شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.rewity.com/forum/f202/)
-   -   1109 - شىء من الحقيقة - شارلوت لامب جزء 1- د.ن (كتابة فريق الروايات المكتوبة) كامله** (https://www.rewity.com/forum/t175165.html)

Raghda 26-09-11 09:31 PM

شكرا لك على الرواية حلوة بانتظار المزيد

intisar 27-09-11 03:15 AM

thank you tooooooooooooooooooooo mach

intisar 27-09-11 03:18 AM

:wow11::smailes102::wow11:
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النجمة اللامعة (المشاركة 5676211)
شكرا لك على الرواية حلوة بانتظار المزيد


intisar 27-09-11 03:20 AM

Thankyou tooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooo mach for you

ام مزن 27-09-11 07:50 AM

الفصل الثالث


دخلت جينا الى المطعم اليونانى بعد الثامنة مباشرة وقد توهجت وجنتاها من السير فى الريح العاصفة , شعرت بالسرور لانها لاتسكن بجانب البحر او بجانب اشجار كبيرة , لقد كانت رأت على شاشة التلفزيون صورا لعاصفة ضربت السواحل وطرقات اقفلتها اشجار السنديان الساقطة .
جعل سوء الجوء من الصعب عليها ترك المنزل من دون أثارة فضول السير جورج , وكان عليها ان تكذب قائلة انها ذاهبة لمقابلة صديق قديم من ايام الدراسة وقد جعلها هذا الكذب تشعر بالضيق , كان سألها :
- هل هى روز ايميرى
فأجابة متذكرة فتاة فى صفها كانت رحلة الى نيوزيلاند :
- كلا انها باشى وود, انت لاتعرفها فقد امضت فى الخارج سنوات
كانت الكذبة مازالت تخنقها عندما تناول النادل اليونانى معطفها وناوله الى خادم غرفة المعاطف
- تريدين السيد كاسبيان طبعا , من هنا رجاء
كادت تهرب هذة اللحظة شاعرة بالكراهية للذنب الذى تقترفه والحاجة الى السرية .... ولكنها لم تستطع الذهاب من دون معطفها , وخجلت من ان تطلب اعادته اليها , وهكذا تبعت الرجل خلال القاعة المزدحمة الخافتة الضوء الى مائدة فى كهف متوار فى الجدار ماجعلها تشعر بالارتياح لانها على الاقل لن ترى احدا ولن يراها احد .
وقال النادل وهو يحنى راسه :
- ضيفتك سيد كاسبيان
فنهض نيكولاس واقفا , وقال ناظرا فى عينيها :
- مساء الخير
بادلته النظر وقد سمرها منظره فى بذلته القاتمة اللون وقميصه الازرق المحطط , حدثت نفسها مرة اخرى بانه ليس وسيما , ولكن المشكلة هى انه كان يضج بجاذبية الرجولة , قالت متلعثمة بينما النادل يسحب لها كرسيا تهالكت عليه قبل ان تخونها ساقاها :
- آسفة لتاخرى
قال لها النادل :
- هل تريدين مقبلات ياسيدتى
نظرت اليه لاتدرى ماذا تقول , فتدخل كاسبيان قائلا :
- هل تأذنين لى بان اطلب لك شئ ؟
ثم اخذ يتحدث باللغة اليونانية الى النادل بسرعة , فابتسم هذا وهو يقول شئ بلغته ثم ذهب , سألته جينا :
- ماذا قلت له ان يحضر الى ؟
- لاشئ يمكن ان يؤذيك
لكن جينا نظرت اليه بارتياب :
- لااثق بك
فقال بذلك الصوت الرقيق الساخر :
- اعلم انك لاتثقين بى
لقد عادا يتحدثان بكلام مزدوج المعنى , انها لم تعرف قط بشكل مؤكد مايعنيه حقيقة , ولكنها شعرت بالخوف وكان هذا ما ارادها ان تشعر به , كان نيكولاس كاسبيان ماهرا فى حمل الناس على الشعور بعدم الارتياح , فقد كان هذا جزءا من وسائله لكى يربح اللعبة التى يقوم بها , مهما كان نوع العمل والاشخاص , انه يفقد الشخص اتزانه , ثم ينتقل بسرعة لايدرك الشخص معها ماكان يحدث الا بعد فوات الاون .
اشاحت جينا بوجهها مقطبة الجبين , حسنا انه لن يستطيع اخذها على حين غرة...... لقد حسبت حساب ذلك , عاد النادل مع كوب كوكتيل على صينيه , اخذ كاسبيان ينظر اليها وهى تذوق السائل الاصفر المتالق بحذر وجدته لذيذ المزاق حقا , سألته :
- ماذا يحتوى الشراب ؟
فهز نيكولاس كتفيه :
