آخر 10 مشاركات
فوضى فى حواسي (الكاتـب : Kingi - )           »          و حانت العــــــــودة "مميزة و مكتملة" (الكاتـب : nobian - )           »          أهدتنى قلباً *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : سامراء النيل - )           »          92 - حنين -روايات أحلام قديمة (كاملة) (الكاتـب : بلا عنوان - )           »          عمل غير منتهي (85) للكاتبة : Amy J. Fetzer .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          على فكرة (مميزة) (الكاتـب : Kingi - )           »          [تحميل] كنا فمتى نعود ؟للكاتبة/ الكريستال " مميزة " (جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          زوجة اليوناني المشتراه (7) للكاتبة: Helen Bianchin..*كاملة+روابط* (الكاتـب : raan - )           »          سيكولوجية المرأة (الكاتـب : Habiba Banani - )           »          العروس المنسية (16) للكاتبة: Michelle Reid *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree12Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-06-16, 01:34 AM   #1

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي 451_ البلهاء الذكية_ عبير دار ميوزيك (كتابة /كاملة)**








451_ البلهاء الذكية_ عبير دار ميوزيك

الملخص

***********

دخلت سالي حياته بمحض المصادفة فقد كانت اغرب واجمل مصادفة عرفها (جاك هاموند) في حياته.

لقد وهبته اشياء كثيرة لم يكن يحلم بالحصول عليها ومنها ابنهما ليونال.

لكن هل يحبها فقط لانها ام لابنه ام لانها سالي باكستر برقتها وعذوبتها؟!

********


شخصيات الرواية

سالي باكستر :شابة في الثالثة والعشرين من عمرها تعاني اضطرابا نفسيا ساقتها الاقدار في طريق جاك المدير الكبير صاحب السطوة والنفوذ.

جاك هاموند: مدير ناجح معروف بالحزم والشدة ,غني وسيم لكن لااحد يستطيع القرب منه فهو مهيب الشخصية.

ليندا:صديقة سالي.

د .ماري ماتياس: طبيبة امراض النساء التي تتابع حالة سالي.

د. جانين وايت :الطبيبة النفسية التي تتابع حالة سالي.

ليون الفيلسوف : صديق سالي.


الغلاف الامامي

هاتان العينان البنيتان وهذا الوجه الرقيق يخفين امراة قوية رغم مظهرها الضعيف.

هذه الحقيقة لاتعرفها سالي نفسها صاحبة هذه الملامح الرقيقة .

انها لاتعرف ايضا نهاية للعذاب والالم ستكون مع هذا الشخص الذي يشبه تمثالا برونزيا لاحد رجال الاغريق, هذا التمثال لذي طالما راودها في احلامها.

هل ستنتهي فعلا مشكلاتها بلقائها مع جاك هاموند ام ستبدا مشكلات اخرى من نوع جديد؟!





محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي



التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 18-06-16 الساعة 05:53 PM
Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 18-06-16, 05:06 PM   #2

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الاول
فتحت سالي جفنيها ,تراقصت قطع الاثاث امام عينيها ,,اغلقت عينيها وحاولت ان تتنفس بعمق وببطء .
استعادة ترتيب افكارها ,لكنها مازالت لاتستطيع مواجهة الواقع,, ماذا يحدث لها؟ راسها يدور,, جسدها يرتعد بشكل لم تعهده من قبل ,هل هي حالمة ؟
مازال في اذنيها رنين موسيقى بعيد,,رقص همسات وضحكات ,,ثم ومض ذهنها بذكريات كاجزاء من حلم وسرعان ماتنطفئ.
اغلقت باب شقتها خلفها,,غلبها الوهن فاستندت الى الحائط,,وصوت تنفسها يرتفع ويصل الى مسامعها.
كيف عادت الى شقتها؟ انها لاتعرف عن ذلك شيئا ,,اصبح المفتاح ثقيلا بين اصابعها المرتجفة,, سمت صوت شيء معدني يرتطم بالارض.
شعرت بالغثيان ,وبخطى متارجحة اتجهت نحو الحمام , استمتعت تحت الدش فقد انسابت المياه على جسدها مختلطة بالعرق.
امسكت سالي بالصابونة لكنها انفلتت من بين اصابعها,,ولم تقو على ان تنحني لتلتقطها.
وبعد قليل استطاعت ان تصل الى حجرتها ,جلست على طرف سريرها الازرق ,,ومرة اخرى حاولت ان تسترجع ماحدث لكنها كانت قد فقدت صفحات كثيرة من كتاب حياتها.
امسكت سمتعة التليفون وطلبت رقما ,, نظرت الى ساعة الحائط الموجودة فوق السرير وهي تسمع رنين التلفون على الطرف الاخر.
كانت الساعة تشير الى الخامسة صباحا .
-دكتورة ماتياس ؟انا سالي ........حالتي سيئة ,,لااعرف ماذا يحدث لي؟ لقد عشت كابوسا مفزعا , لقد عدت الى المدرسة ,,وفي الحجرة الكبيرة كان هناك سرير ضخم ,اكبر سرير رايته في حياتي .
كان يملا الحجرة وامامه تماما كان يقف رجل ذو بشرة سمراء.....,,..وبعد ذلك استقللت سيارة اجرة وعدت الى منزلي,واتصلت بك انا لست بخير.
_اهدئي ياسالي اهدئي.
كان صوت ماري ماتياس ,,طبيبة امراض النساء ,يصل الى عقل المريضة المشوش.
_هل تناولت دواءك الجديد؟
اجابت سالي بعد تفكير:
_نعم ,نعم لقد تناولته قبل ان اذهب الى هذا الاجتماع و........
_في هذه الحالة ,لاداعي لان تقلقي لقد كان للدواء ,,الذي وصفناه لك انا والدكتورة وايت اثر سيء عليك, هذا ليس خطيرا .
اخترقت ضحكة سالي الصارخة خط الهاتف .
_هل تمزحين ؟,,الدواء الذي نصحتني به ليجنبني الجنون قد حولني الى بلهاء؟
_توقفي!توقفي حالا.
كان صوت الطبيبة صارما ,هدات سالي.
استطرت الطبيبة:
_اسمعيني ,اعتقد ان الجرعة لاتناسبك ,هذا كل شيء هذا يفسر الاحلام الغريبة,,وهذا الاضطراب في افكارك,لقد تفاعلت بسرعة وبعنف,,,من المحتمل ان تشعري باضطراب في النوم وفي صحتك ايضا لاتنزعجي,,هذا الدواءليس له اثار جانبية خطيرة,اذا لم تشعري بتحسن صباح غد ,,فاتصلي بي على الفور والا فانتظري حتى يوم الاثنين القادم في موعدنا المعتاد وسابحث مع الدكتورة وايت تغيير الجرعة,,وحتى يحدث ذلك لاتستخدميه هل سمعتني؟
_نعم شكرا يادكتورة.
_هل انت متاكدة من انك قد تحسنت ؟
_اشعر بتحسن كبير ساخلد للنوم.
وضعت سالي السماعة ,,لقد هداتها كلمات الدكتورة ,,اغلقت عينيها ورفعت الغطاء حتى راسها ونامت.
*******
_انتهى االامر ياسالي يمكنك ارتداء ملابسك.
جلست سالي على طاولة الفحص والقت بنظرة ,,متسائلة الى الطبيبة كانت د.ماتياس في هذا الصباح شاردة الذهن .
بحركات سريعة اعادت جهازا لامعا الى صينية دون ان تتحدث على غير عادتها,, نزلت سالي من فوق الطاولة وارتدت ملابسها,وقد تملكها القلق.
قالت طبيبة امراض النساء وهي تفتح الباب:
_عندما تكونين مستعدة تعالي لتجديني في مكتبي.
_نعم يادكتورة.
منذ ثلاثة شهور لم تات سالي للفحص في الحقيقة ,,لم تفحص منذ ذلك الاثنين المشهود الذي وصفت فيه د ماتياس دواء اقل شدة من ذلك الاخير.
منذ تسع سنين تاتي سالي بانتظام لاستشارة د ,,ماتياس ولم تسمع فيها هذه النبرة القلقة .
ذهبت سالي وهي مهمومة لتجلس امام طبيبة امراض النساء.
قالت هذه الاخيرة مبتسمة:
_لاتتخذي هذا المظهر المخيف.
كانت سالي تحملق في وجها النضر على الرغم من التجاعيد التي في ركني عينيها,,وهالة الشعر الرمادي المائل الى البياض ,كانت الدكتورة ماتياس ,,بدورها تتفحص وجه سالي الجميل وبشرتها المشرقة المحاطة بخصلات شعرها الاسود المموج ,,بشكل طبيعي وعينيها البندقيتين ذواتي الاهداب الطويلة.
كانت سالي تعرف ان اضطراب الدورة ناجم عن الجرعة الزائدة التي تناولتها من دواء التريفلازين,,لكن لماذا هذا الانزعاج الذي ارتسم على وجه الطبيبة؟ هل لاحظت عليها بودار مرض قاتك ؟,,هل كانت تحتاج الى التدخل الجراحي؟
بادرتها طبيبة امراض النساء مواجهة نظراتها الحائرة .
_سالي اخبرتك بالاتنزعجي انت في صحة ممازة اؤكد لك ذلك ,لكن.......
سكتت الكلمات في فمها كما لو كانت تتردد في اطلاق انذار مخيف.
_سالتها سالي بوهن :
_ماذا بي ؟ماذا الم بي؟,, هل هذه اعراض طبيعية لمن في سن الثالثة والعشرين ومازالت عذراء وهل ستحل مشكلاتي ؟اريد ان اعرف.
قالت الطبيبة بوعي:
_مازلت عذارء ,هذا تماما هو الموضوع الذي اود ان اناقشه معك.
فتحت الدكتورة ماتياس درج مكتبها واخرجت منه ,,علبة فول سوداني وقدمتها الى سالي نظرت سالي الى حبات الفول السوداني في تجويف يدها,, اذا كانت الطبيبة قد اعطت لها الفول السوداني فهذا نذير بخطورة ماسياتي بعد ذلك.
_ماساقوله لك ليس سهلا تناوله....,,. لكن لايجب ان تبتئسي سالي انت لم تعودي عذراء.
القت ماري ذراعيها فوق مكتبها تتفحص سالي.
اجابت سالي :
_اعرف ذلك ,لقد كان هذا منذ حادثة وقعت لي في الحادية عشرة !,,لكني لم اقم باي علاقة جسدية مع اي رجل وانت تعرفين ذلك جيدا..
هزت الطبيبة راسها ,,وترددت ابتسامة غامضة على شفتيها .
همست بصوت متهدج:
_حامل ؟هل انا حامل؟
_نعم ياسالي انت حامل منذ ثلاثة اشهر.
_مستحيل انا لست حاملا ,,لم يكن لي علاقة باي رجل ,الله يعلم هذا.
ابتعلت حبات من الفول السوداني دون ان تترك ,,الطبيبة بعينيها اتخذ تنفسها ايقاعا سريعا .
اتكات ماتياس على ظهر مقعدها وحملقت في السقف ,,بضع دقائق دون ان تجيبها ثم تكلمت بحرص :
_هل تذكرين انك ذهبت الى سهرة ,بعد ان تناولت دواء التريفلازين مباشرة ؟,,كان ذلك منذ ثلاثة اشهر هل تذكرين اليس كذلك؟
_بلى , لقد ابتلعتها قبل ان اخرج مع صديقتي ليندا بنصف ساعة ولم اشرب شيئا لانك منعت عني ذلك,, لكن بعد ان وصلنا .......لااعرف تماما ماذا حدث ,انا لااذكر شيئا ,,علمت فقط من ليندا انني لن ارد ان اذهب معها, لم استعد تركيزي الا في منزلي بعد ان اخذت دشا,,في ذلك الحين طلبتك فيه, كانت الساعة الخامسة صباحا,,,هناك اذن ست ساعات من حياتي قد محيت من ذاكرتي .
خمد صوتها طافت عيناها في الحجرة في ذعر باحثة عن تفسير مناسب .
_سالي خلال تلك الساعات التي لاتتذكرينها قد مارست الحب لاتخجلي مما حدث لك ,,لم تكوني مسؤولة عن تصرفاتك في تلك الاثناء,,لقد كنت تحت تاثير التريفلازين.
افرغت باقي الفول السوداني في فمها ,,كان الاثاث يدور حولها ,, جاء اليها سؤال من بين سحابة القلق والخوف اللذين اعترياها.
_كيف تشعرين بالحمل ؟
رددت وهي تزدرد بصعوبة .
_الحمل ؟لااستطيع ان اتحقق من انني في نتظار طفل ,,يسكنني شعور واحد وهو الاكتئاب.
لكن لم يفلح اي علاج في القضاء على احساسها ,,بالاشمئزاز تجاه العلاقة بين الرجل والمراة.
هناك اذن ايجابي واحد في التجربة المجنونة التي ,,عاشتها منذ ثلاثة شهور وهي ان احساسها تجاه الرجال قد يتحسن.
ثم بمرور الايام ,طفت في ذهنها فكرة ارقتها ,كيف كان الاب؟
لقد قررت الاحتفاظ بالطفل الذي ستمنحه الحياة,لكنها كانت تود ان تكون فكرة عن هذا الاب المجهول,منطقيا ,لابد ان تكون قد عرفت هذا الرجل ,,واحبته انها لاتعرف ماذا سيكون رد فعله عندما يعرف انه سيكون ابا؟
هل هو لطيف ؟حساس؟ هل سيرث الطفل صفاته ؟عيوبه؟
ومن خلال تفكيرها توصلت سالي الى نتيجة هي انها ,,ليس لديها الحق في الاحتفظ بخبر حملها سرا ان للاب نفس الحق ,كما لها الحق في معرفة ابوته.
بعد الظهر كانت الشمس مشرقة ,,عندما عادت الى راسها تلك الفكرة مرة اخرى ,دق جرس الباب.
فتحت الباب ل ليندا صديقتها المفضلة,,كانت فتاة شقراء عيناها زرقاوان ,مبتسمة دائما لتقديم المساعدة.
صاحت سالي :
_هاهو الشخص الذي اردت ان اره حقا ادخلي بسرعة واجلسي.
دهشت ليندا لكنها دخلت وجلست الصديقتان على الاريكة.
_ليندا احكي لي كل شيء عن السهرة التي ذهبنا اليها منذ اكثر من ثلاثة اشهر,,هل تتذكرين ؟لقد اجبرتني على الذهاب معك.
_اتذكر جيدا, كان الاجتماع منظما من قبل س ج ث الشركة التي اعمل بها.
_فسري لي السبب الذي من اجله لم ارغب في الرحيل معك ؟ ,,ماذا كنت افعل عندما تركتني ؟,,قلت لي انني كنت اتحدث مع احد الاشخاص وكنت حريصة على استكمال الحديث ,هل الامر كذلك؟
_نعم لقد كنت مع هاري ,لااذكر اسم عائلته ,,لست ادري لماذا كنت تحرصين الى هذا الحد على البقاء معه,,لكن بما انها كانت المرة الاولى التي اراك فيها على سجيتك مع رجل لم ارغب في الالحاح لكي اخذك.
_ماذا يشبه هاري هذا ؟
_ياله من فضول ! هل ستقعين في غرامه؟ ,,هذا سيدهشني بالتاكيد فليس به اي شيء جذاب,,انه رجل ذو راس صغير يشبه راس السلحفاة ويميل لقضم اظافره .
فكرت سالي ليت ليت الطفل لايشبهه واذا حدث ,,العكس فستحبه رغم كل شيء وستراه اجمل طفل في العالم.
_سالي تبدين متضايقة.
_انا حامل ياليندا واعتقد ان هاري السلحفاة هو الاب.
كانت ليندا بحاجة الى بضع دقائق لتلتقط انفاسها ,وتتاكد من ان صديقتها لاتمزح.
قالت سالي :
_اريد ان اراه ,ربما اراه اقل قبحا مما تدعين ,,وربما تكون شخصيته متاثرة بالمحيط الذي يعيش فيه وليست ثمرة عوامل وراثية .
_ان ماتقولينه ضرب من الجنون ! ,,هذا غير معقول !
_انا مصرة على مقابلة السيد ,سلحفاة هل تستطعين دعوته على العشاء .
_مستحيل اذا اظهرت له اقل اهتمام,,فسيتعلق بي حتى نهاية حياتي ,انسي هذه الفكرة.
_لا...... لن اتخلى عنها في بادئ الامر فكرت في تحمل ولادة وتربية الطفل بمفردي ,,ولكني ارى الان ان هذا ليس من حقي ,اذا كنت الاب كنت ساود معرفة امر هذا الحمل,, حتى لو لم يهتم السيد سلحفاة بان يكون ابا ,,يجب ان يعرف انني حامل منه.
مررت يدها بعصية بين خصلات شعرها البني وتنهدت:
_اني لست راغبة في مقابلة هاري لكنه واجبي,,اذا تصرف بسوء فساقول له ببساطة ,,انني خدعت وانه ليس هناك مايخشاه من جانبي ليندا اريد مقابلة هاري.
_بما انك قررت ساطيعك ,,ليس هناك اسهل من ان اقابلكما معا انه يتغدى كل يوم في المقصف ,,تعالي لتاخذيني غدا في الثانية عشرة والنصف وسنذهب معا لنتغدى ,,لكن صدقيني ,اخشى ان تندمي على قرارك.
***
_سيد هاموند ؟
رفع جاك عينيه كانت سكرتيرته قد ظهرت توا على باب المكتب ,كانت تنظر اليه في استغراب :
_معذرة ياسيدي,لكنك لاتجيب على التليفون,,السيد يونسكو يريد محادثتك ,انه مازال على الخط.
_اسف يادوريس لقد كنت شارد الذهن اعطيني اياه.
امام نظرة سكرتيرته الحائرة ,,كان مضطرا الى ان يرخى شفتيه في ابتسامة مطمئنة.
انه يشغل منصبا مهما جدا والا يسمع رنين التلفون ,,الداخلي الصاخب فهذا يثير قلق السكرتيرة.
فمنذ ثلاثة اشهر لم تفارقه الخيالات عن شخص واحد ,,الفتاة الغامضة التي قابلها في سهرة شركة س ج ث لقد سلبت عقله.
ولايستطيع ان يطردها من تفكيره ,الساعات التي قضاها بالقرب منها,,ومن جسدها الدافيء تركت له ذكرى ملحة ومؤلمة,,انه يعرف قط هذه السعادة وهذه النشوة التي غمرته بالقرب منها.
لقد اختفت المراة الغامضة عندما كان ياخذ دشا,,ولم تترك عنوانا ولا رقم تليفون ولاشيء,ولاحتى اسمها,,ولاحتى كلمة وداع لكنه كان مدينا بالعرفان لانها كشفت له عن وجهه للسعادة لم يعهدها من قبل.
***
امسكت سالي بطبقها على المائدة ونظرت حولها:
_هل انت متاكدة من انه ليس هنا؟
اجابت ليندا:
_انا متاكدة لكن لاتقلقي,سياتي ومرة اخرى ,,اكرر لك انه من الافضل الا تقابليه ,,قد تكرهين الطفل قبل ان تلديه.
_ثقي بانني اريد فقط ان اتاكدمن ان لطفلي ابا في مكان ما في العالم.
ظهر على وجه ليندا علامة تعجب.
_في رايي انك عندما تشاهدين هاري لن تستطيعي ان تتخيلي انك قضيت الليل معه.
_لايهم ان طبيبتي النفسية موافقة تماما على هذه المواجهة,,هذه المرة الاولى التي تتبعين فيها ,,نصيحتها وبرجه عام انت لاتتبعين الا راسك ......هاهو!
شعرت ليندا بقلبها يخفق بشدة,نظرت الى القادم الجديد واصيبت بخيبة الامل ,,لم تكن تعرف جيدا ماذا تنتظر ,,الا ان هيئته هذا الموظف جاءت مخيبة لابسط توقعاتها .
كان يحمل صينية باهتمام بدا على وجهه الصغير الشاحب ......,,..وقد ابرز لون عينيه الباهت وشعره الاشقر دمامة ملامحه.
لابد انه في الاربعين من عمره على الرغم من عدم ,,وضوح علامات السنين على وجهه.
قالت سالي بعد جهد:
_ليس شديد القبح ,على اية حال ,انه ليس قزما ,,واذا جاء الطفل شبيها بالسلحفاة الصغيرة فساتعود على ذلك سيتحتم على ذلك.
نهضت وشقت طريقها الى حيث يجلس هاري رمقها بنظرة دهشة ,,ثم ومضت في عينيه الباهتتين لمعة عرفان.
سالها بفتور:
-هل تريدين الجلوس الى طاولتي ؟
_نعم من فضلك ,اود ان اتبادل معك بعض الكلمات تناول غداءك لااريد ان اعطلك.
سالها وهو يقضم شطيرة بالطماطم:
_فيم تريدين الحديث معي؟
_بشان تلك السهرة التي مضى عليها ثلاثة اشهر ,هل تذكرني؟
اوما براسه دون حماس وهو يمضغ طعامه.
طردت سالي القلق الذي اقتحمها.
_هاري لدي مشكلة بشان تلك السهرة.
استمر هاري في مضغ طعامه,,شعرت سالي بالرغبة في الضحك ادارت بصرها حتى لاتواجه هذا الشره عديم التعاون.
_كنت تحت تاثير دواء عندما تقابلنا ,,لم اكن مسؤولة تماما عن تصرفاتي ,هل تفهم ماذا اقصد؟
كلا ,انه لايفهم شيئا طعامه يشغله اكثر من موضوع الحديث.
استطردت سالي :
_اعتقد ان .....انا وانت .....اننا تالفنا بسرعة.
_نعم .
انتهى من طعامه واحتسى كوب لبن جرعة واحدة.
قال :
_نعم لم تكن سهرة سيئة ,في الحقيقة اني اتحدث عن اول السهرة لان في النهاية !,,لست ادري كيف لشخص عادي ان يستمتع بمثل هذا النوع من الالعاب.
شعرت سالي ببرودة تسري في عظام ظهرها
_بصراحة لقد وجدت ذلك مسئما.
قالت في حزن :
_اسفة حقا لان السهرة لم تعجبك في النهاية هل كان ذلك خطئي .
_ابدا على العكس ,لقد تضايقت بعد رحيلك ,هل تعلمين ؟,, ان الفوازير لاتناسب سني ..... لقد اسفت حقا عندما رحلت مع ........
شعرت سالي بارتياح انعكس على وجهها.....اغمضت عينيها ووضعت يدها فوق قلبها ,,الحمدلله ,هاري السلحفاة ليس الاب!
لكن من اذن ؟
استطرد صوته الرتيب:
_تفضلي ,عندما نتحدث عن الشيطان ,فهو لايتاخر في الحضور .
ادارت سالي عينيها في اتجاه ما يشير اليه.
لقد كان الرجل دخل توا الصالة الواسعة يجذب الانظار,,فهو ضخم الجسم ,قوي البنيان انيق ,,للغاية في بذلته الصوفية وكان يسير في اتجاه الطاولة.
بحركة رشيقة تشبه الفهد وتنم عن الصحة والشباب ,,شعره بني يميل للون الذهبي وبه تموج خفيف.
وبغير ارادتها استدعت ذاكرة سالي صورة ,,الامبراطور تيتوس وراسه المطوق بخصلات متموجة قصيرة,,الا يشبه حقا هؤلاء الرعاة اليونانين الذين يصورون في جمال فائق على قمم جبالهم الوعرة؟
نعم هذا الرجل الذي تراه من بعيد والذي ادار لها ,,ظهره هذا الرجل جعلها تفكر على الفور في تمثال برونري لرجل يوناني يتمتع بالاناقة,,واستقامة الملامح الكلاسيكية ,والعظمة .
فجاة اختفت الصالة من امام عينيها لم يعد هناك طاولات ولا اشخاص ,,لم يعد امامها شيء حي في تلك الصالة المزدحمة الصاخبة سوى ذلك ,,الانسان بديع الخلقة الذي يمشي في خطى ثابتة كانه ملك احدى البقاع الاسطورية .
التفت براسه وفي ثانية لمحت سالي وميض عينيه الزرقاوين الداكنتين واعترتها صدمة,,لقد حبست انفاسها عند ظهور ذلك انها في الثالثة والعشرين .
ولم تشعر قط بالاضطراب لمجرد رؤية رجل ,, على الرغم من انها لم تنظر اليه مباشرة ولم تتبادل معه كلمة واحدة .
لقد اختفى ومازالت سالي لاتستطيع استرجاع هدوئها ,,يبدو انها تعرف هذا الغريب ومع ذلك.....
قال هاري بمرارة:
_ييخيل الي انه قد نالنا عظيم الشرف بان يكون ,,السيد هاموند بيننا ليس معتادا على تناول الغداءفي المقصف,,لست ادري لماذا رحلت في ذلك اليوم معه ؟لكن قد كانت لك اسبابك ,اعتقدذلك.
ارتسمت على شفتي هاري ابتسامة تحمل في طياتها
,,معاني كثيرة تكمل جملته ,فانكشفت اسنانه غير المتراصة.
-وبعد كل شيء ,لماذا تضيعين وقتك مع موظف ,,صغير مثلي في الوقت الذي تستطعين فيه ان تحظي بالمدير؟
نهاية الفصل الاول

ساشا علي likes this.

Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-06-16, 05:08 PM   #3

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثاني
قلبت شفتها السفلى في حركة لاارادية ,,ظل قلبها يخفق بسرعة كدمية متحركة ودون ادنى كلمة وداع ل هاري المسكين نهضت سالي وعادت الى طاولتها.
جلست في مواجهة ليندا سعيدة بان نجحت ساقاها في حملها حتى مقعدها,,خلال لحظة تبينت انها غير قادرة على التفوه بكلمة قد تتعلق عليها حياتها .
ثم رفعت بصرها ورات الرجل الغريب من جديد ,,وكان في الطرف الاخر من الصالة يتحدث الى رجلين يستمعان اليه في احترام.
سالتها ليندا للمرة الثالثة:
_ماذا اذن ؟ ,,هل حكيت له تلك الليلة المجنونة ؟هل هو الاب ؟
_ليندا ! من هذا الرجل ؟
اشارت الى الرجل الغريب ,ادارت ليندا راسها وهمست في صوت خفي :
_انه جاك هاموند.
_ماذا تعرفين عنه؟
_انه مدير .
بطريقة ما اصابتها هذه المفاجاة بالذهول ,,لقد كان من الاسهل تخيل والد جنينها موظفا بسيطا ,ان الامور تتعقد.
_سالي ,ماذا هناك؟
زاغ بصر سالي لعبت ابتسامة فاترة على ,,شفتيهاوحنت راسها لتنظر في وجه صديقتها .
كانت الدهشة ظاهرة على وجه ليندا:
_هو ؟ هل هو الاب؟
_نعم اعتقد ذلك بشدة.
نظرت الى جاك من جديد,,كان قد بعد عن محديثه وللمرة الثانية شعرت سالي بانجذابها اليه.
_قولي لي كل ماتعرفينه عنه.
_لااعرف عنه الا الاقاويل ,انه في الثلاثين من عمره تقريبا ولقد تولى الشركة منذ سنتين ,,انه رجل اعمال محنك ,كان متزوجا ولكنه الان مطلق ,,,علاقته مع زوجته السابقة مازالت طيبة ,,لانها قد جاءت لزيارته قريبا وكانت تحمل طفلا بين ذراعيها ,انه ابن زوجها الثاني.
_هل للسيد هاموند اطفال ؟
_لا ليس لديه اطفال لكنه لايخلو من المرشحات لخلافة زوجته,,تنسب اليه مغامرات كثيرة لكن لااحد يعرف شيئا محددا.
حيرت هذه المعلومات عقل سالي ,ولم تتوصل الى قرار.
هل كان عليها ان تواجه رجلا محنكا ؟,,لم يكن هناك ما يشجعها للاقدام على هذه الخطوة ,,ومع ذلك لايجب ان تتخطى عن واجبها ببساطة لان الاب المزعوم المدير لشركة س ج ث .
_ماذا ستفعلين ؟
_لااحداث تتلاحق بسرعة ,اني مهتمة في المقام الاول بالا يكون السيد هاموند هو الاب بالتاكيد,, هاري يؤكد لي انني قد رحلت مع رئيسه ,,لكن من يدري هل مكثت معه حتى عدت الى منزلي ؟ربما تبعت رجلا اخر؟
كان صوتها غير مؤكد ,لا ,لا يمكن ان تكون قد ,,ذهبت مع هذا الرجل ثم انتهى بها الامر بين ذراعي رجل اخر ومع ذلك يجب عليها الا تتمسك بالامر الاكثر سهولة .
فكرت يجب ان تقابل السيد هاموند عاجلا ,يجب الا يعوقها شيء لتنفذ هذا القرار.
قالت بتنهد ينم عن فقدان العزم :
_كنت افضل ان يكون الاب اقل جاذبية ,,واقل ثراء واقل حنكة اني افقد كل السبل امام هذا النوع من التنين.
***
_انسة باكستر؟سيستقبلك السيد هاموند.
القت السيدة الشقراء خلف مكتبها ,,نظرة اعجاب لقوام الزائرة الرشيق واشارت اليها بان تتبعها.
بصعوبة اقل مما كانت تتوقع ,,حصلت سالي على موعد مع المدير .
اثناء اتباعه للسكرتيرة طول الردهة المغطاة بموكيت كثيف ,كنت تعد حديثا لطيفا.
ولتتشجع لجات لعلاج اعتادته كسرت بعض حبات الفول السوداني بين اصابعها,,, شعرت باسترخاء عضلاتها شيئا فشيئا على اية حال,,كان الوقت متاخرا جدا حتى تهرب.
ادخلت سالي كل مارأته هذه الاخيرة الشمس المتلالئة ,,التي ابهرت بصرها بعد ظلمة الردهة ,ثم راته هو.
كان يجلس خلف مكتبه الخشبي الفخم,راسه مائل نحو ملف يتصفحه بسرعة وكانت اشعة الشمس تبرز جمال شعره الكثيف .
دون ان يرفع بصره ,,اشار اليها بيده ودعاها لتجلس ,بمجرد ان جلست سالي .
اخذت بجمال جاك هاموند تاكدت في هذه اللحظة الانطباع الاول الذي اخذته عنه في الاسبوع الماضي ,,خط الجبهة والانف ورسم الفكين ,والعنق المستقيم ,كل شيء كان كاملا.
سمرة بشرته التي تبرز زرقة عينيه بين اهدابه ,,الطويلة كان يبدو وكانه خرج من اسطورة يونانية حيث تتامل لالهة من اعلى الجنس الفاني المسكين.
انتظرت بضع ثوان ,,شاردة في تاملها ثم اثقلها الصمت ,,تملكها الفزع لن تمتلك الشجاعة ابدا حتى تفسر لهذا الرجل القابع خلف مكتبه ,,,انه من المحتمل ان يكون والد طفلها الذي تنتظره.
_باصابعها المرتعشة ,امسكت سالي علبة الفول ,,السوداني في جيبها ثم اخرجت منها حبة فول واكلتها.
رن صوت الحبة تحت اسنانها فاقدة هدوئها.
اكلت واحدة اخرى ثم واحدة تلو الاخر وهذا الرجل لايكلف نفسه عناء النظر اليها .
رفع راسه اخيرا ونظر اليها بعينيه الزرقاوين:
_الانسة باكستر؟
تقابلت نظراتهما وظلت متشابكة ,وكان مغناطيسا خفيا يمنعها من ان تفترق ,,لمع في عيني هاموند ضوء من الصعب تفسيره,,ومع ذلك كانت سالي متاكدة انه قد عرفها.
احتفظ وجهه البديع بالللامبالاة لكن ارتفع حاجباه في تساؤل وقالت :
_اسفة حقا ,لكنك اخفتني .
رجع الى الخلف في مقعده وتفحصها بدقة دون ان ينبس ببنت شفة.
شعرت برجفة فالحديث قد بدا بداية سيئة ,,اسوا من تلك التي كانت مع السيد سلحفاة.
_سيد هاموند لااعتقد انك تذكرني لكننا تقابلنا.
_بل اذكرك.
نبرة صوته الهادئ العذب جعلتها تفقد الكلمات ولحسن حظها ,,ادار عينيه الزرقاوين ,بعيدا ,,عنها وباطراف اصابعه اخذ يلهو بقلم فضي وهو شارد الذهن.
استطردت سالي في وهن:
_لقد طلبت منك هذا اللقاء لاني اردت ان اتحدث معك ,,عن السهرة التي مضى عليها ثلاثة اشهر ....همم..... بعد ذلك.....
_ماذا ؟
_بعد هذه السهرة حدث شيء.....ان .
قاطعها فجاة وهو يميل نحو مكتبه:
_انسة باكستر لست افهم لماذا تحرصين على مقابلتي ؟لقد تقابلنا في هذه المناسبة ,,هذا صحيح ,لتذكر ايضا اننا استكملنا الحفل في منزلي ,والان ,,اود ان اعرف لماذا ترغبين في تذكر هذه الحفلة؟
انه اذن والد الطفل ! ,,لقد شعرت سالي بذلك في اعماقها قبل ان تعرف انها قد رحلت معه ,,,سيكون للطفل الشعر المتموج المائل للشقرة وبقليل من الحظ ,سيكون له لون العينين الازرق الداكن,,لقد اصبح من المهم ان تستفسر عن العوامل الورائية .
ضغطت بيديها على المقعد وسالت في قلق :
_سيد هاموند هل هناك اي مرض وراثي في عائلتك؟
فقدت ملامح التمثال جمودها,, سقط القناع للمرة الاولى ,اكتشفت سالي تعبيرا انسانيا على الوجه البرونري ,لقد كان دهشا .
اتسعت عيناه محدقا الى زائرته الوقحة:
_ارجو المعذرة.
فكرت في انه سيستعيد القناع جامد الملامح,,شعرت سالي بالاسف وتخاذلت شجاعتها ,ادارت راسها ,نهضت واستعدت للرحيل.
في الحقيقة لن يصدقها ابدا اذا فتحت الموضوع الذي جاءت بسببه الى مكتبه ,,الطفل ! لن يريد ان يسمع عنه ! سيعتبرها مجنونة,,او تسعى وراء اب غني لطفلها ,او محتالة تريد ابتازه.
لم تستطع ان تستشف التعبير الذ كسا وجهه الجميل ,,لكن قبل ان يتكلم السيد هاموند وجدت نفسها تقف في مواجهته تكشف له عن الدافع وراء هذا اللقاء:
_سيد هاموند لقد تناولت بعض العقاقير في تلك الليلة وكان لها تاثير غير متوقع.....
ترددت وكاد الاعتراف يموت فوق شفتيها:
_لااذكر ماذا حدث بيننا ,لااذكر شيئا حقا,,لكني اود ان تخبرني ,ان تخبرني ماذا حدث ,,دون ان تدخل في التفاصيل ....... ال...
بحثت عن صفة محايدة لكن نهض جاك وخطا ,,خطوات قليلة كان واقفا امامها يسيطر على الموقف بطول قامته.
شعرت بانها صغيرة جدا وخائفة ,لكنها لم ترجع خطوة واحدة الى الخلف.
قال بصوت اجش:
_الا تذكرين شيئا؟
نظرت في دهشة الى الابتسامة التي ارخت شفتي التمثال الممتلئتين ثم استعاد مظهره الجاد.
_اعتقد ياانسة ......مااسمك؟
_سالي باكستر.
_حسنا ياسالي ,اعتقد انك تريدين ان تعرفي اذا كنا مارسنا الحب انا وانت ,هل هو ذلك؟
ازدردت لعابها وهي تهز راسها.
قال بهدوء :
_مفهوم ,لكني اود ان اعرف لماذا ترين هذه المعلومة مهمة ؟,,في الحقيقة انها قليلة الاهمية ,نعم لقد مارسنا الحب انا وانت ,هل انت راضية؟
_نعم وشكرا جزيلا,,هذا كل مااردت ان اعرفه,سؤال اخر لماذا لم ترزق باطفال من زوجتك السابقة ؟
سمعته يتنفس بعمق ورات ملامحه تعبس ,التزم الصمت ,,اغلقت عينيها في خوف ,شعرت بموجة كهربائية تتولد في الحجرة رفعت جفنيها بطء ,,ونظرت اليه كان مقطب الحاجبين ,وعضلات فكيه بارزة بشكل مخيف.
ادركت انها قد تطرقت لموضوع محرم ومؤلم.
_ارجو المعذرة ياسيد هاموند انا اسفة حقا ,,
اردت فقط ان اعرف اي نوع من الرجال انت و.....واذا كان سيهمك ان تعرف بان ......
علت ملامحه ابتسامة تحاول اخفاء اضطرابه .
كيف لها ان تعرف مايحرك هذا الرجل الماثل امامها,,فقد كان متوترا وعصبيا مثل نمر متاهب للوثوب ,,لم تكن عيناه الا فتحتين يلمح فيهما مايشبه البرق الازرق.وحركات تنفسه واضحت تحت قميصه الحريري الرمادي.
استطردت بياس:
_هل تعرف انني ايضا لم اتوقع ذلك ابدا,لقد دهشت عندما علمت اقصد .....
ارغروقت عيناها بالدموع وارادت ان تخرج بسرعة ,,من هذا الموقف غير المحتمل ,انتهت بان همهمت :
_انا حامل في الشهر الثالث.
خفضت راسها لم تعرف رد فعله,,ومع ذلك عندما رفعت عينيها رات في عينيه بريق شك واضح ثم غضبا مكظوما .
_هل تقولين انك لاتذكرين شيئا؟
هوى السؤال كضربة سوط.
اومات براسها لا وهي مستعدة للاختفاء خلف الباب والهروب الى الابد.
_كيف عرفت اذن انني الاب ؟,,هل انت واثقة بانك لم تقابلي رجلا اخر في هذه الليلة ؟
كان محقا ,حتى لو كانت تجد مشقة في ان تتخيل ,,انها قد هوت بين ذراعي رجل اخر بعد ان تركت هاموند .
_هذا صحيح ,ربما لاتكوني الاب,لكن في حالة ان ,,تكون انت اردت ان اعرف كيف.........
ابتسمت بعفوية فلم يستطع ان يمنع نفسه من ان يبتسم بدوره,,كان لقاؤهما يمضي بطريقة غير مترابطة.
فكرت سالي لكن كلا منا يعرف الان موقفه من الاخر.
انه يعرف انه ربما يكون ابا للطفل ,,وانا واثقة بانني لم اقابل رجلا اخر في تلك الليلة,يمكنني الان ان اكون فكرة عن الطفل,,ارتاحت سالي لانها قد ادت واجبها ,وسعيدة لانها ستبعد عن هذا المكتب .
وابتسمت ابتسامة رائعة ل جاك وهي تقول له:
_انس كل هذا ياسيد هاموند ساذهب.
ماان وضعت يدها على مقبض الباب حتى شعرت بقبضة من حديد تمسك ذراعها ,,دون ان تعي لماذا ,دون ان تستطيع المقاومة ,وجدت نفسها جالسة على المقعد الجلدي,, منعها جسد جاك هاموند الضخم من ان تهرب وحتى من مجرد المحاولة باي حركة.
قال :
_انت جريئة ! تلقين بهذه القنبلة في وجهي ,,وتمضين بكل سهولة قائلة (انس كل هذا )هذا مالم اكن اتوقعه بالتاكيد,واجهت بكل بساطة وجود اب اخر!
_في اي وقت عدت الى منزلك؟
_انا ......انا لااعرف بالضبط ,,اعتقد انها كانت الرابعة والنصف لاني اخذت دشا قبل ان اتصل بطبيبتي ,,عندما رفعت سماعة التليفون كانت 5تماما انا واثقة بذلك.
رمقها بنظرة فاحصة,ثم قال بصوت مهتز مثل وتر القيثارة:
_لقد رحلت من منزلي بعد الرابعة صباحا بقليل ياانسة باكستر .
همست كما لو كانت تحدث نفسها:
_في هذه الحالة , ليس هناك ادنى شك انت الاب يا سيد هاموند.
لم يبد اي تعليق لكنه استمر في تفحصها دهشت لرد فعله.
_لاتقلق بشان الطفل ياسيد هاموند,,نا لااطلب منك شيئا ,انا سعيدة لاني حامل ,ولست بحاجة لاحد لاربي الطفل ,,اردت ببساطة ان اعلمك بالامر ,بالاضافة الى ان جانين قد وافقتني في ان اجرب هذه الخطوة نحوك.
_جانين ؟
_طبيبتي النفسية ,كنت اشعر بعقدة الذنب من ان احتفظ بسري لنفسي ,,كما انها اكدت لي اهمية ان اقابلك لانه بهذه الطريقة سيتم الحمل على خير,,,لقد قالت لي ايضا ان ذلك ضروري لتوازني النفسي والان بما اني رايتك ,,اعتقد انني ساذهب يجب ان اخبر جانين بهذه المقابلة ,الى اللقاء ياسيد هاموند........
قهقه هاموند هذه الضحكة العالية العميقة ,العفوية جعلته يرفع كتفيه في حركة تشنجية ,,لم تفكر سالي ابدا ان تثير هذا الانفعال لدى رجل مثله ثم هدا ,,خفض راسه صوبها ,ورفع ذقنها باصبعه .
غاصت عينياه الزرقاوين في عينيها البنيتين الخجلتين :
_سالي باكستر,,انت فتاة صغيرة ومثيرة للدهشة بشكل لم اعهده قط ,,ثم من ثلاثة شهور وجدت انك مدهشة لكن اليوم..........
انها لاتعرف كيف تفسر قوله,,لكن قبل ان تستطيع ايجاد رد.
ابتعد عنها وبصوت مختلف واضح ومتسلط قال:
_سنتحدث بشان الطفل معا,اعتقد هناك طبيبا يتابعك ,اليس كذلك ؟طبيبا جيدا؟
_دماتياس طبيبتي منذ تسع سنوات ,انها افضل طبيبة عرفتها .
_حسنا الان ,اريد ان اراك في مكان اخر غير المكتب, ماقولك في هذا المساء ؟,,لا تقطبي حاجبيك ,يجب ان نتحدث عن المشكلات المهمة,,بما انك تنتظرين طفلا مني ,فمن الطبيعي ان اتخذ قرارات ,اليس كذلك؟
رمقته بطرف عينيها بنظرة قلقة ,فيم يريد ان يتدخل ؟
انها تخشى اي مساس بحريتها,,وعلى الرغم من ذلك لاتستطيع الهروب.
_حسنا جدا ,ساقابلك هذا المساء اينما شئت.
علت شفتيه ابتسامة غير متوقعة جعلته اكثر انسانية واكثر جاذبية .
_لايمكن ان يكون لقاؤنا في مطعم ,,اليس كذلك ؟هل تفضلين منزلي ام منزلك؟
_ايه ... سانتظرك في منزلي هذا المساء,, اسكن في رقم 44حي ساندرلاند هل تعرفه.؟
_نعم ,سادق بابك في الساعة الثامنة تماما.
اتجهت سالي صوب الباب مسرعة وقبل ان تختفي ,,التفتت وعلى ملامح وجهها الدقيقة علامات الاستفهام .
_لاتنسي اني والد الطفل ,,وان لاطائل من ان تتيبسي في كل مرة اقترب فيها منك مفهوم؟
نهاية الفصل الثاني

ساشا علي likes this.

Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 18-06-16, 05:10 PM   #4

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثالث
لبس جاك سترته وجلس في المقعد الذي اشار اليه ميل لاندرس كان ميل صديقا قديما,,بالاضافة الى انه طبيب غدد صماء من الدرجة الاولى,,انه الافضل في دالاس باسرها.
قال جاك:
_اذن ,انت تؤكد انه على الرغم من الامر ليس مستحيلا فهو ليس واضحا .
استقبل الطبيب تفسي تشخيصه بابتسامة:
_انا لم اقل شيئا من ذلك,, ماذا تريد ان تعرف بالضبط؟
_اريد الحقيقة, لاشيء سوى الحقيقة هل هذا واضح؟
قال لاندرس وهو يخلع نظارته:
_حسنا جدا ساخبرك بها انت معاف تماما,,لكنك تعاني مرضا يدعى اوليجوسبارمي اي نسبة الحيوانات المنوية لديك ضعيفة في الحقيقة انا لم اجزم ابدا بانك لن تستطيع الانجاب ,, لكن فقط فرصتك في الانجاب محدودة عن اي رجل عادي,في نفس الوقت,,لايمكنك قبول ادعاء فتاة قابلتها في الشارع وتقول انها حامل منك.
_اولا اسمح لي ان اخبرك بانها ليست اي فتاة ,,لقد مارست الحب معها وهذا مؤكد, اذا كان هناك ادنى احتمال في ان اكون الاب ,فلا اريد ان اتركها تمضي,,, اني اقرا افكارك,ان هذه الفتاة تبتزني ,هذا خطا اعترف بانني فكرت في ذلك انا ايضا, لكني كنت مخطئا ,,اذا قابلتها ستتاكد من انها ليست من ذلك النوع الذي يستفيد من الموقف الذي هي فيه.
عندما تذكر فتات الفول السوداني المتناثر على ,,الموكيت مكتبه ,انفلتت ضحكة من بين شفتيه.
_ليس بها اي شبهة تصنع ميل ,انها صغيرة جدا وبها عفوية مدهشة ,,انها انسانة امينة تماما.
ضايقته نظرات ميل رفع جاك كتفيه ولم يحاول ان يدافع عن الانسة المدهشة.
_هل قررت اذن ان تعترف بالطفل ؟,,على الرغم من ان هذه الفتاة لا تتذكرك,كن عاقلا,,استشر طبيبتها اذا كانت الانسة باكستر تقول الحقيقة ,يمكنها ان تطمئنك دون ان تفشي سر المهنة,, في النهاية استعلم عن توازنها النفسي.
_هل تعتقد ذلك ؟
_بالتاكيد,باعتراف تلك الفتاة,,انها كانت تحت العلاج فمن المحتمل ان تكون قد قصت عليك حكايات وهمية,,من المحتمل ايضا انها قد عرفت رجال في الايام التي اعقبت لقاءكما ......لاطائل من ان نتخذ هذا المظهر المهموم,,يجب ان تواجه هذا الاحتمال من طبيبتها؟ هل تعرفها.؟
_تعالجها د ماتياس.
_انها طبيبة ممتازة يمكنك ان توليها كامل ثقتك ,وجاك ........
_نعم ؟
_بما انك قررت ان تعتقد بان الطفل ابنك ,,هذا سيفيدك بدون شك مد , د .لاندرس يده بصحيفة طبية لصديقه.
_ستجد بداخلها مقالا عن العقم عند الرجال ,,انه يلقي الضوء على اشياء جديدة مثالا على ذلك,,, درجة الاثارة او الرغبة التي يشعر بها الزوج تجاه الطرف الاخر,,هذه الرغبة تزيد من احتمالات الخصوبة عند الرجل المصاب بشكل طفيف بقلة الحيونات المنوية كما هو في حالتك.
_هذه الظاهرة تنطبق اذن على حالتي.
_تماما والجدير بالتامل انك لم ترزق باطفال من ,,زوجتك السابقة وهانت قادر على الانجاب بشكل طبيعي من امراة اخرى.
اشرقت قسمات وجهه العابس بابتسامة عريضة لقد تذكر تلك الليلة العذبة التي تقاسمها مع سالي,, انه لم يشعر قط كما شعر بمثل هذه السعادة الغامرة ,,التي وصلت به الى حد الثمالة مع تلك الفتاة الرشيقة الحانية,المفعمة بالشوق والعاطفة.
اذعن مبتسما:
-اذا كانت درجة الرغبة تزيد الخصوبة فانا متاكد من كوني والد الطفل.
***
كانت قاعة انتظار د. ماتياس مليئة بالكتب ومزينة بالنباتات الخضراء ,,كانت تطل على حديقة مزروعة بالاشجار,,كان جاك في انتظار دوره.
عندما اوضح لموظفة الاستقبال انه اتى للاستشارة ,,بشان الانسة باكستر اعلمته الطبيبة ستستقبله دون ان ينتظر اكثر من بضع دقائق.
اقلقت شكوك ميل جاك بشان نزاهة سالي .
هل كان عليه ان يتشكك في انطباعه الشخصي بانه ,,لايوجد في العالم من هو في مثل صراحة ونزاهة هذه الشابة الطيبة التي تقضم الفول السوداني ؟
لكنه يرفض ان يولي كامل ثقته لغريبة مهما كان اغراؤها.
_ستستقبلك د .ماتياس.
نهض ودخل المكتب اخذت د. ماتياس تفحصه خلف ,,نظارتها المربعة السميكة ومدت يدها اليه:
_سيد هاموند سعيدة لمعرفتك ,,لقد عرفت من مريضتي عنك لكني لم اتوقع ان اقابلك في مكتبي ,,في البداية اؤكد لك ان سالي مصممة تماما على ان تحتفظ بالجنين .
سالها كما لو ان نحلة لسعته:
_كيف ذلك ؟,,هل تعرضت لتدخل في الحمل؟
_نصحتها بدراسة هذا الاحتمال؟
_لماذا ؟ هل يشكل الحمل خطرا على صحة سالي ؟
رفعت الطبيبة نظارتها وحكت طرف انفها.
_ليس هناك اي خطر على صحتها ,لكن من المؤكد ,,انه سيكون للحمل تاثير على توازنها النفسي ,لعتقد انه لن يؤثر الا تاثيرا حسنا .
_اريد ان افهم ...... لااستطيع ادارك شخصية سالي يجب ان اعترف باني لااكاد اعرفها ,,ولااستطيع ان اثق تماما بحدسي ,هل تستطعين ان توافيني ببعض المعومات عنها ؟
_ترغب ان تعرف اذا كان الطفل حقا ابنك؟
_نعم اريد ان اعرف .
_هل قابلت سالي احدا غيرك خلال هذه الليلة؟
تذكر جاك ماان لمح الفتاة الغريبة ,,ذات الشعر البني المتوج والنظرات البريئة وقوامها النحيل تحت ,,ثوبها الحريري الفضفاض ,حتى شعر بانجذاب غريب نحوها.
كانت تتحدث مع موظف صغير تتظاهر باهتمامها به,,كما لو كان مدفوعا بقوة خفية .
شق طريقه بين الراقصين واقترب منها كانت تضع ,,في شعرها شريطا ابيض بنساب مع لون بشرتها الوردي ولمعة عينيها .
عندما دعاها للرقص ,رجعت الى الوراء ....,,..لم يفهم ...مع ان حركتها كانت واضحة ,ثم بعد تردد ,,قبلت ذراعه واخذا يرقصان في صمت على الرغم من الضخب وصوت الموسيقى ,,كان ممسكا بهذا القوام الرشيق النحيل بين يديه ,شعر بتوافق غريب بين جسديهما ,لم يتركا بعضهما البعض,, انهما يتفاهمان بدون كلمات واختفيا في ظلام الليل.
قال :
_لا كانت قادمة لتوها كما قالت لي ولم نفترق بعدها,,رحلت عن منزلي في الرابعة صباحا ,,وتواجدت في منزلها في الرابعة والنصف ,,في هذه الليلة لم تقترب من اي رجل اخرغير ي.
ضغط على شفته السفلى ,ثم طرح السؤال الذي لم ,,يكف عن التردد على اذنيه منذ لقائه بميل.
_لكن قبلي ؟ قبل هذه الليلة ؟,, هل كان هناك رجل اخر في الليلة السابقة او التي تسبقها .
_لا ! يمكنني ان اؤكد لك ذلك,قبل هذه الليلة كانت سالي عذراء .
صدمته الكلمات كانها كرة قد سدت الى قلبه.
_عذراء ؟مستحيل .
فهي على الرغم من نظرتها الساذجة ,,سوء تصرفها واضطرابها الا ان حقيقتها الجسدية تؤكد عكس ذلك.
قالت د.ماتياس في تردد:
_مايجب ان تعلمه ان سالي تتردد علي منذ سنوات طوال ,,وانا اعرف كل شيء عنها ,ان شخصيتها تحوي ظلالا وانفعالات غير متوقعة ,,وبما اني طبيبة امراض نسائية ,يمكنني ان اؤكد لك انها نفسيا عذراء حتى لو كانت حالتها الجسدية تنفي ذلك,,,عندما كانت في الحادية عشر ,تعرضت لحادث ,انها ليست حالة استثنائية ,,ان سالي لم تقم اي علاقة مع اي رجل حتى قابلتك.
تامل جاك في هدوء هذا الاعتراف المدهش اخذ تفكيره اتجاها اخر,,فقد شغله جزء ما فيما قالته الطبيبة.
_لقد قلت ان بامكان هذا الحمل ان يحوي تاثيرا على توازنها النفسي ,,لقد قالت لي سالي انها تتردد ,,على طبيبة نفسية فما مشكلتها؟ هل يمكنني معرفتها؟
_سالي اكثر توازنا من كثيرين يتسكعون في حرية في انحاء دالاس ,,لكن لديها طريقة شخصية جدا وغير منتشرة في فهم الحياة,,ومشكلات الوجود وحتى علاقتها بالرجال,انها انفعالية وغي ناضجة في كثير من الاوقات,,لكنها تراجه حملها باستقلالية كاملة ,دون اي تحفظ.
اطلق زفرة اتياح .
_هل ستستطيع تربية الطفل دون مشكلات؟
_بالتاكيد ,اسفة على عدم استطاعتي البوح لك بما هو اكثر من ذلك عن هذه الفتاة الساحرة,,ومع ذلك استطيع ان اؤكد لك انها ستكون اما ممتازة ,,,اذا لم تواجه صعوبات في تخطي بعض الانفعالات فلن يكون هناك اي مشكلة ,,لكن من منا لايواجه هذا النوع من الصعوبات .
خرج جاك من العيادة وهو يجتر هذا السؤال ,كان يفكر في صراعاته الداخلية,,في العبء الشاق الذي يجره منذ مراهقته وعدم التوافق الذي تفاقم بينه وبين زوجته الم يكن نتيجة لذلك؟,,وهذا الطلاق الذي فرق بينهما.......
كانت الطبيبة على حق ,,قليل من البشر يستطيعون التحكم في انفعالاتهم ,ومع هذا وفقا د. ماتياس ,,كان ل سالي طريقة خاصة في معالجة المشكلات التي لاتخص احدا غيرها .
ان الطبيبة تقدر مريضتها ولاتتحدث عنها الا بالاعجاب وبالاحترام ,,واخيرا توصل الى النتيجة انه سيصبح ابا.
تلاشت الحيرة والشكوك والمخاوف لتترك مكانها ,,لاحساس ينمو يشبه الدهشة وبنفس القدر يشبه الفرحة.
***
واربت سالي باب شقتها ورات جاك ابتسمت ورفعت السلسلة وفتحت.
منذ لقئهما في تلك الليلة والقلق لم يفارقها ,لم تهدئها استشارة جانين ,,ازداد شعورها بالاسف لذهابها الى جاك والتصريح بابوته.
سالها في قلق:
_كيف تشعرين؟
_بخير تفضل بالجلوس ياسيد هاموند؟
,,نظر اليها بطريقة تنم عن الفضول ولمعة تتراقص في عينيه الزرقاوين .
_الاتعتقدين ان بامكانك ندائي جاك ؟
,,عندما راى ترددها عدل عن الالحاح سالها:
_هل شعرت بتوعك هذا الصباح؟
_كلا ياجاك.
شعرت بالغيظ عندما تبينت انها تجلس امامه ,,كالبلهاء غير قادرة على التحدث ببراعة او على استقبالع باقل قدر من الطبيعية يالها من امراة ,,تافهة التي تسكنني !يالها من حمقاء!
,,قال منفجرا بدون سبب واضح:
_سالي يجب ان نتحدث انا وانت.
_نعم.....
جلست على الطاولة المنخفضة امامه تماما وكان جالسا في مقعد يبدو صغيرا جدا,,كانت على شفتيه ابتسامة رائعة زادت من سحره.
_فكرت كثيرا في حديثنا في البداية ,,اود ان ارتب معك بعض الشكليات المالية لكي ......
_ماذا تقصد ان تعطني نقودا؟,, لكني لااحتاجها اني امتلك عائدا يفوق احتياجاتي,لم ات اليك بهدف ابتزاز بضعة دولارات ,,رايت بساطة ان من حقك ان تعرف ان طفلا من صبلك سيولد.
_اعرف ,اعرف ,لكن ليس هناك اي خجل من قبول ,,مبلغ شهري هذا الفعل طبيعي تماما من ناحيتي ,,ولن يكون على نفس القدر من القيمة بالمقارنة لما ..فعلت لي....
نظرت اليه دون ان تفهم.
_مافعلته لك؟
نهض من مقعده واقترب منها وامسك يدها بين يديه:
_سالي سافضي لك باعتراف ,,هذا الطفل ربما يكون الوحيد الذي ساستطيع ان انجبه.
جحظت عيناها ,احتكاك راحتي يديه بيديها اصابها ,,بقشعريرة ازدردت لعابها محاولة ان تسترخي ونجحت في ان تنطق ببطء كلمات .
_ستتزوج مرة اخرى بالتاكيد,اليس كذلك؟
_احتمال ,لكن ليست هذه هي المشكلة ,,عدة اسباب تجعلني افكر في ان هذا الطفل يمثل فرصتي الوحيدة في ان اكون ابا يوما ما .
_اه ! فهمت.
لكنها لاتفهم شيئا على الاطلاق ,فكرة واحدة ترهقها.
انه قريب منها ,قريب جدا ,,حضوره الجسدي يغمرها باحساس قوي يصيبها بالشلل.
استطرد:
_ايضا لااريد ان افقد اي شيء يخص هذا المخلوق الصغير.
اقترب منها اكثر,يداه تحبسان اصابعها المرتعشة حتى اصبح لايفرق وجهيهما الا بضعة سنتيمرات .
غاصت نظرته في عينيها البنيتين الخائفتين .
_بما في ذلك الوقت الذي يمضيه بداخلك.
كما لو ان عظامها تحولت ترابا,تبينت سالي ان جاك لاينوي السيطرة ,,ان رغبته في رعايتها تؤدي الى قربه منها.
لاانها لاتستطيع تحمل مثل هذا الضغط.
مع ذلك كان من الطبيعي ان تنمو لديه الرغبة في رعاية طفله ورعايتها اذن.
قالت مؤكدة :
_افهم جيدا ,رد فعلك طبيعي ...... يمكنك المجيء الى منزلي وقت ما تشاء.
لكن لم يجب جاك , استمر في النظر اليها عن قريب,,ثم ضغط على يدها الرقيقة الحبيسة بين يديه مبتسما وقال:
_ليس هذا تماما مااتمناه ,ماارغبه هو الزواج بك.
نهاية الفصل الثالث

ساشا علي likes this.

Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-06-16, 05:11 PM   #5

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الرابع
دوت كلمة الزواج بك في الحجرة ودارت في راس سالي لكنها لم تتوصل لان تعي معناها,,جحظت عيناها تتامله وهو واقف امامها كما لو كنت تنتظر تفسيرا للكلمة,,انتظرت ثم فاقدة الامل ,اغمضت عينيها.
انفلت من بين شفتيها المتيبستين تاوه ناابع من اعماقها,,ارتعشت كتفاها اخيرا,نهضت وهمهمت بكلمات غير مفهومة.
وخرجت من الحجرة وهي تجري ودخلت الى المطبخ كما لو كان ملاذا لها.
_اين تذهبين ؟سالي يجب اننتحدث؟
_دقيقة من فضلك.
فتحت دولابا,تحسست داخله باحثة عن علبة فول سوادني,,لقد نفد التموين,تعبت من البحث ,,اخذت علبة شوكولاته واحدة لكنها انشرت في حلقها ,وصل جاك:
_اخيرا ,ماذا بك ياسالي؟
كان واقفا خلفها تماما ولم يوار قلقه,تيبست ,قالت بصعوبة:
_ توقفت قطعة شكولولاته في حلقي.
ثم خطت خطوتين نحو النافذة,املة في ايجاد نجدة خارجية,, رجعت وعيناها تطوفان في الغرفة متجنبة ان تلتقيا بعيني ضيفها ,,اخيرا نجحت في ابتلاع الشوكولاته .
ونظرت اليه بعينين يائستين :
_انت لاتفكر فيما تقول,اليس كذلك؟
_لقد قلت واكرر اننا سنتزوج.
_هذا ما يخيفني اسمع ياسيد هاموند,,اقصد جاك !انت تاخذ هذا الحمل باهمية مبالغ فيها,,نحن في القرن العشرين,لم يعد الزواج ارتباطا مقدسا وغير قابل للحل,, لقد تحررت المراة كما تعرف,لقد نلنا حق التصويت !,, يمكننا نفس المناصب التي يتولاها الرجال ! يمكننا تربية اسرة دون مساعدة الزوج,,لااحد يتوقع ان يشعر رجل باضطراره للزواج من سيدة بحجة انها حامل,,هذه البطولة ليست من سمات هذا العصر.
بعد هذا الحديث القصير,والذي راته واضحا جدا,انتظرت اجابة.
لكن طوى جاك اعتراضها كما لو كان دون اي قيمة:
_سلوك الرجال الاخرين لايهمني في شيء,لست حريصا على القيام بعمل بطولي,,اردت ان اتصرف على احسن وجه,هذا كل شيء.
_الم تفكر في الامر؟ زواج ! ,,لماذا يتزوج شخصان لايعرفان بعضهما البعض بالقدر الكافي ؟بسبب طفل؟,, لكني قادرة تماما على تربيته دون مساعدة احد,اكرر لك ذلك.
امسك جاك مقعد المطبخ وجلس في مواجهتها ,,وبحركة اصبحت مالوفة لديها امسك يد سالي بين يديه.
اتخذ صوته نبرة هادئة ومريحة كما لو كان يتحدث الى طفلة:
_لااحد يقول العكس,انا لااشكك في قدراتك كربة اسرة,,امراة وحيدة يمكنها رعاية طفلها على اكمل وجه,هذا مؤكد ,,لكنك تحرصين على الايلومك احد في شيء,اليس كذلك؟
بعينين مثبتتين على يدها بين كفيه,اجابت مدافعة:
_لاارى الى اين تريد الوصول؟
_هذا بسيط جدا,هناك العديد من السيدات المطلقات ,,اللاتي يجدن تربية اطفالهن لكنك لست مطلقة حتى لو كنا نعيش في القرن العشرين ,فبعض المعتقدات مازالت باقية,,ماذا يحدث اذا سال زميل لطفلك اين ابوه؟ مالاجابة التي ستستطيع النطق بها؟اختفى والدي ؟,,او والدي ليسا متزوجين,ياله من احراج !يالها من اهانة لهذاالصغير المسكين !
صمت انه لايذكر انه ذات يوم بهذه النبرة المقنعة او ,,انه اتخذ هذا الاسلوب الملح ليحقق صفقة قيمة.
_سيكون ابننا غير شرعي ياسالي ,ربما ستقال له ,,مرة واحدة في حياته لكنها ستكون كافية لتؤثر فيه الى الابد.
,,صاحت سالي مرتعشة:
_لا !لا اريده ان يعاني ذلك,لن اتحمل معاناته.
ترك يد سالي ونهض وخطا نحو نافذة المطبخ.
لم ينطق بكلمة ,نظر الى السماء منتظرا ان يحدث تغير داخلي في عقل سالي.
اما هي فكانت تنظر اليه ,,الان وقد بعد عنها فقد زال عنها الاضطراب ,,اخذت تتامل هيئته المهيبة باعجاب.
اخرجها صوت جاك القوي من احلامها وعاد بها الى ارض الواقع:
_سيطلقون عليه ابنا غير شرعي ومهما اعتبرت ,,دالاس مدينة عالمية تحتضن العديد من الحضارات ,فستظل النظرة الى الابن الذ لا يعرف والده نظرة ارتياب.
,,امام عبوها استطر د على نفس الوتيرة:
_كانت لي صديقة ممتازة ,انجبت طفلا بدون زواج,,كانت فخورا بطفلها الى حد بعيدو.... ايه حسنا للاسف ادت الشائعات والاقاويل الى اصابة جهازها العصبي قبل ان يكمل طفلها عامه الاول,,انهارت لم تجد حلا الا ان تهرب ,لم تترك دالاس فقد بل تكساس باسرها حتى تجد السلام وحتى ,,لايعاتبها ابنها عندما يكبر لانها ربته في مناخ متسمم.
خطا بضع خطوات في المطبخ,وقد علت ملامحه علامات القلق.
_اخر مرة اتصلت بي ,كانت تبدو بخير,,لكنها كانت تعيش على انها ارملة ,,قالت انه يجب انتكذب حتى يتقبلها المجتمع .
تفحص وجه سالي ليعرف اثر حديثه عليها.
_حسنا ,حسنا ربما كانت صديقتي مرهفة الحس,,ولن اقول ان االمر سيكون بالمثل بالنسبة لك ,,,لكن هل من المعقول المخاطرة بتوازن الطفل النفسي ,بساطة لان فكرة الزواج تخيفك؟ ,,انا لااستطيع تحمل فكرة ان يعاني طفلي مثل هذا الموقف,, وخاصة ان بامكاننا ان نتجنبه ذلك بسهولة.
اثناء حديثه تذكرتسالي طفولتها الحزينة وجراحها التي لم تندمل بعد,,هل فكر والداها في اتخاذ الاحتياطات ليضمنا لها الامان والثقة بالنفس ؟الاجابة بالتاكيد لا.
اجابت :
_ببساطة ؟انت اكثر خيالا مني ,,الزواج بانسانة لاتكاد تعرفها ,ليس مشروعا عاقلا,,ليس من الامانة في شيء,سبعون بالمائة من الزيجات التي ,,تتم بين شخصين لم يتعرفا سنتين على الاقل تؤدي الى الطلاق ,انها احصاءات رسيمة.
_بالتاكيد لكن من يجبرنا على العيش الى الابد معا ؟,,الاهمية تكمن في ان لطفل اب وام لحظة ميلاده ,يجب اذن ان نتزوج.
واضاف متظاهرا بلا مبالاة :
_يمكننا ان نعيش في ظل زواج افلاطوني وبعد مولد الطفل نطلب الطلاق ,,هل ترين؟ ليس هناك ارتباط نهائي فيما اقترحه عليك حريتك ليست مهددة ولاحتى من بعيد.؟
اومات براسها مفكرة:
_بسماعك ,يبدو كل شيئا سهلا وطبيعيا,,وعلى الرغم من ذلك اشعر ان اقتراحك مبالغ فيه.
_لانك لم تفكري بالقدر الكافي ! ,,اسالك ان تعرضيه على د. ماتياس وعلى .....مااسم طبيبتك النفسية؟
_جانين وايت.
_يجب ان تكلميها في هذا الشان وستتاكدين ان اقتراحي ليس مبالغا فيه على حد قولك.
خرج من المطبخ تبعه سالي وفي راسها افكار مظلمة,,وصل الى حجرة المعيشة والتفت فجاة اليها ,,وبابتسامته الساحرة التي يجيد استخدامها .
,,قال بصوت مقنع لايقاوم:
_تبينت ان الامور تتطور سريعا ,لكن لايجب اضاعة الوقت في الندم ,,اليس كذلك؟ احاول دائما استخراج قدر اكبر من العناصر الايجابية في كل ,,موقف يواجهني ,ان هذا يعد افضل حل بالنسبة لكلينا.
قدم ذراعه وضع يده بخفة على شعرها المشعث,,ثم بطرف اصبعه داعب طرف ذقنها:
_هل سيكون مفزعا حقا ان تكوني زوجتي ! ,,سيمكننا ان نصبح صديقين جيدين ,اليس كذلك؟
لم تتحرك ملامح وجهها الشاحب, بينما اخذ تنفسها ايقاعا سريعا ,,مال جاك وطبع قبلة طويلة اغلقة عينيها,,انتشرت حرارة القبلة في كل اوصالها فشعرت بالسعادة تغمرها.
_ابتسمت سالي ورفعت عينيها ببطء كانت عيناه ,,الزرقاوان تلمعان محدقين فيها .....قالت سالي كالطفلة النهمة :
_واحدة اخرى ؟
انفجرضاحكا وطوق خصرها النحيل بذراعيه وطبع قبلة دافئة على شفتيها .
ثم رفع راسه وقال:
_اشعر ان الشهور القادمة تدخر لنا المفاجات.
تركها وقبل ان تعي حركته,فتح الباب واختفى
***
_ماالذي يقلقك في اقتراحه؟
فكرت سالي في السؤال,,تخلصت من حذائها وثنت ساقيها اتخذت جلسة مريحة .
نظرت الى جانين وايت في حيرة .
انتظرت الطيبة النفسية الاجابة .
_مايزعجك ليس فقط خطر الزواج بشخص لاتعرفينه اليس كذلك؟,,انا اعرف جيدا حتى ادرك ان هناك سببا اخر.
_انت تدركين تماما ,اني حامل من رجل لااعرفه,,ويجب ان اتزوج هذا الرجل ! اليس ذلك امرا غريبا؟ لن نتزوج حتى مولد الطفل ,,مايقرب من خمسة شهور اعيشها جنبا الى جنب مع رجل لااكاد اعرفه.
_هل هذا مايزعجك؟ هيا سالي ,حاولي ان تعرفي مايور بداخلك ,ماذا حدث عندما جاء ليراك؟
هامت عينا سالي واتخذ صوتها نبرة غير معتادة تحدثت كانها تحت تاثير مخدر:
_اولا كان كل شيء طبيعيا وثم بدا يخلع ملابسه ويتبعني من حجرة الى اخرى,,كنت اموت رعبا ,لكني ام افقد هدوء اعصابي ,,دافعت عن نفسي جيدا حتى عندما نجح ان يضع يده علي.
قاطعتها جانين :
_سالي توقفي .
_كنا في الحمام كان يمسك في يده سوطا ,سوطا حريريا احمر .
_اوقفي اوهامك!
قالت سالي :
_خمني ماذا ارادني ان افعل؟
رقصت عيني سالي لمعة حيرة وعندما شعرت ,,بغضب الطبيبة هدات وتنهدت بعمق وسكتت.
قالت جانين :
_لقد طوفت بي كثيرا في الخيال والان حان وقت ,,لتوضحي لي لماذا يثير فيك هذا الرجل هذا الشعور بالرفض على الرغم من انك تتصرفين امامه ,,بعكس ماتتصرفين امام الرجال لاخرين,اليس كذلك؟
_بلى كذلك, لست ادري لماذا ,لااشعر معه بالاشمئزاز الذي اشعر به مع الرجال الاخرين,,هذا يضايقني ,مع الاخرين اشعر بمجرد ان يقتربوا مني بتوك وتيبس في يدي هذا مزعج ومثير للاضطراب,,معه تداهمني مشاعر اكثر تعقيدا في داخلي ,لكني لااتوصل الى تحليلها.
واستطردت باطناب:
-كل شيء على مايرام بالنسبة لي,كنت اعتدت الحياة التي اعيشها,,كنت قد رضيت بالعجز الذي اشعر به امام الاقتراب من الرجال وفجاة يحدث هذا الحمل ,,يجب ان اتاقلم على هذا الوضع الجديد,وعلى رجل بالطبع.
_ربما تشعرين نحوه بانجذاب جسدي ؟
_لا !
اندفعت اجابتها بقوة,شعرت سالي باندفاعها فشرحت بصوت اكثر هدوءا.
_لم انجذب جسديا ابدا لرجل في العالم لماذا ساتغير؟
_يمكننا ان نعرف !ماالذي يجذب شخصين احدهما للاخر؟,,انه ليس مظهرهما الجسدي فقط ,اه اكثر قوة ربما انعكاس كيميائي او عقلي من يدري؟
_لا..... لست حساسة الى ذلك النوع من الانجذاب ,,على اية حال هذا لن يغير شيئا في مشكلتي الحالية.
_خطا !انه مهم لكي تقرري بنفسك اذا كنت ستقبلين فرصة الزواج ,,لقد رفضت الاجهاض ولديك فرصة الزواج بالاب,,,فاذا كنت لاتتحملين هذا الاب,فانه يخشى ان تؤدي معاشرته الى اصابتك بنوبات عصبية.
-انتبهي !لن يكون هناك لعلاقة زوجية كاملة ! سيكون زواجا افلاطونيا !
_لكنكما ستعيشان معا.....ماذا لو حاول تقبيلك؟
_ايه حسنا..... لقد قبلني فعلا, وجدت قبلاته غريبة جدا,,لاني لم اجد اي رغبة فيها ولكني شعرت بلذة وبدفء يعتريان جسدي كله كما لو اني غطست في حمام بخار ,هل تدركين؟
لمع في عيني جانين المكر واخذت تحرك قلمها بين اصابعها:
-اتقاومين تقرب اي رجل منك في فزع؟
-نعم في فزع واشمئزاز,لكن الامر مختلف مع جاك ,,اريد ان اقول انه عندما يقبلني لااتيبس ,بل على العكس...
_اذا كنت تشعرين بلذة ففي هذه الحالة ,ليس هناك مجال للقلق بشان الزواج.
فكرت سالي من جديد,,هل شرحت جيدا ماتشعرين به؟
لكن بم شعرت عندما قبلها جاك؟,, كم هو صعب ان تقول الحقيقة عن مشاعر معقدة بهذا الشكل!
_اريد ان اوضح ان قبلاته تزعجني في نفس الوقت,,احيانا ارى عيني جاك تتفحصانني مما يثيرني لاني لااعرف فيم يفكر؟
_اتوقع ان تعتادي بسرعة وجود جاك هاموند اذا قررت العيش معه,,لكن حدثي نفسك بانه ليس هناك على الارض من شخص ليس مضطرا لتغيير حياته من ان لاخر وان يتاقلم مع بيئته,,هذا يحدث بسهولة او بصعوبة لكنها تجربة تستحق المحاولة,,هل يخيفك تغيير نمط حياتك؟
_انا ...... لا ,انا لااعتقد.
القت جانين نظرة الى ساعة معصمها ,,عرفت جانين ان الجلسة اشرفت على الانتهاء ,فردت ساقيهاولبست حذاءها.
_بما انه اقترح عيلك زواجا افلاطونيا ,,لاارى في ذلك ما يزعجك.
نهضت سالي رافقتها جانين حتى الباب
_لن يسبب ذلك تغيرا كبيرا في حياتك,,حتى لحظة طلاقك,ستكون المسالة ان تستطيعي احتمال ,,العيش مع جاك هاموند كاخ واخت خلال بضعة شهور.
-لكن هل تعتقدين انني يجب ان اتزوجه اذن؟
ارتسم القلق على وجه سالي وظهر في نظرتها الحائرة المتسائلة .
ابتسمت جانين ابتسامة غامضة .
_عليك انت ان تقرري ياسالي باكستر.
***
اشترت سالي الفيشار ودخلت الى الحديقة العامة.
بمجردان لمحت مقعدا خاليا اتجهت صوبه على الفور.
جلست وجالت ببصرها في المكان.
لقد فكرت وفكرت في المشكلة ولم يطف الى ذهنها اي حل واضح,,يجب على سالي اتخاذ القرار وحدها.
جاء احد المتنزهين جلس الى جوارها فقطع حبل افكارها ,,وتبادلا الابتسام انها تعرف منذ زمن هذا الرجل الطيب الذي اسمته ليون الفيلسوف والذي ,,كان يبث في نفسها المرح لطريقته في مقابلة الحياة.
قال وهو يصلح من شعره الابيض الجميل.
_العصافير تتضور جوعا هذا الصباح,,لكن اذا استمررت في منحها الفيشار ,فلن تتقبل فتات الخبز ,,وسينتهي بها الامر الى طلب الحلوى بالشوكولاته.
ابتسمت سالي انها تعشق هذا النوع من التفكير المرح.
_سيكون لها الحق في الحلوى بالشكولاته اذا قبلت ,,ارتداء رابطة العنق والاحذية الجلدية الايطالية.
_احذية ايطالية ؟ ياالهي !لقد انتهت صيحتها حتى بالنسبة للحمام.
وبعد دائق من الحديث المرح قررت سالي ان تطلب مشورته.
_ليون اتخيل انه قد حدث لك عدة مرات ان اتخذت ,,قرارا مهما اليس كذلك؟ كيف لك ان تختار قرارا سديدا؟
_عزيزتي بما اني رجل متسكع منذ سنوات, لست بالتاكيد من يطلب نصحه.
على الرغم من كونه متسكع الا انه كان نظيف الملبس ,,شعره نظيف ,حليق الذقن ,عن قرب ,,يلاحظ قدم ملابسه عند الرقبة والرسغ .
_هل انت رجل متسكع حقا؟
_لقد تناقشت في ذلك طويلا مع امثالي,, ودون ان نصل لاجابة قاطعة ,اعتبر نفسي متسكعا.
كان يتحدث كما لو انه قد نال وساما.
_خلال سنين , حاولت ان اعيش مثل الاخرين,وفي النهاية توصلت الى اني قد اضعت وقتي.
وتابع قائلا:
_بما اني لاازعج احدا بطريقتي في الحياة فانا احب الناس ,,ولاابخل على احد بالنصيحة اذا طلبها, انت تعلمين انني كنت استاذ فلسفة في احدى الجامعات ,,كنت احاضر اعدادا غفيرة من الطلبة المنتبهين ظاهريا الا ان القليل منهم كانوا يسمعون ويعون ماادرسه,,لذلك قررت ان من يريد ان يتعلم سيتعلم بدوني ,,والاخرون سيكتفون بشراء الكتب والانغماس فيها.
القت سالي ببعض حبات الفيشار في فمها .
-هل تريد القول انك اخترت طواعية ان تكون متسكعا؟
_تماما.
_لكن اذا ماواجهتك مشكلة ,اذا رزقت بطفل مثلا ,فماذا كنت ستفعل ؟
قال مفكرا :
_نحن نتطرق لمشكلة مختلفة ,,اذا القي الي بمسؤولية شخص اخر غيري فسيكون اهتمامي بهذا الاخر ,,عندي احساس بالواجب يا عزيزي ,لااتصرف مثل الحيواني الاناني,,على الاقل سافعل ما استطيع.
وتابع قوله :
_لقد اكتشفت ياطفلتي العزيزة,,انك لاتجدين السعادة عندما تضحين بسعادة غيرك,,اذا كان لك الخيار فاختاري مايسعدك ويسعد الاخرين,لكن التمسي اولا سعادة الاخرين,,يصعب هذا الامر احيانا ,فلا يعرف المرء اين الواجب بالضبط.
الواجب؟ هل هناك عليها واجب تجاه هذا الطفل الذي لم يولد بعد؟,,نعم دون اي شك,ماافضل قرارا بالنسبة له؟ ان يكون للطفل اب؟
مهما كان شعورها نحو جاك هاموند فانها لاتستطيع ان تنكر ان في وجوده مصلحة كبيرة بالنسبة لطفلها ,,انه يحب هذا المخلوق الصغير ويريد ان يبني له بيتا بالامكانات التي يمتلكها ,,انه يحرص ايضا على متابعة الحمل, كما لو كان هذا الطفل ,,ثمرة لعلاقة غير عادية اوكنز كبيرا.
وبمجرد ان اتضح في ذهن سالي قرارها ,,شعرت بالارتياح اي ارتياح ,نهضت من فوق مقعدها والقت ,,بما تبقى من الفيشار تحت الشجرة .
_شكرا ياليون لقد افدتني اكثر من طبيبتي النفسية,, لقد اشرت الي بالطريق الذي يجب ان اسلكه وسافعل.
صاح اليها وهي تبتعد:
_هيه سالي ,ماالذي ستيغير؟
_حياتي .
ابتسمت اليه ورحلت في خطى مسرعة.
نهاية الفصل الرابع

