شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.rewity.com/forum/f202/)
-   -   102 - لعبة الحظ - جانيت ديلي - ع.ق ( كتابة / كاملة ) (https://www.rewity.com/forum/t162926.html)

أمل بيضون 15-05-11 06:11 PM

102 - لعبة الحظ - جانيت ديلي - ع.ق ( كتابة / كاملة )
 
102- لعبة الحظ - جانيت ديلي - روايات عبير القديمة

الملخص




أن تكون المرأة مستقلة برأيها ومشاريعها , معروفة بقدرتها في السيطرة على أعصابها وعواطفها , شئ جميل تتمناه كل أمرأة , لكن أن تكون باردة القلب مثلجة العواطف يهمها في الحياة مصالحها فقط......فأن الحب سيكون صعبا عليها دون شك.
أليزا سيدة بكل معنى الكلمة وهي التي طلبت يد زكاري بخلاف العادة. صحيح أنها أشترطت زواجا لايعدو كونه عقدا بلا أرتباط , لكن الوقت والغيرة برهنا لها العكس , وشيئا فشيئا توترت مفاصلها ودب الحب في كل انحائها فتورطت وقامت تهيئ حقيبتها للفرار....

يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفييجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي

تميمة الحب 15-05-11 10:51 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

anvas 16-05-11 01:15 PM



تسلمين على روايه المثيره للآهتمآم
ومدري كأني قآريتنها او اني بس قريت الملخص
لكني متاابعه معك الغلا اول بأول
مووفقه..^^



