22-04-24, 01:26 AM | #1 | ||||
نجم روايتي وقاص فـي قـسـم قصص من وحـي الاعـضـاء
| *** سأنقذك حبيبتي *** ... استيقظت باكرا كعادتي ، لأني أحب نسمات الصباح المنعشة . كانت زوجتي لا تزال نائمة ، لأنها عملت لساعة متأخرة في قسم الاستعجالات . المسكينة إنها تعمل بجد منقطع النظير . لحسن حظنا لم نرزق بأولاد لحد الساعة ، و إلا لكان الأمر صعبا جدا على كلينا ، أنا أعمل بمكان بعيد طيلة النهار ، وهي الأخرى يبتلعها عملها كليا ... وجدت ورقة المشتريات ملتصقة على الثلاجة ، مع قبلة حارة خيالية ، وكلمة أحبك مكتوبة بشكل مضحك ! رغم تعبها الشديد ، لم تنس كتابتها ! هذا ما يجعلني أهيم بها طوال الوقت ... في العادة هي من يشتري مستلزمات البيت ، لأن السوبر ماركت قريب من المستشفى الذي تعمل فيه ، وخدماتهم مميزة ، وعروضهم أيضا . ركبت سيارتي ، واتجهت صوبه مباشرة ، مع كوب قهوة ساخن ، و أنغام موسيقى هادئة. كل شيء كان طبيعيا ، لم أستغرق وقتا طويلا في التبضع ، وعدت بسرعة إلى البيت . لسوء حظي لم أشغل الراديو فقد جاء تحذير خطير من عمدة البلدة بإخلاء المدينة فورا ، لأن السد الكبير ، تعرض لتخريب إرهابي ، وهو على وشك الانهيار ، مما ينذر بكارثة مفزعة ... دوت صافرات الإنذار بقوة ، كان شعورا مرعبا ، رغم أني لم أعلم بالضبط ما يجري ، إلا أنني اتجهت بأقصى سرعة إلى البيت لإيقاظ زوجتي التي كانت تغط في نوم عميق . ولا أظنها ستسمع صوت الصافرات المشؤوم . كنت في سباق مع الزمن ، لكن دوي الانفجار القوي أصم أذني ، وخدر جسمي بالكامل . كان التسونامي الذي نتج عنه مدمرا إلى أبعد الحدود . لقد أغرق البلدة كلها .. هرعت بأقصى قوتي إلى مدخل البيت ، كانت المياه تتدفق بشكل جنوني ، غطتني إلى رقبتي ، يا إلهي ! ارحمنا ... لم يكن شيء يشغلني إلا إنقاذ حبيبتي . كانت في سبات عميق بوجهها الملائكي . صرخت بقوة : - استيقظي ) كاثرين ( ... استيقظي حبيبتي .... لم تسمعني ، كان الماء قد غمر الجزء السفلي من المنزل ، لم يبق أمامي الكثير . كالمجنون دلفت غرفتها ، و أيقظتها ، كانت لا تزال نائمة ، لم تستوعب الأمر ، ولم يكن لدي الوقت الكافي لأشرح لها ، حملتها بين ذراعي ، وصعدت بها للعلية ، رغم ثقلها و صعوبة الأمر علي ، إلا أني وجدت طاقة كافية بداخلي ساعدتني للوصول للعلية في وقت قياسي ... طرحتها على الأرض برفق ، والتطقت أنفاسي ، وهي تنظر إلي بدهشة ، عندها فتحت لها نافذة العلية ، وشاهدت الكارثة المؤلمة بعينيها ...مدينتنا الرائعة ابتلعتها مياه السد الكبير ، بالتأكيد لن تكون الأمور كما كانت من قبل ، لكننا سنصمد كما تعودنا دائما عند الكوارث ، نظرت إلي لبرهة دون أن تلفظ كلمة واحدة ، اغرورقت عيناها الساحرتان بالدموع ، واحتظنتني بقوة هامسة في أذني : - سنكون بخير ، لا تقلق حبيبي .... | ||||
22-04-24, 10:02 AM | #2 | ||||
نجم روايتي
| مرحبا.صباح الخيرات حكواتي *جدران دافئة* كم حوت دورا وبيوتا أناس لم يضمهم يوما ذلك الرابط الجميل من الامان والود والرحمة فتتحول جدرانهم لقضبان جافة باردة لا تدفئ جسدا ولا تمنح روحا أمانا وكم من قلوب لو كانت في الطل لا يظلها سوى السماء يحتضنها الدفء والامان والرحمة والثقة بأن القادم اجمل ما داما يمسكان بأيدى بعضهما أخي ما أروع ما سطرته من خلال قصة بسيطة وتفاصيل قد تبدو عادية جدا لإثنان ترهقهما الحياة ومتطلباتها فعلا حتى يأتى ذلك التسونامي الرهيب ليوقع به الزوج شهادة حب وفداء لزوجة أنهكها التعب فلم تدر بالخطر المحدق بها بأسلوب ساحر وعبارات بسيطة لائمت الموضوع ليكون مسك الختام بكلمة الزوجة *سنكون بخير..لا تقلق حبيبي* بها كل الوعد والعهد والثقة والأمان بأنهما ما داما معا كل شئ سيمضي إلى الأفضل القصة جميلة جدا سردا وحوارا وإن إقتصر على عبارة الزوجة والوحيدة وهذا ما يميز كتاباتك.. الغرابة والندرة في أسلوب لا يشابه غيره سلمت أخي ودام سحر إبداعك الراقي | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|