آخر 10 مشاركات
287 - كذبة العاشق - كاتي ويليامز (الكاتـب : عنووود - )           »          284 - أنت الثمن - هيلين بيانش _ حلوة قوى قوى (الكاتـب : سماالياقوت - )           »          275 - قصر النار - إيما دارسي (الكاتـب : عنووود - )           »          269 - قطار النسيان - آن ميثر (الكاتـب : عنووود - )           »          263 - بيني وبينك - لوسي غوردون (الكاتـب : PEPOO - )           »          التقينـا فأشــرق الفـــؤاد *سلسلة إشراقة الفؤاد* مميزة ومكتملة * (الكاتـب : سما صافية - )           »          الإغراء الممنوع (171) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 1 سلسلة إغراء فالكونيرى..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          غيوم البعاد (2)__ سلسلة إشراقة الفؤاد (الكاتـب : سما صافية - )           »          ياسميـن الشتـاء-قلوب شرقية(26)-[حصرياً]-للكاتبة الرائعة::جود علي(مميزة)*كاملة* (الكاتـب : *جود علي* - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-10-10, 01:05 PM   #1

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
B10 97 - اللمسات الحالمة - مارغريت روم - ع.ق ( كتابة / كاملة )




97 - اللمسات الحالمة - مارغريت روم - روايات عبير القديمة



الملخص


هل صحيح أن هناك حبا من النظرة الأولى؟ تامي وقع قلبها صريع الهوى حين لمحت آدم الذي لم يعرها ألتفاتة , كانت جميلة وفاتنة وغنية لكنه أهملها ,ولم يقل لها كلمة , وحين دبّر والدها قضية زواجها من آدم , كانت متفائلة بأن الأيام ستجعله يخر عند قدميها طالبا عطفها وحبها , ولكن مارد الجبل ظل نائما ولم يلتفت ألى عروسه المحترقة بنار اللوعة , قال لها: بعد سنة تحصلين على الطلاق وتعودين ألى حريتك , قالت له: أحبك وسيتحطم قلبي أذا تخليت عني.

ومرت الأيام وأقتربت السنة من نهايتها , فعلت تامي كل ما في وسعها لجذب أهتمام آدم وأرضائه وشده أليها , قال لها : النسر لا يكون سعيدا ألا متى حلّق وحيدا في الفضاء الواسع , وتذكرت هي الحكمة القائلة: خلق الله الرجل وحيدا , ثم خلق له المرأة لتزيد من وحدته , زراعة طريق الحب بالورود تتطلب شهورا , وتامي لم يعد أمامها من سنة زواجها سوى يوم واحد , فهل يكفيها لتصل ألى قلب آدم؟




روابط الرواية

word



محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي



text


محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة miya orasini ; 08-03-16 الساعة 04:49 PM
أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-10-10, 01:08 PM   #2

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

[IMG]https://www.******.com/vb3/images/icons/icon1.gif[/IMG]
1- رائحة الأغنام

أجتاز المدخل بخطى واسعة كأنه نفحة ريح جبلية نقية , تشق طريقا وسط القاعة العابقة بمزيج من رائحة الدخان والعطور .
وفورا تناست تامي الأصوات الدائرة حولها , رنين أقداح المرطبات , وضحكة الرضى الخافتة الصادة عن والدها وهو يقص طرف سيكار فاخر , وتسمرت عيناها على الغريب الأسمر تراقبانه وهو يسير قدما في القاعة , ثاقب النظرات , يدور برأسه الشامخ بأهتمام فائق بين جموع المدعوين.
تلاشت الأصوات أذ أخذ الأفراد يشعرون تدريجل بوجود الشخص الغريب المديد القامة ,وراحوا يرمقونه بأمتعاض لأنه بغطرسته كمن يقول :
" من كان الرجل الأفضل هنا قبل دخولي؟".
لم تكن تامي بحاجة للألتفات حولها , عدد ضئيل من الحاضرين كانوا يفوقونه طولا ببضعة سنتيمترات , وكان منهم من تضاهي مناكبهم منكبيه عرضا أو من يفوقه وسامة , ألا أنه لم يكن بينهم واحد تحيط به هالة الرجولة الصارخة المحيطة بهذا الغريب . وقالت في نفسها أن هذا الرجل هو أبن هذه الأرض الطيبة , ومع أن أنسدال سترته الأنيقة بلياقة على كتفيه وسلوكه المترفع دلا على عدم كونه غريبا عن المجتمع , فقد كان في تصرفه ما ينبىء عن عدم أتساع وقته لمثل هذه المناسبات الأجتماعية , وأنه ربما يأنف الأتاحة لها أيجاد سبيل ألى وقته الثمين.

وهتفت أحدى الصديقات هامسة:
" يعجبني , يعجبني يا تامي , عرفيني عليه , أرجوك".
" لن يتم لك ذلك , هذا الرجل لن يكون ألا لي".
ترددت هذه العبارات في مخيلتها .
أرتسمت على شفتيها أبتسامة غامضة , وتظاهرت بعدم سماع ما قالته الصديقة وأجابت:
" أستأذنك في الذهاب للأهتمام بهذا الضيف الذي وصل متأخرا ".
وكان همّها أن تقوم ,ولو لمرة واحدة , بواجبها كمضيفة بأسلوب يحوز أعجاب والدها وتقديره , فأنطلقت نحو الضيف الواقف وسط القاعة لا يبدو عليه الأنزعاج من عزلته .
أنطلقت نحوه مدركة أن ثوبها الصوفي الفضفاض ينسجم وقوامها المتناسق الممشوق ,وبصوتها المبحوح الذي قال العديد من المعجبين أنه خلاب , سألت:
" هل أحمل أليك كوبا من المرطبات يا سيد...... آسفة لا أعرف أسمك , أدعى تامي ماكسويل وأنت , أحد أصدقاء والدي على ما أظن؟".
عندما أستدار نحوها بدا عليها شيء من الزهو بأنتظار سماع الأعجاب السريع الذي كان عادة يتبع تقديم نفسها ألى رجل لائق , وما أن أستقرت عيناه عليها حتى شعرت بالأرض تميد تحت قدميها وأكتنفتها عاصفة من الأحاسيس , وشعرت وكأن رأسها في دوامة جارفة.
حاولت أن تمالك نفسها , وتخيلت كيف ستضحك صديقاتها أذا حاولت أن تصف لهن هذه التجربة المثيرة.
ومضة من االبصيرة حملت أليها الحل لمشكلة شغلتها شهورا عديدة , لم تستطع تفسير تلكؤها في مجاراة رفيقاتها اللواتي يعتبرن الأنحلال الخلقي عنصرا ضروريا في الحياة العصرية ,ولكنها لم تتمكن بعد من أقران القول بالفعل , كشابة متحررة , جاهرت بأصرار , بأيمانها بحق المرأة بالحرية في كل شيء.
جار رده كدفقة من الماء البارد , كان يمكن لحيوان قذر أن يسترعي أهتمامه أكثر مما أسترعته الفتاة ذات الشعر المعقوص بشكل قبعة ناعمة , تتهدل على جبهة عريضة ,وذات العينين العسليتين الساحرتين , والأنف الشامخ و والتي هي محط أنظار معظم الرجال , هذا الرجل ليس واحدا منهم.
قال بأقتضاب:
" تشرفنا , آنسة ماكسويل , أدعى آدم فوكس , أذا كان والدك هو جوك ماكسويل فيكون هو من خاطبت هاتفيا في مطلع هذا المساء , ودعاني للحضور في الثامنة والنصف".

