آخر 10 مشاركات
رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          هيا نجدد إيماننا 2024 (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          587 - امرأة تائهة - راشيل فورد - ق.ع.د.ن ... حصريااااااا (الكاتـب : dalia - )           »          112 - دمية وراء القضبان - فيوليت وينسبير - ع.ق (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          مشاعر على حد السيف (121) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : salmanlina - )           »          إلَى السماءِ تجلت نَظرَتِي وَرَنـت (الكاتـب : ميساء بيتي - )           »          16- انت وحدك - مارغريت ويل - كنوز احلام القديمة (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-11-11, 11:33 PM   #1

im1990
 
الصورة الرمزية im1990

? العضوٌ??? » 35219
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 177
?  نُقآطِيْ » im1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond repute
Rewitysmile25 103 -المفاجأة المذهلة -مارغريت بارغيتر



المفاجأة المذهلة
للكاتبة
مارغريت بارغيتر


الملخص
هل الرجال دائما قساة ؟
سؤال حير سوزان غريتجر طويلا خاصة
بعد ان حملتها الاقدار لقمة سائغة لترميها
بيــن فكي ميريك فيندلى الرجل الطاغيـة .
منذ رأته لأول مرة شكت فى امره،وتأكدت
بأنه مجرد لص وداهية استولى على أملاك
والدها الشاسعة بأساليبه الملتوية. وها هو
بأكاذيبه وألاعيبه يحاول الاستيلاء عليــها
كجزء من الثروة التى يحلم بها. ولكن لا .
سوزان لن تدع هذا الرجل يرتاح،لن يغمض
له جفن ما دامت هى على قيد الحياة . يجب
ان تحاربـه بــكل اسلحتها يجب ان تفضح
حقيقته امام والدها الذى وثق بــه وسلمه
مفاتيح حياته لن ترضخ لأوامره، لن تستمع
لنصائحه، لن تصدق اقواله، لن تثق بأفعاله.
وستظل وراءه تتحين الفرصة المناسبــة
لتنقض عليه وتكشف جميع أوراقه انه
واجبها كأبنة وحيدة لرجل عجوز انهكه
المرض وجاء اليوم الموعود، واقتربت
اللحظة الحاسمة وانكشفت جميع الأوراق
المستترة . وكانت المفاجأة مذهلة !

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي




التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 04-07-19 الساعة 02:32 AM
im1990 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-11, 12:43 AM   #2

im1990
 
الصورة الرمزية im1990

? العضوٌ??? » 35219
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 177
?  نُقآطِيْ » im1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond repute
افتراضي


1- آنسة خارجة من التاريخ
كان ظهرا حارا من أيام آب (أغسطس) وأشعة الشمس الحادة تتراقص في أرجاء المطعم وعلى طاولاته المفروشة بأغطية بيضاء . لاحقتها سوزان غرينجر بعينيها الرماديتين، ولما سمعت أحد الزبائن يتذمر من وهج الشمس، لاحظت أن صاحب المطعم الشاب سارع إلى إسدال الستائر فانحجب الوهج .
كانت الستائر قطنية ذات خلفية بنية مزينة بنقوش هندسية بيضاء . بدت جذابة وجديدة بالنسبة إلى سو ،فاستحوذت على اهتمامها وغرقت في تأملها إلى حد جعلها تنسى الرجل الذي يشاركها طعام الغداء .
- سوزان !
هتف تيم ماسون اسمها بنفاد صبر . لكنها استمرت في تأملها ولم تفق إلا حين خاطبها ثانية، فعاد بصرها المسافر يتركز بتعاسة على وجهه .
- آسفة .
غمغمت وهى تنكمش ليلا أمام نظرته الجافة . لكن وصول المضيفة بقهوتهما أنقذ موقفها فشعرت نحوها بالامتنان .
كان من الخطأ أن ترافق تيم إلى المطعم برغم إلحاحه الشديد، فهي لا تتوقع منه أن يتفهم استرسالها في العجز عن التركيز. حادثة أمها ، موتها المفاجئ وأمور أخرى صدمتها بقوة وأوصلتها إلى ما هي عليه. ذلك الزبون المتذمر ... أليس غريبا أن يهبها تصرفه العادي البسيط شعورا طبيعيا مريحا عجزت عن إعطائها إياه كل تشجيع تيم الصارمة وعطفه الفياض

