27-11-11, 08:52 PM | #491 | ||||||||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الترجمة وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وقلوب احلام
| اقتباس:
ياهلا فيك حبيبتي .. نصائح قيمة لبطلتنا تالا ..أتمنى أن تكون عند حسن ظنك في الفصل القادم .. في الحقيقة هي راح تحاول ..ولكن .... بتمنى تكوني حاضرة في الفصل القادم ..دوما اتشوق لردودك وتحليلات الممتعة ناي .. تحياتي وقبلااتي | ||||||||||
27-11-11, 09:05 PM | #492 | ||||||||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الترجمة وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وقلوب احلام
| اقتباس:
ههههههههه حبيبة عمري والله بعتذرلك عن ذوله المجانين وانشالله بتصلح امورهم في الفصول القادمة .. بس تحملي شوية لحد ماتروح الزوبعة على قولة ناي محمد سلاامي وقبلاتي | ||||||||||
27-11-11, 09:13 PM | #493 | ||||||||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الترجمة وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وقلوب احلام
| اقتباس:
رائعة حبيبتي ..رائعة في تحليلك الجميل .. صحيح ..لا يمكن أن تستمر بحياتها وهي تخفي عن براد أمور عن حياتها الشخصية ..وكانت المصيبة إن عرف براد بذلك في يوم واحد وساعات محددة .. أعجبني ماقلتيه أيضا بشأن كارل ...صحيح ..قد يجد هو الفرصة سانحة للتقرب من تالا .. وكذلك كنت رائعة في قول بارت حساس وبمثابة منعطف شديد في حياة الأثنين ..وذلك لأنه صحيح فمن شأن ذلك قد يغير امور كثيرة بينهما ... شكرا على تفاعلك سامية وبنتظر رأيك بالقادم .. تحياتي وقبلاتي | ||||||||||
27-11-11, 09:17 PM | #494 | ||||||||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الترجمة وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وقلوب احلام
| اقتباس:
وعليكم السلام والرحمة .. شكرا على اعجابك ..أسعدتيني بمرورك اللطيف بتمنى تكوني مطلة دائما | ||||||||||
27-11-11, 09:38 PM | #497 | ||||||||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الترجمة وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وقلوب احلام
| اقتباس:
حبيبتي ياعسل أنت أكثر شي بحبه فيك هو ..أنا جييت دوما مميزة منك والله انا اشتقتلك موت موت ... وأنشالله الأمتحانات تعدي على خير ... ضحكت كتير على ( دييغويي) ياسكرة أنت أنا مش عارفة امته يتفرغ دييغو من تالا حتى يقدر يشوف دربه فأثنين يحبوه ..أنت وأيميلي المسكينة وهو ولا داريان بحاجة وبينك وبين ايملي انا سايباكو أنتو تتفاهمو ..عشان ده افضل للأثنين ..ما اريد اكون ظالمة .. وشو غيرت رأيك بكارل اوعي يكون حبيتيه حبتين ..اوعي ده بصف الأعداااء هههههههه لا انشالله بتصلح بينهم بس انت استحملي شوية ... البارت القادم راح يكون ناري ..بتمنى تستمتعي فيه .. سلاامي وأشواقي ..وقبلاتي | ||||||||||
27-11-11, 10:10 PM | #498 | |||||||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الترجمة وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وقلوب احلام
| الفصل السابع عشر ( لست قديسا !) لم تستطع تالا أن تفعل شيء في الصباح , لم تستطع تناول أفطارا معتبرا فقد تفتت البسكويت بيدها ما أن أرادت تذوقه , وكان ذلك سبب انشغال بالها بمشكلتها الجديدة وماقد تترك أثرا على علاقتها ببراد , انصرفت بعد ذلك إلى تنظيف الشقة وليس لأنها بحاجة إلى ذلك اصلا فقد كانت الشقة صغيرة وهادئة بشكل مدهش , وذلك الهدوء أصاب تالا بالأحباط , لقد تمنت أن تستيقظ صباحا لتكتشف إن ذلك كان كابوسا من كوابيسها النادرة , وإن براد لم يصرخ بوجهها متهما عن كونه مخطئا بشأنها . عضت على شفتيها وتنهدت بألم حينما عاودتها ذكريات ليلة البارحة , شجارها مع براد وأنتهى بذلك إلى مجيء كارل ..و ..كارل!..توقفت مصدومة إذ تذكرت إهتمام كارل بها غير العادي , مالذي حصل وغيره ؟..