24-08-11, 02:59 AM
| #1 | ||||
| كاتب في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء 
|  انا بداخلك مضى الكثير حقا منذ ان كنت هنا ... اظنها ثلاث سنوات .. عموما حتى لا اكثر من الكلام هذه قصه قصيرة من ادب الرعب اتمنى ان تروق لكم ... أنا بداخلك هواية غير محببه لكنها كانت ملازمه لى منذ الصغر.. اقف فى شرفتنا المحاطه بمشربيه نفذها ابى مخصوص ليحتفظ بشىء ما من عبق مصر القديمه التى ترعرع بها .. انظر من خصاصها للماره فى الشارع .. وللجيران .. اسمتع لأحاديث هامسه وضحكات .. يوما بعد يوم يستهاونى الأمر .. امشى بالشارع على درايه كامله بما يحدث داخل بيوت الجيران .. والأحاديث الليليه التى كثيرا ما تقىء بأسرار البيوت الدفينه. تتميز مشربيتنا بأنها بارزه عن الشرفه مما يعطى مساحه من الحريه للتلصص من ثلاث جهات .. وتتميز منطقتنا السكنيه بأن المبانى على شكل مربع سكنى تتخلله ممرات ضيقة يقف بها شباب الشارع ليلا يدخنون سرا .. تقود هذه الممرات لمربعات سكنيه اخرى ولطرق عموميه .. ميزه اخرى اتاحت لى حرية الحركه والتجوال وهى انى وحيد ابى وامى .. وكلاهما كانا من العاملين لذا كنت اقضى النهار وهم فى عملهم والليل بعد ان يناموا فى عوالم التلصص الأثيريه .. وكبرت وتطورت معى حاسه غريبه من كثرة تلصصى وهى المقدره على قراءه الشفاه وفهم تعبيرات الوجه .. موهبة اصقلتها السنين ... سنين من الجلوس فى الشرفه .. سنين تطبع داخل عقلى يوما بعد يوم مهارات لم الاحظها ..او لم اعطيها الإهتمام فكان التلصص إدمانى الوحيد وعزاء وحدتى الأبديه .. كنت غير معروف بمربعنا السكنى قليل الإختلاط لدرجه اتعبت والدى فى بادىء الأمر ثم لم تعد تشغل بالهم الأن .. مع دخولى الجامعه طلبت من ابى ان انقل غرفتى للصاله حيث اقتطع جزء منها وتبقى المشربيه هى شرفة غرفتى بدلا من الشرفه الخلفيه التى تطل على الباحه الخلفية التى لا تحتوى سوى القاذورات التى يلقيها سكان العماره .. لم يكن الأمر بالمعقد .. فلقد كنا قليلى الزيارات ولا يأتينا احد تقريبا فلم يعترض ابى على الفكره .. احضرت قطوع خشب مدعم وفصلت به صالة بيتنا جزئين .. وتدريجيا قمت بنقل غرفتى بالكامل واصبحت المشربية ملكى ومملكتى .. كانت امتع اللحظات ليلا عندما اجلس فى الظلام وافتح شباك صغير بالمشربيه حتى تأتينى رؤية افضل ... كنت اعرف تقريبا كل بيوت المربع السكنى وقاطنيهم .. اسماءهم .. هواياتهم .. مشاكلهم .. كل شىء .. لم اكن مريض العقل بالدرجة التى تجعلنى اكسر حاجز الغرف المغلقه المعروف .. فقط كانت عاداتى ناجمه عن وحده وعزله وانطوائيه طبقت عليا منذ الصغر .. كان فضولى مرض سرطانى .. ينمو يوما بعد يوم .. ***** قمت اليوم بشراء منظار مكبر ليعطينى مجال رؤيه افضل .. كان بمثابة المفتاح السحرى للدخول لعوالم كانت بعيده عن عينى فترات كثيرة.. عوالم لم استطع الولوج لها من قبل .. جهزت لليله ستكون من اكثر ليالى التلصص اثارة .. بعد ان دقت الساعه معلنه ان نصف الليل الأول قد غادر وحل محله نصفه الثانى .. النصف الساكن .. السرى .. الغامض .. اعتدلت فى فراشى اخرجت المنظار واحضرت كوب الشاى جلست على الكرسى المقابل لفرجة الشباك الصغيره بالمشربية .. رشفت من كوب الشاى ثم وضعته على مسند الكرسى ووضعت