-آسفة .
كررت الاعتذار فيما راح يحرك قهوته بغضب وقال :- لا بأس يا حبيبتي لكن فرصة الغداء محددة، وويلكوكس العجوز سيصاب بنوبة إذا تأخرت خمس دقائق. باستطاعتك على الأقل أن تصغي إلى ما أقول . كنت أسألك عن تلك الرسالة . لقد أتيح لك الوقت الكافى للتفكير . فهل مازلت تأخذينها على محمل الجد؟.
أشاحت وجهها عنه ونظرت بحيرة إلى يديها ثم سألت بتحد :- وماذا اذا أخذتها على محمل الجد؟.
- أولا ، تفهمت موقفك المبلبل بعد الحادثة، لكن الوقت حان لان تعودى إلى التفكير المنطقى .
- لقد أعطيت وعدا. أنه الوعد الاخير الذى سأعطيه .
- أعتقد انك تبالغين في الدراماتيكية. ثم قرب رأسه عبر الطاولة وقال بجدية مفاجئة :- بامكانك أن تطلبى منى عدم التدخل في شؤونك اذا شئت . لكنك أوقفت حياتك على أمك وهى تمكنت من تقييدك وحرمانك من الحرية الحقيقية.
حاولت الاعتراض فأسكتها بحركه من يده وتابع :- لقد طلبت منك ايصال هذه الرسالة حين كانت في حالة مرضية شديدة أعاقتها عن استيعاب هذا الطلب. إلا ترين يا سو ، أن الامر قد يعنى مزيدا من القيود ولديك منها ما يكفى ؟ انك لم تسمعى بهذا الشخص الذى ستحملين له الرسالة ، وقد يكون قريبا عجوزا ، انه عجوز بلا شك ، اذا كانت امك كتبت الرسالة منذ أمد بعيد. ومهما يكن هذا الشخص، سيحتاج على الارجح إلى رعاية واهتمام، وأنت لن ترفضى هذه المساعدة لمعرفتى بك!
تقلت يداها بعصبية تحت الطاولة .لا يحق لتيم أن يكلمها هكذا ! انها لاتخصه بأى شكل ولا تريد أن تخصه. لكن هل تراه خاطبها بهذا الاسلوب لآنه قلق عليها ؟
أجابت بتلعثم :- قد تكون مخطئا يا تيم ، لقد أخبرتك سابقا أن أمى كتبت الرسالة قبل بضعة أسابيع . لم تكن مفرطة الحساسية انما كانت عرضة لهذه التكهنات المسبقة .
تحاشت الرد على تعليقاته الاخرى لعجزها عن نفى ما تحتويه من حقائق .
لم يتأثر بجوابها وهى ما توقعت أن يفعل . اجابها بجفاف وبنظرة شك من عينيه البنيتين:- سوزان باستطاعة كل منا أن يتخيل اصابته بحادث. انه نوع من الواقع الفيزيولوجى، والحوادث تحصل كل يوم . لكن أمك كانت صارمة وعنيدة إلى حد منعها من الاستعانة ببعض التعقل .
- ليس الامر كذلك يا تيم .
كان صوته يمزق أعصابها بقسوة ، وأسلوبه الاستخفافى يثير في اسنانها صريرا . أرادت أن تنهض وتتركه ، لكن نزعة عنيدة في طبيعتها أرغمتها على البقاء . أردفت تقول :- يجب أن تفهم أن هذه مهمة يتوجب على القيام بها بغض النظر عن رغبتى تجاهها. فأنا لا أرغب شخصيا في ملاحقة شخص مجهول في اسكتلندا في الوقت الحاضر . لكنى وعدت !
- كنت حينها مضطربة بطبيعة الحال! ليتك تفكرين بعناية يا حبيبتي ... فالوعود ...
ولأول مرة تردد واحتار خوفا من ايلامها ، فأكملت عبارته بجمود :- تقصد الوعود التى تقطع على فراش الموت .
- أعتقد انى أقصد ذلك، لكنى ما نويت أن أقوله بهذه الفجاجة. أعلم أن كثرة من الناس تستصعب رفض الطلبات في وقت كهذا.
أضاف سكرا إلى قهوته معطيا لنفسه وقتا للتفكير. ثم سألها:- أتسمحين لى بالصراحة يا سوزان؟.
أومأت وبشئ من الحذر ، فتابع وبصره يجول بلطف في محياها الناعم الجميل :- أدرك شعورك تجاه أهمية هذه الرسالة . ولكن فيما يتعلق بك، لم أكن أثق بأمك في حياتها ، واخشى انى لا أثق بها حتى الان .
- أرجوك
لكنه لم يسمح لشهقتها المعترضة بأن توقفه عن الكلام
- اسمعينى إلى النهاية لأنى لا أقصد سوى مصلحتك . كنت أشعر احيانا أن أمك لا تحبك كثيرا، واستغرب هذا بأعتبارك ابنتها الوحيدة. فلطالما رأيتها تنظر اليك نظرات غريبة وكأنها لا تأبه كثيرا لما ترى . كأنك تذكرينها بشخص لا تحبه. فضلا عن انك لا تشبهينها البتة. لكن من ناحية أخرى.كانت معظم الوقت تتشبث بك بتملك، وأحيانا ترفض أن تدعك تغيبين عن بصرها. تذكرى كيف أصرت على أن تجدى عملا في الجوار بعد تركك الجامعة ، أرادتك دائما قريبة منها ، وهذا ليس اثباتا لمدى حبها لك. قد يكون السبب افتقارها إلى الامومة الحقة، فلم العجب الان اذا أبديت شكوكى في طلبها الاخير؟.
آلمتها منطقية كلامه فجفت شفتاها وشحب وجهها . لم تدرك انه كان واعيا لهذا المقدار من الحقائق لم تشك كثيرا في أن اهتمامه كان بدافع ذاتى . لكن انى له أن يدرك كم يتألم المرء حين تخضع مخاوفه وظنونه الخاصة لتحليل قاس كهذا أن علاقتها المشتركة مع أمها كانت شيئا لم تشأ ابدا أن تبحثه مع أحد، ولا مع تيم بالذات، ذى النظرة الموضوعية للامور.
لهذا أجابت اخير ببرود : أفضل عدم بحث الموضوع.
عاد صبره ينفد وهو يراقب عينيها تتسعان تحت أهدابها الداكنة بنظرة دفاعية، وتمتم غاضبا: أعتقد أحيانا انى لا أفهمك بالمرة يا سو .
وكادت أن تجيبه: (انا ايضا لا أفهمك معظم الوقت ). لكنها ابتلعت الجواب . فهو برغم كل شئ، كان عطوفا وساعدها كثيرا في الايام الاخيرة، وبدا انه الصديق المقرب والوحيد في حياتها . كان ايضا الرجل الوحيد في دائرة معارفهما الصغيرة التى تقبلتها امها بلا أعتراض . نظرت اليه بكآبه وقالت : حاول أن تفهم وتتحمل يا تيم، فالحادثة ما تزال جديدة.
- انى أحاول يا سو .
سمعته يتنهد ، ثم بدل تكتيكه فجأة فتوسلها بلطف محيرا اياها كما كان يفعل لدى انقلاباته هذه. غطى يديها بكفه المتقلص وقال : حبيبتي لماذا لا نتزوج لأستطيع الاعتناء بكل شئ عنك. انى واثق من أن أمك كانت ستوافق اذا تزوجنا سأضطلع بكل شؤونك ، واذا أصريت، سأرافقك لتسليم تلك الرسالة الغامضة ربما في عطلتى المقبلة أو في نهاية اسبوع طويلة .
- أواه يا تيم !.
تجمع الدمع في مقلتيها وتمنت لو تتمالك أعصابها...لفتة عطف واحدة ما تزال تبكيها ! منعت دموعها من السقوط وقبل أن يتنبه تيم لتأثرها . انها لم تبلغ العشرين بدون أن تقيم صداقات مع الجنس الاخر . كلنت صبية معافاة وتحب الاستمتاع والمرح، لكنها لم تستمتع في الحقيقة بمعظم تلك الصداقات لأن امها كانت تبذل أقصى جهدها لاغاظة هؤلاء الشبان، ولم تتمكن ابدا من الاحتفاظ بهم بعيدا عن امها التى كانت تجد في كل منهم سيئة ما تظهرها بوضوح فتتلف صداقة مرحة انما قابلة بسهولة للتحطيم
تذكرت سوزان هذا وتساءلت لماذا كانت تستسلم لامها بسرعة . كان يضايقها احيانا انها وصلت هذه السن من دون أن تعرف الحب. هل هى مثل أمها تخلو من اية طاقة حقيقه على الاحساس بمشاعر أعمق ؟ أو ربما العواطف التى حلمت بها كانت غير واقعية كليا، والاحاسيس الدافئة المجنحة مجرد أسطورة؟ كانت مولعة بتيم معظم الوقت فهل كان هذا كافيا يا ترى؟ لكنها نبذت فكرة الزواج منه حالما طرقت ذهنها. لايمكنها أن توافق. ليس الان. ليس قبل أن تتأكد تماما .
ارتجف صوتها قليلا وهى تحاول اخفاء ترددها وقالت : آسفة يا تيم لايمكننى الزواج من أى كان في الوقت الحاضر.
نظر إلى وجهها الشاحب والمتورد قليلا ، واعتقد أنه فهم السبب . لقد استعجل عليها ولم يمض وقت طويل على فجيعتها. ضغط يدها مطمئنا وقال :
- لاتقلقى يا حبيبتي سأكرر طلبى في مرة أخرى ، انما فكرى في الموضوع .
ثم نظر إلى ساعته بقلق وأضاف :- لكن عدينى إلا تتصرفى في الموضوع الاخر قبل أن تعلمينى .
تمنت لو أنه يتوقف عن مناداتها حبيبتي ، فقد يترك ذلك أنطباعا سيئا لدى الناس . شعرت ايضا بفيض من الارتياح لكونه جمد فكرة الزواج ،لكنها لم تشأ أن تعده بأى شئ ، ولا حتى باطلاعه على تفاصيل عابرة عن تحركاتها، فقد يفيدها الابتعاد عنه لفترة ، ومن الافضل إلا تصارحه بهذا تحاشيا لايلامه. هزت كتفيها وقالت بعد أن نظرت اليه بسرعة: لست متأكدة مما سأفعله.
حملت حقيبتها استعدادا للخروج وأشار هو إلى المضيفة طالبا الحساب. وهنا أضافت: لن أتاكد قبل أن أقابل محامى والدتى . لدى موعد معه اليوم بعد الظهر .
واجهتها ريح صيفية جافة حين افترقت عنه خارج المطعم، فشقت طريقها نحو موقف الباص. خسارة في هذا الطقس المشرق أن لا تذهب مشيا. لكن الريح كانت مزعجة تطيح بالنفايات الصفيرة وتنثر الغبار الناعم حول قدميها. كان هناك تلميذ بادى الضجر ، يمرغ أصابع قدميه في الغبار فقاومت رغبة في الحذو حذوة. شدت قامتها وقالت لنفسها بحزم أن لندن، حتى في شهر آب اغسطس، لاتخلو من الملاحة، وانها اذا لم تكن تحب العيش في مدينة كبرى فهناك ألوف يحبون ذلك. أمها أحبت لندن ووجدت في شوارعها المكتظة ما كانت تصبو اليه من مجهول .
تنهدت بضيق وقفزت إلى الباص حين وصل، مختارة الجلوس في طبقته العليا، وراحت تحدق عبر النافذة إلى صفوف البيوت والحوانيتالتى كانت تعترض بصرها ثم تذوب وتتحول إلى بقع تافهة . وسرعان مااجتاحها احساس واضح بالحرية ، احساس بأنها تستطيع لاول مرة في حياتها أن تختار ما يسرها من أمكنة السكن والعمل. هناك بالطبع مشكلة الشقة لكن اخلاءها سهل، كذلك عملها الحالى في مكتبة الحى يمكنها الاحتفاظ به ريثما تجد عملا تدريسيا ثابتا. فبعد رحيل امها لا يوجد من يضطرها إلى البقاء هنا . تيم سيتقبل في النهاية رفضها الزواج منه، واذا شاء برغم ذلك أن يظل على اتصال بها فلن تمانع .
لم يدعها المحامى تنتظر طويلا. كان رجلا شابا، ذا عقل كمبيوترى واسلوب أشبة بجهاز النقل في تعامله مع الزبائن. دعاها فورا إلى الجلوس وعزاها بصوت رسمى رفيع النبرات. وبرغم ذلك سرتها ضيافته الجدية ووجدت فيها تغييرا مريحا لعطف تيم الخانق في معظم الاحيان . جلست على المقعد الذى اختاره لها وواجهته بوقار . قال لها وعيناه الرماديتان تحتويانها بلا ابتذال: كنت خارج لندن ولذا تأخرت في الاتصال بك. أملاك امك لاتشكل اية معضلة، أنما هناك شئ غامض بالنسبة إلى .
انتظرت بصبر حين توقف عن الكلام وأخذ يبحث عن ورقة على مكتبه. لم تلتق هذا الرجل من قبل مع أن امها استشارته مرتين حول قضايا بسيط. انها لم تسمع بوجود أملاك. لعله يقصد بعض الباوندات التى قد تكون امها تركتها في المصرف. وعندما تذكرت سو مال التأمين
فقالت للمحامى:- اعتقد أن والدى ترك تأمينا . فبعد موته، كانت امى تتلقى مبلغا شهريا منتظما. لم تذكر لى قيمته، ولا أعتقد انه سيساوى كثيرا بعد التضخم. أى توفى والدى قبل أن أولد وهذا المال ساعدنا كثيرا. أظن انه من واجبى الان ابلاغ الشركة بوفاتها. كانت سخافة منى أن أنسى هذا الواجب.
اتعسها عرضها المشوش للحقائق والالم الذى أحدثه ، فقلصت يديها في حضنها.
وجد المحامى ما كان يبحث عنه وحين نظر اليها بأمعان لاحظ الضيق في عينيها الغائمتين فقال بهدوء: لا تقلقى لهذا التأخير يا انسه غرينجر، لكننى أردت في الواقع أن أحدثك بشأنه، فأمك ذكرت قضية التأمين منذ وقت بعيد، انما حين استفسرت عنه في المصرف اتضح أن لا تأمين هناك. بالطبع كان يضاف مبلغ إلى حسابها كل شهر لكنى لم أتوصل إلى مصدره. فهل لديك معلومات توضح المسألة؟.
فاجأها الخبر فأحست خواء في داخلها. اذا لم يكن هناك تأمين ولا سبب يدعوها إلى تكذيب المحامى فمن اين كان المال يأتى ؟ سألته:- أأنت متأكد من عدم وجود غلطة ما؟
- الغلط ليس واردا بالتاكيد.
تقبلت جزمه بانهزام وراح ذهنها يبحث عن تفسير معقول. لم تتوصل إلى نتيجة فدب فيها الخوف.
- انا لا أملك إلا الرسالة.
قالت العبارة همسا وشعرت فورا بالذنب. ولكن ما عساها أن تفعل غير هذا؟.
- رسالة ؟ هل يمكننى الاطلاع عليها؟ ومد يده منتظرا.

أجفلت داخليا وهى تخرج الرسالة من حقيبتها وقالت :- أسفة. لقد وعدت أمى بأن اسلمها لصاحبها بدون أن افتحها. لكن اذا كان العنوان يساعدك فلا بأس أن تطلع عليه.
تناولها من أصابعها الباردة بدون أن يعلق على عبارتها الغريبة وقرأ العنوان بامعان. ثم قال:- انها معنونة إلى السيد جون فريزر في غلنرودن، بيرتشاير وبخط أمك أن لم أكن مخطئا.
تناول احدى الاوراق وقارن الخطين ثم أومأ قائلا:- الخط واحد فلدى هنا توقيع امك . لكن اليس لديك فكرة عن مضمون الرسالة؟.
- كلا لكنى مزمعة على زيارة اسكوتلاندا في أسرع وقت فلعلى اكتشف مضمون الرسالة؟.
- ربما . هل حدث وسمعت شيئا عن السيد فريزر هذا ؟
هزت رأسها سلبا وقالت : كل ما أعلمه أن والدتى لم تذهب ابدا إلى اسكوتلاندا ، كذلك لم تبارح لندن. كانت تقول أن اسكوتلاندا مكان مقفر بارد.
- وهل صدقتها؟.
- ليس تماما. أعتقد انها كانت ستغير رأيها في حال أقنعها أحد بزيارتها. انى أحاول فقط أن أفسر استغرابى لهذه الرسالة ولا أعرف مطلقا من يكون هذا الرجل.
- وحتما لن تفكرى بفتح الرسالة؟ أن الاطلاع عليها قد يوفر ... متاعب كثيرة على المدى البعيد.
- كلا لايمكننى بحال أن أفتحها.
لماذا تردد قبل أن يقول متاعب ؟ ثم إلا يدرك بأنه يطلب المستحيل؟ ربما هو كما تيم يظنها بالغة الدراماتيكية. أثقلتها الحيرة فاشاحت عن المحامى.. لقد وعدت امها ، والوعد وعد مهما تكن الظروف .
قال : فهمت .
لم يعلق بكلمة اخرى أحسته يتفرس فيها متفحصا، وأخيرا تابع: اذن سننتظر نتيجة زيارتك لبيرتشاير لنتصرف في ضوئها. رحلتك قد تكون مفيدة من عدة نواح واذا لم تكن لن تؤثر عليها خسارة اسبوع او اثنين.
كانت لاتزال تفكر في تعليقاته الغامضة حين أقتربت بعد اسبوع من ادنبرة قبيل الغروب.
- ظلي على اتصال بى واعلمينى بكل ما يحدث معك.
قال لها لما اخبرته لتودعه. لقد أظهر ذعرا ، كما فعل تيم، حين أصرت على الذهاب بمفردها. بيد انها لم تخبر أيا منهما بان أمها توسلت اليها إلا تصطحب احدا . تيم حاول أقناعها بان قرارها خال من المنطق تماما، واستاء للغاية حين رفضت الاصغاء اليه. أن مجيئها بمفردها أفضل بكثير ففى حال كانت الرسالة تتضمن اخبارا سيئة فلن يكون معها احد يشهد ذلها. ومن عادة تيم أن يجهر تعليقاته الشامتة حين تظهر الاحداث انه لم يكن مخطئا .
وبرغم الجدل حول مهمتها وبرغم تخوفاتها الخاصة، تلفتت سو حولها بلهفة وسيارتها الصغيرة تنهب الاميال بلا أى خلل أو ابطاء. كانت تخص أمها التى ابتاعتها رخيصة بمال ربحته في احدى المسابقات. لقد أصرت على أن تتعلم سو القيادة كى تتمكنا من التنزة معا في نهايات الاسابيع . ضريبة السيارة كانت مدفوعة حتى نهاية السنة ولكن بعد عودتها إلى لندن لابد لسو من التخلى عنها توفيرا للمصاريف.
تنهدت ثم أخذت تفكر في رحلتها لتحول أفكارها إلى قناة أبهج .كانت رحلة جيدة لغاية الان. لقد ودت أن تقضى وقتا أطول في يورك حيث الكاتدرائية الساحرة ، لكن الطقس كان رائعا ومشجعا على متابعة السفر توفيرا للوقت .