أزاح طرف كم قميصه لينظر ألى ساعته :
" تكرّمي بأرشادي أليه , وقتي ضيق".
" لماذا لا تبقى وتشاطرنا العشاء؟".
وأرتسمت على شفتيها أبتسامة ماكرة ثم تابعت :
" أنصحك بذلك أن شئت محادثة والدي في أمور تتعلق بالعمل , لأنه يكون أكثر لينا بعد وجبة فاخرة , ولا تدع هذا الحشد يمنعك من قبول دعوتي".
قالتها بطريقة أقرب ألى التوسل , وأضافت:
" جاؤوا لتناول المرطبات فقط , وبعد قليل يرحلون , ولن يكون ألى المائدة سواي ووالدي , فأذا قررت مشاركتنا العشاء يمكننا تمضية السهرة في التعارف بعد أن تنجز عملك".
ومرة أخرى أرتفعت اليد وأنحسر الكم ونظر ألى ساعته :
" يجب أن أستقل القطار بعد أقل من ساعة".
" ويحه".
قالت بينها وبين نفسها وهي تسير به ألى حيث كان جوك ماكسويل يسرد مصاعب الحياة التجارية على جماعة من أترابه , وأشرقت أسارير سامعيه عندما أقتربت تامي وفي أعقابها شاب مقطب الجبين.
" حفلة ممتعة يا عزيزتي , تبدين رائعة الجمال هذا المساء ".
صدرت هذه العبارات عن رجل كهل.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-10-10, 01:11 PM   #3

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

ضاقت عينا جوك ماكسويل , وكان من البلاهة بحيث لم يدرك أن اللون الذي يكسو وجنتيي أبنته مبعثه الأنفعال , وقد لمحت عيناه الخبيرتا دموع الغيظ التي تترقرق في عينيها , رمق الشاب الذي يرافقها بنظرة تفيض فضولا , ما من رجل في حياة أبنته الصاخبة أستطاع أن يخترق قوقعتها العصرية ألى حد أبكائها , أنفرجت أساريره أعجابا عندما قدمته تامي أليه.
" أبي , هذا السيد يقول أنه على موعد معك".
" لا شك أنك آدم فوكس ".
قالها جوك باسما:
" يؤسفني أضطراري الطلب أليك بحث أمور العمل خارج ساعات الدوام , ولكنك قلت أن وقتك ضيق فلم أجد مناصا من ذلك , تفضل ألى مكتبي فنتبادل الحديث دونما أزعاج".
وافق آدم فوكس على الدعوة بأيماءة من رأسه وغادر القاعة في أعقاب جوك مخلفا تامي وراءه يساورها شعور بكونها مهجورة في واحة تغص بأناس أشبه بالدمى , ولمدة عشر دقائق راحت تتجول بين الحضور , وعيناها القلقتان عالقتان بباب مكتب والدها ,وكم كان أرتياحها عظيما عندما قام أول المدعوين مودعا , وما هي ألا برهة حتى خلت القاعة ألا من نفر ضئيل منهم , ونظرت ألى الفوضى التي تعم القاعة وأطلقت زفرة , كانت الحفلة ناجحة فلماذا ينتابها هذا الشعور بالقلق وعدم الرضى؟
كان ستيف هاريس آخر المغادرين فمدت أليه يدها مودعة ألا أن نظراتها التائهة أسترعت أنتباهه.
" حفلة رائعة يا عزيزتي , ضمت العديد من الناس المثيرين للأهتمام ".
قال ذلك وربّت على جيب سترته ثم أضاف:
" توفرت لديّ مواد تكفي زاويتي في الصحيفة لعدة أيام".
وبلهجة عادية سأل:
" من هو ذاك الشاب المتعجرف ؟ هل هو طريدتك الجديدة؟ لا تكتمي الأمر عني , ثمة تفاهم بيننا , هل تذكرين؟".
هذه العبارات أثارت حذر تامي , يحاول ستيف أصطياد المواد للزاوية التي يحررها في أحدى الصحف اليومية , كل صباح تلتهم مثيلاتها التعليقات التي يحررها عن المجتمع اللندني , وكانت في الماضي نسرّ أليه بمعلومات تجعله يجري كالملهوف لأستقصاء أحدث الفضائح , أما الآن فأنها تعتبر تدخله عدائيا.
وقالت ببرودة:
" أنه أحد معارف والدي في العمل , فلا تتماد معي لئلا تفقد موردا رئيسيا لمعلوماتك".
" لا تلوميني على محاولتي , خاصة أنك الوحيدة التي لم تكن مرة موضوعا لأحدى مقالاتي , لأنك لم تقترفي أية هفوة بعد".
نظر أليها مليا وقال:
" يدهشني ذلك , فأنت غارقة في الجو المتحرر , في فرنسا فيللا فخمة تحت تصرفك , وهنا في لندن تملكين هذا المنزل ويختا دائم الأستعداد للأبحار , ولديك وقت فراغ غير محدود , والمال الوفير لتحقيق جميع رغباتك , ومغريات الوقوع في الخطأ كثيرة أحيانا , أما أن تكوني مثالا للفضيلة أو أنك شديدة التكتم !".
دفعت به عبر الباب للتخلص منه خشية أن ينفتح باب مكتب والدها ويضيع منها أفضل رجل لاح في أفق حياتها.
"| حديثك يضاهي كتاباتك سخافة يا ستيف , ألى اللقاء".
لم يكن ما يدعوها للخوف , أذ أنقضى ما يناهز الساعة قامت خلالها بتنظيف القاعة وترتيبها وفتحت النوافذ لتنقية جوها من الدخان , ثم جلست على مقعد وثير متظاهرة بتصفح أحدى المجلات , بينما كانت بالواقع تبذل جهدا فائقا لكي تبدو رصينة , كاد صبرها ينفد عندما فتح الباب وعاد آدم فوكس ووالدها ألى القاعة:
" تامي , هلا أعددت غرفة الضيوف ؟ لم يكن آدم ينوي المبيت هنا , ولكن حديثنا طال وفاته القطار فأصريت على مبيته لدينا".
نظرت تامي ألى والدها وقد تجدّد حبها لهذا الرجل المكتنز الذي يمكن الأعتماد عليه دائما كحليف.
وقالت متلعثمة:
" بكل سرور , سأهتم بذلك حالا".
بدت الحيرة على آدم فوكس , وبان الذهول في عينيه , غير أن صوته كان جارفا :
" أكدت لوالدك أنه لا داعي لأزعاجك , بأمكاني المبيت في عينيه , غير أن صوته كان جارفا :
" أكدت لوالدك أنه لا داعي لأزعاجك , بأمكاني المبيت في أحد الفنادق".
قال جوك برقة:
" هراء يا بني , أنا من الشمال وأقدر لك تردّدك في القبول بمنّه من أحد , وأرضاء لكرامتك سأطلب منك خدمة بالمقابل".
سارع آدم ألى القول:
" أرجوك أن تفعل".
رسخ لدى جوك أعتقاده بأنه يتعامل مع رجل حاد الطباع فقال آدم :
" كنت بالغ الكرم وخاصة في ما يتعلق بالعمل , وأذا كان من سبيل لأظهار أمتناني.....".
قال والأبتسامة تداعب شفتيه :
" هنالك يا بني , بعد قليل سأضطر للخروج وهذا يعني بقاء هذه الصغيرة وحيدة معظم فترة الليل , هل تتكرم بالبقاء برفقتها , وفي هذه الأثناء تريك المناظر الخلابة هنا؟".
لاح الأستياء على محيا آدم فوكس , وما لبث أن زال بعد أن بذل جهدا كبيرا وقال بأقتضاب:
" بكل سرور".
أثار أستخفافه غيظ تامي وكادت تنفجر غضبا , ألا أنها كبتت غيظها وأجتازت محنة تجاهل آدم فوكس لها وقد كان طوال فترة العشاء يوجه حديثه ألى والدها مباشرة , أمارات الغم الممزوج بالغيظ البادية على محياها أطربت جوك وبكل خبث راح يطيل تعذيبها بتشجيع آدم على الأسترسال في الحديث عن العمل , مما أضطرها للمشاركة في الحديث بعد عدة محاولات لتغيير الموضوع.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-10-10, 01:12 PM   #4

