![]() | #183 | ||||
نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاء
| ![]() الفصل العاشر أرض المعركة "أنتِ متأكدة أنه لن ينكشف أمرنا ؟" "نعم أنا متأكدة" "ماذا لو طلبوا أوراق إثبات هوية" أجابت مايا بنفاذ صبر "ولماذا سيطلبون ذلك! نحن أتينا للاستفسار فقط عن كيفية شحن الأثاث من مدينة إلى أخرى, وعن أسعار الشحن" قال كريك مجادلا "ماذا لو كان كال هذا يخدعنا ؟" ردت بثقة "إنه لا يخدعنا, لقد أخبرنا أن وكر سام في مستودع تحت شركة الشحن هذه, وعندما تحققنا من سجلات المبنى, وجدنا تقرير من وزارة العمل تأمر بإغلاق المستودع وعدم استخدامه, وذلك لعدم استيفائه الشروط التي حددتها الوزارة. والآن أخبرني, هل هنالك مكان بالنسبة لتاجر مخدرات أفضل من مستودع تحت الأرض مهجور لا يدخله أحد ؟" سأل كريك "هل يعقل أن شركة الشحن متواطئة معه ؟" فمطت مايا شفتيها وقالت "لا أعلم, ولكني أعتقد أنها قامت بتأجير هذا المكان لسام بالسر, لكني لا أعتقد أنها تعلم بأمر المخدرات. لذا وإن كانت قد خالفت الأنظمة بتأجير المستودع, إلا أنها ليست متواطئة معه" "ولكننا لم نجد سيارة أليكس ؟" ابتسمت قائلة "بالتأكيد لن تجد جاكوارا سوداء أمام شركة شحن حقيرة كهذه, من يعلم ربما باعها سام!" سمعا أصوات أقدام تسير باتجاه غرفة المكتب التي كانا يجلسان فيها, فقالت مايا "والآن يا أخي الكبير, استخدم عقلك التجاري معهم, ولا تدعهم يلاحظون أني أطلت الغياب" تمتم باستياء "أخي الكبير! هاي ... ألن يلاحظوا أنكِ أكبر مني؟" اكتفت بالرد عليه بابتسامة صغيرة, حيث أن رجلين دخلا إلى الغرفة. بعد خمس دقائق فقط من دخول الرجلين, وبعد أن عرف كريك عن نفسيهما بأنهما أخوين سينتقلان للعيش في مدينة أخرى, وأنهما يريدان أن يتعرفا عن كيفية شحن الأثاث, استأذنت مايا طالبة الذهاب إلى دورات المياه. لقد أكد لها بوب وبرنارد أن المبنى لا يملك سوى مدخل واحد, وهو مدخل شركة الشحن, إذن فهذا يعني أن سام ورجاله يستخدمون هذا المدخل للذهاب إلى المستودع, بعبارة أخرى هذا يعني أن هذا المدخل يحتوي على مكان ما يستطيعون منه النزول إلى المستودع. هذا ما كانت تفكر به مايا وهي تسير بين الأروقة التي تتفرع من مدخل الشركة الصغير للمرة الثالثة, لكنها لم تجد شيئا إلى الآن, قررت أن تعود, إلا أنها انتبهت إلى باب صغير كتب عليه غرفة الصيانة في أقصى اليمين, ابتسمت وقد عرفت أن هذا الباب هو المقصود حتى قبل أن تدخله, ذلك أنه الوحيد على أية حال. دخلت الغرفة الصغيرة لتجد مصعد يقابلها, واللوحة الضوئية فوقه تشير أنه في الأسف, تنهدت في استياء, لماذا تجد مصعد وليس سلالم, ها هي فرص نجاتها تقل, فلو أن أحد في الأسفل عند المصعد, ورأى أن المصعد قد طلب إلى الأعلى, فسيتأهب وسينتظرها إلى أن تنزل وتخرج, بل وربما قد يطلق النار فور انفتاح الباب وقبل خروجها من المصعد. بالرغم من هذه الأفكار التي تخيلتها, فقد مدت إصبعها, وضغطت