شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   روايات أحلام المكتوبة (https://www.rewity.com/forum/f203/)
-   -   489 - ضياع في العاصفة - آن ميثر - أحلام الجديدة (مكتوبة /كاملة ) (https://www.rewity.com/forum/t167567.html)

*سهى* 08-07-11 11:29 PM


الفصل الخامس
على أنغام الحب

كانت هذه المرة الأولى التي تقرأ فيها إيفي هذا التعبير الغريب في عيني ستيوارت الشاحبتين, غير أنها لم تفهم لما تتطاير شرارات الغضب منهما. وقفت ميري بجانبه تتأملها وهي مسترخية بين يدي هايس وقد بدت مصعوقة بعض الشيء على الرغم من الابتسامة التي ارتسمت على ثغرها.
نظرت إيفي إلى ستيوارت والبؤس يعتصر قلبها، مضى وقت طويل على تلك الليلة الأخيرة التي أمضتها في منزل ميري. كانت تعلم جيدا أنه بذل قصارى جهده ليتجنب رؤيتها منذ ذلك اللقاء الذي جمعهما منذ سنتين تقريبا.
أثار الموقف الغريب الذي وجدت إيفي نفسها فيه اضطرابها، غير أن ستيوارت لم يأبه للأمر وضاقت عيناه الشاحبتان وهما تتفرسان فيها كما ظهر فيهما وميض غريب.
قالت ميري وهي ترغم نفسها على الابتسام رغم الانزعاج البادي على وجهها: لم أكن أعلم أنك تحب الرقص يا هايس
بادلها هايس الابتسام وأجاب قائلا: لست بارعا في الرقص, لكن يمكنني أن أتدبر أموري إذا ما اضطررت لذلك
وجهت إيفي كلامها لميري:
قررنا الحضور هذا المساء للمساهمة في دعم ملجأ الحيوانات المحلي. وأظن أن حجم الهبات سيكون هائلا نظرا لهذا الحشد الكبير.
قال ستيوارت بفظاظة: أنا أحرص على إرسال شيك إليهم كل سنة.
سأله هايس بفضول:
هل أتيتما معا؟
أجابت ميري: لم نكن مرتبطين بأي موعد هذا المساء فطلبت من إحدى الممرضات أن تحل محلي وقررت المجيء لرؤية إيفي لأنني لم أرها منذ فترة طويلة جدا.
شعرت إيفي بارتباك شديد.لم تتصرف ميري بهذه الطريقة الغريبة؟
قال هايس لميري وقد افترت شفتاه عن ابتسامة عريضة: لم أتخيل يوما أن تصبحي ممرضة. مازلت إذكر يوم أغمي عليك عندما اضطرت لمداواة الجرح الذي أصيب به حصانك العجوز
ليتني أستطيع أن أنسى تلك الحادثة.. وخاصة البقعة التي وقعت فيها.
وقعت في كومة من السماد الطري. أقسم بأنها استحمت ثلاث مرات في ذلك اليوم لتتخلص من الرائحة
عادت الفرقة تعزف الموسيقى من جديد واختارت هذه المرة لحنا حالما هادئا.نظر هايس إلى ميري بطرف عينه وسألها: هل ترغبين في الرقض؟
ترددت ميري قليلاً فسارعت إيفي تشجعها: هيا يا ميري
استرخت ميري قليلاً وسمحت لهايس بأن يمسك يدها ويقودها إلى حلبة الرقص. هل إيفي تتوهم أم أن ميري تبدو فعلا وكأنها تحلق في الجنة وهي بين ذراعي هايس النابضتين بالرجولة؟
سألت تيبي ستيوارت: أتجيد الرقص سيد يورك؟.
هز ستيوارت رأسه ودس يديه في جيبيه وأجابها : كلا لا افعل
.ابتسمت تيبي له قائلة: وأنا أيضا...لنقل أنني لست بارعة في
الرقص لكنني أحاول أن أتعلم.
شدها كاش إليه قائلا بنبرة مفعمة بالحنان: أجل يا حبيبتي... هيا بنا.. يمكننا أن نتمرن قليلا. نراكما لاحقا
وجدت إيفي نفسها وحيدة برفقة ستيوارت فلم تقو على كبح اضطرابها.التفت إليها وراح يتأملها من أعلى رأسها إلى أخمص قدميها ثم قال لها بصوت عميق هادىء: أعجبني فستانك
شكرا لك
وأثارت نظراته المتفرسة ارتباكها, فأردفت :أنا مسئولة عن مسك حسابات صاحبة المتجر التي صممت هذا الفستان.أنه مجرد نموذج للعرض وهي تأمل أن تجد من يشتريه.
ألقى نظرة سريعة على أخته التي ترقص برفقة هايس ثم قال لها على
نحو غير متوقع: كانت ميري متيمة به في مراهقتها. لحسن الحظ أنها تمكنت من الشفاء من هذا الهوى فهانس رجل يحب المخاطرة وتورط في العديد من المعارك بالأسلحة النارية منذ أن تم تعيينه شريفا. وقد علمت أنه نجا بأعجوبة من المعركة الأخيرة. لا يمكن لميري أن تنجح
في لعب دور زوجة رجل قانون
لكنها ممرضة ناجحة.
نعم, معك حق. لكن المرضى يعودون إلى منازلهم بعد شفائهم فيما زوجة رجل القانون تظل ساهرة طوال الليل آملة أن يعود سالما معافى إلى المنزل .
ثم نظر إليها مضيفا : هنا يكمن الفرق.
أحست إيفي بالذنب وهي تتذكر التعابير التي ارتسمت على وجه ميري عندما دعاها هايس للرقص وكأنها تعدت على ممتلكات شخص آخر من دون وجه حق. وبعد الكلام الذي سمعته على لسان ستيوارت, لم تستبعد أن تكون ميري أخفت عن الجميع حقيقة المشاعر التي
تكنها لهايس. صحيح أن ستيوارت معجب به إلا أنه يعتبره طاعنا في
السن بالنسبة إلى أخته كما أنه يمارس مهنة في غاية الخطورة. وكانت
إيفي واثقة من أن ميري لا تجرؤ على الاعتراض على مشيئة أخيها.
سألها بنبرة فظة
لم أتيت إلى الحفل برفقة هايس؟
أثار سؤاله الوقح ذهولها وأرادت أن تقول له أن الأمر لا يعنيه لكنها لم تقو على ذلك.
لم يشأ أي منا الحضور بمفرده .
أنه شاب ميسور وعازب .
هل تحاول أن تلمح إلى شيء ما؟
ضاقت عيناه الشاحبتان.
ستبلغين الواحد والعشرين من العمر قريبا جدا .
لم تتخيل أنه مازال يذكر عيد ميلادها.
أفترض ذلك .
لم تطرف عيناه وهو يقول: قالت ميري أنك كنت ترغبين في دراسة الغناء الأوبرالي.
لابد أنها قالت لك أيضا أنني لا أرغب في العيش بعيدا عن جاكوبزفيل. ولم أشأ أن أضيع وقتي في تعلم مهنة لن أتمكن من ممارستها .
أتريدين أن تمضي بقية عمرك في العمل على مسك دفاتر الآخرين؟
أحب عملي كثيرا. وأظنك تعلم أنني أكتب المقالات الخاصة باتحاد مربي الماشية .
لم يعلق على كلامها،وعاد يتأمل أخته الصغرى وهي تتحرك بخفة على حلبة الرقص برفقة هايس. ولم تكد تمضي لحظات قليلة حتى أمسك بيد إيفي وقادها برفق إلى حلبة الرقص وأحاط خصرها بذراعه.
قالت له هامسة وقد حبست أنفاسها من شدة الانفعال:قلت أنك لا تجيد الرقص.
هز كتفيه بلا مبالاة وأجاب:كذبت عليك .
وضمها أليه بشدة وراحا يتحركان بخفة على وقع الموسيقى وقد أراحت خدها على صدره الصلب.
أحست إيفي بضيق في التنفس فوجوده على مسافة قربة منها أثار فيها إحساسا مسكرا
أعادها بالذاكرة إلى تلك اللحظات الحميمة التي جمعتهما منذ سنتين. كانت واثقة من أنها في حلم وردي وستصحو منه قريبا جدا لتجد نفسها في سريرها. لكن ما المانع في أن تستمتع بهذه اللحظات التي لا تقدر بثمن؟ فأغمضت عينيها واستسلمت له بكليتها وشعرت لبرهة من الزمن بقشعريرة تجري في جسده الضخم.
لكن سرعان ما توقفت الموسيقى لتجد إيفي نفسها مرغمة على العودة إلى أرض الواقع بعد أن أرخى ستيوارت قبضة عن خصرها.
تملكها أحساس بالوحدة والفراغ فأحاطت نفسها بذراعيها وأرغمت نفسها على رسم ابتسامة على ثغرها ابتسامة لم تصل إلى عينيها.
لاحظت إيفي أن ستيوارت كان يمعن النظر إليها.
تلك الظلال الخضراء تلائمك كثيرا... أنها تتناغم مع لون عينيك .