شمالا وبعد اجتيازها منطقة تاين وتيز الصناعية الخانقة رحبت بالتلال والجبال توقفت قليلا في بلدة ألنويك التاريخية الحدودية لتناول الغداء ثم تابعت السفر بلا توقف الان شعرت بالتعب وتثاءبت وهى تقود سيارتها على طريق دالكيث ربما كان من الغباء أن تقطع هذه المسافة في وقت قصير كهذا انما كان في داخلها شئ يحثها على التقدم، فضول عميق للتعرف إلى هذا الرجل المدعو فريزر، إلى هويته وشكله فضول ممزوج في غرابة بمشاعرها الغاضبة تجاه امها لانها لم تأت على ذكره إلا بعد أن فات الاوان على أي تفسير.
لاشك انه كان شخصا مهما بالنسبة اليها في احدى مراحل حياتها، تيم محق على الارجح ففى مكان ما قد يكون هناك خال أو جد هجرته امها يوما. هذا الشخص موجود حتما والا لماذا شعرت امها بعذاب الضمير؟
ادنبرة عاصمة الشمال الرمادية هى حقا مدينه جميلة وبهية.



im1990 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-11, 01:04 AM   #3

im1990
 
الصورة الرمزية im1990

? العضوٌ??? » 35219
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 177
?  نُقآطِيْ » im1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond repute
افتراضي

لدى وصولها اليها أخذت سو انطباعات خاطفة عن النباتات الرائعة والشوارع الفسيحة المحددة بعمارات سكنية عالية وأزقة ضيقة. القديم والجديد جنبا إلى جنب تقدمت ببطء وبلا تذمر عبر حركة سير مسائية متكاثفة اهتمام مثير بدأ يمحو تكاسلها السابق وازدادت حماسة وهى تتأمل ما حولها لدى تباطؤ السير على جسر ويفرلى ودخولا في برنسس ستريت أحست ألقا أيجابيا يعود اليها.
لكن الالق خبا قليلا لدى بحثها عن مكان تنام فيه طرقت عدة فنادق بلا جدوى في النهاية استعانت بمركز الاستعلامات فأمن لها غرفة مرتفعة الاجر كل الفنادق مكتظة بسبب المهرجان السنوى الذى يؤمه الناس من كل صوب هكذا اخبرتها موظفة الاستقبال في الفندق.
ولما استتبت في غرفتها احتارت أى ثوب ترتدى للعشاء لكونها لم تحضر معها ثيابا رسمية سوى تنورة طويلة سوداء لم تتوقع أن ترتديها وحين استعرضت الاثاث الفاخر حولها قررت أن تلبسها مع بلوزة بيضاء طويلة الكمين.
كانت جائعة فاستحمت ولبست بسرعة وهبطت إلى المطعم ولأول مرة منذ غادرت لندن قرصتها الوحشة اذ وجدت نفسها وحيدة وسط الازواج وأفراد العائلات الضاحكين حولها انه وقت المهرجان والجميع يلهو ويستمتع هزت كتفيها وذكرت نفسها بأنها لم تأت بقصد الاستمتاع.
طلبت طاولة هادئة فقادها رئيس الخدم إلى واحدة وهويرمقها باستحسان تبعته غير شاعرة بأنها في ثوبها الرسمى وشعرها الاملس المسحوب إلى خلف بشريطة مخملية تبدو كأنسة فكتورية انفلتت من التاريخ.
كانت تتناول طبق السمك حين دخل الرجل صاحب التنورة لقد قيل لها انها لن ترى اليوم في اسكتلندا رجالا يرتدون هذه التنانير وان السياح الذين يتوقعون هكذا مشهد يصابون بخيبة لكن هذا الرجل يرتدى واحدة رداء رائع من التارتان( قماش صوفى مربع متعدد الالوان) يأسر النظر او بالاحرى الشخص الذى يلبسه رجل جبلى وسيم فارع القامة مديدها انحبس النفس ضيقا في حلقها كان طويلا اسمر تبدو الثقة واضحة في كل خطوط جسمه المتين وفى شموخ رأسه ولاحظت سو قبل أن يجلس كيف تطوحت التنورة برشاقة حول ردفيه وبجهد ازاحت بصرها عنه لئلا يراها تحدق اليه كانت معه رفيقة فتاة تكبرها سنا انما اصغر من الرجل في أواخر عشريناتها ربما
كانت انيقة ترتدى التارتان ايضا مع وشاح داكن على كتفيها كانا كأخوين تقريبا فتقاسيمهما تبدو مجبولة بالاعتداد الشديد نفسه.
ركزت سو على طعامها وهى ترفض صبغ مشاعرها العاطفية بطابع الجد وتعزو تشتت ذهنها إلى فجيعتها الاخيرة والمسؤولة بالتاكيد عن تصرفها الانف وكأنها تلميذة مراهقة سريعة الانفعال
وفجأة احست بنظرة مباشرة تسلط عليها وتجذب بصرها كما المغنطيس رفعت عينيها بالرغم منها لترى صاحب التنورة يحدق اليها كما حدقت اليه من قبل كانت عيناه تستقران على وجهها بدون طرفة جفن وبتركيز حاد وكأنه يرى شبحا.
وبصعوبه اشاحت بصرها عنه سرت فيها رعدة غريبة وضايقها أن يتمكن هذا الغريب من التأثير عليها بعينيه فقط هل أن امعانها السابق به جذب اهتمامه بها اخجلتها الفكرة ألهبت الدم تحت جلدها امتعضت لتصرفها الجبان ولخوفها من انفعالات مخجلة لاحقة تناولت حقيبتها وغادرت المكان بسرعة.
وفى احدى قاعات الاستقبال الفسيحة غرقت في مقعد وثير مرغمة نفسها على الاسترخاء أن الرجل بالكاد لاحظها وهى تصنع من الحبة قبة ثم لماذا يهتم بفتاة غريبة مثلها وبرفقته فتاة ساحرة أخاذة في أى حال طمأنت نفسها لن تراه مرة اخرى فهنا ستضيع وسط الرواد الكثروخليط الطاولات والمقاعد الوثيرة وستتمكن من الاسترخاء قبل العودة إلى غرفتها الوقت متأخر وعليها أن ترحل باكرا .
احتست قهوتها باطمئنان وتركت رأسها يرتاح على طراوة المقعد الجلبة خفت حولها وأدركها التعب فأغمضت عينيها وكادت تنام.
صوته المفاجئ أجفلها بقوة وجعلها تنتصب جالسة بذعر وتتورد مرتبكة. قال : مساء الخير ، أعتقد انى مدين لك باعتذار.
كان صوته عميقا كامل الرجولة ككل شئ فيه قربه منها فارعا ومتألقا في ردائه الفولكلورى كان له وقع اسوأ من الوقع السابق شعرت وكأنه يمد يده ويلمسها فاكتنفها الذعر حين تشابكت نظراتهما.
- عفوا.
كلمة خاوية لفظتها بصعوبة وهى تتشبث بذراعى المقعد لم تجد شيئا آخر تقوله لماذا يتصور انه مدين لها باعتذار؟ إلا اذا ...
- أظن انى اخفتك في قاعة الطعام.
تابع يقول وكأنها لم تتكلم وهو يتحرك حولها ويزيح فنجان القهوة الذى لامس تنورته تسمرت في مكانها ولاحظت توهج الخاتم الماسى حول اصبعه وطوال الوقت كان يحيطها بنظرته الثابتة معريا اياها من ثقتها الذاتية تمعن في محياها البيضاوى الناعم شعرها الاشقر عينيها الدخانيتين اهدابها الداكنة وقال: لدى شعور بأنى رأيتك قبلا في مكان ما كنت أحاول التوصل إلى هويتك لكنك غادرت فجأة وبدون أن تنهى طعامك وفورا احسست بالذنب
- أحسست بالذنب؟
رمشت بحيرة ورمقته بارتباك وشك فرأته يبتسم ويمعن في جرأته انها حتما أقدم لعب الاصطياد في العالم لقد أثارت اهتمامه فأراد التعرف اليها والا لماذا يهبط رجل مثله إلى مستوى منحرف كهذا وللحظة قصيرة تملكها الغضب لكنها سرعان ما أخمدته بشئ من التعقل فرجال في مستواه لا يلتقطون الفتيات بهذا الشكل كما لا يجب على الفتيات مثيلاتها أن يفكرن بهذا الاسلوب الرخيص اذن لماذا تقرب منها هكذا ؟ الانه شعر غريزيا بانجذابها اليه ؟ قالت في برود : أخشى أنك اخطأت الظن فانا واثقة من اننا لم نلتق أبدا من قبل ربما أنت تعرف فتاة تشبهنى والان استأذن...
لم يحاول نفى تأكيدها ولم يتزحزح بل استمر يعلو عليها ويرمقها عن كثب متفرسا فيها بغرابة لذا لم ينتبة كلاهما لوصول الفتاة الا حين تكلمت وسألته:-ماذا تراك تفعل هنا يا حبيبى؟ فهمت منك انك ستنتظرنى عند مكتب الاستعلامات؟
ثم شخصت إلى وجه سو المتوتر واضافت بحدة: لم أعلم انك تعرف احدا هنا.
توقفت سو عن تناول حقيبتها وأدارت رأسها تتأمل الفتاة عن قرب لم تكن مراهقة بأى حال انما جميلة لكن وجهها كان يتميز بقسوة معينة تتعارض مع الرقة الذائبة في نظراتها إلى الرجل من هنا تأكدت سو انها ليست شقيقته فليس هناك أخت تنظر إلى أخيها هكذا.
وقبل أن تتكلم قال الرجل باقتضاب وكأنه لم يرحب بوصول رفيقته المؤقت: انك تطيلين الوقت عادة في اصلاح زينتك يا كارلوت كنت فقط أكلم هذه السيدة الشابة لتصورى انى رأيتها قبلا في مكان ما لكن يبدو انى كنت مخطئا على اى حال انها تبدو وحيدة ولعلها تقبل دعوتنا إلى فنجان شاى
اقتراحه أخل فجأة بأنفاس سو رمقت الفتاة بارتباك فرأتها تحدق بالرجل بعبوس وتعجب واستياء وفى عينيها ادانه واضحة لتقربه من سو وسمعتها تعترض بصوت جليدى : لكنها لا تعرفنا البتة.
- سنعالج ذلك بسهولة
عاد ينظر إلى سو ومد يده بتهذيب قائلا: أنا ميريك فيندلى وهذه الانسة كارلوت كريغ.
لم تتعجب سو كثيرا لعدم اهتمام كارلوت بالتعريف تجاهلته تماما وأخذت تحدق إلى ميريك فيندلى وكأنه فقد عقله وارتفع صوتها إلى نبرة شبة هستيرية: لقد نسيت يا ميريك أن امى تنتظرنا لقد تأخرنا بما فيه الكفاية.
فأجابها:لن يضيرها أن تنتظر دقائق أخرى.
وعاد ينظر إلى سو المرتبكة ويسجن نظراتها بعينين مهددتين كأنهما بركتا ظلام.
أحست سو وكأنها ذبابة تسقط في شرك فيما العنكبو يترصدها ويلاحقها بقسوة كان محياه الداكن يحوم فوقها بتعبيرات مبهمة فتوقف قلبها للحظة عن الخفقان فقدت كل ارادتها وأحست ارتخاء غريبا في مفاصلها أذعرها الشعور ومرة اخرى برقت شفتاه بابتسامة خفيفة وكأنه أحس بعجزها عن الحركة
وفجأة لفح الغضب ذهنها وجسمها المخدرين اذ خطر لها انه تصرف معها هكذا ليثير غريزة رفيقته او ليغيظها بشكل ما انه احتمال مرجح ولطالما علقت امها على الوسائل الملتوية لبعض الرجال
التهبت خداها ونهضت بسرعة متجاهلة يده الممدودة: واستدارت إلى كارلوت تقول بعذوبة: اعتذر أن كنت قد اخرتكما عن موعدكما بدون قصد لا تجعلانى أؤخركما أكثر وانا أكيدة بان السيد فيندلى لم يدعنى إلا من باب التهذيب
عضت شفتها بخيبة واعتبرت الحادثة منتهية بالنسبة اليها انحنت لتتناول شالها فرأت اليد التى تجاهلتها تلتقطه بالنيابة عنها وقبل أن تستطع الاعتراض فرشه على كتفيها فأرعشها ملمس أصابعة عبر قماش بلوزتها الرقيق خفق قلبها متسارعا فجمدت مسلوبة الاعصاب تشاركه النظر بعينين متسعتين وخلال الصمت اللاحق قالت:تصبح على خير ثم هربت قبل أن يستطيع الكلام.


