و أعادت قراءتها لنفسها, و هي تنظر إلى وجهه أبيها المرهق, ثم قالت لتهدئته و باقتناع تام.
-لا تقلق يا حبيبي, روجر سيدفع.
-هل أنت متأكدة؟
-طبعا, كان سيفعل هذا من أجلي, و أنا متأكدة أنه سيدفع من أجل فيليس, سأتصل بع فورا.
-واتصلت به, ولكن لدهشتها, نصحها روجر مرة أخرى أن تتصل بالبوليس.
-ولكن... روجر..
-لا تتأخري أكثر, سأتصل بك بعد نصف ساعة, لأعرف ما حدث.
-أنا...
وتوقفت, وتحدث روجر ثانية, و لكنها فشلت في سماع ما قاله, لقد كانت مستغرقة في أفكارها, وقد أصابتها خيبة أمل عميقة من رد فعله لما حدث. وسألها:
-هل لا تزالين معي؟
-نعم روجر, لا زلت معك.
وقطبت جبينها. لماذا ؟ وهي في هذه اللحظة الحرجة بالذات, قفز وجه الإسباني لذهنها فجأة؟ و عندما لم تسمع صوت روجر رددت:
-نعم ... لا زلت معك. أبي في حالة سيئة جدا روجر, و أنا ..أنا لا أعرف ماذا أفعل.
و أدرك روجر بوضوح ما تشعر بالضبط, لأنه أخفض لهجته برقة عندما عاد إلى التحدث.
-حبيبتي... اتصلي بالبوليس.. فورا. أم تفضلين أن أتصل أنا؟
-أدوين ينصح بأن لا نتصل بهم, و أبلغتك الآن عما تقوله رسالتهم أوه.. روجر أنت تعرف ماذا يحدث عندما يتصل الناس في مثل موقفنا بالبوليس. الضحية ...تقـ.. تقتل..
وتوقفت, و لأن أعصابها بلغت حد التوتر. لم تستطع أن تسيطر عليهم أكثر فانفجرت بالبكاء. وتابعت:
-أنا في حيرة من أمري روجر! أرجوك حبيبي تعال إلى هنا, سأشعر أنني أفضل لو كنت هنا, لأنني أعرف أنك ستفهمنا ماذا نفعل!
-يجب أن تتصلي بالبوليس, و دون تأخير يا لورين, مهما قالت الرسالة.
و التفتت ورأت وجه أبيها الرمادي, و الطريقة التي بدت فيها عيناه غائرتان. وفكرت بروجر و الحديث الذي تبادلاه. و فكرت بفيليس المصدومة المرعوبة, و الموجودة الآن في مكان ما. فجأة بدا عالمها الوردي و قد انهار, وفي أعماق نفسها اقتنعت أن حياتها لن تعود كما كانت, و أن لا شفاء حقيقي من الكارثة التي حلت عليها.
و قطع صوت أبيها حبل أفكارها, و أعطته اهتمامها فورا, وقد لاحظت أن ادوين واقف هناك ولا يبدو أنه يفعل شيئا بالمرة, و لا حتى يفكر بالطريقة الصحيحة التي يجب أن يتصرف بها.
-لورين, روجر لم يعرض دفع المبلغ, أليس كذلك؟
-لا يا أبي لم يفعل.
و تكلم ادوين وقد أصبح وجهه فجأة مشدودا:
-لم يفعل, إذا كيف سنسترد فيليس؟
شيء ما في لهجته جعل لورين تحدق به, وبينما هي تحدق مرت رعدة غريبة غير متوقعة في جسدها. فقد أدركت أن ما لفت نظرها في لهجته لم يكن شيئا (( تحتويه)) بل شيئا ((ناقصا)) فيها.
وبطريقة ما كان لدى لورين انطباع أنه لم يكن مضطرب تماما كما يجب أن يكون في مثل هذه الظروف.
وردد السيد واربي.
-أجل... كيف سنسترد فيليس؟
وهزت لورين رأسها دون أن تقول كلمة. فقد افترضت لو أن روجر كان سيدفع فدية لها, فقد يدفع أيضا فدية لاسترجاع فيليس من أجل راحة بالها. وعلمت الآن أن العرض الفوري للمال لم يكن متوقعا من خطيبها. فهو يطلب بعص الوقت, و يطلب أيضا أن يقتنع أن فيليس قد خطفت فعلا.
-قد تعود في اية لحظة.
قالت هذا كمن يفكر بصوت عال. ولكن ادوين ووالدها كانا يتحدثان معا, ويقولان أن هذا مجرد تفكير مليء بالتمني. وقال والدها:
-يجب أن نتقبل واقع أن فيليس قد خطفت بدلا عنك.
-لقد قالت لهم أو لا... ولكن في أية حال. لن يتركوها دون حصولهم على المال. وهذا واضح.
واستدار والدها بعيدا عنها. و رأته يضع يده مجددا على قلبه. ثم ترنح واستند إلى الحائط في الوقت الذي وصل إليه لورين و ادوين. و احضراه إلى المقعد و أسرعت لورين لتحضر الشراب المنعش له.
-يجب أن أحضر له طبيبا!
صرخت بهذا, بعد أن لاحظت لون عينيه و قد تغير.
-أوه... ادوين. هذا أفظع شيء ممكن أن يحدث.
وانسابت دموعها على وجهها بينما كانت تسرع إلى الردهة, لتتصل بالطبيب. وأتى الطبيب فورا, و أعلمها أن السيد واربي قد أصيب بنوبة قلبية.
-ولكنه لم يكن يشكو من قلبه.
وقاطعها الطبيب ليعلمها أن والدها كان يزوره طوال السنة الماضية و بأنه كان يتناول دواء بانتظام منذ زيارته الأولى.
-هكذا إذا...
و نظرت إلى ادوين تسترشد به. وقطب جبينه وهز رأسه. و قطبت هي أيضا, ولم تقرر حتى في هذه اللحظة الحرجة أن تثق بالطيب. و تركته يذهب, و لكن بعد أن أقفل الباب خلفه فورا استدارت إلى ادوين لتسأله عن السبب لعدم رغبته بإخبار الطبيب عن السر.
-كلما كان الأشخاص العارفون بالسر قلائل, كان ذلك أفضل. ولا يجب أن نثير غضب مثل هؤلاء الأشخاص, فهم عادة قساة.
-لا حاجة لإخباري. أوه.. ادوين ماذا يجب أن نفعل الآن؟
وتوجهت نحو غرفة الجلوس حيث يرقد والدها. كان لونه رمادي أكثر من قبل, وهو يجاهد ليتنفس. ولكن الطبيب أكد لها أنه سيكون على ما يرام بعد فترة قصيرة, ومع ذلك يجب أن تحضر نفسها لنوبة أخرى. فقد قال لها وهو يغادر المنزل:
-لو تلقى أي نوع من الصدمة ستكون القاضية.
وقالت بعد أن رأت والدها يسترد أنفاسه.
-سأذهب لرؤية... روجر... يجب أن يدفع .. سوف يدفع, أعرف أنني أستطيع اقناعه.
وخرجت لورين, واستقلت باصين بالتتابع قبل أن تصل إلى منزل خطيبها. ولم تتصل به لتبلغه بقدومها. ودقت جرس الباب, و فتح لها الخادم, و انحنى لها مشيرا بالدخول.
-أظن أن السيد روجر لا يتوقع قدومك؟
-لا, أخبره أنني هنا.
ودخلت إلى غرفة الاستقبال, غير مدركة أنها قد ارتكبت خرقا لقواعد التشريفات.
-الأمر ملح... ولكنه يعرف ذلك.
-سأخبره, فورا آنسة واربي.
ودخل روجر بعد أقل من ثلاث دقائق.
-لورين.. عزيزتي...
-روجر حبيبي.. سوف تدفع؟ أرجوك قل أنك ستدفع الفدية!
-حبيبتي.. لا يدفع الإنسان عشرين ألف جنيه هكذا. على كل فيليس ليست خطيبتي.. أنت....
-هل كنت ستدفع من أجلي؟
أرادت أن تعرف, و قال لها فورا (( نعم)) فلن يتردد لحظة ليدفع من أجلها.
-في هذه الحالة.. ليس هناك فرق حقيقي, هل هناك؟ لقد خطفوها و كانوا يقصدوني أنا.. لقد ارتكبوا غلطة...
-لورين, يا عزيزتي. إنه ليس نفس الشيء.
-انه نفس الشيء. لقد قصدوني أنا. أوه, روجر يجب أن تتظاهر بأنني أنا المخطوفة! قلت أنك ستدفع دون تردد, وأنا متأكدة دون تأخير...
-بالتأكيد دون تأخير, فلن أتركك تعيشين في رعب...
-فيليس تعيش في رعب!
-أوافق معك, و لكنها ليست خطيبتي.
ونظرت لورين إليه, غير قادرة على فهم المنطق فيما يقوله. فإذا كان راغبا في دفع عشرين ألف جنيه من أجلها, فلماذا لا يدفعه من أجل فيليس, شقيقتها التي لو ماتت في مثل هذه الظروف لوضع موتها اللعنه على حياتها إلى الأبد؟
ونظرت إلى وجهه متوسلة:
-لقد أصيب أبي بنوبة قلبية, أعلم أنكما غير متوافقان, ولهذا لم تحضر الليلة عندنا, ولكن يا روجر انه والدي و أنا أحبه, و لا اريده أن يموت.
وقطب روجر بشدة, وقبل أن يكون له وقت ليتكلم فتح الباب ووقفت والدة روجر هناك, وكان على وجهها نظرة متحيرة. وابتعد روجر و لورين عن بعضهما وسألها روجر إذا كان يستطيع إخبار والدته بما حصل. وقبل أن تجيبه قالت والدته:
-هناك شيء حصل, هذا واضح... ماذا حدث؟
وخطت إلى الداخل و أغلقت الباب وراءها.
-هل حدث شيء ما في البيت؟
وهزت لورين رأسها بالإيجاب و نظرت إلى روجر, وكأنها تطلب الإذن بالكلام. وحدث والدته بما حصل تماما. و كانت تعبيراتها تتغير لعدة مرات و لكنها لم تقاطعه. و تكلمت عندما أنهى كلامه:
-هل تتوقعين من روجر أن يدفع عشرين ألف جنيه؟ يا عزيزتي هل هذا معقول؟
ووقفت لورين تنظر إليهما, و هزت رأسها بذهول وهي غير قادرة على تركيز ذهنها, غير قادرة على القول بأنها كانت تطلب الكثير, أنهما لسبب معقول دهشا لأنها كانت تتوقع مثل هذا التنازل. أكثر ما استطاعت قوله ترديد ما قالته لروجر إلى حماتها العتيدة:
-لو كنت أنا, لدفع روجر, لقد قال أنه كان سيدفع.
ووافقت والدته على هذا.
-دون شك كان سيدفع. ولكن الواقع مختلف, فيليس ليست خطيبته!
-أنا لا أفهم, أن أعرف أن فيليس هي المخطوفة, و لكن من ناحية أخرى, كان من الممكن أن أكون أنا.
-مما استطعت فهمه, ليس لديك فكرة عما حدث؟
-لقد اختطفت عندما تركت عملها, كما أعتقد.
يجب ان تتصلي برب عملها, لتعرفي إذا كانت قد وصلت إلى عملها هذا الصباح.
-أجل أعتقد أنه يجب علي أن أتصل به. ولكن, لأن والدي أصيب بالنوبة القلبية, كل شيء ذهب من تفكيري. وعندما بدأ يشعر بتحسن قررت أن آتي إلى هنا... أردتك.. أن.. أن تواسيني.
-وأدوين .. أين هو؟
-في المنزل, منزلي, إنه مع أبي.
-ألم يفعل شيئا بخصوص فيليس؟
-لا يستطيع فعل شيء. ولا واحد منا يستطيع... إلا إذا كنا نملك المال.
وتطلعت إلى وجه روجر, و علمت دون شك أنه لن يدفع. فصرخت يائسة.
-ادفع... أتوسل إليك أن تدفع! يوما ما... بطريقة ما سأحاول أن أعيد لك المال..
وقاطعتها حماتها قائلة:
-لا تكوني سخيفة. كيف تستطيعين إعادة المال؟
و أحست لورين بكامل جسدها ينهار.
-أنت على حق... ما أستطيع أن أفعل؟ لا أستطيع أن أترك شقيقتي لـ ... لتقتل.
وحاولت إمساك دموعها و لكنها فشلت, وجذبها روجر إلى قربه و مسح رأسها, و أخرج منديلا ليمسح دموعها و تمتم:
-أعرف تماما بماذا تشعرين, يا حبيبتي, و لكن يجب أن تدركي أنني لا أستطيع التخلي عن عشرين ألف جنيه هكذا. فهو مبلغ كبير.
-ولكن لو كنت أنا, كنت دفعت, بإرادتك.
و تدخلت أمه قائلة:
-ليس بإرادته كاملة, فالإنسان لا يرمي هذا المبلغ بإرادته, يا عزيزتي.
ونظرت إليها لورين من مكانها بين ذراعي روجر. و للمرة الأولى أخذت تتفحصها بموضوعية, كامرأة و ليست كحماتها العتيدة. و رأت أمامها امرأة ارستقراطية, طويلة, جليلة النسب, سيدة في صفاتها, وقسماتها جميلة و نبيلة, وقد صففت شعرها بشكل جذاب, وثيابها ذات كمال. ورأت البذة الغالية الثمن التي ترتديها, والماسات التي تلمع في يديها و أذنيها, ونظرت في عينيها, العينان اللتان طالما ضحكتا للورين, ولكنهما الآن ترتديان قساوة لم تعرفها فيهما لورين من قبل, و ابتلعت ريقها وقد أحست للمرة الأولى أنها لا تتناسب معهم هنا, مع الناس الذين ولدوا و في فمهم ملاعق من فضة. وقالت:
-من الأفضل أن أعود إلى المنزل. ولا أعرف ماذا سنفعل.
-الرسالة.. هل احضرتها معك؟
-لا, لم أفعل, لقد أتيت هنا على عجل.
-هل قالوا كيف و أين سيدفع المال؟
-نعم.. ولكن الآن, يجب أن أقول لهم أن المال لن يدفع.
-عندها سيرسلون لك شقيقتك.
وتدخل روجر ليقول بلهجة مضطربة.
-ولكن يجب أن علينا أن نكون حذرين حتى لا يقوموا بمحاولة أخرى, و خطف لورين هذه المرة.
-أتمنى لو أنهم كانوا خطفوني من أول مرة!
ولم يصدر أي رد.. وفي هذا الصمت العميق شعرت لورين مرة أخرى أنها لا تنتمي إلى هنا. وتحركت لتحرر نفسها من ذراعي روجر, وحاولت أن تذهب, وقالت له:
-سأراك عندما أستطيع روجر, ومن الطبيعي أنني لن أخرج معك غدا للعشاء كما أتفقنا.
-لا تقلقي, حبيبتي, سأعتذر عنك للسير جون و زوجته. و سأتصل بك هذه الليلة لأعرف ماذا جد, من الممكن أن تكون عادت. فعندما يعرفون أنهم خطفوا فتاة بالغلط فقد يقرروا إنه من الأسلم لهم أن يطلقوا سراحها.
-إنه أمل..
وتحركت نحو الباب, بعد أن رمقت حماتها المستقبلية بنظرة متفحصة, وقالت على أمل أن يعرض عليها روجر توصيلها:
-أنا ذاهبة...
و هكذا فعل. و بعد نصف ساعة كان ينزلها على باب منزلها.
-ألن تدخل؟
وهز رأسه بالنفي.
-والدك لم يرحب بي عندما كان على ما يرام, إذا فلن يرحب بي الآن. سأتصل بك لاحقا.
وحياها تحية المساء, و استدارت فورا وركضت صاعدة السلالم و لم يكن باب المدخل مقفلا فدخلت بسرعة و ذهبت نحو غرفة الجلوس, حيث كان والدها ممددا على الأريكة.





