آخر 10 مشاركات
صقور تخشى الحب (1) *مميزة ومكتملة* سلسلة الوطن و الحب (الكاتـب : bella snow - )           »          71 ـ هل تجرؤين؟ ~ جيسكا ستيل (مكتوبة/ كاملة ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          شهم الطبايع يا بشر هذا هو الفهد *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          تسألينني عن المذاق ! (4) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          غسق الماضي * مكتملة * (الكاتـب : ريما نون - )           »          الإغراء الممنوع (171) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 1 سلسلة إغراء فالكونيرى..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          علي الجهة الأخري (مصورة) (الكاتـب : دعاء ابو الوفا - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree44Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-01-12, 11:32 PM   #31

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


ابدى دانيال تفاؤلا حذرا إزاء فكرة الدكتور سيمونز ، لكن لم يكن هناك خيار آخر ، وخرج ليعلن للموظفين ما تم الإتفاق عليه .
بعدما أنهى دانيال كلامه ، إختلت ليندا به لتستوضح أكثر عن المشكلة ، فطمأنها دانيال قائلا :
" يبدو انه أحد نوابغ علم المال ، ومن الجائز نه يمكن تطبيق الوسائل المتّبعة لدى شركته في أنكلترا ،على مؤسستنا ".
" لكن الشركات تتطلب مالا وفيرا في البداية ".
" وهكذا فعلت مؤسستنا ، فقد بدأنا برأسمال ضخم ، لكنه في الآونة الأخيرة بدأ يتضاءل بسرعة جعلت النهاية غير مضمونة النتائج إلا إذا قمنا بعمل ما ، الأمر كله عائد الى كيفية إستثمار هذه المؤسسة ، فالمهم أن تتمكن المؤسسات من الحصول على مدخولات كافية من إستثماراتها من غير ان تحتاج الى مصادر اخرى تغذّيها ".
علّقت ليندا :
" هذا برأيي صحيح ، آمل ان ما تفعله سينفع المؤسسة ".
وقال بحرارة صادقة :
" لنامل ذلك ، فالشاب قادم في نهاية الأسبوع ، وسيرافقه الدكتور سيمونز بعد ظهر يوم الجمعة الى هنا ليلقي نظرة خاطفة على المكان ، وسيمكث في منزل الدكتور على الشاطىء ، ولسوء الحظ فإن الدكتور مضطر للعودة الى أوكلاند ، لكنه سيترك ( للعبقري ) كل الملفات والكتب المتعلقة بالمؤسسة ".
علّقت ليندا :
" مسكين هذا الضيف ، فقد سمعت أنه من المفروض أن يكون هنا في إجازة وليس محاطا بالأعمال والأعباء ".
ضحك دانيال وقال :
" أنت تعرفين الرئيس ، فقد أفلح في إظهار الأمر له جذابا ومثيرا ".
وضحكت ليندا أيضا ، فجميع الموظفين يحبّون الدكتور سيمونز ويجلّونه ، ويقدرون فيه غيرته على المؤسسة ومصالحها .
اعطى دانيال تعليمات صارمة بشان يوم الجمعة ، فكل شيئ يجب أن يكون عاديا كأي يوم عمل لأن الضيف يريد فقط الإطلاع على سير العمل في المدرسة .
تميز نهار الجمعة بتقلبات مفاجئة في الطقس ، بعدما كان الطقس صاحيا صباحا مع ضباب خفيف ، إنقلب ظهرا الى غائم مع رياح باردة ، وزخّات متقطعة من المطر ، بعد ظهر ذلك اليوم كانت ليندا جالسة في زاوية من زوايا صفها ، منحنية نصف إنحناءة امام خريطة كبيرة راحت تشرح عنها لتلاميذها المتحلقين حولها ، فجأة دخل دانيال برفقة الدكتور سيمونز والخبير الضيف.
كانت أنوار القاعة غير مضاءة والغيوم القاتمة التي تملأ السماء لا تسمح للداخل بالرؤية بوضوح ، فلم يرها الداخلون في البداية ، وقدّم دانيال الضيف الى التلاميذ فرحبوا به وبالدكتور سيمونز الذي يعتبرونه صديقهم بحرارة كبيرة ، نهضت ليندا من جلستها وهرعت تحيي القادمين ، وهي تضع نظارتيها اللتين تستعملهما للقراءة ، وللعمل المتطلب جهدا بصريا ، ولكن ما أن صارت في منتصف القاعة ، حتى مدت يدها لا شعوريا لتنزعهما عن وجهها ، وأمسكها دانيال بيدها مبتسما وسار معها ليقدمها الى الضيف الواقف أزاء الباب.
" اقدم لك الآنسة لورانس المسؤولة عن هذا العالم الصغير ".
ورفع يده مشيرا الى جدران القاعة المملوءة رسوما وألعابا وخرائط علّقت بطريقة ناعمة وجميلة ، لكن الضيف لم يعر الإشارة أو الرسوم أي إنتباه ، فعيناه كانتا مسمرتين على الفتاة الواقفة أمامه ، وأكمل دانيال :
" ليندا ، اعرّفك على السيد ريك برنيت".
أجابت ليندا من غير أن تفقد هدوءها :
" لا حاجة لكل هذا ، مرحبا يا ريك ".
لم يصدق ريك عينيه في بادىء الأمر ، لكنه كعادته سيطر على إنفعالاته متفوها بإسمها :
" ليندا ! ".
وراح يغمرها بنظراته ، من شعرها الطويل ، الى النظارات في يدها ، الى حذاءيها ، كانت عيناه تتكلمان ، تهمسان في عينيها من غير أن يجرؤ على التفوه بحرف ، وإبتسم إبتسامته المعهودة ، وكأنه يتعمد تذكيرها بالأيام الماضية ،لكنها لم تفقد مناعتها فإبتسمت بدورها إبتسامة ذات مغزى .
فوجىء الدكتور سيمونز بمعرفتهما لبعضهما فقال بسرور :
" أتعرفان بعضكما ؟".
أجابت ليندا موضحة وهي تراقب حاجبي ريك يرتفعان :
" نعرف بعضنا منذ مدة طويلة ( ونظرت الى الثلاثة ) لكن ليس هذا سبب قدومكم الى هنا ، أرجوكم اكملوا مهمتكم ".
تابع الثلاثة عملهم ، فراحوا يخاطبون الأطفال ويطرحزن الأسئلة عليهم وعلى معلمتهم ، وبرعت ليندا في الإجابة ببرودة على أسئلة ريك الذكية ، وبعد إنصرافهم أرتمت على مقعدها تهنىء نفسها على إجتيازها الإمتحان بنجاح ، فقد أيقنت لتوها أنها تمكنت من خنق ذلك المارد المدفون في أعماقها ، وأن ريك لم يعد يعني لها شيئا ، وحتى رؤيتها إياه فجأة لم تترك في نفسها أدنى اثر ، فأضاءت القاعة وأكملت شرح الدروس .
في تلك الليلة ، تعذّر على ريك والدكتور سيمونز العودة الى منزل الأخير فالمطر الغزير تسبب بإنهيارات عديدة جرفت معها الأتربة والصخور واغصان الأشجار ، مما قطع معظم الطرق ومن بينها الطريق المؤدي الى الشاطىء ، ولم يتمكن عمال وزارة الأشغال من القيام بعملهم بسبب غزارة الأمطار مرجئين عملهم الى صباح الغد.
فكان على ريك والدكتور سيمونز أن يبيتا ليلتهما ويتناولا العشاء في المدرسة ، وإرتأى دانيال أن يناما في إحدى غرف المستشفى الصغير .
بدّلت ليندا ثيابها وإرتدت ثوبا أزرق من الحرير الناعم قبل ان تذهب لتناول العشاء ، وتخلصت من حذاء العمل لتنتعل أجمل ما عندها .
عند ولوجها قاعة الطعام ، كان دانيال وريك والدكتور سيمونز قد جلسوا الى طاولتهم برفقة الممرضة انغريد جونز ، اصرّ دانيال على ان تشاركهم ليندا طاولتهم ، فجلب كرسيا ووضعه بقرب ريك قائلا :
" لا شك أن هناك كلاما كثيرا تودان تبادله".
أومأ ريك براسه بطريقة مهذبة وعيناه مسمرتان على ليندا فردت التحية بإبتسامة باردة ، وإستغلت إنشغال الاخرين عنهما لتعتذر منه قائلة :
" انا آسفة ، لكنهم يعتقدون أننا ما زلنا أصدقاء ، وهم يحاولون قدر المستطاع إتاحة الفرصة لنا للقاء والحديث ، أخشى ألا أتمكن من وضع حد لمحاولاتهم ".
" لست منزعجا ابدا من محاولاتهم ، تبدين أكثر ...".
وسكت من غير أن يكمل جملته مكتفيا بالنظر اليها .
فقالت ليندا بفتور :
" أبدو كالمربية العجوز ، أليس هذا ما تود قوله ؟".
إبتسم راجيا :
" لا ، لا أخالك تسعين وراء المشاجرة من جديد ".
" أليس هذا ما فكرت به بعد ظهر اليوم وأنا مع التلاميذ ؟".
" في الحقيقة ، بدوت كفتاة صغيرة تحاول الظهور بمظهر المعلمة ".
انقذ وصول الحساء ليندا من إيجاد جواب لكلامه هذا ، ولم تكد تلتقط ملعقتها حتى خاطبها :
" تبدين رائعة هذه الليلة ، دائما أتساءل كيف ستبدين عندما تنضجين ".
همست ليندا بتحدّ واضح :
" احقا تساءلت ؟".
تجاهل ريك تحدّيها وحاول أن يشغل نفسه برش بعض الملح في صحنه ، فسالته :
" كيف حال روث ؟".
" في أحسن حال ".
" وريان ؟".
" بخير ، ودائما يتساءل عما حل بك ".
قطع الدكتور سيمونز عليهما حديثهما موجها كلامه الى ريك ، فكانت فرصة لليندا لتتامله مليا مقارنة بين الأمس واليوم ، بدا أكبر سنا من قبل لكن شعره ما زال داكنا وكثيفا ، وظهرت بعض التجاعيد الخفيفة حول فمه وعينيه لم تعهدها ليندا من قل ، قابلت مظهره بمظهر الدكتور سيمونز الكهل صاحب الوجه السمح ، والمحبوب من جميع معارفه ، فلم تتمكن من إيجاد قاسم مشترك واحد بينهما .
انهى ريك حديثه مع الدكتور وإلتفت ناحية ليندا سائلا :
" ما اخبار عائلتك ، هل تتصلين بها ؟".
اخبرته ليندا أن أليسون وروبن تزوجا ، وأن بيتر وطوني ذهبل في رحلة سياحية في أوروبا وآسيا قد تدوم سنة على الأقل .
فعلّق ريك :
" إنهما مغامران حقا ! وانت تعيشين هنا بعيدة عن والديك ، كم مضى على قدومك الى نيوزيلندا ؟".
" حوالي الثلاث سنوات ".
" وهل تنوين البقاء ؟".
" لا أعلم ".
" الا تشتاقين الى اهلك ؟.
" طبعا اشتاق اليهم ، لكنني أحب لعيش هنا ".
" أتعنين أنك أحببت هذه البلاد ام هذا المكان بالذات ؟".
" الإثنين معا ، ساحزن جدا في حال إقفال هذه المدرسة ، وكل الموظفين هنا ينظرون اليك كنقذ".
" لا يمكنني ان أعد بشيء ، لكنني سأبذل ما بوسعي ".
" منذ متى تقوم شركتك باعمال كهذه ؟".
" منذ خروجي من المستشفى ، إنه وعد قطعته على نفسي في حال شفائي ، فقد فكرت أنه يمكن تحويل قسم من أموال الشركة لمشاريع الإنماء والأعمار ، عوضا عن إستثمارها في مشاريع أخرى ، وراقت الفكرة لريان ".
" هل تعرف شيئا عن جيمي ؟".
" ألتقيه من حين لآخر ، سيعمل في شركتنا عند إنتهائه من الدراسة ".
بعد العشاء ، إنتقل الجميع الى الصالة الكبرى لتناول القهوة ، تعمدت ليندا الجلوس بعيدا عن ريك ، فإختارت مقعدا قرب دانيال ، ودارت مناقشات صاخبة ، إشتركت ليندا فيها بهدوء ، لكن ريك كان محور الإهتمام طوال السهرة ، وتساءلت ليندا عن سبب ذلك ، ألأنه غريب عن المكان ؟ لكنها متأكدة من أنه في أية سهرة يدعى اليها ، يجعل الأضواء تتسلط عليه ، لا عن طريق فرض آرائه ، بل بسبب ما يختزنه من قوة مغناطيسية تجذب الاخرين اليه ، ولاحظت أنهم جميعا أحبوه ، وحتى هي احست مرة اخرى بميل اليه ، ومع ذلك فقد فرحت كثيرا عندما علمت أن زيارته للمؤسسة لن تطول ، وبذلك لن تراه ثانية .
وزاد من حيرة ليندا وإرتباكها ، أنها كانت تهنىء نفسها بعد الظهر لتغلبها على عواطفها وإكتشافها أنه لا يعني لها شيئا ، بينما بدأت تشعر الآن انها على أتم الأستعداد لتسليم عنقها لسيف الحب من جديد.