*سهى* 08-07-11 11:29 PM


وقفت إيفي فاغرة الفم، لا تعرف كيف تتعامل مع هذا الإطراء الصادر عنه.
حقا؟
منحها ابتسامة رقيقة، ابتسامة لم يسبق أن ارتسمت على شفتيه من قبل ما جعل عينيه الشاحبتين تتلألآن فبدا أصغر سنا وأقل جدية. وبادلته الابتسام.
انضمت ميري أليهما وقد ظهرت على وجهها أمارات غريبة ثم سألت إيفي: هل تستمتعين بوقتك؟.
أجابت إيفي مشيحة بنظرها بعيدا عن ستيوارت: كانت رقصة رائعة.
معك حق
بدا هايس كئيبا محبطا عندما انظم أليهم من جديد وقال لهم: بلغنا أن شحنة من المخدرات ستصل بين لحظة وأخرى.كان هارلي يتابع القضية عن كثب وعلم أن الكمية التي سيتم تهريبها كبيرة جدا. علي أن أرحل. كنا نستعد لهذه اللحظة منذ أشهر طويلة, وهذه هي فرصتنا للنيل منهم.
ثم التفت نحو إيفي وأضاف :"يمكنني أن أطلب من أحد معاوني أن يصحبك إلى المنزل.
قاطعه ستيوارت قائلا : يمكننا أن نوصلها في طريقنا إلى المنزل. لا تقلق
شكرا
ثم ابتسم ابتسامة عريضة لإيفي قبل أن يقول: يؤسفني أن أفسد الأمور في موعدنا الأول. لكن أعدك بأن أعوض عليك في المرة المقبلة.
لست مستاءة يا هايس.إذهب وقم بعملك. يمكننا الخروج معا في مناسبات أخرى .
أشكرك على حسن تفهمك. أراك لاحقا .
وغمز ميري بعينه ثم أومأ لستيوارت برأسه وتوجه نحو الباب الأمامي.
لاحظت إيفي أن ميري تعض على شفتها السفلى فيما عيناها تلاحقان هايس وهو يجتاز القاعة الفسيحة متوجها نحو الباب الأمامي إلا أنها ارتأت ألا تعلق على الموضوع.
ما رأيك لو نحتسي بعض العصير؟
بدت ميري مشوشة الذهن وهي تجيب : نعم. لكني أود أن أتحدث قليلا إلى شيلبي. سأعود في الحال
وتوجهت ميري نحو شيلبي بينما سكبت إيفي كأسين من العصير وناولت أحدهما لستيوارت.
قال لها باشمئزاز: أنا أكرهه
يمكنني أن أحضر لك فنجانا من القهوة .
وأخذت منه الكأس ووضعتها على الطاولة.
نعم، أفضل القهوة مع القليل من الكريما ومن دون سكر .
صبت القهوة في الفنجان، وأضافت القليل من الكريما, ثم ناولته إياه بيدين مرتجفتين.. فأحاط يديها بيديه لئلا يقع الفنجان منهما وهو يقول برقة: لا بأس.لا داعي للخوف .
حاولت إيفي أن تدرك ما الذي يحصل لها لكن من دون جدوى.. لمسة واحدة من يديه الدافئتين كانت كافية لتتسارع نبضات قلبها... ونظرة واحدة من عينيه الشاحبتين كافية لتزرع في نفسها البهجة، والإثارة والذعر.إنها المرة الأولى التي يثير فيها رجل رد الفعل الجسدي المتهور هذا لديها, منذ تلك الليلة الرهيبة حين عانقها بشغف لا يوصف. منذ أكثر من سنتين وتلك اللحظات المحمومة تطاردها في
أحلامها، وتفسد عليها فرص التعرف إلى أي رجل آخر.
ناولته الكوب بأصابع مرتجفة ثم سألته وعلى ثغرها ابتسامة خوف:
هل كمية الكريما كافية؟
أومأ برأسه ثم راح يرتشف قهوته بصمت تاركا إيفي ترتشف شرابها بسكون, وقد استعادت الفرقة الموسيقية نشاطها واختارت هذه المرة مقطوعات هادئة خفيفة الوقع.
انضمت ميري إليهما من جديد وقد علت وجهها أمارات الفرح.
طلبت من شلبي أن تحتفظ لي بأحد الكلاب التي تتولى تربيتها. إنها من أفضل كلاب الحراسة .
قطب ستيوارت جبينه وسألها: وما الذي ستفعلينه بكلب الحراسة؟ .
ليس لي... تعرفت في المستشفى على فتاة صغيرة مصابة بورم في الرأس. من المفترض أن تخضع المسكينة لعملية جراحية لكنها مرعوبة جدا. ولما سألت والديها عما يمكن أن يساهم في التخفيف من
خوفها قالا لي أنها لطالما حلمت بأن تقتني كلب حراسة. و المشكلة أنه لا أحد يعلم بعد ما إذا كان هذا الورم خبيثا أم لا .
سألتها إيفي : كم تبلغ من العمر؟ .
10 سنوات .
أجفلت إيفي لدى سماعها ذلك فيما قال ستيوارت: أصبح لديها الآن ما تتطلع أليه. أنت درة لا تقدر بثمن يا ميري.
نظرت إليه بعينين مليئتين بالحنان وقالت
وأنت أيضا.. ما رأيك لو نرقص أو نأكل قبل أن ننفجر بالبكاء ونحرج إيفي؟ .
رفع ستيوارت حاجبيه ورمى إيفي بنظرة خبيثة ثم قال: معإذ الله أن نحرجها .
ثم وضع فنجان القهوة جانبا وأضاف : أظن أنه من الأفضل أن نرقص.
ثم قادها إلى حلبة الرقص
أقسمت إيفي بأن تلك السهرة من أجمل السهرات في حياتها إذ رقصت حتى طلوع الفجر مع ستيوارت الذي لم يأبه للأعين الفضولية التي راحت تراقبهما بخبث. فالكل يعلم أن ستيوارت يميل إلى العلاقات العابرة و إيفي لم تواعد أحد منذ فترة طويلة.كما أن اهتمام ستيوارت الفائق بها أثار دهشة الكثيرين.
من جهتها, رقصت ميري مع الكثير من الشبان لكنها بدت هادئة على غير عادتها منذ رحيل هايس فتساءلت إيفي في سرها ما إذا كان مظهرها السلبي هذا يخفي وراءه نيرانا متأججة.
عندما حان وقت المغادرة أخبرت ميري شقيقها بأنها ستعود إلى المنزل برفقة أحد الأخوة بايتس الذي أصر على أن يوصلها بنفسه.لم تشأ ميري الاستفاضة في شرح الأسباب، وتجنب ستيوارت بدوره طرح الأسئلة فشبك أصابعه بأصابع إيفي وقادها إلى سيارته الفخمة الجديدة.