جين اوستين333 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 08-05-11, 01:14 AM   #15

جين اوستين333
 
الصورة الرمزية جين اوستين333

? العضوٌ??? » 66163
?  التسِجيلٌ » Dec 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,009
?  نُقآطِيْ » جين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond repute
افتراضي

تم الفصل الثالث

وغدا ان شاء الله الفصل الرابع


جين اوستين333 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 10-05-11, 12:13 AM   #16

جين اوستين333
 
الصورة الرمزية جين اوستين333

? العضوٌ??? » 66163
?  التسِجيلٌ » Dec 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,009
?  نُقآطِيْ » جين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المعذرة لم يفتح الموقع بالأمس ... ان شاء الله اليوم سأنزل فصلين الرابع والخامس


جين اوستين333 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 10-05-11, 12:16 AM   #17

جين اوستين333
 
الصورة الرمزية جين اوستين333

? العضوٌ??? » 66163
?  التسِجيلٌ » Dec 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,009
?  نُقآطِيْ » جين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الرابع
4-خيبة أمل
قال لها والدها على الفور:
-حسنا؟ لا.. لقد رفض أن يدفع أليس كذلك؟
وابتلعت ريقها وهزت رأسها بالإيجاب.
-هذا ما كنت خائفة منه يا أبي.
-حتى ولو كنت أنت, فلن يدفع.. بسرعة على ما أعتقد!
مثل هذه المرارة لم تتوقعها أبدا من والدها. حتى هي نفسها شعرت في تلك اللحظة بطعم المرارة, لأنها لم تقدر على إيجاد عذر لتصرف خطيبها لعدم مبالاته بالمأساة التي حلت بزوجة المستقبل ووالدها. صحيح أنه لم يحب أبدا والدها, فعليها أن تعترف صادقة أن عدم الود بينهما لم يكن بسبب روجر, ولكن هذا ليس عذرا ولا بطريقة ما لرفض روجر المساعدة في هذه الحالة الرهيبة. وتكلم أبوها ثانية, وقفزت عند سماع أول كلمة.
-لقد دفعوا برسالة أخرى من تحت الباب. لقد اعترفوا أنهم خطفوا الفتاة بالغلط, ولكنهم يصرون على الدفع. الدفع يا لورين أو....
وتوقف, للحظة مرعبة ظنت أن النوبة ستعاوده, وانهار صوته و لم تعد لورين بحاجة لتعرف الباقي,, كان وجهها قد تحول إلى البياض حتى شفتيها, عندما استدارت لتنظر إلى وجه ادوين. كان يقف قرب النافذة و يتطلع بالظلام, واستدار إليها وفي عينيه نظرة توقع, ولكنها ماتت فورا بعد ان لاحظ التعبيرات التي على وجهها. و حدقت به. فقال:
-ماذا نستطيع أن نفعل؟
واستدارت لورين لوالدها.
-هذه الرسالة ... أين هي؟
-مع ادوين.
واستدارت نحو ادوين مرة أخرى.
-أحب أن أراها.
-إنها هناك على الطاولة.
والتقطتها, ورأت أنها تحتوي على كل ما قاله والدها, لقد كانت مكتوبة بأحرف كبيرة مطبوعة على ورق رخيص. ولسبب ما رفعتها إلى أنفها ولكن لم يكن عالقا بها أية رائحة. وكان ادوين يراقبها عن كثب. ولاحظت ذلك و شعرت بشيء ما يمر خلال عمودها الفقري.
-هل القيت عبر صندوق الرسائل؟
-بالطبع, هل هناك مكان آخر؟
-آسفة. إنهم جريئون أليس كذلك؟
قالت هذا وهي تدرك أن هناك شيء محير حول القصة كلها؟
-من المخاطرة أن يأتوا إلى المنزل بهذا الشكل, و خاصة في هذا الوقت بالذات و كلنا متيقظون.
ولم يتكلم أي من الرجلين. فأضافت:
-ألم تسمعا شيئا...؟.
-من الواضح أننا لم نسمع شيئا, هل كنت تتوقعين أن يقرعوا الجرس؟
-أظن بأننا ليس أمامنا بديل سوى الاتصال بالبوليس.
وصرخ ادوين بقوة:
-لا! لقد قالوا إنهم سيقتلونها؟...
فقالت وقد لاحظت أن تعبيرات والدها قد تغيرت فجأة.
-اصمت... فأنا سأتولى المسألة يا ادوين, و أنا أنوي أن أجلب البوليس فورا.
قاطعها والدها.
-لن تفعلي هذا!
وكان العرق ينضح من جبهته. والتقطت لورين أنفاسها, وقد أرعبتها إمكانية أن يؤذي نفسه بارتفاع تأثره و غضبه.
-أنا المسؤول هنا! ولن أتركك تستدعين البوليس, هل تفهمين؟
-ولكن يا أبي, لا نستطيع أن نجلس هكذا ولا نفعل شيئا.
وكانت الساعة جاوزت الحادية عشر ولم تكن قادرة على إبعاد تفكيرها عن تصور شقيقتها جالسة في مكان ما في سجن صغير, وكل دقيقة تمر كالعمر. و همست لنفسها (( لا أستطيع تحمل هذا. يجب أن أفعل شيئا)).
-قلت إن روجر سيدفع!
-لقد نصحنا بالاتصال بالبوليس!
ولم تتابع كلامها. فذكر البوليس كان مؤذيا لحالة والدها بوضوح. وحدقت بادوين.
-حسنا؟ هل لديك اقتراحات؟
-فقط أن نجد المال يا لورين. يجب إيجاده!
و بدا عليه الضيق, و لكن لورين شعرت بأن عدم الراحة بدت لا علاقة لها أبدا بالوضع.
-أين يمكن إيجاد المال؟
وهز رأسه.
-إذا لم يتحرك روجر.. أعني إذا لم يرغب روجر أن يساعد...
و هز كتفيه بيأس و استدار نحو النافذة, يحدق إلى الظلام في الخارج, ويداه غارقتان في جيب سترته. و قالت لورين بعد صمت طويل:
-أبي , أتظن أنك قادر على الصعود إلى فراشك؟
-الفراش؟ هل تعنين أنك تنوين الذهاب إلى الفراش, و كأن شيئا لم يحدث؟
-لا يا حبيبي... و لكن يجب أن ترتاح.. لا.. لا تقاطعني أرجوك حتى أنهي ما أقوله. أعرف أنك لن تستطيع النوم, أكثر مني, و لكن ستكون مرتاحا أكثر في الفراش. سنساعدك أنا و ادوين على الصعود.
و اقتنع أخيرا, و ساعداه على الصعود, وبعد أن أعطته حليبا ساخنا, نزلت مع أدوين ليجلسا في غرفة الجلوس لما بعد منتصف الليل.
-أتمنى لو أنك لم تقابلي هذا الرجل ! لقد كنا سعداء حتى أصبحت مخطوبة له.
و قطبت و قالت:
-أودين.. هل هناك شيء لا أعرفه؟
-تعرفين كل شيء يا لورين.
-لا ازال أظن أننا يجب أن نتصل بالبوليس. فلو كان أمامنا فرصة للحصول على المال لاختلف الأمر, ولكن كما هو الأمر الآن.. لا إن الأمر فيه مخاطرة. أليس كذلك؟ والدي محق بقراره لعدم الإتصال بالبوليس.
-كنت أتمنى أن يدفع روجر, مع أنني شعرت منذ البداية أنه لن يدفع... منذ البداية... لن يدفع...
و عضت على شفتيها بإنزعاج, محاولة صرف فكرة بأن هناك بعض الغموض هنا. لأن إعادة النظر بالوضع يشير إلى ذلك. شخص ما بكل بساطة يحاول الحصول على بعض المال دون تعب, فخطف الفتاة التي ظن أنها لورين. و لكنه حصل على توامها. ولكنه لا يزال يطالب بالفدية معتقدا أن شقيقتها ستؤثر على خطيبها ليدفع. كل شيء تم ببساطة و لكن فجأة و دون سب بالمرة, تصاعد أمام عيناها صورة الوجه اللاتيني لذلك الإسباني. و سألت نفسها, لماذا يتطفل هكذا عليها في وقت كهذا؟
بعد ليلة من عدم النوم وصلت أعصاب لورين إلى حافة الانهيار. لقد لازمت أبيها في غرفته, حتى الثانية و النصف صباحا. و كل ما فعله هو ترديد قوله بأن فيليس هي في هذا الوضع الآن لأن لورين خطبت لرجل ثري. و بعد الثانية و النصف كان يغط بالنوم, و تركت الغرفة بصمت, و نزلت لتصنع لنفسها فنجان شاي. و تمددت على الأريكة دون أن تستطيع النوم.
رن جرس الهاتف عند السابعة و النصف صباحا؛ و هرعت نحو الردهة لترد و سمعت صوتا متكتما يقول:
-لا تنسي.. المال عند الساعة العاشرة هذا الصباح, في غابة (( فيدلر)) عند شجرة السنديان قرب البحيرة الجافة.
-انتظر .. أنا.. نحن لم نستطع الحصول على المال ...
و اوشكت على البكاء, فقد انقطع الخط. و أنى صوت والدها من غرفته وهو يصرخ:
-لورين!..
ووضعت السماعة وصعدت إلى غرفته.
-تركتيهم يقطعون الخط؟ لماذا لم تحاولي استبقاءهم...
-لقد أقفلوا الخط يا أبي, لم يكن لدي فرصة لأقول شيئا.
-وهل ستذهبين إلى المكان المحدد؟
-سأذهب يا عزيزي لقد قلت هذا عدة مرات, سأذهب و أترك لهم رسالة.
-سيغضبون كثيرا. و سوف يلحقون الأذى فورا يابنتي الحبيبة!
-لا تنظر إلى الناحية المظلمة, إلى أن نرى ما نتيجة الرسالة, فقد يفرجون عنها.
-لن يفعلوا!
و صعدت يده إلى قلبه, وبدا أن تنفسه قد انقطع فجأة وهزها الذعر و انحنت فوقه.
-هل تأخذ حبة دواء يا حبي؟
-لم يحن وقت الدواء بعد ولكنني مشرف على النهاية يا لورين. لا أهتم إذا مت, فلو ماتت فيليس لن يكون عندي أحد أعيش من أجله. فلن ترغبين بي عندما تتزوجين و تصبحين سيدة ثرية ذات قلب.
-هذا هراء و أنت تعلم هذا.
-روجر لم يأت إلى هنا حتى في هذه الظروف. إذا فمن غير المحتمل أن يأتي فيما بعد, عندما تتزوجان, و إذا لم يأت فلن تأتي أنت أيضا.
-بل سيأتي يا أبي, و تستطيع زيارتي متى شئت.
-لست مرحبا بي في ذلك المنزل.
و أسرعت لورين لإحضار الدواء و كأس ماء وقال بعد أن ابتلع الدواء:
-لم أستطع حضور حفلة خطوبتك.
-كان بمقدورك أن تأتي. فقد كنت مذعورا يا أبي.
و أغمض عيناه, وارتعدت لمنظر دمعتين انحدرتا من تحت رموشه وانحنت لتقلبه وقالت بنعومة:
-لو كنت أعلم ماذا سيحدث, لما أصبحت خطيبة لورجر.
و أثر به هذا الكلام بطريقة أدهشتها. و قال وهو ينظر إلى وجهها:
-أمامك حياتك لتعيشيها لورين, ولا يجب على أحد أن ينقم عليك لسعادتك.
و بدا عليه مرة أخرى شعور بالذب, و انحنت لتقبله.
-حاول أن تستريح يا عزيزي, لا تستطيع فعل شيء حتى أوصل تلك الرسالة. و نرى عندها ما سيحدث.
-ستكتبينها بحذر أليس كذلك؟
-سأكون متذللة جدا, سأتوسل إليهم أن يرسلوا لنا فيليس سالمة.
وصلت إلى المكان المحدد عند العاشرة إلا ربع, ووقفت هناك دقائق طويلة من الصمت تتطلع من حولها. كانت الغابة موحشة. كانت تلعب هناك مع فيليس عندما كانتا طفلتين و كانت السنديانة قرب البحيرة الجافة شجرتهما المفضلة ليتسلقاها, ومن سخرية الأقدار أن المكان هذا هو المختار لوضع المال, في ثقب عادة يكون عشا للعصافير في الربيع. ولم تسمع لورين صوتا سوى حفيف الأوراق, وصوت عصفورين على غصن في شجرة السنديان. ووضعت الرسالة في الثقب, و ابتعدت متسائلة عما إذا كانت هناك عيون تراقبها.
