آخر 10 مشاركات
سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          البديلة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hollygogo - )           »          إلَى السماءِ تجلت نَظرَتِي وَرَنـت (الكاتـب : ميساء بيتي - )           »          عندما يعشقون صغاراً (2) *مميزة و مكتملة *.. سلسلة مغتربون في الحب (الكاتـب : bambolina - )           »          154 - الوريثة الفقيرة - روايات ألحان (الكاتـب : MooNy87 - )           »          بين عينيك ذنبي وتوبتي (3) * مميزة ومكتمله * .. سلسلة مغتربون في الحب (الكاتـب : bambolina - )           »          الزوج المنسي (10) للكاتبة: Helen Bianchin *كاملة+روابط* (الكاتـب : raan - )           »          خانني من أجلك(2) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة بين قلبي و عقلي (الكاتـب : نغم - )           »          متى تحضني عيونك اذا هذي العيون اوطان ؟ , متميزة"مكتملة" (الكاتـب : توآقهَ ♥ لِــ ♥ لُقّياكـْ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree91Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-11-11, 05:13 PM   #1221

اروع احساس

كاتبة بقسم روايات من وحى الخيال

 
الصورة الرمزية اروع احساس

? العضوٌ??? » 825
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 2,115
?  نُقآطِيْ » اروع احساس has a reputation beyond reputeاروع احساس has a reputation beyond reputeاروع احساس has a reputation beyond reputeاروع احساس has a reputation beyond reputeاروع احساس has a reputation beyond reputeاروع احساس has a reputation beyond reputeاروع احساس has a reputation beyond reputeاروع احساس has a reputation beyond reputeاروع احساس has a reputation beyond reputeاروع احساس has a reputation beyond reputeاروع احساس has a reputation beyond repute
افتراضي


موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

اروع احساس غير متواجد حالياً  
التوقيع

[fieldset=لألئ الغيرة]https://www.rewity.com/vb/t195520.html[/fieldset]
[fieldset=الحلقة الـ 1،2 من سلسلة الاشقياء الثلاثة]https://www.rewity.com/vb/t189783.html[/fieldset]
الحلقة الـ3،4 من سلسلة الاشقياء الثلاثة
https://www.rewity.com/vb/t196724.html
رد مع اقتباس
قديم 14-11-11, 05:21 PM   #1222

~sẳrẳh

إدارية ومشرفة سابقة وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء وأميرة الخيال وشاعرة متألقة بالقسم الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية ~sẳrẳh

? العضوٌ??? » 1678
?  التسِجيلٌ » Jan 2008
? مشَارَ?اتْي » 15,447
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

بنات ادي مريم ركزوا على اللقطة كاردينا جايه

محدش يزعج مريم ويصحيها قبل ماتوصل

حد بتسند الواد يوسف ليقع




التعديل الأخير تم بواسطة ~sẳrẳh ; 14-11-11 الساعة 06:56 PM
~sẳrẳh غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-11-11, 06:30 PM   #1223

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاردينيا73 مشاهدة المشاركة
اعزائي الفصل التاسع اكتمل والحمد لله ولكني لن استطيع انزال الان ... سانزله بعد ثلاث ساعات ان شاء الله ....
الف شكر لكل قرائي الذي يحمسوني دوما لاكتب ... اتمنى ان ينال الفصل التاسع رضاكم .. سيكون فصلا طويلا اتعبني كثيرا حتى اتممته .......
في انتظارك كاردينيا


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 14-11-11, 07:44 PM   #1224

توتو جوجو

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية توتو جوجو

? العضوٌ??? » 145320
?  التسِجيلٌ » Nov 2010
? مشَارَ?اتْي » 1,862
?  نُقآطِيْ » توتو جوجو has a reputation beyond reputeتوتو جوجو has a reputation beyond reputeتوتو جوجو has a reputation beyond reputeتوتو جوجو has a reputation beyond reputeتوتو جوجو has a reputation beyond reputeتوتو جوجو has a reputation beyond reputeتوتو جوجو has a reputation beyond reputeتوتو جوجو has a reputation beyond reputeتوتو جوجو has a reputation beyond reputeتوتو جوجو has a reputation beyond reputeتوتو جوجو has a reputation beyond repute
افتراضي

كاري
الثلاثه ساعات صارو ستها و داخل على تسعه
وانت ما بينتي
فيييييييييييييييييينننننن نننننننننننننكككككككككككك كككككككككك
مستنينك لا تتأخري


توتو جوجو غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 14-11-11, 08:45 PM   #1225

asmasa

نجم روايتي وأميرة حزب روايتى للفكر الحر

alkap ~
 
الصورة الرمزية asmasa

? العضوٌ??? » 124968
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,902
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » asmasa has a reputation beyond reputeasmasa has a reputation beyond reputeasmasa has a reputation beyond reputeasmasa has a reputation beyond reputeasmasa has a reputation beyond reputeasmasa has a reputation beyond reputeasmasa has a reputation beyond reputeasmasa has a reputation beyond reputeasmasa has a reputation beyond reputeasmasa has a reputation beyond reputeasmasa has a reputation beyond repute
افتراضي

بدنا الفصل هلا حالا بالا احسن يصير انقلاب عليك يا جاردينياااااااااااااااااا ااااااااااااا

ههههههههههههه
بالانتظار


asmasa غير متواجد حالياً  
التوقيع
احيانا يكون الخطأ منا لاننا اسأنا الاختيار
فالحب عندنا مقدس بينما عند الطرف الاخر يكون مجرد لعبة وكلام
الجرح باق يا عزيزي لن يزول ولكن علينا ان نزيل الوهم من قلوبنا
علينا ان نزيل الغشاوه عن عيوننا كي نرى حقيقتهم عندها فقط نرتاح
ونكمل الطريق مع من يستحق حبنا المقدس
عندها نبدأ المشوار الحقيقي ولا ننهيه
اما القليل والكثير فهذا فقط بيد من خلقنا




رد مع اقتباس
قديم 14-11-11, 08:51 PM   #1226

شيماءال

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية شيماءال

? العضوٌ??? » 182360
?  التسِجيلٌ » Jun 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,600
?  نُقآطِيْ » شيماءال has a reputation beyond reputeشيماءال has a reputation beyond reputeشيماءال has a reputation beyond reputeشيماءال has a reputation beyond reputeشيماءال has a reputation beyond reputeشيماءال has a reputation beyond reputeشيماءال has a reputation beyond reputeشيماءال has a reputation beyond reputeشيماءال has a reputation beyond reputeشيماءال has a reputation beyond reputeشيماءال has a reputation beyond repute
افتراضي

ياعينى عليك يايوسف...........كارى مصره تجبلك سكته قلبيه يا دوك.........
ايه الجمال دا ياكارى.............انا مليش دعوه.انت المسؤله عن قلة ذوقى.........لانى مسلمتش عليكى اول الكومنت.........

اتأخرت 3فصول بحالهم .............كل فصل فيهم حكايه .........

