آخر 10 مشاركات
56 - لقاء فى الغروب - شريف شوقي (الكاتـب : MooNy87 - )           »          355 - ميراث العاشقين - كاى ثورب ( روايات أحلامي ) (الكاتـب : MooNy87 - )           »          عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )           »          فوق الجروح اللي بقلبي من سنين يكفي دخيل الله لا تجرحوني روايه راااااائعه بقلم الهودج (الكاتـب : nahe24 - )           »          رواية المنتصف المميت (الكاتـب : ضاقت انفاسي - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          ليلة مصيرية (59) للكاتبة: ليندسي ارمسترونج... (كاملة) (الكاتـب : monny - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          61 - أنتِ لي - هيلين بيانشن - ع .ق (تصوير جديد) (الكاتـب : Just Faith - )           »          البجعة الورقية (129) للكاتبة: Leylah Attar *كاملة & تم إضافة الرابط* (الكاتـب : Andalus - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-06-11, 11:15 AM   #21

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


5- ضيفتان


" هل قال لك أي ساعة سيأتي الى الفندق؟".
أجابت لوريل:
" كلا , قال بأنه سيمر خلال النهار".
" لكن ماذا أذا لم يأت ؟ وماذا أذا فقدت خاتمي ؟ أنت حقا أنسانة غريبة , يا لوريل , كيف نسيت أن تطلبي الخاتم منه؟".
" لقد نسيت ذلك كليا, ضعي حالك مكاني , تشاجرت معه ..... وبعد الذي حصل , لم أكن أنوي سوى العودة , لا تنسي بأنني أضطررت , في بادىء الأمر , أن أدافع عن نفسي ضد رينالدو".
" قولي بصراحة , يا لوريل , هل حاول فعلا أن.....".
قاطعتها لوريل بجفاف قائلة:
" نعم , كان على وشك أن يفعل ذلك.....".
" أوه! مساء أمس , لم أكن أعرف أذا كنت تقولين الحقيقة كاملة أم تضحكين علي".
" ألم تشجعيه على ذلك؟".
" أبدا".
" ألا تريدين أن تقولي شيئا بهذا الخصوص؟".
" لقد أخبرتك بكل ما حصل , لدى عودتي".
" ليس كل شيء.......".
" أذا كنت تريدين تفاصيل مؤنسة , لا تتكلي عليّ".
" آه! لست لطيفة , لكن , يا لها من مغامرة لا تصدق ! الكونت يأتي لنجدتك في منتصف الليل , على ظهر حصان أسود , ثم يضعك فوق الفرس ويقودك الى قصره ..... آه , بعض الناس محظوظون !".
" أستطيع أن أعيش من دون الذي حدث!".
أدارت لوريل ظهرها وراحت ترتدي ملابسها , حول عينيها شحوب يدل على أنها لم تنم جيدا خلال الليل , بعد كل أنفعالات ومفاجآت الأمس , في وضح النهار بدت كل هذه الحوادث كالحلم , أو كالكابوس وتريد لوريل أن تنساه , لكن أيفون تمتع بحشرية ملحة فراحت تنهمر عليها بالأسئلة خلال فطور الصباح.
" أذن , سنتناول الغداء في القصر".
" لا أعرف".
" لكن ما دام قد دعانا.....".
" أتساءل أذا كان لائقا أن نقبل دعوته؟".
" ولم لا ؟ حسب رأيي أنا , هذه الدعوة رائعة , أخبريني كيف هو ؟ ما عمره؟".
" لم أسأله , لكن ربما يكون في الثلاثين".
" هل هو وسيم؟ وجذاب مثل رينالدو؟".
" من الصعب القول.....".
أنها ترى الكونت رجلا وسيما , لكن أن تقارنه برينالدو هذا مستحيل , كمقارنة الهر بالنمر الملكي.... وخشية أن يظهر التوتر الذي يختلجها , أسرعت في القول لأنهاء الحديث :
" آه , سترينه بنفسك".
" لكن , يا لوريل , قلت لي بالأمس , بأنك تشاجرت مع الكونت , ما سبب ذلك؟".
لا تنوي لوريل أن تخبرها عن الظروف المذلة التي جعلتها تلتقي بصاحب ( جزيرة المصير ) فأجابتها قائلة:
" كنت أبالغ قليلا , مثلك , أعتقد الكونت بأنني شجعت رينالدو على ما فعله , فقلت له بأنه مخطىء وبلهجة قاسية , لا شك أنه غير معتاد على ذلك".
" هذا كل ما في الأمر؟".
" ألا يكفي ؟ هل تشعرين بتحسن اليوم؟".
" أنا؟ نعم , لماذا؟ هل أبدو مريضة؟".
" لا , أبدا , بالعكس تبدين متألقة , وأحسدك على ذلك".
فوجئت أيفون وقالت:
" لكنك رائعة , يا لوريل , مبتهجة ومنتعشة وجميلة أيضا.
" أنت جميلة جدا , يا أيفون , ولا حاجة بك للحسد من أي أنسان".
" صحيح؟".
" أنا أكيدة من ذلك , أما الآن فأريد أن أتمدد على الكرسي ّ الهزاز في الحديقة , وأنت ماذا ستفعلين؟".
" لن أتركك , وأود من كل قلبي أن أرى الكونت حين يصل".
خرجت الفتاتان الى الحديقة وتمددتا تحت الشمس وشرعتا في القراءة , ولم يأت أحد , بعد الظهر بدأت أيفون تقلق على خاتمها , عجّ المكان بالنزلاء العجزة وأزوادهم , فملّت أيفون من هذا الوضع وقالت:
" آه , لا أريد أن أبقى دقيقة واحدة مع هؤلاء العجزة المجانين! هذا فوق ما أستطيع تحمله".
" أين تذهبين؟".
" الى الشاطىء".
وضعت أيفون نظارتيها وقبعتها وغادرت المكان بخطوات متمايلة , أطلقت لوريل زفرة عميقة وتساءلت : ماذا بأمكانها أن تفعل؟ من المستحيل أن تراقب صديقتها من الصبح حتى المساء.
ربما كان الكونت على حق , في القصر ستتمكن لوريل من مراقبة أيفون أكثر , وأذا برهنت كارلوتا عن لطفها وتعقلها , لربما أصيحت رفيقة ثمينة لأيفون , التي ما زالت تجد صعوبة في أخفاء ضجرها , وكيف لالأمكان لومها ؟ الجزيرة لا تحتوي على وسائل اللهو لفتاة من جيلها , والآن تأمل لوريل ألا تكون دعوة الكونت مجرد لياقة سطحية كما تتمنى ألا يطول تأخره.
وبأنتظار ذلك , قررت كتابة بعض الرسائل , فنهضت من مكانها وتوجهت الى غرفتها لجلب قلم وورقة , في البهو ألتقت بالآنسة جيسون , هذه المخلوقة العجوز , القصيرة الناعمة , الوحيدة , توقظ عند لوريل الشفقة , تحدثنا معا ثم سألتها العجوز :
" أنسى داما ألا أحد هنا في هذه الساعة من النهار , ساعة القيلولة , أريد شراء بعض البطاقات البريدية ولا أريد أزعاج السيدة آلين , هل تعتقدين أنه بأمكاني أن آخذ بضعة بطاقات الآن؟".
أبتسمت لها لوريل بلطف ونعومة وقالت:
" ليس في ذلك أي مشكلة , وأنا كذلك سآخذ بعضا منها , عادة أضع المال في هذا الصحن , هناك".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-06-11, 05:02 PM   #22