- اعشاب عطرة , عسل , برتقال , هل اعجبك ؟
- نعم شكرا , لكننى ساطلب طعامى بنفسى اذا لم يكن لديك مانع
فضحك وقال :
- اتعرفين الطعام اليونانى ؟
قالت وهى تنظر الى قائمة الطعام :
- نعم , ساطلب بندورة محشوة , ثم كباب لحم خروف مع سلطة يونانية وخبز
طلب نيكولاس لنفسه وجبة ادسم قليلا , ثم توارى النادل تارك اياهما بمفردهما , كان الكهف الذى يحتوى على مائدتهم خافت النور ليس مكشوفا لمائدة آخرى , بينما موسيقى يونانية ناعمة تتماوج فى الجوء تخفى احاديث الزبائن , واخذت جينا ترشف شرابها منحية الراس
سألها بجفاء :
- ماذا قلت للسير جورج ؟
فقالت عابسة :
- اننى ذاهبة لرؤية صديقة قديمة , جعلنى هذا اشعر بالضيق فانا اكره ان اكذب عليه , انا واثقة من ان الشعور بالذنب ظهر على وجهى
فقال ببطء :
- ربما ظنك خارجة للقاء حبيب
فاحمر وجهها وكان هذا عادة فيها منذ المراهقة لم تتغلب عليها فكانت تكرهها جدا
قال برقة :
- هذا اللون يناسبك
وعندما ازداد احمرار وجهها قال يغيظها :
- عنيت لون ثوبك طبعا
فقالت بجمود :
- اشكرك
كانت امضت ساعة فى تقرير ماسترتديه , وأخيرا اسنقر عزمها على ثوب حريرى اخضر , كان بسيطا انيقا يلائمها تماما , مال على المائد ينظر فى عينيها :
- لونه يجعل اخضرار عينيك اكثر دكنة
كان يغازلها , ولكن هزلا خبيثا كان يكسو ملامحه لانه كان يعلم انها لم تشأ ان تقوم بلعبة من هذا النوع , خفضت بصرها , وبعد لحظة جاء النادل , فاشرق وجهها :
- آه جاء الطعام
فضحك نيكولاس بصوت خافت وقال :
- يالها من نجدة
تجاهلت سخريته وحصرت اهتمامها بالبندورة المحشوة بالارز والاعشاب , اما كاسبيان فكان يأكل سمكا غريب الشكل مغمورا بمرقة وردية اللون
سألها فجاة :
- هل استمعت بغدائك مع روز ايميرى ؟
فأجفلت ونظرت اليه بدهشة :
- ما ادراك باننى تناولت غدائى معها ؟
- وهل كان هذا سرا ؟
- كلا بالطبع , ولكن .......
لم يعجبها معرفته بشؤون حياتها , حتى امس لم تكن تعرفه قط , ان علمه بكل شئ هو امر كبير .
سالته :
- هل تعرف روز ؟
- اعرف والدها ديسموند ايميرى , لقد اشتغل عندى سنة فى الواقع , وذلك فى احدى صحفى الايطالية
عادته تساله :
- كم صحيفة لديك ؟
هز كتفيه :
- آه , عشرون لكننى لا استطيع ان اعطيك رقما محددا بالنسبة للصحف الاقليمية , اننى لا انفك عن طلب المزيد منها , وهكذا عددها يتغير طول الوقت .
استوعبت حديثه بصمت وهى تاكل بينما اخذ نيكولاس يتحدث عن والد روز الشهير :
- كان يريد ان يعيش فى روما فترة لكى يؤلف كتابا عن السياسة الايطالية منذ الحرب , فعمل عندى بكتابة مقالين اسبوعيا ليتمكن من الانفاق على نفسه أثناء وجوده هناك , كان كتابا عجيبا كذلك ..... ماذا كان اسمه ؟ آه , نعم مشاهد ايطالية , هل قراته ؟
هزت راسها :
- قرأت اثنين من كتبه ولكن ليس هذا الكتاب
فقال بجد :
- انه كتاب ممتاز , وقد كنت فخورا بعمله عندى , لقد كان دوما مثلى الاعلى , فهو متعدد المواهب , صحفى كبير وكاتب واكثر من ذلك ان لديه عقلا نيرا دوما كنت اشعر بالرهبة منه
- روز تفتخر دوما بكونها ابنته
قالت جينا ذلك عالمة انها تبسط من مشاعر روز , فالافتخار هو جزء منها , ولكن كونها ابنة ديسموند ايميرى لم يكن امرا بسيطا .
لوى نيكولاس كاسبيان شفتيه :
- ولكن من الصعب العيش بمقتضى ذلك
وكانت افكاره تماثل افكارها , عادت تسأله :
- كيف علمت اننى تناولت الغداء مع روز ؟
- كنت اتغدى هناك فى نادى الصحافة فصادفت هناك دانيال برونى
حملقت جينا فيه وشهقت بشكل لا ارادى وهى تقول :
- آوه ....
فالقى عليها نظرة عنيفة متفحصة
- والان اتساءل عما يجعل لذكر اسمه مثل هذا التاثير عليك
شعرت بوجهها يتوهج مرة آخرى , فحولت نظراتها عنه :
- اذن دانيال هو الذى اخبرك بأننى كنت ذاهبة مع روز ؟
