آخر 10 مشاركات
وعانقت الشمس الجليد -ج2 سلسلة زهور الجبل- للرائعة: نرمين نحمدالله [زائرة] *كاملة* (الكاتـب : نرمين نحمدالله - )           »          رواية ناسينها ... خلينا نساعدكم [ أستفساراتكم وطلباتكم ] (الكاتـب : × غرور × - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          على ضِفَّة لوحة انتظار ! وَ في لحظاتٌ تُحَيّكَ بهما الأَشْواقُ.(مكتملة) (الكاتـب : عمر الغياب - )           »          61 - الشبيــه - نان اسكويث- (مكتوبة/كاملة) (الكاتـب : SHELL - )           »          68 - ذهبي الشعر - فلورا كيد - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          128- فرس الريح - مارغريت بارغيتر - ع.ق(كتابة /كاملة)** (الكاتـب : أمل بيضون - )           »          0- عاشت له - فيوليت وينسبر -ع.ق- تم إضافة صورة واضحة (الكاتـب : Just Faith - )           »          030 - خيمة بين النجوم - دار الكتاب العربي (الكاتـب : Topaz. - )           »          [تحميل] الحظوظ العاثرة،للكاتبة/ الرااااائعه ضمني بين الاهداب " مميزة "(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-01-12, 01:07 AM   #1

مونـــــي
 
الصورة الرمزية مونـــــي

? العضوٌ??? » 173623
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 68
?  نُقآطِيْ » مونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond repute
Elk 284-أنتِ الثمن .. هيلين بيانشين ( كتابة / كاملة )*



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


كيفكم يا قمرات .......... جبت لكم روايه جديده جلست سنه وأنا أكتبها هههههههههه

مو عشاني بطيئه !!!! لاتفهمون غلط ...

بس مره تفرمت الجهاز وأنمسحت وكتبت نصها بعدين جات الدراسه وأختبارات وعاد انتو تعرفون المشاغل هاذي


المهم أتمنى أنها تعجبكم وتستمتعوا بقراءتها



إليـــــــكم الملخص


انتِ الثمن . . .
هيلين بيانشين. . .


الملخص . .
- لكل شيء ثمن , الا توافقيني الرأي ؟
- مالذي تريده ؟
- اريد طفلاً من صلبي مكنني ان اورثه ثروتي , ومن احسن لذالك من سليلة " آلبوا " ؟
- هل انت مجنون ؟
إنها الإتفاقيه التي عرضها ريف فالديز على دانييل التي وصلت أحوالها الماديه إلى العدم .
وتكاد تطرد هي ووالدتها من شقتهما , فإما ان تقبل بهذا الزواج
وإما ان تعني مرارة الفقر والعوز .
اربع وعشرون ساعة من الجحيم هي المهلة التي حددها لها لتعطيه قرارها.
فإما ان تربح كل شيء او تخسر كل شيء .
فهل سترضى بهذه المذلة ام ستواجهه بطبعها الشرس المعتاد

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي



مونـــــــــــــ moni ــــــــــــــــي




ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 21-04-19 الساعة 06:59 PM
مونـــــي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-01-12, 01:09 AM   #2

مونـــــي
 
الصورة الرمزية مونـــــي

? العضوٌ??? » 173623
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 68
?  نُقآطِيْ » مونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الأول


1- موعد مع الشيطان

ما الذي على المرأه ان تلبسه للذهاب مع الشيطان ؟
القت دانييل عيناً خبيره على ملابسها في الخزانة , وقررت شيئاً بعد تفكير , ومن ثم اخذت ترتدي ملابسها بعناية .
إنها تقيم مع امها في جناح يقع في ضاحية برايتون الراقيه في مالبورن , كان فسيحاً مصغره عن حياة الطبقه الراقية الثرية .
لكن العيش برخاء لن يدوم طيلاً . وهذا مسجل على الجدار حيث اللوحات الثمينة قد بيعت , وحيث احتلت قطع الأثاث المستعملة مكان الأثاث الأثري الذي لايقدر بثمن . المجوهرات رهنت ثم بيعت بالمزاد العلني , سيارة " سيدان " احتلت مكان السيارة "البنتلي" الحديثه الطراز ,والدائنون ينتظرون لحضه اعلان الإفلاس رسمياً , لكي ينقضوا مثل اسماك القرش , فيعرضوا الشقة التي انتهت مدة رهنها في المزاد العلني . بطاقات الدائنون لدى أمها وصلت إلى السقف منذ زمنٍ طويل , ومتجر الألبسة النسائية الداخلية الذي كانت شريكة فيه مع امها "آريين" على وشك الإفلاس . . . اعترفت دانييل بهذا وهي تضع في أذنيها قرطين ماسيين متوارثين في الأسره كانا يوماً ما , لجدة ابيها , وهما الحليتان الوحيدتان اللتان احتفظت دانييل بهما .
بعد اقل من أسبوع , عليهما ان تخرجا من بيتهما , حاملتين معهما ماستسمح به المحكمه من امتعتهما الشخصيه وسيكون عليهما البحث عن منزل متوسط الجودة تستأجرانه قرب المتجر , وبعد ذالك لابد لهما من البحث عن عمل .
إنها في السابعة والعشرين وهي فقيره جداً . . . فكرت وهي تتناول حقيبة يدها المسائيه وتتوجه نحو المصعد ان هذا شعور غير حسن ابداً .
مضت سنة تقريباً على آخر مره استضافتا فيها أصدقاء في منزلهما ,والمناسبات الإجتماعية قد تقلصت إلى بعض الدعوات المجانية من أصدقاء قلائل بقوا على ولائهم لأرملة رجل محترم ذي قرابة بالأسره الأسبانيه الحاكمة .
واجتماع هذا المساء كان آخر التماس منها للرحمة من الرجل المالك للمبنى الذي يحتوي على شقتهما , ولجميع المتاجر التي تحتوي متجرهما , اما بقية املاكه و****اتة , فهذا غير مهم .
ريف فالديز شخص حديث نعمة بحسب السلم الأجتماعي , بهذا اخذت دانييل تفكر عندما وصلت إلى موقف السيارات في قبو المبنى , فهو قد جمع ثروه قذرة تقريباً , كما تقول الأشاعات غير الدقيقة .
انه في اواخر الثلاثينيات من عمره , وقد عُرف انه سخي اليد عندما يتعلق الأمر بالأعمال الخيرية وان لسانه لاذع وغضبه سريع وانه يستعمل عطاءه للخير لكي يكون مدخلاً له إلى الطبقه الغنية والشهيرة في المجتمع .
هذه الطبقة من المجتمع التي لم تعد في متناول دانييل وآريين .
ومع ذالك , لم تستطع إلا ان تلاحظ وجوده , ذلك ان صورته تزيين احياناً صفحات الصحف المحلية التي تتضمن اخبار دنيا الأعمال والأخبار الإجتماعية , وفي كل مره تظهر على الصفحات فتاة رائعة الجمال وقد تعلقت في ذراعه , او سيدة ذات مقام اجتماعي رفيع متلهفة إلى تغطية صحفية , او اية امرأه جذابه تناضل للحصول على انتباهه .
لقد قابلتة دانييل مرة , منذ عام تقريباً , اثناء وليمة عشاء اقامتها صديقة مزعومة ولم تكرر الدعوه بعد ان عرفت بوضع آريين المالي .
حينذاك القت عليه نظره واحدة اقتصرت بعدها على ابتسامه خفيفه وحديث اجتماعي مؤدب , لاجئه الى غريزه حفظ الذات التي تدربت عليها في وقت مضى , لأن التعامل مع رجل من نوع ريف فانديز هو اشبه بالرقص مع الشيطان .
انما الآن ليس لديها خيار . لقد استغرق منها ترتيب موعد معه اسابيع , والحقيقة انه هو الذي الحّ على ان يجتمعا إلى مائدة عشاء .
المطعم الذي ذكره لها يقع في قلب المدينة في شارع ضيق يحتوي على اكثر من خمسة متاجر تحتوي على مطاعم , ولم ترى اية موقف للسيارات , فدارت حول المبنى آمله ان تجد مكاناً شاغراً .
النتيجه انها تأخرت مدة عشر دقائق وهي مدة يصفع عنها اي شخص الا ريف فانديز .
رأته على الفور متكأ على مقصف صغير نصف دائري , وما ان ذكرت اسمها للنادل , حتى انتصب واقفاً وتقدم نحوها .
كان طويلاً اسمر خطر , فقد ورث تكوينه العظمي من أجداده الأندلسيين , اشتبكت بعينيها عينان بسواد الخطيئة . . كهربائيتان مغناطيسيتان .
ارتجف قلبها لا إرادياً ثم تسارعت دقات قلبها , كان فيه شيء استنفرت له كل دفاعتها . . . .
- ارجو ان لا تكون قد انتظرتني طويلاً .
ارتفع حاجبه الأسود قليلاً :"هل المفروض ان يكون هذا اعتذاراً ؟"
جاء صوته عميقاً بطيئاً , فيه لكنه امريكيه خفيفة ممزوجه بوحشيه مكبوته فيه توارث خلف مظهر زائف من التكلف والصقل . . .قسوه بدائيه اثبتت مصداقية الأشاعة التي تقول إنه امضى فترة فتوته في شوارع شيكاغو الخلفية حيث البقاء للأقوى .
بادلته النظر دون أن يرف لها جفن :" نعم وإذا شئت تفسيراً لهاذا , فهو ان توقيف السيارة كان صعباً للغاية "
- كان بإمكانك ان تستقلي تاكسي .
_ لا , لا استطيع .
ذالك ان ميزانيتها لم تكن تفسح مجالاً لأجره تاكسي , وامرأه بمفردها لاتحب أستعمال المواصلات العامه ليلاً .
رفع بيده يشير إلى النادل الذي قادهما إلى مائدتهما ثم أستدعى النادل بفرقعه من أصبعيه .
رفضت دانييل الحلوى , وطلبت مقبلات خفيفة .
- انت تعلم سبب طلبي لهذا الإجتماع ؟
تأملها بعناية , ناظراً إلى الكبرياء والشاعة . .
- لماذا لا تستريحين قليلاً وتستمتعين بالطعام والحديث قبل ان نتحدث عن العمل ؟

- السبب الوحيد الذي يجعلني اتحدث إليك هو العمل .
فقال بأبتسامة باهتة خالية من الهزل :" وكبريائي ليست هشة "
- اشك ان فيك شيئاً هشاً .
كان كالصوان فهو ذو قلب صخري . فهل هناك امل لديها في إقناعة في عدم الإستئثار بالمرهون لديه ؟ ومع ذالك عليها أن تحاول .
-الصدق هو ميزه تدعو للإعجاب .
احضر النادل المقبلات فتناولت بضع لقيمات دون شهية .. كل ما أرادته في هذه اللحضات هو اجتياز الساعة التالية .. او الساعتين .
وعندما تغادر المطعم تكون قد عرفت الجواب وادركت المصير المحتوم لها ولأمها .
كانت واثقه من أن الطعام لذيذ , ولكن يبدو ان حاسه الذوق لديها مضربة عن العمل , وعندما جاء الطعام الرئيسي أخذت تعبث به بالشوكه ولم تكد تأكل منه إلا قليلاً , كما أخذت ترتشف المياه المعدنيه المتألقه .
اما هو فأكل بأستمتاع واضح , فكرت دانييل بأنه يبدو رجلاً مميزاً بين الرجال , مرتدياً ملابس أنيقة التفصيل . قميصه الأزرق الداكن من أجود انواع القطن , وربطة عنقه من الحرير الخالص , وساعة معصمه غالية الثمن .
ولكن أي رجل هو خلف هذه الثياب الفاخرة ؟ إنه معروف في مجال الأعمال بالقسوة , وقوته التي لا تعرف الشفقه أحياناً , اتراه يكون صلباً غير مرن عندما تنطق بألتماسها .
تحكمت دانييل بأعصابها حتى انها النادل إخلاء المائدة قبل أن تنطق بالكلمات التي استظهرتها جيداً :" هل تتكرم علينا بتمديد المهلة "
-لأي سبب؟
سيرفض ! وتقلصت معدتها بألم محسوس :" بإكان أمي ان تدير عمل المتجر وحدها وانا سأعمل عند شخص آخر "
- براتب لا يكاد يكفي معيشتك من أسبوع لأسبوع ؟
واستند إلى الخلف "هذا ليس عرضاً معقولاً"
إن الدين الذي عليهما يعادل ثروة وهي لا تأمل أبداً ان تسدد يوماً . وتقابلت أعينهما :" هل يرضيك أن تراني أتسول ؟ "
رفع حاجبه :" هل هذا ماتفعلينة ؟"
نهضت دانييل واقفه ومدت يدها إلى حقيبة يدها :" كانت هذه الليلة غلطة "
وأستدارت لتغادر وإذا به يقبض على معصمها بشده .
- اجلسي .
- لماذا ؟ لكي تستمر بالنظر إلى خجلي وإرتباكي ؟
واحمر وجهها خجلاً بينما تجلى الغظب في عينيها البنيتين .
- شكراً , ولكن لا , شكراً .
استمر يضغط معصمها فأتسعت عينيها ألماً, فعاد يقول برقة بالغه :" اجلسي نحن لم ننته بعد "
نظرت إلى كأسها المليء بالماء, وفي لحضه جنونية فكرت أن تقذفة في وجهه .
-اياك .
كان تحذيراً ناعما ًيبطن التهديد .
-دع معصمي .
-عندما تعودين إلى مقعدك .
كانت معركه بين إرادتين , ولم تشأ ان تتنازل لولا نظراته المسيطره التي انذرتها بأنها ابداً لا سمكن ان تنتصر عليه . وبعد عدة ثوان متوتره , عادت تجلس في مقعدها وهي تدعك معصمها دون وعي .
وتملكتها رعشه خفيفة وهي ترى السهوله التي جعل بها عضامها الهشه تفرقع .
-ماذا تريد ؟
انطلقت هذه الكلمات من فمها قبل ان تستطيع منعها .
رفع ريف كوب الكولا وارتشف منه رشفة , ثم عاد ووضعه على المائدة وهو يتأملها :" دعينا أولاً نتباحث في ما تريدينه ؟"
شعرت بالخشيه والحذر .
-تتمنين قائمة تحتوي على فك رهن الشقة , وأسترجاع مقتنيات الأسره الأثرية , والمجوهرات وسداد كافة الديون . وتتمنين أن ينتقل متجر أمك إلى شارع "توراك رود" بعقد إيجار جديد ومريح .
كان مستحيلاً ان تخمن دوافعه بل لم تحاول ذالك فقالت ببطء:" هذا يساوي مبلغاً معتبراً "
- مليون ونصف مليون دولار , اكثر او اقل بعدة ألاف .
فقالت متحكمه في غضبها:" ماالذي كنت تفعل ؟ تقوم بعملية جرد ووضع قائمة بكل ذالك ؟"
- نعم .
انقبضت يداها حتى بان بياض مفاصل سلاميات أصابعها :"ماذا؟"
- اتريدين ان اقول كل شيء ؟
هل جلس مشرفاً على حياتها ينظر إلى امها وهي تبيع كل مقتنياتها , واحد بعد الآخر ؟ ولكن لماذا؟
- لقد اوكلت إلى شخص بأن يشتري كل ماتضطران إلى بيعه .
اي نوع من الرجال هو هذا الرجل؟ إنه رجل مستعد لأي عمل لكي يصل إلى هدفه .
وسرت في جسدها قشعريره بارده . واخذت تتأمل ملامحة ,شاعره بأعصابها على شفا الأنهيار :" لماذا ؟"
لم تطرف عيناه, والتوت شفتاه قليلاً بشبه أبتسامه لاهزل فيها :" ربما هي نزوه طارئة "
رجل مثل ريف فانديز لا يبني حياته باتباع نزوات طارئه .
لمعت عيناها غضباً :" أرجو منك الا تهين ذكائي "
رفع كوبه يرشف منه رشفه , ثم أخذ يديره في يده , متأملاً محتوياته لعدة ثوان قبل ان يرفع بصره ليشتبك ببصرها :" انت تثيرين أهتمامي "
اهتز شيء في أعماقها فتجاوب معه جهازها العصبي بسرعه مخيفة . الفتاة الحمقاء أو الساذجة هي من تخطئ فهم ما يعنيه , وهي لم تكن اياً منهما .
الكبرياء والشجاعة جعلتاها تسأله بهدوء وسخرية مهذبة :" لا أرى سبباً لأختيارك لي من بين كل نساء المدينه المناسبات . . ."
أحضر النادل القهوه باسماً, وعنجما شعر بتوتر الجوّ بينهما, انسحب بسرعة مهذبة .
وكبحت دانييل رغبة تدفعها للقيام بالمثل , ولم يبقيها في مقعدها إلا علمها بأن ريف سيمنعها .
قال وعيناه في عينيها :" ابي , وجدي قبله , كانا يعملان في كروم أسرة " آلبوا " وكانا يعتبران خدمة مثل هؤلاء الملاكين الأثرياء شرفاً لهما , ألا ترين معي أن من سخرية الأقدار ان يملك ابن فلاح مهاجر القوه على ان ينقذ حفيدة المحترم جواكين آلبوا ؟"
شعرت بقبضة بارده تعتصر قلبها :" هل هي مسألة انتقام ؟"
ابتسم ولكن دون حراره :" كنت فقط أشرح تسلسل الأمور "
أخذت تنظر إليه وهو يضع السكر في قوته السوداء ثم يرفع الفنجان إلى فمه برشفه مدروسه . أخترق عينيها بنظراته , وفي وجهه غموض :" لكل شيء ثمن ألا توافقيني الرأي ؟"
لمذا يتملكها شعور بأن هذه أسوأ انواع المناورات ؟ ومع هذا أضطرت أن تسأله :" ما الذي تريده ؟ "
- اريد طفلاً من صلبي يمكنني أن أورثه ثروتي . طفلاً يولد في إيطار الزواج , ومن أحسن لذالك من سليلة آلبوا؟
أخذ يراقب ملامحها فرأى الإستيعات , ثم الشك , ثم الغضب . وسألته بصوت لم تستطع هي نفسها تمييزه :" هل أنت مجنون ؟ هناك الكثير من الأطفال الفقراء في العالم لماذا لا تتبنى واحداً منهم ؟"
- لا .
نظرت إليه بتشكك , فقال :" إنها مسأله حاجة متبادلة بيني وبينك "
- إلى جهنم بهذه الحاجة !
ضاقت عيناه , وبدا على ملامحه حقد مخيف :" هذه هي الإتفاقيه أما ان تقبليها وإما ان تتركيها "
قالت متوتره :" دعني أفهم الأمر جيداً . أنت تريد ان تتزوجني على ان اكون أماً بديلة لأبنك لفتره , ثم أذهب ؟"
- نعم , إلى ان يصبح الطفل في سن الدراسة .
أرادت أن تظربه وأوشكت على ذالك :" هل تعني مستوى رياض الأطفال أو المستوى المدرسي ؟ "
ضاقت عيناه قليلاً :" المدرسي "
- سبع سنوات تقريباً , هذا إذا كنت محضوضة وحملت على الفور ؟
- نعم .
- وهذا يعني أن مكافأتي ستكون مئتي ألف دولار تقريباً كل عام ؟ وهي تُدفع لي مقابل فك رهن الشقة , ودفع الديون , وإصلاح كل مقتنيات أمي الثمينة ثم إعادة استقرار المتجر في مكان جديد ؟
- نعم .
- وماذا عن السنوات التي أمضيها بصفتي زوجتك ؟
- في بيتي , ستتمتعين بكل الفوائد الإضافيه التي تعود عليك من العيش فيه , والتصرف كمضيفتي الاجتماعيه وعلاوة على ذالك مشاركتي السرير وهي علاوة سخيه .
أرغمت نفسها على تأمل ملامحه :" عفواً , لكنني لاأعتبر أي علاقه معك مكافأه "
لم تتغير ملامحه وقال بنبره من الهزل :" هذا كلام أحمق من أمرأه لا تعرفني كعاشق "
تعلّقت عيناها بعينيه :"أحقاً؟ هل تلقيت علمك هذا من التمثيل الأنثوي ومن مدحك بكلمات لاتحصى مثل ( كنت رائعاً عزيزي )؟"
- اتطلبين تزكيه بالنسبة لطاقاتي ؟
لماذا تشعر بأنها تنتقل بأسرع مما تتحمله ؟
- وعندما أتمم هذا المشروع الجهنمي الذي تقترحه . . ماذا سيحدث ؟
- اوضحي .
- أعني بعد الطلاق .
- ذالك شيء يبقى للمفاوضه .
- أريد كل الحقائق الآن . هل سيكون لي الحق في ان أرى طفلي ؟ أم ستقذف بي جانباً بعد أنتهاء الموعد بيننا ؟
- سيكون حينذاك بيننا ترتيب مناسب .
- مناسب بأي شكل ؟
- ليس في نيتي أن اقصيك عن حياة ولدك .
- لكنك بقوة القانون ستقصر ذالك على أوقات محدودة في الإجازات وفي العطلات الأسبوعيه .
إنه يستخدم أفضل العقول القانونية في البلاد لكي يضمن نفوذه المطلق على ابنه .
-من الطبيعي أن تضمن أتفاقيه قبل الزواج أبتعادي عن ولدي بعد الطلاق وأنا بلا شيء .
-بل ستكونين مستقره في منزل مناسب , وسأدعمك بعطاء سخي حتى يبلغ الطفل سن الرشد .
- اتصور انك مستعد لوضع كل هذا كتابه .

- سبق ان قمت بذالك .
وسحب من جيبه سمتنداً مطوياً وضعه أمامها :" إنه موثّق من كاتب العدل . خذيه معك وأدرسيه بعنايه وأعطيني جوابك خلال أربع وعشرين ساعه "
إنه لمن غير المعقول أنها بقيت جالسه هنا .
-ماتطلبه هو مستحيل.
- وضعك لا يسمح لك بأن تساوميني .
- هل تهددني بأن تسحب عرضك ؟
- كلماتك هي المهدده وليست كلماتي . هذه الإتفاقيه عمل لا أكثر ولا أقل . لقد عرضت عليك الشروط , وأنت من عليه الرضا أو الرفض .
هل هو دون قلب ؟ وشعرت بالغثيان وهي تنهض واقفه وتتناول حقيبه يدهاا . إن بقيت فتره أطول في صحبته فقد تقول شيئاً تندم عليه فيما بعد . ثم قالت بأدب ينقصه الإخلاص :" شكراً على العشاء "
رفع ريف يده لينادي النادل, ثم قال لها :" سأرافقك إلى سيارتك "
أجابت بجفاء :" هذا غير ضروري أبداً "
ثم شرعت في السير نحو المدخل . أومأت للنادل ثم خرجت إلى الرصيف , وما أن سارت عدة خطوات حتى رأت رجلاً طويلاً يسير بجانبها .
قال ريف ببطء مراقباً أضواء الشارع على ملامحها :" هل أنت مستعجلة للهرب إلى هذا الحد؟"
لم تجب . وصلت إلى الزاويه وانعطفت حولها ثم أسرعت بالسير بقدر مايسمح به كعبا حذائيها الرقيقين .
مسافه قصيره وتتخلص منه , وسرعان ما بدت لها سيارتها .
-تصبح على خير .
لكنه تجاهل طردها الواضح له , ورافقها حتى سيارتها " السيدان " الصغيره , ثم وقف ينتظر ريثما جلست خلف المقود .
فتحت المحرك ومالت لتقفل الباب ولكنه أبقاه مفتوحاً ومال نحوها :" أربع وعشرون ساعه يادانييل, فكري جيداً , ستربحين كل شيء أو تخسرين كل شيء."
ثم تراجع إلى الخلف فأنطلقت بسيارتها . تباً له من يظن نفسه ؟ خاطبها صوت في اعماقها : لاتجيبي عن هذا السؤال .
إنه زواج لمصلحة متبادله بين الطرفين ليست مستحيلة هذا العصر وهذه الأيام .
لمسأله هي ما إذا كانت قادره على الدخول في إتفاقيه كهذه , مع شخص أظهرت كرهاً له .
طفل وأنقبض قلبها لفكره الأم البديلة . لقد أعطى ريف فالديز كلمته بأنه سيكون لها دور فعّال في حياة الطفل بعد الطلاق . أتراها تدفع ثمناً غالياً ؟
وقررت دانييل أن عليها أولاً ان تطلب من محامٍ مراجعة اتفاقية ريف المكتوبة , ثم تضع قرارها .

