19-07-10, 03:01 PM | #1 | ||||
عضو ذهبي
| أصــــــواتــــ *مكتملة* " 1 " كان يـُـجّر من ذراعه عبر ممر طويل يسكنه الغبار فقط قيوده الملتفة حول كعبيه أثقلت خطواته حول رأسه .. قطعة قماش سوداء تمنع النور// وتحفّز الخيال برائحتها العفنة التي لوثت الأكسجين الذي يتنفسه ... يجهل مصيرهـ .. المنتظر يتساءل .. الى أين تتجه خطوات سجّانه في هذا القبر السياسي ... توقفت خطوات السجّان دفعه الى الأمام .. وقال له أنتظر جاء الصدى بخطى أبتعاد السجّان رفع السجّين الغطاء من حول عينه أخذ يملأ رئته بالهواء وجد نفسه في غرفة تعلن الحداد منذ زمن بجدارها الأسود اللامع وصوت أنينها خافت تسمعه بتيار هواء قادم من الخارج ألتفت يمنة ويسرة من حوله لم يجد إلا طاولة لطخت ببصمات المظلومين وقطرات حبر بشكل دمعة أخذ يردد في صدره دعاء يتقي عذاب هذا القبر ... جاء وقع خطوات سريعة من خلف الباب يرجع السجين الغطاء حول عينه ويتظاهر بالسكون ... تقدم السجّان وأمسك بكتف السجين وقال تفضل ولا تخف تبين أن السجّان الأول أنتهت مهتمته هنا أخرج السجّان السجين من غرفة الظلام تسلل عبر هدوء الممرات والدهاليز اصوات عكسر وطلبات سجائر وشاي وصدى وقع خطوات جلاوزة من بعيد ... صوت اقفال تفتح وابواب توصد وصرير مزالج حديدية وسماكته تدل على ثقل الباب ... دفع السجّان به الى داخل قبره وقال تستطيع رفع الغطاء من على عينك الأن .. رفع الغطاء وهو يجول ببصره في قبره الواسع والخالي من كل شي سوى تكييف في أحد الزاويا العلوية وفراش أعوج كزمنه الذي يعيشه رائحتة دموع وصمود ... اقفل السجّان الباب ليأتي صرير المزالج الحديدية ساخراً شامت يجمع الصدى من ممر العنبر الطويل بجانب فراشه الأعوج يجلس المصحف مثل شيخ جليل مبتسم كسته السكينة والوقار خطى السجين نحوهـ حمله بيده وفتح صفحة عشوائية فيه ليجد نفسه أمام قوله تعالى فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَ ظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ لتأتي بعدها الطمأنينة مهرولة تسكن صدره وتمسح رأس انفاسه المتلاحقة وتحارب شياطين الرعب حتى أعلنت النصر .. ورفعت رايات النوم يتبع ..... التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 25-05-17 الساعة 09:29 PM | ||||
19-07-10, 09:25 PM | #3 | |||||||
نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| أسلوب مميز :icon30: كلمات قوية مفردات متنوعة .. وسرد مشوق أثرت الفضول لمعرفة .. ماوراء هذا السجين ... وماهي قصته ... وفي أي البلاد تحدث هذه القصة :41: solo متابعتك ... دمت بود لولا سويتي | |||||||
19-07-10, 10:24 PM | #4 | ||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء
| وجد نفسه في غرفة تعلن الحداد منذ زمن روح ماشاء الله لاحول ولاقوة إلا بالله محبرتك ذات حبر عتيق وريشتك فنانة صرير المزالج الحديدية ساخراً شامت مذهلة ومبدعة أنتِ استمري دعينا نشتم عبق أناملك فلا تبخلي علينا لكِ مودتي روائية طموحة | ||||
19-07-10, 11:00 PM | #6 | |||||||
مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة في منتدى قصص من وحي الأعضاء