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

" هل تتعاطى الأعمال التي يتعاطاها والدي يا سيد فوكس؟".
نظرته أليها حملت الكثير من الدهشة , وكأنه كان يتوقع منها الألتزام بقيامها بواجبها كمضيفة فحسب , أجابها:
" ليس بالمعنى الصحيح , والدك يملك مصنعا لغزل الصوف وحياكته , وأنا أمثل مجموعة من مربىالأغنام على الحدود ,ويهمني أن أبيع الصوف , نربي الأغنام وجز صوفها لنوفر المواد الأولية للأقمشة التي يحوكها ويبيعها والدك".
" هذا ممتع".
كانت نبرة صوتها كاذبة .......فتابعت:
" عندما رأيتك أدركت أنك من محبي العمل في العراء".
أجاب موافقا:
"أنني فعلا أمضي أطول وقت ممكن في جبال كمبريان ".

قالت مستفسرة:
" جبال كمبريان".
أجابها وكأنه يتساءل أن كانت هناك جبال سواها:
" على الحدود الأنكلوسكوتلاندية".
أنفرجت أسارير تامي , وأخيرا وجدت قاسما مشتركا بينهما ؟
" هل سمعت ذلك يا أبي؟ ربما كان أسلافنا جيرانا!".
ووجهت حديثها ألى آدم بحماس:
" تنحدر عائلة والدي من أنانديل على حدود سكوتلاندا الجنوبية".
حتى لاحظ ردة فعل آدم لدى سماع هذا النبأ , وتساءل عن سبب ضغطه على شفتيه والحركات العصبية التي يقوم بها بقبضته , وللحظة خبا بريق عينيه كما يحدث عندما تمر غمامة عبر الشمس . وعندما أنقشعت الغمامة كانت نظرة آدم أكثر أشراقا وراحت تجوب ملامح جوك وكأنها تسبر غورها.
قال بعبوس :
" ربما كنا فعلا جيرانا , أجد شبها كبيرا بينك وبين صورة معلقة في منزل أحد جيراني وهي تمثل رجلا يدعى جوك الأسود من أنانديل".
مال جوك ألى الأمام بأهتمام قائلا:
" كم أود أن أراها , أنتقلت عائلتي ألى هنا منذ جيلين عندما أفتتحنا أول مصنع للنسيج , ولكن أنهماكنا في تنمية أعمالنا شغلنا عن زيارة أقربائنا السكوتنديين , كنت أجهل أن لي أمثال هؤلاء الأقرباء , أظنهم كانوا مرموقين ".
ثمة شيء في نظرة آدم الحادة أفقدت ضحكته رونقها , فقال:
" كانوا معروفين جدا في أيامهم , ولا يزال أهالي الحدود يذكرون مآثرهم حتى يومنا هذا ".

أرتعد كيان تامي ,كان صوته مرتعشا ويبدو أن ما سمعه سبب له صدمة , والعبارة التي أستعملها لوصف أسلافها كانت بعيدة عن الأطراء , كان بأمكانه وصفهم بالبارزين أو بالمشهورين , ولكنه أختار عبارة معروفين جدا , معروفين جدا بماذا؟ العديد من اللصوص والأوغاد كانوا معروفين جدا , وهذه الصفة يمكن أن تنطبق على القتلة أيضا.
أستبعدت تامي فكرة كونه نادما على تعامله مع والدها و كان جوك ماكسويل شهما عندما يخطىء أحد الذين يعجبونه , ويبدو أن هذا الغريب المديد القامة قد حظي بأعجابه , وهذا يفسر الرضى الذي لاحظته تامي عليه لدى دخوله القاعة , وأذا كان الغريب يمثل مجموعة كما يقول , فهو لا يملك الحرية بأتباع ميوله الشخصية , ولا يمكنه الأنسحاب من الصفقة المعقودة حتى لو كان يتمنى ذلك , بل يحتم عليه الشرف وضع مصلحة مربي الأغنام فوق مشاعره الشخصية.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-10-10, 01:14 PM   #5

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

2- جروة منبوذة!