و انتظرت باقي ذلك اليوم وهي قلقة لتسمع رنين الهاتف. واتصل روجر مرتين, ولكنها في المرة الثانية طلبت منه أن لا يتصل وستتصل هي به. قد يضعون رسالة أخرى في صندوق البريد, و لكنهم على ألارجح سيخافون الإقتراب من المنزل. و ذكرته أثناء حديثهما أن يعتذر لأصدقائه لعدم حضورها إلى الحفلة, فقال لها:
-سأجد عذرا مناسبا.. اتذكرين ذلك الوسيم دون رامون الذي كان في حفلة خطوبتنا؟
ودون أن يترك لها فرصة للجواب تابع ليقول أنه مدعو أيضا لحفلة العشاء الليلة مع بول.
-دون رامون ذاهب إلى الحفلة...؟ لقد توقعت أن يكون قد عاد إلى إسبانيا.
-أوه لا, من أعطاك هذه الفكرة؟ إنه سيمكث هنا شهرا, إنه يمضي جزءا من وقته مع بول و زوجته و الجزء الثاني في فندق سافوي في لندن. إنه هنا ليعقد صفقة عمل كبيرة.
كان من المفترض أن تراه أيضا لولا هذه المأساة.
-إذا ستراه هذه الليلة.
-هذا صحيح, و سأبلغه تحياتك.
-لن تقول شيئا عما حدث يا روجر؟
-تعلمين أنني لن أفعل يا عزيزتي. على كل الأحوال فيما لو لم أستطع الاتصال أقول لك, تصبحين على خير.
و تنهدت لورين. . أفكارها كانت مع الإسباني, في وقت يجب أن تكون مع روجر. و علقت السماعة و فكرها مرتبك من تصرفاته, فقد بدا أنه أصبح بعيدا عنها, ولكن من الأفضل أن تعزو ذلك إلى شعوره بالذنب, فهو قادر على تقديم مال الفدية, وهو يعلم تماما أن لورين تعرف ذلك.
وقالت لنفسها:
-لست أدري, فربما كنت غير منطقية إذ توقعت منه دفع المال لإطلاق سراح فيليس. كم أتمنى لو أنني أستطيع أن انظر إلى الموقف من وجهة نظره.
ودق جرس الهاتف بعد الساعة التاسعة مساء, و سمعت نفس الصوت المتكتم, وكان صوت رجل, و قال:
-رسالتك وصلت. و لكن المال يجب أن يدفع. لقد أعطيناك مهلة أربعة و عشرين ساعة أخرى. فيليس لا تزال سليمة في الوقت الحاضر, و لكن إنقاذ حياتها هو بين يديك...
وتوقف الصوت, و ضغطت لورين السماعة على أذنها و ركزت سمعها كما لو تفعل من قبل في حياتها. و بدأ شخص ما بالهمس حتى قبل أن يتوقف الصوت المتكتم و سمعته لورين يقول خمسة عشر وقال الصوت:
-سنقبل خمسة عشر ألفا. و لكن هذا أقل مبلغ نقبل به.
فقالت له لورين وهي تتكلم بسرعة مضيفة بعض اليأس إلى لهجتها:
-ولكن هذا مستحيل, أرجوك لا تقفل الخط...
وتوقفت وقد لاحظت الصوت الهامس مرة أخرى. هل هو صوت امرأة؟ و بطريقة ما لم تتصور أن امرأة قد تكون متورطة في جريمة كهذه.
-خمسة عشر ألفا, آخر كلمة لدينا. شقيقتك في خطر مميت!
وانقطع الخط, ووقفت لورين وهي تحمل السماعة, وقد ضاقت عيناها, وحاجباها مقطبان وقالت لنفسها:
-ذلك الصوت... متستر... متنكر ذلك واضح.. أتخيل أن امرأة لها يد في هذا الأمر.
ووصل ادوين بعد برهة, و سأل عما استجد. و لدهشة لورين لاحظت أنه غير قادر على ملاقاة نظرتها إليه, و قال غاضبا:
-أين سنجد خمسة عشر ألفا بحق السماء. يا إلهي كم أتمنى لو أنني استطيع فعل شيء. ما هذه الورطة الملعونة!
و توصلت لورين إلى حل.
-سأذهب إلى أحد الممولين, لست أهتم في أن أرهن حياتي لأحصل على المال!
-إلى مقرض مال؟
قال والدها هذا ثم هز رأسه بالموافقة, على الرغم من الاحتقار الذي برز في عينيه, و تابع:
-أجل اذهبي, اول شيء تفعلينه في الصباح.
وصرخ ادوين باضطراب:
-لا... لا تستطيعين فعل هذا يا لورين! لا تستطيعين رهن حياتك هكذا, على كل الأحوال ماذا سيقول روجر حول هذا الأمر؟
-لن أقول له.
وأصبح وجهها مبيضا ومرهقا, ولكن في عينيها الجميلتين تمثل العزم و التصميم.
-سأحصل على حصة من المال عندما أتزوج, سأدفعها كلها من أصل الدين.
و خرج ادوين من الغرفة, و لاحقته نظرات لورين فقال لها:
-سأصنع كوبا من الشاي, أم تفضلين القهوة؟
-الشاي أفضل.
و في الصباح التالي, اتصلت برئيسها لتقول له إنها لا تزال مريضة, ثم خرجت لزيارة الممول شاهدت دعاية له في صحيفة محلية. وكانت النتيجة سلبية, وما عرفته أن أي ممول سيطلب نوعا من الضمانة. سندات المنزل ولكنها أخبرته أن المنزل ليس ملكا لهم. مجوهرات؟ ولم تهتم حتى بالرد عليه. ولم تشعر أبدا في كل حياتها يمثل هذا الإذلال.
عند عودتها كان والدها نائما, وبينما ارتاحت لعدم اضطرارها لأن تقول له أن ليس هناك إمكانية لاقتراض المال, فمن ناحية أخرى كانت تفضل أن تبلغه و ينتهي الأمر.
و دق جرس الهاتف عند الظهر, والتقطت لورين السماعة, ثم أعطت رقم الهاتف و اسمها. و جاءتها اللكنة الناعمة الصوت و كأنما يأتي من بعيد.
-سنيوريتا.....
هل هي تحلم؟ و شعرت بقلبها يخفق بجنون.
-لورين... أريد أن أراك. هل تتعشين معي هذا المساء؟
وخرجت منها كلمة قصيرة و كأنها تخرج بكل عنفها.
-لا! لا يا سنيور! اذهب عني!
-لم تكوني مع خطيبك مساء الأمس. سنيوريتا. هل افترقتما؟
-بالتأكيد لا...
و قطع كلامها صوت أبيها المنخفض.
-لورين, من المتكلم؟
ولاحظت لونه الممتقع, فوضعت السماعة, و هي تشعر أنها يجب أن تكون مستعدة لإلتقاطه قبل أن يقع. ولم تلاحظ أنها أخطأت الهاتف و انزلقت السماعة على الطاولة.
-إنه رقم غلط, يا عزيزي.
-هذا الصباح, ذلك المقرض للمال؟ هل نجحت في الحصول على المال لإطلاق سراح ابنتي؟
-لا يا أبي. لا يقرضون المال دون ضمان.
-إذا قضي الأمر! فتاتي... ابنتي المحبوبة... قتلت!
وصرخت وهي تمسك به وهو يترنح.
-لا! سنجد طريقة ما, أبي. يا حبيبي أنت مريض جدا!
-سأموت.
-تعالى, سأضعك على الأريكة...
-سيقتلون حبيبتي فيليس!
وبدأ بالصراخ, و خافت أن يضر بنفسه, و طلبت منه مرة أخرى بلهجة لطيفة ومقتنعة أن يدعها تأخذه إلى غرفة الجلوس حيث يستطيع الإستلقاء على الأريكة.
-كل هذا من أجل خمسة عشر ألف جنيه. لقد ذهبت حياة طفلتي.. بكل بساطة لأننا لا نستطيع إيجاد خمسة عشر ألف جنيه لأجل الفدية ! يجب أن يكون هناك شخص يرغب في إقراضنا!
-يجب أن نلجأ إلى البوليس يا حبيبي...
وصرخ و ذراعه تطير في الهواء.
-لا.. لن تفعلي هذا.. لا ..لا!
و بدأ يترنح, و اصطدم بالطاولة ووقع الهاتف على الأرض و تحطم. و ارتعدت و امسكته بقوة, و سحبته إلى الأمام, و أخيرا هدأ قليلا واستطاعت أن تضعه على الأريكة. ثم عادت إلى الردهة و التقطت الهاتف و اتصلب بالطبيب, ورد عليها مساعده و أبلغها أن الطبيب قد خرج في جولته المعتادة على المرضى. فأعطته اسمها و عنوانها و طلبت منه أن يزور والدها في أسرع وقت ممكن.
و أعدت لوالدها شرابا ساخنا, ثم صعدت لتجلب له وسادة ومرت في طريقها بغرفة شقيقتها, وتوقفت. كم تبدو الفرغة فارغة و قاتمة! فليس.. لو حدث لها شيء, تعرف لورين أنها لن تتغلب على المحنة أبدا. و أنها لو لم يخطبها روجر لما حدث لشقيقتها شيء... لا ... لا يجب أن تموت! من الممكن فعل شيء ما! و عادت بالوسادة إلى أبيها و قالت:
-سيحضر الطبيب قريبا.
ولكنه هز رأسه بيأس وقال:
-لا أريده يا لورين, أريد فقط أن أموت!
ودق جرس الباب.
-إنه هنا.. مع أنني لا أعرف كيف استطاع الحضور بهذه السرعة!
ودق جرس الباب مرة أخرى, وركضت نحو الباب لتفتحه.
-أنت!
وتراجعت خطوة إلى الخلف بشكل آلي, مبتعدة عن الرجل الطويل الذي يقف على السلم.
-سنيوريتا...
و تطلع إلى خلفها نحو عتمة الردهة الصغيرة و قال:
-ألن تدعيني إلى الدخول؟
-نعم... لا...! أذهب عني!
و لكنه دخل مستفيدا من الفراغ الذي احدثته أثناء تراجعها إلى الوراء.
-إنك في ورطة رهيبة, سنيوريتا.
-وكيف عرفت بهذا؟
-لدي طرقي لاكتشاف الأشياء. والدك ليس على ما يرام كما اعتقد؟
وقطبت لورين في وجهه باستغراب:
-كيف عرفت؟
-يجب أن تقولي لي عن متاعبك سنيوريتا.
ودون انتظار دعوتها للدخول, ذهب من الردهة إلى غرفة الجلوس, وعندما شاهد والدها قال محنيا رأسه بالتحية:
-سنيور أنا هنا لأقدم لكم المساعدة في محنتكم.
و تطلع السيد واربي بابنته بسرعة قائلا:
-المساعدة ؟ من هذا الرجل؟
وابلغته لورين أنه صديق لبول التقته ليلة حفلة خطوبتها فسألها والدها:
-ولكن كيف علم بمشاكلنا؟
ولم تستطع لورين إلا أن تعترف بأنها لا تعرف. وقال الدون بلهجة غير مبالية قدر ما استطاع:
-اعتقد, انكم بحاجة إلى خمسة عشر ألف جنيه؟
و اصبحت عينا لورين كعيني الساحرة.
-لقد تحدثت مع... مع...
و لكنها صمتت, مقتنعة أن روجر لن يحل بالوعد الذي قطعه بأن يبقى الأمر سرا.
-لم أتحدث مع أي شخص كان. هل استطيع الجلوس سنيوريتا؟
ودون أن تتفوه بكلمة, هزت رأسها بالإيجاب. لقد كانت في شبه غيبوبة... و لكن عبرها شعاع من الضوء جعلها ترغب في الغناء بفرح. و قالت عندما استطاعت في النهاية أن تسترجع صوتها:
-أنا لا أفهم ... أنت... لقد قلت أنك هنا لتقديم المساعدة؟
-صحيح.. اعتقد أن شقيقتك مخطوفة؟ أخبريني سنيوريتا كيف حدث هذا؟
-سأقول لك بالطبع, ولكن قبل كل شيء, سنيور, يجب أن تقول لي كيف لك أن تعرف كل هذا؟
ومد يده باتجاه الردهة وقال:
-لقد فشلت في وضع السماعة في مكانها, إنه قصر نظر قد يؤدي يا عزيزتي غي بعض الأحيان إلى الخطر.
-هل سمعت؟ أجل, لقد فهمت الآن سنيور.
و أراد والدها أن يعلم ما في الأمر و كان صوته عاليا وهو يقول:
-ما الأمر؟ فسروا لي هذا, واحد منكما, في الحال!
ونظر الدون إليه و عبس.
-كل ما تحتاج لمعرفته سنيور أنه لا لزوم لك لتقلق حول ابنتك, فيليس. سيكون مبلغ الفدية الخمسة عشر ألف جنيه متوفرا.
واستدار نحو لورين.
-والآن سنيوريتا, سنتحدث أنت وأنا على انفراد.
ولكن والدها اعترض, قائلا إن بحث أي شيء يعنيه يجب أن يكون في حضوره. وأمام هذه الخطبة السيئة الطبع الصغيرة وقف دون رامون على قدميه بخيلاء, ونفض بقعة خيالية عن سترته النظيفة واستدار إلى لورين وقال بنعومة, ولكن بنبرة كان يقصد إيصالها إلى والدها:
-لقد غيرت رأيي, سنيوريتا, إذا لم نتكلم على انفراد فلن نتكلم أبدا. أتمنى لك يوما طيبا, سنيور, و آمل ان تكتسب المال اللازم لإطلاق سراح ابنتك. سنيوريتا, يسرني أن ترافقيني في طريقي إلى الخارج!