مونـــــــــــــ moni ـــــــــــــــــــــي
---------------------------------------------------


مونـــــي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-01-12, 01:11 AM   #3

مونـــــي
 
الصورة الرمزية مونـــــي

? العضوٌ??? » 173623
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 68
?  نُقآطِيْ » مونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond repute
افتراضي


2- امرأة في قفص
بعد ذالك بأيام . وقفت دانييل بجانب ريف فالديز في حدائق منزله " توراك " الرائع وهما يتبادلان عهود الزواج أمام موظف مكتب زواج وحضور أمها "آريين" ومحامي ريف كشاهدين .
مرّ الأسبوع الماضي بشكل ضبابي , وكان كل يوم فيه محموماً مقلقاً من أكثر من اليوم السابق وظلّ الحال كذالك إلى أن وقعت المستندات القانونية وأنتظمت أمور آريين ولم يبقى سوى الزفاف نفسه .
حالما يوقعان على وثيقة الزواج , سيكون على ريف فالديز أن يوقع إقراراُ بدفع كل ديون آريين وإستعادة وقتنياتها التي سبق أن باعتها .
الثراء موازٍ للنفوذ , وهو أستغل هذا دون رحمه لكي يحصل على مايريده .
مدت دانييل له يدها ليضع الخاتم في أصبعها . وأهتزت يدها قليلاً وهي تبادله هذا التقليد .
- عليك أن تقبل العروس .
سمعت هذه الكلمات , فتملكها الذعر لحضه خاصه عندما أحاط هذا الرجل الواقف بجانبها , وجهها بين يديه وقبلها بطريقة حركت شيئاً في أعماقها .
جعلت المفاجأه عيناها تتسعان قبل أن تسدل أهدابها بسرعه مرغمه نفسها على الإبتسام وهي تتقبل التهاني من أمها ومحامي ريف .
كان عناق آريين مفعماً بحنان الأمومه . كل الكلمات التي قبلت زادت من إقناع ام دانييل , لأن دانييل بذلت جهداً لقنع أمها بأن قرارها الزواج بريف فالديز لم يكن قراراً جنونياً ولد دون سبب !
لكنها الآن , على كل حال , لم تكن بالغه الثقه بالنجاح .
لقد تجنبت الإفلاس , وأمحى الدين الكبير , وأسترجعت مقتنيات العائله الثمينه . وهو ثمن عليها أن تباشر بدفعة .
إنها تعرف هذا الرجل الواقف بجانبهاا , ومع ذالك , وقبل أن ينتهي الليل , ستشاركه السرير .
أفقدها هذا الشعور توازنها النفسي واوشك أن يدمرها . رأته مره واحده في الأسبوع الماضي .وكان ذالك في مكتب محاميه عندما وقّعت على اوراق الإتفاقية . وأتصل بها مرة أيضاً يخبرها عن موعد ووقت الزفاف .
وهذا الصباح نقلت ملابسها وكل ممتلكاتها الشخصيه إلى بيته , ومنذ أقل من ساعة دخلت بسيارتها السيدان الصغيره من البوابه العالية التي تحرس بيته الأنيق , ثم دخلت إلى ردهه فسيحة , وآريين بجانبها , إلى حيث أستقبلهما ريف وعرّفهما بمديرة منزله "ايلينا" ومن ثم صعدتا إلى الجناح الأنيق في الطابق الأول .
كانت تلبس طقماً كلاسيكياً أنيق من الحرير العاجي اللون ,أما الشيء الوحيد الذي اشار إلى أنها عروس فهو وردة عاجية اللون حملتها بيدها . كان شعرها مكوماً على قمة رأسها , وكانت زينة وجهها خفيفة للغاية .
أما ريف فقد أختار زياً رسمياً , فألقت عليه نظره واحده لاحظت بها تفاصيل بذلته وقميصه الأبيض المنشى . في تلك اللحظة كبحت حافزاً فورياً يحثها على الهرب , بدا أشبه بقاطع طريق كسول . ذي قوه لا تقهر , لطّف من مظهره قامة طويلة وكتفان عريضتان .
سلّم الرجل الذي عقد الزواج ريف وثيقة الزواج , مقدماً تهانيه المعتادة ثم غادر المكان .
ثم أحتفلوا بذالك وقُدمت العصائر ولكن دانييل تذكرت انها لم تأكل سوى شريحة خبز وقت الفطور , وبعض السلطة وقت الغداء .
بدا لها ما أقترحه محامي ريف عن تناول نخب زواجهما أمراً غير ضروري أو نوعاً من النفاق . أما تقديم صينية مقبلات فلم يثر فيها أي شهيه .
ضاقت عينا ريف وهو يرى ومضات من القلق تتعاقب على وجه الأم . فأختار لقمة من الطعام ووضعها في فم المرأه التي حملت الآن اسمه .
أخذ ينظر إلى شررٍ ذهبي يشع من عينيها البنيتين القاتمتين , وظن لحضه أنها سترفض .ولو كانا لوحدهما لرفضت بكل تأكيد .
تمتم المحامي بكلمات لم تلتقطها دانييل . بينما وضع ريف كأسه على منضدة قريبة , وقال له :" هل لك أن تأتي إليّ في المكتب لعدة دقائق ؟"
هناك شهاده خطية تتبع الزواج بحاجه إلى إمضائه . فقد أصبحت الإتفاقيه منجزه ولم يبقى سوى التنفيذ من ناحية دانييل وإنجاب طفل له .
شعرت بقلبها ينقبض ولم يعد أمامها مجال لتغيير رأيها . غادرت الأم والمحامي في نفس الوقت . وأخذت دانييل تتأمل سيارتها السيدان وهي تبتعد بأمها , متبوعه بسياره المحامي ( البي أم دبليو ) آخر طراز .
أتجه ريف عائداً إلى الصالة فتبعته دانييل . ثم قال مشيراً إلى سلم عريض منعطف يؤدي إلى الطابق الأعلى :" غرفتي في الطابق الأعلى وهي تطل على الحدائق والبحيرة , إذا شئت أن تجددي نشاطك . إيلينا ستخرج أمتعتك من الحقائب , وسيقدم العشاء خلال نصف ساعة "
اعتبرت ذالك صرفاً لها , وشعرت بالراحه عندما استدار عائداً أدراجه إلى مكتبه .
لاحضت دانييل وهي تتجه نحو السلم , أن الطراز واضح في كل مكان . فالأرض يغطيها رخام عاجي اللون ذو حواشي ممزوجه باللون الأسود والأخضر القاتم والرصاصي . وهناك خزائن صغيرة من الخشب الماهاقوني تحيط بالجدار , وأباريق قهوه كبيره فوق قواعد رخاميه , ولوحات فنية أصلية تزين الجدران.
ومن السقف العالي للصالة الفسيحه تدلت ثريا بلورية أنيقة فوق نافوره مزخرفة . وكان سلم فسيح يؤدي إلى الطابق الأعلى .
كل غرفه من غرف الضيوف كانت جناحاً متكاملاً تحتوي على غرفة جلوس مريحة , ولم تخطئ في معرفه غرفة النوم الرئيسية , ذات الخزائن الداخلة في الجدران , القائمة في جناح فسيح .
كانت غرفة زينتها قائمه بأناقة كبيرة في نهاية ممر رخامي . وملابسها وأحذيتها موضوعه في إحدى خزائن الجدران الواسعة , كما كان هناك أراج كثيرة تحتوي على ملابسها الداخلية .
أخذت نظراتها تجول في أنحاء الغرفة , ملاحضة اللون العاجي والتبني في مختلف تركيبات الغرفة .
أستحال عليها أن تمنع بصرها من التباطؤ على السرير الفسيح بأغطيته الثقيلة . وكان من الصعب أيضاً تجاهل التوتر المؤلم في داخلها .
عنفتت نفسها قائلة بأن عليها أن تتماسك فريف فالديز هو رجل كغيره من الرجال .
ولكن أن تتصور نفسها مع رجل لا تكاد تعرفه , حتى داخل نطاق الزواج , لم يكن مريحاً .
ومع ذالك , كل ماعليها أن تقوم به هو أحتلال سريره وتسليم جسدها له . . فلو حملت بسرعة فربما تركها وشأنها .
جذبت نفساً عميقاً , وحولت أنتباهها عن السرير . هل عليها أن تغير ملابسها ؟ ولكن من المشكوك فيه أن يغير ريف بذلته ألى ملابس أقل رسميه . إلا إذا أراد القيام بذالك في الدقائق القليلة الباقية .
- أظنك وجدت وقتاً للتعرف على محيطك .
جاء هذا الصوت من عند الباب عميقاً بطيئاً , فأستدارت نحوه ببطء .
كانت سترته معلقة على كتفه وقد أرخى ربطة عنقه . وبدا لها أسمر خطراً , وعرض كتفيه بالغ التأثير حتى دون سترته الرائعة التفصيل .
- لديك منزل رائع .
لن تستطيع ولو لآخر حياتها أن تدعوه( بيتنا) .
فقال وعيناه تتلأملان جسمها الرشيق :" شكراً , أقترب موعد العشاء "
فقالت بسرعة :" سأغير ملابسي في عدة دقائق فقط "
وفتحت الخزنه وأخرجت ثوباً بشكل عشوائي , وغيرت بسرعه الطقم العاجي اللون بثوب أحمر له حزام مذهب ووضعت على شفتيها لمسة أحمر شفاه , ثم دخلت غرفة النوم .
كان ريف بأنتظارها , فقابلت تأمله الشارد لها بأتزان , ثم سارت أمامه من غرفه النوم .
أجلسها إلى المائده .. كانت هادئه ومتزنه كما يتطلب منها دورها الأجتماعي الذي عيليها أن تؤديه بمهاره .كانت إيلينا قد أعدت وليمة حقيقية فحاولت دانييل أن تتذوق كل نوع منها .
- ألست جائعة ؟
نظرت لحضه في عينيه الثاقبتين :" ليس تماماً "
قال بجفاء :" أريحي أعصابك , فأنا لن أزيح كل هذا جانباً ثم أهاجمك على المائدة "
نظر إلى عينيها وهما تتسعان , ثم تختفيان تحت أهدابها التي أسدلتها . كان بارعاً في قراءه الملامح , وماهراً في فن قراءة الأفكار . لوكانت أمرأه أخرى مكانها لكانت الآن تحاول إغراءه بكافة وسائلها الأنثويه .
أما هذه الشابه الجالسه أمامه فيكاد توتر الأعصاب يدمرها . كان هذا واضح من تسارع النبض في أسفل عنقها , وفي الحذر الذي تمضغ به طعامها .
- سماع هذا قد أراحني .
ووضعت الشوكه من يدها , لأنه لم يعد بأمكانها أن تأكل لقمه أخرى .
- حلوى ؟
- لا شكراً .
هل كان هذا صوتها ؟ فقد بدا هادئاً متزناً .. وذالك أبعد شيء عنها .
دخلت إيلينا الغرفة وجمعت أطباقهما, وأومأت عندما قال لها ريف إنهما سيتناولان الحلوى والقهوة فيما بعد ثم خرجت .
دفعت الحاجه إلى الحديث دانييل لأن تسأله :" في أي سن غادرت الأندلس ؟"
أرتفع حاجبه : " هل هو وقت الأسئلة والأجوبه ؟"
أخذت تعبث في كوب العصير .. رأت , في هذا الضوء , الخطوط في زاويتي عينيه , وأخدوداً خفيفاً يشق طولياً كل خد . ملامح تبدو وكأنها نُحتت نحتاً
- كل ما أعرفه عنك هو ما يتهامس به الناس .
- وهل المعرفه تشكل أي فرق ؟
فقالت :" لا , ابداً "
- ومع ذالك تريدين أن تنقبي في خلفيتي لتكتشفي ماحدث وجعلني هذا الشيطان الأسود القلب الذي أصبحت عليه الآن ؟ وما هو هدفي ؟ هل ذالك لكي تفهيمني بشكل أفضل ؟
وأرتسمت على شفتيه أبتسامه لم تصل ألى عينيه .
أجابت دون تردد :" لأفصل الحقيقة عن الخيال "
- هذا بديع .
- نعم , اليس كذالك ؟
- لا تسكتي يادانييل .
تجاهلت نبرة التحذير في صوته :" الخيال يقول عنك أنك نشأت في شوارع شيكاغو عضواً في عصابة تخالف القانون "
قال بلهجه خطره وناعمه كالحرير :" هل تصدقين ذالك ؟"
نظرت إليه بإمعان محاوله أن ترى ما وراء الواجهه :" أضنك قمت بما هو ضروري لكي تعيش "
- كان ماضياً متفاوتاً بين الحلو والمر , اليس كذالك ؟
إنجاز ثروة كبرى في حياته يعني المجزافات , والعيش بتوتر.
- هل في ماقلته شيء من الحقيقة ؟
لم تتغير ملامحه :" البعض منها "
مقاتل شوارع شعره إلى كتفيه , مربوط إلى الخلف , ملابس داكنه وجسم مهيب , كان قائداً وليس تابعاً .
- وفي مكان ما في طريق حياتك نظفت أعمالك . هل كان هناك جريمة لم تدفع ثمنها ؟
إن عليه أن يشكر شرطياً خيّراً لأنه غير حياته . لقد رأى ذالك الشرطي خلف شجاعته الزائفة طاقات خلاّقه , فدعمها وحوّل غضبه نحو تنمية المهارات وأستثمار المواهب المبدعه , وحوّل قتال الشوارع إلى كفاح سام وتدريب للعقل والجسد أيضاً , كما ساعده ذالك الرجل على تنمية ثقته بقدراته .
عاد حين ذاك إلى المدرسه وحصل على منحه دراسيه , وتخرج بدرجة شرف. ذالك الشرطي أدى له خدمة وذالك بتوجيهه ومنحه فرصه أخرى . . . أما الباقي فأصبح موضوعاً يكتب عنه المؤرخون .
لم يعلم أحد أنه رتب أمر تقاعد ذالك الشرطي مضيفاً إلى راتب التقاعد مبلغاً ضخماً منه , أو انه أوقف أعتماداً مالياً لإنشاء مراكز رياضيه لأولاد الشوارع . وهي مراكز كان يزورها كلما عاد إلى الولايات المتحده .
قال بسخريه مبطنه :" فلنقل أنني قررت السير إلى يمين القانون "
- هل هذا كل ماستخبرني به ؟
- حالياً .
-لكنك لم تجب على سؤالي الأساسي.
لم يتظاهر بعدم الفهم :" كنت في التاسعه من عمري "
قد تغيرت الحياة , كما كان يعرفها , إلى الأبد . وأبوه المتوتر الثائر دائماً , لم يستطع أن يجد عملاً ثابتاً ماجعله أخيراً يهجر الأسرة . ونقص المال ضمن له الإنحدار الذي صاغ له أسلوب فتوته وسلبه والديه في سن مبكره .
بدا الظلام يرخي اسداله , وأخذت دانييل تنظر إلى ضوء النهار الذي أخذت ألوانه تبهت . كان هناك نوع من السرياليه يصحب هبوط الليل , وشيء من السكون الموحش الذي كان يسيطر قبل أن تندفع الأضواء الكهربائيه إلى الحياة ناشره النور .
- مزيداً من العصير ؟
قابلت عينيه فلم تستطع فهم شيء من ملامحه :" لا شكراً "
- سننتقل إلى غرفه الجلوس , وسأطلب القهوه من إيلينا .
- هل تعيش إيلينا في المنزل ؟
- لا . إنها تحضر يوم الثلثاء مع زوجها أنطونيو وتبقى إلى السبت , إنها ترعى المنزل . وهي تجهز لي العشاء عند الضروره أو تترك لي عشاء خفيفاً .كما ان أنطونيو مسؤول عن الأراضي خارج المنزل والبحيره والصيانه .
تناولت دانييل قهوتها سوداء محلاه , ثم أخذت ترشفها على مهل . متى سيقترح الذهاب إلى الفراش ؟ بعد ساعه . . . أقل ؟
إنها من ناحية تريد أن تستعجل ما هما مقدمان عليه ثم تنتهي منه . ومن ناحيه أخرى تريد أن تشعر بالأغراء أولاً لكي يمر الأمر بنجاح .
قال ريف :" متجر توراك أصبح جاهزاً لكي تنقل أمك إليه بضاعتها , وقد رتبت وسيلة النقل للغد "
- سأتصل بها وأرتب أمر رؤيتها هناك .
- الم تنسي شيء ؟
نظرت إليه بطرف عينيها بصمت .
- إنك الآن زوجتي .
- أنا وآريين شريكتان في العمل . ومن غير العدل ان ادعها تجهز البضاعة المخزونه بمفردها وتنظمها في متجرنا الجديد .
تأمل ملامحها بتمهل قبل أن يقول :" ماذا لو سبق أن قمت بترتيب يجعل ذهابك لمساعدة أمك مستحيلاً ؟"
- هل فعلت ذالك ؟
- علينا أن نذهب إلى حفله للعب التنس في منزل خاص في الساعة الثانيه من بعد الظهر .
قالت بهدوء :" هذا يجعلني حره في الصباح لمساعدة أمي "
- لست بحاجة إلى العمل .
- اتتوقع مني أن أبقى طول النهار وأنا أعبث بأصابعي بأنتظار أن تستخدمني آخر النهار ؟
- أستخدمك ؟ ماهاذا التعبير ؟
في صوته شيء أرسل القشعريره في جسدها .
- الحمل هو الهدف الرئيسي , لذا يجب أن تنحصر العلاقه في الأيام التي أكون فيها مهيئه للحمل .
لم تستطع التأكد من شيء من ملامحه . ولو كان لاعب ورق لكان ماهراً جداً , ولكن هذا لم يكن لعباً.
- الا يشبه هذا مهره كئيبه تقدّم للاستيلاد ؟
كانت نعومة صوته خداعه . ومع أنها لم تره يحرك عضله في وجهه, إلا ان وضعه بدا فيه قسوة حاقدة .
- لماذا لا تسمي الأمر بأسمه ؟
لم تطرف عيناه , وأستعانت بكل شجاعتها كيلا تجفل من تلك القوه المنبثقه من أعماق هاتين العينين السوداوين . حدة المشاعر كانت من الوضوح بحيث أشعرها ذالك بالخوف تقريباً .
وقال بنعومه خطره :" إننا نحتل نفس السرير ليلياً "
- هل تنوي أن تأخذ حقوقك الزوجيه بالقوه ؟
- هل تأملين ألا أفعل هذا ؟
- نعم !
- إنها غلطتك إذن .
- لكن هذه . . بربريه .
- أشك أنك تعرفين جيداً معنى هذه الكلمة .
رفعت ذقنها بشيء من التحدي , ولمعت عيناها بعداء واضح وهي ترى قامته الطويله تنهض عن الكرسي.
- هل تتوقع مني أن أصعد معك بهدوء إلى الطابق الأعلى ؟
- إما على قدميك وإما ألقيك على كتفي الخيار لك .
- لديك حساسية الثور .
- مالذي كنت تتصورينه ؟ كلمات جميله شاعريه ؟
سارت دانييل أمامه متجهه نحو السلم الجميل :" المفروض أنني محضوضه جداً "
كلمات حمقاء لامباليه . وترددت بصمت وهي تصل إلى صالة الطابق الأعلى , ثم أستدارت إلى الممر المؤدي إلى غرفه النوم الرئيسيه .
بدا وكأن أعصابها تحتد وتتوتر مع كل خطوه تتخذها . وعندما دخلت الغرفه لم يكن من اسهوله أن تتجاهل أتساع هذا السرير أو دلالته .
أترى خطواتها تعثرت قليلاً ؟ تمنت ألا يكون الأمر كذالك . فالتردد ليس عادة من عاداتها . ودون أن تنطق بكلمه , خلعت حذائها , ثم سارت إلى صف الأدراج التي تحتوي على ملابسها الداخليه . كان هناك قميص نوم رائع الجمال من الساتان والدانتيل وهو هدية من أمها . فتجاهلته مفضله عليه قميصاً قطنياً مقفلاً , ثم أنتقلت إلى الحمام . فقد يساعدها الدوش على إراحه نفسيتها .
بعد ذالك بدقائق كانت قد خلعت ثيابها , وأزالت زينتها عن وجهها , ورفعت شعرها بدبابيس , ثم عدلت حرارة المياه ودخلت تحت الدوش .
دفعتها كبرياؤها إلى عدم قضاء وقت طويل , ثم جففت جسمها وأكملت الطقوس المعتاده في الإستحمام , ولبست قميصها القطني , ثم عادت إلى غرفة النوم , وإذا بأنفاسها تتوقف وهي ترى ريف يسحب الأغطيه عن السرير .
كان يلف منشفه حول وركيه , فبدا جسده قوياً .
بدت أكبر قليلاً من مراهقه بوجهها الخالي من كل زينه وبشعرها العقود إلى الوراء على شكل ذيل حصان . . هكذا رأها ريف وهو يتأملها بعينين ضيقتين , ملاحضاً ترددها .