*سهى* 08-07-11 11:30 PM



لا إذكر أنني كنت أستمتع بوقتي إلى هذا الحد في الحفلات الراقصة .
ردت مبتسمة: لهونا كثيرا. لست معتادة على السهر حتى ساعة متأخرة من الليل.
فقدت الاتصال بميري منذ انتقالها للعمل في سان أنطونيو .
ربما..لكن ميري صديقتي المفضلة وستبقى كذلك حتى إن لم يتسن لنا أن نتقابل كثيرا .
لزم الصمت لبعض الوقت ثم سألها: هل من أخبار عن راشيل؟ .
أخذت نفسا عميقا وأجابته : أجل, اتصلت بي الأسبوع الماضي.
كيف حالها؟
لم تتمكن إيفي من أخفاء ذهولها.. لم يطرح هذه الأسئلة كلها عن أختها التي يكرهها؟
مازالت على حالها على ما أظن .
باستثناء أنها على علاقة برجل ثري ولكن متزوج، وتبقى منتشية طوال الوقت, كما أضافت في سرها.
رماها بنظرة سريعة وقال : ليس هذا ما سمعته .
أحست بغصة في حلقها، أنسيت إيفي أن ستيوارت ينتمي إلى عالم رجال الإعمال الناجحين والأثرياء ولابد أنه على علم بأمر عشيق راشيل الأخير.
ما الذي سمعته؟ سمعت أنها ستشكل محور سبق صحفي. ولهذا السبب بالذات قررت أن أرافق ميري إلى الحفل الراقص إذ ذكر هايس أنه دعاك إلى الحفل الراقص، وأردت التحدث أليك على إنفراد من دون أن ينتشر الخير في البلدة كلها. فالمنزل الذي تقيمين فيها يفتقر إلى الخصوصية والسيدة رودوس تعشق القيل والقال. لذا، كنت مرغما على اختيار مكان حيادي .
راح قلبها يتخبط بين ضلوعها. عادت راشيل من جديد لتنغص عليها حياتها. هل ستتمكن يوما من التحرر من مشاكل أختها التي لا تنتهي؟
قال لها باقتضاب : لا أريد رؤية هذه التعابير على وجهك. أعلم جيدا أنك لا تستطيعين التأثير فيها لكني أخشى أن يأخذك صحفي متحمس على حين غرة ويطرح عليك أسئلة شخصية تتعلق بأختك
ليتمكن من نشرها.فالفضائح تكسب الكثير من المال، خاصة إذا تمكن الصحافي من إيقاع أقارب الضحية في فخه .
وضعت إيفي يديها على وجهها وسألته : هل الأمر سيء إلى هذا الحد؟.
سيء بما يكفي .
انعطف ستيوارت عن الطريق الرئيسية وسلك طريقا ترابية فرعية ثم أطفأ المحرك. وعندما نظرت إيفي من حولها وقد بدا الاضطراب على وجهها, أضاف : هذه أرضي. لم أشأ أن نجلس أمام منزل السيدة
براون التي ستقف خلف ستائر النافذة وتختلس النظر إلينا طوال الوقت .
فك حزام الأمان والتفت إليها واضعا يده خلف مقعدها.
عليك أن تعرفي ما ينتظرك قبل أن يتصدر الخبر الصفحات الأولى في الصحف الشعبية .
لوت إيفي شفتيها استياءً. كانت تدرك تماما التأثير السلبي الذي تتركه أخبار الصحف الشعبية على حياة الناس.لكنها لم تتخيل أنها قد تقع ضحيتها يوما. على أي حال لم تكن التعابير المرتسمة على وجه
ستيوارت تبشر بالخير.
قل ما عندك .
علمت أن راشيل تزود رجلا فاحش الثراء بالمخدرات ما جعله يتوهم أنه مغرم بها. لكن المشكلة هي أن المعني تزوج مؤخرا بملكة جمال سابقة لا تريد مشاركته أو مشاركة ثروته مع أي امرأة أخرى، فما بالك بممثلة مبتدئة تعاشر تاجر مخدرات؟ أخبرني صديق مشترك أنها تنوي فضح أمرهما على الملء. وإن فعلت
فلن تتمكن راشيل من العمل في برودواي بعد اليوم ومن الممكن أن يدخل صديقها السجن. وأخشى أن تزج راشيل في السجن أيضا إذا ما قررت الزوجة أن تنشر المعلومات الثمينة التي تمكن تحريها الخاص من جمعها إذ يبدو أنها تمكنت من كشف العلاقة التي تربطها بكبار تجار المخدرات الذين يمارسون نشاطاتهم عبر الحدود. إنهم الأشخاص أنفسهم الذين يحاول هايس و كاش وكوب القبض عليهم
اكفهر وجه إيفي وبدأ عليه الشحوب على الرغم من الظلمة التي تلف المقعدين الأماميين
فالرسالة التي طلبت منها راشيل أن تبلغها لصاحب متجر الحلوى عبارة عن شيفرة فعلا. وأحست بموجة من الخوف تضربها بقوة وتسحقها.
ليتني أتوه في غابات الأمازون قبل أن تصل رأشيل إلى نقطةاللاعودة
مهما طال غيابك، عليك أن تعودي إلى ديارك في نهاية المطاف.. فالفرار لا يحل المشكلة .
مالت برأسها إلى الخلف وقد استولى عليها الإرهاق. ففي بلدة صغيرة مثل بلدة جاكوبزفيل ستشكل هذه الفضيحة مادة دسمة للقيل والقالوستجد إيفي نفسها بين ليلة وضحاها حديث الجميع هنا.