أمل بيضون 16-05-11 08:22 PM

1- أريد زوجا






جلس الشاب بأرتياح على كرسيه أمام حوض السباحة التابع لأحد الفنادق الفخمة , وراح يتأمل الجسم البرونزي للفتاة المستلقية قربه , وقال بعد لحظات:
" من المؤسف أن تكوني ولدت بمثل هذه الطبيعة المتحجرة , لأنك لن تجدي أي صعوبة على الأطلاق في الحصول على زوج ..... ولك مثل هذه هذا الوجه الجميل الجميل وهذا الجسم الرائع".
ظلت عيناها مغمضتين لرد وهج الشمس عنهما , وقالت:
"نسيت أن تضيف كلمة عن ثروتي , يا مايكل , وأود أن أذكّرك أيضا بأنني لم أولد بمثل هذه الطبيعة الباردة المتحجرة , أمضيت سنوات طويلة من العمل الجاد والقاسي قبل أن أكتشف حسناتها وميزاتها".
عاد يتأملها من رأسها حتى أخمص قدميها , ويركز نظراته حول القطعتين الصغيرتين اللتين كانتا تغطيان جزءا يسيرا من جسمها الجميل , تأمل وجهها الجذاب , وشعرها الأشقر الذهبي , وبشرتها الرقيقة الناعمة , أطلق ضحكة خفيفة دفعتها الى فتح عينيها, ثم قال لها بدون أن ينظر اليها:
" مسكينة أنت يا ليزا! حصّنت نفسك الى هذه الدرجة أتجاه الرجال , ولكنك مضطرة للزواج من أحدهم!".
جلست أليزا فرانكلين بعصبية وقالت له بحدة ظاهرة:
" لا أجد في ذلك ما يسليك أو يرفّه عنك!".
تأملها لحظة ثم قال لها بلهجة ساخرة:
" ما بالك , أيتها العزيزة ؟ والدتك هي المخطئة , أليس كذلك؟".
" كانت والدتي أمرأة قديمة التفكير الى حد بعيد , وكانت تعتقد أن المرأة لا تكون مكتملة ما لم يكن لديها رجل!".
ضحك مايكل وعلّق قائلا:
" وتزوجت خمس مرات لتثبت ذلك !".
" كانت أنسانة غبية..... أمرأة ضعيفة الأرادة تتعلق بالرجال بسرعة ..... سخيفة لا يهمها سوى العطور الفواحة والمناديل المطرزة! أدركت كم كنت أكره فصول الصيف التي أمضيها مع روي ومارغريت ..... وكانت بسيطة لدرجة أنها أقتنعت بآرائها وذكرت في وصيتها أن كريستين يجب أن تكون في عهدتهما ورعايتهما!".
" بالأضافة الى الثروة الطائلة التي.......".
" لا يهمني المال أبدا , وأنت تعرف ذلك , ترك لي أبي ما يكفيني, ولهذا السبب جعلت من كريستين وريثتها , لن تتمكن الطفلة المسكينة من التمتع بأي جزء من هذه الثروة نتيجة لتسلط مارغريت وروي عليها , كان عليك أن تشاهد نظراتها عندما تركتها أمس , اللعنة ! ماذا سأفعل؟".
أجابها بخبث واضح:
" لا أدري سبب حماسك وعصبيتك , أوردت أمك في وصيتها نصا واضحا يقول أن الفتاة ستصبح في عهدتك أذا تزوجت , الحل أذن بسيط للغاية .... ما عليك ألا أن تتزوجي".
أرادت أن تصرخ في وجهه وتقول: أبدا ! ولكن نظرات كريستين الحزينة تراقصت في مخيلتها وجعلتها تخنق تلك الكلمة في حلقها , تململت في مكانها وقالت:
" نيت الشرط الذي يقول أنني مضطرة للعيش مع زوجي المرتقب سنة كاملة في أقل تقدير , لو لم تكن قريبي , يا مايكل , لتمكنت من حل جميع مشاكلي , لا يمكنني حاليا أن أفكر بتمضية سهرة واحدة مع رجل , فكيف سأتمكن من العيش مع شخص أثني عشر شهرا!".
" أنك تتحملينني لسبب واحد فقط وهو أنني لا أحاول أرضاء أنانيتك وغرورك كما يفعل الآخرون , أنني أعرفك مذ كنت طفلة صغيرة تركضين حولي كجرو صغير, أتصوّر أن سخريتك تسليني ..... وكذلك ثروتك!".
ردت عليه أليزا بنبرة هادئة وباردة , وتتسم بالعصبية البالغة , قائلة:
" لا تحاول أغاظتي يا مايكل , أنت في السادسة والعشرين ولا تكبرني ألا بعامين فقط , أنك مرافق مناسب لي , وتعجبني أحيانا روحك المرحة , أما ما يهمني أكثر من ذلك كله أنك لا تعرضني لمشاكل الحديث المؤلم عن الماضي وأحزانه".
" ألا تشعر فتاة الثلج بأي عاطفة أطلاقا أتجاهي؟ من الأفضل لك , يا عزيزتي , أن تجدي لنفسك زوجا قد ترتاحين اليه بعض الشيء , أوه كم أحب أن أراك زوجة لرجل متسلط قاسي يضربك مرتين كل يوم!".
" أمسح هذه الأبتسامة الخبيثة عن وجهك , فأنا لن أتزوج أحدا ما لم أشعر أنني أنا التي ستكون صاحبة القرار , والشخص المهيمن في البيت".
وقفت أليزا بحدة ثم أبعدت خصلات شعرها عن وجهها , وأضافت قائلة:
" هل حجزت طاولة للسهرة الباريسية , كما أوصيتك؟ أم أنك أنفقت المبلغ على طاولات القمار , كما فعلت ببقية المبالغ التي أعطيتك أياها منذ وصولنا الى نيفادا؟".
" لا يا سيدتي العزيزة ! أطعت أوامرك وحجزت أفضل طاولة في القاعة".
وقف بقامته الممشوقة التي تزيدها بضعة سنتيمترات وقال:
" سأمر عليك في الثامنة والنصف , كي نتمكن من تناول العشاء قبل حفلة الحادية عشرة".
وفيما أستدارت لتذهب , سألها بهدوء:
" ماذا ستفعلين بالنسبة لكريستين؟".
أجابته بلهجة حادة وقوبة , وبعنفوان واضح:
" سأجد زوجا! سيكون شخصا مرموقا ومن أحدى العائلات العريقة , لن أتزوج شخصا حقيرا يسعى وراء الثروة والشهرة , وأتحمل بالتالي ضحكات الناس وسخريتهم , حتى من أجل أختي!".