- نعم , مامقدار معرفتك بدانيال ؟
سألته وهى تتساءل عما اذا كان دانيال هو الذى يسرب اليه اخبار مايجرى فى سنتنال , سألته بقولها :
- كيف تعرفت الى دانيال ؟
هل من الممكن ان بفعل دانيال ذلك ؟انها لايمكن ان تصدق هذا , ان بامكانها ان تقسم ان دانيال لديه من الكرامة والكبرياء , كاغلب الفرنسيين مايمنعه من ذلك , من غير الممكن ان يبيع دانيال برونى مخدومه , فهذا يجعله يرى نفسه حقيرا , كان فى الثلاثينات من عمره , بالغ النحافة سريع الحركة , ذا شعر اسود جعد , وبشرة سمراء وعينين سوداوين حادتين , ولد فى مونتريال من اسرة فرنسية فنشأ يعرف لغتين الذى قد يكون منحه البداية , اذا انه انتهى بمعرفة تسع لغات تترواح اجادته لها بين القوة والضعف , كان لدانيال ذهن بحدة السيف , وهو عنيف فى الجدال , ذو طاقة وحيوية بالغتين , دوما كان اوروبيا ملتزما , شغوفا بالبلاد الاخرى , نال جائزة افضل مراسل اجنبى , قبل ان يستقرا اخيرا وراء مكتب التحرير فى قسم الاخبار الاجنبية فى لندن
قال نيكولاس بلهجة باردة :
- اننى اعرف دانيال لانه كان يعمل عندى فى باريس , بقى سنة واحدة , ولم اقابله سوى مرة واحدة حينئذاك فى مؤتمر دولى , ولكن كان واضحا منذ البداية انه رفيع المستوى , وقد بقت عيناى عليه منذ ذلك الحين املا فى استعادته
والقى عليها نظرة عنيفة من عينيه الثاقبتين :
- هل انت كذلك ؟
سألته بارتباك :
- ماذا ؟
- واضعة عينيك عليه ؟
فقالت باستياء :
- هل لك ان تتوقف عن توجية اسئلة شخصية الى ؟
مالذى جعله يظنها مهتمة بدانيال ؟ هذا لايعنى انها ستنكر ذلك , كلا فهى لن تريحه من هذه الناحية , فهو بقى يشير الى انه لم يكن هناك رجل فى حياتها منذ وفاة جايمس وهذا كرهته جدا منه لانه كان صحيحا , جاء النادل بالنوع الثانى من الطعام والذى كان لذيذا تماما .
لم يتحدثا كثيرا أثناء الطعام ولكن عندما رفع النادل الاطباق الفارغة وأحضر لهما قائمة الحلويات قال نيكولاس ببرودة :
- كنت اراقب روز ايميرى كذلك وباهتمام كبير لهذا سالت دانيال عن رأيه فى عملها منذ التحقت بقسم الاخبار الاجنبية فى سنتنال , وهذا هو السبب فى انه اخبرنى انها تناولت الغداء معك اليوم
فقالت :
- لم يكن دانيال يريد روز فى قسم الاخبار الاجنبية . ألم يخبرك بذلك ؟
فاوما لاويا شفتيه :
- ذكر ذلك , نعم , لم يكن يراها على خبرة كافية او ناضجة فى السن ما يتناسب مع وظيفة مراسلة اجنبية
- هذا عذر فقط , ان هنالك اسبابا آخرى , اولا لانها امراة دانيال لا يعتبر وظيفة مراسلة اجنبية مناسبة للنساء اذ انها غير آمنة
فقال بلهجة لينة :
- هناك شئ كهذا
- لا اتفق معك فى هذا , فقد امضت روز خمس سنوات تعمل فى الخارج
- كان هذا فى بلاد آمنة مثل فرنسا
- لقد عاشت فى كل انحاء العالم , فدوما كانت تسافر مع والدها الى البلاد الاجنبية , وعلى كل حال هنالك كثبرات يعملن مراسلات اجنبيات هذه الايام , كلا , ان غرضه الحقيقى من ابعادها هو انه وروز لم ينسجما قط , والان وهى ترأه يعرقل وظيفتها , ازدادت كراهيتها له
فقال :
- كان يعمل مع والدها ديسموند فى مونتريال ثم فى باريس فهو يذكره دوما ببالغ التبجيل والاحترام , ولكننى لا ادهش اذا هو ظنها تريد ان تستعين بشهرة والدها لكى تصل الى ماتريد , فلم يعجبه هذا .
- هذا غير صحيح , فقد كانت روز تعمل كالمجنونة لكى تصل الى مكانها الحالى , انها تستحق تلك الوظيفة
ابتسم لحماستها :
- انا واثق من ذلك
فاحمر وجهها :
- اننى معجبة بالطريقة التى شقت بها طريقها بكل عناد , الامر لم يكن سهلا , اذا كان هذا مايظنه دانيال , لقد ماتت امها فى طفولتها وعندما كبرت قليلا وضعها والدها فى مدرسة داخلية حيث تعرفت انا عليها , كنا فى نفس الصف ويتيمتى الام , نحن الاثنتين , وكان هذا ماربط بيننا
