شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.rewity.com/forum/f202/)
-   -   150 - خيط الذهب - دافني كلير - روايات عبير القديمة(كامله) (https://www.rewity.com/forum/t183629.html)

أمل بيضون 19-11-11 07:17 PM

150 - خيط الذهب - دافني كلير - روايات عبير القديمة(كامله)
 
150 - خيط الذهب - دافني كلير- روايات عبير القديمة
الملخص


لكى تتغير حياة بأكملها , يكفى شئ بسيط كاللقاء بالصدفة على شاطئ البحر ذات نهار , أى نهار. رجل أشعل حياتها كالفتيلة , ووهبته ليندا لورانس حبها دون أن تبخل بشئ. ولكن حادثا طارئا قطع الطريق على أحلامها ووجدت نفسها تحب من جانب واحد. أرادها ريك أن تخرج من حياته , وفعلت. هربت إلى الجهة الأخرى من العالم .... إلى نيوزيلندا حيث يمكن للمسافات الشاسعة أن تبتلع العواطف الكبيرة بسهولة.
وجدت ما تنشده من نسيان , ونجحت أخيرا فى تحويل الماضى إلى فراشة من غبار فى كتاب ذكرياتها. حتى ظهر ريك أمامها ذات يوم. هل يبدأ كل شئ ثانية؟ هل تدخل نفس الحلقة المفرغة؟ قلبها متعطش للحب. وعيناها تريان خيط الذهب. ولكن عقلها يرهب المحاولة من جديد......




يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي
يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي

كن فيكون 09-12-11 12:04 PM

الله يعطيك الف عافيه
على الابداع المتواصل
من العطاء والتجدد في الاختيار
والتشويق والاثاره

anvas 10-12-11 11:14 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يااسلآم ياا امول ملخص مشووق جدا
ويبعث على التشوويق
تسلمين الغلآ
ويعطيك الف عاافيه
تستاهلي كل التقيم والشكر
‏=)

naddou 10-12-11 02:40 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كيف حالك إن شاء الله دائما بخير ؟ موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

مطرفيه 13-12-11 11:02 PM

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
روايه حللللوه

anvas 21-12-11 10:11 PM

عمري اموول
نتتظر الفصل الاول :30-1-rewity:



anvas 21-12-11 10:17 PM

عمري اموول
نتتظر الفصل الاول :30-1-rewity:



أمل بيضون 22-12-11 11:23 PM


1-شاطىء الأمس

إعتادت ليندا لورانس اللجوء الى أحضان الطبيعة كلما ضاقت بها الدنيا وإسود أفق حياتها وشعرت أنها بحاجة ماسة لأن تكون وحدها ن بعيدة عن اعباء العمل.
واليوم إختارت شاطىء مضيق التايمز تفترش رماله مرتدية ثوب الإستحمام ، تمتع الطرف بمنظر البحر بصفحته الفضية التي تعكس غيوما رمادية اللون تملأ الأديم وبالإسترسال في الإستلقاء والإستمتاع بحمام الشمس.
وتوجهت ليندا مضطرة الى سيارتها لتبدل ملابسها وتعود ادراجها الى مسكنها الموحش ، متمنية لو لم يكن هذا اليوم يوم عطلة ، ففي الأيام الأخرى تكون منهمكة في العمل في مدرسة إيلين ديوك حيث تتولى الإعتناء بالأطفال المعاقين ، فهذا النوع من العمل المضني يتطلب الكثير من الجهد والتركيز مما ينسيها بعضا من ذكرياتها الموجعة ، البارحة أمضت يومها في تحضير الدروس حتى أنهت ما ستلقّنه للأطفال في الأسبوع المقبل ، لتجد نفسها صباح الأحد وحيدة بلا رفيق ، فالمدرسة التي تساعدها في عملها تقيم مع أهلها في مدينة تايمز وتقضي أوقات فراغها مع صديقها الشاب.
أما الممرضات فكعادتهن ، لا يتغيّبن عن المدرسة ، بل يلتزمن الدوام كاملا حتى في أيام العطلة ، لكن الممرضتين بيغي واتسون وكليو برانت لم تجدا دقيقة فراغ لتؤنسا وحدة ليندا ، وعلى كل حال ، فهي لا تعتبر نفسها رفيقة مسلية لهما.
لماذا إختارت المجيء الى عالم يحرك دفائن اعماق نفسها ؟ هل هي الذكرى التي تدفعها لا شعوريا الى هنا ، أم أنها قصدت القدوم لتمتحن قوة إرادتها على النسيان ؟ في كل الحالات ومهما تعددت أسباب مجيئها ، تمنت لو لم تأت ، فصور الماضي تتراكض في مخيلتها ، تنسيها حاضرها ، وتنتقل الى زمن ولى ، وحكاية كتبت سطورها على الرمال الذهبية بحبر قلبها وعينيها ، حكاية حب كانت شرارتها الأولى يوم إلتقت ريك برنيت على أحد الشواطىء الفرنسية.
يومها لفت إنتباهها ، ولا شعوريا أخذت تراقبه مأخوذة بوسامته وقالت في نفسها أنه مثال الشاب الفرنسي الجذاب ، كان ممشوق القامة ، اسمر ، أشعث الشعر وغي عينيه نظرات صبيانية.
تلفت الشاب حوله ينظر الى رواد الشاطىء المنتشرين في كل مكان ، ثم إتجه نحو الماء ، راميا منشفته قرب فتاة جميلة مستلقية تحت الشمس ، وتأكد لليندا أنه أصاب هدفه ، فالحسناء رفعت راسها عندما ألقى منشفته وراحت تراقبه بعين فضولية وهو يسبح.
تمدد الشاب بجانب حسنائه وهو يبتسم لها إبتسامة ذات مغزى ، فتذكرت ليندا عند رؤيتها تصرف الشاب نصائح عائلتها وتحذير أخوتها لها من تصرفات شباب اليوم.
أخوتها الثلاثة تتراوح أعمارهم بين الثامنة عشرة والثالثة والعشرين ، وأختها الأخرى في مثل سنها تقارب التاسعة عشر ، صغيرهم تدعوه ليندا طوني الصغير ساخرة من طول قامته ، ويليه روبن ثم تأتي اليسون الفتاة الأخرى ، وبيتر وهما توأمان.
كان لأليسون تأثير كبير على ليندا بحكم الخبرة التي إكتسبتها من خلال علاقتها مع أحد الشبان ، كما كانت ليندا موضع إهتمام أخويها روبن وبيتر ، اللذين دأبا على تحذيرها من الأساليب المختلفة وغير اللائقة التي يتوسلها بعض الشباب.