Nana.k likes this.

أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-01-12, 12:46 AM   #32

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

7- البحث عن الذهب

ما زالت بقايا الظلمة تتحدى إنبلاج الفجر ، والظلام ترك آثاره على الدروب وبين المباني ، مع ذلك تمكنت ليندا من تلمس سبيلها ، وإجتازت الفناء المحاط بمساكن الموظفين والمستشفى ، من غير ان توقظ احدا ، ثم سارت في فسحة عشبية كثيرة الأشجار متجنبة الدوس على المربعات الحجرية المخصصة للمشاة ، والقت نظرة سريعة الى يمينها حيث حديقة واسعة خصصت للاطفال وألعابهم ، بطريقة تتناسب وحالتهم ، وفي مكان آخر ، قطعة أرض رملية يمارس عليها القادرون على إستعمال أطرافهم من المعاقين مختلف أنواع الرياضة ويقيمون المباريات والحفلات .
كان هدف ليندا من نزهتها الباكرة هذه ، الوصول الى قمة التلة، حيث يمكنها التمتع مليا بمنظر شروق الشمس ، فسلكت ممرا شديد الإنحدار لكنه الأقصر مسافة الى بلوغ الهدف .
لم تحسب حسابا للمطر الذي هطل في الليل وهي تسلك الممر ، فالأرض كانت زلقة بسبب كثرة الوحل ، أحست وكانها تمشي على كتلة من صابون ، حاولت التمسك باحد الأغصان قبل ان تهوي لكنه لم يصمد امام وزنها فإنكسر ، علق كتفها برأس الغصن المسنن مخترقا سترتها وقميصها ، صرخت ليندا من الألن ، وبقيت لدقائق ممددة على الأرض بلا حراك ، مغمضة عينيها الدامعتين تئن كالطفل غير آبهة للوحل ، ثم نهضت وهي تلوم نفسها وتصيح :
" كم انا خرقاء ".
وأدركت ان لا مجال الآن لمشاهدة منظر الشروق ،كتفها تؤلمها ولا تعلم إن كانت تنزف ام لا ، فقد كانت مبلولة من رأسها حتى أخمص قدميها .
عادت أدراجها متجهة الى مسكنها ، لكنها قبل ان تصل الى الساحة ، أحست بدوار وكاد يغشى عليها ، وجاهدت علّها تصل الى المدخل ، فأخذت نفسا عميقا واسندت راسها بيدها وعادت تشق طريقها ، لكنها هذه المرة إصطدمت بصندوق للنفايات كان قد وضعه أحد الموظفين خارجا ليتم تحميله في الصباح اباكر ، وأحدث إرتطامها بالصندوق جلبة فجلست تلتقط أنفاسها مبتهلة ألا تكون قد ايقظت أحدا ، فجأة تهاوى الى مسمعها صوت باب يفتح وراءها ، وأحست بيدين قويتين تحملانها فاغمضت عينيها واحست كانها تطير ، لتنتهي ممددة على أريكة داخل إحدى الشقق .
فتحت ليندا عينيها بعدما زال عنها غثيانها وخف صداعها لتفاجأ بدانيال واقفا الى جانبها مرتديا بيجامته والقلق باد في عينيه .
قالت ليندا معتذرة :
" أنا آسفة لأنني أيقظتك ".
" لا بأس ، ماذا كنت تفعلين خارجا في هذا الوقت ؟".
" ذهبت في نزهة صباحية مبكرة لمشاهدة شروق الشمس ، لكنني وقعت بعد ان زلت قدمي ".
إبتسم دانيال قائلا :
" فهمت ، هل اصابك مكروه ؟".
" كتفي تؤلمني ".
وحاولت الجلوس ولكنها صرخت من الألم فإنحنى يساعدها :
" دعيني اكشف على موضع الألم ".
وعلّق قائلا :
" ليس الأمر بذي بال ، إنما هناك شظية من الغصن عالقة ".
وسحبها على مهل بينما أخذت ليندا نفسا عميقا كي لا تصرخ من جديد ، وقالت مازحة :
" لقد إخترت الباب المناسب لأمر امامه ، اليس كذلك ؟".
" بكل تأكيد ، وكلما اردت أن يغمى عليك فإعملي دائما على أن يتم الأمر أمام باب الطبيب ".
وقام يحضر لها الشاي بسرعة أذهلت ليندا ، وجلسا يرتشفانه على الأريكة ، والإرتياح باد عليها بعد نزهة قاست فيها الأمرين ، فإبتسمت له تشكره على الشاي اللذيذ ، لكنه كان يريد اكثر من ذلك ، يريد أن يعرف ماذا كانت تفعل بمفردها في الخارج فسألها بلطف :
" هل تريدين إخباري عن سبب تركك غرفتك في مثل هذا الوقت المبكر ؟".
طاطأت ليندا رأسها ، وإحتارت بماذا تجيب ، هل تصدقه القول أم لا ؟ فدانيال ليس من النوع الذي يسهل إخفاء الحقيقة عنه ، وإن حاولت ذلك تكون قد قضت على صداقتهما .
قطع تفكيرها بقوله:
" كان لي زوجة ، كما تعلمين ، وكنا سعداء جدا الى حين وفاة أليس ، وكان لموتها أثر بليغ في نفسي ، لا أرغب برؤية احد من موظفي حزينا ، فهذا يفسد جو المكان كله ، عدا ذلك ، فنحن كلنا اصدقاء هنا ، أليس كذلك ؟".
" أنا لست حزينة ".
" لكنك كنت شديدة الإضطراب البارحة".
دهشت ليندا من كلامه فلم تتفوه بكلمة ، واردف دانيال :
" لقد لاحظت ذلك بكل وضوح ، لا تنسي أنكما كنتما جالسين بقربي ".
" هل تحكم على كل من يجلس إزاءك بأنه مضطرب؟".
إبتسم موضحا :
" ليس دائما ، فقط عندما يكون الجالس بقربي شخصا أحبه ، إننا نعمل معا منذ سنتين يا ليندا ، وكنت أحيانا اتساءل عن الكدر الساكن في عينيك ، ولا تتعجبي من إكتشافي فأنا عشت هذا الحزن ايضا ".
" لكنه لم يمت ".
" رجل ؟".
وإبتسمت بفتور مرددة كلامه :
" نعم رجل".
" هل كان متزوجا ؟".
" كلا ، لم يكن وقتها متزوجا ، لكنه بكل بساطة لم يردني ".
نظر دانيال اليها هاتفا :
" لا بد أنه مجنون ".
أدركت ليندا أنه صادق فردت شاكرة :
" شكرا يا دانيال ، فانت محدث لبق للغاية ".
ووضعت فنجانها الفارغ على الطاولة ونهضت تستاذن للخروج.
سالها دانيال وهو يفتح لها الباب :
" أأكيدة أنت أنك بخير الآن ؟".
" أنا على ما يرام ، لقد حظيت بأفضل عناية طبية في حياتي ".
وما أن صارت خارج الشقة حتى إرتعدت بردا فإستوقفها وهرع الى الداخل لياتي بسترة صوفية ، ووضعها على كتفيها ، ثم أحكم تزريرها حول عنقها بشكل يحمي وجهها من النسيمات الباردة ، ونظر اليها مبتسما ثم قال :
" العالم مليء بالرجال يا ليندا ،فلا تهدري حياتك في سبيل إنسان لا يريدك " خطت ليندا خطوة الى الوراء قائلة :
" أنا لا أنوي ذلك ، شكرا على ضيافتك وإهتمامك ".
" على الرحب والسعة ".
وراقبها تتجه نحو شقتها ولم يقفل الباب إلا بعد ان ودّعته بإتسامة ناعمة .