أمل بيضون 17-05-11 08:05 PM

لم تنتظره كي يعلق على جملتها , بل توجهت على الفور الى غرفتها وهي تسير بعزة واثقة...... متجاهلة بأزدراء نظرات الرجال وملاحظاتهم , كان تجاهلها التام لأهتمام الرجال بها حافزا قويا لهم على القيام بمزيد من المحاولات لكسب رضاها ومحبتها , ألا أن عدم أهتمامها لم يكن مصطنعا أو مفتعلا, بل حقيقيا ونابعا من الصميم.
لم تشعر أليزا بأنها تخلصت من النظرات الخسيسة والكلمات المقززة , ألا عندما أستلقت في حوض حمامها وغطت نفسها حتى العنق بالماء الساخن والصابون المعطر , خرجت من الماء , ولفت جسمها بمنشفة بيضاء كبيرة , ثم جلست أمام المرآة تنظر بعينين زائغتين الى نفسها , تذكرت أليزا أنها تمنت مرة واحدة فقط لو أنها ولدت كفتاة عادية بعيدة كل البعد عن هذا الجمال الباهر , ولكن ذلك التمني زال بسرعة , لأنها هي تحب الجمال والأشياء الجميلة.... ولأنها كانت ستمقت نفسها لو لم تكن بمثل هذه النضارة وهذا البهاء , وأدركت لتوها أنها لو كانت فتاة بسيطة عادية , لكانت بالتأكيد ذات طبيعة رومنطيقية سخيفة تجعلها تتأوه وتتنهد كلما شاهدت رجلا وسيما أو جذابا.
لا , أنها لا تقبل بذلك , ولهذا , تمكنت بنجاح من أن تسيطر على هذه المشاعر والأحاسيس الغنية , وأبتسمت بمرارة , وبشيء من المرح في الوقت ذاته , عندما أدركت مدى أمتنانها لوالدتها في تحقيق ما توصلت اليه من سيطرة تامة على عواطفها , أنفصل والداها عن بعضهما عندما كانت طفلتهما الوحيدة في الثالثة من عمرها , وبعد سنتين تقريبا قتل والدها في حادث سيارة , تعلقت طويلا بصورته وبما كان يرمز اليه من أبوة وحنان , ولكن تعداد الأزواج في حياة أمها جعلها تفقد الثقة بالرجال وبالزواج على حد سواء , بدا لها في حداثة سنها أنها ستمضي طوال حياتها في عهدة مارغريت وروي لتفسح المجال أمام شهر عسل جديد أو طلاق جديد.
كان الصيف وهي في سن الخامسة عشرة أكثر الأوقات عذابا وألما في حياتها , تعرضت خلاله لصدمة لم تشهد لها مثيلا من قبل , كان زوج أمها الثالث ثريا كبقية الأزواج , ولكنه أبدى أهتماما خاصا بالصبية التي بدأت تظهر عليها معالم الأنوثة بشكل ملفت للنظر , كان يأخذها كل يوم تقريبا في رحلة بحرية , بينما تبقى أمها على الشاطىء , لأنها لم تكن تحب البحر كثيرا , وأحست أليزا في أحدى تلك المرات يتحوّل جلي وواضح في أهتمامه بها.
كان يوما رائعا هدأ فيه الهواء وموج البحر ,ولم تسمع خلاله سوىأصوات الطيور التي كانت تحلق في الفضاء , تمددت أليزا على شطح المركب الشراعي الكبير , وهي ترتدي ثوب سباحة من قطعتين أبتاعته لها أمها في العام السابق , تذكرت كيف أقترب زوج أمها وراح يحدق بجسمها النامي بأعجاب ورغبة , وتذكرت كيف شعرت آنذاك بأستغراب تحوّل فجأة الى خوف وذعر , لأنهما كانا وحيدين وعلى بعد حوالي أربعة كيلومترات عن الشاطىء , جلس قربها وطلب منها بصوت أجش أن تحل شعرها من العقدة التي ربطته بها , فعلت ذلك وهي خائفة الى درجة كبيرة , مد يده وأخذ يداعب الخصلات الشقراء الذهبية , لاحظت أن في الأمر شيئا مريبا وغير طبيعي , فحاولت النهوض ..... ولكنه وضع يده الأخرى وأرغمها على البقاء ممددة أمامه , ثم أقترب منها وقال متمتما:
" ما رأيك في أعطاء عمك العجوز قبلة طيبة؟".
صرخت وركلت , وأستخدمت أظافرها , لتبعده عنها.. ولكن دون جدوى , لا تزال تذكر حتى الآن الأشمئزاز الذي شعرت به آنئذ , قبل أن تتمكن من الأفلات منه والقفز الى الماء , كانت سعيدة الحظ عندما شاهدت زورقا نقلها صاحبه الى الشاطىء حيث أخذت تبكي على كتف أمها المذعورة وتخبرها بما حدث.
لم يخفف طلاق أمها من ذلك الرجل وزواجها الناجح بعد فترة من دايل باترسون من الآلآم التي شعرت بها بعد ظهر ذلك اليوم اللعين , وبدأت أليزا منذ ذلك الحين تدرّب نفسها على التحفظ أتجاه الرجال وأطهار البرةودة والجفاف معهم , كانت تدرك طوال السنوات اللاحقة أن جمالها محط أنظار الجنس الآخر وسبب حسد رفيقاتها , لكنها لم تشعر بأي أهتمام يذكر أتجاه أي من الشبان الذين تعرّفت اليهم , لاحظت بأشمئزاز متزايد أن الشاب الذي كانت توافق على الخروج معه , لم يكن ليهتم كثيرا بالتحدث اليها أو مجرد الأستماع , حاولت في البداية تحمّل تلك العناقات التي كان يصر عليها الشبان لدى أعادتها ليلا الى البيت , ولكنهم كانوا يتوقعون المزيد في المرة التالية , بدأت ترفض تدريجيا جميع الدعوات التي توجّه اليها , لأنها لم تعد تتحمل ما كان يفترض بها فعله كلما لبّت دعوة أو قبلت مرافقة شخص الى سهرن ما , تجنبت جميع السهرات الأجتماعية تقريبا , أما تلك التي لم يكن بدّ من حضورها , فكانت تأخذ معها قريبها مايكل.

