شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   القصص القصيرة (وحي الاعضاء) (https://www.rewity.com/forum/f119/)
-   -   طفلة ... أراها كل يوم....**متميزة** (https://www.rewity.com/forum/t172609.html)

كاردينيا الغوازي 22-08-11 10:52 AM

طفلة ... أراها كل يوم....**متميزة**
 
https://upload.rewity.com/upfiles/um765381.gifhttps://upload.rewity.com/upfiles/LbA65573.gif


تنويه هام " هذه القصة حصرية فقط بمنتديات روايتي لا أحلل نقلها إلى أي مكان "


من دفاتري القديمة ...




https://upload.rewity.com/do.php?img=174717






ما زلت أراها.. يا إلهي.. تعذبني رؤيتها..
طفلة بشعرها الناعم الذي ترفض ان تقيده برباط.. ها انا اراها الان تسير بخطى متعثرة وهي تضع ابهامها في فمها؛ عادة سيئة.. لكنها تحتاجها كلما شعرت بالغربة!
وجدت نفسها دون رغبة منها في قاعة يحتفل فيها الناس بمناسبة ما.. لا اذكر المناسبة ولا تهمني في شيء؛ لا يهمني الناس اللاهين عنها بضحكاتهم التي يبالغون بإظهارها، وهمساتهم التي يحاولون اخفاءها، وكلامهم المنمق الذي يتعاملون به فيما بينهم، ما يهمني العينين اللامعتين وقد جذبتهما بالوناً زهري بين عشرات البالونات الاخرى، اخذت الطفلة تطارد ذلك البالون بشغف وكلما رفعت يدها عاليا لتمسكه دفعه احدا بعيدا عنها وهو يبتسم وكأنه يلاعبها! لكنها عقدت حاجبيها بغضب وهي تتساءل لماذا لا يدعها تحصل عليه؟! وكلما وقع البالون ارضاً انحنت نحوه لتلتقطه بلهفة لكن يركله أحدهم بعيدا بإحدى قدميه دون مبالاة وهي تتذمر من كثرة الاقدام وكثرة الركلات!
لم تيأس.. أخذت تطارده بين الموائد وتحت الكراسي دون كلل او ملل، لم تبالِ بالناس حولها مهما انزعجوا من مضايقتها لهم، لم تبالِ وهي تحبو على الارض احيانا لتطارد البالون الشقي؛ بأنهم كانوا يدوسون احيانا على يدها الصغيرة دون قصد او.. بقصد! لم تبالِ انهم لم يسألوها حتى عمّا تريد.
لم يعرض عليها أحد المساعدة وهي لم تطلبها، كانت عاقدة العزم لتأخذه بنفسها، وبعد معاناة؛ تمكنت اخيرا من التقاطه من تحت احدى الموائد، فاحتضنته بفرح بين ذراعيها الصغيرتين، كانت تشعر بالفخر وقد اظهرت تعابير وجهها ذلك بوضوح شديد الى درجة شعرتُ وأنا انظر اليها بعيني تدمعان، شعرت بالفرح لأجلها.
لكن بعد لحظات عيناها فاجأتني! شيء جذب نظرها بعيدا عن سعادتها بالبالون، اتسعت عيناها اللامعتان وتهدلت شفتها السفلى وهي تفتح فمها الصغير في ذهول يخلب لب القلب.
تتبعت نظراتها فوجدتها تنصب على طفل رضيع نائم وأمه تحتضنه وتلاعب وجهه بحنان، كانت الصغيرة تتمعن في الام وطفلها الرضيع بانبهار شديد بينما ما تزال تحتضن البالون بين يديها الاثنتين، ولكني رأيت اناملها الصغيرة تتشنج حوله وهي في عالم اخر، كنت اريد تحذيرها قبل فوات الأوان لكني أجفلت كما أجفل البعض عندما انفجر البالون..
قلبي تمزق ألما عليها وانا اراها لم تتنبه حتى لذلك! فما زالت عيناها متعلقتين بالأم والرضيع.
اخذت دموعها تنساب بصمت في البداية ثم تعالت شهقاتها ليتبعها بكاؤها المرير، بعض الحضور أشفق عليها وهناك من نادى لإحضار بالونا اخر، أما أنا؛ فقد التزمت الصمت.. كنت اعرف ما الذي يبكيها.. كانت تريد أُمّا تحتضنها كما تحتضن هذه الام رضيعها.. آه منها.. كم تعذبني تلك الطفلة..
هي طفلة أراها كل يوم.. في مرآتي!
** تمت **
22/8/2011





رابط تحميل القصة

https://www.mediafire.com/file/uoyob...%258A.pdf/file https://store2.up-00.com/Dec11/hEZ61994.jpg