حسام.......حاسه ان انا مبقاش عندى وصف ليك................حاسه كمان انى عايزه ادخل الروايه بس علشان اضربك...........لكن ما خبيش عليك .........كارى بدأت تدينا لمحات من شخصيتك الحقيقيه..........

على ما يبدو لى انك اضعف بكتير مما رسمتك بمخيلتى..........(بس ما تفرحش )........لان هذا الضعف لا يبرر لك اىا مما فعلته مع اخوتك.......على ما يبدو ايضا ان مريم بضعفها الظاهر .......لديها من القوة ماتخفيه.......
طبعا على عكسك تماما ..........فعلى ما يبدو ان ضعف شخصية الام وسلبيتها قد طمعت انت فى وراثتها كاملة
ولكن فى صوره مذكره..........

لم اتصورك يوما عاشقا للنخاع.............فقد تصورتك مستهترا لا تهتم الا بملذاتك وان كانت حرام...........ولكن اتضح ضعف شخصيتك حتى فى حبك.......... فلم ترى حتى اثار الخيانه الواضحه...........

ميسون.............لم تثيرين بنفسى سوى الاشمئزاز.........واراكى عقابا لحسام.......فى رأى اكثر مما يستحق...ولكن عليه تجرع كأس الخيانه وألمه......لان حتى عشقه لك لا يبرر خيانته.........

قيس............مجنون جديد.........ورنا مش القويه العقله اللى عرفناها,.............على ما يبدو هتطلع اضعف ناحية قيس........شوفى ما دام بدأت بارتباك هتنتهى بضعف وحب.........
على العموم انالو مكانها .....اخلعلوا طقم سنانه علشان يبطل استعباط.............
يوسف يابنى ياعنى عليك........طمنى عليك............اوعى يحصلك حاجه........لان كارى اتفقت مع بابك ومامتك عليك ........انا عارفه الحركات دى كويس...........وبيان ان داخلتى فى التحالفات امه .......طيب

يوسف اثبت مكانك وبلاش تهور........لاحسن بعدين تتعور......
وانا عارفه,,,,,باباك السوسه هتلاقيه واقف وراك دلوقتى يشوفك هتعمل ايه..........
متخليش شكلك وحش ادامه ........اتفقنا.......ههههههه......... ياعنى بطل نحنحه واخرج واقفل الباب وراك قبل ما تصحالك..........فاهم.........انا حذرتك

كارى .........دائما رائعه كالعاده
الى الامام دائما.........ومزيدا من التألق


شيماءال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-11-11, 08:55 PM   #1227

شيماءال

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية شيماءال

? العضوٌ??? » 182360
?  التسِجيلٌ » Jun 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,600
?  نُقآطِيْ » شيماءال has a reputation beyond reputeشيماءال has a reputation beyond reputeشيماءال has a reputation beyond reputeشيماءال has a reputation beyond reputeشيماءال has a reputation beyond reputeشيماءال has a reputation beyond reputeشيماءال has a reputation beyond reputeشيماءال has a reputation beyond reputeشيماءال has a reputation beyond reputeشيماءال has a reputation beyond reputeشيماءال has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ~sẳrẳh مشاهدة المشاركة
بنات ادي مريم ركزوا على اللقطة كاردينا جايه

محدش يزعج مريم ويصحيها قبل ماتوصل

حد بتسند الواد يوسف ليقع


الله انا من رأى يوسف وقع ومحدش سمى عليه..........خلاص مفيش أمل.......
المهم انه يمشى قبل ما تصحى


شيماءال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-11-11, 08:56 PM   #1228

love is immortal

نجم روايتى

 
الصورة الرمزية love is immortal

? العضوٌ??? » 69003
?  التسِجيلٌ » Dec 2008
? مشَارَ?اتْي » 2,786
?  نُقآطِيْ » love is immortal has a reputation beyond reputelove is immortal has a reputation beyond reputelove is immortal has a reputation beyond reputelove is immortal has a reputation beyond reputelove is immortal has a reputation beyond reputelove is immortal has a reputation beyond reputelove is immortal has a reputation beyond reputelove is immortal has a reputation beyond reputelove is immortal has a reputation beyond reputelove is immortal has a reputation beyond reputelove is immortal has a reputation beyond repute
افتراضي

بنات هة تقريبا مريم لسه نايمة


love is immortal غير متواجد حالياً  
التوقيع

Just Shake because you love
cry because you care
feel 'cause you're alive
sleep because you're tired
bleed 'cause you got hurt
die because you lived
make Heaven,Heaven out of Hell

رد مع اقتباس
قديم 14-11-11, 09:00 PM   #1229

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

اعزائي اعتذر بشدة عن كل هذا التأخير .... حصل لي طارئ عائلي ولم ادخل البيت الا قبل قليل ...
عموما احبائي سانزل الفصل الان وسيكون كتابة لانه طويل وانا فعلا متعبة لانزله صفحات فهو يأخذ وقت وانا مصرة ان انزل الفصل الليلة كما وعدتكم ............ يا رب يعجبكم


