شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.rewity.com/forum/f202/)
-   -   49 - السعادة فى قفص - آن هامبسون - ع.ق ( كتابة / كاملة )** (https://www.rewity.com/forum/t163779.html)

essaerp 08-06-11 01:02 AM


9- ايتها الكلبة الصغيرة
نظرت جنكس الى اسفل حيث تشير آلين فبدت جزيرة كريت كجوهرة جميلة وسط بحر ايجة الهادىء .
سالت جنكس للمرة العشرين :
"هل تظنين ان تسمع ان والدي الجديد سيحبنى؟"
وبدون ان تسمع الاجابة استمرت :
"لماذا لم تجعلينى اشبينتك ؟ لم احب البقاء مع تلك السيدة خالتى استيل ولو علمت انك تتزوجين ما كنت مكثت معها لماذا لم تجعلينى اشبينتك؟"
"اسكتى يا حبيبتى ".
همست آلين وهى تشعر بنظرات الركاب المجاورين لهما .
"لقد اخبرتك انه لم يكن معى اية اشبينات ....اجلسى واهداى قليلا سنصل بعد دقائق وستكون هناك سيارة جميلة فى انتظارنا ".
"سيارة ...هل سيقودها والدى الجديد؟"
"لا...ياعزيزتى انه ليس فى المنزل حاليا ...كان عليه ان يرحل بسرعة بعد ان تزوجنا فقد كان لديه عمل هام ولهذا السبب لم تقابلية للان ".
وتنهدت آلين شعرت الارتياح فى ذلك الوقت عندما اخبرها سيمون انه يجب ان يكون فى اثينا صباح اليوم التالى لزواجاهما وارادها ان تترك عملها على الفور وتصاحبه لليونان ولكنها رفضت ترك عملها فجاة فتسبب فى ارباك العمل لنقص الايدى العاملة فى كل حال كلن لديها الكثير مما يجب عملة فى المنزل قبل ان تتركه لذلك سافر سيمون على مضض وترك عروسه بعد ساعات من الزواج على ان يتقابلا فى كريت بعد بضعة ايام كانت هذه المهلة القصيرة هدية من السماء لالين لان اعصابها كانت مشدودة لسرعة اتمام الزواج ولعلمها بالخطة التى وضعتها والتى بدات تثقل عليها لذلك شعرت انها لن تستطيع مواجهة المشهد الذى يجب ان تمر به قبل بدء حياتها فى المسار الهادىء الذى تخيلته اما الان وقد اقتربت المواجهة كانت اعصابها شديدة التوتر وخاصة جنكس ستكون موجودة فى القاء بينها وبين سيمون عندما يعود من اثينا بعد ساعات من الان متوقعا ان يجد عروسه تنتظره ....بمفردها .
"هل تظنين ان والدى الجديد سيجلسنى على ركبتيه ؟"
جلست جنكس بجانب آلين وهى تضم يديها بشدة ثم تفصلهما لم تر آلين الطفلة منفعلة بهذه الدرة من قبل ولكن فى الواقع لم يحدث اى شىء مثير لها سابقا .
" لااعرف يا حبيبتى ....قد يفعل "
كانت آلين بشكل ما تتخيل ان سيمون لن يهمل الطفلة تماما ان لديه شيئا من الرقة قد يحنو عليها لان جنكس بلا شك طفلة محببة وقد كسبت حب كل المسافرين على الطائرة .
" ان الانتظار مزعج ...متى سيعود الينا ؟"
الينا ....فجاة صعدت الدموع الى عينى آلين وبلا سببب تذكرت الكلمات التى همسها سيمون لها عندما وضع خاتم الزواج فى اصبعها :
"اغبى موساغابو..."
وعندما سالته ماذا تعنى ابتسم فقط فقالت لنفسها فيما بعد انها لابد شىء يتعلق برغبته لانها لايمكن الا ان تكون كذلك .
"حالا ياعزيزتى .سيصل بعدما نصل بساعات .لانه على مركب مع بعض اصدقاءه وسيكون معنا فى موعد الشاى ".
"يجب ان اصبر ....اليس كذلك ؟"

