29-07-11, 12:14 AM | #1 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| 174 - لا تعتذري أبدا - باميلا بوب - ع.ق (كتابة/كاملة) 174 - لا تعتذري أبدا - باميلا بوب - روايات عبير القديمة الملخص الهوة واسعة بينهما وشتان مابين شخصيتها المتواضعة الرقيقة وإندفاعه المتغطرس السافر يكتسح كل شي في طريقه , كالطوفان أو القدر لم تجمعهما إلا إحدى تلك الصدفة العابرة التي يبدو أن الحياه اليومية تختزنها لتفاجئنا بها , وتثبت لنا أن الأحلآم ممكنة رغم كل شيء . أدركت آنا أن ريان المخرج التلفزيوني الوقح هو آخر من يصلح صديقا لها أو حبيبا ومع ذلك , وبمرور الوقت والأحداث صارت الحياة بدونه مستحيلة كيف حدث ذالك ؟ شخصيته تربكها وتعميها عن الاخرين , لقد مسّ وترا حساسا في قرارة نفسها , ومن اجله عليها أن تواجه جيسيكا ربة عملها الغيورة ذات الطبع العنيف , والتي تربطها بريان علآقه متينه كانت سرا عليها حتى الان . وشيئا فشيئا تمتد الجسور بين الضفاف, والهوة تضيق ..... التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 25-12-16 الساعة 05:57 PM | ||||
30-07-11, 12:24 PM | #5 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| 1- رحلة عسل وعمل...... تحركت يدها بتردد نحو الهاتف , كان على آنا أن تتصل بالمخرج التلفزيوني المشهور , ريان دونالسون , لم تكن مضطربة , ولكنها لا تعرف كيف ستتحدث معه في موضوع كهذا. " أسمعيني جيدا , لا أهتم أبدا لرسالة جيسيكا , وعليها أن تكون في الموعد المحدد , في الساعة الخامسة تماما , ومن الأفضل ألا تتأخر عن الموعد". " دعني أشرح لك". " لن أقبل أية حجة , التصوير سيتم في موعده المحدد , ومجموعة التصوير ستسافر الى الولايات المتحدة الأميركية يوم الخميس , ومن الطبيعي أن تكون كاتبة السيناريو في مكان التصوير". كان يتحدث بلهدة حاسمة دون أن ينتظر أي أعتراض من محدثته مما أثار حنق آنا التي حاولت أن تتصدى لأوامره. " لكنها لا تستطيع". كان جوابه أكثر برودا. " لا يهمني هذا الأعتذار". سمعت آنا بعد هذه الجملة صوت أرتطام سماعة الهاتف , لم يترك لها أي مجال لتشرح له الأسباب , لقد أعطاها الكثير من وقته , وبالطبع لم يتأثر لما سيصيبها من ألم نتيجة تصرفه اللامبالي. أن ضوضاء الناس الملتفين حوله يدل على إنشغاله بالتصوير , ولكنه لم يكن يعرف بزواج جيسيكا , الخبر الذي عرفته آنا هذا الصباح وأدهشها. العمل كمساعدة وسكرتيرة لكاتبة السيناريو جيسيكا فرانكلين , جعلها خلال ستة أشهر متمكنة من مهنتها تماما , وعندما وصلت هذا الصباح الى مكتبها في الساعة المعتادة , وجدت جيسيكا غارقة في أكوام من الملابس والحقائب ويبدو عليها المرح والأنفعال. " لقد جئت في الوقت المناسب يا آنا , أرجو أن تساعديني لأكون جاهزة في الوقت المحدد". إرتسمت على وجه آنا علامات أستفهام , إلا أن جيسيكا بدت أكثر مرحا وهي تقول: " سأتزوج أليستير كيربي اليوم في الساعة العاشرة والنصف وسنسافر الى أيطاليا في رحلة عسل وعمل". بعد دقيقة تردد قالت آنا وهي تحدق في وجه جيسيكا: " إنه لقرار غريب , فأنت