آخر 10 مشاركات
موريس لبلان ، آرسين لوبين .. أسنان النمر (الكاتـب : فرح - )           »          النسيان (الكاتـب : jourouh - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          الطاغية - ساره كرافن - روايات ديانا ( إعادة تنزيل )** (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          الى اين الطريق.. (الكاتـب : مجهولة. القدر - )           »          لاادري مااكتب (الكاتـب : مريامي - )           »          القلب والروح والنفس تطلبها *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          انا طير .. (الكاتـب : المســــافررر - )           »          311 - لن ينتهي الرحيل - الكسندرا سكوت (الكاتـب : سيرينا - )           »          إن كرهتكـــــــ فلا تلوميني ... (الكاتـب : المســــافررر - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-05-11, 06:09 PM   #21

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


ألقت رينا نظرة على المكتب , لقد تغير تماما عما كان عليه أيام تيري , الزجاج والمعدن حل محل الخشب القديم والأرض فرشت بموكيت سميك والنباتات الخضراء تركت البصمات الأخيرة على الديكور.
تقدم لوجان لملاقاتهما وأشار لرينا بالجلوسعلى أريكة جلدية مريحة , وبقي واقفا أمامها مكتوف اليدين مستندا على طرف مكتبه.
سأل:
" هل رأيت هذا التغير؟".
" أنه ....... جميل جدا".
" ألا أستحق بعض المديح؟".
قالها ساخرا من نفسه , وبعد أن درس رد فعلها بدقة , سأل:
" هل هذا يضايقك؟".
أحست رينا بالخجل في أعماقها لأنه لم يعد هناك أي أثر من آثار الجو العائلي المريح الذي بدأ به مشروعهما الصغير , ولكن لفتت نظرها صورة معلقة خلف مكتب لوجان للشريكين واقفين بفخر بجانب النماذج الأولية , تقدمت رينا لتنظر اليها عن قرب وبعد لحظة شعرت بيدي لوجان على كتفيها , وقفز داني أمامهما :
" هذا أنت يا عم لوجان..... وأبي".
أجاب لوجان بهدوء:
" تماما لا يمكن أن أنفصل عن هذه الذكرى من أجل أي كان في هذا العالم".
أضاف ذلك وهو ينظر الى رينا , أستدارتلتجلس ورفعت داني على ركبتيها لتبدي ملاحظة بلهجة خالية من الأنفعال :
" كان المكتب بحاجة ماسة ليصبح حديثا".
أجاب:
" أنجيلا أيضا كانت مع هذا الرأي".
" أنجيلا؟".
" السكرتيرة الجديدة , ولم تكن مخطئة , فنحن نستقبل هنا الزبائن أكثر فأكثر ليجربوا معداتنا , وأحيانا نستقبل أعضاء مجالس أدارية".
" أذن , أنجيلا هي التي أهتمت بالديكور شخصيا".
أجاب وبارقة فرح في عينيه:
" نعم ".
قالت ساخرة وبمرارة:
" يا لها من جوهرة , أن هذه الشابة الجذابة بدون شك تمتلك الكثير من المواهب".
وبعد صمت وجيز قال لوجان بهدوء:
" أنت مخطئة في حساباتك عنها يا رينا".
أحمرت قليلا , وصرخ داني مطالبا بالرحلة التي طالما أنتظرها , صعد بسرعة الى الطائرة ذات المقعدين ولمعت الضحكة على ثغره , بقيت رينا واقفة أزاء الساحة تحرك يدها لأن أبنها يترصد أشارتها.
وعندما أرتفعت الطائرة وأنعطفت , أنزلت يدها وجلست على مقعد قديم وهي تكاد تموت من الخوف وأخذت تجفف عرقها.
بدت لها الحظات وكأنها تمر بلا نهاية قبل أن ترى ظهورالطائرة من جديد , شعرت بوجع في عينيها من كثرة تحديقها بالطائرة وهي تستعد للهبوط حتى أنها لم تنتبه لأنجيلا التي خرجت من المكتب ووقفت بجانبها , وعندما هبط لوجان بهدوء تنفست رينا بأرتياح.
سألت أنجيلا بصوت أنثوي وهي تقف خلفها وتتأملها بفضول:
"هل كل شيء على ما يرام يا سيدة كيمبل؟".
أجابت رينا بلهجة حيادية :
" نعم , أشكرك , فقط بدأت أتضايق من أنتظارهما...".
وبعد لحظة هرع داني نحو والدته مندفعا ليقص عليها الأنطباع الذي لا ينساه لأول تحليق له في الفضاء, وعندما أنتهى سأله لوجان:
" والآن , ما رأيك في أن تتذوق بوظة بالشوكولا ؟ أنها في البراد خصيصا لك".
صرخ داني:
" آه , نعم!".
" أذن , أذهب مع أنجيلا ريثما تعود أمك , فالآن جاء دورها".
أنقطعت أنفاس رينا وقالت معترضة:
" لا.... لا أريد.....".
لكن لوجان شدها من ذراعها , وصرخ داني:
" سأقول لك الوداع من هنا يا ماما كما فعلت أنت معي".
" لا أعتقد......".
" تعالي ( قاطعها لوجان , وبهدوء همس ) لا تخيبي أمل دان ".
أستكشف لوجان خوفها هذا....... ونصب لها هذا الفخ أمام أبنها لكي لا تستطيع التراجع.
أكدت لها أنجيلا بلهجة مطمئنة وهي تداعب شعر الصبي:
" سأهتم بدان يا سيدة كيمبل....".
لا شك أن أنجيلا موضع ثقة... تنهدت رينا بعمق وبذلت جهدا خارقالتتحكم في الرغبة المجنونة التي أنتابتها لتصخ وتولي هاربة.
مشت بجانب لوجان وهي تجر ساقيها المتصلبتين حتى الطائرة , وصورة تحطم الطائرة وزوجها المسكين تتراقص في مخيلتها.
ساعدها لوجان على الصعود , كأنها كانت في عالم آخر , حتى أنها لم تسمع كلامه المشجع , وبحركة آلية ربطت حزام الأمان بينما لوجان يتفحص مختلف المعدات ليساعدها على الراحة.
" أسترخي يا رينا , ثقي بي".
ظلت صامتة ولم يخترق هذا الصمت ألا صوت المحرك , أنتصبت رينا أكثر وهي تحس بالرعشة في أنحاء جسمها , وشدت على أسنانها عندما تحركت الطائرة بأتجاه ساحة الأقلاع .
" دان يشير لك مودعا , ردي عليه".
حاولت رينا بصعوبة أن تلمح طيف أبنها في رؤيتها الضبابية , وحركت يدها ثم أغلقت عينيها عندما أزدادت السرعة , وأخيرا وفي لحظة الأقلاع أحست بالأغماء , وعندما تجرأت وفتحت عينيها , رأت تحتها الحقل الأخضر والشريط الرمادي للطريق المحيط بالتلال أما الأسطح الحمراء والبرتقالية للمزارع فقد أضفت لمسة من الألوان الحية على المنظر.
وشيئا فشيئا أستعادت أسترخاءها , أنها لحظة السلام أو لحظة الأنتصار على الخوف , حقق لوجان هبوطا مشرفا ولكن في اللحظة التي مست فيها الطائرة الأرض عاد حادث تيري الى ذاكرتها بقسوة.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-05-11, 12:40 PM   #22