قال وهو يتأملها باهتمام حقبقى :
- هذا ما اتصوره
كانت جينا نسيت عدم ثقتها به فابتسمت قائلة :
- اننى اتذكر كيف كانت تغيب كل صيف عند والدها فى اى منطقة فى العالم يكون حيئنذاك , كنا جميعا نحسدها بجنون , كانت حياتها تبدو رائعة وهى تزور اماكن الحروب ومناطق القلاقل والمشاكل , كان أبى موظف فى سنتنال عند السير جورج , ولكنه كان محاسبا وليس مراسلا , ولم نغادر لندن قط الا الى فرنسا او اسبانيا
سألها وهو ينظر اليها بحدة :
- هل هكذا تعرفت الى زوجك ؟ لان والدك كان يعمل عند جده ؟
تاهت عيناها فى الذكريات كانت ذكرياتها صافية واضحة فى العادة ولكنها الان اخذت تغيم مع مرور الزمن ويطويها النسيان , كانت تظن انها لن تنسى قط لحظة واحدة من ذلك المساء , فكان يؤلمها انها لم تعد تذكر الان سوى القليل منه
- لقد تعارفنا فى حفلة العيد السنوية التى يقيمها موظفو سنتنال , وكان ذلك فى فندق باركلين فى قاعة الاحتفالات الفسيحة بثرياتها المتالقة فوق الرؤوس , كان جايمس قد ذهب الى تلك لاول مرة وكذلك انا
كانا فى نفس العمر , والاثنان حديثى السن , جذبهما شبابهما الى بعضهما البعض على الفور , اذ كانا يشعران بالحرج من تلك الجموع من الصحافيين والسكرتيرية والمصورين ورجال الاعلان , كلهم اكبر منهما سنا وخبرة وثقة بالنفس .
اخترق صوت نيكولاس الساخر مبددا شرودها ماجعلها تجفل :
- يالها من مناسبة شاعرية
فقالت متحدية :
- نعم , كانت كذلك
لم يكن يتعالى عليها او يهزا من ذكرياتها , لقد تزوجت جايمس لانها احبته وكانا سعيدين معا , ولكن نيكولاس كاسبيان لايبدو عليه انه من الشاعرى او القابل للزواج , انه يخرج فقط مع عارضات الازياء السويديات المتالقات كتلك المتصورة معه فى الصحيفة , ام لعله متزوج فعلا وكريستا نوردستروم هى صديقته ؟
اندفعت تسأله :
- هل انت متزوج ؟
ثم عضت شفتها وقد احمر وجهها , نظر اليها بتسلية :
- عجبا , ما الذى جعلك تلقين هذا السؤال ؟ كلا , انا لست متزوجا , وهكذا يمكنك ان تكفى عن القلق
فقالت باستياء :
- ولماذا اقلق ؟
ولكنها فى اعماقها كنت تتساءل عن نوع العلاقة بالضبط التى تربط بينه وبين عارضة الازياء السويدية الرائعة الجمال , هل هى علاقة جادة ؟ وهل مضى عليهما وقت طويل معا ؟
سألها بسخرية واضحة :
- كم يبلغ عمرك ؟
ثم ومن دون انتظار لجوابها عاد يسأل :
- كم كان عمرك عند زواجك ؟
حملقت به قائلة :
- لا ادرى لماذا نستمر فى الحديث عن حياتى الخاصة , سيد كاسبيان
اجابها يغيظها :
- ولكنك كنت تتحدثين عن حياتى
ردت عليه بحدة :
- حسنا , هل لنا ان نتحدث عن العمل ؟ قلت انك تريد ان تتحدث عن مشاكل السير جورج المالية , فهل لنا ان نبدا ؟
جاء النادل فى هذه اللحظة فطلب منه نيكولاس احضار قهوة يونانية , اسرع الرجل ليحضرها بينما أتكا نيكولاس بمرفقيه على المائدة نحوها وراح يتأملها بفضول , بادلته النظرات تنتظر بضيق وفروع صبر ماسيقول .
واخيرا قال وعيناه المغناطيسيتان تتالقان تحت شعره الاسود :
- يمكننى ان احل مشاكل السير جورج المالية بجرة قلم , فالحل المثالى كما اراه انا طبعا هو شراء معظم اسهم صحيفته , جميع الخمسين فى المئة , وهذا يمنحنى السيطرة الكاملة على الفور
شهقت بذعر ولكنه استمر يقول :
- عند ذلك يمكننى ادخال راسمال جديد فى المؤسسة , ودفع قرض البنك وتحمل مسؤولية اى تباطؤ فى الوقت فى الوقت بين ترك المبنى وبيعه , كما اننى طبعا اتعهد بالانتقال الى المجمع الجديد باربرى وارف
فانفجرت تقول بمرارة :
- لقد كان الرجل على صواب اذن عندما قال انك وحش لا رحمة فى قلبه .......
وضع يده على فمها فكادت تعضها وهى تقول :
- دعنى .......
فقال بغلظة وقد غابت ابتسامته :