Nana.k likes this.

أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-01-12, 05:49 PM   #33

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

غادر الدكتور سيمونز وريك المؤسسة قبل الغداء ، بعد ان هدأت العاصفة وفتحت الطرقات وغابت غيوم الأمس ، لتشع الشمس من جديد ، وأخذت ليندا تلاميذها في نزهة هي جزء من برنامجها التعليمي ، حيث تحثهم على تأمل المناظر الطبيعية ويصف كل منهم ما رآه أو أعجبه منها ، دت ليندا من تلاميذها المنتشرين على البساط الأخضر ونادتهم ليتحلقوا حولها ، ثم إقتربت من أحدهم وقالت :
" أغمض عينيك وفكر بما تحس به عند لمسك أي شيء يقع تحت يديك ، كيف تصف هذا الشيء للآخرين ؟ ولا تنس ان تفرق بين الأشياء ، لأنني لاحقا سأطلب منك أن تكتب عن كل شيء قمت به .
راقت اللعبة للتلاميذ ، فتفرقوا كل في إتجاه يلمسون الأرض والعشب الخضر والأشجار وعيونهم مغمضة ، فيتعثرون وينهضون ضاحكين ، او يرتطمون ببعضهم فيعتذرون ويمضي كل في سبيله ، وليندا تراقبهم فرحة ، فهي تعلم كم تعني لهم هذه النزهة وما تتيحه لهم من فرص للتمويه والتسلية .
لم تكد ليندا تنتهي من تقديم العون لطفل علقت عجلة كرسيه في الوحل ، حتى فوجئت بريك والدكتور سيمونز يقتربان منها في طريقهما الى مرآب السيارات ، إبتسم الدكتور قائلا بصوت عال ليسمعه التلاميذ :
" إبقاء التلاميذ في حركة دائمة هو النخوة بعينها يا ىنسة لورنس " ، ردت ليندا الإبتسامة بمثلها ناظرة الى ريك بطرف عينها ، وهو يوزع نظراته بين قميصها ووجهها بوقاحة ظاهرة تقارب حد الإزدراء ، ولم يلبث الرجلان أن تابعا سيرهما ، تاركين ليندا في حيرة قاتلة وغير مصدقة ما قرأت عيناها في عيني ريك ، هل هو واقع أم نسج خيالها؟
توجهت ليندا وكليو في عطلة يوم الأحد الى شاطىء وايهي حيث المناظر الطبيعية الخلابة ، النهر يرافق الطريق على طول الساحل ، فتنعكس أشعة الشمس على صفحة المياه كبريق الذهب ، وفي الجهة الأخرى تطل بين الحين والآخر تلال صغيرة مكسوة بغطاء اخضر بدأ يلفحه ذهب أيلول الأصفر .
قطعت الفتاتان انهر وتوقفتا في مكان كان في الماضي موقعا لمدينة مزدهرة اسست أبان موجة التهافت على الذهب ، ولم يبق منها الآن سوى منازل قليلة ، أما السياح الذين يؤمون المدينة فجاذبهم الوحيد هومخيم الذهب الذي أقامه ويشرف عليه شاب ذكي وماهر ، حيث بإمكانهم لقاء مبلغ بسيط البحث بأنفسهم عن الذهب عن طريق غربلته.
في وسط المخيم تجثم الالة القديمة حيث تطحن صخور المنجم القديم وترسب في دلو معلق في اسفل الالة .
دخلت ليندا وكليو المخيم يدفعهما الفضول للتعرف على ما يجري في في الداخل ، وبإرشاد من القيم على المكان ن تناولت كل منهما ( مقلاة ) وملأتها من محتويات الدلو ، ثم راحت تهزها هزا خفيفا وهي وهي تصب عليها ماء لفصل الذهب عن الرمل والحصى وفي النهاية لم يبق في قعر المقلاة سوى بعض حبيبات المعدن الثمين ذات اللون الأصفر الذهبي يشع بريقها تحت ناظري الفتاتين .
ادركت ليندا ساعتها كيف كانت ( حمى الذهب ) تخلق حافزا غريبا حدا بالناس على مر العصور الى تكبد مشقات هائلة في التنقيب عن هذا المعدن الأصفر السحري .
ولم تلبث ان أحست بعدوى ( الحمى ) تنتقل اليها .
ضحكت كليو وقالت وهي تدفع بحذر حبيبات الذهب في الأنبوب الزجاجي .
" لن نصيب الثراء من هذه الكمية القليلة ".
ووافقت ليندا على قول صديقتها :
" يا الهي ، يلزمنا أيام كاملة للعثور على الكمية الكافية ، على كل حال ، هذا الذهب ما زال خاما ، فهو ممزوج بكميات كبيرة من المعادن الأخرى التي يمكن فصلها عنه عن طريق المغناطيس".
" في السابق ، كان عزل الذهب عن بقية المعادن يتم رأسا بعد إستخراجه عن طريق آلة خاصة ، لكن هذه الطريقة أمتع بالرغم أنها لا تثرينا".
" هل تعتقدين أنه بإمكاننا جلب التلاميذ الى هذا المكان ؟ فبالرغم من وعورة الدري الذي سلكناه للوصول الى هنا ، أعتقد أنه يتسع لمرور سيارة المدرسة ، يمكننا الحصول على إذن خاص لذلك ، نظرت كلي والى الطريق المنحدر وقالت :
" لن يكون الأمر سهلا بالنسبة للتلاميذ ، ستحتاج الى كل عون ممكن وخاصة الى من يحمل المقاعد المتحركة ، تعالي نلقي نظرة على المكان ".
إقتنعت كليو بفكرة الإتيان بالتلاميذ الى المخيم ، بعد الجولة التي قامتا بها في أرجاء المخيم ، وقررت الفتاتان تنظيم زيارة التلاميذ للمكان بعد إتخاذ ما يلزم من ترتيبات لتامين الراحة للأطفال ، وبعد اخذ مشورة دانيال والطلب منه الإتصال بالقيّم على المخيم .
أمضت ليندا وكليو نهارهما على شاطىء وايهي في السباحة لكن بحذر ، فالأمواج في ثورة عارمة بعكس مياه شاطىء كورومانديل ، وهواة التزلج على الماء منتشرون في كل مكان محاولين الإستفادة قدر الإمكان من أيام البحر الأخيرة ، هؤلاء المتزلجون لا يابهون لغيرهم من رواد الشاطىء ، فيظن الواحد منهم نفسه مصارعا يناطح السحاب وهو راكب متن الموج ، فلا يضع حدا لحركاته سوى وقوعه عن اللوحة الخشبية .
عند المساء ، أثناء تناول العشاء عرضت كليو عل دانيال ما جمعته من حبيبات الذهب وأعربت له ليندا عن رغبتها في تنظيم رحلة للتلاميذ الى المخيم ، فصرخ دانيال :
" هل هذا حقا ذهب؟".
رفعت كليو الحبيبات وحركتها في راحة يدها ، فبدت كحصى سوداء سابحة في مياه موحلة، فاوضحت :
" يجب أن تجفف إضافة الى وجود معادن أخرى فيها ، سآتي بقطعة مغناطيس وانزع الحديد منها عندما تجف ، مع العلم ان الإختصاصيين يستعملون الزئبق لأتمام ذلك ".