مونـــــــــــــ moni ـــــــــــــــــــــي
---------------------------------------------------------


مونـــــي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-01-12, 01:12 AM   #4

مونـــــي
 
الصورة الرمزية مونـــــي

? العضوٌ??? » 173623
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 68
?  نُقآطِيْ » مونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond repute
افتراضي


3- واحة الرغبه . . . والدموع !
- أي ناحيه من السرير تفضل ؟
فأرتفع حاجبه :" وهل هذا مهم ؟"
رباه ! ماذا بأمكانها أن تقول ؟ أنها ليست ماهره جداً في هذا الأمر ؟ سارت إلى حافة الفراش , ثم غاصت فيه .
حوّلت بصرها عنه بسرعه وقالت :" هل يمكنك أن تطفئ النور "
هل كان صوتها بدا وكأن في حلقها غصه .
- لا .
بإمكانها أن تقسم بأنها لاحظت نبره تسليه في صوته .
- دعينا نتخلص من هذا أولاً .
وشعرت بيديه تمسكان بقميصها المقفل وترفعه فوق رأسها . وأرتفع أحتجاجها ثم ذور في حلقها , ثم شبكت ذراعيها .
رباه كيف ستتمكن من أن تمنحه مايريد ؟
قبضت يد على معصمها , فأنسدلت أهدابها تستر بصرها , وإذا به يرفع ذقنها :" لاتختبئي "
هذا التأنيب بعث الإحمرار إلى خديها وفتحت عينيها على أتساعهما :" ربما أنت معتاد على النوم مع نساء بعد تعارف بسيط , لكنني لاأشعر بالراحه من هذه الصله الحميميه مع رجل لاأكاد أعرفه "
وأنقبض فكها مانعاً شهقه هددت الإنفلات عندما أحنى رأسه على رأسها ثم مسح صدغها بشفتيه .
- ارجوك.
رفعت يديها إلى صدره محاوله أن تزيد المسافه بينهما . ولكنه خنق بعناقه أي ردة فعل يمكن ان تبدر عنها .
كانت لديه المهاره التي تذهب بعقل أي امرأه , فأستعملها دون رحمه ماجعلها تتجاوب بشكل آلي .
لم تعرف من قبل شيئاً يماثل هذا الشعور البدائي الذي ايستطاع أن يثيره فيها .
قيل الكثير عن ذالك الرجل الذي وضع خاتمه في أصبعها منذ ساعات فقط . هل تعمد أغراءها إلى هذا الحد , أم هو أسلوبه العادي في غرفه النوم ؟
وقررت أخيراً , وهي ترتجف , أنه إذا كان الأمر الأخير , فأنه لاعجب أن تتهافت عليه النساء .
هذا هو الرجل الذي تزعم أنها تكرهه , فكيف نسيت ؟ إنها تكرهه لأسباب كثيره أهمها خطته الجهنميه التي أبتكرتها مقابل عدة سنوات من حياتها . . ومقابل أن تمنحه طفلاً .
تأوهت بصمت , ثم دفعته بصدره :" أريد أن انام قليلاً "
- سترتاحين فيما بعد .
وبعد أهتمام , نزل من السرير ثم حملها :" فلنذهب إلى الحمام "
نظرت إليه عدة ثوان دون أن تفهم , ثم أدركت مايريد :" لا أريد أن أشاركك الحمّام "
فقال بلطف :" بل ستفعلين "
ولم يسمح لها بمزيداً من الأحتجاج , بل اتجه بها إلى الحمام .
- أنزلني !
أخذت تضربه على كتفه بقبضتها عندما أغلق عليهما الباب الزجاجي .
أمسك يمعصمها بأصابعه القويه وهو يراها تهم بضربه بقبضتها على ضلوعه :" إياك , لن تنتصري "
كان لديه الطول والقوه لضربها إذا قذفته بأي شيء , وعندما سنحت لها الفرصه مره أو مرتين . . لم تتردد في أستعمال واحدة منهما ولكنه سدّ عليها الطريق فوراً .
صدرت عنها صيحة غضب عندما حملها , وتبدد أي نوع من التسلية , وحلّ محله عناد بالغ . وشعرت لحضه بقلق غريزي .
- أتريدين أن تعيشي؟
كان في هذا السؤال تحذير صامت لم يسمح لها الغضب بأن تهتم به . ودون أن تفكر أحنت رأسها وعضته في كتفه بعنف .
سمعت فحيحة الغاضب في نفس الوقت الذي شعرت فيه بطعم الدم في فمها . وصرخت عالياً عندما رفعها إلى الأعلى , وكانت صرخة الألم هذه حقيقه .
وعندما رفع رأسه ألتفتت نظراتها المذهولة بنظراته لحضه طويلة ,ثم أخذ يعانقها بوحشيه تقريباً . وبإصرار وجوع , لسعا روحها كالسوط .
لم تستطع الحراك وهو يحضنها بشده , وأخذت تلكمه على كتفيه واضلعه وفي كل مكان وصلت إليه يدها , ودون فائده .
كم طال ذالك ؟ لم يكن لديها فكره , فقد بدا وكأنه الأبديه .
كان لهذا النهار , وأهميته , وريف . . تأثير كبير عليها , وغالبت دموعاً أوشكت أن تنهمر من عينيها .
توسلت إلى نفسها بصمت الا تبكي . . فالدموع هي علامه ضعف لا تريدها .
ومع ذالم لم تستطع أن تمنع سقوط دمعتين ساخنتين إلى ذقنها , ولمحت عضلة تتقلص في نهايه فكه .
منعتها الكبرياء من الهرب . فوقفت جامده , مقاومه فيض المشاعر التي هددت بأن تحطم مابقي لديها من تماسك .
وبحركه بطيئه , رفع يده ولامس بإبهامه خديها , واحداً بعد الآخر .
لم تتحرك عندما أخذ يمرّ بإبهامه على شفتيها ثم رأته ينزل يده إلى جنبه , وهو يقول بصوت أبح :" اخرجي من هنا ياطفلتي البريئه "
كان في صوته حافزاً جعلها لا تظيع وقتاً , وأنطلقت هاربه إلى غرفه النوم .
أرتدت قميص النوم القطني , وألقت على السرير نظره سريعه , ثم قررت أن تنام في مكان آخر .
- إياك أن تفكري في ذالك حتى .
استدارت نحو ذالك الصوت الناعم , ونظرت إليه وهو يدخل الغرفه .
- لا أريد أن انام معك .
كلمات صريحه شجاعة نطقت بها بحزم هادئ
- أو بالأصح , أنت لاتريدين إقامه علاقه معي .
وأنتظر لحضه ثم عاد يقول : " في هذه الحاله . ( النوم ) هي الكلمه الفعاله . ونحن نشترك في نفس السرير "
-لا.
- لا أظنني منحتك الخيار .
تجدد غضبها :" أذهب إلى جهنم "
اخترق عينيها بنظراته :" أعتقد أنك لا تريدين ،ان آخذك إلى هناك "
فقالت وهي كقطار شارد نحو الكارثه :" إذا كنت تريد أمرأه وديعة خاضعه , كان عليك أن تتزوج أمرأه أخرى .
- لكنني أخترتك أنت .
سكت وهو يرمقها بنظرات غاضبة :" وذالك لغرض معين , أم أنك نسيت بهذه السرعة ؟"
سلخت نظراته من نظراته :" إذا لمستني الليله سوف . . ."
-تحاربيني حتى الموت ؟ تخرجين عيني من محجريهما ؟
ومال على السرير يسوّي الوسائد ويسحب الأغطيه :" حذار فأنا خفيف النوم "
- وما معنى ذالك ؟
- أخذرك أن تنتقلي في الليل للنوم في مكان آخر .
- لايمكنك . .
- جربتي . . .؟
- ما أنت سوى طاغية مستبد !
تسلل بين الأغطيه :" سأحتمل كثيراً من الشتائم , أصعدي إلى السرير يادانييل .
- وإن لم أفعل ؟
اخترقت عيناه عينيها :" سأضعك فيه بنفسي "
ولد الأستسلام من الحكمة . . رغم أنها لم تشعر بالحكمة بشكل خاص وهي تصعد إلى السرير كارهه . وكدليل اخير على تمردها , أدارت له ظهرها وأحتظنت الفراش .
شعرت بالرضا عندما أطفأ نور الغرفه فسبحت في الظلام وتمددت متوتره , تستمع إلى أنفاسه البطيئه المنتظمة .
كيف أمكنه أن ينام بهذه السهوله ؟ هل هو كثره التدريب على مواجهة المخاطر ؟ أم التناغم في مكانيكية جسمة بحيث ينام بعمق ثم يستيقظ لأقل صوت أو حركة ؟
ما الذي شاهده في حداثه ليجعله بهذه الصلابه ؟ هل عامله القدر بقسوه فجعله دون قلب ؟ هل ستتمكن المرأه المناسبه من تغيير نظرته للأمور هل يمكنها ذالك ؟
يا إلهي . . . مالذي تفكر فيه ؟ السبب الوحيد لوجودها في بيته هو أنجاب طفل له , وبع الإنجاب سيكون عليها البقاء فتره ثم الرحيل .
ولكن هل هناك امرأه ترغب في العيش مع رجل كريف فالديز ؟ لكنها أعترفت بكراهية واضحة , أن هناك طثيرات . ذلك ان حجم دفتر شيكاته يضمن الخضوع لزوجه باحثة عن صيد , من زوجه مستعده لتصبح مضيفة مهذبه وعشيقه مغريه وأماً لطفله .
فلماذا يريدها هي بينما بإمكانه أن يختار من يريد من النساء الشابات ؟ هل لأنها رفضت أن تلبيه , أم لأنها تتحداه ؟ أم أنها مجرد الضروف كما أدعى هو؟
ويجب ألا تنسى أيضاً نسب آل " آلبوا" كما أضافت بصمت . هل هذا مهم حقاً ؟
تنهدت بخفه وهي تحاول أن تريح جسمها المتوتر . التكوّر على شكل كره مشدوده على حافة الفراش , لم يكن هو وضعها المعتاد في شكل النوم .
وكانت قد بدأت تشعر بتوتر في عده عضلات , وشعرت بالألم في أنحاء جسمها . من السهل عليها أن تستغرق بالبكاء . اليس هناك قول منطقي بأن البكاء يريح النفس ؟
سالت دمعة ساخنه على خدها , فمسحتها رافضه بغضب .
ومضت فتره قبل أن تستغرق في نوم متعب , وعندما أستيقضت صباحاً , والسرير بجانبها خال .

مونـــــــــــــ moni ـــــــــــــــــــــي

-------------------------------------------------------


مونـــــي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-01-12, 01:14 AM   #5

مونـــــي
 
الصورة الرمزية مونـــــي

? العضوٌ??? » 173623
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 68
?  نُقآطِيْ » مونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond repute
افتراضي





4- أعماق المجهول

أنقلبت دانييل ونظرت إلى الساعه بجانب السرير. ثم أسرعت واقفه وأحضرت تلفونها الخلوي ثم أتصلت بأمها .
- يا إلهي ! ياحبيبتي لم أتوقع منك المجيء هذا الصباح , يمكنني تدبر أمري وحدي .
- يمكننا نحن الأثنتين أن نفرز البضاعة بنصف الوقت .
قالت دانييل هذا ببشاشة وهي تسير إلى خزانه الثياب حيث أختارت بنطلون جينز و بلوزه . ثم ألقت بهما على السرير وتحولت لتحضر ملابسها الداخلية .
-هل أنت واثقه من أن ريف لن يعترض ؟
فقالت والتلفون تحت أذنها :" لا أرى سبباً يدعوه إلى الأعتراض . وليس هناك برنامج معين ليومنا هذا . . لدينا فقط خطة واحدة للخروج بعد الظهر , وسأعود في الوقت المناسب "
أرتدت البنطلون بينما كانت أمها تقول :" هل آتي لآخذك بالسيارة , هل نسيت أنها معي ؟"
رباه ! لقد نسيت :" لا سأكون اهزة بعد ثلث ساعة وسأقابلك عند البوابه "
خلعت بسرعه قميصها , ثم قفزت بسرعه عندما أمتدت يد تأخذ التلفون منها .
مدت يدها تريد أن تستعيده :" أعطني أياه !"
لكنه وضع التلفون على أذنه :" آريين سأقابلك عند المتجر "
ثم قطع الخط.
يظرت إليه دانييل بغضب :" ماالذي فعلته ؟"
- ذالك يدعى مساعدة .
أنتبهت إلى أنها نصف عاريه , فأسرعت تسير مبتعده عنه ثم أسرعت بأرتداء ملابسها بسرعه قياسيه .
-هذا غير ضروري .
قالت هذا من فوق كتفها ثم دخلت الحمام وأغلقت عليها الباب .
وعندما خرجت وجدته في مكانه . . وكانت قد مشطت شعرها ورفعته على قمة رأسها , وأكتفت من الزينة بقليل من أحمر الشفاه .
- انت لم تأكلي شيئاً .
كان هو أيضاً يرتدي بنطلون جينز وكنزه رياضية تحتضن منكبيه العريضين , وتبرز عضلة أعلى الذراع الضخمه .
حملت تلفونها وحقيبة يدها , ثم سارت وهي تقول :" سأكل شيئاً فيما بعد "
- أريد أن أراك تأكلين .
- أنا أكره الرجال المستبدين .
- لقد نعتوني بما هو أسوء بكثير .
- دون شك .
قالت هذا بشيء من التهكم .
وصلت إلأى قمة السلم , ثم هبطت راكضة إلى الطابق الأرضي , واعية إلى أنه خلفها .
الوصول إلى الكاراج يمر عبر طريق الردهه المؤدي إلى الخارج , وبعد ذالك بدقائق خرج بالجاكوار من البوابة الخارجية متجهاً بها إلى شارع توراك رود .
كان موضع متجر "لافام" مثالياً , إذ كان واقعاً في مجمع حديث يتضمن سبعة متاجر ومقهى متخصصاً بتقديم القهوه الممتازه والطعام .
كان على دانييد أن تمح ريق حقه , لأنه تشاور مع آريين عن المكان المناسب للمتجر , وآمر لها بما تريده وتأكد من أن كل شيء قد أكتمل في الوقت المناسب لكي يشترك الجميع في نقل البضاعة المخزونه إليه .
ليس هذا فقط فقد تغير في عيني آريين من غول إلى بطل , فالبضاعة الجديده وصلت أمس , مع وعد بتسليم المزيد غداً .
وعندما أبطأ ريف بالسيارة , ووقف عند المنعطف , قالت له :" أنزلني هنا وسأعود بالتاكسي "
أوقف المحرك ورافقها , رافعاً حاجبيه عندما حملقت فيه متفحصه :" لا حاجة لأن تفتش بنفسك "
- بالعكس من عاداتي أن اتفحص كل أستثماراتي .
اللافته المكتوبة بأحرف مذهبه على واجهة المتجر بدت جيده , ورأت أمها خلف الزجاج تفتح صناديق البضاعة .
هل كانت أمها تطيل النظر إليهما أم ان دانييل تتخيّل ذلك ؟ وما الذي كانت تبحث عنه ؟ عن دليل على أن ريف فالديز أساء معاملة أبنتها ؟
بإمكان دانييل أن تطمئنها إلى أن لاشيء حدث . أو على الأقل لاشيء ظاهراً للعيان .
- هل نبدأ العمل ؟
ألقت عليه نظره سريعة :" هل تنوي البقاء ؟"
- هل هناك مانع ؟
أجابت آريين باسمة :" طبعاً لا . فرز البضاعه سيكون تبعاً للون والطراز و الحجم . وأنا أحب أن انظم العرض وأهتم بملابس الواجهه . وقد بدأت ذالك , أفرزي أنت يادانييل وأنا أرصها على الرفوف "
- وأنا ماذا تريدين أن أفعل ؟
- تنقل البضاعة من الصناديق . قالت دانييل هذا وهي تتقدم إلى إحدى الصناديق الكبيره ثم فتحته . استغرق إفراغ الصناديق من البضاعى فتره , ثم نظمت العلب بحسب نظام معين في الأدراج الواسعة العديدة القائمه في خزانات يصل أرتفاعها إلى الخصر على مدى الجدار المقابل .
قال ريف :" سأذهب لإحضار شيء نأكله . هل تفضلان شيئاً ما ؟"
قالت آريين :"لقد أحضرت معي شطائر وزجاجات ماء , إنها في الثلاجه "
نهضت دانييل واقفه وأخذت تتمطى :" سأحضرها "
-سنحضر معك يا عزيزتي , ما أجمل أن نجلس فترة عشر دقائق .
لم يكن في غرفة المخزن مساحه كافيه للجلوس , لأن الرفوف تبطن الجدران من الأرض إلى السقف . وكان هناك منضدة صغيره وكرسيان , وكابينه للخدمه تحتوي على مغسله وأدوات للطعام وإبريق شاي كهربائي وجهاز "ميكرويف" صغير .
أحضرت دانييل الشطائر والماء ووضعتها على المضده , وهي تقول :" لقد أنتهت كل الأعمال الصعبه "
فقالت آريين مسروره :" شكراً لكما , انتما الأثنين . لم يبقى سوى خزائن العرض والواجهه "
في الساعتين والنصف الماضية , كانت واعية كلياً لحضور ريف وكانت تشعر بكل حركه يقوم بها وبكل أحتكاك لأصابعه عندما كانت تناوله الأشياء , وما زالت تشعر بنظراته التي أطالت النظر إليها أحياناً . .
بعث كل ذلك فيها الأضطراب , وأسوأ من ذالك , أنار ذكريات حية لما حدث بينهما في الليل , ولما سيحدث مره أخرى . كان ذلك واضحاً في عينيه .
كانت الشطائر لذيذة , ثم أختارت أن تنظم المكان بينما شرعت آريين في العمل في الواجهه . أما ريف فبقي مكانه , فألتفتت إليه :" لا حاجة بك للبقاء . سأحرص على العودة إلى البيت في الوقت المناسب لأغتسل وأغيّر ملابسي وأكون جاهزه في الثانية "
مد يدة وامسك بخصلة من شعرها يضعها خلف أذنها :"لا"
تسارع نبضها , ولم تستطع تبريد الدماء الحاره التي سرت في عروقها . كل عصب فيها أخذ ينبض بالحياة لدى لمسته هذه , وشتمته في سرها .
وبحركات سريعة غسلت كؤوس الماء وجففتها ثم وضعتها مكانها , ثم أحتازت غرفة المخزن , شاعره به في أثرها . أبتدعت تصميم عرض للواجهه من التول و الشرائط , ثم ألبست ثلاث مانيكانات . وكان كاتالوغ كبير مصوّر موضوعاً على كرسي أثري منجد بالساتان فوق حماله جوارب مزينه بالدانتيل الفرنسيه .
بعد تفحص مركز وبعد القيام ببعض التعديلات , أعلنت آريين بأن الشكل قد أكتمل .
كل مابقي هو الحاجه إلى وضع ستار على الواجهه الزجاجية ولكن آريين قالت لهما إن بإمكانها القيام بذلك بفسها بسهولة تامة .
- هل أنت واثقه ؟
- طبعاً ياعزيزتي , لقد نسيت أنه لديكما خطه لبعد الظهر ؟
حفلة التنس . . وتذكرت دانييل هذا بذعر . كان ذالك أول عوده لها إلى المجتمع . الأستلقاء متكاسلة عصر يوم هادئ بجانب البحيره وبيدها كتاب جيد هو أفضل حتماً من ألعاب التنس وما يستنزفه من طاقه , هذا عدا توخي الحرص والوعي الدائم إلى تقاليد المجتمع .
- نعم , لدينا .
اجابها ريف بذالك دون أن يغّفل السحابة السريعة التي مرّت على وجهها لحظة , ولكنه لم يعرف سببها .
نظرت آريين إلى ساعتها :" في هذه الحاله , عليكما أن تذهبا , الساعة الواحدة تقريباً الآن . استمتعا بوقتكما وشكراً للمساعدة ".
ومالت إلى الأمام تقبل وجنة دانييل :" سأراك غداً "
لقد أنتعش المتجر , وبدا حسناً تماماً . أخذت دانييل تفكر في ذالك وهي تجلس بجانب ريف في سيارته .
- سأوصلك الصباح إلى المتجر , ثم أرتب امر شراء سيارة لك أثناء النهار .
لم تُرد قبول شيء منه , لكن السياره كانت ضرورية , فقالت:" شكراً "
- أقترحت على آريين أن تتخذ موضفه يمكنها أن تحل مكانك عندما لا تكونين موجوده .
استدارت إليه على الفور :" ماذا تعني بقولك ( لا أكون موجوده )؟"
- سترافقينني في كل رحلة عمل أقوم بها , وستكون هناك مناسبات تحتاجين أثنائها لأخذ وقت فراغ لكي تتمكني من حضور نشاطات مسائية , وسيون هناك أيضاً دعوات غداء لأغراض الخير .
قال لها هذا برفق وهو يرى غضبها المتنامي .
- لمتجر لافام الأولوية .
- ولاؤك هو لي أنا .
قالت هازله :" المعذره , نسيت لحضة , أنني بعت نفسي وقبضت الثمن "
- لا تصعبي الأمر .
كان صوته رقيقاً خطراً , نجح في بعث الخشيه في جسدها .
كان الغداء لذيذاً وعندما أوقف ريف سيارته خلف صف من السيارات كانت الساعة الثانيه ظهراً .
ليليان وإيفان ستانيش !
وغار قلب دانييل بين ضلوعها لأنها ستحضر هذه السهرة بالذات ... إنّ ريف يلقي بها إلى الأعماق , وهي تستطيع تصور قائمة الضيف . وقد تثبتت من ذالك حين دخولها المنزل .
- ريف عزيزي .
وأطلقت ليليان قبلتها الهوائية المعتادة , ثم تقدمت خطوه إلى صاحبته , وإذا بها تقف فجأه :" دانييل ؟"
- زوجتي .
أستعادت هدوءها بسرعه :" ما أجمل هذا , تهاني !"
أحقاً ؟ كم تأخذ الشائعات من الوقت لكي تدور بين الناس ؟ خمس دقائق ؟ ومن هو الأول في محاولة التثبت من القصه خلف الخبر ؟ أم أن الشائعه سبق أم بدأت مع أنتقال متجر لافام إلى مكان آخر ؟
- تفضلا إلى الشرفة وشاركا الجميع . لقد سبق أن بظ إيفان قائمع بأسماء الأشخاص والألعاب .
تكلفت دانييل الإبتسام , وكبحت رغبه صامته في أن تكون في أي مكان ماعدا هذا المكان . ثم سارت في أثر ليليان .
يجب ألا تفوت الفرصة احداً , وصفقت المضيقه بيديها طلباً لأنتباه ضيوفها , ثم أعلنت خبر زواج ريف , مضيفه وهي تضحك :" نحن أول ن يعلم "
ثم ألتفتت إلى ريف وقالت بأبتسامه ماكره :" لقد قمت بهذا الأمر بصمت بالغ , يا عزيزي "
- كما أقوم بمعظم الأشياء في حياتي الخاصة .
سألته بخجل :" أنت لن تخبرنا إذن إي تفصيل ؟"
أمسك بيد دانييل ورفعها إلى شفتيه . كان وجهه جامداً غير مقروء , ثم بعد عدة ثوان مكهربة , أنزل يديهما المتماسكتين إلى جانبه وواجه عيني ليليان المتعطشتين :" لا "
ساد صمت عميق يكاد يسمع فيه رنين الإبره إذا سقطت على الأرض , ثم بسطت ليليان يديها وأطلقت ضحكه رنانة :" هذا يتطلب أحتفالاً "
قامت دانييل بحركة خفيفة لتخلص يدها من يده فلم تفلح . فمالت عليه هامسه :" ماهي اللعبه التي تقوم بها ؟"
- التضامن .
- يقف متضامنين بينما نختلف في المشاعر ؟
- نعم .
- انت تدهشني .
- لماذا ؟
- خلتك لن تتردد في إلقائي إلى الذئاب .
كانت نظراته مباشره وصوته كالحرير وهو يقول :" أنا اهتم بما أملك "
لكنها ليست مما يملك . .
ارتفعت الأصوات بالتهاني , فأحتفظت بأبتسامه مسمّره على شفتيها وأخذ الأصدقاء السابقون يحيونها بحماسه لم تخدعها . فهؤلاء هم الناس الذين لم يعترفوا بها وبأمها بأي شكل منذ إفلاسهما.
والآن , بعد أن أصبحت زوجه ريف , أخذوا يتلهفون إلى تجديد صداقتهم , ويتصرفون كما رأت , بحذر بالغ بشيء من السخريه .
- غير معقول .
كان صوتاً نسائياً منخفضاً التفتت قليلاً لسماعة وإذا بشقراء كالتمثال كمالاً مغرية أكثر منها جميلة , وقد بدت واثقه بنفسها .
قال :" كريستينا "
حولت الشقراء أنتباهها إلى دانييل , وقالت بأبتسامه باهتة :" كيف جرؤت على أن تسرقيه مني؟"
كانت تمزح , ولكن لم يكن في هاتين العينين الرماديتين الباردتين إي هزل .
- عليك ان تسألي ريف ؟
كان اقتراحاً لم يلق قبولاً حسناً البتة , وإن لم تكن دانييل مخطئه , فقد بدأت الحرب للتو .
قالت لريف فيما بعد :" هل هي إحدى غزواتك الكثيره ؟"
- كنا نخرج مع بعض في المناسبات .
كانت هي ترتشف العصير وكان إيفان وليليان ينظمان اللاعبين في ساحتين للعب التنس بجانب أملاكهما , فوجدت دانييل نفسها مع ريف بينما كريستينا مع مرافقها .
ملابس لعب التنس كانت إلزاميه , وتنورتها القصيره ذات الثنيات مع القميص الأبيض عديم الكمين , لم يكونا بأناقه ما كانت كريستينا تلبسه .
ما كان مفروضاً فيه ان يكون لعباً للتسلية أصبح منافسه قويه عندما بذلت الشقراء الجميله جهدها لهزم دانييل . وهو شيء لم تسمح دانييل بحدوثه , فهي معروفه بمهارتها في اللعب ولهذا تمكنت من ردّ كل ضربه تقريباً .
وكما كان متوقعاً , بدا ريف أنه لاعب ماهر , وساعدة في ذالك طووله وقوته .
كانت المباراة بالضربه القاضية , ولم يدهش أحد عندما أنتصر ريف بصعوبه .
لم يؤثر فيه ذالك اللعب , أما هي فإن شوطاً آخر قد يقتلها .
وفي الثامنه قدم العشاء شواءً وكفتة على الفحم مع كثير من السلطات المتنوعة , وتبع ذالك القهوه .
- دانييل , عليك حقاً أن تلحقي بالفتيات أثناء غداء الأسبوع القادم , وسأرسل لك دعوة .
الفتيات . . اهه . . كانت سخريه في كون ليليان تقود الأمور والآخرين يتبعونها . لكنها سترفض الدعوة عندما تصلها , محتجه بالمتجر وإلتزامها به .
- هذا لطف منك .
هناك عدة أعمال خيريه تريد أن تدعمها . . بمنحها مبلغاً من المال , بدلاً من الظهور بين نساء سطحيات متصنعات .
رأى ريف القناع المهذب فانتبه إلى الجهد الذي تبذله في هذا التظاهر . بدت هشه , وكان هناك ظل خفيف تحت عينيها .
أنهى قهوته ثم تقدم إليها :" هل أنت مستعدة للخروج ؟"
-نعم .
أجابت ببساطه , فهي لا تريد الخروج إلا من هنا . لقد نالت ما فيه الكفايه , فهي متعبه , ولم تر السرير قط بهذا الجمال من قبل .
ولكن السرير يعني أن تنام فيه مع رجل سبق أن دمّر مشاعرها المتردده . لم تمر عليها لحضه هذا النهار , نظرت فيها إليه دون أن تجلب إلى ذهنها صورة حية عن الليلة الماضية , فكان عند ذلك يتحرك شيء في أعماقها .
ويا لها من أفكار مدمره ! كان الأمر أسهل لو كان عاشقاً غير ملائم , يهتم بحاجته دون حاجتها .
بعد ذالك بدقائق , شكرا مضيفيهما , وودعا زملائهما الضيوف .
دخلت دانييل السيارة وهي تتنفس الصعداء , مريحة رأسها على مسند المقعد الوثير خلفها .
-قمت باللعب بشكل جيد .
التفتت إليه :" هل تتحدث عن التنس , أم عن التصرفات الأجتماعيه ؟"
استدار بالسيارة حتى وصل إلى الشارع العام :" الأثنين "
- آه يالها من مجاملة .
استحال عليها إظهار شيء من السخريه في صوتها .
كانت الرحلة قصيرة , وإذا بريف بعد دقائق يوقف السياره في الكاراج .
كل ما أرادت عمله هو أن تخلع ثيابها , وتأخذ دوش , ثم تستلقي في فراشها . . . لتنــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــام .
ولكن حظها بحدوث ذالك هو أشبه بحظها في الصعود إلى القمر , فقد لحق ريف بها .
- الأ يجعل هذا أجتماعنا أكثر مما ينبغي .
لامس كتفها بإصبعه :" لقد سمّرتك الشمس "
بدنوه منها بهذا الشكل , أنتبهت تماماً إلى قوته المدمرة تلك التي أكتسحت حواسها .
وإذا بصوت في أعماقها يعنفها :تحكمي في مشاعرك , الأفضل أن تبتعدي عنه . ولكن حدسها أنبأها بأن ذالك قد يستدعي أكثر مما أستعدت له .
لاحظت على الجانب الأيسر لقفصه الصدري ندبه منحرفه بيضاء . ليست أثر عمليه , أتراها نتجت عن شق سكين على حين غفله ؟
رفعت رأسها ووقفت لتفحص أثر فجوه قريبه من عضمة الترقوه التي بدت أشبه بأثر جرح رصاصة.
وكان هناك أيضاً وشم شرقي غير عادي على أعلى ذراعه اليمنى .
وتسائلت عما جعله يبقيه , بدلاً من أن يزيله ببعض المواد.
سألته ناظره إلى عينيه السوداوين الثابتتين :" ندوب معركة ؟"
- إنها آثار ماضٍ أقل فائده .
- ماذا تعني بذالك ؟
- أتريدين حقاً أن تعلمي؟
- ذالك جزء من حقيقتك .
لقد رفض أن يخبر أحداً عن سنوات حداثته . وألتوت حافه فمه قليلاً إلى الأعلى :" ما أعمق . . .هذا السؤال !"
ثم أنحنى إليها فسألته بغضب :" أيجب عليك ذالك ؟"
- لماذا لا تغمضين عينيك وتستمتعين بذالك ؟
وكان هذا طريقاً أكيداً إلى الكارثه . فهي بدأت تتجاوب ودمها جرى حاراً في عروقها.
- لا أريد ذالك خصوصاً الليلة .
أدرك النبره الخفيفة الأخيره في صوتها , فأحس بالدليل على ضعفها فوضع يديه على كتفيها :" أليس هذا سيئاً؟"
كان كل ما فيها يؤلمها , لقد دمرّ دهر منذ كانت تتدرب , وأشهر على آخر مره لعبت فيها التنس . فقد كان النادي الرياضي احد أوائل ماكانت تذهب إليه بصفتها عضوه في النادي .
رباه , إن أصابعه تنفث السحر , مبرده توتر عضلاتها . كان الإغراء قوياً للغاية بأن تفعل ما أقترحه عليها وهو أن تغمض عينيها فقط .
ما أجمل أن تلقي بنفسها بين ذراعية مريحه رأسها على صدره الرحب . من أين جاء هذا ؟ إن لريف فالديز غرض واحد , وهو أن يرضي رغباته ويصبح أباً لطفل .
تأوهت بصمت , ثم تخلصت من ذراعيه وتوجهت إلى الغرفه وعندما عادت تناولت قميصها المقفل وبدأت بأرتدائه فقطب جبينه وهو يرى لوناً خفيفاً يشوه بشرتها .
كان لديها قدّ لدن رشيق . وساقان رشيقتان , ولها مشية وحركات رشيقة مرنه .
- لماذا ترتدين مثل هذا القميص القطني أثناء النوم بينما هناك أروع القمصان الحريريه والدانتيل في المتجر ؟
التفتت إليه بتحد :" ربما أنا اختار هذا . . لإطفاء المشاعر "
قال ببطء:" أنه لايفيد بشيء "
لم تشأ أن تجيب , بل دخلت تحت الأغطيه بصمت ثم شعرت بالتوتر , منتظره اللحظه التي سيمد فيها يده إليها .
لكن الدقائق أخذت تمرّ, فأغمضت عينيها وقد حلّ بها التعب قاهراً كل رغبة .
وكان الوقت قبل الفجر عندما شعرت بيدي رجل تضمانها إليه . تمتمتها بالأحتجاج لم يؤثر في ريف الذي زاد من أحتضانها .
دفعته عنها , ثم تأوهت بصوت مرتفع عندما بدأ يعانقها بشغف . أستطاع بسهولة أن يجعلها تتجاوب ورأى الشوق في عينيها وهي تدسّ أصابعها في شعره , منسجمة معه في كل حركاته .