- انتظرى لحظة قبل ان تطلقى على كل الاسماء تحت الشمس
حملقت اليه بغضب بينما تابع هو يقول :
- قلت ان هذا هو الحل المثالى الذى أراه , ولكننى مدرك ان من غير المحتمل ان يوافق السير جورج على ذلك , وبدلا من ذلك اتقدم بتسوية , معاهدة تصون ماء الوجه حيث اقدم مبلغا ينعش راس المال المؤسسة واظفر بمقعد فى مجلس الادارة مع صوت قوى فى سياسة المستقبل , والحق فى القيام ببعض التغييرات بين الموظفين
حدقت جينا اليه مترددة فانزل يده التى تقفل فمها وهو يرفع حاجبيه مستفهما
- حسنا , اتظنينه يقبل ذلك ؟
سألته ببطء وهى تتفحص وجهه القاسى الملامح طلبا للاطمئنان :
- هل انت جاد ؟ اعنى هل هذا عرض تريدنى ان اتقدم به الى السير جورج ؟
- هذا ماردتك ان تقابليتى لاجله , هل لك ان تكونى واسطة بيننا ؟ ان السير جورج حاليا اشبه بكلب يجلس على شوك , فهو يتآلم لكن العناد يمنعه من الانتقال من مكانه ولكنه سيضغى اليك , اذن فهذا هو الذى اتقدم به اليه , وسانتظر باهتمام , لاسمع انه مستعد للحديث عنه
عاد النادل بالقهوة اليونانية البالغة الحلاوة , فاخذت جينا ترشفها بحذر .
وعندما اصبحا وحدهما مرة آخرى , قال نيكولاس بهدوء :
- ويمكنك ان تطمئنى الى اننى عرضت عليك بيانا صادقا بما انوى , المحامون والمحاسبون عندى ستصيبهم رجفة دون شك اذا سمعوا ما اقوله
- وما يدرينى ان بامكانى الثقة بك , سيد كاسبيان ؟
فقاطها يقول :
- الم يحن الوقت بعد لتنادينى باسم نيكولاس ؟
- لكننا لم نجتمع سوى اليوم
فقال بصوت خافت حميم :
- هل كان ذلك اليوم فقط ؟
فشعرت بقشعريرة تنساب فى ظهرها , لقد فكرت بمثل ذلك مرة او مرتين , هل حقا لم يعرفا بعضهما البعض الا منذ ساعات ؟
قالت بصوت أبح :
- نعم , لا ادرى عنك ياسيد كاسبيان ولكننى لست عمياء ولا غبية ازاء كل كلامك عن توخيك الصراحة , اليس صحيحا ان هدفك البعيد هو الاطاحة بالسير جورج الى خارج مؤسسته واخذها لنفسك ؟
فقال معترفا :
- هذه كانت نيتى الاساسية
تمتمت تقول :
- وهذا مايجعلك عدوا له
ضاقت عيناه الرماديتان :
- ويجعلك عدوة لى ؟
قالت مرواغة :
- اننى احب الرجل العجوز كثيرا
فتمتم لاوى الشفتين :
- اصدقاؤه اصدقاؤك , واعداؤه اعداؤك ؟ انك بالغة الوفاء اليس كذلك ؟ ارجو ان يكون الرجل العجوز يعلم اى حليف انت لديه , الرجل العجوز ..... اليس هذا هو الاسم الذى تدعينه به فى عقلك ؟ وانت على حق , فهو رجل عجوز , عجوزا جدا , اكبر من ان يتمكن من ادارة مؤسسة كبرى
كان كلامه مقنعا تماما ولكنها اخذت تجادله :
- انه ليس المدير المنفذ وانما هو رئيس مجلس الادارة , فهو لا يتدخل فى ادارة اعمال الصحيفة يوميا , ان جو ماكينلى هو المدير المنفذ
فهز كتفيه ساخرا :
- خادم السير جورج المطيع ؟ انك تعلمين تماما انه هناك فقط للقيام بالاعمال الرتيبة , انه حمارشغل دون تفكير فهو يحفظ روتين العمل عن ظهر قلب , ولكن ليس لديه استعداد طبيعى او ميل عفوى , قد يكون السير جورج منحه المركز لكنه لم يمنحه النفوذ , مبقيا ذلك فى يده , كعادته على الدوام , ان لديه القسم الاكبر من الاسهم , المؤسسة تدار حسب رأيه , وهو يختار الرجال الذين يديرونها صوريا
كان هذا اكثر من صحيح , ولكن كيف علم هذا كله ؟ سألته بغضب :
- من يكون جاسوسك فى سنتنال ياسيد كاسبيان ؟ اتعلم ماقاله لى السير جورج عنك ؟ انه يسميك الاخطبوط ذا الاذرع الممتدة فى كل مكان , وكان على صواب , اليس كذلك ؟ اننى لم اعرفك الا منذ ساعات قليلة , ولكننى اكتشفت مبلغ قسوتك , انك تدفع نقودا الى شخص ما لكى يخبرك باسرار سنتنال
اخذ يتاملها لحظة ثم سالها :
- احقا انا كذلك ؟ ما الذى يجعلك تظنين ذلك ؟
فقالت ساخرة :