الزر طالبة المصعد, فلا طعم للحياة دون مجازفة كما كان والدها يقول, أشارت اللوحة الضوئية إلى وصول المصعد, ثم فتح الباب, فدخلته بلا تردد, أغمضت عينيها فور دخولها ولم تفتحهما حتى وصل المصعد للأسفل وفتح بابه, وللمفاجئة لم ترى أحدا ينتظرها هنالك مع مسدس. كان الظلام يعم المكان, فلم تستطع أن ترى شيئا, لذا بدأت تسير ببطء حتى لا تصطدم بشيء, وبعد نصف دقيقة من سيرها, رأت ضوءا ينبعث من باب كان مواربا, سارت حتى وقفت يمين الباب, ثم حاولت أن تختلس النظر, لكن كل ما استطاعت رؤيته هو طاولة صغيرة وكرسيين يجلس عليهما رجلين, اتجهت إلى يسار الباب, فلاحظت رجلا مستلقي على جنبه الأيمن على الأرض, وقد كان يوليها ظهره العاري الذي برز في أعلاه ندبة دائرية صغيرة, كان جسده يرتجف, ولكنها لم تستطع أن تتأكد إذا كان هذا الرجل هو أليكس أم لا لأن الباب يحجز عنها رؤية رأسه. ابتعدت عن الباب, ثم اتصلت ببرنارد الذي رد فورا, فسألته بصوت خفيض "هل أصيب أليكساندر مرة برصاصة في أسفل كتفه الأيمن ؟" أجاب برنارد بحيرة "نعم, كان ذلك قبل ثلاث سنوات ونصف تقريبا" ابتسمت بارتياح قائلة "استعدوا إذن, فقد وجدته" كانت مايا تنظر إلى مبنى شركة الشحن أمامها, الآن الساعة الثانية صباحا, وهي مع فرقتها, يستعدون للدخول وإخراج أليكس, إنها تشعر بالغضب قليلا, لقد كانت تأمل أن تعثر على سام هذا, فتصطاد عصفورين بحجر واحد, لكن للأسف هي لم تجده في المستودع, يبدو أنه سعيد الحظ. قطع تفكيرها صوت يقول "خذي" رفعت مايا حاجبيها بدهشة وهي ترى السترة الواقية من الرصاص الممدودة لها من قبل بوب, ثم قالت "أنا لا أرتدي أشياء الأطفال" ظهر الحرج على بوب, فتكلم برنارد "أشياء الأطفال هذه تحمينا من الموت" ردت عليه باستفزاز "ومن الذي أخبرك أنني لا أريد الموت ؟" ثم خاطبت كريك الذي شرع بارتداء سترته "هاي ... لا داعي لارتدائها, فأنت ستبقى هنا في السيارة للدعم" هتف غير مصدق "ماذا قلتِ؟ لماذا أنا الذي يبقى للدعم" "لأنني اخترتك" "هذا ظلم! أنا أكفئهم, فلماذا أنا الذي يبقى" عقدت ذراعيها أمام صدرها, وسألته بتعجب "ومن الذي أوحى إليك بفكرة أنك أكفئهم ؟" قال "أنتِ! أوليس لأني أفضلهم اخترتني لكي أذهب معكِ لشركة الشحن ؟" أجابته بابتسامة "يا للثقة ! السبب الوحيد الذي جعلني أختارك لمرافقتي هو شعرك البني, أردتُ أن نبدو كإخوة بالفعل" ظهرت الصدمة على وجهه, مما زاد ضحك بوب وبرنارد عليه, فصرخ فيهما بعد أن امتلأ غضبا "اخرسوا" قالت مايا بجدية "أجل اخرسوا, لن يضحك أحد منا إلا بعد أن نحرر أليكساندر, والآن هيا بنا, لقد أمّنت لنا مدخلا إلى الشركة, سيوصلنا إلى غرفة الصيانة" ثم سارت إلى المبنى يتبعها برنارد وبوب. "حسنا سأنزل قبلكم, كونوا على حذر" قالت مايا هذا لكريك وبوب, وهي تدخل إلى المصعد, ضغطت على الزر, فانغلق الباب, ثم بدأ بالهبوط, عندما وصل, وبدأ الباب ينفتح, أحنت رأسها لتسحب مسدسها من