ساشا علي likes this.

Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-06-16, 05:12 PM   #6

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الخامس
اغلقت سالي باب سيارتها وتسلقت السلم المؤدي الى باب العمارة الكبيرة,,كان هذا هو المكان الذي يسكنه جاك هاموند ,,غير واثقة قشرت الزائرة حبة الفول السوداني واكلتها لتتشجع ,واخيرا ضغطت على الزر.
كانت تعرف هذا النوع من العمارات حيث انها سكنت ,,هذه المنطقة الراقية في دالاس في شبابها.
انها تحتفظ بذكرى حزينة لهذا المكان ,شعرت برعشة تسري في جسدها .
انفتح الباب وظهرت سيدة في الستينات من عمرها ,,مبتسمة وشعرها رمادي نظرت اليها وعلامات الاستفهام تعتلي وجهها.
_هل استطيع رؤية السيد هاموند؟
_سارى اذا كان موجودا ياانستي من انت؟
_الانسة باكستر.
ادخلتها السيدة الى الصالون,تفحصت سالي الحجرة ,,ولاحظت ان مظهر المكاان لايشبه الذي اثقل طفولتها.
كان الاثاث فخما الا ان ترتيبه يبعث بالمرح اللوحات ,,التي تزين الحوائط تحمل توقيع راسميها وهم محدثون لكنهم ذوو حرفة عالية .
_سالي ؟
كان خلفها دهشا او ربما قلقا.
قالت :
_لك منزل جميل.
_انا سعيد لانه اعجبك , لكن تعالي الى مكتبي ,سنكون على راحتنا لنتحدث,, هذه الحجرة لاتستعمل الا عندما التقي باشخاص ياتون من تكساس.
امسك بكوعها وقادها داخل الحجرة المجاورة ,كانت تلك الحجرة واسعة لكن اكثر الفة,, نافذة زجاجية كبيرة تطل على مساحة خضراء حيث بعض الاشجار العالية ,,,معلق على الحوائط سجاد ذو لون وردي دافيء والستائر المزدوجة من نفس اللون.
غاصت سالي في احد المقاعد وجلس جاك في مواجهتها.
كانا يجلسان على جانبي مدفاة حيث تحترق قطع ,,الحطب رغم دفء هذا الفصل ,كانت رائحة الحطب زكية.
نظر جاك الى زائرته بقلق منتظرا ان تبدا الحديث ,,لكن سالي احتفظت بالصمت وعيناها مثبتتان على السنة اللهب المتراقصة.
قال اخيرا:
_سالي انا سعيد لرؤيتك هنا, لكن ماسبب مجيئك ؟,,كنا قد تواعدنا على اللقاء هذا المساء في منزلك.
_هذا صحيح ,لكني اتخذت قراري ولم ارد ان اطيل الانتظار لاشركك فيه.
لو رفعت عينيها لرات التوتر الذي اعترى وجه جاك وعضلات فكيهوساله بصوت هادئ:
_هل اتخذت قرارك ؟ماهو ؟
_لقد فكرت في اسبابك ,لااريد ان اخاطر اقل مخاطرة بتوازن طفلي النفسي ,,بما انه لايستطيع ان يعطيني رايه الان.....
ضحكت لهذه لفكرة وتابعة قائلة:
_لقد فكرت في انه من الافضل ان يكون له اب, وان يحمل اسم هذا الاب.
لم ينبس جاك بكلمة ,تنهد بعمق كما لو كان قد حبس انفاسه منذ دقائق عديدة ,,واخيرا التفت الى سالي بوجه مشرق .
غمرتها موجة سعادة عندما تبينت انها استطاعت اثارة هذا الاحساس في رجل مثل جاك,, رجل ذي سلطة ,لابشيء سوى الكلمات ,,استطاعت ان تسعده وان تجني ثمار هذه السعادة اشراقا جميلا على وجهه.
قال بصوت منخفض ومهتز:
_سالي .هذا رائع انا سعيد لانك لم تنتظري دقيقة واحدة لتشركيني قرارك,,متى تريدين اتمام مراسم الزواج؟ يمكننا بدء الاجراءات القانونية في الغد,,نقوم بالفحوص الطبية بعد الظهر ونتزوج السبت القادم .
طوق يدي سالي بيديه واستطرد كما لو كان يحدث نفسه:
_هناك كنيسة جميلة في الحي الذي اسكنه ,,اتمنى ان تكون خاوية لنتم فيها مراسم زواجنا.
_لكن..... اسبوع واحد لاتمام زواج,, حتى لو كان زواجا شكليا مثل حالتنا ,ليس كافيا !
_بل هو كاف بالتاكيد ,ساقوم بكل شيء ,,اضمن لك ذلك, يجب ان نفكر في نقل امتعتك من الغد.
صاحت :
_ماذا ؟انت تحلم؟ انت تتسرع جدا ولماذا انقل امتعتي ؟ ولماذا الكنيسة ؟,,لقد اتفقنا على اتمام هذه الشكليات باختصار,,يعني اتمام الاجراءات دون استدعاء رجل دين يبارك زواجنا الى الابد!
سالها في دهشة:
_الا تؤمنين بالله ؟
_لم اقل ذلك, لماذا مباركة زواج لن يدوم اكثر من حوالي خمسة اشهر ؟,,ثم انك متزوج شرعيا ,اليس كذلك؟
_نعم ,لم تكن زوجتي كاثوليكية ,استطيع اذن ان اعقد زواجي بمباركة الكنيسة ,,اني حريص على ذلك لاني....... افكر في هذا الطفل المسكين عندما يعلم اننا قمنا بنصف الاشياء؟ ,,يالها من اهانة له !بالاضافة الى ان مباركة رجل الدين ستعود بالخير على الطفل الذي مازال في بطنك.
سالته بصوت متردد:
_اه ..... هل تعتقد في ذلك فعلا ؟لكن ..,,. لكن لماذا علي ان اتي على الفور لاسكن في منزلك؟,, كنت اعتقد انك ستاتي الى منزلي اننا لن نعيش معا بشكل متصل.
_بالتاكيد ,بالتاكيد.....
قال بصوت هادئ :
_لكني اعتقد انك سترتاحين اكثر في منزلي ,,الطفل وانت في الاسابيع الاولى التي ستعقب الولادة ستحتاجين للمساعدة وستستطيع السيدة برات مديرة منزلي منذ الان مساعدتك.,,. ستعتادينها والعكس صحيح وستمر الامور لى خير بدون صدام,بعدالولادة,,ستستطعين الاعتماد بالكامل على مدام برات التي اعتادت الاعتناء بحديثي الولادة.
رغم كلامه المعسول الذي ارتاحت اليه سالي ,,لكن القلق تحرك داخلها, ان الامور تمر بسرعة.
وتتابع القرارات بسرعة مذهلة يجعلها تجد مشقة في اللحاق بها.
كيف يستطيع اقناعها بالمقترحات السديدة وبالقرارات المتهورة مثل زواج ابيض لكنه مبارك من الكنيسة ونقل معيشتها الى منزله بدون هدف واضح.. الا ان كل شيء كان سهلا ومشجعا لها على الاستماع.
اجابت:
_نعم حسنا جدا.
صمت جاك وحنى راسه وطبع قبلة خفيفة فوق انفها,,لم يستطع تجاهل حركة التراجع التي اثارتها هذه الحركة البسيطة ,,قال بصوت دافئ وودود ومقنع في ان واحد:
_يبدو لي انه من الطبيعي ان يقبل ابو الطفل ام نفس الطفل,ام ماذا تظنين ؟
_طبيعي ؟امم......انه ليس غير طبيعي في الحقيقية,لكني لست معتادة على هذا النوع من ..... ,,الاشياء المعتادة لاتنس ان هذا الزواج زواج افلاطوني.
لم يثر تعليقها اي دهشة لدى جاك.
_زواج افلاطوني لايعني علاقة جامدة,العديد من الناس ,,ليسوا الا اصدقاء ولابترددون في تبادل القبلات من وقت لاخر,,ليس هناك اي خروج عن الليلقة ليس هناك الا الصداقة.
لتلك الكلمات البسيطة شعرت سالي يرجفة متجنبة النظر الى زوج المستقبل ,,مرت سالي بلسانها فوق شفتيها بعصبية.
قالت :
_ساعتاد ذلك ,ان والدي لم يظهرا هذا الجانب على الاطلاق ,لم يتبادلا القبلات ابدا,,عندما كنت طفلة كنت اعتقد انه سلوك ليس ذا اهمية ,,لم يكن الا ......حديثا فهمت اهمية هذا السلوك.
رمقها بنظرة متسائلة ففسرت له:
_مع ليندا...صديقتي كنا نهتم بشكل باطفال معوقين في احد المستشفيات في الاسبوع الماضي ,,ارادت فتاة تقبيلي ,لم اكن اتوقع ذلك ادرت عنها وجهي تبينت فجاة انني قد جرحت الطفلة,انسابت على وجنتيها حبات دموع كبيرة,,لم اعد اعرف ماذا افعل,اردت ان اقبلها لكنها ازاحتني بثورة.
دهشت سالي لروايتها هذه القصة الصغيرة ثم اعترفت:
-كان لي اعترف بذلك,رد فعل احمق ,يجب ان اصلح من هذه النقيصة ,,سيكون رائعا ان يكون لي صديق ودود مثلك.
لم يظهر على وجهه سوى اتباسمة ماكرة في ركن شفتيه عندما استمع الى هذا التصريح بحركة رشيقة ,,نهض بحيوية وتوجه نحو النافذة يتامل المساحة الخضراء.
ثم بصوت شارد قال:
_وهو كذلك صديق ودود.
***
كان جاك ممددا فوق سريره ويداه متشابكتين خلف راسه,,وكانت سترة البيجامة مفتوحة عن صدر برونزي وعضلات بارزة ,لتعرضها لشمس تكساس.
اشعل سيجارة وحملق في السقف ,سال نفسه ماذا تفعل سالي في مثل هذاالوقت من الليل ؟,,لقد رفضت اقتراحه ان يمضيا السهرة معا وقالت ساضي ,,الليلة مع اصدقاء لي....... لقد وعدتهم منذ وقت طويل.
وعلى سبيل الحرص لم يصر.
مر اليومان التاليان بسرعة البرق ,انتهت الفحوص ,,الطبية وانتهت اجراءات الزواج بسبب علاقاته في الجهات الرسمية,, وبعد ذلك جاء دور نقل امتعة زوجة المستقبل.
ابتسم جاك عندما تذكر سعادة سالي عندما رات ,,حجرتها لكنه لاحظ دون ايجاد السبب ,الحزن يكسو ملامحها فجاة.
وعلى سبيل الحرص لم يطرح اي سؤال.
وفجاة قفز من سريره وامسك سماعة التلفون لم تكن ,,الاالحادية عشر مساء فلم يكن الوقت متاخرا جدا ليجري مخابرة تليفونية.
طلب رقم سالي وانتظر خمس رنات قبل ان ترفع ,,سالي السماعة وبعد ان اجابت سمع جاك اصواتا عالية,فاصيب جاك بالقلق.
صاح :
-ماذا يحدث؟
_جاك .؟
كان عليها ان تصيح حتى يستطيع ان يسمع صوتها من بين هذه الضوضاء.
سالها :
_ماذا تفعلين ؟
_ليندا وانا دعونا اصدقاء المستشفى لاودع حياة العزوبية وانضم الينا بعض الاصدقاء الاخرين..,,.لقد استلمتوا برقية...ماذا ؟,,لا اسمعك جيدا اصوات كثيرة حولي ,ماذا ؟
اختفى صوت سالي في دوامة من الصيحات والضحكات ,وضعت سماعة التليفون لاهية ,,تاركة جاك غاضبا ومنشغلا ,وبما انه رجل صاحب قرار ,,فقد رفض ان يفكر طويلا ولبس ملابسه.
وبعد عشر دقائق كان يقود سيارته المرسيدس.
انطلق في الشوارع الخاوية, وهو يسال نفسه عن شخصية زوجة المستقبل ,,انه يخاف عليها,انه يراها ضعيفة وحساسة ,,لكن على الرغم من ذلك يكمن في داخلها قوة غير متوقعة.
لقد صرحت له د.ماتياس انها تعاني تبعات حادثة تعرضت لها في طفولتها ,,لم تنمح اثارها,لكن ماهذه الحادثة بالضبط؟ لم يكن يعرف.
لقد كانت سالي جذابة الى حد بعيد ,سلوكها به شيء من السحر .
كيف لها ان تكون فتاة شابة في الثالثة والعشرين وليس لها دراية بشؤون العواطف؟ ,,حتى تلك الليلة الحميمة التي ادت الى زواجهما ,,اظهرت جهلا وعدم دراية بالعلاقة بالرجل.
ورغم عواطفها المتاججة في تلك اللحظة كان واضحا انها لم يسبق لها تجربة الحب.
خلاف د.ماتياس لااحد يستطيع الاقتراب منها دون ان يفهم شخصيتها ,,ارتسمت على شفتي جاك ابتسامة,كان يعرف ان الطبيبة على حق ,,فهو شاهد على ذلك ! ان سالي تشغل تفكيره على الدوام.
كسر اشارتين حمراوين وركن سيارته امام منزل سالي وهو يستقبل المصعد.
سال نفسه اذا كان مخطئا باقتحامه لمنزل خطيبته ام لا؟ ,,لكنه كان مستعدا لان يطرد اصدقاءها اذا استشف ادنى علامة تعب على زوجة ام المستقبل.
عندما فتحت له الباب ,اكتشف ان ليس هناك احد.
وقد شاع الفوضى غير معقولة,زجاجات فارغة في كل مكان رائحة سجائر ,,قصاصات ملونة منتشرة على قطع الاثاث وشرائط ,,وصناديق من الكارتون مفتوحة مبعثرة على الموكيت.
_اين مدعووك؟
ضحكت وانحنت لتجمع الشرائط.
_ادعيت انه قد اصابني الصداع,,ولقد ذهبوا جميعا ليكملوا السهرة في شقة ليندا صديقتي.
انحنت من جديد وامسكت بصندق مغلق بشريط من ,,الستان الوردي اخذ جاك الصندوق من يدها بشكل تلقائي وفتحه .
امسك بين اصابعه ثوب نوم فضفاضا مزينا بالدانتيل.
نظر اليها ضاحكا,توردت وجنتا سالي خجلا ونزعته ,,من بين يديه وضمته الى صدرها.
_لاصدقائي افكار غريبة عن مظهر المراة ليلة زفافها.
ردد ببطء:
_غريب.....هذه ليس الكلمة التي ساستخدمها.
ابتعدت تاركة الشرائط الوردية ,تبعها الى غرفة النوم .
_جئت بساطة لاعرف اذا كنت تحتاجين لاي مساعدة .
_اوه ,كلا ......شكرا , كل شيء على مايرام غدا صباحا ,سانتهي من حزم باقي امتعتي وسانتقل الى منزلك,,لن ارتب هذه الفوضى الليلة,ستقوم بهذا العمل سيدة مسؤولة عن النظافة,,سالتها ان تاتي مرتين في الشهر لتقوم بتنظيف المنزل في غيابي .
لم يتوقف جاك عند هذه العبارة ,انها مازالت معتقدة ,,ان غابها عن منزلها سيكون مؤقتا وهذا يضايقه لكن لايجب العجلة في سبق الاحداث .
عاد الى حجرة المعيشة وجلس على الاريكة عادت ,,سالي ونظفت الارض قليلا وبرشاقة اعجب بها في صمت كانت تروح وتجيء بدون صوت,مبتسمة ومبتعدة عنه.
امسك البوم صور موضوعا على رف .
تصفحه دون اكتراث ثم لفت انتباهه الاشخاص الذين ,,يمرون تحت عينيه رجل وامراة تتكرر صورهما.
انيقان يبدو انهما متحابان التقطت لهما صور في ,,ميدان سان مارك في فنيسيا امام نافورة تريفيس في روما.
ثم على ظهر يخت ابيض يشق مياه البحر الزرقاء ثم على ربوة ثلجية في الالب ,كانت هناك صفحات وصفحات فجاة ظهرت بجانب الوالدين .
فتاة صغيرة شكلها مالوف بهيئتها الجادة وشعرها ,,المتموج البني انها سالي وبعد ثلاث صفحات ظهرت من جديد بجانب ولد صغير يشبهها بينما يبدو مظهره اكثر حيوية .
رفع جاك عينيه نحو سالي التي عدت الى الحجرة.
_هل لديك صور اخرى؟
_لا ليس لدي صور اخرى.
_لاارك وانت في الجامعة او في اجازة على شاطيء البحر ,,هذا النوع من الصور الذي احب ان اراه.
-لايوجد.
_لكن كيف استطيع اذن ان اعرف ماذا سيكون شكل طفلنا ؟
_اذا كان محظوظا فلن يشبهني ,كنت فتاة صغيرة غير جميلة.
_ليس في هذا الاليوم على اية حال.
_ليس لدي صور اخرى لي,لم يحرص والداي على التقاط الصور لي في كل المناسبات.
لم يمر على زائرها جفاف اجابتها,قلب جاك الصفحات من جديد مفكرا.....,,..اخر صورة ل سالي كانت وهي في العاشرة تقريبا بجانب رجل جذاب للغاية,,رجل في الثلاثين في الزي العسكري,صدره مرصع بالنياشين يبتسم للمصور.
_من هذا الرجل؟
اجابت بعد لحظة صمت:
_العم بول.
_اخو والدك ام اخو والدتك؟
استدارت وابتعدت كما لو كانت تريد الهروب من الاسئلة .
_لاهذا ولاذاك انه صديق العائلة,معذرة ساعود.
اختفت ,شيء في سلوكها ايقظ فضول جاك ,,اثناء تفحصه الالبوم صورة تلو الاخرى اكتشف صورا عديدة لهذا العم المزيف بول على شاطئ البحر,,في ملابس التزحلق ,مستعدا دائما للتصوير,,شعر جاك بغموض في وجود هذا الرجل الغريب ,ولكنه لم يتوصل الى السبب.
فجاة اثقله الصمت الذي خيم على المكان اين ذهبت سالي؟
نهض وناداها ,لم يتلق اجابة,فتح باب المطبخ ,,لايوجد احد ,طرق باب الغرفة اجابه الصمت دخل وراى مصباحا مضيئا بالقرب من سرير ضيق ذي ملاءات وردية.
_سالي ؟اين انت؟
لااحد ايضا في الحمام ,احتار جاك وتحقق ان سالي ,,لايمكنها ان تخرج من الشقة دون ان يلاحظ ذلك.
انها اذن مختبئة في مكان مافي الداخل ,سمع صوتا خلف باب صوان فتحه.
كان هناك ممر يفصل بين صفي الملابس المعلقة في الصوان ,,كانت مكومة فوق ملاءات ووسط كومة احذية وحقائب .
كانت سالي محيطة ركبتيها بذراعيها,رفعت عينيها في فزع ونظرت الى جاك ثم اغلقت جفنيها .
دخل واغلق باب الصوان خلفه ,جلس الى جوار ,,سالي وترك عينيه تتعودان على الظلام,اخيرا وضع يده فوق يدها .
_الا تريدين ان نتحدث عن العم بول؟
_نعم لااريد؟
_ماذا تفعلين هنا؟
كان صوته ودودا ولاتشوبه شائبة تسلط,,او تذمر بدات سالي تهدا ونجحت في ان تطلق ضحكة صغيرة .
-هذه عادة قديمة ,عندما اشعر بالاضطراب ,,هذه محاولة مني حتى استعيد الامان الذي يشعر به طفل في بطن امه,لكني لااعتقد في ذلك.
_لماذا اذن ؟
_لم يكن هناك اية علاقة مودة بيني وبين امي.
تفوهت سالي بهذه الكلمات ثم ضحكت وشاركها جاك الضحك واحاطها بذراعه في تنهد ينم عن الرضا .
راحت تتكئ على صدره القوي وراح يربت شعرها بحركة حانية .
همست :
_معك حق جميل ان يكون للمرء صديق ودود.
_اتمنى ان تظلي تفكرين في ذلك,وتعرفين ان الاصدقاء يتحدثون بصراحة ,,ويتقاسمون المشاعر والافكار ,ويتصارحون بالاسرار.
_هذا ليس راي ليندا,نحن لانتبادل الاسر .
_لكن هل هي صديقة ودود وحساسة؟
_لا,على الاطلاق .
صمتت ,وفكرت برهة ثم اعترفت بصوت مهتز مجرد من اي تعبير:
_كان العم بول افضل صديق لوالدي بعد موت تومي,كان يلتي الى منزلنا كل يوم.
_من تومي؟
_اخي الصغير ,لابد انك رايته في الالبوم,,كان والداي يعشقانه وانا ايضا,كان مليئا بالحيوية وبالمرح ,لقد مات اثر تحطم الجمجمة عندما سقط من فوق الارجوحة,,,لم يذهب الحزن ابدا عن والدي,لقد انحسب بشكل ما من الحياة,واختفى حبهما الزهيد لي تماما دون ان افهم لماذا ,,ربما قد خشيا ان يبثا حبهما الذي كان لاخي في ,فالقى نفس المصير ويعاودان ساعات الحزن الرهيبة,,فضلا تجنب هذا الخطر ,الشخص الوحيد الذي تقبلاه في عزلتهما كان العم بول ,,لقد اثبت براعة في حرب دارة في كوريا وبشكل ما يبدو قويا.
صمتت بعد هذه الاعترافات واحترم صمتها .
ثم سال:
_هل كنت تغارين منه ؟هل كنت تعتقدين انه قد سرق منك حب والديك؟
_ربما ...... لست لدي.
من الصور يبدو ان هذا العم بول مفعم بالحيوية والحرارة والمرح لابد انه قد في بنت صغيرة وحيدة ,,ومنغلقة مثل سالي الى حد الاعجاب ,لقد حولت عليه كل مشاعر الحب التي رفضها والداها.
_لابد انك كنت تحبين ان يقضي معكم كل الوقت,اليس كذلك؟
-بلى.
احتوى صوتها على نبرة غضب او بالاحرى كراهية.
_كان يحبني ولايخفي حبه ! انكرني والداي ففضلت عليهما العم بول مائة مرة.
_هل مات العم بول؟
قالت وهي تضحك في مرارة:
_نعم لقد مات لكنه قتل اولا صورته التي رسمتها له في ذهني .
ارتعشت في عصبية,تعلقت بذراعيها في رقبة جاك.
وظلا متقاربين لحظة,هو يحاول ان يهدئها وهي تحاول ان تنعم بدفء معانقة جاك,,ربت شعرها باحثا عن تفسير لعبارتها الاخيرة.
يبدو الموضوع مؤلما انه يعرف ذلك وحاول تعزية ,,الفتاة الشابة الرقيقة والقوية التي استسلنت بين ذراعيه.
عندما شعر انها استعادت سيطرتها على نفسها سالها:
_هل لديك قهوة؟
دهشت لسؤاله وهي في ملاذ حضنه الدافئ ,ثم قهقهت في حيوية .
سعد جاك لذلك ارادت قبل ان تنهض ان تمنحه قبلة عرفان,,عندما شعر بملامسة شفتيها لوجهه ضمها من جديد,لو شعر باي مقاومة لتوقف الا ان ,,سالي لم تظهر اي مقاومة ونعما بقبلة طويلة دافئة ,لم يرد جاك ان يتمادى حتى لايثير الخوف الدفين في نفسها.
نسيت سالي كل شيء مخاوفها وعقدها ,,متاثرة بلمسات جاك الحانية التي جعلتها تزدهر مثل الزهرة التي تتفتح مستقبلة اشعة الشمس .
ايقظها من نشوتها صوته الاجش :
_ماذا عن القهوة؟
نهضت سالي وقالت:
_انا سيدة منزل ردئية جدا,لكن صدقني لست معتادة استقبال صيوفي في صوان الملابس.
تبعها حتى المطبخ ,انبهر جاك بتفجر الفرحة التي ,,شعر بها عندما ايقظ في سالي نشوة الحب.
الان اصبح متاكدا, انه يحب هذه الفتاة الرقيقة المعقدة,,انه يحبها ليس فقط لانها ام طفله وليس لانها جذابة وبحاجة الى المساعدة,,لكن لشخصها ايضا,بتناقضاتها وسحرها وانتظارها اليائس للسعادة.
نهاية الفصل الخامس

