شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   الملتقى الإسلامي (https://www.rewity.com/forum/f5/)
-   -   هلموا نزدد إيمانا (https://www.rewity.com/forum/t182756.html)

الكاتب : نبيل جلهوم 14-11-11 09:24 AM

هلموا نزدد إيمانا
 
هلموا نزدد إيمانا


بقلم : نبيل جلهوم *



إن الإيمان الحقّ بالله إذا إستحكم فى القلب إستحكاما صادقاً قذف الله في ذلك القلب نوراً يشع على صاحبه , وهداية تدفعه لكل خير, وإحساساً يجعله يشعر بمن هُمْ فى حاجة وكرب , وهمًّا يجعله يشعر بهموم الآخرين من حوله , بل ويتعدى ذلك إلى أن هذا الإيمان الصادق والمعرفة الحقة بالله تصل بالعبد الى أن يكون عبدا ربانيا يتكلم بكلام الله وينطق برحمات الله ويسعى إلى رحمة عباد الله , ويتحول إلى كتلة من النور وشعاعا يشع به على الناس بكل الخير وعظيم السرور , فيلين الجانب , ويساعد المحتاج , ويطبب العليل , ويصنع الخير , ويغلق الشر , ويتحول إلى منارة وشامة وعلامة فى دنيا أصابها الزمان بعطب فى نفوس كثير من الناس , فصارت قاسية لاتتأثر ولاتتحرك حتى فى مجرد محاولة تغيير النفس إلى مافيه خيريتها قبل خيريّة الآخرين .



دعاء ورجاء :

اللهم أرزقنا إيمانا حقاً وصدقاً وإجعلنا شامةً وعلامةً وأئمةً فى كل ميدان ولاتجعلنا من القاسية قلوبهم.


قال تعالى فى سورة المؤمنون :

قد أفلح المؤمنون (*) الذين هم فى صلاتهم خاشعون (*) والذين هم عن اللغو معرضون (*) والذين هم للزكاة فاعلون ( *) والذين هم لفروجهم حافظون (*) الا على أزواجهم أو ماملكت أيمانهم فانهم غير ملومين (*) فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون (*) والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون (*) والذين هم على صلواتهم يحافظون (*) أولئك هم الوارثون (*) الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون (*) .( المؤمنون من 11.1)


وقد منهجت الآيات الكريمة كوكبة رائعة جميلة لبعض مقتضيات الإيمان وشرطية الحصول
على الفلاح الذى به وعد الكريم الرحمن :


خشوعُ ُفى الصلاة .
إعراضُُ عن اللغو .
إيتاءُُُُ للزكاة .
حفظُ للفروج إلا على الحلال الذى أباحه الله من الزوجات ومَلكاتُ الأيمان .
رعايةُ وحفظُ للأمانات والعهود .
محافظة على الصلوات .



* روى عن سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه قوله لأصحابه : هلمّوا نزدد إيماناً .
وكان سيدنا عبد الله بن مسعود رضى الله عنه يدعو فيقول : اللهم زدنا إيماناً ويقيناً وفقهاً .


الإخلاص طريق ُ المؤمنين :


والإخلاص عند المؤمنين طريقاً لا غنى عنه , فهم يجعلون من الله غايتهم ومقصدهم من كل صغيرة وكبيرة .. يسعون ويعملون ويصلون ويعبدون ويفعلون الخيرات من أجل أن يرضى الله - وحده – عنهم , فهو المقصد من نياتهم وكل تحركاتهم , فهم قد فقهوا قول نبيهم : إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امريء مانوى .... الخ


خلاصة : إِنْ كَتبَ الله لعبده الإخلاص كُتب بإذنه تعالى من المؤمنين .
رجاء : اللهم إجعل أعمالنا لك خالصة ولوجهك متجهه وعندك مُتقبّلة وأرزقنا بحقّها رضاك .