- انت ياسيد كاسبيان , فقد اخذت تتباهى امامى باتصلاتك الواسعة فى اعمال الصحيفة , انك تعرف كل شئ شخص كما اخبرتنى حتى فى سنتنال .......... روز ووالدها , دانيال و جو ماكينلى , هل واحد منهما هو جاسوسك ؟
فقال ساخرا :
- ان لك ذهنا مسرحيا تماما
فاحمر وجهها :
- ربما , ولكنك اعترفت بانك لاتنسى وجه شخص عرفته اذ قد يكون مفيدا لك , حتى ولو كانوا يعيشون فى قارة اخرى , اظنك تستغل احد الموظفين فمن هو اذن الذى يبيعنا فى سنتنال ؟
فقال بهدوء دون ان ينكر ايا من اتهاماتها :
- عالم الصحافة هو عالم ضغير , الناس فى مهنتنا يتنقلون كثيرا , فهم لا يبقون فى الصحيفة الى الابد , حتى انهم لا يستقرون طويلا فى بلد واحد , فهم لا ينفكون عن التنقل مابين اوروبا , اميركا , اوستراليا وهونغ كنغ الى انجلترا , وفى كل ربيع يبدأون فى بقراءة صحف الاعلانات يبحثون عن وظيفة جديدة , فالعشب دوما يبدو اكثر اخضرارا فى الامكنة الاخرى , واذا كانوا جيدين حتى وان لم يكونوا كذلك , فليس من الصعب تغير وظائفهم وصاحب الصحيفة الجيد , وانا واحد منهم ولن اكون متواضعا بالنسبة لهذا , صاحب الصحيفة لا ينفك عن البحث عن المواهب ولا ينسى قط اسما يستحق الذكر , فما الخطأ فى هذا ؟
فقالت متهكمة :
- يبدو هذا رائعا , ولكن مايعنيه هو انك تستغل الناس وانت تحاول ان تستغلنى الان , اننى لست غبيبة وانا اعلم ماتفعل ولن ادعك تستغلنى للوصول الى الرجل العجوز لاننى لا اثق بك , او بعرض التسوية الذى تقدمه , اظن ان ماتريده حقا هو وضع قدمك عند الباب , وببطء وثبات تدفع نفسك الى الداخل , وبعد ذلك الويل لك من يقف فى طريقك , فانت ستسحق الرجل العجوز دون تردد , حسنا لن اساعدك على ذلك
ثم نهضت واقفة بسرعة , كادت تطيح بالمائدة ثم سارت مبتعدة , تاركة كوب قهوتها نصف فارغ , وجد خادم غرفة الملابس معطفها فى نفس الوقت الذى كان نيكولاس كاسبيان قد وصل فيه اليها , كانت ترجو ان يتاخر اثناء دفعه للحساب , ولكن يبدو انه وقع القائمة بامضائه فقط .
تناول المعطف من الخادم بصمت ومضى يساعدها على ارتدائه , ادخلت ذراعيها فى الكمين , شاعرة بوجوده خلفها , لكنها استطاعت ان تحول وجهها عنه ملتزمة بالصمت .
فتح النادل لهما الباب فاندفعت خارجة منه بسرعة كادت تصطدم معها بشخص وصل لتوه , تمتمت دون ان ترى الشخص :
- آسفة .....
واذا بها تجمد مكانها
- مرحبا ياجينا , لم ارك منذ دهور
قالت ذلك المراة التى اصطدمت جينا بها والتى عرفتها هذه وقد غاص قلبها بين جنبيها , كانت امراة يقظة متوثبة , فى حوالى الخمسين من العمر , ذات وجه مصبوغ بافراط وشعر فضى مجعد , بينما تلف حول عنقها عقدا طويلا من اللؤلؤ وترتدى سترة فراء قصيرة
- كنت اتحدث الى جورج هذا المساء , ودعوته الى حفلة ساقيمها مساء السبت , تعالى انت ايضا ياجينا
واثناء كلامها كانت عيناها تنظران من فوق كتف جينا الى الرجل الذى خلفها , قالت جينا بخشونة محاولة الاستمرار فى طريقها :
- اشكرك يا لورا , ساعطيك علما
ولكن لورا ديلى لم تسمح لها بالهرب , كان السير جورج يسميها (الارملة الطروب ) وكان هذا اللقب يناسبها تماما , كانت فقدت زوجها منذ حوالى الخمس سنوات , ومنذ ذلك الحين وهى تستمتع بالحياة بكل ما بامكانها , حضرت حفلات لا تحصى , وهى موجودة فى كل حفلات افتتاح الافلام على الدوام , كما كانت تعشق المطاعم الجديدة الناجحة والذى كان هو السبب فى وجودها هنا الليلة .
سألتها :
- من هذا الذى معك ؟
ثم ودون انتظار لجوابها :
- انه نيكولاس كاسبيان , اليس كذلك ؟
وابتسمت وهى تمنحه ابتسامة متآلقة , قال نيكولاس ببطء :
- هذا صحيح , الن تعريفنى بصديقتك الجميلة ياجينا ؟
وبدت فى عينيه التسلية , احبت لورا منه ذلك فمدت اليه يدا مثقلة بالخواتم :
- انك اعجبتنى ياسيد كاسبيان او .........هل يمكننى ان ادعوك نيكولاس ؟