anvas 18-05-11 12:52 PM

للاسف قآرتنها,,~

بتآبع البااقي:)

تسلمين الغلـآ

أمل بيضون 18-05-11 03:40 PM

لم يعد يهمها في الحياة ألا القراءة وكريستين .... أختها من أمها , تنهدت أليزا بأنزعاج وهي تأخذ الفرشاة لتسريح شعرها , أنها تريد تلك الأخت غير الشقيقة التي لم تنضج بعد , تحبها كثيرا لأنها أعتنت بها مذ كانت طفلة صغيرة , وكي تستعيدها , عليها أن تتزوج , هذه هي وصية والدتها التي أقرّتها المحكمة , أنه حل بسيط للغاية بالنسبة لفتاة جميلة وثرية مثلها , لكنه حل مزعج يثير قرفها وأشمئزازها , أخذت أسماء الأزواج المحتملين ووجوههم تمر بسرعة في مخيلتها , فيما كان عقلها يرفضهم الواحد تلو الآخر , لم تشكك أبدا في قدرتها على حمل أي من هؤلاء على القبول بالزواج منها , ولكنها كانت تحتقر الذين يطرحون أنفسهم وتمنت أليزا بصمت , وهي تبتسم , لو كان بأمكانها شراء زوج يعجبها ويتمتع بالمواصفات التي حددتها له!
كانت الحفلة رائعة وفي الأتقان والأبداع , ألا أن أليزا لم تتمتع بها , كان تفكيرها مركزا طوال الوقت على أيجاد حل لمشكلتها النفسية , عندما مر مايكل لمرافقتها الى المطعم ومنه الى النادي , كانت عاقدة العزم على ترك أفكارها جانبا والتمتع بوقتها الى أبعد الحدود , أرتدت أجمل فساتين السهرة المتوفرة لديها , وكانت تبدو غاية في الجمال والأناقة والذوق , ولما دخلت ومايكل القاعة الرئيسية , تحولت كافة الأنظار أليها ..... الرجال بأعجاب ورغبة والنساء بحسد وغيرة! أما أهتمام مايكل فتحوّل بسرعة الى طاولات النرد الخضراء , حزنت أليزا لأجله دون أي شعور بالعطف أتجاهه أو التعاطف معه , أنفق المال الذي ورثه خلال أقل من سنة , ولكنه على ما يبدو لا يزال متشوقا لأنفاق المزيد وخسارة مبالغ أضافية , وضعت يدها برقة على ذراعه , فلحق بها مترددا وراحا يتجولان بين تلك الحشود الغفيرة.
كان الرابحون يصرخون بفرح وسعادة , والخاسرون يتأوهون ويتذمرون بأصوات عالية , الذين يرتدون أجمل ثياب السهرة وأغلاها , يحتكون بالذين يرتدون الثياب العادية , لم يكن هناك سوى مكان يفصل بين الأغنياء والناس العاديين , وعلمت أليزا أن خطواتها ستقودها حتما الى ذلك المكان المنفصل وشعرت بأن لعابها يجف وأعصابها تتحرك , وهي على وشك الأشتراك في لعبة الحظ المخصصة للطبقة الأرستقراطية الثرية , تحب هذه اللعبة كثيرا ولكنها لا تتهور , أذا ربحت تتوقف عن اللعب ,وأذا خسرت تتوقف أيضا عند حد معين , فهي تعلم علم اليقين أنه طالما لديها تلك الأموال التي ورثتها عن أمها , فهناك يوم آخر... ومجال آخر.
