شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء ) (https://www.rewity.com/forum/f118/)
-   -   ثم كانت الذكرى *مميزة ومكتملة* (https://www.rewity.com/forum/t17528.html)

ثم كانت الذكري 04-08-08 07:25 PM

ثم كانت الذكرى *مميزة ومكتملة*
 


https://upload.rewity.com/uploads/1515934847031.gif


ثم كانت الذكرى

https://upload.rewity.com/uploads/1505805662551.jpg



مقدمة
لماذا يكتب شخص ما مذكراته؟ سؤال طرحته علي نفسي و أنا ألمس لوحة المفاتيح لأبدأ هذه القصة. يا لي من مغرورة هل أعتقد نفسي مهمة لهذه الدرجة؟ يا حمقاء من يكتب مذكراته يجب أن يكون شخص ما بمعني الكلمة.. شخص يرغب الآخرين في معرفه أشياء عنه أما أنتي فمن سيرغب في قراءة قصتك التافهة.. في هذه اللحظة قلت لنفسي نقطة نظام .. اخرسي قليلا و من قال لكي إنني أرغب في أن يهتم شخص ما بقصتي .. لست أرغب في ذلك علي الإطلاق .. فأجابتني ساخرة و لذلك تضعينها في منتدى ليمر الناس عليها ثم يعطونها ظهورهم فلا يروها علي الإطلاق أليس كذلك.. تنهدت لقد أفحمتني تقريبا ثم أجبتها مسرعة لا ليس الأمر كذلك لقد و ضعتها هناك لأنني أردت وضعها أليس ذلك كافيا و الآن ألا نبدأ في القصة نفسها بدلا من هذه المناقشة الغير مجدية؟؟ فالبيت خالي تماما و هذا ما لا يحدث إلا كل مئة عام تقريبا فدعينا ننتهز هذه الفرصة و إلا فلن تتاح لنا كتابة هذه القصة أبداً. صمتت هذه المرة و لم تجبني يبدو إنني أنا التي أفحمتها هذه المرة ثم جلسنا معا نفكر من أين نبدأ.

الفصل الأول

من أين أبدأ؟ ليس في طفولتي شيء مهم علي الإطلاق. لم أكن طفله محبوبة و كان جسدي ضعيفا و أرتدي نظارات و يسخر مني زملائي ويدبرون لي مقالب بدون أسباب و ليس لي أصدقاء تقريبا فبالتأكد كما تتوقعون لم أكن أحب المدرسة كثيرا. أما البيت فقد كانت الحالة أسوأ كثيرا كانت أمي تعتقد أن طريقة التربية الوحيدة الصالحة للأطفال هي العصا .. لم أجد لي صديقا طوال حياتي أوفي من الكتاب فتحولت إلي ما يسمي دودة كتب لا تكف عن القراءة لحظة واحده .... ولهذا تكونت شخصيتي الحالية شخصية تراها فتجدها شديدة الهدوء من الخارج لا تلفت نظرك في شيء ببساطة لأنك لا يمكن أن تراها من الداخل .. ففي داخلي أعاصير و برق و عواصف رعدية .. في داخلي سحب و أمطار غزيرة و حرائق مروعه.. في داخلي زلازل و براكين لا تهدأ و في داخل رأسي عقل لا يكف عن الدوران لحظة واحدة.. لا يرتاح ولا يترك لي لحظة راحة .. عقل مثل غرفة مهملة مليئة "بالكراكيب" .. وفي داخل صدري قلب عربيد لا يكف لحظه عن الحب.. نعم وجدتها .. الحب عرفت من أين أبدأ .. هيا سآخذكم في جولة عبر السنين .. سنعود معا للخلف عشرة أعوام .. هيا امسكوا بيدي حتى لا تتعثروا .. سآخذكم لنتمشى معا داخل الذكري .. و لكن أين تكمن الذكريات؟؟ في العقل؟؟ في القلب؟؟ لست أدري.. علي أي حال لا يهم سأبحث أنا و لكن عليكم فقط أن تتبعوني .. لا تتركوا يدي و أحذروا تلك الأشياء المتناثرة هنا و هناك .. لا يا سيدي لا تسألني الآن لماذا أحتفظ بهذا الحذاء الجديد الذي تعثرت فيه في ذاكرتي كل حكاية ستأتي في موعدها ... فقط دعونا الآن نفحص تلك الأشياء هناك .. هيا ابحثوا معي.. ماذا و جدتي يا سيدتي؟؟ شركة؟؟ لا ليس هذا وقت الشركات فأنا أبحث عن ذكري أقدم .. لقد كانت هنا في مكان ما .. رأيتها بالأمس فقط .. من فضلك يا آنستي .. أعتذر لسوء أدبي و لكن هل يمكنك رفع قدمك عن الأرض قليلا .. هناك شئ ما تحتها .. نعم ها هي أشكرك كثرا .. هذا ما كنت ابحث عنه .. مدرستي الثانوية .. و الآن فلنبدأ......





