آخر 10 مشاركات
غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          1011 - ها قد اتت المتاعب - ديبى ماكومبر - د.نـــ (عدد جديد) (الكاتـب : Dalyia - )           »          [تحميل] نار الغيرة تحرق رجل واطيها،للكاتبة/ black widow (جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          110 قل..متى ستحبني - اليكس ستيفال ع.ج (كتابة /كاملة )** (الكاتـب : Just Faith - )           »          حَــربْ معَ الــرّاء ! (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة حـــ"ر"ــــب (الكاتـب : moshtaqa - )           »          لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )           »          مرحبا ايها الحب -عدد ممتاز- بوليت أوبري - روايات عبيرجديدة [حصرياً فقط على روايتي] (الكاتـب : Just Faith - )           »          `][جرحتني كلمتهاا][` (الكاتـب : بحر الندى - )           »          نار الغيرة تحرق رجل واطيها ....للكاتبة....black widow (الكاتـب : اسيرة الماضى - )           »          وصية الزوج (الكاتـب : Topaz. - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree5Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-11-11, 08:02 PM   #21

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


أحست سارة بأنها لا تستسيغ اسلوبه في إصدار الأوامر مغلّفة بصيغة سؤال ليس بوسعها الإعتراض عليه ، لكن إذا ما توخّى المرء العدالة ، تعترف سارة انه لا بد أن يكون مشغولا جدا بكل مشاريعه ومهامه المختلفة، لعل الوقت مناسب الان لأن شيئا في صالح بيدي وكاتي ولن كيف تستطيع أن تساله عن مستقبلهما في أول يوم تعمل فيه هنا ؟ قد يفسر تدخلها بالوقاحة المطلقة ، هذا إذا لم يجد تفسيرا اسوأ ، وعلى الرغم من شكوكها وجدت نفسها تسال لا إراديا:
" هل تنوي الإشراف على مزرعة لوخ غويل بنفسك؟".
" قد افعل في النهاية".
وإلتمعت عيناه قليلا وكأنه قد خمن بعض ما كانت تفكر فيه.
" إلا أنني ماكنت أتوقع ان أضطر الى تغيير مهنتي في هذه الفترة من عمري ، فنا مهندس كفوء".
لا شك في هذا ! وشعرت بأعصابها تتوتر ، أنه من النوع الذي لا يمكن ان يرضيه ألا منتهى الكفاءة في نفسه وفي الآخرين.
ورن جرس الهاتف ممزقا الصمت الذي ساد للحظة ، وشعرت بنظراته لا تحيد عنها وهو يتناول سماعة الهاتف.
أثناء المكالمة شردت نظرات سارة تاركة وجهه المتبرم لتحط على رفوف المكتب المحيط بالحجرة ، ثم لتستقر على قطعة الخشب الكبيرة التي راحت تحترق في المدفأة الحجرية الضخمة ، ولاحظت سارة ان ارض القاعة المصنوعة من اعشاب السنديان كانت مكسوة بسجادة جميلة باهتة الألوان. وأحاطت بالمدفأة من جانبيها كنبتان جلديتان ، وتخيلت سارة الراحة والدفء اللذين لا بد أن يشعر بهما المرء في هذه الغرفة في فصل الشتاء والستائر الثقيلة مسدلة لتخفف صقيع الرياح الأطلسية العنيفة.
لا شك ان لوخ غويل تنطوي على كثير من الإغراءات التي من شانها ان تجذب أي رجل ، ما هو القرار الذي سيتخذه هيو بشان هذا المكان يا ترى ؟ وعادت سارة بنظراتها الى وجهه الأسمر وقد أدهشها اهتمامها الذي ما كان كله نابعا من قلقها على بيدي وكاتي ، وأحست بفضولها يكاد يطفو الى السطح فوبّخت نفسها بصرامة متذكرة بأنها يجب ألا تسمح لأفكارها بالطواف حوله، وخصوصا أن المعرفة بينهما لم تتعد فترة وجيزة.
" كان المتحدث هو الرجل الذي تعشيت معه البارحة ".
قال واضعا سماعة الهاتف بغتة قبل أن يعود الى أوراقه ، ثم رفع نظراته عنها وقال عاقد الحاجبين بصوت حاد:
" يريد ان يراني بعد الغداء اليوم من اجل البحث في أمر طارىء ، ولهذا فإنه من الأفضل أن نتابع العمل الآن متناسين كل ما عداه".
شعرت سارة في الأيام التي تلت وكأنها قد لصقت بكرسيها في المكتب ، وان حياتها كلها كانت تدور حول الالة الكاتبة ، ولما لم تفلت من هيو فريزر بادرة تعبر عن رضاه بجهدها أو عدمه فقد واست نفسها بانه ، على الأقل ، لم يلجأ الى الشكوى ، وكان يملي عليها مراسلاته في الصباح ثم يتركها بعد ان يصدر سيلا من الإرشادات ، وبعد الغداء كانت سارة تقوم بالترتيب والتنسيق حتى إذا ما حان موعد تناول الشاي كان معظم العمل قد إنتهى ولم يتبق إلا إنتظار توقيعه على الرسائل التي طبعتها ، احيانا ، وهي في طريقها الى غرفتها في الليل ، كانت تجد النور ما يزال يتسرب من تحت باب المكتبة ، ولكنه لم يلجأ الى طلب مساعدتها في مثل هذه الأوقات المتأخرة ، اما أمسياتها فكانت سارة تقضيها غالبا في القراءة أو مساعدة بيدي التي كانت بين الحين والآخر تشكو من آلام الروماتيزم المبرحة ، ووجدت سارة في الإستماع الى بيدي ، التي كانت تملك ذخيرة حية من القصص حول طفولتها والجزيرة ، مكافأة على كل المساعدات التي كانت تقدمها لها.
" يجب ان تحاولي الخروج اكثر".
قالت بيدي بحدة وقد إنتهت لتوها من سرد حكاية طويلة لاحظت خلالها إصفرار وجه سارة بشيء من القلق.
" إن الأمسيات لطيفة في هذا الفصل ، إذهبي للمشي احيانا بدلا من أن تجلسي برفقة عجوز مثلي يا آنسة سارة".
إلا أن سارة لم تحاول ان تعود الى البحر بعد مغامرتها الخيرة ، ولو سئلت عن السبب لما عرفت الجواب ، وإستعاضت عن البحر بمحاولة إكتشاف القلعة ، ودراسة اسلوبها المعماري القديم بإهتمام متزايد ، على الرغم من جهلها بمثل هذا الموضوع ، واتاح لها تجوالها فرصة التعرف على بعض الأفراد الاخرين الذين يعملون في المزرعة".
" إنني اخرج احيانا"، قالت وهي ترمق بيدي بنظرة مبتسمة : " ولكن هنالك الكثير مما يشغلني هنا".
" انا أدرك ذلك!".
وإزدادت تقطيبة بيدي وضوحا بدلا من أن تختفي كما أملت سارة وتابعت:
" إن السيد هيو يؤمن بالعمل الشاق بدون شك ، ولكن عمه كان يتهرب من الإهتمام بمراسلاته كلما اتيحت له الفرصة ، ولهذا خلف وراءه الكثير من الفوضى ، وقد عانى محاسبه مصاعب جمة أثناء حياته ، ولم تنفعه الشكوى ولا الوعود الكثيرة بتحسين المور ، اما السيد هيو فهو على نقيض عمه تماما ، ولا شك انه سيستطيع تنظيم الأمور قريبا....ان المستقبل هو الذي يثير قلقي ، كما سبق ان ذكرت لك ، ففي عمري هذا لا يألف المرء التغيير إلا بصعوبة".
عندما نهضت سارة لتصعد الى غرفتها لم يسعها إلا ان تتساءل لماذا تصر بيدي على وضع ثقتها فيها ، ولم تجد تفسيرا إلا في إحتمال ان تكون بيدي تخشى التحدث الى هيو بهذا الشأن شخصيا مما يجعلها تامل بأن تستطيع بضع كلمات منها ، بوصفها سكرتيرته ، ان تجد حلا لمشاكلها ، ولكن بيدي يجب أن تدرك بان نفوذ سارة لدى هيو قد لا تتعدى نفوذ أي شخص آخر يقيم هنا ، هذا إذا لم يقل عنه ، وشكت في ان يتجاوز شعور هيو بوجودها ساعات العمل اليومية في المكتب.
بعد مرور عدة ايام طلب هيو من سارة في الصباح ان ترافقه الى توبر مري ، وكانت عندها تتحدث من خلال زجاج النافذة بأسى ، غير شاعرة بانه كان يراقبها حتى قال بحيوية :
" سأذهب عصر اليوم الى توبر مري ، وأود ان تاتي معي ، هذا أمر".
ولم ترغب سارة في المناقشة ، خصوصا ان شمس آذار الساطعة كانت تثير الإغراء في النفس ، ورقص على وجهها الجميل بريق من الفرح غير المتوقع على الرغم من أن عينيها راحتا تنظران الى أكوام المراسلات أمامها بشيء من الشعور بالذنب.
تبعت نظراته نظراتها بصبر نافد:
" لقد إستطعت ان تنجزي كمية كبيرة من العمل منذ أن إلتحقت بخدمتي ، يا آنسة وينتون ، ولكنني لا أتوقع منك ان تتابعي دون فرصة للراحة".
تمتمت سارة بالموافقة فتوجه الى الباب مبتسما بشيء من الحدة وقال :
" ساراك بعد الغداء إذن".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-11-11, 01:17 AM   #22

