شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.rewity.com/forum/f202/)
-   -   95- الوعد المكسور - مارغريت بارغيتر - روايات عبير القديمة(كامله)** (https://www.rewity.com/forum/t181982.html)

أمل بيضون 04-11-11 07:39 PM

95- الوعد المكسور - مارغريت بارغيتر - روايات عبير القديمة(كامله)**
 
https://www10.0zz0.com/2012/01/23/10/907162693.gif

95- الوعد المكسور - مارغريت بارغيتر - روايات عبير القديمة

الملخص

ساره مكسورة القلب بعد فقدانها والديها,وحيدة تصل الى جزيرة (مل) في اسكتلندا للعمل سكرتيرة عند هيو فريزر . لكنه يطلب منها اضافة الى مهماتها , الاعتناء باخته الشابة جيل, وهي الواقعة في هوى رسام لايحبه هيو ولا يوافق على علاقته باخته مع انه لا يعرفه رافضا مقابلته في الأساس ,شيئا فشيئا ترتسم على شاشة الحب علامات اخرى ,اذ تجد سارة انها مبلبلة الفكر بين واجبها وقلبها . فهي لا تستطيع القيام بدور الجاسوسة والوقوف في وجه اثنين يحبان بعضهما. ...
ومن جهة اخرى بدأ قلبها يخفق بشدة امام هيو. . اخيرا ,خلال الحفلة السنوية تكتشف ساره ان لهيو صديقة جميلة وثرية ولايعود بامكانها احتمال شئ...
تهرب,البحر امامها وهيو وراءها , وقلبها مبلبل اكثر من أي وقت مضى!


روابط الرواية

word

يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي

text

يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي


marwa_mustafa11 07-11-11 12:17 PM

ألف مبروك .. لقد سعدت بهذا الخبر

anvas 08-11-11 12:37 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تشكرين يا اموول
ملخص ملفت/
وكلي ثقه باختياارك=)
متاابعه معك بأذن الله
‏^‏^