لم تعرفي هذا الصحفي إلا منذ يومين فقط , أي بعد مقالته اللاذعة عن....... الأسلوب المزخرف في المهنة النسائية , وقد ذكر أسمك في إحدى الفقرات بطريقة خشنة". " أصلحت هذا الخطأ في لقائي معه مساء الجمعة". أبتسمت جيسيكا بقلق ونظرت الى الساعة وقالت: " الأشياء مرت بشكل جيد , أعتذر أليستير عن هذا الخطأ ودعاني الى عشاء في مطعم رائع , ولن أنسى تلك السهرة الممتعة ما حييت.....". وبدون أن تبحث آنا عن بقية القصة قالت جيسيكا بوجه يشع فرحا: " السبت ذهبنا في نزهة على شاطىء البحر , ومساء أمس تناولنا العشاء عندي في البيت , واليوم سنتزوج , سأجن من الفرح". لم تعلق آنا , وإنما كانت مذهولة من هذه المغامرة السريعة , ولم تستوعب أبدا أن يتم الأمر بهذه السرعة , قاطعت جيسيكا شرود آنا: " أخترتك كشاهدة على الزواج يا آنا وأرجو أن توافقي , علينا أن نذهب حالا الى المحافظة , أتصلي غدا بريان وأشرحي له الموقف , سيغضب إذا ما تلقّى نبأ رحيلي , وستكون المهمة شاقة بالنسبة اليك , وأنا آسفة جدا لذلك". عندما عادت آنا الى المكتب كانت الفوضى تعم المكان بشكل لا يصدق , الملابس منتشرة هنا وهناك على السرير , وفوق المقاعد , الأبواب وجوارير الخزانة والمكتبة كلها مفتوحة , حتى أن سجاد الأرض يكاد لا يظهر فهو مغطى بالحقائب والأحذية والملابس, بدأت آنا بملل ترتب المكتب وهي تتذكر آخر حوار لها مع جيسيكا. " إذن سترحلين بعد مراسم الزواج مباشرة". " بالضبط , لأن عمل أليستير يتطلب منه أن يكون غدا في روما , ولذلك ستوافق مهمته رحلة شهر العسل بالضرورة". " هل ستأخذين معك مخطوطات السيناريو؟". أقتراح آنا جعل جيسيكا تهتف بمرح: " بالطبع لا , هل تتصورين أنني أستطيع التفكير في ( حرب الأنفصال ) وأنا في شهر العسل؟". ألتقطت جيسيكا فستانا من الحرير الأخضر وهي تجلس على الأريكة. " أنني مذهولة مما أشتريته , كيف سآخذ كل هذامعي ؟". قالت آنا بقلق: " وإذا ما أستجوبني ريان دونالسون عن السيناريو؟". " ليست هناك أية مخاطرة , السيناريو جاهز , صحيح إنه يحتاج لبعض التعديلات وخصوصا في التفاصيل , ولكنني سأقوم بذلك بعد عودتي , لأن التصوير لن يبدأ قبل شهرين". تمطت السمراء الفاتنة بكسل ثم أضافت: " أن رحيلي بعيدا عن بريطانيا بصحبة أليستير سيقوي علاقتي به وسنمضي بلا شك في كاربري أطول وقت ممكن , تحت أشعة الشمس الرائهة هناك ". لم تصدق أنا ذلك الحشد الكبير الذي تجمع في بيت أليستير كيربي مساء ذلك اليوم , لقد دعا أصدقاءه الصحفيين والمصورين , ولم تكن مفاجأة كبيرة بالنسبة لآنا , إن وجدت في صباح اليوم التالي عددا كبيرا من أشهر الصحفيين قد نقلوا أنطباعهم عن زواج زميلهم أليستير , المزودة بالصور المبهرجة , والتي أظهرت السمراء جيسيكا بإبتسامة شابة مرحة , أوحت بأنها أصغر من سنها حقيقي الذي تجاوز الثلاثين , كانا زوجين متلائمين تماما , ووجهاهما يشعان سعادة. | ||||