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

كان وجهها لا يفسر عندما مد لها لوجان يده ليساعدها على أن تقفز الى الأرض.
سأل:
" أنت على ما يرام؟".
" نعم".
وبعد جهد أضافت:
" شكرا يا لوجان".
أرتسمت أبتسامة خفيفة على شفتيه وتبعته رينا الى المكتب تجر ساقيها , كان داني يأكل لبوظة وهو جالس على كرسي وعلى صدره وحول رقبته فوطة ورقية , أما أنجيلا فكانت أمام األة الكاتبة , أبتسمت لهما بحرارة مما ضايق رينا وجعلها تشعر بنوع من التواطؤ بين لوجان والسكرتيرة.
قال لوجان مقترحا:
" ما رأيك أن نشرب شايا يا آنج؟".
آنج؟
ألقت رينا نظرة ساخرة على لوجان الذي رفع حاجبيه ممازحا , وهو يقودها الى مكتبه.
سألها دون أن ينظر اليها وهو واقف قرب النافذة :
" هل آلمك هذا؟ العودة الى هنا".
" نعم".
" مع أنك ستعملين في المؤسسة".
" كان يمكن أن أعمل في مكتب هاملتون؟".
" على كل حال , لا يمكن أن تتجنبي هذا المكان الى الأبد , هل أنت نادمة لأنك جابهت هذه الخطوة قبل الأوان؟".
" لا".
أستدار نحوها وتأملها بنظرات ثاقبة ثم أسرّ أليها:
" في الأسابيع الأولى , كان قاسيا جدا بالنسبة لي أن أتواجد هنا بدون تيري , وهذا بدون شك بسبب......".
تردد في أستكمال كلامه وهو يلقي نظرة دائرية على الغرفة , أدركت رينا ما يدور بخلده.
الديكور الجديد ساعده في أن يتحرر من الذكرى.
" الألم لا يمكن أن يدوم الى الأبد..........".
تابع باللهجة نفسها , وبشكل مفاجىء واجه لوجان رينا مستندا على كرسيها وأضاف:
" هذه الحقيقة تفيدك أيضا يا رينا , أنا متفائل , الحياة........".
قاطعته بسخرية :
" من المؤكد , أذا أستطعنا قول هذا.......".
" لا تتكلمي هكذا".
قاطعها لوجان بقسوة , ولكن رق تعبير وجهه عندما رأى داني يدخل.
" هل أحببت البوظة يا بني؟( سأله وهو يرفع له الفوطة) تعال معي لأغسل لك وجهك".
وأدركت رينا أنه أرتاح لهذا الأنقطاع.... في هذه اللحظة دخلت أنجيلا تحمل صينية الشاي.
قالت رينا بأدب:
" شكرا , هذا لطف منك".
أبتسمت أنجيلا وخرجت , عاد لوجان مع داني , وشرب الشاي بهدوء وهو يراقب لعب الصغير.
" حان الوقت لنعود ( قالت رينا بعد فترة) شكرا يا لوجان".
" بدون شكر , أرجوك ( أجاب بسخرية ) لقد سررت بهذه الزيارة".
ثم رافقهما الى السيارة , وبعد أن أغلق الأبواب أنحنى على الشباك المفتوح وقال:
" ما رأيكم أن نذهب الى البلاج سوية يوم الأحد ؟ يجب أن نستغل حرارة الجو".
بدأ داني يقفز على المقعد فرحا بينما أجابت رينا:
" سأفكر بذلك".
أضاف بصوت منخفض:
" من أجل دان يا رينا".
" لا ترغمني ( قالت بسخط ) ولن أستسلم للمساومة".
" لا تشوهي الأشياء يا رينا , فالدعوة كانت بسيطة".
" وجّه الدعوة لداني أذا كان يسرك ذلك , أنا لن أذهب".
" لقد وجّهتها لكما أنتما الأثنين".
فهم داني عدم الأتفاق , وبدأ بالبكاء وبشد كم والدته , ولم تعرف رينا كيف تتخلص من تصرفاته وتابعت:
" قلها بشكل آهر , ترفض أن تأخذ داني بدوني".
هز كتفيه وتوجه الى داني :
" يكفي هذا يا دان , أهدأ , وألا لن آخذك".
توقف داني على الفور , وهذا ما أثار رينا أكثر لأن سيطرة لوجان أكثر تأثيرا من قمعها الشخصي.
تابع لوجان:
" نعم أم لا؟".
لم تعد تجرؤ أن تبدي أعتراضها فأبنها ينظر اليها مرتعشا , ألتفتت الى لوجان وأشارت له برأسها علامة الموافقة.
" سأمر أذن في الثامنة والنصف , سأحضر كل شيء معي".
ولم يضف كلمة أخرى بل تراجع الى الوراء وأنطلقت رينا , قالت في نفسها أن هذه السعادة البادية على ملامح داني تثمّن بهذا الأستسلام.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-05-11, 01:07 PM   #23

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

4- الأميرة وأبنها.........