أمل بيضون 13-11-11 03:43 PM

1-لقاء غير مريح


بعد أن إجتاز المركب صخرة ليدي مارا على بعد قليل من أسوار قلعة ديوارت القى مراسيه قرب رصيف مرفأ كريغتيور.
وتنهدت سارة بإرتياح بعد أن وصلت اخيرا وراحت عيناها تبحثان في تشوّق متفحصتين الحشد الصغير من الناس فوق الرصيف ، لقد ذكر لها جيمس بأن هيو فريزر سيكون هنا في إنتظارها ، ولكنها لم تتبيّن أي شخص يناسب الوصف الذي اعطاه لها قائلا بأنه رجل في حالي الثلاثين من عمره ، طويل واسود الشعر ،وداخل سارة الأمل بالا يكون هيو فريزر الذي قرّر إستخدامها بعجلة بدون أن يراها قد نسي فجأة كل ما يتعلق بها.
وإستدارت نحو أمتعتها لتجمعها ، وتقطيبة خفيفة تعلوجبهتها الملساء ثم سارت بتثاقل فوق المعبر الخشبي الذي يصل المركب بالرصيف ، وإسترجعت في ذهنها أستمتاعها برحلتها في المركب ، وإضطراب الأمواج ، ألا أنها أحست بان زمنا طويلا قد إنقضى منذ ان غادرت لندن من محطة يوستن البارحة ، وعندما ودعتها صديقتها جين ، السيدة التي كانت تقيم سارة في منزلها في لندن ، على رصيف المحطة قالت لها بمرح:
" ستكون رحلتك ممتعة بدون شك يا عزيزتي".
وذلك بعد ان ساعدتها في العثور على مقصورة فارغة في القطار ، واغرقتها بسيل من المجلات.
وسافرت سارة ليلا الى غلاسكو في اسكوتلندا ، ثم غادرت قطارها الى القطار المتوجه الى أوبان ومن هناك إستقلت المركب ، وقد تمتعت برحلة جيدة مع أنها كانت مرهقة قليلا ، وبينما راحت تتساءل بصبر نافذ عن طول المدة التي عليها أن تنتظرها ، إعتراها شعور بأن غاية ما تصبو اليه الان الوصول الى نهاية مطافها.
إبتعدت سارة عن المركب بضع خطوات ثم القت بحقائبها كيفما كان بجانبها ، وراحت تحدّق بفضول عبر المرفأ الى كزيغنيور التي بدت لها بلدة صغيرة لا تحتوي إلا على بعض البيوت المتناثرة وعدّة فنادق متراصة على حافة المياه حول الخليج ، وفي الخلفية لاحت لها سلسلة من الجبال الوعرة ، ولاحظت بأن بعض السيارات التي كانت على ظهر المركب قد غادرته شارعة في رحلتها عبر الطريق الضيق المتجه الىتوبرمري ، اما فيما عدا ذلك فلم يكن هنالك من مظاهر الحياة إلا القليل : صبي صغير وجهه منير يكسوه النمش ، يحاول اصطياد السمك ومجموعة من طيور النورس تحلّق بأمل قربه.