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

3- الأجنحة المضيئة

إرتدت سارة ثيابها المؤلفة من تنورة صوفية انيقة وقصيرة ، وبلوزة زرقاء تنسجم معها لونا ، ومشطت شعرها الأشقر الى الوراء وتركته نصف مسدول ، سعيدة بالحرية التي جعلها تشعر بها بالمقارنة مع الطريقة الرصينة التي إعتادت أن تصفّف بها شعرها من أجل العمل مؤخرا ، ولمست بشرتها الصافية الملساء ببعض البودرة ، ووضعت مسحة من أحمر الشفاه الوردي على فمها الممتلىء ، ثم هرعت هابطة الدرج.
اخذت سارة تراقب الطريق ، وبدأ هيو الشرح:
" على ساحل ( مل ) يوجد قبر يدّعي السكان انه قبر إبنة اللورد ألين وقبر حبيبها سيد الفا ، وتزعم السطورة انهما غرقا وهما يحاولان أن يعبرا لوخ غويل ناكبل على ظهر مركب ، ومن المحتمل ان يكون الشاعر توماس كامبل قد سمع بهذه الحكاية عندما جاء للعمل هنا مدرسا عام 1795".
" إنني أذكر القصيدة".
وغامت عيناها وهي تنظر خلال النافذة الى المرتفعات الوعرة ،وسرت الرعدة في جسدها.
" لا يبدو ان شيئا قد تغيّر هنا ، وكأن القصة حدثت البارحة".
" إن جزيرة كهذه لتتحدى الزمن ، إذا نظرت الى ما بعد الفا لأمكنك أن تري مزيدا من الجزر الصغيرة ".
سرحت سارة بنظراتها الى تلك الجزر كالمسحورة ، وبدت لها الجزر البنفسجية الباهتة ، الرابضة في غياهب البحر علىى طول خط الفق بإتجاه الغرب ، وكانها ترقد على حافة العالم ، فغلبها الصمت وهي تتامل روعة المنظر ، إن البقع المماثلة لهذا المكان هي التي تلهم الشعراء وتدفعهم الى كتابة قصائدهم.
" لقد أحبّ عمي هذه الجزر – جزر الهييريديز ، إذ كان رجلا إسكوتلنديا يفيض قلبه بالحب العميق لمسقط رأسه ، ولكنه من المؤسف انه لم يقبل على العمل بمثل هذه الحرارة".
لم تفت سارة لهجته الجافة ، وأحست للحظة بنفور شديد منه ، قد يبدي إهتماما بالماضي مرددا اساطيره الرومنطيقية ، ولكنه لن يسمح لنفسه مطلقا بان يتأثر بها الى حد كبير ، فلا يوجد للأحلام سوى مكان ضئيل في نفسه.
" الم تقع ابدا تحت رحمة عواطفك؟".
سألت سارة بتهور وقد ثارت في مخيلتها صورة زعيم ألفا المنكود ، فحطت عليها نظراته بخفة.
" انت لا تتوقعين ان أجيبك على هذا السؤال يا سارة".
وإعترتها موجة من الإضطراب الحار ، أن سارة بلا شك أفضل من آنسة وينتون ، ولكن مخاطبتها بإسمها المجرد من شانه أن يضع علاقتهما على صعيد آخر ، وإتسعت عيناها وهي تحدق امامها مترددة ، إن أسلوب حياتها الآمنة نسبيا حتى الآن لم يزودها بالمرونة الفكرية التي يمكن تكييفها بحيث تؤهلها لمجابهة رجل من هذا النوع ، ولأول مرة في حياتها أحست بإضطراب في عواطفها يسببه رجل ، وبعدم القدرة على العثور على الكلمات المناسبة.
وإنحدرت اشعة الشمس مضيئة جانب وجهه مما اسبل عليه إنطباعا بالحيوية الفائقة فسّرته سارة بالقسوة ، ورماها بنظرة أخرى تومض بالشقاوة وكأنه على علم تام بقلة خبرتها ، واجدا في ذلك مدعاة للتسلية .
" من الان فصاعدا ساناديك (سارة) ان عبارة ( آنسة وينتون ) تستغرق وقتا طويلا".
" بالطبع ، وآمل أن تحذو اختك حذوك عندما تاتي".
ومال الطريق نحو الظلال ، وشعرت سارة بان الطريقة الرسمية التي تفوهت بها عباراتها الخيرة قد بعثت التسلية في نفسه ، فشعرت بأعصابها تتوتر غيظا ، وإستدارت اليه وعيناها تشتعلان.
" أنت تحب إغاظتي".
" إن شيئا فيك يستفز المرء ، هناك الكثير الذي يمكن ذكره في مجال الأخذ بالثأر ، ولكنك أحيانا تردين الكيد بمثله".
" لا تنس أنك رئيسي".
" ها.... ها".
وإبتسم ثانية وهو يراقب إستياءها الواضح.
" لا تدعي امرا كهذا يحبط إندفاعاتك الطبيعية".
تخيلت سارة مدى السعادة التي ستشعر بها لو إستطاعت توجيه صفعة الى وجهه ، ألا يستطيع أي شيء أن يخترق تحصينات سور هذا الأسلوب الواثق المصقول ؟ إنه يلعب بالألفاظ ناثرا إياها بإستخفاف ، وكأنه يتلذذ بالأضطراب الذي تثيره.
" هل سمعت عن أختك؟".
" نعم ، هذا يذكرني ! ". وتلاشى مرحه بفجائية مزعجة :" لقد خابرتني جيل بعد الغداء ، ستصل غدا".
" إنني اتلهف للقائها".
وعلى الرغم من تحفظاتها السابقة فقد غمر صوتها رنين الصدق ، إن وجود جيل يشكل حاجزا بينها وبين هذا الرجل الذي يتارجح مزاجه كرقاص الساعة بين مشاعر الإعجاب بالذات وبين نوع من التسامح المزعج.
هزّ هيو كتفيه بلا مبالاة ، بينما سرحت سارة بنظراتها عبر النافذة المفتوحة ، محاولة أن توجه دفة افكارها نحو معابر أكثر سلامة ، وسارت السيارة على طول الشاطىء الغربي نحو قرية برغ وخليج كالغري ، وشرح هيو انهما بأتباع الطريق يستطيعان أن يشاهدا بعض معالم الساحل قبل الوصول الى قرية توبرمري ، وكانت المناظر تتغيّر من مكان الى آخر ، وبدت الأرض قفرا ، غير مأهولة . والمستنقعات أكثر جدبا وإمتدادا.
شردت عينا سارة اللتان لاح فيهما بريق الإهتمام فوق أعشاب الحلنج ، وفجأة دون تفكير ، امسكت بذراعه بشدة ما جعل السيارة تحيد عن الطريق قبل ان يستطيع إستعمال الفرامل.
" آسفة!".
قالت لاهثة وهي تشير الى طائر جثم بهدوء فوق عمود طويل.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-11-11, 01:46 AM   #23

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

" لم أر نسرا على هذا القرب من قبل".
" من المحتمل ألا يكتب لك أن تري صقرا آخر إذا ما شرعت في الإمساك بذراعي هكذا وأنا أقود".
وتوقف بالسيارة الى جانب الطريق .

أحشى ان تصيبك خيبة الأمل فهذا الطائر صقر لا نسر".