وقف مايكل صامتا بقربها , يتأمل بأعجاب وحسد برودة أعصابها , سوف تنظر اليه خلال لحظات , لتعطيه بعض المال كي يذهب الى طاولات النرد , راقبت أليزا بعينين زرقاوين واسعتين , وبأعصاب هادئة , بقية اللاعبين وأساليب لعبهم , تجاهلت الشابات اللواتي تضعهن أدارة الفندق حول الطاولة لأضافة رونق...... وتشجيع اللاعبين , ولكن دقات نبضها تسارعت عندما وقع نظرها على اللاعب الأخير.
كان شعره الأسود الجميل يلمع تحت الأضواء الناعمة ,وحاجباه يغطيان الى حد ما عينيه البنيتين الجميلتين , أعجبتها نظراته الفاحصة بوجهها بهدوء وأهتمام بالغين الى الأوراق الموجودة أمامه , أنفه حاد ,وجهه جذاب , بشرته برونزية , وأكثر من ذلك أن فمه رائع وقاس , رفعت حاجبيها بأعجاب واضح وبحشرية بالغة , لا يمكن أن يكون هناك شخصان متشابهان الى هذه الدرجة , نظرت الى قريبها وسألته بهدوء:
" ماذا تعرف عن ذلك الرجل الذي يجلس الى يسار موزع الورق؟".
تطلع نحوها مايكل بدهشة وأستغراب , لم تهتم أليزا أبدا في السابق بمن يلعب , ولم تبد ألا نادرا أي أهتمام يذكر بشخصيات اللاعبين أو أشكالهم , ولكنه أطاعها كعادته ونظر نحو الرجل , وضع يده على فمه لأخفاء دهشته , وعندما نظر ثانية الى أليزا أصيب بدهشة مماثلة عندما شاهد ذلك البريق الغريب في عينيها ,قال لها:
" أنه زاكاري ستيوارت , لم أره في نيفادا منذ ما قبل وفاة والده , أنه لاعب عنيد وقاس , أو على الأقل هكذا كان , صاحب حظ لا يصدق , مع أنه لا يهتم كثيرا أن خسر أم ربح , أفعلي مثله ولن تندمي!".
"لا يهمني كيف يلعب أو ماذا تكون نتيجة لعبه , ولكنني أريد أن أعرف كل شيء ممكن عنه , يا مايكل".
سألها عن سبب أهتمامها المفاجىء , فنظرت اليه بطريقة جعلته يعتذر عن تدخله ويقول:
" أنك على الأرجح تعرفين عنه بقدر ما أعرف أنا , أنني متأكد من أنك شاهدته أكثر من مرة في حفلات أليزابيث في سان فرانسيسكو كان والده أحد أقوى رجال الأعمال في حقلي الأستيراد والتصدير , ويعمل أيضا في شراء الأراضي وبيعها .... بالأضافة الى مشاريع البناء وأستصلاح الأراضي , خسر كثيرا قبل حوالي سبع سنوات , عندما خصص مبالغ طائلة لمشروع زراعي تعرض للفشل نتيجة عوامل طبيعية غير متوقعة , ويقال أن الحادث الذي أودى بحياته لم يكن ألا أنتحارا , ولكن هذا الأمر لم يتأكد أطلاقا , كان زاكاري في الخامسة والعشرين من عمره , وورث عن والده .......جميع ديونه , ومنذ ذلك الحين , توقف عن المجيء الى نيفادا .... ونوادي القمار , سمعت أن الشيء الوحيد الذي تمكن من الأحتفاظ به , بأستثناء منزل أمه في سان فرانسيسكو , بستان ليمون وبرتقال في وادي نابا , أهمل والده ذلك البستان ومعمل العصير القائم فيه سنوات عديدة , ولذا فأنني أصتصور أن أي أرباح قليلة جناها خلال السنوات القليلة الماضية , أعاد أنفاقها هناك لتحسين البستان وتطوير العمل الصغير فيه".