essaerp 08-06-11 01:03 AM

لم تكن جنكس تستطيع البقاء هادئة .بل تريد القفز هنا وهناك كما تفعل عندما تريد التعبير عن مشاعرها .
" نعم ياعزيزتى ...لفترة قصيرة فقط "
هبطت الطائرةوبعد قليل لمست ارض المطار وكان السائق فى انتظارها وقد نظر مرتين الى الطفلة الصغيرة وهى تسير قفزا بجانب آلين ولكن صوته كان خاليا من التعبير عندما قال :
"مرحبا بك ثانية يامدام ديوريس "
واخذ متاعها فى حقيبة السيارة .
وجلست جنكس فى هدوء شديد فى مقعدها وهى تنظر من النافذة وقد اصفر وجهها واطبقت شفتيها :
"هل انت بخير ياعزيزتى "
"نعم ولكن الانتظار كريه ...انى اشعر بالم كبير فى معدتى ولكنه ليس الما سيئا انه فقط لانى اريد ان ارى والدى الجديد ".
عضت آلين على شفتيها عندما فكرت فى خطتها لم تفكر كثيرا فى عواطف جنكس كان مستقبل الطفلة وراحتها من العوامل الهامة لآلين ولكنها اهملت الناحية النفسية للطفلة ومع ذلك حتى لو اهمل سيمون الطفلة تماما فانها سرعان ما ستتغلب على ذلك ان الاطفال يتغلبون على هذه الاشياء ...وجدت نفسها تقول كل المميزات المادية ستعوضها عن خيبة الامل التى تشعر بها فى البداية ان ما يهم آلين هو كل مستقبلها وليس الاسبوع او الاسبوعين القادمين وصل سيمون قبل موعد الشاى مباشرة كانت آلين قد افرغت حقائبها ورتبت حاجاتها وحاجات جنكس ....وفكرت آلين ان تنام الطفلة معها فى البداية فى السرير الكبير الذى فى الغرفة والذى كان سيمون يتوقع ان يشاركها فيه اما فيما بعد تتعرف على المنزل الكبير فانها ستختار غرفة جميلة لجنكس وتؤثثها بالاثاث المناسب لم تعلم آلين بوصول زوجها الا عندما طرق باب غرفتها ودخل واستدارت بسرعة وبرغم انها كانت قد اعدت نفسها لهذه المحنة الا انها شعرت بالدماء تهرب من وجهها وفى لحظة رعب فكرت ان تخبر سيمون بالحقيقة بالنسبة لجنكس ولكنها استجمعت قواها وتذكرت رغبتها بالانتقام وعلى الاخص فكرت ان سيمون عندما طلب ان يتزوجها لم يكن ذلك الابسبب رغبته فيها وهى لاتريد ان تكون ذلك النوع من الزوجات انها ليست استيل التى تقبل ان تبيع جسدها لكسب مادى.
"اذن فقد وصلت بالسلامة ..."
توقف عن الكلام وحملق غير مصدق عندما خرجت الصغيرة من غرفة الملابس وذهبت نحوه:
" هل انت والدى الجديد؟"
نظرت الى اعلى الى العملاق الذى يقف بجانبها واضافت بسرعة :
"امى لم تخبرنى انك وسيم اكثر من والد داريل الجديد ....اوه ...اظن انك لطيف جدا "
صفقت يديها بسعادة وهى لاتعى الصدمة التى سببتها للرجل الذى احذ يحملق طويلا قبل ان ينقل نظراته الى آلين ...
"لماذا لم تقل لامى ان تجعلنى اشبينتها ؟لم يكن من العدل ان اذهب الى خالتى استيل بدلا من الذهاب للعرس ".
كان وجهها الملىء بالنمش يبتسم بالسعادة وبعد ان رددت شكواها بدات تقفز على السجادة بينما وقف سيمون فنظر اليها من جديد وقد اذهلتة المفاجاة وبدا وجهه يسود بينما شحبت آلين حتى اصبح لون وجهها كلون البلوزة البيضاء التى تلبسها ,وانقبض حلقها من شدة الخوف .
"ماذا يحدث هنا ؟"
لم يستطع من هول المفاجاة ان يظهر غضبه على الفور لانه لم يستطع ان يصدق عيبيه .
"هذه الطفلة هل هى طفلتك ؟"
فنطقت بصعوبة :
"نعم... انها ابنتى "
تدخلت الطفلة بذكاء وهى مازالت تقفز الى اعلى واسفل برغم ان آلين اشارت لها ان تهدا .
"اسمى جنكس ,جنكس هيلارى ".
"هيلارى "
قال سيمون بحدة فاشارت آلين للطفلة اشارة غير ظاهرة فاكملت بنفس اللهجة :
"...مارسلاند ...جنكس هيلارى مارسلاند".
ثم نظرت اليه وابتسمت بسعادة :
"امى قالت لى ان اضيف ...."
"اسكتى يا حبيبتى وقفى هادئة ".
نفذت جنكس الامر وضغطت يديها معا على صدرها كما كانت تفعل عندما تتاثر من الواضح انها اعجبت بوالدها بينما ظهر عليه تعبير شيطانى لدرجة ان آلين لم تحتمل مجرد النظر اليه ...انها لم تكن تريد ان تحضر جنكس المواجهة ولكنها الان تشعر بالامتنان الشديد لوجودها ان زوجها لن يقتلها ابدا امام الطفلة حدث صمت مخيف فى الغرفة وكشف لون خدى سيمون الغامق عن الغضب الذى يعتمل فيه وحتى جنكس بدت متاثرة بهذا الجو لانها عبست بشدة ونظرت من سيمون الى آلين ثم العكس .
"انى لااصدق ذلك...لايمكن ان تكون ابنتك...."
ولكن فمه انحسر عن اسنانه وكان الغضب يغلى فى عينيه .
"ابنتك "
اتسعت فتحتا انفه واقترب خطوة من آلين التى تراجعت ناحية النافذة :
"قوليها مرة اخرى قوليها ..."
"جنكس ابنتى...."
كم بدت هادئة ....لابد ان الخوف قد جمدها .
"كنت فى السابعةعشرمن عمرى عندما ولدت..."
"ابوها ؟"
"مات ..."
استمرت تحكى قصتها التى كانت هذه المرة قد استعدت لها جيدا لقد خدع سيمون وبدلا من الفتاة البكر التى اشتراها ابتلى الان بواحدة لها طفلة قالت آلين انها لم تتزوج والد جنكس ثم اوضحت له لماذا ابقت وجود الطفلة سرا .
"قلت لك انى سارد لك ما فعلتة بى اذا واتتنى الفرصة وهذه هى طريقتى فى الانتقام ولكنك تدفع ايضا ثمن ما فعله بى والد جنكس لقد وعد ان يتزوجنى ثم هرب مع اخرى وترك لى جنكس ...لقد خدعت يا سيمون رغم مهارتك..."
فى لحظة امسك ذراعيها بطريقة وحشية صاحت :
"لاتفعل ....انى ..."
ثم سكتت وهى تجفل من الالم كادت من شدة خوفها ان تخبرة بالحقيقة ولكنها استطاعت ان توقف نفسها فى الوقت المناسب لو اخبرته فلن تحظى بالرضى الذى كانت تريده واهم من ذلك بالنسبة الى فتاة فى مثالية آلين فانها لن تستطيع ان تحول بين سيمون وبينها وبذلك ستصبح رفيقة فرشه لا كررت انفسها انها ليست استيل ولذلك تحملت هذا المشهد العنيف بشجاعة وهى تعلم انه لابد سينتهى حالا .