شرارة انتصار واحدة أنارت طريقها وهى تعود مهرولةالى غرفتها لقد استعانت ببعض التعقل فلم تذكر اسمها لميريك فيندلى


نهاية الفصل الاول


im1990 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-11, 01:10 AM   #4

im1990
 
الصورة الرمزية im1990

? العضوٌ??? » 35219
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 177
?  نُقآطِيْ » im1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond repute
افتراضي


2 - لقاء المارد



اطل الصباح التالى ضبابيا رماديا مع انسكاب مطر فبلل المعنويات والثياب معا لكن سو شعرت ازاءه بامتنان غريب اذ رحبت بأية تغطية يمكن أن يزودها الفضاء الغائم بكثافة.
- طقس آبى اغسطسى نموذجى ، علقت موظفة الاستقبال وهى تبتسم بالتواء لكن سو لم تعر التعليق كثير انتباه وهى تسارع في دفع الحساب قبل أن تلتقط سيارتها من المرآب لم تر إلا القليل من ادنبره وهى تغادرها حتى القلعة كانت بالكاد مرئية تحت خيمة الغيوم التى تلفها فقط تمثال سكوت (الشاعر والروائى الاسكتلندى) بدا واضحا خلال عبورها برنسس ستريت وهنا وعدت نفسها مجددا كما فعلت في يورك بأن تقضى فيهما وقتا أطول لدى عودتها كى ترتاد معالمهما جيدا تنهدت وهى تضغط في ندم على دواسة الوقود فهي على ما يبدو تقوم بالاشياء بالمقلوب
حثها شعور مؤلم على العجلة فخرجت من المدينة في سرعة عبر جسرالشارع الرابع إلى تلال فايف ركزت كليا على الطريق المبللة الزلقة وعلى المطر المنهمر على زجاج السيارة الامامى كان عليها أن تفكر بأى شئ ينسيها الليلة الماضية الحادثه المقلقة في الفندق فهي ما تزال ترتعش لدى التفكير فيها لم تكن تتصور أن تلتقى ميريك فيندلى مرة أخرى ولا هى ترغب في ذلك هكذا طمأنت نفسها انما وبسبب صدفة غريبة ما انفك قلبها يخفق كلما فكرت فيه وماتزال تحس رفة ندم غريبة تتصارع مع رغبتها في النسيان.
من الواضح أن ميريك فيندلى كان ايضا عرضة لتندمات من نوع اخر فهي لم تر له أثر حين تناولت فطور الصباح تناولته في عجلة لخشيتها من احتمال لقائه لكن قلقها كان في غير محله فالطاولة التى احتلها في الليلة السابقة كانت خالية وكارلوت لم يظهر لها اثر هى الاخرى
لذا لم يسع سو إلا أن تقرر جازمة بان استنتاجاتها كانت صائبة كان ميريك يستعملها ككماشة صغيرة لينتزع بعض الغيرة من صديقته الجميلة الناس لا يتورعون عن فعل اغرب الاشياء من اجل حماية عواطفهم لكن استحالة اقدام ميريك على تصرف كهذا استمر يعذب آمالها واضطرت لبذل مجهود قوى كى تحول افكارها إلى اتجاهات اخرى ولتطرد من ذهنها وجهه الجذاب إلى حد الخطر لايجب أن تسمح لاى شخص ولأى شئ أن يشغلاها عن ايجاد غلنرودن والسيد فريزر الغامض.
كانت الرؤية محددة بسبب المطر والضباب ولما انقشع الجو اخيرا واشرقت الشمس حمدت سو ربها. هنا ادهشها أن ترى الريف قليل الوعورة. كانت اراضيه متدحرجة ذات حقول شاسعة وبيوت زراعية كبيرة.
لكن بعد اجتيازها بيرث تغيرت طبيعة الارض فاصبحت جبلية برية وبعد دانكلد واجتيازها الطريق العام احست بوحشة الغابات تكتنفها وتضغط عليها استعانت بخريطتها لتحاشى اتباع المنعطفات الخاطئة وبعد أن قطعت عدة اميال ووصلت قرية هناك قررت أن تتوقف وتستعلم عن الطريق فلابد انها اصبحت قريبة من المكان والاستفسار عن الوجهة الصحيحة يوفر عليها اميالا طويلة هذا ما قالته في نفسها وهى توقف السيارة امام حانوت القرية .
- غلنرودن؟
هتفت المرأة الكهلة عبر الفاصل الخشبى جوابا على سؤال سو المتلهف وقد استغربت امتلاء الحانوت بالناس بالمقارنة مع وحشة الريف المحيط بالقرية شعرت بخديها يتوردان قليلا حين استدارت اليها عدة وجوه ترمقها في فضول.
- لاشك انك تريدين جون فريزر
تابعت المرأة فيما اومأت سو برأسها مرتبكة وقالت : أو ربما تستطيعين
فقاطعتها امرأة اخرى بلهفة :

اعتقد أن السيد فريزر يشكو التواء في كاحله هكذا اخبرتنى جارتى هذا الصباح لقد لواه في حقل الخليج (نبات منخفض في الجزر البريطانية ) ولذا ستجدينه في البيت حتما.
لم تجب سو بل وقفت صامتة تتلقى الارشادات من المرأتين معا قالت احداهما: تقدمى مسافة ميلين في خط مستقيم خذى يمينك مرتين ثم يسارك مرتين لن تضيعى المكان .
وقالت صاحبة الحانوت:هناك بيتان واحد كبير واخر اصغر منه . جون فريزر يقطن الاصغر.



im1990 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-11, 01:17 AM   #5

im1990
 
الصورة الرمزية im1990

? العضوٌ??? » 35219
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 177
?  نُقآطِيْ » im1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond repute
افتراضي