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

فعلت الآنسة جيسون مثل لوريل , ثم تبعتها الى زاوية مظلمة في الشرفة , وقالت:
" هل تركتك صديقتك؟".
" آه... لوقت قصير , ذهبت الى الشاطىء".
" لا شك , أنها لا تتسلى معنا , هذا أمر طبيعي , لمن في سنها , الصغار يعتقدون دائما بأننا لم نمر بسن الشباب , بينما عندما أفكر بذلك الوقت...... في شبابنا , أقول , بأننا لهونا كثيرا , صديقتي وأنا , أتذكر أيّما عندما وقعت بغرام شاب فرنسي ألتقت به نيس مع أحد أصدقائه , تبعانا لمدة أميال عديدة , في جادة الأنكليز , في تلك الأيام , لم يكن سهلا التعرف على الجنس الآخر , ولو عرفت وادة أيّما بذلك , لجنّ جنونها .... آه , نعم كانت أجازة رائعة , ألتقيت بمارك بعد مدة قليلة , وتواعدنا على الزواج.......".
تنهدت عميقا وبأسف أضافت:
" كان ذلك عام 1940 , ومن ثم أندلعت الحرب ومات مارك! جحيم دانكرك.....".
" آه! هذا مؤسف حقا".
" نعم , بقيت حزينة عليه سنوات عديدة ..... لكن, يجب الأستمرار في الحياة....".
فجأة توفت الآنسة جيسون عن الكلام , قائلة:
" آه , المعذرة , يا عزيزتي الصغيرة , لا شك أنك مللت من كلامي".
" لا , أبدا".
" لكنك تسامحين بسهولة , لن أنطق بكلمة بعد الآن!".
وأنغمست العجوز الأنكليزية في كتابة الرسائل وران الصمت مدة طويلة , وحوالي الرابعة بدأ النزلاء يهبطون الى الحديقة , والسيدة آلين تحضر السندويشات والحلوى لمن يريد, محافظة على التقليد البريطاني".
وفي تلك الأثناء وصلت أيفون وتمددت على المقعد , سألتها الآنسة جيسون:
" هل قضيت وقتا ممتعا على شاطىء البحر؟".
" أنت تمزحين , أليس كذلك؟".
هزت العجوز كتفيها ونهضت لتتوجه نحو زاوية الشرفة حيث الشاي يقدم للجميع , وكالجراد أحاط النزلاء بطاولة الطعام , واحوا يأكلون السندويش وقطع الحلوى الصغيرة.
فسألت أيفون:
" أنظري , أنهم يعيشون فقط في أنتظار موعد الطعام , وفي الحقيقة لا يحبون شيئا آخر ! يا لهؤلاء التعساء! ".
" أخفضي صوتك , بأمكان أحد ما أن يسمعك ".
" وأذا سمعني أحد؟ أليس ما أقوله صحيحا؟".
" في المستقبل , يا آنسة , أنصحك أن تبدي رأيك بطريقة سرّية".
هذا الصوت الجاف والمتعالي جعل الفتاتين تستديران معا دفعة واحدة وحين تعرفت لوريل الى النظرة الساخرة التي كانت تهددها منذ الأمس , رفعت يدها الى عنقها.
منذ متى والكونت هنا وراء مقعدها , كيف بم تسمعه يصل؟
قالت أيفون مذعورة:
" ألا تخجل من التنصت على الحديث , يا سيد!".
أبتسم وقال:
" المعذرة , يا آنسة , أنت على حق , غلطتي أسوأ من غلطتك , أسمحي لي أن أقدم نفسي .. رودريغة دي رينزيه , تحت خدمتك ,وأنت , يا آنسة , من تكونين؟".
أعطته أيفون أسمها ونظرت اليه بعينين مسحورتين وأضافت :
" لمعذرة يا سيدي , لا شك أنك عرفت بأنني لم أكن أريد أن أجرح شعور أحد".
" أنا مقتنع كليا بذلك , يا آنسة".
ثم ألتفت الى لوريل وسأل:
" هل بأمكان الجلوس معكما؟".
" طبعا".
جلس الجميع , لكن لوريل كانت ترتجف أضطرابا وتحسد أيفون على أسترخائها وفرحها في الأستئثار بأنتباه هذا الرجل الجذاب , بدا وكأنه عرف نداء العينين الجميلتين البراقتين , وبسرعة أخرج الخاتم من جيبه ونصحها أن تضعه في مكان أمين , فمدت له يدها النحيلة وقالت :
"أظن أنه من الأفضل أن أضعه في أصبعي".
" هل تسمحين أن أساعدك؟".
شكرته أيفون بحرارة , مضيفة بأن والدها مستعد لقتلها أذا أضاعته , ولم تستطع لوريل من كبت أبتسامتها الساخرة : غوردن سبرل هو آخر من يفعل ذلك!
" لست أنا من يجب أن تشكري , بل صديقتك".
" آه , نعم , لقد فهمت , أنها تعرضت للمشاكل من أجل الحصول عليه ".
" نعم , بالفعل".
نظر الكونت الى لوريل وقال:
" هل شفيت كليا من أنفعالات الأمس المؤلمة , يا لوريل؟".
أضطربت لسماع أسمها على لسان الكونت , وهزت رأسها قبل أن تسأل بخجل:
" ربما تريد بعض الشاي".
" شكرا , لقد طلبت من السيدة آلين أن تحضره لنا , كما حدّثتها عن قضيتنا , لقد شاركتني الرأي ولا يبقى لي ألا الحصول على موافقتكما".
لمعت عينا أيفون فرحا , أما لوريل فما زالت مترددة , هل من الصواب أن تدع الكونت يتدخل في شؤونهما لكن.. ما دامت السيدة آلين موافقة.........
" يا لهذه المراعاة!".
وبأسترخاء مبالغ , راح رودريغو دي رينزي يحتسي الشاي .فأعتبرته لوريل في تلك اللحظة بأنه يشبه الحرباء , يتكيّف مع كل الأوضاع بسهولة غريبة , وبدا على أيفون بأنها أتخذت بسحره وجاذبيته.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-06-11, 06:35 PM   #23