جين اوستين333 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 10-05-11, 12:17 AM   #18

جين اوستين333
 
الصورة الرمزية جين اوستين333

? العضوٌ??? » 66163
?  التسِجيلٌ » Dec 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,009
?  نُقآطِيْ » جين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الرابع
4-خيبة أمل
قال لها والدها على الفور:
-حسنا؟ لا.. لقد رفض أن يدفع أليس كذلك؟
وابتلعت ريقها وهزت رأسها بالإيجاب.
-هذا ما كنت خائفة منه يا أبي.
-حتى ولو كنت أنت, فلن يدفع.. بسرعة على ما أعتقد!
مثل هذه المرارة لم تتوقعها أبدا من والدها. حتى هي نفسها شعرت في تلك اللحظة بطعم المرارة, لأنها لم تقدر على إيجاد عذر لتصرف خطيبها لعدم مبالاته بالمأساة التي حلت بزوجة المستقبل ووالدها. صحيح أنه لم يحب أبدا والدها, فعليها أن تعترف صادقة أن عدم الود بينهما لم يكن بسبب روجر, ولكن هذا ليس عذرا ولا بطريقة ما لرفض روجر المساعدة في هذه الحالة الرهيبة. وتكلم أبوها ثانية, وقفزت عند سماع أول كلمة.
-لقد دفعوا برسالة أخرى من تحت الباب. لقد اعترفوا أنهم خطفوا الفتاة بالغلط, ولكنهم يصرون على الدفع. الدفع يا لورين أو....
وتوقف, للحظة مرعبة ظنت أن النوبة ستعاوده, وانهار صوته و لم تعد لورين بحاجة لتعرف الباقي,, كان وجهها قد تحول إلى البياض حتى شفتيها, عندما استدارت لتنظر إلى وجه ادوين. كان يقف قرب النافذة و يتطلع بالظلام, واستدار إليها وفي عينيه نظرة توقع, ولكنها ماتت فورا بعد ان لاحظ التعبيرات التي على وجهها. و حدقت به. فقال:
-ماذا نستطيع أن نفعل؟
واستدارت لورين لوالدها.
-هذه الرسالة ... أين هي؟
-مع ادوين.
واستدارت نحو ادوين مرة أخرى.
-أحب أن أراها.
-إنها هناك على الطاولة.
والتقطتها, ورأت أنها تحتوي على كل ما قاله والدها, لقد كانت مكتوبة بأحرف كبيرة مطبوعة على ورق رخيص. ولسبب ما رفعتها إلى أنفها ولكن لم يكن عالقا بها أية رائحة. وكان ادوين يراقبها عن كثب. ولاحظت ذلك و شعرت بشيء ما يمر خلال عمودها الفقري.
-هل القيت عبر صندوق الرسائل؟
-بالطبع, هل هناك مكان آخر؟
-آسفة. إنهم جريئون أليس كذلك؟
قالت هذا وهي تدرك أن هناك شيء محير حول القصة كلها؟
-من المخاطرة أن يأتوا إلى المنزل بهذا الشكل, و خاصة في هذا الوقت بالذات و كلنا متيقظون.
ولم يتكلم أي من الرجلين. فأضافت:
-ألم تسمعا شيئا...؟.
-من الواضح أننا لم نسمع شيئا, هل كنت تتوقعين أن يقرعوا الجرس؟
-أظن بأننا ليس أمامنا بديل سوى الاتصال بالبوليس.
وصرخ ادوين بقوة:
-لا! لقد قالوا إنهم سيقتلونها؟...
فقالت وقد لاحظت أن تعبيرات والدها قد تغيرت فجأة.
-اصمت... فأنا سأتولى المسألة يا ادوين, و أنا أنوي أن أجلب البوليس فورا.
قاطعها والدها.
-لن تفعلي هذا!
وكان العرق ينضح من جبهته. والتقطت لورين أنفاسها, وقد أرعبتها إمكانية أن يؤذي نفسه بارتفاع تأثره و غضبه.
-أنا المسؤول هنا! ولن أتركك تستدعين البوليس, هل تفهمين؟
-ولكن يا أبي, لا نستطيع أن نجلس هكذا ولا نفعل شيئا.
وكانت الساعة جاوزت الحادية عشر ولم تكن قادرة على إبعاد تفكيرها عن تصور شقيقتها جالسة في مكان ما في سجن صغير, وكل دقيقة تمر كالعمر. و همست لنفسها (( لا أستطيع تحمل هذا. يجب أن أفعل شيئا)).
-قلت إن روجر سيدفع!
-لقد نصحنا بالاتصال بالبوليس!
ولم تتابع كلامها. فذكر البوليس كان مؤذيا لحالة والدها بوضوح. وحدقت بادوين.
-حسنا؟ هل لديك اقتراحات؟
-فقط أن نجد المال يا لورين. يجب إيجاده!
و بدا عليه الضيق, و لكن لورين شعرت بأن عدم الراحة بدت لا علاقة لها أبدا بالوضع.
-أين يمكن إيجاد المال؟
وهز رأسه.
-إذا لم يتحرك روجر.. أعني إذا لم يرغب روجر أن يساعد...
و هز كتفيه بيأس و استدار نحو النافذة, يحدق إلى الظلام في الخارج, ويداه غارقتان في جيب سترته. و قالت لورين بعد صمت طويل:
-أبي , أتظن أنك قادر على الصعود إلى فراشك؟
-الفراش؟ هل تعنين أنك تنوين الذهاب إلى الفراش, و كأن شيئا لم يحدث؟
-لا يا حبيبي... و لكن يجب أن ترتاح.. لا.. لا تقاطعني أرجوك حتى أنهي ما أقوله. أعرف أنك لن تستطيع النوم, أكثر مني, و لكن ستكون مرتاحا أكثر في الفراش. سنساعدك أنا و ادوين على الصعود.
و اقتنع أخيرا, و ساعداه على الصعود, وبعد أن أعطته حليبا ساخنا, نزلت مع أدوين ليجلسا في غرفة الجلوس لما بعد منتصف الليل.
-أتمنى لو أنك لم تقابلي هذا الرجل ! لقد كنا سعداء حتى أصبحت مخطوبة له.
و قطبت و قالت:
-أودين.. هل هناك شيء لا أعرفه؟
-تعرفين كل شيء يا لورين.
-لا ازال أظن أننا يجب أن نتصل بالبوليس. فلو كان أمامنا فرصة للحصول على المال لاختلف الأمر, ولكن كما هو الأمر الآن.. لا إن الأمر فيه مخاطرة. أليس كذلك؟ والدي محق بقراره لعدم الإتصال بالبوليس.
-كنت أتمنى أن يدفع روجر, مع أنني شعرت منذ البداية أنه لن يدفع... منذ البداية... لن يدفع...
و عضت على شفتيها بإنزعاج, محاولة صرف فكرة بأن هناك بعض الغموض هنا. لأن إعادة النظر بالوضع يشير إلى ذلك. شخص ما بكل بساطة يحاول الحصول على بعض المال دون تعب, فخطف الفتاة التي ظن أنها لورين. و لكنه حصل على توامها. ولكنه لا يزال يطالب بالفدية معتقدا أن شقيقتها ستؤثر على خطيبها ليدفع. كل شيء تم ببساطة و لكن فجأة و دون سب بالمرة, تصاعد أمام عيناها صورة الوجه اللاتيني لذلك الإسباني. و سألت نفسها, لماذا يتطفل هكذا عليها في وقت كهذا؟
بعد ليلة من عدم النوم وصلت أعصاب لورين إلى حافة الانهيار. لقد لازمت أبيها في غرفته, حتى الثانية و النصف صباحا. و كل ما فعله هو ترديد قوله بأن فيليس هي في هذا الوضع الآن لأن لورين خطبت لرجل ثري. و بعد الثانية و النصف كان يغط بالنوم, و تركت الغرفة بصمت, و نزلت لتصنع لنفسها فنجان شاي. و تمددت على الأريكة دون أن تستطيع النوم.
رن جرس الهاتف عند السابعة و النصف صباحا؛ و هرعت نحو الردهة لترد و سمعت صوتا متكتما يقول:
-لا تنسي.. المال عند الساعة العاشرة هذا الصباح, في غابة (( فيدلر)) عند شجرة السنديان قرب البحيرة الجافة.
-انتظر .. أنا.. نحن لم نستطع الحصول على المال ...
و اوشكت على البكاء, فقد انقطع الخط. و أنى صوت والدها من غرفته وهو يصرخ:
-لورين!..
ووضعت السماعة وصعدت إلى غرفته.
-تركتيهم يقطعون الخط؟ لماذا لم تحاولي استبقاءهم...
-لقد أقفلوا الخط يا أبي, لم يكن لدي فرصة لأقول شيئا.
-وهل ستذهبين إلى المكان المحدد؟
-سأذهب يا عزيزي لقد قلت هذا عدة مرات, سأذهب و أترك لهم رسالة.
-سيغضبون كثيرا. و سوف يلحقون الأذى فورا يابنتي الحبيبة!
-لا تنظر إلى الناحية المظلمة, إلى أن نرى ما نتيجة الرسالة, فقد يفرجون عنها.
-لن يفعلوا!
و صعدت يده إلى قلبه, وبدا أن تنفسه قد انقطع فجأة وهزها الذعر و انحنت فوقه.
-هل تأخذ حبة دواء يا حبي؟
-لم يحن وقت الدواء بعد ولكنني مشرف على النهاية يا لورين. لا أهتم إذا مت, فلو ماتت فيليس لن يكون عندي أحد أعيش من أجله. فلن ترغبين بي عندما تتزوجين و تصبحين سيدة ثرية ذات قلب.
-هذا هراء و أنت تعلم هذا.
-روجر لم يأت إلى هنا حتى في هذه الظروف. إذا فمن غير المحتمل أن يأتي فيما بعد, عندما تتزوجان, و إذا لم يأت فلن تأتي أنت أيضا.
-بل سيأتي يا أبي, و تستطيع زيارتي متى شئت.
-لست مرحبا بي في ذلك المنزل.
و أسرعت لورين لإحضار الدواء و كأس ماء وقال بعد أن ابتلع الدواء:
-لم أستطع حضور حفلة خطوبتك.
-كان بمقدورك أن تأتي. فقد كنت مذعورا يا أبي.
و أغمض عيناه, وارتعدت لمنظر دمعتين انحدرتا من تحت رموشه وانحنت لتقلبه وقالت بنعومة:
-لو كنت أعلم ماذا سيحدث, لما أصبحت خطيبة لورجر.
و أثر به هذا الكلام بطريقة أدهشتها. و قال وهو ينظر إلى وجهها:
-أمامك حياتك لتعيشيها لورين, ولا يجب على أحد أن ينقم عليك لسعادتك.
و بدا عليه مرة أخرى شعور بالذب, و انحنت لتقبله.
-حاول أن تستريح يا عزيزي, لا تستطيع فعل شيء حتى أوصل تلك الرسالة. و نرى عندها ما سيحدث.
-ستكتبينها بحذر أليس كذلك؟
-سأكون متذللة جدا, سأتوسل إليهم أن يرسلوا لنا فيليس سالمة.
وصلت إلى المكان المحدد عند العاشرة إلا ربع, ووقفت هناك دقائق طويلة من الصمت تتطلع من حولها. كانت الغابة موحشة. كانت تلعب هناك مع فيليس عندما كانتا طفلتين و كانت السنديانة قرب البحيرة الجافة شجرتهما المفضلة ليتسلقاها, ومن سخرية الأقدار أن المكان هذا هو المختار لوضع المال, في ثقب عادة يكون عشا للعصافير في الربيع. ولم تسمع لورين صوتا سوى حفيف الأوراق, وصوت عصفورين على غصن في شجرة السنديان. ووضعت الرسالة في الثقب, و ابتعدت متسائلة عما إذا كانت هناك عيون تراقبها.
و انتظرت باقي ذلك اليوم وهي قلقة لتسمع رنين الهاتف. واتصل روجر مرتين, ولكنها في المرة الثانية طلبت منه أن لا يتصل وستتصل هي به. قد يضعون رسالة أخرى في صندوق البريد, و لكنهم على ألارجح سيخافون الإقتراب من المنزل. و ذكرته أثناء حديثهما أن يعتذر لأصدقائه لعدم حضورها إلى الحفلة, فقال لها:
-سأجد عذرا مناسبا.. اتذكرين ذلك الوسيم دون رامون الذي كان في حفلة خطوبتنا؟
ودون أن يترك لها فرصة للجواب تابع ليقول أنه مدعو أيضا لحفلة العشاء الليلة مع بول.
-دون رامون ذاهب إلى الحفلة...؟ لقد توقعت أن يكون قد عاد إلى إسبانيا.
-أوه لا, من أعطاك هذه الفكرة؟ إنه سيمكث هنا شهرا, إنه يمضي جزءا من وقته مع بول و زوجته و الجزء الثاني في فندق سافوي في لندن. إنه هنا ليعقد صفقة عمل كبيرة.
كان من المفترض أن تراه أيضا لولا هذه المأساة.
-إذا ستراه هذه الليلة.
-هذا صحيح, و سأبلغه تحياتك.
-لن تقول شيئا عما حدث يا روجر؟
-تعلمين أنني لن أفعل يا عزيزتي. على كل الأحوال فيما لو لم أستطع الاتصال أقول لك, تصبحين على خير.
و تنهدت لورين. . أفكارها كانت مع الإسباني, في وقت يجب أن تكون مع روجر. و علقت السماعة و فكرها مرتبك من تصرفاته, فقد بدا أنه أصبح بعيدا عنها, ولكن من الأفضل أن تعزو ذلك إلى شعوره بالذنب, فهو قادر على تقديم مال الفدية, وهو يعلم تماما أن لورين تعرف ذلك.
وقالت لنفسها:
-لست أدري, فربما كنت غير منطقية إذ توقعت منه دفع المال لإطلاق سراح فيليس. كم أتمنى لو أنني أستطيع أن انظر إلى الموقف من وجهة نظره.
ودق جرس الهاتف بعد الساعة التاسعة مساء, و سمعت نفس الصوت المتكتم, وكان صوت رجل, و قال:
-رسالتك وصلت. و لكن المال يجب أن يدفع. لقد أعطيناك مهلة أربعة و عشرين ساعة أخرى. فيليس لا تزال سليمة في الوقت الحاضر, و لكن إنقاذ حياتها هو بين يديك...
وتوقف الصوت, و ضغطت لورين السماعة على أذنها و ركزت سمعها كما لو تفعل من قبل في حياتها. و بدأ شخص ما بالهمس حتى قبل أن يتوقف الصوت المتكتم و سمعته لورين يقول خمسة عشر وقال الصوت:
-سنقبل خمسة عشر ألفا. و لكن هذا أقل مبلغ نقبل به.
فقالت له لورين وهي تتكلم بسرعة مضيفة بعض اليأس إلى لهجتها:
-ولكن هذا مستحيل, أرجوك لا تقفل الخط...
وتوقفت وقد لاحظت الصوت الهامس مرة أخرى. هل هو صوت امرأة؟ و بطريقة ما لم تتصور أن امرأة قد تكون متورطة في جريمة كهذه.
-خمسة عشر ألفا, آخر كلمة لدينا. شقيقتك في خطر مميت!
وانقطع الخط, ووقفت لورين وهي تحمل السماعة, وقد ضاقت عيناها, وحاجباها مقطبان وقالت لنفسها:
-ذلك الصوت... متستر... متنكر ذلك واضح.. أتخيل أن امرأة لها يد في هذا الأمر.
ووصل ادوين بعد برهة, و سأل عما استجد. و لدهشة لورين لاحظت أنه غير قادر على ملاقاة نظرتها إليه, و قال غاضبا:
-أين سنجد خمسة عشر ألفا بحق السماء. يا إلهي كم أتمنى لو أنني استطيع فعل شيء. ما هذه الورطة الملعونة!
و توصلت لورين إلى حل.
-سأذهب إلى أحد الممولين, لست أهتم في أن أرهن حياتي لأحصل على المال!
-إلى مقرض مال؟
قال والدها هذا ثم هز رأسه بالموافقة, على الرغم من الاحتقار الذي برز في عينيه, و تابع:
-أجل اذهبي, اول شيء تفعلينه في الصباح.
وصرخ ادوين باضطراب:
-لا... لا تستطيعين فعل هذا يا لورين! لا تستطيعين رهن حياتك هكذا, على كل الأحوال ماذا سيقول روجر حول هذا الأمر؟
-لن أقول له.
وأصبح وجهها مبيضا ومرهقا, ولكن في عينيها الجميلتين تمثل العزم و التصميم.
-سأحصل على حصة من المال عندما أتزوج, سأدفعها كلها من أصل الدين.
و خرج ادوين من الغرفة, و لاحقته نظرات لورين فقال لها:
-سأصنع كوبا من الشاي, أم تفضلين القهوة؟
-الشاي أفضل.
و في الصباح التالي, اتصلت برئيسها لتقول له إنها لا تزال مريضة, ثم خرجت لزيارة الممول شاهدت دعاية له في صحيفة محلية. وكانت النتيجة سلبية, وما عرفته أن أي ممول سيطلب نوعا من الضمانة. سندات المنزل ولكنها أخبرته أن المنزل ليس ملكا لهم. مجوهرات؟ ولم تهتم حتى بالرد عليه. ولم تشعر أبدا في كل حياتها يمثل هذا الإذلال.
عند عودتها كان والدها نائما, وبينما ارتاحت لعدم اضطرارها لأن تقول له أن ليس هناك إمكانية لاقتراض المال, فمن ناحية أخرى كانت تفضل أن تبلغه و ينتهي الأمر.
و دق جرس الهاتف عند الظهر, والتقطت لورين السماعة, ثم أعطت رقم الهاتف و اسمها. و جاءتها اللكنة الناعمة الصوت و كأنما يأتي من بعيد.
-سنيوريتا.....
هل هي تحلم؟ و شعرت بقلبها يخفق بجنون.
-لورين... أريد أن أراك. هل تتعشين معي هذا المساء؟
وخرجت منها كلمة قصيرة و كأنها تخرج بكل عنفها.
-لا! لا يا سنيور! اذهب عني!
-لم تكوني مع خطيبك مساء الأمس. سنيوريتا. هل افترقتما؟
-بالتأكيد لا...
و قطع كلامها صوت أبيها المنخفض.
-لورين, من المتكلم؟
ولاحظت لونه الممتقع, فوضعت السماعة, و هي تشعر أنها يجب أن تكون مستعدة لإلتقاطه قبل أن يقع. ولم تلاحظ أنها أخطأت الهاتف و انزلقت السماعة على الطاولة.
-إنه رقم غلط, يا عزيزي.
-هذا الصباح, ذلك المقرض للمال؟ هل نجحت في الحصول على المال لإطلاق سراح ابنتي؟
-لا يا أبي. لا يقرضون المال دون ضمان.
-إذا قضي الأمر! فتاتي... ابنتي المحبوبة... قتلت!
وصرخت وهي تمسك به وهو يترنح.
-لا! سنجد طريقة ما, أبي. يا حبيبي أنت مريض جدا!
-سأموت.
-تعالى, سأضعك على الأريكة...
-سيقتلون حبيبتي فيليس!
وبدأ بالصراخ, و خافت أن يضر بنفسه, و طلبت منه مرة أخرى بلهجة لطيفة ومقتنعة أن يدعها تأخذه إلى غرفة الجلوس حيث يستطيع الإستلقاء على الأريكة.
-كل هذا من أجل خمسة عشر ألف جنيه. لقد ذهبت حياة طفلتي.. بكل بساطة لأننا لا نستطيع إيجاد خمسة عشر ألف جنيه لأجل الفدية ! يجب أن يكون هناك شخص يرغب في إقراضنا!
-يجب أن نلجأ إلى البوليس يا حبيبي...
وصرخ و ذراعه تطير في الهواء.
-لا.. لن تفعلي هذا.. لا ..لا!
و بدأ يترنح, و اصطدم بالطاولة ووقع الهاتف على الأرض و تحطم. و ارتعدت و امسكته بقوة, و سحبته إلى الأمام, و أخيرا هدأ قليلا واستطاعت أن تضعه على الأريكة. ثم عادت إلى الردهة و التقطت الهاتف و اتصلب بالطبيب, ورد عليها مساعده و أبلغها أن الطبيب قد خرج في جولته المعتادة على المرضى. فأعطته اسمها و عنوانها و طلبت منه أن يزور والدها في أسرع وقت ممكن.
و أعدت لوالدها شرابا ساخنا, ثم صعدت لتجلب له وسادة ومرت في طريقها بغرفة شقيقتها, وتوقفت. كم تبدو الفرغة فارغة و قاتمة! فليس.. لو حدث لها شيء, تعرف لورين أنها لن تتغلب على المحنة أبدا. و أنها لو لم يخطبها روجر لما حدث لشقيقتها شيء... لا ... لا يجب أن تموت! من الممكن فعل شيء ما! و عادت بالوسادة إلى أبيها و قالت:
-سيحضر الطبيب قريبا.
ولكنه هز رأسه بيأس وقال:
-لا أريده يا لورين, أريد فقط أن أموت!
ودق جرس الباب.
-إنه هنا.. مع أنني لا أعرف كيف استطاع الحضور بهذه السرعة!
ودق جرس الباب مرة أخرى, وركضت نحو الباب لتفتحه.
-أنت!
وتراجعت خطوة إلى الخلف بشكل آلي, مبتعدة عن الرجل الطويل الذي يقف على السلم.
-سنيوريتا...
و تطلع إلى خلفها نحو عتمة الردهة الصغيرة و قال:
-ألن تدعيني إلى الدخول؟
-نعم... لا...! أذهب عني!
و لكنه دخل مستفيدا من الفراغ الذي احدثته أثناء تراجعها إلى الوراء.
-إنك في ورطة رهيبة, سنيوريتا.
-وكيف عرفت بهذا؟
-لدي طرقي لاكتشاف الأشياء. والدك ليس على ما يرام كما اعتقد؟
وقطبت لورين في وجهه باستغراب:
-كيف عرفت؟
-يجب أن تقولي لي عن متاعبك سنيوريتا.
ودون انتظار دعوتها للدخول, ذهب من الردهة إلى غرفة الجلوس, وعندما شاهد والدها قال محنيا رأسه بالتحية:
-سنيور أنا هنا لأقدم لكم المساعدة في محنتكم.
و تطلع السيد واربي بابنته بسرعة قائلا:
-المساعدة ؟ من هذا الرجل؟
وابلغته لورين أنه صديق لبول التقته ليلة حفلة خطوبتها فسألها والدها:
-ولكن كيف علم بمشاكلنا؟
ولم تستطع لورين إلا أن تعترف بأنها لا تعرف. وقال الدون بلهجة غير مبالية قدر ما استطاع:
-اعتقد, انكم بحاجة إلى خمسة عشر ألف جنيه؟
و اصبحت عينا لورين كعيني الساحرة.
-لقد تحدثت مع... مع...
و لكنها صمتت, مقتنعة أن روجر لن يحل بالوعد الذي قطعه بأن يبقى الأمر سرا.
-لم أتحدث مع أي شخص كان. هل استطيع الجلوس سنيوريتا؟
ودون أن تتفوه بكلمة, هزت رأسها بالإيجاب. لقد كانت في شبه غيبوبة... و لكن عبرها شعاع من الضوء جعلها ترغب في الغناء بفرح. و قالت عندما استطاعت في النهاية أن تسترجع صوتها:
-أنا لا أفهم ... أنت... لقد قلت أنك هنا لتقديم المساعدة؟
-صحيح.. اعتقد أن شقيقتك مخطوفة؟ أخبريني سنيوريتا كيف حدث هذا؟
-سأقول لك بالطبع, ولكن قبل كل شيء, سنيور, يجب أن تقول لي كيف لك أن تعرف كل هذا؟
ومد يده باتجاه الردهة وقال:
-لقد فشلت في وضع السماعة في مكانها, إنه قصر نظر قد يؤدي يا عزيزتي غي بعض الأحيان إلى الخطر.
-هل سمعت؟ أجل, لقد فهمت الآن سنيور.
و أراد والدها أن يعلم ما في الأمر و كان صوته عاليا وهو يقول:
-ما الأمر؟ فسروا لي هذا, واحد منكما, في الحال!
ونظر الدون إليه و عبس.
-كل ما تحتاج لمعرفته سنيور أنه لا لزوم لك لتقلق حول ابنتك, فيليس. سيكون مبلغ الفدية الخمسة عشر ألف جنيه متوفرا.
واستدار نحو لورين.
-والآن سنيوريتا, سنتحدث أنت وأنا على انفراد.
ولكن والدها اعترض, قائلا إن بحث أي شيء يعنيه يجب أن يكون في حضوره. وأمام هذه الخطبة السيئة الطبع الصغيرة وقف دون رامون على قدميه بخيلاء, ونفض بقعة خيالية عن سترته النظيفة واستدار إلى لورين وقال بنعومة, ولكن بنبرة كان يقصد إيصالها إلى والدها:
-لقد غيرت رأيي, سنيوريتا, إذا لم نتكلم على انفراد فلن نتكلم أبدا. أتمنى لك يوما طيبا, سنيور, و آمل ان تكتسب المال اللازم لإطلاق سراح ابنتك. سنيوريتا, يسرني أن ترافقيني في طريقي إلى الخارج!