ثم نظرت إلى سو مقطبة واضافت بدون أن تتوقف عن تلبية الزبائن:يبدو لى انى رأيتك من قبل في مكان ما .
- لا أعتقد ذلك.
اجابت سو في شبه ابتسامة وشكرتت المرأتين على مساعدتتهما ثم اردفت وهى تتراجع في عصبية صوب الباب:لم ازر هذا المكان من قبل لذا استبعد ما تقولين .
خرجت إلى سيارتها مهرولة وصدمة قارصة تسرى في كيانها لقد جاءت لتبحث عن هذا الرجل المدعو فريزر ولكن عثورها عليه سحق فيها املا واهيا بأن لا يكون موجودا حاولت بقنوط مقاومة رغبة في العودة إلى لندن وهى تدرك في الوقت نفسه بانها لا تحب أن تنقاد لميولها الجبانة هذه اجفلت كسائر في نومه يوقظه احدهم بقسوة وادركت انها امام خيار واحد فقط لان اى تصرف اخر كفيل بأن يحرمها راحة البال في المستقبل
ادارت محرك السيارة بحركة آلية فاعادها الهدير المفاجئ بعنف إلى الواقع ما اغباها تجلس هنا وترتجف كورقة كل ما عليها فعله أن تتقدم إلى غلنرودن فتوصل الرسالة ثم تعود هذه العملية قد تستغرق اقل من ساعة اذن لا موجب لكل هذا الاضطراب وليس ثمة ما يبرر شعورها الطاغى بالتعاسة استوت في جلستها بحزم ثم ازاحت شعرها الاشقر بأصابعها المستمرة الارتعاش ومضت بسيارتها قدما
وجدت غلينرودن في سهولة وبخلاف ما توقعت الصعوبة الوحيدة كانت في الطريق الملتوية ذات المنعطفات المجنونة التى كادت تصيبها بدوار في احد الاماكن اضطرت لان تعبر مقطع نهر حيث المياه تغمر الطريق وحين اندفعت بقوة تهاجم دواليب السيارة احست سو للحظة بالخوف اذ تصورت فيضانا كاملا يغمر هذه البقعة من الطريق وما يمكن أن يشكله من خطر على الوافدين الغرباء وتنفست الصعداء حين خرجت منه بسلامة.
كان النهر يصب في خليج بدا في الجو الغائم كثيفا رماديا ما لبث أن حجبه امتداد من الصنوبريات فلم تعد تراه اخذت المنعطف اليسارى الاخير وتبعت النهر خلف الوادى وبعد نصف ساعة وجدت البيتين المنشودين مختفين تقريبا في غابة من الصنوبر.
داست بسرعة على مكابح السيارة اذ كادت تتخطى نهاية الطريق بلا انتباه غيرت جهاز التبديل بضجيج وبدون براعتها المعهودة اذ كانت تركز على ما كان يظهر من البيتين من خلال الشجر توقفت السيارة من تلقاء نفسها واستقرت بانحناء على الحافة المشجرة
- اللعنة
هتفت سو باستسلاموهى تريح ذراعيها قليلا على حضنها وانقضت بضع ثوان قبل أن تنتبه للرجل الواقف على مطل صخرى على مسافة غير بعيدة عنها شهقت وهى ترى المشهد بدا الرجل وكأنه (تيرنر) عصرى (رسام بريطانى) يرسم مشهدا معقدا من الدراما المتناهية
لم تستطع أن تميز تقاطيع الرجل إلا انها احسته ينظر اليها من مكانه العالى لاشك انه سمع صوت المحرك فوقف يدينها بسوء القيادة من على برجه الشامخ اشاحت عنه بسرعة وتساءلت لماذا يعلق اهمية على تصرفها والغرباء لا يفدون بكثرة إلى هذه المناطق لكن اذا لم يكن لديه ما يفعله فهي لديها مهمة عاجلة

ارجعت سيارتها عن العشب وتابعت القيادة بدون أن تنظر مرة اخرى في اتجاه الصخرة
ومن لحظة توقفها امام البيت الصغير احست بأن كل شئ سيكون بخلاف ما تصورت لم تستطع تفسير السبب وانتابها شعور غريب جدا مابين الكوخ والمدخل انه كوخ اكثر منه بيتا قالت لنفسها وهى تقترب منه متفحصة إياه في تمعن البيت الاخر يبعد عن هذا مسافة مئة ياردة تقريبا ويبدو مهيبا وسط الاشجار لم تقدر أن تراه بوضوح لكنه بدا اكبر حجما من الاول .
كان باب الكوخ منفرجا مما اكد لسو وجود السيد فريزر فيه طرقته في ترقب وارتعشت في ارتباك حين لم تسمع جوابا حاولت مرة اخرى بلا نتيجة احتارت في امرها ثم دفعت الباب بلطف وعناية ودلفت إلى الداخل.
وجدت نفسها في ردهة مربعة متوسطة الحجم انما مكسوة بألواح دافئة وداكنة من خشب السنديان وعدا سجادة عجمية مستطيلة لم يكن هناك اى اثاث باستثناء سلم خشبى ضيق يبدأ من زاوية بعيدة الباب إلى يمينها كان مغلقا اما اليسارى فكان نصف مفتوح وفيما هى تحدق اليه وتتردد في طرقه رأت رجلا يكمل فتحه ويقف على عتبته
لاشك انه جون فريزر هبط بصرها إلى قدمه كان يقف على ساق واحدة متكئا على عصا وفجأة اطلقت شهقة صغيرة حين نظرت إلى وجهه مدفوعة بحس خارج عن ارادتها ويقين داخلى بأنها يجب أن تعرف هذا الرجل الذى لاتعرفه ولا تتذكر انها رأته مرة من قبل
كانت عيناه الرماديتان مسمرتين كعينيها وقبل أن تقول شيئا سألها بفظاظة : من انت؟
اعادها سؤاله بقوة إلى الواقع لكن ردود فعلها الخاصة استمرت تحيرها انها تواجه رجلا طويل القامة ذا شعر غزا معظمه الشيب شعر اشقر كشعرها وعيناه رماديتان كعينيها بل هو نسخة طبق الاصل عنها رجرجت الفكرة ذهنها في عناد وهى تنظر اليه.
- من أنت ؟
كرر السؤال وهو لايقل عنها ارتباكا انما كان مصمما ايضا على اكتشاف اسمها فأجابت بتلعثم لم تدر له سببا: آسفة كان يجب أن اخبرك اسمي سوزان غرينجر ومعظم اصدقائى يسموننى سو.
لم تكن مستعدة للوقع الجارح الذى احدثه تصريحها فقد شحب وجهه وتهدل شكله العسكرى فجأة برغم أن بصره لم يفارق محياها
وظنت للحظة انه سيقع لكن حين سارعت اليه ابعدها عنه وتمتم في خشونة: انى بخير لقد اذيت كاحلى فحسب ضرر بسيط لا يستحق الشوشرة ارجوك أن تتفضلي .


im1990 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-11, 01:21 AM   #6

im1990
 
الصورة الرمزية im1990

? العضوٌ??? » 35219
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 177
?  نُقآطِيْ » im1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond repute
افتراضي

استدار فتبعته إلى قاعة الجلوس كانت بخلاف الردهة مكتظة وتشوشها كتب وصحف مبعثرة في كل مكان لكنها لم تحفل بذلك توقفت معه قرب النافذة المفتوحة حيث استمر يتفحصها عن كثب.
قالت وهى تتململ متضايقة من نظرته الثاقبة: انى ابحث عن السيد فريزر جون فريزر.
ظل صامتا فتابعت في عصبية : لدى رسالة له من امى هل تعرف هذا الرجل ؟
أومأ بالايجاب وذعرت سو لما اكتسى وجهه من صدمة وذهول وسألها بصوت غريب:ما أسم أمك هل هو هيلين غرينجر ؟
- اجل كانت تدعى هكذا.
- كانت ؟ هل تقصدين ما اظن انك تقصدينه؟.
اومأت برأسها كيلا تتلفظ بالجواب ولم تندهش كثيرا حين قال في جمود كانت زوجتى ايضا.
لم يصفعها الوعى الكامل للحقيقة إلا حين سمعته ينطقها اغرقتها الصدمة. فراحت تشخص اليه والعذاب يغمق عينيها ويشحب وجنتيها هل هذا الرجل والدها شبهها قد يكون عرضيا فبأى طريقة تتأكد من الحقيقة؟
كان مثلها مرتجا بدأ يقول شيئا ثم عدل عنه. امسك ذراعها بلطف وقادها إلى حيث الموقد تمالك نفسه وقال بهدوء: من الافضل أن تجلسى يا عزيزتى . وقبل أن نخوض الموضوع يستحسن أن تعطينى الرسالة. اعرف انك ابنتى قبل قراءتى لمضمونها فشكلك يؤكد لى ذلك .
اكتنفتها الحيرة وهى تجلس قبالته في حذر لم تجرؤ على النظر المباشر اليه تناولت الرسالة من حقيبتها وسلمتها اليه وقد ازمعت جزئيا على أن تبقيها معه ورجوعا إلى الماضى القريب عاد اليها تحذير تيم عاليا وواضحا ولكن كيف كان لها أن تعرف بأن جون فريزر قد يكون اباها الان ادركت كما ادرك جون بدون مطلق شك ، وقبل أن تقرأ الاثبات الاضافى على الورق، بانه ابوها استرقت اليه النظر وهو يقرأ الرسالة كان طويلا ونحيلا او بالاحرى واهيا لكن بمجموعة كان حسنا من نوعية الرجال ذاتها التى طالما تصورت اباها ينتمى اليها.

لماذا ؟ لماذا تساءلت في قنوط لماذا لم تخبرها امها الحقيقة ابدا هل يعقل أن يستطيع احد الاقدام على خداع قاس كهذا ثم كيف استطاعت امها أن تحفظ سرا كهذا طوال الوقت
بالنسبة إلى دور ابيها في التمثيلية فلا يسعها أن تحزر هناك أشياء كثيرة لا تفهمها وقد يكون من الافضل إلا يحاول ربما يحاول أبوها أن يفسرها بعد انتهائه من القراءة.
وكأنما تكهن بأفكارها رفع جون رأسه ثم طوى الرسالة وناولها اياها قائلا: لا أدرى اذا كان يحق لى بأن ادعك تقرأينها يا سوزان، لكنها قد تفسر لك بضعة أشياء لا بد أن تعرفيها فكلانا انا وأمك لم نفلح كثيرا في واجباتنا تجاهك.


im1990 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-11, 01:31 AM   #7

im1990
 
الصورة الرمزية im1990

? العضوٌ??? » 35219
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 177
?  نُقآطِيْ » im1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond repute
افتراضي


كان صوته واهنا بعيدا، وكأن مضمون الرسالة هزه كثيرا شعرت بأنها كانت تشهد عذابا شخصيا لايمكنها المشاركة فيه فأشاحت بصرها عنه وحدقت إلى الاوراق بين يديها، وانخرطت تقرأ التالى:
شعور يخامرنى منذ مدة طويلة يا جون بأن هناك شيئا على وشك الحصول فاذا كان حدسى صائبا وهو لم يخذلنى ابدا فسوزان ستبقى وحيدة بلا معين لهذا السبب أرسل اليك أبنتك اذا ساورك اى شك في أبوتك لها فما عليك إلا أن تتأمل رسوم العائلة تلك المجموعة المضحكة في حوزتك لتتأكد من الحقيقة تركتك يا جون لأنى لم احبك يوما مع انى حاولت كثيرا كما تعلم وحين تأكدت من حملى بسوزان شعرت بضرورة الهرب ولو لم اتركك انذاك لما سمحت لى بهجرك وأنا حامل بطفلة او ربمابطفل كان قرارا مصيريا بالنسبة إلى لكنى لم أندم عليه ابدا.
لن احتاج النفقة بعد اليوم يا جون لانه اذا قدر لك أن تقرأ هذا فسأكون في عداد الاموات انما هناك سوزان التى أرجو أن ترعاها نيابة عنى وان تسكنها معك اذا اقتضى الامر اعتقد انى ما ستطعت ابدا أن ازودها بالحنان كما يجب، فلعلك تفعل ذلك ايضا .
كان هناك المزيد ولا شئ فيه ينير الطريق الرسالة بحاجة إلى تشريح لاستخراج الاستنتاجات والمعلومات المطلوبة لكنها شعرت أن تشوشها الذهنى يحول دون ذلك سقطت الاوراق من أصابعها الرخوة فيما اخذت عواطفها تتكور وتتمدد في داخلها لم تتوقع مطلقا أن تعلم بوجوب أب لها هنا مايزال حيا يرزق وليس كما جعلتها امها تعتقد لقد كابدت الكثير ويصعب عليها هضم هذا النبأ الجديد فورا حتى حزن والدها لم تقدر لغاية الان أن تسبر عمقه فاكتشافه لوجودها قد يقلب دنياه رأسا على عقب.


