آخر 10 مشاركات
حقد امرأة عاشقة *مميزه ومكتملة* (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          خفايا الروح / للكاتبة أنجال مكتملة (الكاتـب : درة الاحساء - )           »          133 - وداعا يا حب - روبين دونالد (الكاتـب : حبة رمان - )           »          رهان على قلبه(131) للكاتبة:Dani Collins (الجزء الأول من سلسلة الوريث الخاطئ)*كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          طائف في رحلة أبدية *متميزه ومكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : كلبهار - )           »          انتصار الإسباني (48) للكاتبة: Daphne Clair (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (الكاتـب : الحكم لله - )           »          حب بطيء النسيان (64) للكاتبة: Stella Bagwell (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-05-11, 10:41 PM   #1

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
B10 165 - حورية التلال - نيرينا هيليارد - ع.ق ( كتابة / كاملة **)


165- حورية التلال - نيرينا هيليارد - روايات عبير القديمة

الملخص



من يملك تغيير الفصول ومجرى الأنهار ...وأتجاه الرياح؟ كيرى كانت ربيعا دائما...تعيش كوردة برية في بلدة رستلون . الجميع يعرفها صبية ترعرعت طليقة كالنسيم , جميلة كغصن صنوبر . لذلك فوجئ أهالي البلدة بتحول كيرى الى شوكة تحترق بعد مجيء فريق لتصوير فيلم على أرض المستنقعات . لم يعد يراها أحد...أو يكلمها أو يقترب منها, خاصة ان نجم الفيلم بول دفرون كان في رأيها أنسانا متعجرفا مغرورا وعدوانيا ...ولم تكن لديها النية لأضافة أسمها على لائحته .ماذا جرى؟ كيرى أصبحت خريفا مجنونا حزينا ووحيدا بعد أن ألتقته . حتى صديق طفولتها كلفن لم يكن قادرا على الصمود امام عاصفتها ...أما بول فله رأي آخر في كيري وصديقها , ويوم العاصفة وضع النقاط على الحروف.

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 14-06-16 الساعة 06:54 PM
أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-05-11, 10:48 AM   #2

alrooh24

? العضوٌ??? » 118913
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 79
?  نُقآطِيْ » alrooh24 is on a distinguished road
افتراضي

Thanks my dear ^^

alrooh24 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-05-11, 10:47 PM   #3

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

الآتية من بعيد

نظرت كيري الى صديقتها بطرف عينها بشيء من الأزدراء ولم تكن نظرتها تنطوي على المودة في أي حال , وكانت باربي تجلس قربها مأخوذة كالعادة حتى الذهول وقد غمرت وجهها غلالة حالمة وكأنها تعيش في الجنة , ولم تتمالك كيري من أبداء بعض الأستخفاف ولو في أعماق نفسها.
وأشاحت كيري عينيها عن وجه باربي الذي بدت عليه تعابير غريبة كانت تصفها كيري بأنها ملامح الغباوة البلهاء وأستأنفت مشاهدة الفيلم الذي يعرض على الشاشة الكبيرة , كان الممثل , نجم الفيلم , أسمر البشرة , تنبعث منه جاذبية تطفح بالحيوية والرجولة , يعتمر قلنسوة مصرية من العهد القديم ويرتدي قميصا من الكتان الأبيض المزركش بخيوط ذهبية يبرز جمال تقاطيع وجهه الملوكي , وعلى الرغم من أنه كان متكئا على أحد الأعمدة فلم يكن بخفى على المشاهد أنه طويل القامة ممشوقها , وكانت عيناه السوداوان تنظران بأنحراف قليل فبدت نظراته مشعة ببهجة فيها الكثير من التحدي والأغراء.
وأنتزع الممثل نفسه من العمود وأقترب من مقدمة الشاشة وهو يثب بخفة الفهد ,وبدت نظرته عميقة مخيفة مما جعل كيري تشعر بالعطف على الممثلة التي كانت تقف أمامه , ولكنها لم تجد أي سبب على الأطلاق في أن تتخلى الممثلة البلهاء عن نظرة الأزدراء التي كانت تخصه بها وتتحول الى أستسلام تام في اللحظة التي أخذها بين يديه.
وتلاشت اللقطة الأخيرة للعاشقين على الشاشة الكبيرة وهما يختفيان يدا بيد في غشاوة ضبابية في البعيد وأسدل الستار , وعلى الفور أنتصبت كيريعلى قدميها وهي تتنهد بأرتياح مسموع , ولكنها لم تكترث ولم تحاول أخفاء شعورها حتى بعد أن غمرت الأضواء الصالة ونهرت صديقتها باربي منتزعة أياها من عالمها الحالم.
" هيا قفي على رجليك أيتها الحالمة , لقد أنتهى كل شيء والحمد لله".
ونهضت باربرة أترسلي من مقعدها وهي تنظر الى صديقتها بعينين طارفتين وقالت:
" أنك لا تفهمين هذه الأمور".
" هذه هي الحقيقة". قالت كيري وأضافت:
" أتمنى أن أبقى على حالي وألا أكون في الوضع الذي أنت عليه الآن".
ولبرهة ساد الصمت بين الفتاتين , وكان صمتهما وديا على الرغم من تعليقات كيري الجارحة , وشقتا طريقهما وسط الجمهور الغفير وخرجتا من قاعة السينما الى وضح النهار , وكانت كيري تشعر دائما بصدمة خفيفة لا منطقية كلما خرجت الى النور من عتمة قاعات السينما كأنما ساعات الليل هي الأنسب لمشاهدة الأفلام , وقد ساعدت أشعة الشمس في أعادة الفتاتين الى واقع الحياة بعد أن كانتا تعيشان في أجواء الفيلم الخيالية.
وفكرت كيري في نفسها أن شعورها المفاجىء لدى خروجها الى النور لم يكن وليد أجواء الفيلم الحالمة , فالأحلام التي كان يثيرها الممثل بول دفرون في سياق فيلمه لم تكن من النوع الذي يؤثر على مشاعرها , فلا يوجد مكان لمثل تلك السخافات في حياتها هي في الثامنة عشرة من عمرها.
ونظرت بطرف عينيها الى باربي ولاحظت أنها غرقت من جديد في غيبوبة حالمة فأعتراها شعور من السخط أرتسمت معالمه على وجهها , وقالت في نفسها : لا ليس من جديد , وصرخت في صديقتها:
" باربي , أستحلفك بحب مايك أن تعتقي نفسك من هذه الأحلام , كيف بأستطاعتك أن تصلي الى هذا الحد من الغباء وتحلمي برجل بعيد كل البعد حتى عني أنت".
وخرجت باربي من نشوتها بسرعة مذهلة وقالت مدافعة عن بطلها:
" أنه ليس مجرد رجل أنه بول دفرون".
" بكل تأكيد". قالتها بسخرية أرتسمت على شفتيها وتابعت:
" بول دفرون , بطل الشاشة الفضية , العاشق الولهان رمز الحب للملاليين الحالمة و.....".
" كيري!". وتصلبت في وقفتها كانت تستعد للقتال وبدا للحظة أنها ستدافع عن بطلها حتى الموت , ولكنها في آخر لحظة تراجعت بأرتباك لم تشفع فيها سنواتها الستة عشرة وقالت بصوت غشاه القنوط والتعاسة :
" أعتقد أنك على صواب , أنني مغفلة , واحدة من الملاييين".
وطمأنتها كيري قائلة:
" سترين أنك ستتغلبين على هذا الشعور , في أي حال لا أدري لماذا تهرولين في كل مرة لمشاهدة هذه الأفلام التافهة وأنت تعرفين تمام المعرفة أنني جئت الى المدينة لأساعدك في أنجاز فستانك".
وتطلعت باربي بعينيها البنيتين بشيء من اللوم وقالت:
" كان عليّ أن أشاهد الفيلم حالما يعرض في المدينة ... أنه الشعور الذي يتركه في نفسي , أنه نوع من ......".
" أجل أنا أعرف ذلك".
قاطعتها كيري بسرعة في محاولة لوضع حد لموضوع بدأت تشعر بالكراهية نحوه , لقد كانت تسابيح باربي المتيمة بأستمرار تحول تسامحها نحو صديقتها الى كراهية معلنة لهذا النوع من الموضيع , تنهدت باربي وقالت متجاهلة أشمئزاز كيري وقد عادت اليها نظرتها الحالمة:
" أنني أكاد لا أصدق أنه سيأتي الى هنا ألى ريلستون". وتنهدت من جديد وقالت وهي تشير بيدها:
" يبدو أن هناك غاية ما وراء ذلك".
" أجل هناك مشروع لتصوير فيلم جديد له".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-05-11, 09:42 PM   #4