رابط التحميل

يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي

ثم كانت الذكري 04-08-08 07:28 PM

في المدرسة الثانوية

تتساءلون لماذا المدرسة الثانوية؟ لماذا لا تصمتون قليلا لم أدعوكم لتقطعوا علي أفكاري سأقص عليكم كل شيء في موعده فقط عليكم أن تخرسوا قليلا و تتركوني أحكي. و الآن أين كنا ؟؟ نعم لقد عدت بكم لمقاعد مدرستي الثانوية و بالتحديد للصف الثاني الثانوي .. هل ترون تلك الفتاه الطويلة النحيلة هناك .. تلك التي ترتدي نظارات و تجلس في المقعد قبل الأخير .. تلك الفتاة التي إن رأيتها في أي مكان لن تعيد النظر إليها .. نعم تلك الفتاة التي لا يميزها شيء و إن كانت هناك آلاف الأشياء التي تجعلها غير مميزة.. تلك هي أنا .. لماذا أجلس في آخر الصف ؟؟ لقد طلبت أن تكفوا عن الأسئلة يا سيدي و لكني سأجيبك هذه المرة علي أن يكون آخر سؤال.. لقد كنت أجلس في بداية السنة في أول مقعد و كان بجواري فتاة أعرفها منذ المرحلة الإعدادية .. ولكنها كانت مملة .. مملة .. مملة لأقصي الدرجات و أنا طوال عمري لا أكره شيء كراهيتي للملل .. مما دعاني إلي أن أتلفت حولي لأبحث عن شخص أقل مللا و وجدت بغيتي في آخر مقعد .. وجدتها في "نيرة" تلك الفتاة التي عرفتني عليها فتاة ما في السنة السابقة ولا زلت اذكر اسمها و شكلها و العجيب إنها ظلت تذكر اسمي .. عرفتني للفتاة التي تجلس بجوارها "بسنت" التي أصبحت فيما بعد توأم روحي و صديقة عمري .. ولكن في ذلك الوقت لم أكن أحبها كثيراً.. فقد كنت أعرف عنها بعض الأشياء التي سمعتها من الآخرين .. لقد سمعت إنها فتاة مسترجلة قليلا تعتقد أن كل شيء يمكن أن يحل "بالدراع" و له مجموعه صديقات يقول عنهم الجميع إنهم "صيع" لا يهتمون بشيء .. متحررات قليلا في ملابسهن و يعرفون مئات الشبان .. لكن ما أقسي أحكام الآخرين علي من لا يعرفونه .. عندما عرفتها عرفت أنها لم تكن كذلك أبدا و لذلك أصبحنا أصدقاء .. ثم عرفتني بـ "نور" رفيقة مقعدي لعامين متتاليين وهي شخصية لطيفة تصلح بجدارة أن تكون ست بيت و أم العيال (وقد أصبحت فعلا الآن) .. "كنا نلقبها بحنان الأم و حنية القطن" فهي تشبه تماما الست أمينة في ثلاثية نجيب محفوظ .. تتساءلون بالطبع ما الذي جذب هؤلاء الفتيات المرحات لمصادقة شخص مثلي.. رغم إنه سؤال وقح لم يسأله أحد فسأجيب عليه .. كنا في مرحلة المراهقة .. المرحلة التي تبحث فيها الفتيات عن الحب كما يبحث عالم الذرة عن اليورانيوم .. و كنت أنا دودة الكتب التي لا تكف عن القراءة أعرف مئات القصص الرومانسية التي يرغبن في أن يحكيها لهم أحد فهن لا يرغبن في تصديع رؤوسهن بقراءتها .. لذلك كنت ألعب معهم دور يشبه دور شهرزاد في ألف ليلة و ليلة أو دور الراديو المعطل الذي لا يكف عن الثرثرة.
تقولون إنني ثرثرت كثيرا الآن و يجب أن أدخل في الموضوع .. هل أصابكم الملل؟؟ لا يهمني ذلك كثيرا عل أي حال.. أنت الآن داخل ذكرياتي الخاصة و يمكنني طردكم في أي وقت أشاء .. لا ترفعوا أصواتكم لا أحب الأصوات العالية.. نعم سيدتي أعرف تماما إني وقحة و لكن ما المشكلة لقد جئت لهذه الصفحة لأكون مملة و غبية و وقحة كذلك لا لأكون مهذبة و متحضرة ..
و الآن كفوا انتم عن الثرثرة .. حسنا سأدخل في الموضوع .. و كانت بسنت هي بداية الموضوع .. كنا فتيات و طبيعي ألا نكف عن الثرثرة عن كل شئ .. أثناء الحصص الدراسية و بين الحصص و في الفسحة و بعد الدراسة عندما كنا نفضل المشي أنا و بسنت للمنزل .. كنت أسكن بعدها بمسافة و لكن كان طريقنا واحد و عندما يحين الوقت لنترك بعضنا كنا نتذكر أننا لم هناك مواضيع أخري لم نثرثر فيها بعد فنقف لنصف ساعة أخري تحت شجرتنا المفضلة أمام منزلها لنكمل حديثنا قبل أن أتذكر أنه يجب علي الذهاب للمنزل الآن و إلا قذفت بي أمي من النافذة فأتركها و أنا آسفة لأننا لم نتحدث اليوم غير سبع أو ثماني ساعات فقط.. يا له من ظلم .. و لكنها الحياة.

