شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   روايات أحلام المكتوبة (https://www.rewity.com/forum/f203/)
-   -   13 - نجمة الجراح - كارول مورتيمر - أحلام القديمة ( كتابة / كاملة* ) (https://www.rewity.com/forum/t164333.html)

ام مزن 28-05-11 02:23 PM

13 - نجمة الجراح - كارول مورتيمر - أحلام القديمة ( كتابة / كاملة* )
 
الملخص
ليز النجمة فى عالم الازياء وجدت نفسها خارج عالم الشهرة والمال تعانى الضياع والحرمان وبين زراعيها طفلة اختها المتوفاة
وعندما بحثت عن وسيلة للخلاص لم تجدها الافى شخض انطونيو كوردوفا الرجل المعتجرف القاسى الذى ظنها والدة الطفلة بيتسى
ورضيت ليزا لئلا تخسر الطفلة ان تكذب وتلعب دور الام الحقيقة ودور زوجة انطونيو
لكن الى متى تستطيع الصمود فى مواجهة زوج كانطونيو لايخفى ازدراوه واحتفاره لها ؟ وكيف تستطيع اخفاء الحقيق عنه ؟ الحقيقة التى اذا اكتشفها فسيعنى هذا خسارتها له وللطفلة الى الابد ؟


يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي

ام مزن 28-05-11 06:34 PM

1- صراخ طفلة
 
ابتسمت ليز للطفلة الضغيرة التى هدهدتها حتى نامت ,فمسحت لها جبهتها الببيضاء برقة وحنان ... ان بيتسى هى اهم ماليها فى الحياة ومن اجلها قد تفعل اى شئى
وراحت تفكر لم تعد تستطيع تحمل المزيد اذا استمرت كلفة العيشة بالارتفاع فستصل الى حائط مسدود بتسى تكبر وقد اصبحت عبئا على كاهل العجوز السيدة جايسون لا سيما انها تحبو وتعبث باى شئى امامها
ودفنت ليزا وجها بين يديها وغلبتا دموع الاحباط ماذا ستغعل ؟ ماذا يمكن لها ان تفعل ؟ لو ان انجى لا زالت حية ولم تمت وهى تلد بتسى لكانتا على الاقل سعتا الى طلب مساعدة والد الطفلة ولكنها ماتت .. حتى انها لاتعرف من هو والد ابنة اختها .... لو انها لم تكن تعمل منذ سنتين خارج البلاد لما حدث كل هذا ... ولربما بقت انجى حية ... لو ان..... لو ان ..... لو ان كم من المرات رددت الامر نفسه خلال السنة المنصرمة ؟ واين اوصلها هذا ؟ الى لا شئى
ولكنها لن تتخلى عن بيتسى مهما حدث ... رفعت راسها بسرعة لسماعها طرقات قوية على الباب وتطلعت بقلق الى الطفلة النائمة التى بدات تتحرك لقد بزلت الجهد الكبير لتجعلها تنام واذا ايقظها كائنا من يكون على الباب فلسوف تريه وقفت قلقة لتفتح الباب قبل ان يقرر الزائر دق الباب ثانية وكنما ادركت الطفلة ان خالتها تنوى تركها ففتحت عينيها وتاهبت للبكاء .. فرددت ليزا بصوت لطيف ... _ لاباس حبيبتى ) ولكن صوت صاحبة منزلها لعلع عند الباب بخشونة :
- اعرف انك هنا انسة كاميرون فاين يمكن ان تكونى ؟
وفتحت ليزا الباب غاضبة ووقفت تسده كى تمنع المراة من الدخول بدون دعوة ... والسيدة وبنتر البالغة الخمسينات من عمرها ... لم تكن شتئا اذا لم تكن فضولية ومن ادب ليزا انها لم تدعها مرة بالمزعجة ولكنها كانت كذلك فعلاوواقع انها لم تكن اما غير متزوجة لاشان لهذا المراة فيه وقد قررت ليزا ان لا تقول لها حقيقة انها خالة الطفلة وليست امها
ولو انها تستطيع ايجاد مسكن اخر رخيص كهذا لانتقلت منذ مدة ولكن هذا مستحيل فلم يكن احد ليرغب فى القبول بطفل عازب او من زوجين شابيين ولكن ماذا تستطيع ان تفعل ازاء شكاوى السيدة وبنتر والطفلة التى تصرخ من التسنين المؤلم حقا . قالت متصلبة:
- نعم . سيدة وبنتر ؟
- لاتكلمينى بهذا اللهجة المتعالية ايتها الشابة . فانت لست افضل منى بشئى
تماسكت ليزا رافضة اظهار تاثرها بكلام المرأة
- اخلاقى لا شان لك بها سيدة وبنتر . والان هل تريدين شيئا ام جئت للزيارة ؟
- لاحاجة بك الى هذة الوقاحة ... لقد اتبت لاقول لك اننى تلقيت الشكاوى من جديد وهذا ليس بالامر الجيد .
فتنهدت ليزا ومررت يدها فوق شعرها :
انا اسفة للاصوات سيدة وبنتر ولكن اسنان بيتسى تنبت وانا .....
فهزت مالكة المنزل راسها وقاطعتها بخشونة :
- لقد سمعت هذه الاعزار من قبل ولن تجديك نفعا فهذه الطفلة لاتفعل سوى الصراخ .... وعندمت يصل الامر الى ان اتلقى الشكاوى من المستاجرين الاخرين ... فانا مضطرة لفعل شئى ازاء ذلك .
فشهقت ليزا :
- ولكن بتسى لاتصرخ طول الوقت انها طفلة هادئة جدا ياالهى قد تصرخين انت بنفسك اذا كنت متالمة
- حسنا ... هذا ممكن .... ومع ذلك فانا مضظرة ان اطلب منك الرحيل .
- الر..... الرحيل ... و ... ولكن ... انا ... ليس لدى مكان اخر اذهب اليه
لان وجه المرأة قليلا وقالت بلطف :
- انا اسفة ياحبيبتى ... لو ان الامر متروك لى لتركتك هنا ولكن زوجى مصمم ويرير غرفتك فارغة فى نهاية الاسبوع
فشحب وجه ليزا
ولكن ... اين يمكن ان اذهب ؟
- لست ادرى ... الايمكن لوالد بيتسى ان يساعدك ؟
هزات ليزا راسها ... حتى انها لن تستطيع طلب مساعدة صديقها تيد فهو يعتقد انها تتصرف بحماقة وان عليها وضع الطفلة فى ميتم وان تتزوجه ... ولكن كيف يمكن لها ان تتزوج رجلا يرفض طفلا لا حول له ولاقوة ؟
وبدات بيتسى بالبكاء ... فقطبت السيدة ؤبنتر :
- ارايت ؟ ما من لحظة هدوء اوه ... كم اشعر بالاسى على هذه الطفلة الضغيرة ولكن ... تذكرى ... حتى نهاية الاسبوع
استدارت مبتعدة .
كيف يمكن لليزا ان تنسى ؟ وحملت الطفلة وهى تفكر وكانما احست بان خطبا ما اصاب خالتها فتوقف نحيبها وهدات بين ذراعى ليزا ودفنت راسها فى عنقها تتمتم وتناغى بالطريقة التى تحببها الى الجميع .
امضت ليزا فترة استراحة الغداء ليومين متتالينوهى تبحث عن سكن ... ولكن بدون جدوى فما كانت تستطيع تحمل ايجاره كان يرفض القبول بالطفلة ... ومن كان يقبل بها لم يكن باستطاعتها دفع ايجاره .
ليزا كلنت فتاة شابة جذابة جدا .. وكعارضة ازاياء سابقة من الغباء ان لاتعرف هذا فشعرها الاحمر الطويل كان يشع وكانه اوراق الخريف وعيناها الخضوان الواسعتان وانفها الضغير وفمها العريض منحها وجها جميلا اما جسدها فقد كان متناسقا ولوانها الان اكثر نحافة من قبل .
لسنة خلت كانت عارضة ازياء . ولكن اوقات العمل غير العادية والسفر اضافة الى العانية ببيتسى جعل الامر مستحيلا وهكذا اضطرت للعودة الى مؤهلات السكرتاريا التى حصلت عليها من المدرسة وقبلت وظيفة فيها القليل من الطموح ولاتدر عليه الكثير . كما انها لم تكن قد امضت الكثير من الوقت كعارضة ازياء كى توفر المال ومااستطاعت توفيره اخذ يتلاشى شيئا فشيئا ففى كل اسبوع تقريبا كانت تسحب مبلغا من مدخراتها .
فى اليوم التالى اخذت ليزا الطفلة معها لزيارة صديقتها ليندا كان عملها لنصف نهار اليوم وهى عادة تقضيه مع صديقتها التى تعيش وزوجها الصعوبات نفسها تقريبا وهذا ما يعطيهما سبب حزن مشترك ومع تقارب عمريهما الا ان ليندا كانت حامل ومثقلة باعباء عائلة من فتاتين .
داعبت ليندا بيتسى :
- مرحبا ياحلوتى الضغيرة ... ياه ..... انها ضعيفة الجسم وانت كذلك ليزا لاتبدى على مايرام . مالذى حدث ؟
فحكت لها ليزا عن انزار الاخلاء النهائى وصعوبة ايجاد مكان اخر تعيش فيه .... فتنهدت ليندا بقلق وقالت :
- بامكانك السكن هنا بضعة ايام اذا اضطررت .
علمت ليزا ان العرض حقيقى ولكنه ليس بالعرض الممكن قبوله
- لا .... ساجد لنفسى حلا شكرا لك ليندا اتعلمين ماقترح على تيد ؟
واشارت ليندا بيدها مشمئزة :
- اوه ... تيد ؟ لانفع منه اطلاقا
فضحكت ليزا :
- دعك من هذا الان ... لقد اتيت معى ببضع تفاحات لنصنع قالب حلوى ناكله مع الشاى حضرى انت العجينة وساحضر انا التفاح .... اتفقنا ؟
- اتفقنا ..... اتركى بيتسى مع تينا ليلعبا معا
من الرائع ان تنسيا مشاكلهما لفترة تضحكان كتلميذتى مدرسة وقد اتسخ شعريهما بالطحين وضحكت ليزا :
- نحن نتصرف كطفلتين
- لست اكثر من طفلة ... كم عمرك الان ؟
- واحد وعشرين فانا اكبر من انجى بسنتين ولطالما فكرت بما ستكون عليه لو انها بقيت حية لكان بامكانى ان اتابع عملى كعارضة فاعليها وبيتسى ...مااقسى ان تموت . حياتها لم تبدا بعد كانت مجرد طفلة
- او لم يردك اى خبر من والد بيتسى ؟
فهزات ليزا راسها :
- وكان لا وجود له ولكن وجودها دليل على وجوده .... اظن انه كان وسيما اذا اخذنا بالاعتبار جمال بيتسى اوه ... اعلم ان لها لون شعرى ولكن قسماتها لاتشبهنى ولا تشبه امها كما ان لون بشرتها اكثر سمرة من لون بشرتينا .
- وهل بحثت بين اوراق ورسائل انجى ؟ تلك التى فى الصندوق الخشبى المزحرف
فهزات راسها :
- لا لم استطيع بدا لى الامر وكاننى سانتهك حرمة خصوصاتها انها رسائلها ومن الخطأ ان اقرأها
- ولكن لاتقرأيها بالفعل ..... بل انظرى الى التواقيع والعناوين .... بامكانك فعل هذا بدون فراءتها اليس كذلك ؟
- اعتقد هذا ..... ولكننى لا استطيع
فاصرت صديقتها بنفاذ صبر :
بل تستطيعين اذ لا وقت الان لاحترام الخصوصيات
وعلمت ليزا ان صديقتها محقة لقد كانت انجى تحتفظ بصندوق خشبى مزحرف فيه اوراق ورسائل ولكن ليزا لم تتمكن مطلقا من اجبار نفسها على التفتيش فيها مع انها كانت واثقة من انها ستجد اسم والد بيتسى هنالك
ما ان عادت الى المنزل ووضعت الطفلة فى سريرها حتى اخرجت الصندوق من الخزانة واخذت تحدق به عدة دقائق ثم فتحت غطاءه الخشبى وترددت لحظات اخرى غير مرتاحة لان تنبش اسرار ربما من الافضل بقاؤها مطوية
ثم مدت يدها تقلب الرسائل تنظر فقط الى التواقبع وتتجاهل المحتويات كانت تعرف معظم الاصدقاء الذين مرت اساؤهمبها الان ماعدا واحد اعتقدت جازمة انه والد بيتسى
واعادت ليزا بقية الرسائل الى الصندوق وترددت كثيرا متخوفة من اللحظة التى ستقرأ فيها الرسالة .... واخيرا لم تعد تستطيع الانتظار .... وقرات ببطء الكلمات الشاحبة قليلا بدا على صفحتى الرسالة بقع جعلت بعض الكلمات تتلاشى وكأن شخصا كان يبكى وهو يقرأها وهذا ما بدا حقيقيا لها بعد ان قرات الرسالة . الرسالة كانت من شخص اسمه لوسيان كوردوفا يقول فيها يصراحة انه لن يراها بعد الان .... ولم يذكر الطفلة فى الرسالة ولكن التاريخ عليها كان يناسب الوقت الذى كانت فيه انجى قد اكتشفت امر حملها ولهذا فقد تصورت ليزا ان الحمل كان سبب هجرانه لها حسنا لقد ان الاوان لان يعرف لوسيان كوردوفا امر وجود ابنة له .
ارسلت فى اليوم التالى رسالة الى العنوان الموجود على الرسالة تعلم فيه السيد كوردوفا ان لديها امر هاما تريد قوله له ولم يمنعها ذلك من الاستمرار فى التفتيش عن سكن فقد يكون السيد كوردوفا قد ترك ذلك المنزل وحتى لو انه لايزال هنالك فقد يبعده اسمها عن الرد العنوان كان فى احد افضل ضواحى تورنتو ومن يسكن فى مثل تلك الامكان لهم طريقتهم الخاصة فى نسيان مسؤولياتهم حتى انه يمكن ان يكون قد نسى وجود انجى اصلا
ومضت ثلاثة ايام على ارسالها لتلك الرسالة ولم يردها الجواب مع انها كانت واثقة ان الرسالة قد وصلت وهى لم تجد مسكنا اخر اخذ وضعها يسوء وبالكاد كانت تنام ليلا وينتابها القلق طول النهار ولم تكن الطفلة تساعدها .... لقد دخلت عليها ثلاثة مرات خلال ساعة لتهدئها ورفعت قدميها الى الاريكة لتكورهما تحتها وتريح راسها الى الخلف .... فاستغرقت فى النوم . استفاقت على صوت طرقات على الباب فملست شعرها الاشعث وسوت ثيابها ..... لو ان الطارق هو السيدة وبنتر فلسوف .... وعاد القرع مجددا ... ثم صوت السيدة وبنتر
- انسة كاميرون انسة كاميرون لدى زائر لك
زائر اوه ياالهى من يكون بحق الله ؟ لابد انه شخص لاتعرفه السيدة وبنتر والا لما رافقته الى هنا
فتحت الباب ..... واتسعت عيينها بالصدمة وهى ترى رجلا طويلا اجنبى المظهر يقف متغطرسا الى جانب السيدة وبنتر التى بدت مرتبكة ولا عجب فى هذا فقد كان الرجل ينظر اليهما بكبرياء من خلف انفه وقد بدت بذلته تناسب جسده تماما فقالت ليزا بحزم :
- بامكانك الذهاب الان سيدة وبنتر
راقبت المرأة وهى تنزل السلالم ببطء تتمتم لنفسها كعادتها واعادت نظرها الى الرجل فاذا به يحدق اليها بازدراء ... ويتمعن بعينبه الزرقاوين فى قسمات وجهها وكانه يود حفظه جيدا فسالته متوترة :
- اتود الدخول ؟
- انت تثقين بالناس كثيرا انسة كاميرون
كان لكلامه لكنة غريبة وكانما الانكليزية ليست لغته الام ورفع قامته وهو يكمل :
بما انك لاتعرفين من انا .... فاسمى انطونيو كاردوفا
- اوه ...... ولكن.......
فرفع يده ليصمتها وقال بصوت لايظهر فيه التاثر :
- قبل ان تقولى اى شئ انسة كاميرون اظن ان من الافضل ان تعرفى ان شقيقى لوسيان قد مات
فشحب وجه ليزا .... لم يكن هذا ما تتوقعه مطلقا كيف يمكن لهذا الرجل ان يقف هكذا ليقول لها ما قاله بكل قلب بارد املها الوحيد بمستقبل بيتسى قد دمر الان وكادت الدموع ان تتدفق من عينيها الخضراوين اذن ستخسر بيتسى ولن تستطيع فعل شئ حيال هذا
ذلك الغريب كان لايزال يحدق اليها وكانه يشرحها حتى فى حزنها استطاعت ان تلاحظ ان جاذبيته مدمرة واذا كان هناك اى تشابه بين الاخوين فلا يمكن لوم انجى على تعلقها بلوسيان وبدون ان يننتظر منها تكرار دعوتها دفع الباب ودخل وهو ينظر الى المكان من حوله بدون ان يخفى كراهيته فقالت له بتوتر ظاهر :
- فهمت .... فى هذه الحاة اخشى ان تكون قد اضعت وقتك ... فلا يمكنك مساعدتى
ارتفع حاجباه بغطرسة للهجتها وقال بعجرفة :
- ارجوك .... دعينى اكون انا الحكم على هذا انسة كاميرون لقد بدا فى رسالتك الالحاح والا لما جئت ابدا وتقولين اننى لن استطيع مساعدتك فماذا يجعلك تظنين ان شقيقى يمكنه فعل اكثر مما استطيعه انا ؟ الن تجلسى كى اتمكن انا من الجلوس ؟
- اوه ..... اوه ....... انا اسفة تفضل بالجلوس
فجلس قبالتها وتابع :
- اذن ...... هل لك بان تقولى لى ماهو الشئ الذى لايستطيع سوى شقيقى ان يساعدك فيه ؟ ام ان الامر خصوصى جدا لا يمكنك اطلاعى عليه ؟
وبرقت عينا ليزا غضبا للهجته الساخرة
- كلامك ينقصه الادب سيد كوردوفا
فسالها متوترا
- صحيح ؟ ولكنك متكتمة تماما لقد ارسلت رسالة عاجلة ملحة الى شقبقى وعندما جئت بدلا عنه رفضت اخبارى بما اردت بحثه معه
ووقف بسرعة مضيفا :
-يبدو انك على حق ......... فلقد اضعت وقتى سدى
ووقفت ليزا لترافقه ولكن صرخة تثقب الاذان صدرت منعتها . وبدون ان ترد على نظراته المتسائلة سارعت الى غرفة النوم كل تفكيؤها مشغول فى اسكاتها قبل ان تقلق الجوار كله . واخذت تهدهدها (ها انذا ياحبيبتى .......... لاباس عليك ياطفلتى )
وقف انطونيو كوردوفا مسمرا عند الباب بوجهه الاسمر الوسيم .... ثم قال بخشونة وصوته يخفى العنف :
- اذن لديك طفل
وردت ليزا وهى لاتزال تبتسم لبيتسى :
- كما ترى
وركزت بيتسى عينيها الخضرواين الواسعتين على وجه الرجل ثم ضحكت ماما ........ ماما ......
بالنسبة لليزا تلك الكلمات كانت انتصارا ولكنها بدات انها تثير زائرها اكثر وتجاهلت نظراته وابتسمت للطفلة :
-الست جميلة باحبيبتى ........ الن تعودى الى النوم ؟ ماما لديها زائر وانت مزعجة
فقال الغريب بصوت كحد السيف :
- ارجوك ...... لاتستعجلى بسببى واذا كان هذا سبب طلبك مساعدت اخى فانت محقة فلن استطيع خدمتك ولقد اخترت مصيرك بنفسك ....... وتوريط الاخرين بمشاكلك شئ غير معقول
- حقا ....... سيد كوردوفا ؟
حملت بيتسى لتضعها بين ذراعى ذلك الغريب المتباهى ولم يكن لديه خيار سوى ان يحتضنها ويحدق اليها
انتظرت ليزا مقطوعة النفس تنظر الى بيتسى تلعب بازرار قميصه الثلجى البياض واسنانها الاربعة الامامية تظهر من بين شفتيها الياقوتيتيين ...... واخذ انطونيو كوردوفا ينقل نظره من بيتسى الى ليزا ... وقد شحب وجهه ثم قال بصوت مرتجف غير واثق :
- هذا الطفل ....... مامن شك انك امه ....... وابوه ........ ابوه كان اخى اليس كذلك ؟
فهزات راسها :
اجل ..... كان الاب ........ ولكن انا
فاسكتها بحزم :
ارجوك
وحمل الطفلة الى الغرفة الاخرى حبث جلس على احد المقاعد فيما كانت بيتسى تنظر اليه بعينين ضاحكتين واخذ وجه انطونيو يلين وهو ينظر اليها واختفت الخطوط المتشددة حول فمه ....... ثم قال :
-ومااسمك ايها الضغير
- اسمها بيتسى وعمرها عشرة اشهر
ولم تقل له بعد انها ليست ابنتها ولكن لم تبدو لها الفرضة مناسبة ونظر اليها من فوق بيتسى :
- وبماذا استطيع مساعدتك ؟
اجفلت وقالت بصوت ذاهل :
- لاشئ اردت ان ارى شقيقك ........ وهو ...... مات
اختفت الكلمات فى حلقها ........ مسكينة بيتسى لقد اصبحت بلا اب ولا ام وتمكنت لبزا من ان تكمل :
- وبما انه مات فعلى ان احل مشاكلى بنفسى
- لا اوافقك على هذا ........ هل يجب ان اذكرك بانها ابنة اخى ؟
شدهت ليزا فهذا امر لم تفكر به وهزات راسها :
- ليس لديك برهان على هذا سوى كلامى ...... ولا استطيع القسم انه والدها
فصاح :
وحق الشيطان لن تستطيعى
وتنغض وجه بينسى بالبكاء خوفا فقال :
لاباس عليك ياضغيرة
ووضعها على الارض ووقف ثم اخذ يذرع الغرفة واخرج علبة ساكائر وولاعة ذهبية :
- تاذنين لى بالتدخين ؟
قبل ان تجيب اشعل اللفافة ولم يتحدث قبل لحظات طويلة :
- اذن انت لا تعرفين اذا كان والد طفلك اخى .........ز دعينى اريح لك ضميرك بيتسى ابنته مامن شك فى هذا انها تشبهه جدا الم تلاحظى الشبه ؟ ام انك نسيت كيف كان يبدو اخى فى بحر الوجوه التى عرفتها ؟
وابيض وجه ليزا لاهاناته:
- وماذا تنوى ان تفعل سيد كوردوفا ؟ هل ستدفع لى لتصرفنى عنك ؟
فالتوى فمه ساخرا
- هذا امر لا انوى فعله ابدا انسة كاميرون وانا واثق ان هذا ما كنت تتوقعينه من لوسيان ولكنك ستجدينى اقسى عودا من اخى لا .. بيتسى ابنة اخى وانوى ان اخذها فى عهدتى فلو اعطيتك المال فستصرفبه بدون شك على اشياء اخرى وبالرغم من عاطفتك تجاه الطفلة الا انك ستقدرين ان باستطاعتى اعطاءها اكثر من مما تستطينه انت مهما كسبت من صحبة الرجال
صفعته على الفور كل ما فى تفكيرها ان تؤلمه كما المها كلامه . وابتعدت عنه خائفة وحملت الطفلة وضمتها الى صدرها بقوة ولاحظت ليزا تعبيرا عريبا يمر فوق وجهه ولكنه تلاشى قبل ان تحلل ماهيته وقالت بصوت منخفض تسيطر على كل نبرة فيه :
- مالدى تجاه بيتسى ليس مجرد عاطفة بل انا احبها وما من ......ما من غريب سوف ياخذها منى ... اوه ...... اعرف ان بامكانك اعطاءها اكثر مما استطيع ولكننى احبها الايعنى هذا لك شيئا ؟
فرد ببرود :
- ليس كثيرا انت تعرفين ان لدى الكثير من المال فلوسيان قد اخبرك بهذا ولابد انك فكرتى ان الوقت قد حان لتلعبى ورقتك الرابحة لذلك قررت ان تعلمينا بوجود الطفلة ما الامر انسة كاميرون ؟ هل تعبت من العناية بها ؟ هل تتوقبن للعودة الى حياتك التى كنت تعيشينها قبل ان يقع اخى الضغير فى حبائل سحرك ؟
هزات ليزا راسها لا يمكن ان يحدث كل هذا اوه . يبدو ان ملاحظتها عن عدم ثقتها بابوة الطفلة هو سبب غضبه الشديد هذا ولكن لو يعطيها الفرضة لتشرح له ان عدم وثوقها يعود الى ان بيتسى ليست ابنتها لقد تمادى الامر كثيرا فلو قالت له الحقيقة الان فسوف ياخذ منها الطفلة فلا تراها ثانية فقالت له ببساطة :
- بيتسى هى حياتى الان ولن ادعك تاخذها منى
- لن تتمكنى من منعى لو صممت ..... فلو لم تستطيعى اقناع احد معجبيك بالشهادة لصالحك فانا قادر على ان اجد الشهود ضدك ومت على سوى ان اثير الشكوك حول كونك اما صالحة وساخذ بيتسى منك .......... اتريدين هذا ؟
فصاحت به :
- اتظن ان المال يشترى كل شئ سيد كوردوفا ؟
- ارجوك نادينى بانطونيو .... فاى اسم اخر سيكون سخيف فى مثل هذا الظرف وانا سوف اناديك .......؟
- ليزا
- اسم غير عادى . اعرف ان المال لا يشترى كل شئ ولكن فى هذه الحالة سيمكننى من الحصول على ما اريد
فسالته بخشونة وهى تهز الطفلة التى عادت الى النوم :
-وماالذى تريده ؟
-اريد اناصنع مستقبلا لبيتسى ....... ولا يمكننى ان افعل هذا بان اخذها الى منزلى كابنة لاخى فالجميع سيعرف عنها ماهى عليه وهذا ما لا اريده انها طفلة جميلة وتستحق ان تعيش حياة صالحة ....... ولهذا فانا اتقدم للزواج من امها ........ واسجلها ابنة لى