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وتجاهلت باربي رد كيري غير المعقد وقالت:
" كان بأمكانهم أختيار مدينة أكبر مثل أكسيتر أو توركيه ولكنهم فضلوا المجيء الى ريلستون , يجب أن يعني ذلك شيئا".
وهزت كيري كتفيها بغير أكتراث وقالت:
" من الواضح أن ريلستون تناسبهم أكثر من أي مكان آخر كمقر لهم , أنها أقرب مدينة من المستنقعات , وبما أن المستنقعات هي التي يركزون تصويرهم عليها فمن الطبيعي ألا يبتعدون عن مسرح الأحداث". ونظرت الى ساعتها وتابعت:
" هيا لنذهب , لقد أنتهت فترة الأحلام لهذا اليوم , وبأمكانك أن تحدّقي بعينيه السوداوين الكبيرتين في الحفلة التي ستقام هذه الليلة , أما الآن فعلي أن أعود الى المنزل على الفور لأتناول فنجان الشاي وألا فأن مالي ستنفجر في وجهي".
وأسرعت كيري في خطاها وأجبرت باربي على اللحاق بها , وعلى الرغم من التباين الكبير بين الفتاتين ألا أنهما كانتا صورتين مألوفتين في ريلستون , لذلك فأن األأبتسامات التي كانت تلاحقهما من معارفهما وهما في طريق العودة لم تكن أبتسامات دهشة بل من النوع الذي ينطوي على الترحيب والأنسجام , ولا عجب في ذلك فكلتاهما كانتا معروفتين في المدينة فباربي كانت أبنة الطبيب المحلي وكيري فرد من عائلة دروين التي تقطن المنزل القديم الكبير الرابض قرب المستنقعات على بعد أميال من المدينة.
وهرولت باربي في خطواتها للحاق بصديقتها وهي لم تكن أقصر بكثير منها ولكنها كانت أكثر سمنة , في الواقع كانت كيري معتدلة القامة ولكن رشاقتها لصبيانية وساقيها الطويلتين غالبا ما يضيفان عليها بعض الطول , وكانت عينا باربي زرقاوين هادئتين بينما كانت عين كيري خضراوين مائلتين الى الزرقة هائجتين كالبحر في قلب العاصفة , وكانتا تشعان أحيانا بمرح تشوبه مسحة من المكر وأحيانا تختلجان يعنف خاطف, أما شعر باربي فكان بنيا عاديا مائلا الى الدكنة بينما كان شعر كيري متهدلا على كتفيها بتمرد وبخصل متحابكة الشديدة الحمرة , كانت خصلاتها تتساقط كشلالات غير منتظمة وكأنها هالات معقوصة تتحدى كل من يقع نظره عليها تماما كلون شعرها.
كانت ريلستون كناي ن بلدة صغيرة لذلك ما لبثت كيري أن وصلت الى نهاية الطريق العمومية وأنعطفت الى الطريق المؤدية الى المستنقعات وما هي ألا دقائق معدودة حتى كانت أمام الأبواب الحديدية الضخمة التي كانت تؤدي الى أسطبلات ريلستون أكبر مركز للتسلية في البلدة.
ودفعت كيري الباب الكبير الذي أقيم بين جدران رمادية وصعدت في الطريق المفروشة بالحصى , كانت تريفريل هول مبنية من حجارة رمادية تتناسب كليا مع البيئة التي احيط بها , وبعد أن قفزت نحو ست درجات وصلت كيري الى الباب الأمامي حيث وقف رجل طويل القامة مستقيمها ذو شعر بني بدأ يخطه الشيب يتحدث الى رجل قصير ونحيل.
وألقت كيري نظرة سريعة وفضولية على الرجل النحيل , كان غريبا بالنسبة اليها ورأت سيارة أميركية كبيرة متوقفة في الممشى المخصص للعربات مع سيارات أخرى كانت تخص بعض سكان ريلستون , وما تبقى منها فلربما كانت لرواد البلدة في أيام الأعياد , ونقلت نظرها من السيارة الأميركية الضخمة الى الرجل الغريب الذي يتحدث بلكنة خاصة عرفتها كيري على الفور.
وألتفت الكولونيل تريفريل اليها وأبتسم وقال بصوت مرتفع:
" كلفن موجود في الأصطبلات".
" شكرا كولونيل".
ردت كيري وهي تلوح بيدها قبل أن تختفي في أحد منعطفات المنزل دون أن تدرك أن عيني الرجل الأميركي كانتا تراقبانها بأهتمام كبير .
ودخلت كيري الأصطبلات الحديثة الشاسعة وتمهلت قليلا أمام أحد المرابط بألفة ظاهرة , كان كلفن تريفريل منهمكا في تنظيف جلد فرس ذهبي اللون أسترعى أنتاه كيري على الفور , كان الشبه كبيرا بين كلفن ووالده ولم يكن مجرد الشعر البني الغامق والعينين الزرقاوين اللامعتين وهما من خصائص عائلة تريفريل التي يتوارثها الأبناء أبا عن جد.
وتطلع كلفن الى ما وراء كتفه وعندما رأى كيري أرتسمت على وجهه أبتسامة عريضة ولوح لها بيده.
" لقد أنتهيت لتوي من وضع السرج على سموكي , كنت أتوقع مجيئك في هذا الوقت".
" شكرا يا كيل".
قالتها كيري بصوت مأخوذ وهي تمعن النظر بالفرس بكثير من الأهتمام , وتابعت قائلة:
" أبلغني جودي أن لديك فرسا جديدة".
وهز كيل رأسه وهو يمرر يده على الكسوة الذهبية البراقة.
" أنها جميلة أليس كذلك؟ سأدخل في سباق معك في أحد الأيام".
وبرقت عينا كيري وردت على الفور:
" أنا موافقة ".
وتابعت بلهجة واثقة:
" لنجعل السباق غدا صباحا ".
" حسنا , غدا الساعة العاشرة في درولين هيل , ولا تنسي أن تحضري معك ريك وبعد السباق سنذهب لتناول الطعام في نزهة في الهواء الطلق".
" وماذا بشأن باربي , أنها تختلج بأحلام بول دفرون وقد يكون من الأفضل أنتزاعها من تلك الأحلام".
" أنني أتشوق لرؤية دفرون هذا , لقد تسربت عنه بعض الأشاعات المثيرة".
" تعني أشاعات شنيعة".
قالت كيري بأزدراء وتابعت:
" ما يحيرني هو كيف أن النساء يجعلن من أنفسهن موضع سخرية".
" كونك أمرأة بأمكانك بالطبع أن تتحدثي عن خبرة واسعة ومتنوعة ".
ورفعت كيري رأسها بتحد ظاهر وقالت:
" عمر الأنسان قصير جدا , أما تلميحك الى ذلك النوع من الخبرة فأنني أتركه لك".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-05-11, 10:25 PM   #5