قال متزلفا :
- نعم , ارجوك لورا
وتساءلت جينا بغضب لماذا لاتشعر لورا ديلى بالنفاق فى كلمة يقولها ؟ طبعا , لقد احبت هذا الكلام الى درجة لم تشأ معها ان تفكر فى ما اذا كان يعنى مايقول , لكن جينا كانت تكره الاضغاء اليه لانها لم تكن تثق بما يقول .
خفقت لورا باهدابها المثقلة بالماسكارا وهى تنظر اليه قائلة :
- هل كنتما تاكلان هنا ؟ وهل الطعام هنا جيد كما تقول الدعاية ؟
فقال :
- انه ممتاز لقد استمتعنا بالطعام هنا , اليس كذلك ياجينا ؟
فاشحت جينا بوجهها دون ان تجيب , اطلقت لورا ضحكة ضغيرة ثم قالت :
- اخبرنى السير جورج انك تتعشين مع صديقة قديمة لك من ايام الدراسة , يا جينا
شعرت جينا بعيني نيكولاس الساخرتين فلم تلتفت اليه , بل قالت للورا بجمود :
- انه مخطئ
فاطلقت هذه ضحكة آخرى :
- هذا ما اراه يا فتاتى المشاغبة , آه لاتقلقى فلن اتلفظ بكلمة , ان سرك فى مكان أمين عندى
اخذ مرافقها وهو رجل عسكرى المظهر فى الستينات من عمره , اخذ يتنحح باستياء :
- لقد بردنا من الوقوف فى الخارج هنا ياعزيزتى , الا تظنين ان دخولنا افضل ؟
- نعم ياعزيزى اننى قادمة
ومنحت نيكولاس ابتسامة وهى تقول :
- تفضل مع جينا الى حفلتى مساء السبت , او تفضل وحدك بدونها اذا لم تستطع هى القدوم , اننى اسكن فى فارتن كورث , بعد هذا المكان بشارعين , شقتى فى الطابق الارضى وستعثر عليها بسهولة , مساء السبت الساعة الثامنة , تعال فى وقت فالحفلة ستستمر ساعات
ثم ذهبت فاتجهت جينا نحو المنعطف غاضبة للغاية , شاعرة بالارتياح لقرب وصولها الى منزلها , لكن نيكولاس لحق بها بخطوتين واسعتين , رأت الهزل فى عينيه فتملكها الاستياء , قال :
- يالها من امراة فاتنة
فاجابت بلهجة لاذعة :
- نعم , النوع الذى يعجبك بالضبط
فقال بحدة :
- آه , تلك كلمة كريهة
- وانت تستحقها
- انك حقا لاتحبينها , اليس كذلك ؟
فقالت بمرارة :
- ارجو ان تتصل بك هاتفيا ليلا نهارا كما تفعل مع السير جورج , ليس من السهل التخلص من لورا ديلى اذا هى انشبت صنارتها فيك
سألها رافعا احد حاجبيه متهكما :
- وهل هى تطارد السير جورج ؟
- انها تطارد كل رجل تتعرف اليه
اخذت جينا تسرع فى سيرها عندما بدا لها البيت الذى تسكنه مع السير جورج , واسعا انيقا فخما .
رأت النور مضاء فى نافذة غرفة السير جورج , كان عليه ان يكون فى فراشه الان مادامت الساعة بعد العاشرة , فهو دوما ينام باكرا اذا كان فى البيت , انه مازال يعيش تبعا للقول المأثور ( نم باكرا واستقيظ باكرا ) فهو يستقيظ دوما فى السابعة , وغالبا ما يكون فى مكتبه فى الثامنة , هذا اذا لم يذهب الى باربرى وارف ليرى سير البناء .
امسك نيكولاس بذراعها مرغما اياها على الوقوف وهو يقول :
- لماذا انت غاضبة ؟
التفتت تحملق فيه :
- سيد كاسبيان , لقد نلت الكفاية من صحبتك هذا النهار , منذ اللحظة التى رأيتك فيه , ادركت انك لا تعجبنى , ولآن كل ماريده هو ان اصل الى بيتى وانسى كل شئ عنك
تقلص وجهه وكأنها صفعته , بينما انتزعت هى ذراعها منه ثم ركضت وهذه المرة لم يتبعها .
ولكنها فى غرفتها استلقت على سريرها مستيقظة مدة طويلة شاعرة بالانزعاج والضيق , لم تتصور لحظة واحدة انه سيتخلى عن رغبته فى صحبفة سنتنال , واذا كان فشل فى اقناعها بمساعدته , فهو دون شك سيعثر على شخص آخر يساعده فى ذلك , ذلك ان نيكولاس كاسبيان هو عدو عنيد , وقد اعتاد على الفوز بما يريد .
حدثت نفسها بانه تكرهه , وكان هذا صحيحا ..... ولكن كاكثر الاشياء لم يكن ذلك سهلا , لقد كرهته بسبب مايريد ان يفعله بالرجل العجوز , ولكنها لم تسنطيع التوقف عن التفكير فيه , كرهته لانه يكذب عليها ويحاول استغلالها , ولكنها كلما تذكرت صوته الابح , وسحر ابتسامته , كانت تشعر بقلبها يخفق

