آخر 10 مشاركات
تبكيك أوراق الخريف (4) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          إمرأة الذئب (23) للكاتبة Karen Whiddon .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          و آن أوان قطافك * مميزة **مكتملة* (الكاتـب : ahlem ahlem - )           »          رهان على قلبه(131) للكاتبة:Dani Collins (الجزء الأول من سلسلة الوريث الخاطئ)*كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          309- حب في عرض البحر - ليندا هوجز - مــ.د...(عدد جديد)** (الكاتـب : Dalyia - )           »          وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          2002-شيء في القلب-أماندا برونينغ-درا الكتاب العربي (الكاتـب : Just Faith - )           »          المواجهة الدامية - شهادة للتاريخ عن انهيار الاتحاد السوفيتي - رسلان حسبولاتوف (الكاتـب : علاء سيف الدين - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-07-11, 04:52 AM   #21

engel
 
الصورة الرمزية engel

? العضوٌ??? » 149115
?  التسِجيلٌ » Dec 2010
? مشَارَ?اتْي » 55
?  نُقآطِيْ » engel has a reputation beyond reputeengel has a reputation beyond reputeengel has a reputation beyond reputeengel has a reputation beyond reputeengel has a reputation beyond reputeengel has a reputation beyond reputeengel has a reputation beyond reputeengel has a reputation beyond reputeengel has a reputation beyond reputeengel has a reputation beyond reputeengel has a reputation beyond repute
افتراضي