في هذا الفصل كان البحر ما يزال باردا , فسبحوا في مسبح يموّنه مياه البحر الدافئة , ثم زاروا حديقة الحيوان وأحواض الأسماك حيث لعب داني مع الدرافيل والبطارق والدببة البحرية بسعادة وفرح.
وأخيرا ذهبوا الى الكورنيش ليتناولوا طعامهم ومن هناك شاهدوا حركة الميناء حيث تبدو المراكب وكأنها مصغرة بالمقارنة مع ناقلات البترول العملاقة الراسية في أحواض الأرصفة.
فتح لوجان صرّة الدجاج المشوية واللحومات الباردة والسلطة ولم ينس أن يحضر زجاجات العصير .
علّقت رينا:
" يا ألهي , أنها لوليمة".
" أكنت تفضلين الشاي التقليدي؟".
قال ساخرا وهو يمد لها كأس الشراب ويرمقها بفضول , فأدارت وجهها متضايقة.
سأل لوجان بخشونة:
" لماذا تأخذين موقف الدفاع ؟ مم تخافين؟".
تمتمت رينا:
" لا أعرف ما أحدثك به".
" بلى , تعرفين".
أجاب والأنفعال واضح في صوته ثم أضاف:
" عليك أن تتخلي عن هذا المظهر المقاتل , سأتوصل ذات يوم لأفحامك".
فوجئت رينا ورفعت رأسها فرأت في وجه لوجان تعبيرا غريبا غير مقرؤ , فأستدارت بسرعة لتتحدث الى داني.
وبعد أن تناولوا طعامهم ذهبوا الى الشاطىء , ومكثوا فترة جالسين في السيارة أمام البحر , يتأملون الأمواج التي تتكسر على الصخور وتنشر رذاذها , كما شاهدوا هواة التزلج وهم يمتطون عرف الأمواج , وعلى الرمل أسرة تلعب بالكرة , أضافة الى بعض المتنزهين.
هذه الحركة المستمرة بهرت رينا وجعلتها تتأمل الرجل الجالس الى جانبها : يداه على المقود , وساقاه ممتدتان تلامسان ساقيها , أستدارت الى الخلف مدهوشة من صمت داني فرأته يغط في نومه على المقعد , ألقى لوجان هو الآخر نظرة الى الخلف مداعبا بأصابعه وجنة رينا التي تراجعت بعفوية فطرية ثم قال:
" ما رأيك أن نتمشى قليلا؟".
" فكرة جيدة".
قالتها وهي تشعر بأنها لم تعد قادرة أن تحتمل أكثر من ذلك أقتراب لوجان منها في هذا المكان المغلق والخانق.
سحبت رينا يدها من يد لوجان الذي كان قد أمسكها بعد أن فتح لها باب السيارة بهدوء لكي لا يستيقظ داني , ثم أنحنت لتخلع صندلها , مشيا بصمت على صوت الأمواج التي تقذف أشكالا متنوعة من الأصداف البحرية أخذت رينا واحدة منها ووضعتها في جيبها.
قال لوجان معلقا:
" يا لها من رشاقة مذهلة , أما زال لديك مكان في جيوبك رغم ضيق سروالك....".
أحمرت رينا وأجابت:
" هل هذا نقد؟ ألا تعجبك ملابسي؟".
" على العكس , تعجبني كثيرا , أتريدين أن تعرفي السبب ؟".
أجابت فورا :
" لا".
أنفجر لوجان ضاحكا:
" جبانة , تخافين من أن تسمعي مديحا".
" لا تفسد جمال هذا اليوم , من الأفضل أن نعود من أجل داني".
تنهد لوجان بيأس وتبعها مقطب الوجه , ولدى أقترابهما أستيقظ داني وأبدى رغبته في أن يبني قصرا من الرمل وفورا أستجاب العم لوجان لتنفيذ طلباته , عندما فتح صندوق السيارة وأحضر له دلوا ومجرفة , وأنهمك الطفل في مشروعه سعيدا غير مكترث بالكبار.
قالت وهي تجلس على منشفة:
" لقد فكرت بكل شيء يا لوجان".
أشار بحركة عصبية وقال بحزم:
" سأسبح".
حاولت رينا أن تركز أنتباهها على طفلها , ولكنها لم تستطع أن تقاوم أختلاس النظرات الى ذلك القد الفارع البرونزي الذي يصارع الأمواج بقوته , وعندما خرج من الماء حاولت ألا تعيره أهتمامها فألقى بنفسه بينها وبين داني ونقاط الماء ما زالت تنساب على جسمه الأسمر.
هذا الجسم الرجولي القوي جعلها ترجع بذاكرتها الى تيري فتحركت بعصبية:
" هل هناك ما يزعجك؟".
هزت رأسها نفيا , وأتجهت لتجثو بجانب طفلها لتشجعه على ما قام به من عمل.
قال داني مفاخرا:
"سأبني الآن جسرا".
وفي هذا الأثناء توقفت سيدة عجوز مع زوجها أمامهم لتبدي أعجابها بعمل داني , فقالت :
" يا له من طفل رائع , أنه يشبهك , ولكنه لم يرث شيئا من والده".
وبحركة آلية نظرت رينا الى لوجان ولمحت بريقا خبيثا في عينيه وهو يراقب رد فعلها بمرح , وبعد قليل قام الثلاثة بنزهة على الشاطىء , وكان داني يمشي أمامهم فرحا بكل ما يجده من قواقع وأخشاب وظل لوجان يشرح له عن كل ما يثير أهتمامه وأعجابه .
" أنظر الى هذه الزهرة يا دان ( وأشار بأصبعه الى شقائق النعمان البحرية) أنها في الحقيقة حيوان يبتلع الأسماك".
وقرب لوجان أصبعه من الزهرة , فأطلق داني صرخة أعجاب وهو يشاهد التويج ينغلق على الفريسة.
" هل هذا يؤلم يا عم لوجان؟".
" لا ويمكنك أن تجرب".
أعاد داني المحاولة وهو يقهقه فرحا ثم أمسك سمكة وقربها من الزهرة , وعندما رآها تنكمش داخل القوقعة قال:
" يا له من حيوان مضحك".
" هناك بعض الناس يفعل تماما مثل هذا الحيوان ( أكّد لوجان ) يحتمي داخل درع واق من الصعب أخراجه منها".
صرخ داني ضاحكا:
"ولكن الناس ليس لهم قواقع".
" يصنعون لنفسهم قوقعة في بعض الأحيان".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-05-11, 01:35 PM   #24