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وبعد ذهاب الكونت , أنتشر الخبر كالصاعقة , الجميع فرحوا لدعوة الفتاتين الى منزل صاحب الجزيرة , ولما جاء السائق ليأخذهما الى فالديروزا , تجمّع النزلاء كلهم على الشرفة ليودعوهما.
ولما توقفت السيارة الضخمة أمام مدخل القصر, شعرت لوريل بأبتهاج غريب , راح قلبها ينبض بسرعة جنونية , وما أن هبطتا من السيارة حتى تقدم الكونت لأستقبالهما , ثم قال:
" سنريكما غرفتيكما وسنتناول العشاء في الساعة التاسعة وسيكون بسيطا جدا , لأن العمة كونستانس لم تأت بعد".
ولما أصبحتا في غرفتيهما , سألت أيفون بعدما دخلت الى غرفة لوريل الشاسعة:
" ماذا يعني بالعشاء البسيط هل نرتدي الجينز أو الملابس الأنيقة؟".
" أنا سأرتدي تنورة مخملية وقميصا مطرزة".
" وأنا أرغب في أرتداء بزّتي الجديدة , الحمراء والسوداء ...... الشفافة... على شرف الكونت ! لا شك أن ذلك سيحدث تغييرا جذريا في عادات الكونت , أذ كان هذا الأخير معتادا على ذلك !".
ولما رأت أيفون تعبير لوريل المذعور , راحت تضحك بصوت عال وتقول:
" لا تخافي! أنا أمزح فقط .... أليس هذا رائعا أن يكون لكل واحدة منا غرفتها الخاصة تعالي وأنظري الى غرفتي.. شرفتي تطل على البحر , أنه حلم!".
كانت الغرفتان مفروشتين بالأثاث الفاخر والأنيق , غرفة لوريل مغلفة جدرانها بالورق الوردي المقلّم بالفضي , الستائر وغطاء السرير كلها وردية , الأثاث الأبيض المذهّب , منثور على البساط السميك الرمادي , أما غرفة أيفون , فلونها ليلكي وأصفر.
قالت أيفون:
" لم أكن أتوقع سريرا بهذا الشكل وأثاثا من السنديان الأسود ولوحات تمثل المغامرين الأسبان الذين غزوا أميركا! آه , لو كان أبي هنا , لأعجب بذلك".
أطلقت لوريل زفرة عميقة وجلست على السرير , فسألتها أيفون قلقة:
" ماذا بك؟".
" آه , يا ألهي! كيف نسيت؟".
" نسيت ماذا؟".
" المهمة التي أوكلني والدك بها!".
" آه , لا تقولي بأنك لم تصرّحي للكونت عن سبب أقامتنا في هذه الجزيرة...".
" لا! خلال اليومين الفائتين حدثت أمور كثيرة , جعلتني أنسى كليا هذه المسألة , ماذا سأفعل الآن , يا ألهي كيف سأبوح للكونت بأنني جئت بهدف أستكشاف المكان؟".
" لكن ذلك ليس ضروريا!".
" بل هذا من واجبي , ليس لدي خيار".
قالت أيفون بحماس:
" أنا لست من رأيك , فكري بالأمر مليا , أنها فرصة رائعة لنا , وما دمنا في القصر , فسيقول لنا الكونت كل شيء ويدلنا على كل شيء, وهكذا نربح الوقت".
" كلا , لا أريد ذلك , هذا غش وتضليل".
" آه لا تبالغي , أنت ما تزالين في المرحلة الأولى من الأستكشاف وبأمكانك أن تتوقفي عند الحد , والكونت لن يعرف بالأمر".
نهضت لوريل وقالت:
" لا يمكنني أن أقنعه بأنني هنا سائحة وحسب, سأقول له الحقيقة في أسرع وقت , آه , لا أجرؤ على التفكير بردة فعله أتجاه ما سأبوح له".
" آه , أرجوك , نحن محظوظتان لوجودنا في هذا القصر الجميل , كأنه حلم لا يصدق , وأخشى التفكير في توضيب حقائبا من جديد والرحيل!".
ران صمت طويل , بعده أن أقتربت أيفون من لوريل , المتكئة على النافذة:
" لوريل..".
" نعم".
" هل يهمك رأي أنسن غريب , الى هذه الدرجة؟".
" كلا , طبعا , لكنني ممزقة , هل تفهمين ؟ لا أقدر أن أخدع رجلا يقدم لي ضيافته".
أحتجت أيفون وقالت:
" أسمعي , يا لوريل , لا تقلقي , لم يدعونا الكونت الى هنا ألا بهدف واحد , وهو أن تسلي أبنة عمته المدللة , وها نحن الآن في مستوى الأنصاف , أليس كذلك؟".
" هذا المنطق ليس مقنعا".
" ربما , لكن ماذا سيقول أبي , أذا رآنا عائدتين.......".
حدّقت لوريل بصديقتها بنظرة حارقة وفهمت ما تعنيه, أضافت أيفون بتوتر:
" ومتى أصبح رودريغو دي رينزي على علم بمهمتك , سيرمينا خارج القصر.. وخارج الفندق أيضا, ولن يعود لنا سوى الرحيل , وسيتساءل أبي عن سبب عودتنا الباكرة , فسأضطر أن أبوح له بكل شيء وسيقول أن ذلك حصل بسببي أنا".
" لكن لا , كيف يمكننا أن نفكر مسبقا بأن الأمور تحوّلت الى مأساة؟".
أغرورقت عينا أيفون بالدموع السخيّة وناحت تقول:
" بلى , أنها غلطتي , لولاي لما حصل شيء من كل هذا , وسيعرف والدي ذلك , من دون أن نضطر الى أخباره , لقد سببت له حتى الآن المشاكل العديدة .... ولا ..... ولا أنوي أن.... أنزل للعشاء".
" لا , يجب أن تنزلي الى العشاء , فقط من أجل اللياقة".
" هل.... هل ستقولين له عن هدف مجيئنا الى هذه الجزيرة ؟".
" لا أعرف , سأفكر بالأمر".
" في حال أردت أن تقولي له الحقيقة , أرجو أن تفعلي ذلك في غيابي , أن والدي هو الذي يريد تطوير السياحة في هذه الجزيرة , وأنت لا تفعلين سوى تنفيذ أوامره".
وعدتها لوريل بذلك , لكنها شعرت بثقل على قلبها وهي تدخل بعد قليل الصالون الواسع حيث كان ينتظرهما الكونت , هذه الخدعة تتناقض والقيم التي تتحلى بها لوريل , لكن , أذا كانت صريحة , وباحت بالحقيقة فسيكون لذلك عواقب جمة على مشاريع مديرها , وبالتالي على صحة زوجته ,لو تصرف الكونت بطريقة متعالية ومقيتة , كما فعل في الأمس , لكانت الأمور أسهل بنظر لوريل , لكن للأسف , أظهر هذا المساء لطفا كبيرا موضحا جاذبيته أتجاه ضيوفه.
كانت غرفة الطعام واسعة وأثاثها قديم العهد , الأضواء الآتية من الثريات العالية تتمايل على الآنية الفضّية الفاخرة , خادم صامت يقدم الطعام الشهي : شمام مثلج وسلطة فاكهة البحر وأرنب مطبوخ مع الخضار الناعمة والأرز.....
تهيأ للوريل بأنها تعيش القصص الخرافية , وبدا رودريغة دي رينزي أنيقا أكثر من العادة في بزته السموكينغ وقميصه البيضاء المكسرة , الضوء الخافت خلق جوا خرافيا.
وخلال الحديث قال:
" أوكلتني جدتي أن أتمنى لكما أقامة سعيدة بيننا , فهي ستفرح لرؤيتكما غدا , صحتها مرهقة ولا تخرج من شقتها ألا نادرا وخادمتها تدلّلها كولد صغير".
تساءلت لوريل أذا كان أحد آخر من أفراد عائلته يعيش في القصر , لكنها لم تجرؤ على سؤاله.
كان الليل جميلا ومنعشا , خرجوا الى الشرفة بعد العشاء , رودريغو دي رينزي يدير الحديث بأسترخاء وراحة , وأيفون تشاركه بحماس , أما لوريل فكانت متوترة , شاردة في تأملها البحر وضوء القمر , كانت الساعة قد تجاوزت منتصف الليل عندما قال الكونت فجأة :
" آه , المعذرة , أخشى أن أكون قد أتعبتكما , لا شك أنكما ترغبان في فك حقائبكما والذهاب الى النوم".
أوصلهما الى أسفل السلم وأنحنى أمامهما محييا , صعدت لوريل وراء أيفون , عندما توقفت فجأة لدى سماعها صوتا آمرا :
" آه , لقد نسيت , يا آنسة دانواي ...... هل بأمكاني أن أحدثك لحظة.......".
أنتظرها الكونت كي تهبط , قلبها ينبض بسرعة , أدخلها الى
مكتبه وأغلق الباب وراءه :
" تبدين مهمومة , يا آنسة؟".

" أنا ؟ لا , أبدا!".
" بالكاد سمعت صوتك هذا المساء".
" صحيح لقد....... لم أكن أقصد ذلك".
" هل أزعجتك خطأ؟".
" كيف ؟ لا أبدا , علي أن أشكرك للطفك الكبير , لقد أستقبلتنا كالأميرات".
" هذا أمر طبيعي جدا , أصر على أن تكون أقامتكما هنا ممتعة جدا , لذلك كنت قلقا عندما رأيتك مهمومة.....".
نظر اليها مباشرة في عينيها , منتظرا ردها , ترددت لوريل , أليس الآن الظرف المثالي لتبوح له عن سبب وجودها في الجزيرة وماذا تقول له؟ كيف تبدأ ؟ كانت تبحث عن كلماتها عندما رأت ملامحه تتغير ثمة بريق عبر في العينين السوداويت.
" هيا , يا آنسة , لا تخافي ! أين حسك الدفاعي الذي أظهرته أمس أتجاهي؟".
تحولت أبتسامته الى سخرية وأضاف:
" هل بلعت لسانك بسبب المسؤوليات الجديدة التي تنتظرك ؟".
" ربما ".
فات الآوان , المناسبة ولّت , لكن خطر جديد يهددها فهي لا تعرف هذا الرجل ألا نتذ 24 ساعة وهي هي مدركة جيدا لردات فعله ...... بعد المزاح الغضب! سيرغمها على قول شيء تندم عليه فيما بعد فمعه يجب أن تطبّق شريعة الغاب.
ما زال يبتسم حين سألها:
" أنت أنكليزية , ولست أسبانية!".
" ليس لطفا مني أن أهاجم الكونت الكريم المضياف".
" أذن , لم نعد نلعب بالنار ؟".
" كلا".
رفع نظره نحو لوحة تمثل رجلا في بزة رسمية وقال:
" يا للأسف , لقد هيأت سيفي سدى".
" هل أنت بحاجة لسلاح مع عدو خال من أي دفاع؟".
" لطفك يخفي قوة غير أعتيادية , يا آنسة".
" ربما تتكلم عن خبرة يا سيد , لكنني أؤكد لك بأنني لا أرغب في العراك معك".
أقترب منها وقال:
" لكن لا يجب تحريضي ".
" أنت من يفعل ذلك ّ! هل هذه عادتك مع جميع الضيوف ؟".
" فقط أذا كانوا يستحقون ذلك".
" آه , أنت تسخر مني!".
ران صمت قصير , بعدها أقترب الكونت منها وأمسكها بكتفيها , شعرت بأنفاسه قرب أذنيها , فقال هامسا:
" أبدا".
قشعريرة غريبة أجتازت جم لوريل وتذكرت عناقات الأمس , وبتوتر شديد أفلتت منه بقوة , متمتمة بكلمات غير مفهومة , فلبس الكونت قناع الرجل العادي وهمس قائلا:
" لقد أخّرتك , وأرجو أن تعذريني .......".
فتح لها الباب , لكن قبل أن تخطو خطوة , كان قد أمسك يدها وطبع عليها قبلة صغيرة.