فآخر مرة كانت تقف عند الباب وتحذره من الأقتراب منها حينما وضعته في مكانه , وبأنه لا يعني لها شيء .. ماذا حصل إذن ؟ كيف تخلى كارل عن عدائه وعاملها بمودة , حتى حينما قدمت له القهوة بعد رحيل براد بنصف ساعة اخذت تراقب ردة فعله بالنسبة لقهوتها ..تذكرت تعابير وجهه الجامدة حينما تذوق الرشفة الأولى وكيف رفع بصره وألقى عليها نظرة ودودة وكأنه يفهم سبب تطلعه بها ثم لانت أساريره وقال لها برقة :" لم يكن والدك على حق " .. قالها باليوناني ثم تابع بصوت دافئ ودود لم تعتد عليه تالا :" تعجبني القهوة الخفيفة " . ابتلعت تالا اضطرابها وشع الفرح في داخلها , لقد التقت أخيرا بمن يعجب بقهوتها ..هزت تالا رأسها شاكرة بينما أخفت ابتسامة صغيرة سعيدة . الآن وهي تتذكر ذلك صدمت من سبب تصرفها مع كارل , ربما لكونها كانت على غير طبيعتها , وربما لأنها عجزت عن فعل شيء وهي ترى كارل جديد آخر , بعيدا عن الفظ ..أو المستفز ..والساخر ..كان كارل جديد وبتلك الأبتسامة الصغيرة التي زينت أطراف فمه شعرت وكأنها رأت تلك الأبتسامة من قبل ..أو كأنها تعرف شخصا ابتسم لها تلك الأبتسامة المميزة المذنبة . ازدردت تالا ريقها وهي تبعد أفكارها عن كارل , ليس الآن وقت التفكير في أحتمال ذلك , فهي منذ أن عرفت كارل في الصحيفة لم تره ولا مرة يبتسم تلك الأبتسامة , لا لها ولا لغيرها . كانت الساعة الحادية عشرة والنصف حينما طرقت باب شقتها , وكاد قلب تالا يتوقف عن الخفقان , من المعقول أن يكون براد ؟.. إن هذا وقته المعتاد في المرور عليها كي يأخذها إلى الصحيفة ..لم تصدق حصول ذلك وطارت إلى الباب لتفتحه بينما قلبها يخفق بجنون . ما أن تبينت هوية الزائر حتى تيبست أطرافها بخيبة أمل قاهرة , بعد ذلك سيطرت عليها الدهشة وهي ترى كلاريس غاريت واقفة عند الباب , تجمد الترحيب على لسانها حينما رأت هيئة كلاريس الفوضوية , كان وجهها شاحبا بينما عيناها غائرتين بقلق شديد , وشيء من الحذر لمع فيهما وهي تتطلع إلى تالا . " إوه كلاريس إنها مفاجأة " سيطرت تالا على دهشتها ورحبت بها بود . لم تتحرك كلاريس من مكانها , وتطلعت في وجه تالا وكأنها لا تعرفها , قطبت تالا جبينها وتابعت تقول :" هل حصل شيء ..تبدين .." قاطعتها كلاريس متأوهة :" سيئة أليس كذلك .." ودخلت إلى الشقة مندفعة , جلست على الكنبة في منتصف الصالون , كان الأنهيار باديا عليها , شع القلق في داخل تالا فأغلقت الباب وتوجهت نحوها . نسيت تالا همومها وجلست قرب كلاريس تسالها بصوت قلق :" ماذا حصل ؟" . أخذت عيني كلاريس تغروقان بالدموع , ثم عبست فجأة وبحثت عن منديل في حقيبتها بيدين مرتجفتين وهمست بصوت معذب :" آسفة ..إوه أنا لا أعرف ماذا أفعل هنا ..لم أكن أعرف عنوانك وأردت أن التجأ لشخص آخر ..و.." وضعت تالا يديها على كتف كلاريس مواسية وقالت لها :" لا بأس ..لقد أتيت إلى المكان المناسب " . أغروقت عيني كلاريس بدموع أكثر وأخذت تنظر إلى تالا بأمتنان بعدها تقلصت يديها على المنديل وهي تقول بصوت مرتجف :" أتصلت ببراد كي يعطيني عنوانك , أحتجت فقط لأن أنفس عن ..عن ما أشعر به و..ولا أعرف كيف أقول ..أتمنى أن لا أكون قد عطلتك عن شيء ؟" نفت تالا بهزة رأسها ثم سألتها برفق:" لما لا تخبريني عن سبب انزعاجك ؟" . ولدهشة تالا ضحكت كلاريس ..ولكنها كانت ضحكة مريرة بعدها أخذت تتمتم :" انزعاجي ..أنا لا أعرف ما معنى هذه الكلمة ..أنا متألمة ..مجروحة " ومسحت دموعها وتغضن وجهها بعذاب مبرح وتابعت تقول مرتجفة :" كنت أتصور إني سأسيطر على مشاعري وأكون قوية , وأحاول الانفصال عن مشاعري فيما لو أنشغلت في عملي ..ولكني جئت إلى نيويورك وتغير كل شيء" . وقطعت كلامها لتأخذ نفسا سريعا متشنجا وأدركت تالا إن كلاريس تتحدث عن ميتشيل إذ تابعت تقول بصوت متألم :" كان ميتشيل قد ترك لي عدة أشهر كي أفكر وأقرر مصير علاقتنا ولكني أصريت على الطلاق وبجنون , وكأني كنت أهرب فقط من مشاعري تلك , وحاولت أن أبين له في أكثر من مناسبة إن العيش معه أصبح مستحيلا ..