مونــــــــــــــmoniــــــ ــــــــي
-----------------------------------------------------------




مونـــــي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-01-12, 01:15 AM   #6

مونـــــي
 
الصورة الرمزية مونـــــي

? العضوٌ??? » 173623
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 68
?  نُقآطِيْ » مونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond repute
افتراضي




5- امرأه في مزاد

تناولا الفطور على الشرفة على مهل , وبينما أخذت دانييل من الصحيفه صفحة الأزياء , أخذ ريف يقرأ الصفحات الاقتصاديه مستمتعاً بكوب قهوته الثاني .
بدا مرتاحاً مسترخياً وهو يميل إلى الخلف . . شعره ممشط جيداً وذقنه حليق وقميصه مفتوح عند العنق وسترته وربطة عنقه على الكرسي بجانبه . وعلى الأرض بجانبه حقيبة أوراقه .
أخذت تتأملة بكسل أنه المدير العام الذي يمثل السلطه التنفيذيه الناجحه بشكل لايقبل الجدل .
إنّ عدم المرونه صفه مميزه فيه . . إنها صلابه نتجت عن إرادة الحياة في محيط , الحياة فيه للأقوى .
وفي هذه اللحضة , رفع بصره فالتقى ببصرها .
- إذا أنتهيت نغادر .
وشرب آخر قطره من القهوه في كوبه ثم نهض واقفاً وأقفل أزرار قميصة العليا , ثم وضع ربطة عنقة ولبس سترته .
وعندما أوقف السيارة أمام المتجر , كانت الساعة الثامنة والنصف تقريباً .
- لدي عشاء عمل هذا المساء .
- الا أنتظرك إذن ؟
تجاهل السخرية الخفيفة في صوتها :" ستسلّم إليك السيارة عصر هذا اليوم "
- شكراً .
ونزلت من السيارة , ثم أخذت تنظر إليه وهو يعود بها إلى الشارع العام .
فتحت دانييل المتجر فاكتشفت أن أمها قد سبقتها بالحضور , فأخذتا معاً تحدثان بعض التغييرات الصغيرة . وتتفحصان قائمة البضاعة , قبل أن تنتقلا إلى مناقشه تصميم الكاتالوج الخاص بهما .
كان عملهما الصباحي مزدهراً إذ أخذت النساء تتوقف أثناء مرورهن للتفرج على المتجر الجديد , بعضهن من باب الفضول , وبعضهن الآخر للشراء . بعض الزبونات القديمات جلن في المحل , فأشترين ثم حاولن أن يصلحن الصداقه المنقطعة . وكان الدافع إلى هذا السلوك بحسب رأي دانييل , هو الحاجة إلى توطيد تعاطف مع زوجها القوي النفوذ .
ألجأتها النزاهه إلى أتخاذ مظهر مؤدب معهن , فالعمل هو العمل , ونجاح المتجر هو مسأله كرامه ,
أخذت كل واحدة منهن فترة ربع ساعة للغداء . . وكان عليهما أن تستلما بضاعة عند العصر .ولكن بعد العصر أحضر لها مدير مبيعات مفاتيح لسيارة
(BMW) التي أوقفها أمام المتجر .
وقبل وقت الإقفال بساعة وقّعت دانييل على مستند أحد البنوك بأستلام محفظه للأوراق تحتوي على دفتر شيكات وبطاقة حساب بأسم "دانييل فالديز"
وأدركت أن ريف يلتزم بدوره في الإتفاقية . وما كان هذا يضايقها إلى هذا الحد , ولكن الواقع أنها أنزعجت وحاولت أن تحلل السبب , وأرجعت ذالك إلى ان ريف يمسك بمقاليد حياتها , غير أن الصدق أرغمها على الإعترف بأنها المسؤوله عن إعطائه هذا الخيار .
وكأنه كان لها خيار !
من ذا الذي يملك ذره من العقل فيفضل الإفلاس و الفقر على بديل نافع ومريح من المال ؟
ومع ذالك , كان لهذا ثمن غالٍ , فهل ستتمكن من المحافظه على دورها في الإتفاقية ؟
تباً لذالك , فهذا التحليل لم يكن بذي فائده . . قررت ذالك ثم أخذت تشغل نفسها بإعادة ملء الأدراج من البضاعة التي في الغرفه الخلفيه .
اقفلتا المحل في الساعة الخامسه والنصف , ونظرتا في إيرادات اليوم , ثم أصدرتا آهة غبطه للرقم المرتفع .
كانت الساعة بعد السادسة عندما دخلت دانييل منزل ريف في توراك . وعلى الفور خلعت بذلة العمل الأنيقه ثم أرتدت مايو سباحة وأتجهت إلى بركة السباحه الداخلية .
أقيم على الأرض الخلفيه بناء يضم مختلف النشاطات من قاعة مجهزه بالأدوا الرياضيه إلى بركه بين الجدران للسباحه وحمام فسيح مع دوش .
وجدت بروده المياة منعشه , فسبحت عدة أشواط ثم أخذت منشفه وذهبت إلى الدوش .
كان العشاء سلطة دجاج أعدته إيلينا التي تركته لهما في الثلاجه ومعه صلصة توابل ماجعل الطعام وجبه لذيذه .
إن هذا البيت واسع جداً بالنسبه لشخص واحد . . أو بالأحرى لشخصين . غرف الطابق الأسفل فسيحة ومثاليه للأستضافه . وغرفه الطعام الرسميه تحتوي على مالا يقل عن أثنين وعشرين كرسياً قامت حول مائده مستطيله , وهناك قاعة الجلوس الرسمية التي تحتوي على أرائك مريحه واسعه ..
حملت دانييل كأس ماء بارد وجلست أمام التلفزيون حيث شاهدة عدة برامج صعدت بعدها لتنام في العاشره والنصف . متى سيعود ريف ؟ سوّت وسادتها وحدثه نفسها بأنها غير مهتمه بذالك . وكلما تأخر كان أحسن لها , لأنه سيكون متعباً فلا يزعجها .
ما أكبر حضها ! احتجت بصمت وهي تستيقظ من نومها العميق على احتكاك شفتيه بكفها .
أقترب منها أكثر . . وفي الظلام تعلقت به , معتبره بهجتها هذه فائده تغتنمها من وراء هذا المشروع الجهنمي .
وعندما كانا يتناولا طعام الفطور في الصباح التالي , تذكرت دانييل السيارة " البي أم دابليو "
- شكراً على السيارة , وللترتيبات مع البنك . .
أنهى ريف قهوته وسكب كوباً آخر , ث نظر إليها متأملاً :" مرادي هو أن تشكريني "
مايعنيه كان واضحاً , وكرهت الحرارة التي ألهبت وجهها . فقال مداعباً :" ما ألذ هذا . امرأه في هذا العصر مازال وجهها يحمرّ خجلاً "
- الموهبه التي لديك هي السبب .
قال بشيء من السخريه :" ذلك جزء من سحري "
فنهضت واقفه :" أخبرت آريين أنني سأذهب مبكره "
ازدهر المتجر وزاد أنشغال دانييل وأمها . فالأيام الهادئه كانت نادره . وقابلتا عدة نساء قبل ، تختار واحدة لدوام غير كامل .
وفي الليل هناك ريف .
ونموذج الأسبوع الأول أصبح نموذجاً مألوفاً . إنهما يأكلان في البيت , ثم يدخل ريف إلى مكتبه , ونادراً مايخرج قبل العاشره .
أما دانييل فقد أستعملت مكتباً كان موجوداً في أحد الغرف حيث أخذت تراجع عليه الأرقام وكميات البضاعة , منقبه في عدد من مواقع الأنترنت , بحثاً عن إعلان لمتجر لافام والحصول على زبائن في النهاية للملابس الداخليه الفاخره .
مسودات الكاتالوج كانت جاهزه , لكنها أرادت التأكد من أنها الأفضل قبل دفعها إلى الطبعه . وظهر أن ريف هو من المحضوضين القلائل الذين بأمكانهم بذل مجهود فائق بحد أدنى من النوم هو أقل من خمس ساعات . هذا مع أستمرار نظامه معها أثناء الليل .
وفي كل مرة كان يجعل ابتعادها عاطفياً عنه يزداد صعوبه . كان يستخدم مهارته , ويتمهل لكي يتأكد من أن بهجتها تماثل بهجته .
بدا نهار السبت صحواً متألقاً , وأمتزجت الحرارة المرتفعه بدرجه الرطوبة العالية .
عاده , كان يوم السبت أكثر أيام الأسبوع أزدحاماً بالعمل , لأن أوائك الذين يعملون في المكاتب والحرف , يستغلون قسماً من النهار في التسوق .
كان يوماً ممتازاً بالنسبة إلى "لين" مساعدة آريين وكان هذا اليوم رائعاً لدانييل التي هي بحاجه إلأى مغادرة المتجر قبل وقت الإقفال بساعة .
إنها حفله عشاء , وقد أخبرها ريف عنها في الصباح , وهي ستقام في منزل أحدى صاحباته .
لكن دانييل تأخرت في الطريق بسبب حادث سير عنيف , كما أن ظهور الشرطه وتحويل حركه السير أستغرقا وقتاً .
وكان أن اوقفت سيارتها خارج المدخل الرئيسي بزعقه عالية من المكابح . ركضت تصعد السلم درجتين درجتين , ثم وقفت فجأه في غرفة النوم وهي ترى ريف يدس قميصه الأبيض الناصع البياض في حزام بنطلونه .
ألقى عليها نظرة جانبية ثاقبه :" لقد تأخرت "
- إذن . . أطلق النار علىّ .
جوابها الوقح هذا أفصح عن كل الضيق الذي بعث في نفسها , الشرطه وسياره الأسعاف وساره الحريق كل ماتتصوره مخيلتها الحيه عن الحادث الأليم الذي قتل فيه أبوها في نفس الوضع .
ضاقت عيناه , فقد بدت وكأنما تقمصها عفريت تقريباً . عيناها أثر تألقاً من المعتاد , وشعر هو بأن السبب ليس صعودها السلم كدولاب الهواء .
القى بربطة العنق التي كان على وشك عقدها , وأقترب منها :" ماذا حدث ؟"
أسبوع واحد , وتمكن من قراءه أفكارها والغوص في مشاعرها ؟ هل هي بهذه الشفافية ؟
- ليس لديّ وقت للشرح .
أمسك بذقنها يميل بوجهها إليه :" عدة دقائق لن تؤثر أبداً "
كان الأمر شخصياً وخاصاً لذا لم تشأ أن تتحدث عنه .
- أرجوك , أريد أن آخذ دوش والبس لأكون جاهزه في ثلث ساعة .
- نصف ساعة لابأس بها .
لم يتركها , فحدقت إليه بأستياء بالغ :" ماهذا؟ أستنطاق رسمي ؟"
قال بهدوء :" يمكنني بسهوله أن اعرف الأمر , فلماذا لاتخبريني به ؟"
- أنت نغل عنيد , أليس كذالك ؟
- الصفة الثانيه صحيحة , أما الأولى فلا .
احتدّت نظراتها :"أنت تجنني "
مرّ بأبهامه على شفتها السفلى فشعر بها ترتجف تحت لمسته :" ماهو الجدير غير هذا ؟"
صمدت لحضات قليلة طويله , ثم أختارت الأستسلام فأخبرته سبب تأخرها .
- وهو شيء ذكرك بموت أبيك.
لقد فسر سبب ضيقها .
كان يقرر أمراً واقعاً , ولم يكن يسأل سؤالاً , ولم تستطع أن تمنع نفسها من العجب لدقة تعقبه حياة ابي "جواكين آلبوا " وحياة زوجته وأبنته .
- أذهبي وخذي الدوش .
هربت دانييل وأستطاعت أن تخرج بعد ذالك بخمس وعشرين دقيقة وقد أتمت زينتها , مكومه شعرها على قمة رأسها مرتدية على قمة رأسها مرتديه الثوب الأسود الضيق الكلاسيكي الطراز , بحمالتيه الرقيقتين اللتين أظهرتا كتفيها النحيلتين وعنقها الجميلة .
تغاضت عن تقويم ريف السريع لها وأخذت تثبت القرطين في أذينيها , ثم تناولت حقيبة يدها المسائية وسارت أمامه خارجه من الغرفه .
بالنسبه لحفلات العشاء . قررت دانييل أن هذه أكثرها سخاء ووفره .. هذا ماشعرت به وهي تقف بعد ذالك بساعة , بجانب ريف يرشفان العصير .
كان هناك خمسون ضيفاً محتشدون في "الفيراندا" المجاوره للحدائق المضائه بمصابيح ملونة . . وهذه الحديقة بدت مشذّبه أحواض الزهور .
الندل بملابسهم الرسميه كانوا يقدمون صواني تحتوي على فطائر لحم ومقبلات وعصائر .
قالت دانييل بهدوء :" نسيت أن أسألك , أهذه مجرد حفله أجتماعيه أم هي حلفله خيريه ؟"
- للأعمال الخيريه , كما يبدو.
- التي تتبرع أنت لها بسخاء ؟
- أنا أقدم المساعدات لمن يستحق .
بدا مهيباً للغايه في بذلته السوداء الإيطاليه التفصيل التي أبرزت عرض كتفيه وجسمه الرشيق .
جعلها هذا تفكر فيما تحت ثيابه هذه . ولم تجد صعوبه في أن تتذكر هذا الجسد القوي المتناسب .
تقد إليهما أحد الضيوف , وبعد التحية , أشتبك مع ريف في حديث عمل .
رحبت دانييل بهذا الإلهاء عن أفكارها , ثم أعتذرت وتقدمت نحو نادل لتعيد ملء كأسها بعصير الكرز .
طرق سمعها أجزاء من حديث لامعنى له , ثم أخذت كأس المياة المعدنية المبرده عندما سمعت شخصاً يذكر أسمها .
ألتفت ثم أبتسمت بأدب , إنها كريستينا التي صقلها الثراء والنشأه الراقيه وثقافة المدارس الخاصه .
- أنت بلا شك مستمتعه بهذه النشاطات الإجتماعيه التي عدت إليها بعد . .
ثم سكتت بشكل ذي معنى لتعود فتكمل :" بعد ذالك الغياب السيء الحظ "
حدثت دانييل نفسها بأن تتوخى الحذر , والسلام لتتصرف بأدب وبساطه فقالت :" نعم "
تحول شيء في عيني كريستينا :" غريب كيف أستطعت أنت وأمك تغيير أتجاه الحظ هذا "
-نعم أليس هذا غريباً ؟
- ماذا فعلت ياعزيزتي ؟ بعت نفسك ؟
بعد هذا القول اصبح بأمكانها أن تصبح لئيمه :" إذا كان هذا صحيحاً , فما دخل الزواج في هذه المعادلة ؟"
- إنه شيء على لسان كل شخص .
أستطاعت دانييل أن تبتسم أبتسامه باهتة , وأمتنعت عن التعليق , لكن كريستينا ألحت عليها :" أخبريني إذن لماذا تزوجك أنت بالذات ؟"
-ربما عليك أن تسألي ريف .
- لايمكن أن تكوني مغرية إلى هذا الحد .
كان في هذا كفاية . الحديث المهذب شيء , والتعليقات الحقيرة شيء آخر :" لايمكن ؟"
تصنعت الشقراء التخمين في نظراتها :" هل أنت قادره على مجاراته في ذالك ياعزيزتي , فهو شيق جداً!"
رسمت دانييل على فمها أبتسامه حالمه :"أمممم . . ألا ترين هذا .. فعلاً "
لقد أكتسبت عدوه , وإذا كان لديها أي شك في هذا , فالغيره المفاجئه التي بدت على وجه كريستينا أثبتت ذالك .
قالت كريستينا بتمهل مقصود :" لمعلوماتك فقط , خاتم الزواج في إصبع الرجل لايزعجني ابداً"
- وأنت تنتظرين أن أفقد حظوتي عنده لكي تمسكي به ؟
- سيحدث ذالك , ياحبيبتي , لأن ريف لا يثبت طويلاً مع أمرأه واحده .
- حسناً فقد أكون أنا المستثناه عن القاعدة .
أخذت تنظر إليها في طريقه أشبه إلى الإهانه :" أشك في ذالك كثيراً "
- ما الذي تشكين فيه يا كريستينا ؟
وكان هذا السؤال مطاطاً من ريف الذي أقترب منهما على حين غفلة .
تماسكت الشقراء بسرعه :" كنا نتحدث عن متجر لافام ياعزيزي لأن وضعه الجديد يبشر بنجاح باهر "
أقرّت دانييل بصمت أنها ماهره حقاً , وتسائلت إن كان ريف سيصدق كلامها .
- عن إذنك .
وأمسك بيد دانييل يشبك أصابعه بأصابعها , ثم رفع يدها يقبلها , منتزعاً منها بذالك نظره حادة :" هل تحطمت سيطرتك على نفسك ياريف ؟"
حاولت أن تجذب يدها من يده لكن قبضته أشتدت, فقالت :" تمسك بالأنضباط ياريف, يمكنني العنايه بنفسي "
- إن لكريستينا غريزه سمك القرش المفترس .
- إن عينيها عليك .
قال بجفاء :" بل على حسابي في البنك "
نظرت إليه بأمعان , وقد أثارت ملامحة الجانبيه فضولها , كان وجهه قوياً , بفكه القوي وجبهته الواسعه وأنفه المتناسق .
قالت له بعذوبه مصطنعه :"يسرني أن أعلم أنه من غير السهل خداعك "
أبتسم , فخفق قلبها وهو يبدو بهذه الإبتسامة , كالصبي . رغم أنها تشك في أنه عرف قط فتره الصبا . فقد أنتقل مباشره من طفل إلى رجل , صاغة قانون البقاء الخشن , وقال ضاحكاً :"لديك لسان وقح"
قالت برزانه :" تلك إحدى مواهبي "
- مضيفتنا على وشك أن تعلن جهوزية الطعام .
كانت الوليمة الفاخره مقامة على مائده ممتدة , فنقلت دانييل عدة لقيمات إلى صحنها .
حفلة الليلة سارت على المنهاج المألوف , تقديم الشراب والطعام للضيوف ,سامحين للوقت أن يمر جاعلين الضيوف مسترخين ناضجين ليستطيعو البدأ بالموضوع الرئيسي .
أما الموضوع الرئيسي حالياً فكان ( اشياء جديره بالذكر ) للبيع في المزاد العلني : طقم كؤوس بلوريه قيل أنها عائدة إلى إحد الملوك الأوروبيين , وقلادة من الأحجار الكريمه قيل أنها لزوجة رئيس وزراء سابق لبستها في مناسبه رسمية حضرها أمير عربي .
لفت نظر دانييل شيء معروض هو علبه مجوهرات مميزه فيها سوار ماسي بالغ الدقة والأتقان , مصنوع باليد وبتصميم فريد , وأدركت أنها هدية قدمت إليها منذ أربع سنوات في عيد مولدها الحادي والعشرين , ولكنها باعت الأسوار منذ عام وأحتفضت بالقرطين الملائمين لها من باب العاطفة .
لماذا كان الأسوار هنا ؟ ومن الذي . . .؟ لايمكن أن يكون هو .
وألقت على ريف نظره ثاقبة , لكنها لم تتأكد من شيء من ملامحة .
وبدأ بالمزاد . وعرض السوار بصفته ملكاً لأسره أسبانيه أرستقراطية .
بدأ ريف بالمزايده . وساهمت كريستينا في ذالك , جاعلة المزايدة تزداد حده وضراوه . وأنضم آخرون إلى ذالك . وسرعان ما وصل إلى مبلغ هبط معه المزايدون إلى شخصين , وكل مبلغ دفعته كريستينا , ارتفع ريف فوقه إلى ان توقفت كريستينا عن المزايدة على ريف .
هل كانت نية ريف أن يهزم كريستينا أمام الناس ؟ لم يفت أكثر الموجودين الترابط بين مزايدته على السوار وبين صاحبتة الأساسية .
أرتفعت القائمه وأحتدت المزايده , وارتفع الثمن إلى مبلغ معتبر, كان المستفيد منه سبرّه متخصصه بإمداد الأطفال المرضى بأمراض مستعصية . وحفله هذا المساء هي لتمويل رحله إلى عالم ديزني لفتاة صغيره مريضه بسرطان الدم برفقه أمها وممرضتها .
بعد ذالك قدمت القهوه التي دفع ثمنها المزايدون الناجحون ثم طلبوا مشترياتهم .
عاد ريف إلى جانبها وأخرج سوارها من علبته ووضعه حول معصمها قائلاً بهدوء :" إنه سوارك "
مرت بأناملها على حجارته الثمينة :" شكراً كان هذا لجدتي لأبي "
رمقها بنظرة فاحصه :" كانت بين مجوهرات أشتراها وكيلي "
وهي المجوهرات التي اضطرت هي وأمها إلى بيعها :" لماذا تعود فتشتري شيئاً سبق أن تبرعت به ؟"
- ربما نزوه طارئه .
لكن دانييل تشك في أنه يقوم بأي عمل بتأثير نزوة طارئه . فقد كان ماهراً بوضع الخطط التي تدر عليه الربح .
بدأ الضيوف بالخروج , ووقفت هي مع ريف يشكرون مضيفتهم , ثم سارت معه نحو السياره .
كان مساءً صيفيأ معتدلاً , فيه السماء دكناء مرصعه بالنجوم والهواء منعش يبشر بيوم ممتاز غداً . .
لم تطل الرحله إلى البيت . وحالما أدخل ريف السيارة إلى الكاراج , نزلت دانييل منها وأتجهت إلى الردهه .
حمدة الله لأن اليوم التالي كان الأحد , فلم تكن بحاجة لمسابقة الساعة أو زحمة السير . وتطلّعت إلى يوم تمضية بشكل هادئ , يوم تراجع فيه بعض حسابات المتجر , مخصصة جزءاً منه لشرب القهوه مع أمها .
صعدت إلى الحمام في الطابق الأعلى , وخلعت حذائها ذا الكعب العالي كالمسمار , ومدّت يدها تفتح سحاب ثوبها على الظهر وإذا بأصابع ريف تكملان عنها العمل .
ثم أدارها لتواجهه فوقت جامده تنظر إليه . أحاط بوجهها بيديه ثم بدأ يعانقها بطريقة مغريه ثم تحوّل العناق إلى عنف وتملك . وأخذت تشعر تخفقات قلبها تدوي دوياً يصم أذنيها .
كان ما بينهما من مشاعر من القوه بحيث تكاد تأخذ بعقله .
وأخذت تمرر أصبعها على صدره , وأبهجها أن تسمع جذبه الحاد لأنفاسه .
- عندما تنتهين من اللعب . .
اللعب ؟ ثم عانقته وأشتد أحتضانها له . . .
استلقت أخيراً بقربه وفكرت : هل سيبقى الأمر بينها دوماً بهذا الشكل ؟
يمكن للمرأه أن تدمن على هذه المشاعر التي تشاركا فيها لتوهما . وبإضافة الحب سيصبح ذالك مادة متفجره .
مع أنها أقسمت أن تكرهه , كان جسدها على خلاف مع عقلها , ليصبح في النهاية أداة منسجمه تحت لمساته الماهرة . لذالك وحده كانت تريد أن تكرهه من جديد , وتكره نفسها لعدم سيطرتها على نفسها .
وهي على وشك النوم , شعرت بشفتيه على جبينها , فتنهدت وقد منعها الوهن من الأحتجاج .