*سهى* 08-07-11 11:31 PM


أحست فجأة بقشعريرة تسري على طول عمودها الفقري وتناهى إلى مسمعها صوته وهو يقول : عندما كنت في المدرسة الثانوية ملأت راشيل البلدة بالأكاذيب عنك...وأفضل ألا أخبرك بما قالته لي
عنك.في بادئ الأمر، صدقتها لكن ما حصل بيننا منذ سنتين أثبت لي أنها مجرد أخبار ملفقة. المهم هو أنني عاقبتها وأرغمتها على مغادرة البلدة.
شعرت إيفي بموجة من الاحمرار تجتاح خديها وأملت في سرها ألا يلاحظ ذلك. إذن، هذا هو السبب وراء رحيل أختها المفاجئ وسوء معاملتها لها. لقد ظنت أن ستيوارت يحمي أختها الصغرى ما أشعل
نيران الغيرة في قلبها.
وتابع كلامه قائلا : يقول كوبر كولترين أنك كنت تأتين إلى مكتبه باستمرار بسبب الجروح التي كنت تصابين بها أثر وقوعك في المدرسة .
قفز قلبها من مكانه وأجابته على الفور: كنت فتاة خرقاء.
هراء! كان والدك مدمنا بينما حرصت راشيل على أن تملأ رأسه بالأكاذيب عنك كما فعلت مع الكثيرين. سمعتها مرات عديدة تتباهى بأنها نجحت في إثارة مشكلة بينك وبين والدك. كان تسعى إلى تحريضه ضدك لتتمكن من أن ترث أمواله كلها وقد تمكنت من تحقيق مرادها
أصيبت إيفي بالغثيان لمجرد إدراكها أنه على علم بمشاكلها كلها.
كان والدي شديد التعلق بها .
هذا أمر طبيعي لا سيما أنه كان واثقا من أنك لست من صلبه .
شهقت إيفي واتسعت عيناها اللوزيتان قبل أن تسأل : ماذا؟ .
كنت متأكدا من أنهم أخفوا الأمر عنك. ادعت راشيل أن والدتكما أطلعتها على هذا السر قبل وفاتها. يبدو أنها كانت على علاقة بأحدهم وأنت ثمرة هذه العلاقة .
لم تجد الكلمات المناسبة للتعبير عن الاشمئزاز الشديد الذي شعرت به فسألته متلعثمة : هل أنت واثق مما تقول؟
أجابها بنبرة مترددة : لست أدري. إذا أردت التأكد من الأمر, فيمكننا أن نأخذ شعرة من الفرشاة الخاصة بوالدك أو عينة من دمه ونجري فحصا للخصائص الجينية. في حال لم نتمكن من العثور على
عينة من دمه لدى كولترين، فيمكننا الاعتماد على فئة الدم فقد علمت أن تجدييد الأبوة ممكن بهذه الطريقة. لكننا لن نتمكن من التأكد إلا إذا حصلنا على عينة الخصائص الجينية العائدة لوالدك. إنها الطريقة الوحيدة لإثبات أبوته لك .
سألته مصعوقة: وهل تفعل هذا من أجلي؟
من دون أدنى شك .
كان من الصعب عليها أن تتقبل هذه الحقيقة بسهولة. لا عجب في أن والدها كان يقسو عليها إلى هذا الحد! واستغلت راشيل هذا الأمر لتحرم إيفي من ميراث عائلتها وتستأثر بالأملاك كلها.
قالت بنبرة عالية: لا بد أنها تكرهني.
كانت تغار منك
ولم تراها تغار مني؟ لا أظن أنها كانت تحسدني على جمالي .
مد يده وأمسك بخصلة من شعرها قبل أن يجيب : كفي عن هذا الكلام.. العيب الوحيد فيك هو سوء تقديرك لنفسك. لكنني لم أكن أقصد المظهر الخارجي فراشيل تغار من طريقة تعاملك مع الناس لأنك تسعين إلى إبراز أفضل ما فيهم, وترفعين معنوياتهم وتعززين ثقتهم بأنفسهم. وأنت لا تحبين الثرثرة أو تلفيق الأكاذيب, وتسارعين إلى مساعدة كل من يعاني من ضيق أو مشكلة. أما راشيل فلم تحب
يوما ألا نفسها، وقد جعلتها تصرفاتك تشعر بحقارتها, ما أثار غيرتها
لكنها كانت جميلة جدا, والشبان يعشقونها. حتى الشبان الذين حاولت مواعدتهم...
أومأ برأسه وقال : أعلم أن راشيل كانت تجد متعة كبيرة في سرقة كل فتى تحضرينه إلى المنزل. ونجحت في تحريض جميع صديقاتك ضدك باستثناء ميري مع أنها لم تنس أن تلفق لها الأخبار عنك
وأشاح بنظره بعيدا وقد تصلب جسده فجأة. لم تكن إيفي بحاجة إلى التفكير طويلا لتدرك أن ميري نقلت إليه ما سمعته عنها.
يدهشني أنك لم تحاول منع ميري من التقرب مني .