تم تصميم القصة تكريما لها لتميزها وفوزها باعلى نسبة تصويت في مسابقه نوريم



يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي

كاردينيا الغوازي 22-08-11 10:54 AM


كاردينيا الغوازي 22-08-11 11:02 AM


blue me 22-08-11 11:13 AM

يا إلهي .. اقشعر بدني كاردينيا وأنا أقرأ السطور ..خاصة وأنا أكتشف بأن هذه الطفلة البريئة هب رمز للطفل داخلنا .. الطفل الذي يبقى مهما كبر ونضج .. يطالب بأبسط الحقوق والحاجات
هذه الطفلة .. كانت تسعى وراء مطلب طفولي بريء .. مجرد بالون ملون عادي .. أظنه رمز لكل تافه ودنيوي في حياتنا .. الأشياء التي نركض وراءها بلا تعب دون أن تعني أكثر من متعة وقتية سرعان ما تزول .. أو تنفجر كما حدث مع البالون
حتى نجد حاجة أكبر .. أو رغبة أكبر .. أو معنى أعمق لهمومنا .. فتتلاشى أهمية البالون ..
لقد قتلتني الطفلة وهي تسترق النظر نحو عاطفة حرمت منها وتمنتها دائما .. عاطفة مازالت حتى الآن محرومة منها مادامت الطفلة ( الناضجة ) تروي الحكاية منوهة عن بقاء الطفلة داخلها تبكي ذلك المشهد المؤثر حتى الآن
الطريقة التي سردت فيها الحكاية كمشاهدة عادية كانت رائعة وهي تتحول فجأة لتسبغ المشهد بطابع شخصي ينتهي بالمفاجأة الكبرى .. أن المشهد جزء من كينونة الراوي .. من ذكرياته وآلامه ..
كل منا تطاردنا بين الحين والآخر صورة طفل مازال يبكي شيئا مهما تفاوتت أهميته ..
هل هنلك طفل داخلي ؟؟؟؟ .. هل يبكي هو الآخر ؟؟؟ ما الذي يبكيه بالضبط ؟؟؟
أظن كل منا عليه أن يطرح هذا السؤال على نفسه كي يفهم نفسه أكثر
شكرا كاردينيا على الخاطرة المذهلة كالعادة ..

كاردينيا الغوازي 22-08-11 11:25 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة blue me (المشاركة 5562123)
يا إلهي .. اقشعر بدني كاردينيا وأنا أقرأ السطور ..خاصة وأنا أكتشف بأن هذه الطفلة البريئة هب رمز للطفل داخلنا .. الطفل الذي يبقى مهما كبر ونضج .. يطالب بأبسط الحقوق والحاجات
هذه الطفلة .. كانت تسعى وراء مطلب طفولي بريء .. مجرد بالون ملون عادي .. أظنه رمز لكل تافه ودنيوي في حياتنا .. الأشياء التي نركض وراءها بلا تعب دون أن تعني أكثر من متعة وقتية سرعان ما تزول .. أو تنفجر كما حدث مع البالون
حتى نجد حاجة أكبر .. أو رغبة أكبر .. أو معنى أعمق لهمومنا .. فتتلاشى أهمية البالون ..
لقد قتلتني الطفلة وهي تسترق النظر نحو عاطفة حرمت منها وتمنتها دائما .. عاطفة مازالت حتى الآن محرومة منها مادامت الطفلة ( الناضجة ) تروي الحكاية منوهة عن بقاء الطفلة داخلها تبكي ذلك المشهد المؤثر حتى الآن
الطريقة التي سردت فيها الحكاية كمشاهدة عادية كانت رائعة وهي تتحول فجأة لتسبغ المشهد بطابع شخصي ينتهي بالمفاجأة الكبرى .. أن المشهد جزء من كينونة الراوي .. من ذكرياته وآلامه ..
كل منا تطاردنا بين الحين والآخر صورة طفل مازال يبكي شيئا مهما تفاوتت أهميته ..
هل هنلك طفل داخلي ؟؟؟؟ .. هل يبكي هو الآخر ؟؟؟ ما الذي يبكيه بالضبط ؟؟؟
أظن كل منا عليه أن يطرح هذا السؤال على نفسه كي يفهم نفسه أكثر
شكرا كاردينيا على الخاطرة المذهلة كالعادة ..