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 14-11-11, 09:04 PM   #1230

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

الفصل التاسع
قادته قدماه رغما عنه ناحيتها، كان مدفوعا بقوة لا قبل له بمقاومتها بينما عيناه لم تفارقا الجميلة النائمة ذهبية الشعر! كان يهمس لنفسه، انها مريم، زوجته، ملكه، يا إلهي، انها تنام على سريره، وشعرها.. ابتلع ريقه، آه من شعرها!
وقف جوار السرير على بعد سنتيمترات قليلة من خصلها الطويلة المتدلية، كان قلبه لا يزال يهدر وعيناه تحدقان فيها دون ان ترمشا! بأنفاس متقطعة عاجزة وعلى الضوء الخافت المنبعث من المصباح المجاور للسرير اخذ يوسف يملي النظر فيها بتمهل شديد صعودا ونزولا، من قمة رأسها الفاتن مرورا بجسدها الرقيق المستلقي على فرشته الى أخمص قدميها الصغيرتين الظاهرتين من تحت تنورتها الطويلة، همس بانبهار " تبارك أحسن الخالقين الذي اوجدك بهذه الصورة " لم يستطع فعل شيء الا التمعن فيها هكذا.
عاد لوجهها، عيناها مغمضتان تظهران بوضوح اليه بينما غطى شعرها المنساب انفها وفمها، مال برأسه متأوهاً ونظراته تنساب فوق باقي شعرها الذي غطى ظهرها كله في تشعث مغرٍ! مغرٍ بشكل جنوني لأصابعه لتتوغل فيه، همس " انها زوجتك يوسف، زوجتك! ما بالك تقف مصدوما هكذا؟! المسها، انها زوجتك.. زوجتك "
مد يدا مرتجفة وكان على وشك لمس شعرها، ولكنه توقف في آخر لحظة ثم ابعد يده وهو يعتصر اصابعه في باطن كفه، قال يصارع نفسه " لا.. لا أستطيع.. لا أستطيع لمسها! ليس قبل ان ترضى"
تنهد في احباط شديد ثم نزل بجسده ليجلس على ركبتيه بجانبها، لكنه كان مطرق الرأس مغمض العينين! لحظات واخذ يضرب بقبضة يده على فخذه وهو يأمر نفسه هامسا " اخرج يوسف، اخرج من هنا، اخرج قبل ان ترتكب حماقة! اياك ان تلمسها، إذا استيقظت ورأتك قد تخسرها للأبد، إنها ليست مستعدة على الاطلاق " لكن صوتا آخر في رأسه يعذبه وهو يهمس له في عناد " وقد تكون مستعدة! وتتقبلك ببساطة، قد تفرح برؤيتك، وانت لن تفعل أكثر من لمس شعرها "
اخذ يهز رأسه وهو يصارع رغباته ليعود صوت هذه الرغبات يلح عليه " انها نائمة بعمق، قد لا تشعر بك أصلا!" فيعاود ضرب فخذه دون ان يجرؤ على رفع راسه إليها، اجفله صوت همهمة صدرت منها، رفع راسه برعب اليها لترعبه أكثر وهي تنقلب على ظهرها، تجمد في مكانه حتى انه كتم انفاسه، أخيراً استقرت، ويا ليتها لم تستقر!
ظهر وجهها الفاتن بالكامل واستقرت إحدى يديها قرب راسها فوق شعرها الذي انتشر الان على وسادته بينما يدها الاخرى مستريحة فوق بطنها، بضع خصلات التفت حول رقبتها كقلائد الذهب، لم ير في حياته أي شيء أجمل مما يراه اللحظة.
أغمض عينيه وهز رأسه قليلا ليصفي ذهنه ثم.. بغتة عاد ليفتح عينيه كي ينظر إلى وجهها مرة اخرى بتدقيق مختلف، هناك شيء خاطئ! شفتاها الجميلتان أكثر احمرارا من المعتاد والانفاس التي تخرج من خلالهما سريعة، عقد حاجبيه وهو ينظر لحمرة خديها غير العادية، همس بقلق " إنها محمومة!" انجلى كل الضباب وبدون تردد مد يده ليتحسس جبينها فيتأكد له الامر؛ حرارتها مرتفعة جدا.
قام من جلسته سريعا وتحرك مهرولاً ليغادر الغرفة وينزل الى الطابق الارضي وهناك أخبر والديه بحالة مريم ثم احضر ما يلزم لعمل كمادات لخفض حرارتها، لم يكن يستطيع اعطاءها دواء الآن وقد أخبرته أمه انها سبق واخذت حبتين قبل ان تنام.
صعد السلم مرة اخرى وقد لحقت به امه ثم تبعهما والده، كان والداه قلقين عليها جدا خصوصا وهما يريانها قد بدأت تهذي بينما يوسف يضع لها الكمادات، اخذت مريم ترتعش بقوة فسارعت ام يوسف تنوي إحضار غطاء اخر، لكن يوسف أوقفها وطلب منها بدلاً من ذلك ان تستمر بعمل الكمادات فقط وهو سيخرج لشراء بعض الادوية وربما بعض الحقن.
***
نظرت رنا الى الساعة فوجدتها تشير للتاسعة والنصف، عقدت حاجبيها قليلا وهي تفكر " لماذا تأخرت مريم؟ انها تعود بالعادة في الثامنة على اقصى حد!" لقد اتصلت بها ما ان عادت من العمل واطمأنت عليها انها أفضل حالا او على الاقل هذا ما اخبرتها هي به.
انها تخشى عليها من الحمى، فحرارتها ترتفع سريعا عند اقل اصابة بالبرد، تنهدت رنا وقررت الانتظار لربع ساعة فقط وستتصل مرة اخرى فربما جاءهم ضيوف واضطرت مريم للبقاء.
أرخت رأسها تسنده الى الخلف وهي تستعيد احداث يومها، ابتسمت وهي تتذكر نظرة الصدمة التي علت وجه قيس عندما اخبرته ان لديه اربع اسنان متسوسة واثنان منهما في حالة سيئة! كانت ملامحه مضحكة جدا وقد أسعدها حقا ان تكسر هالة الثقة بالنفس التي لا تفارقه وتثير غيظها، عقدت رنا حاجبيها وهي تسخر من نفسها لأنه استطاع في النهاية ان يثير غيظها عندما غمز لها وقال بابتسامة عريضة " ستكون رحلة علاج طويلة ممتعة معك،" وهكذا تورطت رنا في (رحلة علاج طويلة وغير ممتعة بالمرة!).
أجفلتها طرقة على الباب ثم ظهور امها التي قالت بقلق " اين مريم؟ لماذا لم تعد حتى الان؟ انها.. لم تكن بخير في الصباح " نظرت رنا لامها وقالت " سأتصل بها الان، فعلا تأخرت كثيرا"