جين اوستين333 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 10-05-11, 12:21 AM   #19

جين اوستين333
 
الصورة الرمزية جين اوستين333

? العضوٌ??? » 66163
?  التسِجيلٌ » Dec 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,009
?  نُقآطِيْ » جين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الخامس
5-عرض من السماء


-لا... انتظر!
وحاول السيد واربي أن يرفع نفسه عن الأريكة, و لكنه سرعان ما وقع على الوسادة.
-لا أعرف من أنت, ولكن عرضك كحبل يرمى إلى غريق. خذ لورين إلى الغرفة الأخرى و تحدث معها ما تشاء...
وتوقف و جاهد ليتنفس.
-أعطني قرص دواء أولا يا لورين. ثم اتركيني!
و أطاعت لورين والدها, وتفكيرها مخدر تقريبا, و جلبت له الدواء وكأسا من الماء, ثم قالت:
-نستطيع التحدث في غرفة الطعام, إنها.. إنها ليست مرتبة تماما.
و أزاحت ابتسامته بعضا من ارتباكها. و سارت امامه, نحو غرفة الطعام.
-أرجوك أن تجلس, سنيور.
-شكرا لك, والآن أريدك أن تخبريني بكل شيء.
-سنيور, لست أرى سببا لتحملك كل هذه المشاكل؟
-لم تكوني موجودة مع خطيبك في حفلة الأمس, وسألتك عما إذا كنت و خطيبك قد انتهيتما...
-لم ينته شيء, لذا أرجوك أن لا تأخذ فكرة خاطئة.
-أخبريني عن شقيقتك.
و قال لها هذا بلهجة آمرة, و دون أي اعتراض أعادت له ما حدث. و بعد ما أنهت حديثها, مرت فترة صمت, وبدا على وجهه أن يراجع أمرا في ذهنه له أهميته, و بعد قليل ظهر الهدوء عليه و قال:
-ألم تطلبي المال من خطيبك؟
-بلى... إنما المبلغ كان عشرين ألفا في البداية وهذا مبلغ كبير لأطلبه منه.
-مبلغ كبير؟ أعتقد أنه لن يفقد مثل هذا الملبلغ.
-إنه مبلغ كبير فعلا.
-وهل هو كثير كثير على سعادتك وراحة بالك سنيوريتا؟
واصبح صوته مرتجفا, و عيناه تلمعان, ونظر إلى البعيد و كأنه قد شاهد شيئا أثار غضبه.
-لا أريد أن أتناقش معك حول خطيبي سنيور. واضح أن عندك الشيء الكثير لتقوله لي, لذا أرجوك أن تقول..
ورفعت عينيها الجميلتين وتطلعت إليه. وحدق بهما, في العمق الأزرق الدخاني, ورأت أن تعبيراته قد تغيرت. فماذا يريد منها مقابل ما ينوي تقديمه؟
-لقد عرفت الآن لماذا لم تكوني مع خطيبك الليلة الماضية, لقد كان عندي أمل بأنكما تشاجرتما و فسختما الخطوبة.
-سنتزوج كما هو مقرر, سنيور.
-هل أنت متأكدة؟
ولم تجب على سؤاله وكلنها سألته عما كان يعنيه عندما قال إن مال الفدية متوفر. و أضافت:
-هناك شروط؟
وكان هذا بمثابة تأكيد أكثر منه بسؤال.و أحنى الدون رأسه ورد عليها دون تردد بأن تخمينها في محله: فهناك شروط!
-تريدني أن أتزوجك؟
-وأحست بالجفاف يتصاعد إلى حلقها, وفكرت بفيليس, وارتعدت متسائلة عما إذا كان سيطلق سراحها أبدا... وعما إذا كانت سترى والدها و شقيقتها ثانية. من الملح أن المال يجب ان يسلم دون تاخير. وقال دون رامون:
-أريدك أن تتزوجيني.
-ومقابل ذلك, تعطيني المال؟
-هذ ما انويه, سنيوريتا.
فقالت و اليأس يغمرها.
-لا أستطيع ان احبك... لأنني احب روجر.
وصمت أمام قولها فترة:
-قد تهتمين بي قليلا, يوما ما.
ولكن لورين هزت رأسها مؤكدة, فاستطرد الدون دون أن تتمكن من الرد.
-لقد قلك لك أنك لا تحبين هذا الرجل.
-سأتزوجك.
قالت هذا بكل هدوء و بساطة. بعد ذلك وبسبب قلة النوم, مجتمعة مع الضغط الهائل على أعصابها في اليومين الماضيين, والدمار التام الذي أصابها من جراء إضرارها لفسخ خطوبتها مع الرجل الذي تحبه, دفنت وجهها بين يديها وانفجرت بنوبة مفاجئة من النحيب.
-إنها ليست بداية تبشر بالخير. لن يكون الأمر سيئا كما تتصورين يا لورين فأنا لست ((غول)). على الرغم من أنك ربما تنظرين إلي الآن هكذا.
-لا, أنا لا... أنت لطيف سنيور... لطيف جدا, لتقديمك المال اللازم لإطلاق شقيقتي.
وتحول صوتها, الذي كان يرتجف من البكاء بين حين و آخر, إلى الصمت عندما شاهدت التقطيبة المفاجئة التي استقرت جبهته, وشده على شفته السفلى بين أسنانه, وسألته بقلق:
-هل هناك ما يزعجك؟ هل ندمت على عرضك؟
-بالطبع لا...
وأخذ يدها ليوقفها على قدميها, وقربها منه, و أخرج منديلا من إحدى جيوبه ليجفف دموعها.
-لا تبكي يا صغيرتي, فلا شيء في الدنيا يستأهل بكائك.
صوته الناعم, الجذاب بلكنته, أعاد لها الطمأنينة, واستطاعت أن تضع ظل ابتسامة على شفتيها, ولكن التنهيدات كانت لا تزال تهزها, ومضى بعض الوقت قبل أن تعود إلى هدوئها.
-المال... إنه مطلوب عند العاشرة غدا.
-سيكون حاضرا.
-لا أدري كيف أشكرك.
ولكنها كانت خائفة, خائفة جدا, بسبب ذكرى تسلطه عليها وسيطرته السهلة القادرة على تحطيم إرادتها, و تساءلت عن سبب انجذابها إليه, فهو لم يذكر الحب, فلماذا هو مصمم على الزواج منها؟ هل يهتم بها؟ و إذا كان كذلك, فإن هذا الحب كان سريع النمو لأن يستمر طويلا. ولكن ماذا يهم؟
وهمست لنفسها (( روجر , لماذا يا حبيبي لم تقدم أنت المال بنفسك؟)) و سألها رامون:
-بماذا تفكرين؟ روجر.
-نعم. فمن المستحيل أن أتخلى عنه دون وخز ضمير, سنيور.
-انسيه, لو أنه كان يحبك حقيقة, لدفع الفدية.
-لا أسمح لك بالتحدث عنه باستخفاف هكذا.
-لن نذكره بعد الآن.
-ولكن يجب ان أراه... أنت تفهم هذا؟
واصبحت لهجتها قلقة, و ادركت أنها قد أصبحت خاضعة منذ الآن لهذا الرجل الذي ستصبح زوجة له عما قريب.
-بالطبع يا لورين, يجب أن تذهبي إليه و أن تكوني صادقة معه.
-إذا غير رأيه حول المال, سأبقى معه عندئذ.
وعلمت وهي تتكلم أنها لن تطلب المال مرة أخرى من روجر أبدا. فرد عليها بإقتناع ثابت:
-لن يغير رأيه.
-هل تحدثت معه الليلة الماضية؟
-قليلا.
-واكتسبت أنت.. نوعا من الانطباع؟
-لقد سبق و قلت لك يا لورين أنا اجيد قراءة شخصية الناس.
-اجل.. أذكر هذا. لقد قلت أشياء رهيبة عن شقيقتي, أرجو أن تكون الآن آسفا لرؤية أنها في محنة صعبة. آه.. كم اتمنى لو اننا نستطيع إطلاقها فورا, في هذه اللحظة. لا أستطيع تحمل التفكير بها وهي جالسة في غرفة ضيقة, تنتظر بخوف أن ترى ماذا سيحدث لها.
ولدهشتها رفع الدون يده ليكتم تثاؤبا. لقد كان من دون قلب, وهزت كتفيها دون اكتراث. فيليس لا تعني له شيئا, وهذا ما أدركته. وهكذا تقبلت واقع أنه لا يظهر أي اهتمام بما قد تكون تعانيه. فيليس بالنسبة له ليست سوى وسيلة تمكنه من تحقيق رغباته. وسألته:
-متى تريد أن نتزوج؟
-فورا.
-أتعني...؟
-بموجب الترخيص الخاص, يجب أن أعود إلى إسبانيا عند نهاية الأسبوع.
-و المال؟ متى ستعطيني إياه؟
-سأذهب انت و أنا لندفعه.
-لنفترض أنهم أخذوا المبلغ ولم ... لم.
وانهارت, غير قادرة على إكمال ما كانت ستقوله, لقد كانت تفكر بإمكانية أن يأخذ الخاطفون المال, ولا يطلقوا سراح فيليس. و بما أن المال قد أصبح الآن متوفرا, فقد عاودتها الفكرة بقوة, وامتلأت عيناها فجأة بالدموع. ولكن الدون كان يهز رأسه بثقة, كانت تثبت أن شيئا لن يحدث. و قال بنعومة:
-فيليس ستعود, لست بحاجة لأن تخافي, يا عزيزتي.
وكان على حق, ففي الصباح التالي, ذهبت معه إلى الشجرة و أودعا المبلغ, وخلال بضع ساعات, دخلت فيليس إلى منزلها, دون ان يبدوا عليها أي سوء من التجربة التي مرت بها. وأجابت على تساؤلات والدها:
-لم يكن الأمر سيئا بالمرة, فقد عاملوني جيدا.
و سألتها لورين, وقد تذكرت بأنها شعرت بأن شيئا ما لم يكن ملائما حول هذا الوضع.
-ألم تكوني خائفة؟ يجب ان تكوني بالطبع؟
-كنت خائفة. ولكنهم كانوا متعقلين بحيث شعرت أنهم لن يأذوني أبدا. لقد كان قصدهم أنت, طبعا تعرفين ذلك. أشكري روجر لأنه دفع المبلغ, ألن تفعلي؟ هل كان غاضبا؟ ماذا حدث بالضبط؟ أعلم أنه لم يدفع من البداية, عندما أرادوا مبلغ العشرين ألف.
ولسبب ما لم تقدر لورين أن ترد عليها. وتوجهت نحو الباب وقالت:
-تحدثي مع أبي, سيقول لك ماذا حدث.
وتجاهلت النظرة المتسائلة التي انتشرت على وجه شقيقتها واستدارت و غادرت الغرفة. وبعد أقل من عشر دقائق كانت فيليس تقف على باب غرفة نوم لورين, وواجهت الأختان بعضهما بصمت لفترة طويلة قبل أن تتكلم فيليس.
-لماذا تركتينا؟
-هناك سبب. لم استطع شرحه, ولا أستطيع شرحه الآن.
-لقد تغيرت يا لورين.
-أنا تغيرت؟ أنت التي تغيرت يا فيليس.
-بأية طريقة؟
-لا أستطيع فهم الطريقة التي عدت بها.
-الطريقة التي عدت بها؟
-و كأنما لم يحدث شيء فظيع.
-ماذا كنت تتوقعين؟
-لا أعرف بالضبط يا فيليس, ماذا حدث بالضبط عندما أطلقوا سراحك؟
-لقد أنزلوني عند نهاية الشارع هنا, و أتيت إلى المنزل, وبما أن الباب كان مفتوحا دخلت. هل توقعت منى أن أقرع الباب و أنتظر لتسمحوا لي بالدخول؟
-لقد تغيرت. فأنت لم تظهري أية مشاعر عندما دخلت من الباب....
-آه... فهمت! إذا أردت مني أن ألقي بنفسي بين ذراعيك و أبكي لاجتماع شملنا, هل هذا صحيح؟
وبدت السخرية في كلماتها, ولكن لورين أجابتها, ووجهها الجميل مرهق وشاحب, وأفكراها مليئة بالكارثة التي حلت عليها و أجبرتها على ترك الرجل الذي أحبته و ألزمتها بحياة تقرب من البؤس مع غريب أصبحت الآن موعودة له.
-لا أظن أنني توقعت أي شيء درامي كهذا يا فيليس. ولكني توقعت أن تظهري بعض المشاعر. فقد عانينا انا ووالدك الكثير, كما تعلمين. لقد تخيلتك متكورة على نفسك في غرفة صغيرة مظلمة, ترتجفين من البرد و الخوف, خائفة مما سيحدث لك إذا لم ندفع الفدية... أظن أن الوقت الآن غير مناسب لهذه الذكرى, ولكن, كما قلت لك, توقعت أن أرى بعض المشاعر.
-ربما توقعت مني أن أرمي نفسي عليك و أتمتم بالشكر و عرفان الجميل...
-لا, ليس هذا, أنت تعلمين أن عرفان الجميل آخر شيء أريده منك.
-أتمنى هذا, لأنني أرى انها غلطتك على كل الأحوال, يبدو أنك نسيت ان هذا لم يكن ليحدث بالمرة لو لم تخطبي لروجر.
-فيليس, لم أستطع نسيان الأمر, فوالدي دفعني بالتأكيد لأن لا أنسى.
-أظن أنك تشعرين أنك شهيدة في هذه اللحظات؟
-لقد اتخذت القرار الوحيد الممكن يا فيليس, و اعتقد أنك كنت ستفعلين الشيء نفسه لأجلي.
-طبعا كنت سأفعل. ولكنك الآن ستتزوجين مليونيرا؟.
-أعتقد أنه مليونير نعم.
-لقد كان في حفلة خطوبتك, لقد كان معي ورقص معي ثلاث مرات.
-ما دخل هذا بذاك؟
-تعالي إلى المرآة يا لورين.
-ولم؟
-تعالي إلى المرآة.
و أطاعتها لورين, ونظرت الفتاتان إلى نفسيهما في المرآة المثبتة إلى الجدار. و سألتها لورين.
-حسنا؟
-ماذا تملكين, و لا أملكه أنا؟
واتسعت عينا لورين بالدهشة. وعاودتها لمحات من الذكرى لتأكيدات ذلك الأسباني أن شقيقتها تغار منها.
-أنا لا أفهم؟