خيّم جو من التوتر طوال فترة العشاء , حتى جوك قليل الملاحظة شعر بأن ضيفهما غارق في أفكاره , وتولاه ضيق شديد لأن آدم المنكمش على نفسه لم يظهر أي ميل لتلطيف الجو.
بعد العشاء تولاه مزيج من الشعور بالأطمئنان والفضول فأسرع ليترك الساحة لتامي , أسلوب الرجل الشمالي القليل الكلام كان بعيدا عن الأستهتار , ومع ذلك كان جوك في أعماقه شديد الثقة , وضع كنزا ثمينا من المزايا الحميدة لمن يرغب في التنقيب عنه , ولكن هل كانت أبنته المدللة المتقلبة الأهواء تملك القوة الكافية والعزمالحقيقي اللازمين لأختراق قوقعت الرجل الصلبة؟ من الواضح أنها وقعت في حبائله , وهذا السبب أدهش الشاب بأستعداده لشراء كل ما لديه للبيع , وتعمد أطالة الحديث ألى ما بعد موعد القطار , تعودت تامي منذ ولادتها أن تحصل على كل ما يمكن شراؤه بالمال , وبما أن آدم فوكس لم يكن برسم البيع فقد سلك هذا السبيل ليمهد ألى المزيد من اللقاءات بينهما في المستقبل متيحا لها الأنفراد لبضع ساعات بالرجل الذي أستهواها أكثر من أي رجل آخر.

قال وهو يتجه نحو الباب:
" أتمنى لكما وقتا ممتعا , سأعود في حوالي الساعة الواحدة".
سيطرت على تامي أحاسيس شتى , فتهاوت على أريكة وثيرة وفرشت ثوبها حولها وخيل أليها أنها تكاد يغمى عليها , ولكنها تمالكت نفسها وربتت على المكان المجاور لها وبأبتسامة رقيقة دعته للجلوس قائلة:
" أجلس هنا , وأخبرني بكل شيء عن نفسك يا سيد فوكس ,كلا , ألا تعتقد أن أسم آدم افضل ؟ والأفضل أن تناديني بأسم تامي".
لوّحت وجنتيها حمرة الخجل عندما تجاهل دعوتها وأختار الجلوس قبالتها , تفصل بينهما سجادة كبيرة.
وبصوت رخيم قالت:
" ما الذي تنوي عمله , مشاهدة مسرحية أو أرتياد أحد المقاهي أو التجول في المدينة والأستمتاع بمباهجها ؟".
فأجاب:
" بالنسبة ألي , لندن تفتقر ألى المباهج , وأجد أحراجا في مشاهدة المسرحيات المعلن عنها , وأعتبر المقاهي مثيرة للسأم , أما المباهج الحقيقية فأجدها في أوساط تختلف كليا عن تلك التي ذكرت".
قاومت تامي سخطها وأزداد أنفها شموخا , ولو كان المتكلم رجلا سواه لأجابته بأنه فظ لئيم , وكانت هاتان العبارتان تراودان لسانها وعل أهبة الأأنطلاق , ألا أن وسامته لجمتها مرة أخرى , ووجدت نفسها غارقة في العينين الزرقاوين الخلابتين .
" لا شك أن هناك ما ترغب في مله , ألا أذا كنت تفضّل تمضية الأمسية هنا".
تفوهت بهذه العبارات بوداعة فائقة .
سرعة نهوضه أعربت عن نبذه لتلك الفكرة .
" أرغب في تنشق الهواء الطلق , هل من منتزه قريب هنا ؟ وألا فبأمكاننا المشي على ضفة النهر".
" المشي؟".
رددتها بصوت خافت , لم يسبق لحذائها الثمين أن لامس الطريق , ومع ذلك عندما أومأ أيجابا هبت على قدميها وأندفعت نحو غرفتها.
" يجب أن أرتدي ثيابا أكثر دفئا , أمهلني خمس دقائق".
راعها هذا الأأرتجاف في يديها , وهي تخلع عنها ثوب السهرة الأنيق , وراحت تبحث في خزانتها عن ملابس مناسبة لتجول في الشوارع في هذه الأمسية الباردة.
كانت خزانتها تغطي جدارا كاملا من غرفتها , وتغص بعشرات الأثواب الأنيقة , وجميعها صممت للأرتداء في الأوساط الراقية حيث تمضي تامي معظم أوقاتها.
ولكنها أشاحت عنها جميعا , ثم تذكرت رحلة التزلج التي قامت بها في العام المنصرم والملابس الكثيرة التي أبتاعتها لتلك الرحلة , فأندفعت ألى الطرف الأقصى للخزانة وفتحت بابها , بذلات وسترات وقمصان صوفية سميكة , كانت الخادمة قد كدستها تحت الأغطية القطنية ,فتناولت أول بدلة وصلت أليها يدها وأرتدتها .توقفت أمام المرآة لحظة قبل أن تهرول خارجة:
" لا بأس ".

قالت ذلك مثنية على صورتها في المرآة وقد سرها أن البدلة أبرزت جمال قوامها وأن قماشها الصوفي الزاهي يتناسب وشعرها الكستنائي الناعم.
" هذه البدلة ستلفت أنتباهه أليّ حتما".
قالت ذلك بحماس وأستدارت على عقبيها يحدوها سوق لمعرفة تأثير جهودها عليه.
كان آدم فوكس يتنظر بفارغ الصبر , وقد أمتدت يده ألى الباب عندما أجتازت السجادة راكضة نحوه.
" خمس دقائق , كما وعدت".
وأرتسمت على شفتيها الأبتسامة الخلابة التي تحتفظ بها لوالدها , ولمّا كانت تنتعل حذاء منخفض الكعب أمالت برأسها ألى الوراء لتنظر ألى وجهه الذي لوحته الشمس وأنتظرت بترقب , مشدودة الأعصاب , وعندما أجابها بدون أهمام:
" هيا بنا".
شعرت وكأنها جروة قذرة منبوذة.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-10-10, 04:28 PM   #6