نظر إليها بطرف عينه وأجاب : حاولت ذلك لكنها أبت الإصغاء إلي. وتوقفت عن الضغط عليها عندما أدركت حجم الأكاذيب التي لفقتها راشيل عنك.
أحست إيفي بالانزعاج وقد علمت ما يقصده بالضبط، إذ بدا واضحا أنه عاد بالذاكرة إلى تلك الليلة المشؤومة حيث أثبتت له تصرفاتها أنها عديمة الخبرة.
لا أظن أن كوبر يوافق على أن يفشي أسرار مرضاه لكنه قريبي وصديقي المفضل, ويعلم أنني أعتبر نفسي مسؤولا عنك منذ وفاة والدك. كان علي أن أجمع معلومات وافية عن حياتك في المنزل في
حال قررت راشيل العودة وافتعال المشاكل. لم يكن كوبر يعرف أنني استخدمت تحريا خاصا وزودني بكافة المعلومات التي أحتاج إليها .
لم تتمكن من النظر إليه. وأحست وكأن كدماتها وجروحها مرئية بوضوح لكل من ينظر إليها.
لا أظنك أخبرت أحد عن الموضوع, أليس كذلك؟
هزت إيفي رأسها نافية وردت
لم أستطع أخبار أحد حتى ميري .
لكن ميري ثاقبة الذهن أكثر مما تتخيلين. كانت تعلم لما تغطين ساقيك عندما تذهبين إلى المدرسة. كنت تخشين أن يرى أحد الكدمات التي يخلفها حزامه .
رفعت نظرها إليه وهي تعض على شفتها السفلى. وتذكرت في تلك اللحظة كلام ميري عن طفولته, والعقاب الذي أنزله والده به لرفضه احتراف لعبة كرة القدم.
سألته بنبرة هادئة : أنت أيضا نلت نصيبك من الضرب أليس كذلك؟ .
تردد قليلا ثم عقد حاجبيه الكثيفين وأجابها
أجل. لم أذكر الأ مر أمام أحد من قبل. فالذكريات مازالت تؤلمني حتى في هذه اللحظة .
لو بقي والدي حيا حتى يومنا هذا واستمر في اعتماد العنف معي لزج في السجن حتما .
ووالدي أيضا
وابتسم لها ابتسامة واهية ثم أضاف : أنا واثق من أن والدينا كانا ليشغلا الزنزانة نفسها .
أطلق تنهيدة عميقة، وداعب عنقها بأنامله الرقيقة فأحست بقلبها يتخبط بين ضلوعها.
لن أسمح لأحد بأن يضرب أولادي بالحزام .
أجابته على الفور : وأنا أيضا ابتسم لها ابتسامة مفعمة بالحنان وقال : من المؤسف ألا يتمكن المرء من اختيار أقاربه
بحثت عيناها عن عينيه وهي تجيبه: وكأنك تقرأ أفكاري. جل ما يهم راشيل هو أن تحظى بفرصة لعب دور البطولة في برودواي لكن الفضيحة التي ستطالها ستقضي على مستقبلها المهني, وأخشى أن
تدخل السجن بتهمة الاتجار بالمخدرات. لست أدري ما يمكن أن تفعله إذا ما وجدت نفسها في مواجهة هذه المشاكل كلها فهي ضعيفة جدا على المستوى العاطفي .
لكنها اختارت طريقها بنفسها يا إيفي وعليها أن تتحمل عواقب اختيارها
وتسللت يده القوية الدافئة إلى مؤخرة عنقها وهو يضيف : أظن أننا أكثرنا من الكلام الليلة .
وأمسك بوجهها بين يديه برقة وأضاف : لا داعي للذعر .
كانت عواصف مشاعرها الهوجاء تتقاذفها يمينا ويسارا لكنها استسلمت لها. صحيح أن المشاعر التي خالجتها تشبه تلك التي أحست بها منذ سنتين، إلا أنها بدت هذه المرة أكثر تفجرا. ولم تحاول أن
تخفي عنه توقها الشديد إليه فدست يدها خلف عنقه وبادلته العناق بشغف فائق. تردد ستيوارت للوهلة الأولى إلا أنه عاد وأطلق العنان لأهوائه وضمها بين ذراعيه وقد أصبح عناقه أكثر إلحاحا.
تأوهت إيفي فرفع رأسه ونظر في عينيها المصعوقتين قائلا : اعتبري نفسك في رحلة استكشاف لأرض جديدة .
وهل تنوي أن تلعب دور الدليل؟
ابتسم لها ابتسامة عريضة بينما تركزت نظراته على دقات قلبها المتسارعة والتي تردد صداها في الجزء الأعلى من جسدها المضطرب..
قالت لاهثة: لست واثقة .
فقاطعها : وأنا أيضا .
وعانقها سريعا ثم أضاف : كانت فترة طويلة ومملة وأظن أنني
ضبطت نفسي بما فيه الكفاية.
بينما كانت تحاول أن تدرك مغزى كلماته, تسللت يده إلى شعرها بمهارة وثقة طردت من ذهنها أي رغبة في الاعتراض. فتعلقت به واستسلمت لتلك اللحظات الجميلة