Nana.k likes this.

أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-01-12, 10:08 PM   #34

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

إعترفت ليندا :
" بدت أقرب الى الذهب عندما كنا نغربلها هناك ، فالذهب يلمع تحت الشمس وهذا سيفرح الأطفال كثيرا يا دانيال ".
" إنه مشروع جيد ، أعجبتني الفكرة كثيرا ".
اضافت ليندا بحماس :
" ولا ننس الناحية التثقيفية في هذه الرحلة ، فهناك تاريخ المدينة ، وعلم إستخراج الذهب وغيرها من العلوم التي تساعد في توسيع أفق المعلومات لدى التلاميذ.
" حسنا ، لقد إقتنعت ، يبقى علي ان اتحقق من إمكانية التنفيذ ، ( ونظر الى كليو ) أريد إلقاء نظرة أخرى على حبيباتك عندما تنتهين من تجفيفها وإستخراج الحديد منها ".
عملت كليو بكد في تجفيف حبيبات الذهب من غير أن تسفر عن عملها هذا أية نتيجة ، فلم يطرأ على الحصى تغيير يذكر ، لم يفاجأ دانيال بالنتيجة بل نظر الى كليو قائلا :
" ليس كل ما يلمع ذهبا ".
لكن كليو إستدركت قائلة :
" لكن هذه الحجارة لا تلمع ، فهل هذا يعني أنها ذهب ؟.
تطلع دانيال الى السماء متنهدا :
" يا ألهي ، هل هذا نموذج عن منطق النساء ؟".
" لا أبدا ، كلما أود قوله هو أن ما في يدي ذهب بالرغم من أنه لا يدل على ذلك ، هل رايت ذهبا ،مزيفا من قبل ؟".
" لا ، أظن أنه مشابه للذهب الحقيقي".
" بالفعل ، بل احيانا يفوق الحقيقي لمعانا و( إصفرارا ) فلون الذهب الحقيقي قاتم بعض الشيء مما يقلل من جاذبيته ، والذهب المزيف لا قيمة له البتة ، اليس هذا مضحكا ؟".
أجاب دانيال :
" أشعر انك تحاولين كشف حقيقة ما ، اليس كذلك ؟".
" أبدا ، لكن لكل شيء وجهين ، فهناك اشياء كثيرة لا تبدو على حقيقتها ، أحيانا يبدو السيء حسنا والحسن سيئا ، اعني في الحياة ".
نظر دانيال اليها بإحترام بعدما لاحظ جدّيتها وقال :
" اجل ، هذا صحيح ، عثرت فيك لتوي على ما هو اثمن من الذهب يا كليو ".
ثم نهض مستأذنا وإنصرف ، تاركا كليو في حيرة من مرها .
" أكان هذا إطراء ؟".
ضحكت ليندا :
" أعتقد ذلك ، أنت محظوظة يا كليو ، فأنا لا أعتقد أنه من النوع الذي يوزع إطراءاته بغزارة على الموظفين ".
" ومع ذلك ، أظن انه كان يمزح ".
" لا اخاله يمزح ، على كل حال اين الخسارة في تقبل مديحه ؟".
أجابتها كليو :
" وهل لي خيار آخر ؟ فقد قال كلمته ومشى ".
" ايعجبك دانيال ؟".
" أليس هذا شعور الجميع هنا ؟".
ادهش الجواب ليندا :
" صحيح ؟".
إنفعلت كليو وردت بغيظ ظاهر :
إنك تثيرين إستغرابي يا ليندا وكانك لست من البشر ، دانيال لا يثير إعجابك ، أليس كذلك ؟ إنه الرجل الوحيد في هذه المؤسسة والممرضات جميعهن يملن اليه .
" لكن هناك عدة رجال غيره ...".
اصرت كليو :
" لا يعتد بهم ، فالممرض الوحيد في المستشفى خاطب إحدى الموظفات ، وهو على كل حال صغير السن ولا يصلح لأي منا ، ومساعد البستاني ما زال فتيا علاوة على كونه ( خارج العبة ) والسيد نيومان المسؤول عن التموين ودّع عامه الخمسين منذ مدة قصيرة إضافة الى انه متزوج من الطاهية ".
اجابتها ليندا محذرة :
" لا تحاولي رمي شباكك على السيد نيومان ، فمن أسباب تعلقي بهذا المكان ، طهو زوجته اللذيذ ، ولا ارغب في رؤيتها تعيسة ".
" كوني على ثقة حتى ولو لم يكن متزوجا فلن يكون بغيتي ".
" كنت دائما أعتبره رجلا لطيفا ".
أجابت كليو تحاول وضع حد للمناقشة :
" إنه من عمر والدي ، لست بحاجة الى أب آخر ".
تغيرت نظرة ليندا الى دانيال فوكس بعد تلك المناقشة مع كليو ، فبالرغم من كونه الرجل الوحيد في مؤسسة غالبيتها من الجنس الناعم ، فهو لم يحاول ابدا الإستفادة من وضعه هذا ، بل كان ودودا ، مجاملا وأحيانا حازما فيما يتعلق بالعمل ، ويعامل موظفيه كلهم على قدم المساواة ، ولم يشذ عن هذه القاعدة إلا الممرضة جونز ومع ذلك لم يشك أحد بوجود اية علاقة عاطفية بينها وبين دانيال .
كان ريك يتردد بإستمرار على المؤسسة بعدما ترك له الدكتور سيمونز كوخه على الشاطىء وسلّمه كل ما يتعلق بالمدرسة من أوراق لدرسها ، وخوّله صلاحية واسعة في زيارة المؤسسة والإطلاع على سير الأعمال فيها ، فبات ملما بكل الأمور والأمكنة بدءا من مكتب المدير حتى مطبخ السيد نيومان ، ونجحت ليندا في أن تتجنب لقاءه من غير ان يشعر ، لكن نجاحها لم يكن تاما ، فأحيانا لا مفر من اللقاء وخاصة حين يبقى ريك في المؤسسة ليتناول الطعام.
لمحته أكثر من مرة يتناول غداءه مع مدير المدرسة ، وفي كل مرة كانت تنسل الى إحدى زوايا المطعم تراقبهما بفضول لم تجد له تفسيرا ، ثم تغادر المكان قبل إنتهائهما من الأكل بقليل .
مساء السبت ، إنضم الدكتور سيمونز الى ريك ودانيال لتناول العشاء ، كانت ليندا في المطعم جالسة وحدها ، لأنها تاخرت في الحاق بكليو وبيغي اللتين غادرتا الى المدينة لتمضية السهرة.
أثناء خروجهم من المطعم ، توقف الرجال الثلاثة لتحية ليندا والتحدث اليها ، إستهل الدكتور سيمونز الحديث:
" أخبرنا الدكتور فوكس عن مشروع أخذ التلاميذ الى مخيم الذهب ، إنها فكرة سديدة ".
تدخل دانيال :
" ساذهب غدا للكشف على المكان ، هل ترغبين بمرافقتي ؟".
وافقت ليندا متسائلة إن كان ريك سيشارك في النزهة ، وقررت انه ما دام الدكتور سينونز ودانيال معهما ، فلن توجه الحديث الى ريك إلا عند الضرورة .

Nana.k likes this.

أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-01-12, 10:45 PM   #35

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

ليت بإمكانها العدول عن الذهاب غدا ، فالرحلة ستكون شاقة عليها ، لكن سيعتبر تصرفها فظا ومستهجنا ، إختلست نظرة سريعة الى ريك لتفاجأ بمسحة من التكدر تعلو وجهه ، خفّفت من حدتها إبتسامة فاترة إرتسمت على فمه بعدما سمع الدكتور سيمونز يشيد به وبرفقته ، أحست ليندا بإنقباض مفاجىء حاولت إخفاءه بأن إبتسمت لدانيال شاكرة إياه على دعوتها لمرافقته.
لكنها وإن أخفت حقيقة شعورها عن الآخرين فكيف تخفيه عن نفسها ؟ كانت تعلم انها تكذب على نفسها ، فبمجرد ان رأت ملامح الغضب على وجه ريك تمنت لو يطرأ شيء ما يلغي رحلة الغد .
لم يتغير البرنامج ، وعند العاشرة صباحا ، قرع دانيال باب ليندا ، وبعد قليل وصل ريك والدكتور سيمونز ، فركب الأربعة في سيارة دانيال وبدأت الرحلة في طقس صحو والشمس قرص هائل يزين كبد السماء ، جلس ريك في المقعد الأمامي قرب دانيال ، وشاركت ليندا الدكتور سيمونز المقعد الخلفي.
سارت السيارة مخترقة الحقول الخضراء المزروعة بمختلف أنواع الخضار والفاكهة ، تسورها سلسلة جبال كورومانديل المكسوة بالغابات الصنوبرية والنباتات البرية.
عمدت ليندا الى البقاء قرب دانيال ممسكة بيده ، تدله على المكان ، ودخلا الكوخ القديم حيث حفظت ادوات التنقيب القديمة وصور المنجم الذي إكتشفت فيه كميات الذهب الأولى ، ثم سلكا طريقا تؤدي الى التلة الواقعة في الجهة الأخرى من المخيم ، هناك اشرفا على القناة الكبيرة التي كان الباحثون عن الذهب يغسلون ما يجدونها فيها ، أيام كان هذا المعدن الثمين موجودا بكميات كبيرة .
اصر الدكتور سيمونز على ان يطلع ريك على أرجاء المكان ، فقاما بجولة سريعة إنتهت داخل المنجم القديم حيث غطيت بئر عتيقة بقطع من القماش الكتاني لتنبيه المشاهدين.
عند عودتهم الى السيارة ، سارع ريك الى فتح الباب داعيا ليندا للجلوس في المقعد الأمامي ، إعترضت ليندا لكنه لم يابه لإعتراضها مصرا على دعوته:
" لا تمانعي فقد حان دورك في الجلوس قرب دانيال".
إلتفتت ليندا نحودانيال وهو يقود السيارة فوق الجسر سائلة :
" ما رايك الآن ؟".
" أعتقد أن فكرتك قابلة للتنفيذ شرط ان نتدبر عددا كافيا من المساعدين ، فنحن بحاجة الى من يحمل الكراسي النقالة...".
قاطعته ليندا بفرح :
" رائع ، سيستمتع الآولاد كثيرا بالزيارة ".
نظر دانيال اليها بطرف عينيه مبتسما :
" أعتقدت أنها ستكون رحلة تثقيفية ؟".
" ألا يمكن الجمع بين الثقافة والمرح ؟ من الأفضل للتلاميذ ان تكون الزيارة ممتعة".
ضحك الدكتور سيمونز في مقعده الخلفي معلقا:
" شتان ما بين الأمس واليوم ، هذا لم يكن موجودا في ايامي".
إلتفتت ليندا ناحيته مبتسمة :
" هل تعني أن هذه الأيام افضل؟".
" بكل تأكيد ولسبب واحد ، فالمعلمات لم يكن بهذا القدر من الجمال ".
إكتفت ليندا بالإبتسام من غير ان تعلّق على كلامه ، فقال دانيال :
" من الأفضل أن تتم الرحلة في يوم عطلة ، فهل بإمكانك مراافقتنا يا دكتور سيمونز ؟".
" للاسف لا ، ربما ريك يود المساعدة إذا تلطفت الانسة لورانس وطلبت منه ذلك ".
" انا آسف ، أخشى أنني لن أكون ذا فائدة لكم ، علي ان أنتهي من العمل الذي سلمني إياه الدكتور سيمونز ".
إنعكس كلام ريك على وجهي ريك وليندا تعجبا ودهشة ، فرد دانيال:
" الطقس لا يسمح لنا بإرجاء الرحلة لمدة طويلة ، ما رايك لو عينّاها بعد اسبوعين ، هل تعتقد أنه يمكنك مرافقتنا ؟".
" لا يمكنني الجزم الآن ، لكن يمكنني إعلامكم بذلك قبل الموعد ".
" حسنا ، سنحجز لك مكانا تحسبا ، سأتصل غدا بأحد مكاتب الخدمات ليرسل لنا عددا من الشبان لمساعدتنا في الرحلة ".
لم تنبس ليندا ببنت شفة ، ايقنت أن ريك لا ينوي الإشتراك في الرحلة ، وانه يحاول تجنبها بقدر ما حاولت هي تجنبه ، في هذه الحالة لن يجدا صعوبة في البقاء بعيدين عن بعضهما.
وبعث هذا الإستناج في نفسها شعور غريبا بالمرارة.

Nana.k likes this.

أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-01-12, 01:13 PM   #36

خفايا الشوق

نجم روايتي وعضو فعال في التراس المنتدى الادبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية خفايا الشوق

? العضوٌ??? » 141888
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,302
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Oman
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » خفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك max
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ررررررررررررررووووووووعه

يسلمووووووووووووووووووووو

لك مني أجمل تحية


خفايا الشوق غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgl]https://upload.rewity.com/upfiles/6YQ92892.jpg[/imgl]عـــابرون لا أكــُـثــــــر

[imgr]https://im32.gulfup.com/FYwSN.gif[/imgr][imgl]https://upload.rewity.com/upfiles/NBo28712.gif[/imgl][imgr]https://www.rewity.com/vb/signaturepics/sigpic242556_32.gif[/imgr][imgl]https://upload.rewity.com/upfiles/FXq17526.gif[/imgl][imgr]https://upload.rewity.com/upfiles/NxQ01099.gif[/imgr][imgl]https://im31.gulfup.com/57mdD.gif[/imgl][imgr]https://upload.rewity.com/upfiles/DbH16903.gif[/imgr][imgl]https://im40.gulfup.com/uAdq7.gif[/imgl][imgr]https://upload.rewity.com/upfiles/qbv87689.jpg[/imgr][imgl]https://im39.gulfup.com/aYnT2.gif[/imgl][imgr]https://upload.rewity.com/upfiles/r3w92892.jpg[/imgr][imgr]https://upload.rewity.com/upfiles/rfY65786.jpg[/imgr][imgl]https://upload.rewity.com/upfiles/fBm45664.jpg[/imgl]
رد مع اقتباس
قديم 06-01-12, 04:30 PM   #37

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

8- حلقة الدموع....


عند وصولهم الى جسر بايروا اوقف دانيال السيارة الى جانب الطريق مقترحا :
" ما رايكم بالذهاب الى تي آروها لنسبح في مياهها المعدنية الساخنة؟ فالساعة تشير الى الواحدة ظهرا وامامنا متسع من الوقت للوصول الى هناك".
لم يبد أحد إعتراضا على الإقتراح ، فإستدار دانيال بالسيارة سالكا الطريق المؤدي الى أجمل بقعة في نيوزيلندا.
تي آروها بلدة صغيرة قابعة على سفح جبل شاهق سميت بإسمه ، حيث تتشر منازلها وزهو ، وتحيط بها مراع شاسعة تختال فيها قطعان الماشية بحرية وإطمئنان .
عن قمة الجبل ، حيث برج البث التابع للتلفزيون والذي يغطي سهول الهوراكي والمناطق المجاورة ، تنبسط امام الناظر مشاهد ولا أروع ، خاصة عند صفاء الجو ، لكن لا مجال الآن للإستمتاع بهذه المناظر ، فسيارات الأجرة التي تنقل السياح الى القمة غير متوافرة في هذا الوقت ، ولم يكن احد منهم متحمسا لقطع هذه المسافة سيرا على قدميه مخترقا أدغال الشوك التي تغطي الجبل.
تناولوا طعام الغداء في مطعم صغير ، بعد ان نجح دانيال في إقناع ليندا ، بعد جدوى إقتراحها القاضي بشراء بعض الأكل ، وتناول الغداء في إحدى الحدائق الخلابة على جانبي الطريق ، وأردف مفسرا :
" أخشى أن تندمي فيما بعد ، فالغرباء عن تي آروها فقط يتناولون طعامهم في البساتين ، لأنهم يجهلون ان الينابيع الدافئة تشكل انسب مكان لتناسل الذباب البري ، فإذا لم تتحركي بإستمرار أو تبقي تحت الماء ، فستكونين لقمة سائغة لتلك الحشرات".
بعد الغداء إنتقل الأربعة الى حديقة عامة قريبة ، حيث طافوا في ربوعها متأملين الخليط الرائع من الأشجار المحلية والمستوردة والمزروعة بطريقة هندسية رائعة ، والعصافير على الأغصان مزقزقة في هذه الجنة الصغيرة ، وأمام حمامة رائعة الألوان صفر دانيال إعجابا بسمنتها وبجناحيها المخططين باللونين الأخضر والأصفر وقال :
" أعرف مكانا فوق السفح بقليل يشرف على مناظر خلابة للغاية ، والطريق اليه سهل ( ونظر الى الثلاثة كل بدوره ) هل تودون المحاولة ؟".
ساله ريك :
" كم ستستغرق من الوقت ؟".
رد دانيال بلهجة الواثق:
" أقل من ساعة ".
فقالت ليندا:
" اود رؤية ذلك المكان ".
اردف الدكتور سيمونز مبتسما :
" اعتقد ان عظامي الهرمة يمكنها القيام بالمحاولة أيضا".
" حسنا ، فلنذهب".
وإستدار دانيال ليدلهم على الطريق.
لم تكن الطريق سهلة كما تصورتها ليندا.
إستدارت ليندا تنظر الى ريك واقفا بعيدا عنها يتأمل بدوره روعة المنظر ، أحست نفسها في أوج سعادتها ، وحمدت ربها أن ريك إستطاع أن يتسلق الطريق المؤدية الى هنا ، من غير ان يبذل جهدا كبيرا ، فمنذ سنوات ثمان حكم ريك بعدم القدرة على ريك بعدم القدرة على المشي من جديد ، لكنه اليوم أثبت العكس ودحض روايات الطب ، فبدا معافى ، مرتاحا ، ومسرورا ، لم يشك اثناء صعود الجبل من أي الم ، ولم تسمعه يلهث كما لهثت هي.
لم يعد يهمها بعد الآن انه تخلى عنها قاضيا على قصة حب إعتقدت أنها خالدة ، كل ما يهمها في الوقت الحاضر انه بخير وعافية وسعيد في حياته ، في هذه اللحظة اطلقت السراح لحبها المدفون تحت أنقاض الحزن والجروح ، والمجبول باللامبالاة والإهمال من قبل ذلك الذي كانت تدعوه حبيبها ، الان إعتقت ذلك المارد المخنوق وتركته يخرج من القمقم الذي سجنته فيه ثماني سنوات ، كانت في عقلها الباطن على ثقة ان إعترافها المضمر بأنها ما زالت تحبه سيسبب لها الما ، لكن هذا الألم إنقلب الان الى متعة عارمة لوجوده قربها ولرؤيتها علامات الحبور على وجهه.
إستدار ريك ناحيتها وكانه شعر انها تراقبه ، لم يبتسم لها لكن عينيه عانقتا عينيها الداكنتين بإصرار غابت عنه روح الهزء والعداوة التي رافقت نظراته اليها مؤخرا ، تقدم منها ووقف قربها مشيرا بأصبعه الى اللوحة الشاسعة تحتهما ، وراح الإثنان يمتعان الطرف بروعة المنظر.
لم يبق الأربعة في حوض السباحة اكثر من ساعة ، فالبقاء في المياه المعدنية مدة أطول قد يفقد المرء بعضا من طاقته ، تفقدوا بعد ذلك النبع حيث الماء في غليان دائم لحظة تدفقه من الصخر ، شرب كل منهم كأسا من الماء بعد إصرار الدكتور سيمونز على أن ذلك يطيل عمر الإنسان ويهبه الصحة والقوة ، قوله هذا لم يكن جديدا على مسامع الباقين ، فالكتابات التي ما زالت تزين بعض الصخور والتي كتبت في لقرن الماضي تردد القول نفسه ، وتنصح بالإستحمام في الينابيع الساخنة ، والإستفهام عن جميع انواع العلاجات.
في طريق عودتهم الى السيارة إلتفت الدكتور سيمونز الى ليندا ودانيال قائلا :
" يجب ان تشاركانا العشاء الليلة ، أنا وريك ذهبنا للصيد في الصباح الباكر ، وثلاجتي الآن تئن من ثقل ثلاث سمكات كبيرة ، بالغت كثيرا في إكرامي وإكتفيت الان من ضيافتك يا دانيال ، دعني أولم لك هذه المرة".
اكمل ريك :
" وانا خير شاهد عل ما يحضره الدكتور من طعام ، وأعتقد انه أساء إختيار المهنة ، كان عليه ان يكون طاهيا".
لم يسع دانيال امام ما سمعه إلا ان يرد بسرور واضح :
" في هذه الحالة ، شكرا يا دكتور ويسعدنا كثيرا ان نلبي دعوتك ، أليس كذلك يا ليندا ؟".
لم ترفض ليندا الدعوة ن ليس بسبب الطريقة التي قدمت فيها فحسب ، بل أرادت أن تكون صريحة مع نفسها هذه المرة لأنها ترغب كثيرا بتلبيتها ، فأومأت برأسها موافقة .