30-07-11, 05:18 PM | #6 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| نهضت آنا وأمامها هدفان واضحان , الأول ترتيب البيت الذي تعمه الفوضى بعد رحيل جيسيكا , والثاني الأتصال بالمخرج لتخبره بما حدث , وقد تقبلت هذه المهمة كجزء من عملها , ثم لعنت الساعة التي وافقت بها على هذه المهمة , وأتخذت قرارها بأن لا ترمي نفسها في مغامرة مماثلة بعد الآن , وتساءلت هل كانت على صواب حين تركت وظيفتها السابقة في دار النشر الهادئة لكي تلتحق بهذا العمل لدى جيسيكا ؟ هذا التردد لم يدم طويلا , كان عليها أن تطلب سيارة أجرة لتذهب الى أستديو بياومان , حيث يتم التصوير , بعد أن رفض ريان دونالسون الأستماع اليها , شعرت آنا بالضيق وهي تنتظر على باب الأستديو الرئيسي , حيث يقف المسؤول ليمنع دخول الفضوليين , وعندما أخبرته أنها تحمل رسالة من جيسيكا فرانكلين الى يان دونالسون سمح لها بالدخول وهو يشير الى مكتب السكرتيريا الذي يوصلها الى المخرج , تسلحت آنا بالشجاعة وهي تنتظر جواب الفتاة الشقراء التي خرجت من باب البلاتوه مندفعة. " لا يمكن هذا اليوم". أخبرت الزائرة وهي تجلس خلف مكتبها , وتابعت: " أن وقته مليء , والتصوير في مرحلاه الدقيقة الآن , وأعتقد أن عليك أن تأتي في وقت آخر". قطبت آنا حاجبيها وزفرت بغضب. " يجب أن أكلمه , هذا ضروري , أذا ما رفض أستقبالي , فأنا مضطرة للمحاولة ثانية..........". " لماذا لا تنتظرين اللحظة المناسبة التي يكون فيها أكثر هدوءا؟ لن يحسن أستقبالك الآن". " لست طالبة عمل , أنني هنا في موضوع يخصه , ويجب أن يعرف ما حدث". تنهدت آنا بضيق وهي تلح على الموظفة التي هدّأتها قائلة: " يبدو أن هناك أمرا مهما , إذن من الأحسن أن تخبريه به بأقصى سرعة , أدخلي الى البلاتوه , وأختاري بنفسك لحظة الحديث معه , أتمنى لك التوفيق". تنفست آنا بعمق وهي تخطو مضطربة الى داخل البلاتوه , حيث يقام ديكور ضخم , وسط تلك الصالة الكبيرة , مضاء بكمية عجيبة من المصابيح المختلفة الألوان معلقة بسقف متحرك. كان عليها أن تواجه غضب دونالسون السريع , وأن تنقل له الخبر بقدر ما يترك لها مجالا للحديث , دون أن تكرر ما حصل على الهاتف. كان يتحدث بصوت عال وهو يوجهالمجموعة الفنية التي تعمل معه في هذا المشهد , أنه أحد مشاهد الحلقة الخامسة من مسلسل ( الحرب الأهلية ) الذي ساهمت مع جيسيكا في كتابته , وتحملت جزءا كبيرا من تحضير المادة التاريخية والوثائقية ليتناسب تحويلها الى سيناريو سيتم نقله الى الشاشة التلفزيونية. " ليندا , بحق السماء , عودي الآن الى مكانك , سنعيد تصوير المشهد , إنفعالك لا يكفي...... جاهزون.....". رفع يده , وكل أنظار العاملين متجهة اليه , وعندما لمح آنا فجأة , صرخ: " من سمح لك بالدخول , قلت لا أريد هنا من ليس له علاقة بالعمل , أبتعدي عن محور الكاميرا ..... أرجوك". تراجعت آنا مذعورة , وأختفت خلف أحد الجدران الخشبية الخاصة بالديكور , بينما أستمر ريان يحرك ممثليه وبعد أنتهاء تصوير المشهد , أقتربت آنا بشجاعة وقالت: " أذا كنت تشير الى تطفلي , فأنا لست كذلك , يا سيد دونالسون ". قالتها بهدوء وهو ينظر اليها بدهشة. " قد يكون أختياري للوقت سيئا , ولكنه يناسبني , أريد أنأن أكلمك , وأرجو أن تسمح لي بذلك". شكت آنا لثوان بأنه