المنظار على عينى وبدأت اجول بعينى بين مبانى المربع السكنى .. الساكن فى الظلام .. النوافذ مغلقه ومظلمة .. الا من غرفة فى الطابق الثانى فى المبنى المقابل لشرفتى .. وشرفة فى المبنى المجاور لبنايتنا .. الغرفه كانت مظلمة لكن نافذتها مفتوحه انا اعرف قاطنها انه الشاب الأعزب غريب الأطوار الذى انتقل منذ اسبوعين تقريبا .. التفت بالمنظار ناحية الشرفه المضيئة والتى تكشف جزء كبير من صالون المنزل .. هاهو استاذ كريم ..مدرس الرياضيات بمدرسة قريبه من المجمع السكنى ، يجلس ببنطال البيجامه وفانله داخليه امام التلفاز يتابع دراما منتصف الليل لطالما كان هذا الرجل عاشقا لها .. تدخل عليه زوجته بكوب الشاى وبعض الشطائر وتجلس على الكرسى المجاور له .. مضت بره قبل ان يلتفت اليها قائلا وقد التقطت عينى شفتيه وهى تلقى الكلام كمدفع رشاش " ماذا افعل لك الأن .. لقد اعطيتك اخر نقود بحافظتى .. الرحمه .. لم اعد املك شيئا من كثرة الأقساط والطلبات التى تغرقينا بها يوما بعد يوم " كانت جلستها متواريه خلف باب الشرفة المفتوح لذا لم اتبين سؤالها بالتحديد وان كان رده كفيلا بأن يترجم ما قالته .. تحفزت واعتدلت فى مجلسها فظهر جزء من وجهها المترهل قائله " ومن اجبرك على ان تغرق نفسك بالأقساط ، اليست رغبتك فى ان تظهر امام اهلك انك لا تحرمنى من شىء وان بيتنا يحتوى على الجديد دائما " يبدو ان النقاش سيحتدم هذه الليله ستكون سهره ممتعه !! نهض الأستاذ كريم من مجلسه ونفض الطبق الذى يحتوى على الشطائر بيده حتى تحطم ارضا وتناثر ما فيه على المقاعد .. التفت اليها بإنفعال بادى على ملامحه واطلق سيل من السباب ثم التقط انفاسه واكمل " من الافضل ان اذهب الان قبل ان اقدم على فعله أندم عليها بعد ذلك .. " ثم اختفى داخل الشقه وخرج بعدها بخمس دقائق مرتديا بنطال جينز وقميص وجاكت جلد ، فتح باب الشقه واغلقها خلفه بعنف .. قامت زوجته لتلملم الشطائر المبعثرة وبقايا الطبق المهشمه اختفت داخل المطبخ لثوان ثم عادت لتغلق نور الصاله والشرفه وان تبقى اضائة ضعيفه فى طرقة المنزل من لمبة صغير .. نظرت لمدخل البنايه لأجد الأستاذ كريم يقف بها ويخرج علبة سجائرة ،يلتقط اخر سيجاره ثم يطبق على العلبه بكفه فى غضب ويلقيها يشعلها ..ياخذ نفس عميق ثم يخرجه بعصبيه .. لثوان تشوشت الرؤية بالمنظار وكأن طيف مظلم عبر من امامى .. رجحت انه نور المدخل الضعيف الذى يتذبذب كل ثانيه مصدرا صوتا معدنيا كئيبا كالمبانى ذاتها .. وقاطنيها الكئابه هى المرض المتفشى فى المدن الحكوميه الجديده ، المبانى الخرسانيه المتشابهه والطرق الأسفلتيه التى لم يكتمل رصفها فباتت قيادة السيارات عليها نوع من قلة العقل .. اقطع خواطرى بان ارفع المنظار عن عينى لالتقط كوب الشاى الذى برد واتجرعه كله .. اضع الكوب الفارغ على مسند الكرسى ثانية ثم اعود لمتابعه الأستاذ كريم .. لم يكن موجود عند مدخل البنايه .. درت بعينى فى المربع السكنى فلم اراه .. رفعت عينى لنوافذ مدخل البنايه التى تنتشر فى كل طابق لأجده يصعدهم فى سرعه يقترب من باب شقته يفتحه ويدخل يختفى داخل المطبخ ، يبدو ان زوجته احست وجوده لأنها خرجت من غرفتها وظهر ظلها على ارضية الطرقه لتدخل الصالة المظلمه ، يخرج هو من المطبخ من خلفها