آخر 10 مشاركات
دموع تبتسم (38) للكاتبة: شارلوت ... كاملة ... (الكاتـب : najima - )           »          فى مهب الريح " متميزة " ... " مكتملة " (الكاتـب : الزينب - )           »          رافاييل (50) للكاتبة: ساندرا مارتون (الجزء الأول من سلسلة الأخوة أورسيني) .. كاملة.. (الكاتـب : Gege86 - )           »          حب في عتمة الأكــــــاذيب " مميزة و مكتملة " (الكاتـب : Jάωђάrά49 - )           »          32 - خذ الحب واذهب ! - ليليان بيك - ع.ق (الكاتـب : فرح - )           »          البجعة الورقية (129) للكاتبة: Leylah Attar *كاملة & تم إضافة الرابط* (الكاتـب : Andalus - )           »          أحزان نجمة ( تريش جنسن ) 446 ـ عدد جديد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          30 - لا تقولي لا - فلورا كيد - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          490 - رقصة تحت ضوء القمر - روبين دونالد (عدد جديد) (الكاتـب : Breathless - )           »          471 - فرصة العمر الأخيرة - جاكي براون - أحلام الجديدة ( كتابة / كاملة )* (الكاتـب : * فوفو * - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-05-11, 12:38 PM   #21

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


5- حبيبة رايس

فقدت ديللي أحساسها بالمن , ولم تعد تعرف أذا كان راوول قد خرج منذ ساعة , أو نصف ساعة أو عشر دقائق , فالحالة التي عاشتها جعلتها تعوم في ذهول أبله , رأسها يضرب بشدة , وشعور بالغثيان أنتابها ,ولم تعرف أذا كان ذلك بسبب برودة الأرض التي لا تزال جاثية عليها أم بسبب رائحة العفونة التي تزداد شيئا فشيا.
وأدركت فجأة أنها جائعة , وكأن كل الأنفعالات تجمعت لديها في غريزة الجوع , ( لقد أستعادت الطبيعة تفوّقها ) , قالت لنفسها.
وبعد أن نهضت أصلحت ملابسها وجلست على أحد الكراسي ومن الغريب أنها شعرت بعد هذا الكابوس , بأنها مختلفة فهي أكثر أكثر نضجا وأصلب معنوية , وأن كانت لا تزال تتألم من رقبتها.
وفكرت بسلسلة الحوادث التي تعرضت لها منذ مجيئها , وبهذا الوجه المتجهم الذي يعكس كراهية لا مثيل لها , عندما أتهمها بمقتل أخيه من أمه . ( أقرأي هذه الرسالة) , هذه هي كلمات راول الأخيرة.
بدا لها أن رايس ربما كتب هذه الرسالة بعد تلك المحاضرة التي تتذكرها جيدا , والتي كانت فيها تلك الطالبة سالي حاضرة , سالي أنسانة جذابة , تعرّف اليها رايس في أحدى المناقشات الأدبية وتوجه اليها بالغزل مستخدما كل جاذبيته , وبالتالي فقد تناول الثلاثة عشاءهم وطلب رايس من سالي الزواج بلهجة لا يمكن أن تؤخذ على محمل الجد , وتلقت سالي ذلك بخفة لأنها لا تملك التجربة الكافية لتعرف مدى جديته , ولم تر في ذلك ألا تمهيدا لمغامرة عابرة.
وفي يوم المحاضرة الشهيرة , رايس كان قد سهر كثيرا مع سالي , وتخاصما , ورغم ذلك فقد لاقت المحاضرة نجاحا , رايس يعرف أن يكون مسليا حتى وهو فاقد لرشده والجمهور كان ينتظر أن يراه على ما هو عليه... ولكن طرأ ما لم يكن في الحسبان مما قلب كل شيء , فبعد أن بدأ رايس بالحديث نهضت سالي الجالسة في الصف الأول , وخرجت بصحبة رجل آخر , وعندما رآها رايس أضاع خط النص , وبدأ يلفظ جملا مفككة , أخيرا كان عليه أن ينسحب من على المنصة , وكان على ديللي أن تتحمل عبء النتائج , تألم من صداع لا يحتمل وتحدث عن الأنتحار عدة أيام وأختفت سالي لعدة أيام ثم ألتقاها في أحد المقاهي , عادت العلاقة بينهما متوترة , وبعد أسبوع توفي , كان يقود سيارته كالمعتاد بسرعة جنونية , وقد أضاع رشده أو أنه غفا على المقود , فأحيانا كان ينام في ظروف غير متوقعة.
على كل حال , ديللي لا تعتقد أنه قتل نفسه برغبة منه.
الرسالة مكتوبة بتأثير الهذيان , كانت مفككة , يشير فيها الى خطيبته دون أن يسميها , ويتحدث عن عدم وفائها , كما يشرح تشاؤمه منها ومن الحياة , وليس من المستغرب أن يعتبرها راوول المسؤولة بعد أن قرأ الرسالة.
وضعت ديللي الرسالة وتنهدت بألم وأخذت االمفتاح على أن تعود فيما بعد لتنظيف الغرفة , وستطلب من أرنستين أن تطيها كرسيا مريحا وسجادة لتدفى المكان حيث ستقضي فيه الأسابيع القادمة , ومهما يكن فهي لا تستطيع أن تعمل بجدية ألا مع الآلة الكاتبة , ولقد وعدها راوول بذلك.
أغلقت الباب وقفلته وفكرت أن تزيّته فيما بعد.
" آه يا آنستي كنا نتساءل أذا كنت قد نسيت أهمية الطعام , وجبتك تنتظرك".
جلست ديللي وبدأت تلتهم طعامها.
" يبدو أن الآنسة ما زالت متأثرة بالحادث , فأنا أراك شاحبة".
" لا لقد تحسنت يا آرنستين , أشكرك".
تفحصتها آرنستين بأنتباه وبنظرة لا تخطىء.
" الآنسة محظوظة كونها خرجت من الحادث ببعض الرضوض فقط".
وأشارت بأصابعها الى عنق ديللي مما زاد في شحوبها وأحساسها بالخزي.
" كان علي أن ألح هذا الصباح لكي ترتاح آنستي , لكن من الغريب أنني لم ألاحظ أنك شاحبة الى هذا الحد , والسيد راوول لن يكون مسرورا أذا لم أهتم بالآنسة بشكل لائق".
" السيد يعرف أنني وقعت هذا الصباح ولم يبد أي قلق".
" مع أنه ركب سيارته مسرعا دون أن يقول كلمة ودون أن يتناول طعام الغداء , وأعتقد أنه ذهب لأحضار الطبيب".
" كلا أنا لست بحاجة لطبيب وهو يعرف ذلك, ولا حاجة للقلق"
" على آنستي أن تعدني بأن ترتاح بعد تناول الغداء".
" حسنا يا آرنستين , سأفعل ذلك لأطمئنك".
هذا الوعد أفرح آرنستين كما أسعد ديللي لأرغامها على الراحة.
وعندما فتحت ديللي أجفانها كان النهار يقترب من نهايته , وبما أنها لم تكن معتادة أن تنام أثناء النهار فقد أستيقظت بحالة كان يلزمها فيها بضع دقائق لكي تتذكر أين هي موجودة.
بقيت فترة طويلة في الحمام , فهذا الصباح كان متعبا جسمانيا ونفسيا , ولكن للشباب قدرة على أستعادة حيويتهم.
وحان موعد العشاء فأختارت ثوبا من الحرير الأسود البسيط.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-05-11, 10:25 PM   #22