-----------------------------------------------------
مونـــــــــــــــmoniـــــ ـــــــي





مونـــــي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-01-12, 01:16 AM   #7

مونـــــي
 
الصورة الرمزية مونـــــي

? العضوٌ??? » 173623
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 68
?  نُقآطِيْ » مونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond repute
افتراضي





6- كذابة !

استيقظت دانييل وحدها , وأخذت تتمطى وهي تفكر في دفن رأسها في الوسادة لساعة أخرى , ثم ما لبثت أن غيرت رأيها .
كانت الشمس مشرقه والنهار كله أمامها , فنوت أن تكرس جزءاً منه لإتمام سجلات متجر لافام أولاً .
مضى دهر منذ قامت بتسوق جاد , وسيرها في منهاج زوجها الأجتماعي جعلها بحاده إلى حذاء رسمي وثوب جديد.
دخلت الحمام وأغتسلت وأرتدت بنطلون جينز وقميصاً قطنياً ونظمت غرفتها ثم نزلت إلى المطبخ .
جلست تأكل فاكهه وحبوباً , دون أن تعلم أين ريف . في المكتب؟ في الصاله الرياضيه ؟
سكبت لنفسها فنجان حليب آخر , وتصفحت صحف الأحد , ثم حملت حقيبة اوراقها وجلست على مائدة الطعام غير الرسميه في غرفة المائدة ثم بدأت العمل .
وهناك وجدها ريف بعد ذالك بساعة وهو يدخل المطبخ بعد جولة في قاعة الرياضه .
- صباح الخير .
رفعت رأسها , شاعره بقلبها يخفق عالياً وهي تراه في ملابس الرياضة :" مرحباً "
سار إلى الثلاجه وأخرج زجاجة ماء مثلج شرب نصفها قبل ان يتحول إليها :"سأرتب أمر تحويل أحد غرف الطابق الأعلى لتكون مكتباً لك "
- هذا ليس ضرورياً ,فأنا احب حرية الحركة بحيث أقوم بالعمل في أي مكان . وضبط الحسابات لا يأخذ من وقتي سوى عدة ساعات أسبوعياً .
هكذا كان الحال على الأقل .
ألقى إليها نظره ثاقبة :" أسهل عليك أن يكون لك مكتب خاص "
إنّ عليها أن تكون شاكره , فلماذا هذا الأستياء ؟
أنهى ريف زجاجة الماء ثم خرج من الغرفه .
بعد ذالك بساعة جمعت دانييل أوراقها في الحقيبه وأخذتها إلى غرفتها . .نظرت إلى ساعتها , ثم أخذت حقيبتها ومفاتيح السيارة وذهبت تبحث عن ريف لتخبره أنها خارجه .
لكنها لم تجد له أثراً , فكتبت ورقه وضعتها له على مائدة المطبخ ثم أتجهت إلى الكاراج .
أول مكان ذهبت إليه هو ضاحية "برايتون" حيث أوقفت سيارتها في الموقف , ودخلت مقهى تناولت فيه قهوة "كابوتشينو" وبعد ذالك طافت في المتاجر .
كانت على وشك دخول متجر عندما رن تلفونها الخلوي . فرفعته إلى أذنها .
- أين أنت ؟
كان هذا صوت ريف , فعدت ثلاثاً قبل أن تجيب :" في برايتون أمام متجر للألبسه "
- جملتك التي تقولين فيها في الورقه إنك (غير متأكدة متى ستعودين ) هل تعنين بعد الظهر أم في المساء ؟
- وهل هذا مهم ؟
- أجيبي على سيؤالي يادانييل .
- لم أعلم أنني بحاجه إلى أذن منك للخروج من المنزل .
- لاتختبري صبري , همم . .
وكان صوته خطراً . فقالت بعذوبه مصطنعه :" أتراني أفعل ذالك ؟"
- هل ستواجهينني بهذه الشجاعه لو كنت الآن أمامك ؟
- تأكد من هذا .
أطلق ضحكه خافته خشنه أرسلت قشعريره في جسدها :" هل نبدأ مره أخرى ؟"
لم تتظاهر بأنها لاتفهمه :" المساء . لكنني سأذهب إلى أمي "
- الساعه السادسة يادانييل , سنأخذ أمك إلى العشاء .
أنهى المكالمه فأتصلت بأمها ونقلت إليها الدعوه .
- كلام فارغ ياعزيزتي , سأكون مرتاحة أكثر لو تعشينا هنا .
لم تكن دانييل واثقه من حسن رأي أمها بالنسبة إلى ( الأرتياح ) لأن ماما العزيزه ستطلق العنان لقلبها المحب , دون شك , لتدرس سراً حالة زواج أبنتها .
- سأطهي طعاماً أستثنائياً.
هذه كانت العادة مادام بإمكان آريين الإستضافة , فقالت دانييل مستسلمة :" أتريدين أن احضر معي شيئاً ؟"
- أحضري خبزاً طازجاً وبعض الخس .
- سأحضر باكراً وأساعدك في التحضير .
- لا سأكون مسروره إذا جئت بصفتك ضيفه .
أنهت دانييل المكالمه , ثم كرست الساعات التاليه لشراء ثوب وحذاء .
كانت الساعة بعد الرابعة عندما ذهبت إلى منزل أمها , تحمل أزهاراً وخبزاً وخساً .
داعبت خياشيمها رائحه شهيه في المطبخ , ثم حيّت أمها , وعندما أخذت تحرك محتويات القدور على الموقد لمحت اللمعان في عيني أمها .
قالت لها بحنان وهي تقدم إليها الأزهار , ثم أخذت فوطه مطبخ تلفها إزاراً حول وسطها :" هذا لك , والآن ماذا عليّ ان أفعل؟ "
أخذتا تعملان معاً سعيدتين لمدة ساعة , وبعد أن تأكدتا أن كل شيء على مايرام , وأن المائدة جاهزه بأدواتها , قالت آريين :"حان وقت أخذ استراحه "
رن التلفون الداخلي , ففتحت آريين الباب الخارجي ليدخل ريف إلى المبنى , وبعد دقائق رن جرس باب الشقة ففتحت له الأم الباب بينما كانت دانييل تضيف كؤوس الماء إلى المائدة .
سمعت صوته العميق ذو اللكنه الأمريكيه الخفيفة وأحست بالسرور في تحية آريين له .
دخلت دانييل إلى غرفة الجلوس باسمة, وبدا التحفظ على ملامحها عندما تقدم إلى جانبها وأمسك بوجهها بين راحتية .
-ماذا تفعل ؟
- أقبل زوجتي .
أرادت أن تصفعه , لكنه أدرك ذالك , تباً له! فقد كان الهزل بادياً في هاتين العينين السوداوين وهو يقبلها برقه وهي لفته أثارت أضطرابها وجلبت الأحمرار إلى وجنتيها .
كانت لفتة مقصوده يريد بها أن يغذي تصورات أمها , فقد كان هذا هدفه بالضبط .
قالت آريين : " فكرت في ان نأكل هنا ، وستكونان اول ضيوفي " .
والقت على ابنتها نظرة متألقه ، ثم قالت لريف :" ماذا تريد ان تشرب ياريف ؟ مارأيك بالكولا ؟ "
كانت الوجبه ناجحه . فمهارة أمها في الطهي ملحوظه . امضوا معاً عدة ساعات ساره مريحه ، واخذت دانييل تنظر إلى تزايد الألفه بين ريف وامها ، بشئ من الحذر.
اراد جزء منها ان يحذر امها من هذا الرجل القادر على تحويل الظروف بحسب مشيئته ، واراد جزء آخر ان يعلم امها بأن الموده التي يظهرها لها ريف ماهي تمثيل ومن المضحك أن تظن غير هذا .
إظهار الإهتمام بالصور الفيتوغرافيه المؤطره الموضوعة على مختلف قطع الأثاث في غرفة الجلوس , جعل آريين تبحث في أحد الأدراج عن مزيد من ألبومات الأسره أما دانييل فوجدت في أعداد القهوه ذريعة للغياب .
عملت بتمهل مضيفه طبق بسكويت مالح وجبن إلى أن أنتهت القهوه ولم تعد لها حجة في التأخر فعادت إلى غرفة الجلوس .
لم يتحقق أملها بأن تجد ألبوم الصور موضوعاً جانباً , وتألمت وأمها تستعيد بحنين ذكريات الإجازات التي أمضوها في المنتجعات الأجنبيه وصور مختلف المناسبات الخاصه التي التقطت لهم في مختلف المراحل أثناء حياتها .
كانت هذه معلومات شخصيه جداً وهذا ماجعلها تشعر بالضعف .
وعندما أعلن ريف أن عليهما أن يذهبا , قالت آريين بحماسه :" يجب أن تكرر هذا مره أخرى "
قال موافقاً :" بالتأكيد , وبصفتك ضيفتنا , ستخبرك دانييل بالتفاصيل "
بقيت صامتة وهما ينزلان إلى موقف السيارات , وأنتظر ريثما أستقلت سيارتها وانطلقت بها , فتبعها بسيارته .
وصلا إلى بيتهما تفرق بينهما ثوان قليلة , وجمعت دانييل أكياس مشترياتها , ثم دخلت البيت متجهه رأساً إلى الطابق الأعلى .
- أمك امرأه ساحرة .
- نعم , هي كذالك .
تبعها إلى غرفه النوم وأخذ يفك ربطة عنقة :" سأحرص أن تتضمن بعض دعواتنا آريين "
وضعت الأكياس ثم خلعت حذائها :" أنا أعلم أن هذا سيعجبها "
خلعت ساعة معصمها والسلسلة الرقيقة الذهبية من عنقها , ثم دخلت الحمام .
دوش بطيء ثم السرير , غداً هو يوم آخر , وهناك بضاعة المفروض وصولها . بعدما أستحمت خرجت إلى الغرفه ثم دخل هو أيضاً ليستحم .
أنفتح الباب وعاد ريف إلى الغرفه , ثم أستلقى قربها على السرير .
بعد قليل أمسك بكتفيها بعيداً عنه , ليقول :" هناك صوره في الألبم تظهر علامة ولادة حلوة للغاية "
وأخذ يمرّ بأصبعها على كتفها :" إنها في هذا المكان . آه , نعم , ها هي ذي , كيف لم ألحضها من قبل ؟"
أفلتت دانييل من قبضته , لكنه عاد فأمسك بها وأدارها لتواجهه .
ودون أن تفكر ضربته براحتها على كتفه , ثم بقبضتها على صدره :" إياك "
جمدت عيناه وتبدد المرح منه وكأنه لم يكن :" أنت تدوسين أرضاً خطره "
رفعت إليه عينين عنيفتين :" كيف سيكون شعورك لو فحصت مافيك من عيوب ؟"
- كنت سأفرح .
- آه! صدقتك .
- أتريدين أن تجعلي من هذا قضية ؟
- نعم , تباً .
- ولماذا وليس لديك أمل في النجاح ؟
- هذا لايمنعني من أن أحاول .
ما الذي حدث لها إن الجدل معه هو الجنون .
- ماالذي ترجين من وراء ذالك ؟
انتزعت نفسها منه بعنف :" إذا لم يكن لديك مانع , أفضل ألا تستعملني لحاجاتك الليلة "
عاد يجذبها إليه وأمسك برأسها يميله إليه فأضطرها بذالك إلى مواجهة نظراته :" وإذا كان لدي مانع ؟"
- يمكنك أن تذهب إلى جهنم .
ساوره إغراء بأن يخضعها إلى إرادته في هذه اللحضه لكي يريها الفرق بين الأخذ والأستمتاع , وكاد يفعل , لكنه خفض رأسه وعانقها بطريقة هي قصاص لها أكثر منها رغبه في إرضاءها . كان يريد أستجابتها الخاضعة , وعمل على ذالك حتى شعر بأستسلامها .
لم تنتبه إلى مرور الوقت , وبدا كأن دهراً مر قبل أن تريح رأسها على صدره .
وبينما كانت تستسلم للنوم , شعرت بشكل غامض أنه أمسك بيدها ورفعها إلى شفتيه .
أنشغلت دانييل في الأيام القلائل التاليه . فقد غيرت شكل واجهة المتجر ما أكسبها الثناء عدة مرات .
ازدهر العمل رغم أن يوم الأربعاء أثبت كثرة المشاكل فيه .
لم يحضر ناقل البضائع في جولته الصباحيه كما وعد كما أن العميل جاء إلى المتجر قبل الغداء متوقعاً أن يأخ طلباته الخاصة , وعندما رأى أن ذالك غير موجود غضب كثيراً , ولم يفلح الإعتذار كثيراً في تهدئته , ولكنها وعدت أن تكون الطلبات موجوده عند العصر , ولكن هذا لم يحدث وهذا ماجعل العميل يتهم متجر لافام بالإهمال وعدم المسؤليه وهذا بسحب تعامله معهم إلى مكان آخر .
اتصلت دانييل تلفونياً بالمموّن , فأخبرها أنهم تلقوا إلغاء لذالك الطلب بالذات وأن هذا هو السبفي عدم إرساله .
بعد نقاش سريع مع آريين تبين أن أي منهما لم تلغي الطلب وأن الموضفة لين مستثناه من هذا لأنها لم تعمل سوى يوم الخميس والجمعة والسبت , وقد جاء الأمر بالإلغاء يوم الأثنين بالفاكس , واليوم هو الأربعاء .
- أية فكره ؟
نظرت دانييل إلى أمها مفكره :" قد أكون مخطئه "
- تخريب؟
- أكره أن أظن هذا . علينا من الآن وصاعداً أن نثبت كل طلب بالبريد الإليكتروني مع كلمة سر نتفق عليها نحن الثلاثه , أنا وأنت والمموّن .
وأمسكت التليفون ورتّبت هذه الإتفاقية .
ومع ذالك , أزعجها هذا الأمر , لأن تجديد موقع المتجر أثبت نجاحاً باهراً . فقد كان يستورد مجموعة كبيره من البضائع الهامة , وكان التشجيع جيداً .
فإن كان هناك تخريب , فمن يكون الفاعل إذن ؟
كريستينا؟ هل بلغ بها الحقد هذا الحد ؟ ولم تحب دانييل هذه الأفكار . إذا كانت كريستينا مسؤوله عن هذا العمل فإن عليها أن تحصل على برهان لايمكن دحضه قبل أن تتخذ أي عمل تجاه ذالك , فالشكوك والإفتراضات غير كافية .
شغل هذا بالها وهي في الطريق إلى البيت , فأضاف ذالك حدة إلى تصرفاتها , وشعرت بأنها بحاجه إلى نشاط جسدي بالغ للتخلص من طاقتها العصبية المفرطه هذه .
فكرت في الذهاب إلى الصالة الرياضية , ثم السباحة في البحيره عدة أشواط , ولم تضيع وقتاً قبل أن ترتدي البكيني وفوقه شورت وقميصاً قطنياً مقفلاً , ثم تهبط السلم .
كانت قاعة الرياضة فسيحة تحتوي على مختلف الأجهزه الرياضية . وكانت هناك خزانة في الجدار تحتوي على مختلف أنواع الأسلحة العسكرية . . بينها واحدة على الأقل غير قانوني , إلا إكان لديه رخصه .
- هل أعجبتك مجموعتي ؟
إنه يمشي كالنمر . . فأستدارت ببطء تواجهه وكان في ملابس رياضيه :" هل أنت من محبي الفنون العسكريه ؟"
تقدم إليها برشاقة لايمتلكها معظم الرجال :" هل يدهشك هذا ؟"
-لا .
ما يدهشها فيه كان قليلاً جداً. كانت فيه مزيّه لم تستطع تحديدها بدقه . . هي انسجام بين العقل والروح .
نظر إلى ملابسها :" أتريدين أن تتمرني ؟"
قالت بإيجاز :" أريد أن ألكم شيئاً ما"
لاحظ توتر صوتها فأستغرب الأمر:" هل تحبين أن تخبريني بالسبب ؟"
- ليس تماماً.
كبح شعور التسلية وهو يسأل :" أي زوج من قفازات الملاكمه تريدين ؟"
- أنا جادة .
- هذا سيء .
وتملكه إغراء في أن يحوّل الغضب في صوتها إلى مشاعر محمومة , ليستمتع بذالك .
لكنه بدلاً من ذالك بقدم إلى الخزانه في الجدار وأضر قفازي ملاكمة وعاد بهما إليها :" أعطيني يديك "
ألبسها إياهما , ثم سار إلى الكيس والمحشو الذي ستتدرب عليه وسألها :" هل سبق أن أستعملت واحدة مماثلة ؟"
قالت وهي تتبعه :" لا , لكنه مناسب "
- تضربيه بدلاً ممّن ؟
بقيت صامتة عدة ثوان :" أنا لست واثقه بعد "
- باشري إذن .
وفعلت إلى أن أوقفها بعد سلسله من اللكمات , وعندما خلعه من يديها سارت نحو دواسه الركض الدائري ووضعت الأبره على سرعه متوسطه ثم أخذت تتمرن عليها حتى شعرت بالإكتفاء .
كان ريف على مرمى البصر منها , ولم تستطع إلا أن تعجب بسلسة تدريباته العسكرية , إنه منضبط تماماً أثناء التدريب , مهلك أثناء القتال .
أستهلكت طاقتها فتركت الألعاب الرياضيه وتوجهت نحو البحيره داخل الجدران .وفي ثوان قليلة أصبحت في المايو البكيني , فغاصت في المياة البلوريه .
أخطت دانييل عدة أشواط التي سبحتها قبل أن يبرز بجانب رأسها رأس أسود . فقد جعل ريف سرعتة تعادل سرعتها .
ومضت فتره قبل أن تدعوه للتوقف , ثم أتجهت إلى نهايه البحيرة .
- هل أكتفيت من السباحه ؟
- نعم .
- وشعرت بتحسن ؟
- نوعاً ما .
-فلنخرج من هنا إذن . فنأخذ الدوش ثم نذهب لنأكل .
خرجت من البحيرة وتناولت منشفتها :"أنا سأطهي الطعام "
- يمكننا أن نتعشى في الخارج .
- يمكنني أن أطهي بفتيك رائعاً مع السلطه.
وأخذت تعصر شعرها :" لقد وضعت إيلينا خبزاً تركياً رائعاً في الثلاجه , ثق بي "
أكلا على الشرفة حيث كان المشهد هادئاً وساكناً , يطل على مناظر المروج بأسيجتها المنتظمه الأنيقة , ومختلف الأجمات المزهره ومجموعات الأشجار القصيره .
خطر ببال دانييل فجأه كيف سيكون الأمر عند وجود أطفال . .
سيكون هناك أراجيح , وخشبة للتزحلق , وأنواع من الألعاب لخارج البيت . كلب محبوب يجلب الحب والضحك .قطه داخل البيت تنام متكوره على أفضل المقاعد . وغرفة الأطفال مع سرير للطفل , وسرير عادي . ورفوف الكتب والألعاب . حصان خشبي هزّاز وكرسي هزّاز يمكنها أن تجلس علية مع طفل بين ذراعيها .
طفل . . سبب هذا الزواج .
أيمكن أن تكون حملت الآن ؟ هذا ممكن ولكن بناء على حساباتها , هذا لم يحدث على الأغلب .
متى سيحدث هذا ؟ وصعدت إلى حلقها ضكه خافته ثم ماتت.
- تقول آريين أن أزدهار العمل مازال في أرتفاع .
- نعم.
- هل لديك أي أعتراض على رأيها ؟
كان سريعاً , أسرع مما ينبغي كما لاحضت وهي تتنبه إلى نظراته الذكيه .هل نسيت أمها غموض إلغاء الطلب والغضب الناتج عن ذالك من العميل الساخط , وهل ينبغي لها ذالك ؟
كان جزء منها يريد منها أن تتعامل مع هذه المسأله بمفردها , من المؤكد أن هذا غير صعب , حتى ولو أزالت كريستينا آثارها .
- لا.
قالت هذا وكان نجاح المتجر بالغ الأهمية , سواء لها أم لآريين فالقضيه قضية كرامه .
- ولكن . .
- لماذا تتصور أنني أخبأ شيئأ؟
لم ترد أن تبدو بهذه السخريه , لكن كريستينا وإمكانياتها المثيره للمتاعب كانت تشعرها بالمراره والألم .
مال ريف إلى الخلف في كرسيه وأخذ يتأمل ملامحها , ثمة شيء يزعجها , وهو ينوي أن يعرف ماهو.
- سنذهب مساء السبت إلى معرض للصور الفيتوغرافية في "غاليري سيمبسن"
- هل تساير المواعيد الإجتماعية للأسبوع القادم ؟
- نعم .
- ياللمتعة !
- لاتسخري .
- ربما كل مافي الأمر انني لاأحب أستعراض نفسي .
-مع الوقت سيصبح زواجنا خبراً قديماً .
هذا صحيح , ولكن ليس مع شبح كريستينا الذي يلوح دوما في الخلفيات .
- والأحد نحن مدعوان عند العصر مع أصدقاء لعدة ساعات . "فوليبول" على الشاطئ يتبعه شواء .
- ماذا لو كان لدي خطه تخصني ؟
- يمكننا الوصول إلى تسوية .
- ماذا عن حضور فيلم في السينما .
- سنكون على ساحل الذهب في الأسبوع القادم .
- عفواً , ستكون ؟
قال بصبر :"لديّ عمل هناك "
- لايمكنني أن أترك المتجر .
- بل يمكنك ذالك :"ستشغل لين مكانك الخميس والجمعه ."
تمنت لو تضربة :"كنت أفضل لو تحدثت عن هذا معي أولاً "
كانت الشمس تدنو للمغيب , متعت المشاهد . فأضاء جهاز أستشعار متحكم عن بعد , منيراً الأرض بوهج ناعم .
نهضت واقفه دون كلمه أخرى , ثم أخذت تجمع ادوات الطعام والأطباق الصينيه لتأخذها إلى المطبخ حيث أعادت تنظيمه خلال دقائق ثم أسرعت صاعدة إلى غرفتها تتناول حقيبة يدها ومفاتيح السيارة .
شعرت بحاجه قصوى للإنفراد بنفسها ولو لساعة واحدة .
- هل أنت خارجه ؟
التفتت دانييل فوجدت ريف واقفاً على عتبة غرفة النوم :"نعم "
سأحضر سترتي .
لمعت عيناها غضباً :" سأذهب وحدي "
قال بصوت حريري خالص :" سأذهب معك وإلا لن تذهبي أبداً "
أزداد غضبها :" لاأريد أن أكون بقربك حالياً "
- كلام فارغ .
- تباً لذالك لايمكنك أن . .
- بل يمكنني .
- لماذا تضخم الأمر ؟
سأته هذا ساخطه . وهي تراه يدخل الغرفه قائلاً :" لأن ليس لدي نساء يخرجن ليلاً وحدهن "
- أنا لست أمرأتك .
بدت على فمه أبتسامه باهته :" بل أنت كذالك "
- ليس بأي مفهوم .
كانت من الغضب والضيق بحيث كادت تبصق , وهذا ما أشعره بالتسلية . أحضر ستره علقها على كتفه :" فلنذهب "
- لقد غيرت رأيي .
- يمكننا أن ننام باكراً .
كان قصده واضحاً . فقبضت يديها بغضب :" الجنس . . هل هذا كل ماتفكر فيه؟"
- معك ليس صعباً .
أندفعت دون وعي , ترفع يدها لتصفه ولكنه أمسك يدها قبل أن تصل إلى وجهه .
وببطء , ألقى بسترته على الكرسي , ثم جذبها إليه وأنحنى يقبلها قبله تأديبيه وصلت إلى اعماق روحها .
أخذت تقاومه في البدايه , تضربه بقبضتيها على ضلوعه وظهره وكل مكان أمكنها الوصول إليه , ولكن دون فائدة إذ كان يشدد أحتضانه لها .
بقت تقاومه بقوه مالبثت أن اخذت تضعف عندما تقبل عقلها ماسبق أن تقبله جسدها .
الرغبه في التجاوب معه . قهرتها , ومعرفتها هذه جعلتها تتأوه بيأس وهي تحاول أن تنتزع نفسها من قتضته.
تمكنت من ذالك فقط بعد أن أطلقها . تراجعت خطوه وهي تحاول السيطره على أنفاسها المتسارعة .
- هل نذهب أم نبقى ؟
بدا غاضباً وهذا مازاد من غضبها , فنظرت إليه هائجه :" أنا خارجه وحدي "
- لقد سبق أن حدث هذا المشهد بيننا , ولا أظنك تريدين القيام به مره أخرى .
-أنت لست سجًاني !
وأنطلقت بسرعة تهبط السلم , وكانت سيارته في الكاراج فأستعملت جهاز التحكم عن بعد لرفع بابة الأتوماتيكي, ثم أندفعت إلى مقعد القيادة من السيارة وأدارت المحرك . .
وفي تلك اللحضة انفتح الباب بجانبها ودخل ريف يجلس عليه .
كان ريف يشك في أن في ذهنها أي مكان تريد الذهاب إليه , لكنه لم ينطق بكلمه وهي تخرج بالسياره من البوابه وتتجه إلى قلب المدينه , توجهت إلى ضفاف النهر . فقد كان هناك مقاهي كثيره وحانات عدة لتختار منها , وهذا سيسعدها لأنها ستكون خارج جدران البيوت وبعيدة عن مراقبة الناس .
وربما إذا تجاهلت ريف يمكنها أن تدعي أنه غير موجود .
لكنها سرعان ما أدركت خطأ حساباتها عندما أختارت مقهى وأختارت مائده خارجيه جلست عليها ثم طلبت قهوه , وإذا بريف يشير للنادل طالباً قهوه ساده له ثم جلس أمامها يتأملها .
- هل سنجلس صامتين أم نتحدث ؟
قابلت نظرته بهوء :" يمكنك أختيار الموضوع "
- ما الذي يزعجك ؟
- أنت تزعجني . فأنت تضع خططاً دون استشارتي ثم تنتظر مني الموافقه .
- موافقتك هي جزء من الإتفاقية التي بيننا .
أظلمت عيناها :" طبعاً , وعلينا ألا ننسى الإتفاقيه .
لم تتغير ملامحه وهو يقول برقه وبطء :" حذار , يا عزيزتي "
أحضر النادل قهوتهما , فأخذ ريف رشفه متلذذاً .
- لا أريد أن أترك المسؤليه كلها على أمي في المتجر .
كانت أمها أكثر من قادره على ذالك , وفي الأحوال العاديه لم تكن لتتردد في الغياب عدة أيام . لولا شعورها بأن كريستينا تهدف إلى القيام بعمل مؤذي , لما فكرت بالأمر البته , والحقيقة أنها كلما فكرت في ذالك, كلما أزداد أقتناعها بأن تلك الشقراء وراء ماحدث اليوم في المتجر .
وكان أهتمامها منصباً على ماتخطط له كريستينا غير هذا .
- يومان ليس الحياة بطولها .
ولأن كلامه صحيح لم يخفف من قلقها :" أنت لن تذعن أليس كذالك ؟"
- لا.
تظرت إليه , فرأت العناد في عينيه . إنه رجل لايعاديه شخص عاقل .
ودون كلمه أخرى , أنهت قهوتها , ثم نهضت وأخرجت من حقيبتها ورقه ماليه ماجعل ريف يضع يده على يديها :" أنت تبالغين في الإستقلال بنفسك "
وأستدعى النادلة وناولها ورقه ماليه من محفظته ثم تبع دانييل إلى الخارج .
لم يكن يبدو في بنطلونه الأسود وقميصه غير المقفل مديراً لشركه ضخمه . . ومع ذالك كان فيه شيء يجذب الأنظار .
كان هواء الليل منعشاً , والنسيم يعبث بشعرها المنسدل تاركاً خصلاتها تحتك بوجنتيها , فوضعتها خلف أذنيها .
أخترق الجو صفير إعجاب , لكنها لم تلتفت نحو ذالك المعجب ولم تر النظره الثلجيه التي ألقاها ريف في أتجاه الرجل .
وسرعان ما استدارا وعادا أدراجهما , وسمعت دانييل وهي تمر بالموائد , ضحكات وثرثرة الزبائن وهم يستمتعون بوجباتهم .
وصلا إلى السياره فناولته المفاتيح ثم صعدت إلى المقعد الجانبي . ولم تكن رحله العوده طويله , وفي البيت صعدت إلى الطابق الأعلى غير مهتمه بما إذا كان يتبعها أم لا .
بعد ذالك بدقائق , خلعت ثيابها وأستلقت على السرير وأطفأت النور . ولم يأتها النوم بسهوله , فتقيت مستيقضه فتره بدت لها دهراً قبل أن يدخل ريف الغرفه بهدؤء .
شعرت بقلبها يخفق بسرعة وتملكها الشوق إليه . . رباه , لماذا يتصرف قلبها بشكل مغاير لما يريده عقلها ؟
إنها لاتريده . . ( كذابه ) . فهي تريد أن تتلاشى في حبه , وأن تشعر مره بتلك الأحاسيس الساحره .
وصدمتها هذه الفكره لحضه .
كيف أمكنها أن تفكر في إشراك عواطفها ؟ أتراها . . مجنونه ؟
إنها تكره ريف فالديز لهذا المشروع الذي أبتكره .
ولكن الكراهية لم تكن تشكّل جزءاً مما تشعر به عندما يمد يديه إليها . لم يكن للكره أو عدم الأكتراث مكاناً في مشاعرها عندما تبدأ مشاعرها بالغناء . . .