ام مزن 28-05-11 09:05 PM

2- امراة صامتة
 
[size="4"]حدقت ليزا الى الغريب برعب وقالت :
- ماذا ؟ لايمكن ان تكون جادا ؟
ارتفع حاجباه بعجرفة واطبق شفتاه بشدة تعبيرا عن عدم رضاه :
- ولكننى جاد تماما مع ان القرار النهائى لك فاما ان تتزوجينى واما ات تتخلى عن طفلتك .
وضعت ليزا الطفلة فى مهدها ثم نظرت ثانية الى الوجه الاسمر لذلك الرجل الكريه الذى له القدرة على تدمير حياتها فلم تلاحظ اى لين لديه من الواضح انه يعنى مايقوله ومن الواضح اكثر انه يرير الطفلة واذا قالت له الان انها ليست الام فسياخذها منها بالتاكيد فمن الافضل ابقاء هذا المعلومات لنفسها واحست بشفتيها جافتين ووجدت صعوبة فى نطق الكلمات وبللت شفتيها لتساله بقلق :
- لماذا ..... لماذا تريد ان تفعل شبئا كهذا ؟
فرد ببرود :
- ولماذا لا افعل ؟ لايخطرن ببالك مطلقا اننى اقوم بهذا لسبب اخر غير تامين مستقبل بيتسى انت كشخص لاتهمينى مطلقا فانا لست معتادا على البضائع المستعملة
-وعلى ماذا انت معتاد اذن سيد كوردوفا ؟
- لابد ان لوسيان اخبرك ؟
بدت عليه السخرية فاحمر وجهها واجابت :
-لا ........ لا اظن ان شؤونك قد دخلت فى حديثنا مطلقا
وهذا صحيح فكيف يمكن ان تذكر شيئا مع رجل لاتعرفه ؟ اكفر وجهه واشتدت زرقة عينيه لكنه بدا هادئا حين قال :
- يبدو ان لوسيان كان مهملا فيما يتعلق بعلاقاته فانا لم اسمع بك منه كذلك فما كان نوع عملك قبل ان تلدى بيتسى ؟
- عملى كان عارضة ازياء
- حقا ؟ يبدو ان لوسيان كان يجد الفتيات العاملات فى هذا المجال جذابات لسبب ما.... آ ه ..... اجل لقد تذكرت الان عندما رايتك اول الامر احسست انك مالوفة لدى لقد ظهرت فى دعاية لادوات تجمبل اليس كذلك ؟
واحست بالتوتر للهجته المحتقرة :
- كان ذلك احد الاعمال التى قمت بها
- وهل تحبين العودة الى مهنتك ؟
فهزت ليزا راسها :
- ليس الان ......... لقد فات الاوان فلدى بيتسى وهى كل حياتى
وبدا الضجر على زائرها
- لست مضطرة للاسترار فى اقناعى بتكريس نفسك للطفلة لقد اعطيتك فرضة للاختيار .... وما عليك الا ان تختارى
اخذت ليزا تزرع الغرفة ثم قالت باصرار
- ليس الامر بالسهولة التى تظنها
- آه ......... فهمت ... هل لديك ........صديق ؟
خطر تيد ببالها ولكنها صرفت النظر عنه فهو لايناسب مطلقا الوصف الذى عناءه انطونيو كوردوفا ....... وقالت
- لا .....ليس لدى صديق
- انت تدهشينى
- لدى صديق ...... مجرد صديق الا انه ليس سبب ترددى اذ لايمكنك صدقا ان تتوقع منى الزواج من رجل لم اعرفه قبل ساعة رجل لا اعرف عنه شيئا انت تقول انك عم بيتسى ولكن لا اثيلت لدى سوى كلمتك
فصاح بها :
لاتكونى هستيريه هكذا اذا كنت تريدين المعلومات عنى فساخبرك بكل سرور عن نفسى ........ فاسمى اصبحت تعرفينه وانا فى السادسة والثلاثين غير متزوج ولدى اعمال فى مختلف انحاء العالم معظمها تمويل لمشاريع واعيش اساسا فى شقتى فى تورنتو وانا اسبانى الاصل واذا قررت الزواج فسانقلك للعيش فى بلادى والى هنالك انوى نقل بيتسى على كل الاحوال مهما قررت ان تفعلى ولسوف اخصص لها مربية
- وهذا ما لن يحدث قطعا فاذا وانا اصر على كلمة اذا سمحت لك باجبارى على هذا الزواج المنافى للعقل فلسوف استمر فى رعاية بيتسى بنفسى .. ياالهى ....... كان بمقدورى استخدام مربية لها هنا والاستمرار فى عملى كعارضة ولكننى لا اؤمن بهذا الطريقة فى تربية الاطفال ومن القساوة فعل هذا لها الان لقد اصبحت متعلقة بى جدا
فهز راسه قليلا :
- وهذا بالطبع امر مؤسف يبدو انه لم يعد لديك الخيار اذن
ووقف ..... فسارعت الى القول :
- ارجوك ...... انظر ..... لا يمكنك ان تهتم ببيتسى وبى فقط ؟ يمكن لنا ان نعيش معك ولكن بالتاكيد بدون الزواج
الفكرة تروق لى اكثر منك ..... ولكن شبه بيتسى بلوسيان ملفت للنظر ولايمكن الا ان تكون ابنته او ابنتى وفى هذه الحالة افضل ان يظنوها ابنتى لربما كان للوسيان علاقة عابرة معك ولكن كان له خطيبة فى اسبانيا يمكن ان يجرح وجودك مشاعرها فى بلادك هذا امر مقبول ولكن هذا غير مسموح به فى بلادنا
- هل يجب ان اذكرك ان اخاك هو المؤل ؟ وانه لايمكن لوم المرأة لوحدها على وضع شاذ تورطت فيه
فرد بحزم :
- اعرف هذا ولهذا اجد ان من واجابى العناية بك وبالطلفة من سوء الطالع ان هذا حدث اصلا ولم يعد لوسيان حيا لمواجهة مسؤلياته .... ومن واجبى ان افعل هذا بالنيابة عنه
- وانت الا تظن ان الحب له علاقة بكل هذا ؟
حدق اليها بازدراء ثم قال :
- انت بالتاكيد لاتحاولين القول انك احببت اخى ؟
- من المؤكد ان ولادة بيتسى هو دليل كاف .. فما من امرأة تعطى طفلا فرضة النور اذا لم تكن تحب والده او على الاقل ليست مضطرة فهذا امر ليس ضروريا هذا الايام
- ربما هذا صحيح حسب تقديراتكم ولكن فى تقديرى ان كل طفل يكون ثمرة الحب او خلافه له الحق بالحياة .. اذا انت تصرين على لنك لو لم تحبى اوسيان لما حملت ببيتسى ؟ ومع انك قلت منذا دقائق انك لست واثقة انه والدها فهل احببت كل الرجال الذين عاشرتهم ؟
فردت بخشونة
- سيد كوردوفا ..... اذا كان رايك وضيعا بى الى هذا الحد اليست مخاطرة زواجك منى ؟ الا يمكن ان اؤثر على حياتك ؟
- لن اسمح لك بهذا ... فلسوف تعيشين حياة هادئة فى بلادى
- اوه ........ صحيح ؟ وماذا تفعل انت فى هذا الوقت ؟
- اعمل .... فى مكتبى هنا ونادرا ما ازور المنزل الذى ستعيشين فيه وما ان تنتقلى الى هناك حتى اسعى لان تكون زيارتى الى هناك اقل فلست ارغب فى ان اتصرف كزوج مخلص دائما
-ماذا ؟
وبدا عليه نفاذ الصبر :
- سيتوجب علينا اظهار مقدار من العاطفة تجاه بعضنا ولاحتم كم سنكره هذا
فهزات راسها :
- ليس بالنسبة لى ...... لن افعل لن اتمكن من التظاهر بالعاطفة لشخص ..... انا ...
وصمتت فاكمل لها :
- تكرهينه ؟. يمكنك الثقة ليزا كاميرون ان المشاعر مشتركة ولكن اعتقد ان شقيقى كان له بعض العاطفة نحوك ولا ادرى اذا كان يعرف ماهى نوعيتك ساتركك الا لاقوم بترتيبات الزواج وستعرفين بها لاحقا
فتوسلت اليه :
- الا يمكن ان تعطينى بعض الوقت لافكر .. الامر كله ..... مفاجئ
- ولماذا مفاجئ ؟ لابد انك توقعت شيئا كهذا عندما كتبت رسالتك ؟
- لا ...... لم افعل لقد ظننت فقط ان شقيقك لوسيان كان سيساعدنى
- ولماذا احتجت الى مساعدة هكذا فجاة ؟ عمر بيتسى الان عشرة اشهر الم تفكرى بطلب العون منه عندما ولدت . .......... آه ......... نسيت لم تكونى واثقة انه والدها ..... ومع ذلك فلماذا ضرورة مساعدته لك الان ؟
- لقد اعطيت انزارا بترك المنزل فى نهاية الاسبوع وليس لدى مكان اخر اذهب اليه واعتقدت ان لوسيان قد يتمكن من مساعدتى لبضعة اشهر الى ان اتدبر امرى
- والان عليك اما الاذعان للزواج من شخص تكرهينه او ان تخسرى الشئ الذى تحبينه ... هذا امر مؤسف ولكنك انت من سببت هذا لنفسك كان يجب ان تعرفى ان لامستقبللك مع لوسيان
- ولماذا كان يجب ان اعرف هذا ؟
لقد كان له خطيبة والخطوبة مقدسة مثل الزوتج فى بلادى ....... لقد قتل قبل زفافه ببضعة اسابيع ولاتعتقدى انك الفتاة الوحيدة التى تورطت معها لقد كان فى حياته عارضة ازياؤ اخرى
- لقد كان اذن مغرما بخطيبته لدرجة انه كان يتصرف هكذا
- الحب ؟ ومادخل الحب بالزواج ؟ خطيبته كانت فتاة طيبة من عائلة جيدة ومخصبة وكان مقدرا ان تعطى زوجها ذرية كثيرة
[- وهذا ما لا يتوفر لدى
- كما قلت تماما ... من الواضح ان صفاتك الاخرى كانت تعنى له فى ذلك الوقت اكثر مما كانت ايرينا تستطيع اعطاءه له
ونظر فى ساعته بنفاذ صبر :
- لدى موعد هام ... امامك فرصة للتفكير حتى يوم الجمعة ولكن تاكدى مهما قررت لنفسك فساخذ بيتسى ........ وانت حرة بحياتك
- ولكن بيتسى هى حياتى
- هذ ماتقولينه انت ........ز سازورك ثانبة يوم الجمعة
اخست ليزا بفراغ غريب فى الغرفى بعد ان خرج وحدقت بالباب المقفل لقد كانت الامور سيئة لكنها باتت اكثر سوءا وانطونيو كوردوفا بامكانه توفير مستقبل لبيتسى لن تستطيع هى ان تحلم به ولن هذا بعنى الحكم عليه بالزواج من رجل لم تستطيع سوى ان تكرهه /size]