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وفي طريقهم الى السيارة سأل لوجان:
" هل تريد أن أحكي لك حكاية هذا الجبل؟".
" نعم أرجوك".
" تقول الكاية أن هذا الجبل كان واقعا في غرام هضبة جميلى فقرر أن يترك السلسلة الجبلية ويأتي الى شاطىء المحيط لكي يغرق فيه يأسا من حبه".
" لكن الجبال لا تمشي يا عم لوجان".
" بلى , ولكن في ذلك العصر وفي الليل فقط وتستعيد ثباتها في الصباح".
ضحكت رينا بطيبة قلب ولكنها أحست فجأة بالخوف من نظرات لوجان ,وعندما جلسوا في السيارة قال داني:
" قصة أخرى لم سمحت يا عم لوجان".
" سأحكي لك الآن قصة حقيقية وستعجب والدتك بالتأكيد".
فكر عدة لحظات ثم قال:
" منذ حوالي مئة وخمسين عاما , كانت هناك أميرة شابة , وذات يوم هاجمت أحدى القبائل الغازية قريتها , وبعد معركة وحشية أحرقوا القرية مع السكان وكان لهذه الأميرة طفل , ربطته على ظهرها وهربت من فتحة مطلة على البحر سابحة بأتجاه المكان الذي نحن فيه الآن , لمحها بعض الأعداء وأطلق عليها النار , ولكنها أستطاعت أن تصل الى الشط رغم جرحها المميت , وتضع أبنها بين الأصدقاء قبل أن تموت , ثم كبر هذا الطفل وأصبح جميلا وقويا , وبعد ذلك ملكا شديد القوة ".
قال الطفل :
" أرجو أن يكون قد أنتقم لأمه وقتل هؤلاء الأشرار؟".
أجاب لوجان:
" أعتقد كان الناس قساة في ذلك الزمان".
علّق الطفل :
" حسنا".
ضحكت رينا معترضة وقالت:
" قد يكون أقام السلام مع أعدائه وسامحهم؟".
" ربما ( أجاب لوجان وهو يتفحصها بشكل غريب ثم ختم كلامه بحزم قائلا) من أجل أبنها , لم تتردد الأميرة أن تضحي بحياتها".
" أن أية والدة تفعل نفس الشيء ( ردت رينا منفعلة من المعاني المستترة وراء القصة) أنها لم تفعل ألا واجبها بكل بساطة".
تابع لوجان:
" لم يكن لديها خيار , لولا شجاعتها وعظمة روحها لقتل أبنها أو أسر , ولكنني لا أؤمن بفضيلة التضحية التي لا معنى لها , وأنا أرى بأن السيدة كريمنز موضوعية جدا في آرائها".
تفحصته رينا بدهشة وتمعن , يبدو أنهما ثرثرا كثيرا في ذلك المساء الذي خرجت فيه مع روبرت.
أحمرت رينا , وتابع لوجان:
" من المؤكد أنها على حق , أنك بحاجة أن تتقاسمي حياتك مع رجل وأن تمنحي داني أبا جديدا".
" بعني أنني لا أعرف كيف أتدبر أموري؟ ( سألت وهي تحس بلسعة قوية) وبالتالي فأنا أم غير صالحة".
" لا تكوني سخيفة ( قالها بصوت منخفض ) ولكن لا يمكن أن تحلي محل الرجل , ولديك ما يكفي من الذكاء لتقيمي وزنا لنفسك أنت بالذات".
قالت :
" بما نك لم تسترح لأختيار روبرت لنتون فقد يكون لديك شخص آخر تقترحه علي".
قال بعبوس :
" نعم , أنا".
أنفجرت ضاحكة مصعوقة من المفاجأة بينما تقلصت أسارير لوجان , وصرخ داني سعيدا يسأل والدته عن سبب سعادتها وضحكها , أما لوجان فقد ركّز أنتباهه على الطريق وترك رينا تحاول أن تجد جوابا لداني.
بعد ذلك حاول لوجان ألا يتحدث كثيرا مع رينا , بل أكتفى بالحديث معظم الفترة مع داني.
نام الطفل قبل وصولهم الى المنزل , أخذه لوجان بحنان بين ذراعيه وحمله الى السرير وتحرك داني وهو نائم فداعبه لوجان قائلا:
" لقد عدنا الى المنزل يا دان".
فتح الطفل عينيه وتمتم:
" بابا لقد عدت".
أمسكت رينا أنفاسها وتجمد لوجان للحظة , ثم تماسك وسحب الغطاء على الطفل , أستدارت رينا وتوجهت كالأنسان الآلي الى الصالون بعيون دامعة , هل كانت مخطئة عندما شرحت لداني موت والده , بأنه صعد الى السماء ولن يراه بعد الآن على الأرض , ولكنهم ذات يوم سيجتمعون مجددا جميعا والى الأبد ؟ أنها غالبا ما تحدثه عن والده لأنها كانت تريد أن تبقى صورته حية في قلبه , فهل جعلته تعيسا بتذكيره في معظم الأحيان بحياتهم العائلية...
توقف لوجان عند العتبة وتفرس فيها بأمعان وسأل:
" هل أنت بخير؟".
أكدت بصوت غريب ووجه شاحب:
" طبعا".
"دان , أخذني كوالده.....".
" كان نصف نائم , أو أنه يحلم".
وخلافا لعادته بدا لوجان مترددا عندما قال:
" أتعرفين بأنني لم أكن أمزح عندما طلبت منك الزواج؟".
جحظت عينا رينا , وخفق قلبها بجنون , وأحست بدوار وبضعف ومن غير وعي قالت:
" من المؤكد أنك لم تكن جديا".
" بلى , وأنت تعرفين ذلك".
تمتمت بصوت مقطوع مع أبتسامة عصبية :
" أنت.......".
سأل بلهجة قلقة ومهذبة:
" هل هذا يضحكك؟".
" لا , سامحني , ولكنني بساطة لا أفكر بالزواج مر أخرى؟".
" صحيح؟ أما أنا فأن رغبتي كبيرة في أن أؤسس بيتا".
وبسخرية بادية على ملامحها ردت:
" أبدا لا يمكنك أن تحل محل تيري سواء بالنسبة اليّ أو الى داني".
أرتجف لوجان :
" لا أفكر أن أكون كذلك".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-05-11, 07:33 PM   #25

بنوته عراقيه

نجم روايتي وعضو بالسينما ورئيسه تغطيه و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارThe Vampire Diaries

alkap ~
 
الصورة الرمزية بنوته عراقيه

? العضوٌ??? » 9075
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 23,449
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » بنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

يعطيك العافيه اموله على البارت

بنوته عراقيه غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 25-05-11, 09:05 PM   #26