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وبرقت عينا كلفن الزرقاوين بوميض من الرغبة في المضايقة الودية وقال وكأنه يستفزها:
" أنتظري حتى تقعي في الحب يا صغيرتي".
ولم تترك كيري له مجال الأنتظار فردت على الفور وقد تطايرت من عينيها الخضراوين شرارات نارية:
" بحق السماء أذا ما ظهرت عليّ دلائل الحب فأنني أمنحك كامل الصلاحية لكي تلقيني في أبرد ماء حيثما تجدها".
ولم يتمالك كلفن نفسه من أن يرد عليها وهو لا يجهل رأيها في أمور كهذه:
" من يدري فقد تقعين في حب دفرون عندما ترينه أمامك".
وأدركت كيري في الوقت المناسب أن كلفن كان يحاول مضايقتها لذلك فأنها لم تثر في وجهه وأكتفت بالقول:
" أنني أستبعد حدوث هذا الأمر , في أي حال فأن ميرل كونورز وشلتها سيلاحقنه كظله".
ثم تطلعت الى ساعة يدها وفجأة تذكرت أنها في عجلة من أمرها وقالت:
" عليّ أن أذهب الآن يجب أن أضع اللمسات الأخيرة على ثوبي".
وأستدارت متجهة الى مرابط آخر حيث كان حصان رمادي أغبر بلون الدخان ينتظرها والسرج على صهوته , ولما أقتربت منه أخذ يصهل وينكزها برفق مرحبا بها , فمررت كيري أصابعها في عرفه وبدأت تكلمه بصوت رقيق خفيض , ولم ينتشلها من نشوتها ألا صوت كلفن وهو يسألها:
" هل ستقضين أنت وريك الليلة هنا؟".
وهزت كيري رأسها بالأيجاب:
" أجل سيقودنا جودي الى ريلستون في عربته ثم نعود ويأخذنا في الصباح , غدا الساعة الثامنة سيلتقي ممثلو فرقة الوزاق الثلاثة وفقا للأتفاق الذي تم بيننا".
ونظر كلفن الى الفتاة الهيفاء الرشيقة التي أمتطت صهوة الحصان الرمادي بثقة تامة وبكل أسترخاء , وقال:
" أنك تبدين كفارس قوزاق".
وضحكت كيري وقالت:
" من رأى في حياته فارسا قوزاقيا بشعر أحمر؟".
" أنهم سيرونه الليلة ".
قالها بأبتسامة دافئة أرتسمت على شفتيه, وضحكت كيري مرة ثانية وأنحنت الى الأمام وتمتمت شيئا في أذن حصانها ثم لكزته برفق بكعبي حذائها وقالت مودعة .
" الى اللقاء هذه الليلة".
لم تكن هناك أي طريق أخرى للباحات تؤدي الى منزل دروين القديم المتعرش , وكان يعرف رسميا بممتلكات غيبلز وهي عائلة كانت تملكه من قبل , ولكن الآن فأن جميع السكان يعرفون أنه ملك عائلة دروين ويطلقون عليه أسم ( المنزل) ,وكانت هناك طرق وعرة تؤدي الى الأتجاه العام لمنزل ولكنها مجرد درب لا تصلح للنقل , وكانت عائلة دروين تملك سيارة متداعية من طراز قديم تسير على هواها فتسرع متى أرادت وتتوقف دون أنذار وقد أطلق عليها الأهلون أسم ( المفرقعة ) نظرا للأصوات التي كانت تصدر عنها وهذا ما دفع الشبان في العائلة الى أختيار الأحصنة كوسيلة للتنقل على الرغم من أن عددها قد تضاءل كثيرا في السنوات الأخيرة , وهكذا فأن سموكي حصان كيري , وبرنس حصان شقيقها ريك , هما الوحيدان اللذان بقيا في الأصطبلات التي كانت تعج في الماضي بأمثالهما , أما باقي أفراد العائلة , ريتشارد دروين الأب والسية مالور مدبرة المنزل العجوز الأيرلندية الأصل , وجودي فأنهم فضلوا أستعمال المفرقعة على الرغم من عدم الأعتماد عليها , وكان لجودي أسم آخر ولكن الجميع نسي ذلك الأسم حتى جودي نفسه لو سمع أحدا يناديه بذلك الأسم لما رد عليه , وكان عمله في المنزل غير محدد على الأطلاق , فمهماته على ما يبدو كانت تشمل كل شيء أبتداء من نزع الأعشاب الضارة في الحديقة وأنتهاء بمساعدة مالي في الغسيل أو القيام بوظيفة سائق عندما يوافق فرد من العائلة على المجازفة بحياته بركوب المفرقعة.
وكان ريك في الوقت الحاضر في أجازة من الكلية حيث كان يدرس فن العمارة أما كيري فقد بدأت في التفكير بمستقبلها ولكن تلك الأفكار كانت لا تزال مبهمة وفي حيّز التحضير , وبالنسبة الى ريتشارد دروين فقد كان فيما مضى عازفا على البيانو لكن حادثا وقع له أعطب أحدى يديه فأنعكف عن العزف وتحول بطيبة خاطر وبشجاعة أدهشت باقي أفراد الأسرة الى كتابة القصص البوليسية التي كانت غالبا ما تنشر , ولم يكن الدخل من تلك القصص كافيا لسد نفقات العائلة لو لم يكن هناك مدخول خاص آخر ولو ضئيلا.
وهناك مرغريت دروين , الأم , فقد توفيت عندما وضعت التوأم ولم يبق لها من فكر في المنزل سوى الصورة التذكارية المعلقة في مكتب زوجها وصورة أخرى معلقة في غرفتها الخاصة , وكان مستقبلها كراقصة باليه يبشر بالنجاح عندما ألتقت ريتشارد دروين ولكنها تخلت عن كل شيء دون تردد وفضلت الزواج منه , وعندما توفيت أسودت الدنيا في عيني ريتشارد دروين ولكنهما لبث أن كرّس نفسه كليت للعمل المنتج , فأستجمع كل أمكاناته وخصصها لتربية ولديه ولم يرض أن يتزوج مرة ثانية وبقيت ذكرى مارغريت مخيمة على المنزل كأنها فرد رابع في الأسرة قابعة في سكون ومضيفة على المنزل القديم شعورا بالدفء , وعلى الرغم من أن العائلة لم تكن في بحبوحة من العيش ولكنهم كانوا سعداء.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-05-11, 11:46 PM   #6