ام مزن 28-05-11 11:55 PM

تابع للفصل الثانى
 
وقفت ليزا تنظر من حولها فى الغرفة الرديئة التى انتقلت اليها فى اليوم السابق وعندما عرضت عليها مالكة المنزل بلطف ان تعتنى بالطفلة وهى تعمل لم تصدق حظها لم تكن قد اخبرت احدا انها ستنتقل ماعدا بالطبع السيدة وبنتر فهى لن تجرؤ مطلقا ان تجازف بمن يلحق بها فامثال انطونيو كوردوفا لديهم الكثير من السلطة ولسوف يقتفى اثرها اثر فتاة مزعورة وطفلتها
لقد كانت مذعورة بالفعل فهى لن تتمكن من العيش ماتبقى من حياتها متزوجة من رجل بارد متعجرف ان له مظهر الفهد المؤشك على افتراس ضحيته . واحست ليزا انها الضحية
لذلك كانت تقفز فزعة عند سماعها حركة عند الباب تخشى ان تفتحه ويكون الطارق انطونيو كوردوفا فى حين ان بيتسى لم تتاثر كثيرا بالجو المشحون الذى كان يحيط بها
وانزلت ليزا الطفلة لتتركها مع السيدة ادامز صاحبة المنول عليها بعد اليوم ان تخرج باكرا فالمسافة نحو عملها جورج جوردون مدير مكتب محاماة ضغيؤ وليزا اضافة الى انها سكرتيرته فهى مساعدته تقدم له الشاى وترد على المكالمات وتقوم بالتنظيفات وهى لم تكن تمانع لانه لاتحب العمل فى المؤسسات الكبيرة وكان لجورج زوجة شابة جميلة وطفلان ومع ذلك فقد كان عليه ان يثبت لنفسه فى بعض الاوقات جاذبيته كرجل ........ وهذا سبب آخر لعدم مصداقية الرجال
- صباح الخير جورج
وضعت ليزا حقيبتها لاهثة الى جانب المكتب وعلقت معطفها
- اسفة لتاخرى كان على شراء بعض الطعام
-لاباس......مع انك تعبة حتى قبل ان تبداى العمل . ماذا تفعلين ؟
-لاشئ .. ولكن بيتسى بقيت مستيقظة معظم ليلة امس
- الاسنان
لقد مر جورج بهذا التجربة مرتين ويعرف كم الامر متعب فهزات ليزا راسهاوبدات تقلب الرسائل امامها ....... ثم ابتسمت قائلة :
- لا ...لم يكن السبب هو اسنانها فقد قررت عند الثانية صباحا ان الوقت قد حان للعب .......... وعليك انتقنع طفلة فى شهرها العاشر انك نعب ولا يمكنك اللعب
فضحك وقال
- اعرف هذا .ز اسمعى .ز اتركى هذه الرسائل واحضرى القهوة
وقت الغداء ذهبت ليزا لزيارة صديقتها ليندا .. كانت واثقة من انها لن تتمكن من جلب بيتسى معها بعد ان اصبح سكنها بعيدا لكن هنك منتزها عاما بالقرب من المنزل يمكنها ان تاخذها اليه فالهواء النقى شئ كان ينقصهما معا
خرجت ليزا وليندا للتسوق واحستا بالارتياح لتجوالهما امام واجهات الحوانيت مع ان كليهما لا يتحملا شراء شئ من المعروض فيها
كان جورج فى حالة مزاجية مرحة عندما عادت الى المكتب بعد فرضة الغداء ...... وعلمت انه كان فى غداء عمل حيث شرب مع زبون له وبدون ان تقول له اى كلمة حضرت فنجان قهوة مر ووضعته امامه فنظر اليها بعينين تبرقان:
- ولماذا هذا
- اشربه ياجورج ..... فلسوف يفيدك
- وهل تلمحين الى اننى ثمل ؟
ولم تعرف بماذا تجيب وقررت ان افضل طريقة هى ان تبتعد عن طريقه فهو فى هذه الحالة يصبح مزعجا ........ ولكنها لم تلاحظ حركته السريعة وهو يمد يده اليها ليجزبها الى ركبتيه فصاحت مصدومة
- جورج توقف عن هذا
- ما الامر يافتناتى ..... ليس من عادتك الاعتراض ؟ ماذا عن ذلك النذ........
-فقاطعتة صائحة :
- لاتجرؤ ابدا على قول هذا ياجورج لاتجرؤ مطلقا
وقاومته لتتخلص منه وتابعت :
- اظنك قد قلت مايكفى
-اوافقك معك ....
لم يكن صوت جورج وتوقفت ليزا عن المقاومة لسماعها ذلك الصوت الحاد البارد ورفعت نظرها الى عينين زرقوين كريهتين ...... انه انطونيو كوردوفا ينظر اليهما بقرف وقفت لبزا تسوى ملابسها ......ز فيما نهض جورج على قدميه واخذ يتحرك قلقا تحت نظرة انطونيو الغريب الباردة ثم انفجر قائلا :
- ومن انت بحق الجحيم ؟
دخل انطونيو كوردوفا الى الغرفة نظر حوله الى المكتب الضغير بازدراء وهو يقول :
- انا اطونيو كوردوفا .. ولكن من انت ؟ وماذا كنت تفعل لخطيبتى عندما دخلت المكتب ؟
نظر جورج الى ليزا مزهولا .....ز وكانت مذهولة هى كذلك ثم قال :
- خطيب...... ؟ انطونيو كوردوفا ..؟ لم تخبرنى انك مخطوبة
ونظر انطونيو كوردوفا بتكبر الى الرجل المحمر الوجه :
-لم اكن ادرى ان على ليزا ان تخبرك مايحصل فى حياتها الخاصة ... ماعدا مايتعلق بتبرير استقالتها
ونفض عن سترته بقعة خيالية دليل الازدراء ......فحدقت ليزا البه مذهولة سرورها بدخولها لتتخلص من الوضع الذى كانت فيه انقلب الان الى ريبة فماذا تراه يفعل هنا ؟لا يعرف احد عنوان عملها الا اذا كانت السيدة وبنتر .؟ ولكن لا .... لا يمكن ......... وماذا يهم كيف وجدها وقد وجدها الان واحست انه لن ينتظر اكثر من هذا لبسمع قرارها
ولكن جورج كان مهينا جد لها........ وتلك الملاحظة التى كاد يبديها حول بيتسى لا يمكن ان تسامحه عليها وتصرفاته كانت اوقح من ان تستطيع الاستمرار فى العمل عنده بعدها وسال جورج
- اى استقالة ؟ ليس لدى علم بذلك
رد عليه الرجل الطويل الرشيق ببرودة :
-الاستقالة التى ستسلم اليك اليوم سيد جورج وكن تصرفاتك جعلت هذا غير ضرورى ففى مثل هذه الظروف لابد وانك تدرك باننى مضطر لابعاد ليزا عن اهتمامك غير المرغوب فيه
واستدار نحو ليزا
- هل انت مستعد للمغادرة الان ؟
وتحركت متوترة الاعصاب تلتقط معطفها وحقيبتها ومشترياتها قبل ان تلحق ( بخطيبها ) وهو يتجه نحو الباب ز...... ولدهشتها وقف جورج فى طريقها يمسك بزراعها متوسلا
- ليزا.......... ارجوك........ انا اسف لبزا ..........حقا انا أسف
لابد ان عجرفة انطونيو كانت اسرع من القهوة المرة فى اعادته الى صوابه فازاحت يده عن زراعها
- لم تكن فى كامل وعيك جورج واعرف هذا ولكن يجب ان تعرف اننى لن استطيع البقاء هنا وقد عرفت ماهو شعورك تجاهى
تراجع جورج عنها وقد اخافته النظرات الشرسة التى كان يطلقها عليه الرجل الواقف بقربها ........ وبدا عليه الذهول اذ كيف تمكنت لبزا ان تلتقى هذا الرجل المهيب انه رجل اعمال بلا قلب وهذا امر معروف فى كل العالم ثم كيف امكن لليزا ان تكون قريبة من الطبقة التى يعيش بينها هذا الرجل ؟ ولكن ليزا كانت عارضة ازياء شهيرة تخالط الطبقات العليا قبل ان تلدى بيتسى ويمكن ان يكون هذا الرجل هو الوالد وهذا لن يدهشه فهو شيطان ارستقراطى وسيم وليس هناك شك فى جمال ليزا
فتح انطونيو الباب وهو يقول ببرود
- لو تسمح لنا الان
ولم يترك مجالا لها لتقول شبئا الى ان اجلسها فى سيارة فخمة متوقفة خارج المبنى ..... ثم قال بعنحهية
- الان يمكنك الكلام ؟
- ليس لدى شئ افوله ونظر اليه باهتمام
- اذا كان ماتقولينه صحيحا فانت لابد امراة مميزة انت اول امراة التقيها تميل الى الصمت
- اذن ........ لابد انك لم تلتق بالكثيرات فانا اعرف العديد من النساء يحببن الصمت
- آه ........هذا امر مختلف فانا كذلك اعرف الكثيرات يحببن الجلوس صامتات .... ولكن هذا لا يمنع من رؤية ان لديهن الكثير يرغبن فى قوله اما بالنسبة الى اننى لا اعرف الكثيرات فاؤكد لك اننى لم ابلغ ستة وثلاقين بدون ان اعرف تعقيدات النساء جيدا ...... فانا مثلك لدى الكثير من المعارف اذا صح القول
- افهم هذا سيد كوردوفا ..... افهمه جيدا
- لا ........ لا تفهمينه وهو ليس بالامر المهم واسمى هو انطونيو فاستخدميه
قالت بعد ان استردت السيطرة على عواطفها
- لا استطيع مناداتك بانطونيو قد تكون عم لبيتسى ولكن هذا لا يعطيك افضلية خاصة بالنسبة لىولو كنت اعرف اننى سالتقيك بدلا من ابيها لفضلت ان لا التقيك .... فطلبى لقاء لوسيان كان وليد حاجة وليس بمحض اختيارى
-هل موت لوسيان وعدم تمكنه من مساعدتك يقلل من اهمية حاجتك ؟ ام انك تنوين متابعة العيش كما انت بالكاد تستطيعين اعالة الطفلة ؟ ام انك تفضلين القبول بتحرشات رب عملك لمجرد التمسك بالوظيفة ؟
مامن مجال للشك بان انطونيو كوردوفا غاضب الان حتى الان لم تشاهده ليزا الامتعجرفا متحفظا باردا يبعث القشعريرة ولكنها لم تراه ابدا غاضبا ...... فى الغضب كانت عيناه رمادتين بلون المعدن واكتسب وجهه سحرا فتنها فاجابته ببرود لم تكن تحس به
- قد اتقبل تحرشاتك ببؤود اقل
ولمعت عيناه وحدق اليها من شعرها الاشقر المحمر الى وجهها الخالى من الزينة ثم ببطء الى جسدها النحيل وقال بغطرسة
- لن تتاح لك مطلقا ان تقبلى او ترفضى ملامستى لك فانت لا تجذبينى مطلقا
- يمكنك ان تتاكد ان المشاعر متبادلة
فقال برضى
-جيدا ........ والان بعد ان انتهينامن هذا المسالة البسيطة ربما نحاول بدء حديث غير عاطفى اريد ان اعرف ماذا ظننت انك حققت بتغيير مسكنك ؟
- لاشئ .... كما هو واصح
- هل املت ان تتجنبى اتخاذ القرار ؟ ولكنك بالطبع لم تفكرى باننى عندما اعلم بوجود بيتسى قد لا اتركك بهدوء لتتخذى قرارك ؟ ...ز ان فى طبيعتك عناد صعب يا ليزا كاميرون ولقد عرفت انك قد تفعلين امرا كهذا لذلك وضعت عليك مراقبة مشددة منذ اخر مرة التقينا
- ماذا ؟
- لقد كنت مراقبة
فنظرت اليه بحدة
- اذن كنت تجسس على ؟ وكم من الرجال قيل لك اننى استقبلت ؟
- واحد فقط ولم تبدو عليه السعادة عندما ترك منزلك
- اوه حقا ؟ آه يا عزيزى لا بد ان مستواى يتدنى فالرجال الذين يزورونى عادة يخرجون وكلهم رضى
فصاح بها
- لبزا لن تتحدثى الى بهذا الطريقة
ولمعت عيناها الخضرون بالغضب
- ولم لا ؟ فهذا ماتظنه بى اليس كذلك ؟ انت تظن ان الرجال يزورونى لغرض واحد فقط
-لم اقل هذا
- لا ....... بل انت اوحيت به
فهز راسه الاسود
- ليس بالطريقة التى تقولينها ...... لو كنت اظن هذا لكان مستقبل بيتسى تقرر فورا كنت بكل بسلطة ساخذها منك .... لا ..... فانا اصدق ان لديك عاطفة معينة للرجل الذى ........ تسعدينه والا لما احتفظت بالطفلة معك ولكنت اخذتها على الفور
- حسنا ........ز شكرا لك على ايمانك باخلاقى سيد كوردوفا ولكننى لا احتاج لثقتك هذه فماتظنه لا يهمنى كثيرا ولن اتزوجك ولو لم يبقى رجل غيرك على وجه الارض
- ولا حتى لاجل الطفلة ؟
ولا حتى لاجلها
بدون اى معلومتن منها وصل راسا الى المبنى الذى تسكنه ثم تبعها الى الداخل حبث اخذت بيتسى من صاحبة المنزل وحملتها الى غرفتها انه اجمل وقت لها تقضية مع الطفلة تلاعبها لاكثر من ساعة ثم تحممها وتطعمها وتضعها فى مهدها لتنام وكانما ارادت الطفلة ان تزعجها فقد ابدت ااعجابها بالرجل الذى يرافق الماما فمدت زراعيها الضغيرتين له ليحملها فوضعتها ليزا بين زراعيه واستدارت دامعة العين وقد شاهدت الطفلة تعطيه ابتسامتها الملائكية وتتلقى رقة ولطفا من تلك الملامح الخشنة المتجهمة ياالهى كم تلعن نفسها لكتابتها تلك الرسالة وسمعته يناديها
- ليزا
لم تسدر محاولة بدون جدوى مسح الدموع عن وجنتيها واحست بنفسها تدار بلطف فارتجفت لملمس يديه القويتين على كتفيها نظرت اليه عبر بحر الدموع فرفع لها راسها
- توقفى عن هذا ياليزا ...... لا لزام له وهويفسد لك جمالك
فابتسمت مضطربة للهجته الرقيقة
-اظن ان جمالى فسد وانتهى الامر
فاستدار عنها قائلا
-انا لم انكر جمالك مطلقا ولم انكر كذلك ان بيتسى تشبهك كثيرا بيتسى ؟ اليس هذا اسم غريب ؟
- انه اختصار لاسم باتريسيا
-هل انت واثقة ؟
ماهذ السؤال السخيف ؟ هل بتصور انها لاتعرف اسم الطفلة الاصلى
- بالطبع انا واثقة ........ لماذا ؟
فهز كتفيه
- لقد كاك اسم امى .....ز ولوسيان كان يحبها كثبرا واظنه احبك كثيرا لدرجة انه اخبرك باسمها ..... وهذا شئ لن يخبره الى مجرد ....
فردت بحلاوة :
-علاقة عابرة ؟ ولكن ماذا يجعلك تظن انه اخبرنى عنها ؟ من الممكن ان اكون اخترت الاسم عرضيا
فهز راسه
- احتمال صعب ........ فهو اسم لا يستخدم اختصاره عادة بهذا الشكل
ومالت ليزا لتعذيبه فقد كانت انجى مصممة على الاسم قبل ان تموت لوسيان كان شابا يافعا يسعى وراء المرح وكانت انجى مرتع مسكينة انجى لقد اعطت حياتها اليافعة الجميلة ضحيةلرغبات ولد انانى
سالها انطونيو كوردوفا
- بماذا تفكرين الان ؟
-كنت افكر باننى ساتزوجك رغم كل شئ ولكن على شرط واحد
فترجع راسه متكبرا
- لااظنك فى وضع يسمح لك بوضع الشروط
فهزات كتفيها
- هذا امر راجع لك بالطبع ولكن شرطى هو هذا لن ترمينى الى النسيان على هامش حياتك وكانك تخجل بى فاذا كان هذا سيحصل فمن الافضل لى وللطفلة ان نستغنى عنك واذا ستصبح زوجين فانا اصر على ان نعيش فى المنزل نفسه
- لن تصرى على شئ ستفعلين ماتؤمرين به انت تعرفين جيدا ان لا رغبة لدى فى مشاركتك المنزل نفسه ...... ام انك قررت اغوائى ؟
- بالطبع لا .. فهذا اخر فكرة قد تخطر ببالى ولكن اذا كنا ننوى الزواج لتوفير منزل مستقر لبيتسى فنا اعتقد ان من الافضل .....ز لها ... لو ان امها واابها يعيشان معا ام انك تنوى ان تكون مجرد طيف يظهر فى حياتها كل ستة اشهر ليمطرها بالهدايا ؟
- لم يكن هذا قصدى وكذلك لن يكون فصدى ان اعيش معك يجب ان تفهمى ان هذا مستحيل
اوه انها ......... تفهم ....... وهذا وهذا مايجعل الموضوع صعبا
-اذن فانا اخشى ان تكون فكرة الزواج مستحيلة كذلك
-اوه ياالهى تتكلمين وكاننى انا المسؤل عما نت فيه
صاحت بعصبية
-او اليس كذلك اليس لوسيان شقيقك ؟ الم يكن سيفعل ما ستفعله انت لو انه حى ؟ اليس كذلك
فتصلبت ملامح وجهه
- انا لم ارفض مطلقا مواجهة مسؤولياتى ولكان لوسيان وفر لك كل شئ لو اخبرته عن......... وضعك
- واذا كنت لم ارد احسانه ؟.
- اذن كنت عنيدة اضافة الى الغباء .ز ولكن مهما يكن لن استطيع العيش معك
فردت ليزا بسخرية
- اوه ..... لا تتاسف على شئ .. كنت اعرف ان هذا سيكون ردك ولذا فانا لن استطيع الزواج منك اذا شئت ان تقاضينى حول حق الحضانة فهذا عائد اليك ........ ولكننى ساقاومك واحاربك اوه . اجل .... ساحاربك ولا اظنك ستحب الدعاية التى ستثار حول اسمك
- لربما لن احبها ولكننى ساربح فى النهاية
- بالطبع ....... ولكن هل انت مستعد لدفع بيتسى فى هذا التجربة؟
ونظر اليها بغضب ونفاذ صبر لابزازها هذا
-وانت ؟ .زز اوه حسنا جدا سنشارك المنزل نفسه وسيكون المنزل الجديد فى ضواحى تورنتو ....... فلى ارتباطات عمل هنا ولا استطيع العيش بعيدا عن كندا
ذهلت ليزا خطتها قد انقلبت عليها ولم تكن تتوقع قبوله لقد اعتقدت انه سيتخلى عن فكرة الزواج ولكن الامور اصبحت الان اكثر سوءا فهى مضطرة الا لمشاركته المنزل نفسه وارتجفت لهذا الفكرة ......... فقالت مفكرة
- هاه ....... ربما ......... ربما انت على حق ........ز ربما من الافضل ان نعيش منفضلين
- لا ......... انت على حق .........ز بيتسى تحتاج الى والديها معا
واحست ليزا بهبوط يبعث السقام الى معدتها ......... الى ماذا تراها انقادات ؟