انت ايضا كالعادة تذهليني بفهمك لما بين السطور ...
لقد قلت في اسطر ما اردته قوله بالضبط ... دوما لديك هذا العمق الرائع في النظر للامور ...
شكرا بلو من قلبي وكنت سعيدة جدا لانك تواجدت في وقت تنزيلي للخاطرة ....

faffou77 22-08-11 11:32 AM

قصة ماثرة جدا اوشكت دموعي انا ايضا على النزول
شكرا تاثرت جدا لحد اني لا اجد الكلمات المناسية التى تعبر عن شعوري
دمت دائما مبدعة اختي
متابعاتك

كاردينيا الغوازي 22-08-11 11:37 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة faffou77 (المشاركة 5562156)
قصة ماثرة جدا اوشكت دموعي انا ايضا على النزول
شكرا تاثرت جدا لحد اني لا اجد الكلمات المناسية التى تعبر عن شعوري
دمت دائما مبدعة اختي
متابعاتك

الشكر لك ... جعلتني اشعر اني فعلت شيئا بايصالي صوت طفلة ... طفلة موجودة في داخل الكثيرين .. وربما في داخلنا نحن ايضا

hadya 22-08-11 12:23 PM

كاردينيا إنتى رووووعة فعلا...بجد خليتينى معنديش أى تعليق أقوله..رغم إنها كتكوتة صغيرة لكن كارثة مدمرة...بقدر ما توجع جزء فينا بقدر ما تلاقى صدى يغنى معاها فى جزء من كل حد منا مهما صغر
بجد معنديش تعليق أقوله..بتصيبنى حالة صمت من كتر الحاجات إللى على بالى..روعة جدا و مؤلم جدا بحثها المستميت و إستغنائها و لا مبالاتها بأشياء كتير جدا..و اللا مبالاة بها هى كمان..أحلامها البسيطة إللى ممكن تصبح محط لهو من بشر مبيكلفوش أنفسهم عناء التفكير و الفهم لكيان بالنسبة لهم صغير فى حين إن عنده الأشياء الأكبر منهم كلهم..و المؤلم أكتر كبر و عمق إدراكها لكل شئ بتستغنى عنه..و المؤلم أكتر و أكتر وجود حلم بسيط جدا و طبيعى جدا لكنه كان صعب لدرجة إنه ضاع بضياعه حاجات تانية..الصورة كانت واضحة جدا و ملموسة بشكل مدمر..إن كان الكتابة أو التصميم فعلا خطيرة..بجد و من غير مجاملة كاردينيا إنتى دايما روووعة فى كل شئ منك...طبعا فاكرة إنها هى نفسها البنت إللى حكيتى عنها بعد إنزالك ابتسمى لأجلى....حقيقى شكرا:amwa7:

khadija_katy 22-08-11 12:32 PM

:sm6:صباح الخير سيده الابداع ، زمان و الله اشتقنا لابداعاتك ذات الطعم الرائع رغم مرارته في بعض الاحيان:sm92::sm92::sm92:

الروايه يصلح ليها اسم طفله ابكتني:( ، فكره بسيطه لكن ركبتها بطريقه رائعه جدا،الفكره الاولى هي تتبع الطفله للبالون و معاناتها في رحله الامساك بالبالون وسط لا اهتمام من الجميع ، معانات عشناها معها و كاننا ايضا نشاركها تلك الرحله و نغضب كلما ركل احد تلك البالون او طيرها بيده ...و بعد كل تلك المشقه تجد الطفله شيئا اكثر اثاره للاهتمام من تلك البالون ،رأت صدر ام ، الذي لربما هي محرومه منه لذلك تشبتت عيناها بذلك المنظر و نسيت تماما البالون ...:elk:
رائعه كركر في قدرتك عل تصوير المشاهد و اعطاء كل مشهد حقه ، اتعرفين اكثر مشهد اعجبني انا شخصيا مشهد الطفله في البدايه و هي تحس نفسها تائهه وسط عالم الكبار وتضع اصبعها في فمها ،رسمته بشكل مبهر و ممتع للنظر ، من ممتع رأيه الدهشه عل وجه طفل و الاكثر امتاعا لي رأيه طفل يضع اصبعا في فمه ، فتلك حركه دائما مرتبطه بالطفوله ...:31-1-rewity::31-1-rewity:
رائه كردينيا قلمك قوي و آسر لاقصى الحدود ، تسلمي عل ادخال البهجه لقلوبنا في هذا الصباح الباكر:heeheeh:

hadya 22-08-11 12:35 PM

يمكن فى السرد أظهرتى التأثر و أدخلتى بعض التعبيرات إللى تدمج الصورة فى المرآة بالأصل علشان تدعم النهاية...لكن كمان علشان تدعم فى القارئ الإحساس و تخلى كل منا يستحضر مرآته...كتكوتة صغيرة بس تجنن زى الأطفال بالظبط بساطة لكن مع عمق و عقل يجنن....برافو


الساعة الآن 02:01 PM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.