تمنت له ليلة هنيئة وخرجت من الغرفة متمايلة , قلبها ينبض بسرعة مجنونة داخل صدرها , ماذا تعني هذه البهجة الغريبة التي تحتلها؟



التعديل الأخير تم بواسطة بنوته عراقيه ; 16-06-11 الساعة 12:27 AM
أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-06-11, 10:30 PM   #24

العسل المور

محلل ادبى بنادى كتاب قلوب احلام

 
الصورة الرمزية العسل المور

? العضوٌ??? » 103476
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,260
?  نُقآطِيْ » العسل المور has a reputation beyond reputeالعسل المور has a reputation beyond reputeالعسل المور has a reputation beyond reputeالعسل المور has a reputation beyond reputeالعسل المور has a reputation beyond reputeالعسل المور has a reputation beyond reputeالعسل المور has a reputation beyond reputeالعسل المور has a reputation beyond reputeالعسل المور has a reputation beyond reputeالعسل المور has a reputation beyond reputeالعسل المور has a reputation beyond repute
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

العسل المور غير متواجد حالياً  
التوقيع
لا اله الا الله ..سيدنا محمد رسول الله
رد مع اقتباس
قديم 09-06-11, 11:37 PM   #25

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

6- قيثارة ونجوم


" آه , ما أجمل الحياة!".
هذا ما قالته أيفون وهي تتأمل أظافرها الجميلة المطلية باللون الوردي ثم سألت لوريل:
" ما رأيك بأصابع يدي؟".
أبتسمت لوريل وقالت:
" أصبحت فتاة مترفة! أذن , هل أنت مسرورة بدروس الفروسية؟".
" نعم , جدا , وأنت , أخبريني عن الجلسات الشعرية التي تقضينها مع الدونا لويزا".
" يا لها من عجوز رائعة! للأسف أن تكون محجوزة في غرفتها , بسبب الأمراض العصبية".
" الظاهر أنها تلاطفك وتحبك....".
" آه , أحيانا تمر بوحدة قاسية , لكن العمر لم يضعف مقدرتها العقلية".
" سأطلب غاليا أذا طلب مني قضاء معظم نهاري في قراءة الشعر أو مناقشة كتاب , خاصة مع الذين عاشوا في القرن الماضي , من جهتي , أفضل الشاطىء , الى اللقاء".

وضعت أيفون مئزر السباحة على كتفيها وخرجت من الغرفة مسرعة , تبعتها لوريل بنظرها وتمنت لو تكون مكانها.
أنهما الآن في القصر منذ ثلاثة أيام , وأيفون في أوج النشوة لأنها تحب الخيل , أختار لها رودريغو حصانا صغيرا وأخذ يرافقها كل صباح على ظهر حصانه الأسود الذي يدعى سيزار , وبرفقته وجدت دليلها المثالي , كانت أيفون تكتشف محاسن الجزيرة الجزيرة بفرح كبير , في مهاية هذه النزهة يلتقي الجميع لأحتساء القهوة في شقة دونا لويزا , وبعد الظهر تذهب الفتاتان الى البحر للسباحة وللتشمس , أو تتنزهان في الحدائق العطرة التابعة للقصر.
أظهر الكونت عن حسن ضيافة ,وأعجبت أيفون بالمغازلة السرية التي كان يظهرها الكونت أتجاهها , أما لوريل فكانت تتصرف بتحفظ تام , ضميرها لم يجعلها تسترح لحظة واحدة.
وبتنهد عميق , خرجت من غرفتها , وتوجهت الى شقة جدة رودريغو , الخادمة ماريا , وصيفة دونا لويزا , فتحت لها الباب , كانت العجوز جالسة على مقعد مريح , قرب الباب الزجاجي المفتوح على الشرفة , عصاها الفضية موضوعة على كرسي قربها , وعلى الطاولة تلة كتب مجلدة , ولما رأت العجوز ضيفتها تدخل تلألأت عيناها السوداوين , أنها في الثمانين من عمرها , وبالرغم من داء العصبي الذي شوّه مفاصلها , ما زالت مستقيمة كالعصا , ووراء تجاعيد وجهها آثار لملامح جمال جذاب , أبتسمت وقالت:
" أهلا وسهلا بك , يا لوريل , أجلس قربي , والآن , يا ماريا , بأمكانك تركنا".
جلست لوريل على مقعد مريح مصنوع من القش , النسيم العليل يجلب معه مئات العطور من الحديقة وطنين النحل الباحثة عن أريج الزهور , ووراء قنطرة من العريش سبيل رخامي , تهدر مياهه ببطء.
سألت دونا لويزا:
" هل تعجبك حديقتي؟".
أبتسمت لوريل وأجابت:
" أنها حقا رائعة ".
" صمّمها حفيدي من جديد , منذ سنتين , حتى يصير بأمكاني التنزه فيها بالرغم من عجزي , سأريك زاويتي المفضلة , هل بأستطاعتك أن تتأبطي ذراعي , من فضلك؟".
" بكل سرور , يا سيدتي".
نهضت لوريل وقدمت لها العصا , وبصعوبة نهضت العجوز وأجتازت الشرفة ببطء ثم أخذت الممر الواسع المتعرج وسط العشب والزهر... دونا لويزا تعرف كل زهرة بأسمها , فقالت:
" أختار رودريغو أفضل الزهور التي أحبها , أنه حفيد طيب , وأنت , يا أبنتي , ألا تجدينه كذلك؟".
قالت لوريل بتهذيب:
" طبعا".
فجأة أصغت السمع , عندما فوجئت بزغردة العصافير المتناغمة ,ولما رأت دونا لويزا الدهشة على وجه الفتاة , أبتسمت ثم قالت:
" جوزيه يطعم الآن عصافيري , سترينها بعد قليل".
ينتهي الممر أمام باب مركب داخل جدار مرتفع ومغطى بالورود الليلكية والزهرية , فتحت لوريل الباب , ودعت العجوز الى الدخول قبلها , ثم لحقتها , ووجدت نفسها في حديقة أخرى واسعة ومستديرة تحيط بها الشجيرات العديدة والأشجار المزهرة , وسطها أقفاص كبيرة , مخصصة لتربية الطيور , وداخلها عشرات العصافير الملونة تطير في كل الأتجاهات , داخل قفص جوزيه يرمي للعصافير الحبوب والعصافير تغط على رأسه وعلى كتفيه.
لوريل لا تحب أن ترى العصافير داخل القفص , في بعض البلدان عادة بربرية لجعل العصافير عميانا , لا يرون , بغية أن يغردوا أفضل , لذلك أسرعت وراء السياج للتأكد من أن العصافير أمامها لم تخضع لهذه التربية البربرية.
فقلت لها الكونتيسة وكأنها عرفت مخاوفها:
" لا تقلقي , يا أبنتي الصغيرة , عصافيري يعتنى بها بها جيدا , أنظري......... فعلنا كل ما في وسعنا لنخلق لها أطارا طبيعيا , لديها المسافة اللازمة لتطير وتتناسل , وأؤكد لك بأنها تعيش هنا وقتا أطول من عمرها في الغابة".
أطمأنت لوريل وأسترخت , راحت الكونتيسة تمشي بصعوبة وتقول:
" والآن , أذا أردت , سنجلس لحظة , هنا في الظل لئلا يتأثر لون بشرتك الأنكليزية !".
أمضتا وقتا ممتعا تحت العرائش تثرثران في مختلف المواضيع , وبسرعة عادت العجوز من جديد تتحدث عن حفيدها الذي تحبه كثيرا , بعد وفاة والديه بحادث طائرة , تكفلت هي بتربيته , كان حينذاك في السادشة عشرة من عمره, وهي أرملة منذ وقت قصير.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-06-11, 08:40 PM   #26