essaerp 08-06-11 01:04 AM

"خدعت, اليس كذلك ؟"
شدد قبضتة عليها بلا رحمة :
"نعم انى اعترف بذلك ولكن بحق السماء انك ستندمين ؟"
كان كالمتوحش واخذ يهزها بعنف ولكنه لم يحسب حساب جنكس التى ارتبكت ثم قفزت والدموع فى عينيها الى حيث وقف واخذت تضربه بقدمها بشراسة على كاحليه ثم اطبقت بيديها على سرواله وحاولت ان تعضه باسنانها وعندما لم تفلح صاحت :
"اترك والدنى ...ساكسر راسك اذا لم تفعل اتركها انك خنزير وانا اكرهك ..."
"جنكس.... اسكتى..."
كان صوت آلين يرتعش وهى تقف هناك بعد ان تركها وحملقت فى جنكس التى استمرت تضرب كتحلى سيمون الذى امسك بها وجذبها بعيدا عنه ولكنها تتعلق بسرواله :
"ايتها الكلبة الصغيرة ..."
صاح فيها بعد ان ابعدها اخيرا عنه ولكنها استمرت تكافح بشجاعة وترفس بعنف ولكن فى الهواء :
"انها والدتى وسادافع عنها ساكسر ..."
"هذا يكفى ياجنكس .."
كان صوت آلين لايزيد عن الهمس وقد شعرت بخوف شديد وبقلبها يدق بعنف بين ضلوعها ولكن الامر سينتهى سريعا هذا المشهد متوقعا وقد اعدت نفسها له بعد خمس دقائق من الان سيتركها سيمون هى وجنكس وسيذهب فى طريقة .
"يجب الا تقولى هذه الكلمات ..."
سكتت وطفرت الدموع من عينيها عندما رات ابنتها تبكى بطريقة يرثى لها وتنظر للرجل الذى يمسك بها بحزم ولكن ليس بالقسوة التى امسك بها آلين .
قالت امى ..ان لدى والدا جديدا ...وانه قد يجلسنى على ركبته مثل والد داريل الجديد ..."
توقفت جنكس وقد خنقتها العبرات وسالت الدموع على خديها وكذلك امها فاخذت تمسحها بيدها الصغيرة .
"كنت اظن انك ستكون والدا لطيفا لى ".
ارتعش فمها وهزت راسها فى حيرة ونظرت لالين غير مصدقة :
"كنت انتظر هذه الحظة منذ اخبرتنى والدتى عنك ....كان مريعا... الانتظار...وكنت تبدو لطيفا فى البداية ولكن لماذا كنت تهز والدتى ؟لقد المتها ..."
بدات مرة اخرى تضرب بقدميها ولكنه لم يسمح لها بالاقتراب منه فقالت :
"ساقتلك على الفور اذا لمستها مرة اخرى ...ساعض يديك ..."
"جنكس..."
ولكن شيئا اخر غير صوت آلين فقد ضربها سيمون بقوة على رجلها ثم تركها فجلست على الارض واخذت تنظر الى مكان الضربة الذى احمر على الفور اذهلتها هذه المعاملة التى لم تعتدها من قبل فرفعت راسها ونظرت لسيمون وقالت وهى تغلى :
"هذا فقط لانك اكبر منى ولكن فقط انتظر عندما اكبر عندما اكبر ساقتلك لانك تؤلم والدتى ".
مسحت عينيها بظهر يديها ثم لعقت الدموع التى سالت على فمها .
"امى ...امى...انا لااريد ان ابقى هنا ..."
وقفت جنكس وذهبت الى والدتها وتعلقت بثوبها :
"لنعد الى بيتنا ارجوك ياامى انى اريد ان ارجع الى بيتى ".
"لانستطيع ان نفعل يا حبيبتى ..."
واحتضنتها آلين بدون ان تجرؤ على النظر فى عينى زوجها :
"ان هذا هو منزلنا الوحيد الان ويجب ان نبقى هنا .."
"هل يجب ان نبقى ؟"
رد سيمون بخشونة وقد اصفر وحهه واخذ يقبض يديه ويفركهما كما لو كان يخرج الالم الذى لايطاق بداخلة :
"قد يكون هذا رايك ولكنه ليس راى ...لن تبقى انت ولا ابنتك المتوحشة فى منزلى ....ستذهبان بمجرد ان ارتب ذلك..."
ولكن بالطبع جاء هذا التهديد فى حرارة الموقف ولم يحاول سيمون ان ينفذه لقد تزوج واصبح واضحا بمرور الايام انه ينوى ان يتحمل غلطته وكما توقعت آلين فقد ذهب فى طريقة وتركها لحالها وكان كثيرا ما يغيب عن المنزل اسبوعا او اكثر كانت آلين تشعر بالهدوء فى هذه الاوقات وتستمد سعادتها من جنكس التى سرعان ما نسيت المشهد الذى لم يكن بفضل تدخلها ...مرعبا بالدرجة التى توقعتها آلين .
لم تكن آلين تحب ان تفكر فيما كان يمكن ان يفعله سيمون لو كانا بمفردهما ...كان يمكن ان يقتلها .
فقد خرجت فى احدى الامسيات الى الشرفة بعد ان وضعت جنكس فى فراشها ففزعت اذ وجدت زوجها يقف هناك وهو ينظر الى القلعة المعتمة التى كان سيحبس فيها استيل وكان شكله الجانبى يبدو كشيطان وعندما شعر بها استدار فوجدت وجهه كقناه من الكراهية مما جعل الدماء تتجمد فى عروق آلين وعندما استدارت لتذهب استوقفها فاقتربت منه على مضض واخذ قلبها يدق بعنف من الخوف .
عندما استطاع اخيرا ان يكلمها سالها سؤالا لم تتوقعة :
"ما وضعك بالنسبة الى النقود ؟"
"مازالت عندى القليل مما تبقى من بيع الاثاث ".
ردت متعلثمة وهى تسال نفسها كيف ارتكبت هذا الخطا بالخروج الى هنا .كانت عادة اين يكون وقد اعتقدت انه فى مكتبه لان النور كان مضاء هناك .
"ساعطيك بعض النقود سيحضر بعض الاصدقاء للعشاء بعد اسبوع من اليوم وستحتاجين لثوب اذهبى الى هيراقليون واشتريه من هناك....سياخذك دندروس فى السيارة ".
صمت قليلا ثم استمر بنفس اللهجة الخشنة :
"لقد اخبرت الجميع انك ارملة فتذكرى هذا اما اذا خذلتنى فستجدين نفسك تتضرعين من اجل الرحمة انك لم ترى اسوا ما عندى بعد ".
"ساتذكر يا سيمون ".
كانت تريد ان تتركه ولكنها خافت ان تفعل قبل ان يطلب هو منها ذلك .
"بالنسبة الى ابنتك ...هل رتبت لذهابها للمدرسة ؟"
طرفت عينياها مندهشة لهذا الاهتمام المفاجىء بالطفلة التى كان قد اهملها حتى الان كما اهمل الفتاة التى اعتقد انها امها .
"لم افعل حتى الان ...افوم بتعليمها بنفسى ".
"هناك مدرسة فى سفكيا يستحسن ان تاخذيها هناك لتبدا الدراسة سياخذها دندروس كل صباح ويهيدها ".
"هل هى مدرسة يونانية ؟"
"بالطبع ولكنهم يعلمون الانكليزية ".
"وكيف ستتصرف انها لاتتكلم اليونانية على الاطلاق ؟"
"لااتوقع انها تفعل ".
ثم قال بشىء من السخرية :
"ولكنها ستتعلم سريعا ".
نظر سيمون اليها مباشرة :
"اذا كنت ستبقين هنا انت وهى فانها يجب على الاقل ان تتعلم اليونانية عندما تكبر ستخطلط بيونانيين وسيكون اصدقاؤها يونانييين ".
"نعم اظن ذلك ".
فكرت وهى تقف هناك مترددة فى تركه ...ان سيمون يبدو اقل عداء .كان ينظر مرة اخرى ناحية القلعة والهواء يتخلل شعره الاسود وضوء القمر يسقط على وجهه مما اضاف خشونه الى ملامحه ...ومع ذلك فان الانطباع الغريب الذى شعرت به آلين هو ان هناك حزنا فى ملامحه حزنا وشعورا غريبا بالوحدة استمرت تنظر اليه شاعرة لاول مرة بالاسف لانها اصرت على الانتقام ورد الكيل له ليس فقط لخطئه ولكن ايضا لخطا كيت ما نتيجة ما فعلته وما الذى حققته بتصرفها هذا ؟صحيح انها تاخذ كل شىء ولاتعطى شيئا ...وانها حصلت على الرجل الغنى الذى كثيرا ماكانت تمزح مع خالتها عنه ...ولطن بشكل ما قفد اصبحت القصة كلها ذات طعم مرير بالنسبة اليها وهى لاتجرؤ ان تسال نفسها عن السبب .
فى يوم حفل العشاء كانت جنكس مزعجة بشكل خاص وكثيرة الحركة كالمعتاد ,وعندما تقفز كانت على السلم انزلقت على الارض فى الصالة وارتطمت بالباب الامامى .سمعت آلين صراخها فجرت اليها من غرفة الاستقبال حيث كانت تتصفح المجالات فوجدتها تنزف من راسها ومن انفها وكانت تمسك مرفقها بيدها .
"جنكس يا حبيبتى ماذا فعلت ؟"