-بل تفهمين, مرتين امتلكت فيهما رجلا ثريا, بينما أنا, التي أملك كل الصفات الجسدية التي تملكين, لا ينظر إلي أحد, أقول لك مرة أخرى أن دون رامون كان معي, ولو كان يبحث عن زوجة, فلماذا اختارك أنت, المخطوبة لشخص آخر؟ ماذا جعله لا ينظر إلي؟ فأنا جذابة مثلك تماما!
-بالنسبة لي, كان من الممكن أن تحصلي على دون رامون. يبدوا أنك لم تستوعبي بعد واقع أنني تخليت عن رجل أحبه لأجلك!
-ولكن لتحصلي على رجل أفضل.. ما هذا الحظ؟
وخرجت الكلمات من فيليس قبل أن تتمكن من منعها. وعندما استدارت عن المرآة لتواجه شقيقتها لورين رأت دموع الغضب والاحتقار في عينيها. إذا الإسباني كان على حق. لقد تكلم بالحقيقة عندما أكد لها أن فيليس تغار منها.
-إذا لم يكن لديك شيء آخر لتقوليه لي يا فيليس, فاتركيني لوحدي من فضلك.
وعضت فيليس شفتها.
-لقد آذيتك, أليس كذلك؟
-للمرة الأولى يا فيليس ... للمرة الأولى في حياتنا!
وخيم صمت طويل, و الفتاتان تشعران بازدياد قلة الراحة. ثم استدارت فيليس دون أية كلمة أخرى و غادرت الغرفة. وراقبت لورين الباب وهو يغلق خلف شقيقتها, وفي مدى لحظات انهمرت الدموع من عينيها. ماذا حدث للسعادة التي كانت منذ بضعة أسابيع؟ فقد كانتا رفيقتين, تحسدهما الشقيقات الأخريات اللواتي لم يقدرن على الوفاق. و أدوين كان يزور منزلهما بانتظام لمدة سنة و أصبح عضوا مرحبا به في العائلة. وقالت لنفسها " أجل كل شيء كان سببه أنني خطبت لروجر" و استدارت لتأخذ منديلا من أحد الجوارير, وجففت عيناها من الدموع. ماذا تنفعها الدموع الآن؟ ووضعت المنديل على الطاولة, و دخلت إلى الحمام. وبعد أن استحمت لفت نفسها بمنشفة و عادت إلى غرفة النوم. وبعد نصف ساعة اتصلت بروجر. وقالت له قبل أن يتكلم:
-لقد عادت فيليس إلى المنزل. وصلت قبل ساعة.
-دون أذى؟
-أجل, دون أذى.
هل كان هذا صوتها؟ الخالي من التعبير, و دون حياة.
-كم هذا مريح! أنت تشعرين بالراحة بالتأكيد!
-أشعر بالراحة لعودتها.
-لقد تركوها دون دفع الفدية بالطبع.
-لقد دفعت الفدية.
-دفعتها؟ و لكن من دفعها؟
-سأقول لك كل شيء عندما أراك يا روجر. سآتي لمقابلتك فورا.
-ولكن لورين, ماذا حدث؟ أنت تبدين ... حسنا... مريضة ... أو شيء آخر.
-سأكون معك بعد ساعة تقريبا, هذا يعتمد على الباصات....
-حبيبتي, سآتي إليك أنا...
-لا... أفضل أن آتي إليك. هناك عزلة في بيتك أكثر من بيتي.
-لورين.
-نعم؟
-هناك شيء رهيب في لهجتك. ماذا حدث؟
-لا أريد التحدث بالهاتف, روجر أرجوك احتفظ بفضولك لساعة أخرى.
-إذا هناك شيء ... هل هو شيء خطير؟
-بالخطورة التي يمكن أن يكون بها. سأضع السماعة الآن....
-لا!
ولكنها وضعت السماعة مكانها, وارتدت معطفها, وحيت والدها بينما تمر امامه في غرفة الجلوس, وغادرت المنزل.
وكان روجر ينتظرها على الشرفة عندما وصلت, وركض لملاقاتها وبلحظة سعيدة سماوية كانت بين ذراعيه. فتعلقت به و كأنها لا تريد تركه أبدا, و عيناها مليئتان بالدموع. وفمها يرتجف, ثم أدارت وجهها عنه.
-حبيبتي... ماذا هناك؟ أنت مريضة....
-لست مريضة جسديا يا روجر...
و تطلعت حولها. و أحبت أن تجلس في عريشة كانت غالبا تجلس فيها معه, و لكن الوقت الآن ليس مثل هذا. و سألته " هل نستطيع الذهاب إلى مكتبك؟ " ودون أية كلمة قادها إلى المنزل و عبر الممر الطويل إلى مكتبته الخاصة. وجذب لها كرسيا و جلس معها.
-يا حبيبتي , ماذا هناك؟
وبدأت تتحدث, و على الرغم من أن صوتها تهدج عدة مرات, إلا أنها كانت مندهشة من الوضوح الذي روت فيه كل ما تريد قوله. وراقبت روجر, ورأت التغيير في تعبيرات وجهه وهي تتفوه بكلماتها, و عندما علم أنها ستتزوج الرجل الذي دفع الفدية.
-دون رامون؟ ... لورين كيف بإمكانك أن تتزوجي رجلا كهذا؟
-كهذا ؟ ماذا تعني؟
-أجنبي؟
-العديد من الناس يتزوجون أجانب في هذه الأيام.
-تبدين هادئة حول الأمر كله!
-ليس من داخلي يا روجر, ليس من الداخل!
-ستتزوجينه, و أنت تحبيني بهذا القدر؟
-ليس لدي خيار آخر يا روجر, كان علي أن أعده.....
-هذا ابتزاز, على كل, لا يعرفك بعد تماما... ليلة خطوبتنا أحدهم مازحني حول الطريقة التي كان ينظر بها إليك. تذكرت.. لقد كنت غائبة في نفس الوقت الذي كان هو غائبا فيه. لاحظت ذلك لأن بول كان يبحث عنه وقلت له إنني أبحث عنك أيضا! لقد كنت في الحديقة! هل كان في الحديقة أيضا؟
-لقد كنت معه في الحديقة.
-كنت معه ....و ماذا كنتما تفعلان؟ إذا, لقد استسلمت له!
-روجر... هذا لا يهم الآن... أنا مجبرة للزواج بهذا الرجل...
-يبدو لي... أنك تريدين فعلا الزواج منه!
-أنت على خطأ... و كما قلت لك, الأمر لم يعد مهم الآن. جئت لأودعك و ...و لـ... لأقول لك أنني أحبك و ... وسأحبط دائما... أحبك . ولن أحب سواك.
كانت لهجتها هادئة و صادقة رغم حاجتها للحياة و التعبير. وتطلع روجر إليها و تصورت أنها سمعت تعبيرا عن التعاسة يخرج من مكان ما في أعماقه. وقال لها بصوت عال:
-لو أنني أحضرت المال لما حدث كل هذا!
ولم تقل شيئا حتى و لا أن الخاطفين قبلوا في النهاية خمسة عشر ألفا. و تكلم ثانية ربما سبب له الغضب أن يقول شيئا تعلم أنه سيندم عليه في النهاية. ولكنها أخيرا استطاعت الخروج, ولم يعرض عليها إيصالها بل ودعها وداعا مختصرا و تركها دون كلمة أخرى.
كانت الساعة السابعة, و لورين تنتظر وصول دون رامون الذي كان سيأخذها لتناول العشاء في أكثر الفنادق كلفة في البلد. واعدا إياها بالاحتفال لإطلاق سراح فيليس.. الاحتفال... وتساءلت بحرارة بماذا تحتفل.. أتحتفل بالتوقعات المظلمة لحياتها مع رجل لا تستطيع أن تحبه أبدا؟ و دخلت فيليس إلى الغرفة و نظرت لورين إليها و سألتها:
-متى سيأتي ادوين ؟ هل اتصلت به؟
-لقد افترقنا.
-افترقتما؟ ولكن هذا مستحيل! لقد كان أدوين كثير القلق عليك!
-قلق أم لا, لقد تخلى عني. لقد اكتشفنا أننا لا نناسب بعضنا.
-لا أصدق هذا, فيليس, لم تخبريني بكل شيء. هل اتصلت به لتبلغيه أنك ستصلين إلى المنزل؟
واستدارت فيليس ثانية, والتقطت زهرة لتقطعها بين أصابعها وقالت:
-لقد علم أنني عدت, نعم!
-هل رأيته؟
و بشكل غريزي حملتها أفكارها إلى تصرفات ادوين عندما علم أن فيليس مخطوفة, إذ بدا مضطربا, ولكن ليس كما تتوقع لورين منه.
-لقد رأيته.
-فيليس... ما الأمر؟ لماذا لا تنظرين إلي؟
واستدارت شقيقتها و التقت عيناهما. و أحست لورين بعدم الراحة. وتذكرت شعورا مماثلا مرت به من قبل.
-ليس هناك من شيء يا لورين! لقد قررنا الافتراق و هذا كل شيء. وهذا الأمر كان مشتركا.
-لقد قلت لتوك ان ادوين تخلى عنك. يبدو ان الوقت قد فات لكي يتخلى عنك يا فيليس, في اللحظة التي خرجت فيها من محنة قاسية....
-أوه... لأجل السماء كفي عن الضرب على وتر محنتي! ألا ترين أنها شيء لا أريد أن أتذكره؟ أليس لديك مشاعر؟
وتوقفت فيليس عندما دق جرس الباب. ووقفت لورين وجهها مبيض و عيناها تنظران بحيرة غامة إلى شقيقتها.
-منذ البداية كان هناك شيء لم أستطع أن أفهمه. وأنت لم تذكري أي شيء حتى عن الاختطاف نفسه.
-لقد ألقوني داخل سيارة بينما كنت أغادر المكتب. لقد قلت لك, لا أريد التحدث حول الأمر.
وأدارت رأسها بينما كان دون رامون يدخل الغرفة.
-لقد انفتح الباب و أنا أقرع الجرس, و هكذا دخلت...
و توقف عن الكلام لحظة و التفت نحو الفتاة التي سيتزوجها.
-يبدو أنني قاطعت شيئا ما؟ أكنت تتشاجرين مع شقيقتك؟
-أنا مستعدة, سنيور.
والتقطت حقيبتها عن الكرسي.
-كنتما تتشاجران. حول ماذا؟
-لم نكن نتشاجر فعليا. ولكن فيليس كانت غاضبة من تحدثي عن تجربتها القاسية.
-هذا معقول..
-نعم أعتقد ذلك, ومع هذا...
-مع هذا, ماذا؟
-لماذا تكون غاضبة؟ من الطبيعي أن أتكلم حول الأمر.
-ماذا قلت لها بالضبط؟
-لقد سألتها عن الاختطاف الفعلي نفسه. ولكنها تحدثت عن فصل آخر من الاختطاف.
-الاختطاف الفعل.. هل شرحت شيئا حول الاختطاف؟
-لقد ذكرت فقك أنها القيت داخل سيارة بينما كانت تغادر المكتب.
-لا أكثر ... ولا أقل.
وبدا للورين أن دون رامون بنفسه يتصرف بشكل شاذ حيال المسألة. وقالت له وهي تتساءل عن نوع ردة الفعل الذي سيسببه له قولها:
-ادوين تخلى عن فيليس.
-لم يكونا مناسبين لبعضهما, ولا بأية طرية بالمرة.
-كانا مناسبين, فأنا أعلم ذلك أكثر منك, سنيور...
-ألا تظنين إن الوقت قد حان لتناديني رامون, فأصدقائي ينادوني به, لذلك من الطبيعي أن تناديني زوجتي هكذا.
-زوجتك...
والتفت إليها برأسه الأسمر بسرعة, ولكنها استدارت ولم يستطع أن يرى التعبير على وجهها.
-أنت لا تحبين إمكانية أن تصبحي زوجتي. يبدو أن لديك أفكار عني بأنني شيء " كالغول ". ولكن طالما تعامليني باحترام و تتصرفين بلباقة كسنيورا إسبانية, سننجح في زواجنا. أعدك بذلك!
-سأعاملك باحترام, و لكنني أعترض على استخدامك لكلمة " تصرف لائق".
-للأسف, لأنني سأستخدمها ثانية.
-يبدو أنك لا تمانع بأن لا يكون هناك أي حب بيننا أبدا.
وساد صمت, و كأنما لم تتكلم بالحقيقة الكاملة, ومرة أخرى وجدت نفسها تتساءل عما إذا كان يهتم بها.
-لن نخوض بهذا الأمر. هل تبدو أختك متكدرة من تصرف أدوين؟
-لا أعرف. هناك شيء غريب غير عادي بأمرها.
-شقيقتك غريبة الأطوار.
-هل حضرت الترتيبات اللازمة لزواجنا؟
-طبعا. أخبرتك عما انويه هذا الصباح.
هذا الصباح... كم بدا هذا اليوم طويلا ! وكم حدث فيه الكثير! وها هي الآن تتناول العشاء مع الرجل الذي سيحملها بعد أيام إلى قصره في إسبانيا!
وعندما عادا إلى المنزل, ودعها دون أن يقول كلمة عن الزواج. كان والدها في فراشه, و فيليس في غرفة الجلوس تستمع إلى الموسيقى و سألتها فيليس:
-هل قضيت وقتا ممتعا؟
-كان وقتا مسليا.
-مليونير, و تتصرفين هكذا؟
-يبدو أنك نسيت إنني لا أحبه.
-إنه أكثر الرجال وسامة ممن قابلتهم, ومن السهل الوقوع في حبه.
-لا تهمني المظاهر.
-ليس المظاهر وحدها, و لكن عندما تجتمع مع المال الذي يملكه دون رامون... ألم نعد أنت و أنا صديقتين يا لورين.
-لقد انتهت صداقتنا, و هذه ليست غلطتي. لست أفهم ما حدث . لقد كنا سعيدتين منذ وقت قصير.
-أنا ذاهبة إلى النوم.
ودون كلمة أخرى غادرت فيليس الغرفة و تركت لورين واقفة هناك, وشعرت بثقل في قلبها حتى أنها وضعت يدها عليه. ماذا تبقى لها لتعيش من أجله الآن؟ هل من الممكن أن تهتم بدون رامون مستقبلا؟ لا, لن تستطيع لأنها تحب روجر, و ستستمر بحبه. ووجدت نفسها تبحث في هذه الإمكانية حتى بعد أن انزلقت بين أغطية الفراش ووضعت رأسها على الوسادة. و قررت أن تتحدث مع فيليس, فهي تريد أن تستمر صداقتهما. لأنها كانت تأمل بأن تحصل على زيارة من شقيقتها و والدها حيث ستعيش في إسبانيا.