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

أبتسمت بمرارة:
" أنت تندفع بواجباتك أتجاهنا أبعد من اللازم".
" أن عرضي لا علاقة له بالوعد الذي قطعته على نفسي أمام تيري , وأنت تعرفين ذلك جيدا".
ثم قطب وجهه وتابع وهو يرمقها بنظراته الحادة:
"أفكر قبل كل شيء بسعادتي يا رينا , حاولي أن تفهمي بشكل جيد , أريدك بكل كياني منذ الحظة الأولى للقائنا , يوم زواجك , وعلى كل حال , لا أعتقد أنك تجهلين ذلك ,وأنا لا أخفيه عنك".
أرتجفت رينا وعضت شفتيها .
تنهدت:
" ماذا لو قبلت من أجل داني فقط؟".
" أن هذه الأعذار لا تكلفك شيئا وتدعو للسخرية , وأنت تعرفين ذلك منذ نظرتنا الأولى يوم زواجك".
قالت بأزدراء :
" الأنجذاب الحسي وحده لا يكفي".
" لكنه ليس غلطا كأنطلاقة أولى على الأقل , هل أحبك تيري روحيا فقط؟".
قالت بعصبية:
" دع تيري خارج كل هذا".
" موافق تماما ,أنه يشكل حاجزا بيننا".
قاطعته رينا بغضب أكثر:
" أنس هذا الموضوع , شكرا لهذا العرض الجميل , ولكنني أرفضه".
قال بعد صمت ثقيل:
" فكري بالموضوع".
" لن يتغير شيء".
" لأنك تعتبرين أنك ما زلت متزوجة من تيري؟".
قالت متذمرة من ألحاحه:
" بالتأكيد".
" ولكن يمكن للأشياء أن تتبدل كما يمكن أن نستفيد منها"." ولكنني أرفض ذلك".
" أعرف , وكل المشكلة تكمن هنا , أنك تفضلين أن تظلي حبيسة ذكرياتك وأحزانك بدلا من أن تعيشي الحياة".
" لقد دخلت في جولة خاسرة يا لوجان".
" أنا لم أخسر بعد , ولكنني لا أتخلى عن الأمور بسهولة".
" وبعد رحيله ألقت بنفسها منهكة على الأريكة ولكن كلماته الأخيرة ما زالت ترن في رأسها كاللازمة , تكررها وهي ترتجف ( لم أخسر بعد..........).
وبعد عدة أيام مرض داني وفي ليلة ساءت حالته وأشتد سعاله , ولم يستطع التنفس , أسرعت والدته تطلب طبيب العائلة الذي لامها لأنها لم تلقحه ضد الدفتريا وعاشت كابوسا حقيقيا.
وعندما نام الطفل في الفجر أنسلت من غرفته منهكة منهزمة نفسيا , أنه لمن القسوة أن تتحمل وحدها هذا القلق المرعب.... آه لو كان ايري بجانبها ليرعاها بحنان لكن مع الأسف.......
ذهبت الى المطبخ لتعد الشاي , شربت كأسين ولم تستطع أن تبتلع لقمة واحدة وهي تترصد أي صوت يمكن أن يصدر عن غرفة داني.
قفزت مسرعة لترفع سماعة الهاتف خوفا من أن يوقظ رنينه داني وقالت بصوت لاهث وغاضب:
" آلو؟".
" يا لهذه السرعة ( صرخ لوجان ) أذن أنت صاحية؟".
" لم أنم تقريبا ( أجابت بصوت منهك ) ماذا هناك؟".
تجاهل سؤالها وسألها بدوره:
" ماذا حدث؟".
بدأت :
" داني............".
ثم توقفت , لم تعد تستطيع أن تكمل جملتها .
" رينا ماذا حصل؟".
حاولت أن تتكلم لكنها لم تستطع , أستندت الى الحائط , وغطت وجهها براحتيها ثم أنفجرت بكية.
وعندما أستعادت توازنها أتصلت بلوجان ولم يجبها أحد , من المؤكد أنه في طريقه اليها.
كان عليها أن تتماسك قبل وصوله , توجهت الى الحمام لترتب شكلها , وعندما رن جرس الباب مسحت وجهها من الدموع , وذهبت لتفتح له , فوجئت بالسيدة كريمنز بقميص النوم وعلى وجهها مظاهر القلق.
" أتصل بي السيد ثورن , هل أنت بحاجة لمساعدة؟".
" لا لزوم لأن تتعبي نفسك يا سيدة كريمنز , لقد أمضيت ليلة تعيسة جدا بسبب داني , ولا بد أن لوجان أحس بحزني وجن جنونه".
جلست السيدتان في المطبخ ورينا تروي لها ما حصل.
" كان عليك أن ترسلي في طلبي".
" خفت أن أزعجك".
" كنت على صواب عندما نصحتك بأن تتخذي لنفسك زوجا جديدا , لا يمكن أن نواجه أعباء الحياة وحيدين".
" ربما.........( تنهدت رينا ) يجب أن أرتدي ثيابي , لا بد أن لوجان في الطريق".
" نعم هذا ما قاله لي".
" أشكرك جدا , كل شيء سيتحسن عندما.......".
" عندما يحضر السيد ثورن , أعرف , ماذا سيحل بك بدونه , لماذا أذن لا تتزوجينه ؟ أنه يحبك كثيرا".
بدا لرينا هذا الكلام منطقيا حتى أنها باتت تتمناه ....... أغتسلت بسرعة ولبست ثيابها , ولكنها خافت عندما رأت شحوب وجهها فوضعت لمسة من الكريم وأحمر الشفاه لتخفي مظاهر الأرهاق , قطعت زينتها وذهبت لتفتح الباب.
" ما كان عليك أن تتعب نفسك يا لوجان".
سأل بقلق:
" ماذا حدث؟".
حكت له بأسهاب عما حصل , وما كادت تنهي كلامها حتى طلبها داني بصوت مجروح .
لقد بدا وجهه أحمر , وأصبح تنفسه أكثر طبيعية رغم الشهيق.
صرخ:
" عم لوجان , أريد أن أرى العم لوجان".
أقترب لوجان وربت على وجهه بلطف وأنحنى نحوه.
" هل فحصك الطبيب ؟ أخبرني".
قال داني بفخر:
ط نعم وحقنني بأبرة".
تركت رينا أبنها لحضور لوجان المريح وأتجهت الى المطبخ , ألتحق بها لوجان بعد قليل.
" لقد نام".
قدمت له القهوة.
" أجلس , هل تريد أن تأكل شيئا؟".
" أفضل أن تأكلي أنت , أن سحنتك.......".
" كالخارجة من القبر ( أكملت عنه ) غالبا ما تقول لي هذا , يا لها من فكرة غريبة أن تتزوج من أمرأة على هذا الشكل".
ألقت عليه نظرة , وسألته بهدوء:
" بالنتيجة , هل غيّرت رأيك بهذا الشأن؟".
أجاب بهدوء أكثر:
" ليس الى هذا الحد , وأنت؟".
وكأنه يستجوب نظراتها , قالت :
" أنا , بلى , أذا كنت ما زلت متمسكا بعرضك , فأنا جاهزة.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-05-11, 09:28 PM   #27