Nana.k likes this.

أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-01-12, 05:18 PM   #38

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

أكمل دانيال وليندا طريقهما الى مسكنيهما بعد أو أوصلا ريك والدكتور سيمونز الى سيارة الأخير ، لم تصدق ليندا كيف وصلت الى شقتها ، فقد كانت منهوكة ، لكن فرحها الداخلي ما لبث ان أنساها تعبها ، فقامت تغتسل ثم إرتدت قميصا رقيقا من الصوف الناعم ، وسروالا ازرق اللون داكنا ، وإرتدت فوق القميص سترة رمادية اللون تخططها خطوط زرقاء ، ولفت عنقها بمشلح حريري عليه نقوش متناسقة الألوان ، فبدت أكثر فتنة ، مررت الفرشاة على شعرها بسرعة حتى بات كتلة براقة ثم ربطته الى الخلف كما إعتادت منذ ان بدأت عملها في المدرسة ، كانت تود تركه يتهدل بحرية ودلال على كتفيها لكنها أحجمت عن ذلك ، فليس من سبب يستحق تغيير عادتها هذه الليلة بالذات.
إبتسم ريك مرحبا بليندا ودانيال ، ورمقها بنظرة ناعمة وهي تمر بقربه في طريقها الى الداخل مردفا بصوت منخفض:
" تبدين فاتنة للغاية ".
كتمت ليندا سرورها لطرائه الناعم وشكرته بهزة خفيفة من راسها.
سار ريك أمام الزائرين يدلهما على غرفة الإستقبال الصغيرة ، تتوسطها طاولة صفت عليها الأطباق ، وزينت بباقة من الورد الأحمر تحيط بها شمعتان مضاءتان.
" الدكتور سيمونز منهمك بالعمل في المطبخ ، وأنا في خدمتكما الى حين إنتهائه " طلب كلاهما كوبا من عصير العنب ، إبتسمت ليندا عندما تناولته من يد ريك وهي جالسة على اريكة في زاوية الغرفة ، نظر دانيال اليها قائلا :
" كم أنت جميلة الليلة ، هذه اللوان تناسبك جدا ! ".
لم يتح لهما ريك مجال الحديث اكثر فعلّق بعد ان ذاق العصير :
" طيب هذا العصير ! صنع من يا ترى ؟".
فرد دانيال :
" مزرعة محلية تصنع هذا النوع من العصير ، ففي الجوار مزرعتان أو ثلاث تعمل في هذا الحقل ، ويعتبر عنبهم من افخر الأنواع".
تناول الزجاجة واعطاها لريك للتأكد من كلامه سائلا :
هل انت خبير بانواع العنب ؟".
أجاب ريك ناكرا عنه هذه الصفة :
" لا أبدا ، لكن عمي هو الخبير ، وقد حاول مرارا ان يوسع دائرة معلوماتي حول هذا الموضوع".
سالته ليندا :
" أيزال ريان يعيش معك ؟".
" كلا، كما تعلمين ، هو صاحب المنزل ، وما يزال يسكن فيه ، إشتريت منزلا جديدا " وبدا مرتبكا في كلامه وكانه يجاهد في إختيار العبارات ، وعندما لاحظ أنها تريد الإسترسال في السؤال عن ريان إلتفت نحودانيال وغيّر الموضوع ، لم تمانع ليندا في ذلك ، فمناقشة أموره العائلية وذكر روث والأولاد سيعيد إشعال نار ألم جاهدت في إخفائها والتغلب عليها زمنا طويلا ، وليس الوقت مناسبا للتالم من جديد.
لكن امرا إسترعى إنتباهها فريك يخفي شيئا ما ، أغلب الرجال السعداء في حياتهم الزوجية لا يتركون فرصة إلا ويتكلمون عن زوجاتهم او على الأقل عن أولادهم ، اما ريك فلم يذكر عائلته أبدا منذ ان إلتقته ، اهو يحاول تجنب الإساءة الى شعورها؟
التهم الضيوف السمكتين المشرحتين والمشويتين مع الزبدة والمزينتين بأنواع الخضار المختلفة ، بشهية كبيرة يصب معها عليهم ملاحظة خطا في تحضيرها ، اتبعهما الدكتور سيمونز بأشهى انواع الجبن المحلي والمستورد ، فكانت أفضل نهاية لوليمة شهية تركت آثارها على جميع الحاضرين إستحسانا وإطراء لعمل المضيف.
إعتذر الدكتور سيمونز في نهاية العشاء :
" للاسف ، لا احسن تحضير الحلويات ".
ردت ليندا :
" لست مولعة بالحلويات، الجبن افضل بكثير ".
ايّدها ريك :
" إنها أشهى وليمة ذقتها في حياتي !".
أدركت ليندا أن الفرصة سانحة لتظهر لريك ان ذكر زواجه لا يضايقها البتة ، فضحكت قائلة :
" هذا إطراء بحق ، تعلم يا دكتور أن زوجة ريك من أمهر الطهاة ؟.
إرتعشت يدا ريك وهو يضع شريحة من الجبن على قطعة الخبز ، فسقطت في طبقه.
قال الدكتور سيمونز بإنذهال :
" زوجته! ".
ورمقه دانيال بنظرة ثاقبة وعلّق بفضول :
" كنت حتى الساعة اظنك أعزب يا ريك ".
أجاب ريك بكل هدوء :
" في الواقع لست متزوجا ولم يسبق لي ان كنت ".
علت علامات الحرج وجه الدكتور سيمونز ، فإن كان هناك من أسرار في ماضي ريك ، فليس مفروضا ان يحرج موقف ضيفه على مائدةالطعام".
علا صوت ليندا وحيدا :
" لكن..... روث".
نظر اليها ريك بلطف قائلا بصوت هادىء النبرات :
" هناك سوء تفاهم على ما أعتقد يا ليندا ، فروث زوجة عمي".
" ريان ؟".
" اجل ، لا شك انك قرأت الخبر في الصحف وإعتقدت انني الزوج السعيد ، في الواقع ( وإلتفت الى الرجلين مفسرا ) عمي وأنا نستعمل الحرفين الأولين نفسهما ، وعملنا في المؤسسة عينها والسكن سويا في المنزل ، سببا حالات من سوء التفاهم ، هذه إحداها ، وأعتقد أن مناداتي ريك قد سهلت الأمر قليلا ".
لكن ليندا على يقين أنه ليس سوء تفاهم ، فقد كانت أكيدة من علاقته بروث ، ورجّحت ان عمه تمكّن من إبعاده عن روث بعد إستيلائه على قلبها ، وتذكرت الولدين وكم كان شبههما لريك ولريان كبيرا ، فإعتذرت من ريك والألم يعصر قلبها ، كيف اقدما على عمل كهذا ولم يمض على خروجه من المستشفى وقت طويل ؟ اين العاطفة ؟ اين رابطة الدم والقربى ؟ هل يعقل ان يسبب ريان لريك الما كان بإمكانه ان يودي بحياته؟

Nana.k likes this.

أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-01-12, 09:54 PM   #39

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

نظر ريك اليها وقد إحمرت وجنتاه ، فادركت حراجة موقفه ، لكن الآخرين لا يعلمان أنه كان مخطوبا لروث قبل زواجها من عمه ، إعتذرت مجددا بصدق وتأثر واضحين :
" اتمنى أن تعذرني على غلطتي هذه ".
رد بلطف متناه :
" بكل تأكيد ، سبق وقلت أن هذا يتكرر بإستمرار وقد إعتدنا عليه أنا وريان " عرضت ليندا تحضير القهوة لتختلي بنفسها في المطبخ لبعض الوقت ، ما تحتاجه الان بعد أن عرفت أنه لم يتزوج روث ، هو دقائق من الهدوء لأعادة تفكيرها الى طبيعته ، لكن لا تأثير لذلك أبدا ، فإهماله لها طيلة هذه السنوات لا يبدل شيئا في الواقع الجديد فكأنه تزوج عشرات المرات ، أقنعت نفسها بحزم أن هذا الواقع الجديد لن يبدل شعورها ، كما وأنه لن ينسيها ما قاست من عذاب وما تحملت من شقاء ، راحت تهيء الفناجين على صينية فضية صغيرة ، وهمّت بسكب الماء الساخن عندما ظهر ريك فجأة في المطبخ ، لشدة إرتباكها اوقعت قليلا من الماء على الطاولة ، إقترب منها مظهرا إهتمامه:
" دعيني اساعدك ، هل أصابك مكروه ؟".
طمأنته ليندا متظاهرة بهدوء واه :
" لا، إقتصر الأمر على الطاولة ".
تناولت قطعة قماش تمسح بها آثار الماء على الأرض والطاولة ، تحاول ان تلهي نفسها قدر الأمكان عن مواجهته.
" ظننت أن بإمكاني المساعدة خاصة وأن الحديث في الداخل يدور حول امور الطب".
" هذا لطف منك ، بإمكانك جلب فنجانك وسأضع البقية على الصينية ".
هتف بصوت مضطرب وكأنه يستغيث :
" ليندا ، يجب أن نتحدث ".
أحست بقلبها يموج بين اضلعها ، وردت :
" حسنا ، تكلم ".
قال وصبره يكاد ينفد :
" ليس هنا ، هل نتقابل الأسبوع المقبل ؟ بإمكاننا تناول العشاء معا إذا أردت ، والقيام بنزهة ليلية ".
" لا أعتقد ان ذلك ممكن ، شكرا".
إنحنت لتحمل الصينية ، لكنه أمسك بذراعها وأدارها نحوه .
لبثت ليندا ساكنة ويده تقبض على ذراعها ، تنظر الى وجهه المضطرب وما لبث ان رفع يده راجيا :
" أرجوك يا ليندا ، لقاؤنا ضروري جدا ".
اجابت ليندا بوضوح لا يشوبه تردد ، تجاهد في سحق صدى صراخ العاطفة :
" ليس ضروريا بالنسبة الي".
" هناك ما اريد ...".
قطع الدكتور سيمونز بدخوله عليهما الحديث ، موجها حديثه الى ريك :
هل أزعجناك بحديثنا عن الطب يا ريك ؟ أعتذر لذلك ، لكن إذا عدتما الى الداخل أعدكما بعدم الكلام عن هذا الموضوع مجددا ".
اجاب ريك بلباقة :
" لا أبدا يا دكتور ، جئت فقط لأساعد ليندا في تحضير القهوة ، واعتقد أننا إنتهينا ، حمل ريك الصينية بنفسه وسار وراء ليندا الى غرفة الجلوس ، حيث قدمت لكل فنجانه ، ثم جلست قريبا من دانيال على الأريكة ترشف بهدوء من فنجانها ، فدانيال يمثل لها نوعا من الرجال ترتاح الى محادثته ، صريح ، مخلص ويتفهم مشاكلها وأحاسيسها ، كان يتأمل طوال الوقت ، يراقب حركاتها ويستمع اى ملاحظاتها ، ما أن إنتهت من فنجانها وإنحنت لتضعه على الصينية حتى وضع ذراعه على طرف الأريكة بطريقة تطوق جسم الجالسة قربه حتى تتكىء الى الوراء .
كان ريك يراقبهما وفي عينيه بريق من السخط ، لم يخف على ليندا عندما نظرت اليه ، إحتارت كيف تفسر نظراته ، اهو يغار عليها ؟ كادت أن تهلل فرحا ، لكن كيف تبتهج لغيرته عليها وهو الذي تخلى عنها كل هذه السنوات ؟ لم يردها لنفسه كما أنه لا يتحمل رؤيتها سعيدة برفقة رجل آخر ، معانا في إغاظته ، إلتفتت الى دانيال وتبادلا إبتسامة ود وألفة ، تتساءل إن كان ريك قد صرف النظر عن التحدث اليها بعد أن لاحظ تصرفاتها أم لا ؟
وضع دانيال يده على كتفها من غير أن ينظر اليها متابعا الحديث مع الدكتور سيمونز ، ضاغطا بقبضته بطريقة يصعب التخلص منها من غير أن يلاحظ الآخران ذلك ، سهرت يده على كتف ليندا الى أن حان وقت الرحيل ، فساعدها دانيال على النهوض وإرتداء معطفها .
واكبهما ريك والدكتور سيمونز الى الباب مودعين ، وقبل أن يمضيا عاجل ريك ليندا بالسؤال وكأنه يؤكد موعدا إتفقا عليه سابقا :
" إذن الى يوم الثلاثاء مساء ، يا ليندا سأمر في السادسة ".
لم يعطها مجالا للرد على كلامه المفاجىء بل سارع الى توديع دانيال وإختفى داخل المنزل .
في طريق عودتهما الى المؤسسة ، سأل دانيال ليندا وهو يقود السيارة بمحاذاة الشاطىء :
" إتفقتما على موعد ؟".
كتمت ليندا إرتباكها :
" تقريبا".
لم يعجبه جوابها فإلتفت اليها مستفسرا :
" هل افهم من جوابك ان لا أتدخل في شؤونك الخاصة ؟".
" لا أبدا ، لكنني لست اكيدة إن كان يجب أن أقبل دعوته أم لا ".
" ولم لا ؟ يبدو انه شاب محترم وشهادة الدكتور سيمونز على ذلك كافية ، إضافة الى انكما راشدان وحران في تصرفاتكما ".
تردد صدى كلمة ( حرّان ) في ذهن ليندا لفترة وجيزة ، قال دانيال بعدها وكأنه يقرا أفكارها :
" كنت تعتقدين أنه متزوج ؟".
" اجل ".
" والان إتضح العكس ، فلا يمكن لأحد كامل العقل ، أن يلفق مثل هذه الأكذوبة على الدكتور سيمونز ، على كل حال يمكنني ان أتحقق من الأمر إن شئت ".
" لا ، لا تفعل ، إنني متأكدة من صدقه ".
" كل ما تحتاجينه هو المزيد من الوقت لتعتادي على الواقع الجديد ".
" هذا ما أعتقده ".
" دعوته لك الثلاثاء قد تساعدك على ذلك ".
" ربما ".
سكتا لفترة حاولت فيها ليندا ان تضع حدا لتشوش أفكارها .
لا تعرف الى من تستمع ، الى قلبها الهاتف بشوق الى ريك ، ام الى عقلها الذي يابى دخول حلقة الدمع والألم من جديد ".
إنعطف دانيال الى اليمين سالكا الطريق المؤدي الى المدرسة ، وممسكا بيده يدي ليندا المشتبكين في حضنها .
" هل ريك برينت هو رجل الماضي الذي ذكرته مرة ؟".
زفرت ليندا زفرة طويلة انهتها بضحكة قصيرة وأجابت :
" يا لك من شخص مميز يا دانيال ! ".
" هل انا على صواب ؟".
" اجل ".
رفع يده عن يديها لينعطف من جديد نحو باحة المدرسة حيث أوقف سيارته وأطفأ أنوارها ثم إلتفت اليها قائلا :
" لم يكن من الصعب إكتشاف ذلك ، عندما تلجأ فتاة مثلك الى إستغلال علاقتها برجل مثلي ، لتغيظ رجلا آخر وتشغل في قلبه نار الغيرة ، فلا بد وإن يكون الأمر أكثر من مجرد لقاءات عابرة كالتي تمت بينك وبين ريك منذ قدومه الى نيوزيلندا ".
شكلت الظلمة خير ستار تختفي ليندا وراءه إحمرار وجنتيها فهمست معتذرة :
" ارجوك سامحني يا دانيال ".
" ليس هذا بيت القصيد فقد سعدت بمساعدتك ، لكنك تلعبين لعبة خطرة قد تكون عواقبها وخيمة ".
قبل ان تجيبه ، ترجل من السيارة ليفتح لها الباب ، ورافقها الى مدخل شقتها حيث إستدارت نحوه قائلة :
" شكرا يا دانيال على كل شيء ".
" لا أظن انني ساتخلى عنك بهذه السهولة ".
لم يكن عناقه مجرد وداع صامت كما عوّدها في كل مرة يوصلها الى شقتها ، فقد كان يفتقر الى النعومة ، آثر عند نهايته أن يعتذر واضعا اصبعه على شفتيها :
" أنا آسف يا ليندا ، يمكنك أن تصفعيني إن شئت ".
" ساورني شعور بانني محظوظة كونك لم تصفعني أنت عندما كنا في السيارة ، هل كان تصرفك هذا عقابا لي ؟".
" تقريبا ، إعتبريه تحذيرا أوليا ".
ودفعها داخل شقتها بنعومة مردفا :
" طابت ليلتك ، سيكون كل شيء على ما يرام في الصباح ".
أغلق دانيال الباب خلفها تاركا إياها وحيدة في وسط ظلمة شقتها الحالكة ، فإتكأت على الباب تنصت اليه يحكم إقفال باب شقته.