ساشا علي likes this.

Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-06-16, 05:14 PM   #7

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السادس
كانت الحجرة تضج بالموسيقى والضحكات والاحاديث المرحة.
وعلى الرغم من ذلك سالي لاتسمع شيئا.
بابتسامة مرسومة على شفتيها ,,حاولت ان تقنع نفسها ان كل شيء على اتم وجه وانها لاتشعر بالتعب.
لكن داخليا كان الحب يثير اضطرابها.
لد ذهبت الى نهااية مشروعها بصدق وامانة.
ونظرة الى جانبها تكفي لكي تتحقق من ان لها رجلا ,,يسمى زوجها يقف الى جوارها امام السيد العمدة.
كانت سالي ترتدي ثوبا من من الجرسيه الوردي,وهو لون يناسبها بشكل بديع ,,وتضع شريطا متناسقا على قبعتها المصممة في ارقى بيوت الموضة في دالاس.
فكرت سالي لقد انتظم كل شيء الان ,لن استطيع الرجوع الى الوراء ,,انا زوجة هذا الرجل الذي لااكاد اعرفه.
وضع جاك يده القوية على ذراعها وشعرت بدفء ,,يده يتسلل الى جسدها وتبينت في تثك اللحظة انها مخطئة اذا فكرت في انها لاتكاد تعرفه.
انها تعرف عنه انه كريم ومستعد للطيران لنجدتها ,,انه لايخفي سعادته التي يشعر بها لانه سيكون ابا.
ويعرض اقتراحات مدهشة ليكون في نفس الوقت ,,حارسا متيقظا لزوجة المستقبل ,وابا مسؤولا تجاه الطفل الذي سيولد.
ليلة حفل الزفاف,بعثت سالي بدعوة الى والديها لحضور الحفل .
في الصباح تلقت الرد وهو عبارة عن كلمة تهنئة واعلان قدوم شيك في خطاب قادم.
خفضت عينيها ونظرت الى الخاتم ,الذي البسه جاك لاصبعها ,مرة اخرى اعجبت بجماله.
سالها جاك :
_هل يعجبك؟
اجابت بحرارة:
_بالتاكيد اجده رائعا ,لكن......
_لكن ماذا ؟
_انه جنون ! خاتم باهظ القيمة كهذا لزواج لن يدوم اكثر من بضعة شهور,هل هذا معقول؟
_لن تفقديه ,وعلى اية حال فلن يكون لذلك اهمية,,اذا حدث ذلك فساشتري لك واحدا اخر,هل قلت لك انك ساحرة؟
ارتسمت على شفتيها ابتسامة مشرقة ونظرت الى وجهه ,,مرة اخرى اخذت بجمال ملامحه وعمق نظرته.
_لا لم تقل لي ذلك مرة واحدة منذ الصباح,كرر على مسامعي ذلك لذن لو سمحت.
لكن لم ينبس جاك بكلمة وتاملها.
كانت هذه هي المرة الاولى التي تلقى فيها بدعابة.
بعد مراسم الزواج,كان الحفل يقام في افخم فنادق دالاس,,لم تهتم سالي باي ترتيبات لاسيما وقد بعثت بعض الدعوات الى اصدقائها.
لقد نظم الفندق كل شيء,من البوفيه المتنوع الشهي ,,حتى اختيار الفرقة الموسيقة والديكور,الخ.
قرر جاك اقامة الحفل خارج المنزل,كما شرح ل سالي ,,حتى يستطعان الانسحاب خلسة في الساعة التي تناسبهما.
عندما كانا يدوران ضمن الراقصين همس في اذنها:
_انت متعبة ,اليس كذلك؟ استطيع ان ارى ذلك ,لنعد الى منزلنا ياطفلتي.
في السيارة وضع ذراعه بحنان فوق كتفي سالي ,حتى شعرت بانها محمية في شرنقة,,تلاشى تعبها ,ولكنها عندما دخلت المنزل شعرت بقلق بسيط,لكن استعادت ثقتها بسرعة.
امام الحجرة التي اعدها لها ,,ابتسم واغمض عينيه الزرقاوين وطبع قبلة على وجنتيها وقال بصوت هادئ:
_احلاما سعيدة ياسيدة هاموند يازوجتي.
وعلى ابتسامة جديدة,ابتعد ووصل الى غرفته .
في ذهن سالي اخذت تتردد في احلامها طوال الليل مثل الوصلة الغنائية.
في صباح اليوم التالي,عندما فتحت جفونها,,تاملت سالي في انبهار الغرفة التي اصبحت غرفتها,لقد وجدت فيها الفخامة والراحة ,,والجمال تمددت في نشوة وسط الملاءات المطرزة وابتسمت لهذا العالم الجديد المقبل عليها.
لم تشعر باي انزعاج امام هذا الغيير في الحياة على العكس شعرت بشيء من الاثارة.
جلست في سريرها واحاطت ركبتيها بذراعيها .
يالها من غرفة جميلة ! لقد قرر جاك ان ينقل غرفتها التي كانت تعيش فيها الى منزله .
نظرت في سعادة الى السرير النحاسي ,وساعة الحائط والتسريحة ,,حتى الرسومات المتعرجة لمعوقي المستشفى مكدسة على رخامة المدفاة.
انها حجرتها على الرغم من تغير الديكور وكبر مساحتها.
قفزت سالي من سريرها ودخلت الحمام,,سالت نفسها وهي تنظف اسنانها كيف ستمضي يومها
ارتدت ملابسها بسرعة وخرجت تبحث عن افطار لها ,,ول جاك وربما عن مشاعر جديدة ولذيذة.
لم يستمر هذا البحث طويلا ففي الصالة,رات جاك الذي رمقها بنظرة متسائلة,,ثم امسك يدها وقادها الى حجرة الطعام التي تطل مباشرة على الحديقة .
_اتصلت العمتان هذا الصباح.
افرغ القهوة في قدحين وقدم لها احدهما.
افترش الطاولة طاقم فضي رائع وانواع عديدة من المربى .
_العمتان ؟من هاتان العمتان؟
_انهما يريدان مقابلتك اليوم,ودت ان تكون هناك مهلة,,لكنهما اصرتا ولم استطع الا ان استجيب.
استطرد:
_لاتقلقي انهما سيدتان عجوزان ساحرتان لكن....
_لكن ماذا ؟
_لكني افضل الا اقول لك اكثر من ذلك حتى تكوني رايك بنفسك.
ولت الضحكة التي صحبت جملته بعض التشكك لدى سالي ,لكنها لم تجب.
قررت ان تلبس ملابس تقليدية ,,لبست جيبا اصفر وقميصا ابيض بازرار حتى اعلى.
احمر شفاه ؟ترددت وهي تعض شفتيها امام المراة ,,وماذا لو ان عمتيه كانتا تميلان الى موسيقى الروك والميني جيب؟
كلا !هذا مستحيل.
بمجرد ان وجدت نفسها في مسكن عائلة جاك ,,عرفت سالي ان العمتين ليستا متبرجتين كما كانت تخشى منذ دقيقة.
هذا المنزل الضخم ذو الطابع العتيق اعجبها وقد اعيد طلاؤه بالالوان دفئة تشبه لون الخوخ.
وعندما كانا يعبران الباب الحديدي المؤدي الى الممر المرصوف بالاشجار العتيقة .
قال جاك:
_ايه حسنا ,مارايك؟
صاحت بحماس :
_اعشق هذا النوع من المساكن الباروك ينقصني معرفة مالكي هذا البيت الفخم.
_في هذه الحالة ,ليس هناك جدوى من الانتظار اكثر من ذلك.
لم يستطع جاك اخفاء الفرحة التي ومضت في عيني سالي جعلت الدفء يسري في قلب رفيقها.
لم يطرق الباب لكن فتحه بالمفتاح ,,ثم ادخل سالي وراقب رد فعلها لم يناسب مظهر هذا المسكن الرائع من الداخل فخامته الخارجية.
كان الضوء خافتا في الصالة منبعثا عبر الزجاج ,,الملون اعلى الباب ومع ذلك كان من الممكن رؤية جمال السلم المفروش بسجاد ذي لون قرمزي .
ظلت سالي ساكنة مبهورة بفخامة الديكور بينما كان ,,جاك يلقي نظرة عبر احد الابواب المؤدي الى صالون صغير.
لكن لم يكن هناك احد في الداخل همهم عائدا الى الصالة ,لابد ان يكونا في مكتبهما .
امسك سالي من ذراعها وقادها عبر عدة ردهات حتى حجرة المكتب ,انقطعت انفاس سالي ,كانت الحجرة مكدسة بالاثاث من كل الاشكال والاحجام,طاولات من الخشب وبرفانات صيني وفي احد الاركان قيثارة من الخشب المذهب.
ارادت ان تقترب لتتاملها ثم القت نظرة على تنوع وعدد الحيوانات المنتشرة في حجرة المكتب.
عصفور ضخم فارد جناحيه على الحائط ,بجانب دب ,,بالحجم الطبيعي كانه يحرس القيثارة بجانب ثعبان محنط متموج.
_كم هي لطيفة ,اليس كذلك.
عندما رفعت سالي عينيها ,تبينت انها امام العمتين ,,حيث كانتا بجانب النافذة تبتسمان ويحيط راسيهما هالة من الشعر الابيض وهما تنظران الى الزائرة ,ثم عادا الى التطريز.
اجابت الاصغر سنا:
_نعم حقا انها ساحرة,اليس من المدهش ان يتعرف عليها جاك؟
_جاك ولد طيب ,احيانا يتصرف بغرابة ,لكن نياته دائما طيبة على اية حال,,لايمكننا ان نحاسبه على خطا بسيط ارتكبه في صغره.
نظرت سالي الى جاك دون ان تخفي ابتسامتها.
من وقت الى اخر كان يرمقها بنظرة مضطربة ,,وقلقة كما لو كان يريد ان يعتذر لها عن اقحامه ,,اياها في العالم السحري الذي يشبه اليس في بلاد العجائب ,لكن السعادة كانت ظاهرة على وجهها .
جلست سالي عند قدمي العمتين :
_ماتلك القدم التي تتحدثان عنها ؟
قالت الصغرى:
_هذه القدم تعود الى والدي !لقد احضرها من افريقيا او الهند ,لم اعد اذكر ,,كان ذلك منذ وقت بعيد عندما كنت انا واختي طفلتين.
قالت اختها :
_بسماعك هذا يعتقد اننا لم نعد الا مومياوين مسنتين.
_لايهم ,لقد كنا صغيرتين جدا عندما احضر ابي هذه القدم من احدى رحلات سفره,,انت لاتعرفين اذن مافعله جاك؟ لقد دهنها باللون البرتقالي ! ,,قدم فيل كهذا لم يعد هناك مثله ابدا!
ابتسم جاك الذي اقترب منها واضعا يديه في جيبيه واكتفى ان همس:
_لم اكن الا في الحادية عشرة !
_ربما لكن قدم فيل برتقالية اللون ,شيء لاوجود له.
قرر جاك الا يعارض عمتيه واقدم عليهما يقبلهما بحنان,ثم قدم الييهما زوجته.
وضعت الانسة انابال التطريز وامسكت يدي سالي وعيناها تشعان بالسعادة ,,ثم فعلت صوفي نفس الشيء بدورها ,,قامت الاختان باعداد الشاي وهما تتحدثان بحيوية .
لم تخف سالي امتنانها ,شعرت بارتياح عظيم عندما ,,شربت الشاي المعطر المقدم في المقدم في قدح رائع من الخزف الصيني.
لم يكن هناك فرصة ليتبادل جاك وسالي كلمة واحدة,في طريق العودة ,,سالها جاك عن انطباعها ,هل قابلت شخصين بهذه الغرابة وهذا السحر.؟
انفجرت ضاحكة :
_اراهما رائعتين !اني اعشقهما انهما سرياليتان تماما !
اسعده رايها وقد ارتاح لذلك الراي.
_كنت اخشى رد فعلك ,ربما تصورت ان الطفل قد يرث كروزومات مقلقة.
_اذا استطاع الطفل ان يفلت من الكروزومات الخاصة بي ,,فلا خوف عليه من تلك الخاصة بعمتيك.
نظرت شاردة عبر نافذة السيارة.
_انهما ودودان وهذا هو الشيء الوحيد الذي يهم, اليس كذلك؟
_بلى هذا صحيح.
لم تكن اجابته الا همسا.
***
غيرت سالي وضعها على الاريكة وبحثت عن كتاب تقرؤه.
كان ذلك من الصعب لانها شعرت بنظرات جاك مثبتة عليها.
كان لابد ان تتعود على هذه المراقبة الصامتة ,لقد مر شهر على زواجهما .
كان ينظر اليها دون توقف احيانا ويبدو عليه التفكير واحيانا على وجهه تعبير الانتظار,,لكن ماالذي ينتظره منها ؟ ظل السؤال بدون اجابة.
رفعت عينيها والابتسامة تعلو شفتيها وكما كانت تتوقع تقابلت عيناها بعينيه .
قالت ساخرة :
_هل تعلم ان الماء الذي تراقبه لايصل الى درجة الغليان؟
اعتذر :
_هذا رغما عني ,اخشى دائما ان تصابي بسوء..... ,,افكر وانا وانا انظر اليك الان في ان كل ماتاكلين يغذي الطفل ,هذا مدهش ,الاترين ذلك؟
تنهدت وقرات عنوان الكتاب الذي تمسكه بين يديها ,,فجاك عندما لايراقب زوجته يقرل كتبا عن الحمل.
اجابت بلا مبالاة :
_بلى هذا مدهش .
عادت الى قراءتها, لكن بعد برهة صمت,عاد جاك الى الحديث:
_انا قلق بشان الدواء .......تعرفين الدواء الذي وصفته لك د ماتياس لعلاج الضغط.
منذ زمن بعيد نسيت سالي كل شيء عن هذا الدواء,,المسؤول عن وجودها في منزل جاك هاموند .
وضعت الكتاب واجابت بهدوء:
_الم اشرح لك انني لم اعد اتناوله ؟,, بمجرد ان عرفت د .ماتياس ود. وايت تاثيره البالغ على تصرفاتي منعتاني من تناوله ,,ليس هناك داع لاتباع هذا العلاج لقد مرت الاشهر الثلاثة الاولى,,من الحمل وهي الاكثر حساسية بوجه عام على خير وبشكل طبيعي دون علاج.
_اريد فقط ان اكون على علم.
اجابت وهي تخبط على يده:
_اعرف ولاتريد ان تفوتك فرصة.
ضحكا وعادت الى القراءة ,مدت ساقيها لتريحهما.
فجاة انحنى جاك وضغط باصبعه على ربلة ساقها.
صاحت سالي:
_جاك ماذا تفعل؟
_اريد ان اتاكد انك لاتحجزين الماء تحت جلدك, كتابي يقول ان الكثير من الملح يسبب احتجاز الماء وانت تاكلين كثيرا من الفول السوداني.
غيرت وضعها مرة اخرى,ودفنت وجهها بين يديها ثم تحدثت بهدوء:
_اسمع قليلا ايها الاب ! انا في حالة جيدة والطفل ايضا !,, عندي طبيبتان من الدرجة الاولى تتابعان حالتي باهتمام بالغ ,ليس هناك ما يستدعي قلقك ,هل هذا مفهوم .؟
تفوهت بتلك الكلمات بنبرة ضاحكة وفي نفس الوقت جادة .
اراد ان يعترض لكنها منعته:
_جاك , اربع وتسعون بالمائة من السيدات الحوامل اللاتي ياكلن الفول السوداني يضعن اولادا رائعين ,,,ان الفول السوداني يحتوي على بروتينات مهمة لهن ولايمكنك معارضة الاحصاءات.
جعلتها نظرته المتشككة ترتجف في اعماقها:
_هل الفت تلك الاحصاءات بنفسك؟
اذعنت قائلة:
_هذا شيء طبيعي انها عادة عندي عندما اريد اقناع شخص ما.ولن يتحقق احد ابدا من مصادري.
اتك براسه على مسند مقعده وانطلقت ضحكة عميقة ,,من صدره ,ثم احتضن زوجته وهو مازال يضحك:
_انت رائعة ! ساحاول الا ازعجك بمخاوفي لكني افكر دون توقف في ذلك الطفل الذي سيولد ,,انه شيء رائع تماما !مولد طفل !وحتى في مكتبي ....
توقف فجاة ونظر الى ساعته:
_ياالهي ! نسيت ان رئيس الموظفين يجب ان ياتي ,لدينا مستندات لنفحصها.
نهض متنهدا ,وقد اخذت اعماله كل تفكيره ,طبع قبلة على راس زوجته واختفى.
نظرت اليه سالي ,وهو يرحل ببعض الحزن ,لقد اعتادت بسرعة مذهلة وجوده,,خلال شهر واحد ,اصبحا صديقين حميمين ,,كما لو كانا يعرفان بعضهما بعضا منذ سنوات.
لم تخطئ جانين عندما اخبرتها انها ستعاد على حياتها الجديدة.
ان لاهتمام من قبل زوجها غمرها بالسعادة وتقبلته برضا وعرفان .
كان لديها اصدقاء قبل ذلك وكانوا يعوضون لديها الحنان الذي افتقدته عند والديها.
لكنها لم تعرف صديقا قط مثل جاك,, صديقا تستطيع ان تجلس معه على سجيتها .
منذ زواجها لم تشعر مرة واحدة بالاكتئاب ,كان ذلك ,,بدون شك لان فكرها مشغول تماما بمجيء الطفل وعلاقتها بالاب وليس به مكان لشيء اخر.
شيء واحد ينقصها في حياتها الجديدة,بما انه شيء لم تعتد عليه حقا فلا يمكننا القول انه ينقصها تماما ,,لحظات النشوة ,مخيفة لكن لذيذة, عرفتها عندما كانت في احضان جاك في صوان الملابس ,,لقد ظلت امور الحب غريبة تماما عليها حتى انها تخيلت انه من النادر الشعور بتلك الاحاسيس.
نظرت الى جاك خلسة وسالت نفسها:
هل من الممكن ان تسنح لها الفرصة وتعيش تلك اللحظات؟
احيانا كانت تفكر في اثارة تلك الفرص .
لتتردد هذه الذكرى,نهضت وتوجهت نحو المطبخ, كانت تنوي شرب كوب من اللبن,,نظرت عبر النافذة وتبينت ان الشتاء قد حل لقد فقدت الاشجار ,,اوراقها التي تساقطت على الارض بفعل الهواء البارد.
قررت سالي التجول في الخارج فارادت الذهاب الى غرفتها لاحضار شمعدان ,,بمرورها بمكتب جاك سمعت صوت محادثة لابد انه يتحدث مع الموظف اذ ,,ان نبرة صوته اتخذت شكلا جادا ومهنيا .
لكن توقفت سالي فجاة عندما سمعت الصوت الذي ,,يجيب على زوجها لم يكن صوت الموظف ,بل صوت امراة ! اصغت سالي رغما عنها.
_اين هي زوجتك اذن ياجاك ؟ الفضول يملؤني لاراها! ,,بصراحة غضبت جدا لاني كنت في رحلة عمل يوم زواجكما ,وددت ان اتعرف عليها...... هل تخبئها؟
قال صوت محدثها بمرح:
_تبدين لي مثل النقاد.
قالت بحيوية :
_لست ناقدة ,لكن على الاصح غيورة , تعرف جيدا اني اردت الزواج بك.
على الرغم من النبرة الساخرة الا ان الصدق قد رن في صوتها شعرت سالي بذلك على الفور.
_كنت اود ان اكون السيدة رئيسة شركة س.ج.ث.
_اذا كنت نجحت في توقيع عقود اخرى قيمة كالتي ,,وقعتها مع جاكسون فست بحاجة للزواج بالرئيس ياعزيزتي سيقدم لك مجلس الادراة الترقية على طبق من فضة.
_همم !اتخيل انك لن تدع ذلك يمر من تحت يديك يجب ان ارضى بكوني معاونتك العزيزة.
_انت محقة ,هذا افضل,الان ,اذا كنت تحرصين على ذلك فساحضر سالي حتى تتعرفي عليها,,اؤكد لك ان زوجتي ستروق لك ,انها ليست كاي امراة.
_اتحرق لمعرفتها.
لم ترد سالي ان تسمع اكثر من ذلك,ان حديث زوجها مع تلك التي يدعوها معاونتي ,,لايروق لها دون ان تعرف لماذا ,ذهبت لتحضر سترة دافئة ودفعت الباب المؤدي الى الحديقة.
كلما تقدمت ببطء بين الاشجار شعرت بالغضب يعتريها,,على الرغم من عدم وجود ما يثير غضبها في هذا الحديث البسيط.
بدون ان تشعر ,زمجرت وهي تضم سترتها الى صدرها.
للمرة الاولى منذ شهر,شعرت انها متروكة ,,هذه المراة تبدو محنكة وواثقة بنفسها.
لقد قابلت عشرات من نوعية هذه المراة الا ان من تلك المراة بالذات ولاتعرف السبب تثير اعصابها.
ابتعدت عن المنزل وهي تسير في غضب وعندما ,,لاحظت ذلك تصورت ان جاك قد يقلق ويخرج للبحث عنها فاستدارت واخذت طريق العودة.
كانت لاهثة عندما دخلت حجرة المكتب الا انها وجدتها خاوية سمعت همسات في الصالة.
توجهت اليها على الفور, كان باب غرفتها مواربا ,,دفعته في هدوء وكبحت ضحكة عصبية عندما شاهدت زوجها يبحث عنها حتى في الحمام مناديا اياها بصوت عال.
كانت السيدة بالقرب منه ,طولها متوسط لكن جسدها ,,النحيف مجسم في فستان ضيق مما اعطاها حجما اكبر ,كان وجهها يحسدها عليه النساء.
كانت اجمل من سالي.
حاولت سالي ان تكتشف عيبا في ملامحها فلم تجد ,,الا نحافة شفتيها اللتين اصلحت منهما باحمر شفاه مرسوم بيد بارعة.
اما شعرها فكان كثيفا لونه ناري ينعكس عليه ,,الضوء فيبدو راسها محاطا بهالة مضيئة وقد صاحب بحث جاك ضحكتها المجلجلة .
ثم دون ان تلمح سالي ,نظرت في سخرية الى السرير الضيق حيث تنام سيدة المنزل.
_هل تنام زوجتك كثيرا في الحمام ,اخبرني ... اليس في ذلك بعض الغرابة؟
دفعت سالي الباب بعنف:
_بلى انها غرابة !
كانت عيناها تتحديان المراة التي التفتت اليها في دهشة.
_انا سالي ! اعتقد انك المعاونة؟
لاحظت الزائرة بطن سالي المنتفخ لكنها لم تنطق بكلمة,تصافحنا دون ادنى كلمة لياقة .
التفتت سالي نحو جاك وابتسمت اليه:
_اسفة لانك لم تجدني ,كنت اتريض في الحديقة.
ازالت هذه العبارة العبوس عن وجه زوجها.
_الا ترتدين الا هذه السترة الخفيفة في هذا الجو البارد.
احاط يدي زوجته بيديه في حنان بالغ:
_سالي هاموند ! يداك متجمدتان ! هل تحرصين على اصابتك بنزلة شعبية.؟
عبرت ملامح وجه الزائرة عما تشعر به,لقد كانت دهشة بل ومصدومة بمدى حنان رئيسها.
حملقت فيه كما لو كانت تراه اللمرة الاولى.
وضع ذراعه فوق كتفي زوجته ,رفعت راسها نحوه وابتسمت قالت بهدوء:
_انا بخير لم اخرج الا بضع دقائق ,لايجب ان تقلق هكذا .
بدون توقف حكت انفها في سترة زوجها السميكة محاولة ان تطمئنه ,خفض بصره نحوها وتاملها في حب.
وعلى الفور هذا الاحساس الغريب والمؤلم الذي اعتراها في الحديقة تلاشى تماما,,شعرت بالسعادة والارتياح وهي ترافق جاك حتى الباب ليوصلا السيدة براون رئيسة معاونيه .
ساعد تلك الاخيرة في ارتداء معطفها عندما صرحت في صوت حائر الى سالي:
_الست ساحرة صغيرة؟
اجابتها نظرة دهشة ثم اومات براسها
_لاتلقي بالا لملاحظتي انها ليست ذات اهمية,, كنت مقتنعة ان جاك لايستطيع اظهار......حب اكثر مما رايت منه..,,.. للاسف كنت مخطئة....سعيدة بمقابلتك يا سالي.
وبابتسامة مرحة تخفي خيبة املها وزنها ,رحلت السيدة براون.
في وقت متاخر من الليل فكرت سالي من جديد في ,,كلمات السيدة براون تلك الكلمات التي تشبه ماقالته ليندا عن شخصية السيد هاموند .
سمعتها تصفه رجلا بارد المشاعر ومتسلطا, الا ان له قلبا من ذهب !,,انه الطف رجل قابلته على الاطلاق ,كيف ان المحيطين به قد خدعوا في شخصيته الى هذا الحد ,,او انه مختلف مع زوجته,مختلف تماما ؟
كيف لها ان تعرف ؟,,لااحد يعرفه جيدا حتى يتحدث عن الخصائص الحقيقية لطبيعته .
الاعترافات القليلة التي اخبرها بها عن زواجه الاول لم تخبرها بالكثير ,,لم يظهر جاك ميلا للحديث عن ماضيه على العكس,لم يكف عن سؤال سالي عن مرحلة طفولتها ,,حاضرها ,احيانا ولكن بخطى حريصة عن مستقبلها.
بمرورك الايام نسيت سالي البحث الذي شرعت في اتمامه قد شغل كل وقتها مجئ الطفل.
بمرور الايام ,نسيت سالي البحث الذي شرعت في ,,اتمامه لقد شغل كل وقتها مجئ الطفل.
الالفة الجميلة التي نجح جاك في خلقها بينهما اخذت ,,في الازدهار وكل يوم يحمل اكتشافا جديدا لاحد اوجه شخصيتها.
كانت سالي تزدهر جسديا وبنفس القدر نفسيا,,هذا التطور الاخير لم تلاحظه الا انه كان مسجلا بعيني جاك الفاحصتين .
بعد حوالي شهر من زيارة براون ذهبت سالي وجاك الى حفل موسيقي,,وفي اثناء قيادته للسيارة ,كبح ضحكته عندما لاحظ يد زوجته فوق بطنها المنتفخ.
في خلال شهر قد اتخذ بطنها تكورا مدهشا.
فجاة صاحت في دهشة :
شعر جاك بالقلق وركن السيارة بجانب الرصيف.
سالها في قلق:
_ماذا هناك ؟ماذا حدث؟
لم تجب بل امسكت بيد زوجها ووضعتها فوق بطنها,,نظر اليها دون ان يفهم ثم كما لو كانت نعجزة ,شعر تحت راحة يده برعشة تلتها حركة قوية ,,لمعت عيناه بالسعادة ثم بدا يضحك ضحكة قوية,صاخبة فرحة عارمة شاركته فيها سالي .
اغلق عينيه واراح راسه فوق صدر سالي مسحت بيدها على وجهه ,,شعر على الفور بالدفء يسري في اعماقه وعاطفة حبه تزداد نورا لكنه جاهد ,,حتى لايظهر شيئا ثم ادار السيارة واستانف القيادة.
اثناء القيادة شعر جاك بدقات قلبه ترن بين ضلوعه ,ومرة اخرى ,,شعر بسعادة غامرة لفكرة انه سيكون ابا لكن هل مصدر سعادته هو الابوة المنتظرة فقط ام لان هذا الطفل سيكون من سالي ؟,,في لقائهما الاول وجدها جذابة, لكن الان فهو يعرف ان ليس ثمة امراة في العالم تبدو امام عينيه جميلة مثلها.
كانت سالي مقتنعة انه لايعتني بها الا من اجل الطفل الذي تحمله هكذا يفكر جاك,,ماذا سيكون رد فعلها اذا علمت انه مغرم بالطفل وبالام ايضا بنفس الدرجة.
بعد ان ركن السيارة ,امسك زوجته من ذراعها وتوجه الاثنان صوب الصالة المقام فيها الحفل.
دهش عندما رمق زوجته بطرف عينه,مرة اخرى لاحظ ان ملامحها جامدة,,لابد انها شاردة الذهن ,لقد لاحظ كثيرا هذا الشرود ,وهذا ما يثير قلقه.
قال بهدوء:
_سالي.
لم تسمعه كرر نداءه ,اخيرا افاقت من شرودها وسالها:
_اين كنت بحق الله ؟
_اسفة .
_احيانا تهربين بعقلك ,واضطر لندائك مرات عددية لاعيدك الى الارض,اين تذهبين في تلك الحالاتظ
بعد لحظة تردد اعترفت:
_اؤلف قصصي.
-ماالقصص التي كنت تؤلفينها؟
ترددت من جديد رمقته بطرف عينيها ثم اذعنت ,,لطلبه توقفت ونظرت اليه بوجه ضاحك.
_كنت اقول لنفسي......
_هيه ,جورج ,انظر من ياتي نحونا .هل تعرفهما؟انه ,,الوسيم جاك هاموند ترافقة غولة صغيرة وانتبه الشجاعة وتزوجها.
لفتت ضحكة جاك انتباه رواد الحفل ,استانفا السير ,,وذراعه فوق كتفي زوجته وقال في سعادة:
_انت اجمل ,واعذب غولة صغيرة رايتها في حياتي.
فكر انه لايقول سوى الحقيقة انه لايعتقد فقط ان ,,لااحد يصل الى جمالها لكنه يرى ايضا انه لاتوجد امراة في العالم اكثر انوثة من هذه الغولة الصغيرة.
عندما دخلا الى الصالة المقام بها الحفل.
همس في اذنها:
_انت اجميل فتاة في هذا الحضور.
قالت بصوت متشكك:
_حقا؟
جالت بنظرها حولها ثم لاحظت فتاة شقراء متالقة نحيفة وانيقة بشكل صارخ.
همست :
_بالتاكيد لاباس بها,لكن ينقصها شيء ما ,لاادري ماذا ,شيء صغير لااستطيع تعريفه.
_ينقصها حوالي عشرة كيلو جرامات ونصف ملابسها.
نظر جاك الى كتفي الشقراء العاريتين وقد ملاحظة سالي الغالية,,لم تكف عن مداعبته وادخال البهجة على قلبه بحيويتها وخفة روحها وكلماتها,,لم يلاحظ حتى تلك اللحظة ان فرص الضحك نادرة جدا في حياته.
لم يصلا الى منزلهما حتى وضعت سالي يدها على فمها وتثاءبت حتى كاد فكها ينخلع.
_هيه !لاتجهدي نفسك !ّ ضعي راسك فوق كتفي ونامي قليلا حتى نصل الى المنزل.
_قالت مذعنة:
_لست ادري لماذا يغالبني النوم في كثير من الاحيان؟
_يجب ان تنامي لفردين الان.
غفت بالفعل وراسها فوق كتف زوجها .
شعر بدفء خدها يخترق سترته ,هدا سرعة السيارة,,واوقفها امام المنزل ببطء حتى لايوقظها.
بهدوء ودون ان يتحرك ,نظر الى راسها المستند الى كتفه ,,اخيرا قرر ان يحملها بين ذراعيه ويخرجها من السيارة محاولا الا يقلق نومها .
وعلى الرغم من حملها فلم تكن ثقيلة بل كانت بالنسبة له في خفة الريشة.
شمعت السيدة برات صوت محرك السيارة,,فتحت الباب دلف جاك الى الصالة ومازال حاملا حمله ,,الثمين توجه مباشرة الى غرفة سالي.
وضعها على سريرها بعناية ,,نظر خلفه فوجد الصالة خاوية لقد اختفت السيدة برات ,,انها تعتقد دون شك ان الزوج قادر تماما على وضع زوجته في سريرها.
تامل جاك شكل سالي الساحر وهي نائمة,,كم يود ان يقترب منها وينعم بدفئها لكنه لايستطيع ان يخون عهده لها.
يجب ان يلتزم بشروط زواجهما وهو ان يكون زواجا شكليا ,كم يتالم !,, كم يشعر بالمرارة ! لقد ايقظت في داخله في تلك الليلة المشهودة نشوة لم يعرفها من قبل ورغبة عميقة عثق الزمان ,,خشي ان يذهب بعيدا بافكاره فلا يستطيع السيطرة على مشاعره.
نهض وابتعد عنها اسفا.
تحركت في نومها ونظرت الى جاك بعينين مغلقتين وابتسمت ,ابتسامة جميلة معبرة ,,مفعمة بالانوثة كما لو كانت استسلمت توا لعناق حميم ,ثم تنهدت وتكورت حول نفسها.
خرج جاك واغلق الباب خلفه ويداه نديتان وقلبه يخفق بشدة.
نهاية الفصل السادس