وراحت سارة ترقب المنظر بإهتمام مستغرق لم تقطعه إلا هبة ريح عصفت فجاة بإحدى حقائبها الصغيرة وأخذت تلعب بها ، وقفزت سارة فزعة الى الأمام ن ولكن قبل ان تستطيع الوصول الى حقيبتها سارع شخص وسبقها اليها مسترجعا إياها ، وعرفته سارة على الفور ، وتبينت فيه الشخص الذي لاحظته على المركب لأنه كان يصفر لحنا معروفا من أوبرا ريغوليتو ، وكان شابا نحيلا ذا لحية ن يرتدي بنطلونا ضيقا من المخمل الأسد وبلوزة سوداء ، وطاف بذهنها ان ملابسه تليق بصالة قهوة في حي تشلسي الراقي في لندن لا بجزيرة سكوتلندية ، وإبتسم الشاب بمرح وهو يعيد لها حقيبتها.
وردّت سارة إبتسامته بسرعة وقالت له بحرارة:
" لقد سارعت في اللحظة المناسبة ، ولو أنك تأخرت لحظة واحدة لإنتهت حقيبتي في البحر".
" وأنا لا اعرف السباحة".
قالها بلهجة مازحة وهو يزيح جانبا بضحكته كلماتها اللاهثة الشاكرة ، وضاقت حدقتاه وهما تستقران على وجهها المضرج.
" هل تحبين ان أوصلك بسيارتي الى أي مكان؟ أو لم تقرري بعد اين تريدين ان تذهبي؟".
وشعرت سارة بالإضطراب وهي تزيح بصرها جانبا محاولة ان تتغلب على شعور باهت بعدم الإرتياح ، وتمتمت:
" قد لا يكون إتجاهنا واحدا".
وتمنت لو أنها إرتدت للسفر ثيابا اكثر وقارا من بنطلونها الجيمز القديم ، فلقد بدا واضحا ان هذا الرجل ظنّها فتاة تهيم هنا وهناك بحثا عن الصحبة ، وسارعت الى القول غير عابئة بنظراته الجريئة:
" في الحقيقة أنني في طريقي الى لوخ غويل من أجل العمل عند هيو فريزر ، وقد اتفقنا على أن أنتظره هنا ، ولهذا فانا لست بحاجة الى عرضك ، ومع ذلك شكرا".
" هيو فريزر".
وللوهلة بدا لها وكأنه جفل عند ذكر ذلك الإسم ، ولكن هذا الإنطباع سرعان ما تلاشى حتى أنها شكّت في حقيقته ، وقال هازا كتفيه بعدم مبالاة:
" حسنا من المحتمل ان التقي بك يوما ما".
ورفع يدة بحركة عابرة ثم دار على عقبيه ، وقفز بخفة الى مقعد سيارة قديمة مهملة وساقها مبتعدا ، وسارة ترقب المشهد بصمت.
وإستدارت وهي تتنهد ، ثم جلست على صندوق مقلوب لتخزين السمك ، وإستعدت للإنتظار ، وعبّت الهواء الذي كان يفوح برائحة السمك والملح وأعشاب البحر بعمق ، واحست بحدته المنعشة ، إنها لم تقابل هيو فريزر بعد ، ولم تكن تعرف أي شيء عن منظره إلا بضع كلمات تفوّه بها جيمس ، وبدا لها من الصعب التصديق أن تكون جالسة هنا بعيدا عن بيتها تستعد لأبتداء وظيفة جديدة على جزيرة تكاد لا تعرف عنها شيئا ، ففي السابق لم تكن هذه الجزيرة إلا إسما على الخريطة ، ولو لم يقع حادث الطائرة الذي تسبّب في مقتل والديها لكان من المحتمل ألا تبقى الا مجرد إسم.