جرابه دون أن تدرك أنها أنقذت نفسها من موت محقق. فالرصاصة التي انطلقت فور انفتاح الباب صوب رأسها, أخطأت هدفها بسبب انحنائها, فاكتفت بجرح وجنتها اليمنى قبل أن تستقر في تسقط على الأرض نتيجة ارتطامها بجدار المصعد المعدني. أما مايا ففور شعورها بحرارة مست وجنتها, أخرجت مسدسها وسحبت الزناد في ثانية واحدة, ليقع رجل على الأرض بعد أن أطلق صرخة. ركضت مايا باتجاه الزاوية المواجهة للمصعد, وحمت نفسها خلف عمود خشبي, فصرخة الرجل جذبت انتباه الرجلين اللذان كانا في تلك الغرفة مع أليكس, فقد أسرعا باتجاه المصعد, يتفقدان صديقهما الذي كان مددا هناك. المكان مضيئا, ليس كما كان عندما نزلت أول مرة, لذا ولأنها أدركت أن الرجلين سيرانها بمجرد أن يلتفتان, فقد بدأت بإطلاق النار باتجاههما, غير أنها لم تصب أحدا منهما, فهي لم تستطع تحديد مكانهما بوضوح من موقعها, حينها أسرعا إلى الزاوية المقابلة خلف إحدى الأعمدة الخشبية, تماما كتلك التي احتمت بها. توقفت عن الإطلاق, ثم لمست وجنتها بإصبعها, فانتفضت متألمة, يا لجَرح الرصاص, كم هو مؤلم, عندها سمعت كريك يقول عبر السماعة التي كانت في أذنها "انتبهوا! هنالك رجل قد دخل الشركة الآن", ثم التفت إلى المصعد الذي فتح بابه وظهر برنارد داخله, فصرخت "لحظة! لا تخرج!" عاد برنارد خطوتين إلى الوراء, وأوقف المصعد وهو ممسكا بمسدسه, وقال "ما الأمر؟ هل أنتِ بخير؟ سمعنا صوت إطلاق النار " سألته "أين بوب ؟" أجاب "بقي ليتحقق من أمر الرجل القادم" "حسنا اسمعني, فور أن أبدأ الإطلاق, اركض باتجاه مستقيم, وادخل أول غرفة يسارك, هنالك ستجد أليكساندر, لا تقلق, سوف أحمي ظهرك" وقبل أن تدع له فرصة للرد, ظهرت من خلف العمود, وبدأت بإطلاق النار بشكل عشوائي باتجاه العمود الذي يحتمي به الرجلين, فأسرع برنارد إلى الغرفة كما أمرته, وعندما شاهد الرجلين برنارد, خرج أحدهما في أثره, غير أن رصاصة مايا كانت أسبق إليه, فخر صريعا. صرخ الرجل الأخير عندما رأى صديقة "كفى. لا تطلق النار! أنا أستسلم" "ارمي المسدس إذن, ثم اخرج ويداك على رأسك" بعد أن نفذ الرجل كلامها, صوبت نحوه سلاحها, ثم رفعت صوتها تخاطب برنارد "هل أنت بخير ؟" أتاه صوته "نعم" "هل هو بخير" "نعم" أدركت أن صوته أصبح باردا جدا عندما سألته عن أليكس, لكنها تجاهلت ذلك وقالت "ابق معه, ولا تبرح مكانك حتى آتي إليك. سأصعد الآن لأرى بوب, وأتأكد أن الأمور على ما يرام" ثم خاطبت الرجل "والآن هيا بنا في جولة إلى الأعلى" فور صعود المصعد بهما, جعلت الرجل يقف أمامها, فهي لن تقع في نفس الخطأ مرتين, فِعلها هذا جعلها تتذكر لقائها الأول مع أليكس, عندما استخدمته كدرع لها, ابتسمت بخفة, من كان يظن أنها الآن تعرِّض حياتها للخطر من أجله. انفتح الباب, وانتشرت الدماء لتلطخ وجهها, ثم خر الرجل الذي كان درعا لها, فقد تفجر رأسه برصاصة, في نفس الثانية بدأت مايا تطلق باتجاهه مطلق الرصاصة, لكنه