انحنت آلين عليها ورفعتها بين ذراعيها وحملتها الى غرفة النوم ووضعتها على السرير "ايتها الطفلة البلهاء كيف فعلت هذا بنفسك "
"كنت اتزحلق على الحصير ".
واستطردت جنكس وهى تبكى :
"اوه ...ان ذراعى تؤلمنى ..انها تحرقنى ..."
وصرخت من الالم :
"لماذا تحرقنى ؟"
"لانك جعلتها تحتك بالارض ".
وتنهدت آلين ودخلت الحمام حيث يوجد صندوق للاسعافات فى الخزينة وبعد ان غسلتها وضمدتها اعطتها دواء خفيفا لتستريح بعض الوقت ...استيقظت جنكس فى موعد الشاى وقالت وهى تبتسم انها جائعة كانت آلين تجلس بجانبها وهى تقرا وسرها ان تجد جنكس لاتعانى كثيرا من ارتطامها بالباب .
"ماذا سافعل بك ؟"
سالت وهى تهز راسها بحزن :
"هل تعلمين ياعزيزتى انك يجب ان تحسنى تصرفاتك بالنسبة الى الطريقة التى تتكلمين بها ...انك لاتفعلين ما اقوله لك ..زكل هذه اللغة السوقية التى تعلمتها فى المدرسة فى انكلترا يجب ان تنسيها تماما هل تفهمين ؟"
"انى احاول يا اماه الااقولها ...ولكنها تخرج رغنا عنى "
كانت عيناها تبرقان بالشقاوة والضحك ولكن عندما لحظت التعبير الحزين على وجه آلين تحركت الى طرف السرير ووضعت ذراعها حول رقبة آلين :
"هل اقبلك يا امى ؟ان فمى نظيف...انظرى..."
قبلت آلين خدها واحتضنتها بقوة ...كان من الغريب ان تحب الى هذه الدرجة طفلة شخص اخر ولكن منذ ان وضعت آلين عينيها عليها شعرت انها تحبها .
"تعالى ...قلت انك جائعة وقد حل موعد الشاى ..وسنتناولة معا فى الفناء فى الشمس ".
قامت جنكس من السرير وهى تنظر الى ذراعها الملفوفة بالضمادات ثم نظرت لنفسها فى المراة لترى جبهتها وعليها الشريط الاصق :
"ابدو كجندى جريح ...اليس كذلك ؟"
"نعم ...من الافضل ان البسك ملابسك ".
"من اجل ذراعى المضمدة ؟لا..انها على مايرام ذن بيرازى "
ذهبت الى الكرسى حيث كانت ملابسها موضوعة واخذتها ووضعتها على السرير وحملقت آلين فيها ثم قالت :
"ماذا يعنى ذلك ؟"
"ذن بيرازى ؟انها تعنى باليونانية ,على مايرام .انه لايهم ".
"هل تعلمت ذلك فى المدرسة ؟"
"اظن ذلك ...قد قالها لى كارلوس لوكيا انه صديقى فى المدرسة اننا لم نتشاجر بعد لانه لايحب الشجار ..ولكن اندونيز يحب الشجار ...لكمته بشدة بالامس لانه ضحك منى فى الفصل عندما لم افهم المدرسة اراهن انه لن يضحك منى مرة ثانية لانه بكى بشدة عندما لكمته ".
وقالت آلين بحزم:
"يا جنكس ...اذا حضراحد هنا ليشكو منك فساغضب منك جدا ووالدك لن يحب ذلك انك تعرفين هذا حيدا لذلك امتنعى عن الشجار مع الاولاد الصغار ".
"انه ليس والدى انا لااحبه وهو لايحبنى ".
فجاة وبلا توقع بدات جنكس تبكى ولم تعرف آلين الا بعدما نكلمت الطفلة انها كانت قلقة بشان علاقتها مع سيمون .
"لماذا لايحبنى يا اماه ؟انا لم اكن مزعجة الاعندما ضربته حين آلمك .عندما حضرنا الى هنا ظننت انه سيكون لى والد ولطن ليس لى والد انه لايجلسنى ابدا على ركبته ولا ياخذنى للنزهة مثل والد داريل انه ليس كما كنت اظن قلت لك انى ساكون عاقلة من اجل والدى ...اليس كذلك؟ط
"نعم يا حبيبتى لقد قلت لى ".
ابتلعت آلين ريقها بصعوبة هل تخبر سيمون بالحقيقة وتضع حدا لهذا الوضع الذى اصبح غير محتمل الى الجميع ؟اذا اخبرته بالحقيقة فيجب ان تكون مستعجة لان يعاشرها كزوجة لان هذا هو ما سيحدث حتما انها لا تستطيع ان تمون ذلك النوع من الزوجات وهى لاتحبه انها ستضطر ان تعطيه كل شىء لانها لن تستطيع ان تقاوم ...ومن الناحية الاخرى سياخذ هو كل شىء ولن يستطيع ان يعطيها شيئا لان كل ما يشعر به نحوها هو رغبته فى جسدها انه لا يشعر نحوها باى حب اةعاطفة ...وهى العناصر التى لايمكن بدونها ان تكتمل هذه العلاقة لا ..زفقررت آلين انها لاتستطيع ان تخبر سيمون بالحقيقة وتدخل فى هذه العلاقة اما ان تكون علاقة مكتملة او لا تكون هناك علاقة على الاطلاق .
"لقد اخبرنى دندروس ان ...ان السيد سيمون يمتلك مركبا جميلا ولكنه لاياخذنى انا وانت على هذا المركب .وانا احب ان اركب مركبا لانى لم اركب مركبا ولا مرة فى حياتى ..."
ومسحت جنكس خدها المبتل بيدها :
"اه ..انى احتاج لمنديل ".
احضرت لها آلين منديلا فمخطت انفها بثوت عال .
"لاتسميه السيد سيمون يا حبيبتى حاولى ان تفكرى فيه كوالدك ..."
هزت جنكس راسها :
"انه لايريد ان يكون والدى ,اتمنى لو انك لم تتزوجيه كان يمكنك ان تتزوجى شخصا اخر يحبنى ويقذف بى فى الهواء واشياء اخرى ".
وبدات تبكى مرة اخرى :
"الايمكنك ان تتركيه وتتزوجى شخصا اخر ؟"
هزت ىلين راسها بالنقى ولم تستطع الكلام لمة طويلة :
"لايا حبيبتى ...هذا مستحيل ان هذا بيتنا ويجب ان نبقى فيه ليس لنا مكان نذهب اليه ".
شعرت آلين انها افسدت حياتها تماما باتباع تلك الرغبة الجنونية فى الانتقامومع ذلك هل كانت تستطيع ان ترفض عرض سيمون حتى لو لم تكن تريد الانتقام ؟لم يكن امامها الا ان تقبل عرضه كان نجدة من السماء فى ذلك الوقت وآلين لاتجرؤ على التفكير فيما كان سيؤل اليه مصيرها هى وجنكس لو رفضت عرض سيمون كانت ستضطر لتقديم طلب للحصول على اية معونة وكان سيعرف ان جنكس ليست ابنتها وكانت سنؤخذ منها .
"هل تظنين انه يحبنى عندما اكبر قليلا ؟"
سالت جنكس بامل :
"من الجائز انه لايحب الفتيات الصغيرات ولكنه يحبهن عندما يكبرن قليلا ".
"انا متاكدة انه سيحبك ...قريبا ".
وتنهدت آلين بعمق وهى تقول ذلك هل سيعتاد سيمون جنكس فى اى وقت ؟ظنت انه سيبدا فى الاهتمام بالطفلة بعد فترة ولكن حتى الان لم يبد اى اهتمام بها فيما عدا اقتراحه بان تذهب للمدرسة .
"اظن انى سابتسم له وسارى اذا كان سيبتسم لى "
ثم همست جنكس وهى تفكر :
"هل تظنين انه سياخذنى انا وانت على المركب اذا طلبت منه ذلك بادب ؟نستطيع اننذهب بعيدا لجزيرة اخرى اليس كذلك ؟"
"نعم نستطيع يا جنكس ولكن يجب الاتطلبى منه ان ياخذك على المركب انه مشغول جدا وليس لديه وقت كبير ".
كانت آلين لاتستطيع ان تحتمل ان تطلب جنكس منه شيئا ويرفضه تنهدت جنكس وقالت :
"كنت اتمنى ان تتزوجى رجلا اخر مثل والد داريل ".
ثم توقفت وقفزت محاولة امساك شىء فى الهواء :
"انها بعوضة هى هناك على الحائط اقتليها ".
"لااستطيع ان اقتلها على الحائط ".
"لم لا؟"
لمعت عينا جنكس :
"اقتليها يا امى "
احضرت آلين منشفة من الحمام والقتها على البعوضة وامسكت بها ولكنها لم تستطع قتلها بل اخذت المنشفة ونفضتها من النافذة وقع نظرها الى اسفل فرات سيمون يقف هناك فى الشرفة تحت النافذة مباشرة واضعا يديه فى جيبة كان ينظر الى الشاطىء حيث اليخت الرشيق يقف هناك على سطح الماء اليخت الذى لعب دورا هامل فى حياتها وفى حياته هو ايضا لو لم ياخذها على ذلك اليخت لما تزوجا ابدا لانهما كانا سيودعان بعضهما فى ميناء ماندراكى الملىء بالزوهور فى رودوس ونظرت مرة اخرى للرجل الذى يقف فى الشرفة منذ متى يقف صامتا ووحيدا ؟ شعرت بالالم فى قلبها لانها كانت تعلم انه مكتئب وغير سعيد .