ولكن سارة كانت في حالة من الإستغراق جعلتها لا تتلفّظ إلا بإعتذار قصير.
" أنا آسفة ، أعني بشأن ذراعك ، هل أنت متأكد بأنه صقر؟".
وإستدارت لتمعن النظر في الطائر مرة أخرى وعيناها تفيضان بالحيرة , لاحظ هيو الشك في تعابيرها فقال بهزة من كتفيه موضحا:
" أن النسر طائر أضخم حجما ، وعندما يبسط جناحيه تبلغ المسافة بينهما أكثر من المتر ، ولونه مثل لون الصقر بني غامق ، إلا أن رأسه ومؤخرة عنقه تتوجهما كتلة من الريش البني الذهبي ، اما الصقر كما ترين ، فهو أبيض اللون من الأسفل ، ن عدد الصقور في أراضي الهايلاند الغربية وويلز يفوق عددها في أي منطقة اخرى".
" الن يطير بعيدا؟".
سالت بصوت منخفض وانفاسها تخرج من حنجرتها بصعوبة ، ولم تعرف فيما إذا كان السبب هو قرب هيو فريزر الشديد منها أ مشاهدتها غير المتوقعة للصقر.
رفع هيو حاجبيه قليلا وترك ذراعه تستند على المقعد خلفها بحيث لامست أصابعه كتفها ، وكأنه لم يشعر بتسارع نبضاتها.
" لقد رأيت بعض الصقور تجلس بدون حراك ما يقارب الساعة ، ولكن إذا ما رأى الصقر شيئا يثير إنتباهه فإنه ينقض عليه بسرعة عظيمة ، وهو يحب الأرانب وما شابهها ، ان حراس الطرائد والأحراش لا يحبون الصقور لأنها في رايهم تلتهم الطرائد التي عليهم حراستها ، ولهذا فهم يقتلون عددا كبيرا منها".
" الا تتمتع هذه الطيور الجميلة بحماية الحكومة؟".
" طبعا ! وأزاح يده وهو يتحرك في مقعده ، ولكن القوانين لا تنفّذ أحيانا ، ومن الصعب تطبيقها في هذه المناطق التي لا تشكل جنة لطيور كما يبدو".
" إنظر !".
هتفت سارة بحركة سريعة من جسمها ، وقد حلّ رنين الحماس محل الأسى في صوتها ، وهي تلمح الصقر ، الذي بدا وكأنه لم يقدر الإهتمام المنصب عليه ، يفرد جناحيه ويحلق منسابا في الفضاء ، وحبست سارة انفاسها وهي تتامل روعة الطائر عندما مس شعاع من النور الساطع أسفل جناحيه مضيئا ريشهما المختلف الألوان.
لاحت إبتسامة خفيفة على فم هيو ، وإستقرت عيناه لوهلة على وجهها المضيء قربه قبل ان يستدير ليرى الطائر الكبير يحط على قمة صخرية في العالي.
" إذا كنت تهتمين بالطيور حقيقة ، فلعله بوسعنا أن نخرج معا يوما ما ونذهب لمراقبة الطيور".
" عندما يتوفر لنا المزيد من الوقت".
قالت رافعة يدها لتحجب الشمس ، وإختفى الصقر عندما إنعطف الطريق صاعدا ، لا شك ان مشاغله الكثيرة لن تتيح له ان يجد متسعا من الوقت مطلقا.
" الوقت... يبدو انني لا أستطيع أن اجد ما يكفي منه يا سارة".
" اعتقد ان الأمر كله يرجع الى ما يريده الإنسان من الحياة ، سيارة كهذه ، مثلا".
ولامست أناملها جلد مقعدها الوثير بتردد.
" قد تكونين على حق ،وتبعت عيناه حركات أصابعها ، ولكن سيارة الجاغوار هذه كانت لعمي ، وقد رايت انه من الأفضل إستعمالها اليوم ، بدلا من سيارتي".
داخل سارة الإمتعاض إذ احست به يدير ملاحظتها امبهمة ضدها ، خصوصا أنها كانت على يقين بأن سيارته هو الشخصية لن تكون من النوع الرخيص.
" هل تحسنين القيادة يا سارة؟".
" نعم ، أقود".
وإستعادت سارة في ذهنها سيارتها الصغيرة التي قدمها لها والدها هدية بمناسبة عيد ميلادها الأخير.
" أسمح لك بإستعارة هذه السيارة لو شعرت أن بوسعك قيادتها ، سأدعك تجربينها بعد تناول الشاي في العصر ، ستعتادين عليها بسرعة".
تألقت عينا سارة إبتهاجا ، فقد كانت في ريعان الشباب ، وعلى شيء من التهور تحت قناع السلبية التي ولدتها في نفسها أحداث الأسابيع الأخيرة.
" الا تخشى ان أتصرف بحماقة؟".
قالت وهي تبتسم بسعادة إبتسامة اشرق بها وجهها المفعم بالحيوية .
" لقد بدأت أظن بانك لن تفعلي هذا أبدا".
وتفحصها لوهلة متسليا بمراقبتها ، ملاحظا التغيير الذي طرأ على قسماتها المتالقة.
" لعله سيكتب لنا ان نرى اليرقة تبزغ الى الوجود يوما ما".
فعادت الى سارة جديتها على الفور ، لماذا يجب ان يثبط ويحبط كل شي ، لعلها هي المخطئة لأنها سمحت لنفسها بأن تعبر عن سرور فاق الحدود بفكرة قيادة هذه السيارة ، إلا أن ملاحظته أصابت وترا حساسا في أعماقها ، رغبة صادقة في الحياة لم تستطع أ تحققها لعدة أسابيع ، وتراجعت سارة مذكرة نفسها بأن هيو ، على الأغلب ، في لجوئه الى إستخدام اسلوب المداعبة معها إنما يعاملها كأخته الصغرى جيل ، وأن جلّ ما يقصده هو إيقاعها في شباك مزاحه ، ولهذا فإن أفضل خظة للدفاع هي التجاهل.
لزمت سارة الصمت محافظة على إبتسامتها بعناد إذ احست به ينتظر منها ردا لاذعا ، وداخلها إرتياح كبير عندما وجدت السيارة تقترب فجأة من قرية توبرمري.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-11-11, 12:15 AM   #24