ثم كانت الذكري 04-08-08 07:30 PM

كانت بسنت هي بداية الموضوع .. كنا فتيات و طبيعي ألا نكف عن الثرثرة عن كل شئ .. أثناء الحصص الدراسية و بين الحصص و في الفسحة و بعد الدراسة عندما كنا نفضل المشي أنا و بسنت للمنزل .. كنت أسكن بعدها بمسافة و لكن كان طريقنا واحد و عندما يحين الوقت لنترك بعضنا كنا نتذكر أننا لم هناك مواضيع أخري لم نثرثر فيها بعد فنقف لنصف ساعة أخري تحت شجرتنا المفضلة أمام منزلها لنكمل حديثنا قبل أن أتذكر أنه يجب علي الذهاب للمنزل الآن و إلا قذفت بي أمي من النافذة فأتركها و أنا آسفة لأننا لم نتحدث اليوم غير سبع أو ثماني ساعات فقط.. يا له من ظلم .. و لكنها الحياة.

كان حديثي دائما عما أقرأ .. فهو كل ما أعرف في الحياة .. كان الكتاب هو نافذتي الوحيدة التي أطل منها علي العالم .. أما بسنت فكان حديثها دائما عن موضوعين .. أما عن أصدقائها من الشباب و حتى لا تسيئوا فهمها أود أن أعرفكم ببسنت .. طوال عمرها و هي مقتنعة بأنها شاب و ليست فتاة .. تربت وسط أقاربها من الشباب فاقتنعت بأنها واحدة منهم .. لذلك كانت تعتبر صداقتها للشباب شيء طبيعي لأنها منهم و كانوا يعاملونها بالمثل حتى تأتي اللحظة التي ينزل عليهم فيها الإلهام و يكتشفوا فجأة إنها فتاة و إن لم تكن رائعة الجمال فهي شديدة الجاذبية .. و غالبا تنتهي علاقتها بهم في تلك اللحظة أو ربما استمرت بعض الوقت من باب الذبابة التي تقع في شباك العنكبوت .. علي أي حال لا توجد مراهقة في العالم لا تستمتع بأن يلتف حولها المعجبين.
أما الموضوع الثاني الذي كانت تتحدث فيه .. وهذا ما يهمني و يهمكم كذلك علي ما أعتقد ما دام يهمني .. كانت تتحدث دائما عن أولاد خالتها محمد و محمود .. كان محمد يسكن في الشقة المقابلة لها و محمود في العمارة المجاورة .. و لكن كانت تلك مجرد شكليات فأقامتهم الدائمة كانت في بيتها .. لقد كان والدتها و والدها دائما أب و أم للجميع و بيتهم دائما مفتوح أمام الكل و خاصة محمود و محمد ابناهما اللائي لم ينجبوهم .. و كانت بسنت تحب محمود .. كنت أعرف ذلك رغم إنها لم تصارحني .. حتى الآن لا أعرف ما الذي كانت تحبه فيه .. إنه نموذج لفتيان هذا الزمان العابثين طالب في كلية الحقوق يعرف مئات و ربما آلاف الفتيات ويحتفظ بصورهن في ألبوم كبير تساعده بسنت نفسها في