essaerp 08-06-11 01:12 AM

10- يا حبيبى احبك
عندما خرجت آلين من غرفتها كان سيمون ايضا يخرج من غرفته فتقابلا فى الممر القى نظرة عليها ثم استقر نظره على وجهها حملت نظرته كل الازدراء ولكن لم تخلو ايضا من مسحة حزن كانت واضحة الان فى ضوء المصابيح وكذلك الشعور بالوحدة ياللغرابة ...من الجائز ان فترات تغيبه عن المنزل لم يكن يقضيها مع النساء كما ظنت .قالت استيل عندما علمت بفكرة الزواج ان آلين نجحت فى تدبير اموراها جيدا وان كانت استيل لا تحبذ فكرة الزواج لانها مقيدة للحرية الى جانب ان اغلب الزيجات تفشل هذه الايام فكرتآلين وهما ينظران كل منهما للاخر فى الممر من الجائز انه مشغول فى مسائل خاصة بعمله فقط ..ومع ذلك فهمى لاتتصوره يعيش حياة خالية من النساء الم يلمح الرجل على ظهر اليخت ان له مغامرات نسائية كثيرة ؟ثم تتكلم ...فقطع عليها تفكيرها قائلا بخشونة :
"لاتنسى ما قلته لك عن كونك ارملة ".
"لن انسى ".
وبفيض من المشاعر التى كانت خليطا من الحنان والندم كادت تبوح بالحقيقة فهى فى الاوانة الاخيرة فكرت كثيرا فى ظروف حضوره الى انكلترا ليعرض عليها الزواج ووصلت الى الاعتقاد المحير وهو ان هذا التصرف يعنى اكثر كثيرا عما يبدو فى ظاهره ولكن كان يمنعها من هذا التفكير اعترافه الصريح بان رغبته فيها كانت السبب الوحيد وراء طلبه الزواج منها .
جاء رده الحاد فاضاع فرصتها للاعتراف :
" يحسن الا تفعلى فاذا خذلتنى فسوف تندمين على ذلك سبق ان حذرتك " واحمر وجهها من طريقته العدائية فقالت بطريقة وقورة ضايقته لسبب ما :
"هل ننزل ان جنكس لم تنم بعد وقد تسمعنا "
ولدى ذكر اسم الطفلة رق قليلا وسال عنها فاخبرته بوقوعها واصابتها ولكنها لم تذكر السبب فارد ان يعرف كيف وقعت بالضبط فلم تستطع الا ان تخبره قطب جبينه ونظر اليها طويلا ثم اخبرها صراحة انها لاتعرف كيف تربى الطفلة احمر وجهها من هذا النقد ولكنها فى الوقت نفسه شعرت بشىء من الراحة لانه قد لاحظ جنكس وفهم شخصيتها ...من الجائز انه سيهتم بها ويحاول تهذيبها قليلا لو فعل فستشعر آلين بان حملا كبيرا زال عن كاهلها لانها كانت تريد جنكس ان تنشأ نشأة سليمة حت يحبها الناس دائما .لنهم بالطبع يحبونها الان لانها طفلة ولكن اذا ما كبرت بنفس الطباع فلن يتحملها احد .
"انا ادرك تماما انى لست حازمة معها بما فيه الكفاية ".
واعترفت آلين بذلك متابعة :
"كانت الخالة سو تقول ذلك دائما ولكن جنكس تحتاج الى الرجل فى تربيتها "
توقفت عن الكلام لم تكن تقصد ان تقول ذلك ...ليس لسيمون ...لاحظ سيمون تغير لونها ولكنه لم يعلق على كلامها سالها :
"ماهى اصابتها ؟هل هى كبيرة ؟"
" جرحت فى راسها ,ونزفت من انفها كما ان ذراعها انسلخت من الاحتكاك ".
لدهشتها بدا عليه الضيق وهى تصف جروح جنكس ومرة اخرى هز راسه غير موافق على طريقتها فى تربية الطفلة مما جعلها تحمر اكثر .
"يجب ان تكبح ".
صدرت عنه تنهيدة صغيرة ملائتها بالدهشة فنظرت الى وجهه محاولة ان تقرا .تعبيرة من الواضح انه كان يراقب جنكس منذ فترة ولم يكن متجاهلا لها تماما كما اعتقدت آلين .
"هل قلت ان اصابتها سيئة ؟"
"انفها وراسها على مايرام ...وهى لم تشك كثيرا من ذراعها ولكن اعتقد انها ستؤلمها اكثر فيما بعد ".
استمرت تنظر اليه شاعرة بشىء من الراحة لان هذه كانت اول مرة يتكلم فيها معها بطريقة مهذبة منذ ذلك اليوم عندما كذبت عليه واخبرته ان جنكس ابنتها .