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


كان الصالون ما يزال فارغا , فأخذت كأسا من العصير , وبدأت تتفحص اللوحات المعلقة على الحائط , هذه بالتأكيد لبراك , ولوحة الغروب هذه على طريقة تيرنر ,وهذه يمكن أن تكون لبيكاسو في المرحلة الزرقاء , وتمنت لو تمتلك المزيد من المعلومات عن الفن , فالطريقة التي رتبت بها اللوحات كانت ساحرة , المدارس مختلطة كالعصور ولكنها تعطي في مجملها أنطباعا بأنسجام لا مثيل له , وقلت لنفسها أن راوول هو الوحيد الذي يستطيع أن يضعها على هذا الشكل.
وتوقفت مطولا أمام رسم رائعة لوجه ( بورتريه ) , أنه بدون جدال لأوجيبي دوبريان , فتكوين الوجه نفسه , لكن الشعر أسود والعينين براقتان , فالفنان أعاد الحياة على اللوحة , ولكن ألى أي تاريخ يعود هذا الرسم؟ حوالي خمسة عشر عاما بدون شك وكانت ديللي شبه متأكدة من أنها تعرف ضربة فرشاة هذا الرسام , أنحنت لتتأكد لكن التوقيع كان غير مقرؤ.
" أنها أحدى لوحات سان جوست".
كان الصوت غاضبا وساخرا كالعادة مما جعلها ترتعد, كيف أستطاع الأقتراب دون أن تسمعه؟ وذهب يعد لنفسه كأسا من العصير.
" أعتقد أنك كنت السباقة في أخذ كأس من العصير هذه المرة".
" لكنني أود أن آخذ كأسا أخرى".
ولكن لهجتها لم تخف أنفعالها الداخلي , وعندما مدت يدها لتأخذ الكأس كانا يراقبان بعضهما بصمت , والجو كان ثقيلا ذكّرها باللقاء الصباحي.
" أذن كنت تحاولين أستكشاف مجموعة اللوحات الفنية؟".
أجابت بحرارة:
" نعم , بورتريه والدتك.....".
" مرسومة قبل أن تفقد بصرها".
" كانت , ولا تزال , أمرأة جميلة جدا , سمعت عن سان جوست".
قالتها وهي تقترب من اللوحة.
" لقد رسمها بشكل رائع".
أجابها بلهجة مداعبة:
" أنها واحدة من أحسن محاولاته ".
" حسب ما يقال عنه , أنه لا يرسم ألا النساء اللواتي يعتبرهن فعلا جميلات".
" هذا صحيح".
ونظر الى البورتريه , أنهما لمتفقان هذه المرة.
سألت وهي تقترب من المدفأة :
" وكيف فقدت بصرها؟".
" حدث ذلك منذ أحدى عشرة سنة , عندما أصيبت بألتهاب كلوي حاد بالأضافة الى العوامل النفسية والآلآن التي سببها لها رايس".
يعني أن رايس كان في الثامنة عشر من عمره عندما سبّب لها كل هذه المشاكل.
وراوول ؟ كان يكبره بخمس أو ست سنوات؟
" هل كان رايس يسكن هنا في تلك الفترة؟".
طرحت ديللي السؤال بصوت هادىء لأنها تعرف أنها تغامر في موضوع حساس ولأنها كانت تجهل تأثير السيدة دوبريان على الحياة العائلية , نظر اليها راوول بدهشة .
" يبدو أن رايس لم يثق بك كثيرا , أذا أعتبرنا....".
وترك جملته المفاجئة معلقة.
" يمكنك عدم الرد أذا كنت تفضل ذلك".
" نعم رايس كان يعيش هنا".
قالها وهو يهز كتفيه.
" القصر لعائلة أمي منذ أجيال , وعندما أنفصلت أمي عن أبي كنت في السادسة من عمري".
وفعمت ديللي أن راوول في السادسة والثلاثين من عمره .
" كان ابي رجلا قاسيا , ولم آسف أبدا لهذا الأنفصال , كان أثناء الحرب معجبا بالجنوال بيتان الذي تعاون مع الألمان , ولم تسامحه زوجته , ولكنه لم يوافق على الطلاق , وأخذتني والدتي الى أنكلترا ووضعتني في مدرسة ممتازة , وهكذا , فعلى عكس ما يقال , أنها لم تتخلّ عني".
نهض راوول ومشى أمام المدفأة .
" وبعد عدة سنوات عرفت علاقتها مع أملان مورغان , قد تكون قصة الحب هذه الأكثر شهرة في تلك الفترة , لكنها بالنسبة اليّ , كانت بكل بساطة ...... صديقها أملان كان رجلا دافئا , طيبا وحساسا وكان يحبها , منحها الحب الذي رفض والدي أن يعطيها أياه , وهكذا فولادة رايس بدت لي أمرا طبيعيا جدا".
هام راوول في تفكيره وتابع كمن يحدث نفسه:
" بالطبع كنت غيورا بعض الشيء ولكن وجود أخ صغير , سمح لي بأكتشاف عالم مجهول , وبعد موت مورغان عاشت أمي معنا نحن الأثنين , كان رايس في الخامسة من عمره وكنت في الثانية عشرة وعشنا سويا سبع سنوات , أي أن رايس كان حاضرا في كل ذكريات المراهقة , كان غريبا , وفوضويا , يفيض جاذبية".
أبتسمت ديللي لهذا الوصف , أنه رايس كما عرفته تماما .
" كان طفلا مدللا وولّد أحساسا بالذنب لدى أمي المسكينة , كان رايس يعرف تماما ماذا يريد".
وتوجه راوول بنظرته العابسة الى ديللي التي فهمت أنه عاد بتفكيره الى حوادث قريبة والى علاقتها مع رايس.
".......... وبشكل عام كان يحصل على ما يريد".
لفظ الكلمات الأخيرة وسمع صوت فتح الباب فألتفت ليستقبل والدته التي أوصلتها أرنستين الى الكنبة وخرجت .
وقف راوول وراء أمه ووضع يده على كتفها.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-05-11, 10:38 PM   #23

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


" راوول , أرنستين حكت لي عما حدث هذا الصباح , وأن ديللي متأثرة من الحادث".
حاول راوول أن يراقب نظرات ديللي .
" لم يكن شيئا مهما , تزحلقت ولم أصب بأذى".
أضاف راوول :
" ديللي بصحة جيدة ".
" كان عليك أن تستدعي الطبيب , ديللي ضيفتنا وعلينا أن نعتني بها".
" أؤكد لك أنها شابة قوية".
" ظنت أرنستين أنك ذهبت بعد الظهر لأحضار الطبيب , ولكن على ما يبدو أنك ذهبت الى السوق , فهل لديك أشياء مستعجلة؟".
أجاب وهو يهز كتفيه:
" لا , كنت بحاجة لبضعة أشياء صغيرة ضرورية".
" مع أن أرنستين أكدت لي أنك حملت عدة علب كبيرة".
قال ضاحكا:
" أرنستين تبالغ أحيانا".
" أنها عيناي , وعيناي تخبرانني بكل شيء , لقد أخبرتني أن ديللي كانت شاحبة وأنها متأثرة من الحادث ".
وضعت ديللي يدها على رقبتها لكي تتحاشى ذكر ما حصل في البرج , وتبعتها نظرات راوول.
" ربما كنت شاحبة بسبب الجوع , ومن ناحية أخرى كنت متعبة قليلا , ولكنني أشعر الآن بالتحسن بعد أن نمت طيلة بعد الظهيرة".
" لن تعترفي بالحقيقة , وأ‘تقد أنك من النوع الذي لا يشكو , عليك يا راوول أن تساعدني , هل ما زالت شاحبة ؟".
تفحصها راوول بنظرات تحمل الكثير من الألغاز مما حيّر ديللي , ثم أبتسم وأجاب أمه دون أن يكذب:
" كلا , أستطيع أن أطمئنك عنها".
" حسنا , لقد كنت عاقلة يا ديللي وأسترحت قليلا بدلا من أن تعملي , وأذكرك بأنه ليس هناك ما يجعلك متعجلة".
" ولكن عمي متعجل في أن يطبع كتابا آخر لرايس بأقصى سرعة ممكنة , وسأبدأ بالعمل جدّيا صباح الغد".
" يجب أن تعملي بهدوء وتستغلي أقامتك في أستكشاف المنطقة".
" هذا ما أفكر به كذلك".
" هل تحسنين قيادة السيارة؟".
" نعم , ولكنني أفتقر الى الحس بالأتجاهات الصحيحة ".
" أستعملي الرينو عندما ترغبين , وأطلبي الخريطة من غاسبار , ويستطيع راوول أن يخدمك كدليل".
" شكرا لعطائك ...... ولكنني لا أريد.......".
" لا أعرف..........( قالها راوول في نفس الوقت)".
" أسكتا أنتما الأثنين , أرنستين أخبرتني بأن حذاءك لم يعد صالحا ولا يمكن أن تزوري المنطقة بدون حذاء آخر , فعليك يا راوول أن تصحبها الى بوي لتستعيض عن حذائها الأول".
ألتفتت السيدة الى ديللي:
" بودي ليست بعيدة من هنا , وراوول غالبا ما يذهب الى هناك , أنها مدينة رائعة وعليك أن تتعرفي عليها".
فتحت ديللي فمها لتعترض , لكن السيدة دوبريان كانت قد مدت يدها ليقوداها الى غرفة الطعام.
النزهة الى بوي لم تكن أقتراحا وأنما أمرا.





أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-05-11, 07:37 PM   #24

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

6- الدعوة

سرير ديللي المقلوب رأسا على عقب , يشهد على تلك الليلة القلقة التي قضتها , كيف ستكشف الحقيقة للسيدة دوبريان ؟ حقيقة علاقتها برايس , وأثناء سهادها , قررت أن تزيح النقاب عن هذه الحقيقة وبأقصى سرعة ممكنة مع أنها مدركة تماما للخطورة التي يمكن أن تحيق بها , ومن المحتمل أن يلغي أعترافها هذا الأمل في نشر قصائد رايس مورغان , وسيصاب عمها والقراء محبو رايس بخيبة أمل كبيرة , ولكنها لم تجد مخرجا آخر , ديللي أيفريت متزوجة من عملها بحسناته وسيئاته , وها هي الآن في موقع سبء ولكن عليها أن تضع حدا لهذا الزواج الذي وضعها في موقع حساس كهذا .
عشاء الليلة الماضية كان بالنسبة اليها نوعا من التعذيب , وبذلت جهدا مضنيا لكي تمنع رغبتها من قول الحقيقة , وبدون أي شك لولا حضور راوول لأعترفت بكل شيء للسيدة العجوز.
ماذا . كيف , ومتى تعترف لها؟ كان صعبا , ويبدو أنه من المستحيل أن تتحادث على أنفراد مع السيدة دوبريان , فهي لا تريد أن تتحدث أمام راوول عن حياتها العاطفية لأنها تخافه وتخاف سخريته ولكنها بدأت تحب السيدة العجوز ولا تريد الأستمرار في خداعها.
وكذلك كان لديها سبب أعمق وأقوى , ألا وهو كشف نفسها لتشعر بالراحة.
ومهما يكن من أمر فلن تتراجع عن قرارها , وشعرت بشيء من الأرتياح وهي تمشط شعرها أمام المرآة ,ولكنها عبست عندما لمحت الآثار الحمراء التي لا تزال على عنقها.
لبست كنزة رمادية فاتحة , وسروالا رماديا غامقا , وربطت حول خصرها شالا أحمر مكان الحزام , وبعد أن ألتهمت أفطارها بسرعة عادت الى البرج , فتحت القفل بسهولة , يبدو أن أحدا قد زيّته.
وعندما فتحت الباب لم تصدق عينيها , عدة لمبات وضعت في الغرفة مما جعلها تسبح بالنور , سجادة كبيرة حمراء غطت الأرض , كنبتان تشبهان اللتين في مكتب راوول مع طاولة منخفضة , وعلى المكتب السندياني الكبير لمبة جميلة الشكل , وعلى طول الجدار نضدت الكرتونات والمغلفات بعد أن أزيل عنها الغبار , وأخيرا وعلى مكتب صغير آلة كاتبة كهربائية جديدة.
هل يمكن أن يكون راوول فعل كل ذلك من أجلها؟
فتحت المغلف الأول , أنه يحتوي على القصائد التي نشرها رايس منذ ثماني سنوات والتي لا توازي ما كتبه مؤخرا, وضعتها على الطاولة , وأحست أنها غير قادرة على التركيز , فأسندت رأسها على يديها ونظرت في الفراغ وسبحت في أحلامها , قررت أن تشكر راوول قبل أن تباشر العمل , وألتقت أرنستين في الصالون ترتب باقة الورد.
" أين السيد راوول؟".
" أنه يعمل في مرسمه ,ولكنه عندما يرسم لا يتوقف ألا لتناول الطعام , ومن الأفضل عدم أزعاجه".
" أنا على أستعداد لتحمل النتائج , أين يقع مرسمه؟".
" كيف ؟ الآنسة لا تعرف؟ أنه في الأسطبل".
في الأسطبل ! يا له من مكان سخيف , أذن لا بد أن يكون باردا , رغم شمس الربيع التي بدأت تدفىء الجبل , صعدت الى غرفتها وأخذت سترة من الصوف الأحمر.
نقرت على الباب ولم تتلق جوابا ولم تجد أية نافذة لتعرف من خلالها أذا كان راوول في الداخل أم لا , نقرت بصوت أعلى , ولكن في الفراغ , دفعت الباب ودخلت , وقفت مدهوشة , المرسم يسبح بالنور , بعد أن أستبدل السقف بقية زجاجية, وعلى الحائط مجموعة من اللوحات وعلى خشبة طويلة مجموعة من الألوان , كمية من الفرش وأوان فخارية , ورسوم تحضيرية .
كان راوول يقف أمام لوحة كبيرة , ألتفت ونظر ال ديللي بدهشة.
" ما الذي جاء بك الى هنا؟".
" أردت أن أشكرك".
نشف حلقها وأسفت للمبادرة الطيبة , وضع لوحة الألوان والريشة على الطاولة متذمرا من الأزعاج.
" ألم يحدث لك أن قرعت الباب قبل الدخول الى مكان ما؟".
قالت بهدوء:
" هذا ما فعلته".
" وعندما لا تلقين جوابا , هل تستغلين الموقف دائما لتنسلّي الى الداخل؟".
" لا , لكن.............".
" لا أحب أن يزعجني أحد أثناء العمل".
" في هذه الحالة , عليك أن تقفل بالمفتاح".
" هذا ما أفعله بشكل عام".
وأسرع الى الباب ليقفله.
" من الأفضل أن تدعني أخرج أولا".
أستند بظهره الى الباب ولف ذراعيه على صدره .
" أشرحي لي لماذا جئت الى هنا".
" قلت لك لكي أشكرك".
" ولماذا تشعرين بأن عليك أن تشكريني؟".
" أشكرك على طريقة ترتيبك غرفة البرج".
" أقبل شكرك وماذا بعد؟".
" لا شيء , أنتهيت".
قالتها بدهشة.
" البارحة مساء كان في قلبك شيء ما تريدين قوله".
كيف أستطاع أن يعرف ذلك؟ وبدا لها كأنه يقرأ ما بداخلها ......".
" لا أعرف ماذا تتصور؟".
" تكذبين بالنسبة لما أعرفه وأحسه , ومن الأفضل أن تقوليه بصراحة".
" أبدا ليس لدي ما أخفيه".
أدارت نظرها عنه خوفا من أن يقرأ الحقيقة.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-05-11, 10:41 PM   #25