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

بعد ان توقفت السيارة تركها هيو هازا راسه هزة مقتضبة ، وبدا من الواضح أنه طردها من ذهنه بالسهولة نفسها التي طرد بها حديثهما الشائك ، إلا أنه تذكر بان يقول لها بانه سيقابلها فيما بعد لشرب الشاي.
وجدت سارة توبرمري بلدة صغيرة حلوة على الشاطىء الشمالي الشرقي للجزيرة ، وتجوّلت سارة في البلدة سعيدة بحريتها ، وقد شعرت بالأسترخاء لأول مرة بعد عدة أيام قضتها في صحبة الآلة الكاتبة.
شعرت سارة ، رغم قصر المدة التي مضت على مغادرتها للقلعة، بان الإحساس الخانق الذي قبض على قلبها بأصابعه الفولاذية بعد وفاة والديها قد أخذ يتلاشى ، إنها لن تفهم مطقا لماذا تقع مثل هذه الحوادث ، ولكن حدّة ألمها الثاقب قد إخذت تختفي ليحل محلهما نوع من القبول بالمحتوم ، اخف إحتمالا ، وداخل سارة ، وأشعة الشمس الدافئة تغمرها ، شعور براحة البال ظنت انه قد فارقها الى البد.
ليت جين كانت هنا ، يجب ان تكتب لها لتصف مشاعرها ، فلولا جين لما كانت سارة في هذا المكان ، وسارت بإتجاه المرفأ ،ووجدت أفكارها تنتقل من جين الى جيمس كار الذي وقع في حب جين منذ سنوات عديدة ، وكانت أم سارة تعتقد بأن زواجا بين جين وجيمس سيكون مثاليا ، إلا أن جين عبّرت عن ترددها دائما ، وبدون سبب واضح ، شردت افكار سارة الى هيو فريزر.
وهزت كتفيها بصبر نافد ، لماذا تعود افكارها دائما اليه؟
قررت سارة ، مصممة ، أن تنسى فريزر لفترة من الوقت ، وسارت متجولة في البلدة ، ملازمة الشارع الرئيسي الذي كان يمتد بمحاذاة جدار المرفا ، وراحت تنظر الى البيوت ، التي كانت من طراز القرن الثامن عشر ، بجدرانها الحجرية المتعددة الألوان وسطوحها المائلة ، وبدا كل شيء نظيفا ولامعا ، ولأستغرابها ، مهجورا.
واحست بالنعاس الذي كان يحوم في الفضاء حولها يصيبها بالعدوى ، فإستسلمت سارة له ، متكئة على جدار المرفأ المنخفض ، تاركة هواء البحر النقي يعبث بشعرها المصفف بعناية ويسري فوق بشرتها برقة ، وأحست بجفنيها يطبقان والدفء يغمرها.
وعلى حين غرّة مدفوعة بنوع من الحدس الحاد ، إنتفت سارة وإتجهت بنظراتها الى الطريق القريب منها ، وشاهدت لدهشتها ، الشاب الذي انقذ حقيبتها يوم وصولها الى الجزيرة يخرج من أحد الأمكنة المواجهة للبحر ، وطرفت بعينيها ثم نظرت مرة أخرى ، إنه الشاب الغريب الملتحي نفسه ويمكنها التعرف عليه في أي مكان .
بينما أخذت سارة تراقبه بدون أن يراها ، حمل هو بعض صناديق المؤونة في صندوق سيارته ، إنه ما يزال هنا إذن ! لعله أحد سكان الجزيرة ، او لعله إستأجر بيتا هنا ، مما يفسر حاجته لصناديق المؤونة هذه ، علت جبين سارة تقطيبة عابسة بدون مبرر وراقبته يبتعد بسيارته ، كان قد نظر بإتجاههما نظرة عابرة بدون ان يلوح عليه أن يعرفها ، هذا ليس غريبا فهما لم يتقابلا إلا لمدة قصيرة ، ولكن سارة وجدت تفسيرها صعبا على التصديق، وعادت الى المنظر تتأمله xxxxxة .
في طريق العودة ذكرت سارة مقابتها لهذا الشاب أمام هيو.
" اعتقد أن كثيرا من السياح يزورون جزيرة ( مل ) كل عام؟".
قالت بتردد ، وتمنت للحظتها لو أنها لم تذكر شيئا عن هذا الشاب لهيو لأنها خشيت ان يظن بها الفضول الشديد .
" هل يثير أهتمامك يا سارة؟".
" ليس الى حد كبير ، إنني استغرب فقط لماذا لم يتابع رحلته".
" لا تدعي الأمر يزعجك " وإختلط المكر بإبتسامته القاسية : " لا تنسي أن المجتمعات الصغيرة تولد الفضول ، هل سبق لك أن عشت في بلدة صغيرة ، يا سارة؟".
" ان الناس في المجتمعات الصغيرة يهتمون بالآخرين ".
" ان في مقدورهم أيضا أن يسببوا الإختناق".
أجابها بحدة.
" لا أظن ذلك !".
" إذن دعينا نتفق لا أن نختلف " قال متشدقا : " يبدو اننا نختلف حول مواضيع كثيرة".
لاحظت سارة في كلماته شيئا من التبرم ، وكانه كان يكتشف ، كارها ، ضرورة ان يسلم بوجود أنماط مختلفة للعيش ، هل يجد يا ترى ، الضغط المتواصل الذي تتطلبه حياة أكثر أستقرارا مدعاة للغيظ الشديد ؟ وهو الذي تعوّد على الإستمتاع بحريته وعلى التجول حول العالم ، وعادت سارة بإنتباهها الى ملاحظته الأخيرة
" هل تجد أنه أمر غريب ألا يكون بيننا أشياء كثيرة مشتركة؟".
" ها !". وضحك دافعا برأسه الداكن الى الوراء : " الم يذكر لك احد يا سارة ، بأن الرجال والنساء لا يشتركون إلا في القليل وأن العاطفة الوحيدة التي تستطيع احيانا أن تسد الفجوة بينهم هي عاطفة خطيرة جدا؟".
أدارت سارة رأسها بسرعة ، كان من الممكن أن تجيب بصراح ... لا ، ولكن لأنها شعرت بانه كان يطأ ارضا محرمة عن عمد ، فقد قررت أن تلتزم الصمت ، وبالإضافة ، لماذا يجب أن تعترف له بنقصان تجربتها؟ إنه يملك من الصلف والإعتداد بالنفس ما سيجعله يرى في هذا مدعاة للتسلة.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-11-11, 01:05 AM   #25

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

" يجب ان تقدمي على المغامرة يوما ما ". قال ساخرا عندما إستمرت على صمتها : " إلا أنني لا أنصحك بان تختاري سائحا عابرا".
" لا تخش فلن افعل ، بوسعي الإنتظار حتى أعود الى لندن".
المهم ألا أقع في حبك – إبتهلت سارة راجية ، وشعرت بنظراته العابثة تعود الى وجهها وتتمهل فوق فمها الاعزل قبل أن تنحرف الى الطريق ، وشعرت بنبضاتها تتسارع وكانها تجري.
وعادت السخرية الى وجهه ، وتمتم قائلا:
" طبعا ! العاصمة العظيمة ! ولكنك تحبين التظاهر بانك تستطيعين العيش بعيدا عنها".
وهز كتفيه بحركة لامبالاة ، وكانه فقد الإهتمام بالحوار بينهما ، وعاد للتركيز على القيادة ، فشعرت سارة بأعصابها المتوترة تسترخي تدريجيا .
سلكا في طريق عودتهما الطريق المحاذي للشاطىء الشرقي الى سالن .
إتكأت سارة في مقعدها وأغمضت عينيها نصف إغماضة ، بينما إتجهت السيارة نحو المنعطف التالي.
" بماذا تفكرين؟".
وإبتسم بتكاسل ، مبددا شكوكها في ان تكون أفكاره في مكان آخر ، وقبل ان تستطيع الإجابة أدار السيارة فجاة وأوقفها ن ثم قفز من الباب.
رأت سارة سيارة أخرى واقفة قريبا ، سيارة طويلة وثرة وقفت بجانبها فتاة طويلة سوداء الشعر ، وبدا من الواضح انها كانت في ورطة ، إذ راحت ترمق سيارتها بكآبة ، ولكنها عندما لمحت هيو ، إختفى عبوسها وحل محله تعبير بالدهشة والسرور.
" هيو !". هتفت بحبور ثم عانقته : " لم يخطر لي ببال أن أجدك هنا !".
ضحك هيو ، وراقبته سارة بفضول وهو يعانق الفتاة بخفة.
" إنني سعيد برؤيتك للمرة الثانية يا بيث ، ولكنني ظننت انك سافرت الى فرنسا".
وضمّها اليه ثانية ، بحنان ، كما لاحظت سارة ، وومضت فكرة في ذهنها وهي تتذكر ما قالته لها بيدي مساء وصولها الى القلعة عن إحتمال زواج هيو بفتاة ذهبت في رحلة الى فرنسا ، هل هي الفتاة نفسها ام لا ؟
" لقد كنت هناك، وصلت البارحة فقط ، وظننت أنه من الأفضل ان أخرج بسيارتي لأنني اتركها معظم الوقت في الكاراج ، ولكن يا لسوء الحظ، إحدى العجلات تعطلت ، ولهذا وقفت انتظر آملة أن ياتي شخص ما ليساعدني على إستبدال العجلة، إلا أنني لم اتوقع ان تحضر أنت".
إبتسم هيو بتكاسل ، وإنحنى ليفحص الدولاب.
" إنني دائما اعرف متى اظهر".
قال عابثا ، ولاحظت سارة لمعان أسنانه البيضاء الناصعة ، وبدا لها ، إذ أشرق وجهه ضاحكا مما أبرز إنحناءة راسه المتكبر ، كقرصان اسمر ، ولم يخامرها الشك مطلقا في انه يستطيع التصرف كقرصان ايضا.
لاح لسارة ان عيني بيث لم يفارقا وجه هيو بتاتا وهي تساله اين كان .
" في توبرمري ، لحسن حظك ". وأشار بإهمال الى حيث جلست سارة : " مع سكرتيرتي " ثم قال معرفا : " سارة وينتون ، أقدم لك بيث اسكويث".
" سكرتيرة ؟".
وأدارت بيث راسها لتستقر بنظراتها الدهشة على سارة التي كانت ما تزال جالسة في السيارة ، وبدا واضحا أنها لم تشعر بوجودها قبلا.
" لماذا بحق السماء ، تحتاج الى سكرتيرة في لوخ غويل؟".
قالت بلهجة ثاقبة باردة وهي تستدير غاضبة لتواجه هيو الذي أزاح سترته إستعدادا لتغيير العجلة.
" قد تستغربين !".
قال بلهجة متهكمة ، وحطّت نظراته الساخرة للحظة وجيزة على وجه سارة الذي احمرّ غضبا تحت وطأة نظرات بيث العدائية.
" كان بالإمكان أن أساعدك انا".
ولم تسمع رد هيو ، ولكن بيث بدت مقتنعة بإجابته إذ إسترخت عضلات وجهها وركعت على ركبتيها بجانب هيو تتبادل معه الحديث... كما يلوح.
علا العبوس وجه سارة ، لا شك أن بيث هي المرأة التي لمحت بيدي بان هيو قد يتزوجها في المستقبل ، وإعتصر قلبها شعور بالإنقباض سارعت لطرده.
وصلت جيل في اليوم التالي، كان الصباح قد بدا بداية سيئة بالنسبة الى سارة عندما أيقظتها كاتي قبل السابعة لتخبرها أن بيدي اضطرت للزوم الفراش بسبب مرضها ، مما دفع هي والى أن يرسلها الى سارة ليطلب منها القيام بإعداد الفطور.
" لقد عاودتها آلامها".
شرحت كاتي بينما كانت سارة تهبط الدرج بسرعة.
" في العادة عندما لا تستطيع النهوض من فراشها أقوم انا بإعداد الفطور ، ولكنني عندما قمت بهذه المهمة في المرة الأخيرة سكبت الشاي على يدي وحرقت الخبز ، وكانت النتيجة أن راح السيد فريزر العجوز يشتكي من سوء الهضم طول النهار ، ما كنت أحب أن أزعجك ، يا آنسة سارة ، ولكن السيد هيو قال بأنه متأكد من انك طباخة ماهرة".
"وماذا لوكنت ؟". تساءلت سارة بغيظ وهي ترتدي مريولا من مراييل بيدي الكبيرة البيضاء ، إنه لا يتوقع منها أن تقوم بجميع الأعباء ؟ لا شك انها ستسمعه قريبا يهمس ، معلقا على الروماتيزم الذي تعاني منه بيدي ( انا واثق انك بخبرتك في التمريض يا سارة...".
ورفضت سارة أن تعترف بان سوء المزاج الذي كانت تعاني منه هدا الصباح قد يكون نتيجة لتجربة الليلة الفائتة ، فبعد ان تركا بيث بدا واضحا انه نسي وعده بشان السماح لها بإستعمال سيارته أو أن السبب ، يا ترى ، هو ان لقاءها ببيث البارحة قد افسد امسيتها ، خصوصا أن الأخيرة قد افلحت بالتلميح لسارة ، عن طريق التفوه ببعض الكلمات الباردة ، بأن وجودها في لوخ غويل غير مرغوب فيه ، ولكن من المحتمل أن هيو الذي كان مشغولا بتركيب الدولاب عندئذ لم يسمع هذه الكلمات.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-11-11, 10:24 PM   #26