تنسيقه ولا تسألوني كيف .. لقد كان يعود لها من المصيف في كل عام بحكايات و قصص عن الفتيات التي عرفهن و التي همن به حبا .. و يسخر في الوقت نفسه من محمد ابن خالته الجاد الذي تحاول الفتيات معابثته فيصدهن و يحدثهن بهدوء عن الأخلاق و احترام النفس و الغريب إنهن كن يستمعن إليه باهتمام شديد.. كان يحكي لها كل مغامراته و نزواته و الغريب بعد كل هذا أنه كان يعشقها .. يعشق بسنت رغم كل ذلك .. غريب جدا لا أستطيع أن أفهم ذلك حتى الآن و لكنه حدث.
أما محمد ابن خالتها الأخرى فقد كان شخص مختلف تماما .. جاد و رزين ..شخص يهتم بالآخرين جدا كان يعرف عن حب بسنت و محمود و يقدر ذلك الحب و يعطف عليه .. لم يكن فرق السن بينه و بين محمود كبيرا فقط سنتين أو ثلاث و مع ذلك كان له و لبسنت بمثابة الأب .. الذي يراقبهم أحيانا و يتظاهر أنه غافل عنهم أحيانا أخري و لم يتركهم يخرجون بمفردهم أبدا لأنه لا يثق فيما يمكن أن يفعلاه إذا تركهما لذلك كانت أسعد لحظات حياتهما تلك التي يستطيعان فيها الفرار من رقابته ليفعلا ما يشاءان.
كانت بسنت تضيق برقابة محمد كثيراً و دائما تأتي للمدرسة و علي لسانها نفس الشكوى .. ذكري .. أترين لقد قام بتوصيلي مرة أخري للمدرسة و اشتري لي الساندويتشات و الحلوى كأنني طفلة .. أنا لا أكبر في عينيه أبدا كما إنه قد حمل لي حقيبتي كأنني لا أستطيع حملها .. من نوع الشكوى أعرف إنها تشتكي من محمد فعندما كان محمود يوصلها للمدرسة كانت تأتي بابتسامه عريضة رغم أنه كان يقوم بنفس الأشياء يشتري لها الساندويتشات و الحلوى ويحمل لها الحقيبة .. و لكنه الحب كما تعلمون..
لم أكن أعرف مما تشتكي هذه المدللة فقد كنت اشتكي دائما من نقص الاهتمام .. لم أجد أبدا من يهتم بي و كنت لأدفع نصف عمري لمن يمنحني ربع هذا الاهتمام الذي تزدريه و كذلك هي حمقاء .. لماذا تحب دون جوان مثل محمود ولا تقع في غرام شخص جاد ورائع ورجل حقيقي مثل محمد .. لم أكن قد رأيت محمد قط .. أما محمود فقد لمحته ذات مره من بعيد .. نعم كان وسيما و لكنه لم يكن من النوع الذي أختاره لو جاءت لي الفرصة علي الإطلاق .. طبعا خمنتم من هي التي وقعت في هوي شخص لم تراه من قبل ... خمسة و عشرون قرشا جائزة للتخمين الصحيح .. رائع يبدو أنني سأفلس .. كلكم عرفتم الجواب الصحيح ؟؟ بالطبع هي ..أنا.