ترددت.
-ماذا تتمنين؟
-أتمنّى ان يعجبك نوع الموسيقى التي نسمع. معظمها كلاسيكي لبيتهوفن وموزارت وبراهمز. نحن لانحب الموسيقى الخفيفة.
نظر اليها كريس متعجباً من حديثها وقال:
-سأنتظر سماعها بفارغ الصبر. وان لم تعجبني استطيع ان اتوقف عن الحضور أليس كذلك؟
نظرت اليه لين مستغربة لهجته المتسائلة. كانت تعابير وجهه جدية. وران صمت ثقيل بعد ذلك. كانت لين تسمع خرير مياه النهر وخفيف أوراق الشجر التي كان النسيم يتلاعب بها وصياح الاولاد عن بعدوهم يلعبون قرب ضفة النهر. تأثير هذا الرجل وهو يجلس قربها عجيب. الهدوء يلفهما وهما صامتان. أدارت وجهها لتنظر اليه ولمحت تساؤله وهو يقول:
-هل ستذهبين مع كين غداً؟
-نعم. سنذهب في رحلة بحرية وسنتناول الشاي في استراحة النهر.
تساءلت لين في نفسها: لماذا يصب اهتمامه على كين؟
-أنت تحبين النهر. أليس كذلك؟ رأيتك هنا منذ اسبوع. كنت ترتدين بنطلوناً احمر وتستلقين في المركب. افترضت وجودك مع كين.
ضحكا سوياً ثم أكمل:
-سأتغيب عن البلد في عطلة نهاية الاسبوع وسأعود الاثنين صباحاً.
-هل ستذهب بعيداً؟
هز رأسه موافقاُ وقال:
-سأذهب الى لندن. سألتقي صديقة قديمة لي لم أرها منذ فترة طويلة. كلمتك عنها. سألتقي انجيلا كاستلا، المغنية.
-نعم. لقد اخبرتني عنها.
شعرت لين بطعنة في صدرها ولكنها تجاهلتها. كانت تعلم ان كريس سيلتقي انجيلا في المدينة. انه حر في تصرفاته. له حق الاجتماع بمن يريد وهذا الشأن لايعنيها ولا يمكنها ان تتدخل فيه. وقفت مودعة وقالت:
-سأراك فيما بعد يااستاذ يورك. الخميس المقبل حوالي السابعة والربع مساءً في منزلي. مساء الخير واتمنى لك عطلة ممتعة.
-شكراً. بالمناسبة يا لين اسمي كريس.
-مساء الخير يا كريس.
-هذا أفضل.
تصافحا مودعين ثم افترقا.بعد ظهر يوم الاحد ذهبت لين برفقة كين في نزهة نهرية على مركب صغير. ربطا المركب الى شجرة قرب ضفة النهر وصعدا الى الضفة ليرتاحا في ظل شجرة وارفة منعزلة. وبعد ان تناولا الشاي، تمدّدا فوق العشب الاخضر باسترخاء. اغمضت لين عينيها وبدت كأنها تنعم بسبات هادئ. جلس كين قربها يدخن سيكارته ويراقب بكسل حركة المراكب في النهر، وينظر من وقت لآخر الى فتاته الشابة النشيطة المفعمة بالحيوية والمستلقية قربه. كان يفكر فيها بحنان بينما كانت هي تسرح بتفكيرها الى لندن حيث ذهب كريس. كانت تتساءل بامتعاض اذا كان يستمتع بزيارته لانجيلا. هل دعاها للعشاء والرقص؟ وماذا يفعل الآن؟
هل من الممكن ان تكون انجيلا حبيبته الجميلة قد خسرت شيئاً من جمالها بمرور الزمن؟ هل ذبلت؟ هل هما خطيبان؟ اذا كانا كذلك فلماذا لم يتزوجا بعد؟ ما العلاقة التي تربطه بها خلال هذه السنوات؟
انتهى كين من سيكارته. اطفأها و|أشعل سيكارة على الفور. انه لايدمن التدخين المفرط ولكنه بدا منفعلاً في تلك الامسية. قال بلطف فائق:
-لين؟
فتحت لين عينيها وحدقت به وقالت:
-نعم يا كين؟
-كيف انتهى نقاشك مع المدير والمفتش؟ من ربح؟
-هما. بالطبع.
-هل تقصدين انك رضخت لمشيئتهما؟ هذا ليس من طبعك. ان عملك غير اعتيادي.
-كانا اثنين ضد واحدة. كنت واحدة ضد الجميع..... أو هكذا فهمت من نقاشهم.
جلست لين ونظرت جادة الى كين وسألته:
-كين! هل تعرف احداً من افراد الهيئة التعليمية يتذمر من طريقتي في التعليم؟ هل ماري من ضمن هذه الفئة؟
-أنا لاأعرف احداً منهم يا لين. ولكنني واثق ان ماري ليست منهم. اسمع الكثير من اللغط في غرفة الاساتذة حول هذا الموضوع. الاحاديث تتناول طريقة تدريسك. كبار المعلمين لايرحبون بالطرق الحديثة في التربية. لقد اعتادوا الطرق التقليدية ويشعرون بالراحة في تطبيقها.
-التقليديون، كبار السن، يخافون التغيير. انهم يرون فيه تهديداً سافراً لنجاحهم في عملهم المعتاد.
-اعتقد ذلك. هذا صحيح.
استلقت لين فوق العشب الأخضر من جديد وأدارت وجهها بعيداً عنه، وأكملت حديثها قائلة:
-كان عليك ان تسمع بعض الاتهامات التي واجهني بها المفتش..... لقد انضم الى جانب المدير في رأيه. لن أسامحه ابداً على مافعله بي في ذلك اليوم. لقد جردني من ثقتي بنفسي واحترامي لذاتي. لن أنسى فعلته الشنيعة طول حياتي.
أنهى كين سيكارتهواطفأ عقبها ثم انحنى فوقها يخاطبها برقة:
-لننس هذا الموضوع يالين. لننس العمل ومشاكله. لننس المدير والمفتش ولنتكلم عن انفسنا.