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

" كما يروق لك , لكن الباب سيظل مقفلا حتى أعرف".
وعّق المفتاح على مسمار في أعلى الباب.
" تحت هذه الظروف , سأنتظر حتى تقرر أن تفتح لي الباب".
ألتفتت وأقتربت بهدوء من اللوحة التي يرسمها , المرسم مريح والطقس دافىء , خلعت سترتها وألقتها بلامبالاة على طرف الطاولة , دارت حول اللوحة وهي آخذة بعين الأعتبار أنه يتابعها بنظراته , لكنها متمسكة بألا تعيره أهتماما , اللوحة لا تزال تخطيطا , وهي عبارة عن بورتريه لأمرأة في الثلاثين من عمرها , جميلة جدا ذات شعر أسود , وأحست بأنها نفرت منها , لم تعرف الموديل , لكنها عرفت يد الرسام , ألتفتت بعيون جاحظة الى راوول:
" أنت سان جوست؟".
" تماما".
ورسم أبتسامة ساخرة على شفتيه .
" لكن هذا الأسم.......".
تذكرت أسم القرية التي نزلت بها من القطار .... سان جوست.
" ........ بالتأكيد أستعرت أسمك من أسم القرية".
" أنه بالأحرى على العكس ".
" لكن.......".
" أنه أسم عائلة والدتي ملاّك هذا القصر منذ القرن السادس عشر".
" وأنت ؟".
" راوول أتيين دوبريان دو سان جوست".
وعندما أبتسمت أضاف:
" يبدو أن هذا الأسم مضحك بالنسبة لك".
" أنه أسم نبيل........ لدرجة أنني عندما أتذكر كيف أعتبرتك كواحد....".
" كواحد من الخدم؟ أتذكر أحتقارك عندما أستقبلتك في المحطة".
أبتسم بمكر كاشفا عن أسنان ناصعة البياض.
" كان علي أن أفكر بأنك رسام مشهور بحاجة الى موديل في هذا المكان البعيد".
" لدي مرسم آخر في باريس حيث أمضي جزءا من السنة , لكن أوفيرن لا تخلو من النساء الجميلات".
" لم أشأ أن أقول ذلك , لكنني كنت ألمح الى الطلبات".
" لا أرسم حسب الطلب , أنا أختار المواضيع بنفسي".
شرح ذلك بتعال.
" أذن فأنت لا تحتاج الى موديل للرسم".
" أعمل بشكل مختلف , أرسم تخطيطا , وأسجل أنطباعاتي ثم أضيف التفاصيل , وبعد ذلك لا يتبقى ألا أن أباشر , وفي بعض الأحيان يسهل رسم الروح الأنسانية لكتئن ما عندما يكون غائبا".
أقترب من اللوحة وتفحصها بأجفان مقطبة وتابع:
" الموديل يتكوّن من الجلد ومن العظم ويمكن أن يسليني , أتصوره في جوهره ببساطة".
راقبها بتهكم بعد أن ألقى نظرة أخيرة على اللوحة.
" أعتقد أنك ترغب بمتابعة العمل ".
" لست على عجلة , النتيجة لم تعجبني اليوم".
سحب علبة السكائر من جيب قميصه القطني , ذي الأكمام المرفوعة الى الأعلى والتي كشفت عن عضلات ذراعيه ونعومة يديه , أما فتحة الصدر فقد كشفت عن سمرته الجذابة.
" هل تريدين سيكارة؟".
" لا شكرا , لا أدخن".
" لا تمارسين الرذائل الصغيرة , حسبما أرى".
وأكد على كلمة صغيرة وأحست ديللي بأن طبيعته العدوانية بدأت تستيقظ.
" لأنك محافظة على ما يبدو".
" ولماذا أكون كذلك ؟ فلوحاتك لا تخلو من النساء".
وبحتق أشارت الى اللوحة التي يرسمها.
" مثل هذه , على سبيل المثال.....".
" هذه؟ بكل تأكيد".
ولم يخف مزاحه مما جعلها تثور أكثر ولم تعرف أن ترد عليه بالأسلوب نفسه فقررت أن تهاجم لوحته.
" لا أحب هذا التعبير".
" هل شعرت بالغيرة منها؟".
لقد طعنها في العمق , رفعت يدها لتصفعه لكنه كان أسرع منها فأمسك يديها وسمّرها في مكانها.
ترنحت من السخط وركلته بعنف على قصبة رجله .
" أمرأة شرسة".
وبحركة سريعة ثنى ذراعيها خلف ظهرها , وشدها حتى أنهكت قواها وتوقفت عن المقاومة.
" والآن ستعترفين , لماذا جئت الى هنا؟".
كان صوته هادئا ومهددا.
" شرحت لك ذلك , جئت أشكرك".
" أريد الحقيقة , وألح على ذلك".
" ليس هناك سبب آخر".
" مساء البارحة كتمت شيئا ما".
" لا".
فتل ذراعها مرة أخرى وبقوة أكثر.
أعترفي".
" أتساءل كيف أوضحت حقيقة علاقتي برايس أمام والدتك؟".
ترك ذرعيها وتفرّس فيها بأهتمام .
" ماذا يعني هذا؟ حذرتك من أن تعرف والداي شيئا ".
" لا , ليس فيما يتعلق بما تسميه أنتحارا , حاولت أن أشرح أمس أن خطوبتي لرايس لم تكن حقيقية".
" يجب ألا تعرف ذلك مهما كلّف الثمن , لأن هذا يمكن أن يقضي عليها".
" أنت لا تريد أن تفهم".
" أفهم أكثر مما تتصورين , ولكنني لا أريد مناقشة علاقتكما العاطفية , وبالنسبة لأمي , فأنا أمنعك أن تكشفي لها أي شيء على الأطلاق".
" لكن....".
" أنت لم تسببي لها أية أساءة حتى الآن , دعيها لأحلامها".
ولم تستطع ديللي أن تسيطر على رجفة جسمها , حاولت أن تشرح أهمية أعترافها للسيدة العجوز.
أوجزت قولها:
" أنا آسفة فعلا".
عانقها وشعرت بأن الأرض مادت من تحتها , أحست بأن الدم يغلي في عروقها , رفعت يدها الى صدره لتبعده ولكن راحتها لم تطاوعها.
ثم نهض فجأة وتركها تلهث وأبتعد عن الطاولة , وبعد أن لامستها أصابعه أستعادت ديللي وعيها.
" ما الذي أصابك؟".
أجاب بصوت أجش:
" أن ما أصابني واضح".
" توقف فورا".
" أليس هذا ما تريدينه ؟".
صفعها صوته كضربة سوط , أستجمعت طاقتها ووقفت .
صرخت وهي تدفعه بيديها :
" لن تستطيع ذلك".
" ولماذا لا , منذ يومين وأنت تحاولين أخفاء دعوتك".
ديللي لم تصدق أذنيها.
" دعوتي؟ ستكون بدون شك الرجل الأخير على هذه الأرض الذي يمكن أن أفكر به".
" لا ؟ أنت تفضلي بدون شك الرجل الذي لا يكشف ألاعيبك , كالمسكين رايس".
صرخت وهي تشتعل غضبا :
" رايس على الأقل كان لطيفا".
حدجها بنظرة خارقة مما جعلها تخفض الطرف ,ثم ذهب وفتح الباب وأنتظر.
لا تزال ترتعش , عبرت المرسم بعزة نفس , وتوقفت لحظة على العتبة.
تمتمت بتلعثم :
" أنا آسفة".
وتشنجت , ساخطة من الأعتذار مرة أخرى بدون سبب.
" في الوقت الحاضر , دعيني أتابع عملي ".
ختم الموقف بصوت حازم مليء بالحقد.
ورأت في أعماق عينيه بريقا خطرا.
وفي النهاية فصل الباب المغلق ما بينهما.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-05-11, 06:32 PM   #26

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

7- رحلة ممتعة ولكن............