ΜāŘāΜ ~ Ś 04-08-08 08:36 PM

اقتباس:

ولهذا تكونت شخصيتي الحالية شخصية تراها فتجدها شديدة الهدوء من الخارج لا تلفت نظرك في شيء ببساطة لأنك لا يمكن أن تراها من الداخل .. ففي داخلي أعاصير و برق و عواصف رعدية .. في داخلي سحب و أمطار غزيرة و حرائق مروعه.. في داخلي زلازل و براكين لا تهدأ و في داخل رأسي عقل لا يكف عن الدوران لحظة واحدة.. لا يرتاح ولا يترك لي لحظة راحة
اقتباس:

لا تتركوا يدي و أحذروا تلك الأشياء المتناثرة هنا و هناك .. لا يا سيدي لا تسألني الآن لماذا أحتفظ بهذا الحذاء الجديد الذي تعثرت فيه في ذاكرتي كل حكاية ستأتي في موعدها

الصراحه أبدعت .. طريقتك جميله جداً .. جعلتينـي فعلاً أتمسك بيدك وأتجول معك في ذاكرتك .. الف شكر لك ..


أستمري



https://www.rewity.com/q/1.gif

ΜāŘāΜ ~ Ś 04-08-08 08:38 PM

تستحقي التقييم فعلاً ..

ثم كانت الذكري 04-08-08 09:15 PM

الفصل الثاني

ماذا يحدث يا سادة؟ لماذا تتعالي همهمات الاستنكار . تظنون أني أخدعكم؟ .. لا لسنا في قصة خيالية هنا.. أنا أتكلم عن أحداث حقيقية فلا مجال للخداع.. ثم ما الغريب في الموضوع؟ لا تصدقون أنني يمكن أن أحب شخص دون أن أراه؟ .. لا يا سادة ذلك يحدث أحيانا كثيرة و حتي إن لم يكن قد حدث من قبل فهناك دائما مرة أولي لكل شئ.. ثم إن ما حدث كان طبيعيا تماما.. إذا ما رأي الظمآن ينبوع ماء في الصحراء هل تعتقد أنه سيفكر فيما كان هذا الينبوع حلو أم مالح .. حار أم بارد؟!! بالتأكيد لا سيشرب أولا .. ذلك ما حدث معي .. تذكروا الأحداث الماضية .. فتاه مسكينة تثق تماما إنها قبيحة لا تملك ذرة من الجمال تفتقد الإحساس بالحنان أو الأمان ثم تسمع عن ينبوع مترع بكل ما تفتقده .. شخص يوزع كل ما تحتاجه علي من حوله كما يوزع الغني صدقاته علي الفقراء .. فهل تعتقدون أنها ستفكر قبل أن تسقط صريعة هواه؟؟؟ .. لم أره من قبل .. نعم و ماذا في هذا .. لقد عشت حياتي كلها أقرأ الروايات و أحب أبطالها رغم أنني لم أرهم أبداً .. عشت طوال عمري في الحلم أكثر من الواقع.. حتي حياتي نفسها كانت أشبه بجزء من هذا الحلم .. كنت أعيشها بنصف اهتمام و نصف و عي كأنني متفرجة و كأنها ليست حياتي .. لم أكن أدرك أي شئ عن العالم الخارجي.. و أتصور دائما أن الحياة هي ما قرأت عنه في القصص و رأيته في الأفلام .. لا يوجد عندي واقع غير ذلك .. لم يكن لي أصدقاء غير بسنت و كان ما تحكيه لي أشبه بما أقرأه في القصص فمن الطبيعي أنني لم أكن أعرف أي شئ عن الواقع .. لكل ذلك أحببت شخصا لم أره من قبل .. هذا شئ يحدث دائما في القصص لذلك هو شئ طبيعي جدا بالنسبة لي.
غلبتكم بمنطقي أليس كذلك؟؟ .. ألا تجيبون ؟؟ حسنا فالمهزوم يرفض دائما الاعتراف بهزيمته علي أي حال دعونا نكمل القصة و لكن بدون مقاطعة هذه المرة.