-------------------------------------------------
مونــــــــــــــــmoniــــ ــــــــــــي



مونـــــي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-01-12, 01:19 AM   #8

مونـــــي
 
الصورة الرمزية مونـــــي

? العضوٌ??? » 173623
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 68
?  نُقآطِيْ » مونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond repute
افتراضي





7- تتسلل إلى قلبه . .

لم تستطع دانييل منع نفسها من التساؤل عما إذا كانت كريستينا من الشعبيه بحث تحصل على دعوة لكل نشاط أجتماعي يحدث في الطبقه الراقية .
هل هو تخطيط أم مصادفه ؟ وبما أن تلك الشقراء المتألقة تنوي الأذى , فلابد أن هناك تخطيطاً وراء حضورها جميع المناسبات التي يتواجدون فيها .
كان ممتعاً أن تراقب سيدات المجتمع وهن ينظمن المعرض .
- بماذا تفكرين ؟
التفتت إلى ريف بأبتسامه ذاهله :"أراقب "
رفع حاجبيه :" تراقبين كريستينا ؟"
- كيف عرفت ؟
- هل هناك سبب معيّن ؟
تظاهرت برفع شيء غير موجود عن سترته الأنيقة :" إنها تريدك . ألا تفهم ؟"
- وهل هذا يزعجك ؟
- ولماذا يزعجني ؟
بدت التسلية في نظراته وبدت أبتسامه كسول على فمه :" فلنتفرج على المعروضات التي على الجدران "
قال هذا وهو يضع ذراعة حول خصرها .
- أنت تقتلني .
تمتمت دانييل بذالك . لم تكن تحب الإختلاط وهي لاتقوم بذالك إلا لأجله . فهي وإن كانت مولودة في طبقة إجتماعية راقية , ترفض هذا المجتمع فمنذ ان تكاملت شخصيتها أخذت ترفض كل هذا .
كانت المعروضات كثيره ومتنوعه . . . وبدت واضحة المدرسه التجريديه للرسم التي أستأثرت بالإهتمام لأنها تطلب من كل شخص أن يفسرها كما يريد .
ووافقت دانييل مأخوذه أمام صوره طفل بريء الملامح , حزين العينين بشكل قطع نياط قلبها .
اقتربت من اللوحه تقرأ الشرح المكتوب تحتها وأوشكت على البكاء :طفل من البوسنه مأسور في أرض دمّرتها الحرب , محروم من أسرته . ما أفضع هذا الحزن لمثل هذه البراءه !
شعرت بنبضها يخفق أسفل عنقها . التفكير في أبن لها يتألم بأي شكل ,كاد يقتلها .
تملكتها غريزة الأمومه العنيفه على غير انتظار . وذكرها السبب الحقيقي لزواجها من ريف فالديز .
لقد وعدت نفسها بأنها سيكرهها وقررت أحتمال هذه العلاقه بأنتظار أن يمل منها ولكن ما تصورته لم يحصل تماماً . فرغم كل محاولاتها الشاقة , أصبح مستحيلاً , يوماً عن يوم , أن تنبذ مشاعرها , لأنه ما أن يلمسها حتى تتسارع خفقات قلبها . المثل يقول ( خذ مايأتي به اليوم . .) نعم الأيام جيده , لكن العبره بالليالي . . .
- ريف عزيزي . . اريد أن اريك القيّم في عرض عمل قدّم إلي .
التفتت دانييل قليلاً لدى سماعها ذالك الصوت الأنثوي الأبح .
إنها كريستينا . . ومن غيرها ؟
منحتها الشقراء أبتسامه باهته :" ليس لديك مانع في أن أسرقه منك لعدة دقائق ؟"
- كما تشائين .
لاشك أنها تريد أستعراض جمالها أمامه , فما الذي يجعلها تهتم ؟ ولكنها في الواقع تهتم فعلاً وهذا مايجعلها تشعر بمرارة أكثر مما تريد أن تعترف .
أخذت تتهم نفسها بصمت , بأنها حمقاء . ما الذي تملكها وجعلها تتصور أن من الممكن أن تكون على علاقة حميمة مع رجل مثل ريف فالديز دون أن تتأذى مشاعرها ؟
أيمكنه أن يسيطر على مشاعره ؟
دون شك , الضعيف وعديم الإنظباط لايعيش في شوارع المدن . وقد أكتسب مضهراً زائفاً من الحنكة والثقافه الرفيعة أثناء أرتفاعة في عالم المال . وقد تلائم جيداً مع المجتمع . وعلى كل حال , كانت القسوه واضحه وراء هذا المظهر السطحي , وذاك القلب الهمجي الذي يضمر السوء لأي خصم .
هي بالنسبه إلى ريف مجرد وعاء أختاره ليحمل ولده وملجأ أنثوي حنون لطفله وفي سنوات ضعفه الأولى . وعندما تتم مهمتها يطلق سراحها , مراعياً حالتها الماديه لئلا يعذبه ضميره ولكن الرجال من نوع ريف لايملكون ضميراً .
وعنفت نفسها تنصحها بأن تنسى كل ذالك , وتتحمل الإتفاقية التي بينهما , وتتابع حياتها ,
- دانييل , ما أجمل أن أراك مرة أخرى .
كان صوتاً مألوفاً , فألتفتت بأبتسامه جاهزه :" ليليان "
- أحاول أن أنظم شيئاً مختلفاً قليلاً لجمع المال للجمعيات . فكرت في أن أمك وأنت قد تهتمان بإقامه عرض خاص للأزياء في متجركم , بناء على دعوات خاصه فقط . سنستأجر مقاعد ونحظر عارضات أزياء , ونوزع العصائر والحلوى . . ونوزع المقبلات بحجم اللقيمات . ويكون ملحقاً بكل تذكره وصل بتخفيض عشره بالمئه من ثمن كل قطعه يشتريها من متجر لافام . مارأيك ؟
قالت دانييل بأتزان :" أنا بحاجه إلى مناقشه هاذا الموضوع مع أمي . كما أننا بحاجه إلى معرفة تفاصيل الكلفه "
- ياعزيزتي , الكلفه ليست هي الموضوع , كل ما أحتاجه منك هو المتجر لافام كمكان . وحسم العشره بالمئه هي مساهمتكم في العمل .
كان هذا عرضاً جذاباً , والزبائن الذي يأتون بدعوة بينفقون دون شك , وينفقون جيداً .
قالت ليليان بأبتسامه الفوز:" فكرت في خمسين مدعواً, يجلسون في صفوف مزدوجه , على كل صف عشره , وصفين آخرين عند المدخل يجلس في كل جانب خمسه "
من الطبيعي أن يغلق المتجر في وجه الزبائن أثناء العرض :" كم من الوقت سيستغرق العرض ؟"
- من الثانية حتى الرابعه بعد الظهر , في منتصف الأسبوع على سبيل التجربة , بعد أسبوعين من الآن .
- أجعلي هذا كتابه ياليليان ثم أعود أليك .
- سبق أن فعلت ذالك ياعزيزتي .
وأخرجت من حقيبتها مغلفاً ناولته لها :" أتصلي بي غداً مع جوابك "
كانت واثقه من أن امها ستوافق , فهذا عمل جيد بالنسبه إلى لافام .
سارت دانييل بين المعروضات , متمتعه بتحية الناس القلائل الذين تعرفهم , ثم وقفت أمام صوره مكبره لموتوسيكل "هارلي دايفيدسن" . . لم تستع أن تعلم من هو أكثر جذباً للأنظار , الموتوسيكل أم ذلك الرجل الطويل الشعر المرتدي قميصاً أسود بلا كمين , المرسوم على ذراعه وشم كبير والجالس على المقعد منفرج الساقين .
- هذا حلم بعض النساء .
قال هذا صوت مألوف بلهجه مطاطة , وشعرت بلمسه ريف على خصرها .
فأومأت موافقة :" هممم . . وكل تلك القوة المثيرة للنبض "
- هل نتحدث عن الموتوسيكل أم عن الرجل ؟
- آه , الرجل . الموتوسيكل لايفعل هذا بي .
- أليست الشخصية هي كل شيء ؟
نظرت إليه متأمله :" وأنت غيّرت شخصيتك "
- بالشخصية التي صنعتها لنفسي .
- ومع ذلك , تحت الثياب الفاخره والحنكه المدربه ,هناك جوهر الشخص الذي كنته أصلاً , فذلك لايتغير .
- وهكذا أنا , أما زلت برأيك ذالك المحارب في شوارع شيكاغو .
- أنت ريف فالديز الرجل الذي يتلائم بسهوله , مع أية خلفيات , والرجل الذي لايتحداه سوى أحمق .
كانت عيناه قاتمتان بشكل لايصدق , لكن الهزل كان على حافة فمه :" هل هذا مديح ؟"
- بل تقرير واقع .
بإمكانه أن يخلع عنه صورته المكتسبه بالسهوله التي أكتسبها بها , ويعود ثانيه كما كان . هناك شيء متعذر تحديده , في وقفته ومظهره . نوع من الإنتظار والمراقبه , لمحة من الحواس المرهفه المتناغمه , بأسم البقاء حماية مايملك .
- هل تحدثت مع ليليان ؟
- نعم لقد عرضت عليّ مشروعاً ذا أهمية , مارأيك ؟
كان هذا تقدماً منها , كما أعترف وهو يدرك أنها منذ أسبوع , ماكانت لتذكره , بل ماكانت لتسأله عن رأيه :"لليليان أتصالات كثيره وهذا سيكون دعاية جيده للمتجر "
كان هذا يتوافق مع رأيها , وكانت على وشك أن تقول هذا عندما أحست أن هناك من يراقبها , التفتت قليلاً وببطء فرأت كريستينا تنظر إليها .
رأت الحقد مرسوماً بشكل سافر على وجهها , فكبحت دانييل رجفه خفيفة . يالها من كراهية !
- أيمكننا الذهاب .
كانت بحاجة إلى الخروج من هذا المكان لتنشق هواء المساء المنعش والشعور به على وجهها , ولتبتعد قدر الإمكان عن هذه الشقراء المتألقه .
لم تدر ما إذا أحس ريف بالسبب لطلبها الذهاب . وبعد ذالك بخمس دقائق كانت تتنفس الصعداء , إذ كانت السيارة تحملها إلى الشارع الرئيسي متجهه إلى شارع توراك .
وجدا عدة مقاهي مفتوحه , والزبائن يجلسون على المقاعد الخارجيه على الرصيف , دار ريف حول المنعطف ثم توقف . ثم أختارا معاً مائده جلسا إليها ينتظران القهوه التي طلباها .
دقّ تلفون ريف الخلوي فأخذ المكالمه وتكلم عدة دقائق ثم أقفله .
- عمل ؟
- عليّ ان أجلس إلى الكمبيوتر وأرسل معلومات معينه إلى نيويورك .
- أتريد أن نترك المكان ؟
- يمكن لذلك أن ينتظر.
كان يعمل ساعات طويله ويأخذ القليل جداً من الراحة , وحتى أثناء ذالك كانت الراحة متصله بالعمل .إن بإمكانه طبعاً أن يرتاح كما يشاء , ولكن التجربة علمته ان اللاعب إذا حوّل نظره عن الكره , قد يخسر اللعب , هذا إلى أنه سيتمتع بالإثاره التي تنتج عن وضع خطه لعمل لايلبث أن يلمس نجاحه .
فقد سار طريقاً طويلاً في السنوات العشر الماضيه , فهو حصل على الصيت والثروه والمركز الإجتماعي .ويمتلك الأوسمه التي تتناسب مع كل ذلك , وبيوتاً ممتازه في مختلف البلدان , وزوجة .
وقريباً سيكون له ولد وريث من دمه , يرث كل شيء قام به .
دانييل آلبوا فالديز . أمرأه لاتخفي كراهيتها له . وهي من الصدق بحيث تسمتع بما يقدمه لها دون خداع . وهذا يشكّل تغييراً منعشاً.
تسائل كيف سيكون ردة فعلها إذا أخبرها بأنه تعمّد أن يتابع أنحدار أمها المالي وسقوطها من قمة المجتمع وفي نيته الزواج من أبنتها ؟ لم تكن تلك مصادقة سهلة , ولكن خطه بارعه وضعت بحذر بالغ , وأنها بدلاً من بقائها عدة أشهر قيد الصنع , اختمرت في عقلة منذ سنه .
كانت على حق في أنه يستغلها لمصلحتة . ولكن السبب لم يكن فقط هو أنتماءها إلى الطبقة الأرستقراطيه , بل كبرياؤها وشجاعتها هما اللتان جذبتاه وصدقها أيضاً , لذلك وحدة كان مستعداً لدفع الثمن , فهذه الصفات هي التي يرديها في ولده .
أخذ ريف يشرب قهوته السوداء وهو يراقبها بتراخٍ وكان يعلم أنه يضايقها .
إن لديها أحلى ثغر في الوجود وملامح رقيقة كالملاك . شعر بقلبه يخفق لمجرد التفكير في تجابها الفوري للمساته .
لقد مضت فترة طويله منذ أن كان يشعر بالحاجه إلى أمرأه بالطريقة التي يحتاجها فيها . كيف ترتعش بين ذراعيه , وكيف يقفز نبظها عندما يمسك بها .
إنه يشعر عندما يكون معها وكأنه قبض على شيء لايصدّق.
شرب قهوته , وأنتظر حتى أنهت قهوتها , ثم أخرج ورقه ماليه ونهض واقفاً .
أستغرق الوصول إلى البيت عدة دقائق فقط , وقاوم الحافز الذي كان يدفعه إلى اللحاق بها إلى الطابق الأعلى . العمل , ذكّر نفسه بذلك وهو يتجه إلى المكتب . . ساعة أو ساعتين على الأكثر ثم يمكنه الذهاب إليها .
لكنه لم يتمكن من الإنسلال إلى تحت الأغطيه إلا بعد ثلاث ساعات . وكان يشعر بحاجه قوية إليها . فضمها إلى صدره جارفاً إياها معه . . .