الحالمة دائما 27-09-11 10:02 PM

الرواية جميلة جدا الف شكر ومتابعين لا تتاخروا علينا

جورجينا 30-09-11 04:19 PM

شكراااااااااااااااااااااا ااااااااااااا

جنـــان 01-10-11 10:25 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

بنوته عراقيه 07-10-11 11:39 AM



الفصل الرابع
لم تحضر جينا اجتماع مجلس الاداره ولكنها وهي تحرر مع هيزل بعض الرسائل التي يجب ان تذهب بالبريد هذا الصباح كانت لا تنفك تنظر بقلق الى الساعه كان هذا اطول اجتماع لمجلس الاداره مر بها مالذي يحدث في قاعه الاجتماعات؟ كانت ساعدت هيزل على اعداد القاعه ناظر طوال الوقت الى صور ال تيريل المعلقه على الجداران وقد بدو جميعا غايه في الاهميه بشواربهم الضخمه ونظراتهمالمتغطرسه اليها لم يجذبها شكلهم ولكنهم كانوا يوحون بثقه منيعه للغايه
سالتها هيزل
-ماذا في ذهنك؟
-ماذا قلت؟
-انك تواصلين النظر الى الساعه هل تتوقعين اتصالا هاتفيا مثيرا ؟
فقالت جينا وقد احمر وجهها
-كلا لا اتوقع هذا
-امازلت تقابلينه؟
فقالت جينا كاذبه
-لا ادري عمن تتحدثين
ذلك انها كانت تعلم جيدا ان هيزل تتحدث عن نيكولاس كاسبيان لم تره منذ اسبوع منذ ذلك العشاء في المطعم لقد بقيت تحدث نفسها بانها مسروره لانه تبلغ الرساله وتركها وشانها ولكنه لم يبارح ذهنها قط كانت لا تكاد تعرفه ما عرفته عنه لم عجبها ... فلماذا لم تستطع نسيانه ؟
قالت هيزل ضاحكه
-اه دعك من هذا فانت تعلمين جيدا من اعني ماذا قلت اسمه ؟
-لم اقل شيئا هل لنا ان نتابع عملنا ؟ سرعان ما نحل ساعه الغداء
نظرت هيزل الى ساعتها
-هل تاخرنا الى هذا الحد؟ لا بد ان الاجتماع قد انفض الان مهما كانت المواضيع التي يتحدثون فيها كثيره لقد مضت عليهم ساعات
لم تستطع جينا اان تمنع اهه صدرت عنها فنظرت اليها هيزل بحده
-مالذي حدث ياجينا ؟ ثمه شائعات كثيره في المكان كما تعلمين ..
-ما كان لك ان تصغي اليها
تشنج جسم هيزل ازاء لهجه جينا الغاضبه مهما كانت الصداقه التي تجمع بينهما الا ان من المستحيل على هيزل ان تنسى ان جينا من اسره تيريل وجينا نفسها لا تنسى هذا فاذا شعرت بشخص يتجاوز حدوده معها سرعان ما يتلقى تعنيف الذي يستحق
قالت هيزل بشئ من البروده
-دوما اقول لهم ان نشر الاقاويل هو انعدام في المسؤوليه انني لا اشجع ذلك
القت جينا نظره اعتذار سريعه
-اسفه هيزل لم يكن في نيتي اظهار الحده في صوتي كل ما في الامر هو انني قلقه...
اخذت هيزل تنظر اليه بعطف دوما كانت تشعر بالاسى لاجل جينا اذ رغم الرفاهيه التي تعيش فيها لابد انها تشعر احيانا بالوحده وهي تعيش في ذلك المنزل الكبير وحدها مه رجل عجوز انها مازالت صغيره السن وما كان لها ان تعيش بهذا الشكل
قالت هيزل برقه
- اعلم هذا فالمؤسسه تعاني من مشكلات وهذا كله بسبب باربري وارف والوقت الذي استغرقه البناء انا اعلم ان السير جورج قلق بشان النفقات فهو لا ينفك عن الاجتماع بالمحاسبين والمحامين ومن الواضح ان هناك قلقا بشان المال ولكن المؤسسه مازالت صامده والواظائف امنه
لقد ابقاها السير جورج هي ايضا في الظلام كما فعل مع جينا لقد حمل العبء وحده وهو لم يكن يريدها ان تمن هيزل ولو اشاره الى ان تلك الشائعات صحيحه
قالت جينا
-انا واثقه من انك على حق
لقد فكرت في انه ولو حدث الاسوأ فان سكريتره في كفاءه هيزل لن يستعصي عليها العثور على وظيفه اخرى وفي الواقع اي شخص سيستلم الصحيفه لابد ان يجدها مفيده تمام وفكرت جينا بمراره في شكل هيزل اذا هي اخبرتها يانها هيزل قد تجد نفسها يوما ما تشتغل تحت امره نيكولاس كاسبيان من الواضح انها وجدت جذابا للغايه
اشرق وجهه هيزل بالابتسام
-حسنا انا مسروره بالنسبه لهذا
واذا بالسير جورج يدخل منمهلا متكئا على عصاه القت عليه جينا نظره سريعه متفحصه فانتبهت الى شحوبه وخطوط الانهاك على وجهه
قالت هيزل مسروره وهي تجمع كومه الرسائل
-هاقد انته الاجتماع اخيرا اصبحت الاجتماعات اطول يوما بعد يوم
فقال متكئبا
- نعم احضري لي شيئا اشربه ياجينا من فضلك
تبادلت الفتاتان النظرات ثم عادت هيزل تقول
- ان لديك موعدا للغداء بعد نصف ساعه مع اصحاب شيلتون تراست لقد تركت قائمه بالمخابرات الهاتفيه الهامه التي جاءت في غيابك وذلك على مكتبك هنا ليس بينهما ما يتطلب ردا عاجلا ولكن الثلاثه الاوائل بحاجه الى جواب هذا النهار اتريد مني القيام باي شئ قبل الغداء ياسير جورج
هز راسه نفيا ثم غاص في مقعده الجلدي وهو يمد يده لتناول كوب الشراب الذي احضرته جينا خرجت هيزل بهدوء مغلقه الباب خلفها بينما وقفت
-جينا خلف الرجل العجوز واضعه يدها على كتفه تخفف عنه
ثم سالته
-ماذا حدث؟
تمتم يقول
-انه اصعب اجتماع عرفته على الاطلاق انك تظنين وانت تستمعين اليهم انني في سبيلي متعمدا لتدمير المؤسسه حسنا انهم خائفون فمعظمهم لهم اسهم في المؤسسه ويخافون من خسارتهم اموالهم لكنني انا الذي عنيت كلا منهم في مجلس الاداره كما تعلمين كنت اظن بعضا منهم اصدقاء لي ولكن يبدو انك لايمكن ان تثقي باحد ولن يدهشني اذا هم اتصلوا جميعهم بنيكولاس كاسبيان اليوم
اجفلت مذعوره ثم قالت بذعر
-الجراذين هي التي تهجر السفينه عندما تغرق


dudooo 07-10-11 05:07 PM

الف شكر على الروايه


الساعة الآن 04:10 AM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.