وليندا بدورها لم تكن غريبة عن هذه الأجواء ، فقد مر في حياتها شبان كثيرون ، لكن ، عندما تصل الأمور الى أبعد من ذلك ، كانت لديها طريقتها الخاصة لإفهام الطرف الآخر بإيقاف العلاقة عند حدود الصداقة ، حفاظا على سعادة الطرفين ، فتنتهي العلاقة بخيبة أمل لدى الشبان ، فيسعون الى فريسة اسهل منالا ، أما هي فلم تشعر أبدا أنها بحاجة الى حماية احد ، بعض الرجال يقدر الصداقة ، ويعجب بتصرفاتها الجدية ، وحديثها اللبق أحيانا ، والصارم والعنيف الى درجة التوبيخ أحيانا أخرى.
بدا لها الشاب من النوع الذي طالما حذرتها منه عائلتها ، ولكن أخوتها أكتفوا بالتحذير من غير أن يأتوا على ذكر ماذا تفعل لو صادفت احدهم.
وصل الى مسمعها صدى ضحكة أطلقتها الحسناء ، وهي ترجع راسها الى الوراء ، وفجأة ساد الجليسين صمت وإرتباك ، فقد قطعت الحسناء ضحكتها لتنهض على قدميها محدّقة في وجه عملاق أشقر وقف أمامها.
لم تسمع ليندا ما دار من حديث ، لكنها رأت الحسناء تشير بيدها الى الشاب المذهول الذي مد يده مصافحا الزائر المفاجىء ، تردد العملاق هنيهات طويلة قبل أن يمد يده هو الاخر ، متمتما بعض العبارات.
لم تتمالك ليندا نفسها عن الضحك ، فقد كان مشهد الشاب ، بإرتباكه وحرجه أمام عملاق يفوقه طولا بعدة سنتيمترات ، مضحكا للغاية.
جلس الزائر الأشقر بقرب حسنائه ، وأحاط خاصرتها بيده ، وتجاهلا وجود الشاب معهما ، فما كان منه إلا أن تناول منشفته محييا وإنصرف يبحث عن مكان يلتقط فيه أنفاسه ويخفف من تصبب عرقه ، فإلتقت عيناه عيني ليندا ، ورآها وهي تضحك على النهاية المأساوية التي آلت اليها محادثته ، متظاهرة بالتفرج على ولدين يتجاذبين دلوا صغيرا لتعبئة الرمل ، راجية أن لا يكون قد لاحظ سخريتها منه ، لكنها إكتشفت أن الشاب متجه نحوها ، فحاولت إقناع نفسها أنه مار بقربها فحسب ، لكنه توقف امامها بسحنته السمراء وشعره الأسود الفاحم ، ثم حياها باللغة الفرنسية.
" آسفة يا سيد ، فأنا لا اتكلم الفرنسية".
فرد بلغة إنكليزية متقنة:
" حسنا ، سنتكلم الإنكليزية إذن".
وبدهشة إستدارت نحوه قائلة:
" أنت إنكليزي؟".
فأجاب الشاب بكل هدوء:
" أجل وما العجب في ذلك فالمكان يعج بالسياح كما تعلمين ، وأظن أن الأجانب يفوقون الفرنسيين عددا على هذا الشاطىء".
وأشار بيده الى حيث يجلس العملاق الأشقر وحسناؤه مردفا:
" كصديقنا الإسكندينافي هناك ( وعلّق بفرح ) أليس كذلك؟".
ثم فرش منشفته المبللة ، ومن غير إستئذان جلس قرب ليندا وسألها:
" بما انك كنت تتفرجين ، فهل ألام على إنسحابي؟".
لم تجب ليندا بل إكتفت بإبتسامة تهكم ، وأكمل الشاب بلهجة أكثر لطفا ونعومة:
" لا بأس ، بإمكانك ان تضحكي ، أعتقد أن المنظر بدا مضحكا من هنا".
فضحكت وإستلقت على ظهرها متجاهلة إياه ، ولم تعجبه ضحكتها ، فتجهم وجهه وإتكأ على مرفقه بقربها وسألها بغم:
" هل كان المنظر مضحكا لهذه الدرجة؟".
فأفتر فمها عن إبتسامة ناعمة وقالت:
" ظننتك فرنسيا وأعجبت بأسلوبك".
ولمعت عيناه ببريق أحسته ليندا سهما يخترقها ، وتنبهت لحظة فإبتعدت عنه قائلة:
" لا أخالك تحاول معي ، فأنا مجرد متفرجة".
فرد بسخرية:
" ألديك إسم ينادونك به؟".
" طبعا ، ولكن ليس من عادتي أن أعطيه لرجل غريب".
" أنت حقا محترسة ، لكن ما الضرر من الإفصاح عن الإسم ، أنا أدعى ريك برنيت".