Nana.k likes this.

أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-01-12, 10:58 PM   #40

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

9- إعتراف في طقس بارد

بعد إنتهاء اليوم المدرسي إرتدت ليندا ثيابا خفيفة ، ثم إنصرفت الى تنظيف الغرفة وأمضت وقتا كبيرا في تنظيف الخزائن وتوضيب محتوياتها ، ولجأت بعدها الى حمام ساخن تريح به أعصابها مصممة على عدم الخروج وريك ، وتأكيدا لذلك إرتدت بعد الحمام ثيابا عادية لا تصلح لسهرة.
في السادسة إلا خمس دقائق سمعت ليندا طرقا خفيفا على الباب ففتحت وعلى وجهها إمارات الرفض ، مرر ريك نظراته عليها وقال بهدوء :
" أراك غير جاهزة ، هل علي ان انتظر طويلا لتستعدي ؟".
أجابت الفتاة ببرودة :
" الى الأبد ، آسفة إذا أفسدت مشاريعك فأنا لن أرافقك ".
" ما السبب ؟".
بدأ الغضب يفقد ليندا ثقتها بنفسها فردت بصوت مرتجف:
" لأنني لم أدع...".
قاطعها ريك :
" أذكر بوضوح انني دعوتك ....".
لم تكن ليندا على إستعداد لسماع نهاية الكلام فقالت :
" رفضت دعوتك وها أنت تحاول إصطحابي بالقوة ، إطمئن ، فانا لن اتزحزح من هنا".
تراجعت ليندا لتقفل الباب لكن ريك كان أسرع منها فدفعه ودخل قبل ان يغلقه وراءه ، أسند ظهره الى الباب وأعلن بكل نعومة :
" ولم لا ؟ فلنبق هنا ونتحادث ما دمت تفضلين ذلك ".
عندئذ حذّرته ليندا بعصبية :
" إن لم تخرج ساملأ الدنيا صراخا ! ".
" لن تذهبي الى هذا الحد فأنا لم امسك بسوء ، ماذا ستقولين لدانيال والباقين عندما يهرعون لنجدتك ؟ إسمعي يا ليندا ، أنا آسف لأنني دخلت غرفتك عنوة ، كما آسف لأنني قمت بحيلة تلك الليلة ، جل ما في الأمر أن هناك سوء تفاهم أريد إزالته ، ومن الأفضل فعل ذلك بعد و
جبة طعام في مكان هادىء ، وإذا لم تكوني جائعة لا مانع عندي، رغم تضوري جوعا ، من التكلم هنا ثم الإنصراف ".
" كم ستطول السهرة؟".
أجاب ريك بفظاظة :
" لن تدوم الليل كله إذا كنت خائفة على سمعتك من التخدش ".
" لا تكن سخيفا !".
ضحك ريك عاليا وقال :
" يا لنبرة المعلمة القاسية ".
كان البريق الماكر في عينيه مدغدغا يدعوها الى مشاركتها الضحك ، فوجدت شفتيها ترسمان إبتسامة عريضة ، وبسرعة إستغل ريك الفرصة ليقول :
" هيا يا ليندا ! إرتدي شيئا جميلا لنخرج ، فانا ارغب كثيرا بتمضية السهرة معك ( نظر اليها متوسلا وزاد ) إعتبريها خدمة تسدينها لي ".
فكرت ليندا قليلا ورضخت للأمر الواقع قائلة :
" حسنا ، إجلس فلن اطيل إنتظارك أكثر من ربع ساعة ".
" أنا مستعد لمنحك ربعا إضافيا ".
خرجت ليندا من غرفة النوم بعد عشرين دقيقة لتجد ريك واقفا يتأمل لوحة معلقة على الحائط .
سالته :
" هل اعجبتك ؟".
إستدار ريك قائلا :
" ملابسك أم اللوحة؟".
أجابت جازمة :
" اللوحة بالطبع ".
لا تدري ليندا لماذا تحاول صده دائما وبطريقة صبيانية أحيانا لا تخفى على ريك ، فماشاها وعاد يحدق في اللوحة التشكيلية الليثة بخطوط بنية ، تضيق لتلتقي في الوسط حول دائرة ذهبية لماعة .
إستفسر ريك مدفوعا بفضول فني بحت :
" ما إسم هذه اللوحة؟".
" لا إسم لها ".
" الشعاع الذهبي في الوسط ينقذها ، فهو يجسد أملا مشرقا وسط إطار قاتم متشائم الى حد السواد ( إلتفت ريك صوبها وتابع ) هذه اللوحة لا تلائم طباعك كما عهدتك ".
بدت كلمات ريك وكانها تصطدم بجدار ولا تؤثر بليندا التي علقت :
" كبرت وتغيرت كثيرا ".
عندها قال ريك بكل جدية :
" زادك الكبر روعة وجمالا".
تناول ريك مشلحها الصوفي ذا اللون الفضي ووضه حول كتفيها قائلا :
" الطقس بارد في الخارج ".
ثم فتح الباب وحاد لتخرج قبله ملقيا نظرة أخرى على اللوحة ومعلقا :
" أعتقد أنها تعجبني قليلا ".
خلال العشاء رفض ريك التحدث في موضوع سوء التفاهم معلنا رغبته في التمتع بالسهرة ، وافقت ليندا على التأجيل وصبت إهتمامها على الأطعمة المعروضة امامها.
قال ريك وهو يدفع طبقه الفارغ :
" أتريدين قطعة من الحلوى ؟".
" لا شكرا ، خذ راحتك إذا كنت ترغب واحدة ".
" القهوة تفي بالغرض على ما أظن ، فأنا لا أحب الحلويات كثيرا ".
بعد العشاء إتجها بالسيارة ناحية الساحل فالوقت ما يزال باكرا نسبيا ، ومنظر الغروب يستحق المشاهدة ، نشرت آخر خيوط الشمس حجابا فضيا فوق البحر والأمواج تتلاطم متكسرة على الشاطىء ، قاذفة الحصى الصغيرة في كل إتجاه .
أوقف ريك السيارة تحت شجرة ظليلة والليل يكاد يبدأ ، ثم فتح الباب سائلا ليندا :
" اترغبين القيام بنزهة صغيرة على الشاطىء ؟".
وافقت الفتاة معتبرة النزهة عاملا مساعدا على التصارح والبوح بما يشغل القلب ، فلربما كانت رحابة البحر حافزا لريك على الكلام برحابة ماثلة .
وزاد من سحر الجو وجماله أضواء بعيدة تتلألأ من بيوت على الشاطىء كالنجوم التي تصدر وميضا يتحرق الناظر لأكتشاف سره.
أكملا نزهتهما بهدوء الى أن شدها ريك نحو صخرة ملساء ناشفة من بين الرمال وقريبة من الماء ، جلسا عليها يتأملان المياه وليندا شاعرة بأن ريك يستعد للكلام ، صح ظنها إذ تنفس الرجل عميقا وقال :
" احيانا أتمنى ان أكون من المدخنين ، فالسيكارة قد تساعد في تخفيف وطأة مثل هذه المواقف".
لم تحرك ليندا ساكنا بل ظلت تحدق في سواد المياه الرهيب ، الى أن ايقظها ريك بفتحه الموضوع :
" أخالك ظننت أن ريان سلبني فتاتي ، لذا علي أن اشرح الحقيقة ، لا يعقل أن يقوم ريان بعمل كهذا وهو رجل شهم كما تعلمين ، وأنا لا ارضى بجعلك تعتقدين انه يقدم عل عمل من هذا القبيل خاصة وأنه يحترمك ويحبك ، وهذا الإعتقاد الخاطىء ، سيولد كذلك صورة مغلوطة عن وضعي الحقيقي أود محوها من ذهنك ، خاصة انني انفر من شعورك بالشفقة إتجاهي والذي سئمت منه في الماضي ".
" اتعني ان روث لم تكن مخطوبة اليك ؟".
" تماما".

Nana.k likes this.

أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:56 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.