مدينة بوي تقع على سهل منخفض حيث يقوم رأس جبل بركاني هائل تكاد تنافسه الصخور في الزحف على السطوح الحمراء الداكنة , والجدران الرمادية الضائعة في الأخضرار.
ورغم أسفار ديللي الكثيرة , لم تكن قد شاهدت مشهدا خارقا للطبيعة كهذا فوقفت صامتة من شدة الأعجاب.
تمثال فخم لسيدة فرنسا على أكبر صخرة , وهي مخروطية الشكل تدعى صخرة كورنيل.
أخذ راوول دوره كمرشد بشكل جدي وبدأ يشرح لديللي تاريخ المنطقة , حدثها عن الهياكل الرومانية الشهيرة وعن المسلة الصخرية , كان الهواء ما يزال باردا نقيا , والضباب يغطي عمق الوادي وديللي تنحني خارج السيارة لترى بشكل أفضل.
كانا قد خرجا بعد تناول طعام الأفطار مباشرة , كان راوول في بداية الرحلة ثرثارا أكثر من المعتاد وقد بدا جذابا الى درجة كبيرة.
أشار الى الأماكن الجديرة بالأهتمام كما قص عليها حكايات الأماكن ثم أوقف سيارته لتمتع نظرها بجسر يصل بين جبلين وشرح لها بأن هذا مثال للفن الهندسي الذي كان سائدا في القرن التاسع عشر , عندما غزا الخط الحديدي هذه الأماكن البعيدة مغيّرا العادات والتقاليد في حياة الشعوب السالفة.
وعند وصولهما الى بوي تحدثا عن تنظيم برنامج ليومهما.
" سنزور الكاتدرائية بعد الظهر , هذا البناء المتأثر بالفن البيزنطي , الذي وسعوه في القرن الثاني عشر فبنوا جزءا منه في الفراغ".
ألقت ديللي نظرة على دليلها , لم يعد مشدودا ولا منغلقا على نفسه كما كان في مناسبات أخرى , أنه يرتدي بدلة من جلد الغزال مع كنزة من الصوف البني مما أظهر رشاقة قوامه , وبذل راوول جهده ليكون لطيفا , لم يتجابها ولا لمرة واحدة منذ أسبوع.
قال بأبتسامة عريضة:
" يجب تعميق مثل هذه الأفكار".
( يا لها من أسنان لامعة وجميلة) قالت لنفسها بشل لا أرادي , وبعد دقيقة صمت أجابت :
" هذا الطراز يجعلنا نعتقد أننا نعيش في عصر آخر".
" اليونان والرومان جاؤوا الى هنا , فالمدينة قديمة جدا ولا يمكن لأي شخص أن يعرف حقيقة أصولها".
أنعطف بالسيارة مبتعدا عن مجموعة أطفال يلعبون:
" أنه يوم السوق".
قالها وهو يحاول أن يحشر سيارته في مكان للوقوف.
" أن عربات الباعة ليست بعيدة من هنا أذا كان هذا يستهويك".
قاطعته بعيون لامعة:
" نعم ........ أذا سمحت".
مال بأتجاهها ليفتح لها الباب فأمسكت أنفاسها عندما أحتكت ذراعه بها , نزلت خارج السيارة ومشت بضع خطوات لتحرك قدميها , وكانت قد أرتدت ملابس مريحة وتركت شعرها يتساقط على كتفيها.
السوق عبارة عن موزاييك من الألوان , فعلى أطراف الساحة ركام من المجموعات الفنية وعربات النقل والفلاحين والمشترين , ثم صفوف البضائع المنشورة بالأحمر والأخضر والأصفر من الخضار , وفي مكان آخر معرض الأسماك , ومجموعة متنوعة من الأجبان والزبدة والعسل.
وفي أحدى زوايا السوق كان باعة الدانتيل , لم تسمح ديللي لنفسها أن تمس هذه التحف من المصنوعات اليدوية من شالات وقبعات ومخدات وأغطية طاولات.
وشرح لها راوول أن بوي كانت مثل بعض المقاطعات وعلى مدى قرون مركزا لصناعة الدانتيل اليدوي بالمخرز أو بالأبرة , فالنساء يقمن بالحياكة في القرى المعزولة بسبب الثلوج طيلة فصل الشتاء , وهذه المهنة في طريقها الى الزوال بعد دخول عصر النهضة.
أخذت ديللي بيدها قميصا من الدانتيل , كان كالتحفة في رقته ونعومته , حبكة الدانتيل ذات شكل عنكبوتي تحتها قماش من القطن الناعم , الرسم تقليدي ولكن التفصيلة حديثة ببساطتها , مع كمين طويلين ضيقين وفتحة صدر واسعة. تنهدت ديللي بحسرة وتساءلت أذا كانت تجرؤ أن ترتدي شيئا مثله في يوم ما.
" حان الوقت للتفكير بالحذاء , أعرف مخزنا لا يبعد كثيرا من هنا".
وقادها في شارع تجاري.
" عليّ أنا أيضا شراء بضعة حاجيات من السوق , لذا سأطلب منك أن نلتقي بعد ساعة ونصف في المقهى الكائن في جادة لويس".
" ألن تبقى معي؟".
وأحست بأنها كانت مضحكة بسؤالها هذا.
" بالتأكيد لا".
أجابها بنعومة ودلها على المقهى وأبتعد.
كانت الساعة قد تجاوزت الثانية عشرة ظهرا عندما وصلت ديللي الى المقهى تحمل شبكة فيها بعض المشتريات بالأضافة الى الأحذية , أشترت شامبوان وعلة شوكولا للسيدة دوبريان وثقّالة ورق لعملها , عثرت عليها في مخزن للأثريات.
كان راوول يتأرجح على كرسيه يقرأ الجريدة الأسبوعية , وبعد أن جلست ديللي طواها ووضعها على الطاولة الرخامية.
" هل أنهيت مهمتك؟".
" نعم , أكتشفت بعض المخازن , لكن الواجهة لا تعرض ما أهتم به وأفضّله".
حدّجها بنظرة سريعة قاسية.
" مع أنني كنت أعتقد أنها نوعا من الهوس بالنسبة للأنثى".
قالت ضاحكة:
" ينقصك الكثير لمعرفة النساء".
تمتم :
" هذا ما بدأت أتعلمه , باشري بمساعدتي وذلك بالأشارة الى ما تفضلينه".
وقادها الى مطعم صغير لا يمكن لسائح أن يكتشفه ,أختارت بعض الأصناف التي أشتهرت بها المنطقة , وأثناء الطعام تبادلا الحديث في مجموعة من المواضيع , وتلقت ديللي بسرور أختفاء عدوانية راوول حيث بدا محدثا جذابا.



أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-05-11, 03:47 PM   #27

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

قالت وهي تتذوق القهوة:
" أن يكون الأنسان فنانا عليه أن يقدم المزيد , أنت تنظم عملك في الوقت الذي تراه مناسبا , تحصل على أجازة حسب هواك , بعيدا عن الرتابة اليومية في الأعمال المكتبية , لست مرغما أن تعمل تسع ساعات في اليوم".
" أعمل أحيانا أكثر من ذلك بكثير".
" ولماذا قررت أن تتخذ أسم سان جوست كرسام وليس دوبريان؟".
" لأن عائلة أبي كانت معروفة جدا منذ القدم , وكذلك أسم والدتي كممثلة شهيرة , رفضت أن أستغل هذه الشهرة, وكذلك لأسباب عائلية".
" وكيف ذلك؟".
" لقد كان أحد أجداد عائلتي صديقا لروبسبير أيام الثورة الفرنسية وهو أول من طالب برأس لويس السادس عشر , وهو الوحيد الذي حافظ على أنفته عندما أقتيد مع روبسبير وأنصاره الى المقصلة".
تذكرت ديللي ثورة راوول في البرج وتساءلت أذا لم يكن قد ورث الى حد ما طباع أسلافه.
" ولكن قل لي بحق السماء , لماذا أخترت هذا الأسم؟".
" ربما لأبرهن أن هذا الأسم ليس مرادفا دائما للعنف , أو لأنني معجب بعناد سان جوست تحديا لكل شيء".
" يبدو لي أن هذا مخيف , مهما كانت بواعثك".
قال ضاحكا:
" لننس هذا , رجاء , هل لا زلت قادرة على تسلق الكنيسة؟".
" بالتأكيد , أذا قررت أن تصحبني".
" أذن هيا بنا , ولكن لنضع أولا مشترياتك في السيارة".
كان الصعود قاسيا , وكانت ديللي تلهث من التعب مما أضطر راوول أن يجبرها على التوقف مرات عديدة لأستعادة أنفاسها.
" هذه الكنيسة كانت ملجأ للنسّاك الذين أستقروا بها رافضين النزول بعد ذلك الى الوادي".
" أن هذه القصة حزينة , أنا شخصيا أتعب من الوحدة".
" لربما كانت حالة النساك كذلك , ولكنهم وجدوا السلام الذي لم يتوفر لهم على الأرض".
" يا له من وجود قاس".
" بالتأكيد لا يمكن أن أتصورك في دير بل بالأحرى في حاشية أحد أمراء عصر النهض أو حتى في دور بوديكا , الملكة الأنكليزية التي حاربت ضد الرومان , والنتيجة أن حوالي سبعين ألف شخصا ذبحوا".
كان على ديللي أن تغضب أو تضحك , ففضلت أن تسلك الطريق الثاني لكي يمر اليوم بشكل جيد ولا حاجة للعودة الى العدوانية.
" من يعرف , لربما أكون ناسكة جيدة".
" وأن كنت لا أقنع بذلك , ولكنه بدون شك شيء جميل جدا".
" أشكر أطراءك".
وأبتسمت له أبتسامة ساحرة.
" عليك أن تضحكي في معظم الأحيان لأن هذا يلائم ثغرك".
" أنت أدعيت بأن فمي كبير جدا عندما وصفتني لأمك".
" بالفعل ,ولكن علي أن أتراجع تماما عن تقديري السابق".
" لا تفعل , لأن ذلك سيجرح كبرياءك ".
" هل تردين دائما الصاع صاعين؟".
" أؤمن بالعلاقات المتبادلة , يجب ألا تقبل المرأة الخضوع".
" الحرية المطلقة , كالرجال؟".
" عندي قواعدي الخاصة في الحياة".
" لا شك في ذلك".
" أحدى هذه القواعد ألا أناقش في الأخلاق من لا يملكها ".
" ومن أين واتتك مثل هذه الفكرة؟".
" يبدو أنك تنسى بسرعة , لقد واتتني من أمور أود أن أنساها".
وفجأة دوّت العواصف في السماء , وأرتعشت ديللي وأستدارت .
خيم صمت ثقيل الى أن وضع يده على ذراعها قائلا بلطف:
" أطلب أن تسامحيني".
" أنت لا يمكن أن تنسى لحظة واحدة".
" طلبت منك أن تسامحيني".
لفظ هذه الكلمات بصعوبة وكأنه شخص قلما تعوّد الأعتذار , ثم نظر الى الأفق بوجه حاد.
" هل يجب أن أتوسل اليك ساجدا؟".
كان في لهجته نوع من السخرية المشكوك بها , قالت ديللي :
" أسامحك أذا نزلت ساجدا المائتين وسبعين درجة".
" لدي فكرة أخرى , أقترح لدفع غرامة مشرفة دعوتك للعشاء لدى عودتنا , أنني أعرف مكانا مثاليا في فندق ريفي ممتاز على بعد بضعة كيلومترات من سان جوست".
" أتفقنا , ولكن لا يزال الوقت باكرا".
" بالتأكيد , لكن بعد أن نزور الكاتدرائية وكنوزها , ثم نمضي ساعتين في العودة سنكون مستعدين لعشاء ممتاز , أحدى مواهب نويل , أنها تعرف أن تقترح الأشياء المفضلة".
" نويل؟".
" المرأة التي تدير الفندق , نويل روسينيول , أرملة....... تعمل في هذا المكان في فترة الصيف".
تخيلت ديللي نويل كماري آنج أو أرنستين , واحدة من أفضل طباخات الريف , وفرحت في أن تتذوق عشاء حدثوها عنه في لندن .
وبعد أن زارا الكاتدرائية وشرح لها راوول كخبير عن تاريخها وكنوزها , جلست في السيارة منهكة وتثاءبت.
" آمل ألا تعودي لتنامي , أنت في طريقك لأن تكوني من أهل المنطقة , تنامين مبكرة وتنهضين مبكرة".
وبعد مرورهما بسان جوست , سلك راول طريقا ريفيا يتلوى بين العابات والمراعي .
" الفندق ليس بعيدا من هنا , هل تشعرين بشهية للطعام؟".
" أكاد أموت جوعا , وأعتقد أنني أستطيع أن آكل عجلا لوحدي".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-05-11, 04:29 PM   #28