فر هاربا. خرجت من المصعد, فرأت بوب متمددا على الأرض, أسرعت إليه بفزع, تحسست رقبته, فشعرت بنبضه, زفرت براحة متمتمة "الحمد لله", ثم أخذت تهزه هاتفه "بوب! بوب! أفق" حرك بوب رأسه قليلا, ثم فتح عينيه ببطء, وهمس "إنه سام" "هل أنت بخير ؟" أجاب بضعف "لقد حمتني أشياء الأطفال" حولت مايا نظرها إلى السترة الواقية, فوجدت فيها ثقبا داخله رصاصة والتي كان موقعها فوق قلبه تماما, ابتسمت له قائلة "إذن لستُ الوحيدة التي كادت أن تقتل اليوم, نحن محظوظان. ابق هنا واتصل بالإسعاف والشرطة, وسأذهب أنا لأصفي الحساب مع سام" ثم انطلقت خارجة. خرجت باحثة عن سام, فوجدت أثار دماء على الأرض, يبدو أن بوب أصابه, بدأت تتبعها بحذر, حتى وصلت إلى مرآب مبنى مجاور, ثم توقفت محاولة تحديد مكانه, دون أن تعي أنه رآها تدخل المرآب, فصعد فوق إحدى السيارات التي كانت خلفها, ثم صوب مسدسه باتجاه مسدسها, ثم أطلق ليسقط المسدس من يدها. فزعت من الرصاصة التي أطاحت بسلاحها, ثم التفت ورائها, وقالت وهي رافعة رأسها لتنظر إليه "هنالك صفة تعجبني فيك, أنت قناص ماهر" قفز إلى الأرض, ثم قال "ولأجل هذا الثناء, لن أجعلك تعانين, فلن أخطئ قلبك" قالت وهي تنظر خلفه "لا تكن واثقا هكذا. هاي ... رصاصة في ركبته ستكون كافيه" وقبل أن يدرك سام الأمر, كان كريك الذي يقف ورائه, قد أطلق رصاصته, لتستقر في كبته, تماما كما طلبت منه مايا. سقط سام متأوها, فأسرعت مايا تنتزع منه سلاحه, ثم رفعت رأسها قائلة تخاطب كريك "بالضبط, هذا هو الدعم الذي كنت أتكلم عنه يا أخي" | ||||
![]() | ![]() |
![]() | #184 | ||||
نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاء
| ![]() الفصل الحادي عشر مدمن الهيروين كانت الممرضة تضع الضمادة فوق وجنتها عندما دخل الثلاثة إلى غرفة الطوارئ، لاحظت مايا أن وجوههم شاحبة, لكنها عزت الأمر إلى الإرهاق، فالساعة الآن قرابة السادسة صباحا. سألت بوب "كيف حالك ؟" "لقد أجريت تصويرا بالأشعة, أنا بخير تماما" تابعت "رائع. وماذا عن أليكساندر؟ كيف حاله" أجاب برنارد بصراحة, بعد أن خرجت الممرضة "إنه ليس بخير" نظرت إليه بدهشة فأكمل موضحا "لقد كان سام يحقنه بالهيروين, لقد وجدنا آثار الحقن على ذراعه, بالإضافة إلى أنه هائج منذ أن استعاد وعيه, لقد أصبح مدمنا و بقوة" هبت واقفة, وهتفت غير مصدقة "أنت تكذب" فرد بحزن "أتمنى لو كنت كذلك" "هذا لأن هذه المرة ليست المرة الأولى" "أوه لا" صاحت متأوهة, فقد سمعت ما كانت تخشاه. قال كريك داعما كلام برنارد "قبل سنة, قبض سام على أليكس, وبدلا من قتله قام بحقنة بالهيروين, واستمر على ذلك لمدة ثلاثة أسابيع, ثم رماه في الشارع لكي يعاني. عثرنا عليه, وبعد شهرين من المعاناة, تم علاجه من الإدمان. وهذا هو سبب كره أليكس له ورغبته في الانتقام منه" أغمضت عينيها وهي تمط شفتيها باستياء, الآن فهمت كل شيء, رغبة أليكس الملحة في الوصول