essaerp 08-06-11 01:13 AM

"ماذا وضعت على ذراعها ؟"
"دواء وجدته فى انبوبة فى خزية الادوية وقد اراحها على الفور "
"ان لدى دواء ممتازا للتسلخات ليتك اخبرتنى ..فى كل حال سننتظر ونرى ما يحدث .يجب الاتذهب للمدرسة غدا حتى لايرتطم بها احد الاطفال ".
كانا قد سارا الى اول السلم وكان سيمون طويلا وانيقا فى حلة رمادية فاتحة من الموهير وآلين صغيرة ورقيقة بجانب تذكرت الوصف الذى كانت خالتها قد ذكرته عن الرجال الكريتيين ...رجال كالصقور اكثر كبرياء وطولا واستقامة من كل اليونانيين يسيرون بخطوات ...واسعة ويتحركون كالملوك فى طرق يمهدها الاخرون لهم وعلى الفور انتقلت ذكراتها الى مشاهد على الباخرة نظرات الحسد التى كانت تلاحقها كلمات دونا عندما قالت :
"انه ذلك النوع من الرجال الذى لاتستطيعين رفع عينيك ولذلك فان كل الفتيات على ظهر الباخرة تغرن من اهتمامه بك ..."
اى عالم من السعادة الخادعة عاشئه فى تلك الفترة القصيرة ؟وفكرت آلين والالم يعتصر قلبها ...سيمون الحبيب الرقيق والرفيق والصديق الكريم الذى اشترى لها كل ما تشتهيه واكثر كان كل هذا ملكها وهى تعتز بهذه الذكريات برغم انه من ناحيته كان يحاول كسب ثقتها ليغريها للذهاب معه فى اليخت .
وخلال الامسية لاخظت آلين نظرات زوجها المتكررة .وعندما كانت تنظر الى عينيه كانت فى كل مرة ترى فيهما التفكير والاكتئاب .فيم كان يفكر متطلعا اليها هكذا ؟هل كان الكره هو العاطفة الغالبة ؟ان الكريتيين يكرهون بشدة .وماذا عن الحب ؟هل يحبون ايضا بنفس القوة ؟
بعد ان انتهى العشاء وكان الازواج الثلاثة يجلسون فى الفناء يشربون القهوة حضرت جنكس فجاة بقميص نومها المزركش ووجهها مغمض وعيونها منتفخة من البكاء .وكانت تمسك بذراعها وهى تبكى ثم سارت ناحية آلين التى قامت من كرسيها لتذهب اليها :
اتجهت كل العيون الى جنكس وابتسم الضيوف الاربعة للطفلى فيما عدا وجه سيمون الذى كان جادا وكذلك آلين :
"ما الخبر يا حبيبتى ؟ هل يؤلميك ذراعك ؟"
هزت راسها بالايجاب :
"حاولت ان اتحمل ياامى ولكنى لم استطع انت لست غاضبة لانى نزلت ولديك ضيوف ؟"
وطافت نظراتها بالحاضرين :
"انها تؤلمنى بشدة ".
واعتذرت آلين للضيوف وحملت جنكس بين ذراعيها ولكن لدهشتها الكبيرة وقبل ان تفهم آلين ما يريد اخذ منها جنكس واعتذر للضيوف وحملها داخل المنزل ثم على السلم وآلين تتبعه وقد حيرها تصرف زوجها غير المتوقع ولكنه اسعدها اهتمامه بالطفلة .
"ستجدين انبوبة بيضاء فى خزانة الادوية فى حمامى ".
قال على الفور لآلين التى دخلت وراءه الى غرفة نومها .اجلس الطفلة على السرير وراح يفك الاربطتة التى ربطتها آلين من بضع ساعات .
"احضريها "
عند عودتها وقفت آلين على الباب كان سيمون يفحص الجرح بينما كانت جنكس تنظر اليه بعينين واسعتين بانبهار طفولى .وبينما كانت آلين تراقب .رفعت الطفلة وجهها وقربته من وجه سيمون وكادت تطبع على خده قبلة مبتلة ولكنها نظرت فرات امها فقالت وهى تبتسم :
"كان الرباط ملتصقا يا والدتى...ولكن السيد....السيد ...ولكن والدى رفعه بدون ان يؤلمنى ..."
لم تستطع آلين ان تتكلم من شدة تاثرها من هذا النظر نظرت فى عينى سيمون وهى تناوله انبوبة الدواء فلمحت النظرة الغريبة التى نظر بها اليها والنبض فى رقبته .
"الاربطة فى الطابق السفلى .اذهبى واحضريها ...ستخبرك كيريا عن مكانها "
كان من الواضح انه يريدها ان تذهب ,قطبت جبينها فى حيرة لم يضايقها ان تذهب لتحضر الاربطة بنفسها بل بالعكس ولكن من الغريب ان سيمون لم يطلب منها ان تدق الجرس لكيريا حتى يعطيها تعليماته لتحضر الاربطة المطلوبة تاخرت آلين هذه المرة اكثر وعند عودتها وجدت جنكس تجلس على ركبة سيمون وهو يجلس على السرير وقد لفت جنكس ذراعها غير المصابة حول رقبته واسندت راسها الصغير على صدره .
"ان ابنتك هذه سريعة الحركة "
قالها بدون تاثر ولكن آلين شعرت بالاثارة ,قالت آلين بارتباك وبضحكة مفتعلة :
"كانت دائما تامل ان تجلس على ركبة رجل لقد كان هذا طموحها من فترة "
"وقد حققته الان "