اتسعت عينى وازدادت ضربات قلبى ... فالأستاذ كريم كان يحمل بيده سكينا زوجته لا تراه وتمعن النظر فى الأثاث الجاثم فى الظلمة ظنا منها انه يجلس فى الظلام ... الأستاذ كريم يقترب ببطء .. ضربات قلبى تزداد و صوتها المزعج القلق هو الصوت الوحيد الذى اسمعه الأن .. ما ان صار خلف زوجته حتى قبض على رقبتها بزراعه كاتما فمها بكفه وانتفضت هى فى رعب وجسدها المترهل ينحنى يمينا وشمالا فى محاولة للإفلات من قبضته .. ثم رفع رأسها بيده فى قوه وما يزال محكما قبضته على فمها ثم مرر نصل السكين على عنقها بقوة .. اكاد اقسم انى سمحت حشرجة رقبتها وصوت صفير اندفاع الدم من عنقها سقط المنظار من على وجهى فى فزع ومع انتفاضتى سقط كوب الشاى الفارغ ليتحطم ارضا محطما معه حاجز الصمت وزاد من هلعى .. يتبع .. | ||||
|  |
|
24-08-11, 03:25 AM
| #2 | |||||
| روايتي مؤسس ومشرفة سابقة وقاصة في منتدى قصص من وحي الاعضاء  
| أهلاً بعودتك مبدعنا دراك ... عودة قوية لقلم قوى نسعد بالغوص بروعة حروفه ... أصدق عبارة "من راقب الناس مات هماً" ... يبدو أن بطلنا قد غاص فى حياة جيرانه و الآن أصبح الشاهد الوحيد لجريمة القتل >>> و لكنى أستغرب كيف الأستاذ كريم بعد أن إختار الخروج من البيت درءاً للشر أن يعود لقتل زوجته مباشرة ... أيكون للطيف علاقة بتغير رأيه ؟؟؟ دراك متابعاك و شكراً لك | |||||
|
| |
|
24-08-11, 04:05 AM
| #3 | |||||
| كاتب في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء
| اقتباس:
بالنسبة لتساؤلك فيستم اجباته فى القطعة القادمة لا تقلقى القصه قصيرة لكنها تأتى على قطع كبيره وهى منتهيه فلا تقلقى ايضا من عدم اكمالها ... .. الطيف .. الطيف ... ربما | |||||
|
| |
|
24-08-11, 06:00 AM
| #4 | |||||||
| مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة في منتدى قصص من وحي الأعضاء 
|
| |||||||
|
| |
|
24-08-11, 08:35 PM
| #5 | |||||
| كاتب في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء
| اقتباس:
 | |||||
|
| |
|
24-08-11, 08:57 PM
| #6 | ||||
| كاتب في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء
| يالله .. ماذا حدث ؟؟ لقد نحر عنقها امامى .. ايعقل ان يحدث هذا ؟؟ هذا جنون .. هذا .. لم احتمل و هرعت لفراشى وانا ارتجف هلعا مما رأيت .. تلحفت بالغطاء وظللت ارتجف حتى الصباح ... الشياطين تعبث بعقلى طوال الليل وانا انهر نفسى على عادتى المقززه " انت فعلت هذا فى نفسك .. انت جلبت هذا الوبال على رأسك" مع انسدال عباءة الليل وبزوغ النهار الذى بدا سحرى ويحمل معه دفء وامل .. غادرت الفراش بقدمين من عجين .. وبعين انهكها السهر امسكت المنظار ورفعته لأرى ماذا حدث ؟؟ فلم اقوى على التحرك طوال الليل من هول ما رأيت .. سيكون اليوم حافلا .. ستأتى الشرطه وسيكون يوما مرهقا .. انظر لشقه الأستاذ كريم المغلق شرفتها ونوافذها .. لا شىء؟؟ !! المربع السكنى الصامت والصباح البكر لا يلوثه شىء سوى معرفتى !! اشعر انى الشىء الوحيد الملوث فى هذا الصباح .. انا الذى احمل بداخلى ذكرى ليلية شنيعة عن ذبح الأستاذ كريم لزوجة .. يا ترى ماذا سيفعل ؟؟ هل سيقوم بتقطيعها كما كانوا يفعلوا قديما ويضعها بأكياس سوداء ويلقيها بالقمامه .. ربما سيقوم بإذابتها بالأحماض فى حوض الحمام لتكون الجريمه الكامله التى يدرسها طلاب الشرطه منذ الأبد .. خواطر سوداء تحوم بعقلى وانا امسك بالمنظار واجوب على المبنى القاتم الذى يسكن به الأستاذ كريم بمنظارى .. بعد فتره لم يظهر شىء ..لم يتحرك ساكن بالعماره سوى طفلى الأستاذ خالد بالدور الأول ذاهبين لمدرستهم .. رفعت المنظار عن وجهى وذهبت للحمام وضعت رأسى تحت حنفية المياه وتركت الماء الصباحى المنعش يغسل رأسى .. بل يغسلنى كلى ويرفع عن رأسى تلك الذكرى السوداء .. لم اجفف وجهى ولا راسى تركت المياه تتساقط على جسدى.. رجفه وشعور بالنشاط يظهر على استحياء من عناء السهر ليلا .. احضرت مجرفه وقمت بجمع بقايا كوب الشاى المحطم بالشرفه ونظفت غرفتى ... قمت بتحضير كوب من النسكافيه وذهبت للشرفه ثانية .. التقط المنظار نظرت لشقة الأستاذ كريم لأجد النافذه مفتوحه .. اجلس على الكرسى فى توتر واضعا كوب النسكافية على بروز داخلى من حائط الشرفه ... الدقائق تمر وانا محدق بالمنظار فى نافذة شقة الأستاذ كريم ،لا شىء يتحرك داخلها وان لاحظت شبح شخص يقف بالمطبخ .. مرت لحظات قبل ان يخرج الأستاذ كريم من المطبخ وفى يده كوب من الشاى وطبق يحمل عليه بعض الخبز وقطعة جبن .. ما هذا الرجل ؟؟ كيف يستطيع ان يجلس هكذا بكل برود بل ويستمتع بإفطاره وقد ارتكب جريمه شنعاء ليلا ؟؟ لم احتمل وبدء الذنب يأكل روحى .. لن اقف ساكنا .. وضعت المنظار بجانب كوب النسكافيه وقمت بإحضار التليفون من صالون المنزل وطلبت الشرطه .. رنين طويل بارد.. ثم " الو .. ارتبكت قائلا " اريد انـ ... ا ان بلغ عن جـــرريمة قتل " - " اسمك وعنوانك ؟؟ ارتبكت اكثر محاولا تذكر كيف كانوا يفعلوها فى الأفلام " لا ..يهم .. هناك جريمة قتل حدثت فى البلوك السكنى (41) المجاور لشبكة المياه .. عماره 5 .. الدور الثالث شقة 2 " واغلقت الخط فى سرعه وانا التقط انفاسى متوترا بصعوبه شديده .. اعود للمشربيه ثانية والتقط المنظار ... تمر دقائق ويرن جرس الهاتف لأنتفض فى فزع .. التقطه ثم انتظر ليأتى الصوت باردا " الو .. ارد فى خفوت " الو !!؟؟ - " معك قسم الشرطة لقد تلقينا بلاغا من الرقم الحالى ونريد التأكيد .. اسمك وعنوانك ؟؟ حبات العرق تنبت على جبينى ذات ملمس بارد ودقاات قلبى صاخبه .. ارد فى تلعثم " نعم ابغلت عن جريمه قتل حدثت فى البلوك السكنى رقم (41 ) المجاور لى .. - " اسمك وعنوانك من فضلك ؟؟ تنهدت فى استسلام وخوف " علاء حافظ .. بلوك (41) عمارة 4 ... الدور الرابع .. ارجوكم القدوم فهناك .... لينقطع الخط وطنين مزعج يصرخ فى اذنى " تيت .. تيت .. تيت " احدق فى الفراغ لثوانى لم يقطعها الا صوت العصفور الذى ياتى يوميا ليلتقط فتات الخبز من على المشربية .. المحه ثم اسهم بنظراتى لحظات تجاهه لأنتفض على صوت امى من خلفى .. منظرى المرهق وشعرى المشعث وهالة القلق التى تحوم حولى جعلها تتسائل فى قلق " علاء ماذا بك ؟؟ ماذا حدث ؟؟ التفت اليها نافضا كل تلك الافكار والهلاوس التى سيطرت على عقلى وشبح النوم الذى داعب عينى افركها ثم انظر لأمى بعين داميه قائلا " لا شىء يا امى مجهد فقط .. اظننى اكثرت من السهر الفتره الماضيه .. قالت بلهجه عتاب " ولماذا السهر يا علاء ؟؟ مكوثك الطويل بالبيت سيؤثر بك با بنى ..." نهضت وانا اشدد على كلماتها " كما تريدين يا امى سأغير ملابسى واخرج قليلا .. نظرت لى فى قلق مبهم قائلة " حسنا لا تخرج قبل ان تفطر ، ربتت على كتفى وقبلتنى ثم ذهبت للمطبخ لتعد وجبة الإفطار .. استحممت فى سرعه .. غيرت ملابسى .. لم اكن جوعانا فقط هناك هاجس بعقلى اريد التأكد منه .. خرجت من الشقه مسرعا وامى تصرخ خلفى على الإفطار الذى لم امسه .. على طرقات السلم تلتقى عينى بأحد الجيران .. لا اتذكر اسمه لكنه يحدجنى بنظرات غاضبه .. قلبت شفتى فى اندهاش واكملت نزولى على السلم .. لأصطدم فى مدخل العماره بشخص ونسقط ارضا .. طارت نظارتى بعيدا عبثت بيدى لألتقطها اطمئن لسلامتها فبدونها اتحول لبومه عمياء .. ارتديتها ونفضت ملابسى وانا انظر للرجل الذى اصطدمت به محضرا كميه لا بأس بها من الإعتذارات .. لأجد الأستاذ كريم محملقا بى !!! **** ارتبكت وتلعثمت وتعرقت وشعرت بالخوف .. ابتسامه لزجه تعلو وجه ونظراته الخبيثه تشعرنى بانه يعرف.. يرفع يده فى برود ليصافحنى .. ارفع يدى المرتشعه التى اطبق هو عليها بيد حديديه .. هذه اليد التى نحرت عنق زوجته ليلا .. هذه اليد التى تلوثت بالدماء .. هذه اليد التى اكل بها الخبز والجبن صباحا .. هذه اليد التى تصافحنى الأن ... يقول بصوت قاتل " كيف حالك يا علاء ؟؟ لماذا لا نراك مؤخرا ؟؟ ارد عليه فى محاولة بائسة لإخفاء التلعثم الذى غلفنى وسيطر على مخارج الحروف " بـــ .. خيــر يرفع حاجبيه فى اندهاش مصطنع مردفا " حسنا .. يبدو انك على عجله من امرك .. سأراك عندما تعود .."واكمل طريقه صاعدا . اقف متجمدا فتره انظر اليه يصعد السلالم فى برود تخللها التفاته ساخره ناحيتى .. اخرج من البنايه وكأن حكم بالإعدام قد رفع عنى .. ازفر فى ارتياح واكمل طريقى خارجا من المربع السكنى .. انا شبه متيقن من ان هذا اللعين يعرف انى كنت اراقبه .. ثم لماذا لم تاتى الشرطه حتى الأن ؟؟ الامر بدا يقلقنى .. ثم بدر الى ذهنى فجأه تساؤل عجيب " الى اين كان الأستاذ كريم صاعدا ؟؟ ولماذا قال سأراك حينما تعود ؟؟ هو لا يجلس مع احد ولا يعرف احد فى بنايتنا سوى ابى ... لأفطن للأمر فزعا واعود مهرولا .. اللعين سيذبح ابى وامى ... اركض بخطى واسعه ينخرها الخوف ..كدت اتعثر اكثر من مره على درجات الارصفه التى تحيط بمربعنا السكنى .. اركض حتى اصل الى البنايه .. اصعد السلالم وبالكاد استطيع التقاط انفاسى فالخوف يستهلك مخزون الطاقه بجسدى كمصاص دماء غرز انيابه فى روحى وعقلى .. اصل لشقتنا وكانى على اعتاب الجحيم .. صدرى يؤلمنى وكانه مرشق بخناجر صغيره .. اضع المفتاح بالباب اديره فى هدوء ونبضات قلبى تنتفض فى ايقاع شيطانى .. ادفع الباب برفق محاولا الا احدث اى صوت .. انظر للصالة مباشرة لأجدها فارغه .. ادخل فى خوف متخليا عن حذرى .. انظر للمطبخ لأجد استاذ كريم يقف بداخله يحمل بيده سكين يضعه تحت شلال الماء الصغير المندفع من حنفية المطبخ .. ليسقط قلبى بين قدمى .. لقد فعلها اللعين .. فعلها !! قفزت عليه ارتطم بحافة حوض المطبخ وسقط فوقه .. اهيل عليه اللكمات .. واصرخ به " لماذا قتلتهم ايها اللعين؟؟ .. لماذا ؟؟ " التفت للسكين الراقد تحت الحوض ثم تلقفته ورفعته صارخا .. ستموت ايها اللعين .. ستموت وسددتها باتجاه قلبه مباشرة ... **** صرخه عاليه .. صرخه عاليه قطعت خواطرى السوداء واستطاعت فى اخر لحظة ان توقفنى عن تمزيق جسد الأستاذ كريم كانت امى صاحبة الصرخه .. ومن خلفها اندفع ابى ليزيحنى بعيدا عن جسد الأستاذ كريم .. منقلبا على الأرض وكأن الاصوات قد انطفأت من حولى وتمر الأحداث بالتصوير البطىء .. وفى الخلفية كل ما اسمعه هو صوت دقات قلبى المضطرب.. ابى يطمئن على الأستاذ كريم ويساعده على النهوض .. وامى من الناحية الأخرى تقف ممسكه صدرها من الهلع وبدات فى البكاء والنظر الى فى استغراب وقلق فى الأن ذاته .. نظراتها تحمل كلمة لمـــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــاذا ؟؟ كبيره للغاية .. ثم تعود الأصوات فجأه للعمل ومعها السرعة الطبيعية للأحداث .. الاستاذ كريم وقد هرب الدم من عروقه وقد بلل سرواله وابيضت ملامحه .. ابى المتعرق والذى لم يتحمل المفاجأه فاستند على حوض المطبخ يحاول ملاحقة انفاسه وتعبئة الأوكسجين واقترب بشده من الإصابه بذبحه صدريه .. وقفت وانا اترنح بفعل المفاجأه ، لكنى تمالكت نفسى قائلا " كنت اظنه قتلكما كما قتل زوجته !!" تقافزت نظرات الدهشه والإستنكار على وجه الأستاذ كريم .. والصدمه على وجه ابى وامى .. ليقطعها صراخى " لقد رايته امس وهو ينحر عنقها .. اقسم بالله رأيته .. لقد كنــ ... رفع ابى كفه فى غضب صائحا مستنكرا " كفى .. كفاك هراء .. انت لست طبيعيا بالمره .. يجب علينا اخذك لطبيب نفسى .." وتتغير ملامحه مندهشا فى هلع " ماذا كنت ستفعل ايها الأحمق ؟؟ اصر انا " اقسم بالله هذا ما حدث .. لتأتى صرخة امى حاده فاصله لمحاولاتى المستميته لجعلهم يصدقون قائلة " كفـــــــــــــــــــــــ ــــــى .. وتكمل باكيه " ارجوك كفى ... ما تقوله غير معقول فأنا كنت احادثها تلفونيا منذ دقيقه .. ستأتى بعد قليل .." ليقطع كلامها جرس الباب .. تفتح امى الباب وانظر للقادم فى صدمه اسقطتنى على ركبتى .. فقد كان القادم زوجة الأستاذ كريم .. **** يتبع ... النهاية فى الجزء القادم | ||||
|
| |
|
24-08-11, 09:20 PM
| #7 | ||||||
| عضو موقوف
| واااااااااااااااااااااااا ااو drak123456 قصه رائعه و مشوقه جدااااااااااااااا دي اول مره اقرالك حاجه و بجد عجبتني جدااااااااااااا اسلوبك في الكتابه مشوق و سلس يجذب القاريء للمتابعه الي النهايه حسيت كاني بتفرج علي فيلم رعب مثير قلبي دليلي و كان قايلي ان الاستاذ كريم مقتلش مراته وعندي احساس ان بطل روايتنا عنده انفصام في الشخصيه من كتر اللي شافه عقله بدا ينسج اوهام خياله ينسج الاوهام من كثره الملل و الرتابه بحياته فيبحث عما يملا فراغه الاستاذ كريم كان بيصالح مراته و هو افتكره بيقتلها علي ما اعتقد استمتعت جدا بما قرات وفي انتظار الجزء الاخير علي احر من الجمر | ||||||
|
| |
|
24-08-11, 11:39 PM
| #9 | |||||
| كاتب في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء
| اقتباس:
| |||||
|
| |
|
24-08-11, 11:40 PM
| #10 | |||||
| كاتب في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء
| اقتباس:
هذا ما سنتأكد منه فى المقطع القادم .. النهاية | |||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
.png)
العرض العادي