وبأنني لم أعد أطيق تملكه وحريتي التي يقيدها بأهتمامه ..ربما ستقولين عني مجنونة " وصاحت بينما عيونها تغرق بدموع جديدة :" فمعظم النساء يستقتلن على أهتمام رجل ما وخاصة لو كان مثل ميتشيل , ولكني فضلت حريتي وأستقلالي , أردت أن أعرف ما معنى أن أكون حرة دون التزامات ودون رجل يعيق تقدمك ..كنت طموحة حينما دخلت كلية الأعلام وبشكل ما شعرت بأن ميتشيل قتل هذا الطموح في داخلي ..وأردت ان أتحرر وأن أكون مراسلة عالمية وأن أصنع أسما جيدا ..ولكنه كان يقف لي بالمرصاد ..كرهته ..كرهته أجل ولكني رضيت أن أكون زوجته حتى طفح بي الكيل " . وتوقفت لتدعك جبينها وتأخذ نفسا عميقا , وبتنهيدة محرقة تابعت تقول :" وتصورت بأن لا شيء سيمنعني من تحقيق اسمي الآن فكثفت جهودي خلال ثلاثة أشهر وأدركت بأني نجحت ..." والتفتت تنظر إلى تالا بعينين معذبتين وأخذت تقول :" وكان هذا شعوري حتى ساعة البارحة ..كنت أظن إن عملي وإسمي وموهبتي هي الأشياء التي أرغبها ..التي تغنيني عن العالم كله ولكني في لحظة ألم عرفت إني كنت أخدع نفسي " وحينما توقفت عن الكلام حثتها تالا على الكلام بصوت متفهم عطوف فأرتجفت شفتي كلاريس وأخذت تعدل شعرها بأصابع متوترة مرتجفة وتمتمت تقول بأنفعال :" أتصل بي ميتشيل البارحة وأخبرني بقبوله على أجراء مراسيم الطلاق ولم يقل ذلك بصوت بارد معادي ..كان متفهما رقيقا وكأنه يكلم شخصا عزيزا قضى معه عمرا ولا يحب أن يستمر الخصام بينهما , لقد هزتني كلماته ..لم أعرف ماذا أقول كنت أتوقع كل شيء منه إلا الأستسلام , لم اصدق إنه بعد سنين طويلة يستسلم فجأة وبكل سهولة وهكذا أغلقت السماعة وشعرت بالأنهيار تماما " . لم تعي كلاريس لشحوب تالا , كانت تحاول مسح دموعها وتهديء نفسها ومافعلت ذلك إلا كي تمنع نفسها من الأنفجار بالبكاء , ثم تكلمت بصوت منهار :" لم يغضبني الأمر ..تصورت إنها لعبة منه , وبأنه لن ينفك ويعود ويتملقني بأسلوبه ..لم اتأكد من صحة قوله إلا بعدما أخبرني بعض الأصدقاء إنهم رأوا ميتشيل يتناول العشاء بصحبة امرأة جميلة سمراء ..البارحة وقبل ساعتين من أتصاله ..كنت مصدومة لأن أتعامل مع الأمر كله دفعة واحدة ..". علق تنفس تالا في المنتصف وكادت أن تشهق مستنكرة , لقد أستغلها ميتشيل دون أن ينتظر ردها , صحيح إنه طلب مساعدتها ولكنها لم تتصور أن يفعل ذلك دون أن يأخذ موافقتها ..ما كان عليها أن تثق به ..وبعد هل عرف سكان نيويورك كلهم بلقاءها اللعين بميتشيل ؟..تبا !. وكانت كلاريس تتابع قائلة بوجه شاحب وبعينين غائرتين مسهدتين :" قضيت أسوء ليلة متصورة بأني أعيش كابوس ..وبأن لا يمكن لميتشيل أن يقابل أمرأة غيري وبأنه لن ينس..ى ..وجودي ..ولكني كنت حمقاء وغبية إذ أدركت إن أي رجل لا يمكن أن يعيش أشهرا في أحباط متواصل , وبأنه في يوما ما قد ينفجر ذلك الأحباط ويؤدي إلى أسوء نهاية " . وتابعت كلاريس هامسة بصوت مرتجف متألم :" لقد رأيته بأم عيني ..كان يتناول معها إفطارا في مطعم قريب من الصحيفة , وأمام أنظار الموظفين كنت قادمة لأن أتناول قهوة مع أحدى رفيقاتي وإذا بي أراه جالسا هناك غير عابئ بشي , يضحك لتلك المرأة ويطعمها بيديه ..وبدت الصورة واضحة للجميع ..كان يغازلها ويداعبها بعينيه ..لم ينتبه إلي حتى ..ربما ما أدرك وجودي وكدت أجن " وغطت كلاريس وجهها بين يديها ورفعت ساقيها لتتكور على الكنبة بشكل جعل تالا تتألم لمنظرها , لم تعرف ماذا تقول ..أقتربت من كلاريس أكثر وأحاطت كتفيها بذراعيها فصدرت آنة من الجسد المكور بعدها أنخرطت كلاريس ببكاء مرير ولدقيقة كاملة حضنتها تالا مواسية بينما قلبها يهتز لقسوة ميتشيل وتصرفه الأرعن..لم يكن عليه أن يوصلها إلى هذه المرحلة ..كان يريد أن يثير غيرة زوجته ..ولكن ليس بتلك الطريقة الحمقاء وأمام أنظار الجميع. شتمت في سرها بينما أخذت تهدأ كلاريس بكلمات مطيبة متفهمة ورفعت كلاريس وجهها المحمر والملطخ بالدموع وأخذت تقول لتالا بصوت هامس معذب :" ماذا أفعل ؟..