وقال جون فريزر وكأنه شعر بحاجتها إلى التطمين:سوزان قد يكون أسهل اذا بدأنا من البداية أريدك أن تفهمى أن دهشتى تماثل دهشتك والفرق الوحيد هو انى أكبر منك سنا وبالتالى اكثر قدرة على تحمل الصدمات إلا انى اقر بأن النبأ رنحني نوعا
فرمقته بشئ من القنوط وقالت : سأذهب أن شئت انك لن ترعب حتما في بقائى بعد كل هذه السنين.
ثم أضافت برقة غضب مفاجئة: انا نفسى لست متأكدة من رغبتى في البقاء.
فأجابها وهو يبتسم قليلا: لنؤجل هذا الحديث إلى وقت اخر.
ثم تابع بصوت أمتن فيه خيط رفيع من السلطة الابوية، وعيناه لا تفارقان محياها المضطرب: ما رأيك لو استعرضنا الامر بأيجاز الوقائع المطلوبة فقط ثم نعود إلى التفصيل في وقت أخر.
شعرت ببوادر النفوذ في كلامه فانكمشت في مقعدها وانتظرت في خضوع كان يبحث في مشقة عن الكلمات المناسبة فتعمق التقطيب في جبينه المجعد ولأول مرة منذ وصولها نسيت همومها الخاصة لتفكر قليلا بضخامة همومه فاذا بقلبها يرق فجأة لمرأى الاعياء المتناهى يجلل وجهه مديرا ظهره للنار وقال: تزوجت أمك عندما كنت في الجيش يا سوزان كنت الابن الثانى لأبوى والخدمة العسكرية كانت مهنتى امك أحبت تلك الحياة المرتحلة من مكان إلى آخر ومعظم اجازاتى كنا نقضيها في لندن او خارج الوطن اذا صدف وجودنا هناك في تلك الفترة لم تأت امك إلى غلينرودن سوى مرة واحدة حين كانت جدتك على قيد الحياة لم تنسجم في غلينرودن ولا مع امى فهل حدثتك بشئ عن ذلك؟
هزت سو رأسها سلبا. كانت مستغرقة في الاصغاء ومتلهفة إلى سماع المزيد. فتابع :كان يجب أن اتحسب لكنى لم استطع التكهن بأن اخى سيرحل قبلى كان لا مناص لى من العودة إلى مسقط رأسى لادارة الاملاك
صمت قليلا فتجرأت سو على السؤال:ألم ترافقك امى إلى هنا؟
- أجل لكنها تركتنى بعد فترة قصيرة وذهبت لتعيش مع أمها عادت بعد وفاة أمها لا أدرى لماذا رجعت بعدما عجزت من قبل عن اقناعها بالعودة على اى حال قررنا أن نحاول ثانية لكن المحاولة فشلت وفى آخر مره لحقت بها لأرجعها، تشاحنا بعنف وبعد ذلك ألقيت سلاحى استطعت بالطبع أن أدفع لها نفقة شهرية منتظمة لكن في اخر مرة حاولت الاتصال بها بواسطة عنوانها القديم فاتضح لى انها باعت البيت وانتقلت إلى مكان اخر ولم تطلعنى بعد ذلك ابدا على مكان اقامتها الجديد.
- ألم تفكر مرة في الطلاق؟
- كلا عرضته عليها في لقائنا الاخير ذاك لكنها بدت بعيدة التفكير عنه او ربما هى رفضته بسببك أنت فكما قالت في رسالتها هذه لو انى عرفت بحملها بك لكانت الامور اختلفت تماما
غزت المرارة صوته فخرج قاسيا وهويضيف: ما كان يجب أن اسهى عن امكانية الحمل الان فات الاوان عشرين سنة ونيف.
- عمرى في حدود ذلك.
همست وهو يتفحص تقاسيمها الشابة في وجوم. واضافت: قد لا يجدر بى أن أقول هذا لكنى اعتقد أن أمي ما احبتني كثيرا في الحقيقة وهذا يزيدنى حيرة في كلامك.
- أمك كانت تجنح إلى حب الذات والتملك يا سوزان. كلنا هكذا إلى حد ما لا أريد ضربها الان بحجر وبخاصة بعد موتها ربما لم تحبك في العمق بسبب شبهك الشديد لعائلتى فأنت في الواقع تكادين تكونين نسخة طبق الاصل عن أمى وبالتالى كانت تراها فيك كلما نظرت اليك ولا يجب أن نلومها كثيرا اذا استنكرت ذلك.
وفى شرود طارت أفكارها إلى تيم فتذكرت تعليقاته التهكمية القاسية ولكى تطمس الذكرى سارعت إلى السؤال: ألم تفكر مرة في بيع الاملاك؟
رأته يجفل وانتابها الفضول حين تورد خداه الشاحبان وبرز تحفظ مفاجئ في عمق عينيه.
قال: الاراضى لا تباع بهذه السهولة يا سوزان هذه الاملاك يحصر ارثها ولكن كانت هناك مشكلات استغرق حلها سنوات كان ذلك قبل موت أخى ثم جاءت مصاريف الوفاة وأكلت قسما منها
كان صوته ثابتا وقد زال التوتر من وجهها لم تقصد سو أن تتحشر في أملاكه وقد يصعب عليها اخباره بأنها ترغب في طي موضوع امها ربما تخبره ذلك في وقت اخر عندما يتعرفان إلى بعضهما اكثر وحيث عليه أن يؤكد للمصرف بنفسه أن ذلك التأمين الغامض كان نفقة أمها في الواقع التفاصيل المطلوبة يجب أن ترسل إلى لندن انما ليس الان يكفى انها هنا وهذا الرجل مستعد لتقبل بنوتها تقبلا مطلقا عاطفة جديدة ومحيرة في حدتها غمرت قلب سو لقد بدأت في لاوعيها تعتبر غلينرودن وطنها الاصلى
وكأنه تابع مسلسل افكارها فقد اضاءت فمه الصارم ولول مرة ابتسامة دافئة واستقرت عيناه على وجهها المتوتر وقبل أن تحاول شرح مشاعرها قال في رقة : لنعالج الموضوع خطوة خطوة يا سوزان كلانا شاء أم أبى يواجه وضعا غير عادى وقد يكون من الافضل أن نتعرف إلى بعضنا تدريجيا فكلانا يدرك وجود العناصر الاساسية الكفيلة بانجاح هذه العلاقة انه شعور رائع بالطبع أن اعرف بان لى ابنة وبوسعى أن اصفح عن أشياء كثيرة مقابل امتياز كهذا امل فقط يا عزيزتى إلا تحذي حذو امك من حيث كرهها لبرارى اسكتلندا فأنا أتوقع بالطبع أن ترسى جذورك ههنا
أومأت برأسها صامتة وأثرت فيها كلماته بغرابة حين لمست فيها خيطا من الحساسية المدركة كانت تفتقدها تماما في طبيعة أمها تنفست بعمق وقالت بعد أن أشاحت بصرها عن وجهه المتعب : قد استطيع مساعدتك في ادارة الاملاك
- الاملاك؟
وهنا تصلب صوته وعاد اليه التوتر، ثم فجأة شاب اعياءه تهكم غريب حين تابع: لدى شريك يا عزيزتى رجل كفوء للغاية ولا اعتقد انه سيرحب بمساعدتك انه يعتنى بكل شئ هذه الايام يوفر على كثير من الوقت والازعاج فأنصرف إلى اهتماماتى الخاصة
- ولكن هناك أعمال اخرى كثيرة بالطبع أقصد .. احتارت في ايجاد الكلمات المناسبة ثم تابعت:

ألست انت الذى يشرف على كل شئ؟
- في الواقع أنا مشغول بكتابة اطروحة عن المناورات العسكرية ابتداء من العام 1745

انها تحتاج ابحاثا كثيرة تشغلنى باستمرار، لكنها لا تمنعنى من زيارة الاملاك بين حين واخر
غشت الحيرة عينيها الدخانيتين وبرغم أن التعقل حذرها من مغبة الاسترسال في الموضوع إلا أن شيئا عنيدا في داخلها تغلب على التحذير فقالت وهى تحدق إلى ما حولها فيما الانطباعات والافكار تتراكم وتغوص في ذهنها المرهق: أعتقد انك لم تعش في هذا البيت دائما، بل كنت تقطن البيت الاخر الذى رأيته من خلال الاشجار.
- لم لا تطلب اليها أن تلتزم شؤونها الخاصة يا جون، بدل أن تقف امامها مسلوب الارادة ؟
قفزت سو في مقعدها وتوحشت عيناها لدى سماعها ذلك الصوت الذى كان يرعد في تهديد مكشوف قائلا لها بمنتهى الوضوح انه عدوها كم من الوقت كان يفق هناك ؟ توقفت نبضاتها ثم أرتجفت لم تكن في حاجة لان تنظر اليه لترى انه الرجل الذى كان في الفندق وعلى الصخرة كان ميريك فيندلى



im1990 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-11, 02:24 AM   #8

im1990
 
الصورة الرمزية im1990

? العضوٌ??? » 35219
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 177
?  نُقآطِيْ » im1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond repute
افتراضي