نهاية الفصل الخامس

بنوته عراقيه 09-07-11 02:29 AM

يعطيك العافيه ياقمر

*سهى* 09-07-11 11:37 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنوته عراقيه (المشاركة 5333743)
يعطيك العافيه ياقمر

[rainbow]
الله يعافيكي ياحبيبتي وشكرا على مرورك [/rainbow]

فناوي 11-07-11 03:43 AM

يعطيك العاااافية..رواية جداً راااائعة..بانتظارك عزيزتي..

*سهى* 12-07-11 08:54 PM


الفصل السادس
بين الماضي و الحاضر


كانت ايفي تسبح في فضاء البهجة حين تناهى الى مسمعها صوت صفارة الشرطة
و لا بد أن ستيوارت سمع الصوت ايضا أذ قطب جبينة و هو ينظر في المرأة ثم صرخ: لا أصدق هذا
لاحصت نظراتة فرأت أنوارا زرقاء شديدة التوهج تتقدم بسرعة كبيرة على الطريق الترابية خلفها.
قال له متمتا: انة هايس.
ثم أطلق شتمية خافتة جعلت خديها يتوهجان خجلا.
تجاوزتهما السيارة البيضاء العائدة لشريف مقاطعة جاكوبز ثم عادت أدراجها ليتمكن هايس من التحدث مع ستيوارت عبر نافذة السائق المفتوحة. في هذة الاثناء كانت ايفي عادت بسرعة الى مقعدها و رتبت مظهرها. من حسن حظها أن الظلمة حالكة و لن يتمكن هايس من ملاحظة مشاعرها المضطربة.
سألة ستيوارت: ألست بعيدا بعض الشئ عن ارضك؟ هذة أرضي.
حدق هايس فية لبعض الوقت ثم قال: تمكنا من ضبط شاحنة تنقل كمية كبيرة من المخدرات و في داخلها ثلاثة رجال مسلحين. ألقينا القبض على أثنين منهم لكن الثالث تمكن من الهرب. لا أظن أنة قد يبتعد كثيرا لكنة يحمل سلاحا أوتوماتيكيا.
- يا للهول!
-عندما رأيت السيارة متوقفة في الحقل.....
ثم عقد حاجبية و سأل: ما الذذي تفلانة هنا بحق السماء؟
أجابة ستيوارت على الفور: كنا نتشاور بشأن فحص الخصائص الجيبية
زم هايس شفتية و قد بدا غير مقتنع بجوابة ثم قال: لو كنت مكانك لأوصلتها الى منزلها. من الافضل الا نبعث مع امثاله من المجرمين.
و انظلق بسيارتة و صوت صفارة الانذار يصدح في ارجاء المكان.
التفت ستيوارت نحو ايفي و الاستياء باد على وجهة ثم قال: أظن أننا تأخرنا كثيرا. و لست في مزاج يسمح لي بالدخول في عراك مع مهرب المخدرات.
- و أنا ايضا.
غير أنها لم تتمكن من كبت خيبة أملها بعد تلك اللحظات الجميلة التي جعلها تحلق فوق سحاب.
-لا أرغب في الابتعا عنك يا أيفي لكن المكان و الزمان ليسا ملائمين على الاطلاق.
و اكتفى بهذا التعليق الغامض قبل ان ينظلق بسيارتة ينهب الأرض نهبا ليتمكنا من الوصول الى منزلها بسرعة.
ترجل من السيارة قبلها و فتح لها الباب ثم رافقها الى بوابة المنزل الأمامية حيث أحاط خصرها بيده و جذبها نحو ليتمكن من النظر في عينبها الحزينيتن. قال لها بنبرة مثقلة بالندم: ما كان علي أن أخبرك عن والدك بهذا الطريقة الفظة أنني أسف.....
-لا أظن أن الصحف ستتعامل مع هذا الموضوع بهذا الشكل المهذب أذا ما قررت التظرق الية. أشكرك على التوجيهات.
أحكمت يداة الضخمتان قبضتها على خصرها النحيل و قال: أذهبي لمقابلة كوبر فأنا واثق من أنة سيبدذل قصاري جهدة لمساعدتك. و لا تقلقي بشأن النفقات فسأتكفل بها كلها.
-حسنا
و أضاف بنبرة حازمة: لا داعي للقلق بشأن أحتك بعد اليوم فلو كان الوضع معكوسا لما تكبدت عناء التفكير فيك.
-أعلم بهذا.....لكن لم يعد لي أقارب سواها.
أخذ نفسا عميقا و أجابها: لا تصور أن هذا يجد نفعا.
و مال نحوة ليطبع قبلة رقيقة على جبينها فوقفت على رؤوس أصابعها لتتمكن من الاقتراب منة أكثر. و أحست بنفسها ترتجف عندما قبل دعوتها الصامتة و ضمها ألية بقوة. لكن ما أن سمعها تتأوة حتى ابتعد عنها بفظاظة.
صعقت لدى رؤيتها التغير المفاجئ في تصرفاتة. كم كانت تحب أن تعانقة و تضمة الى صدرها! فالأحساس الذي يثيرة في نفسها فاق حت أكثر أحلامها جموحا.
قال لها هامسا: من الأفضل أن نتوقف عند هذا الحد فنحن في مكان عام.
أجابتة هامسة بدورها: هل نحن في مكان عام؟
أطلق ستيوارت تنيهيدة طويلة و قال: أذا لم أتوقف عن معانقتك فسنصبح حديث البلدة.
أدرك أن علية أن يكون حازما من أجل مصلحتهما معا فالمكان ليس ملائما على الأطلاق. أمسكها من خصرها برقة قائلا: علي أن أسافر الى دنفر للمشاركة في ورشة عمل . سأتصل بك فور وصولي ألى هناك

وقفت تحدق فيه وقلبها يتخبط بين ضلوعها. واذ لاحظ الذهول الذى بدا فى عينيها الكبيرتين اردف قائلا الزمن يتغير والناس يتغيرون ستبلغين الواحد والعشرين الشهر المقبل اليس كذلك؟.

اومأت برأسها وهى فى حالة من الانشداه المطلق.

علت امار ات الكآبة وجهه للحظات قبل ان يضيف ما زلت فى مقتبل العمر لكن لا يهمنى.

ضمها بين ذراعيه من جديد وراح يعانقها فى شغف شديد فأحاطت عنقه بذراعيها وتعلقت به بقوة فيما قدماها تكادان تلامسان الارض.

كان الامر اشبه بحلم لا ترغب فى الاستيقاظ منه. وعندما تأوهت بنعومة, انزلها على الارض وافلتها بخشونة وقد تسارعت انفاسه.

لا توقعى نفسك فى المتاعب.

اجابته بصوت خافت وعيناها لا تفارقان عينيه انا لا اوقع نفسى فى المشاكل ابدا.

ابتسم لها ابتسامة رقيقة واجابها كان هذا من قبل.

قبل ماذا؟.

قبل ان تتورطى معى اغلقى الباب وراءك.

تسمرت ايفى مكانها عاجزة عن فهم مغزى كلامه احست بغصة فى حلقها ولاحقته عيناها بتوق شديد وهو يتوجه الى سيارته.

شغل محرك السيارة واضاء المصابيح لكنه لم يتزحزح من مكانه فادركت انه لن يرحل قبل ان تدخل الى المنزل.

عندئذ لوحت له بيدها ودخلت الى المنزل واقفلت الباب وراءه, وما ان اطفأت انوار الشرفة حتى سمعت هدير السيارة.

فى صباح اليوم التالى وجدت السيدة براون وليتا تبتسمان لها بخبث وقد بدت اساريرهما منشرحة.

سألتها السيدة براون هل امضيت وقتا ممتعا مساء امس يا عزيزتى؟ لاحظت ان الشريف هايس لم يوصلك الى المنزل. هل كانت تلك سيارة ستيوارت يورك؟.

اجابت ايفى راضخة وقد كرهت الاحمرار الذى اجتاح خديها اجل, اضطر هايس للرحيل.

قالت لها ليتا سمعنا عبر الراديو ان اطلاق نار قد حصل وادخل المساعد كلارك الى المستشفى بعد ان اصيب بطلق نارى.


*سهى* 12-07-11 08:55 PM


ا يقال ان هايس تمكن من النيل منه.

قالت ايفى متفادية الدخول فى اية تفاصيل
التقيناه فى طريق عودتنا الى المنزل, وقال لنا ان مساعده اصيب بطلق نارى, فى وركه لكنه لم يأتى على ذكر اصابة احد مهربى المخدرات.