لسام, ارتباك الجميع عندما يذكر اسم سام, ارتجاف جسد أليكس عندما رأته في المستودع, برودة صوت برنارد عندنا سألته عنه. قالت مستنتجه "كان مدمنا سابقا إذن, لذلك كل ما كان يحتاجه سام, عندما قبض عليه هذه المرة, هو جرعة واحدة فقط حتى يتذكر جسده الهيروين" قال بوب منفعلا "لكن الحقير لم يكتفي بإعطائه جرعة واحدة, فالطبيب قال أنه طبقا لآثار الحقن على ذراعه, فقد تعاطى ست مرات في هذه الأيام الثلاثة" لا شعوريا, خرجت تاركة إياهم وراءها في غرفة الطوارئ, اتجهت إلى مخرج الطوارئ, وبدأت تصعد السلالم حتى وصلت للدور الثالث, فتحت الباب ودخلت, ثم اتجهت إلى الغرفة الذي أخبرها برنارد أن أليكس موجود بها. انتفضت عندما اصطدمت بها ممرضة, فتطلعت حولها مفكرة, ما الذي أتى بها هنا؟ لماذا تقف أمام غرفة أليكس؟ ما الذي يحدث لها؟ مسحت وجهها بيديها بقوة, ثم اتجهت إلى السلالم مغادرة, إلا أن صراخ إحدى الممرضات جعلها تلتفت حيث كانت, لتجد امرأة - كانت لتوها قد خرجت من غرفة أليكس - ساقطة على الأرض. ضوء الشمس الساطع من إحدى النوافذ جعلها تفتح عينيها بهدوء, ثم رفعت جذعها واستندت على الوسائد خلف ظهرها, حينها انتبهت لامرأة جالسة على كرسي يمينها, كانت تضع ضمادة على وجنتها, وترتشف من كوب قهوة بيدها. راقبت مايا المرأة وهي تستيقظ وتنظر إليها, فابتسمت لها قائلة "صباح الخير" ردت عليها المرأة بريبة "أين أنا؟" "في المستشفى" "كم الساعة ؟" "التاسعة صباحا" "كم ساعة بقيتُ نائمة ؟" "ثلاث ساعات" "ماذا أفعل هنا ؟" "لقد سقطتي مغشيا عليكِ" تأوهت المرأة بحزن وقد بدا أنها تذكرت "أوه! ابني أليكس" قالت لها مايا برقة "سيكون بخير" فنظرت إليها بحيرة, وقالت "عذرا, ولكن من أنتِ ؟" وضعت مايا كوب القهوة على طاولة صغيرة, ثم قالت متصنعة الغضب "حسنا, الآن أنا أشعر بالإهانة يا آن" رفعت المرأة حاجبيها دهشة قائلة "تعرفين اسمي!" "وأنتِ تعرفين اسمي أيضا, بالرغم من أننا لم نتقابل كثيرا, ربما مرتين أو ثلاث فقط" قالت بحرج "آسفة, أنا لا أتذكرك" فتكلمت مايا مفكرة "حسنا لنرى, هل تعرفين مادلين ؟" صمتت آن قليلا, ثم قالت متذكرة "مادلين! مادلين زوجة فآن صديق فريدريك! أنتِ ... أنتِ" ثم رفعت صوتها "أنتِ مايا ابنة فآن ومادلين!" أحنت مايا رأسها بحركة مسرحية "هي بشحمها ولحمها" "أوه نعم, أذكر أني قابلتكِ مع والديكِ في إحدى الحفلات عندما كنتُ بصحبة فريدريك. كنتُ سأتذكرك فورا لو أخبرتني باسمكِ منذ البداية" ردت بشبه ابتسامة "أعلم ولكني أردتُ أن أشغلكِ عن موضوع ابنكِ قليلا" أطلت من عينيها نظرة ألم, ثم قالت "لقد أخبرني فريدريك أنكِ المسئولة عن قضية اختفاءه, هل هذا صحيح ؟" أجابت باقتضاب "نعم" فسألتها آن بحزن "لماذا لم تعيديه لي سالما إذن ؟" أبعدت مايا نظرها عنها وقالت "آسفة" حينها صرخت آن غاضبة "وبماذا سيفيدني أسفكِ هذا" همست مايا "لا شيء" "إذن اخرسي" مرت بضع لحظات صامتة عليهما, بعدها