nor11

عضوة في فريق الترجمة

 
الصورة الرمزية nor11

? العضوٌ??? » 114349
?  التسِجيلٌ » Apr 2010
? مشَارَ?اتْي » 333
?  نُقآطِيْ » nor11 has a reputation beyond reputenor11 has a reputation beyond reputenor11 has a reputation beyond reputenor11 has a reputation beyond reputenor11 has a reputation beyond reputenor11 has a reputation beyond reputenor11 has a reputation beyond reputenor11 has a reputation beyond reputenor11 has a reputation beyond reputenor11 has a reputation beyond reputenor11 has a reputation beyond repute
افتراضي

باين عليها حلوة متبعاك يا قمر

nor11 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-05-11, 11:32 AM   #7

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وأنطلقت كيري بحصانها في أتجاه المنزل وهي تفكر بالثوب الذي أعدته خصيصا لسهرة تلك الليلة , لقد جاءت شركة أميركية للأفلام السينمائية لتزيد من أزدحام البلدة وأستأجرت كل حيز خال وغرفة ظلت شاغرة في الفنادق وبيوت الضيافة , حتى أن بعض أفراد الشركة دعي لقضاء فترة تصوير الفيلم في بيوت خاصة , وفي الواقع أن وجود نجم الفيلم بول دفرون في البلدة أبهج قلوب جميع الفتيات بأستثناء قلب واحد بالطبع , بينما حرك وجود النجمة السينمائية فالما كنت الشقراء الجذابة عواطف الرجال والشبان على حد سواء , وقد أستطاع منظم حفلة الكرنفال أن يقنع النجمين بحضور الحفلة لتقديم الجوائز لأجمل الأزياء وأكثرها غرابة , كما قامت ميرل كونورز أبنة أحدأبرز الشخصيات الأجتماعية في البلدة بترتيب يانصيب يتضمن جوائز قيمة لن يعلن عنها , وقد طلب من الجميع الأحتفاظ ببطاقات دخولهم المرقمة دون الأفصاح عن طبيعة الجائزة التي سيحصل عليهها حامل الرقم المحظوظ , ولم تتعب كيري نفسها في أختيار لباس السهرة , وأتفقت مع شقيقها ريك أن يذهبا بلباس القوزاق , في أي حال أن أحوال العائلة المالية لم تكن لتسمح لهما بشراء أزياء باهظة الثمن لذلك أختارا لباسين من زي القوزاق الذين كان بالأمكان أستعارتهما من الفرقة التمثلية التابعة للبلدة , وشعرت كيري أن الظلام بدأ يخيم على الطبيعة التي تحيط بها بعد أن غرقت الشمس في وهج من الألوان وراء التلال الأرجوانية المنخفضة , أنها فارسة ماهرة ولكنها الآن وفي غلالة المساء بدت وكأنها أنصهرت مع حصانها تسابق الريح كحورية خرجت من الأديم , وكان الممثلون والعاملون في الفيلم السينمائي منهمكين في تلك الساعة في جمع أغراضهم الخاصة للعودة الى ريلستون بأستثناء الرجل القصير النحيل الذي كان يتحدث الى الكولونيل تريفريل , فقد أسرع في سيارته الى مكان تصوير الفيلم حيث كان يتوقع مرور كيري فيه وهي في طريق عودتها الى المنزل , وكان على يقين من أنه سيسبقها الى المخيم بحيث يتسنى له مشاهدتها وهي تعدو على صهوة جوادها قبل أن تغيب عن الأنظار.
وفجأة رآها كالوميض وهو يهم بمغادرة السيارة بدون وعي صرخ مناديا : (بول) , وللحال سمع وقع أقدام خفيفة ورشيقة تقترب منه شبيهة برشاقة الفهد , ووقف رجل الى جانبه طويل القامة أسود الشعر والعينين , ولم يكن بول دفرون بحاجة الى من يوجه أنتباهه , لقد كانت حاسته المرهفة كافية بتوجيه أنظاره الى المشهد الرائع الذي بدا أمامه , كان طيف كيري الذي أندمج كليا مع الحصان يتلاشى رويدا رويدا في ظلال المغيب المتعانقة مع أنحدارات التلال الداكنة القريبة , لقد حدث كل شيء في ومضة عين كأنه طيف خرج من الأساطير القديمة قدم الأرض وترك فراغا كبيرا عندما تلاشى عن الأنظار , لقد أحس كل من بول وصديقه الأميركي النحيل أنهما كانا ينظران من خلال حجاب شفاف الى عالم من السحر والخيال وعندما غابت الفتاة عن أنظارهما شعرا وكأنهما فقدا شيئا لا يمكن التعويض عنه , وتنهد المدير الأميركي القصير وقال بحسرة:
" يا له من مشهد رائع خسرنا تصويره".
" هذه أمور لا يمكن ترتيبها مسبقا يا طوم , أنها تحدث بشكل عرضي".
وأبتعد طوم ماريوت وهو يهز كتفيه بشيء من اللامبالاة وقال:
" أعتقد ذلك وأتساءل عما أذا كانت هي الفتاة نفسها التي رأيتها في أصطبلات تريفريل؟".
" أية فتاة؟". قال بول مستفهما.
" أنها أجمل فتاة نارية الشعر رأيتها في حياتي ,كانت ترتدي ثوبا أسود اللون وقد بدا شعرها كلهيب بندلع منه".
" أنها دون شك لا تجهل ذلك التأثر ".
قالها بول بنبرته التهكمية المعروفة كلما تطرق الى موضوع النساء.
" لربما".
أجاب طوم وعاد الى سكوته وهو يحك ذقنه في حالة من الشرود , ولكنه عاد وقال:
" ستكون رائعة في دور ميتاني".
" هذا أمر يعود اليك أذا كنت تعتقد حقا أنها تصلح للقيام بذلك الدور".
وهز دفرون كتفيه مرة أخرى:
" ولكن عليك قبل كل شيء أن تجد بديلا لريتا لين وأعتقد أن فتاتك النارية الشعر لن تترك الفرصة تفوتها ".
" لست متأكدا من ذلك , قبل كل شيء علي أن أعرف من هي , وأظن أن الكولونيل تريفريل سيساعدني في ذلك".
" وماذا لو أن االفتاة الحمراء الشعر رفضت عرضك؟".
" في هذه الحال سأسألك يا عزيزي بول أن تقنعها".
وفجأة سمعا صوتا فضي الرنين يعلو من خلفهما , كانت فالما كانت أو فرونيكا جيمس بالنسبة الى الأصدقاء واقفة وراءهما تصغي الى حديثهما بكثير من الأهتمام.
" من بأستطاعته أن يقاوم وسائل أقناع بول دفرون؟".
ورد بول بجفاء:
" أعداد لا تحصى".
ولم يكترث طوم لما كان يدور حوله فأهتمامه كان منصا كليا على الفارسة وعلى الطرق التي يمكن أتباعها لأقناعها , فقال مقاطعا:
" هل رأيت الفتاة على صهوة الجواد؟".
" أجل رأيتها".
ردت فالما بصوت يختلف عن نبرتها السابقة , فقد أختفى منه الرنين الفضي الصارخ وأصبح أكثر نعومة , وتابعت:
" لن تتمكن من أعادة تصوير ذلك المشهد يا طوم , لقد كتنت تقود جوادها وهي سابحة في عالمها دون أن تعلم أن أحدا يراقبها ,في أي حال ما لذي جعلك تعتقد أنها الفتاة النارية الشعر؟".
وهز ماريوت كتفيه وقال:
" أنه مجرد شعور , وأيا كانت هذه الفتاة فأنها تركب الحصان بالطريقة نفسها التي رأيت فتاتي تمتطي حصانها".
" قد تكون قادرة على ركوب الخيل".
رد دفرون بصوته الساخر وأضاف:
" قد تكون فارستك في ظلال المغيب فتاة بدينة غليظة التقاطيع أو على العكس فتاة نحيلة مشدقة".
وضحكت فالما وقالت:
" كفى يا بول , أن طوم يحس بحدس قوي وهو لذلك سيقيم الأرض ويقعدها حتى يحصل على فتاته النارية الشعر وأذا كانت لا تعرف كيف تركب الخيل فأنه سيلقنها ذلك".
وزمجر ماريوت قائلا:
" أنها فارسة بارعة , أنا واثق من ذلك , لقد بدا لي أنها من رواد تلك الأصطبلات".
وخطت فالما نحو بول ونقرت ذقنه بأناملها البيضاء وهي تقول:
" أنك يا عزيزي بول لا تبدة غير مهتم كما تتظاهر".
وهز دفرون كتفيه بأستخفاف ولكن عينيه بقيتا تبحثان بصورة لاشعورية , حنايا التلال علّها تقع على الحورية الشاردة.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-05-11, 02:35 PM   #8

