|
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
09-12-11, 04:18 PM | #11 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| سياتي ذلك الوقت ، همست في اعماقها ،وهي تلقي بنفسها على سريرها الضيق ، يجب ألا تتذكر والى الأبد حبها لجي ، على الرغم من أن قسما منها لن ينسى ابدا الليالي الذهبية عندما طغت العاطفة على كل شيء آخر عدا الحاجة الى الأخذ والعطاء ، لقد كمن في لا شعورها التغير في نظرات جي ، وإنتقالها من نظرته الرمادية الى العمل ، الى نظراته الدافئة التي ترعى حبهما. " مرحبا". قالت كارول فجأة ، وهي تنظر الى شكل انتونيا المتقلب. " ولم هذا الإكتئاب؟ هل ألقى بك ضابط الحسابات جانبا من اجل الشقراء اللامعة التي ركبت السفينة عند قسم ( س)؟". ومشت كارول وهي تلف جسمها بقفطان حريري الى الحمام التابع لقمرتها ، وهي تتابع حديثها: "لن اتشاجر معها ما دامت تحتفظ بمخالبها لتلك الشخصية المغرية التي رايتها تصعد السفينة بآخر لحظة " ثم فتحت باب الحمام " إن الإشاعة الرائجة أن السيد براونيلا الذي يتفحص هذه السفينة القديمة عازم على شرائها". " ألا يزعجك وجود شخص غريب يراقب تصرفاتنا جميعها؟". فتحت كارول باب الحمام وقالت: " لا أبدا لا سيما إذا أجرى بعض التغييرات الضرورية ، كأن ينقل لجنة الترفيه الى قسم خاص من السفينة حيث ننعم بماء ساخن بدلا من الفاتر أو البارد ، وان يضعهم في مكان لائق من السفينة بدلا من هذا المكان عند تجمع المحركات ، التي يؤدي صوتها لهلع عظام المرء وهي تهدهد له كي ينام...". ضحكت أنتونيا وهي تسمع صوت باب الحمام يصفع وقالت لها: " يا لك من حالمة". واخذت تفكر ، هل تعتقد كارول ان أي رجل أعمال يطمع في زيادة أرباحه ، سيضع الطاقم في قسم مريح من الباخرة ، فالمسافرون يدفعون لتحقيق هذه الغاية ، ومع هذا فإن الشركة بشكل دائم تنفق الكثير من المال. إن التفكير بهذا يقود الى التفكير بشيء آخر ، ترى هل يدرك السيد براونيلا مزايا السفينة الملكة أزتك ، المزايا التي لا تظهر ، فبعض الناس مثلا يتمتعون بقضاء رحلاتهم السنوية على متنها ، إذ أنهم يستمتعون يقلة الإزدحام عليها ، وصداقة طاقمها ، ولكن هذه المزايا لا تعطي مردودا تجاريا ، لكن ربما يستطيع جي ذلك ، من خلال فطنته الثاقبة في مجالات العمل. نهضت أنتونيا من سريرها وهي تتنهد ، إذا كان عليها ان تقتع السيد براونيلا بشراء السفينة، كما سيفعل بقية االطاقم ، فعليها ان تبعد جي عن تفكيرها. لاحظت انتونيا أثر الراحة في وجوه الركاب ، وهم يمارسون الألعاب الرياضية وفقا لتعليماتها، إنحناءة ... جلوس... راحة ، لم تحب أنتونيا رياضة الصباح ، ولكن كارول التي تسهر الى ساعة متأخرة من الليل ، ترغب في قضاء ساعات الصباح في سريرها. وبينما كانت أنتونيا تلقي تعليماتها ، سمعت صوت المضيفة الإنكليزية التي تساعد القبطان فانس تقول: " عفوا يا آنسة ، إن السيد فاتس يريد منك ان تتي لقسمه فورا". : ساحضر فور إرتدائي لباسي الرسمي". " لكنه يريدك أن تأتي كما أنت". لم يكن من عادة فانس ان يدعو أي عضو من أعضاء اللجنة الى مكتبه في مثل هذه الساعة المبكرة ، قطبت أنتونيا جبينها ، وقرعت باب قمرته. بدا فاتس بلونه الأسمر من تأثير البحر عزيزا على قلبها أشار الى القهوة قائلا بصوته الأجش: " أعتقد ان هناك خطأ ما يا سيادة القبطان". قالت وهي تصب القهوة لنفسها: " خطأ ..... لا أبدا". وقف القبطان الى جانبها وقال : " أظن انك سمعت بأن على ظهر الباخرة مسافرا مهما ، فأجابت بجرأة : " السيد براونيلا؟". " نعم ، إنه ممثل لأحدى الشركات التي تريد إستثمار هذه السفينة ، لا اريد ان أخبرك عن أهمية إستمرار مسيرها في عباب البحر ، إنه مهم بفعاليتنا ، وبالرغبة الطيبة التي نبثها بمسافرينا". " أجل يا سيدي ، أظن بانني أستطيع التكلم بلسان الطاقم برمته ، عندما سأؤكد اننا سنفعل ما في وسعنا". " اعلم أنني لا أستطيع الإعتماد على الطاقم يا انتونيا ، خاصة وان السفينة لا تؤخذ بعين الإعتبار". دافعت انتونيا عن السفينة بإخلاص: " يستطيع كثير من الناس السفر الى المكسيك على متن سفن كثيرة ، ولكن الملكة أزتك توفر جوا أجمل ، وخدمة أفضل ، وإسترخاء تاما". " لقد اقنعتني يا أنتونيا كل ما عليك الآن ، هو ان تقنعي السيد براونيلا بذلك ، إذهبي اليه في قمرته الخاصة رقم ( 6 ) أنه يريد ان يراك حالا". " انا؟". " إنه يريد أن يقابل أفراد الطاقم كله ، بدءا منك، فلربما أخبره أحدهم أن كارول بويد لا تكون على ما يرام صباحا". إحتست أنتونيا ما تبقى من قهوتها ونهضت قائلة: " يحسن بي ان أستبدل ملابسي أولا". " لا ، أعتقد انه من الأفضل ان تظهري بثياب العمل ، كي يطمئن أن المزفه يشترك مع جماعته في اللعب". لم تقتنع أنتونيا بان ملابسها مناسبة ، لتقوم بأول زيارة الى الجناح رقم ( 6) ، فزيها الرسمي قد يكسبها ثقة اكبر بنفسها. ما ان قرعت أنتونيا باب الغرفة رقم ( 6) ، حتى سمعت صوتا اجش يأمرها بالدخول. رات أمامها غرفة فخمة ذات سرير مزدوج ، ونوافذ عريضة تطل على مياه المحيط الزرقاء ، وتنعم بظلال السماء ، كما يتسم جوها بالترف. سمعت صوتا يأمرها أن تتصرف وكأنها في بيتها ، ثم شاب الصوت صوت آلة الحلاقة ، فأدركت ما يقوم به نزيل الجناح ، وبينما أخذت تجول في الغرفة ، راودها ذاك التساؤل ، لماذا أراد نزيل الجناح ان يقابل افراد الطاقم ، خاصة وانه لم يستعد بعد لذلك؟ إنها غطرسة رجال الأعمال الناجحين الذين صادفتهم أثناء وجودها مع جي ، إنه سلطان المال ، ذاك الذي يمدهم بثقة بالنفس لا تقهر. " آسف لأنني جعلتك تنتظرين يا أنتونيا". تلاشت نظرات انتونيا ، وتجمدت في مياه المحيط الزرقاء ، لا بد أنها ستغدو مجنونة ، إنها لم تر بعد وجه السيد براونيلا ، ولكن صوته لا يختلف عن صوت جي ، حتى انه ينطق إسمها كاملا ، تماما كما كان جي يفعل. أدارت رأسها ببطء الى مصدر الصوت. | ||||
10-12-11, 11:28 AM | #12 | |||||||||
نجم روايتي وعضو في فريق مصممي روايتي
| لآااااااااااا لآاااااااااااااا لآتوقفي ياا اموول بدي اعرف شو صاار بعدها...وكيف شعورها لما تشوف زوجها قدامها...ووو تشووويق واحلى تقفيله منك حبيبتي...^_^ عشان نتحمس اكثر للجااي تسلمين ويعطيك الف ععااافيه واحلى تقييم لأحلى اموول =) | |||||||||
10-12-11, 08:14 PM | #13 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| 2- المفاجأة المرّة " اهذا انت؟". نظرت أنتونيا بعينين مضطربتين الى هذا الإنسان المألوف بالنسبة اليها ، إنه ماثل امامها وهو يتحرك عبر غرفة النوم بإتجاه حجرة الجلوس ، عيناه الرماديتين تبرقان تحت حاجبين بنيين كثيفين ، أجابها صوته بسحره المألوف لديها: " يبدو انك تتوقعين رؤيتي !". بلّلت بلسانها شفتها السفلى التي جفت فجة ، واجابته: " لا بل توقعت السيد براونيلا". " لسوء الحظ ، تأخر السيد براونيلا ، فحللت مكانه". ترى هل السيد براونيلا حقيقة موجودة ؟ أم أن جي ولأسباب حاصة حجز المكان تحت إسم مستعار ، أخذ إضطرابها لرؤيته يتلاشى تدريجيا ، ولكنها شعرت بخيبة امل تصفعها ، إذ أن القبطان فانس يأمل في إقناع السيد براونيلا بشراء السفينة كيلا تحال الى حطام. لن يقبل جي صاحب العقل الذي يفحص مزايا ومساوىء الأشياء ، بالملكة أزتك ، علاوة على أن السفن لا تدخل ضمن جدول أعماله ، سألته وهي ترفرف بعينيها: " لم تفعل هذا يا جي؟". أطال النظر اليها وهو يتفحصها ثم قال برقة: هل يهمك أمر السفينة كثيرا؟". " يهمني بالطبع ، إن القبطان فانس يظن ان السيد براونيلا سيحث شركته على شراء السفينة". " إن براونيلا يعمل لحسابي ، لماذا تعتقدين انني لست مهتما بشراء السفينة". تناول جي علبة دخان من قميصه ، وأشعل لفافة ، وهو ينظر بلا إهتمام من النافذة العريضة.. .. لم تستطع ان تميز ملامحه بسبب الإنارة ، يبدو أنه لم يتنازل عن طبعه ،وها هولم يخبرها أنه بحاجة اليها بدون أي شيء آخر. " انت ! " أجابته بسخرية : " ولكن من المعروف أنك لا تشتري شيئا لا يؤمن الرقم القياسي في الأرباح". أجابها بمكر سريع: " ولن تؤمن السفينة ذلك". فخطفت بصرها عنه قائلة: " أجل بعد أن تجري عليها بعض الإصلاحات". ضحك بتهكم: " بعض الإصلاحات... ها ، اعتقد انها كلها بحاجة للإصلاح". " ولكنها تستحق ذلك " صاحت انتونيا وهي تضغط على شفتها السفلى " جي هل شاركت بهذه الرحلة من اجل السفينة أم انك تلفق امرا ما؟". " لديّ أكثر من سبب لذلك " نفخ دخان لفافته ، ونظر الى شعلتها ثم أضاف : " إن السبب الرئيسي لقدومي هو أن أرى ماذا تفعل زوجتي وأنا بعيد عنها". " إنني بخير ، ولا علاقة لك بي بعد الآن ، الا تذكر انك طلقتني؟". لم تذكر أنها رأت رجلا سيطر عليه الجمود كما ترى جي الآن ، ولولا دخان لفافته المتصاعد حول وجهه ، لما عرفت أنه ما زال متحركا ، إذ هوت يده الى صحن السجائر ، ليسحق ما تبقى من السيجارة. " لا يا أنتونيا ، لم نطلق حتى الان ، وما زلت زوجتي". كان كل شيء في الغرفة هادئا ، ولم تسمع إلا ضربات قلبها المفاجئة التي ملأت مسامعها، وطغت على كل شيء ، وبغموض سمعت صوت جي يخاطبها : " ألم تصلك رسالتي التي اخبرتك فيها انني غيرت رايي ؟ تعالي إجلسي هنا". شعرت أنتونيا بلمساته على الرغم من قماش قميصها السميك ، جذبها لتجلس على الكرسي مقابل النافذة ، ما ساعدها على أن تستعيد قدرتها على التركيز ، ثم رفعت رأسها لتبعد يده التي تمسك بعنقها. " إذن لا بد وأنك تتكلم عن الرسالة التي حدثتني أمي عنها بعد الحريق". " وأي حريق هذا؟". تلاقت نظراتهما عندما إنحنى ليجلس الى جانب كرسيها. " المنزل ، لقد حرق منزلنا منذ عام مضى ( كان صوتها جامدا ) وتوفي والدي فور نشوب الحريق ، اما أمي فكانت على قيد الحياة ، عندما عدت الى سيتل ، وأخبرتني عن الرسالة ... تلك التي اتت من محاميك ، ظنت انها... ( وأخفت وجهها بين يديها ) ظننتها ورقة الطلاق". أحاطها جي بذراعيه ، ورفعها عن الكرسي ، ثم ضمها الى صدره الدافىء. " لماذا لم تخبريني؟ ( أخذ يئن ويمسح وجهه بشعرها وتابع ) اللعنة ليتني علمت بما حدث". سحبت أنتونيا نفسها من عناقه ، فسرعان ما شعرت بكراهية ذاتها ، إذ إستسلمت لسحره بسرعة. " لم كان عليّ ان أخبرك ؟ ( سألته بمرارة ) لم تكن مهتما ، ولم تأت حتى لتراني ، أو لتفسر لي لماذا كانت غلوريا في غرفتك ذاك المساء". جذبها جي من كتفها بعنف كاد يفقدها توازنها ، وسألها بدون أن يصدق: " الهذا تركت المنزل؟ ألا تعلمين ان غلوريا كانت في غرفتي لتنجز ما علينا من أعمال". اجابته وهي ترفع حاجبيها ساخرة: " أعتقد انك كنت ترطب نفسك في الحمام بعد عمل شاق ، عندما خابرتك ذاك المساء". إصطكت اسنانه البيضاء وقال: " ليس لغلوريا أي معنى في حياتي ، وحتى قبل زواجنا". وبينما كانا يتحدثان ، سمعا طرقا خفيفا على الباب ، ثم ما لبثت غلوريا باول نفسها ان دخلت الجناح ، فغدا المشهد وكأنه مسرحية. وصلت غلوريا الشقراء المتصنعة الى غرفة النوم ، ولم تلحظ بعد أن جي يضم انتونيا بين ذراعيه ومضت قائلة: " أعتقد يا جي أن هذه الفكرة من أساسها ك.... أوه.... ( وتضرّج وجهها بظلال حمراء ثم غدا شاحبا )... أهذه انت يا انتونيا !". " نعم إنني هنا ( وسحبت انتونيا نفسها من ذراعي جي ، وبنظرة مليئة بالإحتقار ، إتجهت الى الباب ) وقالت: " لن أكون عائقا في وجه أعمالكما". غادرت انتونيا الجناح متجهة الى قمرتها ، ووجدت كارول ما تزال مضطجعة في سريرها. | ||||
11-12-11, 04:53 PM | #14 | |||||||||
نجم روايتي وعضو في فريق مصممي روايتي
| ااه ياا اموله تعرضت لصدمه نفسيه وعصبيه وجسديه اااااه... ااااه الحين هذا اللقاء العاصف الي انتظره هذا...لقاء ثلج ..جليييييد اهيء اهيء وانا متوقعه صدام واكشششن لآ...صدمه>< أخرتها :بدور على مرتي :مش انت طلئتني خلاص :لآ غيرت رأي..! :معندش خبر...! احلفوا بسس....سنتين منفصلين وتوه تذكر انه عنده مره...يااصبرهم وطول باالهم اسمحي لي امووول هذا تأثير صدمه اللقاء ومشكوره حبيبتي ومتابعه معك ودي اشوف شو اخرتهم هع هع هع | |||||||||
11-12-11, 04:59 PM | #15 | |||||||||
نجم روايتي وعضو في فريق مصممي روايتي
| ااه ياا اموله تعرضت لصدمه نفسيه وعصبيه وجسديه اااااه... ااااه الحين هذا اللقاء العاصف الي انتظره هذا...لقاء ثلج ..جليييييد اهيء اهيء وانا متوقعه صدام واكشششن لآ...صدمه>< أخرتها :بدور على مرتي :مش انت طلئتني خلاص :لآ غيرت رأي..! :معندش خبر...! احلفوا بسس....سنتين منفصلين وتوه تذكر انه عنده مره...يااصبرهم وطول باالهم اسمحي لي امووول هذا تأثير صدمه اللقاء ومشكوره حبيبتي ومتابعه معك ودي اشوف شو اخرتهم هع هع هع | |||||||||
11-12-11, 10:38 PM | #16 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| لقد سلبتها حيويتها رؤية جي ، والمرأة التي كانت سببا في فشل زواجهما ، إستحمت وإرتدت لباسها الرسمي ، ولشد ما أدهشها ان الساعة كانت تشير الى الثامنة والنصف ، عندما وصلت الى غرفة الطعام في وسط السفينة ، حيث حجزت منضدة من أجل الطاقم في المؤخرة. كانت موائد الغداء والعشاء تشع حيوية ونشاطا ، اما الآن فلم تجد أنتونيا إلا إحدى الممرضات التي جلست الى المائدة ، وحيتها بلطف. أخذت أنتونيا تفكر بما حدث أثناء تناولها وجبة الإفطار ، ترى لماذا قرر جي ان يقوم بهذه الرحلة ، لم تستطع أن تصدق ان هدفه الأول هو شراء هذه السفينة القديمة ، رغم أنها مرغوبة من قبل معظم رجال الأعمال الذين يعتبرونها كالفيل البيض مرضية ، ولكنها غير إقتصادية ، لا بد إذن من أن دوافع جي تكمن في إتجاه آخر. ترى هل كانت أنتونيا هي الهدف....لا ! لا ! لو انه كان يريد المصالحة حقا ، لوجد أوقاتا مناسبة اخرى ، لم يكلف نفسه العناء حتى بأن يلحق بها الى مدينتها سيتل ، لقد تركها تذهب وكأن امرها لا يعنيه مطلقا ، ولم يحاول أن يعثر على الخيط الذي يقوده لفهم غيرتها التي تدمرها ، كلما تذكرت ان غلوريا باول بين ذراعيه ، وفي الحقيقة فقد أمضت غلوريا مع جي معظم اوقاته ، بل حتى انها كانت تلازمه أكثر منها هي ، على الرغم من أنها زوجته. وبينما كانت انتونيا تحتسي العصير الذي قدمه لها النادل ماريو عاودها الشعور مرة أخرى بالصدمة بانها ما زالت زوجة جي . لقد شعرت منذ أمد بعيد انها إمراة حرة.... تحررت لتوها من زواجها الأول ، وتستطيع أن تفكر بآخر ، اما الآن فتشعر بالذهول فهي ما تزال زوجة جي بعرف القانون. ولكن ماذا تعني القوانين لأمرأة ورجل لا يجمعهما إرتباط عاطفي ، ولا أي شيء آخر ، لا بد وأن تعرض التفاصيل القانونية في وقت ما . هل تستطيع انتونيا ان تنكر ان عاطفتها تأججت ، عندما كانت في جناحه على السفينة ، وضمها بين ذراعيه ، شعرت في تلك الحظات انها لم تبتعد أبدا عن جي ، حتى أن جميع أوصالها كانت تبحث عن لقاء حاسم ، لتشعر بإنتصارها لأمتلاكه. ألقت انتونيا بالملعقة فوق قطعة الفاكهة التي تأكلها ، ودفعت كرسيها الى الخلف بإشمئزاز ، فسالتها الممرضة: " هل انت على ما يرام؟". " نعم لكنني لا أشعر بالجوع هذا الصباح ، كما انني تذكرت بأن علي تنظيم أمر سباق السباحة الذي