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

بعد ساعتين من الهرولة في الطرقات , في محاولة لمجاراة خطاه الواسعة , أدركت تامي أن الغاية من ذلك هي أرهاقها جسديا , وكان آدم فوكس بين الحين والآخر يلقي على محياها نظرة عابرة فيرى أمارات الألم بادية عليه ويرتسم طيف أبتسامة شامتة.
في البداي , نبذت فكرة كونها ليست أهلا له , ولكن كلما كان غمّها يزداد حدّة أزدادت أمارات الرضى وضوحا على محياه مما جعلها تتميز غيظا.
وجارته الخطى بكل عناد فيما تزاحمت الأفكار في رأسها , لم تتعرض في حياتها ألى هذه المعاملة الخشنة وخاصة من الجنس الآخر , من البديهي أنه كان يحتقرها ويحتقر الطبقة التي تنتمي أليها , وهذه هي طريقته الوضيعة في الأعراب عن أزدرائه , تمنعه عجرفته من مشاهدة مسرحية , ويترفع عن أرتياد المقاهي , ودقيق جدا في أختيار مرافقيه , كان آدم فوكس المتعجرف , المعادي للمجتمع بحاجة ألى من يستفزه ليقلع عن هذه الصفات البغيضة , وكانت هي الكفيلة بذلك.

وحصل الأستفزاز بسهولة وبدون توقع:
توقف فجأة ليواجهها بقوله:
" في الواقع يا أبنة المجتمع المخملي , لأول مرة في حياتك تبذلين جهدا جسديا , والواضح أنك لا تجدين متعة في ذلك , هل أستدعي سيارة أجرة تعيدك ألى الشقة ؟ بذلك تساهمين ولو قليلا بعمل أجتماعي وهو مساعدة سائق السيارة على كسب عيشه".
هذا السيل من العبارات الجارحة جعلها تحبس أنفاسها ,ولما حاولت الكلام كان عقلها يعمل بالسرعة والدقة اللتين أمتاز بهما والدها الذي شهد له الكثيرون بكونه يملك أذكى عقل تجاري في بريطانيا بأسرها.
كانا يجتازان أحد الجسور عندما توقف فجأة وأخفاء لأمتعاضها أتكأت على السياج وراحت تنظر ألى تدفق المياه الداكنة .
" يؤسفني أحتقارك لي , هل من عادتك الأستنتاج بسرعة ؟".
" أكون أعمى وأصم أذا لم أعرف أي نوع من الناس أنت , فراشة مجتمع , طفيلية , تأخذين ولا تعطين شيئا بالمقابل , صحيح أنك جميلة ولكنك تافهة , أنانية , أنت تشكلين خسارة تامة للجنس البشري".
" يا لسعة أدراكك!".
قالتها وفي حلقها غصة وقد تولاها غضب شديد من نفسها لأن عينيها أغرورقتا بالدموع , لماذا تبالي برأي هذا الحطاب المتخلف؟ أنها فتاة مرغوبة ويتمناها عشرات الرجال الذين يفوقونه وسامة ولباقة , فلماذا أنكمشت تحت لسعات أزدرائه لها؟ قالت له:
" أود أن أريك شيئا قبل أن نعود ألى الشقة , وأؤكد أنه سوف يستهويك وهو ليس بعيدا , جارني في ذلك , أن لم يكن أرضاء لي فأكراما لوالدي".
ذكرها لوالدها أصاب وترا حساسا لديه , لا شك أن الصفقة المعقودة بينهما تضمن ربحا كبيرا لجماعة مربي الأغنام ما دام ممثلهم يبدي هذا العرفان الفائق بالجميل.
فقال بأستخفاف:
" سيري أمامي".
كتمت تامي فرحتها بهذا الأنتصار وسارت به نحو سلم ينحدر صوب النهر حيث أصطفت أعداد كبيرة من الزوارق الصغيرة , وسار خلفها يدفعه الفضول , وعندما توقفت مشيرة ألى زورق فخم جميل , أرتفع حاجباه دهشة وتبعها ألى متن الزورق من دون أن يفوه بكلمة , ثم هبطا سلما ألى المطبخ فأشارت بيدها ألى المساحة الصغيرة وقالت:
" هلاّ أعددت لنا الشاي بينما أذهب لأقتراض زجاجة من الحليب؟".
قالت ذلك وقفلت راجعة ألى سطح الزورق بدون أن تنتظر ردا منه , وتركته يبحث بفضول في المساحة الضيقة التي تحتوي على طاولة ألى كل جانب منها مقعد وثير يمكن تحويله ألى سرير , وعلى مطبخ حسن التجهيز بخزائن حافلة بالمواد الغذائية.

وعادت بعد نصف ساعة تحمل نصف زجاجة من الحليب , وكان آدم فوكس قد أعد أبريقا من الشاي ووضع فنجانين على المائدة .
" يدهشني أعتبارك للذهاب ضروريا , الخزانة تغص بالحليب امعلب".
تولى تامي الحياء وسارعت ألى القول :
" أفضل الحليب الطازج , فالحليب المعلب يفسد نكهة الشاي".
شعرت بالأرتياح عندما تقبل تفسيرها :
" أعتقد أن هذا الزورق هو ألعوبة أخرى أشتراها والد متساهل".
"أنه ليس ألعوبة , بل أحبه وأمضي به ساعات طويلة أجوب به النهر".
" بمفردك؟".
" غالبا".
" تدهشينني , لم يخطر لي أنك تحبين الوحدة".
" ولكنك لا تعرف عني ألا القليل , وأستنتاجاتك مبنية على آراء وهمية , لا على معرفتك الشخصية".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-10-10, 04:29 PM   #7