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

همست لوريل ببعض الكلمات اللطيفة , فرفعت العجوز كتفيها وتابعت تقول:
" القدر كان قاسيا علي ...... فقدت زوجي وأبني الوحيد في وقت قصير جدا .. لكن المسؤولية الكبرى وقعت على ظهر رودريغو الذي من ينته من دراسته , أنما وجدنفسه بين ليلة وضحاها , على رأس أملاك واسعة مثل فالديروزا".
دونا لويزا أنجبت ثلاث بنات , الكبيرتان متزوجتان والصغيرة , كونستانس , قررت أن تعيش في فالديروزا!
" لقد عارضنا جميعا زواجها مع رجل لم يكن يناسب العائلة , ومن ثم , رفضت كل الذين تقدموا بطلب يدها , هل تندم الآن لأنها تمتعت بالأستقلال؟ أي شيخوخة تنتظرها في هذا القصر الذي ستحكمه قريبا سيدة أخرى ؟ ذلك لأنه من الضروري أن يتزوج رودريغو , في النهاية".
يا لكونستانس المسكينة ! أنها ضحية التقاليد الأسبانية البالية التي تقرر مستقبل بناتها من دون أي أعتبار للعواطف , وأحتراما للمرأة العجوز , فضلت لوريل الصمت , هل سبق وأختارت لرودريغو زوجة؟ من تشبه؟ هل تتمتع بجمال أسمر وشعر لمّاع وعينين مخمليتين نارية؟ كادت أن تسأل العجوز عتدما أضافت هذه الأخيرة قائلة:
" للأسف , كارلوتا تشبه عمتها كونستانس وأسوأ أيضا! منذ طفولتها وهي تعاكس النظام وجميع النصائح , هل أخبرك رودريغو عن مغامرتها الأخيرة؟ أنها حقا فتاة وقحة".
أطلقت زفرة عميقة وتابعت تقول:
" في مرحلة معينة من عمرها , وجدها أهلها المرأة المثالية لرودريغو , بالرغم من أن الزواج بين أبناء العمات والعموم لا ينصح به , في كل حال من المستحيل معرفة ما يفكر رودريغو به في هذا الخصوص , أنه يجعلني أتساءل أحيانا أذا كان أمرا عاقلا عندما أرسلناه الى أنكلترا لأنهاء دروسه , عاد الى هنا حاملا أفكارا واسعة ومتقدمة بالنسبة لذوقنا ...... غدا , سنتجابه مع كارلوتا , ورودريغو محظوظ للأبتعاد عن أبنة عمته ومزاجها السيء".
سألتها لوريل بأبتسام:
" أنها ما تزال صبية , أليس كذلك؟".
" نعم , ولا أحد بأمكانه أن يفرض عليها الطاعة! سترين ذلك بعينيك".
" أعتقد بأنها ستكون بحاجة الى صداقتي".
" لا تدافعي عنها , في كل حال أرى بأن حفيدي مخطىء لتحمل مسؤوليتها , أنه يضحي كثيرا لعائلته ولفالديروزا".
" لكنه ورث القصر عن والده".
" نعم , لكن هذا القصر الشاسع يتطلب مهمة ثقيلة , الجزيرة تعيش في أقتصاد مغلق وأموالنا حلالنا, لا يوجد بلد مثلنا بأستطاعته أن يفتخر حاليا بهذا الأنجاز الباهر , لكن لا تتصوري أن ذلك نتيجة معجزة وحسب , الشباب اليوم يرغبون في الحضارة , وبأمكانهم الأستسلام لمجتمع أستهلاكي بسهولة , أذا كان التوسع مرغوبا به في بعض البلدان , أخشى أن يكون هنا كارثة".
بعد دقائق صمت , قالت العجوز فجأة :
" لكنني أتكلم كثيرا , ي صديقتي الصغيرة , أنا خجولة من هذه الثرثرة هيا نرجع الآن".
ولما وصلتا الى الشرفة حيث كانت ماريا تنتظر معلمتها , ظهرت أيفون بثياب الفروسية , فرحة من رحلتها الصباحية , لكن لم يكن لرودريغة أي أثر.
قضت الفتاتان بقية النهار في أستكشاف القصر الرائع الذي يحتوي بأستمرار على مواقع خلابة , وفي أواخر بعد الظهر , ذهبتا الى المرفأ لشراء البطاقات البريدية والطوابع , ولما عادتا الى القصر كانت الشمس قد غابت وحلّ الظلام.
وكالعادة كان العشاء لذيذ الطعم وصاحب القصر ألطف من العادة , دونا لويزا تشاركهم مائدة الطعام ولوريل لا تتوقف عن التفكير بما قالته لها العجوز في الصباح.
وبدأت تفهم , الآن , طباع رودريغو المتعجرف , ذلك لأنه تحمّل باكرا المسؤوليات الضخمة , من دون سلطته وطاقته الكبيرة , لربما عرفت الجزيرة البؤس , ولربما بيعتن فالديروزا بالمزاد العلني , وبدلا من هذا كله ( جزيرة المصير ) تعيش سعادة هادئة , فوق المرفأ الصغيروسط الحدائق الرائعة المزهرة , نرى المدرسة الحديثة والمستشفى , وخلف كل هذا نرى يد صاحب الجزيرة , من غيره بأستطاعته أن ينظم ويقرر وينشق؟
هذا ما فكرت لوريل به بينما كانت تحتسي القهوة.... فجأة شعرت بصمت غير أعتيادي , فرفعت رأسها , في هذا الوقت بالذات نهض رودريغو وقال:
" المعذرة , أنا مضطر لترككن , لدي رسائل ملحّة عليّ أن أنتهي منها هذا المساء , جوزيه تحت تصرفكن عند الحاجة".
ولما أختفى الكونت , بدت الغرفة باردة وفارغة , فصرخت الكونتيسة بخيبة أمل :
" هل رأيتما ؟ أنه لا يستطيع التوقف عن العمل لحظة واحدة ! الواجب دائما الواجب! أتوسل اليه أن يتزوج وأن ينجب الأولاد والوقت يمر , وأذا أستمر على هذا المنوال , سيصبح كبيرا في السن , من سيرثه بعده ؟ وماذا سيحل بجزيرتنا ؟ لكنه يرفض الأصغاء الي".
أبتسمت لوريل بلطف وقالت:
" آه يا سيدتي , حفيدك ما زال شابا".
" لكن الوقت يمر بسرعة , وذات يوم , نصحو ونرى بأن الشباب قد ولّى وقد أبيّض شعرنا ونحزن".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-06-11, 09:10 PM   #27