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

2- الرقص بين السحاب


أسترخت كيري قليلا وهي تقترب من المنزل الرمادي القديم وهو قابع في منخفض بين هضبتين , ومع أن جسرا ضيقا كان يصل بين ضفتي جدول صغير على بعد أمتار من المنزل , ألا أن كيري لم تكلّف يوما يوما مشقّة أجتيازه بل كانت تفضل ممرا ضحلا لأجتيازه دون عناء على صهوة سموكي , وعندما وصلت الى الطرف الآخر أخذ الحصان يخبو خبيا نحو الطريق الخاصة المكسوة بالحصى والأعشاب البرية والتي كانت فيما مضى مسورة بصف من الشجيرات المنسقة , وما كادت كيري تدخل ذلك الحيز حتى خرج جودي من الأصطبلات , كان في بداية الستينات من عمره ومع أن الشيب كان يخط شعره ألا أن قامته كانت مستقيمة , وتقدم جودي من الحصان وأمسكه بلجامه وهو يقول:
" سأهتم بسموكي يا آنسة كيري , لم يبق لديك متسع من وقت كي تستعدي للحفلة".
" شكرا يا جودي هل بدأ ريكي في أرتداء ملابسه للسهرة؟".
" نعم يا آنسة كيري , لقد كان يتخايل في مشيته هنا قبل دقائق وهو يرتدي زيه الغريب , وأعتقد أنه من الأفضل لكما الذهاب على صهوة جواديكما عوضا عن الأستعانة بخدمات المفرقعة".
وتوقفت كيري فجأة قبل أن تبلغ الباب , كان بريق عابث يتألق في عينيها الخضراوين وقالت:
" لقد طرأ لي فكرة جديدة".
ومالت برأسها المكلل بالشعر الناري الى جهة ووضعت سبابتها على فمها وقد غمرها شعور بالمؤامرة البريئة المليئة بالحياة , كانت كيري أشبه ببطل قصص الأطفال بان قادرة على نشر المرح الدائم أينما كانت وبشكل يكاد يكون خارجا عن المألوف , وسكان ريلستون تعلموا توقع حدوث أشياء غير مألوفة كلما غزت عائلة دروين البلدة للأشتراك في أحتفالات الكرنفال السنوية , ولكن مثلما أنبثقت الفكرة من مخيلتها فجأة أختفت الأبتسامة الصبيانية من شفتيها بسرعة البرق وعادت كيري الى واقعها بحسرة ظاهرة وقالت:
" أعتقد أن علينا ركوب المفرقعة فهي تسبغ علينا مظهر الكرامة في هذه المناسبات كما يقول أبي".
" أجل يا آنسة كيري".
وهرولت كيري نحو الباب بخفة ورشاقة وتسلّقت السلم الصغير المؤلف من ثلاث درجات , كان الباب مفتوحا كالعادة على مصراعيه فدخلت الى الردهة الكبيرة , وألقت كيري بسوطها على الطاولة الصغيرة وفتحت الخزانة الى أسفل السلم ومدت يدها الى الداخل وسحبت سيفين في غمدين معدنيين كانت قد أبتاعتهما من مخزن لبيع الأشياء الثديمة , وبكل أعتناء حملتهما الى الطابق الثاني وقرعت باب شقيقها , وللحال فتح الباب وأطل منه شقيقها التوأم , كان الشبه كبيرا بينهما بأستثناء شعره القصير وقامته الأطول ببضع أنشات , وكان ريك يستغل هذه الأنشات لمضايقة أخته والأعتزاز بقامته وهو أبن الثامنة عشرة , وما عدا ذلك وبأستثناء بعض المشاكسات التي كانت تقع بينهما فأن صلات وثيقة وعميقة كانت تربط بينهما أمتدت مع الزمن لتشمل كلفن تريفريل , وفي الواقع ما من أحد من الفتيان كان يعاملها على أنها فتاة وهذا ما ساهم كثيرا في تكوين تلك الصورة عنها , فهو لم يعرف يوما كيف يتعامل مع طفلة صغيرة ولكنه في النهاية وجد الحل المناسب عندما قرر معاملتها بالطريقة نفسها التي كان يعامل فيها شقيقها , ولما وصلت مالي الى المنزل وقعت في شراك الفتاة النارية الشعر ولم تتمكن منذ ذلك الحين من تغيير أي شيء في سلوك كيري الصبياني ولكنها كانت تشعر في أعماقها أن الفتاة لا بد أن تعود الى أنوثتها مع الأيام.
وهكذا ذهبت كيري الى المدرسة وأندمجت مع باقي الفتيات الى حد ما ولكنها كانت تتنفس الصعداء كلما عادت الى أرض المستنقعات , وكانت في أيام العطل المدرسية تهيم على وجهها في أنحاء البراري بحبة شقيقها وكلفن تريفريل الى أن تصطبع وجنتاها بحمرة ذهبية وتعشعش أشعة الشمس في شعرها المتهدل , وكان من الطبيعي أن تتعلم كيري ركوب الخيل منذ نعومة أظفارها وغالبا ما كانت تشاهد وهي تسيطر على هيجان سموكي بحركات ثابتة والأبتسامة تعلو شفتيها وشعرها الأحمر يتطاير فوق كتغيها ,ولم تكن كيري دروين شغوفة بالحرير والعطور ولا حتى بالعلاقات العاطفية كغيرها من الفتيات.
وقلبت كيري نظرها في أخيها وقد أرتدى سروالا أسود اللون وغضنت أرنبة أنفها بسخرية متعمدة وقالت:
" هدية عائلة دروين للنساء , أنهن سيقعن في حبك دون شك".
ونظر ريك الى شقيقته بغضب ورد قائلا:
" أنني على يقين أنك تخشين أرتداء فستانك كباقي الفتيات لئلا يقترب منك فرنك كونورز كما فعل في المرة السابقة".
" لا تخف , بأمكاني أن أوقف فرانك عند حده ".
ناولته السيف وتابعت:
" خذ سيفك يا أيفان الرهيب".
" شكرا , من الأفضل أن تسرعي في أرتداء زيك وألا تأخرنا عن الحفلة".
وهزت كيري رأسها وقد تلاشت أبتسامتها الساخرة وقالت:
" سأكون جاهزة بعد قليل ومن الأفضل أن أتناول شيئا قبل أن أذهب وألا فأن مالي ستغضب ,وبالمناسبة شاهدت اليوم فرس كيل الجديدة , سوف نذهب معا في نزهة غدا و .....".
ولم تكمل عبارتها وأسرعت الى غرفتها وهي تقول:
" سأخبرك المزيد في وقت لاحق".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-05-11, 05:18 PM   #9