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

5- لحظة األألم والراحة

ظل لوجان يحدق دون أن يرمش له جفن , هل يصدق ما سمعه؟ وبعد فترة قال بهدوء:
" لقد أمضيت ليلة مرهقة ومخيفة , وهذا ما جعلك منهارة القوى وتشعرين بحاجة لأن تعتمدي على شخص ما".
ثم توقف لحظة ليتابع:
" أنك تتحدثين الآن تحت تاثير التعب , ولكنني سأستغل ذلك , ولا تعتقدي أنه يمكنك التراجع عندما تستعيدين شجاعتك".
" لا أعتقد , لكن أذا حصل شيء من هذا فلن تجبرني على التمسك بألتزامي".
" أتعتقدين ذلك؟ ( قال بأسلوب تحذيري) أنت مخطئة على ما أرى".
أرتجفت من لهجته هذه وصرخت بأبتسامة طفيفة :
" أنك ترعبني , أشرب قهوتك قبل أن تبرد , وقل لي لماذا أتصلت بي باكرا؟".
" كنت سأقترح أن أصطحب داني معك لو أردت لنقوم بتجربة جديدة في تسميد الأراضي الزراعية لكي يألف الطيران , ولكن دعوتي جاءت في غير موقعها".
" مرة أخرى؟".
أجابت بشكل مبهم , خيم صمت ثقيل , وشعرت رينا بأنها مفرغة تماما من كل مقاومة وأنفعال.
" ماذا هناك هل بدأت تندمين؟".
" لا , متى تريد أن تحدد موعد الزواج؟".
" أسرع ما يمكن , الوقت اللازم لترتيب الضروريات ...... خلال أسبوعين على ما أعتقد؟ هل هذا يلائمك؟".
" أنا.... لا أعرف .......يجب ..... أن نجعل داني يقبل الفكرة".
" ليست هناك أية مشكلة من هذه الناحية".
" كيف ؟ عم وزوج أم لا يشكل بالضرورة نفس الشيء بالنسبة اليه".
" علاقتي به لن تتغير , أنا متأكد".
وبعد تردد تابعت رينا الحديث:
" هل ستسكن معنا هنا؟".
" لا".
قالها بنبرة ضيق.
" مع أنه قد يكون من الأفضل , من أجل داني".
" لا , ( كررها بحزم) لن نتركه في شرنقة طوال حياته , من ناحية أخرى لا يمكن أن أبدأ حياتي الزوجية في البيت الذي ضمك مع تيري مهما كلّف الثمن".
" حتى في بيتك لا يمكننا أن نهرب من الذكريات".
" أعرف ( ثم وضع يده على أصابعها المتقلصة ) ليس في ذهني أن أمحو الماضي يا رينا , تيري كان غاليا جدا بالنسبة الينا نحن الأثنين , وقد تكون هذه هي العاطفة المشتركة الوحيدة التي بيننا في هذه اللحظة بالذات .... ولكنني مقتنع بأننا سنبني معا سعادة مستمرة......".
قالت بأنزعاج :
" أنت واثق كثيرا من نفسك".
قال برقة:
" نعم , وهذا لا يعجبك أليس كذلك؟".
" أذا قبلت الزواج منك فهذا بكل بساطة من أجل داني , أنه يحبك كثيرا , وبحاجة اليك , وآمل أن تتفهم ذلك؟".
تمعن فيها بصمت ثم قال بتعبير مبهم :
" نعم يا رينا ولن أتوهم ..... أي شيء آخر".
قالت بعناد:
" أذن الأمور واضحة".
" أعرف أمكانياتي وقدراتي أكثر مما تعتقدين..".
قالها بسخرية , وبحيرة وأرتباك تحاشت نظراته الثاقبة.
" عليّ أن أتركك الآن , سأعود مساء لأطمئن عن دان وسنتابع الحوار".
رافقته الى الباب , يبدو عليها الضيق والخوف.
" لا تقلقي , ستسير الأمور على ما يرام , أعدك بذلك".
وقبل أن يخرج تأملها طويلا ثم أنحنى وعانقها بأنفعال , هزت رينا شعرها وكأنها تريد أن تمحي الأحساس بالأحتراق وأغلقت الباب .
عندما عاد لوجان عشية اليوم كان داني ممددا على الأريكة أمام التلفزيون منهمكا في رؤية الفيلم المعروض , همس لوجان:
" هل أخبرته شيئا؟".
" لا , ليس بعد , لدينا الوقت".
هز رأسه وتركها ليجلس بجانب داني , وذهبت الى المطبخ لتعد القهوة.
وعندما عادت كان لوجان قد أقفل التلفزيون في نهاية الفيلم , وكادت أن تقلب الصينية عندما سمعته يقول:
" لدينا ما نقوله لك يا دان...... هل يسعدك أن تتزوج والدتك؟".
فكر دان بالسؤال وهو يقطب حاجبيه.
" بدلا من والدي؟".
أبتسم لوجان بحزن وأجاب:
" بشكل من الأشكال نعم , أنت تعرف أنه ليس هناك من يسهر عليكما بعد وفاة والدك , وأنا متمسك بأن أقوم بهذا الدور , والدتك موافقة , وأنت ما رأيك؟".
أجاب داني لجدية وبعد تفكير:
" أنها فكرة حسنة".
ربت لوجان على ظهره بمحبة وقال:
" رائع , وهل يرضيك أن تعيش في منزلي؟".
" وماما أيضا؟".
" طبعا".
" أوافق أذا كنت تصنع لي أرجوحة".
" أعدك بذلك".
وبعد أن نام داني وقفت على عتبة الصالون ونظرت اليه ببرود وبدأت :
" ما كان يجب ...... لماذا سبقتني ؟ هل لتمنعني من أن أغيّر رأيي؟ لا أود أن اوحي بأنك ترغمني على ذلك يا لوجان".
" كل الطرق ظريفة , في الحرب كما في حالة الحب".
نهض وهو يتفحصها بنظرات ملؤها الرغبة.
قالت رينا:
" لا أريد أن أحاربك يا لوجان , على العكس , أريد.......لكن ...... كنت أحب تيري كثيرا ( وتمتمت ) لا أستطيع......".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-05-11, 06:59 PM   #28

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

أكمل ساخرا :
" أن تحبينني أيضا؟ لا تنزعجي يا رينا , سبق وقدمت لي الكثير , يكفيني هذا حاليا".
" أنت متساهل جدا".
" لا... أنا واقعي".
" لست مغرما بي , أليس كذلك؟".
قال بحدة:
" ولكن هذا لا يكفي ( حدّجها بنظرة متعالية وساخرة) تعالي هنا أيتها الحمقاء".
حاولت أن تهرب لكنه أسرع يمسكها وهزها فبدأت تضحك.
" هذا الأحتشام لا معنى له , أرجوك , نحن مخطوبان , لا تنسي ذلك".
" هذا لا يعطيك الحق........".
لكنه قطع باقي الجملة بعناقه , حاولت أن تبقى سلبية وأن تتنكر لحقيقة أحاسيسها , ولتحمي نفسها , وحاولت أن تدفعه عنها , ثم فجأة توقفت عن المقاومة , وأسترخت كأنها في حلم .
نطق لوجان بكلمات غير مفهومة , وكأن العالم الخارجي بدأ يضمحل دائرا في رأسها كموجة من الدخان.
ومن خلال أجفانها المغمضة شاهدت الغرفة تتراقص في مساحة ضبابية , وفجأة شء ما فرض نفسه على رؤيتها , أنها صورة تيري الموضوعة على زاوية المكتب , وكأنها تراقب المشهد , أطلقت رينا صرخة وأرتجفت أشمئزازا , وفورا رفع لوجان رأسه عندما دفعته رينا وهي تنتحب بشدة.
ألتفت حول نفسها وبدأت تعيد ترتيب ثوبها لتخفي خجلها وألمها.
" ماذا حصل؟ ( سألها مذهولا تماما) بحق السماء أجيبي".
" أنت...... تستعجل الأمور , أنا......... أنا لست مستعدة لكي.....".
" ولكنك لم تكوني كذلك منذ دقيقتين ( تقلّص وجهه وأكّد بهدوء أكثر ) لم أكن أنوي أن أتجاوز الحدود معك , هل تخافين مني؟".
" لا ....... لكنك تريد... أن توصلني الى نقطة اللاتراجع , أليس كذلك؟".
" هذا توصلنا اليه , ووعدتني بالزواج".
" ربما تكون بحاجة الى حجة أقوى ... قد لا تثق بي....".
" السؤال ليس هنا , أجد صعوبة في مقاومة حدة رغباتي , أعترف بذلك , لكن أذا كنت تفضلين أن تضعي الخاتم في يدك...".
" وهل في هذا غرابة؟".
" هذا يتوقف على أسبابك , هل كنت بريئة قبل زواجك من تيري؟".
صرخت وهي محمرّة من الأنفعال:
" هذا لا يعنيك".
لمع بريق ساخر وقاس في زرقة عينيه وقال:
" بدون شك , ولكن هذا يساعدني على الأقل في أن أفهم الموقف الراهن".
" كيف؟".
" لأنني سأعزو هذا الى هواجس أخلاقية , وليس الى الرغبة في دفع ما لا بد منه الى أبعد ما يمكن".
" السببان غير مستبعدين , وغير متناقضين ".
نظرته المتفحصة الرجولية أثارت في أعماقها أستغرابا غامضا وصوفيا.....
أستدارت برأسها خوفا من أن تنقل اليه أفكارها , وعندما نهض سألته بشيء من الأستغراب:
" أذاهب؟".
" ولماذا أبقى؟ يبدو أن وجودي يضايقك".
أمام الباب ودّعها بنظرة خالية من التعبير , وظلت بدون حراك.
" الى اللقاء".
قالها وهو يختفي في الظلام.
وبعد تلك الليلة , أحترم لوجان تحفّظ رينا , ولم يعد يقوم بأية محاولة من هذا النوع رغم لقائهما اليومي.
وفي يوم جمعة تزوجا بين مجموعة من الأصحاب وقررا أن يسافرا في شهر عسل وجيز لا يتجاوز الثلاثة أيام لكي لا يبقى داني طويلا في رعاية السيدة كريمنز.
رتبت كل الأشياء في حقائب كبيرة ليسهل نقلها , منزل كيمبل سيباع مع العفش فور عودتهما من السفر , وستعيش مع أبنها في هاملتون عند لوجان.
ولحفلة الزفاف لبست رينا ثوبا من الحرير المزين بزهور مفضضة بطريقة تبرز قدها الممشوق مع طرحة من الدانتيل تناسب تسريحة شعرها.
أحست بالذنب وبخوف شديد عندما وضعت خاتم تيري في علبة المجوهرات التي كان قد قدمها لها في عيد ميلادها.
وفي الكنيسة ركزت أنتباهها على الكاهن لكي تهرب من نظرات لوجان المركّزة والباردة التي تسبب لها هذه الرعشة وهي ممسكة بذراعه , وعندما وضع الخاتم في أصبعها أزدادت رعشتها , وبيد مرتجفة ,وقعت عقد الزواج مستخدمة للمرة الأخيرة أسم كيمبل.
وظل داني عاقلا طيلة مراسم الزواج , وعندما نزلوا الى الممر الرئيسي همس داني لدى مرورهم:
" أنتما متزوجان الآن؟".
" نعم".
أجاب لوجان ضاحكا , وأمسك الطفل بيده الأخرى ,وخرج الثلاثة معا.
مسحت السيدة كريمنز دموع الفرح وألتقطت بعض الصور للذكرى , وفي المطعم الذي ذهبوا اليه لتناول الطعان مع الأصحاب , لم تأكل رينا ألا القليل , ولكن عصبيتها بدأت تتزايد.
وفي كل مرة كانت تحاول أن تموّه حزنها وتطيّرها , كانت تعود الى الواقع مصدومة من حدة نظرات لوجان وقساوة تعبير وجهه.
تمسكت بذراع لوجان لكي لا تفقد توازنها وهي في طريقها الى الغرفة التي أستأجرها لتبديل ملابسهما قبل السفر.
وقف لوجان يراقب تحركاتها المرتبكة بأبتسامة ساخرة.
سألت بأنزعاج:
" هل هناك ما يضحكك؟".
" أنت , هل زواجك مني سبّب لك كل هذا الخوف؟".
نظرت اليه بأزدراء ودخلت الحمام لتبدل ثيابها , وعندما خرجت رأته واقفا قرب النافذة وكأنه تائه في أفكاره.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-05-11, 07:52 PM   #29