مدت رنا يدها لهاتفها النقال واتصلت على هاتف مريم لكنها لم ترد! استبد بها بعض القلق وهي تتصل بيوسف، وبعد رنات كثيرة رد يوسف أخيراً، جاء صوته منخفضا وهو يقول " مرحبا رنا " ردت رنا بقلق متزايد " مرحبا يوسف، هل كل شيء على ما يرام؟ لماذا لم تعد مريم لحد الان؟" رد يوسف بنفس النبرة المنخفضة " انا اسف لاني لم اتصل بك سابقا، ولكني انشغلت بعض الشيء، لا داعٍ للقلق، ولكن مريم مصابة بالحمى قليلا " تأوهت رنا وهي تقول " يا إلهي، كنت اعرف انها ليست بخير، دوماً تداهمها الحمى سريعا عند اقل نزلة برد، كيف هي الان؟" قال يوسف " لقد نزلت حرارتها قليلا بعد ان عملنا لها كمادات مبردة انا وامي، ولكنها نائمة ولا تشعر بما حولها " سكت قليلا ثم اضاف " لذلك لن أستطيع احضارها للبيت، كما يجب ان ألاحظها فقد تعود لها الحمى مرة اخرى، لذلك سأضطر لإبقائها الليلة هنا في بيتي " ارتبكت رنا وهي تقول " ولكن يوسف.. " قاطعها يوسف قائلا " سنعتني بها انا وامي، ولن يصيبها اي مكروه " صمتت رنا وهي لا تعرف بما ترد فقال يوسف برجاء " رنا ثقي بي رجاء، لا تنسيّ أني طبيب " همست رنا بعد تردد " حسنا يوسف، لكن ارجوك، اعتني بها، وسآتي بنفسي مع شروق الشمس " رد عليها يوسف " لا داعٍ لمجيئك ولا تقلقي، لقد اعطيتها مضادا حيويا وستكون بخير صباحاً بإذن الله، وعندها سأحضرها بنفسي " تمتمت رنا " ان شاء الله" قال يوسف عندها " تصبحين على خير وطمئني والدتك ان مريم بخير " نادته رنا قبل ان يغلق الخط وهي تتذكر امرا مهما " يوسف.. تذكرت، مريم لا تستطيع النوم في الظلام.. انها تخاف، تستطيع تشغيل انارة مصباح صغير بجانبها او مصباح خارج الغرفة وابقي الباب موارباً " همهم يوسف بنعم ثم ألقى التحية وأنهى الاتصال.
قالت رنا لامها بعد اغلقت الخط مع يوسف " مريم ستبيت الليلة هناك، انها تعاني الحمى الشديدة ويوسف وأمه يعتنيان بها، يوسف يقول ان تطمئني لأنها ستكون بخير ان شاء الله " وضعت الام يدها على صدرها في جزع وقالت " يا إلهي، ماذا سنقول لحسام ان علم أنها ستبيت هناك؟ سيجن جنونه" نظرت رنا بحيرة شديدة لامها ولم تنطق بشيء! فقط ظلت تتطلع اليها هكذا، رمشت الام بعينيها وقالت بارتباك " لماذا تنظرين الي هكذا يا رنا؟!" ردت رنا بعد لحظات صمت " عندما اتيتِ الي تسألين عن مريم للحظة تصورت أنك قلقة على صحتها! لكن الان، فكل ما يهمك ما سوف يقوله حسام إذا علم بمبيتها! إني اتساءل امي، هل لديك مشاعر تجاهنا انا ومريم؟! ام ان مشاعر الامومة حصرية فقط لحسام؟!" عضت الام شفتها السفلى وهي تهرب بعينيها من ابنتها لكنها قالت وهي تدّعي الغضب " لا تكوني وقحة رنا، أ لأني اهتم لرأي اخيكما الكبير تعتبرينني أُمّاً غير محبة لبناتها؟!" ردت رنا وهي تنظر لامها بتمعن " بل إنك حتى مع حسام لا تظهرين مشاعر امومة! إنك تنظرين اليه كأنه المنقذ، حامي الحمى، صانع المعجزات! " نظرت الام بغضب لابنتها وقالت " لا تسخري مني او من اخيك هكذا" غامت عينا رنا بالحزن واليأس وهمست قائلة " لا فائدة امي، ستظلين تعيشين داخل هذه الصدفة الواهية المتصدعة، ستظلين تعيشين بالخوف من القادم المجهول وكيفية الهروب منه، ستظلين تحتمين بظل شجرة جذورها ضعيفة واوراقها متساقطة" ودون ان تنتظر ردا من امها استدارت لتعود لفراشها وهي تمتم " تصبحين على خير امي " استدارت الام هي الاخرى باتجاه الباب، ولكنها قالت قبل ان تخرج " انت قوية رنا.. قوية جدا، تشبهين والدك كثيرا، لكن ليس جميع البشر اقوياء! لذلك لا تحكمي علي، فانت لا فكرة لديك ماذا يفعل بي الشعور بالضعف والعجز! "
خرجت الام بهدوء بينما تمددت رنا على السرير وهي تفكر بصوت مسموع لنفسها " اعرف ان الضعف وحش، وحش اقاتله كل يوم امي! " نظرت رنا لسرير اختها بحنان وهمست " تعتقدينني قوية امي! لكنك لا تعلمين ان القوية فينا حقا هي مريم "
***
بعد ان اغلق يوسف الخط مع رنا نظر عبر باب غرفته ليرى امه وهي تضع يدها على جبين مريم وتتأكد من حرارتها، حادت عيناه للمصباح الصغير الذي اشعلته مريم قبل ان تنام وفهم الان لماذا اشعلته، انها تخاف الظلمة! أشفق قلبه عليها، انها تخاف الكثير، ولكنها تقاوم.
تقدم ليدخل غرفته بعد ان غادرها عندما اتصلت رنا على هاتفه النقال، اقترب من امه ثم همس في اذنها " امي لقد اقنعت رنا بضرورة بقاء مريم عندنا الليلة " ردت الام براحة " الحمد لله لم تعترض هي او امها، رغم اني لا افهم ما وجه الاعتراض! فانت زوجها على اية حال ونحن معكما انا ووالدك، وان شاء الله مريم ستأتي لتعيش في هذا البيت قريبا" ثم همهمت الام بإصرار " قريبا جدا كما آمل! ففترة (التعود) هذه طالت أكثر مما يجب " ابتسم يوسف وقبل جبين امه وقال متجاهلا كلامها الاخير " اذهبي ونامي حبيبتي، انا سأظل ساهرا لأراقبها " نظرت امه اليه بإشفاق وقالت " ولكنك مرهق جدا، اذهب انت للنوم وانا سأسهر عليها وسأناديك اذا ارتفعت حرارتها لا سمح الله" رد يوسف هامسا برقة " انا لن أستطيع النوم، كما اني متعود على السهر ومقاومة التعب ولذلك حبيبتي اذهبي انت وانا سأعتني بها " قالت الام باستسلام " حسنا بني، ارجو ان تتحسن سريعا " ثم نظرت اليها وقالت بحنان "انها رقيقة جدا" هز يوسف رأسه وهو ينظر لمريم هو الآخر ويقول " منتهى الرقة " ابتسمت الام وقالت " حسنا ايها المتيم هل تريد قدح قهوة ام شاي؟" مد يوسف يده ليأخذ يد امه ويقبلها ثم قال " قدح من القهوة سيكون رائعا من يديك" ربتت على يده بابتسامة حانية وخرجت من غرفته لتنزل الى المطبخ وتعد له قدح القهوة.