قالت آن بهدوء "أعتذر يا عزيزتي, لقد فقدتُ أعصابي. في الحقيقة أنا شاكرة لكِ, لولا الله ثم أنتِ وأصدقائك لما كان أليكس هنا الآن" ردت مايا باقتضاب "لا عليكِ" فتكلمت آن بنبرة أسى "في حياتي كلها, لم تمر علي أيام كالأيام التي كان فيها أليكس مدمنا, لقد كانت أيام بكيت فيها حتى ظننتُ أن مآقيّ قد جفت. إن أكثر ما كان يؤلمني حينها هو أنه لم يكن يراني أمه, لم يكن يعرفني أبدا. عندما أدخل إليه, كان يركض نحوي, يقبل رأسي ويدي, يبكي وينتحب, يرجوني ويتوسل إليّ, كان يفعل ذلك لا لأنني أمه, ولكن لكي أحضر له جرعة هيروين" سكتت تستجمع قواها وقد بدأت دموعها تسيل, ثم أكملت "كان يذبل ويخفت, يتأوه ويصيح, يمرض و ترتفع درجة حرارته و يتقيأ, كانت كل هذه الأمور تحدث أمام ناظري, دون أن تكون لي أي قدرة على مساعدته. لقد تعذب بما فيه الكفاية حتى استطاع أخيرا أن يتغلب على إدمانه. والآن هاهو يعود مدمنا, يا إلهي كيف سأصبر على ذلك مرة ثانية, بل كيف سيصبر هو, إن الأمر ..." قطعت كلامها عندما طرق الباب, فأذنت للطارق بالدخول, فانفتح الباب, ودخل منه رجل في الثلاثينيات من عمره, يرتدي معطف طبيب, عرف بنفسه قائلا "مرحبا! أنا سيزر الطبيب المشرف على حالة السيد أليكساندر" مسحت آن خديها بأصابعها المرتجفة, وسألته بتلهف "كيف حاله ؟" وضع الطبيب يديه في جيبي معطفه وأجاب "للأسف يا سيدة آن, أعتقد أني لا أملك أخبارا سارة. الهيروين مخدر سيء, وقوي على الجسم, وأليكساندر كان قد أدمنه من قبل قرابة شهر, وهذه مدة ليست بالقصيرة, كما أن إقلاعه عن الهيروين كان منذ أقل من سنة, وهذه مدة قصيرة جدا, بالإضافة إلى أنه الآن قد أخذ جرعات كبيرة في مدة ثلاثة أيام فقط. كل هذه الأمور كان لها التأثير الأسوأ عليه" قالت مايا بوجه جامد "ما هو التأثير الأسوأ هذا ؟" صمت الطبيب قليلا ناظرا إلى وجه آن الشاحب, ثم التفت إلى مايا مجيبا إياها "من الناحية العقلية, فإن وظائفه العقلية مثل التفكير التذكر التركيز الانتباه قد بدأت بالضعف, بل إنه قد يدخل في بدايات الهلوسة. أما من الناحية الجسدية, فإن لسانه أصبح ثقيلا جدا لدرجة أنه لن يستطيع الكلام مؤقتا, وهذا أمر ليس مستبعد على المدمنين, بالإضافة إلى أنه يعاني من اضطرابات شديدة كاضطرابات المعدة والأمعاء, ولكن ..." قاطعته آن والشك يملأها "ولكن ماذا ؟" "حسنا أليكساندر عاد إلى الهيروين وبقوة, لذا فإن طريقة علاجه الأولى ستكون بسحب الهيروين عنه تدريجيا, بمعنى أننا سنقوم بإعطائه الهيروين, ولكن بنسب معينة, تتناقص تدريجيا مع الوقت, حتى يعتاد جسمه على ذلك. والآن نأتي إلى المشكلة, وهي أن الهيروين قد أثر على كبده, واستخدام مزيدا منه سيؤدي إلى فشل في كبده, لذا فإن هذه الطريقة الآنفة ستؤدي إلى فشل في الكبد" هتفت آن "لا تستخدموها إذن" "إنها الطريقة الوحيدة لعلاجه, وقد استخدمناها في علاج إدمانه في المرة الأولى" صاحت آن بيأس "ماذا تقصد بأنها