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

تجاهل قصدها .
" الزوارق تنتشل من الماء في الشتاء عندما لا تكون قيد الأستعمال , ويجب حمايتها من الطقس بقدر الأمكان".
" أعلم ذلك , ولكنني أستعمله على مدار السنة وليس فقط في الصيف , وأقوم بأعمال كثيرة لصيانته , ثمة خبير يكشف عليه بين الحين والآخر , وأنا أقوم برأب الشقوق وطلائه بنفسي".
نظرة عدم التصديق التي بدرت منه كانت مثيرة للغضب فهبت على قدميها تاركة فنجان الشاي على المائدة , وصعدت ألى سطح الزورق , شعرت بموجة من السرور تسري في شرايينها عندما أدارت المحرك وراح صوته يتردد على مسامعها ,, وبلطف فائق أبتعدت بالزورق عن المرسى المزدحم آخذة بعين الأعتبار أن أي أحتكاك بزورق قد يقذف بوجبة الطعام أرضا , وعندما تأكدت أن ممرها خال أنطلقت بالزورق ألى عرض البحر.
وما هي ألا ثوان حتى لحق بها كما كانت تتوقع.
" ما الذي تفعلينه؟".
تعالى صوته فوق ضجيج المحرك .
" البحر ليس مكانا للمبتدئين ".
وبسرعة ألتفتت يمينا ويسارا متفحصا الأنوار على الجانبين ,وبذلك كشف عن معرفته لقوانين البحار مما أثار حمية تامي".
" لا تقلق , فقد درست التقويم البحري , وجدول المد والجزر ونظام العوم ولذا يمكنك الأطمئنان معي".
كان سبر غور الظلام تسلية خطرة بينما كان الزورق القوي ينطلق تحت توجيه يديها الماهرتين , لا وجود آدم فوكس المحترق غيظا ولا شتائمه التي كانت تصفع مسمعها , أستطاعت القضاء على شعورها بالقوة وبسيطرتها التامة على هذا الرجل المتصلّب.
كانت تتوقع موقفا ظيفا عندما تبدر من المحرك أولى أشاراته بالتوقف , وكان عليها أن تبذل جهدا فائقا لأبعاد رنة الشماتة عن صوتها وهي تجيب على سؤاله:
" ما الأمر؟".

بقولها :
" لست أدري , لم أدرس فن الميكانيك البحري".
" يا ألهي!".
كان تصلّبه لينا أذا قورن بنبرة صوته الغاضبة , وفي تلك اللحظة توقف المحرك كليا , مخلفا وراءه صمتا رهيبا.
" ما الذي حدث برأيك؟".
سألته بوداعة وهي تتسلل من جانبه مبتعدة عن قامته الضخمة .
فأجاب متجهما :
" جهاز أدارة المحرك أو الضغط أو الوقود , أنني أشكر الله لكوننا بعيدين عن الخط الرئيسي لمرور السفن! ولكن على سبيل الأحتياط راقبي جيدا بينما أكشف على المحرك".
هزت تامي كتفيها حبسة ضحكة راودتها , بينما راحت تراقبه وهو يكشف على المحرك , وعندما أقتنع بأنه غير معطل حول أهتمامه ألى جهاز الضغط وكآخر سهم في جعبته حل أنبوب الوقود.
تشنجت وهي تتوقع أن ينفجر غاضبا , ولكن عندما أستدار ليواجهها كان صوته هادئا ألى حد لا يمكن تصديقه.
" نفد الوقود ....... الخزان فارغ".
" آه , يا لحماقتي!".
كان أرتجاف صوتها حقيقيا لا تصنع فيه." لا بأس , سنضطر ألى المبيت على متن الزورق وفي الصباح نجد من يقطره لنا".
خيّم صمت طويل مشحون بالترقب ,وراحت تتململ بأضطراب , وأخذت تتساءل عن الأفكار التي تتزاحم وراء عبوسه , والعبارات اللاذعة التي ستنطلق من فمه , وبجهد أستطاع السيطرة على نفسه وجعل رده عبارة مقتضبة.
" أهبطي أنت , سأمضي الليلة على سطح الزورق".
وأعترضت قائلة:
" ولكن البرد شديد".
" أهبطي يا آنسة ماكسويل ".
" سأفعل , ولكن لا تلمني أذا أنهمر المطر عليك".
أمضت الساعات مستلقية على الأريكة مصغية ألى وقع خطاه على سطح الزورق , ولما لاحت تباشير الفجر راحت تشجع نفسها على مواجهته , ولكنها رأت أن أفضل وسيلة لتهدئة الوحش الثائر هي أعداد أفطار شهي له.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-10-10, 04:31 PM   #8

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وسريعا ما عبق الجو برائحة الطعام المؤلف من البيض واللحم , وكالمغناطيس أجتذبت أهتمام الرجل الكليل العينين فهرع ألى المطبخ وطوق فنجان القهوة الساخن بأصابعه المتجعدة , نظرة واحدة ألى عينيه الزرقاوين المنغلقتين أنبأتها بأن الوقت غير مناسب لتقديم الأعتذار , وبدون أن تفوه بكلمة وضعت أمامه صحنا حافلا بالطعام , وأنتظرت بصمت ألى أن ألتهم كل محتوياته.
" أيها القوم".
وصلهما هذا النداء بوضوح عبر المياه , وتقابلت عيونهما ثم قفز آدم مندفعا ألى سطح الزورق ولحقت هي به , كان ثمة زورق دورية نهرية بمحاذاة زورقهما.
" هل أنتما في مأزق؟".

أنطلق هذا السؤال من مكبر الصوت.
وأجاب آدم :
" يلزمنا من يقطر لنا الزورق , هلاّ أسديتم ألينا هذا الجميل؟".
وكان الجواب :
" بكل تأكيد , سنرسيكم بأسرع ما يمكن".
بعد ساعة بر طاقم الزورق بوعده وأعادهما ألى مرساهما سالمين , ولوحا بأيديهما للطاقم شاكرين مودعين , تقبل الرجال قول آدم أن الوقود نفد منهما ساخرين , ولحسن حظ تامي كانت عبارات السخرية معدودة , ولكن بينما كان منقذوهما يرحلون شعرت بأن صبر آدم قد نفد.
وبينما كانا يترجلان ألى الشاطىء , ثمة ساعة أعلنت الخامسة , تمتم قائلا:
" سنكون محظوظين أذا وجدنا سيارة أجرة في هذه الساعة المبكرة , أستعدي لمسيرة طويلة للعودة ألى الشقة ".
لأول مرة منذ ساعات نظر مباشرة ألى محياها الرصين , ردّت أليه النظرة بأخرى جريئة وقد ندمت على تسرعها , خوفها من الأنتقام منعها من الأقرار بأن ما حدث لم يتعد كونه مزاحا.
ومضة من نور بهرت عينيها , ولأول وهلة عزت ذلك ألى تأثير آدم على مشاعرها , وعندما أدار رأسه تبعت عيناها الأتجاه الذي تركزت عليه نظراته المنفعلة.

لوح ستيف هاريس بآلة التصوير وعلى شفتيه أبتسامة عريضة .
" صورة أخرى على سبيل الأحتياط !".
وأبتسم ثانية قبل أن تلتقط الآلة صورة ثانية لهما وهما في حالة من الذهول الشديد!