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وعاد ريك الى غرفته فيما هبطت كيري السلم وهي تقفز درجتين معا بتوازن كامل لتجد أمامها مالي في أنتظارها لتؤنبها كالعادة.
" آنسة كيري , متى ستتصرفين كسيدة؟".
وضحكت كيري وأرتمت على مالي تعانقها وتشل كل مقاومة فيها وهي تقول:
" لن يأتي ذلك اليوم".
" أنك لن تتزوجي في حياتك يا طفلتي".
" وهذه هي أمنيتي , لماذا تتمنين لي هذا المصير البائس؟".
وأسرعت كيري الى المطبخ تتبعها مالي وبدأت في ألتهام الطعام الذي كانت مالي أعدته لها بسرعة , وأدركت كيري الألم الذي يحز في قلب مالي فقالت ملطفة:
" المعذرة يا مالي ولكنني في عجلة من أمري".
قالت مالي بقلق عميق:
" ماذا توين فعله أذا أنت لم تتزوجي؟".
كان التفكير بالزواج بالطبع غير وارد على الأطلاق , كما أن العلاقات العاطفية من المواضيع غير المحببة لديها , وبما أنها كانت تشعر برفض عفوي لهذه العلاقات فأن موضوع الزواج لم يطرأ على بالها أبدا خصوصا بعد التجربة المشمئزة التي حصلت لها مع فرانك كونورز والتي جعلت تلك العلاقة تتبلور بشكل نهائي في أطار من القرف والكره.
وكانت كيري لا تزال تذكر جيدا اللقاء المفاجىء الذي برز أمامها وهي في أحدى نزهاتها الخلوية في البرية , ومن الواضح أن كونورز كان يتعقبها منذ البداية وكانت الفرصة نادرة فلم يشأ أن تفلت من بين يديه , ولكن الأمور لم تجر حسب ما كان يشتهيه فرنك , فقد واجهته كيري بلا مبالاة متعمدة ولم ترق لها مغازلته الحميمة حتى أنها لم تستسغ كلماته المعسولة وفي لحظة ثورتها دفعته عنها بكل قواها فوقع السكين في الساقية التي كانت تجلس على ضفافها , ثم أسرعت الى حصانها سموكي وأبتعدت عن مسرح التجربة العاطفية الأولى وبسرعة الريح , كلا , قالت كيري في أعماقها وهي لا تزال تشعر بلمسات فرنك الخشنة أنها لن تعود أبدا الى مثل تلك التجربة الكريهة ولا حتى الى المغازلات الصبيانية البريئة.
" عليّ أن أختار مهنة ما".
ردت كيري بتصميم وأضافت :
" عندما أثرت الموضوع مع أبي في الماضي كان جوابه أنني لا أحتاج الى مهنة ".
ونظرت الى مالي وهزت رأسها بخفة وقالت:
" ولكن عليّ أن أعالج الموضوع معه ثانية في وقت لاحق وبشكل جدي , عليّ أن أحصل على ممارسة ما لأن والدي الحبيب لا يزال يعتقد بأنني سأغيّر رأيي في موضوع االزواج".
" ولكن يجب أن تغيّري رأيك".
ردت مالي بحنان:
" أنك لم تعودي طفلة وبأمكانك أن تغيّري رأيك".
" هذا لن يحدث , في أي حال , الحب هو شيء تافه للغاية".
ولم تيأس مالي فهزت رأسها وقالت بحكمة المسنين:
" لا تهزأي من الحب يا آنسة كيري , أنه الرابح في النهاية".
" ومن تقترحين علي الزواج منه؟".
سألت مالي بأبتسامة خبيثة.
وأستهلت مالي لائحتها فقالت:
" هناك كلفن تريفريل.....".
وأنفجرت كيري بضحكة عالية وهي تقول:
" بحق السماء! مسكين كيل , يجب أن أخبره بهذا الأمر , وفي أي حال أنه لطيف للغاية لكي يفكر بمثل هذه الأمور السخيفة".
" حسنا , هناك شبان آخرون ".
ردت مالي دون أن تعترف بالأستسلام وأضافت:
" الحب سيأتي في موعده , تذكّري كلامي".
" سأتذكره بعلامة كبيرة ,ولكن هذه الأمور لن تحدث".
عادت مالي وكررت قولها:
" تذكري كلامي , سيأتي رجل في أحد الأيام وهذا الرجل لن يتخاذل , وبعدها سنرى من سيضحك الضحكة الأخيرة".
وهزت كيري رأسها بخفة وهي تقف على رجليها وتتجه نحو الباب:
" شكرا يا مالي لفنجان الشاي".
وعندما دخلت غرفتها أنتزعت على الفور ثيابها بسرعة مدهشة وأستحمت وبعد فترة قصيرة أرتدت زيا قوزاقيا مماثلا لزي أخيها, وكالعادة أضفت نحافتها شيئا من الطول على قامتها وجاء اللون الأسود ليبرز تلك الرشاقة , ثم أنتعلت جزمتها القصيرة السوداء التي أستعارتها مع زيّها من جمعية تمثيلية محلية ومررت المشط في خصلات شعرها ونظرت الى نفسها في المرآة بشيء من عدم الأرتياح , وخرجت من الغرفة كأنها شبح أسود بمعطفها المتدلي على كتفيها ووقفت في أعلى السلم تنادي مالي بأعلى صوتها.
وللحال هرعت المرأة العجوز من مطبخها في الأسفل وهي تسأل:
" ما الخبر يا آنسة كيري؟".
" المعذرة يا مالي لأزعاجك , لقد أردت أستعارة بعض دبابيس الشعر فقط".
" سآتيك بها".
وعادت كيري الى غرفتها وأمتشقت السيف وهو الزينة اوحيدة التي لم تستعرها من الجمعية التمثيلية , وكانت كيري قد تمكنت من أقناع السيدة جونز العجوز وهي صاحبة دكان السلع القديمة من أرتها السيفين المعدنيين عندما شاهدتهما معلقين في واجهة الدكان , ودخلت مالي الغرفة ومعها قبضة من الدبابيس وضعتها على طاولة الزينة ووقفت تراقب كيري وهي تعقص شعرها بخشونة , ولم تكن مخطئة فقد بدت كيري بزيها الأسود وتسريحة شعرها أقرب الى الصبيان منها الى الفتيات ولكن ليس بالدرجة التي بدت عليها عندما كانت خصل شعرها النحاسية تتدلى بأسترخاء على ردائها الأسود.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-05-11, 06:50 PM   #10