تقدم يوسف من سريره واخذ ينظر لوجه مريم الهادئ، مد يده ليبعد بضع خصلات صغيرة عن جبينها الذي ما زال رطبا بعض الشيء، لقد لمسها عدة مرات وهو يعمل لها الكمادات ويبعد شعرها الطويل عن وجهها ورقبتها لينشف العرق حتى انه انزعها سترتها لتظهر له البلوزة الرقيقة التي ترتديها تحت السترة ومن حسن حظه كانت بلا اكمام ليعطيها الحقنة في ذراعها المكشوف امامه، طوال الوقت كان يتصرف معها كطبيب محترف ولم ينظر اليها كامرأة ابدا، لكنه الان وبعد ان نزلت حرارتها واطمأن عليها قليلا فالوضع اختلف، هي الآن امرأته وحبيبته واميرته التي كانت تخفي عنه الكثير من جمالها.
استدار على صوت خطوات امه المقتربة ليأخذ منها قدح القهوة، شكرها ثم قال بهمس حتى لا يوقظ مريم " امي ارجوك كوني موجودة هنا عند الفجر لاني سأحاول مغادرة الغرفة قبل شروق الشمس كي لا تراني، لا اريد افزاعها خصوصا وهي لا تعلم انها تبيت عندنا " على مضض وعدته أمه أن تفعل وما تزال غير مقتنعة بأسلوبه، ثم خرجت من الغرفة وهي تؤكد عليه ان يطلبها إذا احتاج لاي شيء خلال الليل.
مرت ساعتان قضاهما يوسف في القراءة على ضوء المصباح الصغير وهو جالس على كرسيه بجانب شباك غرفته لكن عيناه كانتا تحيدان بين فترة واخرى باتجاه مريم، فكره مشدود تماما معها، مشاعر كثيرة تنتابه وتجعله غير قادر على الاسترخاء على كرسيه المريح لينام لبعض الوقت بدلا من انهاك نفسه في قراءة كتاب لم يعد يستطيع تمييز سطوره من شدة الارهاق، مشاعر كثيرة جدا؛ قلق عليها، سعادة لوجودها معه في بيت واحد وغرفة واحدة، شوق جارف لأخذها بين ذراعيه والاحساس بها، رعب من فكرة انها ستستيقظ في اية لحظة وما ان تراه ستصاب بهستيرية من وجودهما لوحدهما في هذه الظلمة الهادئة!
تنبه يوسف ان مريم اخذت تتململ في نومها مرة اخرى، اغلق كتابه الذي لم يقرأ فيه الا بضع صفحات وتقدم بخطوات متمهلة ناحيتها، نظرة واحدة اليها وحتى دون لمسها علم ان الحمى عادت لها، هذه المرة كان يجب ان يوقظها ليعطيها حبتي دواء، اخذ عدة انفاس ودعا الله ان تأخذ الدواء وتعود للنوم دون ان تدرك من هو فعلا! مد يده واخذ حبتين من الطاولة المجاورة ثم صب لمريم بعض الماء الذي جلبته امه في وقت سابق، مال برأسه وناداها برقة شديدة " مريم، اميرتي، استيقظي لتأخذي الدواء " همهمت بكلام لم يفهمه فأدرك انها بدأت تهذي فعاد يناديها بإلحاح مستعطف " حبيبتي استيقظي، ارجوك خذي الدواء لتصبحي بخير ان شاء الله" بعد عدة محاولات منه أخيراً حركت رأسها واخذت ترمش بعينيها بينما قلب يوسف يرتجف هلعا! فتحت عينيها فبدتا لامعتين جدا، اخذت تنظر لوجهه المائل نحوها بينما ضربات قلبه تتزايد وفمه يجف وهو لا يعرف ماذا ستكون الخطوة القادمة منها! هل ستصرخ؟!
أخيراً انهت تعذيبه بان ابتسمت! اجل ابتسمت اروع ابتسامة! رفع حاجبيه عاليا في ذهول وهو يراها تبتسم هكذا بوجه محمر من تأثير الحمى ثم فاجأته بان قالت بسعادة خالصة " ابي " ورغم خيبة أمل العاشق لأن ابتسامتها مهداة لوالدها وليس له؛ لكنه كان ممتنا جدا للهلوسات التي صورته لها في هيئة ابيها حتى لا تصرخ فزعة من وجوده معها.
قال برقة وحذر " حبيبتي خذي الدواء " ذابت نظراتها رقة وهي تهز رأسها بسعادة وتقول " نعم " وضع يوسف الحبتين في فمها ثم اضطر ليجلس جوارها كي يساعدها على شرب الماء، كان حذراً وهو يمسك القدح لها بإحدى يديه بينما يمنع نفسه من وضع ذراعه الاخرى خلف ظهرها ليسندها، لا يريد فعل ما يجعلها تتنبه له.
بعد ان اكملت شرب الماء اعاد القدح على الطاولة بجانبه واراد ان يساعدها لتستلقي مرة اخرى وتنام، ولكنها فاجأته ما ان استدار اليها بأن وضعت كلتا يديها على صدره ونظرت لوجهه مباشرة، كاد قلبه ينفجر وهو تنظر اليه هكذا والابتسامة السعيدة الهانئة على وجهها ومن عينيها اللامعتين شبه المغمضتين، أدرك انها لا تزال تعتقده والدها! وجاءت كلماتها لتؤكد ذلك وهي تقول له باستعطاف " لا تتركني ابي، انا سعيدة أنك عدت!" ثم جاءت مزقت قلبه عندما وضعت رأسها الحار فوق صدره وتهمس بتوسل " انا أحبك كثيرا، لا تتركني، ضمني اليك بقوة.. ارجوك" كان توسلها أكبر من اي شيء يستطيع مقاومته، ليهتز قلبه خلف أضلعه وذراعاه تحاوطانها فيشعر بها تغرق أكثر في احضانه بينما شعرها الطويل يتشابك مع ذراعيه، تنهد بسعادة عارمة ووجد نفسه يقول لها بهمس " انا ايضا أحبك جدا اميرتي " تنهدت هي الاخرى وهي تضم نفسها اليه أكثر، ولكنها اخذت تهذي بالمزيد قائلة " ابي.. أخبر حسام ان لا يغضب مني مرة اخرى، انا اخاف كثيرا عندما يصرخ ويغضب!" اعتصرها قليلا وهو يعدها بحرارة " لن اسمح له بإخافتك ابدا " تنهدت مرة اخرى وقالت بتلعثم،" ابي.. أخبر يوسف.. ان لا يتركني ابدا "
بعاطفة لا توصف أضعفته مال برأسه نحو وجهها.. شفتيها تحديداً، لكن شيء ما أقوى منعه، أرادها صاحية محبة عندما يقبّلها لأول مرة، رفع رأسه قليلا واكتفى بطبع قبلة على جبينها وهو يهمس " يوسف سيموت ان ابتعد عنك اميرتي" لكنها لم تسمعه لأنها راحت في سبات عميق.
****
استيقظ يوسف فزعا على اولى خيوط الفجر، لكنه تشنج وهو ينظر للأسفل حيث الرأس ذو الشعر الذهبي الذي يرقد على صدره ليدرك انه ما زال يحتضن مريم بين ذراعيه جالسا على سريره مسندا ظهره بشكل مائل الى الخلف، امّا مريم فكانت تغط في النوم، شعرها بدا افتح كثيرا على ضوء النهار الباهت، للحظة ضمها أكثر لصدره وهو يشعر بليونة جسدها الغض، اراد ان يبقى هكذا للأبد، لكنه يعرف ان هذا مجرد حلم ويجب الاستيقاظ منه حالا!