ساشا علي likes this.

Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-06-16, 05:16 PM   #8

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السابع
خلال باب مكتب العيادة رات سالي جانين تتحدث في التلفون ,,اشارت اليها الطبيبة بان تدخل ,جلست سالي على المقعد الذي طالما استقبلها من قبل.
الجلوس يشكلل لها مشكلة لقد جملت الطفل ثمانية اشهر دون مشاكل ,,لكن في الاسبوع الاخير,زاد وزنها تماما مما اقلقها.
منذ زواجها لم تات سالي لاستشارة جانين وايت,لقد مر الوقت بسرعة مذهلة !,,كما اقترب موعد ولادة الطفل مما يتطلب استعدادت لم تترك لها دقيقة واحدة.
لم يشغلها شراء كسوة الطفل اذ ان جاك يهتم بالمشتريات بدقة مفرطة.
ابتسمت عندما استدعت في ذاكرتها صورة جاك الذي ,,يرافقها في تلك المحاضرات ويهتم بكل صغيرة وكبيرة فيها.
وبالحماس الذي يتدرب به على التنفس وحركات الاسترخاء التي تعلمها هناك !
في كل مرة تتمنى فيها ان يعدل عن هذا التدريب,يعاوده من جديد ! وتضطر هي لاتباعه.
في الوقت الاخير تحولتصداقتهما ذات الطابع المعقد الى سعادة والفة ,,عرفت سالي انه لايجب تغيير مكان مطفاة السجائر المفضلة لديه والاتعصب ,,زوجها وتعود هو ان تقضي سالي ساعة كاملة كل صباح في الحمام.
كثيرا مارات في عينيه نظرة لم تتوصل لتفسيرها,وقد اثار ذلك قلقها,,هل كانت نظرة حزن ؟قلق ؟ندم ؟انها لاتعرف ماذا تقول عنها ,,لكنها كانت تعرف ان وراءها شعورا عميقا ,يخفيه ولايريدها ان تشاركه اياه.
بمجرد ان تفاجئه وهو ينظر اليها تلك النظرة يدير راسه وتاخذ علاقتهما مجراها الطبيعي.
لمست بطنها بحركة لاارادية وابتسمت لنفسها,,ربما كما هو حالها بدا جاك يقلق بشان الولادة.
_ايه حسنا ياسالي مضى وقت طويل دون ان اراك.
_اراهن على انك قد استثقلت الوقت مفتقدة احلام يقظتي المضحكة !
اجابتها الطبيبة ضاحكة:
_يجب ان اعترف بانك واحدة من اكثر مرضاي مبالغة,,والان احكي لي كيف حالك؟ هل لديك مشكلة في حياتك الجديدة ؟
_ليس..... ليست لدي مشاكل لكن ...... كيف اوضح لك ؟,, انها بشان الولادة,جزء مني سعيد بالطفل والجزء الاخر قلق بشان جاك.
_حاولي ان تفسري ما يزعجك.
_ليس قلقا لكنه على الاصح نوع من الاضطراب,عندما نكون معا اعيش في انتظار شيء لااستطيع تعريفه ,شيء لايحدث ابدا.
ضحكت ثم استطردت :
_كما لو كنت احاول ايجاد كلمة ,هل تعرفين الكلمة التي تكون على طرف لسانك ولاتريد ان تخرج من فمك ؟,,اشعر ان هناك شيئا يجب ان اعرفه,لكني غبية جدا لاني لااعرفه ,هذا مزعج ياجانين !
_افهم.
_اه حسنا ! ليس انا ! لكني اتقد انه سيحدث.
لمعت عيناها ضاحكة واستطردت:
_ماذا حدث في داخلي ؟اني هادئة كالبقرة السمينة لاشيء,, يؤثر في مادام عندي عشب رغد اكله واصطبل دافيء انام فيه.
_هذا رد فعل لايثير اي دهشة,انه يحدث للعديد من ,,النساء الحوامل ولاخريات يحدث العكس ويشعرن باضطرابات في اللاشعور,,تتصاعد دقات الالم الى رؤوسهن اني سعيدة لانك لست منهن.
قالت سالي بمرح:
_تعرفين اعتقد اني اخطات بشانك.
_حقا ؟
لفت سالي خصلة من الشعر حول ابهامها ,,باحثة عن طريقة تعبر بها عن الحقيقة كاملة وتقبلها الطبيبة.
_كنت اراك متطوعة ومناضلة من اجل واحدة ,,مضطربة مثلي كنت غارقة في اوهامي واردت ان تخرجيني منها باررادتك والان اعتقد اني عكست عليك كل مشكلاتي,,اعتقد انك تريدينني ان اقول انني امراة اسمعيني ةانا اصرخ في الوقت الذي لم ,,اكن فيه قادرة الا على ان اقول اني امراة اسمعيني وانا اهمس شريطة الا يزعجك ذلك.
استقبلت جانين اعترافها ضاحكة.
_والان ,ماذا تعتقدين؟
_الان اعتقد انك اردتني ان اعبر عن شيء اكثر بساطة,,انا سالي دون حاجة لان اعتذر عن ذلك بيني وبين نفسي.
فحصت جانين مريضتها بعينين شبه مغلقتين وراسها مستند الى ظهر مقعدها .
ثم قالت بسعادة:
_سالي ! انت ناضجة الان ,لدي شعور يحزنني قليلا ,يجب ان اعترف به,,انس سافقدك !انك كالولد الذاهب الى الكلية وانا الام التي تنظر اليه وهو يبتعد في فخر وقليل من الاسف.
مررت سالي يدها فوق شعرها وقد شعرت بالاحراج ازاء هذه المجاملة .
_يبدو ان ليون الفيلسوف له نفس رايك,لقد قابلته هذا الصباح في الحديقة ! ,,نظر اولا الى بطني الكبير دون ان ينبس بكلمة ,ثم تحدثنا بعد ذلك,لقد دهش للتغير الذي لاحظه علي,,, هذا صحيح انني اشعر بانني مختلفة,لااضيع وقتا طويلا في التفكير في حالتي النفسية كما كنت في الماضي ,,عندما افكر في حياتي تتحول افكاري مباشرة نحو جاك والطفل.....واحيانا نحو مستقبلي .
_مستقبلك ؟كيف تتصورينه ؟ اطرح عليك هذا ,,السؤال ليس لكوني طبيبة نفسية لكن باعتباري صديقة ,هل تطرقت الى هذه المشكلة مع زوجك؟
_لا ....... لم نتحدث في ذلك ..... لدينا الكثير ,,لنتحدث فيه عن الحاضر بما لايدع وقتا للحديث عن المستقبل.
وتابعت قائلة:
_معك حق ,يجب ان افكر قليلا في المستقبل.
شغلها هذا القرار طوال طريق عودتها ,ثم في المساء وللمرة الاولى لم تلاحظ نظرة زوجها,,كانت تخبط على ذقنها ويبدو على ملامحها القلق عندما ,,جاء جاك ووقف بجانبها بغرض تذكرتها بتدريب الاسترخاء الموصى به للحوامل.
_الرحمة ,اذا قمنا لهذا التدريب كثيرا فسالد قبل الاوان ,,كما اني اعتقد ان هذا التدريب لايمارس الا اذا شعرت بالرغبة في ذلك.
دون ان يستمع الى شكواها ,,مد اليها يده حتى تنهض من فوق الاريكة.
_سمع ياجاك ,الاحصاءات تؤكد ان ........
_اوه كلا ! لن تعيدي الكرة ! انه احصاءات من صميم خيالك ,,هيا ! ساساعدك في التمدد على الارض.
اذعنت وهي تتمتم في غضب:
_استلقي كثيرا على مادة صلبة ,سينتهي بي الامر ,,الى ان يتغير شكل عمودي الفقاري وستنيطح مؤخرتي.
_مؤخرتك في احسن حال.
_حقا ؟
حاولت التاكد من حكمه ,لكنها لم تستطع ان تستدير بشكل كاف .
قال جاك وهو يساعدها على الاستلقاء:
_هل ترين الى اي حد نبدو مضحكين ؟,,اذا دخل احد ,فكيف سيرانا ؟
_من يستطيع ان يدخل بخلاف السيدة برات ؟على اية حالك ,نحن لسنا مضحكين .
_امراة تلهث على الارض ورجل يدلك بطنها ,انه مشهد بدائي.
توقف جاك عن التدليك ضاحكا.
_بدائي ؟كيف عرفت ذلك ؟هيا ابدئي من جديد استنشاق بعمق .
_همم اني مطلعة اكثر مما تتصور.
_بالتاكيد والان تنفسي بعمق.
لم تنجح في اثنائه عن ردس الاسترخاء,هذه التدريبات تطرد من ذهنها الاهتمامات التي اثارتها جانين اثناء الاستشارة ,,ولكن في المساء ,عندما انزلقت في سريرها عاودت التفكير في مستقبلها؟ ,,مالانعطاف الذي سياخذه ؟انها لاتعرف عن ذلك شيئا.
اكيد ستعود الى شقتها القديمة ,لكن هذا الاحتمال يصيبها بالرعب.
ومع ذلك كانت مقتنعة بانها لن تفقد شيئا في ذلك,سياتي جاك مرارا ليرى الطفل,,لن تتوقف صداقتهما ببساطة ,لانهما لن يعيشا معا ,ومع ذلك ,,انها تريد المزيد ان رؤية جاك من خلال الزيارات فقط لم تكن كافية.
جلست في سريرها وفكرت في حنانه والعناية الدائمة التي يشملها به من الواضح ان هناك تفسيرا لذلك....,,..تفسيرا خاصا طافت بذهنها فكرة ازعجتها منذ البداية ,,شرح لها مدى اهمية الطفل بالنسبة له ,انه لم يخف ذلك.
لكن هذه الرعاية الحانية هل هي موجهة اليها هي ,سالي ام الى ام الطفل فقط؟
اغرورقت عيناها بالدموع ولم تستطع منعها ,,انسابت دموعها ومسحتها باصابع مرتجفة.
قالت لنفسها بصوت متهدج:
_هيا ياسالي تشجعي !انا انسانة ناضجة لقد اخبرتني جانين بذلك,,لايجب الاستسلام للحزن دون محاولة الخروج منه !يجب ان افعل شيئا.
جائتها الاجابة ,لابد ان تعرف ماذا قرر جاك بالنسبة لمستبلقهما ,,وبعد تردد نهضت وخرجت من غرفتها.
لم يكن جاك نائما,كان يتقلب في سريره باحثا عن الراحة التي هربت منه,,انتهى به الامر ان نهض واشعل سيجارة ثم خرج من السرير وتوجه نحو النافذة .
فكر وهو متكئ على الحائط,ان الليالي صعبة في مواجهتها,,كلما اشرقت الشمس يقتنع بانه مع سالي وانها تعتبره افضل صديق لها.
وهذا كاف بالنسبة له لكن عندما يكون بمفرده في غرفته,لايستطيع ان يكذب على نفسه.
كيف سيواجه لحظة فراقها بعد خمسة شهور؟,,لابد انه مجنون يجب ان تظل سالي بالقرب منه طيلة سنوات حياته يريد ان يستيقظ ,,بجانبها كل صباح ويشعر بها بجانبه كل مساء.
كان لابد ان يحتفظ بها منذ المرة الاولى ,,والفريدة منذ تلك الليلة التي امضياها معا,لكن في تلك اليلة لم يكن اتحادهما الا اتحادا جسديا ,,ولم يكن بعد قد عرفها,واكتشفها على حقيقتها ,,الا انه قد سقط في هواها واصبح مغرما بها الى حد الجنون.
ولانه يحبها فهو يعرفها,انه تسحره بتغير مزاجها ,,وانفعالاتها الغير المتوقعة ,في البداية كانت توحي بتجنبها مثل الحيوان المفترس,,ثم استسلمت بكل براءتها وكشفت له عن اعماق قلبها.
اطفا سيجارته انه يعرف مايجب عليه ان يفعله ,,يصارحها بانه يريد زواجا حقيقيا ,ونهائيا يجب ان يخبرها من الان,قبل مولد الطفل,,حتى لايعطيها فرصة العودة الى شقتها ,لن يسمح بذلك !انه في اشد الحاجة اليها.
قبل ان يفكر في الطريقة التي سيخبرها بها عن ,,رغبته في تحويل زواجهما الى زواج حقيقي,سمع دقات على الباب .
التفت جاك ودخلت سالي دون ان تنتظر ان يدعوها للدخول.
_جاك ! يجب ان نتحدث عن الوقت الذي سامكثه في بيتك بعد.......
توقفت فجاة فقد كان ضوء القمر المتسلل ينير وجهها ,,وكانت كتفاها تلمعان تحت هذا الضوء الخافت.
لاحظ جاك ذلك بنظرة واحدة الا ان مااثار انتباهه انها ,,كانت تثبت نظرتها ,انها تحملق به بشدة.
مستندا الى النافذة ,تفحص تلك المخلوقة الجميلة ,,الثابتة في مكانها كما لو كانت مخدرة,خيم الصمت برهة بدت طويلة كالدهر.
_التمثال البرونزي......
تفوهت بتلك الكلمات من بين شفتيها بصعوبة تقدم جاك نحوها عدة خطوات.
همست بصوت منخفضا :
_طبيعيا ,لقد كنت انت.....
اقتربت منه ولمست وجهه باطراف اصابعها ,,احتضنها في حركة تلقائية ,ضمها اليه بشدة.
_انت تثيرين جنوني .
في تلك المرة عرفت سالي ان اللذة التي تشعر بها قد تنتهي الى انفجار نبع نشوة في اعماقها,,كادت تموت شوقا ورغبة ,وفجاة شعرت بالم عنيف يخترقها مثل وخزة عنيفة.
_سالي ماذا حدث ؟
_لست ادري تقلص دون شك.
_الطفل ؟
_لا ......هذا مستحيل انا ......
لم تستطع اكمال عبارتها عاد الالم بقوة قطعت انفاسها.
_ماالوقت الذي تستغرقه التقلصات ياجاك.
_من ثلاثين الى ستين ثانية.
تنفست تنفسا طبيعيا ,واختفى الالم.
_انه تقلص بسيط.
اسرعت سالي لتعود الى النوم,تقدمت بخطوات مترددة نحو الباب لكن عاودها الالم,,فتوقفت منحنية على بطنها مصدر التقلصات المفاجئة.
سالها بصوت مهتز :
_تقلص؟
هزت راسها انها متاكدة ان عملية الولادة قد بدات .
اسرع جاك نحوها واجبرها على الجلوس على السرير,,لقد فقد تفكيره من شدة قلقه لم تعد حركاته تراعي رقة ولاهدوءا.
نصحها :
_احرصي على ان تهدئي !
قالت متظاهرة بالاتبسام:
_نعم ياجاك.
ظهرت السيدة برات عند عتبة الباب:
_هل كل شيء على مايرام ياسيدة هاموند؟
قالت بهدوء:
_نعتقد ان الطفل قد اشرف على المجيء,,لكننا لسنا متاكدين ولا نعرف ماذا نفعل ؟
_بل ,نعرف ماذا يجب ان نفعل,سنرحل فورا الى ,,المستشفى مدام برات ,هل يمكنك احضار حقيبة زوجتي ؟
_لكن جاك يجب ان ارتدي ملابسي اولا .
شعرت بالم تقلصت ملامح وجهها على اثره.
_سريعا يامدام برات اتصلي بالطبيب واخبريه اننا في طريقنا الى المستشفى.
حمل زوجته بين ذراعيه وقادها دون ان يستمع الى اعتراضاتها.
نهاية الفصل السابع