جين اوستين333 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 10-05-11, 12:22 AM   #20

جين اوستين333
 
الصورة الرمزية جين اوستين333

? العضوٌ??? » 66163
?  التسِجيلٌ » Dec 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,009
?  نُقآطِيْ » جين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond reputeجين اوستين333 has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الخامس
5-عرض من السماء


-لا... انتظر!
وحاول السيد واربي أن يرفع نفسه عن الأريكة, و لكنه سرعان ما وقع على الوسادة.
-لا أعرف من أنت, ولكن عرضك كحبل يرمى إلى غريق. خذ لورين إلى الغرفة الأخرى و تحدث معها ما تشاء...
وتوقف و جاهد ليتنفس.
-أعطني قرص دواء أولا يا لورين. ثم اتركيني!
و أطاعت لورين والدها, وتفكيرها مخدر تقريبا, و جلبت له الدواء وكأسا من الماء, ثم قالت:
-نستطيع التحدث في غرفة الطعام, إنها.. إنها ليست مرتبة تماما.
و أزاحت ابتسامته بعضا من ارتباكها. و سارت امامه, نحو غرفة الطعام.
-أرجوك أن تجلس, سنيور.
-شكرا لك, والآن أريدك أن تخبريني بكل شيء.
-سنيور, لست أرى سببا لتحملك كل هذه المشاكل؟
-لم تكوني موجودة مع خطيبك في حفلة الأمس, وسألتك عما إذا كنت و خطيبك قد انتهيتما...
-لم ينته شيء, لذا أرجوك أن لا تأخذ فكرة خاطئة.
-أخبريني عن شقيقتك.
و قال لها هذا بلهجة آمرة, و دون أي اعتراض أعادت له ما حدث. و بعد ما أنهت حديثها, مرت فترة صمت, وبدا على وجهه أن يراجع أمرا في ذهنه له أهميته, و بعد قليل ظهر الهدوء عليه و قال:
-ألم تطلبي المال من خطيبك؟
-بلى... إنما المبلغ كان عشرين ألفا في البداية وهذا مبلغ كبير لأطلبه منه.
-مبلغ كبير؟ أعتقد أنه لن يفقد مثل هذا الملبلغ.
-إنه مبلغ كبير فعلا.
-وهل هو كثير كثير على سعادتك وراحة بالك سنيوريتا؟
واصبح صوته مرتجفا, و عيناه تلمعان, ونظر إلى البعيد و كأنه قد شاهد شيئا أثار غضبه.
-لا أريد أن أتناقش معك حول خطيبي سنيور. واضح أن عندك الشيء الكثير لتقوله لي, لذا أرجوك أن تقول..
ورفعت عينيها الجميلتين وتطلعت إليه. وحدق بهما, في العمق الأزرق الدخاني, ورأت أن تعبيراته قد تغيرت. فماذا يريد منها مقابل ما ينوي تقديمه؟
-لقد عرفت الآن لماذا لم تكوني مع خطيبك الليلة الماضية, لقد كان عندي أمل بأنكما تشاجرتما و فسختما الخطوبة.
-سنتزوج كما هو مقرر, سنيور.
-هل أنت متأكدة؟
ولم تجب على سؤاله وكلنها سألته عما كان يعنيه عندما قال إن مال الفدية متوفر. و أضافت:
-هناك شروط؟
وكان هذا بمثابة تأكيد أكثر منه بسؤال.و أحنى الدون رأسه ورد عليها دون تردد بأن تخمينها في محله: فهناك شروط!
-تريدني أن أتزوجك؟
-وأحست بالجفاف يتصاعد إلى حلقها, وفكرت بفيليس, وارتعدت متسائلة عما إذا كان سيطلق سراحها أبدا... وعما إذا كانت سترى والدها و شقيقتها ثانية. من الملح أن المال يجب ان يسلم دون تاخير. وقال دون رامون:
-أريدك أن تتزوجيني.
-ومقابل ذلك, تعطيني المال؟
-هذ ما انويه, سنيوريتا.
فقالت و اليأس يغمرها.
-لا أستطيع ان احبك... لأنني احب روجر.
وصمت أمام قولها فترة:
-قد تهتمين بي قليلا, يوما ما.
ولكن لورين هزت رأسها مؤكدة, فاستطرد الدون دون أن تتمكن من الرد.
-لقد قلك لك أنك لا تحبين هذا الرجل.
-سأتزوجك.
قالت هذا بكل هدوء و بساطة. بعد ذلك وبسبب قلة النوم, مجتمعة مع الضغط الهائل على أعصابها في اليومين الماضيين, والدمار التام الذي أصابها من جراء إضرارها لفسخ خطوبتها مع الرجل الذي تحبه, دفنت وجهها بين يديها وانفجرت بنوبة مفاجئة من النحيب.
-إنها ليست بداية تبشر بالخير. لن يكون الأمر سيئا كما تتصورين يا لورين فأنا لست ((غول)). على الرغم من أنك ربما تنظرين إلي الآن هكذا.
-لا, أنا لا... أنت لطيف سنيور... لطيف جدا, لتقديمك المال اللازم لإطلاق شقيقتي.
وتحول صوتها, الذي كان يرتجف من البكاء بين حين و آخر, إلى الصمت عندما شاهدت التقطيبة المفاجئة التي استقرت جبهته, وشده على شفته السفلى بين أسنانه, وسألته بقلق:
-هل هناك ما يزعجك؟ هل ندمت على عرضك؟
-بالطبع لا...
وأخذ يدها ليوقفها على قدميها, وقربها منه, و أخرج منديلا من إحدى جيوبه ليجفف دموعها.
-لا تبكي يا صغيرتي, فلا شيء في الدنيا يستأهل بكائك.
صوته الناعم, الجذاب بلكنته, أعاد لها الطمأنينة, واستطاعت أن تضع ظل ابتسامة على شفتيها, ولكن التنهيدات كانت لا تزال تهزها, ومضى بعض الوقت قبل أن تعود إلى هدوئها.
-المال... إنه مطلوب عند العاشرة غدا.
-سيكون حاضرا.
-لا أدري كيف أشكرك.
ولكنها كانت خائفة, خائفة جدا, بسبب ذكرى تسلطه عليها وسيطرته السهلة القادرة على تحطيم إرادتها, و تساءلت عن سبب انجذابها إليه, فهو لم يذكر الحب, فلماذا هو مصمم على الزواج منها؟ هل يهتم بها؟ و إذا كان كذلك, فإن هذا الحب كان سريع النمو لأن يستمر طويلا. ولكن ماذا يهم؟
وهمست لنفسها (( روجر , لماذا يا حبيبي لم تقدم أنت المال بنفسك؟)) و سألها رامون:
-بماذا تفكرين؟ روجر.
-نعم. فمن المستحيل أن أتخلى عنه دون وخز ضمير, سنيور.
-انسيه, لو أنه كان يحبك حقيقة, لدفع الفدية.
-لا أسمح لك بالتحدث عنه باستخفاف هكذا.
-لن نذكره بعد الآن.
-ولكن يجب ان أراه... أنت تفهم هذا؟
واصبحت لهجتها قلقة, و ادركت أنها قد أصبحت خاضعة منذ الآن لهذا الرجل الذي ستصبح زوجة له عما قريب.
-بالطبع يا لورين, يجب أن تذهبي إليه و أن تكوني صادقة معه.
-إذا غير رأيه حول المال, سأبقى معه عندئذ.
وعلمت وهي تتكلم أنها لن تطلب المال مرة أخرى من روجر أبدا. فرد عليها بإقتناع ثابت:
-لن يغير رأيه.
-هل تحدثت معه الليلة الماضية؟
-قليلا.
-واكتسبت أنت.. نوعا من الانطباع؟
-لقد سبق و قلت لك يا لورين أنا اجيد قراءة شخصية الناس.
-اجل.. أذكر هذا. لقد قلت أشياء رهيبة عن شقيقتي, أرجو أن تكون الآن آسفا لرؤية أنها في محنة صعبة. آه.. كم اتمنى لو اننا نستطيع إطلاقها فورا, في هذه اللحظة. لا أستطيع تحمل التفكير بها وهي جالسة في غرفة ضيقة, تنتظر بخوف أن ترى ماذا سيحدث لها.
ولدهشتها رفع الدون يده ليكتم تثاؤبا. لقد كان من دون قلب, وهزت كتفيها دون اكتراث. فيليس لا تعني له شيئا, وهذا ما أدركته. وهكذا تقبلت واقع أنه لا يظهر أي اهتمام بما قد تكون تعانيه. فيليس بالنسبة له ليست سوى وسيلة تمكنه من تحقيق رغباته. وسألته:
-متى تريد أن نتزوج؟
-فورا.
-أتعني...؟
-بموجب الترخيص الخاص, يجب أن أعود إلى إسبانيا عند نهاية الأسبوع.
-و المال؟ متى ستعطيني إياه؟
-سأذهب انت و أنا لندفعه.
-لنفترض أنهم أخذوا المبلغ ولم ... لم.
وانهارت, غير قادرة على إكمال ما كانت ستقوله, لقد كانت تفكر بإمكانية أن يأخذ الخاطفون المال, ولا يطلقوا سراح فيليس. و بما أن المال قد أصبح الآن متوفرا, فقد عاودتها الفكرة بقوة, وامتلأت عيناها فجأة بالدموع. ولكن الدون كان يهز رأسه بثقة, كانت تثبت أن شيئا لن يحدث. و قال بنعومة:
-فيليس ستعود, لست بحاجة لأن تخافي, يا عزيزتي.
وكان على حق, ففي الصباح التالي, ذهبت معه إلى الشجرة و أودعا المبلغ, وخلال بضع ساعات, دخلت فيليس إلى منزلها, دون ان يبدوا عليها أي سوء من التجربة التي مرت بها. وأجابت على تساؤلات والدها:
-لم يكن الأمر سيئا بالمرة, فقد عاملوني جيدا.
و سألتها لورين, وقد تذكرت بأنها شعرت بأن شيئا ما لم يكن ملائما حول هذا الوضع.
-ألم تكوني خائفة؟ يجب ان تكوني بالطبع؟
-كنت خائفة. ولكنهم كانوا متعقلين بحيث شعرت أنهم لن يأذوني أبدا. لقد كان قصدهم أنت, طبعا تعرفين ذلك. أشكري روجر لأنه دفع المبلغ, ألن تفعلي؟ هل كان غاضبا؟ ماذا حدث بالضبط؟ أعلم أنه لم يدفع من البداية, عندما أرادوا مبلغ العشرين ألف.
ولسبب ما لم تقدر لورين أن ترد عليها. وتوجهت نحو الباب وقالت:
-تحدثي مع أبي, سيقول لك ماذا حدث.
وتجاهلت النظرة المتسائلة التي انتشرت على وجه شقيقتها واستدارت و غادرت الغرفة. وبعد أقل من عشر دقائق كانت فيليس تقف على باب غرفة نوم لورين, وواجهت الأختان بعضهما بصمت لفترة طويلة قبل أن تتكلم فيليس.
-لماذا تركتينا؟
-هناك سبب. لم استطع شرحه, ولا أستطيع شرحه الآن.
-لقد تغيرت يا لورين.
-أنا تغيرت؟ أنت التي تغيرت يا فيليس.
-بأية طريقة؟
-لا أستطيع فهم الطريقة التي عدت بها.
-الطريقة التي عدت بها؟
-و كأنما لم يحدث شيء فظيع.
-ماذا كنت تتوقعين؟
-لا أعرف بالضبط يا فيليس, ماذا حدث بالضبط عندما أطلقوا سراحك؟
-لقد أنزلوني عند نهاية الشارع هنا, و أتيت إلى المنزل, وبما أن الباب كان مفتوحا دخلت. هل توقعت منى أن أقرع الباب و أنتظر لتسمحوا لي بالدخول؟
-لقد تغيرت. فأنت لم تظهري أية مشاعر عندما دخلت من الباب....
-آه... فهمت! إذا أردت مني أن ألقي بنفسي بين ذراعيك و أبكي لاجتماع شملنا, هل هذا صحيح؟
وبدت السخرية في كلماتها, ولكن لورين أجابتها, ووجهها الجميل مرهق وشاحب, وأفكراها مليئة بالكارثة التي حلت عليها و أجبرتها على ترك الرجل الذي أحبته و ألزمتها بحياة تقرب من البؤس مع غريب أصبحت الآن موعودة له.
-لا أظن أنني توقعت أي شيء درامي كهذا يا فيليس. ولكني توقعت أن تظهري بعض المشاعر. فقد عانينا انا ووالدك الكثير, كما تعلمين. لقد تخيلتك متكورة على نفسك في غرفة صغيرة مظلمة, ترتجفين من البرد و الخوف, خائفة مما سيحدث لك إذا لم ندفع الفدية... أظن أن الوقت الآن غير مناسب لهذه الذكرى, ولكن, كما قلت لك, توقعت أن أرى بعض المشاعر.
-ربما توقعت مني أن أرمي نفسي عليك و أتمتم بالشكر و عرفان الجميل...
-لا, ليس هذا, أنت تعلمين أن عرفان الجميل آخر شيء أريده منك.
-أتمنى هذا, لأنني أرى انها غلطتك على كل الأحوال, يبدو أنك نسيت ان هذا لم يكن ليحدث بالمرة لو لم تخطبي لروجر.
-فيليس, لم أستطع نسيان الأمر, فوالدي دفعني بالتأكيد لأن لا أنسى.
-أظن أنك تشعرين أنك شهيدة في هذه اللحظات؟
-لقد اتخذت القرار الوحيد الممكن يا فيليس, و اعتقد أنك كنت ستفعلين الشيء نفسه لأجلي.
-طبعا كنت سأفعل. ولكنك الآن ستتزوجين مليونيرا؟.
-أعتقد أنه مليونير نعم.
-لقد كان في حفلة خطوبتك, لقد كان معي ورقص معي ثلاث مرات.
-ما دخل هذا بذاك؟
-تعالي إلى المرآة يا لورين.
-ولم؟
-تعالي إلى المرآة.
و أطاعتها لورين, ونظرت الفتاتان إلى نفسيهما في المرآة المثبتة إلى الجدار. و سألتها لورين.
-حسنا؟
-ماذا تملكين, و لا أملكه أنا؟
واتسعت عينا لورين بالدهشة. وعاودتها لمحات من الذكرى لتأكيدات ذلك الأسباني أن شقيقتها تغار منها.
-أنا لا أفهم؟