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

سارعت سارة الى سكب بعض الشاي ، ورتبت بعض قطع البسكويت بذوق فوق صحن مزين.
سآخذ هذه الصينية الى بيدي بنفسي ". قالت لكاتي التي راحت تحوم حولها : " لعلني أستطيع أن اساعدها قليلا قبل ان اتناول فطوري".
إشتكت بيدي لسارة من آلام مبرحة في الورك ، وقالت أن الحبوب التي وصفها لها الطبيب لم تناسبها مما دفعها لأن تلقي بها في المغسلة ، وبدت سعيدة بالشاي ، إلا أنها انّبت سارة على تحملها هذا العبء.
" اظن ان الأسبرين ينفع في مثل هذه الحالات".
قالت وهي تخرج حبتين من زجاجة وجدتها في المطبخ ، ولدهشتها إبتلعت بيدي الحبتين من دون معارضة ، تحت مراقبة سارة التي سجلت في ذهنها ضرورة ان تتحدث الى الطبيب عندما يأتي لزيارة بيدي ، ولمّا حاولت الأخيرة أن تغادر فراشها قالت لها سارة بحزم:
" أن ما تحتاجين اليه الان هو الدفء والراحة ، ثم أن هنالك فتاة أخرى في البيت بالإضافة اليّ والى جيل التي ستصل اليوم ، من المؤكد اننا سنستطيع تدبير الأمور فيما بيننا".
" الآنسة جيل ؟". وغمر الإستياء عيني بيدي الزرقاوين بلون البحر ، ماذا سيقول السيد هيو إذا ما لزمت الفراش؟".
اجابت سارة بلهجة لاذعة وهي تغلق الباب:
" شيئا لا يمكن مقارنته بما سأقوله نا ، لو غادرت الفراش".
وفكرت سارة بالسيد هيو ، وهي في طريقها الى المطبخ ، لا شك أن بيدي ستقوى على مغادرة الفراش خلال يومين أو ثلاثة ، ولكن إذا ما ارادها هي وان تقوم بالطبخ فعليه ان يحاول تدبير اموره في المكتب من دون مساعدتها ، إذ ليس بإستطاعتها ان تقوم بالمهمتين معا ، ثم أنه لن يؤذيه إكتشاف انها ليست سهلة الإنقياد بالدرجة التي يتخيّلها.
وجدت هيو في إنتظارها في المطبخ ، واقفا قرب النافذة ينظر الى الساحة ، وقد كادت كتفاه العريضتان تملآن النافذة الطويلة ، فغمر سارة شعور مثير لجمها عن الكلام لحظة ، وإستدار هيو عندما سمع خطواتها ، وحطت نظراته على وجهها اليافع الصافي.
" صباح الخير يا سارة ، اظن انه من الأريح لك ان أتناول الفطور معك هنا".
كم تبدو كلماته حافلة بالمودة! ولكن سارة ليست بالفتاة التي تخدعها مثل هذه اللهجة التي تخفي في طياتها نفاد الصبر الذي يتصف به الرجال وبالكاد تستطيع إبتسامته أن تخفي عدم ترحيبه بهذا التغيير في الروتين اليومي ، واومات سارة برأسها بفتور وهي تضع بعض شرائح اللحم تحت المشواة ، وسالته بلهجة حادة قبل ان تتناول المقلاة:
" كم بيضة تريد؟".
وإتسعت إبتسامة هيو اللاهية وهو يقترب ليقف بجانبها.
" إن مزاجنا لا يبدو على ما يرام هذا الصباح ، أليس كذلك؟".
ونظر اليها من فوق انفه المستقيم بعينين تتالقان بالخبث .
" هل أنت مغتاظة مني لأنني طلبت منك أن تعدي الفطور؟".
ضحكت سارة على الرغم منها ، وتلاشى غضبها.
" في الحقيقة لا ". وقابلته عيناها الزرقان بجراة ، ولكنك تحب إعطاء الأوامر.
"هل يزعجك أن تمدي يد العون يا سارة؟".
" لا ، إذا وجّه الي الطلب بالأسلوب الصحيح".
وأدركت بان تصرفها كان طفوليا ، ولكن خصلة من العناد في طبعها جعلتها تصر على مسلكها مع علمها بأنه إنما كان يحاول إستثارتها عن عمد .
وإبتسم هيو :
" لقد إعتدت على إعطاء الأوامر يا سارة ، حتى أنني كدت أنسى كيف اصوغ طلباتي بالأسلوب الصحيح ، لعلك تستطيعين ان تعلميني".
كان ما يزال واقفا بجانبها مهيمنا قرب الموقد ، يبدو أنه كان يمارس رياضيته الصباحية على ظهر حصانه.
" لن يكون بوسعي أن افعل كل شيء".
وكسرت بيضة ، من دون إحتراس في المقلاة محاولة أن تستعيد تمالكها لنفسها.
" وماذا بشان المكتب؟".
ولكن سارة لم تربح هذه الجولة أيضا.
" استطيع أن أطلب المساعدة من بيث عندما تاتي هذا المساء".
قال بلطف وعيناه تستقران على بياض عنقها المصقول فوق فتحة قميصها.
" لقد عرضت المساعدة".
وضعت سارة الزبدة فوق البيض باسرع مما يجب ، فتطايرت الرشاشات الحارة بملامسة ذراعها مما جعلها تطلق صيحة الم قصيرة قبل أن تسحب ذراعها بسرعة ، رامية الملعقة من يدها ، وغامت عيناها بدموع اليأس وهي تحاول ان تغطي المساحة المحروقة بيدها.
أطلق هيو صرخة مختنقة .
" دعيني ارى ما اصابك ! لقد ظننت ان كاتي هي الوحيدة المهملة هنا ، كم مرة كتب علي أن أنقذك يا ترى؟".
والقى نظرة سريعة على وجهها المصدوم ، ثم توجه الى إحدى الخزائن وعاد حاملا انبوبة مرهم غطى به الحرق ، وكانت هذه هي المرة الثانية التي اشار فيها الى مغامرتها فوق الصخور منذ حدوثها.
" هذا يكفي!".
صرخت سارة بحدة إذ افرغ محتويات الانبوب فوق يدها ، وآلمتها لسعة ملمس اصابعه أكثر من لسعة الحرق ، وأحست وهي ترتجف بانها عزلاء أتجاهه ، وتمتمت بشيء من الخجل وهي تسحب ذراعها:
" آسفة، أن الحرق بسيط ، وهو لا يستدعي الخوف الذي أصابني ".
وشمّت رائحة شيء يحترق فسارعت مبتعدة لتنقذ محتويات المقلاة.
" أظن انه يمكنني ان أساعدك في المكتب بعد الغداء ، بعد إنتهائي من العمل هنا ، كاتي تستطيع تصريف امور المطبخ بمفردها لمدة ساعة أو ساعتين".
" إذن ، لن نحتاج الى بيث كما يبدو لي".
قال معلقا بدماثة ، ورماها بنظرة متاملة من عينيه اللتين راحتتا تبحثان عن ضمادة في صندوق الإسعاف...
" ليس بالضرورة ، ولكن إفعل ما تشاء".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-11-11, 10:40 PM   #27