ام مزن 29-05-11 02:26 PM

3 - لا تعتزرى
 
اخذت بيتسى تحبو حول معقد ليزا الطويل فى الحديقة فيما ليزا تناغيها وتلاعبها ...... هكذا كانتا تقضيان فترات بعد الظهر وماهى الا بضعة اسابيع حتى استعادتا النضرة والصحة
لقد مر ثلاثة اسابيع على زواج ليزا من انطونيو كوردوفا او طونى كما بدات تناديه ومع انهما لم يكونا متصادقين الا انها لم تسنطيع ان تنادى زوجها بالسيد كوردوفا والسيدة هوايت مدبرة المنزل التى تعقد معها انطونيو قد تجد هذا غريبا الاكثر غرابة هو نومهما منفصلين فمع ان غرفتى نومهما كانتا متصلتين الا ان الباب بينهما كان موصدا باحكام كانت واثقة من امتلاك طونى للمفتاح الا انها لم تره ابدا
وهكذا سار كل شئ بنعومة وفعالية ...... وكان يمكن ان تحصل ليزا على سعادة كاملة لولا الزوج غير المرغوب فيه ومع انه لم يكن يقول لها اى شئ الا انها كانت دائما تحس برفضه الصامت لها وانه انما تحمل وجودها لانها اثبتت بجدارة انها ام مثالية ولا يمكن له انكار تعلق وحب الطفلة لها
حركة خفيفة عند مدخل المنزل استرعت انتباهها ووجدت نفسها تحدق الى زوجها الذى اخذ يقطع المسافة بينهما بخطوات عريضة سريعة ولكن عينا ليزا كانتا مسمرتين على الشقراء الطويلة التى كانت تتعلق بذراعه وهى تضحك باغراء فى وجهه
وضحكت الطفلة ل ( دادى ) المحبوب وهو يرفعها عن الارض ويستدير بها فى الهواء ليثير الفرحة فى وجهها الضغير المتشابه لشكل القلب
راقبتهما ليزا مذهولة فمع بيتسى كان طونى رجل مختلف تماما وتقدم نحوها وبيتسى لا زالت بين ذراعيه والفتاة الشقراء الى جانبه وكبتت ليز شهقة وقد تعرفت الى وجه الشقراء الجمبلة ميرا تريستال التى اتسعت عيناها بالدهشة وهى تتعرف الى ليزا :
- ليزا ........ حبيبتى ماذا تفعلين هنا ؟ بالطبع لست مربية حبيبة طونى الضغيرة ؟
واحمر وجه ليزا بقوة ....... هى وميرا تريستال لم تكونا يوما صديقتين ....... فهى فتاة متقلبة لازعة ماعد فى صحبة رجل وسيم هذه هى طبيعة تريستال وردت عليها ببرود وهى تنظر بحدة الى زوجها :
- لا ميرا ..... انا لست المربية عند طونى
توقف طونى عن دغدغة الطفلة لينظر اليهما ويقول
- ليزا زوجتى يا ميرا ........ ظننت انك عرفتى هذا
ضاقت عينا ميرا
- زوجتك ؟ ليزا زوجتك ؟ قلت انك متزوج ياحبيبى ولكننى لم اعرف انك متزوج من ليزا ولكن يبدو من الطفلة التى بين يديك انكما تعرفان بعضكما منذ زمن ......... اذن لهذا السبب اختفيت فجاة يا ليزا
حدق بهما طونى مستغربا
- وكيف تعرفان بعضكما ؟
فضحت ميرا
- كلانا عارضة ازياء ياحبيبى ....... على الاقل كنا هكذا الم تدر انك سرقت احدى اكثر العارضات شهرة وطلبا فى العالم ؟ ومع اننى لا امانع فلقد خفت المنافسة من امامى
فرد طونى بنعومة
- لست بحاجة للخوف من المنافسة فانت جميلة جدا
ابتسم للخادمة بيث وقد جلبت لهم صينية عليها ثلاثة اكوب من عصير الليمون المثلج ثم قال للفتاة الضغيرة
- ارجوك خذى الطفلة لتحمميها الان ولسوف اصعد وامها لرؤيتها فيما بعد
وارح نفسه على معقد بين المرأتين واعطى كل واحد منهما كوبا
- لقدقلت للسيدة هوايت ان لدينا ضيفا على العشاء الليلة يا ليزا وستبقين معنا ميرا بالطبع ؟
وضعت عارضة الازياء ساقا بديعة فوق الاخرى
- سيكون هذا رائعا ياطونى ولكن لا تتركنى ازعج واجباتك المنزلية يا ليزل فانا واثقة ان زوجك الرائع هذا وانا لدينا اشياء كثيرة نتحدث فيها
واستفاقت ليزا من عالم احلامها على لهجة الفتاة التى تحاول صرفها وقد تكون موجودة هنا رغما عنها ولكنها لن تقبل ان تظهر كالغبية فى منزلها .... ماهو الدور الذى تلعبه ميرا فى حياة طونى ؟ فالتوافق مع عشيقاته ليس جزاء من اتفاقهما وردت ببرود
- انه امر عادى ان تحمم بيث الضغيرة
واحتست ميرا قليلا من العصبر
- هكذا اذن ......ز كم كنت اسفة لسماعى الخبر عن انجى
اجفلت ليزا ونظرت بتوتر الى طونى .... ميرا لن تعرف مطلقا خطورة الموضوع المتفجر الذى تخوض فيه . واجابتها بهدوء
- شكر لك . لقد شاهدت صورك الملتقطة لك فى افريقيا انها رائعة ......... عظيمة فعلا ........ هل كان المصور ريك جونز ؟
وتجاوبت ميرا مع الاعجاب
- صح . انه حقا ممتاز فى الواقع كان مقررا ان تلتقط انجى هذا الصور ولكنها تراجعت فى اخر لحظة اظن ان هذا حدث عندما مرضت
وكان طونى يراقبهما وتقلبت ليزا فى مقعدها قلقة
- اجل ......... اجل .......... اذكر هذا
لقد كان على انجى ان تلغى المهمة لان بطنها اخذ ينتفخ ولم ترغب فى ان يلاحظ احد حالتها وسالتها مير بفضول
- مما كانت تشكو حقا ؟ سمعت انها ماتت ولكننى لم اعرف لماذا ؟
وعلمت ليزا ان وجهها شحب لكنها لم تستيع اخفاء تكدرها لقد مرت اشهر طويلة لم يجروء خلالها احد من معارفها ان يذكر موت انجى امامها فالذكرى لازالت مؤلمة ..... واخذت تشرح مقطوعة الانفاس
- لقد كانت .......... كانت مريضة لعدة اشهر قبل وفاتها ؟
- اعلم ولكن ماسبب وفاتها
وحاولت ليزا التفتيش عن رد ... فالحقيقة اذا انكشفت ستذهب كل مافعلته ادراج الرياح
- انها ............... انا ....
وتدخل طونى بسهولة
- ارجو ان تعزرينا مبرا ..... فزوجتى وانا يجب ان ندخل لنتمنى للطفلة ليلة سعيدة هل ستكونين على مايرام ونحن نلقى نظرة على ابنتنا ؟
وتمطت مبرا كالقطة
- اجل ....... عظيم ياحبيبى ولكن اسرعا
امسك طونى بزراع ليزا بقوة وهو يقودها الى الداخل وادخلها الى غرفة النوم بدلا من غرفة الطفلة واجلسها بقوة فوق الكرسى وقال وعيناه الرمادتين تبرقان
- والان ....... اريد معرفة من هى انجى هذه
- كانت ..... كانت صديقة لى
- وصديقة حميمة حسبما سمعت
فتنهدت ووقفت
- حسنا .. كانت صديقة حميمة .....ز هل اكتفيت الان ؟
- لا ...ز لم اكتف ......ز لقد كان يعرف فتاة اسمها انجى فماذا حدث ؟ هل كنتما تمرران اصداقائكما من فتاة الى اخرى ؟
وشحبت ليزا اكثر ...........ز اذن لقد ذكر لوسيان انجى لشقيقه وهذا شئ لم تفكر به من قبل وعليها من الان وصاعدة ان تكون حذرة والا ستوقع بنفسها ...... وردت عليه متصنعة الغضب
- لا ......ز لم تكن هكذا ............. لقد خرج معها شقيقك بضع مرات ........ ولكن هل تتفضل باخبارى لماذا جئت بتلك ............ تلك المرأة الى هنا ؟ ام انك عادة تستقبل عشيقاتك فى منزل عائلتك ؟ لانك اذا كنت تفضل هذا ساطلب تغيير هذا الامر بامكانك اخذها الى الشقة الاخرى فربما لا يهمك تهامس الخدم هنا ......ز ولكننى اهتم بكل تاكيد
الصمت الذى ساد كان يحطم الاعصاب الدليل الوحيد انه سمع ما قالت كان تزايد النبض فوق اوداجه وازداد توترها بازدياد طول الصمت واخيرا قال
- اذن انت تعتقدين انها عشيقتى ؟ وما الدليل الذى بنيت عليه هذا الاعتقاد ؟
فردت عليه ببرود
- تبدو وكانك تتلو مرافعة كالمحامى لست بحاجة الى دلدليل ياطونى فعلاقتك واضحة ......ز وهى بالتاكيد لم تات الى هنا لترانى حتى انها لم تكن تعلم اننى زوجتك .ز واعتقد انه من المفروض ان اكون شاكرة لمعرفتها باننك متزوج حتى ..... ولو ظننت انى المربية
- وهذا امر مدهش .. اليس كذلك ؟ لك مظهر البريئة العزراء وهذا امر مخادع ولكن العدبد من النساء قد يعتبرن غلطة ميرا اطراء لهن
- انا لست كالعديد من النساء وغلتطها لم تكن تعنى الاطراء فانا اعرفها لزمن طويل ولن تخدعنى بابتسامتها المعسولة لقد كانت تحاول ان تجعلنى احس باننى وضيعة ولقد نجحت
ولدهشتها ابتسم او مابد لها كالا بتسامة
- لست بحاجة لان تشعرى هكذا وانا اعرف تماما اخطاء ميرا ولكننى لن اقبل ان تقولى انها عشيقتى . فهذا امر ليس صحيح لقد كانت صديقة للوسيان
ياالهى .......ز ذلك الفتى يبدو انه فعلا كان لعوبا
- واحدة اخرى
فهز راسه بحزن
-اجل واحدة اخرى
- ولكنها الان ..... صديقتك ............ صحيح ؟
- غلط فلقد كانت ميرا تعمل خارج البلاد لسنة او اكثر ولم تتح لها الفرصة لتعزينى بموت لوسيان ولم استطع سوى ان اعرض عليها ضيافتنا نظرا للظروف وها قد بدا واضحا انكما تعرفان بعضكما
فتمتمت متصلبة
- لست بحاجة لتفسير دوافعك لى لقد طلبت منك فقط ان لا تاتى بعشيقاتك الى هنا فهل هذا كثير ؟
تقدم طونى خطوة مهددة نحوها
- ميرا ليست عشيقتى وارجوك ان تكونى اكثر تهذيبا تجاه ضيفة فى منزلك
- هذا ليس منزلى ......... ان فقط مسموح لى بالبقاء فيه قد اتحملها اذا اردت ولكن لن تجبرنى على ان اكون مهذبة مع ضيفة لك فانا لا احب ميرا تريستال ........ولم احبها من قبل
- لاتكونى كالاطفال
- ولكننى هكذا
احست بالاحباط من معاملتها كضيفة فى منزلها خلال الاسابيع المنصرمة وتفجر مابداخلها
- انت تعاملنى كغريبة وبالكاد تكلمنى ولاتمضى اى وقت معى فكيف لا اكون كالاطفال وليس هناك سوى طفلة اكلمها طول اليوم ؟ اكره الحياة هنا اكرهها
اختنق صوتها بالبكاء ..... وتماسك زوجها بكبريائه واخذ ينظر الى راسها المنحنى .. ثم قال بهدوء
- كنت تعلمين ان الامر سيكون على هذا المنوال ولكن بمكنك التحث مع السيدة هوايت وبيث
فلمعت عيناها بالغضب ونفضت شعرها الى الوراء
- اوه . بلى ........ بالنسبة لهما انا سيدة هذا المنزل شخص سيخضعان اليه ولكن لايتحثان معه وبالنسبة لك انا مجرد وضيعة لها طفل بدون زواج وفى نظرك هذا يجعلنى غير مؤهلة لاهتمامك .........
- وتلاشى صوتها عندما تهاوت يده السمراء لتصفعها ......... فارتفعت يده الى وجهها وحدقت اليه مزعورة ودموع الالم تندفع من عينيها فتمتم بلغته ( اوه دايوس ) واحست بذراعيه وهى تقاومه لتفلت منه
- انا اسف ......... آسف جدا
فهزات ليزا راسها وخدها يؤلمها
- لا ........انك لست آسفا .......فاتركنى ........ اتركنى
وقال بصوت عميق تخنقه المشاعر
- لا ...... ارجوك لبزا كنت تقولين اشياء ليست صحيحة وكانت هذه الطريقة الوحيدة التى اعرفها لاسكاتك ...... حسنا ربما لم تكن الطريقة الوحيدة . ولكننى اظن انك كنت ستكرهين الطريقة الثانية اكثر
فسالته منتحبة
- اى ...... اى طريقة ؟
- انت تعرفين ان القبلة ايضا توقف الكلام الهستيرى ولكن اظن فى حالتنا هذه كانت ستزيد الامور سوءا
ورفع راسها باصابعه
- ابتسمى ليزا هيا ...... ابتسامة لى .. واذا لم يكن لى فلنفسك انت اكثر جمالا فلا تكدرى نفسك هكذا
مسحت ليزا دموعها دموع الصدمة اكثر منها دموع الالم وقالت
- انا اسفة ....لست عادة ..... منفعلة الى هذا الحد
- وانا لست بهذه القسوة عادة لعل الذى مر بك خلال سنة جعلك متوترة ومن الافضل ان لا تكبحى مثل هذه المشاعر ..... والان هل انت مستعدة لقول ( تصحين على خير ) لطفلتنا الضغيرة
فهزات راسها وارجعت شعرها الى الوراء وقالت بصوت مختنق
- لابد اننى ابدو فظيعة
ومسح لها دموعه ..... وبشكل غريب وجدت لمسته لذيذة وقال