عليه ان يحمد الله ان انهاكها من الحمى ليلة الامس جعل نومها عميقا هكذا، حرارة جسدها الآن وهي تصله عبر قماش قميصها تبدو طبيعية للغاية ولذلك عليه ان يتركها ويبتعد قبل أن تصحو وتفتح عينيها.
بتنهيدة أبعدها عنه بهدوء ثم مددها بحذر على السرير، وقف على قدميه ثم مال قليلاً ليرفع بضع خصلات من شعرها ويلثمها.
غطاها جيدها قبل أن يبتعد ناحية الباب ليغادر الغرفة.
***
كانت الساعة تشير الى السابعة عندما جاء الحاج علي للمطبخ فوجد ابنه واقفا هناك ساهما وهو ينظر عبر الشباك، كان ما يزال يرتدي نفس الملابس منذ البارحة، ولكنها بدت في حالة فوضى مزرية! ضحك الحاج في سره وهو يقول لنفسه " قلبه ايضا في حالة فوضى مزرية! ومن يلومه؟! فبعد الصورة الخيالية التي بدت بها مريم وهي بدون حجاب فانه يشك ان ابنه سينام قبل ان تصبح هذه الفاتنة في بيته" تنحنح الاب وهو يقول " صباح الخير بنيّ " استدار يوسف ورد على والده بابتسامة مرهقة " صباح الخير ابي، اين امي؟" غمز الاب لابنه وقال " ذهبت لتطمئن على الاميرة النائمة فوق، هل هي بخير الان؟ " ابتسم يوسف وهو يطرق برأسه ويهمهم " نعم، أفضل بكثير" لكن الحاج علي شعر بمعاناة ولده فأشفق عليه، تقدم ناحيته وقال بحنان " لكنك لست افضل اليس كذلك؟!" لم يرد يوسف بشيء ولم يرفع رأسه حتى، قال الحاج علي بهدوء " أخبرها بنيّ، أخبر مريم أنك تريد التعجيل في الزواج، لقد مضى شهر كامل، ألم يئن الاوان؟ " رد يوسف وهو يهز راسه ويتنهد بأسى قائلا " لا أستطيع ابي، لا أستطيع ان اطلب منها ذلك حتى تكون مستعدة " نظر الاب لولده وقال بهدوء " بنيّ، انا مقدر لظروف مريم ولكنك يجب ان تدفعها أكثر، كن رقيقا معها وحازما بنفس الوقت، اجعل خطواتك اكبر معها وادفعها لتخطو هي الاخرى نحوك أكثر " ابعد يوسف شعره عن جبينه وقال بيأس " اخاف ان افقدها ابي اذا ضغطت عليها أكثر " خطوات على الدرج اسكتتهما معا، مؤكد ان مريم استيقظت لان الخطوات تدل ان صاحبها يرتدي حذاء، تسارعت دقات قلب يوسف وهو ينتظر ظهورها امامه، لكنه لم يحتمل فأدار جسده مرة اخرى باتجاه الشباك فاصبح باب المطبخ الذي يربطه بباقي البيت خلفه، سمع صوتها العذب وهي تقول بضعف " صباح الخير" اعتصرت انامله حافة الشباك وهو يغمض عينيه، لم يستطع ان ينطق، اخذ يردد في سره " اريدها ان تبقى" صوت امه المرتبك وهي تناديه باسمه اجبره على الاستدارة، رفع عينيه باتجاه مريم وهو يهمهم ب(صباح الخير)، لهفته اليها غطت على كل شيء حوله ليعود هذا الضباب يغلف ذهن فلم يلحظ أن والده سحب امه بذكاء ليغادرا المطبخ، عيناه كانتا على مريم فقط، كانت تقف مطرقة الرأس وقد عادت لارتداء الحجاب، قال في نفسه " هكذا الافضل، لعلّه أفضل! " لكنه عاد ليقول بقلب ملتاع " لا.. ليس أفضل! اريد نزع هذا الحجاب عنها واي حجاب اخر غير مرئي تضعه بيننا "
اشتعل قلبه وهو يتذكرها نائمة على صدرها وخصلات شعرها تتشابك مع ذراعيه بينما انفاسها تدغدغه، تأوه بصوت مسموع رغما عنه فرفعت مريم رأسها وقالت بلهفة " ما بك يوسف هل انت بخير؟ ارجوك لا تقل إنك التقطت العدوى مني" نظر اليها بحرارة وقال دون ان يبتسم " قلت لك سابقا، انا لا اكون بخير فقط في غيابك "
أطرقت برأسها مرة اخرى لتهرب من نظراته، ناداها بهمس " مريم " رفعت راسها اليه وقالت " نعم " لكنه ظل ينظر اليها عاجزا عن قول ما يريد! بعد صمت قالت مريم بتلعثم " انا.. انا اسفة لأني اتعبتكم هكذا ليلة أمس، اشعر بالخجل الشديد لان والدتك اضطرت لتمريضي، لقد قالت إنك ساعدتني ايضا وجلبت لي الدواء رغم اني لا اذكر شيئا منذ ان صعدت لأنام في غرفة هناء! لا اذكر أنك كنت معي ابدا" كانت عيناه لا تفارقان شفتيها وهي تتكلم، ابتلع ريقه بصعوبة شديدة ثم ادار وجهه جانبا ليحاول ان يقاوم عواطفه ثم قال بصوت مبحوح " لا يهم، لقد كنت محمومة جدا وتهذين، كيف تشعرين الان؟" ردت برقة " انا بخير، اشعر فقط بالإرهاق الشديد " عاد ينظر اليها وقال بابتسامة حنونة " هذا من أثر الحمى، عليك ان تنامي أكثر وتتغذي جيدا وستكونين بخير وبالطبع لا تنسي اخذ دوائك" ابتسمت وهي تمازحه قائلة " لا يمكن ان أنسى دواء وصفه لي طبيبي الخاص " اشتعلت نظراته وهو يقول بعاطفة " طبيبك لا يريدك ان تنسيه هو " احمرت وهي تهمس بابتسامة رقيقة مرتجفة " انا لا أستطيع نسيانه، حتى لو اردت " كان هذا فوق طاقته، حقا فوق طاقته على التحمل! ما يراه امامه مزق ارادته اشلاء فخطا ناحيتها بعزم حتى وجد نفسه يقف قريبا منها جدا وهو ينهت! ودون تردد مد يديه ليمسك جانبي ذراعيها وهو ينظر لعينيها المذهولتين مباشرة ثم قال بصوت اجش " مريم.. ابقي معي" ردت عليه بارتباك " ولكن يوسف انا لا أستطيع! انا متأكدة ان مبيتي هنا ليلة الامس سيسبب مشكلة لرنا مع حسام وبقائي الان لوقت اطول سيزيد الوضع سوءا، ارجوك سامحني، ولكن يجب ان اعود الان" قال يوسف وهو يهز رأسه" انت لم تفهميني، انا لا اقصد.. " لكن صوت رنين هاتفه النقال قاطعه فأبعد يوسف يديه عن ذراعي مريم بضيق ثم اخرج الهاتف من جيبه ليرى من المتصل فتنهد محبطا وهو يعطيه لمريم ويقول " هذه رنا، تحدثي معها كي تطمئن عليك" ثم تركها واستدار ليخطو مبتعدا باتجاه الشباك ويقف هناك مرة اخرى فلم يرَ عيني مريم التي كانتا تراقبانه بعاطفة!