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي



وعضّت على شفتها باسنانها المصفوفة ، وهي تمد يدها اليه مطيعة ، فوضع فوقها الضمادة بحزموبراعة ، ووشت حركة أصابعه الماهرة بخبرة لا بأس بها ، كانت ذراعها لا تزال تؤلمها ، ولكنها احست بالدماء تعود الى وجنتيها ، ولم تعرف لماذا لم تستطع ان تحبذ فكرة قدوم بيث لمساعدة هيو ، وخالجها الشعور بأنه قد ضمّن هذا كما أوحت به الإختلاجة الغريبة التي طافت بفمه.
وضغط هيو على الضمادة ضغطة خفيفة مقصودة.
" عندما تنتهين من تنسيق الأمور داخل راسك الجذاب هذا ، هل يمكننا ان نتناول الفطور ؟ فنجان من الشاي الحار وجبتان من هذه الزجاجة ستكفل لك الشفاء العاجل"
ومد لها يده بزجاجة الأسبرين التي كانت قد وضعتها على المائدة بعد عودتها من غرفة بيدي.
" شكرا".
صممت سارة الا تعطي نفسها فرصة للعبوس ، وبعد الفطور إنغمست في العمل بعيدا عن هيو ، وبينما كانت تعد طعام الغداء راحت تفكر بالتشعبات والتعقيدات التي يتطلبها العمل في بيت كبير ، إن الجو الذي تخلفه ظروف مثل هذا العمل كفيلة بان تولّد جوا من اللفة لا يجده المرء في المكاتب الصغيرة ، وأحست سارة بخطر أن تحول بينها مثل هذه الألفة وبين الإحتفاظ بعلاقتها مع رئيسها على المستوى الرسمي ، ولاحظت انها قد بدات تلاقي صعوبة متزايدة في التفكير بهيو كرئيس فقط ، وهي لم تنس كيف انها كانت على وشك ان تضع رأسها على كتفه هذا الصباح ، لعله من حسن حظها انه سرعان ما فقد الإهتمام بما أصاب يدها وإستسلم لعدم اللامبالاة.
وجدت سارة بعض الوقت للتحدث الى طبيب العائلة أيان ماكنزي ، بعد ان عثرت على بطاقته بعد بحث طويل في خزانة في القاعة ، يجب أن تتذكر بأن تطلب من هيو الحصول على دليل للهاتف نظرا لعدم وجود دليل في البيت.
بعد العثور على الرقم ، إتصلت بالعيادة وتحدثت الى الطبيب بنفسها ، نعم ،بإمكانه ان يأتي لزيارة بيدي فيما بعد ، وسيجلب معه بعض الحبوب .
" إن إيجاد العلاج المناسب يعتمد على الخطأ والتجربة".
قال متنهدا عندما ذكرت له ما فعلته بيدي بالحبوب التي وصفها سابقا ، ولما إقترحت عليه بوجل أن لزوم الفراش قد يشكّل العلاج الأفضل ، قهقه بصوت عال قائلا قبل ان يضع سماعة الهاتف.
" جربي ان تحاولي فقط إقناعها بلزوم السرير!".
رات سارة وهي تساعد كاتي على إعداد غرفة جيل بان يومها هذا كان مزعجا منذ بدايته ، واصغت الى كاتي تسر اليها بان صديقها لن ياتي لزيارتها في نهاية عطلة الأسبوع.
" على كل ، لقد بدأت امل من صحبته".
قالت غاضبة وهي تمسح الغبار بحيوية زائدة جعلت الخشب يلتمع .
" إنه يعمل على الشاطىء المقابل في احد الفنادق المشغولة جدا ، مما لا يتيح له فرصة للخروج".
" إذا إستمر على هذا المنوال فسابحث عن شخص آخر".
أثارت لهجة التهديد في كلماتها إبتسامة سارة ، وبدا لها وهي تضع اللمسة الأخيرة على غطاء السرير الساتان بان كاتي ايضا تعاني من سوء الحظ هذا اليوم ، ولكن الفكرة لم تبعث السلوى في نفسها بل ياسا متزايدا.



أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-11-11, 11:16 PM   #28

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

4- خطوات نحو اللهب


بعد الغداء بقليل ، توجه هيو الى سالن ليقابل أخته في المطار ، وكانت سارة في غرفتها بعد الظهر عندما سمعت طرقة سريعة على بابها ، وقبل أن تجد الوقت لتطلب من الطارق الدخول ، دخلت الغرفة فتاة شقراء صغيرة لها إبتسامة مفعمة بالحيوية ، وتقوّس حاجبا الفتاة وهي تسال:
" أظن أنك سكرتيرة هيو الجديدة ، لقد جئت لكي أشاهدك".
وتوقفت عن الكلام بغتة لتحدق في سارة بعينين واسعتين:
" يجب ان اعترف بانني لم أتوقع شخصا مثلك ، أين عثر عليك؟".
" في الحقيقة لم يعثر هيو علي ، لقد أرسلوني اليه".
ردّت سارة بثبات ، ملقية على الفتاة نظرة سريعة، وعرفت بحدسها بأن هذه الفتاة لا بد أن تكون جيل ، على الرغم من أنه لم يكن هناك شبه بين الأثنين فيما عدا إشتراكهما ، على ما يبدو ، في خصلة العجرفة ، ولاح لسارة أن هذا المزيج من التكبر وعدم الكلفة الذي تتّصف به الأثنتان مثير للإضطراب ، وهو يبرهن ، أكثر من أي شيء آخر على أنهما من سلالة عائلة فريزر ، وإنتظرت سارة بصمت بينما راحت جيل تفكر فيما قالته لها.
" أرسلوك؟".
سالت جيل بصوت رفيع مفعم بالفضول إذ لم تفتها قامة سارة الرشيقة وتقاطيعها الجميلة:
" ماذا تعنين بحق السماء ؟ من ارسلك؟".
" لقد طلب السيد فريزر من محاميه أن يرسل له سكرتيرة ، وكانت النتيجة ان وجدت نفسي هنا".
وإبتسمت سارة إبتسامة خفيفة.
" آه ، فهمت".