- مهما يكن يا ليزا انت جميلة جدا ولايمكن ان يبدو عليك شئ آخر وانت محيرة كذلك ؟
- انا ؟ ولكن لماذا
تفحصها طونى مفكرا
- انت لغز غامض فى لحظة اعتقد اننى اعرف من انت بالضبط وما انت عليه وفى اللحظة التالية اضطر لمراجعة كل آرائى حولك بالكامل ........فماذا انت ...........ليزا ........ هل انت بريئة ساذجة ام مجرمة ؟
فضحكت بثقة
- قليلا من الاثنين كم اظن فلدى بيتسى لتبرهن التجربة واخشى ان عليك تصديق كلمتى بالنسبة للبراءة
شاهدت وجهه يتصلب من جديد ودخلت البرودة الى عينيه حتى انها كرهتهما انها تعلم ان اية امراة لن تتاح لها الفرصة لمقاومته ولكن هى ستفعل ولكن ماذا دهاها انها تكرهه اليس كذلك ؟ انها تكره ما فعله شقيقه بشقيقتها ؟
- اذا كنت قد سيطرت على نفسك تماما فهل نذهب لرؤية بيتسى ؟
رؤية الطفلة بهذا السعادة تستاهل عذاب الزواج من رجل لا تحبه ولا يمكن لها ان تحبه ولن يحبها هو بدوره . وحملت الطفلة من يد بيث
- مرحبا يا حلوتى . هل كنت فتاة طيبة ؟
تقدم طونى ليقف الى جانبها وفكرت لبزا ان اى شخص ينظر اليهم سيظن انهم يعيشون بسعادة وكم سيكون مخطئا فى تقديره مدت الضغيرة يدبها نحو طونى وتمتمت
- دا ......... دا .......... دا ........ دى
واحست ليزا ولو لم تشاهده بنظرة الحنان التى مرت على وجهه وهو يحمل الطفلة بين ذراعيه .... وسالها متوترا
- هل انت من علمها قول هذا ؟
فرفعت لبزا راسها
- انا ........ اجل لقد فعلت
- شكرا لك
وادرات وجهها عنه وهى تحس باختناق ........ قساوته لم يكن سببها الغضب بل التاثر من منادة بيتسى وهمست
- هل ترغب ...... فى وضعها فى الفراش بينما اغبر ملابسى للعشاء لن اتاخر
صممت ان لا تتفوق ميرا تريستال عليها .. فاحد الاشياء التى اصر عليها طونى هو ان يشترى لها الكثير من الملابس الجديدة لذلك قررت ان ترتدى ثوبا جديدا للعشاء الليلة وكان اختيارها الافضل
طونى وميرا كان مستغرقين فى الحديث عندما دخلت ليزا غرفة الجلوس حتى انهما لم يلاحظا وجودها لعدة دقائق وهذا ما اعطاها الفرضة لمراقبتهما بدون ان يشعرا بهذا على الرغم مما قاله لها طونى الا ان ميرا بدت اكثر من صديقة لاخيه
وسارعت للكلام قبل ان يلاحظ وجودها احد منهما
- مساء الخير . ارجو ان لا اكون قد ابيقتكما بالانتظار
وقف طونى بحركة سريعة وعيناه تجولان بذهول فوق جسدها الجميل ... كانت المرة الاولى التى يعترف بها يطريقة ما انها جذابة ..... صحيح انه قال لها انها جميلة ولكنه قالها بطريقة باردة وكانه يتحث عن الطس .. ولكن النظرة فى عينيه الان كانت لرجل يجدها مرغوبة
وتقدم منها ليقبلها على خدها وهو يشد ذراعها وكانه يخشى ان تبعد نفسها عنه
- هل لى ان اقول كم انت جميلة الليلة يا ليزا ؟ ارجوك ان تهتمى بميرا ريثما استحم واغير ملابسى لن اتاخر
ونظرت ليزا الى الفتاة بعد ان خرج طونى
- اذن ........ كيف تقضين هذه الايام .؟
- بالعمل بالطبع .........اجد البقاء فى المنزل امر مضجر ..... وبطريقة ما لم اتصورك فى دور الام المخلصة
- لم اكن اعلم انك تفكرين بى اصلا
فابتسمت ميرا بفتور
- لم اكن لافكر ياحبيبتى ..... ومع ذلك فقد دهشت مع اننى لا اتصور ان يسمح طونى لزوجته بفعل اى شئ سوى البقاء فى المنزل ........... ولاسيما انك تعرفين لوسيان ايضا ...... كان شيطانا وسيما اليس كذلك ؟ ولكنه ليس بفتنة اخيه ...... طونى رجل كامل اليس كذلك ؟ انه مثال للرجل الكامل ....
فردت عليها متصلبة
- من تتحدثين عنه هو زوجى ميرا
- اوه اعلم هذا ولكن هذا لايمنعه من ان يظل ذلك العاشق ولا يمنعه من رؤية امراة جميلة
ابتسمت بخبث فردت ليزا ساخرة
- انت بنفس التواضع الذى اعرفه عنك وانت بالتاكيد تمارسين المهنة الخاطئة فبغرور كغرورك انا واثقة من انك ستنجحين فى مهنة اكثر كسبا للمال من عرض الازياء
فابتسمت مبرا قليلا ثم قالت
- لست انوى البقاء عارضة الى الابد .. اوه لا ليزا ساكون ذكية مثلك واتزوج رجلا ثريا ........ على فكرة ....... كيف استطعت فعل هذا ؟ لا اتصور كيف تمكنت من اللقاء بطونى فانت لم تحضرى ابدا تلك الحفلات التى كنا نحضرها للبحث عن زوج ثرى
- انا لم احتاج ان ابحث عنه .......... هو من وجدنى
وكان هذا جزئيا صحيح فسالتها ميرا
- حقا ومنذ متى انتما متزوجان ؟
ورد طونى عليها وهو يدخل الغرفة
- منذ فترة قصيرة ........ اليس كذلك ياحبيبتى ؟
وابتسم لها فاحمر وجهها تحت نظرة الفتاة المتفحصة وحاولت الابتسام لزوجها
- هذا صحيح طونى ......... منذ فترة قصيرة
انها تعلم انه اصر على تمثيل دور الحب امام الناس الا انها احست بالتوتر لتمثيلها هذا الدور اما ميرا النافذة البصر ........ ثم اكملت
- هل كانت بيتسى نائمة عندما نزلت الى هنا ؟
وبدات الابتسامة الطبيعية علو وجهه تلك الابتسامة التى لاتظر الا عندما يفكر بالطفلة
- اجل ....... وكانت تبدو جميلة ....... كامها تماما
فاحنت راسها
- شكرا لك
فقال ببرود
- انا اقرر الواقع . هل نذهب الان الى غرفة الطعام ؟
كانت ليز فى فراشها تحاول النوم عندما سمعت صوت محرك سيارة طونى القوى انها الواحدة فجرا لقد امضت ساعتان منذ خرج ليوصل ميرا الى منزلها ........ ولا يلزمها الكثير من الخيال لتعرف ماذا حدث فى هذا الوقت وجلست فى فراشها تغطى نفسها بالاغطية كيف يحروء على هذ ........ كيف يجرؤ على الاتيان بهذا المراة الى هنا ثم يقضى ساعتين معها .......... لوحدهما من المفترض انه زوج سعيد
خرجت بغضب من الفراش بعد سماعها صوت خطوات طونى الثابتة الخافتة فى الغرفة المجاورة وارتدت روبها الحريرى لتخرج الى الممر وتفتح باب غرفة نومه تطلع طونى اليها عيباه تضيقان بتساؤل ثم استوى فى وقفته
- هل تريدين شيئا ليزا ؟ ام انها مجرد زيارة ؟
فبرقت عيناها ودخلت الغرفة غير عابئة بثيابها الشفافة
- لا تكلمنى بهذه الكبرياء طونى .........لن اتحملك .......... لقد سالتك ما اذا كانت ميرا عشيقتك وقلت انها .........
فاكمل كلامها بغيظ
- ليست عشيقتى .......... ولازالت ليست عشيقتى
كان ينظر اليها بعيين تلمعان بانفعال غريب لم تفهمه وتابع كلامه
- فما هى الافكار التى استنتجتها فى هذا الراس الجميل ؟ هل تصورت اننى اخذتها الى منزلها لاغازلها واطارحها الغرام ثم اعود بكل هدوء الى هنا ؟ اهذا ما تفكرين به ؟
وقفت ليزا متصلبة ونظرتها متحدية
- ولم لا ؟ ام تظن نفسك ارفع مقاما من هذا التصرفات ؟ ضحك ضحكة شبطانية قبل ان يتجهم وجهه من جديد
- اوه لا ................. ليزا انا لست كذلك ..... ولكن اذا طارحت امراة جميلة الغرام فلن يكون هذا على عجلة وبالاختباء عن الناس .......... هل تعتقدين حقا ان ميرا تتخلى عن واجهتها الجميلة لتعطى جسدها لعاطفة عابرة لا اتصور هذا انها تضع قناعا من الجمال وبدون الاتزان ومظاهر التكلف الرفيع المستوى .......... تصبح لاشئ ثم تذكرى اننى رجل متزوج
- من الواصح انك لا تعرف مبرا تماما كما ظننت انك تعرفها لو انك ظننت ان واقع زواجك قد يمنعها عنك. انها من النوع الذى يفتش دوما عن ثرى يحميها اذا لم تجد لها زوجا واظنها قد قررت انك توافق متطلباتها
- اوليس لى راى فى الموضوع ؟
- من الواضح لا ....
- هكذا اذن الهذا اقتحمت على غرف نومى فى ساعات الصباح الاولى والشرر يتطاير من عينيك ؟ وهل تظنين دخول غرفة ..... حيوان ... امر آمن فانا اظن انك هكذا تظنين اليس كذلك ؟ تظنين اننى رجل يتصرف كالحيوان وبحصل على رغباته اينما وجدها ؟
وتحركت ليزا غير مرتاحة وقد ادركت مدى غضبه منها
- لا .......... انا ...... انا لم اعن ............. انا ......
- اعرف تماما ماتعنيه ياليزا والان هل تمانعين الخروج من غرفة نومى ام انك تنتظرين التحقق من صدق تخمناتك عنى ؟
- تخميناتى ؟
اخذت ترتجف وتشد روبها الشفاف فوق جسدها ......... فقال بحدة
- اوه .......... اجل لقد اوضحت تماما ماتتوقينه منى فهل انت واثقة انك بامان فى صحبتى ؟
- انت تسخر منى ؟
- هل يبدو على هذا ؟
- انت تعرف انك تسخر فانت لم ........ حسنا انت لم تقترب منى قبل الان
فضحك بخشونة
- ماذا تظنين بى ؟ انت من ولدت ابنة لاخى ولا يمكننى لمسك ولو توقفت انفاسى
- انا ......... انت .......
مرر يدا مرتجفة فوق شعره
-ارجوك ليزا ......... اخرجى من هنا لست ادرى ماذا تريدين
- انت ......... ايها الخنزير انا لم ادخل الى هنا الا لاقول ان تصرفاتك تثير الاشمئزاز
- حقا ؟ حسنا رايك لا اهمية له فانا اعيش حسب مقاييسى الخاصة
- وماذا عن بيتسى ؟
- وماذا بها ؟ انها تلقى عناية ممتازة ويدللها ويحبها جميع من هم حولها فلماذا تهتم لواقع ان والدها لايحبان بعضهما ؟ هيا الان ليزا ......... مع انك لم تحبى اخى فبامكنك رؤية ابنته تنشأ بالطريقة التى كان يرغب بها
- بالطبع ارى هذا ؟ وكذلك قلت لك ان بيتسى هى وليدة الحب ام انك نسيت ؟
- لا ........ لم انس ولكننى اجد هذا صعبا على التصديق فقد كنت اكثر نضوجا منه
- الا تظن ان انجاب طفلة والاضطرار الى رعايتها وحيدة امر يكفى لاى كان بان ينضج ؟
ومرت نظرة الم على وجه
- انت تعرقين اننى كنت ساساعدك لو عرفت بوضعك حتى ولو لم يفعل لوسيان هذا فتركك لوحدك تحملين العبء يخالف كل ما اؤمن به
فقالت بمرارة
- وهكذا تزوجتنى ........ مسكين ياطونى .....انت مستعد للمضى حتى النهاية لحماية اسم عائلتك حتى الزواج من فتاة لاتعرفها فتاة ليست متاكدة ان شقيقك والد ابنتها
فتجهم وجهه
- اتمنى ان لاتتفوهى بمثل هذه الملاحظات لقد سبق وقلت لك ان الشبه العائلى للطفلة امر واضح واذا لم تتمكنى من رؤية هذا بنفسك انت اذا عمياء
قالت مفكرة ا
- انها تشيهك ...... اوافق
ونظر اليها بحدة
- وتشبه لوسيان
- طبعا لوسيان كذلك فهذا ليس بحاجة لسؤال
-ولماذا ؟ انها لاتشبهه كثيرا فى بعض الاشياء فقط فالاطفال عادة لا يشبهون ابائهم بقدر ما يشبهون اقرب الاقرباء
انها تعرف هذا .......... اوه نعم ........ انها قطعا تعرف هذا
- اعرف ....... ولكن اذا كانت بيتسى تشبهك فمن البديهى ان تشبه لوسيان اليس كذلك ؟
وتابع يفك ماتبقى من ازرار قميصه
- هكذا اذن .......... والان اذا كنت قد انتهيت ارغب فى النوم
- اوه ....... اوه ......... طبعا
استدارت نحو الباب ثم قالت
- انا اسفة لازعاجك
- لاباس فى هذا وارجو ان تكونى راضية الآن فانا لا انوى القفز الى فراش ميرا لا الان ولا فى المستقبل ....... وارجو ان تتوقفى عن الاعتزار فهذا لا يناسبك
- انا اسفة ............. اوه
فقال قلقا
- ارجوك اذهبى فقط فلقد امضيت يوما متعبا والجدال معك ليس مريحا
- انا ...............
وقطعت كلامها بعد ان ادركت انها كانت على وشك الاعتزار مرة اخرى .......ثم تمتمت
-تصبح على خير
فرد عليها بلطف
- تصبحين على خير ا