صلاة المؤمنين :


إن المؤمنين فى صلاتهم يخشعون وعليها دائما يحافظون ..
إنها المجاهدة الضرورية التى يمارسها المؤمنون فى صلواتهم حتى إتّصفوا بصفة المؤمنين ..
فالخشوع فى الصلاة , والمحافظة عليها , ماهو إلا تذلّل للخالق و خوف من شديد البطش و سكون الى الرحمن الرحيم .
و الخشوع فى الصلاة والمحافظة عليها ماهما إلا ثمرة لممارسات سبقتهما حتى أدت اليهما ووصفت المؤمنين بوصفيهما .



هكذا خشعوا .. وهكذا عليها حافظوا :


(*) إستحضروا جلال وهيبة وعظمة الله عند سماع صوت المؤذن يعلو الله أكبر , وآمنوا أنه سبحانه أكبر
من كل عمل يمارسونه فى وقت صلاتهم , فتركوا الأعمال وشدوا إلى الله الرحال وإلي مُصلّاهم وقبلتهم
جلسوا بإطمئنان , يستبشرون ببيعهم الذى بايعوا , فلقاء الجليل حان , والأبواب فُتحت من الجنان ,
والهرب الأكيد للشيطان كان , وإذا قضى الله الأجل كان منه الرضى وحسن الختام والرضوان .
(*) إستجمعوا تفكيرهم وطاقاتهم مع الإمام وتدبروا الآيات , فوجدوا وعداً ووعيداً إستدعى تعوذّهم منه ..
ووجدوا جنة ونعيماً إستدعى تشوقهم وطلبهم وسؤالهم .
(*) قللوا من حركات الجسد أثناء الصلاة فلم يزيدوا عن الثلاث ... وعلموا أن من خشع قلبه خشعت
جوارحه وسكنت عن الحركة , وصارت معلقة بأعالى الجنان .
(*) إستحضروا أن هذه الصلاة التى يصلونها هى آخر ماسيكون من صلاة فجعلوها صلاة توديع ووداع .
(*) أغلقوا هواتفهم المحمولة لإيمانهم بأن الصلاة صلة بالله ومع الله ويجب قطع غيرها من الإتصالات مع الناس .
(*) نظروا محل سجودهم ولم يلتفتوا يمنة ولا يسرة ... وكأن على رؤوسهم طيراً .



المُحاسَبةُ سَمْتُ المؤمنين :


إزداد المؤمنون إيمانا بأن عاشوا عَيش الصالحين الربانيين , فداوموا على محاسبة أنفسهم حسابا شديدا , لإيمانهم بأنها الدواء من كل داء , والشفاء من كل سقم وبلاء , والمطهرة للبدن , والرافعة للشأن والقدر , عند مليك مقتدر بل وعند كل البشر , وإنتبهوا بأن الأيام مُسرعةُُ , والشهر والشهران يتبع بعضهما بعضا وكأنهما ينطويان طياَّ ..
فكانت محاسبتهم شاملة لكل مجريات اليوم من أمور تتعلق برب الجلال وأخرى تتعلق بعباده سبحانه وتعالى ..


متذكرين فى ذلك إمام التقوى علياّ إبن أبى طالب كرّم الله وجهه ورضى الله عنه عندما سُال عن التقوى , ماالتقوى يا إمام ؟ فقال : هى الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والقناعة بالقليل والاستعدادا ليوم الرحيل ) .
ولماّ آمن المؤمنون بأهمية التقوى أوقفوا أنفسهم عندها وراجعوها , فتحققت فيهم خيرية عظيمة .


دعاء :

اللهم إجعلنا ياجليل ممن يخافونك ويعملون حقا بمحكم تنزيلك ويقنعون بعطاء قليلك ويستعدون ويشمرون ليوم رحيلهم ولحظة خروج روحهم ووقت إنزالهم الى وحشة قبورك .