ولكن التعبير المرتسم على وجهها وشى بوضوح بأنها لم تفهم ، ولازمها الشك للحظة وهي تتأمل بشرة سارة المصقولة ، وفجأة ، وكأنها قررت ان تغير من أسلوبها ، مدّت يدها الى سارة مصافحة وموضحة دون أن تدعو الحاجة الى ذلك :
" انا جيل ، ىسفة إذا كنت تصرّفت ببعض الوقاحة ، ولكن اللوم يقع على هيو لأنه لا يشرح لي أي شيء كما يجب ،ويستعمل معي دائما الأسلوب الخاطىء".
إذن لقد ذكر لها شيئا عن الموضوع ! وأجابت سارة متسائلة ، متعمدة ان تنطق الكلمات بإستخفاف لكي تكتم إستياءها :
" أخشى ألا أستطيع متابعة افكارك؟".
لكن جيل لم تجب بسرعة ، وإبتسمت برضى كالقطة وهي تكور جسمها لتستقر فوق الكنبة ، وبدا واضحا أنها احست بإضطراب سارة وانها حبا في العناد لم تجد ما يدعو الى العجلة لتهدئة خاطرها.
" لقد ذكر لي – قالت بإبتسامة – بأن وجودك هنا هو من اجلي من بعض النواحي ، ويجب أن تعرفي انه ليس من طبعه الإهتمام بي ولهذا اتساءل لماذا يأخذ على عاتقه فجأة امر الإعتناء بي ؟ بل لماذا يسمح لنفسه بان يظن بانني بحاجة الى حارس أو مربية ؟ لذلك لا تستغربي إذ تجدينني أشك في تصرفاته ، من المؤكد أنه ليس هنالك من سبب يجعله يتحمل كل هذا الأزعاج من أجلي".
" أخشى انك اسات تفسير كلماتي".
قالت سارة وهي تجلس على طرف السرير ، وقد داخلها شيء من الإرتياح ، يبدو واضحا ان جيل قد خلطت الأمور ، كان من الأفضل الا يذكر هيو شيئا أمامها ، وحلّت محل إستيائها السابق موجة من الغيظ ، إن الرجال نادرا ما يبرهنون على البراعة والذكاء في تصرفاتهم إتجاه أخواتهم الأصغر سنا.
" إن سبب وجودي هنا في الحقيقة هو مساعدة أخيك لكي ينظم الأمور المتعلقة بميراث عمك ، لا اتوقع ان أبقى هنا مدة طويلة ، ولهذا ليس هنالك ما يدعو لقلقك".
على عكس ما أملت سارة ، لم يكن من السهل تهدئة مخاوف جيل التي إستطردت وعيناها تضيقان بتعبير ماكر:
" إن اسبابك قد تكون واضحة "وعبس وجهها : " ولكن ماذا بشأن هيو؟".
تردّدت سارة قبل أن تجيب ، إن جيل لم تلمح بعد باية طريقة الى صديقها الذي سبب كل هذا الإزعاج ، ولكن بدا من الواضح انها كانت تفكر به.
حسنا ! أنها لا تنوي أن تتدخل في اية خلافات عائلية إن أمكنها أن تتجنب ذلك ، ولن تشير الى صديق جيل إلا إذا ذكرته أمامها ، من حسن الحظ أن هيو لا يريدها ان تتحدث عنه ، لأن خطته لا يمكن أن تنجح إلا إذا توفرت السرية الكافية ، واحست سارة بالخجل من نفسها للطريقة الحاذقة التي راحت تزن الأمور بها ، فسارعت للإجابة على سؤال جيل بحرارة ما كانت لتظهرها لو كان الموقف مختلفا.
" ألا تعتقدين بانك تبالغين قليلا يا جيل ؟ أن السيد فريزر ذكر لي بأنه يشعر بالمسؤولية أتجاهك ،خصوصا بعد مرضك وبسبب سفر والدتك الى أمريكا".
" وعندما تعود سيسلمني لها كطرد بريدي ، ملفوفة بعناية وسليمة من العطب ، مسكين هيو ! أظن أنني استطيع تخيّل الصورة !".
وضحكت جيل وعيناها تومضان سرورا :
" إنه يكره القيود من أي نوع ، وأمي تقول انه قد إمتنع عن الزواج لهذا السبب فهو لن يسمح لنفسه أن يسرح في العالم طولا وعرضا تاركا زوجته اليافعة وحدها في المنزل".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-11-11, 08:03 PM   #29

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

قفزت سارة الى قدميها بقلق ، وشعرت بنظرات جيل تتفحصها بإمعان وكانها لم تقتنع بعد ، إن جيل ماكرة ! قد تكون فتاة مدلعة ، ولكنها تبدو عاقلة ما فيه الكفاية ، وعلى علم بما تريد ، على عكس سارة ، ثم أنها على ما يظهر ، من النوع الذي لا يتورع عن اللجوء الى الأساليب الملتوية إذا دعت الحاجة ، ولهذا فإن افضل خطة للدفاع الآن هي التراجع بلا شك.
" يجب ان أسرع ! ". هتفت ملقية نظرة سريعة على ساعتها :" إعذريني فقد كدت أنسى بيدي ، إنها في السرير ، وعليّ أن أذهب اليها لتبيّن حالتها"
" آة ، هذا يذكرني...".
تثاءبت جيل وهي تفرد جسمها ، ومطت ذراعيها قائلة:
" لقد اخبرني هيو بأن الدكتور ماكنزي يريد التحدث اليك ، وهذا بالحقيقة سبب قدومي الى هنا".
توقفت سارة وهي في منتصف الطريق الى الباب ، وأدارت رأسها المضيء لتلقي نظرة مغتاظة على جيل.
" كان بوسعك ان تخبريني قبل الان !".
" آسفة لقد نسيت " قالت جيل بهزة لا مبالية من كتفيها : " لا تنزعجي فهو شخص عزيز عجوز ، انا واثقة أنه لن يتضايق من الإنتظار ، خصوصا عندما يجد الشخص الذي أضطره للأنتظار فتاة مثلك".
هرعت سارة تهبط الدرج دون أن تتمهل لتسمع المزيد ، إنها تعرف هذه النعوت التي يستعملها الناس عند الإشارة الى اطبائهم حق المعرفة ، مثل ( عزيز ، ولطيف ، وعجوز ).
عندما وصلت سارة الى القاعة وجدت هيو يتحدث الى رجل أصغر منه سنا فخمنت بان يكون أحد جيرانه ، وغمرها الإستياء لأنها لم تجد أثرا لأي طبيب.
إستدار هيو فسارت نحو الرجلين فوق السجادة الثمينة شاعرة بنظراته تنحدر على وجهها القلق ، ولمحت شبح إبتسامة على فمه الصارم.
" أظن انه من الأفضل ن أقدمك الى الدكتور ماكنزي يا سارة ، لأنه يبدو أنك اخذت على عاتقك امر الإعتناء ببيدي".
أوشكت سارة ان ترد بالطريقة الجافة نفسها لولا انها تمالكت نفسها فهذه هي طريقته في التعبير ! وتقدمت الى الطبيب وصافحته وقد غمرتها الدهشة ، لعل جيل ، بالفعل ، ترى الدكتور ماكنزي رجلا متقدما بالسن ، ولكن سارة شكّت في هذا ، لم يكل الطبيب جميل الطلعة ، إلا أن وجهه كان يشع نوعا من الجاذبية البسيطة غير المتكلفة ، وكان أصغر سنا من هيو ، وأشقر الشعر مثلها.
أحست سارة في نظرات الطبيب اليها ببريق الإهتمام ، ولم يكن في إعجابه ، الذي بدا واضحا في عينيه الرماديتين ، أي رياء.
" إذن أنت هي الآنسة التي تريد ان تجبر بيدي على إلتزام السرير ؟".
قال مبتسما وهو يضغط بحزم على أصابعها النحيلة ، وعيناه شاخصتان الى وجنتيها المحمرتين.
ما كان بإمكان سارة ان تحزر بأن مسلك الطبيب ماكنزي إتجاهها لم يكن عاديا بالنسبة اليه ، ولكن وجدت عجابه الصريح بها مشجعا ومثيرا بعد نهار طويل ممل ،وبغريزتها الأنثوية ، اهملت تقطيبة هيو الخفيفة ، مستجيبة لأبتسامة الطبيب بإبتسامة مماثلة فقالت:
" سأجرب".
وسحبت اصابعها من يده بإحتراس ، سائلة فيما إذا كان قد ترك بعض الحبوب لكي تستعملها بيدي.
" إن بيدي لا تستطيع ان تتذكر إسم الحبوب التي وصفتها لها".
" معي بعض الحبوب في السيارة ، سأعطيك بعضها إذا ما رافقتني " وتابع وعيناه لا تفارقان وجهها : " سيكون مفعولها أفضل بالطبع إذا إستطعت أن تحثيها على البقاء في السرير".
" سأحاول".
ردت سارة ، وشعرت فجأة بهيو خلفها يراقبها بإستهزاء ، فتظاهرت بعدم الإهتمام وإبتسمت للطبيب ثانية ، لقد أصبحت خبيرة بخصلة عدم التسامح في طبع هيو ، لكنها لم تستطع أن تدرأ غصة الألم مما اثار الإستياء في نفسها ، وإعترتها الدهشة والغيظ معا عندما تدخل هيو في الحديث قائلا بصوت جاف:
" يبدو من الواضح أنك لست مستعجلا يا ايان ، ولهذا أرجوك أن تفحص ذراع سارة قبل ذهابك ، لقد سكبت بعض السمن الحار عليها في الصباح إذ انها ليست دائما بمثل الكفاءة التي تبدو عليها".
إشتعلت عينا سارة غضبا وهي تجابه نظراته الساخرة ، صحيح ان ذراعها تؤلمها ، ولكن الألم ليس حادا ، وتمنت بإرتباك لو أنه لم يذكرها ، وحوّلت نظراتها عنه مبتسمة لأيان ، محاولة ان تستعيد بعض توازنها .
" لا داعي لن تزعج نفسك".
إحتجت سارة عندما همّ الطبيب برفع الضمادة ، متجاهلة عبوسه الفجائي.
" لقد فحصت يدي بنفسي بعد الغداء ، ووجدتها في حالة جيدة".
" كيف عرفت؟".
وإزداد وجه ايان عبوسا وتابع نافد الصبر:
" هل لديك خبرة في التمريض ؟ حتى الحروق الصغيرة يمكن أن تكون مزعجة".
" لكنني رايت العديد من الحروق !".
اجابت سارة وقد وخزتها لهجة التانيب في صوته ، سامحة لأنفعالها ان يغلب حذرها.
" كنت أعمل مساعدة لوالدي الذي كان طبيبا أيضا".
افلت أيان ذراعها كارها ، ولم يبد عليه الإقتناع التام.
" حسنا ! كما تشائين " وأستقرت نظراته الثاقبة على وجهها : " ومع هذا فساعطيك مرهما قد تحبين ان تجربيه عندما نذهب الى السيارة لكي تجلبي حبوب بيدي".
ثم أومأ يماءة مقتضبة لهيو ، وسار عبر الباب المفتوح .