أمسك بذقنها بين اصابعه وادار وجهها اليه بحنان ورقة. عانقها بلطف وقال:
-لين انا احبك واريدك. هل تتزوجيني؟ تتركين التعليم وهؤلاء الناس لشأنهم. قال كين كلامه هذا بتصميم اكيد والحاح. كان مضطرباً وهو يعاود عناقها بقوة.
أرادت لين مبادلته عناقه ولكن صورة المفتش الوسيم المتعجرف مرّت بذهنها. ارتعدت فرائصها. كان المفتش ينظر اليها بعينيه الرماديتين الرائعتين نظرة غريبة لم تفهمها، ولكنها تلقائياً وجدت نفسها تدفع كين بعيداً عنها وهي ترفض عناقه، وتبعد وجهها عنه بحركة عفوية. نظر كين اليها مستغرباً تصرفها وهو يقول:
-ماذا حصل؟ لماذا ترفضين عناقي؟
-آسفة ياكين! ولكن لامزاج لي الآن.
كانت تتنفس بصعوبة وتتكلم ببطء:
-لااستطيع ان اعطيك الآن جوابي بشأن الزواج. عليك ان تصبر قليلاً.
-الصبر؟ ولكنني لست ملاكاً. انني انسان له ميول وشعور واحتياجات. وانا معك يا لين لااستطيع ان اتحلّى بالصبر. انت تفهمين قصدي جيداً.
وقفت لين. ورتبت شعرها بيديها. كانت لاتزال ترتجف خوفاً من صورة كريس التي مرت في مخيلتها وقالت بحزم:
-لنذهب يا كين!
مشيا سوياً الى رصيف الميناء. وبدا كين ساكتاً وحزيناً.مدت لين يدها وأمسكت بيده. وعلى الفور استعاد كين مرحه السابق الذي لايفارقه. توقفا قرب بائع البوظة وهما يتكلمان ويتضاحكان كأن شيئاً لم يطرأ على علاقتهما.
حاولت لين جاهدة ان تبعد صورة المفتش الوسيم من مخيلتها ولكنها لم تفلح. بقيت صورته تلاحقها رغماً عنها.
صباح يوم الثلاثاء بدت غرفة الاساتذة تضج بالثرثرة. بل وارنر استاذ الللغة الانكليزية قال:
-انظري يالين الى صورة المفتش في الجريدة. دعيها تراه ياماري.
نظرت لين على الفور الى الجريدة. كانت صورة كريس يتمشى مع سيدة جميلة تتعلق بذراعه فوق رصيف شارع النهر في جنوب لندن. قرأت ماري بصوت مرتفع تعليق الجريدة تحت الصورة: الآنسة انجيلا كاستللا المغنية المشهورة مع صديق من لندن، الاستاذ كريستوفر يورك. سئلت اذا كانا خطيبين. اجابت الآنسة كاستللا ضاحكة: نحن صديقان حميمان تربطنا صداقة قديمة.
أخذ أحد الاساتذة يغني الأغنية الشهيرة: القصة قديمة جداً جداً.
أخبرني القصة.......!
ضحك الجميع وطوت ماري الجريدة بتأنً ووضعتها على مكتبها. شاركت لين الجميع ضحكهم وأدارت وجهها عنهم تخفي عواطفها المرهقة المبعثرة وهي ترتجف. شعرت ببعض الألم ينتابها. لاتزال تجهل أسباب انزعاجها من علاقة كريس بانجيلا. كانت تود لو تسطيع ان تنساه او حتى ان تطرده من مخيلتها.......وتخرجه من حياتها وكيانها.
مرّ الاسبوع. لم تستطع لين ان تطرد الشعور بالانقباض الذي كان يكبلها. كانت ماري هي الوحيدة التي أبدت تفهماً لوضعها. ماري صديقة حميمة قاست الكثير من الألم. لقد أسرت الى لين بقصة زواجها الفاشل يوم كانت في السابعة عشرة من عمرها، وتزوجت من رجل يكبرها قليلاً. وبعد شهرين من الزواج تركها ورحل الى الأبد. قال انه سيرحل ويتركها لتكبر وتنضج قبل ان يعود اليها. ولكنه لم يعد.....عاشت منذ ذلك الوقت كالفتاة العزباء وعادت لاستعمال اسمها كما كان قبل الزواج.
كانت لين تتمنى صادقة ان يعود زوج ماري يوماً اليها. وكانت حالياً ترى وجه ماري يشع بالأمل، وتتساءل ان كانت عودة الزوج قد تحققت أخيراً، ولكنهالم تجرؤ على مفاتحتها بالموضوع. كانت تنتظر من ماري ان تخبرها بنفسها عن أسباب سعادتها الظاهرة.
وجدت لين نفسها منهمكة في حل مشاكلها الخاصة. كانت تجد صعوبة في اتباع طرق التعليم التقليدية ولكنها كانت مجبرة على ذلك ولن تستطيع التراجع. كان حبها للتغيير يتعارض مع واجبها في الوظيفة. هذا الصراع النفسي اثرّ كثيراً عللى عملها وعلى مفاهيمها العامة للحياة. ثم هناك الصراع الداخلي في عواطفها نحو الرجل الذي تسبب لها في كل مشاكلها العملية. رفضها له لايزال يزداد حجمه، وكذلك رغبتها القوية في ان تجرحه. كانت تعتقد انها نسيته، ولكنها على العكس لم تستطع ان تبعد صورته عن مخيلتها ولا لحظة. كان عليها ان تضبط شعورها نحوه وتحقنه بكل قواها.
حان موعد اجتماع النادي الموسيقي. وجدت لين نفسها متشنجة الأعصاب تنتظر لقاء كريس. وقررت ان ترتدي ثوباً جديداً للمناسبة. انتقت فستاناً زهرياً له قبة عالية واكمام طويلة. كان ضيقاً يلفها بأناقة. قالت ماري وهي تنتظرها لتنتهي من ارتداء ثيابها:


engel غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-07-11, 04:53 AM   #22

engel
 
الصورة الرمزية engel

? العضوٌ??? » 149115
?  التسِجيلٌ » Dec 2010
? مشَارَ?اتْي » 55
?  نُقآطِيْ » engel has a reputation beyond reputeengel has a reputation beyond reputeengel has a reputation beyond reputeengel has a reputation beyond reputeengel has a reputation beyond reputeengel has a reputation beyond reputeengel has a reputation beyond reputeengel has a reputation beyond reputeengel has a reputation beyond reputeengel has a reputation beyond reputeengel has a reputation beyond repute
افتراضي

-لون الفستان بديع ويناسب لون شعرك الأسود. اللون الزهري يناسبك كثيراً. عليك به دائماً. تأخر الوقت. وتساءلت لين في نفسها اذا كان كريس قد نسي هذا الموعد. نزلتا السلالم وحين وصلتا الى المدخل الأمامي كان كربس يصعد للقائهما. كان سعيداً وهو يحييهما بابتسامة عريضة ويقول:
-آسف لتأخري. تأخرت في عملي وتناولت الشاي مسرعاً. هيا بنا لنذهب.
مشى قرب لين الى السيارة. وحاولت هي جاهدة ان تضبط ضربات قلبها المسرعة. نظر اليها قائلاً:
-كيف حالك يالين؟ انا مسرور لرؤيتك من جديد.
ثم نظر الى وجهها وعبس قليلاً وسألها:
-هل تجهدين نفسك؟
وقبل ان تجيبه لين عن احوالها اخبرته ماري عن صورته في الجريدة مع المغنية الجميلة. ضحك كريس قليلاً كأن ما قالته كان شيئاَ تافهاً وقال:
-لاتصدقي كل ماتقرأين في الجرائد.
ثم انهى الموضوع برمته قائلاً:
-لقد امضيت نهاية اسبوع ممتعة.
دخلوا الى فيلا حديثة لها مدخل كبير بعيداً عن الأبنية المجاورة. تحيط بها الحدائق والأشجار الباسقة تخفيها وتمنع رؤيتها عن الطريق العام.
قال كريس معلقاً:
-من الواضح ان مالك الفيلا غني. ماذا يعمل؟
-انه يدير محلاً لبيع الآلات الموسيقية الحديثة في وسط المدينة. اسمه ميشال ويليز.
استقبلتهم زوجة ميشال على الباب بالترحاب وادخلتهم الى غرفة فخمة كبيرة مفروشة بالطنافس والسجاد. اثاثها مزخرف وفي وسطها مدفأة مبنية من القرميد. وفوق احد رفوفها تمثال نصفي للموسيقار بيتهوفن. الأبواب واسعة تطل على الحديقة.
-حضرت لين ياميشال.
حضر ميشال ويليز واستقبلهم. ثم سحبها من يدها من وسط رفاقها. نظرت لين الى ماري وقالت:
-ماري ارجوك ان تعرّفي كريس الى المجموعة.
مشى ميشال معها الى صديق وقال ضاحكاً:
-هذا عضو جديد يود الالتحاق بالنادي الموسيقي يالين. دعيه يدفع رسوم التسجيل قبل ان يغير رأيه.
-اهلاً يالين. ارجو ان لايكون لديك مانع على استعمال اسمك الأول دون تكليف.
-اسمي طوني ارنولد انا مراسل جريدة الغازليت ميلدنهد. لست في مهمة رسمية اليوم انا هنا حباً بالموسيقى. واريد الانضمام الى عضوية النادي.
-بكل سرور ياطوني.
ابتسمت لين وقبلت انتسابه للنادي. نظرت اليه لين باعجاب وهي تلاحظ عينيه الزرقاوين وقامته الفارعة ووسامته الظاهرة. ورد اليها نظرتها وامتلأت الغرفة بسرعة. دخل كين برفقة ديردر كارسون ورحبت لين بها قائلة:
-اهلاً ديردر. يسرني وجودك معنا الليلة. هل تحبين سماع الموسيقى الكلاسيكية؟
قال كين مجيباً عنها:
-انها تريد ان تجرب. اقنعتها بذلك ومررت عليها واصطحبتها:
بدا كين كأنه مذنب امامها. احمر وجهه قليلاً وهو ينظر اليها ولكن لين لم تتأثر ابداً بتصرفاته.
تشبثت ديردر بذراع كين وقالت:
-لنفتش عن مكان لنا قبل فوات الأوان.
عبست لين قليلاً ولكنها رفضت ان تدع الوساوس تنتابها لوجود كين وديردر معاً. ثم التفتت الى صدبقها الجديد قالت:
-اجلس يا طوني. علي ان افتتح الحفل فأنا العريفة.
مشت الى الأمام ووقفت في مواجهة جمهور المستمعين.ىكانو يلتفون حولها على شكل نصف دائرة. انتظرت قليلاً حتى عم السكون. ولاحظت من مكانها ماري وكريس يتحدثان بعمق وسلاسة وتفاهم ظاهر. وبعد ان هدأ الجميع قرأت لين برنامج الحفلة الموسيقية ثم أضافت:
-ستقدم القهوة والمرطبات في فترة الاستراحة التي ستدوم ربع ساعة.
جلست لين في مكانها قرب طوني بينما بقي ميشال واقفاً كالحارس الأمين بالقرب من الأجهزة الموسيقية المعقدة. كانت هناك اجهزة مكبرة للصوت في كل زاوية من زوايا الغرفة.
دارت الاسطوانة وانسابت الموسيقى عبر آلة التسجيل. وصمت المستمعون. كانت موسيقى بيتهوفن.....الموسيقار المفضل لدى لين قد ملأت الغرفة. تراجعت لين الى عالمها الخاص وتركت للموسيقى ان تملأ كيانها وبدأت ترتاح وتسترخي وتتحرر من التوتر الذي انتابها منذ اسابيع. اغمضت عينيها....وانحلت جميع مشاكلها. ظهرت لها حلول متفوقة ومناسبة لكل شئ.
بدأت الاصوات الموسيقية تصل نهايتها ومعها علا التصفيق. عادت لين الى واقعها. كانت تشعر كأنها مخدرة. نهضت متثاقلة وطلبت المتطوعين لتوزيع المرطبات والحلوى.
كان طوني قربها يشاغلها ويطلب انتباهها. نظرت الى كين فرأته يراقبها منزعجاً. رقص قلبها لأن في انزعاجه بعض الغيرة عليها وهي دليل الحب. ان ذلك يعني ان ديردر لا تستحوذ على كل اهتمامه.
اعتذرت لين من طوني وتركته فذهبت عبر الازدحام ناحبة ماري وكريس. نظرت الى كريس وسألته:
-هل انت مسرور ياكريس؟
اجابها بلهجة اللامبالاة،
-نعم. شكراً.
-آسفة. ربما ضجرت. لقد ذكرت لك سابقاً ان نوع الموسيقى التي نسمعها ربما لاتعجبك. على كل حال نستطيع ان نرتب موسيقى خفيفة لنرضي اذواق الناس الآخرين مثلك. ربما موسيقى جيلبيرت وسليفان او ماشابه.
ضحك كريس ثم ادار وجهه ولم يجب. تركته لين وقد شعرت بالاهانة من طريقته في تجاهل اقتراحها. قررت هي ايضاً ان تتجاهله. التفتت الى ماري واخبرتها ان مراسلاً صحفياً انضم الى عضوية النادي ثم عادت الى مكانها قرب طوني.
بدا طوني متحمساً في حديثه معها. وشعت ببعض السرور. ربما سيوفر اهتمامه الراحة النفسية التي افتقدتها باهمال كريس لها وعدم مبالاته بحديثها.