لا عليك يا ميريك ...
كلمات جون أكدت ظنونها مع انها بدت عاجزة عن سماع أى شئ عبر ضجيج قلبها. صفعتها قوته حين هاجمها بعينيه المليئتين بازدراء لا يفسر... من الواضح انه يعتبرها عدوا وهذا اسوأ من تصرفه المحير فى اليلة السابقة، وحيث لم يكن عداؤه واضحا الى هذا الحد .
نقل جون فريزر بصره بين الاثنين ، ثم رأته سو يعود ويجلس على مقعده، وعلى وجهه تساؤل وحيرة . جمعت شتات نفسها فى صعوبة وقالت فى برود :- اعتقد ان السيد فيندلى مخطئ فى استنتاجاته ، بل اعتقد ايضا انه مدين لى باعتذار، الا اذا استطاع تقديم تبرير منطقى!
فقاطعها ابوها بدهشة واضحة :- لحظة يا سو! انا الذى يحتاج ايضاحا. انكما تعرفان بعضكما على ما يبدو لكن يؤسفنى ان اراكما تتخاصمان.
فقال ميريك فيندلى بشراسة :- لم ألتق هذه الفتاة الا مساء أمس يا جون بيد انى عرفت فورا من تكون .
أجاب جون وعيناه ترمشان فى ارتباك متزايد:- انها ابنتى ولم يكن بوسعك ان تعرف ذلك.
فرد ميريك متجاهلا وجه سو الثائر :- لم تعرفنى بنفسها يا جون وما أزال أجهل اسمها لكنى أدركت من شكلها انها تمت بقرابة الى العائلة . كنت واثقا من انها ستأتى اليوم الى هنا ولقد رأيتها بأم عينى قادمة وكان يجب ان اكون هنا لأمنعها من الدخول.
فقاطعه جون باصرار هادئ:- أما سمعتنى أقول انها ابنتى يا ميريك؟.
- لا يهمنى ما تدعيه هى ما دمت أنت لا تصدق زعمها الا باثبات . دائما كنت طيب القلب يا جون وما تزال. اجمع ما تشاء من أنواع الاقرباء لكن لا تقل يوما بأنى لم أحذرك منهم .
غلى الدم فى عروق سو واتقدت عيناها بغضب عاجز. هذا الرجل يعتبرها مخادعة ، وحتى لو كان مصيبا فى افتراضه، فلا يحق له مطلقا ان يكون وقحا الى هذا الحد. تصرفه دل على اكثر من سوء خلق. كان يتقصد الايذاء وكأنه مصمم على تحطيم علاقة ما تزال هشة ليسقطها تحت حوافر هجومه المدروس. والوميض فى عينيه ان دل على شئ فعلى استمتاعه التام بحملته التحطيمية هذه!
واجهته بنظرة مباشرة وردت فى حرارة برغم الرجفة الخفيفة فى صوتها :- ثق يا سيد فيندلى بأنى ما زرت هذا المكان الا بدافع رسمى وبأنى فوجئت بأبوة جون فريزر لى ، مثلما فوجئت أنت تماما . أما بالنسبة الى بقائى أو رحيلى فهو ليس من شأنك على الاطلاق !.
خيم صمت تام بعدما انهت كلامها . عبر ميريك الغرفة وارتكز على حافة الطاولة بدون ان يسلخ بصره البارق عنها، فكادت تحس جسديا بوقع شخصيته الصلبة. كانت وكأنها ذبابة يستعد لسحقها حين احتواها بنظرة شاملة مزدرية وباردة ، ا لاقامة وقال :- لكنك صممت على البقاء يا آنسة . ايه ، هل أقول فريزر؟.
فتدخل جون بجرأة يقول :- بالطبع ستبقى يا ميريك . لو انك تهدأ قليلا لأفسر ...
- بالطبع ستبقى. ردد ميريك ساخرا، وعيناه تعودان الى جون وكأن سو غير موجودة وتابع:-ستبقى حتى تتأكد من اعجابها بالمكان، وان لم يعجبها تقفل عائدة الى لندن !.
- لن أفعل ذلك ابدا!.
هتفت سو ثائرة وصدرها يغلى كالبركان. انها تستطيع على الاقل ان تواجه اعداءها، واذا كانت ستبقى فلتبدأ معركتها الان وقبل ان يسيطر عليها السيد فيندلى ! وقفت قربه فرأت نفسها منعكسه فى عينيه الساخرتين وشعرت بضألة حجمها أمام ضخامته . لكنها ستريه ان عنفوانها كفيل بتعويض هذا الفارق كان واضحا انه يسيطر على جون فريزر ! التفتت الى جون وضايقها ارتباكه، فقالت والشرر يتطاير من عينيها الثائرتين:- هل تسمح لمديرك دائما بأن يسيطر عليك بهذا الشكل؟.
- سوزان!.
هتف والدها ثم صمت مكهرب. توردت وهمدت ثورتها فجأة يبدو انها اقترفت خطيئة كبرى ويجب ان تعتذر. لكن أباها تابع ووجهه يشحب فى غرابة:- سوزان، سبق وأفهمتك ان ميريك شريكى.
فأجابته وهى تطرف حائرة :- لكنه شريك مسيطر اليس كذلك؟ انى اعتذر عن وقاحتى وخاصة انى جديدة هنا. ولكن السيد فيندلى لم يكن دمثا بدوره.
فقال ميريك فى برود:- قد تكون سوزان مصيبة يا جون. وبدلا من التعارك السوقى أفضل ان اتفق واياها على هدنة ، ولا شك اننا سنجد وقتا وفيرا للتفاهم فى ما بعد. انى أعلم انك متزوج يا جون، وبالتالى ، من المحتمل جدا ان تكون لك ابنة . لنقفل الموضوع الان ولنبحث الترتيبات بشأن المنامة .
فقالت سو فى جمود:- لم افكر فى مكان النوم، وحتما سأجد غرفة فى القرية.
فقال جون فريزر :- لن تذهبى الى القرية يا سو ، فهذا بيتك ومن اليوم فصاعدا تعيشين معى لا أريد ان اخسرك وانا بالكاد وجدتك.
بدا تعبا واهنا فتملكها ندم ثقيل. فالنبأ الذى أتت به ازعجه ولا شك برغم انه لم ير أمها منذ سنوات طويلة . انتابتها رغبة مفاجئة فى البقاء كى تعتنى به. وهو يحتاج بالطبع الى من يرعاه لكونه يعيش وحيدا فى هذا البيت. وتمنت فقط لو يختفى ميريك فيندلى بدل ان يقف كالمارد فوقهما وبذلك التعبير المتعالى على وجهه، كى يتمكنا من التفاهم فى ما بينهما .
خاب املها وهى ترى ميريك يتمخطر صوب النافذة ثم يقف عندها والافق الغارب خلفه. ظنت للحظة انه على وشك الاستئذان ثم الرحيل ، لكنه تأمل الفضاء قليلا واستدار اليهما قائلا:-تعلم يا جون ان لا مكان هنا لاقامة سوزان، لكن هناك غرفا كثيرة فى البيت الاخر . غرفتك ماتزال ... منذ الاسبوع الماضى، واذا انتقلنا فورا فقد نجد السيدة لينوكس ما تزال هناك لتهيئ العشاء لسوزان.
- أرجوك.
قالت فى ارتباك لكن وجهه الوسيم ظل قاسيا. أدركت غريزيا انه كان معتادا على السيطرة، فما عليه الا ان يعطى الاوامر كى يسارع الناس الى تنفيذها. حسنا ، سيجد الان نفسه امام شخص لا ينفذ ! أشاحت بصرها عن عينيه القاتمتين المتحديتين وليس بدافع الخوف، فهى مستعدة جدا لمقارعته اذا شاء المقارعة ولن يجد فيهاى شيئا من خنوع ابيها .
قالت :- اذا كان هذا الكوخ صالحا لاقامة ابى فهو يصلح لى ايضا. لن أعجز عن ايجاد مكان أنام فيه وبدون ان نزعج السيدة لينوكس هذه .
استدار ميريك حانقا الى شريكه وقال فى نفاد صبر:- جون! هل لك ان تفهم هذه الفتاة بأن كيلى طفح بدون ان تضيف اليه هدرها لوقتى؟ أخبرها ان الغرف العليا نستعملها كمخازن لمختلف الاشياء القديمة البالية، وأن غرفة النوم الارضية الوحيدة ليست فى حالة أفضل. قد نحتاج شهرا لافراغ الغرف وليس لدى وقت أضيعه الان فى الجدل.
ضايق سو ان يوافق ابوها تماما على كلامه حين قال:- ميريك على حق يا عزيزتى الاقامة هنا غير مريحة. فأنا استعمل هذا البيت كمكان هادئ للكتابة، عندما أكتب، ولم أهتم بترتيبه كما يجب . انى كما ترين أعتمد على ميريك أكثر من اللزوم.
هذا واضح جدا.. قالت فى نفسها غاضبة ولكن هل من الضرورة ان يكون أبوها خاضعا الى حد الخنوع؟ أما يجب ان يصدر هو الاوامر بصفته صاحب الاملاك ؟ ربما كان من واجبها ولو لفترة على الاقل ان تبقى وتساعده على استعادة ثقته التى سلبه اياها هذا الطاغية . وربما فى البيت الاخر تصبح فى مركز افضل يمكنها من وضع السيد فيندلى عند حده !
توردت وجنتاها بلون دفاعى وهى ترمق ميريك وتقول بصوت حريرى :-سأفعل باقتراحك اذا كان ذلك يسر أبى على ان نعود للاقامة هنا بعد فترة معقولة، فأنا لا أرغب فى البقاء تحت بصرك لمدة طويلة يا سيد فيندلى .


نهاية الفصل الثانى


im1990 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-11, 10:00 PM   #9

im1990
 
الصورة الرمزية im1990

? العضوٌ??? » 35219
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 177
?  نُقآطِيْ » im1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond repute
افتراضي

3. فراشة معتقلة في دبوس


في الصباح التالى استيقظت على سريرها العريض المظلل وسمحت لنفسها بعشر دقائق من الترف تقضيها مستلقية تفكر تعب الليلة الماضية زاولها واتسعت عيناها وهى تنظر حولها إلى الغرفة الواسعة الجيدة الاثاث وتكاد تقرص جلدها لتصدق اسطورة وجودها هنا
غرفة نومها كانت حقا كغرف القرون الوسطى أو هكذا بدا لها لاعتيادها على الشقق العصرية وخزائنها الداخلية البراقة الاثاث حولها لايبدو انه قد تغير منذ مئة سنة خزائن ضخمة غامقة طاولة زينة واسعة ذات مقابض نحاسية ومغسلة يدين ايضا قوامها أبريق وطشت من الخزف كلها كانت تحيط بالسجادة المربعة الباهتة التى نسجت لتدوم طويلا ربما لمئة سنة اخرى على الاقل انها لم تر أثاثا كهذا من قبل عدا في البيوت الريفية الاثرية التى كانت تزورها احيانا وحتما لم تتصور مطلقا أن تمكث في احدها ولو لبضع ليال
تساءلت بفضول عن شكل سائر الغرف التى لم تر منها سوى المطبخ ليلة أمس فقبل أن يغادروا الكوخ وفيما كان جون يجمع بعض حوائجه اتصل ميريك بالبيت الكبير هاتفيا ولما وصلوه كانت السيدة لينوكس قد هيأت العشاء ثم صعدت لتهيئ غرفة سو التى تناولت الطعام بمفردها على طاولة المطبخ
أبوها استأذنها في الذهاب فورا إلى فراشه بعدما شكا من ألم كاحله المبرح أما ميريك فيندلى فقد اختفى معه ولم يرجع إلا بعدما غادرت سو المطبخ لتبحث عن السيدة لينوكس