***
كانت الساعة تشير الى الرابعة عصرا عندما ركن يوسف سيارته امام بيت مريم، لقد نامت مريم طوال الطريق فهي ما تزال تشعر بالإرهاق والتزم يوسف الهدوء التام حتى انه أطفأ صوت هاتفه النقال كي لا يزعجها.
شعر ببعض الذنب لان مريم ارادت ارضاءه فأخبرت رنا عندما اتصلت بها انها ستعود بعد الغداء، ولكنه كان قد استنفد قوته وغرق في النوم على الاريكة في غرفة الجلوس بعد عشر دقائق فقط من مكالمة رنا، لتوقظه امه وقت الغداء!
ولذلك فهو عمليا لم يقض وقتا مع مريم الا على مائدة الطعام، وحتى خلال هذا الوقت اكتفى بمراقبتها مستمتعا بمحاولات امه لإطعامها حتى تستعيد قوتها كما اخبرتها وتدليل والده لها بينما هي تحمر خجلا لان تلقى كل هذا الاهتمام، تنهد وهو ينظر لوجهها الشاحب من أثر المرض وهو يفكر " لقد اعتقدت أني اريدها ان تبقى اليوم فقط! لا تعلم أني كنت اقصد ان تبقى طوال الوقت! "
كان على وشك ايقاظها عندما انتبه ان هناك سيارة اخرى متوقفة، انها سيارة حسام! انقبض قلبه وهو يتذكر توسلات مريم المحمومة بشأن حسام ليلة الامس، اقسم يوسف ان حسام هذا إذا رفع صوته قليلا واخاف مريم فانه سيأخذها هذه المرة لبيته لن يعيدها مهما حدث.
دخل يوسف ومريم للبيت بمفتاح مريم وكان صوت الجدال العنيف يصل ليوسف بوضوح بينما كان يسند مريم من مرفقها لأنها كانت تشعر بالدوار، ولكن ما ان سمعت صوت حسام الغاضب حتى اخذت تتمايل!
سحق يوسف اسنانه ببعض من شدة الغضب، ولكنه اخذ يهدئ من غضبه وهو يفكر أن مريم لن تتحمل مشادة بينه وبين حسام، ستنهار وهي بهذا الضعف.
دخلا غرفة الجلوس وللحظات لم يتنبه لهما أحد بينما صوت صراخ حسام يعلو وهو يقول لرنا " لقد قلت لك مرارا مريم مسؤولة مني فقط كان يجب ان تتصلي بي"
كانت الام ترتجف وهي تقف بين حسام ورنا وتنظر إليهما في عجز، وهي اول من لمحت يوسف ومريم واقفين عند الباب فهمست باسم مريم فتنبهت رنا للقادمين.
التفتت لترى اختها الشاحبة ويوسف يسندها من مرفقها، واستدار لهما حسام ايضا وبدون تأخير تقدم باتجاههما بخطوات غاضبة، كان يصرخ تقريبا وهو يوجه كلامه ليوسف " كيف تسمح لنفسك بإبقاء مريم في بيتك! ماذا يقول عنا الناس؟" لكن رنا تدخلت لتقول بصوت مرتفع " ما الذي سيقولونه؟! وكيف سيعرفون من الأصل؟! كلامك غير منطقي ابدا، لقد قلت لك انها كانت تعاني من حمى شديدة ويوسف ووالدته اعتنيا بها" كان عقل يوسف مشتت بين هذا الاهوج السخيف وبين مريم التي اخذت تترنح بوضوح رغم انه يسندها، ولذلك لف ذراعه حول خصرها خوفا من ان تفقد الوعي خصوصا وهو يراها ترخي جفنيها قليلا، ولكن صراخ حسام اثار غضبه الذي يحاول جاهدا السيطرة عليه، كان حسام يصرخ موجها كلامه ليوسف ومتجاهلا تبريرات رنا " لا افهم لماذا تؤخر الزواج؟! انت تتلاعب بأختي؟ " قبل ان يقول يوسف شيئا ردت مريم بضعف وقد بدأت دموعها تسيل " حسام، لا تقل ذلك انه ليس ذنبه، انا من طلبت هذا التأخير " اهتاج حسام صارخا " انت طفلة غبية! كيف تؤخرين زواجك؟ ماذا سيقول عنا الناس؟ انت فتاة مدللة عديمة التفكير " عندها لم يحتمل يوسف أكثر وبيده الحرة الاخرى امسك حسام من قميصه بعنف وقال هادرا " كلمة اخرى وسأنسى أني في بيتك واقسم أني سأجعلك تبتلع لسانك هذا، كيف تستطيع قول هذا الكلام لها؟! وردا لكلام سابق لك، مريم هي مسؤوليتي انا، انا زوجها " لكن حسام تحدّاه رغم ان صوته انخفض قليلا وهو يقول " زوجها؟! لا تضحكني، انت مجرد خطيب لها، لو كنت زوجها حقا لأجبرتها على القبول بإتمام هذا الزواج المهزلة، انا ارى ان هذا الزواج لا يجب ان يستمر " هنا تدخلت رنا لتقول بجرأة رغم ان صوتها كان يرتجف " ما دام الامر وصل لهذه الدرجة يا حسام فانا مضطرة لإخبارك بأمر ائتمنتني عليه مريم، لقد ارادت ان تخبر يوسف بنفسها ولكني مضطرة للبوح به الان" الكل كان ينظر لرنا بذهول بمن فيهم مريم نفسها التي مالت تماما لينام رأسها على ذراع يوسف، أخيراً قالت رنا بثقة مصطنعة وعيناها على مريم وحدها وكأنها تتوسل لها بتأييد كلامها " مريم قررت اتمام الزواج في عيد الأضحى، اي بعد عشرة ايام فقط! "
***
كان يوسف يمسد يد مريم المستلقية على الاريكة وعيناه لا تفارقان وجهها الشاحب، كان قد أغمي عليها فور ان اعلنت رنا (الخبر الصاعقة) فحملها يوسف فورا بين ذراعيه ومددها على الاريكة القريبة، جلست امها بجانبها على الارض وهي تبكي بحرقة وتندب حظها! اما رنا فذهبت لتحضر عطر قوي لتوقظها، ادار يوسف رأسه وهو ينادي رنا ان تسرع وفعلا لحظات وسمع صوت خطوات رنا الراكضة نزولاً على الدرج، أخيراً اعطته العطر بيد مرتجفة ثم رفعت نفس اليد لفمها لتكتم بكاءها، فتح يوسف قنينة العطر ووضعها قرب انف مريم وخلال لحظات استجابت مريم واخذت تعود لوعيها، ظل يوسف يدلك يد مريم وهو يكلمها برفق " حبيبتي، أفيقي، مريم أميرتي افتحي عينيك، أنت بخير.. كل شيء سيكون بخير" رمشت مريم لبعض الوقت ثم اخذت تتطلع اليه، كانت نظراتها تذبحه، انها تناديه.. تريده، ولكن لا تعرف كيف! عيناها مليئتان بالاحتياج للتفهم.. للرحمة بها، وهذا الحيوان الذي يدّعي انه اخوها يتسبب لها بكل هذا الالم!