نظر طوني الى مجموعة المستمعين خلفه نظرة الخبير المتسائل وقال:
-اخبرني شيئاً عن الحاضرين. مثلاً من هو مالك هذا المنزل الفخم ذي الهندسة الرفيعة؟
-انه ميشال ويليز. لقد قابلته في بداية السهرة. انه ذو الوجه الأحمر الكبير الذي يدير المسجلات والآلات الموسيقية وهو مالكها. انه رئيس النادي الموسيقي ويملك محلاً كبيراً لبيع الآلات الموسيقية الحديثة في وسط المدينة. انا سكرتيرة النادي. انني معلمة لغة انكليزية.
-انت معلمة! اكيد انك تمزحين. يمكنك ان تعملي عارضة ازياء وانت بهذا الجمال.
-مديحك يرفع من معنوياتي.
نظر اليها شاكراً ومعجباً. فاحمر وجهها خجلاً.
-اكملي. من هو ذلك الشاب الجالس في المؤخرة؟ شعره بني وشخصيته اخاذة وهو يتكلم مع تلك المرأة باهتمام.
قفز قلب لين من مكانه وازدادت ضرباته سرعة. التفتت مسرعة الى الأمام قبل ان تجيبه قائلة:
-انه كريس يورك. مفتش اللغة الانكليزية في وزارة التربية.
-هل يعمل الآن مفتشاً في الوزارة؟ لقد رأيت وجهه في مكان آخر. نسيت اين. لكنني سأتذكره ان فكرت بجدية.
انقطع الحديث بينهما لان صوت الموسيقى عاد يملأ الغرفة الواسعة ويستولي على المستمعين. بعد ان ماتت الموسيقى تماماً، صفق الحاضرون بحماس ولفترة طويلة مما يدل على سرورهم وانشراحهم. خرج كين برفقة ديردر وقال مخاطباً لين:
-سأوصل ديردر الى منزلها واعود لزيارتك.
-فكرة جيدة.
نظرت لين اليه وهو يسرع بالخروج وسط ثرثرة الحضور. وحضرت ماري بعد ذلك فربتت على كتفها وقالت:
-آسفة لازعاجك ولكن الوقت حان لنعود.
اعتذرت لين من طوني وسألت ماري:
-اين كريس؟
كان كريس يتكلم مع ميشال بصداقة مفعمة بالحيوية. كان ميشال يشرح له بحماس تفاصيل وخبايا الآلات الثمينة القيمة. اخبره انه لايدع اي شخص اخر سواه يستعملها، حتى زوجته.
قال كريس موافقاً:
-انا لا اعجب من تصرفك. الآلات ممتازة وثمنها باهظ.
ضحك ميشال راضياً ثم تصافحا وافترقا.
قالت لين تخاطب ماري الجالسة في المقعد الخلفي للسيارة:
-سأوصلك اولاً يا ماري.
وحين وصلوا الى بداية الشارع الذي تسكنه ماري طلبت اليها الوقوف. نزلت من السيارة مسرعة واختفت وسط العتمة التي بدأت تزحف الى الشارع وهي تقول مودعة:
-مساء الخير.
كان الصمت يخيم داخل السيارة. وبعد دقائق قليلة سألها كريس:
-لماذا هذا الصمت؟ هل انت متكدرة لأن صديقك اخذ فتاة اخرى ليوصلها الى بيتها؟
اغتاظت لين لأنه لاحظ ذلك وقالت بصوت غاضب وحاد:
-لا. ليس ذلك حقيقة.
-حسناً. حسناً انا لم اقصد الا التسلية والمزاح. على كل حال انت قمت بنفس العمل فلا تتذمري. الم تجلسي كن الوقت مع ذلك الشاب الصحفي الوسيم؟
حاولت لين ان لاتتشاجر معه من جديد. رفضت ان تقع في الفخ الذي نصبه لها.
حين وصلا الى الشقة وجدت لين نفسها مضطرة لدعوته لتناول الشاي كما دعاها من قبل. وحين قبل دعوتها برشاقة امتلأت فرحاً وسروراً.
صعدا السلالم سوياً ونادت لين قائلة:
-لقد عدت للبيت ياسيدة والترز.
-اهلاً يا عزيزتي.
مدت المرأة المتوسطة العمر رأسها من القاعة وقالت:
-مساء الخير يا سيد مارشال.
ثم حدقت باستغراب في كريس وقالت:
-انه ليس الشاب المعتاد.
عرفتها لين بارتباك. وتساءلت في نفسها: ماذا سيفهم من ملاحظات السيدة والترز؟
وضعت مفتاحها داخل القفل بعصبية وفتحت باب الشقة ودخلا. نظر كريس باهتمام وهو يحاول ان يكتشف ادق تفاصيلها.
-عندما ندخل بيوت الآخرين نكتشف ما يجعلهم مختلفين عن غيرهم. وكنت دائماَ اتساءل عما يجعل الآنسة هيوليت تختلف عن غيرها؟
-ولكنني فتاة عاملة بسيطة.
-وهل انت كذلك؟ انا اخالفك الرأي.
نظر متصفحاً حوله وهو يفكر. وتطلع الى داخل غرفة المطبخ الصغيرة وقال:
-ليست الشقة سيئة ولكن اين تنامين؟
ارتبكت قليلاً واحمرت وجنتاها خجلاً. شرحت له كيف تحول الأريكة في غرفة الجلوس الى سرير لنومها.
-وكيف تمكنت من استئجار هذه الشقة؟ عن طريق اعلان في الجريدة؟
-لا. انه من تدبير مكتب الخدمات الاجتماعية في المركز البلدي للمدينة. لديهم قوائم بشقق مماثلة. وقد انتقيت هذه من بينها.
مشى الى النافذة ونظر الى اسفل الشارع وقال:
-المنظر من هنا لايروقني كثيراً. ولكننا لا نحظى بكل شئ. اليس كذلك؟
عاد يبتسم لها ابتسامة من القلب. رفضت ان ترد له تحديه وتغاضت عن الاجابة بل سألته:
-قهوة؟
هز رأسه موافقاً ثم مشا يتفحص رف الكتب وقال:
-الكتب الموجودة فوق الرف تتناول مواضيع مختلفة وتنيئ عن اطلاع واسع بالنسبة لفتاة صغيرة مثلك.
-لااستطيع ان اقول انني قرأتها كلها بعد.
-واذا كنت لا تفعلين ذالك الآن فلن تستطيعي ذلك بعد الزواج.
-بعد الزواج؟
سألها متفهما:
-ماذا ستفعلين؟هل ستنتقلين لتعيشي مع كين؟
-لم نتوصل بعد لبحث هذا الأمر.ولكنني لا اظن ذلك ممكنا لأن منزل كين صغيرجدا.
كان كريس واقفا في مدخل المطبخ يراقبها وهي تصنع القهوة. تساءلت لين في نفسها:لماذاهو وسيم وجذاب لا يقاوم؟لماذا يؤثر عليها تأثيرا كبيرا! ارتبكت في وقفتها.وبعد برهة صمت تكلم كريس قائلآ:
-لين.هل انت مصممة على حضور المؤتمر التربوي في هاروغيت في منتصف الفصل؟
-نعم.لقد سجلت اسمي وحجزت محلآ.
-انا ايضآ سأذهب.
تراقصت فناجين القهوة فوق الصينية وهي تحملها من شدة ارتباكها.
مد يده بسرعة لمساعدتها.ولا مست يده يدها برفق فشعرت لين بجمود ذراعها وعدم قدرتها على تحريكها.
-لين؟ اريدك ان تأتي برفقتي.
نظر كريس الى عينيها نظرة عابثة مرحة ثم اكمل:
-اقصد انني ذاهب في سيارتي واستطيع ان اصطحبك معي. سأزور والدي اللذين يعيشان على بعد خمسة اميال من مركز المؤتمر.
ترردت لين كثيرا قبل ان تسأل:
-وهل سيكون هذا العمل مرضيآ بالنسبة للمدرسة؟
-استطيع ان اتدبر هذا الأمر بنفسي اذا لزم.سنستمتع بالرحلة سوية.
الرحلة في السيارة ممتعة والطريق سهلة.سنأخذ الطريق الدولية.
كانت لين في سرها ترفض فكرة تمضية كل هذا الوقت بصحيته.ماذا ستبحث معه؟ماذا ستتكلم واياه؟ولكن كيف يمكنها ان ترفض عرضه؟