ام مزن 30-05-11 02:09 PM

4 - مرض ووساوس
 
استفاقت ليز فى اليوم التالى وهى تحس بصداع حاد وحنجرة ملتهبة وتنهدة بائسة اليس من المفارقات العجيبة انها لم تمرض مرة واحدة خلال اشهر الحرمان التى مرت بها ... وهاهى الان تعيش فى احضان الثراء اذا صح التعبير فيعاودها مرضها القديم التهاب اللوزتين.
سحبت نفسها بضعف من السرير لترتدى ملابسها الساعة تجاوزت الثامنة ومن المدهش ان بيتسى لم تبدا بالصراخ الذى يثير المنزل
لكنها تهاوت من جديد فى السرير فجسدها اضعف من ان يتحرك راودها شعور بالسخف ايضعفها مجرد حلق ملتهب وصداع وسرعان ماغلبها النوم ثانية لتستفيق فجاة على طرق خفيف على بابها ... فنادت بصوت متحشرج :
- ادخل
دخل طونى الغرفة وقد حمل بيتسى بين ذراعيه , فيما حاولت ليزا ان تختفى تحت الاغطية ولم يلحظ زوجها شيئا مما بها فتقدم ليقف بجانبها بادب
- صباح الخير ليزا ابنتك تسال باصرار عن امها ولم استطيع حرمانها لحظة اخرى من صحبتك
- مرحبا حبيبتى ..... متى استفاقت ؟ انا لا اتاخر عادة فى النوم
صوتها كان خشنا وهى تتحدثورد عليها طونى :
- لقد لاحظت هذا ولكن لاباس لمرة واحدة ولابد انك كنت مستغرقة فى النوم عندما استيقظت بيتسى عند السابعة وبذلت جهدى لاسليها ولكن يبدو اننى بديل لا ينفع عنك
فابتسمت ليزا واخذت الطفلة الى جانبها فى السرير
- هذا ليس صحيح بيتسى تحبك وانت تعرف هذا
لاحظت ليزا ان صوتها خشن واحمر وجهها لنظرة طونى المتسائلة :
- هل انت بخير ؟
فابتسمت بدون ان تحس بان قسماتها قد احمرت من الحمى وكذلك عينيها وغيرت الموضوع متسائلة :
- الست ذاهبا الى العمل اليوم ؟
- لا ...... انه يوم السبت ....... وفكرت بان اقضى اليوم مع .............. عائلتى
اعاد طونى النظر اليها بدقة
- انت لست على مايرام ...... وانا ارى هذا بوضوح فلا تحاولى الانكار . لماذا تكذبين على ؟
- لم اكذب
ولكن صوتها تلاشى مؤكدا انها تكذب ...... وتابعت :
انا فقط لست فى حالة تسمح لى بان امثل دور الزوجة المبتهجة لاهتمام زوجها بها , ولحسن الحظ فان بيتسى ليست من راى ولسوف تفرح كثير لخروجها مع ( دادا ) المحبوب
- الن تاتى معنا ؟
فهزات ليزا راسها بالنفى وتمنت على الفور لو لم تفعل فقد تحول الدوار فى راسها الى الم حاد , وكل ما ارادته هو ان تعود الى النوم . وقالت :
- لا .... احس بالنعاس . فاذا كنت ستاخذ بيتسى معك فسابقى هنا لانام . هل لديك مانع ؟
- لا , اذا كان ماتريدنه
تناول بيتسى عن السرير وقال :
- سنراك فيما بعد ......نامى جيدا
سار قليلا فى الغرفة ثم التفت ليسالها :
- هل العناية ببيتسى ترهقك ؟ انت تعرفين اننى اردت منذ البداية ان احررك من التعب ولكنك لم تقبلى
احمرت عيناها وتغيرات قسمات وجهها وهى تناضل بغضب لتجلس....... غير عابئة بجسدها نصف العارى . وغير مدركة الصورة الجذابة التى تظهر فيها فى غلالة نومها الخضراء الرقيقة التى تماثل فى لونها لون عيتيها :
- بالطبع لن اقبل بيتسى هى واجبى وعلى انا ان اعطيها كل وقتى وطاقتى . انها كل مالدى فى هذا الدنيا
فقطب طونى بشدة :
- هذا ليس دقيقا تماما . فلديك طموحات اخرى فى هذا الحياة اليس كذلك ؟
فهزات راسها :
- لم انس ذلك ........ وهذا الزواج لااهمية له , اليس كذلك ؟ فما ان تكبر بيتسى وتتمكن من فهم الحقيقة . تستطيع ان تتحرر منى واعود انا الى عالم الازياء والشهرة .
فتقدم منها غاضبا :
- ولماذا تصرين على هذه الافكار السخيفة ؟ فانا .....
فقاطعته بضعف متؤسلة :
- ارجوك طونى . لاتبدا فى القاء محاضرة على . فلا قدرة لدى على ان تعاملنى كطفلة اريد فقط العودة الى النوم , وان لا استيقظ ابدا راسى يؤلمنى وكذلك حلقى وجسدى كله ثقيل وكآن ثقلا اضافيا قد هبط فوقه ..... وانا ...... انا
ارتجفت شفتاها , وبدات الدموع تنهمر على خديها :
- اوه .... طونى .. اشعر . اشعر باننى متألمة بشكل رهيب للحظات استمر فى التحديق اليها وكأنه كان يخوض معركة مع نفسه ثم انتصر فيها . فتقدم نحوها وجذبها الى صدره وهى تبكى بصوت منخفض :
- لماذا لم تقولى هذا ايتها الطفلة السخيفة ؟
وارجعها بلطف فوق الوسادة :
- يجب استدعاء طبيب على الفور .... لن اتأخر
وحمل بيتسى وخرج ...مسكين طونى ... هو مضطر لاظهار اهتمامه بشحص يكرهه .... ولكنها فعلا مريضة . ومن المؤكد ان ما تحس به ليس مجرد التهاب اللوزتين
فى ظرف نصف ساعة كان رجل لطيف قد اكد لها وساوسها بان ما لديها هو الانفلونزا . ثم اضاف الطبيب وهو ينظر مؤنبا الى طونى :
- مع ان الانفلونزا ليست الامر الوحيد الذى تعانى منه زوجتك فوضعها اسوأ حالا مع الارهاق التام العاطفى والجسدى . واظنك كمعظم الازواج , لاتدرك ما مدى الارهاق الذى يسببه العناية بطفل وزوج ومنزل لفتاة شابة رقيقة مثل زوجتك
استمع طونى بتمرد غير معتاد على ان يكلمه احد بهذا الطريقة ولكنه تقيبل كلام الطبيب ورد قائلا :
- بلى . انا اعرف ... فبماذا تنصحنا ؟
- عندما تستعيد زوجتك عافيتها من هذا الفيروس انصحك باخذها فى اجازة طويلة الى مكان طقسه دافئ
فشهقت ليزا :
- اوه ..... ولكن لا اريد الذهاب فى اجازة
فنظر اليها طونى ببرود:
- انه اقتراح الطبيب وسأقوم بالترتيبات ولست فى وضع صحى يسمح لك بالجدال ........... استريحى الان وسنتكلم فيما بعد
- ولكن ....
فقاطعها الطبيب :
- والان ايتها الشابة يجب ان تغعلى ما يقال لك .... فزوجك وانا نعرف ما هو الافضل لك
واشار الى طونى ليغادرا الغرفة , وبدا جفنيها يسترخيان واقفل طونى الباب خلفه وسال الطبيب :
- هل انت واثق ان هذا ماتحتاجه زوجتى ؟
- نعم . انا واثق ...... فزوجتك بحاجة الى راحة طويلة مقاومتها الآن خفيفة وعطلة فى مكان بعيد عن محيطها العادى قد يكون المقوى الاضافى الذى تحتاج اليه
فرد طونى ببطء :
- فهمت ..... والطفلة ؟ لا اظن انها ستقبل بتركها هنا
- لا اظن هذا ضروريا , فزوجتك كما هو واضح متعلقة بابنتها وابعاد الطفلة عنها سيزيد حالة الام سوءا
وكتب الوصفة بسرعة واعطاها لطونى :
تاكد من اخذها لهذا الدواء بانتظام , واجعلها ترتاح لبضعة ايام وابنتها بقربها , فمع انها قد لا تشعر بالقدرة على الحركة الا انك تعرف الا مهات ........ انهن يعتقدن ان ما من احد يستطيع العناية باطفلهن افضل منهن .
فابتسم طونى :
- فى هذا الامر اوافق معك تماما . فليزا تصر على ان تغعل كل شئ للطفلة بنفسها .. زوجتى عنيدة جدا عندما تصر على شئ .
ضحك الرجلان بتفهم وهما ينزلان السلم وقال الطبيب :
- السيدة ستحتاج الى الكثير من السوائل فى الايام التالية , ولكنها اذا لم ترغب فى الاكل فلا تقلق كثيرا سازورها بعد يومين ... ولكن اتصل بى قبل هذا اذا ظننت ان حالتها تسوء
رفعت ليزا جسدها على مرفقها لتراقب الضغيرة وهى تحبو من حولها فى الغرفة ... كانت بيث قد ادخلت بيتسى الى غرفتها بناء على طلب ليزا التى مضى على رقادها فى السرير اربعة ايام فبدات تضجر . زارها الطبيب مرة وأكد انها تتحسن . وها هى بالفعل تحس بالتحسن اليوم ..... وابتهجت بيتسى كثيرا لمشاهدتها من جديد مع انها لم تدعها تقترب منها كى لا تصاب بالمرض
وابتسمت شاكرة للمربية الشابة
- ارجو ان لا تكونى الايام الماضية قد اتعبتك اعلم ان بيتسى متعبة احيانا
وضحكت حين ادارت بيتسى عينيها الخضروان اليها وقد سمعت اسمها :
- اجل ايتها العفريتة انا اتكلم عنكك .. كم انت ( سعدانة ) ضغيرة
- لقد كانت هادئة خلال مرضك والسيد كوردوفا امضى وقتا طويلا معها
تغير وجه ليزا لذكر اسم طونى لم تكن تشاهده كثيرا مع انه كان يمضى معظم وقته فى المنزل .. حسب علمها كان يسال عن حالتها يوميا , ولكن لم تشاهده سوى مرة واحدة عندما رافق الطبيب فى زيارته الثانية .
لسبب ما طونى يتجنب رؤيتها .... هذا اذا لم يكن مشغولا واوقفت افكارها فجاة لنظرة القلق فى عينى بيث وابتسمت للطفلة :
- طالما انها احسنت التصرف فهذا هو المهم .
لقد آلم ليز واقع تقبل بيتسى لهولا الغرباء فى حياتها بسهولة . ومن الغرابة ان يحل مكانها شخص آخر بعد ان كانت هى مركز اهتمام الطفلة ..
فقد يعيد طونى النظر فى وجودها فى المنزل . ولاحظت بيث تصلب وجه ليزا , فالتقطت الطفلة وحملتها نحو الباب :
- من الافضل ان اعيد بيتسى الآن الى غرفتها ......... لقد حان وقت قيلولتها .
وضحكت ليزا :
- وقيلولتى كذلك . لا تقلقى بيث لن يحصل لى انتكاسة ساقف على قدمى فى بضعة ايام , فاريحك من بعض اعباء العناية ببيتسى
- ولكننى لست متعبة ... صدقا
- اعلم ........ ولكن للحقيقة اشتقت الى هذه المزعجة ..... كثيرا
حدقت ليزا الى السقف بعد خروج بيث ......لن تبقى هكذا بعيدة عن الانظار ..سوف تنهض ...... وترتدى ثيابها وتنزل لتناول العشاء , وتفاجئ طونى لابد انه يتصور بانه عاد عازبا ثانية
ووضعت قدميها بثبات فوق الارض ودفعت بنفسها لتمشى . ياالهى .. ساقاها ضعيفتان جدا وباب الحمام ..... كم هو بعيد . وتمسكت بمقبض الباب وكأنه حبل النجاة ربما هذه فكرة غير ملائمة . ولكن طريق العودة الى السرير ابعد بكثير وترنحت فوق قدميها , وسبح راسها فى الهواء .... لا فائدة يجب ان تعود الى السرير .
وتقدمت المسافة الضغيرة التى تفضلها عن كرسى طاولة الزينة ... ولكن الخزانة , بدات لها بعيدة ومضت دقائق ان تجمع قوتها للخطوة التالية .... حسنا .... الخطوة الآن او لن تستطيع ابدا . ولن تبقى واقفة هنا طوال اليوم , وبالتاكيد لن تستدعى طونى للمساعدة فستشعر بالذل امامه .
خطت خطوة متهورة الى الامام .ففقدت توازنها . وارتفعت ارض الغرفة نحوها ......... وقعت ليزا بقوة على الارض . وتسمرت عيناها على باب الغرفة تنتظر وصول احد .
حدسها كان صحيحا فماهى الا لحظات حتى دخل طونى الغرفة بسرعة وتصرف بسرعة فصرف الخدم الذين تجمعوا عند الباب وركع امام ليزا التى اشاحت بنظرها عنه
- ماذاحدث ؟
- لقد وقعت
- اعرف هذا , ولكن ما ريد معرفته ماذا كنت تفعلين خارج السرير ..... انت تعرفين ان عليك الرقاد فى السرير لبضعة ايام آخرى . انها أوامر الطبيب
حملها بدون جهد بين ذراعيه فارتجفت وتوترت بالكامل من دفء جسده الملتصق بجسدها . وانهمرت الدموع على خديها وهى تنظر الى صدره الذى ظهر من فتحة قميصه الحريرى واشاحت بوجهها عنه قالت بصوت منخفض ومتوسل :
- ارجوك .. لا تغضب منى طونى .. ارجوك
حدق اليها فاحمر وجهها الشاحب لنظراته المتفحظة وهى تحس بشعرها الاحمر يلامس صدره فقال لها بلطف :
- لم اكن لاغضب منك ... اريد فقط معرفة سبب تصرفك السخيف بمغادرة السرير على الرغم من اوامر الطبيب ..... واومرى
قالت بهدوء :
- اعرف انها كانت اوامرك
فقطب :
- وماذا تعنين بهذا ؟
- اعلم انك لا تحب ان تذكر وجودى ولكننى لم استطع البقاء هنا لوحدى لحظة أخرى ... احسست بالوحدة
لفترة طويلة صمت , وهو مستمر فى حملها على صدره بقوة
- انا .... انا لم اقل ابد اننى لا ارغب بوجودك . بالعكس فلولا وجودك لما كانت بيتسى .. انا شاكر لك لمنحى مثل هذه الطفلة الجميلة
- ولكنك لم ...... لم تحضر لرؤيتى ......... ماعدا فى رفقة الطبيب ؟
فرفع حاجبيه
- وهل كنت تريدين ان ازورك ؟ واضاف بجدية
- ليزا لاتنسى فانا لا اقصر فى العناية بك ........ ثم عليك ان تتذكرى ان زواجنا له حدود متفق عليها
ردت بغضب :
- ذاكرتك قوية . ولكن يجب كذلك ان تتذكر اننى لست فى حالة طبيعية , واننى لست قادرة تماما على ادراك حدود الزواج منك . تلك الحدود الفولاذية القاهرة
وشرعت تبكى بمرارة .....
- اوه ليزا ....... مابك .........ارجوك صحتك لا تحتمل ........... وانا لا احتمل النكبات فى هذا المنزل
- هذا مايهمك ..... ان لا يتعكر مزاجك , اعرف انك لا تحبنى ............. ولكنى .........
وصاح بها محزرا من متابعة كلامها :
- ليزا
ووضعها برفق فوق السرير ثم جذب الغطاء فوقها وجلس بقربها :
- انا لم اقل مثل هذه الاشياء مطلقا . لك طريقة خاصة فى تاويل الكلام . انا لا ازورك يوميا لاننى لا اود ازعاجك ابدا . ولكن اذا كان الامر يسعدك فساجلس معك . هل تحبين هذا ؟
فهزات راسها بخجل :
- نعم ... اذا كنت واثقا اننى لن اؤخرك عن شئ آخر و ........
فقاطعها وهو يقف ليقرب الكرسى من سريرها ويجلس عليها :
- لاشئ ........ ولا احد ......... والآن اخبرينى , كيف تشعرين الآن ؟
- بخير ..... شكرا لك طونى .
وضحكت , ثم اضافت مؤضحة :
- كنت اظن اننى قادرة على النزول لتناول العشاء ولاريك اننى بخير .
- استطيع رؤية كم انت بخير فى فراشك ....... لقد اتممت ترتبيات العطلة و............
- العطلة ؟ لقد قلت لك اننى لا اريد السفر فلا عطلة
- وان قلت لك اننا ذاهبان ........ وانت تعرقين اننى دائما انفذ ما اقرره
- انت متعجرف طونى .......... وهذا سئ لا احبه فى زوج
فضحك
- يؤسفنى ان لا يسعدك هذا فلطالما كنت متعجرفا
- حسنا , هذا ليس بالشئ الذى يجب ان تفخر به ....... ولا زلت مصرة اننى لن اذهب فى هذه العطلة . لا استطيع ترك بيتسى
- لقد اعلمت الطبيب بهذا , وصدم من مجرد تفكيرى بان اترك الطفلة هنا كدت انسى ان الكنديين نادرا مايتركون امر العناية باولادهم لاناس آخرين
- بالطبع لن يعجبك امر تركها هنا ؟ وان واثقة انك ستضجر من تسليتى .
فاشتد سواد عينيه الرمادتين :
- لن اجد هذا مضجرا ابدا ... بالعكس ....... قد اجده ....... مثيرا للاهتمام .
فاشحت بوجهها مرتبكة:
- الآن ؟
- الان .... سناخذ بيتسى معنا .
- واين سنذهب ؟
- لدى فيلا فى اسبانيا وستكون ممتازة . ثمة زوجان يسكنان فيها طول السنة ويعتنيان بحاجاتى عندما اذهب الى هناك ويمكن ان ترافقنا بيث لمساعدتك فى العناية بالطفلة
لاول مرة منذ دخول طونى غرفتها ابتسمت بثقة
- انها تحس بالسعادة والقناعة منذ سكنا هنا
- اى منذ تزوجتنى , ومهما حاولت نسيان الامر اخشى ان يكون هذا قدر لا مهرب منه
فردت بحدة :
- وهل انت مضطر للخوض فى هذا الموضوع ؟ كنت اتمتع بحديثنا عن الضغيرة وها انت افسدت على متعتى
فوقف متباعدا
- انا اسف ....... آسف ان يكون لى مثل هذا التاثير عليك ساتركك قبل ان اكدرك اكثر
- انت لست آسف ابد فانت تفعل هذا متعمدا كى لا انسى مركزى
- وماذا تظنين مركزك ؟
- انت تعرف وجهة نظرى فى هذا
- انت زوجتى ولا تنسى هذا
- لا تكلمنى هكذا
فصاح بها :
- انت تفرطين فى حساسيتك ليزا . وكما كنت اتوقع دخولى الى هنا يزعجك . حاولى ان تهدئى نفسك.
- لست طفلة ياطونى , فلا تعاملنى كطفلة ولكن اظن ان عليك الذهاب انا مسرورة لزيارتك ......
وشكرا لك على مساعدتك لى عندما وقعت , ولكننى تعبة الآن فانا لم أشف بعد كما ظننت
احنى راسه قليلا . ثم قال ببرود
- حسنا جدا.......... ولكن اذا رغبت فى زيارتى لك ثانيا يمكنك اعلامى بذلك بواسطة بيث فانا لا ارغب يزيارتك غضبا عنك
بقيت لبزا صامتة بعناد.وبعد نظرة مفكرة اليها ترك طونى الغرفة بهدوء ......... اوه ...........كيف يفعل بها هذا ؟انه يعرف تماما انها لن تقول لبيث مطلقا اتها ترغب فى زيارته لها. فهذا امر مزل وهو يعرف هذا يعرفه
عندما جاء الطبيب الى زيارتها ثانية وافق على ان تحاول الحركة ولكن على مراحل وفور شعورها بالتعب عليها العودة الى الفراش فعلق طونى
- زوجتى عنيدة جدا يادكتور
- فى هذه الحالة من الافضل حملها الى الطابق الارضى لترتاح هناك كل يوم وقد يساعدها الانس بالآخرين على الشفاء
جلست ليزا بصمت محبط بينما الرجلان يتناقشان بامرها ......... ان يتحدثات عنها وكانها لا تستطيع الكلام عن نفسها امر لا تتحمله بعد الظهر حملها طونى الى الطابق الارضى فابتسمت له شاكرة :
- شكرا لك
رفع حاجبيه بخيلاء والتقط سترته عن الكرسى وهز كتفيه , ثم ارتدى السترة وقال متحفظا :
- ساكون فى المنزل فى الوقت المحدد لاعيدك الى غرفتك
- هل ستخرج ؟
تمنت لو ان خيبتها لم تكن ظاهرة هكذا ........ فرد عليها :
- هذا واضح .
- لكن الى اين ؟
- هل تظنين ان لك الحق فى معرفة تحركاتى ؟
التوى فم ليزا من التصلب :
- اليس بحق لى ؟
- ربما ...... وربما لو لم تتصرفى كالمرأة المتسلطة كلما تحدثت معك .
فارتجفت شفتاها وتلعثمت بكلماتها :
- انا لا اقصد ان اكون هكذا
فقال بدون اشفاق:
- اذن عليك ان لا تفعلى هذا لقد حاولت ملاطفتك منذ تزوجنا .. وفى بعض الاحيان كنت اظن اننى اتقدم ولكن يبدو لى اننا لن نعرف بعضنا اكثر مما كنا نعرف يعضنا يوم الزواج اذا كنت قد اشتقت للحياة التى كنت تعيشينها قبل الزواج فانا آسف . ولكننى لا استطيع توفير الجانب الجسدى لك فى زواجنا وهذا ما تتوقين اليه كما هو واضح , كما اننى لا انضحك ايجاد شخص آخر يوفرها لك فلن اتسامح باية فضيحة قد تمس طفولة بيتسى
فصاحت به :
- واية حياة تظننى ... كنت اعيشها ؟
- مرافقيك المختلفين ...... وعلاقتك معهم واظن انك تجدين صعوبة فى نسيان مثل ...... هذه العلاقات وقد تعودت عليها
- انك تهيننى يا طونى
- ربما .. ولكن لا استطيع منع نفسى ...... اجد من المستحيل ربط حياتك الماضية بالفتاة التى تزوجتها ...... كام لبيتسى انت مخلصة تماما .. ومع ذلك فلم تكونى واثقة من ابوة الفتاة
- ولكن هذا ليس ......
وصممت كيف يمكن لها ان تقول ان هذه ليست غلطتها
- لبس ماذا ؟
- ليس مهما ... وانا سعيدة اننى عرفت رايك بى الان
- وهل شككت به يوما ؟
- لا ....... لا اظن هذا . مع اننى اخطات واعتقدت انك بدات تعجب بى امر سخيف .اليس كذلك ؟
- ليس سخيفا ابدا .. لقد حاولت ان اعاملك بما تستحقه والدة بيتسى فى الواقع كانت اكثر من محاولة وظننت مرة اننى نجحت ولكن واقع اننى اعرف ماضيك يقف فى طريق اى علاقة صداقة مقربة بيننا
اخفضت ليزا عينيها كى لا يرى الالم فيهما ........ وسالته بصوت متهدج
- انت تكرهنى .... اليس كذلك ؟
- لن استيطع كراهية ام بيتسى
- ربما لا .. ولكنك تكرهنى كشخص
فضاقت عيناه بالغضب وخطا نحوها ليمسك بكتفيها الرقيقيتين بوحشية وهزها بعنف :
- ولست اكرهك كذلك ..... وكم اتمنى على الله لو اننى اكرهك
حدقت ليزا بحيرة الى الوجه الاسمر بوسامته القاسية واستقرقت نظراته على عينيها الواسعتين الخضراوين ثم على انفها الضغير وتوقفت على فمها الشهى المنفرج واصبحت عيناه زرقاوين بلون البحر ......... وشهقت ليزا للرغبة التى لاحظتها فى عمقهما
- طونى ........ انا ....
- اصمتى ........... واجمدى
حدقت اليه مسحورة لم تكن قد شاهدته من قبل وقد فقد هدوءه وما اثارها هو انها السبب فى ذلك فنظرته كانت حادة وبداه شديدتين على كتفيها ثم دفها عنه بقوة :
- اتفعلين هذا عمدا ؟
- اف ........ افعل ماذا ؟
فقال بازدراء :
- لا تتظاهرى بالبراءة انت تحاولين اغوائى منذ التقينا حتى انك تماديت وانتهكت خصوصية غرفة نومى فى احد المرات
- لا لشئ الا لاقول لك ات تصرفاتك تثير الاشمئزاز
فرد ببرود قائل :
- ليس اكثر مما تفعل تصرفاتك بى ... صدقينى وبعد ان اتضح رأى كل منا بالأخر ربما لن تخوضى هذا الموضوع ثانية وانا كذلك
فشهت :
- ايها ال ......... انت .... انا لن المسك ولو كنت آخر رجل على وجه الارض
رد عليها وكأنه ينهى الحديث :
- جيد ......... للمرة الاولى نحن متفقان ......... وداعا
وصفق الباب بقوة وراه
ولدقائق طويلة استمرت ليزا بالتحديق الى الباب المقفل وما لبثت ان اطلقت العنان لدموع كبتتها طويلا