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

كان الفندق عبارة عن مسكن ريفي قديم , رمم حديثا بذوق شديد , شجرات الورد تغطي الجدران وبستان الخضار يمتد الى الناحية الأخرى من المسكن.
ولأول مرة فتح راوول باب السيارة لديللي وأمسكها من ذراعها ليوصلها الى المدخل , وتقبلت ذلك بطيبة خاطر.
دخلا المبنى , كانت أضاءة الصالة خافتة وهي مفروشة بذوق , ظهر شبح أمرأة , أقترب منها راوول وحيّاها بحرارة , كانت ديللي مبهورة من الأضاءة فأغمضت عينيها نصف أغماضة لتمكن من أن ترى بشكل أفضل , وضع راوول دراعه حول كتفي المرأة .
" نويل أقدم لك ديللي , دليلة أيفريت التي حدثتك عنها , ديللي هذه هي نويل روسينيول".
تلقت ديللي صدمة , أنها المرأة نفسها التي يرسمها راوول , جمالها لا يضاهى , أنها أنيقة من أخمص القدمين حتى مفرق الشعر الأسود الفحمي , وشعرت ديللي بأنها قبيحة وثقيلة أمام هذا الجمال الرائع.
" سررت جدا بلقائك يا سيدة".
ومدت يدها....
يبدو أن نويل لم تنتبه الى اليد المدودة وتوجهت الى راوول بأبتسامة كشفت عن صفين من الأسنان الجميلة الصغيرة.
" لكنك يا عزيزي راوول لم تقل لي أن الآنسة أيفريت ذات شعر أحمر".
شعرت ديللي برطوبة يدها فأنزلتها وهي تغلي في الداخل .
" تعالوا الى الصالون , يبدو أنك مرهقة يا آنسة , ماذا فعلت بها يا راوول؟".
قالت ذلك وهي تمد يدها تحت ذراعه.
" قمنا بجولة على آثار بوي".
" وطبعا أظهرت حمااسك كمرشد , أنظر الى دليلة كم هي مرهقة , مع أنك تبدو في كامل نشاطك , لكن لماذا تصرف طاقتك هكذا؟".
سألت وهي تهز كتفيها برقة.
" أنه مجهود لا أقوم به من أجل أحد".
قالت ديللي وهي تشدد على لفظ الحروف:
" لقد سررت بكل لحظة صعود".
ألتفت اليها راوول ونويل وحدقا فيها بدهشة , فالعدائية التي صدرت من السيدة روسينيول أثارتها الى أعلى درجة , وسمعت ضحكتها الرنانة المدروسة بعناية.
" أننا نشعر وكأننا كائن آخر عندما نكون بصحبة راوول , كما نشعر بأننا مدللون أكثر من اللازم".
أجابت ديللي وهي تقلد الضحكة المصطنعة لنويل:
" صحيح".
تدخل راوول :
" أخفين مخالبكن , ديللي أرجوك نحن في ضيافة نويل وهي أحدى صديقاتي القديمات".
وبّخها طفل سيء التربية ونظر اليها بأحتقار مع أنه كان عليه , لو أنصف , أن يوبخ صديقته القديمة .
أجابت ديللي بأبتسامة لطيفة :
" لا شك بذلك".
" عزيزي راوول أنت أيضا أجهدت دليلة حتى أنها لم تعد تستطيع أن تتحكم بنفسها وهي بحاجة الى الراحة , أنت كذلك أمضيت يوما متعبا".
توجه راوول ليحضر كؤوس الشراب ( أنه بالفعل في بيته هنا ) هذا ما فكرت به ديللي وتصاعد غضبها فأخذت كأسها وجلست.
" راوول أنا مسرورة برؤيتك, عليك أن تتصل بي هاتفيا من وقت لآخر".
" بنظري , أن الهاتف وسيلة تعذيب".
" لكنه ضروري , لولاه لما عرفت أنني عدت من باريس ".
جلس راوول الى جانب نويل ودار الحديث بينهما , وكأنه نسي وجود ديللي , أستغلت ديللي بعدها عن المحادثة في مراقبة نويل لعلها تكتشف عيبا فيها , ولكنها للأسف لم تستطع.
" ستكون مجبرا على الذهاب الى باريس من أجل معرضك".
" لا ....... ليس هذا ضروريا , فمعظم اللوحات هناك , أما البقية الموجودة هنا فسأرسلها في الأسبوع القادم , وسأذهب بعد شهر للأفتتاح".
" هل ستغيب فترة طويلة؟".
" أسبوعين على الأكثر , وسأمضي باقي الصيف هنا ".
" نشعر أحيانا بالملل ... في هذا المكان البعيد".
" أنها تلعب لعبة الأرملة التي لا عزاء لها ) قالت ديللي لنفسها , أشعل راوول سيكارتين وقدم واحدة لنويل .
" هل أستطيع أن أحصل على واحدة أنا أيضا؟".
ألتفت بشراسة مستغربا هذا الطلب اللامتوقع من ديللي , ونهض ليعطيها السيكارة الأخرى ثم عاد ليأخذ مكانه بجانب نويل.
قالت ديللي:
" أنا شخصيا أعشق أن أكون وحيدة , لكن بالنسبة للذين لا يملكون غنى داخليا فهذا صعب الأحتمال".
حدّجها راوول بنظرة سوداء.
قال بلهجة باردة:
" والبعض الذين لا يملكون أية تربية".
" أعتقد أننا متفقان على ألا نتحدث عن الأخلاق".
نصحتهما نويل , مسرورة بدورها كوسيط:
" على مهل , لا تثورا , يجب أن تنتقلا الى المائدة قبل أن يبرد الطعام".
أنزعجت ديللي أن تكون المائدة مجهزة لثلاثة أشخاص فنويل أذن كانت مدعوة للمشاركة في وجبتهما.
لم تشارك ديللي في حديث الأثنين , تحدثا عن أصدقاء مشتركين , وآخر ما قيل عن سان جوست وعن بعض الأصدقاء في باريس , وفهمت ديللي أن راوول ونويل يتلاقيان في باريس , حيث يملك مرسما هناك , وحيث تسكن نويل معظم أيام السنة.
وفهمت ديللي لماذا أحست بهذه التعاسة , لقد شعرت بالغيرة وهذا يعني أنها وقعت في حب راوول دوبريان.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-05-11, 06:13 PM   #29

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

8- عندما يفتح الليل أبوابه

" كنت ضيفة لطيفة".
قالها راوول وهو يسرع في قيادة السيارة , مركزا أنتباهه ليتجنب الأفخاخ الليلية والطرق المحفرة.
أجابت ديللي :
" بالكاد تكلمت بضع كلمات".
" صحيح , ولكنها بضع كلمات مختارة بشكل جيد".
تحاشى منعطفا وعكس غضبه على القيادة .
" كم يمكنك أن تكوني عدوانية أحيانا ".
" هذه أحدى مواهبي " قالتها بلا مبالاة مفتعلة.
لا فائدة من تذكيره بنويل , فهي الأخرى يمكنها أن تكون عدوانية , ولكنها على درجة من الذكاء تجعل الآخرين لا يلحظون ذلك .
ديللي تكاد تختنق كيف أنها بلغت الرابعة والعشرين من العمر ولا تزال تحافظ على أستقلاليتها , بدون علاقة عاطفية والآن وبكل غباء وقعت في حب رجل يكرهها تماما , أوقف اوول السيارة في باحة القصر , ( عليّ أن أكلمه بشكل محبب لألغي التوتر الحاصل وأعيد جو الصداقة الذي ساد بيننا قبل السهرة ) هذا ما فكرت به ديللي.
تمتمت في اللحظة التي خرج فيها من السيارة:
" راوول...".
أخذ بعض العلب التي كانت خلف المقعد وأغلق الباب فأما أنه لم يسمعها أو أنه تجاهلها , بقيت فترة في السيارة , وسمعت راوول يتوجه الى مرسمه ويغلق الباب , وسكتت وحيدة في الظلام مع أفكارها , أن هذا اليوم بساعاته الحلوة والمرة سيحفر في ذاكرتها الى الأبد.
أنها المتكبرة التي تعرف دائما أن تتصرف بجدارة , ها هي الآن تشعر بالغيرة وتحترق من حب بدون أمل , لقد فقدت أحترامها , وشعرت بأنها سترتمي على راوول لو خرج ثانية.
لكن الباب ظل مغلقا , وقررت أن تذهب وتنام بصمت , أستقبلتها أرنستين التي لا يخفى عليها شيء.
" مساء الخير يا آنستي , السيدة دوبريان في أنتظارك".
كانت ديللي في حالة سيئة ولكنها لا تستطيع ألا أن تذهب الى الصالون , كانت السيدة العجوز تجلس على كرسيها المعتاد أمام المدفأة والى جانبها جلست أرنستين على كرسي منخفض تقرأ لها ( وعندما يفتح الليل أبوابه للعاشقين.......".
عرفت ديللي أنها أحدى قصائد كتاب رايس الأخير المهدى اليها , وعندما أنتهت أرنستين , ألتفتت السيدة الى ديللي بعيون مطفأة تلتمع بالدموع ورفعت يديها الشاحبتين لأستقبالها.
قالت السيدة بصوت مخنوق:
" عزيزتي , سامحيني , هذه القصيدة الجميلة أيقظت في الذكرى , حدثيني عن رحلتك الى بوي".
كانت ديللي معقودة اللسان لا تقوى على قول كلمة واحدة.
" ألن تقولي شيئا يا عزيزتي, ما الذي حدث؟".
قالت آرنستين :
" أنها قصيدة السيد رايس التي أحزنت الآنسة".
تحسست السيدة وجه ديللي الذي يفيض دمعا وقالت:
" القصيدة , بدون شك , الذكريات ما تزال ماثلة وموجودة , وأنا غبية لأنني لم أراع ذلك".
أهتز جسم ديللي من شدة الأنتحاب , ( يا لها من سخرية ) قالت لنفسها , أنها تبكي وتعتقد أنني أشاركها ألمها , في الوقت الذي كنت أتمزق فيه أنا من حب آخر مستحيل , أحضرت أرنستين كأسا وقدمته لها السيدة العجوز , شربت منه ديللي لتطفىء غليلها.
" أطلب عفوك لضعفي يا أوجيني , أنا الآن بخير".
" كل الجروح تلتئم مع مرور الزمن حتى جروح الروح يا عززتي , فذكرى الأشياء الجميلة لا تنتهي , وأن قلبك ما زال يفيض حزنا كقلبي , ولكن لن أنسى أبدا أن في حياة رايس ومضات من السعادة بفضلك , ولكنني آسف لأنكما لم تتزوجا قبل وفاته , كان سيسعدني أن يكون لي حفيد".
" لم يفت الأوان , ومن المؤكد أن راوول......".
" على الأطلاق".
وشرحت لها بأن راوول لن يتزوج أبدا لأنه صعب جدا , وتنهدت بحسرة ومرارة.
" مع أنه يبدو متعلقا كثيرا بنويل".
قالتها ديللي وهي تزيد جرحها ألما.
" نويل , أذا تزوجها , ولسوء الحظ , فلن تنجب له في حياتها طفلا لأنها تخاف كثيرا من أن يتشوه جمالها الذي تعتز به , لكن لننس هذا , المهم هو أنت الآن".
" أؤكد لك أنني أشعر بتحسن كامل , كنت متعبة قليلا ".
" لقد غرقت في عملك الأسبوع الماضي تماما , ويجب أن تستغلي أقامتك هنا في نزهات سياحية , هل ذهبت الى شيز ديو؟".
" لا ليس بعد".
" يجب أن تذهبي الى هناك وتشاهدي الرقص الشهير , سأطلب من راوول أن يصحبك الى هناك".
لا تريد ديللي بأي شكل أن تمضي يوما آخر معه , فبقدر ما تقلل من لقائه بقدر ما تشعر بالتحسن.
" أنا بالفعل مشغولة جدا بالتمحيص في أوراق رايس ".
" ليس هناك شيء مستعجل وسيسعدنا وجودك هنا لفترة طويلة".
" لا أعرف كيف أشكرك , لكن عمي متمسك بنشر كتاب رايس بأقصى سرعة ممكنة وأنا متمسكة بأن أكون عند حسن ظنه".
" في هذه الظروف , لا أستطيع أن ألح كثيرا , ولكن على الأقل وافقي على أن يصحبك راوول في زيارة الى بحيرة الرجل الضائع , أنها قريبة جدا من هنا".
" يا له من أسم غريب".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-05-11, 06:57 PM   #30