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-10-10, 04:33 PM   #9

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

3- حرب بين قلبين

نادرا ما كانت تامي تشارك والدها طعام الأفطار , ولذا بدت عليه الدهشة عندما رآها تجلس في المقعد المجاور له , لم يكن للسهر أي أثر على محياها بأستثناء تعب طفيف في عينيها , زال عندما جالت ببصرها في محياه الهادىء , كان من الواضح أنه يجهل ما جرى في الليلة المنصرمة.
تأكد لها ذلك من تحيته:
"طاب صباحك , هل أمضيت سهرة ممتعة؟ أنا آسف لعودتي متأخرا أذ حدث ما أخرني".
أرتسمت على شفتيها أبتسامة غامضة , سيئة والدها الوحيدة , أذا جاز التعبير , هي حبه للعب الورق حتى مطلع الفجر , وليس في هذا ما يضير , ألا أنه يأبى الأقرار بذلك.

" لا بأس يا أبي , أنا أيضا تأخرت بالعودة ".
وقبل أن تباشر بتفسير ذلك أطلق ضحكة العالم بالأمور قائلا:
" لا تكوني أبنة أبيك أذا لم تنتهزي الفرصة التي هيأتها لك , ذلك الشاب يعجبك , أليس كذلك ؟".
قال ذلك ضاحكا وراح يدهن قطعة خبر بالزبدة وأضاف:
" لأول مرة أوافق على أختيارك , ولذلك خرجت عن المألوف لأوفر له صفقة جيدة , كما تعلمين , أترك أمور المشتريات ألى الموظفين المقتدرين , ولكنني في هذه الصفقة قبلت بالخسارة , ليس بدافع العطف على الشاب الذي توسّل كثيرا بالنيابة عن شركائه طلبا لسعر أفضل من ذلك السائد في السوق , بل لثقتي من أنه بعد عقد الصفقة سيضطر للعمل بجميع أقتراحاتي , والآن , أخبريني , هل نجحت خطتي؟".
قالها وهو يقضم قطعة الخبز:
" هذا ما أود محادثتك فيه يا أبي".
وراحت تامي تداعب منديلها بعصبية ظاهرة , لأول مرة في حياتها لم تكن واثقة من ردة الفعل لدى والدها , كانت على وشك الأبتداء بالشرح عندما قوطعت للمرة الثانية برنين جرس الباب , وترددت , غير راغبة في أستئناف الحديث قبل أن يوليها والدها كل أنتباهه .
أنتظرا بصمت ألى أن أدخلت الخادمة الزائر , ثم نظرا بدهشة عندما دخل آدم فوكس الغرفة بخطة ثابتة تحدوه رغبة فائقة في الأسراع بالرحيل.
" آدم ! كنت أظنك لا تزال نائما!".
" كلا , أكون عادة قد أنجزت نصف أعمالي اليومية في مثل هذه الساعة , ذهبت ألى المحطة للأستفسار عن مواعيد القطارات , هناك قطار ينطلق بعد ساعتين وذلك يناسبني تماما ".
جوك , الذي يعرف طباع أبنته جيدا نظر أليها وتساءل عن سبب أهتمامها المفاجىء بمحتويات صحنها , ليس من عادتها أن تتحاشى نظرة أحد , ولاحظ أن آدم لم يرمقها بنظرة واحدة ,وبدا أن رغبته في الرحيل تتعدّى كل تهذيب , ولما شعر بأن وجوده غير مرغوب فيه تأبط الصحيفة وغادر المائدة , أنه لا يفهم أساليب شباب اليوم , يسرهم أن يظهروا غير ما يبطنون.
" سأراك قبل رحيلك".
قالها وهو يتجه نحو غرفة الجلوس ساخطا لسوء أستغلال تجاهله , عندما أبح آدم وتمي وحدهما أخذا يتبادلان النظرات , يسيطر على آدم الجفاء والبرود , وتامي يأكلها الأرتباك والأحراج.
" هل يعلم؟".
وتحركت عضلة في وجه آدم:
" يعلم ماذا؟".
حاولت كسب الوقت وكان يعرف ذلك.
صرخة غضب مفاجئة من غرفة الجلوس أكدت لتامي ما كانت تخشاه.
" أصبح يعرف".
قالت هامسة وأعدت نفسها للمجابهة التي لا مفر منها.
بدت على آدم دهشة مثيرة للمجابهة التي لا مفر منها .
بدت على آدم دهشة مثيرة للضحك عندما أندفع جوك ألى الغرفة وهو يصرخ غاضبا وملّوحا بالصحيفة , وكادت تامي أن تنفجر ضاحكة.

" ما معنى هذا؟".
ولوّح جوك بالصحيفة أمام عيني آدم :
"أريد تفسيرا ........ أريد تبريرا مقنعا".
كان آدم يستعد للرد وأذ بعينيه تقعان على صورة تمثل رجلا وفتاة يبدو عليهما التعب والشعور بالذنب , وتحت الصورة ملاحظة لاذعة تقول:
" ماذا سيقول الوالد؟".
وتحت ذلك وبحروف أصغر حجما كتب ستيف كلاما حافلا بالسخرية , الجملتان اللتان لمحتهما تامي من فوق كتف آدم كانتا كافيتين لتفسير أمتقاع لونه:
" أبنة المجتمع المخملي تقضي الليل على أمواج البحر , الآنسة ماكسويل تقع أسيرة شاب فاتن من الشمال , هل تصدقون أن عذرهما هو نفاد الوقود من زورقهما ؟".
" تبا له ".
وعصر آدم الصحيفة بقبضتيه القويتين :
" سوف أدق عنق ذلك الصحافي اللعين !".
أطلق جوك زفرة حارة وقال:
" هلا أبديت لي عذرا يمنعني من دق عنقك؟".
حملق به آدم وقال:
" أنك حتما لا تصدق هذه السخافات".
صرخ جوك غاضبا:
" لا يهم أن صدقت أو لا , السؤال هو كم من أصدقائنا سيصدقون ذلك ؟ ألحقت لعار بأبنتي ولوثت سمعتي وسنكون محور أحاديث أهالي لندن , أود أن أعلم بما تنوي مله حيال ذلك ".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-10-10, 04:34 PM   #10

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

أستعادت تامي الجرأة على الكلام , وأندفعت تبدي الأيضاح الذي تأجل مرتين:
" حقا يا أبي , لا لوم على آدم ,بل يقع الذنب عليّ , أنا أخرجت الزورق ولم أتأكد من كمية الوقود فكانت النتيجة أن توقفنا لبضع ساعات ألى أن قطرتنا دورية ألى الشاطىء في الصباح الباكر , وقد أمضى آدم اليل على سطح الزورق ونمت أنا تحت".
لم يبد على جوك أي لين وزأر صارخا:
" أنا أصدقك , ولكن هل يصدق الناس ذلك؟".
وتدخّل آدم بكلمات تفيض أحتقارا:
" وهل تبالي بتصرفات بعض الأغبياء؟".
" أني والله أبالي".
قالها جوك حانقا.