-بل تفهمين, مرتين امتلكت فيهما رجلا ثريا, بينما أنا, التي أملك كل الصفات الجسدية التي تملكين, لا ينظر إلي أحد, أقول لك مرة أخرى أن دون رامون كان معي, ولو كان يبحث عن زوجة, فلماذا اختارك أنت, المخطوبة لشخص آخر؟ ماذا جعله لا ينظر إلي؟ فأنا جذابة مثلك تماما!
-بالنسبة لي, كان من الممكن أن تحصلي على دون رامون. يبدوا أنك لم تستوعبي بعد واقع أنني تخليت عن رجل أحبه لأجلك!
-ولكن لتحصلي على رجل أفضل.. ما هذا الحظ؟
وخرجت الكلمات من فيليس قبل أن تتمكن من منعها. وعندما استدارت عن المرآة لتواجه شقيقتها لورين رأت دموع الغضب والاحتقار في عينيها. إذا الإسباني كان على حق. لقد تكلم بالحقيقة عندما أكد لها أن فيليس تغار منها.
-إذا لم يكن لديك شيء آخر لتقوليه لي يا فيليس, فاتركيني لوحدي من فضلك.
وعضت فيليس شفتها.
-لقد آذيتك, أليس كذلك؟
-للمرة الأولى يا فيليس ... للمرة الأولى في حياتنا!
وخيم صمت طويل, و الفتاتان تشعران بازدياد قلة الراحة. ثم استدارت فيليس دون أية كلمة أخرى و غادرت الغرفة. وراقبت لورين الباب وهو يغلق خلف شقيقتها, وفي مدى لحظات انهمرت الدموع من عينيها. ماذا حدث للسعادة التي كانت منذ بضعة أسابيع؟ فقد كانتا رفيقتين, تحسدهما الشقيقات الأخريات اللواتي لم يقدرن على الوفاق. و أدوين كان يزور منزلهما بانتظام لمدة سنة و أصبح عضوا مرحبا به في العائلة. وقالت لنفسها " أجل كل شيء كان سببه أنني خطبت لروجر" و استدارت لتأخذ منديلا من أحد الجوارير, وجففت عيناها من الدموع. ماذا تنفعها الدموع الآن؟ ووضعت المنديل على الطاولة, و دخلت إلى الحمام. وبعد أن استحمت لفت نفسها بمنشفة و عادت إلى غرفة النوم. وبعد نصف ساعة اتصلت بروجر. وقالت له قبل أن يتكلم:
-لقد عادت فيليس إلى المنزل. وصلت قبل ساعة.
-دون أذى؟
-أجل, دون أذى.
هل كان هذا صوتها؟ الخالي من التعبير, و دون حياة.
-كم هذا مريح! أنت تشعرين بالراحة بالتأكيد!
-أشعر بالراحة لعودتها.
-لقد تركوها دون دفع الفدية بالطبع.
-لقد دفعت الفدية.
-دفعتها؟ و لكن من دفعها؟
-سأقول لك كل شيء عندما أراك يا روجر. سآتي لمقابلتك فورا.
-ولكن لورين, ماذا حدث؟ أنت تبدين ... حسنا... مريضة ... أو شيء آخر.
-سأكون معك بعد ساعة تقريبا, هذا يعتمد على الباصات....
-حبيبتي, سآتي إليك أنا...
-لا... أفضل أن آتي إليك. هناك عزلة في بيتك أكثر من بيتي.
-لورين.
-نعم؟
-هناك شيء رهيب في لهجتك. ماذا حدث؟
-لا أريد التحدث بالهاتف, روجر أرجوك احتفظ بفضولك لساعة أخرى.
-إذا هناك شيء ... هل هو شيء خطير؟
-بالخطورة التي يمكن أن يكون بها. سأضع السماعة الآن....
-لا!
ولكنها وضعت السماعة مكانها, وارتدت معطفها, وحيت والدها بينما تمر امامه في غرفة الجلوس, وغادرت المنزل.
وكان روجر ينتظرها على الشرفة عندما وصلت, وركض لملاقاتها وبلحظة سعيدة سماوية كانت بين ذراعيه. فتعلقت به و كأنها لا تريد تركه أبدا, و عيناها مليئتان بالدموع. وفمها يرتجف, ثم أدارت وجهها عنه.
-حبيبتي... ماذا هناك؟ أنت مريضة....
-لست مريضة جسديا يا روجر...
و تطلعت حولها. و أحبت أن تجلس في عريشة كانت غالبا تجلس فيها معه, و لكن الوقت الآن ليس مثل هذا. و سألته " هل نستطيع الذهاب إلى مكتبك؟ " ودون أية كلمة قادها إلى المنزل و عبر الممر الطويل إلى مكتبته الخاصة. وجذب لها كرسيا و جلس معها.
-يا حبيبتي , ماذا هناك؟
وبدأت تتحدث, و على الرغم من أن صوتها تهدج عدة مرات, إلا أنها كانت مندهشة من الوضوح الذي روت فيه كل ما تريد قوله. وراقبت روجر, ورأت التغيير في تعبيرات وجهه وهي تتفوه بكلماتها, و عندما علم أنها ستتزوج الرجل الذي دفع الفدية.
-دون رامون؟ ... لورين كيف بإمكانك أن تتزوجي رجلا كهذا؟
-كهذا ؟ ماذا تعني؟
-أجنبي؟
-العديد من الناس يتزوجون أجانب في هذه الأيام.
-تبدين هادئة حول الأمر كله!
-ليس من داخلي يا روجر, ليس من الداخل!
-ستتزوجينه, و أنت تحبيني بهذا القدر؟
-ليس لدي خيار آخر يا روجر, كان علي أن أعده.....
-هذا ابتزاز, على كل, لا يعرفك بعد تماما... ليلة خطوبتنا أحدهم مازحني حول الطريقة التي كان ينظر بها إليك. تذكرت.. لقد كنت غائبة في نفس الوقت الذي كان هو غائبا فيه. لاحظت ذلك لأن بول كان يبحث عنه وقلت له إنني أبحث عنك أيضا! لقد كنت في الحديقة! هل كان في الحديقة أيضا؟
-لقد كنت معه في الحديقة.
-كنت معه ....و ماذا كنتما تفعلان؟ إذا, لقد استسلمت له!
-روجر... هذا لا يهم الآن... أنا مجبرة للزواج بهذا الرجل...
-يبدو لي... أنك تريدين فعلا الزواج منه!
-أنت على خطأ... و كما قلت لك, الأمر لم يعد مهم الآن. جئت لأودعك و ...و لـ... لأقول لك أنني أحبك و ... وسأحبط دائما... أحبك . ولن أحب سواك.
كانت لهجتها هادئة و صادقة رغم حاجتها للحياة و التعبير. وتطلع روجر إليها و تصورت أنها سمعت تعبيرا عن التعاسة يخرج من مكان ما في أعماقه. وقال لها بصوت عال:
-لو أنني أحضرت المال لما حدث كل هذا!
ولم تقل شيئا حتى و لا أن الخاطفين قبلوا في النهاية خمسة عشر ألفا. و تكلم ثانية ربما سبب له الغضب أن يقول شيئا تعلم أنه سيندم عليه في النهاية. ولكنها أخيرا استطاعت الخروج, ولم يعرض عليها إيصالها بل ودعها وداعا مختصرا و تركها دون كلمة أخرى.
كانت الساعة السابعة, و لورين تنتظر وصول دون رامون الذي كان سيأخذها لتناول العشاء في أكثر الفنادق كلفة في البلد. واعدا إياها بالاحتفال لإطلاق سراح فيليس.. الاحتفال... وتساءلت بحرارة بماذا تحتفل.. أتحتفل بالتوقعات المظلمة لحياتها مع رجل لا تستطيع أن تحبه أبدا؟ و دخلت فيليس إلى الغرفة و نظرت لورين إليها و سألتها:
-متى سيأتي ادوين ؟ هل اتصلت به؟
-لقد افترقنا.
-افترقتما؟ ولكن هذا مستحيل! لقد كان أدوين كثير القلق عليك!
-قلق أم لا, لقد تخلى عني. لقد اكتشفنا أننا لا نناسب بعضنا.
-لا أصدق هذا, فيليس, لم تخبريني بكل شيء. هل اتصلت به لتبلغيه أنك ستصلين إلى المنزل؟
واستدارت فيليس ثانية, والتقطت زهرة لتقطعها بين أصابعها وقالت:
-لقد علم أنني عدت, نعم!
-هل رأيته؟
و بشكل غريزي حملتها أفكارها إلى تصرفات ادوين عندما علم أن فيليس مخطوفة, إذ بدا مضطربا, ولكن ليس كما تتوقع لورين منه.
-لقد رأيته.
-فيليس... ما الأمر؟ لماذا لا تنظرين إلي؟
واستدارت شقيقتها و التقت عيناهما. و أحست لورين بعدم الراحة. وتذكرت شعورا مماثلا مرت به من قبل.
-ليس هناك من شيء يا لورين! لقد قررنا الافتراق و هذا كل شيء. وهذا الأمر كان مشتركا.
-لقد قلت لتوك ان ادوين تخلى عنك. يبدو ان الوقت قد فات لكي يتخلى عنك يا فيليس, في اللحظة التي خرجت فيها من محنة قاسية....
-أوه... لأجل السماء كفي عن الضرب على وتر محنتي! ألا ترين أنها شيء لا أريد أن أتذكره؟ أليس لديك مشاعر؟
وتوقفت فيليس عندما دق جرس الباب. ووقفت لورين وجهها مبيض و عيناها تنظران بحيرة غامة إلى شقيقتها.
-منذ البداية كان هناك شيء لم أستطع أن أفهمه. وأنت لم تذكري أي شيء حتى عن الاختطاف نفسه.
-لقد ألقوني داخل سيارة بينما كنت أغادر المكتب. لقد قلت لك, لا أريد التحدث حول الأمر.
وأدارت رأسها بينما كان دون رامون يدخل الغرفة.
-لقد انفتح الباب و أنا أقرع الجرس, و هكذا دخلت...
و توقف عن الكلام لحظة و التفت نحو الفتاة التي سيتزوجها.
-يبدو أنني قاطعت شيئا ما؟ أكنت تتشاجرين مع شقيقتك؟
-أنا مستعدة, سنيور.
والتقطت حقيبتها عن الكرسي.
-كنتما تتشاجران. حول ماذا؟
-لم نكن نتشاجر فعليا. ولكن فيليس كانت غاضبة من تحدثي عن تجربتها القاسية.
-هذا معقول..
-نعم أعتقد ذلك, ومع هذا...
-مع هذا, ماذا؟
-لماذا تكون غاضبة؟ من الطبيعي أن أتكلم حول الأمر.
-ماذا قلت لها بالضبط؟
-لقد سألتها عن الاختطاف الفعلي نفسه. ولكنها تحدثت عن فصل آخر من الاختطاف.
-الاختطاف الفعل.. هل شرحت شيئا حول الاختطاف؟
-لقد ذكرت فقك أنها القيت داخل سيارة بينما كانت تغادر المكتب.
-لا أكثر ... ولا أقل.
وبدا للورين أن دون رامون بنفسه يتصرف بشكل شاذ حيال المسألة. وقالت له وهي تتساءل عن نوع ردة الفعل الذي سيسببه له قولها:
-ادوين تخلى عن فيليس.
-لم يكونا مناسبين لبعضهما, ولا بأية طرية بالمرة.
-كانا مناسبين, فأنا أعلم ذلك أكثر منك, سنيور...
-ألا تظنين إن الوقت قد حان لتناديني رامون, فأصدقائي ينادوني به, لذلك من الطبيعي أن تناديني زوجتي هكذا.
-زوجتك...
والتفت إليها برأسه الأسمر بسرعة, ولكنها استدارت ولم يستطع أن يرى التعبير على وجهها.
-أنت لا تحبين إمكانية أن تصبحي زوجتي. يبدو أن لديك أفكار عني بأنني شيء " كالغول ". ولكن طالما تعامليني باحترام و تتصرفين بلباقة كسنيورا إسبانية, سننجح في زواجنا. أعدك بذلك!
-سأعاملك باحترام, و لكنني أعترض على استخدامك لكلمة " تصرف لائق".
-للأسف, لأنني سأستخدمها ثانية.
-يبدو أنك لا تمانع بأن لا يكون هناك أي حب بيننا أبدا.
وساد صمت, و كأنما لم تتكلم بالحقيقة الكاملة, ومرة أخرى وجدت نفسها تتساءل عما إذا كان يهتم بها.
-لن نخوض بهذا الأمر. هل تبدو أختك متكدرة من تصرف أدوين؟
-لا أعرف. هناك شيء غريب غير عادي بأمرها.
-شقيقتك غريبة الأطوار.
-هل حضرت الترتيبات اللازمة لزواجنا؟
-طبعا. أخبرتك عما انويه هذا الصباح.
هذا الصباح... كم بدا هذا اليوم طويلا ! وكم حدث فيه الكثير! وها هي الآن تتناول العشاء مع الرجل الذي سيحملها بعد أيام إلى قصره في إسبانيا!
وعندما عادا إلى المنزل, ودعها دون أن يقول كلمة عن الزواج. كان والدها في فراشه, و فيليس في غرفة الجلوس تستمع إلى الموسيقى و سألتها فيليس:
-هل قضيت وقتا ممتعا؟
-كان وقتا مسليا.
-مليونير, و تتصرفين هكذا؟
-يبدو أنك نسيت إنني لا أحبه.
-إنه أكثر الرجال وسامة ممن قابلتهم, ومن السهل الوقوع في حبه.
-لا تهمني المظاهر.
-ليس المظاهر وحدها, و لكن عندما تجتمع مع المال الذي يملكه دون رامون... ألم نعد أنت و أنا صديقتين يا لورين.
-لقد انتهت صداقتنا, و هذه ليست غلطتي. لست أفهم ما حدث . لقد كنا سعيدتين منذ وقت قصير.
-أنا ذاهبة إلى النوم.
ودون كلمة أخرى غادرت فيليس الغرفة و تركت لورين واقفة هناك, وشعرت بثقل في قلبها حتى أنها وضعت يدها عليه. ماذا تبقى لها لتعيش من أجله الآن؟ هل من الممكن أن تهتم بدون رامون مستقبلا؟ لا, لن تستطيع لأنها تحب روجر, و ستستمر بحبه. ووجدت نفسها تبحث في هذه الإمكانية حتى بعد أن انزلقت بين أغطية الفراش ووضعت رأسها على الوسادة. و قررت أن تتحدث مع فيليس, فهي تريد أن تستمر صداقتهما. لأنها كانت تأمل بأن تحصل على زيارة من شقيقتها و والدها حيث ستعيش في إسبانيا.



جين اوستين333 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:16 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.