سيتنافس الأولاد على الفوز به. وجدت انتونيا نفسها عند مكتب ضابط المحاسبة ، دون أن تتذكر كيف وصلت اليه ، فإلتقت بماريانا ليستر مساعدة المحاسب التي كانت تعشق ريك وارن ضابط المحاسبة ، بينما كان ريك يحترمها لفعاليتها ، ولحسن تعاملها مع الركاب ، وقدرتها على حل المشاكل التي تنجم يوميا. إعتقدت أنتونيا أن مظهر ماريانا ليستر قد يزداد جاذبية ، لو حاول احد ما مساعدتها ، فهي لا تعتني بمظهرها ، بل ترفع شعرها الأشقر الى اعلى رأسها ، ولا تستعمل أيا من المساحيق التجميلية ، إنها مثال حي لشخص نشيط ، وهي ترتدي ثياب البحرية البيضاء المزدانة بالأكتاف الذهبية ، والتي تفصح عن مرتبتها بين أفراد الطاقم. " إن ريك مع القبطان الان ، هل أستطيع مساعدتك؟". " أجل اريد لائحة باسماء الأولاد دون الثانية عشرة من العمر ، لترتيب أمور سباق السباحة الذي سيقام بعد ظهر اليوم ، هل ل كان تبحث عنها؟". " اجل فقد طبعتها بنفسي". تحركت ماريانا بملابسها المنشأة الى المكتب الداخلي ، حيث تصنف جميع الأوراق الخاصة بالرحلة ، وبعد برهة عادت ومعها نسخة مرتبة بأسماء الولاد المشتركين بالسباق. وبينما كانت أنتونيا تشكر ماريانا ، رأت ريك يدخل الحجرة ، ويقف الى جانبها بود. " اهلا أنتونيا ( حياها بإهتمام بالغ جعل ماريانا تنفجر حنقا ) هل لي ان اساعدك في امر ما؟". رفعت له اللائحة وقالت: " لقد أدت ماريانا ما يلزم ، أشكرك". تبعها ريك حتى آخر الغرفة وسالها : " هل أستطيع أن أراك اليوم بعد العشاء يا أنتونيا؟". إعتادا ان يتقابلا بعد إحتفالات المساء ، ويتمشيا على ظهر السفينة للإستمتاع بضوء القمر ، والتحدث بمواضيع يحبها ريك ، كإرساء السفينة المبكر على شواطىء أميركا الشمالية ، ولكن وفي هذه الليلة بالذات ، سيكون ذهنها مشغولا بأشياء أخرى ، تفكر في جي وغلوريا الذين يجلسان على ظهر السفينة في القسم المترف. " لدي شعور يا ريك بأن هذه الرحلة تختلف عن غيرها". أجل عن هذه الرحلة ستختلف تماما بالنسبة اليها ، وما ان دخلت انتونيا غرفة الطعام ، ولمست سعادة الناس المجتمعين على الموائد ، حتى شعرت بتوتر أعصابها ، وهي تتجه الى مائدة الطاقم في المؤخرة ، ولم تصدق عينيها ، عندما إلتقتا عبر الموائد عيني جي الرماديتين إذ كان جالسا الى مائدة القبطان ، ولم تلبث ان إنتقلت نظراتها الى السيدة الجالسة الى يمينه ، أنها غلوريا بعينها مرتدية فستانا أزرق ، عاري الظهر تحيط عنقها بعض الأشرطة الأنيقة قارنت انتونيا نفسها بغلوريا ، فوجدت أن ثوبها الأسود وهو أحد ستة أثواب إشترتهم خصيصا لأمسيات هذه الرحلة كئيبا وينم عن ذوقها السقيم. | ||||
12-12-11, 09:37 PM | #17 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| وبعد تناول عشاء ممتع ، بدأ الناس يرقصون في الردهة الأمامية المزينة بشكل جميل ، امضى معظم الراقصين ساعة على الأقل في القاعة الكبيرة ، حيث إستمتعوا برقص وجو لطيف ، هياته لهم لجنة الترفيه التي إشتركت مع نجوم السينما والمسرح ، أما الجيل الصاعد ، فقد تمتع بالرقص في اعلى السفينة على انغام موسيقى الديسكو. لم يكن لأنتونيا عمل في ذلك المساء ، وعندما بدأت ميرلاميركوني تغني بحنين يرجع الى عشرين عاما ، تذكر معظم الركاب افلامها الرومانسية القديمة. وما ان همس ريك باذن انتونيا : " هل تريدين ان نخرج لأستنشاق النسيم العليل؟". حتى نهضت أنتونيا ترافقه الى ظهر السفينة المتصل بالردهة. " من يشاركك المائدة في هذه الرحلة؟. سالته انتونيا وهما يتمشيان. فأجابها مدمدما: " كالعادة ، سيدتان فاتهما قطار لزواج ، وزوج وإمراته مضى على زواجهما سنوات كثيرة". " على الأقل فإنك لن تتعرض للإزعاج هذه المرة؟". قالت أنتونيا ذلك محاولة إثارة غيظه ، غذ شاركه في الرحلة السابقة رجل متحمس لدينه ومهووس به مع زوجته وإبنتيه ، اللتين تآمرتا على ريك ، وجعلتا حياته لا تطاق. " لو كان لي زوجة معي على السفينة، لما تعرضت لمثل هذه المشاكل ( قال ذلك وهو يجذبها اليه ويضع يده حول خصرها ) أنت تعلمين أنني مجنون بك". " آه يا ريك....". نظرت انتونيا في عينيه الزرقاوين ، ماذا ستقول له؟ بأن زوجها السابق لا بل زوجها الحالي موجود على ظهر السفينة ، وأنه يهتم بها تماما كما كان يفعل ، عندما كانت فتاة بسيطة ، لها من العمر عشرون عاما وتعمل في مكتبه؟ لا ، ستكون حمقاء جدا ، إذا اتاحت لجي ستانفورد ان يتدخل بأمورها بعد الان ، لقد سبب لها الدمار في الماضي. " دعني ألمس يا ريك ، الى أي مدى أنت مجنون بي ( وإلتصقت به ، فأخذ يغمرها بحنانه ، ويضمها الى صدره ، لكن رقته لم تحرك جوامح نفسها كما كان جي يفعل)". ألا تستطيع أن تنسى المد العاطفي الذي تشعره أثر عناقات جي العارضة. وعندما سحبت أنتونيا نفسها من ذراعي ريك ، شعرت بشبح إنسان يتمشى بالقرب منهما ، لم تهتم بذلك فليس في الأمر ما يدعو الى الدهشة ، إثنان من الطاقم يعانق أحدهما الآخر. لن يهتم أحد بذلك ،علّق ريك على حركتها محاولا أتهامها: " إنك ما زلت مجنونة بحب زوجك السابق". " زوجي.......". أجابت انتونيا والإضطراب باد في عينيها ، ونظراتها المخملية تحدق في عينيه. " إنك لا تتركين المجال لنفسك للإنسجام مع أي رجل آخر ، اليس كذلك يا انتونيا؟ لا بد وان زوجك من طراز معين". "لا اعلم يا ريك ، ارجوك ! إتركني الآن وحدي". " حسنا...". قال بجمود ومضى في طريقه. راقبته انتونيا وهو يختفي عن شرفة السفينة ، ثم احنت رأسها بإتجاه زبد الماء ، تنظر الى السفينة وهي تشق عباب البحر الى كابوسان لوكاس ، حيث سترسو السفينة صباحا تحت أشعة الشمس عند الزاوية الغربية لجزيرة باجا ، وستطفو القوارب السياحية لتنقل الركاب الى تلك المستعمرة ، أول ميناء في خط الرحلة. ترى لماذا عاد شبح جي يسيطر عليها؟ ليحرك ذكريات هي في غنى عنها ، فربما وجدت السعادة مع ريك ، وإن كان لا يوقظ أحاسيسها كما كان جي يفعل ، ولكنه على الأقل قد يؤمن لها حبا رزينا وهادئا ، قد تكتب له الحياة أكثر من تلك العاطفة الملتهبة. لم يمض بعد على وجود جي أكثر من أربع وعشرين ساعة ، وها هو قد أفسد عليها علاقة قد تكون جيدة. " إنني أكرهه ...". دوى صوتها عاليا ، ولكن البحر حمل الصوت بين طياته ، فبدّد صداه. وبينما كانت انتونيا تتقلب في فراشها وهي مرهقة ، دخلت كارول الغرفة بهدوء تام ، إنتصبت أنتونيا جالسة في فراشها ، وقالت: " لا بأس يا كارول فانا لست نائمة . " حمدا لله". خلعت كارول فستانها الأخضر ، وجلست على سريرها فسالتها أنتونيا: " وكيف أتيت مبكرة هذا اليوم؟". نظرت أنتونيا الى الساعة الجلدية الموضوعة بالقرب من سريرها ، فوجدتها تشير الى الثانية ليلا". نزعت كارول عقدها واقراطها وهمست: " ساستمتع كثيرا في هذه الرحلة ، إن مايك لا يصلح رفيقا ، ولكنه ممتع لقضاء هذين الأسبوعين". " ومن هو مايك؟". " مايك باريش فهو وحده على السفينة ، وزوجته مطلقة". تابعت وهي تخلع ملابسها وأخذت رداء نومها الملقى على سريرها : " كيف فاتك التجسس علي هذه المرة؟". " آسفة ، يبدو أنه تسلل الى ظهر الباخرة خفية فلم اره". توقفت كارول في طريقها الى الحمام وقالت: " ليس قبيحا ، ولكنه ليس من الطبقة الراقية ، إنه ليس كالسيد براونيلا ، فذاك الرجل يعتبر حلما ، هل إجتمعت به يا انتونيا؟". تنهدت انتونيا ، فمضت كارول الى الحمام ، مما وفر على أنتونيا عناء الإجابة. إستسلمت انتونيا غارقة في افكارها، بينما راحت كارول تنظف أسنانها ، من الواضح ا ن جي يريد الإحتفاظ بإسمه سرا لأسباب خاصة به ، ترى اما زال جادا في شراء السفينة؟ ستكون هذه الصفقة تحديا.... لا بد انه شارك بهذه الرحلة من أجلها ... وإلا لماذا إصطحب معه عدوتها اللدودة غلوريا باول؟ | ||||
14-12-11, 12:00 AM | #18 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| 3- أمسية الذكريات في صباح اليوم التالي ، إستدعيت انتونيا للجناح الخاص رقم ( 6) إرتدت ملابسها المعتادة المكونة من بنطال قصير ، أبيض اللون ، وقميص من القطن ازرق بدون أكمام يعرض كتفيها لأشعة الشمس. ركب معظم المسافرين القوارب السياحية المتجولة ، متجهين الى الشاطىء ، أما انتونيا فقد أرادت البقاء على ظهر السفينة، لتتجنب رؤية جي وغلوريا ، وهما يكتشفان الخليج المكسيكي الصغير . " إنه يوم عطلتي". قالت أنتونيا لجي الذي كان يرتدي ملابس تماثل ثيابها عندما فتح لها الباب الذي قرعته بطف. سالها ببرود جعل الدماء تغلي في عروقها: "وهل يتمتع أفراد الطاقم بأيام عطلة ؟ في الحقيقة أردت أن نتحدث ، إدخلي". تبعته الى غرفة النوم المرتبة ،ومنها الى حجرة الجلوس ، لقد اقرت لنفسها بأن البنطال القصير الذي يكشف عن ساقيه لا يلائم غيره من الرجال ، كما ان عضلات ساقيه تميزتا بشكلهم الرجولي ، كان جي حافي القدمين ، مما يشير الى أنه لا يرغب في مغادرة المكان. سألته وهي تنظر عبر النافذة الى المدينة الغريقة بأشعة الشمس تعانق زرقة البحر الصافية: " هل زرت كابوسان لوكاس من قبل؟. " لا أتذكر.... ( نظر الى الإتجاه نفسه ) ومن أين لي ان اتذكر مكانا بهذا الإسم ، وخاصة انه يقع بعد الصحراء الممتدة". " إن الصيد في هذه المنطقة رائع كما يقال ، والبحر مليء بالذكريات الجديرة بنقلها الى ارض الوطن". نظر اليها بإستخفاف وقال: " بإمكانك ألا تتكلمي وكانك مديرة الرحلة عندما تكونين معي ، قلت لك أنني أود ان أتكلم عن الإتفاقية". " إتفاقية ؟