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-11-11, 09:37 PM   #30

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

لما رجعت سارة بعد عشر دقائق ، وجدت ان هيو قد غادر القاعة ، ولم تجد له أثرا في المكتبة عندما ذهبت لترى ما إذا كان بحاجة الى مساعدة عاجلة ، وكان أيان قد اصر على ان تضع ضمادة مناسبة على ذراعها مما إستغرق بعض الوقت ، ولم تشا سارة ان تعترف حتى لنفسها ، بانها إختارت أن تتلكأ مع ايان عن قصد آملة ان تتجنّب هيو واية ملاحظات لاذعة قد يبديها حول مسلكها.
أما ما تبقى من فترة ما بعد الظهر فقد قضته سارة في المطبخ متحملة مضايقات جيل التي راحت لتوها تشكو من الملل ، وراحت جيل تتبادل الضحكات مع كاتي التي كانت تعرفها جيدا ، ثم أخذت تكيد سارة بشأن ايان ماكنزي:
" رايتكما متشابكي اليدين في القاعة ، ماذا كنتما تناقشان بهذه الجدية ؟ ليس روماتيزم بيدي بالطبع ؟ لقد ذكرت لهيو بعدها ان ايان بدا وقد إفتتن بك".
" قلت لي بان الدكتور ماكنزي رجل مسن وطيّب !".
وضغطت سارة على الكلمتين الأخيرتين بوضوح.
فقهقت جيل دون ان تبدو عليها علامات التوبة:
" حسنا ، اليست هذه هي الحقيقة ؟ كان عمي ديفيد يقول بان ايان ولد عجوزا – عجوزا مستبدا ! إنه لا يصف لي إلا المحاضرات !".
حاولت سارة دون نجاح ان تخفي إبتسامتها وهي تنحني لتضع طبقا في الفرن ، ربما لم يكن الخطأ خطا جيل لأنها تبدو اصغر من عمرها ، إنها فتاة مسلية بلا شك ، ولكن مزاجها المتبدل متعب ، من الافضل الا تذكر امامها بأن ايان طلب منها الذهاب الى حفلة رقص تقليدي ، ثم أن سارة لم تبد قبولا للفكرة بعد ، بسبب واجباتها الكثيرة ، ولكنها لم ترفض الدعوة ايضا إذ وعدت ايان بأن تبلغه قرارها في وقت ما خلال الأيام المقبلة.
" متى تعود أمك من اميركا؟".
سألت سارة مغيرة الموضوع ، وهي تفك شريط مريولها لتغير ثوبها.
لم تستسغ جيل تغيير الموضوع ، وردت من دون حماس:
" لا اعرف متى تعود".
وهزّت كتفيها ، ثم أضافت قائلة وهي تتبع خطوات سارة عبر القاعة .
" يوما ما ، على ما أعتقد".
" لم تذهبي معها ؟".
" لا ، كما هو واضح !".
قالت لاوية شفتها بشيء من الوقاحة.
" كان من الممكن أن أفعل ، لو انها إنتظرت حتى شفائي من العملية ".
عضّت سارة على شفتيها بشك ، إذا كانت جيل ارادت السفر الى أميركا فليس من الممكن أن يكون حبها لهذا الرجل في لندن حقيقيا ، إلا إذا كانت قد نوت إصطحابه معها.
تابعت جيل ، عندما لم تعلّق سارة ، بصوت مشاكس:
" يداخلني الشعور بان امي تعمّدت الذهاب لحظة ان علمت بأنني لا استطيع الذهاب معها ، وقد تذرعت بإضطرارها الى الذهاب لأسباب عائلية ، ماذا يعني هذا ؟ لا ادري ، وتم كل شيء تحت ستار من الكتمان ، ولكنني واثقة أن هيو يعرف السبب ، الا تستطيعين ان تتزلفي اليه لتعرفي الحقيقة؟".
إتزلف اليه لأكتشف سرا ! وضحكت سارة في قرارة نفسها وهي تتوقف قرب باب غرفتها ، لا يستطيع أحد ان ينتزع شيئا من فريزر سواء بالإقدام على إستعمال الأساليب الملتوية أو الإحجام عنها ، وهي لا ترغب في المحاولة.
وخصوصا لإشباع فضول جيل.
" ساترك هذا لك".
وإبتسمت ثم أغلقت باب غرفتها بهدوء.
بعد العشاء ذهبت سارة مع هي والى المكتبة لأنجاز بعض العمل إذ اراد إنهاء بعض المراسلات ، وقال لها بانها تستطيع طباعة الرسائل في الصباح على ان تنتهي منها قبل موعد بريد العصر.
بدا هيو في بدلته الرمادية ضامر الجسم جذابا ، وجلست سارة ، ثم أقبلا على العمل بصمت ، وأحست بنبرات صوته العميقة وهو يملي الرسائل عليها تتلاعب بأعصابها بطريقة مزعجة.
وعندما إنتهى ، مد يده الى سيكارة واشعلها ، وحبست سارة انفاسها وعيناها تتحولان عن وجهه المنحوت من صخر ، باحثة عن شيء تحوّل اليه إنتباهها.
ووقعت عيناها فجأة على خيالها في المرآة الطويلة قرب المدفاة فراحت تتفحص مظهرها بموضوعية ، بدت البلوزة الفاتحة التي إرتدتها مع تنورة سوداء مخملية طويلة وكأنها قد زادتها نحولا ، بينما لاح شعرها هذه الليلة أكثر إشقرارا وجمالا.
وفجأة ، ومن دون سبب ، أحست بالسعادة لأنها لم تكن بالفتاة القبيحة.
عادت سارة بنظراتها الى الغرفة ، وإحمرت وجنتاها إذ قابلت نظرات هيو الساخرة.
فوجئت سارة وإرتبكت عندما قال لها هيو بغتة بلهجة مرحة:
" تبدين جميلة هذه الليلة ، كما ان العشاء الذي أعددته كان لذيذا ، لا أعرف كيف تستطيعين التدبير ، ولكن حدسي بانك تعرفين الطبخ كان صحيحا ".
" ولو لم يكن؟".
" إننا على شيء من التهذيب ، حتى في هذه المناطق المتوحشة".
رد مبتسما .
" هذا يثير دهشتي".
" إن بيدي تبدو مرتاحة ، ولم تلجأ جيل للشكوى ، يجب ان اعترف بأن كفاءتك احيانا تثير دهشتي".
قال مزيحا سخريتها جانبا.
نظرت اليه سارة بتحد ، واجبرت نفسها على عدم الإستسلام للضعف .
" الكفاءة والمظهر الحسن غالبا ما يسيران جنبا الى جنب".
ردّت وقد أغاظتها صراحته الفجة.
" هناك انواع للجاذبية وحسن المظهر ، إن الرجل بحاجة الى أن يحتفظ بهدوء أفكاره".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:36 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.