كيف يُحاسِب المؤمنون أنفسهم :


(*) إن المؤمنين يحاسبون أنفسهم على صلاة الفرائض .. أكانت على وقتها وبخشوعها وبحقها .
(*) إن المؤمنين يحاسبون أنفسهم على السنن الراتبة .. هل أتمموها بثنتى عشرة ركعة ليفوزوا بقصر فى الجنة أم حرموا أنفسهم من قصرهم فى يومهم .
(*) المؤمنون اذا وقعوا فى غيبة ونميمة أسرعوا فاستغفروا وأنابوا ورجعوا وكفّروا عن ذلك.
(*) المؤمنون إذا أساءوا لأحدٍ بفعالهم أو بألسنتهم راضوهم وأكرموهم , وتحببّوا إليهم تحاببا , وتصافوا معهم تصافيا , ولم يناموا يومهم وهم يحملون بغضا لغيرهم طمعا فى جنة ربهم .
(*) المؤمنون يتصدقون وينفقون لربهم , ويحبون العمل لدينهم وهم خير من يفقهون قوله تعالى : إن الله إشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة , فأنفقوا لتكون لهم الجنة , وعملوا لدينه لينالوا
شرف التأسى بالأنبياء , لتربح بذلك تجارتهم مع الله عز وجل .. يرجون بذلك تجارة لن تبور .
(*) المؤمنون إذا أذنبوا إستغفروا وتابوا وإستشعروا رضى ربهم ورحمته ولم يسوّفوا ولم يؤجلوا ولم يقولوا
للإنابة والرجعة غداً موعدنا .

وهكذا راقبوا أنفسهم وحاسبوها , إيمانا منهم ويقينا بأنه من يحاسب اليوم نفسه هان عليه الحساب يوم الحساب.


الإستقامة طموح المؤمنين :

فالمؤمنون ما أن ينتهون من الطاعة إلا ويسرعون إلى الدخول فى غيرها .. ويترجمون على الدوام بما تحمله قلوبهم من الإيمان .. فالإستقامة ترجمة فعلية لإيمان القلوب .
( قل آمنتُ بالله ثم إستقِمْ )

والمؤمنون يكثرون من دعاء الفاتحة : إهدنا الصراط المستقيم .
وهم خير من يعلمون قول خالقهم : وأن لو إستقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقا .




خاتمة ودعاء:


اللهم إنك سألتنا من أنفسنا ما لا نملكه إلا بك . اللهم أعطنا منها ما يرضيك عنا .واجعلنا من المؤمنين حقا وصدقا .. اللهم سّيرنا ولا تخّيرنا . اللهم خُذ منا وتول أمرنا عنا .اللهم أشغلنا بك وهب لنا هبة لا سعة فيها لغيرك إنك أنت العزيز الوهاب .اللهم اقطع عنا كل قاطع يقطعنا عنك . اللهم تَوَلَّنا ولا تُوَّلِ علينا غيرك . اللهم إنا نرجو رحمتك ونخشى عذابك. اللهم اجعلنا من المرحومين ولاتجعلنا من المطرودين . اللهم يامن يملك حوائج السائلين ويعلم ضمائر الصامتين فإن لكل مسألة منك سمعاً حاضراً وجواباً عتيدا ولكل صامت منك علماً ناطقاً محيطاً نسألك بمواعيدك الصادقة وأياديك الفاضلة ورحمتك الواسعة أن تجعلنا من المؤمنين وعلى هدى سيد المرسلين . اللهم أُنزلنا بك حاجتنا وأنت عالم بها اللهم إقضها في السماء حتى تُقضى في الأرض ... آآمين ... برحمتك ياأرحم الراحمين .



* كاتب إسلامى .

غيوم 15-11-11 02:24 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خير الجزاء
جعله الله في ميزان حسناتكم
وأهلاً وسهلاً بكم في قسمنا
بانتظار المزيد من المواضيع
وفقكم الله ونفع بكم

زهر البنفسج 15-11-11 03:39 AM

بارك الله فيك وجزاك كل خير


الساعة الآن 02:09 AM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.