واية إتفاقية هذه؟". دس جي يده في جيب بنطاله ، وإقترب من النافذة محدقا في المنظر الإستوائي وقال : " كان إنسامجك شاعريا مع صديقك ليلة امس الفائت على ظهر السفينة ، حتى أنكما لم تتركا مجالا للخيال ، توقف مقطب الحاجبين ، وعلت فمه إبتسامة ، عليك إتاحة المجال للزبائن ليستمتعوا برومانسية البحر وليس لأفراد الطاقم". فغرت انتونيا فمها ، وهي لا تصدق ما سمعته أذناها ، ما شانه في ذلك ، وردت عليه بعنف: " إذا كنت تعلق على المشهد حين كان ريك معي....". " تماما هذا هو ما أشير اليه ( دار بنفسه نحوها لترى نظراته الرمادية ) إنك هنا لأنجاز عمل ، لا لأثارة الإشمئزاز بين الركاب". " ماذا؟. وسرعان ما تابع قائلا: " لن يكون للتدجيل مكان بين أعضاء الطاقم ولن يكون هناك إحتمال وجود قصص عاطفية على ظهر السفينة في المستقبل ، لا تنسي انك أمرأة متزوجة و...". " هذا ما سانهيه حال وصولنا الى لوس انجلوس ( اجابت أنتونيا بصوت حاد وغاضب ) إن الطلاق بيننا عبارة عن إجراءات قانونية فقط ، وول خطوة سأفعلها ، ساتصل بالمحامي". رفع جي حاجبيه الداكنين وقال: " لا أظن يا انتونيا بأنك ستفعلين ذلك ، عهدي بك ، فتاة رقيقة وطيبة القلب ، ولن تستطيعي ذلك لأن القبطان والطاقم ماثلون في ضميرك". " ضميري... ما هذه الأضحوكة... أنهم على العكس منك تماما ، فليس لهم سيطرة علي". " ممكن .... ( إبتسم مؤكدا ثقته بنفسه ، حتى أن أنتونيا اخذت ننظر اليه والشك يملأ عينيها ) في الحقيقة إن مصير هذه السفينة بقبطانها وطاقمها معلّق بين يديك". " كفاك هراء يا جي ، لم لا تتكلم عن السبب المباشر لأشتراكك في هذه الرحلة؟ فأنا على يقين من أن هناك هدفا معينا تبغيه". " ألا تستطيعين التخمين؟". سألها بلطف وهو يقترب منها ، مادا يده ذات الأصابع المتناسقة ، لتداعب وجنتيها ، مما جعلها وبشكل لا شعوري تجمد في مكانها ، على الرغم من أنها كانت تتوق شوقا الى تلك اللمسة وإن كانت تخشاها. أغلق جي فمه بحزم ثم قال ببرود: " حسنا يا أنتونيا ، سأخبرك حقيقة الأمر ، إشتركت بالرحلة لأنني علمت بأنك تعملين في السفينة...". تردد في كلامه ، حتى شعرت أنتونيا إنه قد إستخدم تحرياته الخاصة ليعرف مكانها. " وعندما وجدت انا وصلنا الى الحد الخير والنهائي ، قررت أن آتي اليك يا أنتونيا لتعودي الي". " لا لا لن يحصل هذا أبدا". اجابته بشكل آلي نابع من شعورها الذي يختزن كبرياءها المجروح ، وآلامها ، وعذابها ، فقد اتاحت هذه الصدمة الفرصة لأنفجار غضبها ، فرفعت عينيها لتلتقي عينيه الرماديتين الهادئتين وتابعت: " أرى إنك إعتدت في أعمالك طريقة الإبتزاز ، أليس كذلك ؟". رفع جي كتفيه واجاب: " اجل هناك دوما مبادىء للإبتزاز في جميع الأعمال ، وحتى في العلاقات الشخصية". " وهل تعني حياتنا الزوجية الشيء نفسه بالنسبة اليك ، وكأنها علاقة عمل ما؟". قالت انتونيا بمرارة ، وهي تبتعد عن المكيف ، ملتمسة الدفء بالقرب من النافذة. أتى صوته ساحرا وهو يجيبها: " اعتقد أنك على يقين من ان هذا ليس صحيحا ، ظننت أنك تتمتعين بذاكرة طيبة". " أجل ؟ إن ذاكرتي ممتازة ( إزدادت المرارة في صوتها ) فلن أنسى تلك الأيام المملة القاتمة ، والليالي السوداء الطويلة التي مررت بها ، وزوجي الغارق حتى أذنية في عمله ، يهتم به ، ولا يفكر بالطريقة التي تجعل زواجنا سعيدا وموفقا". وفجأة شعرت بيديه الساخنتين تهتزان ، وتمسكان بجلدها البارد ، وهو يهمس في أذنيها بهدوء: " لقد أخبرتك في وقت مضى ، أن حياتنا لن تستمر هكذا أكثر من عامين ، وكان ذلك فعلا ، ولكنك لم تنتظري ، اليس كذلك يا أنتونيا ؟ أردت ان كون لك وحدك وبكل جوارحي ، ولم يكن الوقت مناسبا عندئذ". | ||||
14-12-11, 09:57 PM | #19 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| قاطعته قائلة: والآن ، ها هوالوقت قد حان ، هل هذا ما تريد قوله يا جي؟". " أجل يا أنتونيا ، فالعمل سيجري من الآن فصاعدا بشكل أوتوماتيكي ، وبإشراف قليل مني فقط ، سيكون لدينا الوقت لأداء جميع ما تريدينه ، وتنفيذ ما تطلبين ( ثم أردف بلهجته الساحرة ) هل تريدين طفلا؟". فاجابته بغضب جامح: " وكيف تجرؤ على هذا الوعد ؟ رفضت الفكرة سابقا عندما طلبت منك طفلا أحبه وأعتني به ، لقد فات الأوان يا جي". " أصحيح هذا؟". امسك بها ، وأخذ يتفحص وجهها بعينين يشوبهما القلق ، مما أزال الجمود والتوتر ، وكرّر سؤاله ثانية ، فحاولت انتونيا العودة الى غضبها الذي تلاشى بعدما إشتنشقت رائحة جي المألوفة لديها ، وسرعان ما جذبها اليه ، بنعومته ورقته حتى صارت كالماء بين يديه: " لا يا جي". قالت عندما بدأ يخضعها أكثر ولكنه تجاهل إعتراضها الى أن شعرت بالضياع. تدفقت ذكرياتهما ، وثارت مشاعرهما ، ولم تكن عواطفهما بحاجة للكثير... ومع هذا خشيت أنتونيا أن تقع ثانية في شراك جاذبيته ، وأن تعود زوجة منسية ، سيما وأن جي سيعود للعيش وفق أهوائه ، لا لن تتيح له الفرصة ، لهذا همست في أعماقها ، وهي تسحب نفسها من بين ذراعيه ، وترتب قميصها القطني .... لا لن تدع له الفرصة ليفعل بها ما يريد. " أنتونيا؟". " ليس هناك من فائدة ترجى يا جي ( قالت وهي تدير ظهرها له ) لا أريد أن أدخل تلك المساومة من جديد". نفد صبر جي ، فأدارها اليه بقوة لتواجهه قائلا: " ماذا تعنين بذلك؟ لقد أخبرتك أن الأمور لن تكون كسابق عهدها ألا تصدقينني؟". " اعلم يا جي انك تعني الآن ما تقول ، ولكن مع الأسف قد ترمي بي كصحيفة الأمس إذا حدثت اية مشكلة قد تعيق عملك". أجابها وهو يمرر أصابعه على شعره البني: " سيكون ذلك إنقاذا لمستقبلنا إن فعلت". " مستقبلك وحدك، اما مستقبلي فيكمن في طريق آخر". أجاب ساخرا: " مع ضابط المحاسبة على الباخرة؟". " أجل ! ستكون حياتي مع ريك هادئة وآمنة ، لأنني على الأقل اعرف على أي أرض أقف". " احقا ما تتوقعين ! أظك تتناسين أنك لن تجدي السعادة مع إنسان يأخذ البحر أوقاته كلها إلا قليلا ، وبهذا سيكون بعيدا عنك". تضرجت وجنتا أنتونيا ، فقد كانت تفكر دائما بهذا الأمر عندما تتداول موضوع زواجها من ريك ، إنه رجل بسيط لا يتطلب منها شيئا ، وسيمنحها اطفالا تعوض بحبهم حبها المفقود لرجل الفولاذ جي. همّت بالكلام لكن سبقها جي قائلا: " إليك الآن تعليماتي ، إن كنت ترغبين بالا تغرق السفينة بطاقمها كله في بحر النسيان ، فعليك تنفيذ ما أقول". " وما هي طلباتك؟". " تقطعين علاقتك بريك وتبنين معي علاقة على أنني زوجك". " لماذا تفعل هذا يا جي ؟ لا بد وأن لديك دافعا معينا لذلك ، فأنا أعرفك تماما". " دعينا نقول أنني أنقذك من مصير أسوأ من الموت يحدده زواجك من ريك وارن ، فهو لن يستطيع أن يجاري إمرأة دافئة". أجابت أنتونيا بتحد وهي تحاول أن تتحاهل رأيه : " لا أستطيع ان أخبر القبطان فانس ، والطاقم والجميع بأنني لست مطلقة ، وأن نزيل الجناح الخاص رقم ( 6 ) هو جي ستانفورد زوجي". " حسنا ، لا تخبري أحدا بأنني زوجك ، وليس من مصلحتي في شيء أن يعرف احدهم الآن هويتي ، قولي بأنك شغفت فجأة بحب السيد براونيلا ، وأنه شغف بك هياما وحبا.... ما رأيك؟". " إنهم يعلمون انني لست من النوع الذي يحب من النظرة الأولى ، ولنترك مصير الرجل الذي بيده إحياء أو تحطيم الملكة أزتك". " ربما يعتبرونك بطلة تحاول تلبية نداء الواجب لتنقذ السفينة العريقة". " وهل تظن بأنني سأمضي الليل معك ، وكأن شيئا لم يحدث بيننا". أومأ بتصميم وقال: " أجل ! هذا ما أتوقعه ". " وماذا عن غلوريا ؟ أعتقد أنها لم تكن على علم بأنني أعمل على هذه السفينة ، وإلا لما فوجئت عندما راتني (نظرت بعينين ملؤهما التعاسة ) ام انك إفتعلت ذلك خصيصا لأكون حاجزا بينكما ، هل إزداد ضغطها عليك لتتزوجها ، وتستر ماء وجهها وكرامتها". " لم يطرح موضوع الزواج بيننا ابدا". قال جي بعنف وهو يبحث عن علبة دخانه في جيب قميصه ، بينما أخذت انتونيا تفكر محاولة إبعاد ما يدور بينهما. " إذن لماذا تريد أن تلغي موضوع طلاقنا؟". هز جي رأسه ومشى الى النافذة حافي القدمين ، وأخذ ينظر الى القوارب التي كانت تنقل المسافرين الى الشاطىء. " لأن هذا ما يلائمني هذه الأيام". " أجل ، أراهن على ذلك". اجابته ساخرة ، كان الأمل يومض في نفس أنتونيا ، بأن جي سيعترف عن نيته في تغيير فسخ الطلاق، لأنه لا يتحمل فكرة إنهاء علاقتهما. " إن غلوريا تصلح أن تكون خليلة ، ولا تستطيع أن تكون زوجة مطيعة، تعد العشاء الساخن لزوجها متى أتيحت له فرصة العشاء معها ، ستكون زوجة لجوجة ، أليس كذلك يا جي؟". " إسمعي يا أنتونيا ، إنك لا تقدرين المعطيات التي أكستها غلوريا للشركة، علاوة على أنها كانت ائما موجودة عند حاجتي اليها ، ألا تعتقدين أنني كنت خلال أيام زواجنا بحاجة لأمرأة تفهمني ، ثقي بأنني لم أستغل ذلك ولك ما تظنين ، لم تثقي بي ابدا يا أنتونيا". " ولم أكن بسيطة في تفكيري ...( إتجهت نحوالباب ) يجب علي أن أخرج من هنا". " ستخبرينني عن رأيك هذا المساء ، إذ ستكونين ضيفتي على العشاء". " لا استطيع ذلك ، إذ لا يسمح لفراد الطاقم بالإختلاط بالمسافرين ، وينسج علاقات إجتماعية معهم". | ||||
19-12-11, 12:48 PM | #20 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| قطع جي الغرفة جيئة وذهابا ، وهو يرفع بسخرية أحد حاجبيه : " لا أظن أن القبطان فانس سيحرمني شرف الإستمتاع بجلستك الساحرة". وما أن سمعت أنتونيا جي يؤكد الأنا ، حتى شعرت ان أسنانها تصطك ، فهل يظن ان القبطان سيمنحها له كي يرضي هذا السيد المدعو براونيلا؟ " قد نستمتع أكثر إذا تناولنا طعام العشاء في أحد المطاعم الجيدة على الشاطىء ، والتي اجزم بانك تعرفينها جيدا". " بالطبع، إذ ان الحظر يطبق على السفينة فقط ، ولا أعتقد ان احدا من المسافرين بحاجة الى مرافقته". " ومع هذا فما زلنا مقيدين... كيف ستعودين برفقتي الى ممشى السفينة بعد قضاء امسية عاطفية على الشاطىء". ضحكت أنتونيا كضحكة كارول زميلتها ، ورددت كلمات كارول التي كانت مقتنعة بها في مثل هذه المناسبة. " حسنا ( فرك يديه ببعضهما ) ما رأيك إذن ان نجتمع الساعة السابعة لنلحق بالقوارب السياحية التي تنقلنا الى المدينة؟". " هل لي من خيار؟". " لا طبعا ولكنني سالتك لباقة مني !". لزمت أنتونيا الصمت ، وخرجت من الباب وصفقته بعدم إهتمام للهدوء السائد في هذا القسم الخاص والبعيد عن بقية السفينة ، وإذ بها ترى أحد العاملين في قسم الخدمات الفنية ، يطل براسه ، فعرفت أنه السيد بيرسون الإنكليزي الذي يشغل منصبا مثل منصب كوب مضيفة القبطان. علت مسحة الفضول وجه بيرسون ، لا بد انه عرف مصدر قدومها ، وأن الرجل المدعو براونيلا يعامل بعناية فائقة. " هل هناك خطا ما يا آنسة؟". " لا ولكن الباب صفع غصبا عني". أجابته وهي تحث