يظلم وجه يوسف من شدة الغضب وهو يلتفت برأسه الى حيث يقف حسام بعيدا غارقا في ندمه، قال له بصوت يقطر غضبا مكتوما " العرس سيكون في عيد الاضحى، شئت ام ابيت " ودون ان ينتظر ردا من أحد استقام واقفا ثم مد ذراعيه ليحمل مريم وهي تعلقت برقبته مغمضة عينيها ثم طلب من رنا ان ترشده لغرفة النوم،
عندما وضعها على السرير أصلح لها حجابها الذي تحرك قليلا من مكانه، ثم جلس بجانبها على السرير وهو يمسك بيدها، أخيراً طلب من رنا ووالدتها التي لحقت بهم ان يتركاه بمفرده مع مريم لخمس دقائق كي يتكلم معها. حالما غادرت رنا بصحبة أمها؛ ساد الصمت في الغرفة لفترة بينما مريم تغمض عينيها، أخيراً قال يوسف معتذراً " آسف اميرتي، انا لم أكن اريد ان يحدث ما حدث، آسف لاني عرضتك لهذا " فتحت عيناها والدموع تلمع فيهما ثم قالت " انت لا ذنب لك.. انه ذنبي انا، دوما اسبب الاذى للجميع! " عقد يوسف حاجبيه وهو يقول " انت لا تسببين الاذى، انت لم تفعلي شيئا يا مريم، لماذا تحملين نفسك الذنوب؟! " لكن مريم ادارت وجهها جانبا ولم تقل شيئا، أضاف يوسف بتأن " اعرف ان رنا ادّعت الامر، ولكني اريد اتمام الزواج في عيد الاضحى، لن أستطيع ان اتركك هنا أكثر من ذلك " التفتت مريم اليه وقالت باضطراب شديد " لكن.. لكن.. ماذا افعل يوسف؟ ماذا افعل؟ انا لا أستطيع! افهمني" كان يوسف يفهم تماما ما تعنيه مريم ولذلك قال لها بصوت جاد وكلام مباشر صريح " اقسم بالله العظيم لن أقربك حتى تقولي لي بوضوح إنك موافقة، كل ما يهمني ان أبعدك عن أي ضغوط وتكوني بجانبي كي أرعاك " شهقت مريم وارتجفت شفتاها وهي تناديه بضعف " يوسف.." فقال لها بعاطفة جياشة " انا أحبك، ومستعد لفعل اي شيء من اجلك" ذابت نظراتها ثم قالت بصوت هامس مرهق " اذن ليكن في عيد الاضحى ان شاء الله"
***
يوم السبت
كان يوسف يسير في اروقة المستشفى ووجهه طافحا بالسعادة، لم يبقَ الا تسعة ايام ومريم تأتي لبيته عروسا، تأوه وهو يفكر انه لا يطيق الانتظار، ابتسم وهو يتذكر الزغاريد التي علت في بيته عندما علمت امه بموعد الزفاف ومباشرة اتصلت بهناء للبدء بكل ما يلزم وحتى والده اتصل بأحد معارفه من البنّائيين كي يرسل له عمالا ليتم اضافة تغييرات على الطابق الثاني واعداده ليكون مناسبا للعروسين.
رن هاتفه النقال ففتح الخط مبتسماً وهو يقول " مرحباً رنا " ردت له رنا التحية ثم قالت بنبرة غريبة بعض الشيء " أنا هنا في المستشفى عند الاستعلامات، أود الكلام معك " توتر يوسف تلقائياً وهو يتحرك مباشرة نحو الاستعلامات قائلاً بقلق " هل حصل شيء؟ هل أثار حسام مشكلة مجدداً؟ " طمأنته رنا بالقول " لا تقلق، حسام لم يعد ولم يتصل منذ مغادرته ليلة الامس "
وصل يوسف إليها فوجدها تقف هناك بابتسامة تخفي توتراً ملحوظاً، أغلق كلاهما الهاتف وهما ينظران لبعض، تلاقيا منتصف المسافة لتبادر رنا للقول " هناك موضوع هام يخصّ مريم ويخصك أنت أيضاً "
شعر يوسف بالتوتر ينتقل إليه، أشار بهدوء أن ترافقه كي يتكلما في مكان يضمن الخصوصية.
في احدى الغرفة الخاصة بالأطباء جلست رنا على أريكة جلدية بينما يوسف يصنع لها بعض القهوة، قدم لها الكوب فأخذته وهي ما زالت متوترة، جلس على مقربة منها وانتظرها بصبر أن تبدأ الكلام.
عندما طال صمتها وهي تحدق في الكوب سأل يوسف وقلبه يخفق " هل تراجعت مريم عن موعد الزفاف؟ " تبسمت رنا فظهر إرهاقها جلياً بينما تقول له بممازحة " لا تقلق هكذا يا طبيب، موعد زفافك لن يتأجل بإذن الله " رغم هذا لم يشعر يوسف بالارتياح ليحث رنا على الكلام قائلا " إذن ماذا هناك يا رنا؟ أنت متوترة للغاية وتبدين كأنك لم تنامي ليلة الامس بشكل جيد " أخذت رنا نفسا عميقا وهي تغمض عينيها ثم أطلقته، بعدها استلزمها بضع لحظات قبل أن تقول " هناك أمر عن مريم لا يعرفه أحد غيري وغير الطبيبة التي عالجتها عندما حصل ما حصل"
غاص قلب يوسف رعباً، للحظة تخيل كطبيب آثار الاغتصاب على النساء، تهتك الرحم أو ربما ما هو أسوأ! رباه.. أ يعقل أن الحيوان تسبب لها بأذى جسدي دائمي؟!
لم يستطع يوسف ان ينطق بشيء! يجاهد بالصبر بينما ينتظر رنا أن تفصح وترحمه من خيالاته وافتراضاته، أضافت رنا بعد لحظات " حتى مريم لا تعرف، بعد خطبتكما كان من المفترض ان تخبرها الدكتورة منال بذلك، ولكن هي رأت ان تأخذ مريم وقتها في التعافي، خاصة ان عرسكما كان مؤجلا، لذلك لم يكن هناك داعٍ للاستعجال " توترت أكثر وهي تكمل " بعد ما حدث البارحة وقرار العرس في عيد الاضحى أصبح لزاما ان تعرف بالموضوع، لقد اتيتك اليوم مباشرة من عند منال بعد ان اجرينا حديثا طويلا هذا الصباح وقد قررنا ان نخبرك انت اولا قبل مريم لتقرر معنا كيف سنخبرها "
كاد يوسف أن ينهار لكنه تمالك نفسه وهو يترجاها قائلا " افصحي دون مقدمات بالله عليك، هل مريم تعاني من مشكلة صحية؟ هل ذاك الحيوان الذي اغتصبها تسبب بـ.." قاطعته رنا وهي تقول بحشرجة وعينين دامعتين " يوسف.. مريم ما تزال بنتاً " ردد يوسف ببلاهة " بنت؟! ماذا تعنين ببنت؟" هطلت دمعتها لكنها سرعان ما مسحتها وهي توضح المعنى صريحاً دون أي افتراضات " أعني أنها ما زالت.. عذراء "
***




انتهى الفصل التاسع


fazh and هدى هدهد like this.


التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 02-07-22 الساعة 10:35 AM
كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:58 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.