| S o L o ... شكراً لكِ على المقدمة الرائعة حقاً موهبة شامخة تستحق الإحترام والمتابعة فأهلاً بكِ أجدتي فن التصوير بطريقة مدهشة تلتقطين صوراً نابضة إختنقت بظلمة هذا السجن ووحشته لا اجد المزيد من الكلمات بوركتي أختي في أمان الله ورعايته | |||||||
20-07-10, 12:50 AM | #7 | |||||
روايتي مؤسس ومشرفة سابقة وقاصة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| أهلاً بالحامل و المحمول ... أهلاً بك أخى solo وأهلاً بجديدك أصوات >>> أى أصوات سوف تكون ؟؟؟ قبر سياسى ... أن إنه سجن و نفى لمبادئه و آرائه التى لم تعجب أصحاب السلطة ... و كان نتيجة خوفهم كتم أى نفس و صوت يشجبهم ... أنتظر الآتى بكل شوق ... solo متابعاك و شكراً لك | |||||
20-07-10, 04:03 PM | #8 | ||||
عضو ذهبي
| تفتحت عيناه على بياض لامع فأبتسم ظناُ أن ما حدث لا يتعدى أن يكون كابوس مزعج أنتهى ليأتي صوت المزالج الحديدية ساخراً يؤكد حقيقة الكابوس برنين أقفاله في فضاء الزنزانة وثب من فراشه معتدلاً ليجد أمام وجهه سـجّان عملاق أبتسم وهو يربط خيوط صمودهـ محاولاً أيصال رسالة الى الضخم الذي أمامه تصرخ المجرمين لا يبتسمون للسجّـان سأل السّجان : هل تريد أن تغتسل من أثار نومكـ فأنت مستجد وأتوقع لك يوم حافل نهض السجين من مكانه وتقدم نحو الباب أمسك السّجان بيده ،، وأرخى السجين ذراعه لسّجانه أغلق أبواب القبر وأخذ يجر السجين بهدوء متوجهاً لأخر الممر الطويل يحتضن بضعة زنازين بالجهة أخذ السّجين ينقل بصره يمين ويسار .. يحصى عدد القبور التي تقع عليها عينه جاء صوت السّجان غليظ يطلب من السجين النظر الى الأمام وعدم الألتفات رفع السجين عينه بنظرة تساؤل هل لديكـ تضييق أكثر من ذلك لم يقرأ السّجان نظرته أو لم تسمع عيون السجّـان التساؤل ،، في عيون السّجين أخذ يحاول أختلاس النظر من حوله ليس بدافع الفضول .. بل بدافع العناد لسجّـانه من فتحات الأبواب الحديدية بدت للسجين عيون الأحياء الذي دفنوا هنا ترافقه رحلته الآولى الى مغاسل العنبر وصل السّجان لأخر الممر أدخل السّجين وأعلن صوت المزلاجة العد التنازلي كانت مغاسل الماء مصفوفة جنبً لجنب كأنها تستعد للصلاة يقابلها .. أبواب مكشوفة من الأعلى تقوم مقام بيوت الراحة في المعتقلات السياسية صاح السّجان بسرعة لديك ثلاث دقائق فقط شرع السّجين بالأغتسال من اثار النوم ثم توضئ ووضع رأسه تحت الماء لمدة دقيقتين عل هذا الماء يوقظه من هذا الكابوس الذي يعيشه حتى جاءه صوت السـجّـان هل أنتهيت !! أغلق السّجين صنبور الماء ورفع رأسه من أسفلها وأخذ يشطف رأسه من الماء تقدم بخطى بطيئة نحو الباب الحديدي تبادل نظرات التحدي والأحتقار مع مزلاج الباب الذي أمامه بينما يقوم السّجان يفتحه بخطى ساخطة واثقة وخرج من المغاسل متجهاً تقدم نحو زنزانته لوحدهـ دون أن يسلم ذراعه للسّجان يجره لقبره وحين أقترب من باب زنزانته جاءت اصوات المفاتيح من الخلف حين بدأ السّجان بالهرولة محاولاً الوصول للزنزانة ليمد يده ممسكاً بالباب أدرك النزيل مهام السجّـان الذي أمامه وهي فتح وقفل الآبواب ومهمته هو الأقامة بهدوء خلف هذه الأبواب وعدم ازعاج أهل النزل وسادته دخل الى زنزانته وهو يمسح بقايا الماء من شعره أخذ يقلب بصرهـ في زنزانته يتفحص جدرانها يحاول أدراك تصميم مكانه الذي دفن فيه وهو مازال قادر على التنفس يبحث عن أثر من كان قبله هنا تذكر أنه قد رأى بالخارج صحيفة ملقاة حين عاد من أغتساله توجه نحو الباب وشرع يضربه أنتقاماً بصوت مسموع ليأتي السّجان بعد دقائق يطل وجهه من خلف نافذة حديدية في منتصف الباب ليسأل السّجان هل تريد شيئاً ويجيبه السجّين نعم هل من الممكن الحصول على الصحيفة الملقاة بالخارج !! أبتسم السـجّـان قائلاً لا بدّ أن تحصل على تصريح لإدخال الصحف لك أقفل السّجان الشباك وبدت وقع خطواته يبتعد أدركـ السّجين سياسة العقاب واستراتيجية المنع والتضييق والتي تمنع أبسط الحقوق الأنسانية عاد يجر خطاه نحو فراشه المعوّج كزمنه ليجد نفسه أمام وجه أمه الحزين المفجوع بوفاة والده قبل اسبوعين أطلت دمعة على حال هذه الأم المسكينة تلئلئت في عينه صورة امه وهو يراها عبر دمعة لم تطق الأنتظار تعلقت لدقائق في جفنه الأيسر قبل أن تلامس خدهـ رفع بصرهـ للآعلى للسماء تنهد شوق لرؤيتها واحتضانها دعا بصوت بحوح خافت ربه وهو يرى الجدران من خلال دمعته أللهم أفرغ على أمي من خزائن رضاك وهوّن مصابها وارأف اللهم بحالي وأسبغ علي الصبر والشجاعة والطمأنينة لمواجهة هذهـ المحنة القاسية وبينما يردد دعائه ورجاءه لربه عادت صوت المزالج ساخراً يدّوي في زنزانته الخاوية كان صوت الأقفال والمزالج الحديدية ضعف أزعاج المرة الآولى ألتي أستيقظ عليها هذا الصباح ،، تأهبت حواسه جميعها ونادت الروح كل حبيبات الصبر التي سكنت السّجين لتصنع منها سياجاً .. عله يكفيه شر يتربص به توقف صوت المزالج والأقفال ،، ليطل سـجّـان أخر ذو وجه حنطي غلب شقاءه نعيمه وسرق التبغ من شفاته كل معالم الروح جاء صوته قاس بنبرة عسكرية تحتقر الرحمة تعال ،، أنهض بسرعة دس السجين يده تحت فراشه ليخرج بعض صموده مخفياً صرة صموده الباقية تحت فراشه تقّـدم بهدوء ونصف ثقة أمره السـجـّـان بالوقوف أمامه وعدم الحركة مد يدّه للخلف لتعود حاملة قيود فضية اللون وضعها حول معصمّي السجين وأنحنى ليضع باقي قيوده في حول قدمي السّجين أخذ السجين يراقب قيوده التي احاطت معصمه ليأتي صدى النفس عبر جبال الرهبة يقرأ قوله تعالى وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ أبتسم وهو يراقب سّجانه منحنياً عند أقدامه أخذ يراقب هذا المشهد ويرى في وقوفه خير وعزة وفي أنحناء سّجانه ذّل وهوان ..أستبشر وتفاءل من هذا الموقف ,, وردد في صدرهـ أللهم أنك أرحم بي مني فلا تفتني ياحي يا قيوم يتبع | ||||
20-07-10, 04:29 PM | #10 | |||||||
نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| جميل وصف المزيد من الشقاء بين جدران هذا المعتقل السياسي ... مازلنا لانعرف اسمه ... فعلته التي كانت سبباً في دخوله هذا القبر على حد وصفه ... ولا حتى في أي البلاد تحدث ... المهم أن الأسلوب يشد القارئ ويشعره بأنه يمشي متخبطاً مع هذا السجين في غرف هذا المعتقل المعتمة ... حتى لأنني رأيت الزنزانات ... والمغاسل المصفوفة والأبواب التي تقع قبالتها ... أهنئك أخي على كتابتك الراقية ... | |||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|