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وعندما خرج بدوره من الحمام , ورأت جسمه البرونزي ذا العضلات ,حول نظرها الى الناحية الأخرى.
" هل تريدين أن تودعي دان هنا؟".
" نعم , أشكرك".
" سأذهب لأحضاره".
نادته:
" لوجان".
" نعم؟".
أسدلت جفنيها وأسرّت اليه:
" حاول أن تفهمني .....ليست هذه هي المرة الأولى بالنسبة لي , ولا أستطيع أن أمنع نفسي من أن أتذكر ......سامحني أذا........ أذا لم تمر الأمور حسب رغبتك لأن هذا ليس من السهولة حتى بالنسبة اليك أيضا".
بقي لحظة صامتا ثم أجاب:
" اليوم لم ينته بعد".
لم يكن داني قلقا بسبب سفر والدته مما سبّب لها راحة وألما , هزّ يده مودعا مع السيدة كريمنز , بينما كانت السيارة تبتعد.
قالت رينا:
" يبدو أنه سعيد".
" نعم , بالنسبة اليه كل شيء يجري على ما يرام".
أخذا طريق الجنوب لأن لوجان كان قد أستأجر بيتا ريفيا على ضفة نهر يبعد قليلا عن الطريق , وعندما أطفأ المحرك صعقت رينا من شدة الهدوء.
وضعا الأمتعة في الخزائن وأعدّا وجبة من اللحم والسلطة وأكلا في صمت قبل أن يخرجا للنزهة.
ضباب سحري غطى البحيرة ساعة الغروب , وموجات تضرب بهدوء جوانب النهر , زقزقة العصافير تتردد من شجرة لأخرى , أوراق الأشجار تحدث حفيفا مع نسمات الليل , وغناء لا متناه للزيزان يملأ الفضاء.
لفت أنتباهها صوت في البحيرة , فأشار لوجان الى سمكة تقفز خارج الماء ثم تعاود الهبوط الى الأسفل.
" أتحبين الصيد؟".
وهزت رأسها:
" وأنت؟".
" نعم وعندي مشاريع للأيام التالية".
تابعت المشي بتؤدة على الرمل الأبيض دون أن تطرح أي سؤال , أحست برطوبة الهواء وأقشعر جلدها.
" أتشعرين بالبرد؟".
سألها وهو يحيط متفها بذراعه , وعندما حضنها توقفت وبدت نظراته المتأملة وكأنها تطرح سؤالا أصم , لم تعرف بماذا تجيب فخفضت عينيها.
" رينا.......".
شدّها اليه , رفعت يدها بهدوء وطوقت عنق لوجان , كرر أسمها تمتمة وهو يضغط أصابعها واحدة واحدة.
وعندما بدأ يداعب شعرها برقة أطلقت تنهيدة أنشراح مرتعشة وأحنت رأسها بحركة ودية.
النجوم تتلألأ راقصة خلف أجفانها المغمضة , وهمس النسمات للأوراق يرن في أذنيها.
لم تعد تحس برطوبة الليل وشعرت بالدوار , فتشبثت به وكأنه نقطة الأرتكاز الوحيدة في عالمها المقلوب , وتحت لمساته أستيقظت كل أحلامها المكبوتة .
وعندما أبتعد رغما عنه أرتجفت ولم تعد تتمكن من التحكم في أنفعالاتها.
" هيا لنعد الى المنزل؟".
" نعم".
مشت مترنحة حتى المنزل وعلى العتبة حملها الى غرفة النوم .
وعلى السرير أبتسم أبتسامة المنتصر , خلع حذاءه ثم صندل رينا.
ألقت برأسها , وأغمضت عينيها بصمت بينما كان لوجان يهمس بأذنها:
" يا لك من جميلة , آه ..... رينا , أردتك منذ زمن بعيد .... منذ اليوم الأول وأنت أيضا أليس كذلك؟ أحببتني منذ البداية.....".
فجأة أنطفأت النار التي كان قد أشعلها فيها وصرخت بصوت متحشرج:
" لا ( وأزاحت رأسها لتتخلص منه ) لا , هذا غلط , كنت أحب تيري وحده , ولم أشعر بشيء أتجاهك".
" سامحيني , ما كان عليّ أن أقول هذا , أنسي كلامي , أنسيه أرجوك , الحاضر هو الذي يهمنا".
ظلت الكلمات تطن في رأسها ولم تعد تتأثر وأصبحت جسما بلا حراك , حاول لوجان بيأس أن يعيدها الى كثافة اللحظة السابقة , لكن ذلك كان عبثا , وعلى الأقل تحملت أن يحتضنها وهي ترشح غضبا , وحقدا , لأنه لم يتوصل أن يقاوم نار هيامه , ثم وفي صمت مر سمعته يلعنها وهي ممددة كالمشلولة.
نهض وأرتدى ثيابه وخرج صافقا الباب.
بقي غائبا ساعات طويلة , وفي الفجر عاد بهدوء ولكنه لم يدخل الغرفة , وبعد عودته بقليل غطت رينا في النوم بعد كل هذا الأنهاك.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-05-11, 09:33 PM   #30

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

6- شهر العسل الدامع.......