اجابت السيدة براون لم يعثروا عليه فى الشاحنة عند ضبطها بل كان يختبئ فى قن دجاج على مقربة من الطريق العام رأى هايس الدجاجات تتطاير يمينا ويسارا فتوجه الى المكان ليتحقق من الامر.

واطلقت ضحكة خافتة ثم استطردت الناس يغلقون الابواب على دجاجاتهم لئلا تلتهمها الثعالب ولا احد يخرجها فى الليل ما جعل هايس واثقا ان احد مهربى المخدرات يختبئ فى المكان. اطلق هذا الاخير النار على هايس لكنه لم يصبه اما هايس فنجح فى النيل منه.

هزت ايفى رأسها قائلة انه يجازف كثيرا بحياته لن ترضى اى امرأة بالزواج منه الا اذا كانت تتحلى بالكثير من الشجاعة.

اظن ان هذا هو سبب بقاؤه عازبا حتى الآن ...هايس متهور منذ صغره انضم الى الشرطة وهو فى السابعة عشرة...لاشك فى ان والده اثر فيه تأثيرا كبيرا.

علقت ايفى مبتسمة كان والده رجلا ظريفا ويحب الورود كثيرا كان يملك اجمل حديقة فى الجوار ما جعل الناس يظنون ان زوجته هى من يعتنى بها.

علقت السيدة براون قائلة اراهن ان هايس لا يزرع الورود

وقالت ليتا كان لديه شقيق اصغر ادمن على المخدرات ويقال انه توفى بجرعة زائدة لم يتمكن احد من معرفة هوية الشخص الذى زوده بكمية الكوكايين الذى اودى بحياته يقال ان هايس مصمم على العثور على قاتل اخيه ولن يهدأ له بال قبل ان يدخل تاجر المخدرات الى السجن انه مقتنع بان مينيت راينور هى من زود بوبى بالمخدرات لكننى لا اوافقه الرأى لان مينيت ليست من هذا النوع.

اومأت ايفى برأسها وقالت معك حق لكنه ينظر الى الامور من منظار مختلف فكلما اشتبه بشخص ما يخرج عن طوره وهذا مخيف نوعا ما.

انا معجبة جدا به لانه لا يسمح لاى مجرم بأن يفلت من قبضته.

وافقتها ايفى الرأى قائلة هذا صحيح.

الا ان بالها كان مشغولا بستيوارت وما آلت اليه علاقتهما ونيران التوق والامل فى حياة جديدة تستعر فى داخلها.

خرجت فى ذلك النهار لمقابلة عملائها بفارغ الصبر. ادركت انه كان يمازحها, لكن النظرة التى راتها فى عينيه تلك الليلة نزعت الى التملك.

وكلما تذكرت ذاك العناق المتهور ثارت فى داخلها مشاعر البهجة وكادت تظهر للعلن على اى حال بدا واضحا ان ستيوارت يبادلها المشاعر نفسها, لكنه اكبر منها سنا وخبرة, ويستطيع ان يتمالك نفسه.

اتصلت بها ميرى فيما هى تتناول سندويشا فى مطعم بربارا من دون ان تستمتع بطعمه وعندما رن هاتفها قفزت من مكانها واخرجته من حقيبة يدها بلهفة آملة ان يكون ستيوارت.

سمعت صوت ميرى المفعم بالفرح يحييها.

اجابت ايفى وهى تحاول ان تتمالك نفسها لتخفى خيبة املها مرحبا كيف حالك؟.

اشعر بالوحدة واريدك ان تأتى لتمضية عطلة نهاية الاسبوع برفقتى. فما رأيك؟.

فى الماضى كانت ايفى تطير فرحا كلما دعتها ميرى لزيارتها لكن الوضع اختلف اليوم لان ايفى تخفى اسرارها عن صديقتها المفضلة.

لم تعلم ما اذا كان عليها ان توافق اذ خشيت ان تفضح المشاعر التى تكنها لستيوارت امرها اذا ما تواجدا تحت سقف واحد.

ولم تشأ ان تعلم ميرى بالامر فعلاقتهما ما زالت فى بدايتها ولا تريد ان يعلم احد بها.

ماذا لو لم يكن يرغب فى وجودها فى المنزل؟ ماذا لو كان يمارس احدى الاعيبه التى لا تعرف قواعدها؟

قالت لها ميرى قبل ان يتسنى لايفى الكلام لا تقلقى بشأنى يا ايفى لن اتدخل فى امورك الشخصية.

عفوا؟.

اخذت ميرى نفسا عميقا وردت هايس صيد ثمين.

تلعثمت ايفى وسألتها هايس؟.

بدا شديد الاعجاب بك كان مسرورا جدا ليلة البارحة.

وجدت ايفى نفسها امام مشكلة صعبة اذ لا يمكنها الاعتراف لميرى انها متيمة بحب شقيقها خشية ان تسارع ميرى الى اغاظة ستيوارت او ان تقدم على تصرف يجعله ينفر منها.

لكنها لم تكن فى المقابل على علاقة بهايس او حتى تسعى الى ذلك.

هايس شاب ممتاز لكنه لا يحب الارتباط بعلاقة جدية مثلى تماما. اريد ان استمتع بحريتى قبل ان افكر فى اى ارتباط ابدى.

اطلقت ميرى تنهيدة اخرى لكنها بدت غريبة هذة المرة الست على علاقة بهايس؟.

اننا صديقان وحسب يا ميرى.

يسرنى ذلك بالمناسبة هل سمعت شيئا عنه؟
.


*سهى* 12-07-11 08:56 PM


وتابعت تقول سمعت عن حصول اطلاق نار واصابة احدهم بطلق نارى اثناء محاولته القبض على تاجر مخدرات...هل كان هايس؟.

كلا كان احد مساعديه, كما اصيب احد المهربين ايضا, لكن هايس بخير.

الحمد لله.

تعرفين هايس منذ زمن طويل.

اجل اعتاد والداه ان يتركاه فى منزلنا كلما ارادا مغادرة البلدة لزيارة ذوى والدته فى جورجيا وعلى الرغم من انه صديق ستيوارت الا انى لطالما شعرت انه فرد من العائلة.

واضافت بشكل مبهم انه يكبرنى سنا تماما مثل شخص اعرفه فى سان انطونيو

كان فارق السن بين ميرى وهايس كفارق السن بين ايفى وستيوارت الذى بدا انه لا يعير الامر اهتماما.

لذا املت فى سرها ان تتمكن ميرى من تحقيق مرادها.

لكنه لا يكبرك كثيرا فى السن.

يقول ستيوارت انه عجوز مقارنة بى.

احست ايفى بشئ من المرارة فى تلك اللهجة الهادئة

انه شقيقك ويحبك ...وهو يظن..