essaerp 08-06-11 01:14 AM

قال سيمون ذلك وبدون ان ينظر الى آلين اخذ المرهم من يدها ووضعة بمهارة على الجرح .
"ها انت ياانسة ..هل تشعرين بتحسن الان "
حملهابرقة بعيدا عنه لينظر اليها كانت عيناها الوسعتان تلمعان وطبعت على فمه قلبة صغيرة .
"نعم اشكرك بشدة ".
نظرت الى آلين وقالت :
" ساذهب غدا على مركب والدى لنزهة طويلة هل ستاتين معنا ؟"
ثم نظرت لسيمون :
"انا لااريد ان اذهب بدون والدتى لم تقل اذا كانت تستطيع ان تاتى معنا ؟"
"سنتكلم فى هذا صباحا اما الان فعليك الذهاب الى النوم هل تفهمين ؟"
هزت جنكس راسها بسعادة كانت تحاول ان تبقى مستيقظة بصعوبة نظر سيمون الى آلين وطلب منها ان تذهب للضيوف :
"ما كان يجب ان نتركهم نحن الاثنين ".
وخرجت آلين على الفور من الغرفة بعد ان قالت لجنكس تصبحين على خير ولكن جنكس لم ترد لانها كانت مشغولة فى الكلام مع سيمون وتلقائيا وقفت آلين قليلا خارج الباب الذى لم تغلفة قالت جنكس :
"نعم ساذهب للنوم يجب ان اكون عاقلة الان ...اليس كذلك ؟ولا اقول الكلمات السيئة يجب ان يكون المرء عاقلا من اجل الاباء لانهم رجال اند ريل عاقل من اجل والده الجديد كما اخبرتك عندما كانت امى فى الطابق السفلى ...وانا ايضا قلت لامى ساكون عاقلة من اجل والدى اذا احضرت لى واحدا ..وساكون عاقلة كما سترى ..."
"من الاحسن ان تكونى عاقلة "
قال بصرامة مفتعلة مما اخاف اما جنكس فضحكت بنعاس فشهقت آلين مندهشة لانها لحظت الرقة التى وراء هذه اللهجة الصارمة ما الذى حدث اثناء غيابها من الغرفة يبدو ان معجزة حدثت فى هذه الدقائق .
"تعالى ايتهاالانسةالصغيرة...الى السرير ".
تلا ذلك صمت وافترضت آلين انه يضعها فى السرير ثم قال سيمون للطفلة تصبحين على خير فاتجهن آلين ناحية السلم الا انها سمعت الطفلة تقول :
"تصبح على خير يا والدى كم هو لطيف ان يكون للمرء والد "
ثم اضافت جنكس :
" اغابى مو ساغابو "
توقفت آلين واعصابها ترتعد انها تنسى الكلمات التى همس بها سيمون لها وهو يضع خاتم الزواج فى اصبعها ماذا تعنى هذه الكلمات انها تعلم الان انها لاعلاقة لها بالرغبة كما اعتقدت فى ذلك الوقت .
"اين سمعت هذه الكلمات ؟"
سالها سيمون فاجابت جنكس وهى تضحك مرة اخرى :
"قالها لى ستافروس ديمترى اننا سنتزوج عندما نكبر ...ياحبيبتى ,اننى احبك ..."
كانت آلين متاكدة ان عينى جنكس تفيضان بالشقاوة ...واغمضت آلين عينيها بشدة اذن فهذا هو معنى الكلمات ؟لقد فهمت كل شىء الان .الشعور بالحزن والوحدة الذين راتهما فى عينيه ثم حيرتها عندما كانت تفكر فى حضوره الى انكلترا وطلب الزواج منها فقط الزواج منها فقط من اجل رغبته فيها كم كانت غبية ان سيمون يحبها وكل ما فعلته هو ايلامة ودفهه للاعتقاد بانه افسد حياته بالزواج منها انه لن يغفر لها انه لايستطيع .
لاتعرف كيف انتهت الامسية وعندما انصرف الضيوف اخيرا لم تستطع ان تقول شيئا مما كان يدور فى ذهنها ,بل قالت له تصبح على خير بطريقة جافة نوعا واستدارت لتذهب وقد وقف هو بظهره الى النافذة المفتوحة التى يسرى منها صوت البحر المعتاد الصوت الوحيد الذى كان يقطع سكون الليل..
"ابقى حيث انت ".
كان صوته امرا وقاسيا وقفت آلين وعادت للغرفة وقلبها يدق.
"ان لدينا كلامها كثيرا ".
طرفت عيناها وقطبت بحيرة :
"حقا ؟"
قال على الفور :
"ما الذى تقصدينه بقولك لى ان جنكس ابنتك ؟"
قفزت بعصبية وسعلت لتسلك حلقها :
"هل عرفت ؟"
لم تندهش كثيرا فقد تذكرت النظرات الغريبة التى كان يوجهها لها وهما فى الغرفة العليا مع جنكس لقد اكتشف شيئا ما اثناء غيابها وكان يريد ان يستكمله لذلك ارسها مرة اخرى لتحضير الاربطة بدلا من ان يطلب منها ان تدق الجرس للخادمة لمعت عينا سيمون :
"هل تدركين ما انقذت منه ؟"
للحظة عابرة رات الكريتى المتوحش بوقفته القاسية وعينيه السوداوين المعدنيتين المهددتين :
"لو كنا بمفردنا لحنقتك ".
سكت لحظةلتعلق على كلامه ولكنها لم تقل شيئا :
"لقد سالتك ماذا كنت تريدين بتلك الكذبة الشنيعة ؟"
بللت شفتيها :
كانت ..كانت للانتقام .."
"من اى شىء ؟"
"لانك اهنتنى واخفتنى ..كنت اريد ان انتقم من اى رجل لما فعله بى والد جنكس ".
امر غير منطقى لم تكن آلين محتاجة لان ترى تعبيره لتفهم ذلك :
"اذن كان على ان ادفع ثمن هذا ايضا ".
هز راسه كما لو كان تصرفها يحيره بشدة :
"اخبرينى عن والد جنكس وكيف حصلت على الطفلة ؟"
كان صوته رقيقا مما شجع آلين على ان تساله كيف اكتشف ان جنكس ليست ابنتها فاخبرها بانه كان يراقب جنكس من مدة وبالتدرج شعر بالحيرة لانعدام الشبه بتاتا بينها وبين آلين ...قاطعته ألين بدهشة :
"هل كنت تراقبها ؟لقد شعرت انك تتجاهلها تماما "
ابتسم قليلا :
"ان المرء لايستطيع ان يتجاهل طفلة مثل جنكس ياآلين لقد لحظت كم هى جذابة وستكون اشد سحرا عندما اتولى تربيتها "
"هل ستفعل ؟اعلم انى لم اكن حازمة بما فيه الكفاية .ولكن الخالة سو كانت دائما تقول انها تحتاج لرجل "