أمل بيضون 19-05-11 09:38 PM

أبتسمت أليزا بخبث واضح , وقالت لنفسها بمرارة مفرحة أن السيد المتعجرف بحاجة ماسة الى المال , ثم قالت لمايكل:
" يبدو أنه رجل مستعد للقيام بأي شيء للحصول على بعض المال!".
" لست متأكدا من ذلك , ولكن يمكننا القول أنه قادر على أن يكون قاسيا الى درجة كبيرة عندما يريد الحصول على مبتغاه".
" هل هو متزوج؟".
" زاكاري ؟ لا , لا يا عزيزتي , هل يبدو كشخص يقبل بالزواج؟".
وضحك مايكل ثم مضى الى القول:
" حاول عدد كبير من النساء أيقاعه في الشرك , ولكنهن فشلن فشلا ذريعا , رأيه في النساء مشابه لرأيك في الرجال ,مع فارق وحيد هو أعتقاده الراسخ بأن وجود النساء على الأرض له هدف واحد.... هو أرضاء الرجال جسديا , أنا متأكد من أنه لم يجد بعد أمرأة تحرمه من تلك المتعة أو تتردد في تقديمها اليه".
تأمل وجه أليزا بعينين ساخرتين , الى أن شاهد نظرات قاسية وجدية تحل محل الهدوء والأهتمام , فسارع الى القول:
" أوه , لا , يا أليزا , أذا كنت تفكرين , كما أتصور فالأفضل لك أن تتخلي عن هذه الفكرة , أنه رجل يختلف عن بقية الرجال الذين تعرفينهم".
شعرت أليزا للحظة واحدة بالخوف مما قاله مايكل وأوحى به , ولكنها أستعادت ثقتها وتصميمها بسرعة , وقالت:
" أنه يفي بجميع المتطلبات , فهو أبن عائلة عريقة مرموقة.... مع أنها منيت بخسارة مادية كبيرة , وهو بحاجة الى المال , ليس أمامنا ألا تحديد الثمن , يا عزيزي مايكل".
" فكري جيدا بالمبلغ الذي ستضطرين لدفعه , يا أليزا".
أعطته كمية قليلة من المال , وسارت نحو طاولة الحظ غير عابئة بما قاله لها , وجّه اليها جميع الرجال , بأستثناء زاكاري , نظرات الأعجاب والترحيب الحار , شعرت بأنه غير مهتم بها , فقررت على الفور أن تبذل ما في وسعها لجذب أنتباهه , أنتظرته أولا كي يراهن..... ثم تصرفت عكسه تماما كان الحظ بجانبه , ألا أنه حافظ طوال الوقت على هدوئه ورباطة جأشه , لم تظهر معالم البهجة والسرور على وجهه , كما أنه لم يبد أي أهتمام على الأطلاق بطريقة لعبها أو بمدى خسارتها.
أوقعت حقيبة يدها عمدا تظاهرت بأنها تنتظر أحدا من السادة كي يلتقطها لها , وما أن همّ بالأنحناء لأعادة الحقيبة , حتى سبقته الى ذلك وألتقطتها بنفسها... وبعد دقائق معدودة , أخرجت سيجارة ووضعت طرفها بين شفتيها ... وأنتظرت , وعندما أخرج زاكاري قداحته الذهبية من جيبه , أستدارت نحو رجل مسن في الجانب الآخر وطلبت منه بغنج أن يشعلها لها , ونجحت , بتجاهلها المتعمد , في لفت أنتباهه اليها.
شعرت بأن المبلغ الذي خصصته لتلك اللعبة أخذ ينضب بسرعة , فأمتنعت مؤقتا عن المشاركة وأرتاحت في كرسيها وهي تتابع اللعب بدون أكتراث , أحست بأنه يراقبها , فنظرت اليه بعينين تبرقان سرورا وبهجة بسبب دخولها المفاجىء في هذه اللعبة الجديدة , سألها بصوت هادىء:
" هل تشربين معي فنجانا من القهوة؟".
ردت عليه ببرود وجفاف جارحح :
" أنا لا أعرفك , يا سيد".
" ليست هناك أي صعوبة لتصحيح الوضع القائم , أسمي زاكاري ستيوارت".
أحست بطعم الأنتصار عندما وقف وبدأ يساعدها على النهوض من كرسيها , وقالت له بهدوء:
" أليزا .... أليزا فرانكلين".
أمسك بيدها وأخذها الى زاوية بعيدة عن الضجيج تلفها أضواء خافتة , لاحظت بأنزعاج بالغ أنه أطول منها بكثير , لم يكن أي من رفاق سهراتها أطول منها , ولكن ذقن زاكاري ستيوارت كانت أعلى من جبينها , تصورته أولا نحيل الجسم ,وذلك بسبب طوله الفارع , ألا أنها أكتشفت لدى مغادرتهما القاعة بأنه ذو منكبين عريضين وجسم قوي , أخافتها قامته الطويلة , وسرّت كثيرا عندما جلسا الى الطاولة ولم تعد مضطرة لرفع عينيها اليه.
وكما أنه لم يسألها الى أين تحب الذهاب , كذلك طلب من النادل فنجانين من القهوة المرة دون أن يستشيرها أذا كانت تحب ذلك أم لا , شعرت بالأنزعاج ... فمع أي شخص آخر , وفي أي ظروف أخرى , كانت أليزا سترفض القهوة بمجرد أحضارها الى الطاولة... لا لشيء ألا للتأكيد على قوة شخصيتها ونفوذها , أما في هذه الحالة بالذات , فقد سيطرت على أعصابها وقبلت القهوة بتهذيب ومجاملة , أخرجت سيجارة من علبتها , فظهرت أمامها على الفور القداحة الذهبية تشعلها لها , وسمعته يقول بهدوء:
" أخبريني .... هل أنت دائما هكذا؟".
" عفوا؟ لم أفهم ما تعنيه!".
" أنني أتحدث عن مسألة أشعال سجائرك , أستخدمت أسلوبا مزعجا ومهينا لجذب أنتباهي اليك , ولكنك نجحت بصورة تامة".