سيطردها , فقد بدا لها بمزاج عدواني , ولكنه ألتفت الى عناصره وقال بصوت مسموع: " سنعودج للعمل بعد الغداء, نصف ساعة فقط , ليندا , أحفظي دورك جيدا". نظر اليها وهو يخرج من البلاتوه , تبعته بحذر , دخل غرفته وهو يتحدث بعصبية مع أحد المساعدين , ويشرح له بعض التعديلات التي يطلبها , غسل وجهه وهو لا يزال يعطي بعض الأرشادات والتوجيهات الى مساعديه , الذين ما لبثوا أن تواروا تاركين آنا وحيدة أمام هذا الرجل الكريه , طويل جدا , ويلبس قميصا أبيض يتناسب مع لون بشرته البرونزية , التي تظهر من خلال فتحة القميص. أحست آنا أنها متجمدة للغاية ومبللة في الوقت نفسه , لكنها أندهشت عندما سمعته يقول: " أعذريني , كنت فظا بعض الشيء , وهذا بسبب ظروف العمل , إشرحي الآن ما الذي يمنع جيسيكا من السفر معنا الى أميركا؟". تعجبت آنا كيف عرف ريان الموضوع , وقالت بأضطراب: " زواجها , لقد تزوجت هذا الصباح , وفي هذه الساعة , الطائرة متجهة الى روما تحملها مع زوجها". قطب دونالسون حاجبيه , ولبس سترته بعصبية. " عندما ألتقينا مساء الخميس الفائت لم تشر الى هذا الموضوع". " لم تكن تعرف بعد , لقد تقابلا يوم الجمعة مساء". نظر اليها محدّثها والشرر يتطاير من عينيه ثم قال بصوت حاد: " أنك تمزحين, على ما أعتقد.....". " أقسم أنها الحقيقة , لقد تزوجت أليستير كيربي.......". " الصحفي". | ||||
30-07-11, 09:34 PM | #7 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| أكمل ريان , وخفض عينيه وقد تقلص وجهه. " عجيب , لقد أفترى عليها في مقالته عن مهنة النساء , وأذكر أنه قال ما معناه أن الطبع الحاد للآنسة فرانكلين , التي كتبت عن الزواج تقول أنه تجربة أنسنية تهم الطبقة المتوسطة ...... ألخ........ لقد لاقيت صعوبة كبيرة في تهدئتها عندما أطلعتني على ذلك المقال". تنهد ريان بسخرية وتابع: " آمل أن ينجح زواجهما , لكنني نادرا ما أعجب بالذي تفعله جيسيكا وخصوصا ما يتعلق بي". تابع كلامه ببرود وهو يتحاشى النظر الى آنا , التي قالت: " بدا لي أنهما سعيدان جدا هذا الصباح بالذات , الحب من أول نظرة غير موجود إلا في الروايات". " لا أريد أن أسمع تلك التفاصيل". قال ريان بجفاف , ثم رسم على شفتيه أبتسامة مصطنعة وسأل: " ما هو أسمك؟". " آنا بالانتين , أنا مساعدة وسكرتيرة جيسيكا". راقبها ريان وكأنه يكتشف لأول مرة الفتاة التي تقف أمامه , قال: " أعرف صوتك جيدا , من خلال الهاتف , يبدو لي أنه يتمتع بموسيقية جميلة". " أشكرك". ردت آنا وقد أحمرت وجنتاها خجلا. " هل أعجبتك طريقة الزواج هذه؟". حيّرها السؤال المباشر والمفاجىء فنظرت الى الأرض لتخفي أرتباكها ثم أدارت رأسها بعيدا عن ريان , الذي حاول حتما أن يوقعها في فخ الغدر بجيسيكا , قالت بخجل: " رأيي ليس مهما , أتمنى لها السعادة". " هل تعرفين فيكسبورغ في الميسيسيبي؟". " نعم , ولكنني لم أزرها , أعرفها لأنني شاركت في الأبحاث التحضيرية للسيناريو , ساعدني على ذلك خالتي المتزوجة من أميركي , أنها ما تزال تعيش هناك مع ولديها , لقد أرسلوا لي عددا كبيرا من المعلومات التاريخية