أنا محطمة ..منهارة ..وغاضبة من حظي التعس ..هل هذا عقاب لي ؟..لأنني تركته يتعذب لأشهر عديدة وركضت وراء أحلام زائفة ؟..إذا كان هذا عقابي فهو أشد أيلاما مما كنت أتصور ..إن قلبي يموت في كل دقيقة وأنا أتخيله معها تجمعهما لحظات حميمية ..إن ميتشيل زوجي ..ولي وحدي ..أنا جبانة لكوني أعترف بهذا الشيء أخيرا بعد كل تلك السنين ..أنا أموت تالا ..أرجوك قولي لي ماذا أفعل؟ " . لم تعد كبرياء كلاريس تحدها ..لقد أصبحت أمرأة منهارة تطلب المساعدة من امرأة بالكاد عرفتها من أيام وأدركت تالا إن اللعبة عليها أن تنتهي وبأن ميتشيل يجب أن يدفع ثمن فعلته الشائنة وهكذا ابتعدت عن كلاريس وقالت لها بحزم :" ستكونين قوية ..وسنفكر كلانا بحل ملائم , لما لاتقومين بصنع القهوة ريثما أغير ملابسي " . سألتها كلاريس ذاهلة :" لما..لماذا ..أين سنذهب؟ " . " سأخبرك فيما بعد " في الواقع لم يكن على كلاريس الذهاب إلى مكان ما ..أعطتها تالا ابتسامة مطمئنة وذهبت إلى غرفتها وبعد أن أغلقت الباب أجرت أتصالا فوريا وحينما رفعت السماعة من الطرف الثاني قالت بلهجة متصلبة :" سأصب جام غضبي عليك لاحقا ..ولكن الآن عليك أن تأتي إلى شقتي فزوجتك هنا ..وهي بالكاد قادرة على التنفس ..إنها فرصتك ميتشيل إن أردت استعادتها فكن حذرا " وبعد أن أعطته عنوان شقتها أنهت الأتصال وكفت إلى تغيير ملابسها . ********************** ربما كانت مجنونة ..وناقصة العقل وتحاول اسداء النصح للطرفين ..في وقت كان هي مجروحة ومتألمة من هجر براد لها , كان على تالا التصرف بطبيعية لدى قدوم ميتشيل , فبعد صدمة كلار الأولى ونظراتها المتهمة الغاضبة التي ألقتها على تالا أنسحبت الأخيرة إلى المطبخ تحاول أشغال نفسها وأغلقت الباب كي تفسح بعض المجال للزوجين المتخاصمين . كان غرض ميتشيل بأستخدام تالا هو جعلها موطن ثقته فيما لو أستمرت لعبته في أثارة غيرة تالا ستكون هي الشاهدة الوحيدة على اللعبة , وبذلك لن تشك كلاريس بشيء ولكن تالا لم تدرك إنه قد يستغل لقاءها في الليلة الماضية كي يسرب الشائعات في المجتمع ولربما لهذا السبب أختار أن يلتقيها في مطعم فخم يرتاده الناس من طبقات عالية مترفعة . القت تالا نظرة سريعة إلى ساعتها وعضت على شفتيها كي تمنع شهقتها , كانت الساعة قد قاربت الواحدة ..وهي تأخرت عن عملها كثيرا , وإذ أدركت إن نصف ساعة مرت على وجود ميتشيل وكلار في الصالة تنحتحت قبل أن تفتح الباب وغضت بصرها إذ أدركت الأجواء المتوترة ..ثم أحمر وجهها وهي تلقي ببصرها إلى الأثنين المتعانقين بجوع على الكنبة بعدها أبتعد ميتشيل معتذرا فيما أحمرت كلاريس لهذه المقاطعة ..ابتدأت تالا تقول بصوت متعثر :" أ..آسفة لم أقصد المقاطعة " . التوت معالم وجه ميتشيل المحتقنة ورد بصوت غير ثابت وهو يفرك رقبته متوترا :" لا ..لا بأس ..نقدم أعتذارنا , لقد جرفتنا الأحاسيس " ثم تأوه إذ وكزته كلاريس بمرفقها وبصعوبة فائقة منعت تالا نفسها من الأبتسام وإذ أدركت إن السلام حل على الغرفة أخيرا فقد اشرقت عيني كلاريس بنور غريب وهي تنظر إلى زوجها وكأنها وجدت ضالتها المنشودة بينما أرتخت معالم وجه ميتشيل وكأنه لا يصدق إن زوجته أخيرا راضيه بين أحضانه حيث يريدها بالضبط . تتمتم ميتشيل يقول بخشونة :" أعتقد إن علينا الذهاب ..فأنا وكلار لدينا أمور كثيرة لنناقشها " . قامت كلاريس بخفة فيما علت حمرة خفيفة على وجهها بشكل جعل تالا تنكمش في داخلها , لم تستطع أن تمنع نفسها من حسدها في الوقت الذي أضاعت براد بتصرفاتها الحمقاء ..نظرت كلاريس إليها وقالت مؤنبة :" أنا لازلت غاضبة منك ..لقد تآمرتما علي أنت وهو " . أومأت تالا بخجل بينما قربها ميتشيل إليه قائلا بهزل :" صحيح ..أنت غاضبة " وابتسم لأحتقان وجهها وتابع :" كان علي أن ألعب بأنصاف كي أجعلك تعودين إلي ..