الحب الجارف 13-11-11 07:49 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

أمل بيضون 14-11-11 11:21 PM


في الحقيقة إن جين هي التي ساعدتها على العثور على هذه الوظيفة ، وجين مارلي هي صديقة قديمة للأسرة عرفتها سارة منذ طفولتها ، وبعد وقوع الحادث ذهبت سارة لتعيش معها ، إذ كان من الضروري ان ينتقل طبيب آخر الى البيت والعيادة حيث كان والدها يعمل ، وحيث كانت سارة تساعده مستقبلة مرضاه ، وفي أي حال ما كانت سارة ترغب في الإستمرار بالعيش في البيت بعد ان رحل والداها.
وكانت جين تعمل سكرتيرة لأحد مؤسسي مكتب معروف للمحاماة في الوست اند في لندن وهي التي إقترحت أن تحاول سارة الإبتعاد عن لندن ، لمدة وذلك اثناء مكالمة هاتفية الى سارة من مكتبها.
" اعتقد انك بحاجة الى الإبتعاد يا حببتي "، قالت لسارة برقة ، "ورغم أنني اكره ان نفترق إلا انك بحاجة الى التغيير ، ولم استطع ان افعل شيئا بهذا الشان في الماضي ، ولكن يبدو الآن ان صلواتي قد إستجيبت متجسمة في طلب من شخص يدعى هيو فريزر يسكن في إحدى جزر أسكوتلندا ".
ثم تابعت تسرد بقية قصتها على سارة التي أصغت اليها بحيرة.
" أنا لا اعرف فريزر شخصيا يا سارة ، ولكن جيمس يعرفه ، وقد ورث فريزر بعض الاملاك والأراضي في جزيرة ( مل) وهو بحاجة الى سكرتيرة لمدة شهر تقريبا تساعده على ترتيب اموره ، وتكون على إستعداد لمصاحبة وتسلية اخته الصغرى – اخته غير الشقيقة على ما اعتقد ، وهو بالطبع يستطيع ان يستعين بإحدى العاملات في مكتبه فهو يمثل بيت فريزر في شركة فريزر وهاردينغ للإستيراد ، وأنت لا شك قد سمعت بها ، لكن يبدو أنه يفضل إستخدام فتاة لا تعمل في مكتبه ، وهذا ما دفعه الى الإتصال بجيمس هاتفيا".
وقاطعتها سارة قائلة وهي تتمسك بسماعة الهاتف في محاولة منها لتستوعب كلمات جين.
" ولكن لماذا اخترتني انا؟".
فأجابت جين بقلق:
" لأنك بحاجة الى التغيير يا عزيزتي ، وعندما سالني جيمس فيما لوكنت اعرف شخصا مناسبا فكرت بك في الحال ، إننا كلتينا نعرف كم كانت هذه الاسابيع الخيرة مؤلمة بالنسبة اليك ، وعمل كهذا هو افضل في إعتقادي من إجازة في الوقت الحاضر ، فهو سيشغلك ذهنيا وجسديا ويساعد على تحويل فكرك عن الحادث ، على كل ، فكري في هذا الإقتراح ومناقشة هذه الأمسية ، وإذا نال رضاك فإن جيمس سيقابلك بشأنه غدا صباحا".