engel غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-07-11, 04:54 AM   #23

engel
 
الصورة الرمزية engel

? العضوٌ??? » 149115
?  التسِجيلٌ » Dec 2010
? مشَارَ?اتْي » 55
?  نُقآطِيْ » engel has a reputation beyond reputeengel has a reputation beyond reputeengel has a reputation beyond reputeengel has a reputation beyond reputeengel has a reputation beyond reputeengel has a reputation beyond reputeengel has a reputation beyond reputeengel has a reputation beyond reputeengel has a reputation beyond reputeengel has a reputation beyond reputeengel has a reputation beyond repute
افتراضي

وقالت بتردد:
-نعم. شكراً. استطيع ان ارافقك.
-حسناً. انتهى هذا الموضوع.
حمل كريس صينية القهوة ومشى بها الى غرفة الجلوس.
-ضع القهوة على الطاولة يا كريس.اجلس ارجوك. ليس لدي سوى الاريكة.ميزانيتي لا تسمح لي بكراسي اضافية مريحة.لا تكفي الا للضروريات.
وبعد ان ناولته القهوة سألته:
-سكر؟بسكويت؟
-القهوة لذيذة.
ابتسم ووقف امام المدفأة يرشف قهوته الساخنة.
-لماذا ستذهب الى المؤتمر يا كريس؟
-سأشارك في المحاضرات. سأتكلم هناك وسألقي محاضرة.
فتش في جيوبه واخرج ورقة ثم اكمل:
-ما اسم المؤتمر؟شئ مهم جدا على ما اعتقد.آه تذكرته:تعليم اللغة الانكليزية في العصر النووي.العنوان ضخم والبرنامج منظم.سيفسح المجال امام الآراء الجديدة المهمة والجيدة على ما اعتقد.
اعاد الورقة الى جيبه ونظر اليها فجأة ثم قال:
-انت حسناء جميلة للغاية في هذا الثوب يا لين.انك تعذبيني باغرائك وانت تتمشين امامي.
احمر وجهها خجلا.واشار اليها ان تجلس قربه على الاريكة قائلآ:
-تعالي اجلسي قربي.انت لم تقتربي مني طوال الأمسية الموسيقية.
بدا كريس شخصا اخر. شخص لا تعرفه ابدا ولم تعهده يتصرف على هذا النحو من قبل.كان مزاجه لا يقاوم.
جلست قربه وهي تحاول ان تسكت ضربات قلبها وتهدئ منها.قربه يؤثر عليها بشكل لا تفهمه. كان عليها ان ترص بعض الوسائد بينهما وترأب الصدع. قالت:
-هل استمتعت بالحفلة الموسيقية هذه الليلة؟
-نعم .لكنني كنت اتمنى ان يحتوي البرنامج متنوعات اخرى. في النهاية سار البرنامج على وتيرة واحدة.من انتقى البرنامج؟
صمتت لفترة وجيزة ثم اجابت ساهمة:
-انا.
مر بيده على رأسه كمن اصابه صداع مفاجئ وقال:
-اوه.لقد قلت شيئا خطأ اليس كذلك؟
ابتسم معتذرا لها ولكنها لم تقبل اعتذاره بدليل عصبيتها وارتباكها حين قالت:
-ماذا تقصد بتنويع البرنامج؟وكيف سار على وتيرة واحدة؟ لقد قلت لك انه من الممكن ان نرتب برنامج للموسيقى الهادئة الخفيفة في المرة القادمة.آسفة لأنك ضجرت...
وضع يده فوق يدها على الوسادة في محاولة لمصالحتها وقال:
-لين .دعينا نسوي هذا الأمر.انا لم اضجر ابدا. اسمعي.علي ان اخبرك شيئآمهمآ.ربما ستكرهينني من اجله.يجب ان اجارف واقول لك.
انا اعرف الكثير عن الموسيقى.ولست جاهلآ بها كما تظنين
غير كريس جلسته ونظر اليها مواجهة.نظر الى عينيها ليرى تأثير كلماته عليها.
انتفضت يدها تحت يده.فشدد قبضته حولها وقال:
-لم اخبرك ذلك من قبل.علي ان اعترف لك ان طريقتك المترفعة جرحتني وخذلتني.كنت متعالية ومتكبرة ومتشامخة حين تكلمت معي بشأن الموسيقى كأنني اجهلها.
بدأت لين تسحب يدها بسرعة ولكن قبضته ظلت مطبقة عليها.قال:
-اياك ان تكوني متعالية في فهم الموسيقى.انها اصوات.وجميع الاصوات الموسيقية تستوجب الاحترام.آسف لأنني احاضرك بهذا الشكل ولكن لا بد من قول الحقيقة مهما كان الثمن.
نجحت لين اخيرا في سحب يدها من قبضته وقالت:
-انا آسفة.انك على حق.
قالت كلماتها بغضب وتحد. لقد انجرح شعورها لانتقاده اللاذع. حاولت ان تتحدث معه فقالت:
-كيف كان بامكانك ان تحسن برنامج الليلة؟
-سأقول لك. كان بالامكان ان تضمني البرنامج موسيقى حديثة لمؤلفين من القرن العشرين امثال: شوستاكوفيتش، برغ، بارتوك.
-ولكنني اكره موسيقاهم. انها اصوات وضجيج. كل الموسيقى الحديثة اصوات وصجيج.