أمل بيضون 23-12-11 12:21 AM

وسكتت ليندا لورنس برهة ثم أجابت بثبات:
" أدعى ليندا لورنس".
" إنه إسم جميل".
" ماذا تقصد؟".
" لا تتظاهري بالبراءة ، ما سبب نظرتك الي هكذا ؟".
" أعتقد أنها الرد المناسب على أسلوبك الواضح ".
فإزداد وجه الشاب إمتقاعا ، وبذلت ليندا جهدا كبيرا لتمنع نفسها عن الضحك ، لأنها تعلم انه هذه المرة لن يكون لطيفا معها.
فإستدركت الأمر قائلة بلطف:
" أتعلم ، إنك شاب وسيم وبغنى عن هكذا أساليب في تحدثك الى الفتيات ".
أصيب ريك بدهشة أنفرجت أسارير وجهه على اثرها وضحك طويلا ، فشعرت ليندا أنها تصرفت بغباوة.
وهمّت بالنهوض تجمع حاجياتها ، حين سألها:
" الى أين أنت ذاهبة؟".
" إنني عائدة الى الفندق".
" دعيني اوصلك ، لن تستغرق عملية تبديل ثيابي أكثر من دقيقتين ".
" لا شكرا ، لقد سررت بالتحدث اليك يا سيد برنيت ، أما الآن فعلي أن أذهب".
" مهلا ، هل تقبلين دعوتي الى العشاء الليلة؟".
لم تجد ليندا افضل من الكذب وسيلة للتخلص من دعوته.
" إنني مرتبطة بموعد هذه الليلة ".
" ما رأيك بمساء غد ؟".
" لا أعتقد أن ذلك ممكن".
" إسمعي ، أنا من الذين يحترمون مدعويهم".
" لا شك في ذلك ، لكن....".
" لكنني لا اثير إعجابك ".
وإزداد محياه عبوسا ، فردت ليندا بإحراج :
" كن أكيدا انك تعجبني ، أعني كيف أعلم ذلك ولم يمض على لقائنا أكثر من ساعة؟".
" وكيف ستعلمين إن لم نتقابل ثانية ؟ فإلى مساء غد إذن ، إتفقنا".
وبدا وكانه يرجوها ، فلم يكن بد من الموافقة.
عند عودتها الى الفندق ، راحت ليندا تؤنب نفسها على تماديها مع ذلك الشاب ، تهيات ليندا باكرا للموعد ، فإختارت أجمل ثوب لديها ، فستان أزرق تحتفظ به للمناسبات الخاصة ، زادها اناقة وفتنة ، فلم يسع ريك عند لقائهما أمام الفندق ، إلا أن يعلق قائلا:
" تبدين جذابة جدا".
لكنها لم تزل تحت تأثير فكرة كونها خياره الثاني ، فردت تشكره ببرودة وصورة تلك الحسناء على الشاطىء ما زالت ماثلة أمام عينيها.
وزادها ريبة نظرات بعض الفتيات الى ريك عند دخولهم الى المطعم .
قطع ريك حبل الصمت سائلا:
" ما الأمر يا ليندا؟".
" لا شيء ، شكرا على هذه الوجبة اللذيذة ، لقد إستمتعت بها كثيرا ".
" لكنك لا تتمتعين برفقتي ، أليس كذلك؟".
" ما الذي يجعلك تظن ذلك ؟ إنني أمضي وقتا رائعا".
" رائعا ! يا لك من فتاة مهذبة ".
" ويا لك من شاب وقح ! فانا أجهل كل شيء عنك ، ومع ذلك أحس نفسي مجبرة على مخاطبتك بتهذيب".
" أعتذر ، فجل ما أريده هو أن تمضي وقتا ممتعا برفقتي ، لكنني المس العكس تماما".
" بل أنا الآسفة ، وأظن أن اللواتي يخرجن معك يقدرن صحبتك أكثر مني".
سكت كلاهما ، ولاحظت ليندا سخطه البادي في إتساع حدقتيه ، وعلى فمه المشدود ، فتسارعت خفقات قلبها حتى كاد يمزق صدرها ، إعتذرت منه مجددا ولكن هذه المرة بإخلاص ومن غير تصنع قائلة:
" تفوهت بوقاحة لا تغتفر ".
ومضت دقائق قبل ان يعلق ريك على كلامها ، ثم إنفرجت اساريره ولمس بيده الدافئة يدها متسائلا بتعجب:
" لا تغتفر ، ما هذا الذي تقولين؟".
وأتبع عبارته بضحكة وهو يلاحظ تورد وجنتيها خجلا ، ثم خاطبها بجدية تعكس صدق مشاعره:
" لا اريدك أن تشبهي نفسك باللواتي اخرج معهن ، فأنت تختلفين عنهن كثيرا ، وأنا قصدت الشاطىء البارحة بمفردي للسباحة لا لشيء آخر ، ولكن صدف ان إلتقيت تلك الحسناء ، فإرتايت التعرف اليها لتكون دليلي في بلاد أجهلها ، وكما تعلمين لم يرق الأمر لصاحبنا العملاق ، وفشل مخططي ، لكن صدقيني ، أنا مسرور جدا لأنني عدت وإلتقيتك".
نظرت ليندا في عينيه تمتحن صدقه مبتسمة ثم سألته:
" ألم يخب املك للقائك فتاة غير فرنسية؟".
" أنا سعيد لأنني وجدتك انت بالذات ، وقد رأيتك على الشاطىء تضحكين على ما يجري ، وددت لو تتوطد صداقتنا".
كبتت ليندا مشاعرها متجاهلة نداء قلبها ، ولم تنبس ببنت شفة ، فهي لو ارادت ان تكون صادقة مع ذاتها ، لبادلته العاطفة نفسها.
ومضت الأيام لتزيد علاقة ليندا وريك وثوقا ، أمضيا معظم العطلة معا ، يسبحان حينا ، ويتنزهان حينا آخر ، أو يخرجان لتناول العشاء والرقص ، مع صديقتها جاين وصديقها الفرنسي تارة ولوحدهما تارة أخرى ، اخبرته كل شيء ، عن بلدها ، وعن منزلها الكائن في مدينة صناعية صغيرة وعن اخوتها ولم تنس ان تخبره عن والدها المحامي وعن امها التي تعتبرها من افضل ربات البيوت ، لم تترك شيئا إلا وأخبرت ريك عنه ، من غير أن تعرف الشيء الكثير عنه هو ، فقالت بلهجة السؤال:
" لم تخبرني شيئا عن عائلتك".
" توفي والداي وأنا طفل".
" يا لشقائك!".
فرد ريك بهدوء من غير أن يظهر عليه أي تأثر :
" لا تقلقي ، فقد كنت صغيرا حين فقدتهما ولم أشعر باليتم ابدا ، فقد ادخلني عمي الى مدرسة داخلية ، وعمل جاهدا على أن أكون موضع إهتمام بالغ ، وعندما كبرت ارسلني الى مدرسة أخرى جيدة ، كان يعاملني كوالد حقيقي ولم يترك لي المجال لأفتقد والديّ ، رحمهما الله".
وإنعكس إهتمام ليندا شغفا بمعرفة كل شيء فأكملت أسئلتها :
" ما هي مهنتك؟".
" أعمل مع عمي".
" بماذا؟".
" بمهنة تجعلني اطّلع على كل ما يختص بممتلكات الشركة".
" هل تعني محاسبة ومسك دفاتر ؟".
" تقريبا ".
" وهل تحب مهنتك ؟".
"نوعا ما ، فعمي يريدني أن أعمل معه".