الطريقة الوحيدة! إن أصاب ابني فشل في الكبد, فهذا سيدخله في دوامة أمراض ومعاناة وعجز أسوء مما سيحدث له من الإدمان, لن أسمح لكم بذلك" ألقى عليها الطبيب نظرة رحيمة, ثم تكلم بجدية "سيدة آن, أعرف ما تشعرين به, ولكن أرجو أن تفكري جيدا قبل أن تصدري قرارك. إلى اللقاء" ثم خرج. أغلقت مايا باب سيارة الأجرة بعد ركبت فيها آن, ثم صعدت على الرصيف لتشاهد السيارة تسير مبتعدة عن المستشفى, وبعد أن غابت عن ناظريها, اتجهت إلى سيارتها الواقفة أمام مدخل الطوارئ, ركبت في المقعد المجاور لمقعد السائق, أغمضت عينيها وأسندت رأسها على المقعد, بقيت لمدة عشر دقائق على هذه الوضعية, بعدها استقامت ومدت يدها تفتح درج السيارة, لتخرج منه مسدسها ورصاصة واحدة, ثم أغلقته وخرجت من السيارة تسير لمدخل طوارئ المستشفى. دخلت بعد أن تأكدت من خلو غرفته من الممرضات, أغلقت الباب خلفها, مشت حتى وقفت عند رأسه, ثم رفعت بصرها تنظر إليه, كان مستيقظا, شعره أشعث, وجهه مسود شاحب, عينيه محمرتين باهتتين, شفتيه مزرقتين, ذقنه مرتخي يغطيه شعر أسود خفيف, وبالرغم من أن يديه وقدميه كانتا مقيدتين في السرير إلا أنه كان هادئا مستكينا, يركز بصره فيها. ابتسمت مايا بعجز قائلة "إذن فقد رضخوا لك في النهاية وأعطوك جرعة, لذا أنت هادئ. ستقتلهم آن إن علمت بذلك" صمتت ثم تابعت "أمك تقول أنك لا تعرفها وأنت مدمن, ولكني مع ذلك أظن أنك تعرفني جيدا, أتدري لماذا؟ لأنني سأكون أهم من أمك" ضاقت عينا أليكس, وقد بدا أنها جذبت انتباهه, منحته مايا ابتسامة صامته, ثم مدت يدها وأخرجت مسدسها من جرابه, فتحت مخزنه وأخرجت منه الرصاصة الوحيدة التي احتواها, ثم رفعتها أمام عيني أليكس قائلة "أتذكرك هذه الرصاصة بشيء ؟" بعد أن تأملها أليكس لنصف دقيقة, رفع رأسه بعنف باتجاهها, ضاغطا على أسنانه بقوة, فقالت مايا "واو! أنت تعرفها إذن, وظائفك العقلية ما زالت جيدة" ثم أخذت تنظر إلى الرصاصة مكملة باستهزاء "لنرى ما يميز هذه الرصاصة, لا شيء في الحقيقة سوى حرف حُفر عليها, أظن أنني أعرف رجلا يبدأ اسمه بهذا الحرف, أو تذكرت, إنه خالك فريدريك" بدأ أليكس يزفر بغضب, وقد اشتدت قبضتيه, فقالت مايا بجدية "اسمعني, في البداية كنتُ متوجسة قليلا عندما قلت أنك ابن أخت فريدريك, فقد شككت في أنك لن تسمح لي بمسه, وفي عيد ميلاد نينا وبعد أن أخبرتني بذلك صراحة, أصابني الضيق, لقد كنت متضايقة لأبعد درجة, فأنا أريد قتل فريدريك, لكني لن أستطع فعل ذلك طالما أنك موجود, وحتى لو استطعت قتله, فأنا أعلم أنك ستنتقم مني, كان ذلك يخيفني, لا تعجب فأنا بالفعل أخاف منك. المهم اليوم, وبالرغم من حزني عليك, إلا أن ضيقي قد اختفى, ذلك أنني سأنفذ انتقامي, وأقتل فريدريك, فأنت ولسوء الحظ لن تستطيع منعي بحالتك هذه" انتفض أليكس بشدة, وحاول تخليص يديه ورجليه, فتابعت مايا متصنعة الدهشة "ماذا؟ ماذا حدث لك؟ تريد أن تشفى من إدمانك بسرعة حتى توقفني؟" ضحكت "احزر إذن ما الذي قاله الطبيب اليوم! لقد قال أن الطريقة الوحيدة لشفائك ستصيبك بفشل في الكبد, لذا حظا موقفا في إيقافي وأنت بكبد لا يعمل" ثم ضحكت بنصر للمرة الثانية. لما عجز أليكس عن تخليص نفسه, بدأ يئن ويضرب السرير بيده, فختمت مايا كلامها قائلة "لا تغضب مني, فأنا بالفعل حزينة على ما أصابك, وسأظل بجوارك, ولكن كما تعلم, فكرة الانتقام لا تزول سوى بالانتقام" ورفعت الرصاصة عاليا ليراها, ثم خرجت من الغرفة , تاركة إياه يعاني أشد المعاناة. | ||||
![]() | ![]() |
![]() | #186 | ||||||
![]()
| ![]() اوهاااااااااااااااااااااي ووووووووووو ^_^ واخيرررا نزل الباااارت بصراحة ابداااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااا ع x ابداااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااع تعرفي مررررررررررررررة مقهورة لانو نزلتي الفصل التاسع من زمان وانا ما ادري بس عزاي الوحيد اني قرأت 3 فصول ولا اروع من جد مرررررررررررررررررررررررر رررررررررررررررررررررة كاااان حماااااس تعليقاتي : اذا مايا أتفاجت انو اليكس تحمل عنها العقاب فأن انصدمت بقووووووووووووووووووووووة مرررررة متوقعتو بهدي الشهاااامة ^_^ ....... واااو يروق لي كثيراااا بنسبة للمقطع الاخير من البارت11 فأن ما توقع انها تكوووون حقيرة اكيد سوت كدا عشان يحفزوو ليتعافى بسرررررررررررررررررررعة المقطع اللي مرررة عحبني لما قالوا انها مرررررررررررررررررررة تشبه اليكس ومرة كبرت في عيني لما قالت كذبت على خالو وما قلتلو الحقيقة ^_^ وتحمست للمقطع لما دخلت الشركة عشان تدور على اليكس .............. عشت الاجوااااء بأمانة ^_^ هنتوووووووووووووووووووووو وني اريقاااااااااتووو على البارت الاكثر من راااائع و اونيقاااااااااااااااي لالالا تتأخري لاني مرررررررررررررررررررررررر ررررررررررررررررررررررة متحمسة جانا ^_* | ||||||
![]() | ![]() |
![]() | #187 | |||||||||||||
نجم روايتي ![]()
| ![]() حبيبتي واعدة عيدك مبارك و الله أنا خجلة منك لانني لم أكتب تعليقات منذ فترة طويلة رغم انني متابعة و أقرأ باستمرار الفصول تطورات الأحداث مذهلة و أنا متشوقة لمعرفة كيف ستتصرف مايا لرد فضائل أليكس تلك التي بدت لنا جميعا في البدايات تصرفات فظة يحاول بها اشفاء غليله منها ساقرأ الفصلين و أعود للتعليق | |||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | #189 | |||||||||
نجم روايتي وكاتبة ومحرر لغوي في قلوب أحلام وقاصة في قلوب أحلام القصيرة ![]()
| ![]() السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كل سنة وانت طيبة واعدة بجد قلمك جميل ويشد ماشاء الله انا من المتابعين معاك ياقمر وبالفعل انت قلم واعد ينضح بقوة الكلام الجميل تقبلي مروري ياقمر ولك احلى تقييم | |||||||||
![]() | ![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|