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

" شعرك يا آنسة كيري سرحيه بطريقة أفضل".
تمتمت مالي بيأس :
" أنني أفضله هكذا".
ردت كيري بنبرة حازمة وسمع طرق على الباب , كا ريك في أنتظارها في الخارج , فصرخت قائلة:
" سأكون معك في الحال ".
وأندفعت نحو الباب وفتحته.
لم تتمالك مالي من التحديق بالتوأمين كانا يبدوان رغم السواد الذي يكللهما , جذابين للغاية , وفجأة سمعوا زمجرة آتية من طرف الردهة .
" دعوني ألقي نظرة عليكما".
قالها ريتشارد دروين بصوت أجش , وللحال ألتفتا على الفور وواجها والدهما بتكشيرة مماثلة أرتسمت على وجهيهما.
" حسنا , أتمنى لكما سهرة جميلة ".
قال الوالد وهو يغمز أبنته بطرف عينيه وأضاف:
" أرجوك يا كيري لا تظهري براعتك كثيرا في أستعراضات السيف".
وسددت كيري الى أبيها نظرة بريئة وقالت:
" مع الأسف لا أتقن لعبة السيف ولا أحمل قوسا وسهما هذه المرة".
ورد والدها بخشونة:
" لحسن الحظ أو لسوئه , القضية مسألة رأي , والآن تواري عن ناظري".
وأتكأ على الدرابزين وأخذ يسترق النظر الى جودي وهو في الردهة السفلى ثم ناداه بصوته الخالي من أية كياسة والخاص بعائلة دروين.
" هل أخرجت المفرقعة من المرآب؟".
" أنها معطلة يا سيدي".
وتدخلت كيري في الحديث وقالت :
" أنها سيارة خرقاء".
ونظر والدها أليها نظرة مؤنبة وقال:
" السيارة ليست موضوع سخرية , والآن كيف ستذهبان ال الحفلة؟".
وأعطى ريك الجواب بكلمة واحدة وهو يغمز شقيقته بتآمر متبادل:
" الحصان".
ولبرهة من الزمن أرتسمت على وجه الأب علامات التردد ولكن كيري سارعت الى النجدة وأضافت:
" أنها الطريقة الوحيدة أذا أردنا أن نصل في الوقت المحدد , وبما أننا سنقضي الليلة عند كيل فبأمكاننا أن نعود على جوادينا غدا صباحا , في أي حال أليس من الطبيعي أن يصل فارسان قوزاقيان الى الحفلة على صهوة جواديهما؟".
وهز العجوز كتفيه مستسلما وهو يعرف ولديه حق المعرفة وقال:
" حسنا ولكن أطلب منكما وعدا بشيء واحد فقط وهو ألا تصعدا السلالم وتدخلا الفاعة وأنتما على صهوة جواديكما , أن البلدة بكاملها تعرف كم أطوارنا غريبة ولكن لا تجعلا الأمر أسوأ مما هو عليه.
" بكل تأكيد ".
ردت كيري".
عندما وصلا الى منزل تريفريل كان كلفن في أنتظارهما , ولما رآهما على صهوة جواديهما وقف مذهولا دون حراك , ولكن كيري سارعت وشرحت له الموقف , ولبرهة أستمر كلفن في دهشته فاغر الفم ثم أستدار مسرعا الى خلف البيتوعاد بلمح البصر وهو يقود فرسه الذهبية.
كان سكان البلدة يمرحون في ضوضاء الكرنفال داخل القاعة ولكن وقع حوافر خيل آتية من بعيد أخذ يتناهى كالرعد الى زمرة من المدعوين كانوا خرجوا لتوهم من السيارة وحدقوا بأنظارهم الى الطريق الرئيسية.
الكولونيل تريفريل كان أول من حزر ماذا كان يحدث:
" أنهم القوزاق".
صرخ بصوت عال تغمره دهشة عارمة.
" القوزاق؟".
أعاد الصرخة بصوت مستفسر شاب أسمر اللون كان يقف الى جانبه:
" أنهم ثلاثة أبني كيل والتوأم كيري وريك ".
أردف الكولونيل:
" كنت على يقين أنهم يخبئون لنا مفاجأة جديدة هذه السنة".
وأقترب وقع حوافر الأحصنة من المجموعة الصغيرة ولم يقطع ذهولهم ألا صوت رئيس البلدية وهو يقول مبتسما:
" حادثة العام الماضي كانت مؤسفة حقا".
" وما هي تلك الحادثة؟".
سأله الشاب الأسمر نفسه فرد عليه الكولونيل تريفريل على الفور والأبتسامة تعلو شفتيه:
" جاءت كيري دروين بلباس روبن هود وبدون أنتباه أصابت بسهمها قبعة أرملة وقورة , ولدي شعور خفي أن كيري أصابت هدفها جيدا , فهي صيادة ماهرة بالقوس والسهم".
كانت عاصفة الحوافر قد أصبحت الآن على قاب قوسين منهم وظهرت الأحنة الثلاثة في منعطف الطريق وسط الأنظار المشدوهة العالقة بالمنظر الرائع الذي يرز أمامهم , كان الفرسان الثلاثة يقفون على صهوة جيادهم وأيديهم معقودة على خواصرهم بتوازن رائع , ولم تنس كيري وهي تقتحم الزمرة من النظر الى أفرادها قبل أن تبتعد عنهم.
كان الكولونيل تريفريل ورئيس البلدية وجهين مألوفين , ولمحت أيضا الرجل الأميركي القصير النحيل الذي رأته يتحدث الى الكولونيل عند مدخل الأصطبلات , وكان هناك أيضا مع هذه الشلة الممثلة فالما كنت بشعرها الفضي وعينيها الرماديتين الواسعتين ووجهها الرقيق الجذاب وقد أبرز تقاطيعه الفستان الداكن الذي كانت ترتديه , كانت الأبتسامة التي علت شفتيها تنم على الأستحسان والتقدير.
أما الشخص الذي كان يقف الى جانبها في لباس السهرة فلم يكن هو الآخر بحاجة الى تعريف , كان وجهه الداكن يبرز بشكل رائع بياض وجهها الشفاف, كانت سمرته تحاكي سمرة أهالي أميركا اللاتينية الجذابة ولكن عينيه السوداوين وقامته الرشيقة وتقاطيعه المصقولة كانت فريدة في نوعها , وفي الواقع كان بول دفرون من أصل فرنسي كندي , ولم تكد كيري تجتاز الزمرة حتى طارت قبعتها في الهواء وتدفق شعرها كالشلالات الثائرة فوق كتفيه , وبدون تردد شدت كيري لجام سموكي فتسمر الحصان في مكانه ورفع قائمتيه الأماميتين من عزم الصدمة في الهواء وسط غمغمة من الأصوات التي أرتفعت من الحناجر بخوف ورعب ثم أستدارت به نحو المجموعة على عتبة الباب , كانت قبعة الأستراغان المصنوعة من فرو الحملان الصغيرة قد أستقرت عند قدمي بول فأنحنى لألتقاطها وفي اللحظة نفسها سمع صهيل حصان رمادي يهدر في أذنيه ثم وغي لمح البصر أنحنت قامة من عل صهوته وأختطفت القبعة من تحت أصابعه , وفيما كانت كيري تتجه ثانية نحو الباب وهي تسيطر سيطرة كاملة على حصانها الجامح لمحت عينين داكنتين تحدقان بها وقد أختفت المسحة الساخرة منهما وتحولت نظراتها الى نوع من التحدي الذي قابلته بالمثل , وما لبثت أن لحقت برفيقيها اللذين كانا في أنتظارها , وأغمض طوم ماريوت عينيه وسأل بصوت خافت :
" من هي؟".
" أنها كيري دروين".
رد تريفريل على الفور.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:39 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.