ام مزن 30-05-11 09:37 PM

5 - زواج بلا جسد
 
عودة ليزا الى كامل صحتها استغرق حوالى الشهر ووفاء بوعده لها كان طونى يحملها كل يوم الى الطابق الاسفل ولكنه كان يتركها فورا ليعود فيما بعد ويعيدها الى غرفتها . احست ليزا انهما يتباعدان بدل ان يتقاربا الا انه فاجاها ذات يوم وقد استعادت كامل صحتها بانهما سيقومان بالرحلة التى وعدها بها خلال ايام . وفى اليوم الموعود كانا فى المطار وبيث تحمل بيتسى ليستقلوا طائرة ضغيرة خاصة اقلعت بهم عبر الاطلنطى الى اسبانيا.
تنهدت لبزا وقد بدا وجهها شاحبا ومتجهما , فيما غفت بيتسى على حجرها غير عابئة بما حولها . ولطالما خافت ليزا من السفر جوا وما ذاد خوفها ان طونى كان قائد الطائرة ويبدو ان طونى قد لاحظ ذلك فابتسم ساخرا وقال
- هيا ليزا ..... انا لا انوى رميك فى المحيط ........... مع ان الظروف ملائمة
- ولكن كيف سمحت لك السلطات بهذا ؟
رفع حاجبيه بتكبر:
- وكيف يمنعوننى من استخدام ما املك الا اذا كنت غير مؤهل , ولكننى حاصل على ترخيص .
انها طائرته الخاصة كان يجب ان تعرف هذا وان تعرف كذلك انه طيار مؤهل . فرجل مثله واثق من نفسه لن يترك اشياء تافهة مثل هذه تعترضه
لعقت شفتيها الجافتين ثم سالته :
- وهل يجب ان نذهب فى هذا العطلة ياطونى ؟
- هل تعترضين لخوفك من الطيران يا ليزا ؟ام لخوفك منى ؟
- انا ...... لم احب الطيران ابدا
- اذن انت لست خائفة منى
- لا ....... لا طبعا
- وهل انت على مايرام ؟
- ساكون بخير اكثر عندما نصل
- لاباس عليك سوف تنسين هذا الخوف من الطيران فى الجو وتتشوقين الى الاستمتاع بهذا العطلة
- حسنا ....... ارجو هذا
كالعادة تاكد لها انه على حق ....... فقد كانت سيارة صالون فخمة تنتظرهما فى المطار واستقبلوا بحفاوة رائعة جعلت ليزا تدرك مكانتة طونى وشهرته فى تلك المنطقة
فيما هم يسلكون طريق الساحل اخذ طونى يعرفها الى الاماكن الهامة .
احبت ليزا الفيلا مذ راتها لقد كانت عبارة عن طابق واحد يشبه منزل المزرعة واسعة لا تقل غرفها عن عشرة للنوم وغرفة استقبال ضخمة حمامان ومطبخ اخبرها طونى انه يجب ان يبقى تحت اشراف سيرينا دياز وقال :
- لا نريد ان نواجه اضرابا عن العمل
بما انها لم تكن تنوى التدخل بشئ فقد وجدت تحذيره لا لزام له ولاحظت ان عائلة دياز لها جناحها الخاص الى جانب الفيلا
واعطى طونى الطفلة النائمة لبيث :
- ستريك سيرينا غرفة الطفلة بينما ساقدم للسيدة كوردوفا فنجانا من قهوة سيرينا الممتازة .... لا تتأخرى بالعودة الينا
- نعم ياسيدى
وتقبلت ليزا فنجنان القهوة الساخن فوجدته لذيذا كما قال وسالته بعفوية :
- وماذا تنوى فعله بما تبقى من النهار ؟
فهز كتفيه :
- وماذا يفعل الناس اثناء عطلتهم ؟ انوى تناول الغداء ثم قضاء بعد الظهر اتشمس فوق الشاطى الجميل خلف الفيلا
- صحيح ؟ ولكن اليس لديك عمل تقوم به ؟
- هل يجب ان يكون لدى عمل ؟
- ولكننى اعتقدت ان هذه ستكون رحلة عمل لك
- اذن فانت مخطئة ان هذه العطلة ستبدو للناس شهر عسل ..... كل اصدقائى تقبلوا بيتسى كابنتى ....... وكلهم يعرفون اننا تزوجنا منذ اسابيع وليس منذ سنوات
- هل صدموا ؟
- ولماذا يصدمون ؟ انا رجل وانت امراة بكل معنى الكلمة
- ولكننى كنت ساصدم فى ظروف مماثلة
- الا انك لا تصراحين بما تفكرين به
وقت الغداء تم تقديم ليزا الى الزوجين الاسبانين رسميا ووجدت انهما على الرغم من معرفتهما الانكليزية الا انهما قلما يتحدثان بها واسترعى انتباه ليزا ذكر المراة للوسيان , فسالته بعد ابتعادها
- ماذا قالت عن لوسيان ؟
فهز كتفيه لاشئ مهم
-ولكن ...... بدا عليك الانزعاج ؟
فوقف وقد حمل كوب القهوة الطازجة:
- لم انزعج ...لقد قالت بما ان لدى بيتسى الان فقد اتغلب على حزنى لموت لوسيان
وعضت شفتيها متوترة
- فهمت
استدار اليها بحدة
- ماذا فهمت يا ليزا ؟ اتمنى لو اننى افهمك ان اصل الى ماوراء هذا الملامح الا يؤلمك موت والد طفلتك ؟ام انك لست مهتمة اصلا ؟
- لقد قلت لك .....
فضاقت عيناه وقاطعها :
- قلت لى ماذا ؟لم تقولى شيئا وعندما سالتك اذا كنت احببت لوسيان قلت ان بيتسى وليدة حب ولم تقولى انك احببت لوسيان ........ انت مرواغة محتالة ...... سالتك ماذا تكون انجى لك فقلت انها صديقة فهل موت صديقة منذ سنة مضت يؤثر عليك اكثر من موت الرجل الذى من المفروض انك كنت تحبينه ؟ هل يمكن هذا ؟
- انجى كانت ....... كانت صديقة حميمة جدا لى
وشحب وجهها ولم تسطع ان تقابل نظراته وهو يسال
- اقرب لك من لوسيان ؟
- انا ولوسيان ...... افترقنا قبل ان اعلم بحملى وانجى كانت صديقة العمر
وبقى راسها منخفضا ...... فقال بحدة
- ولكن لوسيان كان حبيبك
رفعت راسها ..... لا مجال لاخراج نفسها من هذا المازق سوى بالكذب وهذا امر جاهدت حتى الان ان لا تفعله



ام مزن 30-05-11 11:36 PM

تابع للفصل الخمس
 
- لوسيان كان ..... لم يكن يحبنى
- اعرف هذا فهو كان يحب انجى .... التى تعرفينها جيدا فهل كنت تعرفين انه يحب فتاة اخرى ؟
- وكيف تعرف انه كان يحب انجى ؟
-لقد اخبرنى هو بنفسه
هزات راسها بدهشة اذن لقد احب لوسيان انجى امر لايصدق

- انا ........لا ....... لم اكن اعرف كنت اعرف انها تحبه ولكن لم اعرف هذا قبل .... قبل ان تموت
- ربما كانت خائفة ان تخبرك ربما كانت خائفة ان تقودك غيرتك لفعل شئ غبى شئ يبعد لوسيان عنها اخباره بحملك مثلا لاجباره على الزواج منك كانت تعرف بامر حملك اليس كذلك ؟
وكادت تضحك لمثل هذا السؤال لقد بات واضحا ان هنلك اسئلة كثيرة بدون جواب مثل لماذا تركها وهى حامل بطفله وكيف مات الحبيبان بدون ان يعرفا بحبهما المتبادل اسئلة كثيرا ابقاها موتهما بدون اجوبة
وامسك بذقنها مدير راسها اليه
- هذا المرة لن يكون لك مهرب لسوف تخبرينى كل شئ عن علاقتك بلوسيان وكذلك ماتعرفينه عن انجى هذه التى احبها
فابتلعت ريقها بصعوبة :
- انا ........ انها .....
- هيا ليزا لاتتظاهرى بالتالم معى فانا اعرفك ...... اعرف انك تهوين سرقة رجال الاخريات مثل رب عملك السابق , اجل لقد شاهدت خاتم زواجه هل هذا يزيد من متعتك ؟
- هل تحب ان اقول لك نعم
- احب ان تقول لى الحقيقة
فوقفت وهى ترمقه بغضب
- الجواب اذن نعم . انا كل ماتظنه بى .... فهل لك ان تتركنى وشانئ ؟قبل ان اتزوجك كانت اوضاعى المالية صعبة ...ومع ذلك فلم اكن مضطرة لفعل ماتظنه انت بى . ولو اننى عرفت ماذا سيحدث معك لما ارسلت تلك الرسالة مطلقا لكنت فضلت الموت جوعا على زواج حمل الى الاحتقار ولكن لم يكن لى خيار ....... لا فالمبجل العظيم كوردوفا يحب تنفيذ ارادته .....ز حسنا لقد حصلت على ماتريد طونى ابنة جميلة وزوجة متسلطة فهل يرضيك هذا ؟
- انت تكذبين على . تريدن ان اسئ الظن بك ..... لماذا ؟ماذا تاملين تحقيقه ؟
- حريتى
- حريتك لفعل ماذا ؟ كى تعيش بدون مشاهدة ابنتك تكبر لتصبح جميلة كامها ؟لا يمكنك فعل هذا
فردت بصوت بائس :
- لا .......... وانت تعرف هذا ولذلك تقول هذا الاشياء الفظيعة عنى وتتجاهلنى متى شئت وهذا كله لانك تعرف باننى لا استطيع رد الضربة لك كما يحلو لى ان اغعل انت تعرف اننى لن اترك بيتسى ..... ولو كنت لا اهتم بها لما تزوجتك وتحملت العذاب فى كل لحظة
وصاح غاضبا :
- انت تتعذبين ؟ وماذا تظنينى احس وانا متزوج من امراة من المستحيل الاقتراب منها ؟
فاتسعت عينا ليزا :
- ولكنك قلت .... قلت ......... ان زواجنالن يكون .......... لن يكون ........
- لن يكون ماذا ؟ نعم قد يكون من المريح لكلينا ان نكون صديقين
- اتعتقد صدقا ان هذا بالامكان ؟ بعد كل ما قلته وفعلته ؟
-فهز كتفيه :
-يمكننا ان نجرب .... وقد يساعدنا لو قلت لى شيئا عن انجى ....... كيف تعرفت اليها ؟
- كانت عارضة ازياء وقد احبت لوسيان . ولكن مالم افهمه لماذا وهما يحبان بعضهما اضطرا للافتراق وهذا لم يكن له اى علاقة بشئ قلته او فعلته انا . لقد كنت خارج البلاد آنذاك
- اعرف هذا , لا اعنى وجودك خارج البلاد . بل ان لا دخل لك فى فراقهما . لاننى كنت انا السبب , فقد اصبح لوسيان خاطبا .....
- ولكنهما كانا يحبان بعضهما يا طونى
غطت وجهه سحابة حزن :
- ظننته امرا عابرا . وان مشاعر الحب التى يكنها لوسيان لها ستزول قريبا
سالته بصوت خافت , مدركة انه يريد الكلام ويريد اخبارها عن اخيه كما لم يخبر احد من قبل . ومرر طونى يده فى شعره المتموج الكثيف :
- لقد طلبت من لوسيان عدم رؤية الفتاة لثلاثة اشهر حتى ولا ان يتصل بها ....... ليرى حقيقة مشاعره
- وكيف كانت مشاعره ؟
بقى على حبه لها ....... انا آسف فهذا مؤلم لك ايضا ولكن لوسيان كان يحب انجى ...... واجبرته على كتابة رسالة يخبرها انه لن يراها ابدا ؟ وقلت له انهما اذا كانا لا زالا يحبان بعضهما فسوف يلتقيان ثانية بعد فترة الثلاثة اشهر
- اذن فقد كنت تختبر انجى ..... فترى رد فعلها على مثل تلك الرسالة؟
- اجل ولكننى دفعت الثمن ..... دفعت الثمن غاليا.
وكذلك انجى فحملها منعها من الذهاب اليه فلن تعرف ما اذا كان يريدها ام سيشعر بالمسؤولية تجاه الطفل ...... وسالته :
- وماذا حدث يا طونى ؟
بدا لونه اصفر حين تابع :
- انتظر لوسيان انقضاء الاشهر الثلاثة ثم وباذن منى ذهب ليراها
فهزات راسها :
- ولكنه .... لكنه لم يفعل . لقد كنت معها عندما ماتت وهى لم تراه ....... منذ تلك الرسالة
- اكانت لا تزال تحبه ؟
- كثيرا
تنفس بصعوبة وعمق وقال يشرح لها ببساطة :
- لقد قتل وهو فى طريقه اليها .......... الذنب ذنبى ........ كل ماحدث . لربما كانا الآن سعيدين ....
فتقدمت ليزا نحوه خطوة ولكنها ترددت فى مؤاساته كى لا يصدها
- لا يمكنك لوم نفسك طونى فانجى كانت ستموت فى مطلق الاحوال . لقد علمت هذا من الطبيب

- كان يمكن ان لا يحدث هذا لو كان معها لوسيان ولكن هانذا قد خسرت اخى ايضا,ولهذا فان بيتسى تعنى لى الكثير ..... انها كل مابقى لى منه
احست ليزا انهما نبشا الماضى بما يكفى فقالت بلطف :
- دعنا نخرج الى الشاطئ طونى . لقد جئت الى هنا لترتاح وليس لتلوم نفسك على شئ حدث فى الماضى ..... شئ انقضى ولا يمكن تغيره . واستطيع التاكيد لك ان ما من شئ كان سيعيد انجى , لقد اكد لى الطبيب ان لا امل لها . دعنا نذهب الى الشاطئ الآن ونبدا عطلتنا
بدا متباعدا متحفظا :
- بامكانك نسيان الامر بسهؤلة ولكننى لن استطيع فاخى كان يمكن ان يكون الان حيا لولا
- توقف عن هذا طونى توقف عن تعذيب نفسك ....... فلن يكون اى منهما سعيدا بدون الاخر وامامك مستقبل بيتسى لتفكر به الان لا ان تنبش الماضى
فهز راسه وبد التوتر يزول عن وجه
- انت محقة .... ولكن امامى ايضا مستقبلك انت
فابتسمت له بلطف وقد تاثرت اكثر مما تعترف بعد ان اسر لها بمشاعره ........ وقالت له ممازحة :
- اذا كنت تعنى ماتقول فانا استطيع تقرير امر مستقبلى الفورى لاننى اريد السباحة ....... ارجوك.
ثوب سباحتها البيكينى كان آخر صيحة فى عالم الازياء اشتراه لها طونى قبل سفرهما بايام وقد ارتدت فوقه روب اخضر مماثل للون عينيها تماما ويبرز جمال شعرها الاحمر
لم يحس طونى بالخجل الذى انتابها وقد ظهرت امامه شبه عارية ...... سارا معا الى الشاطئ بصمت مطبق ........ واخذت تحدق بين الفينة والفينة فى الميدالية المعلقة بسلسلة غليظة فى رقبته وهى واثقة انها شاهدت مثلها من قبل . وصاحت فجاة باثارة :
-بالطبع .. خاتمى
ونظر اليها عن كثب :
- هل اضعتيه ؟
ورفع يدها وتحسس الخاتم الذهبى العريض :
- هاهو ...... لا زال فى يدك . ربما تتكلمين عن خاتم اخر ؟
فضحكت :
- لا ....... بل اتكلم عن ميداليتك وخاتمى فعليهما النقش نفسه واختفت التقطبية من وجهه ليظهر مكانها ابتسامة :
- انه شعار العائلة
نظرت الى الصقر المحلق المحفور على الحليتين :
- طير صيد
فضحك . وبدت اسنانه بيضاء تلمع فى وجهه الشديد السمرة :
- اجل ...... مناسب جدا ....... اليس كذلك ؟
- ربما
وابتسمت له , ثم خلعت الروب ورمته على الرمال قبل ان تركض نحو الماء وهى تدرك تماما ما يكشفه البيكينى من جسدها
وقالت متحدية :
- ساسبقك
- وما ستكون الجائزة ؟
فاحمر وجهها لنظرة عينيه الساخرة ورددت عليه بخبث
- لتكن كما تحددها انت
- فى هذه الحالة اقبل التحدى
رمى بمنشفته لينضم اليها ويمرر عينيه فوق جسدها من ساقيها الملفوفتين الى اوراكها الضغيرة وخصرها النحيل . الى معدتها المسطحة وصدرها العامر
- وما ستكون الجائزة ؟
وانتظرت رده والاثارة فى نظرتها ..... فقال بسخرية :
- من يخسر عليه فرك زيت الشمس على ظهر الاخر بذلت جهدها لتخفى خيبة املها فقد كانت واثقة انه سيقترح شيئا اخر