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

ولما رأت لوريل عيني العجوز تغرورقان راحت تبحث عن شيء مريح للقول , لكن أيفون سبقتها وقالت:
" لكن , يا سيدتي , لا يجب أن تنظري الى الأمور هكذا , المهم , كي لا نشيخ , أن نبقى شبابا في قلوبنا".
فوجئت دونا لويزا بهذا اللطف غير المنتظر , وأجابت مبتسمة :
" أنت على حق , يا صغيرتي , لكن عليّ أقناع جسمي الهرم , هيا , لنحاول أيجاد موضوع آخر , مسلّ ومفرح! وقبل ذلك , يجب أن نطلب من جوزيه أن يجلب لنا العصير".
جسم العجوز متعب , لكن عقلها ما زال فتيا وذاكرتها لا تخطىء , ولمدة ساعة بكاملها , راحت تقص على الفتاتين عهد شبابها وزواجها وحياتها في الجزيرة , فجأة قالت بأستغراب:
" لكنني أمرأة ثرثارة جدا , كجميع النساء الأسبانيات ".
وبعدما أوصلت الفتاتان العجوز الى شقتها وسلمتاها الى الخادمة ماريا , عادتا الى الصالون , فقالت لوريل:
" سأقوم بنزهة قصيرة في الحديقة , هل تأتين معي؟".
" كلا , عليّ أن أغسل شعري , فلم يتسنّ لي الوقت الكافي قبل العشاء , أصر على الظهور بمظهر حسن لدى وصول كارلوتا".
" كوني صريحة يا أيفون , ليس من أجلها فقط ترغبين ذلك......".
" في كل حال , أنه مسلفر غدا , أليس كذلك؟".
ثم خرجت أيفون من الغرفة.
توجهت لوريل الى الحديقة , حالمة وأجتازت الساحة الكبرى المضاءة بالمصابيح الحديدية التي تبث نورا خافتا , ثم فتحت الباب الحديدي الذي يؤدي الى المشتل , الهواء كان فاترا وعطرا , وسط الشجيرات والنباتات العطرة , وجدت ممرا يصل الى شرفة صغيرة تطل على المحيط , أستندت لوريل على الحائط المغطى بالنباتات المتسلّقة , وراحت تتأمل مطولا الخليج الشفاف تحت ضوء القمر , أضاعت تمييز الوقت , وأنسحرت بجمال المنظر الخلاب وتخدّرت في خليط العطور الحلوة والمالحة ولم تعد تستطيع أن تنتشل حالها من هذه النشوة.
فجأة , في هذا الليل الصامت , سمعت موسيقى قيثارة قريبة منها , تقلّصت لا شعوريا وقررت العودة , شء ما تحرك في ظل الشرفة , فأنتفضت:
" هل أخفتك؟".
القيثارة سكتت وميّزت لوريل اللون الأبيض لقميص رجل , وأقفلت بد على معصمها , ووجدت نفسها قرب رودريغو , تحت عريشة صغيرة.
" هل أنت مستعجلة للعودة الى الداخل؟".
" كلا... لكن , لم أسمعك قبل أن تبدأ بالعزف أنا آسفة لأزعاجك".
أبعد يده عنها ووضع القيثارة على المقعد الحديدي بجانبه , ثم قال:
" لكنك لا تزعجينني أبدا , بالعكس , هيا , أجلسي هنا".
جلست لوريل بأنزعاج وقالت :
" لم..... لم أتوقع أن أجدك هنا ....... في هذه الساعة....".
" ولم لا ؟ ألا يحق لي , أنا أيضا , أن أسترخي قليلا ؟ وجدت بأن الموسيقى هي الوسيلة الفضلى للبرهان عن وجودي من دون أن أخيفك , هل كنت مخطئا؟".
لم ترد عليه مباشرة , بل قالت:
" أكمل , يا رودريغو , سأصغي الى عزفك قليلا , لو سمحت".
" بكل سرور , يا عزيزتي".
تناول القيثارة وراح يعزف عليها , أصغت اليه لوريل بفرح كبير , عزفه يتحدث عن الحياة والحب والشغف , ولما تبخّرت الموسيقى في الصمت , أصدرت لوريل زفرة عميقة وقالت:
" يا لهذا العزف الجميل!".
" هل فاجأتك؟".
" نعم".
" لكن موهبة الموسيقى والرقص تولد معنا هنا!".
" أعرف , ولم أكن أتصور بأن الوقت يسمح لك بأتقان هذه الموهبة وممارستها".
" آه , الظاهر أن جدتي أخبرتك الكثير عني!".
فجأة رفعت لوريل رأسها وأشتبكت نظراتها بالعينين السوداوين البراقتين ,وبدأت تقول بتردد :
" كنت أتساءل......".
" ماذا؟".
" منذ قليل , قلت بأنك مشغول وعليك كتابة الرسائل , ألا يمكنني مساعدتك خلال مدة أقامتي ؟ أنا سكرتيرة وفكرت أنه بأمكاني أن أطبع لك الرسائل أو الفواتير على الآلة الكاتبة , سأتمكن من شكرك على ضيافتك بهذه الطريقة المتواضعة".
لم يرد عليها فورا , وبدأت لوريل تندم على أنفعالها المباشر , أخيرا سألها بأبتسامة غريبة:
" ألهذا السبب كنت مهمومة منذ قليل؟".
عرفت بأنه يسخر منها , فعضّت على شفتيها وقالت بتلعثم:
" ........... ربما..........".
" أنا متأثر بذلك كثيرا".
" المهم ألا تكون غاضبا".
" ولماذا أغضب ؟".
" الظاهر , وللأسف , بأنني أملك موهبة أغضابك , حتى عندما لا أكون أرغب في ذلك".
حكّ ذقنه بأصابعه الطويلة النحيلة وسألها:
" هل يعني كلامك هذا بأنك تخافين مني؟".
" كلا , لكنني أعارض طريقتك في ممارسة العقاب!".
" هه هه! لكن المذنب عادة لا رأي له في العقاب ...".
" هل من عادتك , أذن فرض العناق العنيف؟".
" لكن , يا عزيزتي , لم أجد , حتى الآن , أفضل من هذا العقاب ".

لأسكات المرأة !".
نهضت لوريل وقالت بصوت مرتفع:
" آه , أنت رجل مستحيل! لقد تأخرت ...... من الأفضل أن أعود الآن ".
" قبل أن أغضب مرة أخرى ؟ أحذري , يا لوريل , صحيح أننا وضعنا المعركة جانبا , لكن , أرجوك , لا تصعّبي عليّ الأمور .......".
" آه , لكن ...... لكنني أردت أن أقدم لك المساعدة.....".
نهض بدوره وقال :
" أنا متشكر جدا , لكن أخشى أن تكون قد أهملت تفصيلا صغيرا ومهما....".
" أي تفصيل؟".
" لا أشك قطعا بقدراتك المهنية عندما تمارسينها في لغتك....".
نظرت اليه مطولا قبل أن تفهم ما يقوله , أبتسمت ثم قالت:
" آه , كم أنا حمقاء! لقد نسيت".
أبتعدت لوريل , فصرخ بها قائلا:
" لا تذهبي! ولا تقولي بأن الوقت متأخر ! لماذا تشعرين بالذنب عندما تتغيبين أكثر من ساعة؟".
" أنت على حق يا رودريغو , فقدت والدي منذ طفولتي وعمتي التي ربتني كانت أمرأة طيبة , بل صارمة , كانت تطلب مني دائما أن أعود قبل ساعة معينة , ومنذ سنوات أعيش وحدي في لندن , ومع ذلك لا أستطيع أن أفقد عادتي في الشعور بالذنب عندما تصبح الساعة الحادية عشرة ليلا.
" لدينا على الأقل نقطة مشتركة .... وهي كوننا يتيمين .........".
هزت لوريل برأسها ولم ترد , فسألها ببطء:
" وتحاولين الآن التحرر من هذه العقدة؟".
" ليس تماما , النظام المعين قوة في الحياة ".
ترددت لحظة قبل أن تتابع قائلة:
" ربما لا تصدقني , لكنني قمت بجهد كبير على نفسي .... حتى أقتنعت بأمكانية السباحة وحدي , في هذا البحر الشاسع وفي هذا الحر القوي......
" لم أنس ذلك النهار , ومن ثم بدأت أفهم أمورا كثيرة".
وضع يديه على كتفيها وقال:
" لم يفت الأوان بعد , يا لوريل , ليس هناك من حارس ظالم , يلنظر الى ساعته بأستمرار...........".
قالت هامسة وهي ترتجف :
" بلى , أنت , يا رودريغو ".
ضحك وقال :
" أنا؟ لكنني أنسان من لحم ود , ولست بسجّان!".
بنعومة وقوة ضمّها بين ذراعيه وراح يعانقها بشغف قوي , كانت ترغب في ضمه اليها , لكنها لم تجرؤ , نار غريبة أحتلتها , لما رفع رأسه , فتحت عينيها وأطلقت زفرة مخنوقة وظهر رأس رودريغو الأسمر تحت السماء المليئة بالنجوم.
" العناق ليس دائما عقابا!".
العالم الخارجي أختفى كله بالنسبة الى لوريل , وببساطة تامة وضعت ذراعيها حول عنق رودريغو وعانقته مطولا .
فجأة دفعها بعيدا عنه وقال:


" لندخل قبل أن نفقد وعينا".


عادا الى القصر صامتين , يمسكها رودريغو بذراعها لئلا تتعثر , وفي أسفل السلالم , رفعت لوريل نظرها اليه ولم تر شيئا في تعبير وجهه الجامد , أبعدت رأسها بسرعة كي لا تقرأ الحقيقة , فقال لها :
" مساء الخير , يا لوريل".
همست هاربة :
" مساء الخير".