ولكن سارة ، ، مهملة نصيحة جين لم تعر الموضوع تفكيرا عميقا ، فعلى الرغم من مضي شهر على حادث تحطم طائرة والديها فإن ذهنها كان ما يزال يعاني من حالة من الخدر دفعتها الى القبول بدلا من التفكير ، وبما ان جين ترى بأن هذا الرجل ، فريزر ، إنسان معقول وان التغيير سيفيدها فإنه لا مانع لديها من التعاون ، وفي اليوم التالي ذهبت سارة مع جين لمقابلة جيمس كار ووجدته رجلا لطيفا يقارب الخمسين ، وكانت تعرف بانه يحب جين وأنهذا الحب إستمر عدة سنوات ، ولكن يا لسوء الحظ كانت جين التي إنتهى زواجها بالطلاق ، تاركا ذكرى مريرة في نفسها ، على غير إستعداد لتجرب الزواج ثانية ، إلا أنها كانت تخرج معه بين الحين والاخر ، وقد عرّفته منذ زمن طويل على والدي سارة الذين كانا يكنان له مودة كبيرة ، وإستقبل جيمس سارة بإبتسامة ، وأشار اليها بلطف بالجلوس ، ثم دقّ الجرس طالبا بعض القهوة، وبعدها إنتقل للحديث عن متطلبات الوظيفة المقترحة ، وبدا قانعا بمؤهلاتها وبقدرتها على إرضاء موكله جيدا.
" انا اعرف بان سيدة مسنة بعض الشيء كانت تعمل عند العم هيو ، وهي طباخة ومدبرة منزل ماهرة ، أن جيل ، في إعتقادي ، قد تكون متعبة الى حد ما ، ولكن هذا لا يعني بأنني اشك في قدرتك على تسيير الأمور جيدا".
قال هذا وعيناه تبتسمان لها من فوق نظارته ذات الإطار الذهبي.
وفكرت سارة وهي تتململ بقلق فوق صندوق الخشب الذي تجلس عليه : إن جيل هي أخت هيو فريزر غير الشقيقة ، وهي السبب كما شرح لها جيمس في عدم رغبة السيد فريزر في إستخدام فتاة صغيرة السن ، او سيدة نموذجية في منتصف العمر ، وخطر لسارة ان فريزر نفسه يبدو شخصا نموذجيا ، وأملت وهي تلوي شفتيها الرقيقتين بان يحوز عمرها 21 عاما ، على رضى فريزر ن وفي كل حال فإنه لا يبدو ان أخته اليافعة ستشكل مشكلة كبيرة ، ومن المحتمل أن ما ينشده أخوها هو بعض المساعدة من فتاة عاقلة وخفيفة الحركة تستطيع أن تعاون جيل على ملء وقتها في جزيرة منعزلة كهذه.
وعبست سارة وهي ترفع ناظريها عن ساعة يدها لتحدق في شمس الأصيل ، ولكن صوت محرك سيارة جعلها تتحوّل بعينيها الى رصيف البحر ،وحادت السيارة التي كانت من نوع لاند روفر عن الطريق وسارعت الى حيث رسى المركب ، ثم توقفت فجأة بضغطة قوية على الفرامل ، وقفز منها رجل طويل راح يحدّج جموع الناس بنظرات وجيزة وسريعة ، ، وكان حسن الهندام رغم أن ثيابه كانت عبارة عن بنطلون من المخمل المضلّع وكنزة بيضاء ذات قبة عالية ، وبدت ثيابه مناسبة لجسده القوي المتين العضلات ، وأوحى لها وجهه المتدفق حيوية أنه رجل يقضي معظم أوقاته في الهواء الطلق يتعرض يتعرض للريح والعواصف ، وأنه يميل الى العيش في خطر.