برأيك كيف شعوري وأنا أراك تصرين على الطلاق ؟" ارتجفت كلاريس وهمست له :" كنت مجنونة ..وأنانية ..لم أفكر إلا بنفسي ..ارجوك ميتشيل لن أتحرك من هنا خطوة قبل أن تقول إنك سامحتني على تصرفاتي الرعناء " . رفع ميتشيل يدها وقبلها برفق وتمتم بصوت خنقته العاطفة :" أسامحك ..وهل تتصورين إني قادر على أبتعادك عني ؟ كان ما قمته مخاطرة كبيرة , وكل الشكر لهذه الآنسة اليونانية السمراء الجميلة ..لقد أوحت لي بهذه الفكرة حينما تعرفت بها في المطعم , تذكرين صح ؟.." وتابع بعد ان رأى الدهشة تلون ملامح كلار :" وقتها ابديت اهتماما صغيرا بها فرأيتك تعبسين " . شهقت كلار مستنكرة بينما أحترقت وجنتيها بلون أحمر :" كلا .." . ومن أمامهما ضحكت تالا بخفة وقالت معلقة بمكر :" يمكنني أن أوافق على هذا أيضا " . اتسعت ابتسامة ميتشيل ولمع الهزل في عينيه وهو يرمق زوجته منتظرا استمرار أنكارها ولم يمر وقتا طويلا حتى خفضت كلاريس رأسها وقد عجزت عن أنكار كلامهما ثم تمتمت مستسلمة :" حسنا ..أنتما محقان ..لقد بئس الأمر " . قربها ميتشيل إليه ليضمها إلى صدره , وحينما اختبئت كلاريس بين أحضانه رفع رأسه وتمتم يقول من بين شفتيه :" شكرا لك " كان امتنانا مس قلب تالا ..اومأت له وعلقت الغصة في داخلها وقالت هامسة :" لا شكر بين الأصدقاء " . بطريقة ما , تعلقت تالا بهذين الأثنين وكأنها عرفتهما طيلة حياتها وحينما ودعاها أخيرا وعند الباب عانقتها كلاريس شاكرة هي الأخرى وقالت هامسة قبل أن تذهب :" لابد وإن براد محظوظا بك ..أتمنى أن أسمع أخبار حلوة عنكما " . وغمزت لها ثم ودعتها ذاهبة هي وميتشيل . وحينما أغلقت تالا الباب أخيرا وجدت نفسها تغرق في دوامة من الألم الشديد ..لن تستطيع ان تجعل الأمر يمر طويلا ..ستكسب ثقة براد مجددا ولو كانت حياتها تعتمد على ذلك . وفي الحال ذهبت إلى غرفتها لتتناول حقيبتها وتعدل مظهرها قليلا ثم خرجت من شقتها مسرعة ولكن في الممر الطويل توقفت أقدامها متفاجأة من رؤية كارل ..ودهشت اكثر حينما حياها مبتسما برقة :" صباح الخير " ثم تابع مازحا قبل أن تقول شيء :" أم إنه مساء الخير بالنسبة لك ؟" . ابتسمت له تالا بحذر ولكنه لم ينتظر أجابتها إذ قال :" بما إننا ذاهبين إلى المكان نفسه , لما لا أقلك في السيارة ؟" . أرادت أن تقول له إنها بغنى عن مساعدته ولكن الكلمات أبت أن تخرج , وبعد فهي لا تريد أن تدمر هذه الهدنة بينهما لقد سبب كارل الضيق لها لاشهر عديدة وهذه فرصتها لأن تكون على راحتها أخيرا . وهكذا أومأت له مرحبة وذهبت معه . لم تكن تالا في حياتها متوترة كما هي الآن , لقد أخذت أعصابها تفتك بها وهي في سيارة كارل , وكلما أقتربت السيارة من مبنى الصحيفة كلما زاد توترها بحيث إنها بالكاد أصغت لما يقوله كارل , اثناء الطريق ورد لكارل اتصال هاتفي من العمل وهكذا قرر الذهاب إلى الصحيفة فقط لأن يأخذ تصريح من شيريل اوستن ويأتي بأغراض تالا من المكتب . في اللحظة التي نزلت تالا من سيارة كارل دخلت إلى الساحة سيارة حمراء تعرفها تالا جيدا ..توقف قلبها عن الخفقان ..إنه براد ..وتجمد كارل هو الآخر حينما رأى السيارة بدوره هو الآخر ثم عبس في الحال .. أدركت تالا إن حظها لا يمكن أن يصف إلا بالسيء فقد رآهما براد أثناء قيادته وبدت عيناه المتجهمتان تلمعان بغضب وحشي مستنكر ..إن الأمر لن يعجبه أبدا ..وقوفها مع كارل وفي مكان منعزل سيأجج شكوكه في الحال وخاصة بعدما أخفت تالا أمر كارل عنه ..نظرت إلى كارل وأخذت تقول مزدردة ريقها :" أنا ..سأنتظرك هنا ..يمكنك الذهاب إلى المكتب " . بدت مستعجلة ومتلهفة للتحدث مع براد , لم تنتظر حتى رد كارل , ولكن ليس قبل أن تنتبه إلى النظرة الممتعضة التي رمقها بها , ثم أستدارت نحو سيارة براد التي أوفقها وهي تشعر بكل نبضة قلب تخفق لمرأى حبيبها الغاضب . نزل هو من السيارة وصفقها بعنف ساحبا حقيبة أوراقه والتفت يواجهها ..