نظرت آلين بامتنان قال سيمون ضاحكا :
"تعتقد انها تحب ان تكون عاقلة من اجل رجل انها شيطانة ولكنها طفلة ممتهة فى كل حال "
ثم اخذ يشرح لها كيف انه بالامس راى جنكس تكتب اسمها وكانت تكلم نفسها وتقول انها يجب الاتنسى اسم مارسلاند .
"بالطبع لم تكن هذا يثبت شيئا ولكنه اثر شكوكى وهذا المساء عندما كنت فى غرفتى تبحثين عن المرهم لاحظت كتاب صور على الطاولة بجتنب السرير وعندما فتحته لاحظت ان اسم مارسلاند اضيف بحبر مختلف فسالت جنكس وعندما عدت بانبوبة المرهم لم اكن قد انتهيت من سؤالها ".
"لذلك ارسلتنى مرة اخرى للطابق الارضى لاحضر الاربطة "
"نعم واخذت جنكس تتكلم اننا سنصبح اصدقاء لذلك لم يكن عسيرا ان اعرف منها مااريد لقداخبرتنى انك اخيرا...اخيرا جدا .."
واضافوهو يصر على اسنانه وعيناه مثبتتان على وجهها :
"طلبت منها ان تضيف اسم مارسلاند الى اسمها "
كان ينظر اليها بصراحة فحولت وجهها وبدات بسرعة تحكى له كيف اخذت جنكس فى البدية عندما نظرت اليه بعد ان فرغت من قصتها كانت تنتظر منه نظرة ازدراء لسذاجتها التى جعلتها تنخدع ولكن لدهشتها وجدت تعبيرا مختلفا تماما وكان صوته رقيقا وعطوفا .
"سبعة عشر عاما ..كنت لاتزيدين كثيرا عن طفلة هل فكرت عندما تركك والدها وهرب .ان تسلمى جنكس للمسؤولين ؟"
هزت راسها بقوة :
"لم اكن استطيع ذلك كنت احبها بشدة وبرغم انك قد تعتبرنى مغرور الا اننى اعتقد ان جنكس ما كانت لتعيش سعيدة بنفس الدرجة لو تبناها اى شخص اخر غيرى والخالة سو بالطبع ".
واخذت آلين تحكى لسيمون مشكلتها الحقيقة عندما رفض الجيران اخذ جنكس كان ذلك لحد ما لتبرير تصرفها بطلب من سيمون ولكنه لو كان قد فهم ما تقصده فانه لم يعلق عليه ولكنه قال بجفاف :
"بالطبع كانت سعيدة معك لانك تركتها تفعل ما تشاء ".
"ليس دائما ...انها ليست سيئة جدا حقيقة "
وابتسم سيمون بمرح فحبست آلين انفاسها انه يكاد يكون لطيفا كما كان على الباخرة ولكن لان عينيه كانتا مازالتا تعبران عن بعض النقد والعتاب .
"الى متى كنت تظنين انك ستستطيعين خداعى؟"
"بالنسبة الى جنكس ؟ليس طويلا "
واعترفت ببساطة ولكن لفزعها رات فمه ينقبض "
"يجب اناشد اذنيك لكل هذا الغباء وكذبت على ايضا عندما قلت انك لم تحبينى على الباخرة كنت اعلم جيدا انك وقعت فى حبى لذلك دهشت عندما انكرت ذلك "
وسكت ثم خطا الى وسط الغرفة وقال امرا ولكن برقة جعلت الدموع تملا عينيها .
"تعالى الى هنا ".
فذهبت اليه فامسك يديها .
"لماذا تظنين انى ذهبت لانكلترا ايتها البلهاء ؟لقد اكتشفتبمجرد ان رحلت من كريت انى احبك ولكنى ظننت اننى ساتغلب على ذلك ان الزواج لم يكن محببا الى ولكنى بعد قليل شعرت انى لااستطيع ان استغنى عنك...نعم....اعلم ما ستقولينه .انها الرغبة نعم ولكن ليس ذلك النوع الذى تفكرين فيه ".
"لا ...انى ادرك ذلك الان "
واخبرته بما سمعته ثم همست بتردد وخجل :
"اغابى موساغابو "
على الفور ضمها اليه بحنان ..زوهمس بعد قليل :
"يا حبيبتى ...انى احبك ..."
وابتعدت آلينعنه وقالت :
"لماذا لم تقلها بالانكليزية ياسيمون ؟واذا كنت حضرت لانك تحبنى وتريد ان تتزوجنى لماذا لم تقل لى ذلك على الفور ؟"
ورفع حاجبيه وقال :
"لانى قبل ان استطيع ان اقو لك اى شىء قدمت لى مطالبك الاجرمية هل تذكرين ؟"
احمرت من الخجل ونظرت الى اسفل .ااستطرد هو قائلا :
"فى كل حال لقد رتبت الامور كما اريد ...بعد ان استنتجت ان هذه الفكرة كانت فكرة استيل وفى الواقع انك اعترفت انكما تناقشتما فى الامر وكنت اريد ان اخبرك ولكنك انكرت حبك لى ...شعرت انك تكذبين وان كل شىء على ما يرام عندما تعودين معى الى كريت كنت ساعلم على الفور انك تحبيننى اليس كذلك يا آلين ؟"
ازداد احمرارها ولكنها وافقت على كلامه وقالت :
"كنت افكر فى ان اقول لك الحقيقة منذ فترة ".
ثم اضافت انها لم تفعل لانها كانت تعتقد ان اهتمامه الوحيد بها كان لرغبته فيها وهى لا تستطيع ان تكون ذلك النوع من الزوجات وتجاهل كلامها هذا لانه لم يكن كلاما هاما اذ لن تكون ابدا ذلك النوع من الزوجات .
وكان مازال هناك الكثير الذى يجب توضيحه من الجانبين ولكنهما يريدان فى الوقت الحالى ان يكونافقط قريبين من بعضهما وقفا متعانقين للحظة ثم قال سيمون :
"لماذا لم تجدى غرفة اخرى لابنتنا قبل الان ؟"
وبدون ان ينتظر جوابها استطرد :
"الاتظنين انها ستكون افضل فى سريرى ؟ انه اصغر ولكنها قد تستيقظ اذا حركتها "
"لن تفعل جنكس لاتستيقظ ابدا بعد ان تنام .تستطيع ان تحملها "
ثم لاذت بالصمت وقد دفنت وجهها فى سترته لانه كان يضحك منه من كل قلبه ....

essaerp 08-06-11 01:15 AM

تمت بحمد الله

بنوته عراقيه 12-06-11 07:03 PM

يعطيك العافيه ياقلبي ... واحلى تقييم ليكي

maya 101 13-06-11 08:20 PM

كتير حلوة

يسلمووو

shimaa1 14-06-11 10:35 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .


الساعة الآن 06:43 AM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.