ثم كانت الذكري 04-08-08 09:17 PM

نعم لقد أحببته .. سموه أنتم إعجاب .. انبهار أي شئ تريدون و لكنه كان بالنسبة لي حب .. حب كامل رائع ينتشر في داخلي فيكسب حياتي معاني جديدة ..بالطبع لم أخبر بسنت و لم أخبر أحداً .. تركت حبي ينمو و يترعرع داخلي دون أن يراه أحد كأنه جذور الشجرة التي تمتد في باطن الأرض دون أن يلمحها أحد. كنت أستدعي كل الحيل التي تعلمتها من شرلوك هولمز و أرسين لوبين لأستطيع استدراج بسنت لأن تحكي لي عنه دون أن تشعر .. أصبح هذا بالطبع الموضوع المفضل بالنسبة لي رغم إن بسنت لم تكن تفضله ..كانت تفضل بالطبع أن تحكي لي عن محمود و مغامراته وبالطبع لم يكن ذلك الموضوع يروقني علي الإطلاق و لكني كنت أحتمل حتي لا تفطن إلي التغيير الذي اعتراني.
استدرجتها في الحديث مرات عديدة حتى حكت لي كيف كاد محمد أن يخطب احدي زميلاتها في العام الماضي بسبب حديثها عنها و لكن بعد أن تعرف عليها لم يستمر في الموضوع لأنه – كما أخبرها- لم يجد فيها ما يبحث عنه. لقد كانت تسخر منه و هي تصف لي كيف إنه رسم صورة لمخلوقة خيالية داخل قلبه و يبحث عنها ولا يرضي لها بديلا.. أخبرتني أنهم يسخرون منه دائما بسبب تلك المخلوقة الخرافية التي لن يجدها أبداً .. و لكنني علي العكس أحسست بأنني فخورة به فهو مثلي رغم صرامته مخلوق خيالي يجري وراء حلمه ليحققه مهما تعرض بسببه للمتاعب.. كلما مر يوم أحسست بأنني أعرفه أكثر فأكثر ليست فقط بسبب ما ترويه لي بسنت عنه و لكن بسبب شعور غريب تزايد في داخلي .. كنت أعرف كيف يفكر و كيف يتصرف بدون أن يخبرني أحد عن ذلك.. شئ ما كان يربط قلبي بقلبه .. شئ أشبه بالحبل السري الذي يربط الأم بجنينها .. و تصاعد السؤال في داخلي .. متي أراه؟؟؟؟؟

ثم كانت الذكري 04-08-08 09:28 PM

ميرسي علي المرور يا مرام استمري في المتابعة و أرجو أن الرواية تعجبك

ساروونه صغيروونه 05-08-08 12:13 AM

رووووووعه الاسلوووب
اسلووب حقيقي مبدع
اتمنى ان تستمري في هذا النحوو الى الاخيير
نحن ننتظر الباقي بفارغ الصبر


تقبلي مروري
اختــجـــ ساروونهـ صغيروونهـ ,,

~sẳrẳh 05-08-08 02:18 PM

https://www.25q8.com/vb/uploads1/59_1195035775.gif

عندما نريد وصف ابداع ما تعجز الكلمات صدق نزار عندما قال
الصمت في حرم الجمال جمال
لكن انا هنا لاقول
استمري نحن في انتظارك
وياحظ روايتي فيك


الساعة الآن 12:37 PM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.