" ايعني هذا انه يريدك ان تترأس الشركة من بعده؟"
" اصبت ، فلا وريث له سواي".
" لكن هذا إبتزاز عاطفي".
" لا ابدا ، لأنني لو إخترت مهنة أخرى ، فعمي لن يرفض طلبي ، بل سيقدم لي كل عون متمنيا لي التوفيق ، الآمر يتعلق بي ، أنا لا أرغب بعمل آخر ، ولذلك أفضل إبقاء الأمور على حالها فيكون الجميع سعداء".
" أنا خترت مهنتي منذ حداثتي".
" التعليم؟".
" أجل ، فقد إعتدت في صغري ان أصف الدمى وأمثل دور المعلمة ".
فإبتسم ريك بلطف موافقا.
" أرى ذلك بوضوح ، لاحظت عند لقائنا الأول أنك معلمة".
" كيف لاحظت ذلك؟".
" في عباراتك وتصرفاتك شيء من الحزم المشوب بالنعومة ، أي ما يكفي لبقاء التلاميذ الأشقياء في مقاعدهم".
ردت ليندا بحزم واضح:
" لا تتفوه بسخافات كهذه".
فضحك ريك ضحكة رنانة زادت من حيرتها وقال :
" ارايت ، لا عجب من عدم محاولتي عناقك حتى الان".
فاجأها بقوله ، فلم تتمالك نفسها ، وأدارت وجهها كي لا يلاحظ سرعة تورد وجنتيها خجلا ، فقد سبق وتساءلت مرات عديدة عن عدم محاولته ، وهي تعلم تمام العلم أنه يود ذلك ، فهو ليس من الشبان الذين يصبرون طويلا لنيل مبتغاهم .
تمنت ليندا لو أن بمقدورها إيقاف الزمن ، فالوقت يمضي سريعا ، والأيام تتآكل كالثواني ، والعطلة شارفت نهايتها فماذا سيحل بعلاقتهما؟
سبقته ليندا ترقص امامه ،وهي تدندن آخر ما سمعته من الحان في المطعم وكأن الدنيا ملك يديها ، حبيبها معها وهي مسكونة بأطياف الحب تراقصها في الشارع كطفلة صغيرة ، فجأة إرتطمت بعمود كهرباء ، وبكل وقار إنحنت أمامه معتذرة بالفرنسية:
" عفوك سيدي".
بدا المشهد مضحكا للغاية ، وعلا صوت ريك مقهقها وغمرها ، ومرا تحت إحدى النوافذ فتهادى الى مسامعهما لحن فالس ساحر ، فطوقت ليندا عامودا للكهرباء أمامها وراحت تراقصه ، فما كان من ريك إلا وقف مبتسما ثم ضمها بين ذراعيه قائلا:
" إن كنت تريدين الرقص ، فإرقصي معي وليس مع هذا العمود ".
أدناها من قلبه بذراعه ، وراح يفتلها بيده الأخرى ، وبدت اقدامهما طائرة لرشاقتها ، وتحول الشارع الى حلبة رقص.
جذبها نحوه وتبادلت عيونهما احلى نظرات الحب ، فبادرها ريك بلهفة وحنان:
" حبيبتي هل ساراك غدا؟".
تمتمت ليندا بغبطة عارمة كانها في عالم آخر :
" اجل ".
" ساكون هنا في الصباح الباكر ".
ثم رفع رأسها بأصابعه وتبادلا نظرة مفعمة بالشوق.
" الى اللقاء غدا صباحا".

ام منى 23-12-11 01:49 AM

[SIZE="7"]ا[rainbow]لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته [[/rainbow]/SIZE] موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . :Ts_012:


الساعة الآن 01:43 PM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.