لمى .. 15-11-11 02:10 PM

يسلمووووووووووووووووووووو ووووووووووووووووو

أمل بيضون 15-11-11 09:49 PM


وإستقرت نظراته عليها الآن تتفحصها بموضوعية محاولة تقييمها ، وشملتها عيناه الرماديتان الفاترتان بنظراتهما من تحت حاجبيه الداكنين الثخينين ، ولاحظت سارة صرامة قوس الصدغين والفك وإنسياب شعره الداكن ، مدركة بأن شدّته وصرامته تحول دون نعته بالرجل الوسيم ،وإنتهت سارة الى ان خلاصة ما يمكن وصفه به هو أنه رجل متين البنيان ومثير للإهتمام ، وإبتسمت له بآلية لأن عينيه إستقرتا عليها اخيرا.
وضاقت حدقتاه ، وتغيّر التعبير الذي كان يكسو وجهه ، وإرتفع حاجباه الثقيلان قليلا ، ثم إختلج فمه الصارم بإبتسامة جعلت الدم يتدفق في خدي سارة ، إذ انها كانت إبتسامة متعالية هازئة قليلا ، باعثة على الإضطراب.
وسار حتى وقف بجانبها مهيمنا بقامته المديدة ، وسالها بحدة:
" هل انت سارة دينتون ، سكرتيرتي الجديدة؟".
وعندما هزّت سارة رأسها بالإيجاب مرتبكة مضطربة اضاف بكياسة:
" إسمي هيو فريزر ، وانا من لوخ غويل".
وسارعت سارة للوقوف على قدميها إذ انها شعرت بفقدان التكافؤ وهو يطل عليها من فوق ، وقالت وهي تحاول أن تلملم كل ما إستطاعته من وقار:
" لقد غادرت القارب منذ لحظات فقط".
" إذن دعينا نذهب".
ومن دون ان يعيرها مزيدا من الإهتمام حمل حقائبها بخفة ووضعها في مؤخرة السيارة ، وبحركة عابرة من يده اشار اليها بأن تجلس في مقعد السيارة المجاور له.
وفكرت سارة مجفلة : ( لا فائدة من ان اتوقع منه ان يفتح لي باب السيارة ، على كل هو رئيسي وانا مرؤسته )، ولمحت سارة في عينيه بريق إستمتاع بالموقف وهو واقف بإنتظارها ويضع يديه في جيبه ، وفجأة أدركت أنه يستطيع قراءة افكارها مما بعث الغيظ في نفسها ، وإنتقل تفكيرها الى السيارة ووجدت انها تعرف ان اللاندروفر هي افضل سيارة من نوعها للأنتقال في مناطق الهايلاند ولكن الم يكن بالأمكان ترتيبها قليلا ؟ وأمعنت النظر بإمتعاض في مجموعة الأشياء المبعثرة في ارض السيارة ، كل ما يخطر على البال : من المعاول حتى المواسير ، أما حقائبها فقد تربعت بكبرياء فوق حزمة من القش ، وخلعت سارة متعبة معطف المطر الذي كانت ترتديه وجلست بحذر شديد على حافة المقعد.
" كما ترين ، إنها ليست سيارة وثيرة".
وإهتز المقعد عندما إستقر في السيارة بجانبها قائلا:
" إرمي هذه الأوراق القديمة وراءك وإحترسي من صفيحة البنزين تلك ، هل إستمتعت برحلتك؟".
" نعم.....".
ورات سارة ان سؤاله المتأخر ما كان إلا سؤالا أملته اللياقة ، إذ ان صوته لم يعبر عن اي شعور بالإهتمام.
وحاد بالسيارة بإحتراس عن الرصيف سائقا بسلاسة ومهارة معتادة ، مخلفا وراء وراءه كرينغنبور ، سالكا الطريق بإتجاه سالن في الشمال.
وثارت الدهشة في نفس سارة ووجدت نفسها تقول قبل أن تستطيع إيقاف كلماتها:
" ولكنك قدمت من ناحية الجنوب".
" هذا صحيح " ، اجاب بتكاسل وبإيماءة طفيفة من حاجبيه الداكنين .
" لقد ذهبت لاقابل شخصا لشراء كلب".
وإحمر وجه سارة وندمت على كلماتها ، فالأمر ، كما اوحى جوابه لا يخصها.
وقال مبتسما وهو يرمق وجهها المكتئب بنظرة سريعة لاح فيها وميض من التسلية :
" إنني ابحث عن فصيلة خاصة ، واحد من الصعب العثور عليها ، هذا الطريق سيقودنا الى مشارف سالن ومن هناك سنحيد الى اليسار ونسلك الطريق بإتجاه لوخ غويل ، وسالن هي قرية صغيرة تقع على الساحل ولا تبعد إلا عدة أميال من هنا ، وقد أسّسها رجل كان يتقلّد منصب حاكم جنوب ويلز الجديدة ، ويحمل إسم لاخان إبن كويري".
وأجابت سارة:
" انا أرى.........".
ولم تكن متأكدة انها فعلا ترى ، وعلقت:
" لا شك أن لاخان إبن كويري كان رجلا ذا شأن".
" هل سبق لك ا كنت هنا؟".
سألها بصوت تخالجه الحدة.
" لا".
وشعرت سارة بأن ذهنها قادر فقط على صياغة الإجابات الوحيدة المقاطع.
" لو حاولت الجلوس جيدا في مقعدك لأستطعت الإسترخاء وخفّ توتر أعصابك".
وخفف من سرعة السيارة بصبر لكي يتيح لبعض الخراف عبور الطريق الجديد ، ولاح البحر على عدّة ياردات فقط ، لا يفصله عن البر سوى شاطىء ضيق تكسوه الحصى وتتكسّر عليه الأمواج برقة ، وإستجابت سارة مرة ثانية لتعليماته ، وأحست ، لدهشتها بتحسن ، وتناهت اليها كلماته:
" إننا نتعلم كيف نأخذ الأمور ببساطة في هذه المنطقة من العالم ، إلا انني يجب ان اعترف بان إتقان هذا يستغرق بعض الوقت".
وعاد لمتابعة الطريق بعد أن مرت الخراف ، بينما راحت سارة تراقب القطيع يبتعد ، وبلّلت شفتيها قبل ان تتمتم برصانة:
" إنه لمن الواضح ان السيد لاخان غبن كويري لم يتبع هذه النصيحة ".
فحدّجها بنظرة طويلة ، وقال وفي عينيه بريق:
" إنك تخلطين الأمور يا ىنسة وينتون فالإسترخاء لا علاقة له البتة بالكسل".
فأدارت سارة رأسها المتالق بإتجاهه ، وراحت تتفحص وجهه عابسة متحيّرة ، وقد داخلها الشعور بأنه أذكى من أن تكون ندّا له.