كانت نظرته حادة ومحذرة وكأنه سأم من تبريراتها وحججها . " براد .." قاطعها في الحال :" ماذا تريدين ؟" . بلعت ريقها :" أنا اريد التحدث إليك " فرد بصفاقة :" تعرفين إن لدي عمل " وفي الحال أدركت إن عليها أن تبرر ما رآه ..لقد بدا براد غاضبا وكأنه سينفجر في أي لحظة تمر :" ما ..حصل ..هو ( وازدردت ريقها خائفة من أن يفهمها بشكل سيء ):" لقد أوصلني كارل ..كنت متأخرة نوعا ما " فقط لو إنه لا يقف ينظر إليها بعدم تصديق لأقتربت أكثر وتوسلت منه أن يسامحها ولكنه أجابها بسخرية مشينة :" طبعا فأنت مثالية في التوقيت دائما " . وتحرك ليبتعد عنها فأسرعت تالا تحاول مجاراته وهي تقول بصوت مرتجف :" لحظة وحدة..براد أرجوك أفهمني ..عليك أن تمنحني فرصة لأتحدث بها إليك " . " لقد ضاعت فرصك عزيزتي تالا ..ضاعت بأكاذيبك التي لا تحصى " . توقفت تالا عن السير وكأنه قام بصفعها ..إذن فهو لايزال يعتبرها كاذبة ..ومهما قالت ..ومهما فعلت فلن يغفر لها ..تدفقت الدموع من عينيها وشحب وجهها ..لم يلتفت براد حتى ليرى ما حل بها , بل خرج من الكراج بسرعة . " براد .." همست بأسمه وتبدد صوتها في الكراج .. وضعت يدها على فمها لتمنع نفسها من الصياح بعدها شعرت وكأنها غير قادرة على الوقوف وعادت إلى سيارة كارل تستند إليها وضغطت على رأسها بيديها لتمنع الصداع من أن يفتك بها .إنها بحاجة لتناول الطعام فهي لم تأكل شيء منذ غداء البارحة .. وبحاجة للراحة ..و بحاجة إلى حبيبها براد ..وليس إلى ذلك القاسي القلب .. " ماذا تفعلين عندك ؟ أليس لديك عمل ما ؟" . جفلت تالا لصوت براد ..هل عاد إلى الكراج أم إنها تتخيل سماع صوته , التفتت نصف آملة ..نصف خائفة لتلمح جانبا من وجهه الغاضب ..لقد عاد حقا !..ولكن ماذا يهم ..إنه لايزال غاضبا منها .. أشاحت تالا بوجهها وقالت بصوت حاولت أن تجعله ثابتا :" أنا بأنتظار كارل " . شعرت به يقترب وبخطوات غاضبة ..رمى حقيبته على سقف السيارة ومسك ذراعها بقسوة ليقول منفجرا :" ماذا يربطك به ؟" . آه إنه لا يحتمل ..لقد نست كم إن لبراد نظرة ضيقة لأمور كهذه , رفعت رأسها وصاحت به منفعلة :" أي شيء غير العمل قد يربطني به ؟ " تفحص براد وجهها الشاحب ودموعها الملتصقة في عينيها ولكن نظرته لم تلين , قربها إليه أكثر وسألها بنبرة متملكة مشككه :" إذن لماذا قام بأيصالك ؟" تمنت لو إنها تملك الشجاعة ولا تخبره بشيء , لقد آن لبراد أن يتعلم درسا من دروس الغيرة ولكنها لم تتجرأ, فهي قلقة على ردة فعله ..ليس ومصير علاقتهما مهدد . " لقد تقابلنا في الممر ..وعرض علي التوصيلة , ثم ماذا ..هل كان علي الرفض ؟" . " أجل " أحمرت عيناه وتوتر فمه ..إنه يغار فعلا وتابع يقول بخشونة :" أنا لا أريدك أن تركبي معه " نفثت تالا الغضب من عينيها وقالت :" حقا!. إذن كيف سأذهب معه من أجل السبق الصحفي ؟" " إلى الجحيم العمل " أحمرت عيناه أكثر وبدا متوحشا في نظرها ..شعرت به يضغط على ذراعها بقوة فأغمضت عيناها متألمة وهمست متوسلة :" براد ..ارجوك أنت تؤلمني " لم يخفف من قبضته ولا من غضبه الناري بل قال لها صائحا :" هل تريدين أن أصدق إن لاشيء بينكما ..لقد أجرت الشقة المقابلة لشقته " . " وهل تتصور إنني فعلت لذلك عمدا ؟..كان صدفة ..تبا .." وحاولت أن تحرر يدها من قبضته ولكنها فشلت وقبل أن تكرر ثانية كان براد قد أطبق بذراعيه حولها وعانقها بجوع غاضب .. لم تعرف أي نوع كان عناقه ذاك ؟..أكان شوقا أم رغبة ..أم تنفيسا لغضبه الكامن , فهو لم يترك لها مجالا للتنفس ولا حتى للتفكير ..ضغط بجسدها على السيارة وكتم على نفسها بعناقه المتهجم . وحينما أبتعد أخيرا ..أدركت تالا إنه ما فعل ذلك إلا أنتقاما لكبريائه الجريحة ..فلم يختفي الغضب من وجهه ولم تتغير نظرته عنها , كان مطلا فوقها يراقبها بعينين ضيقتين مقيمتين . استعدلت تالا بجسدها ورتبت شعرها الفوضوي ..كان قلبها يطرق بجنون وقدميها لم تعد قادرتا على حملها ..لم تعرف ماذا عليها أن تقول ..أو تفعل ..