وتوقفت فجأة عن الكلام فسألتها ميرى ما الذى يظنه؟

يظن ان مهنة هايس تجعله لا يليق بك. فهايس يحب المجازفة يا ميرى. صحيح انه شاب ظريف لكنه يحب المخاطرة ولا يهاب الموت...ستيوارت يفكر فى مصلحتك.

ادركت الآن سبب قلقه فى الآونة الاخيرة انما لا يحق لاى فرد من عائلتك ان يقرر مصيرك عنك مهما كان مقدار حبه لك.

اعلم ذلك لكن ستيوارت يحبك ويريدك ان تتزوجى برجل يحبك.

اطلقت ميرى ضحكة رنانة واجابتها اتظنين ذلك؟

اجل تبدين محبطة . ما رأيك لو تأتين لتناول العشاء برفقتنا هذا المساء؟ تعلمين ان السيدة براون لن تمانع. يمكننى الاتصال بها.

شكرا لك لكننى لا استطيع مغادرة المستشفى لان وباء الانفلونزا متفش فى كل مكان. قد احضر عندما تهدأ الامور.

حسنا, اعتنى بنفسك وكفى عن القلق قد تكون الحياة عادلة وتصبح الامانى حقيقية.

اجابتها ميرى بنبرة ساخرة هذا مؤكد.

اننى جادة فيما اقوله.

تنهدت ميرى تنهيدة تنم عن نفاذ صبرها وقالت لطالما امنت بالجنيات الطيبات.

والملائكة ايضا, لا تنسى هذا

اظن ان ملاكى الحارس يغط فى نوم عميق.

كفى عن هذا الكلام وتعالى لزيارتى متى سنحت لك الفرصة.

ما رأيك لو تلبين دعوتى لتمضية عطلة نهاية الاسبوع فى منزلى؟.

لاحظت انك انسجمت مع ستيوارت اثناء الرقص قد تكون عطلة ممتعة.

سأبلغك الرد فيما بعد علي ان اقابل عميلا جديدا.

انت وعملاؤك حسنا.. انتظر اتصالا منك.

ساتصل بك.. اعتنى بنفسك يا ميرى.

وأقفلت إيفي الخط. . . مسكينة ميري
انتظرت إيفي طويلاً لكن دون جدوى. ولم تتوان حتى عن الاتحقق ما إذا كان هاتفها يعمل. ومع حلول المساء، باتت واثقة من أنها أساءت فهم كلام ستيوارت. لابد أنه كان يمزح لكنه ليس من النوع الذي يطلق النكات كيفما اتفق.
ارتدت ملابس النوم. واندست تحت الأغطية ثم مدت يدها لتطفئ المصباح، وإذا بصوت هاتفها يتردد في أنحاء الغرفة. انتفض قلبها، ووثبت بسرعة من سريرها وتناولت حقيبة يدها بحثاً عن هاتفها الصغير. فتحت الهاتف بيدين مرتجفتين ووضعته على أذنها قائلة: آلو؟
سمعت صوته العميق عند الطرف الآخر من الخط: كنت تبحثين عن هاتفك، أليس كذلك؟

ضحكت إيفي لاهثة وأجابت قائلة: أجل
لو كنت مكانك لما قطعت الأمل. قلت لك أنني سأتصل بك .
نعم لكنني ظننت أنك منهمك بأعمالك.
فسئمت الانتظار .
تململت إيفي على سريرها وأجابته: حسناً، لم أكن واثقة مما إذا كنت تمازحني .
ساد الصمت بينهما لبرهة من الزمن ثم قال: ما زلنا في بداية علاقتنا. وعلينا أن نتعرف إلى بعضنا عن كثب .
لم تفهم إيفي ما قصده بكلامه فأحكمت قبضتها على الهاتف وقالت: دعتني ميري لأمضي عطلة نهاية الأسبوع برفقتها .
ماذا قلت لها؟ .
قلت لها أنني سأفكر بالأمر .
عاد الصمت ليخيم من جديد قبل أن تتابع كلامها: لم اكن واثقة من ردة فعلك .
ازداد الصمت عميقاً فاحست بغصة في صدرها. أخذت نفساً عميقاً وقالت: ستيوارت؟ .
لا تعرفين شيئاً عني
طبعاً لا. . . كنت تبذل ما في وسعك طوال السنتين الماضيتين لتتجنب رؤيتي.
أجابها بحدة: كنت مرغماً على ذلك .
لم تفهم مغزى كلامه. ولم تحاول أن تطرح عليه أي سؤال لشدة خجلها، ما زاد الأمور تعقيداً.
قالت بنبرة حزينة: علي أن أقفل الخط
هل هايس هو السبب؟ .
ماذا؟ .
هل أنت مغرمة بهايس كارسون؟ .
طبعاً لا .
سمعته يتنفس الصعداء قبل أن يقول: هذا من حسن حظي .
وتوقف قليلا عن الكلام ثم أردف: عندما أعود إلى البلدة، يمكننا أن نتحدث مطولاً
حسناً .
وماتت الكلمات على شفتيها. كانت تعشق صوته العميق الخافت، ولم تشأ أن تقفل الخط لكنها لم تجد ما تقوله لتحثه على مواصلة الكلام.
ماذا تفعلين؟
أنا في سريري، مرتدية ملابس النوم، أتحدث مع رجل مجنون .
انفجر ستيوارت ضاحكاً وسألها: هل أبدو مجنوناً في نظرك؟ .
أشعر وكأن علي الاعتذار لكني لا اجد سبباً لذلك
كان يومي طويلاً وحافلاً. غالباً ما يشارك في هذه المؤتمرات شخص من مناصري البيئة، وقد وصلت به الجرأة هذه المرة حد المطالبة بتعلم كيفية التواصل معها .
لم تتمكن إيفي من منع نفسها من الضحك وهي تقول: لو كانت قادرة على الكلام، لصرخت لا تأكلوني

كفى عن ذلك. تعلمين أنني لا أقوم بتربية الماشية من اجل لحومها .
كان ستيوارت صادقاً في كلامه فهو يعرف أسماء ثيرانه كلها ونسبها ويحرص على ترويضها كما لو أنها كلاب أليفة.
قالت له بلطف: أعلم هذا. ماذا قلت لذلك الشاب؟.
لم أقل له شيئاً
خيل إليها أنه سمعت تغيراً في نبرة صوته، فسألته: هل تولى الأمر أحد سواك؟ |
طلب منه أحد مندوبي الجمعية الوطنية مرافقته إلى الخارج فخيل إليه أنه يرغب في تبادل الحديث معه، غير أن المندوب رماه في نافورة المياه .
علمت أن البرد شديد في كولورادو. . والثلج يتساقط بغزارة .


الساعة الآن 04:32 PM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.