مونــــــــــــــــmoniــــ ــــــــــــي

--------------------------------------------------------


مونـــــي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-01-12, 01:21 AM   #9

مونـــــي
 
الصورة الرمزية مونـــــي

? العضوٌ??? » 173623
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 68
?  نُقآطِيْ » مونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond repute
افتراضي




8- رجل في مملكة النساء . . .

لعبة الفوليبول , السباحة , ثم حفلة شواء في الهواء الطلق , نعني الإقتصاد في اللباس . وهكذا لبست دانييل المايو , ثم لفت إزاراً حول تنوره تتناسب مع البلوزه , وكانت قبل ذالك ألقت الملابس الريضية في كيس الأدوات الرياضية , ثم وضعت أقل مايمكن من الزينه على وجهها وبعض زيت حروق الشمس .
- جاهز ؟
- جاهز إلى أقصى حد للمرح في شمس العصر .
لو كانت كريستينا حاضره بين الضيوف لصرخت , كان يبدو ملائماً بشكل لايصدق بالشورت والقميص القطني الرقيق , وقد أبرزت هذه الملابس البسيطه طوله وعرض كتفيه .
كان يبدو بطاقه فياضه وهاذا ماجعل النساء حمقاوات وذكّر بعض الرجال بنقصهم . كانت الأماكن في بيت مضيفهم مبلطه بالرخام , والأثاث حديثاً , وكان ثمة تجهيزات رائعه خارج البيت منها بحيره وملعب تنس وطريق مباشر إلى الشاطئ .
وجدوا الضيوف مجتمعين على الشرفة الأرضية الفسيحه .
وأبتسمت وهي تتقدم إلى وسطهم تحيي من تعرفة منهم . والنساء اللاتي تجاهلتها فيما مضى , بدون وكأنهن أحسن صديقاتها .
وشعرت لهذا بمرارة كبيره .
بدا جو الحفله عفوياً .
- أنت هادئة جداً .
التفتت إلى ريف بجانبها باسمه :" عفواً , لم أدرك ان الحديث بحماس مطلوب "
لمعت عيناه بتأمل ساخر :" ستعلن مضيفتنا عن بدء لعبة الفوليبول في أي وقت الآن "
- هذا يمنح النساء فرصة للقفز والمرح مع الرجال بحجة الرياضه .
- المرح يا عزيزتي ؟ يمكنني التفكير في طريقة لإنفاق الطاقة الزائده أكثر بعثاً للسرور من الرياضه .
نظرت إليه بهدوء :"أتذكر أنك فعلت ذالك الليلة الماضية "
كانت ضحكته النعمة المبحوحه تحطمها :"يبدو أنني لم أحدث تأثيراً يذكر "
كانا يعلمان أن كلامه غير صحيح , فقد أستجابت له , لكنها قالت وقد توهج وجهها :" لا أحب تشجيع الغرور "
وجعلتها ضحكه رنانة تنظر إلى الباب ثم تقول لريف :" سأترك كريستينا الجميلة تعوضك عن غيابي "
- إلى أين تظنين أنك ذاهبة ؟
- لأختلط بالأخرين لا اريد أن أبقى لأنظر إلى طريقتها في الإغراء .
- وتتركيني أواجه الصعاب وحدي ؟
التوت شفتاها بهزل خبيث ." إنه شيء ستحصل عليه بسهولة تامة "
وإلتفتت إلى الشقراء المتألقة :" كريستينا عن إذنك "
- طبعاً عزيزتي .
تمشت دانييل إلى المقصف وطلبت عصيراً. ثم نظرت إلى الخليج أمامها معجبة بالمشهد الهادئ والسماء الزرقاء , والبحر الممتد نحو الأفق المتهادية عليه المراكب الملونه .
عادت عيناها بالرغم عنها إلى ريف , وتأملت ملامحة الجانبية . الفك القوي وعظام الوجنتين العريضه , وشعره الحسن التنسيق .
كانت كريستينا مصممه على السيطرة على انتباهه . ومن هنا بدا لدانييل بأنها لاتترك له مجالاً , وذالك بأبتسامتها الرائعة المدربه , وإمالة رأسها , وملامستها لساعدة بأناملها الملونه الأظافر .
بدت لدانييل بأنها السحر المجسّد , ونبذت ماشعرت به من وخز الغيره الخفيف . الغيره هي نتيجة الحب , وهي لاتحب أحداً .
فلماذا كل هذا الضيق الذي تشعر به وهي ترى كريستينا تضع مخالبها على الرجل الذي دفع ثمن طفل منها وعدة سنوات من حياتها ؟
وكأنما أحس بتأملاتها فألتفت وألقى عليها نظره جانبية طويلة متفحصه .
تعمدت أن تأخذ رشفه طويلة من كوب العصير ثم بدأت حديثاً جاداً مع الشخص الذي كان واقفاً بجانبها .
ولحسن الحظ أختارت مضيفتهما هذه اللحضه لتعلن عن بدء لعبة الفوليبول .
ماهي الفكره الشريرة التي خطرت لمضيفتهم حتى وضعت كريستينا بجانب ريف ودانييل أمامهما ؟ والأسوء من ذالك أن الشقراء المتألقة قد خلعت ثيابها وبقيت بالمايو .
أخذت دانييل تعنف نفسها بصمت , بأن هذا شاطئ البحر .ولكن المرح شيء والمباهاه الصريحة هو شيء آخر .
وفيما بعد واللاعبون يتحولون من جانب لأخر , وجدت دانييل نفسها مع كريستينا بمقتضى اللعبه . ولم يكو هذا حسناً , وثبت ذالك عندما أستطاعت بشكل ما , أن تتحوّل , وإذا بها تتعثر بساق كريستينا التي مدتها أمامها متعمده , فوقعت على الرمال .
حسناً , يمكن لأثنين أن يتبادلا اللعبة , ولكن الفرصه لم تسنح لها لترد وخزة المرفق العنيفة أو الرفسه المؤلمه لبطة ساقها .
تنفست الصعداء عندما أنتهت الدوره وأنطلقوا جميعاً إلى البحيرة للسباحة , حيث بدأ الضيوف بألعابهم .
أستعرضت كريستينا جسدها الرشيق الجميل بالغوص , بينما أنزلقت دانييل فقط من جانب البحيره .
ما إن لمست الماء حتى كان ريف بجانبها . وكادت تموت عندما عانقها بطريقة حبست أنفاسها . وعندما رفع رأسه سألته بعنف :" ماهذا الذي تقعله ؟"
- وهل أنا بحاجه إلى سبب ؟
- نعم .
ثم سبحت مبتعدة عنه إلى جانب البحيره , وصعدت خارجه منها , فتناولت منشفتها ثم حملت كيسها وتوجهت إلى حمامات الضيوف التابعة للبحيرة .
لم يستغرق حمامها وتغيير ملابسها وقتاً طويلاً , وخرجت إلى الردهه لتجد كريستينا تنتظر دورها .
إنه مشهد صغير جميل ذالك الذي أستطعت أن تخططي له في البحيره .
أصبح الأمر مملاً حقاً بالنسبة لدانييل , ألتفتت إليها تقول وهي تمشط شعرها إلى قمة رأسها دون إهتمام :" لا أعتقد أنني أدين لك بتفسير لما حدث بيني وبين زوجي "
- حاذري من خطواتك .
قالت كريستينا لها هذا محذره , فقابلت دانييل نظراتها في المرآه :" أنا أراقبها طوال الوقت "
- لايمكنك أن تهزميني .
أستدارت تواجه المرأه التي تعلم أنها عدوتها :" أوضحي قولك "
- أفهمي قولي بنفسك ياعزيزتي .
- أتهددينني ؟
- وهل أنت بحاجة إلى سؤال ؟
- حظاً سعيداً, ياكريستينا .
كان صوتها بنعومة الحرير , ولمحت وهج الغضب العنيف على وجه المرأه قبل أن تكبحه قائله :" أنا لاأدع شيئاً للحظ "
كان هذا كافياً لدانييل التي خرجت رافعة رأسها بكرياء .
بدأ الشواء في السابعة . . كان هناك السمك .والقريدس والسلطات المنوعه .
بدأت الشمس تنزلق خلف الأفق , وأخذ الظلام يسدل ذيوله . فأشتعلت المصابيح الكهربائية تظيء الشرفه الواسعة والحدائق والبحيرة , وأصبح البحر رمادي اللون , أو أسود تقريباً , عندما ظهر القمر الفضي في السماء الحالكه المرصعه بالنجوم .
أديرت القهوه وكانت دانييل واعية لحضور ريف عندما أختلطا ببقية الضيوف .
أنتهت الحفلة بعد العاشره . وجلست صامته بجانب ريف وهو يتجة بالسيارة إلى البيت .
وفي الداخل ملأ المنبه ثم لحق بها إلى غرفتهما . قال وهو يخلع ملابسه :" ألا تقولين شيئاً ؟"
قالت بلهجة تقرير الواقع :" كانت أمسية سارة , والطعام رائعاً , وأنا متعبة . وغداً يوم آخر "
نظرت إليه بحدة :" هل هذا يكفي ؟"
سار إليها ثم أنحنى يفحص ساقها , ضاغطاً بأصبعه على بطة الساق .
سألته :" هل هذا ضروري ؟"
ثم أجفت متألمة :" ذلك مؤلم "
أخذ يمسد الوضع بخفة :" سيبدو رضّ هنا "
وصعدت يداه إلى قفصها الصدري فضربت ساعدة :" لاتفعل "
لكنه لم يهتم مثقال ذره :" سأحضر مرهما ً يخفف من أثر هذه الرضه "
- لا أحتاجة .
وتركته ودخلت الحمام . وماهي إلا دقائق حتى خلعت ثيابها ولبست قميص القطن وغسلت وجهها وأسنانها .
وعندما خرجت إلى غرفه النوم كان هو إلى جانب السرير وفي يده المرهم . فقالت له :" آه , حباً بالله , أعطيني أياه "
وأقتربت منه لتأخذه , لكنه تجاهلها ووضع المرهم . فقالت بغضب ::" هل عليك أن تمثل دور الممرضة ؟ عشيقتك السابقة هي كلبة حقود "
أنهى وضع المرهم , ووضع الأنبوب جانباً , ثم أمسك بوجهها وبدأ يعانقها . وعدما أستطاعت أن تتكلم قالت :" هذا لن ينجح "
- هذا ما أراه .
ثم عاد يعانقها بقوه ممزوجه بشيء من الرقة , وعندما رفع رأسه بدت عيناها وقد جمدتهما المشاعر . . ثم . .
صباح الخميس أستقلا طائره من مطار "كولانغاتا" ثم ركبا تكسياً إلى فندق "بالازو فرساس" القائم على شاطئ "مبن بيتش" والمطل على المحيط .
كان الفندق نفسه مخصصاً للسياح . أما الشقق الملحقة به فهي للبيع وكانت من الترف والرفاهية بحيث لايستطيع شراؤها سوى الأثرياء .
كان تصميماً إطالياً والردهة مبلطة بقرميد كالموزابيك . . وشهقت دانييل بسرور خالص عندما تبعت ريف إلى الصالون المترف المطل على البحر .
كان رائعاً. وقد أخبرته بذالك فقال :" أستمتعي ياعزيزتي , إذا أردت أن تتصلي بي , فليكن بالتلفون الخلوي , وسأحجز مائدة للعشاء "
مضى على آخر مره زارت فيها منطقة الساحل , عدت سنوات . وأرادت أن تحاول أكتشاف المكان . أول شيء هو الشقة نفسها , ثم مجمع التسوق الملاصق "مارينا ميراج" . ومهلت في أحد المقاهي هناك, ثم سارت إلى شارع "تيدر أفنيو" في "مبن بيتش" الذي مازال كما تتذكره .
عندما دخلت الشقة كانت الساعة الخامسة تقريباً , فتوجهت رأساً إلى الدوش .
بعد ذالك بدقائق شهقت مجفلة عندما أنفتح الباب ودخل ريف .
سألته بعنف :" هل كان عليك أن تأتي ؟"
- ولماذا لا أستريح وأستمتع ؟
- دع عنك الإغراء , فهذا لن يفيدك .
كانا يمضيان كل ليلة معاً وذالك منذ ثلاثة أسابيع تقريباً .
- هناك طرق كثيره نطلق بها العنان لبعضنا البعض .
- لا أريد واحدة منها .
وأطلق ضحكة مبحوحه قبل أن يقبلها .
مضت فترة قبل أن يرفع رأسه , ثم ربت على خدها :" فليكن إذن . والآن أذهبي "
فذهبت . وكانت قد أرتدت ملابسها تقريباً عندما دخل الغرفه .
كل ماأحضرته معها هو طقم للمساء أحمر حريري وحذاء أسود وحقيبة يد مناسبه للمساء تكمل المظهر .
كان المطعم يطل على البحر . والطعال بالغ الروعة , وقد نظم في الطبق بشكل فني حتى أصبح إفساد شكله خطيئة تقريباً , ورأت دانييل أن وجودها مع ريف وحدهما هو شيء حسن حقاً , دون ضيوف آخرين على المائده فهذا لايجعلها مرغمة على تبادل الأحاديث المهذبه , ولايجعلها تتحمل كريستينا وتطفها .
سألته :" هل أشتريت هذه الشقة الملحقة على الخريطه ؟"
- بل هما أثنتان , واحده لأستعمالي الخاص , وأخرى للإستثمار .
- فهمت أن أجتماع العمل بعد ظهر هذا اليوم كان ناجحاً ؟
وكأنه سيكون غير ذالك .
- نعم .
- متى سنغادر هذا المكان غداً ؟
- قبل الظهر .
يالها من إقامة قصيره , هل ياترى يعودان في مستقبل قريب .
- نعم بعد عدة أشهر .
وعندما رأى دهشتها قال :" ملامحك معبره تماماً "
- لكنك لست كذالك .
فقد كان مستحيلاً عليها أن تقرأ أفكاره . ولايبدو أبداً أنها ستتمكن من ذالك يوماً ما .
- قهوه ؟
تناولا متمهلين . ثم دفع الحساب وخرجا يتمشيان في الشارع الفسيح المشجر , مستمتعين بأصوات الليل , كانت هناك سفن النزهه المترفة واقفه في حوض السفن , والمقاهي العديده على الشاطئ مزدحمة بشاربي القهوه .
أمسك بيدها فشبكت أصابعها بأصابعه .
منذ أقل من شهر . أقسمت أن تكره هذا الرجل , وهاهي ذي الآن تجد تغييراً مفاجئاً في شعورها نحوه .
كان زوجها وعشيقها . وذات يوم سيصبح والد أبنها , فهل من الممكن أن يكون صديقها أيضاً ؟
وعندما نخفض علاقتهم إلى حدود الصداقة . فكيف سيمكنها مواجهة ذالك ؟
ليس بشكل جيد . هتف بهذا صوت ضئيل ساخر من أعماقها .
إندفع هذا الإدراك إلى عقلها واستقر فيه , دافعاً إياها إلى صمت متأمل .
بل هي حمقاء , كما أخذت تفكر بصمت , فريف فالديز قدم إليها إتفاقية عمل قبلتها هي بشروطه . وستبقى علاقتهما إتفاقية عمل , حتى ولو قتلها ذالك .
أستقرت الأيام على شكل مألوف . وكانت تشعر بالبهجه لأنها ترى متجر لافام ينتقل من قمة إلى قمة بأزدياد الزبائن وأرتفاع الأرباح .
وفي الليالي كانت دانييل تواجه المشاعر التي كان ريف يثيرها في كيانها , فتغذي جوعاً بدائياً وتتركها واغبه في أكثر من مجرد متعة .
التخطيط لعرض ليليان أخذ أولويه في تشاورها مع أمها وكانت النتيجة طلب المزيد من البضاعة .
حان اليوم المنتظر . وبدأ التنظيم . . أخذت دانييل تفكر في ذالك وهي تقفل المتجر , متأكده من أن الملحوضه التي تعلن عن العرض الخاص , واضحة للرؤية تماماً , ثم تفحصت أمر المقاعد , مسوّية من وضع مقعد هنا وآخر هناك , متأكده من أن بأمكان الزبائن الجالسين في الخلف أن يشاهدو العرض بسهوله .
كانت أزهار رائعة التنسيق موجوده في الوسط أمام جدار تغطية المرايا خلف مكتب المحاسبه . . وهو هدية من ريف كتب عليها (حظاً سعيداً)
-مارأيك .
قالت الأم بحماسه : "يبدو هذا رائعاً ياعزيزتي "
ولم يكن قد مضى وقت طويل على إحضار متعهدي الطعام لمختلف أنواع المقبلات والعصائر . كانت تنتظر حضور ثلاث عارضات أزياء مع ليليان وبعض المتطوعين للمساعدة كذالك .ولم يبقى سوى وصول المدعوين .
وفي تلك اللحضة دخلت ليليان ومعها المساعدون , تتبعها عارضتا أزياء .
قالت ليليان :" هناك تغيير خفيف في الخطه . الفتاة الثالثة العارضه التي أتفقنا معها , اتصلت تقول أنها مريضة . وتمكنت من الحصول على بديلة لها , وكان لطفاً من كريستينا أن تأخذ مكانها في هذا الوقت القصير "
وفي تلك اللحضة دخلت الشقراء الطويله المتجر واندفعت نحوهن .
كريستينا ؟ هل هي تنقذ المناسبه , أم تتخذ ذريعه باطلة ؟ وتكلفت دانييل الإبتسام , وهي تكبح زمجرة الغضب .
وقالت كارهه مايتوجب عليها من تهذيب :" إنه لطف منها . العارضات الأخريات في غرفة الملابس ."لين" مساعدتنا ستراجع البرنامج معك "
نظرت آريين إلى ساعتها ثم أنتقلت مع ليليان نحو المدخل لتستقبل أول مجموعة من المدعوات .
وفي الوقت المعين كانت كل المقاعد ملأى , وكان العرض جاهزاً .
الإعداد لكل هذا قد تطلب الكثير من التفكير والعناية إلى حد لا يكاد يترك مجالاً لأي عقبة . فقد حفظت دانييل البرنامج غيباً بكل تفاصيلة , وبدا التوتر عند عرض أول قطعة .
بعد مشاورات كثيره أستقر الأر على البدء بعرض ملابس النوم , ثم الإنتهاء بملابس داخلية جريئة هي سراويل بعرض الشرائط "وسوتيانات" بالغة الصغر .
كان في المتجر لافام الآن مجموعه كاملة متنوعة من أرقى المحلات في فرنسا وألمانيا وبلجيكا تضمن إرضاء أصعب الأذواق من الزبونات . البيجامات الحريرية ذات الألوان العاجية والمشمشية الباهتة والتبنيه , نالت الإستحسان , وقمصان النوم الطويلة الفائقة الإتقان وبقية ملابس البيت نالت الإعجاب . وأستمر العرض مع تغير طول الوقت مع كل دورة , إلى أن تم عرض كل ذالك النوع , ثم تبع ذالك الدثر والعبائات بأشكالها المختلفة وألوانها الرائعة .
حتى الآن كل شيء حسن , كما همست دانييل لنفسها .
- حتى الآن كل شيء ممتاز .
قالت آريين هذا وهن يحضرن للجزء التالي وهو عرض القمصان الداخليه بكل درجات الطول واللون والطراز , من الحرير والساتان والدانتيل .
قالت لها لين :" أكثر الحاضرات يضعن علامات شراء على البرنامج , فإن قررن الشراء , فستكونين بحاجة إلى أن تطلبي مقداراً ضخماً من البضاعة بدلاً منها "
أتراها تجرؤ على أن تعتبر الحظ قد خدمهن ؟ الإغراء لايقاوم .
رن جرس التلفون , فأخذت آريين المكالمه , ثم تحدثت بعدة كلمات بهدوء , ثم وضعت السماعة مكانها وتقدمت إلى جانب إبنتها .
- إنه ريف ياعزيزتي , إنه هنا في المنطقة وسيزورنا بعد عدة دقائق .
رجل وحيد في مملكة النساء . سألتها :" متى ؟"
- لقد أوقف سيارته لتوه في منطقة السيارات الخلفي في المنطقة .
شعرت دانييل بصراع سريع :" سأخرج وأدخله "
قالت متكلفة الهدوء مع أنها تشعر بكل شيء إلا الهدوء . . سارت نحو الباب الخلفي لتفتح الباب .
وهناك وقف ريف داساً يده في جيب بذلة العمل الرائعة التفصيل التي يرتديها .
وفكرت بصمت أنه بطل أسمر , وأخمدت اللهب البطيء الذي سرى في جسدها .
ماكان سنبغي أن يكون لها هذا التأثير فيها وطمأنت نفسها إلى أنها لاتتشوّق إلى ذالك .
- مالذي تفعلى هنا ؟
رفع حاجبة والهزل يلمع في عينيه :" وهل هناك مايمنع أن أكون هنا ؟"
آه , رباه ! . . عليها أن تسيطر على نفسها :" هذا شيء غير متوقع "
ووقفت جانباً ليدخل ثم أغلقت الباب خلفة :" العرض في أوجه "
- أظن ذالك .
وأمسك بذقنها , بأصابع ثابته , يرفع وجهها إليه .
- ولكن ؟
- لاشيء .
أخذ يتأمل ملامحها , ورأى لمحة من ألم تكسوها فمسح فمها بإبهامة :" لاشيء يسبب لك صداعاً؟"
استطاعت أن تفلت من قبضته :" هل ستبقى ؟"
لم يكن مصمماً على ذالك . ليكن مصمماً على ذالك , نيته الأساسية كانت أن يمر على المتجر ويحيي آريين وليليان , ويتمهل عدة دقائق لكي يضيف وزناً للعرض , ثم يغادر .
لكنه غير رأيه الآن :" هل يزعجك إذا بقيت ؟"
آه , ياله من سؤال :" أنا واثقه من أن وجودك سيزعج بعض المدعوات "
ويسر عرضات الأزياء بالذات .
ضحكته المبحوحه جعلت الحرارة تسري في دمها .
- سأحاول ألا أكون فضولياً .
ردت بحدة :" هذا مؤكد "
ولم تستطع أن تهرب من القبلة التي قبلها إياها .
نظرت إليه عابسه وهي تمد يدها إلى حقيبتها وتخرج منها قلم الشفاه تصلح به لون شفتيها .
كان لحضور ريف نفس التأثير الذي توقعته دانييل , لأن المدعوات أعتدلن في جلستهن , وتألقت أبتسامتهن . وعندما دخلت العارضات بدت خطواتهن أخف , وحركاتهن أكثر إثاره بشكل ملحوظ .
ضاقت عيناه وهو يرى كريستينا تظهر , ولكن ملامحة كانت جامدة وهو يرى ماتعرضة .
كانت هذه الشقراء إزعاجاً حقيقياً , وتسائل ماذا فعلت لكي تحل مكان العارضة المتفق معها على تأديه العرض هذا النهار , وبشكل ما , شك في أن ليليان قد تآمرت معها لإحداث هذا التغيير .
ولكن ماهو محتمل أكثر هو أن كريستينا قد سألت عن أسماء العارضات المتفق معهن , ثم قدمت إلى واحدة منهن مبلغاً أكبر من الذي ستقبضة لكي تدعي المرض .
الملابس المزخرفه والمزينه بالدانتيل لم تكن تؤثر فيه كثيراً , وإن كان يعجب بالتفصيل والطراز الجميل .
استقر أنتباهه على ملامح زوجته , ولمح إرهاقاً وتوتراً وراء أبتسامتها .
كان المفروض ان ينتهي العرض الساعة الرابعه . فإن غادر الآن فهو سيلحق موعدة في الساعة الرابعة والنصف .
حاولت دانييل جهدها أن تتجاهلة . وهذه ليست بالمهمه السهلة , فقلبها يغدر بها في كل مره , وكانت في صراع بين أستسلامها وغضبها لحضوره .
لماذا لم يذهب ؟ أتراه مستمتعاً برؤية هؤلاء النسوه وهن يعرضن الملابس الداخلية ؟
كانت كريستينا في مكانها الطبيعي تقوم بدور الإغراء وهي تدور في أنحاء المتجر . وتقف كل عدة لحضات لتعرض ماتلبسه ونظراتها لا تتحول عن ريف .
ولم تفهم دانييل كيف لم تدرك جميع الموجودات دعوة هذه الشقراء المكشوفه الوقحة .
أنتهى العرض , وألقت آريين عدة كلمات مهذبه تشكر بها ليليان لتنظيمها هذه الحفلة , وتجع المدعوّات على أستغلال الوصل بالحسم للمساهمه في تمويل الأعمال الخيريه .
قُدمت القهوه مع البسكويت , وتأخر ريف مايكفي ليتحدث مع ليليان , ثم غادر المكان . ولكن ليس قبل أن تستوقفه .
تعمدت دانييل أن تركز نظرها على مكتب الدفع حيث أصطفت المدعوات والبرامج في أيديهن , كان العمل مزدهراً . وفي الواقع كان ناجحاً للغاية إلى حد أن بعض المدعوات بقين في المكان حتى حان وقت إقفالة .
ليليان , وهي المثالية في التنظيم , كانت قد رتبت أمر أخذ المقاعد مع شركة التأجير في الخامسه وبعد أن خرجت آخر مدعوه , أخذت آريين ولين ودانييل في تنظيم المكان وتنظيفة .
وهكذا عنما دخلت دانييل بيتها توجهت رأساً إلى الطابق الأعلى , كانت الساعة السابعة .
رجدت سيارة ريف في الكاراج , وهذا يعني أنه في البيت . وساورها الأمل في أنه قد يكون تناول طعامه وأعتكف في مكتبة .
دخلت غرفة النوم ومنها إلى الحمام حيث أغتسلت ثم عادت إلى الغرفة وأستلقت على السرير مسروره . .
لم تعرف كم مر عليها من الوقت وهي تفكر في نجاح حفلة العرض هذه ومقدار البيع . الشيء السيء الوحيد في الأمر كان كريستينا .
- كان ذالك سيئاً , هممم؟
فتحت عينيها وهي تسمع صوت ريف , وأتسعتا وهي تراه فوقها .
- كانت حفلة ناجحة .
بدا لها , بشكل غامض , شبيهاً بالقرصان في الجينز الأسود والقميص المفتوح عند العنق بكمية المثنيين إلى المرفقين . وكأن في قربه منها إلى هذا الحد مايهدد هدؤها النفسي .
قالت له بأدب :" نسيت أن أشكرك على الأزهار "
- بكل سرور .
- وكان لطفاً منك المرور علينا .
أبتسم . كان بعيداً عنها خطوه على الأقل .
- ولكن لابد أن ماجعلك تبقى أكثر من ساعة هو سبب قوي للغاية . اليس كذلك ؟
ورمقته بنظره قاتله :" لقد تألقت وجوه الضيفات تماماً لوجودك "
- أهتمامي الوحيد هو أن أسعدك .
تمنت لو تقذفة بشيء :" أحقاً؟ هل لهذا بقيت ؟ سامحني لأنني تصورت أنك حضرت لتتفرج على العرضات الرشيقات "
قال ضاحكاً :" ياعزيزتي , النظر إليك فقط كان يغريني أكثر لعلمي مايوجد تحت ذلك الطقم العصري الطراز الذي ترتدينه . ولعمي أنك ملكي متى شئت . كنت منجذباً إليك أكثر من إنجذابي إلى تلك الملابس الداخليه على نساء لا يجذبنني أبداً "
قالت بحدة :" لايبدو أن هذا رأي كريستينا "
- هذا طبيعي . وهي التي تعرض جسدها بذلك الشكل الفاضح وبغرور بالغ .
- لقد تطوّعت للعرض لأجلك فقط .
- أتغارين منها ؟
رفهن يدها تريد أن تصفعه ولكنه سبقها فأمسك بيدها .
- أخرج .
كان فيه شيئاً من الوثنيه وهو يجلس قربها بتلك الطاقة الخام البدائية .
- إياك .
وحاولت أن تتجنبه , لكنها وجدته يجذبها ويحيطها بذراعية .
- أسترخي .
وكيف يمكنها أن تسترخي, بحق الله ؟
حتى وهي تقاومه مد يده إلى رقبتها وأخذ يدعك أسفلها من الخلف .
آه , يالله , إنها تشعر براحة بالغه . وتنفست بصمت . مستسلمه لسحر لمساته .
بعد عدة دقائق , لم تستطع منع نفسها من القول :" أنت تفعل ذالك بشكل جيد جداً "
فشعرت بشفتيه تلامسان كتفها :" أرجو ألا يكون هذا الشيء الوحيد الذي أجيده "
أحست بالهزل في صوته , وأخذ نبضها يعلو عندما اكتسحت جسدها الأحاسيس .
- ماذا تريد ؟ أضع لك درجة عشره على عشرة؟
فضحك :" لاسمح الله"
تعانقا والبهجه تتملكها لهذه القوة التي تملكها في التأثير فيه .
نامت بعد ذال , وعند منتصف الليل نزلا إلى المطبخ ليستعيدا طاقتهما بشيء ممل كالطعام .