أمل بيضون 15-11-11 10:42 PM

وأدار هو راسه بدوره بعد أن أحس بنظراتها المتفحصة الطويلة.
" من كنت تتوقعين ان تقابلي ؟ ". وتابع مبتسما: " رجل جبلي أشعث يرتدي الكلت ( تنورة يرتديها الرجال في اسكوتلندا ) والسيف السكوتلندي ليكمل لك الصورة؟".
تدفق الدم في وجنتي سارة إذ قابلت عيناها عينيه الساخرتين.
" إنني لم افكر في هذا مطلقا".
اجابته ذاكرة نصف الحقيقة فقط ، وتركت عيناه عينيها لترمقا ارجوان وجهها الجميل.
" هل اتعدى الحدود فيما لو سالتك ماذا تفعل فتاة مثلك هنا؟".
ولم تفهم سارة فحوى كلماته بالضبط ، إذ لاحت لها في عينيه نظرة متأملة ، فقالت موضحة:
" ولكنك ابديت رغبتك في إستخدام سكرتيرة".
ولامست عيناه جانب وجهها وكمال خطوطه.
" ما كنت لأظن بأن فتاة لها جمالك ستبدي الرغبة في ان تجد عملا في جزيرة كهذه ، حتى ولو لبضعة اسابيع".
فإستدارت سارة نحوه مستاءة وحدّقت فيه بتحد ن ماذا يحاول أن يقول ؟
" لعلك تظن بأنني اصغر مما يجب".
وشعرت بنبضاتها تتسارع في خوف ، لا يمكن أن يعني بانها غير مناسبة ليس بعد ان قطعت هذه المسافة الطويلة.
" لقد اسأت فهم قصدي".
وتركت نظراته وجهها لتعاود التركيز على الطريق.
" لقد طلبت من جيمس كار بشكل خاص ان يبحث لي عن فتاة شابة ، إنك تبدين صغيرة بلا شك لأنني اكبر منك".
وتذكرت سارة بان جيمس ذكر لها بأن فريزر يبلغ الخامسة والثلاثين من العمر تقريبا ، إذن هو ليس بالرجل المعمر وسارعت تقول:
" إنني اؤكد لك بأن منظري لن يؤثر باية طريقة على عملي مطلقا".
واحست بكلماتها تطفو في الهواء جامدة ، متزمتة ، مما جعل خديها يشتعلان خجلا للمرة الثانية".
" توحي كلماتك بالإمتعاض".
وتناول علبة السكائر من جيبه وقدم لها واحدة ، ولما هزّت راسها بخمول رافضة ، تناول هو واحدة وأشعلها ، ثم ألقى بعود الكبريت المحترق خارج النافذة.
" ربما كان يجب أن تصر على إختيار فتاة خالية من الجمال عندما إتصلت بالسيد كار".
قالت وهي ترنو بتعاسة الى سحب الدخان التي خلفتها سيكارته خارج النافذة.
واخذ الطريق يضيق ومن دون إنذار إندفع هيو فريزر نحوطريق جانبي وتوقف.
ونظر اليها مرة أخرى بتمهل عابث من تحت حاجبين تقوسا في حركة طفيفة اثارت الغيظ في نفس سارة الان ، كما اثارته قبلا ، وقال مجيبا على ملاحظتها الأخيرة:
" أنا شخصيا لا إعتراض لدي على إستخدام سكرتيرة جميلة " ، وإبتسم مضيفا : " ولو أن توقفي هنا قد اثار في نفسك بعض التساؤلات فإن السبب هو إنني اريد ان اناقشك في بعض الأمور قبل ان نلتقي بالآخرين".
وراح يتامل نهاية سيكارته المشتعلة بإمعان مثير للجنون ، وإنتظرت متململة محرجة ، وأزاحت شعرها الطويل الاشقر الى الوراء باصابعها النحيلة بعصبية ، إن هذا الرجل يثير نفورها وفضولها معا ، ويدفعها الى الحيطة على الرغم من انهما لم يلتقيا إلا قبل لحظات فقط ، وقد أوحت لها شخصيته باشياء لا تستطيع ان تتكهنها ، وهو بلا شك يختلف عن أي رجل سبق لها ان قابلته ، وسالته سارة بعناد محاولة أن تتفادى مجابهة الغموض والإبهام.
" ألا تظن ان سيدة أكبر سنا مني تناسبك أكثر؟".
وإستدار نحوها بصبر نافد متململا:
" ولكن السيدات الناضجات لا يتمتعن دائما بالكفاءة ، ولا يمكنهن التكيّف بسهولة ، ويتطلبن غالبا وقتا طويلا للإستقرار".
ظنت سارة أنها فهمت مقصده فقالت وهي تبتسم بأدب:
" أظنك تريد ان انتهي من عملي هنا باسرع وقت ممكن".
" ليس بالضرورة".
وتركت عيناه شعرها لتستقرا على وجهها بإمعان متكاسل ، إنه يتفحّص لوحة.
" في تقديري ، المدة اللازمة لأنجاز العمل هي ستة أسابيع ولكنه من المستحيل تحديد الوقت بالضبط".
" هذا يعني أننا قد ننتهي قبل المدة المقررة".
" او بعدها ، وهذا يتوقف على بقائي هنا ، فقد إضطر لقضاء بعض الوقت في لندن".
وإستوعبت سارة فحوى كلماته بصمت ، طبعا لقد نسيت ، عن عمله الاساسي مقره لندن ، وليس هنا ، وجلست برهة تحدق في لوحة جهاز القياس امامها ، غير شاعرة بعينيه المتفحصتين ، واخيرا تمتمت قائلة:
" لا شك أنه من غير المريح ان يعيش المرء بعيدا عن المدينة".
ثم اضافت وقد ادركت أن ملاحظتها إنما هي حقيقة معروفة للطرفين.
" لقد أخبرتني جين بأنك تعمل في تجارة الإستيراد".
" جين؟".
وعرت نظراته الحدّة إذ رمقتها عيناه بإحتراس.
" جين مارلي ، صديقتي ، هي سكرتيرة السيد كار ، والحقيقة انها هي التي أخبرتني عن هذه الوظيفة".
" آه فهمت".
وتراخت اعصابه المشدودة بوضوح ومن دون سبب مفهوم لسارة ، واضاف:
" حسنا ، من اجل إيضاح الأمور يحسن بي أن اذكر بان الإستيراد كان مهنة والدي وليس مهنتي ، وذلك حتى لحظة إختفائه من يخته قبل ستة شهور ، اما أنا فقد عشت في الخارج معظم الوقت ، انا مهندس".
" أنا آسفة".

خفايا الشوق 16-11-11 06:52 PM

ررررررررررووووووووووووعه

يسلمووووووووووو


الساعة الآن 09:02 AM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.