engel غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-07-11, 05:00 AM   #24

engel
 
الصورة الرمزية engel

? العضوٌ??? » 149115
?  التسِجيلٌ » Dec 2010
? مشَارَ?اتْي » 55
?  نُقآطِيْ » engel has a reputation beyond reputeengel has a reputation beyond reputeengel has a reputation beyond reputeengel has a reputation beyond reputeengel has a reputation beyond reputeengel has a reputation beyond reputeengel has a reputation beyond reputeengel has a reputation beyond reputeengel has a reputation beyond reputeengel has a reputation beyond reputeengel has a reputation beyond repute
افتراضي

عبس وقال:
-انت لاتعنين ما تقولين يالين. انت بالتأكيد تقولين ذلك فقط لتثيري غضبي.
-بل انا اعني كل كلمة قلتها.
كانت نبرتها حادة وكلها تحد حين اكملت:
-ليست هناك اية فكرة جديدة في الموسيقى الحديثة. لقد قال العباقرة الأقدمون كل شئ عبر الموسيقى الكلاسيكية. قالوها بطريقة اجمل بكثير مما يقال اليوم وبطريقة مثيرة للغاية.
وقف كريس في مواجهتها ونظر اليها مباشرة ثم قال:
-هذه تصريحات جريئة لك. بل هي عنيفة.
ختمت تحديها قائلة:
-الحقيقة انا لااسمع الموسيقى الحديثة ابداً.....اذناي ترفضانها.
-هل خطر ببالك ان ما تقولينه متحيز؟ بل هو كلام دون تفكير وينم عن افق ضيق وعدم نضوج. كيف تقولين ذلك؟ انت التي تحاولين بشق النفس ان تغيري شكوك الآخرين في صحة طرق تعليمك الحديثة التي تعبر عن القرن العشرين واتجاهاته.
-لامجال هنا للمقارنة.
-كيف؟ طبعاً هناك مجال. ولكن من الواضح انك لاتريدين الاعتراف بذلك. اذا كنت متشبثة بآرائك ترفضين الاستماع لشئ لا تفهمينه، كيف تنتظرين من الآخرين الاستماع اليك دون تحيز؟ كيف يفتحون عقولهم ليفهموا اسلوبك الجديد في التعليم وهم في الحقيقة لا يفهمونه؟
بدأت لين تفقد رباطة جأشها. صرخت بصوت جعله يجفل فجأة:
-انت تتهمني بأشياء انت متهم بها اصلاً. انتم المذنبون في حقل التربية. نحن نكرهكم. انك تتهمني بالتحيز وضيق الأفق، وأنت بتفكيرك الرجعي منعتني من استعمال وسائل التعليم الحديثة في عملي. لقد سرك ذلك، والنتيجة كانت انك محوت ثقتي بنفسي وبقدرتي على العمل.
كان صوتها مرتفعاً ينذر بالسوء. لوح بيده جانباً وقال:
-اذا كنت ستعودين من جديد الى ذلك الموضوع اللعين....
وقفت بسرعة في مواجهته وقد فقدت السيطرة على اعصابها تماماً وقاطعته قائلة:
-اذا كنت تريدد ان تقدم ماتسميه (بالهواء النظيف في تعليم اللغة الانكليزية) عن طريق تخريبك لجهودي، اذن علي ان انساه كأي شئ تافه. هل انت محافظ ومتحيز كالآخرين؟ هل انت ايضاً تخاف التحدي؟
بدا اصغر. شحب وجهه وهي تتكلم بعصبية. تقدم قليلاً نحوها ولكنها تراجعت الى الوراء عفوياً. وحاول جاهداً ان يضبط اعصابه قبل ان يعاود النقاش. وحين عاود الكلام بدا صوته طبيعياً وهو يقول:
-انا لا اخاف التحدي مهما كان. ولكن اخبريني شيئاً واحداً ارجوك: ما الرابط بين هذا الانفجار بشأن خيبة املك في عملك، وبين موضوع بحثنا: الموسيقى الحديثة؟ انا واثق ان لا علاقة البتة بينهما. ولكن ما اراه هو ان كل الاتهامات والاهانات التي تقذفين بها في وجهي كانت تتفاعل داخلك منذ فترة طويلة، وبقيت في عقلك الباطني. كان يمكن لأي شئ ان يحركها لتشتعل وتصبح ناراً متأججة حارقة. لقد ابتلعت كل عقلانيتك وتفكيرك السليم وادراكك. في جميع لقاءاتنا كانت كراهيتك لي ظاهرة. كنت في كل مرة احاول جاهداً ان اتقرب منك وان اكسر الحاجز الذي بنيته بيننا، فأجد نفسي اضرب رأسي بالباطون المسلح. كنت اعلم انك تكرهينني ولقد سمعتك تقولين ذلك علانية.
اجفلت لين. وعادت ذكرياتها الأليمة ماثلة امامها.....اكمل كريس قوله:
-حسناً. اتركك وشأنك اذا كان هذا ماترغبين. ولكن قبل ان ارحل اصر ان اشرح لك بعض الحقائق.
جلست لين على الاريكة كأنها تغرق. كانت دموعها تنساب على خديها كالسيل. دموع الضعف والحزن والشقاء. واكمل قوله:
-كل ما فعلته في مكتب المدير كان ان وضعت مرآة امام عينيك المتهورتين. اجبرتك على ان تري الحقيقة. اخيراً اقنعتك بعد ان شرحت كل الملابسات المحيطة بالموضوع. لفت انتباهك الى ان جهودك المنفردة لا تثمر. كنت ولازلت ترفضين هذه الحقيقة. انك تفضلين ان تضعي اللوم علي بدلاً من لوم نفسك. ربما لومك لي يهدئ من تأنيب ضميرك لفشلك، او ربما تجدين في ذلك مجالاً للتنفيس عن مرارتك وكراهيتك للسلطة. هذه هي المرة الأخيرة التي سأسمح لك فيها ان تضربيني بسوطك. في المستقبل عليك ان توجهي حقدك الى من يقع عليهم اللوم حقيقة: الجهل والتحيز. وهنا نعود من جديد الى بداية نقاشنا حول الموسيقى الحديثة.
انتهى من كلامه. كان غضبه قد اختفى كلياً. بدأ يراقبها ببرودة دون اية شفقة لدموعها وحزنها. ثم اكمل:
-بقي شئ واحد اقوله لك. ان لقاءاتنا تسودها الحرب الكلامية ويعطلها الجدل العقيم. لقد اصبح واضحاً لدي اننا نتناحر دون سبب، ونجرح بعضنا دون ان نقصد. اي اننا لا نتوافق ابداً. اقترح ان لا نلتقي في المستقبل الا بالقدر اليسير ولأقصر مدة. وداعاً يالين. شكراً للقهوة.
نهضت لتودعه ولكنه رفع يده يمنعها وهو يقول:
-لا داع لرؤيتي الى الباب.
كانت لين تتمنى ان تجرحه وها هي قد نجحت الآن. جرحته جرحاً عميقاً. ولكن السلاح استعملته انفجر في وجهها وحطمها. لقد اصابتها تعاسة مريرة وشعرت بألم لا يمكن وصفه.
سمعت وقع اقدامه على السلالم وهو يبتعد. ثم تناهى الى سمعها دوران موتور سيارته وهي تبتعد ايضاً.
انفجرت لين باكية بحرقة. كانت في داخلها عاصفة هائجة لاتعرف كنهها.
انتهى الفصل الثالث بتمنى انو يعجبكون....