التعديل الأخير تم بواسطة بنوته عراقيه ; 16-06-11 الساعة 12:50 AM
أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-06-11, 11:06 AM   #28

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

7- وصول الشيطانة


وفي اليوم التالي أستيقظت لوريل في حالة من النشوة العالية , هل حلمت بلحظة الأمس العاطفية ؟ كلا....... مجرد تذكر تلك اللحظات الرائعة , يشعرها بالقشعريرة , أرتدت ملابسها ونظرت الى نفسها في المرآة بحيرة وأرتباك متأكدة بأن كل خلية فيها تهتف للحب , لكن لا شيء يبدو على وجهها المالس , ما عدا أبتسامة صغيرة في زوايا شفتيها المرتجفتين , ونظرة مندهشة.
لم تعجبها هذه الصورة في المرآة , فراحت تخلع بسرعة الثوب القطني الأزرق الذي أرتدته , فتحت خزانتها وراحت تبحث في داخلها عن شيء أجمل تلبسه , فقررت أخيرا أخراج قميص فلاحية مطرزة لم يسبق أن أرتدتها من قبل , وتنورة حمراء واسعة مكشكشة . القماش يتمايل حول خصرها النحيل والقميص الناعمة أبرزت أنوثتها , في هذه البزة بدت أنيقة , سرّحت شعرها وتركته ينسدل على كتفيها شلالا ذهبيا , تعطّرت وتحمّرت ثم خرجت من غرفتها , وألتقت بأيفون على السلالم , وكادت أن تضمها بين ذراعيها , من شدة الحماس , لكن سألتها:
" هل نمت جيدا؟".
لكن مزاج أيفون لم يكن مبتهجا , فرفعت كتفيها وتمتمت:
" نعم ....... كالعادة , أنت فرحة , مرحة , هذا الصباح".
" ولماذا لا أكون فرحة , مرحة؟".
" لكنك غريبة عل غير عادتك!".
أحمرّت لوريل بقوة , وتساءلت أذا كانت أيفون قد رأت ما حصل بالأمس مساء.
" يا ألهي , قولي ما الذي لا يعجبك في منظري".
تسمّرت أيفون مكانها من شدة الضحك وقالت:
" لا شيء , أنت رائعة حتى الكمال , وكالعادة , لكن هذه أول مرة أرى شعرك منسدلا على كتفيك , وهذا القميص....... رائع!".
" شكرا".
" وكل هذا على شرف من؟".
" لا تكوني حمقاء , يا أيفون".
" حسنا , أنها قضيتك ولا أريد التدخل فيها , لكن , هل بأستطاعتي أستعارة قميصك ذات يوم؟".
" طبعا".
هبطت أيفون السلالم وهي ترندح لحن أغنية , فجأة توقفت وسألت لوريل:
" أين كنت مساء أمس؟ أردت أن أستعير منك شامبو الشعر ولم أستطع العثور عليك , وتساءلت ما يمكن أن يكون قد حل بك".
" وماذا يمكن أن يحل بلوريل ؟".
هذه الكلمات صدرت عن رودريغو الواقف على عتبة باب الصالون , فأجابته أيفون ضاحكة:
" من يدري ربما خطفها شبح الجزيرة!".
توقفت لوريل على الدرجة الأخيرة من السلم وتسمّرت مكانها أمام نظرات رودريغو الذي كان يفصّلها من رأسها حتى أخمص قدميها , لكن من دون حرارة , منذ متى هو هنا؟ ماذا سمع من ثرثرة أيفون الطائشة؟
قال بحركة أنيقة:
" تعالي , الفطور جاهز".
ألم تشعر في نبرة صوته بعض الملل كأنها تلقت دوشا باردا! نشوة الأمس لم تكن ألا حلما عابرا أختفى بسرعة , وعاد رودريغة , الرجل المتعجرف , المتكبر ذا المزاجات غير المتوقعة.
بعد الفطور أعتذر الكونت أمام ضيفتيه لشدة أنشغاله , أما دونا لويزا فلم تخرج من شقتها لشدة ألمها من داء المفاصل , والخدم منشغلون , يركضون في جميع الجهات تحضيرا لوصول كارلوتا.
ولما توجهت الفتاتان الى الشاطىء , قالت أيفون:
" يا لهذه الحركة الدائمة داخل القصر! آمل ألا تكون كارلوتا فتاة صعبة ومتسلطة , من الأفضل أن تفكر مليا قبل أن تعطيني الأوامر ".
ذكّرتها لويل بنبرة هادئة:
" لا تنسي بأننا هنا بسببها".
" أنت هنا بسببها , أما أنا , فلا دخل لي بذلك , أنت من سيهتم بها ويراقبها خلال غياب صاحب القصر.
لم تنس لوريل مهمتها الجديدة , ومع مرور الوقت وأقتراب موعد وصول الباخرة , شعرت من جديد بالقلق يحتلها , ماذا سيحدث أذا كانت كارلوتا فعلا عنيدة والجميع يتحاشونها , لكن , هل رودريغو على حق عندما أكّد لها بأن أبنة عمته ستتصرف تصرفا حسنا كسيدة منزل في غيابه وما أذا قررت كارلوتا أن تعود في أول باخرة , حين يبتعد رودريغو عن الجزيرة كيف بأمكان لوريل أن تمنعها من ذلك؟
بعد الخامسة بقليل , رأت لوريل من نافذة غرفتها صاحب القصر يتوجه , بلا شك الى المرفأ , في مشيته نبرة عاتبة أكيدة , كأنه مستعد لمجابهة أي شيء.
دخلت أيفون الى غرفة لوريل وراحت تبحث في مساحيق الزينة وتقول:
" هل بأمكاني أن أستعير أزرق العيون , يا لوري , حنجري تعطّل".
" طبعا".
تقدمت أيفون من النافذة في الوقت الذي أقلعت فيه سيارة الكونت , فقالت , بعد عبسة متأسفة:
" آه , أما كان بأمكانه أن يأخذنا معه!".
" لسنا من أفراد عائلته".
قالت أيفون وهي تبتعد عن النافذة:
" نعم , لكن نحن هنا بسبب أبنة عمته".
ولما رأت أيفوت ثوبا أبيض ممددا على السرير , سألت:
" هل ستغيرين ملابسك بهذه السرعة؟".
" نعم , أشعر بثيابي مبلّلة بالعرق وملتصقة على جسمي , بعد هذا النهار الذي قضيناه على البحر , سآخذ الآن دوشا ساخنا".
" أذا كنت تريدين أرتداء ملابسك , الآن , في هذه الساعة , أنت حرة , أما أنا , فسأخرج".
" لا تتأخري".
" نعم , نعم , سأحاول".



أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-06-11, 08:11 PM   #29

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

صفقت الباب وعضّت لوريل على شفتيها , تعرف عدم جدوى نصائحها أتجاه هذه الفتاة المستقلة , يبقى أن تأمل بأن تعود أيفون في الوقت المحدد ولو تهذيبا.
كان البهو الواسع فارغا , أشعة الشمس تظهر لمعان الخشب الأشقر , والأرض الخشبية البرّاقة وتبث هالة ذهبية على باقات الزهر الملونة الموضوعة في كل مكان.
قامت لوريل بخطوات قليلة في الساحة , ثم ألقت نظرة الى الحديقة , لا أثر لأيفون , دخلت وتوجهت الى المكتبة وأخذت كتابا وبدأت تقرأ فيه , لكنها لم تستطع التركيز كليا , بين عينيها والكتاب تظهر الصورة نفسها , بعد قليل أغلقت الكتاب , من المستحيل أزالة ذكريات الأمس من مخيلتها , رودريغو عانقها تحت ضوء القمر , وماذا بعد؟ لماذا تعلّق على هذه القصة أهمية كبرى , صحيح أن دقائق النشوة أيقظت عند لوريل أحساسا لم تشعر به من قبل.
لكن أذا كان هذا الأحساس نتيجة أنجذاب لا أكثر , هل يعني أنها تحبه......ز وأول أحساس أتجاهه ألم يكن نابعا من عدائية قوية كيف بأمكانها أن تنسى هذا اللقاء الأول........
لم تعد قادرة على البقاء مكانها , نهضت وراحت تزرع الغرفة ذهابا أيابا , بخطوات حازمة وتقول لنفسها بضرورة التعقل وعدم الأستسلام للأحلام العاطفية العابرة , لا جدوى من بناء قصور على الرمال , ألم يسبق أن أعتقدت مرة بأنها مغرمة واليوم عندما تفكر بفيليب , فلا يخفق قلبها بسرعة , ماذا أذن والوضع الآن أليس هو نفسه؟
شعرت لوريل بقشعريرة تجتازها لمجرد تفكيرها بسلطة رودريغو عليها , وصلت الى جزيرة المصير وقلبها فارغ أصبح هذا القلب مليئا بالحب , ولم يعد ملكها...
وبعد هذا التفكير العميق ,وجدت نفسها بحالة يرثى لها وفضّلت العودة الى غرفتها , وما أن صعدت السلالم حتى سمعت أصواتا وخطوات مسرعة , أدارت رأسها ورأت رودريغو على عتبة باب المدخل , ووسط البهو تقف فتاة تحدق بها بعينين برّقتين.
أنها كارلوتا.... قصيرة القامة ونحيلة , ذات وجه طويل وشعر أسود , كانت ترتدي بزة معروفة لدى جيل الشباب , سروال جينز باهت اللون , وسترة مبطنة فوق قميص ملوّنة.
قال الكونت بصوت بارد :
" هل بأمكانك أن تتركينا وحدنا لحظة ,يا لوريل؟".
شعرت بأرتباك وأجابت:
" طبعا".
لكن قبل أن تتقدم خطوة , كانت كارلوتا قد أصبحت قربها , نظرت الى رودريغو بتحد وقالت:
" لماذا تريد يا رودريغو من هذه الفتاة أن تبتعد عنا , ليست خادمة , على ما أظن".
" كارلوتا , أرجوك دعي التمثيل جانبا من فضلك!".
" آه , أنت خجول مني , وخجول من بزتي ! وتسجنني في هذا القصر من أجل مقاصصتي ! ثم تفرض عليّ هذه الفتاة الأنكليزية بينما تذهب وتلهو بعيدا , دعني على الأقل , أنظر بتفصيل الى حارستي الشريرة , أصر على رؤيتها بأسرع ما يمكن!".
وبسرعة نظرت كارلوتا نحو لوريل وحدقت اليها بوقاحة , تقلصت لوريل أمام هذه الشتيمة , وأوشكت على التدخل , لكن الكونت أقترب منها , وقبل أن يفتح فمه , كانت لوريل قد أستعادت رشدها وقالت:
" لست خادمة ولست حارسة شريرة , يا آنسة , والآن أتركك آملة أن يصحح أبن خالك الأمور , ولا يقدمك الي خطا".
ألقت الى رودريغو بنظرة غاضبة وأجتازت البهو قبل أن تخرج من باب الحديقة , ولما وصلت الى الشرفة كانت ترتجف غضبا , تقدمت من سبيل الماء ومدت يدها تحت المياه الناعمة المنعشة , شمس المغيب تعكس على الحجارة القديمة نورا شفافا وذهبيا , لكن لوريل لم تكن حساسة الآن حيال هذا الجمال الذي يحيط بها , كلام كارلوتا الحقير يتابعها , آه , هكذا وصفها رودريغو أبنة عمته!
" هل أنت غاضبة يا لوريل؟".
أدارت رأسها بسرعة , كان رودريغة قربها , لم تسمعه حين وصل.
" أليس هذا من حقي؟".
أبعدت نظرها عنه وحدّقت بالماء الملونة بأشعة شمس المغيب فقال:
" أبنة عمتي تصرفت بصورة حقيرة منذ قليل , وأنا متوتر جدا وآسف أيضا ".
" شكرا".
ران الصمت ولم تجرؤ لوريل على النظر اليه مباشرة , لأنها أذا رأت في عينيه ملامح سخرية , ستنفجر بالبكاء ,لكن , ما الذي جرى لها , ما بالها واقفة مثل ولد عابس ؟ تشجعت وقالت بصوت ناعم قبل أن تدير ظهرها:
" اننس هذا , من فضلك ".
لكنه تمسك بيدها بقوة وقال:
" لوريل.....".
" أذن , ماذا؟".
" هل أنزعجت كثيرا من هذه الفتاة الشيطانة العديمة التربية؟".
" كارلوتا ليست شيطانة ".
" ربما , لكن تجربتك مع الصغار تفرض عليك أن تكوني قوية أمام طفلة مدللة".
حافظت لوريل على صمتها , راح يداعب وجهها ويقول :
" أنظري الي , يا أبنتي الصغيرة , هل ما حصل الآن غلطتي أنا؟".
" نعم , ماذا قلت لكارلوتا كي تأخذ هذه النظرة عني؟".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-06-11, 08:31 PM   #30

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

قطب حاجبيه وقال :
" لكني لا أفهم........".
" صحيح!".
" نعم صحيح , لا أفهم , لم أقل شيئا لأبنة عمتي كي تأخذ فكرة سيئة عنك".
" لكنك نجحت في ذلك".
" أذن , أنت تطابقين الوصف الذي قامت به كارلوتا؟!".
" أجدك تافها ! والآن أبتعد عني".
وبحركة غير منتظرة رفعها من خصرها في الهواء , قبل أن يجلسها بقوة على حافة البركة وأمام صراخها راح يضحك من كل قلبه ويقول :
" لن أدعك تقومين من مكانك قبل أن نضع حدا نهائيا بسوء التفاهم هذا , أولا كوني أكيدة بأنني لم أستعمل أبدا هذه التعابير الفظة عندما حدثتها عنك , ثانيا , أرجو أن تفهمي بأن كارلوتا لا تتكلم الأنكليزية بصورة حسنة".
" أرجوك , أتركني , وألا سأقع في الماء".
لكن سرعان ما وجدت نفسها متعلقة بعنقه , حملها من جديد وهو يضحك ثم وضعها على الأرض وما زال متمسكا بذراعيها , ثم قال:
" لا أريدك أن تكوني كلوح الثلج , غير قادرة على الشعور بأي أنفعال عاطفي".
آه لو يعرف حقا , ما الذي تشعر به وهي بين ذراعيه؟
" كن جديا , يا رودريغو! كنا نتحدث عن كارلوتا , لا شك أنك وصفتني بأنسامة متوحشة , ولو كنت مكانها لفعلت الشيء نفسه".
" لماذا ترتجفين هكذا يا لوريل هل خفت من أبنة عمتي الشقية؟".
" كلا , طبعا , لكن......".
" آه , لم أنتبه , نافورة الماء , أعذريني.... لكن ثوبك مبلل حول ظهرك!".
وبحركات فوضوية حاولت ترتيب هندامها , فقال لها رودريغو أخيرا:
" هيا , يا لوريل , لا أقلق من أجل كارلوتا , ولحسن الحظ أنها ما زالت تخاف من جدتي , تعالي , لندخل , أنا أكيد من أننا سنجد فتاة هادئة ..... ولائقة".
رفعت لوريل نظرة متسائلة نحوه , فقال :
" نعم , أمرتها بتغيير ملابسها , وأرتداء بزة لائقة , قبل أن تجن جدتي".
ولما وصلا الى حافة الشرفة , توقفا , فسألت لوريل , رافعة عينيها القلقتين نحو رفيقها:
" هل ستذهب غدا؟".
" نعم".
" كم من الوقت ستكونغائبا؟".
" أسبوع , ربما , أسبوعان , لا أكثر , سأعود قبل الأحتفال السنوي".
" هل هذا الأحتفال خاص بالجزيرة؟".
" نعم , في هذا النهار نعيّد , ألم تزوري الكنيسة بعد؟".
" كلا , هل هي بعيدة من هنا".
" أنها تقع على بعد سبعة كيلومترات , كل سنة , في العشرين من شهر أيار ( مايو ) نحتفل باليوم الذي نبعت فيه المياه , وبالنبع الذي لم يجف بعد , منذ دهور عديدة , من زمان بعيد , كانت الجزيرة تعاني من الجفاف , كان الحصاد يابسا والماشية تموت عطشا , وبعد الصلوات المتعددة , أنبق الماء من الصخرة , وهكذا كل سنة , بعد الأجتماع الأحتفالي , نقوم بزيارة الروابي الخضراء الواقعة قرب الكنيسة المبنية قرب النبع , وبعدها نحتفل بعيد كبير في حدائق فالديروزا , أنها فرصة نادرة , وأنا سعيد لأنك ستشتركين فيها هذه السنة".
" شكرا رودريغو , أنا فرحة جدا بهذه المناسبة".
وبصمت عادا الى القصر , الأبتسامة على وجه الكونت , بينما الأنهيار يحتل قلب لوريل , مم هي خائفة؟ هل بسبب رحيل الكونت؟
حاولت جهدها الأبتسام في طريقها الى شقة دونا لويز , قربها , وجدت كارلوتا , بثوب أبيض أنيق , كالملاك الهادىء , ولحسن الحظ أن أيفون كانت قد وصلت , لكن لوريل لم تكن تفكر ألا برودريغو , لماذا تخاف على غيابه الى هذه الدرجة؟


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:49 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.