بعدها شعرت بالفراغ يمتلئ في داخلها وكأن براد قد قتل شيء في داخلها وخفضت رأسها عاجزة . " علي أن أذهب ..لقد تأخرت عن العمل " قال تلك الكلمات فشعرت بقلبها يعود إلى الخفقان ..ودرات حواسها وتحركت من حالة الجمود التي أصابتها ..بللت شفتيها وسألته بألم :" ألن تقول شيء ؟" ورفعت بصرها ورأته يتنفس بعمق ..إنه يحاول السيطرة على غضبه ..وشعرت تالا بالشمس تشرق على قلبها فلابد وأنه سيصالحها الآن ..وفي هذه اللحظة بالذات .. " أنا ..أنا أحتاج للتفكير " قال ذلك بهدوء . خابت آمالها في الحال وكأنه قام بصفعها مجددا ..أما عادت تعني له شيء ؟.. هل توقف عن حبها بهذه السهولة؟ ..هيا تالا لا تجعلي تلك الأفكار السوداء تسيطر على عقلك الصغير , أين ذهبت شجاعتك وتصميمك على كسب ثقته من جديد ؟.. وحينما شعرت بتردد براد وكأنه لايريد الذهاب هو الآخر تقدمت إليه بخطوة واحدة ومسكت ذراعه لكي تجعله يتوقف عن التفكير ..حبهما ليس بحاجة للتفكير ..إنهما ينتميان إلى بعضهما البعض منذ الأزل . " براد أرجوك " وأقتربت اكثر لتنعم بدفئ ذراعيه وتستنشق رائحة عطره المخدرة , شعرت بيده ترتجف تحت ذراعيها فهو لم يكن مسيطرا على نفسه كما تخيلت , إنه متوتر لقربها الشديد , ورفعت رأسها لتطبع قبلة خفيفة على وجنتيه ..إنها تحبه ..وأكثر من الحياة نفسها , تحبه لدرجة لايمكن أن تتخيل حياتها من دونه وهمست مجددا بعاطفة شديدة :" لا تذهب أرجوك " وأزدردت ريقها ..إنها تستطيع أن تجرؤ ..وإذا كان أمر مسامحتها يعتمد على هذا فهي متسعدة لأن تعانقه . لم تكن تالا خبيرة في هذا المجال , فهو دوما المبتدأ ..وخلال عناقاته الحارة تجد نفسها نفسها متجاوبة معه وكأنها خلقت خصيصا لتكون بين ذراعيه , وهكذا استفادت من تجربتها القصيرة ومدت ذراعها الثانية لتضعها خلف عنقه وتقربه منها , كان براد مندهشا ..لابل مصدوما وهو يراها تقبله وتدفع بعقله إلى الجنون ..كان الأمر مذهلا ..كيف بدأت عناقه وجعلته يترنح ثملا .حاول أيقافها ..ولكنه لم يستطع فرائحتها العذبة أحطت برأسه وهكذا قربه إليه أكثر وجعل يبادلها عناق متطلب . نسيا العالم من حولهما ..كانا هما فقط ولا غير .. أشتعلت الأحاسيس بينهما وتهددت بالأنفجار ..كانت تالا تطلب المزيد والمزيد حتى ذابت كليا بين ذراعيه وهي تهمس بأسمه وتلهب حواسه أكثر ..شعرت بالقشعريرة تسري على طول عمودها الفقري وتزيد من أقترابها نحوه , وكان ماحدث بينهما جنونا حتى شعرت بيد براد تحوم خلف ظهرها وتحاول أبعاد قميصها الصاد لرغبته بأمتلاكها , وهمس في إذنها أثناء ذلك بصوت مرتعش :" أريدك الآن " . ادركت ما معنى عبارته تلك ..أدركت أين ستؤدي مشاعرهما المحمومة ..إن لم تستطع قول لا ..فحينها سينتهي كل شيء . وذلك جعلها تتذكر أين هي ..ابتعدت عن براد مجفلة ..وتحولت المشاعر في عينيها إلى خوف وذعر شديدين , وحينما وعت الذي حصل ..شعرت بالخجل يكتسحها من أعلاها لأخمص قدميها ..أغلقت قميصها بذعر وتلفتت في المكان مرعوبة وعاجزة أن تتذكر إن كان الكراج يحتوي على كاميرا مراقبة ..يا الهي مالذي دهى عقلها ؟ صاحت :" براد ..المكان .. الناس " . لم يكن أحدا حولهما , كما وإن الكراج لا يحتوي على كاميرة مراقبة , صحيح إن المكان لم يكن مناسبا لما حصل ولكن لماذا هذا الذعر على وجهها . لقد نسي كم إن تالا متمسكة بتقاليد نشأتها ..الجحيم ..لقد نسي نفسه حتى وغضبه , إنه يريدها بكل ذرة في كيانه ..ولا يمكن لمكان أو أعتراض طفولي ليمنعه عنها , وهكذا سحب يديها المرتجفة وقال آمرا :" تعالي معي " . وأتجه إلى سيارته ولكنها أوقفته وكأنه كان يسحبها بقوة , ثبتت أقدامها على الأرض وقالت ولايزال التعبير المرعب يلون ملامحها :" إلى ..أين ..أنت لن .." " توقفي عن الأعتراض بحق الجحيم واصعدي " . إنها لن تذهب معه ..عرفت إن رغبته بامتلاكها لازالت متوهجة في عينيه , خافت مما حصل ومن ردة فعله فأبتعدت عنه وقالت بصوت منهار :" أنا ..لأن أصعد ..إننا لا يمكن أن .." ولم تستطع اكمال جملتها ..