ساشا علي likes this.

Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-06-16, 05:18 PM   #9

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثامن
مررت سالي يدها فوق بطنها الذي اصبح مسطحا بشكل ادهشها.
ابنها يبلغ يومين ,لكنها لم تعتد بعد على عدم حمل هذا الوزن ,,,وهذا الخصر النحيف الذي استعادته ,,هذه الرشاقة الذيذة واكتشافات كثيرة اسعدتها.
ابتسمت لنفسها واتخذت افكارها منعطفا طبيعيا.
لقد اتفقت وجاك على تسميته ليونال ,,اسم جده لابيه وقد اظهر الطفل انه مشاكس كبير,,لم يكن كتلة من الحم التي ترضى طواعية بالعالم الحارجي غير الفهوم,, بل اخذ يصرخ حتى يرغب فيه عالمه مهما كان هذا العالم.
فتح ليون الفيلسوف باب الحجرة ونظر عبر فتحة ,,الباب بابتسامة سعيدة ,اشارت له بالدخول.
_رايت الامير الصغير وفكرت في ان القي نظرة على الملكة المتوجة.
جلس على احد المقاعد بجانب سالي .
_كيف حالك ياعزيزتي ؟,,تبدين في اوج سعادتك لانك وضعت هرقل الصغير.
سالته راضية :
_اليس رائعا؟
_نادرا ما رايت شيئا اقبح من ذلك,,ان عيني لم يصبهما غشاوة الحب الامومي.
صاحت في استنكار:
_قبيح ! ليون كيف تستطيع ان تقول شيئا كهذا ؟انه اجمل طفل في العالم !
_بما ان كل المواليد يشبهون ثمة البرقوق فليس من الصعب تصور ذلك.
انتهى الامر بان شاركت سالي زائرها مرحه.
_سالي .هل انت سعيدة حقا كما تبدين ؟
_هل ابدو في قمة السعادة؟مستعدة للضحك والرقص من الفرحة؟ ,,اذا كان نعم فمظهري ينم حقا بما اشعره داخلي.
_هل ذلك بسبب الطفل.؟
فكرت وعينياها مثبتان على يديه المجعدتين ثم نظرت الى عينيه الجادتين الورديتين المنتظرتين الاجابة.
_لا ..... ليس فقط بسبب الطفل ! جاك ايضا انه من اسباب ازدهاري.
_انت تحبينه اليس كذلك؟
اسكتها السؤال برهة ,عاودت التفكير في المشكلة مقطبة الحاجبين واعترفت:
_انه اقرب الي من اي شخص اخر,,استطيع ان اكلمه في اي شيء لااخفي عنه شيئا,,وحتى عندما لانتحدث اكون سعيدة بقربي منه بهذه الطريقة احبه,,,لكن هذا ليس شعور الحب الحقيقي تجاه الرجل,اليس كذلك؟.....لااعتقد انني خلقت للحب الكبير.,
_حقا؟ ماشعورك اذا لم تريه بعد ذلك ابدا؟
خفق قلبها حزنا في صدرها وشعرت ان خندقا يزيد حصاره حولها وانها تفقد الهواء,,كانت هذه الانفعالات هي الاجابة على سؤال ليون.
همست :
_لكن هل هذا يعني حبا حقيقيا لرجل؟
_نعم ياعزيزتي هذا صحيح.
_مستحيل !
جلست في سريرها وشبكت ذراعيها في عزم ,,ثم خبطن الملاءة السرير براحة يدها لقد اخذ الحديث مجرة اثار غضبها.
_هذه حماقة بالتاكيد ! كيف يباغتني شيء كهذا دون ان انتبه؟,,كنت اعتقد ان الحب يتدفق مثل نبع فتي ولايمكن للمرء الاالوقوف مستسلما امام هذه الظاهرة.
_ليس دائما .
ربت يدها محاولا تهدئتها.
_احيانا يزدهر الحب في اعماق الانسان دون ان يعي ذلك,,ويتمكن من الانسان جزءا جزاء حتى اليوم ,,الذي تكونين فيه لعبة في يد الرجل الذي احببته ,لكن هذا لايعد مرضا.
ابتسم لها اما سالي فقد ظلت ساكنة تسمع باهتمام تفسير ليون لمعنى الحب.
_هل ناقشت مع جاك ماذا ستفعلا ن بعد الولادة ؟,,هل ستستمران في العيش معا؟
المها هذا السؤال ان ليون لايكترث بالالم الذي يسببه لهذه الفتاة المسكنية .
_كنت على وشك التحدث معه عندما داهمتني الام الوضع.
_والان وقد عرفت طبيعة مشاعرك نحوه ماذا ستفعلين؟
_لكن ماذا بوسعي ان افعل.
ان المستقبل يخيفها بدون جاك !
قالت في حزن:
_اريد ان اعيش معه حتى نهاية حياتي ,,لكن يجب ان اهتم بما هو في مصلحة جاك لقد قلت لي بنفسك ,,,انه ليس منحق الفرد اتخاذ قرارات تؤذي الاخر وبما انب احبه,,يجب اناحترم ارادته ورغبات هونفس الشيء بالنسبة ل ليونال يجب ان افكر فيه قبل ان افكر في نفسي.
ابتسم بود كبير :
_لقد كنت طفلة ساحرة ياسالي,,لكن اليوم اجد امراة جذابة وسؤولة ,ان جاك زوجك له حظ عظيم.
سالت نفسها بعد رحيل العجوز حظ؟,, ليس تماما وماالحظ في ان تحبه فتاة ليس لها فائدة ,,عاجزة لم تفعل شيئا ابدا بيديها.؟
كانت تقوم بعمل طيب مع الاطفال المعوقين لكن هذا ,,العمل ليس كافيا ليبدد ظلام افكارها وليونال الصغير الا يرجح كفتها لقد تحملت فترة حمله تسعة اشهر.
_يجب ان اجد لنفسي عملا.
وعيناها مثبتتان على السقف,فكرت سالي في القرارات التي ستتخذها في المستقبل القريب ,,عما يخرجها من الفراغ الذي تشعر به كلما فكرت في حياتها .
انها لم تقض الا عاما واحدا في الجامعة لانها لم تتحمل تقرب بعض الطلبة لها.
وبعد ذلك اتجهت الى مساعدة الاطفال المعوقين الا ,,انه لابد ان تعترف بعدم تحمسها لهذا العمل .
انها لم تاخذ اي مبادرة ,بما انها لم تكن سوى طفلة خائفة ,,لم تجرؤ على اقتحام هذه المغامرة ,,فالخوف من ان تجرح او تصاب باذى قد شل حركتها دائما ,ماذا كان مصيرها مالم يدخل جاك حياتها؟
كان الامر قاسيا ان تتحقق الى اي درجة,كانت تعسة ,,لكن في نفس الوقت اكتشفت سالي انها لاتستطيع ان تستكمل حياتها كما كانت تعيشها في الماضي,,هل ليونال هو من غير اتجاه حياتها؟
لقد الزمها الحمل الاهتمام بشخص اخر غيرها ,,وبالاضافة الى ذلك فقد تدخل عامل اخر ليغير سلوك حياتها جاك !انه هو من جعلها تتفتح للحياة.
حتى لو لم تعش معه بعد ذل ,فهي تعرف انها ,,ستحتفظ بارادتها في الخروج من اي ورطة دون طلب معونة الاخرين .
لن تتواجد ابدا في الحالة البائسة التي عرفتها قبل ذلك ,,مازالت تخشى العالم الخارجي قليلا ومع ذلك فهي تعرف انها تستطيع مواجهة هذا الخوف.
هذه الثقة لم تمنعها من عمل كل ما في استطاعتها لكي يقع جاك في حبها,,ان حبها يمثل محور حياتها الجديدة لكن ماالدافع الذي من اجله سيحب تلك الفتاة المسكينة التي تزوجها ؟
لاشيء سوى انها قد وهبته طفلا,اذن لابد ان يحبها لنفسها باي ثمن ,,يجب ان تكرس كل جهودها من اجل هذا الهدف.
لكن ماذا اذا قرر بعد كل ذلك عودتها الى شقتها القديمة ؟,,على الاقل ستشعر في قرارة نفسها انها قد حاولت السيطرة على مجرى حياتها .
فتح الباب ! رفعت عينيها مليئتين بالامال ,لكن لحقت بها خيبة الامل ودخلت ليندا.
قالت في سعادة :
_سالي انه اجمل طفل رايته في حياتي اريد واحدا انا الاخرى.
اجابت صديقتها بسخرية:
_اطلبي من د. ماتياس دواء التريفلازين.
_لااعتقد ان ذلك سيوافقني.
_اعي ذلك.
جلست لنيدا على حافة السرير وقدمت لها لفافة صغيرة.
_هذه من اجل ليونال ما كل تلك الزهور التي اراها في غرفتك؟,,هل لك صديق يعمل بائعا للزهور؟
اجابت وقد توردت وجنتاها :
_لا ........انه جاك ! لقد بعث بكل هذه الزهور ,انه فخور جدا بانبه.
_انه محق ,هل تعملين ؟
_فيم تفكرين؟
_قلت لنفسي......حمدا لله ان هاري ليس والد الطفل!
شعرت الام الشابة برجفة تسري في اوصالها,كيف تتخيل ابا اخر غير جاك ! ,,مستحيل لقد بدات حياة جديدة مع جاك وقبله كانت حياتها ,نقطة سوداء هائلة.
***
اغلق جاك باب مكتبه خلفه واخترق الصالة في اتجاه باب الدخول.
كان عليه ان يتصل بعمتبه ليخبرهما بمولد ليونال بدلا من ان يذهب بفسه ,,لقد خططا للمستقبل,خططا لمستقبل ليونال وجاك وسالي ايضا.
عبس وهو يدير محرك السيارة,,لقد استطاعت عمتاه مواجهة المستقبل والتخطيط له كما تشاءان .
لكن ذلك مستحيل بالنسبة له في يوم او اخر ستحين لحظة مواجهة الفراق.
خلال تلك الشهور التي عاشتها سالي بجواره ,,تجنب بحرص التطرق الى احتمال رحيلها بعد مولد الطفل ,,لكن في الليلة التي وضعت فيها,كانت قد جاءت لتتتحدث اليه في ذلك.
ارتسمت على شفتيه ابتسامة ساخرة عندما تذكر ان ,,مجئ ليونال قد اخر هذا الحديث كما لو ان الطفل قد فعل ما يستطيع ليبقى والداه معا باقي حياتهما.
اختفت ابتسامته عندما تذكر المجهود الذي بذله حتى ,,يشرح لعمتيه ان المستقبل ليس ورديا كما تتخيلان فمن المحتمل ان تختفي سالي,,لكن عمتيه رفضتا ان تاخذا هذا الاحتمال ماخذ الجد ,,تيبست يداه فوق عجلة القيادة انه هو نفسه لايستطيع التفكير في رحليها على انه احتمال جائز.
يجب ان يجد طريقة ليحتفظ بها ,لكن ماهي ؟,,لقد فكر بالفعل في اقناعها بان تبقى بالقرب منه ,لكنه كان يعرف صعوبة ذلك.
تبدو سالي رقيقة وضعيفة لكنها قوية ,,اقوى مما تتصور هي نفسها ومع ذلك يمكنها الاذعان امام ,,منطق واضح,لقد اكتشف ذلك عندما اقنعها بالزواج.
انه بحاجة لان تحبه بنفس القوة التي يحبها ,يجب ان يبقي سالي بالقرب منه.
انه بحاجة لما هو اكثر من الصداقة ,,انه بحاجة الى زواج حقيقي يكون رباطا رائعا بينهما ,لكيف كيف له ذلك؟
ماالوسيلة التي يتوصل بها الى مايدور في عقل سالي؟
كيف يعرف ماقد يجرح احساسها ؟,,انه يخشى ان يجرحها دون ان يعي ,كيف يشرح لها انه يريدها زوجة له وليست اما لابنه فقط؟
ماذا حدث ل سالي في الماضي وجعلها مطربة الى هذا الحد.
اجهد التفكير عقله ولم يتوصل لحل مرض.
على اية حال ,,لقد كان حبه لها قويا حتى يتحمل ,,حالتها النفسية المعقدة وومن ناحية اخرى يجب ان تقبل سالي مساعدته.
الحقيقة ! انه يريد ان يعرف الحقيقة .
وفجاة حول اتجاه قيادته نحو عيادة د .ماتياس انها تعرف وستعترف له بالحقيقة.
في اللحظة التي اوقف فيها السيارة امام عيادتها ,,كانت تخرج د .ماتياس تخرج من المبنى اسرع اليها.
_د. ماتياس ! اود التحدث معك.
بمجرد ان تعرفت عليه ابتسمت في لطف.
_عظيم ! هذه فكرة جيدة ,مااريك في ان تدعوي للغداء.؟
فتح باب السيارة على الفور,وجلست الطبيبة الى جواره.
وصلا الى مطعم قريب من العيادة,انتظر جاك حتى ,,قدمت لهما النادلة قائمة الطعام حتى يطرح سؤاله لاول.
_اعتقد انك تعلمين مااريد التحدث به اليك.؟
_بالتاكيد,تريد ان تتحدث عن سالي لقد تابعت تطور علاقتكما منذ اللحظة الاولى ,وكنت اعرف انك ستاتي للقائي يوما ما.
اختارا الطعام ,ثم سالته الطبيبة بكل تلقائية:
_هل تعلم سالي انك تحبها؟
اغلق عينيه ,ثم فتحهما ونظر الى مدعوته واجابها في حزن :
_لا ليست لديها ادنى فكرة ,انه مقتنعة باني اعتبرها صديقة ,,قد تحولت بالمصادفة اما لطفلي ,هذا غير معقول !اليس كذلك؟
اجابت ضاحكة:
_في الحقيقة عندما تعرف سالي لاشيء يدهشك,لقد قلت لك ,انها غير ناضجة عاطفيا ,,هل تذكر ذلك؟خلال مرحلة نضجها احاطت نفسها بشرنقة محكمة ,,,ليس لاحد الحق في اقتحامها لانها كانت تخشى على امانها ,كنت دهشة وقلقة عندما سمحت لك بان تقتحم عزلتها,,فقد كانت تهدد عالمها الصغير المريح الصناعي ,في نفس الوقت الذي بنته لنفسها ,,بصراحة كنت اخشى ان تفيق بعنف.
_لماذا الخوف ؟ماذا حدث لها ؟
كشف عن اضطرابه نظرته الملحة وخشونة صوته.
-اخشى ان غير شيئا في علاقتنا ,,ان اجعل منها زواجا حقيقيا وانا لااعرف ماذا حدث لها في الصغر وتسبب في اضطرابها نفسيا,,اعرف انها حساسة ولااريد ان اصيبها بادنى سوء,لكني لااجد الشجاعة على تركها تمضي وكان شيئا لم يكن بيننا ,,لو اني اعرف فقط ماذا بها ,لاستطعت ان اعالجها ,,اريد مساعدتها د ,ماتياس,هل استطيع شفاءها؟
قالت بهدوء :
_لا تستطيع شفاءها,لاتستطيع ان تمحو التجربة التي تعرضت لها .
_هل كان في حياتها رجل؟
_نعم.
في تلك اللحظة لم يشعر جاك الا بحزن عارم,ثم تبعه الشعور بالغضب.
_الرجل يدعى العم بول ,اليس كذلك؟
_نعم لقد كان بشكل او اخر رجلا مريضا لكنه احب سالي حبا حقيقيا بطريقته ,,لست ادري اذا كنت تفهمني ,على اية حال ,لااعتقد ان ذلك يمثل لك اهمية في الوقت الحاضر.
_انت محقة .
ازدرد جاك لعابه لقد فقد قدرته على الكلام واخذ يزمجر كانه حيوان غاضب:
_اذا امسكت هذا النذل بيدي ,لكسرت عنقه ,,سيكون ذلك اوافق ما يكون برجل شاذ مثله.
قالت وهي تضع يدها فوق يده:
_جاك ! لاتنس انه قد مات ! وسالي حية ,وغضبك لن يفيدها .
وضع يده الاخرى على وجهه ليزيل من فوق ملامحه مسحة الغضب .
_انت محقة لكني لااشعر الان الا بالبرغبة في قتل هذا الوحش,د .ماتياس ,,ماالذي يساعد سالي ؟ لقد استغل هذا الرجل حبها له استغلالا دنيئا ,كيف ستستطيع ان تمحو التقزز الذي يوحي به اليها الحب الان؟ ,,لو حدث لها ماحدث مع شخص اخر لاستطاعت تخطي محنتها اما ان يكون معه هو ,,الرجل الذي احبته وكان الشخص الوحيد في العالم الذي يظهر لها المودة !
_تماما ,وهذه هي قمة المحنة في حالتها ,لانها تشعر بانها مسؤولة عما حدث .
_مسؤولة ؟هي ؟انها لم تكن الا طفلة .
لم يستطع ان يستكما الحديث ,فقد قطع الغضب والعطف عليها انفاسه .
نجح اخيرا ان يقول:
_فسري لي.
_ايه حسنا ,الحب الذي كانت تشعر به تجاه والديها لم يلق مقابلا فتحولت بعاطفتها نحو العم بول الذي اظهر لها كثيرا من المودة,,لقد عشقته كما اقتنعت بعد ....... الحادثة انها هي التي مهدت حتى ,,وقع في حبها حتى اليوم الذي لم يستطع فيه ان يترجع.... واقتنعت بانها مخطئة .
_هذا مثير للسخرية ! في مثل تلك السن !
_نعم ,لقد تبينت انت ذلك,وانا ايضا لكن هي ,,لم تستطع ان تلاحظ ذلك ولم يكن رد فعلها غير طبيعي ,,لكن كانت الاثار وخيمة عليها وذلك بسبب العزلة العاطفية التي تربت فيها,هذا ماجعلها كما هي عليه اليوم.
صاحبت كلمات الطبيبة بسمة مشجعة .
_لاتعتقد اني اقول لك تلك الكلمات الان لاواسيك ,,لقد لاحظت ان سالي تغيرت منذ ان عاشت معك,لم اكن اعتقد ابدا انها تستطيع ان تتقدم بهذه الطريقة الملحوظة في مدة وجيزة من الزمن من الان فصاعدا تستطيع سالي مواجهة الحياة,,هل تفهمني ؟ستقبل كل الاختبارات التي قد تسوقها اليها الايام ,,ستعرف ان ما يحدث لها ليس نتيجة لخطا اقترفته.
_لكن ماذا استطيع ان افعل ؟اخشى ان اطلب منها....,,..هل تظنين ان العلاقة الجنسية قد تؤدي الى انتكاسها وسقوطها مرة اخرى فريسة للاكتئاب ؟لا اليس كذلك؟ هذا مستحيل !,,على اية حال, لااريد ان يكون لها علاقة باي رجل اخر ,,اما علاقتها معي ففي صالحها اليس كذلك؟
_ليس هناك سواك وسواها لكي تقررا..... ولحسن الحظ يمكنها مواجهة هذه المشكة بدون مساعدة احد,, ستعرف ماهو صالحها ,لكن اعتقد انك عشت مع سالي فترة كافية حتى تستطيع ان تعرف الممكن وغير الممكن معها ...,,...كما اعتقد انك تحبها بالقدر الكافي حتى انك تحترم حساسيتها.
***
وضع هذا اللقاء عقل جاك في اضطراب شديد,,اخذ يتمشى في حديقة المستشفى حتى تنجلي له افكاره,,فكرة انه سيتقابل مه سالي مباشرة تثير جنونه ,لابد ان تتضح الامور داخله اولا.
كل مافي استطاعته سيستخدمه حتى ينسيها التجربة المروعة التي اخضعها لها رجل متوحش,,وفي نفس الوقت كان يريدها ان تكف عن اعتباره صديقا ,حتى تعتبره رجلا ......زوجا .
ووصل اخيرا امام باب سالي ,,كيف سيقابلها وهو يعلم ما اخبرته به الطبيبة ؟ وجد مشقة في طرق الباب.
عندما رفعت سالي بصرها لمحته فابتسمت.
كانت ابتسامتها هادئة ولكنها دافئة وشبه مترددة وشعر جاك باضطراب وبوهن في عضلاته ,,هذه الابتسامة تكشف الى اي حد وصلت سعادتها لرؤيته.
قالت وهي تمد له يديها :
_جاك !
امسك يديها في شوق ,وقد شعر بالتردد لوجود تلك ,,الدخيلة لم يكن يريد ان يشاركه اي فرد ممحبوبته سالي ,,لقد وصلت به قوة وعنف حبه لها الى الحد الذي جعله يتصرف كالطفل!
_جاك انت تذكر ليندا اليس كذلك؟
قالت صديقة سالي الشقراء:
_بالتاكيد لقد نسيتني.
_على الاطلاق !انت تعملين في شركة س ج ث ولقد حضرت زواجنا,,اسمك ليندا بيلينج اليس كذلك؟
ليندا التي داخلها رهبة كبيرة عندما وصل مديرها ما ,,لبثت ن بهرها تواضعه وحسن لقائه.
قالت ليندا وقد هبت واقفة :
_ايه حسنا ,اعتقد انه قد حان وقت رحيلي .
ابتسما لها ولم يحاول احدهما الالحاح عليها بالمكث ,,مضت نحو الباب متمنية لصديقتها السعادة .
بعد ان اختفت رفع جاك حاجبيه وقال:
_هل قلت لها انني اضربك؟
اجابته بمرح:
_لا ,ولكنها لم تتوقع ان تواجه الرئيس العظيم لشركة س ج ث عن قرب !,, انها ليست خجولة بوجه عام.
جلس على السرير ووضع امام سالي مجموعة لفافات اشتراها وهو في طريقه اليها.
_ربما استطعنا دعوتها على العشاء قريبا,وحينئذ ستعرف انني زوج تقليدي .
اعترضت :
_اوه كلا ! انت لست تقليديا ,انت رائع ,واكثر من ذلك,انت اب هل رايت الطفل اليوم؟
_لقد زرته توا ,والان مارايك في ان تفتحي احدى هذه لفافات التي احضرتها لك؟
_ليس هناك ما هو افضل من ذلك,اني اموت شوقا لذلك ,ماذا احضرت ؟
ادخل يده في حقيبة من الورق واخرج منها باقة من زهر البنفسج.
_اوه ياجاك ! لكن انظر كل مااحضرت لي .
_هذه اللفافات لوالدة ابني ,لكن هذه الزهور لك.
امسك يد سالي ,ونظر لاصابعها النحيفة الطويلة باعجاب ,وطبع عيها قبلة .
واستطرد :
_هذا اشتريته لصديقتي سالي .
وفي حقيبة اخرى اخذ يبحث فيها واخرج دبا صغيرا ,,معدنيا وادار مفتاحا به ووضع اللعبة على الطاولة ,وتقدم الحيوان وهو يضرب على طنبور صغير.
قالت مقهقهة :
_انت مجنون تماما.
_لكن هذا ......
امسك بلفافة ثالثة :
_هذا من اجل .......
اراد ان يقول حبي لكن لم تخرج الكلمات من حلقه .
_هذا من اجل زوجتي .
وضع في يد سالي علبة صغيرة من القطيفة الزرقاء.
راقب عن كثب ملامح زوجته وهي تفتح العلبة ,لمعت ,,عينياها البنيتان وارتسمت على شفتيها ابتسامة عذبة رات قلبا من الفيروز معلقا في سلسلة ذهبية.
_اوه ......اوه ! اجمل حلية رايتها في حياتي !شكرا!
نهضت سالي الى منتصفها ومالت نحو زوجها,,تقدم نحوها جاك وراحا في قبلة طويلة الهبت مشاعر جاك.
وقبل ان يفقد سيطرته على نفسه نجح في ان يبتعد عن زوجته ببطء همس :
_انت جميلة جدا.
اسندت راسها الى الوسادة واخذت تضحك.
_ليون الفيلسوف يدعي انني يجب ان اضع على ,,راسي تاجا لاني ق جلبت الى الحياة اميرا صغيرا.
_ليون ؟رفيقك في الحديقة ؟شعر بالغيرة رغما عنه ابتسمت سالي .
_متى جاء ليراك؟
_منذ ساعة تقريبا,للاسف انك لم تقابله.
نهض جاك ومشى بخطى كبيرة حتى النافذة ,,ثم عاد وعيناه تومضان ببريق ازرق.
_ماذا يشبه ؟اشعر انك معجبة ب ليون هذا !
قالت دهشة لنبرة صوته:
_نعم بالتاكيد,له تفكير مجنون وملامح جميلة ,,ولديه سحر خاص ,هل تعلم نه في الستينات من عمره؟
شعر جاك بالارتياح حتى انه اراد الضحك,,لكنه اكتفى بان عاد وجلس على حافة السرير .
قال مقترحا:
_لماذا لاندعوه هو الاخر على العشاء في احدى الامسيات ؟اود ان اعرف كل اصدقائك.
وفجاة لم تستطع سالي كبح ضحكة مجنونة ,,هذا الشلال من الضحكات قد اسعد زوجها ,,انه يعشق ان يراها بهذا المرح.
قالت مقترحة :
_لدي فكرة ........يجب ان ندعوهم مع عمتيك,,في رايي ان هذا اللقاء سيخلق ذكرى لاتنمحي ابدا.
_بشان عمتي لقد طلبتا مني ان نقدم لهما ليونال في اسرع وقت ممكن.
_اول زياردة يقوم بها ليونال ستكون لهما ,اود ان اذهب اليهما من اليوم.
تقدم جاك ورفع خصلة شعر تتارجح على جبهتها.
_هل تكفيك تغذية المستشفى ؟كيف تشعرين ؟
_لقد فرغ صبري.
كان في صوتها مسحة شكوى .
_اريد ان اجد نفسي في منزلي ! على الفور!,, واريد ان يشعر ليونال بوجوده في منزله ,,ولكن عندما اقول للممرضات انني مستعدة للرحيل يضحكن خلسة !
ادخلت لهجتها الشاكية المرح على نفس جاك.
استطردت سالي :
_كما لو لم تكن واحدة منهن اما ابدا ,,لو كان لديهن اطفال لادركن ما اشعر به ,ارى انهن لايعشن في عالم واقعي.
قال ساخرا :
_خمس وستون بالمائة منهن امهات,,لكنهن يحاولن القيام بعملهن على اكمل وجه.
_ربما ,لكن السيدة جينسين لديها اطفال بالتاكيد اذا عرفتها ,,فستدرك ذلك ! انها تشبه السجان .
_ايه حسنا ,لاتستطيع السيدة جينسين احتجازك اذا كنت في حالة تسمح لك بالعودة الى نزلك.
_اود ان اصدقك لكن هذه المرة.....
_انها ساعة الرضاعة !
افزع هذا الصوت سالي وجاك ,وظهرت الممرضة ,,عند الباب وليونال في تجويف ذراعها بمجرد ان راها ,ادرك جاك انها السيدة جينسين.
وبحركة متمكنة وضعت الوليد على ذراع والدته.
وبعد ان القت نظرة على ساعة معصمها غادرت الحجرة .
اخذ الوليد يصدر صرخات.
قال والده بفخر:
_انه مستعد لتحطيم اي شيء.
_ذلك لانه يتضور جوعا.
وبعد لحظة تردد,وعيناه مثبتان على سالي التي تضع طفلها ببراعة على صدرها .
سالها مترددا :
-هل تسمحين لي بالبقاء.؟
قالت بدهشة:
_بالتاكيد ,انا عصبية دائما عندما تحوم حولي احدى ,,الممرضات لكن ذلك ليس معك انت فانت الاب ,اليس كذلك؟
جلس في احد المقاعد ,في مواجهت زوجته وطفله ,,يراقب هذا المشهد الرائع لام ترضع طفلها,,وبمرور الدقائق الهادئة المليئة بالمشاعر الكامنة ,شعر بعاطفته تتملكه.
هذه الالفة لم يعرفها ابدا,هذه المراة الماثلة امامه ,,كانت لها القدرة على ان تمنحه حاضرا لم يحلم به ,حاضرا اعطى معنى لحياته.
نهاية الفصل الثامن