SHELL 20-05-11 03:02 AM

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

أمل بيضون 20-05-11 01:45 PM

لم يكن النور كافيا كي تشاهد ملامح وجهه بوضوح لكنه بدا من صوته ولهجته أنه يجد لعبتها مسلية ولا بأس بها على الأطلاق , تنحنح قليلا ثم مضى الى القول:
" أليزا فرانكلين , أعتقدت أنني سمعت أسمك من قبل".
" محتمل جدا , أمي , أليانور باترسون التي قتلت في حادث تحطم طائرة قبل أسابيع قليلة".
رد عليها بجملة ساخرة ضايقتها كثيرا وجعلت أعصاب وجهها تتقلص بسرعة:
" أرى أنك حزينة جدا وتنفجعين عليها كثيرا".
" أعتقد أنني سمعت عنك من قبل , يا سيد ستيوارت , ألم يكن والدك ذلك الرجل القوي الثري في سان فرانسيسكو قبل... قبل وفاته المبكرة؟".
توقفت لحظة في تلك الجملة لتثبت له أنها تعرف أكثر من ذلك , ثم أضافت:
ط أتصوّر أن لديك بستان حمضيات ومعمل في وادي نابا , أليس كذلك؟".
" يبدو أنك تعرفين الكثير عني , يا آنسة".
قالت له بنعومة مزعجة:
" قليل من هنا , وقليل من هناك , كيف يسير عملك؟".
أقترب زاكاري منها , فألقت الشمعة بعض الضوء على وجهه وأظهرت أبتسامته الساخرة , تأملها لحظة ثم قال لها بلهجة خبيثة الى حد ما:
" لدي شعور غريب بأنك ستصابين بخيبة أمل لو قلت لك أن الأمور تسير على ما يرام".
ثم نظر اليها بعينين قاسيتين وقال بصراحة أزعجتها وأفزعتها:
" يبدو أنك لست متحمسة كثيرا للحصول على مفتاح غرفتي في هذا الفندق , فلماذا لا تخبريني عن السبب الحقيقي لقبولك دعوتي المتواضعة هذه؟".
" أنك محق تماما , أنا أكره أضاعة الوقت بأمور تافهة وجانبية , أريد أن أعرض عليك شيئا يا سيد ستيوارت , أنه عرض تجاري , فلا سبب لرفع حاجبيك أستغرابا!".
لم يصدر عنه أي رد فعل فوري , حاولت أليزا أخفاء أمتعاضها المتزايد , ألا أنها لم تنجح تماما وقالت بشيء من الحدة:
" أظن أنك تفتقر حاليا الى سيولة كافية , وأنك بحاجة لبعض المال كي تطوّر يستانك وتجري تحسينات على معملك , أنا مستعدة لتزويدك بما تحتاج اليه , يا سيد ستيوارت".
" عرض مثير للأهتمام , ولكني أتساءل بدهشة وأستغراب بالغين عن سبب أختيارك أعمالي أنا كي تستثمري فيها أموالك , من المؤكد أن هناك ما تريدين الحصول عليه مقابل ذلك , فماذا تريدين , يا آنسة؟".
" أريد زوجا".
ضحك الرجل وقال:
" لا شك في أن هناك عددا كبيرا من الرجال الراغبين في الزواج , الذين سيقفزون فرحا أذا سنحت لهم فرصة ذهبية كهذه.. الزواج من شابة جميلة وثرية مثلك , ولكن أتذكّر أنني سمعت مرة عن علاقة تربطك بشخص يدعى بول أندروز , فلماذا لم تتزوجيه؟".
" بول؟".
تذكرت أليزا بسرعة صورة الرجل القوي الطيب ذي الشعر البني الفاتح , ثم أضافت قائلة بلهجة توحي بالأشمئزاز:
" أنه شخص ضعيف كان يدور حولي كقطة صغيرة جائعة , وكانت يداه دائما تنضحان عرقا".
" هل تعرفين أنه حاول الأنتحار عندما أمرته بالأبتعاد عنك؟ أعتقد أن تلك المحاولة وقعت قبل حوالي سنة".
" كان عملا يتسم بالرعونة وضعف الشخصية , ومن الواضح أنه لم يكن قادرا حتى على النجاح في محاولته تلك".
شعرت أليزا بأن الحديث عن بول أندروز ممل للغاية , ويبعدها عن الهدف الحقيقي لوجودها مع زاكاري , أضافت قائلة بنبرة قوية وهادئة:
" لن يكون زواجي المقترح ألا لفترة مؤقتة , ولهذا فضّلت التعاكي مع شخص غريب تماما".
" هل أنت حامل؟".
" طبعا لا!".
جاء نفيها حادا وقاطعا وغاضبا , فتأملها زاكاري قليلا , ثم أبتسم وقال لها بسخريته المعهودة:
" أنه السبب المعتاد والمعروف الذي يدفع النساء الى الزواج بمثل هذه السرعة , وعلى هذا النحو المثير للدهشة والأستغراب, أخبريني , يا آنسة , ما هو السبب الحقيقي أذن لرغبتك في الزواج من أنسان غريب؟".
ردت عليه بتحد قاس, وهي تتمنى لو أن في أستطاعتها صفعه بقوة على وجهه لأزالة تلك النظرات الحادة واللاذعة التي كان يوجهها اليها , قالت:
" السبب هو أختى نصف الشقيقة , التي تبلغ السابعة من عمرها , أوردت أمي في وصيتها نصا صريحا يقول أنه ليس بأمكاني الأحتفاظ بكريستين نهائيا ما لم أتزوج وأعش مع زوجي سنة بكاملها , وذكرت أنني ما لم أفعل ذلك , فسوف تصبح الفتاة في عهدة خالي وزوجته".
" هل تحبين الفتاة الصغيرة أم أنك تكرهين خالك وزوجته؟".
" مشاعري بالنسبة للجانبين قوية جدا ...... أحبها , وأكرههما!".
أشعل سيجارة أخرى , فبدت على ضوء القداحة عيناه قاسيتان ملتهبتان , سألها ببرودة أعصاب أثارتها وضايقتها:
" ما هو المبلغ الذي تريدين دفعه , فيما لو قبلت أقتراحك السخيف هذا؟".
" يعتمد الأمر كثيرا على ما تحتاجه أنت".
" يتطلب تطوير البستان وتزويد المعمل بمعدات حديثة حوالي مئتي ألف دولار , فما رأيك؟".


الساعة الآن 12:02 PM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.