ام مزن 31-05-11 03:02 PM

تابع للفصل الخامس
 
- اوه ......قد اخسر عمدا , فانا احب ملمس الزيت يفرك على ظهرى
فضحك طونى , ضحكة طبيعية تماما :
- وكذلك انا وسيبدو سباقا للخسارة وليس للربح
وربح ..... فالسباحة لم تكن افضل الرياضات لديها ...... ولكنها تمتعت بفرك الزيت على ظهره ....... واحست ببشرته قوية وتاعمة واحبت ملمسه واستلقى طونى مستمتعا بدون حراك تحت يديها
استدار ليستلقى على ظهره قائلا :
- انت بارعة تماما فى هذا .......... لابد انك فعلتيه من قبل
- لا ........ انا ...... انت تسخر منى طونى
- مايدهشنى اكثر احمرار وجهك خجلا لقد ظننتك امراة مجربة
واجفلها كلامه فقالت ساخرة :
- ارجو عفوك .. لقد نسيت دورى فى الحياة للحظات لن يحدث هذا ثانية
عاد طونى ليستلقى على وجهه , محدقا بالبحر :
- ها قد عدت ثانية الى الموقف العدائى ......... كنت فقط ابدى ملاحظة لا خلفية لها
فاستلقت على مسافة قصيرة منه , وقد وضعت نظارتها الشمسية فوق انفها , واغمضت عينيها قائلة :
- آسفة
وفتحت عينيها بعدما احست بنقطة ماء على ذراعها .....كان طونى يميل فوقها ....... وجهه على بعد بسيط من وجهها ينظر اليها متفحظا .... وبدا قلبها يضرب باضطراب لقربه هذا , وكادت انفاسها تتوقف . وقال لها بخشونة :
- انت لست آسفة ابدا . انت تتعمدين الاساءة الى لتنتقمى منى .
سالته متلعثمة :
- ما ........ماذا تعنى ؟
وازاحت اصابعه بلطف خصلة شعر عن وجهها , ثم تحسس وجهها ............ ثم تنهد :
- انت تجبرينى على هذا الاشياء ليزا .... لقد اقسمت ان لا المسك , ولكننى وجدت نفسى مؤخرا ......... هذا جنون
واستدار عنها ليحدق ثانية الى البحر ومدت ليزا يدها ولمست كتفه بحنان :
- ما الامر طونى ؟
كانت تعلم انها تلعب بالنار . ولكن شيئا ما كان يحثها . يجبرها ان تلمسه . فدفع يدها بغضب :
- اتركينى وشانى ليزا هلا عرفت حدك
- ولكننى ....
فاستدار نحوها ثانية . واحتواها بين ذراعيه . ونظر اليها . ومد يده ليمررها بنعومة مثيرة فوق خصرها .......... وتمتم كانما يحدث نفسه
- ناعمة جدا ... جميلة وناعمة
وبقيت ليزا صامتة وجامدة ....... لمسته كانت لذيذة , بل مثيرة لقد كان طونى الوحيد الذى اقترب منها هكذا , ولم يكن هذا هو السبب فى تاثيره عليها ........... فهى لم تقابل من قبل , لا فى بلدها ولا فى الخارج , رجلا فاتنا وجذابا مثل طونى . وهمست :
- طونى .....
بدا انه لم يسمعها , بل استمر ينظر كالمسحور الى جسدها
- جسدك مكتمل ... من يصدق ان طفلا كان بداخله ؟
ولكن هذا ليس صحيحا انها لم تكن كذلك خداعها يدخل الى كل حديث بينهما .......
- طونى ..... انا ..........
فقال بصوت اجش عميق
- لا تقاطعينى ليزا
وانحنى ببطء ليداعب عنقها
وتسارعت نبضاتها , واحترقت بشرتها للمسته . لم تكن تعرف نفسها بانها قد تتأثر جسديا . ولكن لمسة طونى كانت ترسل اعصابها الى قمة الارتجاف . وقاومت كى تتحكم بنفسها . ولكنها لم تعد تستطيع التفكير السوى . يداه كانت تفعلان اشياء غريبة لمشاعرها , وتحركت ذراعاها لتلتفا حول عنقه ....... وقالت متنهدة :
- اوه ...........طونى
- هل يعجبك ملمس يداى على جسدك ؟
- انا ....
- لا تجيبنى . ليس من حقى ان اسالك هذا , ولا الحق فى لمسك
استدار مبتعدا عنها , ودفع شعره عن جبهته :
- ساعود الى الفيلا الآن , اما انت فعودى عندما تكونين مستعدة
فصاحت يائسة :
- ولكن , طونى
وجلست فيما التقط منشفته تحضيرا للذهاب وسالته بلطف :
- هل يجب ان تذهب ؟
نظر اليها والعذاب باد فى عينيه
- يجب ان اذهب
وادرات ظهرها له ......كيف يمكن ان يمضيا ماتبقى من حياتهما معا بدون دفء انسانى ؟ طونى رجل حار الدماء .. وهى لن تستطيع تحمل التفكير به مع امرأة اخرى , مثل ميرا تريستال مثلا .
تجنب طونى الحديث فى اى موضوع شخصى خلال تناول العشاء , ولكن ما ان انتهى العشاء حتى اختلف الامر , فقد طلب ان تنضم اليه ليتناولا القهوة لوحدهما فى غرفة الجلوس .
لم يبد عليه الاستعجال للكلام ... وتنهدت ليزا :
- لاجل الله طونى . قل لى مهما كنت تنوى ان تقول , ولننته من هذا .
- على بالطبع ان اعتذر عما حدث اليوم على الشاطئ لم يكن فى نيتى ابدا ان المسك
فاحمر وجه ليزا :
- انا ... ارجوك لم يكن هذا مهما
فقال بحزم :
- ولكنه مهم لى ... فتصرفى لم يكن متوقعا من الرجل الذى وعدك بزواج بدون التزام
- ومن دون التزام , انت تعنى .......؟
- اعنى . بدون تورط جسدى , لقد تحملت فى حياتك الماضية ما يكفى فلا حاجة بك الى علاقة جسدية قد تكون منفرة
- اوه .... ولكن .......
- ارجوك لبزا ....... دعينى انهى كلامى , اتمنى ان تنسى ماجرى بيننا على الشاطئ .. حاولى ابعاده عن تفكيرك
فهزات راسها :
- لن استطيع النسيان ياطونى ... ولا بد انك تدرك ان ما حدث قد يغير الامور بيننا ؟
- صحيح اننى نسيت وضعنا الحقيقى , ورغبت فيك , ولكن هذا امر يجب نسيانه . كما انه لن يتكرر
فقالت باصرار . وقد وجدت الموصوع محرجا :
- وكيف يمكن ان تتاكد من هذا يا طونى ؟
ضرب فنجان قهوته فوق الطاولة :
- لاننى لن اسمح له ان يتكرر , فانا لست مراهقا يتاثر بسرعة يمكن اثارته عند اول لمسة من امرأة جميلة , لدى على الاقل بعض السيطرة على نفسى , على الرغم من شكك فى هذا
- وماذا عنى ؟
وبدت عليه الدهشة
- وماذا عنك ؟
وقالت متلعثمة :
- انا لم اكن ......... حسنا انا .......
وصممت ......... وتجهم وجهه :
- اعرف هذا فانا لست بالغبى ...... من المتوقع ان تلجأى الى فى النهاية لمطلبك الجسدى , فالمرأة كالرجل فى هذا والجسد البشرى . متى اختبر هذا , يطلب المزيد دوما .............. وانا ......
وصمت مترددا , فسالته مرتجفة :
- ونعم وانت ماذا ؟
برقت عيناها وهى تقف لتواجهه :
- لم اسمع قط مثل هذا الهراء فى حياتى . انت تحدث عن العلاقة بين الرجل والمرأة وكأنها شئ الى ........ وليس شبئا يحدث بالاندفاع , فالمشاعر التى تقطع الانفاس , بالحب ...... اجل , لقد اثارتنى لمستك , ولكننى بكل تاكيد لم اكن لاسمح لك باكثر من هذا .. فجسدى لا يطلب شبئا .. لا شئ على الاطلاق ونطقت بالكلام وبكل مشاعرها , مع انها لم تكن واثقة انها تعنى ماتقول ...... فرد عليها بهدوء :
- انت غاضبة . وتقولين اشياء لا تفكرين بها وتعلمين ان ما تقولينه غير صحيح . هذا مشكلة لا رد لى عليها . ولن اسمح لك بالتطلع نحو غيرى . لا يمكن ان اسمح لك
فضحكت بغضب :
- اوه ياالهى . لا اصدق ان هذا يحدث لى انا لا اريد احدا يا طونى ... اريد فقط ان تدعنى وشأنى اعيش حياتى لاربى ابنتى انت من بدات بموضوع الحاجات الجسدية ... ولم يكن لى مطلقا اية افكار بالنسبة لهذا الموضوع
- لا تخدعى نفسك ليزا لقد لاحظت الطريقة التى كنت تنظرين فيها الى . ولاحظت الفضول فى عينيك .. ككل النساء . بدات بالتساؤل عن كيفية تعاملى الجسدى مع النساء . اليس كذلك ؟
واستشاطت غضبا :
- ان اعرف تماما ما انت واعرف ذلك الكمبيوتر الذى فى داخلك , والذى تظنه قلبا . هل انت مضطر لتحلبل كل شئ ؟ اليس هناك ما تفعله بعفوية ؟
- احيانا .. فانا رجل . والرجال ميالون الى احساسهم اكثر من تفكيرهم
فردت بوحشية :
- لا . فهذا لا ينطبق عليك طونى . فانت تزن كل شئ قبل ان تصل الى قرار ... تقوم بكل شئ ببرود الى ان تصل به الى ما يوافقك
فقال ببرود :
- ماقمت به اليوم لم يكن اليا ولا عن تفكير
- هذا صحيح .. وهو يعنى انه لا يزال هناك امل بالنسبة لك
قال بكبرياء :
- لن يحدث بعد اليوم هفوات من هذا النوع
فردت بصوت خفيض :
- سنرى يا طونى . سنرى

ام مزن 31-05-11 04:24 PM

6 - ابتعد عنى .......
 
لاحظت ليزا فى الايام التالية ان مشاعرها نحو طونى قد تغيرت اذ لم تعد تنظر اليه كرجل بارد متعجرف , كما كان يوم التقيا ولكن كرجل حساس يمكن اثارته مثل اى رجل اخر. لقد نجحت بالفعل فى اثارت مشاعره اكثر من مرة مهما حاول الانكار
وجدت نفسها كذلك تنتظر بفارغ الصبر , اوقات الاسترخاء التى يقضيانها فى الشاطئ كل يوم وكانت بيتسى ترافقهما الى ان تصبح الشمس شديدة الحرارة لتتابع لعبها بارتياح فيما كان طونى يتجنب الانفراد بليزا الا انه لم يكن يترك اية فرضة لقضاء وقته مع الطفلة الامر الذى وطد بينهما علاقة حب قوية .
فى صبيحة اليوم الرابع , تلقت ليزا رسالة من صديقتها ليندا . وما ان قراتها حتى ترقرقت عيناها بالدموع , ونظرت الى طونى لتجد ان جمودها قد صرفه عن مطالعة الجريدة وراح ينظر اليها بفضول :
- هل حدث شئ ما ؟
- لماذا فعلت هذا يا طونى ؟
- وماذا فعلت ؟
فرفعت الرسالة نحوه :
- هى من ليندا
وانفرجت اساريره :
- آه
- انه شئ رائع ما فعلته ...... ان تشترى لليندا وزوجها ......... لا استطيع التصديق
- انا لم اشترى لهما المنزل ... لسبب ما اصرا على رد المال الى .. بينما كنت اود اهداءهما المكان والله يعلم اننى قادر على شرائه . ولكنهما رفضا . حتى عندما قلت لهما انه هدية لابنهما الضغير
- المنزل هدية غير متوقعة لطفل فى الشهر الاول من عمره حتى بالنسبة لرجل ثرى مثلك , فما الذى دفعك لمثل هذا ؟
هز كتفيه ثم طوى الجريدة استعدادا لمغادرة المائدة :
- لانهم اصداقاؤك
فاتسعت عيناها دهشة
- وهذا .... هذا ماجعلك تشترى لهما منزلا ؟
- بالطبع , فقد كنت قلقة بسببهما , وخاصة بعد ولادة الصبى . وبما ان المال موجود فلا ضير مما فعلته
- ولكن هذا امر لا يفعله معظم الناس
- لا تجعلى للامر اهمية اكثر مما يستحق . لقد اقرضتهم مبلغا من المال , فاعتبريها صفقة عمل اذا اردت
فابتسمت :
- وانت الخاسر . تقول ليندا انك تصر على ان يكون المال بدون فائدة , ولاتبدو هذه صفقة جيدة
- لا اوافق معك . لقد اسعدك الامر , اليس كذلك ؟
- جدا
- اذن فالصفقة تستحق كل سنت منها
وقف كانما يريد انهاء الحديث . ولكن ليزا لم تسكت بسهولة
- لماذا تريدنى ان احس بالسعادة يا طونى ؟ لم اكن اعتقد ان هذا جزء من خططك لى .
فقال متوترا :
-لن نتجادل بالامر ليزا
- هذه دائما طريقتك بالدفاع . اليس كذلك ؟ تنسحب من امامى بطريق متعجرفة . ولا استطيع حتى اجراء حديث طبيعى معك
فنظر اليها متكبرا :
- هذا ليس حديثا طبيعيا . ولا اى حديث بيننا كان طبيعيا منذ ما حدث على الشاطئ . يومها اخطأت .... وصدقينى اننى اخطأت
- لكنك لم .......... لم تفعل شيئأ
- لم نتعانق لا يعنى اننى لم افعل شيئأ .... وان واثق انك تتذكرين جيدا ماذا فعلت
- لقد لامستنى ... وداعبتنى فهل هذا خطيئة ؟
فهز راسه بغضب :
- هل تسالينى عن هذا ؟ انت ام طفلة اخى
ووقفت ليزا وقد ضمت يديها موترة :
- واذا لم اكن هكذا , فماذا سيحصل ؟ هل كنت ستستمر فى كراهيتك للمسى ؟
اخذت عيناه تبتعدان فى نظراتهما عنها مع كل كلمة . ثم قال :
- بما ان هذا الافتراض ليس قائما . فلا يمكن ان ارى .......
فقاطعته من بين اسنانها :
- سالتك هل كنت ستسمر ؟
فهز راسه متمتما :
- لا استطيع الاجابة على هذا
فبرقت عيناها :
- ولماذا ؟ لانك خائف لانك ترتعد رعبا من الاعتراف باية مشاعر اساسية ينعم بها بقية الناس ؟ انت لست آلة يا طونى , مهما كنت تحاول الادعاء .... لذلك يجب ان ترد على سؤالى
- لا تكلمينى بهذا اللهجة
- اجبنى يا طونى
غادر التوتر جسده واستدار اليها وقال منتقيا كلماته بحذر :
- انت كالطفلة التى لا تحب ان تتراجع .... لو لم تكونى ام بيتسى , فانا اعترف . وعلى مضض اننى ساجدك مرغوبة .. ولكنك امها , لهذا ان الوضع غير ممكن
وسار نحو الباب ..... فسالته :
- الى اين ....... الى اين انت ذاهب ؟
- ساغيب طوال اليوم فلدى موعد
- اوه .......... صحيح ؟
- اجل...... موعد عمل
فقالت بوقاحة ظاهرة :
- تمتع بيومك اذن .... ولا تفرط فى العمل ....
ونظر طونى بسرعة الى ساعته :
- ليس لدى الوقت لاجادلك . سنتابع نقاشنا عندما اعود
- ولكن بالكاد يكون هذا نقاشا فانت تهرب دائما ... اوه اذهب من هنا يا طونى
فقال متجهما :
- يوما ما , ستدفعين عنك ولن اكون مسؤولا حينذاك عما قد افعل
وردت عليه بسخرية :
- لن استطيع الانتظار .
وصفق الباب وراءه . العنة , مسكين يا طونى لم يعد يستطيع مناقشة موضوع شخصى دون ان ينقلب الى جدال واسع النطاق
ابتسمت عندما سمعت بيث تتقترب ومعها بيتسى . ودخلت بيث الغرفة تحمل بيتسى , التى كانت تضحك بسعادة كالعادة فاخذتها ليزا بين ذراعيها :
- مرحبا ياحبيبتى يبدو اننا سنذهب لوحدنا الى الشاطئ
فقالت بيث:
- اوه . هل ترغبين فى ان اذهب معكما ؟
- لا ...... فاليوم يوم راحتك انت ذاهبة الى القرية اليس كذلك ؟
- للنزهة فقط ... ويمكن ان استغنى عنها لو رغبت فى ....
- بالطبع لا . يمكننا تدبير امرنا ليوم واحد . فخذى فرصتك .... فانت فى اجازة كذلك ....
راقبت ليزا الطفلة وهى تلعب فوق الرمال , كم هى سعيدة كان طونى قد بنى حظيرة لبيتسى على الشاطئ وكانا عادة يضعانها فيها عندما يسبحان , وهكذا فعلت الآن .
واستلقت ليزا تعوم على ظهرها فوق المياه الزقاء تحدق بالسماء الخالية من النجوم فوقها .... امر غريب .. انها تفتقد طونى . ترافقا خلال الايام القليلة الماضية حتى انها اصبحت تشتاق لصحبته .... ولكن اين كرامتها . اين تلك الاستقلالية المتصلبة التى حافظت عليها خلال السنة التى مرت ؟ انها الآن تتمتع فى الاعتماد على طونى .. وهذا ماحدث بدون ان تحس
لمس شئ قدمها . ليقطع افكارها . وبرميها بالرعب . انقلبت على وجهها , وسقطت خصلات شعرها فوق جبينها . وحدقت بزوج من العيون البنية الضاحكة . فسالتة بغضب :
- ماذا تظن نفسك تفعل ؟
توازن الرجل فى الماء بقربها واجاب :
- قبل لحظات كنت اسبح بكل سعادة ثم برزت امام نظرى حورية بحر حمراء الشعر ..... وهكذا كان على ان اتفحصها
- ولكن ماذا تقصد من اخافتى هكذا ؟ لقد اخفتنى جدا فنظر اليها بارتباك :
- لم تكن هذه غلطتى تماما , لقد كلمتك اولا ولكنك لم تسمعينى
بدات بالتدرج تعترف بانه رجل وسيم فى حوالى الثلاثين من العمر وجسم كله عضلات وسالته :
- ماذا تفعل هنا ؟
- هنا بالذات ام فى اسبانيا ؟
فابتسمت رغما عنها
- هنا بالذات
فضحك :
- وهل يمكن ان تعرفى ؟ كنت اسبح
- انظر ... هل يمكن ان نعود الى الشاطئ ... يبدو ان طفلتى مضطربة
- بالتاكيد
وما ان وصلا الشاطئ حتى جففت شعرها وقدمت للغريب منشفة اضافية منها قبلها بامتنان لم تكن بيتسى مضطربة ابدا بل تغط فى النوم ... وجلس الرجل فوق الرمال الى جانب ليزا :
- اسمى ريك جونز ,على فكرة
- وانا ليزا كوردوفا
- لديك طفلة جميلة
- شكرا لك
- وكذلك زوجك . لقد رايته من بعيد يلاعبها
- زوجى ؟........... متى شاهدته ؟
- منذ بضعة ايام


الساعة الآن 10:37 PM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.