عندما أستيقظت رينا في التاسعة صباحا كانت الشمس تملأ الغرفة , وكان الصمت يعم المكان بأكمله.
كان لوجان قد نام عدة ساعات على الأريكة في الصالون قبل أن يخرج.....
توجهت رينا الى المطبخ لتعد وجبة الأفطار , وبعد قليل ظهر لوجان على مدخل الباب وقد بدت على وجهه مظاهر الهم .
" صباح الخير ".
" صباح الخير ( أجابها وهو يدخل ) هل أستطيع مساعدتك؟".
" كل شيء جاهز".
جلست الى الطاولة , وجلس لوجان دون أن يعيرها أنتباها , وظل فترة طويلة يأكل بصمت وهدوء ,وكأن هناك ما يشغب تفكيره.
قالت:
" الطقس جميل , هل سبحت؟".
" نعم , الماء رائع".
لم ترد ونهضت لتسخن الماء.
" هل تفضل الشاي أم القهوة؟".
" سيان , رينا بخصوص الباراحة......".
قاطعته وكأنها غير مبالية :
" كم قطعة سكر تريد؟".
" تعرفين عادتي تماما".
قالها بخشونة , وقف وراءها وأمسكها من كتفيها وأجبرها أن تواجهه , تخلصت رينا منه بحركة عصبية وتراجعت الى الوراء وصرخت جزعة:
" لا تلمسني".
أشتعلت في هينيه ثورة , عض شفتيه , وبذل جهدا كبيرا ليتماسك وتابع:
" رينا , الأحباط الذي حصل البارحة , أتحمل مسؤولياه بالكامل ........ أنها غلطتي ..... لقد تصرفت...... كرجل بدائي".
" وهذا رأيي أيضا".
قالتها بعنف وهي مسرورة من رؤيته حائرا ومرتبكا.
" أقدم كل أعتذاري وأسفي".
" هل تعتقد أنك تستطيع ترتيب الأمور بهذه الطريقة؟".
قالتها بتهكم وأزدراء .
" لا , ولكنني الآن اشعر بضرورة ذلك , ولأصلاح الخطأ لا أرى ألا أمكانية.....".
" لا......".
قاطعته بسرعة وهي تدير رأسها وقال:
" أعطيني فرصة , أرجوك , يجب أن ينجح زواجنا".
" أتطالب بحقوقك الزوجية ؟ حسنا , لا أتنكر لهذه الواجبات.... وأنت لا ترحم عندما تقرر شيئا , أليس كذلك ؟ أردت أن تتزوجني مهما كلف الثمن , وهذا ما حصل , مع أنني حذرتك سلفا من أنني وافقت فقط من أجل داني , وأنت تدّعي بأنك لا تعلق أية أهمية على أسبابي , مع 1لك أرجو ألا تنساها يا لوجان , فمن أجل سعادة أبن تيري أنا مستعدة لأتحمل أي شيء".
" رينا لا تلعبس دور الضحية , كوني واضحة وصريحة , أنت لم تضحي من أجل دان , الرغبات نفسها تسكننا نحن الأثنين , لولا كلامي التعيس ليلة البارحة لأستسلمت لي كلية".
" لا تخادع يا لوجان , من المؤكد أنك تتمتع بشيء من الجاذبية , وكثرة التجارب , ولكن من الممكن لأي رجل آخر أن يوقظ فيّ ردود الفعل نفسها , ليس من الصعب أن تغوي أمرأة حيث يظل الحس ظامئا ...... أنني أتألم كثيرا من وحدتي الروحية , وأعترف بذلك من دون خجل , أردت أن تملأ هذا الفراغ المرعب وهذا يكفيك على ما يبدو , ولكنني حذرتك من أنك لن تخلف تيري في قلبي ولن أحبك بالطريقة نفسها , ولكن داني بحاجة الى أب ومن أجله رضيت أن أخضع لمتطلباتك , هذا هو السبب الوحيد لتصرفي".
أحس لوجان بمرارة لم يعرفها من قبل وأجاب ببرود شديد:
" لا أفكر أن أحل محل تيري , أحتفظي بذكرياتك الجميلة , هبي قلبك لهذه الذكريات أذا كان هذا الشيء يرضيك ولكنني سأكون ذلك الذي ... يتقاسم معك الحياة".
صدمت رينا وتمتمت :
" أنت بالفعل رجل بدائي".
" شكرا , هل تريدين برهانا آخر؟".
قالها بدون رحمة , شحبت رينا وتقلصت ثم أجابت:
" أكرر لك , لن أمنع نفسي عنك".
" ومن خلف جفنيك المغمضين تتابعين التفكير بتيري , وهل ستتابعين تمثيل لعبة البرود وقتا طويلا يا رينا؟".
شدّها بقوة , وأجبرها أن تنظر اليه , ولكن أمام لامبالاتها وعيونها الغارقة في المبهم قال:
" في الوقت الراهن أفضل ألا أجاريك في هذا الفصل , ولكنك لن تستطيعي الى الأبد أن توزعي فكرك بين رجلين".
تركها فجأة ثم خرج وهو في ذروة أنفعاله وسقطت رينا على الكرسي ورأسها بين يديها , لقد أمضيا شهر عسل غريبا , نام لوجان في الصالون في الليلتين التاليتين , وبعد أن يتناول أفطاره يخرج كل يوم ليمضي يومه في التجذيف , طلب مرة من رينا أن ترافقه ولكنها رفضت , نادرا ما يتكلمان ألا لتبادل الكلمات الضرورية بأدب تام كغريبين تماما , قامت رينا بنزهة طويلة على شط البحيرة وحيدة وأخذت حمام شمس على الرمل.
صباح الأثنين أخذا طريق العودة وتوجه لوجان مباشرة الى منزل رينا ليحضر متاعها , دخلت لمنزل الفارغ وفي قلبها غصة , جو غريب من الهجران يخيم على المكان ويعكس أنطباع الحزن والأسف , في غرفة النوم جمع لوجان الحقائب وعاد ليضعها في السيارة , وبحزن كبير توقفت رينا في الغرفة غير قادرة أن ترفع عينيها من على السرير الذي تقاسمته مع تيري... وللمرة الأخيرة تأملت المكان لتثبت الصورة في ذاكرتها , وعندما عاد لوجان وجدها على وشك البكاء , وقف على العتبة وقد أكتسى وجهه بقناع لا يفسر , وبدون أية كلمة تركها لوداعها الصامت.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:24 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.