في الجبال المعزولة تجد مناعة ضد الألسن الثرثارة, أما نحن فنعايشهم يوميا , في الأشهر القليلة ستكون قد نسيت هذا الحادث , بينما أطون وتامي هدفا للأنتقادات اللاذعة والنظرات الحافلة بالمعاني , ألحقت العار بأبنتي , في الأيام الغابرة كان عمل كهذا يثير العداء المستحكم".
أعربت تامي عن عدم تصديقها بقولها:
" كم هذا سخيف يا أبي".
أستدار جوك نحوها وهو يرتجف غضبا وأمرها قائلا:
" أذهبي ألى غرفتك , لي حديث مع هذا الشاب".
ألقت تامي نظرة على والدها , كانت قد رأته يصبّ غضبه على الآخرين , ولكنها لم تكن مرة هدفا له , شدّة غضبه كانت مخيفة , ولاحظت العروق تبرز في صدغيه وتوشك أن تنفجر , كان يتنفس بصعوبة وأحتقن وجهه بلون داكن مخيف.
توسلت أليه وقد أعترتها رهبة مفاجئة :
" يجب أن تهدأ يا أبي!".
نبرتها الهادئة لم تزده ألا أنفعالا , وبغضب هائل لوح بذراعيه بأتجاه غرفتها مصرا على تنفيذها لأمره , وقفت مترددة ونظرت ألى آدم الذي أومأ برأسه فأذعنت وتوجهت متمهلة ألى غرفتها .
جلست في غرفتها لمدة ربع ساعة تصغي ألى سوت والدها الغاضب وألى أجوبة آدم الهادئة , كان يتكلم بنبرة معتدلة , مزيلا تدريجيا الحدة من نبرة والدها .
أما الآن وقد أتيح لها التفكير بنتائج تصرفها الأرعن شعرت بتأنيب الضمير , لم تتوقع أن تسبب كل هذا العذاب لوالدها , منذ طفولتها وهي موضوع محبة والدها , ولو كان والد سواه لكانت موضع كراهيته , لم تكن المرة الأولى التي تحن فيها تامي ألى حكمة والدتها ومؤاساتها , دللها جوك ألى درجة مشينة ضاربا بتحذيرات الأصدقاء عرض الحائط , مدّعيا أن تصرفات أبنته المعوجة سيصلحها الأدراك السليم الذي ورثته عن والدتها وهي سيدة فاضلة من يوركشاير أعتمد جوك عليها كليا طوال العشرين عاما من زواجهما .
مولد تامي وضع خاتمة لزواج قام على مدى السنين على المحبة والثقة ,الطفلة التي طالما توسلاها جاءت متأخرة جدا في حياتهما , وتسببت بتضحية والدتها بحياتها من أجلها.
أغرورقت عينا تامي بالدموع وهي تفكر بالمحبة الفائضة التي لقيتها طوال حياتها , وتلطيفا لعذابه من جراء خسارته , صبّ جوك كل طاقته على تنمية أعماله وأنهالت ثمار ذلك عليها وهي لا تستحقها , كيف ردّت أليه الجميل ؟ بعمل طائش واحد خانت ثقته وزعزعت أيمانه وأسكتت ألى الأبد مباهاته بأن تامي لم تسبب له لحظة من الهم منذ ولادتها .
قرع على الباب وصوت آمر أنتشلاها من أفكارها اقاتمة:
" أرجوك أن تخرجي يا آنسة ماكسويل , يرغب والدك في التحدث أليك".
طار قلبها أستجابة لنداء آدم وأسرعت ألى الباب تفتحه , كان يقف على العتبة بقامته المديدة وشفتيه المومومتين ونظرت ألى حيث يجلس والدها يرشف المرطبات.
" هل أنت بخير يا أبي؟".
وجرت لتجثو عند قدميه وترى بعينيها الخائفتين الأمتقاع الغريب الذي يكتنف محياه .
أبتسم جاهدا وكانت في صوته رنة يشوبها الأمل وهو يشير نحو آدم قائلا:
" شرح لي آدم الأمر يا عزيزتي , ويجب أن أعتذر لكما على ما بدر مني".
" آدم شرح الأمر؟".
ردّدتها بحذر وألتفتت أليه تستقرىء محياه الرصين الهادىء.
" لا أفهم لماذا وجدتما صعوبة في أطلاعي على حقيقة مشاعركما.........".
قال جوك متذمرا:
" قد يهزأ البعض بنظرية الحب من النظرة الأولى , أخبرتك مرات عديدة عن لقائي بوالدتك , حين رأيتها أدركت أنها الفتاة الوحيدة التي أريدها زوجة لي".

ومد يده يربت بها على رأس تامي:
" أجل , تلك الساعات الأولى من أكتشاف الأمر قد تتحكّم بتفكير المرء وتطرد كل ما عداها من خواطر , أذكر لقاءنا الأول جيدا , كنا في حفلة وتطوّعت أن أحمل أليها بعض المثلجات وكانت تقف في أحدى زوايا القاعة وحيدة مرتبكة , يسيطر عليها الحياء , وعندما رجعت أكتشفت أن الحياء يلجم لساني , ألتقت عيوننا ووقفنا صامتين يسبر أحدنا غور الآخر ألى أن أرتطم أحدهم بذراعي فأنسكبت المثلجات على مقدمة ثوبها.
ألم الذكرى عقد لسانه وبدا لها أنه يشيخ أمام عينيها الخائفتتين , ثم نفض عنه تلك الذكريات الأليمة وبشيء من حيويته المعهودة خاطب آدم :
" الوقت مناسب الآن لأعمل بنصيحتك , أشعر بالتعب , لذلك سأنام قليلا وأتركك يا آدم لتنتهز الفرصة التي كنت تتحين , لا أشك في ما سيكون ردّها ".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:16 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.