مونـــــــــــــــmoniـــــ ــــــــي
-------------------------------------------------




مونـــــي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-01-12, 01:23 AM   #10

مونـــــي
 
الصورة الرمزية مونـــــي

? العضوٌ??? » 173623
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 68
?  نُقآطِيْ » مونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond repute
افتراضي


9- رحلة الأحلام

تناولا الفطور على الفيراندا فكان ذالك طريقة مريحة لبدء النهار . . رشفت دانييل قهوتها وهي تسرح بنظراتها بين الحدائق . إن كدح أنطونيو في المروج والنباتات تظهر عناية وأناقة فائقين , وتأثير ذالك كان مذهلاً , وكانت ساعات عمل الزوجين تتطابق مع ساعات عملهما , وهذا يعني أنهما يدخلان البيت بعد خروجها , وتعود هي إلية بعد خروجهما .
كانت "توراك" ضاحية راقية بيوتها هي مزيج بهيج من القديم والحديث , وبعضها تحيط به الأراضي الفسيحة .
ولم يكن بيت ريف بالمستثنى , فاجدران العالية تجعله يبدو منفرداً منعزلاً رغم قرب الضاحية من المدن .
قال لها وهو ينهي قهوته :" لدي أسبوع من الإجتماعات في باريس ولندن , وسنذهب غداً"
إشراكها معه ملأها مراره :" المفروض أن نتحدث مع أمي ولين لكي تستعدا إلى العمل مكاني , فاقضية كلها هي (أنجاز عمل) "
أمال رأسه وهو يجيب :" هل كنت تفضلين أن نضيع الوقت بالمناقشه ؟"
- ألا تمنحني حق الرفض ؟
قال بشيء من الهزل :" أتريدين أن ترفضي ؟"
فتحت فمها , ثم عادت فأقفلته , باريس , إنها تريد هذه الفرصه السانحه لزياره دور الملابس الداخلية :
وبدت على شفتيها إبتسامه بهيجه :" ومن يعترض على رحلة إلى باريس ؟"
حتى في الجو القارس البروده في الشتاء , تحتفظ باريس بسحرها .
تجاهلت دانييل الجو الضبابي الرطب وهي تنقل معطفها وتلف وشاحها الصوفي حول عنقها .
لقد مضت خمس سنوات على آخر زياره لها إلى باريس , وهناك أماكن تريد أن تعرفها . . . معارض فنون , ضفاف السين , المقهى المفضل لديها الذي مازال في خيالها منذ إقامتها المؤقته تلك في هذه المدينه الرائعه .
قد تكون السماء غائمه , لكن مزاجها متألق كقوس قزح .
إنها تحب جوها الخاص وتاريخها العريق . . .
لن يهمها أن يكون ريف مرتبطاً بإجتماعات عمله طوال النهار . فهناك متحف اللوفر ونوتردام , ولن تكتمل الزياره إلى باريس دون رؤية المدينة من أعلى برج إيفل . . .
تنهدت وأسرعت الخطى , تريد أن تستغل كل لحضه من الأيام التي ستمضيها هنا .
عمّ قلبها البهجه لأنها تستطيع التسوق , ومع أنها كادت تجن عندما أعطاها ريف بطاقة حساب بأسمها , فقد قاومت إغراء التسوق .
كانت الساعة قد تجاوزت السادسه عندما دخلت فندقها الفخم في جادة "الشانزليزيه" وأستقلت المصعد إلى جناحهما .
وجدت ريف هناك وقد خلع سترته وفك رباط عنقة . .
ألقى نظره واحدة على وجنتيها المتوهجتين وعينيها المتألقتين , ثم تقدم نحوها يعانقها عناقاً طويــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــلاً . .
- هل أمضيت يوماً حسناً ؟
- كان رائعاً , وأنت ؟
ومنحته أبتسامه أحتوت قلبه .
- الفرنسيون يحبون المساومة .
- وكذالك الإلحاح .
- يمكنك أن تقولي ذلك .
- وأنت لاتذعن .
وكان هذا تقريراً أكثر منه سؤالاً .
- لا.
إذا عُقدت الصفقه فهي على شروطه هو .
وضعت دانييل أكياس التسوق على كرسي , ثم أخذت تفك أزرار معطفها .
دس ريف يديه داخل المعطف الدافئ , وجذبها إليه ثم أخذ يحك أنفه تحت أذنها :" تعالي وشاركيني الدوش "
كان يريدها , ويريد حلاوتها , وأكثر من كل شيء آخر كان يريد أن يلاشي نفسه فيها . أن يحتضنها وينسى مؤقتاً إحباط هذا النهار .
ثم عاد فصمم على أن يرتديا ثيابهما المناسبه ويذهبا للعشاء في مكان ما , فيأكلان الطعام ثم يعودان إلى الفندق .
- أنا لست واثقه من أن هذه فكره جيدة .
حك بشفتية خدها:" لا؟"
- لا . .أريد أن أخرج من هذا الجناح .
- وهل هذه مشكله ؟
- هذه باريس .
قالت ببساطه وكأنما قالت كل شيء . وأخذ هو يضحك بصوت خافت لحضة قبل أن يعانقها . .
بادلته عناقة . . ثم لم تعد تستطيع منع نفسها من التجاوب معه . .
- حذار , ياحبيبه .
ثم عاد إليها بشغف وقوه كادت تكتسحه هو قبلها هي .
بعد ذالك بنصف ساعة خرجا يتمشيان في الشارع في الجو البارد المعش . كان بإمكانهما . أو ربما كان عليهما أن يدخلا أحد مطاعم الفندق بدلاً من أن يغامرا بالخروج .
وعلى كل حال المطاعم الفاخره كانت على إمتداد الشوارع . ولم يكونا بحاجه إلى السير بعيداً قبل أن يدخلا إلى مطعم فاخر حيث طلب ريف , بفرنسة لاعيب فيها . من رئيس الندل أن يجد لهما مائده .
كان الطعام فاخراً , ومدحت دانييل ذالك وهي ترفض الحلوى وتطلب القهوه .
بدا ريف وكأنه هره شبعانه . . أو فهد مرقط ناعم الشعر , كما شبهته , واعيه إلى القوه الكامنه تحت البذله الإيطالية التفصيل , والقميص الأبيض المنشى .
مجرد تفكيرها في مايمكنه أن يفعل بها , جعل قلبها يخفق خفقات غريبة .
وكان هو يعلم . يمكنها معرفة هذا من لمعان عينيه والتواء فمه .
- دانييل ؟ دانييل آلبوا ؟
كان الصوت مألوف والرجل أيضاً .
- جان كلود ؟
شاب صوتها عدم تصديق , ثم ضحكت من حلقها رافعه وجهها لتتلقى قبله تحية على كل خد , وكانت عيناها تلمعان :" لاأصدق هذا "
- أنا الذي لاأصدق أنك عدت إلى باريس , ياعزيزتي .
ونقل نظراته بينها وبين ريف ثم سألها :" ألن تعرفينا ببعضنا البعض ؟"
- طبعاً , جان كلود سبيبر . ريف فالديز .
قال ريف ببطء مؤكداً أمتلاكه لها :" زوجها "
أحست دانييل بتحذير خفيف في لهجته , فعجبت لذالك .
- جان كلود هو صديق قديم . أجلس معنا , ارجوك . كنا على وشك أن نطلب القهوه .
تعود صداقتهما إلى سنوات خمس على الأقل . وكان هو شهماً تماماً معها .
- هل أنت واثقة ياعزيزتي من أنني لن أتطفل عليكما ؟
ونظر إلى الرجل الذي يضع خاتماً في إصبعها , وتسائل عما إذا كان من الحكمه أن يزعجه .
أشار ريف إلى الكرسي الخالي :" تفضل "
- والأن أخبرني ياريف كيف أستطعت أن تحصل على هذه المخلوقة الحلوه ؟
- بتقديمي لها عرضاً لم تستطع أن ترفضه .
- فهمت .
- أرجو أن تكون فهمت حقاً ياصديقي .
قال ريف هذا بلهجه مطاطه وهو يرفع يده إلى النادل بأن يحضر قهوه .
- مر وقت طويل منذ أن رأيتك آخر مره .
قال جان كلود هذا وهو يهز كتفيه ويتابع :" ومع ذالك لم تكن المدة طويله , ولكنك أروع جمالاً الأن ."
ومنحها إبتسامه دافئة .
قالت بأبتسامه خبيثة :" وأنت أكثر تزلفاً "
- آه , أنت تعرفينني جيداً.
قالت تخاطب ريف اللذي كان ينظر إليهما :" جان كلود كان طالب فنون في السور بون . وقد تعارفنا عندما كنت أجول في متحف اللوفر . كان مصمماً على أن يشعل النار في العالم بفنه "
سألة ريف بتكاسل زائف :" وهل فعلت ؟"
-ليس في العالم . وإنما في قسم صغير منه فقط .
سألته دانييل مداعبة :" صغير إلى أي حد ياجان كلود ؟ فأنت كنت متواضعاً دوماً إلى حد لا يصدق "
-أعمالي معلقه في بعض معارض الفنون .
جاء النادل بالقهوه , فأضافت دانييل إلى قهوتها قشدة وسكراً . بينما تناولها الرجلان ساده .
- إلى متى أنت باقية هنا؟
- عدة أيام فقط .
قال ريف له هذا فرأى الخيبة على وجهه .
- أخبرني عنك , هل تزوجت ؟
- لمدة قصيرة . زواجنا لم ينجح . وأنا الآن أدفن نفسي في عملي .
- أنا آسفة .
- نعم . أصدق أنك آسفة .
أنهى قهوته ثم وقف وأخرج من جيبه ورقة ماليه وضعها على المائده .
أزاحها ريف جانباً . رافضاً لها, لكن الرجل الفرنسي لم يأخذها :" عن أذنكما "
ولامس خدها بيده :" إلى اللقاء ياعزيزتي "
ثم حيا ريف وأنصرف .
أخذت تنظر إليه وهو يسير على الرصيف , ثم رفعت فنجانها ترشف منه :" لا .. لم يكن "
قالت هاذا بهدوء تجيب على نظرات ريف الهادئه , متحدية .
لم يتظاهر بأنه لم يفهم :" هل أحببته ؟"
أجابت بهدوء :" كان يساعدني عندما أحتاجه . لقد وقعت في حب رجل ظننته أحبني لنفسي ولكن ما أكتشفته أنه كان مهتماً بإيرث آل "آلبوا" . في ذالك الوقت تعرفت على جان كلود الذي لملم قطع المشاعر المحطمه وساعدني على تمالكها من جديد ؟"
كانت عيناها صافيتين , يشبه غمامة من ذكريات الألم , فأضاف ريف صامتاً بأنه وقع في غرامها .. وتسائل إذا كانت تعلم بذالك :" يبدو أنني أسأت الحكم عليه "
- ولن تسنح لك الفرصه لتعديل رأيك .
- ألم تبقي على أتصال به ؟
قالت ببساطة :" ما كان ذالك بمثابة إنصاف له "
أستدعى ريف النادل ودفع الحساب :" هل نذهب ؟"
تمشيا فتره , يتوقفان هنا وهناك , متفرجين على واجهات المحلات . كان الليل يفيض بالحياه والناس الجالسين في المقاهي حيث روائح الطعام والقهوة التي تعبق في الجوّ .
كان ثمة نوع من أنعدام الزمن , وذبذبات لم تعرفها في أية مدينه أخرى في العالم . ربما هي الآن تنظر إليها بمفهوم جديد تبدو مختلفة .
أو ربما هي التي تغيرت . فإدراكها أنا الكرامة والأستقامه هما أهم من الأملاك والأصدقاء الزائفين . قد غيّرها كثيراً .
كان الوقت متأخراً حين عادا إلى جناحهما في الفندق . سار ريف نحو منضدة الكتابه وفتح حقيبة أوراقه :" سأعمل لفتره "
- هذا حسن .
ستنام في السرير . راجيه أن تكون نائمة حين يأتي لينام . وهكذا كان . وبعد ذالك بساعة وقف ينظر إلى ملامحها بهدوء . واعياً إلى جمال روحها الداخلي . لقد جذبتة إليه بعنف , موقضة شيئاً في أعماقة .
مرت الأيام التالية بسرعه أكثر مما ينبغي , حيث لم يكن هناك ما يكفي من الوقت للقيام بكل شيء .
العودة إلى اكتشاف المدينة كان عملاً منعشاً ذالك أن دانييل جددت معرفتها بما هو مألوف لديها وأبتهجت بما هو جديد .
ما أروع أن تمضي هنا شهراً بدلاً من ثلاثة أيام ! وعلى كل حال , أستطاعت أن تعثر على متجرين راقيين للملابس الداخلية حيث أخذت فكرة عن طراز ملابس الفصل القادم الداخلية .
كان هناك الكثير مما عليها أن تراه وتقوم به , وهذا ما منعها من التسكع في المقاهي المنتشره في الشوارع . وكل مساء كانت تعود إلى الفندق فتستحم وتغير ملابسها وتتعشى , ثم تعود إلى اكتشاف المدينه في الليل مع ريف اللذي كان يرافقها ويرعاها .
وبسرعة أكثر مما تحب , عادا إلى لندن حيث أمضيا يومين وليلة قبل أن يعودا إلى وطنهما .
رن جرس التلفون , فتركت دانييل المانيكان في واجهة المتجر التي كانت تلبسها , وأتجهت إلى التلفون . فقد كانت أمها مشغولة في غرفة القياس مع زبونه .
- مساء الخير. متجر لافام , دانييل تتكلم .
- هل تلقيتم أي سراويل بديلة ؟
كان صوتاً نسائياً يسأل .
إنها زبونه من جهنم :" أستطعت أن أشتري نفس اللون والطراز والحجم أثناء وجودي في باريس . إنها هنا لأجلك , يمكنك أخذها متى شئت "
ساد صمت قصير أستوعبت فيه المرأه قولها :" سآتي غداً "
هذا عضيم , فقد بدا لدانييل أن المرأه مستعده لإثاره مشكله . فقد أعادت زوج سراويل أشترتها أثناء العرض . مصره أن شقاً صغيراً كان في الدانتيل حين أشترته , وهو شيء تعلم هي وأمها أنه غير صحيح , لأن كل قطعه تتعرض لفحص دقيق حين الأستلام . وهي لاتضاف إلى رفوف البضاعة قبل فحصها .
وهذا يعني أن الشق حدث بعد الشراء , وسواء أكان هذا عملاً متعمداً أم تعرض لحادث , فهذا قابل للأخذ والرد .
لقد دار بينهما حديث طويل وأتهام مغرض عن الأهمال في الصناعه وأتهام لافام بأنها يبيع بضاعه بماركة زائفة وبثمن مرتفع .
لقد أزعجها ذالك الأتهام , وجعلها تضاعف الإحتياط . لو كانت الزبونه كريستينا لكان الدافع واضحاً , ولكن الشكوى في الأيام العشره الماضيه جائت من أمرأتين مختلفتين .
وكان شيئاً يبعث على الإطمئنان عندما مرت عدت أيام دون تورط مع أي طلب خاص , أو إعادة قطعة يزعم أن فيها عيباً أو أي شكوى .
أزدهر المتجر , وخرج الكاتالوج إلى الضوء , وعلى المستوى الإجتماعي , كان الأسبوع هادئاً تماماً .
- هل لديك مانع في أن أدعو آريين إلى العشاء ؟
ألقت دانييل هذا السؤال أثناء تناولهما طعام الفطور صباح الجمعه , فنظر إليها متفحصاً .
- الليلة ؟
- فكرت في يوم الأحد , إلا إذا كان لديك خطة أخرى .
وقضمت لقمة من الخبز المحمص أتبعتها برشفة قهوه .
- لابأس بيوم الأحد .
- أنا سأطهي الطعام . أتشك في أن بإمكاني ذالك ؟
قالت جملتها الأخيره مغضنه أنفها عندما رأتة يرفع حاجبه .
- وهل عنيت أنا غير ذالك ؟
لأجل هذا فقط ستطهي شيئاً غريباً لايمكن تصديقة ! وأنهى قهوته ونهض واقفاً :" لاتنتظريني للعشاء "
-وأنا لن أكون في البيت , فهذه الليلة نتأخر في البيع .

قالت هاذا تذكره , ثم تبعته خارجة من الغرفه , حيث تناولت سترتها وحقيبتها , ثم سارت في أثره إلى الكاراج .
- هممممم . . . هناك رائحة شهية .
تمتم ريف بأستحسان وهو يدخل المطبخ عصر يوم الأحد . بدت غاية في الظرف في الشورت والقميص دون أكمام . وكانت قد جعلت شعرها على شكل ذيل حصان , وتركت وجهها بلا زينه وكان هناك على خدها رشة طحين .
تقدم إليها يجذبها إليه , وإذا به يتلقى لطمة على ساعدة , لكن ذالك لم يكن له أدنى تأثير وهو ينحني يقبلها , وتملكة الرضى وهو يرى نظرته الجامده لولا أنها تمالكن نفسها بشكل أسرع مما يحب .
- إذا كنت تريد البقاء في المطبخ فكن نافعاً . هل تريد أن تغسل هذه أم تجففها ؟
وأشارت إلى مجموعه من الأواني المتسخه .
وكان قد عمل ذات يوم في غسل الأواني في عدة مطاعم وذالك مقابل الطعام , فقال :" أذهبي وسوي من شأنك "
ولم تظيع وقتاً وعندما عادت بعد عشر دقائق , كان المطبخ قد عاد إلى مظهره النظيف المتألق .
وصلت آريين في الخامسة وسألت أبنتها إن كانت تريج أي مساعدة ولكن دانييل شكرتها .
كانت وجبه فاخره أستحقت الجهد تماماً , وتناولا فيما بعد القهوه على الفيراندا
كان الهواء نقياً , والسماء صاحيه قائمة مرصعه بالنجوم , وكرهت دانييل أن تعترف بأنها , منذ مده طويله لم تشعر بمثل هذا الأسترخاء .

مونـــــــــــــــــــــmo niـــــــــــــــــــي

-----------------------------------------------------------



مونـــــي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:14 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.