إذ إن الغضب كسى براد مجددا وتمتم لاعنا :" إذا كان يجدر بك معرفة هذا قبل أن تبدأي بعناقك " . تذكرت بخجل إنها من بدأت بالعناق ..التهب وجهها بلون أحمر ولم تستطع التفوه بكلمة ..زم براد شفتيه وقال مهددا :" لا تجرؤي على الأستسلام ..أنت تريديني بقدر ما أريدك , ولا يمكنك التوقف في منتصف الطريق " ثم اقترب منها ورفع ذقنها لتنظر إليه وتابع بحزم وتصميم :" عليك أن تكوني لي ..علي أن احصل عليك , أنت حبيبتي وستكونين ملكي " . جفلت تالا من كلماته التي تسمعها من فمه لأول مرة في حياتها , وجفلت مرة ثانية للمقدار التي أثرت بها تلك الكلمات الواعدة ..أشاحت بعينيها وتلعثمت :" و..ولكن ..ليس الآن ..أنا .." . خفف من قبضته على ذقنها وقاطعها بصوت رقيق :" سنذهب إلى منزلنا إذن ..ولن يزعجنا أحد " وداعب خدها برقة وقد زال التجهم والغضب من وجهه .. إنه لايزال يطلق على منزله بمنزلنا ..على الرغم من كونها غادرته منذ أيام , وتوهجت الفكرة في بالها ..وحاولت بشدة أن تصد تخيلاتها عما قد يحصل في البيت . " كلا " جاء أعتراضها واهيا ..وكأنه لم يصدر من فمها . همس براد بأذنها :" لا داعي للخوف حبيبتي ..أعدك بأن أكون رقيقا ومتفهما ..سأجعلك تحبيني ..فقط قولي الكلمة " . إنه يطلب الكثير ..إنها لن تفعل ذلك ..إنها .. " أرجوك تالا ..كوني لي ..أنا أحترق منذ سنتين بهذه الرغبة " . ثم بعد أن يحصل عليها ..ماذا سيحدث .. هل سينبذها ؟, أهذا ماجعله يطلبها للزواج ؟..وماجعله يتحمل كل تلك الأشهر هو الحصول عليها فقط ؟..شعرت تالا بأطرافها تتيبس ..وبالغثيان من ماحصل . ابتعدت عنه ببرود وقالت متذكرة أول شيء خطر في باها ..العمل ..لقد نسيت كارل ..:" يجب أن تذهب ..قد يأتي كارل في أية لحظة " . ادرك براد إنها ترفضه ..لقد عاد العناد السابق إليها , وتجهم وجهها ببرود وصد علني ..لقد عادت تالا المشاكسة الصعبة المنال ..وأدرك إن الأمر زاد عن طاقة تحمله فقال بجفاء وهو ينزل يديه إلى جانبه :" حسنا ..إذا كان هذا ما ترغبين " . إن كانت تفاجأت من نبرته الجافة فلم تتفاجأ حينما رد عليها بتلك الجملة , ولكنها جمدت في مكانها حينما تابع بقسوة :" ولكن عليك أن تعلمي شيء ..هذه العلاقة ( وأطلق ضحكة ساخرة مدمرة وتابع ):" أو ماتسمى بالعلاقة لم يعد لها وجود منذ هذه اللحظة " . اتسعت عيني تالا بصدمة وتطلعت إليه ذاهلة :" هل تنهي علاقتنا ؟" وخرجت جملتها وكأن الكلمات تحرقها حرقا . اتجه براد ليأخذ حقيبته التي تركها عند سيارة كارل واستدار يقول لها بجفاء :" افهميها ما شئت ..أنا لن أركع متوسلا بك بعد الآن ..فالأمر أصبح فوق طاقتي " . امتلأت عيني تالا بدموع ساخنة ..كاد أن يغمى عليها ..إنه لا يقول ..إنه لا يقصد أن .. " وبعد فحياتي السابقة أفضل بكثير من جحيم القديس التي أعيشها معك " . لم تستطع التنفس الآن ..إنه ينهي كل شيء ..وفي تلك اللحظة المجنونة دارت في بالها كلمات كلاريس المؤلمة (ولكني كنت حمقاء وغبية إذ أدركت إن أي رجل لا يمكن أن يعيش أشهرا في أحباط متواصل , وبأنه في يوما ما قد ينفجر ذلك الأحباط ويؤدي إلى أسوء نهاية). كل الذي عرفته تالا في تلك الحظة وهي تراقب براد يخرج من الكاراج إنه سرعان ماسيعود إلى حياته الماضية العابثة راميا بحبهما إلى اسوء نهاية . | |||||||||
27-11-11, 10:11 PM | #499 | |||||||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الترجمة وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وقلوب احلام
| وقتا ممتعا ..مع الفصل ,..خطير مهيك .؟؟ بنتظر ردودكم تحياتي للجميع | |||||||||
27-11-11, 10:42 PM | #500 | ||||
نجم روايتي
| صحيح فصل خطير وجميل في أوله بمصالحة كلاريس وميتشيل أخيرا اعترفت كلاريس بمدى حبها لميتشيل وبردا وتالا الموضوع تأزم بينهم أكتر مش عارفة هيوصلوا لإيه في الأخر مع بعض في إنتظار الفصول القادمة لمعرفة ماذا سيحدث بينهم | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|