engel غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-07-11, 05:02 AM   #25

engel
 
الصورة الرمزية engel

? العضوٌ??? » 149115
?  التسِجيلٌ » Dec 2010
? مشَارَ?اتْي » 55
?  نُقآطِيْ » engel has a reputation beyond reputeengel has a reputation beyond reputeengel has a reputation beyond reputeengel has a reputation beyond reputeengel has a reputation beyond reputeengel has a reputation beyond reputeengel has a reputation beyond reputeengel has a reputation beyond reputeengel has a reputation beyond reputeengel has a reputation beyond reputeengel has a reputation beyond repute
افتراضي

بتمنالكم قراءة ممتعة وانشالله بأقرب وقت بنزل الفصل الرابع

engel غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-07-11, 12:40 AM   #26

Minar
 
الصورة الرمزية Minar

? العضوٌ??? » 186053
?  التسِجيلٌ » Jul 2011
? مشَارَ?اتْي » 478
?  نُقآطِيْ » Minar is on a distinguished road
افتراضي

c'est très joli comme roman

merci beaucoup


Minar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-07-11, 07:47 AM   #27

انجلى

? العضوٌ??? » 166893
?  التسِجيلٌ » Mar 2011
? مشَارَ?اتْي » 770
?  نُقآطِيْ » انجلى has a reputation beyond reputeانجلى has a reputation beyond reputeانجلى has a reputation beyond reputeانجلى has a reputation beyond reputeانجلى has a reputation beyond reputeانجلى has a reputation beyond reputeانجلى has a reputation beyond reputeانجلى has a reputation beyond reputeانجلى has a reputation beyond reputeانجلى has a reputation beyond reputeانجلى has a reputation beyond repute
افتراضي

الراواية باين عليها مثيرة وجميلة انا بحب دايما الاختلافات الى بتحصل فى الاول لانها بتعرفنا على الشخصيات ومدى تثارها شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

انجلى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-07-11, 12:09 AM   #28

ليون8

? العضوٌ??? » 180652
?  التسِجيلٌ » Jun 2011
? مشَارَ?اتْي » 12
?  نُقآطِيْ » ليون8 is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

ليون8 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-07-11, 01:38 AM   #29

shimaa1
 
الصورة الرمزية shimaa1

? العضوٌ??? » 166883
?  التسِجيلٌ » Mar 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,528
?  نُقآطِيْ » shimaa1 has a reputation beyond reputeshimaa1 has a reputation beyond reputeshimaa1 has a reputation beyond reputeshimaa1 has a reputation beyond reputeshimaa1 has a reputation beyond reputeshimaa1 has a reputation beyond reputeshimaa1 has a reputation beyond reputeshimaa1 has a reputation beyond reputeshimaa1 has a reputation beyond reputeshimaa1 has a reputation beyond reputeshimaa1 has a reputation beyond repute
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

shimaa1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-07-11, 08:35 PM   #30

جورجينا

? العضوٌ??? » 77759
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,361
?  نُقآطِيْ » جورجينا has a reputation beyond reputeجورجينا has a reputation beyond reputeجورجينا has a reputation beyond reputeجورجينا has a reputation beyond reputeجورجينا has a reputation beyond reputeجورجينا has a reputation beyond reputeجورجينا has a reputation beyond reputeجورجينا has a reputation beyond reputeجورجينا has a reputation beyond reputeجورجينا has a reputation beyond reputeجورجينا has a reputation beyond repute
افتراضي

شكراااااااااااااااااااااا اااااااااااااااا

جورجينا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:29 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.