الخطى عبر الممر الى أحد الأبواب الثقيلة في نهاية الممر العريض ، وهي تجزم بأن بيرسون سينشر النبأ مع حلول المساء ، ويقسم ( لقد شاهدتها بأم عيني ، كانت في قمرته ، ومن الواضح انه ألقى بها خارجا ، وصفع الباب في وجهها ). هزت أكتافها بلا مبالاة ، وماذا سيحصل نتيجة لذلك ، وتابعت المضي في سيرها ، وعند المساء ، ستتناول العشاء على مائدة السيد براونيلا في كابوسان تحت انظار مائة مسافر وليس امام بعض افراد الطاقم فقط. وإذا كان لجي طرقته الخاصة ، فسيقول الجميع ان مساعدة مديرة الرحلة كانت تضفي جوا لا ينسى على لياليه ، وايامه في جناحه الخاص على الملكة أزتك. كانت أنغام الموسيقى الراقصة في المطعم حالمة وناعمة ، والعشاء الفاخر قدّم على الطريقتين الأمريكية والمكسيكية ، أما موسيقى المرياتشي وهي فرقة موسيقية مكسيكية ، تطوف الشوارع ، فقد كانت صافية حزينة مترعة بالحب. كم تمنت انتونيا في هذا الجو الحالم ان تعود أدراجها الى أول شهر من زواجها ، ليت الوقت أتاح لهما عندئذ مثل هذه الجلسة ، لكانا إستمتعا بالإسترخاء التام تحت ضوء القمر المنعكس على مياه المحيط ، وتمتعا بحياة المكسيك وبإنسجامهما معا. أطبقت أنتونيا يدها على قميص جي البحري لتشعره أنه كان بإمكانهما أن يعيشا حياة رائعة منذ تزوجا ، لكن فات الأوان الآن ، لقد وضعت نفسها وقتئذ تحت تصرفه ، لكنه لم يعر مشاعرها ومطالبها أي إهتمام ، كانت دائما في الظل ، بينما يحتل عمله المرتبة الأولى ، لن تعود اليه الآن زوجة ، إذ سيكبدها الألم نفسه ، ولن تتحمل ذلك مرة ثانية. سمعت أنتونيا صوت كارول التي جاءت بصحبة مايك القوي البنية تسالها: " لم لم تخبريني بأنك ستأتين الى هنا الليلة؟". " لم لم تخبريني أنت أيضا". ردت أنتونيا بفتور شاكرة لجي إصطحابه لها الى الخارج ، مما خلّصها من فضول وصراحة كارول ، كانتا قد إجتمعتا في القمرة الساعة السادسة قبل مغادرتهما السفينة ، حيث إهتمت كل منهما بتزيين نفسها لتظهر بأجمل صورة ، ويبدو أنهما حققتا ذلك ، فلم يخف مايك إعجابه بكارول وهو يعانقها بفستانها الأحمر الرقيق ، كما اخذ جي يداعب ظهر انتونيا العاري عند مؤخرة عنقها. كان جي دوما يداعب أنتونيا بهذه الطريقة ، لكنها كانت تعي كل كلمة يهمسها في أذنها. " هل تتذكرين الأسبوع الذي قضيناه معا عند بحيرة البيت الصغير عندما إصطدت بعض الأسماك كي ادعم قطع اللحم التي كانت معنا". " لا لم تصطد سمكا يومها ، ولو أننا إعتمدنا على صيدك ، لكان الجوع مصيرنا". " إن ذاكرتي ليست جيدة إذن ، ولكنني لا أنسى أبدا تلك الأمسية التي لفتنا معا على شاطىء البحر ، والأمواج الصغيرة تداعب أقدامنا". أضاف وهو يشدها الى صدره ، أغمضت أنتونيا عينيها بلا مقاومة ، وعادت تحلم من جديد بشوق اليه ، جعلها تلتصق به ، وهي تتذكر جمال تلك الأمسية المحاطة بالعواطف ، ولم تستطع كتمان جملتها: " وفي صباح اليوم التالي دعيت الى العودة الى مكتبك ، اقصد أن غلوريا إستدعتك ، لم تتح لنا الفرصة أن نمضي على الأقل اسبوعا معا". ترقرقت الدموع في عينيها. " ولكن يا عزيزتي كان الأمر هاما ، وقد تصرفت غلوريا بشكل جيد". سحبت انتونيا نفسها من ذراعيه ، وعادت بهدوء الى منضدتها وقالت: " أريد أن عود الى السفينة يا جي". " دعينا نتناول القهوة أولا". شعرت انتونيا بنشاط بعد القهوة ، كما أدركت انها ستقع تحت تاثير جي مرة أخرى. لامت انتونيا نفسها لعودتها متأخرة ، إذ سيظن جي أنها تفعل هذا مع أي شخص تخرج معه ، وقررت أن تختفي من وجهه ما دامت تعرف كل زاوية وشبر من السفينة. كانت تخشى ما تدفعها اليه مشاعرها ، فتذهب بإرادتها الى غرفة جي للإحتماء برفقته ، فمن الواضح أنه كان يريد ذلك ، والله أعلم ماذا كانت هي تريد. ترى ما هو مصيرها بعد ذلك ، سيستدعيه عمله مرة ثانية ، وسيتركها كدمية ملّها. راقبت انتونيا أضواء السفينة التي أخذت تقترب ، وعلى الرغم من ردائها الصوفي الخفيف ، الملقى على كتفيها ، كانت تحمد اله لوجود جي الى جانبها ، يغمرها دفئه ، وهو يلفها بذراعيه ... ليت... آه... لو... أن حياتها بأجمعها محددة بتلك الكلمات ، وكا يقول المثل : ( كلمة يا ليت ما عمرت بيت ) ، إن جي يشبه الى حد كبير النمر الضعيف الذي لا يستطيع تغيير موقفه ، فجي دائما مطوق بعمله ، ولا بد ان تلوح في أفقه مهمة جديدة تستغرق تفكيره. " سأعتقد معك إتفاقا يا جي ( قالت وهي تشير الى السفينة بلغة يفهما) إذا إستطعت أن تجدني ، فبإمكانك أن تمتلكني". " انتونيا !". سبق سماع صوته المضطرب ، خطوات أنتونيا التي أخذت تشق طريقها بسرعة على درج السفينة المألوف لديها ، ووصلت الى المدخنة الأمامية وهي تلهث ، لقد حجز هذا المكان خصيصا لقضاء عطلة أفراد الطاقم ، ولن يسرها أن يعثر جي عليها. هل كانت حزينة أم مسرورة ، وقفت انتونيا وأدركت مدى أسفها ، عندما شعرت بدبيب الألم يزحف الى معدتها ، إنها أسفة ، ستضيف هذه الأمسية المزيد من ذكرياتها العديدة. | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|