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

" أنه مكان جذاب جدا , وحسب الأسطورة , أن مدينة كانت موجودة قبل مجيء الرومان مكان البحيرة , حيث أن جنية وقعت في حب صياد جميل لكنه لم يوافق وكان لا يهاب شيئا , حتى القدر , وأحب فتاة أخرى".
" وماذا حصل له؟".
" أقسمت الجنية أنها ستدمر المدينة أذا ما عانق محبوبته في يوم ما , لكنه سخر من التهديد , وفي المساء نفسه ما كاد يمس محبوبته حتى أتفجر البركان وأضطربت الأرض وغابت المدينة بين الأمواج , يزعم البعض أننا نستطيع أن نرى البيوت المختفية في عمق البحيرة".
" ربما أذهب ذات يوم لأستكشافها".
خلال الأسابيع التالية , جاءت نويل مرات عديدة الى القصر , وكانت ديللي تحذر ردود فعلها لأنها تعرف الأسباب ونجحت في ذلك , لكن نويل لم تعرف كيف تخفي غيظها من وجود ديللي في القصر.
أما ديللي فقد تعودت أن تبقى في غرفة البرج كل مرة تأتي فيها نويل, حتى أن عملها على أوراق رايس تقدم كثيرا , ولم تعد ترى راوول ألا قليلا بعد تلك السهرة , ولكنه كان يخرج مع نويل عندما تأتي ونادرا ما يتناول عشاءه مع أمه , كذلك لاحظت ديللي أن أرنستين كانت تحمل له طعامه الى المرسم مرات عديدة , ولربما يريد أن ينهي بورتريه نويل في الوقت المحدد للمعرض , وقد رأته ذات يوم يرسل بعض اللوحات في السيارة , وحاولت أن تطرد راوول من تفكيرها , وأنهمكت في العمل , ولكن ما يزال أي تحريض منه يجعلها تضطرب في أعماقها ويمنعها من التركيز , ذات يوم , عند نهاية الظهيرة سمعت الصوت المميز لسيارة نويل وكانت قد نزلت لتوها الى الصالون بعد أن أخذت حماما , تنتظر السيدة دوبريان , من الصعوبة تحاشيها هذه المرة , قالت في سرها ( لأذهب على الأقل وأحتمي في الباحة الداخلية ).
وتسللت بدون تأخير , كان الهواء باردا , وأحست أن ثوبها القطني كان خفيفا بالنسبة لهذا الفصل , لكن فكرة لقائها مع نويل جعلتها تبقى في الخارج , كانت الورود بدأن تتفتح فأقتربت لتقطف واحدة.
" آي".
سحبت يدها بسرعة وأنبثقت نقطة الدم من أصبعها.
" عزيزتي الآنسة أيفريت , أنت الوحيدة التي وخزها الشوك".
أرتعدت ديللي وكأن شوكة أخرى وخزتها وألتفتت , لقد كانت نويل , مرتدية ثوبا فخما من التافتا , وعبرت الباحة بخطوات واثقة راسمة أبتسامة مفتعلة على شفتيها.
( زهرة جميلة متفتحة ) قالت ديللي لنفسها وهي تدرك تماما أنها بملابسها المتواضعة لا يمكن أن تنافس أناقة كهذه.
بدأت بلطف:
" أذا كنت تفتشين عن راوول.....".
قاطعتها وهي تداعب بأصابعها أزرار الورد:
" راوول يعرف أين يجدني".
" أذا كان لديك بعض الوقت , أستطيع أن أقدم لك كأسا ".
" أذن راوول لم يقل لك شيئا ؟ أنا مدعوة هذا المساء للعشاء فزيارة الأم من وقت لآخر لا بد منها".
ثم تابعت بصوت متوازن :
" لقد ألحّ راوول كثيرا من أجل هذه الدعوة وأسرّ لي بأن ذلك ضروري وأن لديه ما يحدثني به".
أستعجلت ديللي في تغيير مجرى الحديث لأنها غير متحمسة لسماع المزيد:
" هل يتقدم العمل في البورتريه؟".
هزت نويل كتفيها.
" أنه يعمل ليل نهار , أنه ممسوس".
ممسوس؟ من تلك الجنية الجميلة...
" أن حظك كبير , وأنه لشرف كبير أن يرسمك سان جوست".
" أتتحدثون عني؟".
أنعقد لسان ديللي عندما أقترب راوول منها.
" بالتأكيد يا عزيزي , لا يمكن ألا أن نتحدث عنك وبأطراء".
أنحنى نحوها وحياها بحرارة ( لا حاجة لوجودي ) فكرت ديللي وأبتعدت لتدخل الصالون.
" كيف ؟ أتريدين أن تنسحبي فور وصولي؟".
" أشعر بالبرد قليلا".
وكان ذلك صحيحا , لأن جسمها كان مقشعرا.
قالت نويل بضحكة ساحرة ولكن هشة:
" كان عليك أن تضغي سترة على كتفيك".
" صحيح , أن الطقس ليس دافئا".
وضع سترته على كتفيها , وكانت هذه المرة الأولى التي يقترب فيها راوول منها بعد نزهة بوي.
قالت نويل بلهجة متضايقة:
" قد يكون من الأفضل أن ندخل جميعا".
أجاب راوول متوجها نحو الباب:
"فكرة جيدة".
وحال وصولهم الى الصالون , وضعت ديللي السترة على مسند الكرسي آملة أن تتحاشى أي أحتكاك مع راوول , راقبته وهو يعد الشراب , قميص حريري بصدر مزخرف , بدلة ذات تفصيلة رائعة , لكن راوول الذي أحبته كان ذلك الذي عرفته يرتدي قميصا قديما وسروالا مليئا ببقع الألوان.
قالت نويل وهي تحمل له السترة:
" راوول , من المؤكد أن خياطك عبقري , عليك أن تستعين به ليصنع لك ملابس خاصة للعمل".
وخنقت ديللي ضحكة عصبية كادت تفلت منها فنظر اليها راوول متسائلا:
" هل قلت شيئا؟".
" لا".
وضعت يدها على فمها وسعلت.
" ربما تأثرت من البرد في الخارج أو أثناء العمل في البرج".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
155 - أنشودة البحيرة - آبرا تايلور - ع.ق, روايات عبير المكتوبة, كاملة, كتابة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:39 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.