والكتب المهمة عن المرحلة التي يدور حولها السيناريو". همهم دونالسون وهو يفكر بهدوء: " حسنا جدا , ومهم جدا , إذن ستكونين ضيفتنا , إذا ما رغبت في ذلك؟". أبتسمت آنا لهذا العرض الصريح , بينما أستمر ريان يتفحصها بعينيه السوداوين. قالت بهدوء: " سأزور المنطقة يوما ما". قاطعها ريان بإصرار: " ستسافرين الخميس القادم مكان جيسيكا". " كيف؟". " أنا بحاجة الى شخص يعدل السيناريو , ويبدو لي أنك جديرة بهذا العمل". قطعت آنا أنفاسها لحظات وهي تقف متجمدة , ثم أجابت بصوت ساخط: " لا أستطيع أن أغيّر حرفا واحدا بدون سماح المؤلف , ولن أستطيع أن أسافر خارج بريطانيا هذا الأسبوع , يا سيد دونالسون". " إسمي ريان , أحب أستعمال أسمي الأول ولكل يناديني يه ". " ليس لدي ما أفعله في عالم التلفزيون هذا". " سوف نناقش في المساء هذا الموضوع , بعد الأجتماع المسائي". فتح الباب ونظر الى آنا وتابع: " سوف أنتظرك هنا في الساعة السابعة مساء......". أضطربت آنا من الأوامر التي تتلقاها من محدثها , لم يسألها رأيها , لا شك أنه أعتاد أن يصدر أوامره لتطاع , أنه متسلط وقاس , خرجت من الباب , ثم ألتفتت اليه بعد أن كان قد خرج وصعد أولى درجات السلم وقالت: " ليس هناك ما يمكن بحثه يا سيد دونالسون , أشكرك لأقتراحك , ولكن ليست لدي النية في أن أطيع حالا , أنت لا تجهل أنني أعمل لصالح الآنسة ..... السيدة كيربي". توقف ريان عندما بدأت آنا بكلامها , وقالت بعصبية واضحة : " لقد وقعت عقدا دقيقا مع الأستديو , وأنت معنية بشكل غير مباشر , لذلك أحب أن نتحدث في هذا الموضوع ...... يا آنسة ببالانتين". أزداد صوته حدة وسخرية , آنا قررت أن ترد عليه برفض لاذع , ولكنها غيّرت رأيها في هذا الوقت , مع توافد عدد من العاملين الى البلاتوه , بعد أنتهاء فرصة الغداء , وهم يتدافعون بمرح قبل أن تقابلهم نظرات ريان , إبتسم لها البعض وتنحى عن الباب ليسمح لها بالمرور , وعندما أدارت رأسها لترى التعبير الأخير على وجه ريان , كان لا يزال ينظر اليها , وقال بصوت لطيف: " آنسة بالانتين , شعرك يعكس لونا جميلا في ضوء النهار , سأكون سعيدا بحضورك في موعد المساء". أبتسمت آنا بعد أن تبعها ريان , وأحست بجاذبيته , قال بمرح: " العمل سيبدأ الآن , أشكرك لأنك حضرت الى الأستديو , أنني أفضل شجاعتك على خوف جيسيكا". بعد لحظات أغلق الباب خلف آنا , ولم تعد تعرف الى أين تتجه , إنها ليست متأكدة من أي شيء , ماذا سيحمل لها هذا اليوم؟ منذ الصباح كانت تحس أن حياتها ستنقلب رأسا على عقب. | ||||
31-07-11, 07:31 PM | #9 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| 2- قبل أن تبدأ العاصفة قلقة , مضطربة , إنه الإحساس الذي تابعت فيه آنا يومها , مقابلتها لريان أخلّت بتوازنها , هذا الرجل المغرور , لم يفارق مخيلتها , كيف ستواجهه ؟ كيف تتصدى لعواصفه؟ يجب أن تحزم أمرها , أن تترك مكتب جيسيكا لتسافر معه الى أميركا , لن تفكر بهذا الموضوع الآن , أن الأوراق والملفات التي تحتل جزءا كبيرا من طاولتها تحتاج الى الكثير من العمل. تناولت طعامها بلا شهية , ثم أنكبّت على الأوراق التي أبعدتها قليلا عن قلقها , ساعتان من العمل المتواصل , أستطاعت خلالها أن ترتب كافة الأضبارات والوثائق ثم نسقت تلك الأعمال في الجوارير ورفوف المكتبة حسب الحاجة والأستعمال , وتركت الأجزاء التي تحتاج الى مراجعة على رفها الخاص في الخزانة ذات الألوان الزاهية الفرحة , وقررت أن تؤجل باقي الأعمال الى الغد. كم سيدوم غياب جيسيكا ؟ هذا ما تجهله آنا , فهي ليست في رحلة عسل فقط وأنما مرتبطة بالمهمة الموكلة الى أليستير , جلست على الأريكة الصغيرة التي تحتل زاوية المكتبة , لعلها ترتاح قليلا , وحيدة مع أيقاع تيك – تاك , الصوت الذي يصدر عن رقاص الساعة , ويكسر الصمت المهيمن على البيت. كيف ستمضي الأيام الرتيبة القادمة؟ أن السرعة التي سافرت بها السيناريست لم تترك لها فيها الكثير من الأعمال المهمة لمساعدتها , فالسيناريو جاهز عدا بعض التعديلات أو التصليحات , أما المواد التاريخية والوثائقية فمرتبة ومنظمة بحيث لا مكان للخطأ فيها , أتجهت آنا نحو النافذة , وأخذت تتفحص أصص الزهور الجميلة التي تملأ جنبات الشرفة , شجرة اللبلاب تتسلق الجدار في مساحة خضراء غامقة , أما الزهرات المتعددة من النرجس الأسيلي , ذات اللون الأصفر , التي تشبه زهرات الياسمين مع أختلاف اللون , لم تكن الزهور كثيرة إلا أنها توحي بأناقة جميلة تضفي على الشرفة جوا ريفيا , مما أثار لدى آنا الحنين الى حديقة والديها في كيرنسمير بعيدا عن لندن وعن الدخان , تذكرت طفولتها في تلك الحديقة التي كانت مرتعا لتفتحها كالزهرات الكثيرة المختلفة التي كانت تحبها وتجلس قربها. أنها فكرة جميلة , أن تمضي أسبوعا هناك , عطلة تمنحها لنفسها في غياب جيسيكا فهي لم تأخذ عطلة يوم واحد منذ ستة أشهر , وأسبوع مع والديها سيدخل الفرح الى قلوبهم بدون شك , وبالتالي يكون حجة مثالية للتخلص من دونالسون ومشاريعه , أنتعشت آنا لهذه الفكرة وأسرعت الى الهاتف لتخبر والديها بقرارها , أنتظرت وقتا طويلا , وهي تسمع رنين الهاتف الداخلي. " الطقس جميل بلا شك للأعتناء بالحديقة , أليس كذلك؟". سألت آنا بفرح وهي تسمع صوت أمها على الجانب الآخر. " آنا ..... عزيزتي , يا لها من سعادة أن أسمع صوتك , توقعت أن تتصلي هذا المساء , أن شوقي لك كبير". " ماذا ستقولين أذن؟ أذا قلت لك بأنني سأكون عندك غدا؟". " سيكون ذلك مدهشا , وسيبتهج والدك , لقد ذكرك كثيرا هذا الصباح". بعد عدة دقائق من المحادثة سألت آنا: " ماما حدثيني عن خالتي راشيل". خيم الصمت لحظات قبل أن تجيبها الأم : " تعرفين أنني لم أرها منذ عشرين سنة , هذا الخصام العائلي السخيف...... آخر صورة لها توحي بأنها كبرت قليلا , لكنني متأكدة من أنها ما زالت تحتفظ بكامل حيويتها , خل توقفت عن مراسلتك؟ ". " لا أنها تراسلني بأستمرار , ولكنني......". " سؤالك غريب , أستحلفك أن تخبريني أذا ما كان هناك من جديد؟". ظهر القلق في صوت السيدة بالانتين , فأسرعت آنا لتطمئنها : " كانت لدي فرصة لزيارتها هذا الأسبوع , ولكنني فضلت الحضور لرؤيتكم". " آنا..........". " سأشرح لك كل شيء عند حضوري". " سأشرح لك كل شيء عند حضوري". تساءلت آنا عن سبب أثارة موضوع خالتها بعد أن أقفلت السماعة , لقد كانت تراسلها , وساعدتها بحماس رائع عندما طلبت منها وثائق تاريخية وحكايا عن حرب الأنفصال التي دارت في منطقة المسيسيبي في نهاية القرن الماضي , ولم يتوان أبناء خالتها عن إرسال الصور والوثائق التي منحت السيناريو تفاصيل مهمة , تحوله في المستقبل الى صورة سينمائية واقعية , ألحّت الخالة راشيل كثيرا على أبنة أختها لزيارة هذه المدينة , وآنا كانت لديها رغبة قوية للقيام بهذه الرحلة , ولا يمنعها الآن عن ذلك إلا شخص ريان دونالسون المغرور. مضى الوقت سريعا , ولم تستطع آنا أن تنسى موعدها المسائي مع ريان , كان عليها أن تمر الى البيت لتغيير ملابسها , والأتصال هاتفيا بالمخرج لن يحل المشكلة , قررت أن تنتظر بعض الوقت في المكتب قبل أن يحين موعدها. باب غرفة جيسيكا المفتوح , شجعها على دخول الغرفة لأول مرة , وقررت أن ترتب الفوضى المزعجة حتى تستطيع السيدة سمارت المسؤولة عن تنظيف المنزل أن تقوم بواجبها بدون تذمر. كان شعاع الشمس يضيء الطاولة المدورة الموجودة قرب النافذة , وبدت نقوش الغطاء المصنوع من القماش الدمشقي جميلة ومشعة , لمحت آنا فجأة الأطار المفضض الموضوع فوق الطاولة , والذي يحيط بصورة ريان دونالسون , وفكرت أن تغير مكانه قبل عودة جيسيكا مع زوجها. | ||||
31-07-11, 08:29 PM | #10 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| تفحصت الصورة بتمعن , عيناه سوداوان فيهما نظرة حالمة , تغطيهما حواجب سوداء غامقة , ذقن مربعة تدل على شخصية متسلطة وقوية , شعر بني مجعّد كثيف , فم ذو أبتسامة ساخرة ....... أن أساريره بالنتيجة تدل على شخصية متكبرة ومتعجرفة بلا حدود. أرتعشت آنا وهي تبعد نظرها عنه , وفكرت أن تخفي الصورة في أحد الجوارير , سحبت أحداها , أكتشفت مجموعة كبيرة من الرسائل , فوجئت وهي تزيحها لتفسح مجالا للصورة , أن الرسالة الأولى تحمل في نهايتها توقيع ريان دونالسون , وعلى الرغم منها طافت بنظرها عل الأسطر الأخيرة : " أنت وحدك أتخذت القرار , أرجوك عزيزتي , أنتظري قليلا قبل أن تأخذي قرارك الأخير , لنناقش أقل ما يمكن من الأمور , أنت تعرفين بما أحسه جيدا ..... ريان دونالسون". أقفلت آنا الجارور , وبدا عليها الأضطراب , وكأن أحدا رآها في حالة التلبس , ما زالت الصورة بين يديها , ترتجف مع رعشة يديها , وضعتها على أحد رفوف المكتبة , يجب ألا تعرف جيسيكا أنها عبثت بأشيائها الخاصة , أسفت لهذه اللحظة , وتمنت لو لم تفعل ذلك , ثم فكرت بحيرة بكلام المخرج , لقد تورطت بشكل أو بآخر بهذا الموضوع , ريان دونالسون يحب جيسيكا أذن , ويتوسل اليها ألا تنفصل عنه , أشفقت عليه وأحست بالندم لأنها لم تذهب الى البيت لتبدل ثيابها فهذا القميص القطني مع تلك التنورة لا يناسب إلا ظروف العمل. لم يكن لديها الوقت لتعالج هذه المشكلة , لم تبق إلا دقائق , وعليها أن تغادر المكتب لتكون في موعدها المحدد , أستمرت في وضع ملابس جيسيكا في الخزانة , وفوجئت بأنها لم تأخذ تأخذ معها