ساشا علي likes this.

Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-06-16, 05:19 PM   #10

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل التاسع
وبعد مرور اسابيع,حدث تقارب كبير بين جاك وسالي كل بطريقته ,,خوفا من رد فعل شريكه ,كان كل منهما يبحث عن تلاؤم وتوافق عميق مع الاخر.
لاحظت سالي انهما كثيرا مايتبادلان القبلات ,,ولم تعد مثل تلك التي اعتاداها في الشهور الاولى ,بل اصبحت اكثر حرارة ,,في كل مساء كانت سالي تنتظر عودة زوجها في شوق لانها كانت ,,تتزرع بتلك اللحظة لتتعلق به وتمنحه اعذب القبلات,,كما كانت لحظة الافطار ذريعة للعناق ,ووقت رحيله الى المكتب كذلك.
في هذا الصباح ,كانت تنظر عبر النافذ الزجاجية في ,,الصالة الى الحديقة التي بدات تتلون بالوان الربيع ,حيث اتخذت الحشائش اللون الاخضر الحي الذي امتع نظرها .
لكن سالي كانت تسترجع في ذهنها القبلة التي ,,تبادلتها مع جاك عندما كان يخرج من المنزل ليذهب الى المكتب,, لقد كانت اكثر طولا وحرارة من قبلة امس.
في المساء ...... في المساء قبل ان يفترقا كانا يقضيان ساعات هادئة على الاريكة,,يستمعان الى الموسيقى او يقران او يتابعان برنامجا في ,,التلفزيون وكانا يجلسان ويدها في يده وكتفه على كتفها.
الشيء الوحيد الذ يشغل عقل سالي عن التفكير في زوجها كان ابنها ,,لكن حتى اهتمامها به والحنان الذي تغدقه عليه لم يكن لياخذها قلبا وعقلا.
_سيدتي من فضلك.
استدارت سالي نحو السيدة برات التي دخلت توا.
_العشاء جاهزا ,كل ماستفعلينه هو تسخينه واعداد الاطباق ,هل انت متاكدة ان غيابي هذا المساء لن يزعجك؟
_انا متاكدة استمتعي بطعامك عند عائلتك,ساستطيع التصرف بمفردي.
_شكرا جزيلا ياسيدة هاموند.
اختفت مدبرة المنزل ,شعرت سالي فجاة بالاثارة ,,سيقضيان هذا المساء بمفردهما هي وجاك .
كان ليونال ينام في هدوء بعد ان اخذحماما في الليل,, سيكون في صحبة والديه بما ان السيدة برات الوفية ستنام عند عائلتها .
لقداشرق وجه جاك بالسعادة,في هذا الصباح, عندما علم بالخبر,,كما لو ان ذهته قد صور له احلاما لذيذة عن الساعات القادمة.
لهذا العشاء قررت سالي ان تعد حفلا صغيرا.
وضعت الطاولة في صحن المنزل وفرشتها بمفرش مطرز ,,وفي وسطها وضعت شمعدان انيقا واخرجت اجمل طقم فضية ,ليست هناك حاجة ,,لاضافة باقة زهور فهناك الكثير منها في الحديقة والصالون ,عند حلول المساء ملا صحن البيت روائح شهية.
منذ الصباح حددت سالي ماذا سترتدي لهذا العشاء ,لقد استعدت لتبرز مفاتن جمالها.
فارتدت ثوبا من الحرير الاخضر مجسما لجسدها النحيف ,,كما وضعت ماكياج خفيفا يتناسب مع لون عينيها البنيتن ووجنتيها الورديتيتن,,ثم صففت شعرها حتى بدا لامعا في كل حركة من راسها ,نظرت لنفسها في مراة غرفتها.
_ايه حسنا ! انها سالي انها دائما هي ,لكن في مختلف ! تشجعي ياعزيزتي!
خرجت من غرفتها تصفر وفي طريقها الى المطبخ ,,عابرة الصالة سمعت صوت جرس باب الدخول.
صاحت وهي تفتح الباب:
_ليندا ماذا حدث حتى تاتي هكذا....... ادخلي تفضلي!
دخلت صديقتها بشيء من التردد وقالت في قلق:
_انه ليس هنا اليس كذلك؟
_نعم انه مازال في مكتبه,لكنه لن يتاخر هذا لن يمنعك من الجلوس معي في الصالون.
_سالي لقد تغيرت تماما انني لم اعرفك.
_تغرت للاسوا ام للافضل؟
_للافضل لحسن الحظ .
_اسمعي انك لم تاتي في هذا لوقت المتاخر لتخبريني بانني قد تغيرت ,,انا سعيدة لرؤيتك ,لكن ليس لدي وقت لاجلس معك.
_بالتاكيد اعترف بانني قد جئت دون سابق ميعاد ,,منذ عدة ايام كنت اريد رؤيتك ,ولقد قرت ذلك فورا.
نظرت اليها سالي في قلق :
_هل تواجهين مشاكل ؟هل استطيع مساعدتك ؟
اسرعت صديقتها بالاجابة :
_لا على العكس.
تنهدت ليندا وبدات التحدث عن الموضوع الرئيسي:
_رايت والدتي الاسبوع الماضي,انها سعيدة جدا بفضلك انت ! ,,سالي مالم تقرضيها هذا المبلغ لما استطاعت الخروج من المازق ,لقد ادخرت قدرا كافيا من المال لترد دينك ,,متجر الملابس يعمل بنجاح بفضل المبلغ الذي منحتها اياها لقد جئت لاشكرك.
_اوه لاداعي لذلك تعلمين ان لدي مبلغا من المال على اية حال ,,لقد سددت لي والدتي المبلغ كاملا الاسبوع الماضي.
_نعم ,لقد اخبرتني بذلك ,انت لاتعرفين من اي دمار اخرجتنا !,,لست ادري كيف كنا سنتدبر امرنا بعد موت ابي مالم تظهري كرمك معنا.
قالت سالي وقد توردت خجلا:
_لاتبالغي ! كان هذا المبلغ نائما في البنك,, اني سعيدة لان والدتك انتفعت به,,لاتجعلي من هذا الحدث دراما ,ليس في ذلك شيء فوق العادة.
اومات ليندا براسها,عقدت العاطفة لسانها :
_اريد ان اسدي لك خدمة, مهما تكن !,, اود ان اثبت لك عرفاني بالجميل ! ماذا استطيع ان افعل.
_لا شيء ! اؤكد لك ,لاشيء لدي كل ماارغب .
_الى متى تعتزمين البقاء هنا؟ قررت البوح ل جاك بحبك؟
_لا ,لا ياليندا لاتستطعين ان تعطيني جاك كما تنوين ,افهم ذلك جيدا ,,لن يفلح ذلك سامكث هنا الوقت الذي سيطلبه مني,ثم سارحل هكذا ببساطة .
_لكن هل تعرفين شعوره نحوك ؟ الم تحاولي ابدا ان تعرفي ؟
مالت نحوها وسالتها:
_هل تحدثت مع عمتيه في هذا الشان؟لابد ان لهما تاثيرا عليه.
_هل تريدينني ان اطلب منهما ان يتوسطالي عند جاك ليبقيني ؟ ,,لاتفكري في ذلك ,لست راغبة في ذلك,هل هذا واضح؟
_لاتغضبي هناك العددي من الاشخاص الذين هم مستعدون للتدخل في صالحك,,فكري في د ماتياس او جانين ,يمكنهما ان يخبرا زوجك عندما ,,يريدك ان ترحلي بان رحيلك سيسبب لك صدمة قد تكون مدمرة.
تنفست سالي بعمق واجابت بهدوء:
_مرة اخرى ياليندا لااريد ان يقلق جاك بشاني ,,اذا بقيت فسيكون ذلك بدافع حبه لي وليس لاي سبب اخر.
ارادت ليندا ان تعترض لكن غيرت رائها.
واسرعت بالرحيل خشية ان تقابل جاك ,,فكرت سالي في ان زوجها قد اشرف على المجيء,,فقفز قلبها في صدرها وتورد وجهها.
ملات سالي طبقين بالسلطة ,سمعت صوت سيارة زوجها اسرعت نحو باب الدخول.
هل لاحظ جاك شيئا مختلفا ؟,, توقف ونظر اليها في صمت,شعرت بشيء من عدم الارتياح.
_هل .....؟
ثم صمت وتنحنح قبل ان يكمل جملته:
_هل رحلت السيدة برات كما اخبرتنا؟
اشارت سالي براسها نعم.
قالت في هدوء :
_العشاء جاهز ياجاك.
_رائع......... اعتقد انني ساخذ دشا قبل العشاء ..,,..امل في ان يجلب لي ذلك صفاء الذهن.
اسرع جاك وتوجه الى الحمام,راحت سالي تستكمل ,,اعداد العشاء وبينما كانت تلقي النظرة الاخيرة على المائدة وترتيبهاسمعت جاك يخرج من غرفته.
كان شعره مازال لامعا من حبات الماء العالقة به,لقد غير ملابسه ورباط العنق.
تاملته دون ان تنبس بكلمة معجبة بجمال ملامحه وقالت بحيوية :
_كل شيء جاهز فكرت ان ناكل في صحن البيت ,ان ذلك اكثر لطفا.
_فكرة طيبة لنذهب الى المائدة.
تابعت سالي الظل المتحرك الذي عكسه الشمعدان على وجه جاك,,انهما لاياكلان بشهية على الرغم من لذة الطعام.
وهما لايتحدثان ايضا وكان محادثة بسيطة تتطلب منهما مجهودا عظيما .
في كل مرة تضع الشوكة في فمها ,,كانت سالي ترفع بصرها فتتقابل عيناها بعينيه المثبتتين عليها فتغرق عيناها في اعماق عينيه .
بعد انتهاء العشاء ,توجها الى الصالون ,,خفض جاك الاضاءة ووضع موسيقى هادئة .
جلست سالي وحاولت الاسترخاء .
لم تفعل الموسيقى الهادئة الا ان زادت الجو اختناقا حتى حولته الى جو غير محتمل .
جلس جاك الى جوار سالي وتنفس بعمق ثم سالها بسخرية:
_الا تشعرين بانك مضحكة مثلي.؟
اشارت براسها بلى وابتسمت.
_نحن نتصرف كالبلهاء ......اني اسال نفسي لماذا؟
_لاننا نحاول سبق الاحداث بينما يجب ان ندعها تاتي بشكل طبيعي .
امسك يدها ونظر في عينيها :
_سالي اتحرق شوقا لاقبلك ,هل هذا ممكن دون ان يليه احداث درامية؟
_ايه حسنا ! يمكننا ان نحاول.
طبع على شفتيها قبلة طويلة احست خلالها برقة وعذوبة اكثر من اي مرة تلاقت شفتاها بشفتيهانها لم تشعر بالفزع من اقترابه منها على العكس لقد شعرت بسعادة غامرة وتجاوب جسدها لنداء الشوق الذي طالما احرق زوجها وتبينت ان عضلاتها اعصابها كل جسدها يعرف عن امور الحب اكثر مما يعرفه عقلها.
لكن تركها جاك فجاة على الاريكة ونهض مسرعا نحو غرفته لم تستطع سالي النهوض ,,ظلت ممددة على الاريكة تحاول ان تتحقق من رحيل جاك ومعنى ذلك.
نهضت وعبرت الصالة ودفعت باب غرفة زوجها,, كان الظلام يخيم على الغرفة لكنها لمحت زوجها جالسا على حافة السرير.
_جاك ؟
نهض وتقدم نحوها وامسك يدها وقبل اصابعها.
همس :
_اني مهموم ياقلبي مهموم جدا,اعرف ان ليس لي عذر ,لكني قد اصبحت مجنونا...,,..انه قاس للغاية ان اعيش كالراهب مع علمي بوجودك في الغرفة المجاورة ,,,هذا المساء لقد فقدن صوابي ....على الرغم من تحكمي في رغبتي الا اني افسدت كل شيء .
استمعت سالي في دهشة الى هذا الاعتراف ,انها لم ,,تر جاك ابدا في مثل هذه الحالة من الحزن .
والان عرفت سبب تصرفات جاك انها تحبه اكثر من اي وقت مضى .
قالت :
_جاك ,لقد كنت سعيدة بين ذراعيك !لقد انتظرت هذه اللحظة منذ زمن بعيد.
استدار جاك ونظر اليها.
استطرت سالي :
_بعد مولد ليونال ,بدات اسال نفسي عن الليلة التي ,,قضيناها معا وعما اذا كانت الادوية التي تجرعتها في تلك الليلة هي المسؤولة حقا وكليا عن سلوكي معك,, اتصلت بالدكتورة ماتياس وسالتها اجابتني ان الرتيفلازين لم يغير شيئا من شخصيتي .
نظرت اليه واستطردت:
_هذا يفسر باني قد مارست الحب معك في تلك الليلة لاني كنت راغبة في ذلك.
خفض راسه وقبل شعرها ,لكنها ارادت ان تنهي اعترافها.
_في البداية كان هذا الامر يسبب لي الاضطراب ,,كانت تجربتي الاولى مع ...... مع الرغبة,كنت اخشى ان اشعر بالتقزز والاهانة لكن كلا لقد كنت سعيدة ,هل تعرف لماذا؟
رفعت راسها فرات السعادة تتراقص في عيينه.
_لانه انت.
قبل ان تنتهي من كلماتها ,وجدت نفسها بين ذراعيه واطبق شفتيه على شفتيها ابتعدت قليلا وقالت:
_ليس هناك شيء تستطيع ان تفعله ويتسبب في جرحي او فزعي .
واخيرا قال جاك:
_ياجميلتي .......ياجميلتي الساحرة.
اغلقت سالي عينيها وشعرت بالحرارة تتولد في جسدها توردت وجنتاها واصبحتا قرمزيتين وتلاحقت انفاسها وفي سحابة ذهبية سمعت كلمات لم يكن مصدرها شفتيها.
_احبك ياجاك.
نهاية الفصل التاسع

ساشا علي likes this.

Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:34 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.