الفستان الحريري الأخضر , ملمسه الناعم شجّع آنا أن تجربه , وقفت أمام المرآة , وتأملت نفسها , أنه يليق بها تماما ويتناسب مع عينيها الخضراوين الرماديتين , كما يعطي أنعكاسا رائعا لشعرها الحريري , وبدت فيه مختلفة تماما. فكرت أن تستعيره لهذه السهرة , وحتى عودة جيسيكا هناك الكثير من الوقت , شدّت الحزام حول خصرها النحيل , وتركت شعرها ينساب على كتفيها , وقالت في نفسها : ( الآن أصبحت جاهزة لمواجهة دونالسون المتكبر). دخلت الأستديو بدون أية صعوبة , ودعتها فتاة الأستعلامات لتأخذ كرسيا في صالة الأنتظار حتى أنتهاء الأجتماع , أبتعدت آنا عن مجاميع الناس التي حضرت تشارك في برنامج تلفزيوني يبث على الهواء مباشرة. نظرت آنا الى الساعة التي قاربت السابعة والنصف , لقد بدأ صبرها ينفذ وتململت عندما سمعت أحدهم يعلن بصوت عال: " الآنسة بالنتين , السيد دونالسون سيستقبلك خلال لحظات ". أرتبكت من هذه الفكرة , وأضطربت أكثر أن تكون قبلة للأنظار , عندما تحركت بسرعة وحاولت أن تجيب , صرخ المنادي ثانية لتأتي مسرعة الى الأستعلامات , هزت رأسها بغيظ وأطاعت الأوامر بعصبية , دخلت غرفة دونالسون وأغلقت الباب خلفها , قالت متلعثمة: " أنا آسفة , لم أكن أعرف.....". ألتفت اليها وقال بصوت ساخر: " لا تقلقي , سأنتهي بسرعة". كان يغسل يديه بالصابون والماء بحيوية , ثم ألتفت الى آنا التي بدت مرتبكة وحمرة الخجل غطت وجنتيها , بينما الأبتسامة لا تفارق شفتيه حيث بدا لها في حالة مرحة تماما , قالت آنا بعصبية: " لقد تأخر الموعد كثيرا يا سيد دونالسون , أرجو أن ينتهي لقاؤنا بسرعة". نظر الى فستانها الأخضر , أضطربت أنفاس آنا وتمنت ألا يكون قد شاهده على جيسيكا قبل الآن أو أن يكون نسي ذلك على الأقل , أقترح دونالسون: " عي أن أقنالسف معنا , سأشرح لك ل شء الآن , أرجو ألا تكون الأمور معقدة". " ل...........لأ". أجابت آنا بصوت مكتوم. " في هذه الحالة لا شيء يمنعك من مصاحبتي للعشاء هذا المساء". فتح باب الخزانة وأخرج قميصا بني اللون , أحتجت الفتاة : " لا أستطيع..". " يجب أن نتحدث , والحديث سيطول , وأنا جائع , أرجوك لا تجبريني على البقاء هنا , سنتحادث على طاولة العشاء". لبس القميص وأختار ربطة عنق من الحرير الناعم , عقدها حول رقبته بزهو ومرح , قررت آنا أن تتحدى رغبة هذا الرجل الذي يتخذ قراراته لوحده. " لم تقل لي أننا سنتعشى في مطعم , ثم أنت الذي أضاع الوقت , جئت في موعدي تماما , على كل حال لن أسافر الى أميركا , أكرر ذلك". أبتسم ريان بسخرية ونظر اليها بكبرياء: " أرجو أن تقبلي دعوتي , أنا بحاجة الى رفيقة". تأكدت آنا أنه يعاني من زواج جيسيكا , ولا يريد أن يبقى وحيدا: " حسنا , سأوافق شرط ألا يستمر ذلك لفترة طويلة , وأن تكون الأمور جدية , سأفعل ما أستطيع لتقريب وجهات النظر , ولن أتخلى عن مساعدتي للسيدة كيربي". لبس دونالسون سترته ثم أتجه الى النافذة ونظر الى السماء المتوعدة , ثم قال: " لم أحضر سيارتي اليوم , ويبدو أن العاصفة على وشك أن تبدأ ". | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|