كان التعب يرنحها فوقفت خارج باب المطبخ لا تعرف في أى اتجاه تسير ولم تكد تسمع شخصا يعبر الردهة حتى وجدته واقفا قربها
رمقها انذاك متفحصا وقال في سلاسة : غرفة جون إلى جانب الردهة الباب الثالث إلى اليمين أتودين رؤيته قبل أن تصعدى
- نعم بالطبع. أجابته متلعثمة ونظرته الفولاذية تعيقها عن النظر اليه بامتلاء فعلى الرغم من كل ما قيل شعرت بأنها ما تزال غريبة صحيح انها وجدت والدا لكنها لم تشعر بعد بعاطفة قوية نحوه لذا غمرتها خشية غامضة من فكرة الذهاب اليه.
- ليس الامر سهلا، اليس كذلك يا آنسة سوزان ؟
نطق الكلمات بخشونة فازداد شعورها بالارتباك وردت عليه حينها بغضب قائلة : وكيف له أن يكون سهلا؟ لو كنت مطلعا على الحقائق لاستطعت ربما أن تفهم موقفى
- لقد شرح لى جون امورا كثيرة حين رافقته إلى غرفته لم تكن صعبة الادراك لكنك بدأت تكتشفين أن الحقائق والعواطف شيئان مختلفان اليس كذلك ؟
- ربما انت على حق
- لو كنت مكانك لنظرت إلى الوضع نظرة طفل ربيب يقابل لاول مرة اباه بالحضانة فلعل ذلك يخفف ارتباكك
- ولكن مع الاباء بالحضانة لايكون هناك روابط دم
- روابط الدم ليست دائما مهمة كما يحلو لنا أن نعتقد روابط العشرة الاكثر أهمية في معظم الاحيان وهى ماتزال مفقودة بينك وبين أبيك وقد تظل مفقودة إلى الابد
وقتها ابتعدت عنه متعثرة دونما تعليق وكرهته قليلا بسبب قسوته وعجزت في الوقت نفسه عن نفى الصحة في كلامه لقد نجح ربما في تبديد شئ من حيرتها الذهنية لكن ذلك لم يخفف نفورها منه
- القي عليه تحية المساء بالنيابة عنى من فضلك، قالت له وهى تستدير راكضة على السلم .
لم تتذكر تماما كيف آوت إلى فراشها تذكرت فقط أن السيدة لينوكس نزعت عنها ثيابها بيدين خبيرتين وبسرعة وجدت نفسها في السرير.

ايضا تذكرت كلامها حين تأملت وجهها المتعب وقالت باسمة:غدا تشعرين بالتحسن يا عزيزتى كنت ممرضة وأعرف هذه الامور.
السيد فريزر اطلعنى على النبأ السار وسررت كثيرا لكونك جميلة جدا ولطالما تساءلت عما سيكون عليه شكلك
كلمات غريبة وتبدو الان غير قابلة للتفسير قطبت سو حاجبيها وهزت كتفيها ربما كانت السيدة لينوكس مرهقة ولذا صاغت اراءها بطريقة خاطئة في أي حال ستستوضح قصدها بعد أن تشرب الشاى حنينها إلى كوب من الشاى جعلها تتساءل عن الوقت ولما راحت تبحث عن ساعتها تذكرت قول السيدة لينوكس بأنها ستتغيب اليوم عن العمل اذن لن تأتيها بشاي الصباح الساعة جاوزت السابعة ويجب أن تسارع إلى الاطمئنان عن جون


im1990 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-11-11, 10:11 AM   #10

im1990
 
الصورة الرمزية im1990

? العضوٌ??? » 35219
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 177
?  نُقآطِيْ » im1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond reputeim1990 has a reputation beyond repute
افتراضي


طرق الباب فجأة وقبل أن تسمح للطارق بالدخول فتح ميريك الباب ودلف إلى الغرفة فوجئت بدخوله وما أن تدثرت بالغطاء حتى وجدته يحلق فوقها ويلقى بفنجان من الشاى على طاولة السرير وفى غمرة جيشانها سمعت نفسها تشكره فيما كانت عيناه تنهشان وجهها بنظرة آمرة جعلت رأسها يلتصق بقسوة بالوسادة كفراشة معتقلة في دبوس
تجاهل شكرها وقال بلا مواربة :اشربى الشاي بسرعة السيدة لينوكس غائبة ووالدك متوعك الصحة ربما انت مسؤولة جزئيا عن اعتلاله فعليك أن تساهمي في العناية به
قفزت جالسة فانزلق الغطاء من بين أصابعها الواهية، كاشفا معالم جسمها المتقلص من خلال قميص نومها الحرير الرقيق
- ماذا تعنى بأنه متوعك؟
سألت بصوت حاد وهى تتجاهل الشاى فتناول الفنجان وأجبرها على حمله وقال في أيجاز: اشربيه فوجهك الباهت يدل على حاجتك اليه لا أريد أن اعتنى بمريضين دفعة واحدة اني رجل مشغول وهذا التباطؤ الانثوى يقتل الوقت.
كادت ترفض الانصياع لامره ثم غيرت رأيها.

اذا اطاعته فقد يشرح الامر ويخرج جرعت الشاى وكادت تشرق به حين استمر يتفحص وجهها مستكشفا فأخفت ذعرها تحت صوتها الفاتر وهى تجيب: اعتذر اذا كنت أضيع وقتك انما لماذا تعتبرني المسؤولة عن اعتلال والدى لقد التوى كاحله قبل وصولى على ما أعتقد
- الامر لا يتعلق بكاحله بل بقلبه وقد عاده الطبيب مساء أمس بعد ذهابك إلى الفراش
- كان يجب أن تعلمنى
ولماذا أعلمك؟ وماذا كان بوسعك أن تفعلى؟ انا معتاد على نوبات جون وأنت كنت مرهقة بما فيه الكفاية
اذن هو لاحظ وضعها ملاحظته هذه ازالت بشكل ما بعض الصقيع المحيط بقلبها
- كان من الجائز أن يموت
فأجاب رافضا اعطاءها التطمين الذى تنشده في اعماقها : من الجائز أن يموت في أى يوم فهناك أشياء تخرج احيانا عن سلطة الارادة البشرية وهذا ما سيشرحه لك الدكتور ماكروبرتس حتما واذا رغبت في مزيد من التفسيرات فقد يسرك أن تعلمى بأن الطبيب الطيب كان داريا بقصتك منذ البداية
- من البداية؟
اذا ظللت ترددين ما أقول فقد يفقدنى ذلك تعقلى وبخاصة اذا استمريت تنظرين إلى كما تنظرين الان
- ارجوك
لكنه هز كتفيه وانتابتها البرودة مجددا حين قال: يبدو أن أمك كانت استشارت الدكتور ماكروبرتس منذ سنوات طويلة قبل أن تهجر غلينرودن لكن حجب هذه المعلومات لم يعجب جون على ما يظهر ويبرر الدكتور ماكروبرتس صمته بأن المبدأ المهنى لم يسمح له بأطلاع جون على الحقيقة حينها ربما استطعت انت أن تقنعيه بوجهة نظر الطبيب
- السيدة لينوكس قالت
قطعت عبارتها لعجزها الكامل عن استيعاب ما قاله ميريك فيندلى وقفز ذهنها إلى الليلة الفائتة
- ماذا قالت السيدة لينوكس؟
- قالت انها طالما تساءلت عما سيكون عليه شكلي فكيف بأمكانها أن تعرف؟
- اعتقد أن السيدة لينوكس كانت تعمل عند الطبيب كممرضة وكموظفة استقبال قبل أن تتزوج وتترك غلينرودن ولاشك انها عرفت بالحمل من ملفات العيادة
- والان عادت إلى العمل ؟
- اجل انما ليس عند الدكتور ماكروبرتس الذى استخدم ممرضه اخرى منذ وقت طويل على كل السيدة لينوكس ترملت الان ولم تعد شابة انها تملك كوخا وتساعدنا هنا وخبرتها في التمريض تفيدنا حينما يمرض جون
خيم صمت قصير كانت سو في خلاله تغربل المعلومات في ذهنها وتصطدم بتعقيداتها لاشئ يبدو صافيا كالبلور عدا حقيقة واحدة أنارت بعض الشئ رؤياها الملبدة
قالت وكأنها تتساءل: يبدو بدون أدنى شك انى سوزان غرينجر فريزر.
ابتسم قليلا وأجاب : مئة بالمئة ولو كنت مكانك لاستغنيت عن اسم غرينجر لم يعد ضروريا
- لست واثقة بعد مما سأفعله هل عرفت هويتى ليلة التقينا في الفندق ؟
- لنقل انى عرفت بأنك من عائلة فريزر، ولعلمى بضعف قلب جون فقد اذعرنى الاكتشاف في الوقت الحاضر أرتأي أن نتوقف عند هذا الحد اما في هذه اللحظة فأقترح أن تنهضى من فراشك
عادت القسوة إلى صوته تثير فيها امتعاضا وتحسسها بأن ميريك فيندلى قد يكون عدوا أكثر منه صديقا انجذابها اليه في الفندق ذلك الانجذاب القصير والخطير زال الان وشعرت بومضة ارتياح لزواله صحيح انه ساعدها على استجلاء امور معينة لكنها ترفض الان أن تريه ذرة من الامتنان قالت برقة : حالما تخرج من الغرفة سأنفذ اقتراحك بسرور
واخيرا خرج وتنفست الصعداء استحمت وارتدت ثيابها وأفكارها تنتقل جيئة وذهابا بين جون وميريك وقررت أخيرا أن ميريك فيندلى شخص تقضى الحكمة بعدم الوثوق به وانه بالنسبة إلى مصالح ابيها شخص من الافضل أن تتحرى عنه قد تبدو وقحة طامعة بالرزق أن هى اظهرت الان حشرية زائدة في شؤون ابيها لكنها ستأخذ هذا الامر بعين الاعتبار اجل قليل من التحرى الذكى لن يسبب لها أى ضرر منذ تدهورت صحة جون اضطر على الارجح لان يسلم هذا الرجل مقاليد الامور الان يوجد من يساعد جون شخص من لحمه ودمه قد يكون السيد فيندلى شريكا له بشكل ما انما الويل له اذا حاد خطوة عن حدوده هى أن لم تقدر أن تحب اباها لغاية الان فهناك طريق أخرى تثبت من خلالها انها ابنة بارة
تدعمت قليلا بهذه الافكار الشجاعة انما البعيدة كثيرا عن الواقعية فارتدت بسرعة فستانا قطنيا وسرحت شعرها بضربتين من الفرشاة وهرولت إلى أسفل
لم تلتق بأحد وسرها انها تعرف مكان المطبخ لكنها ترددت قبل أن تفتح بابه وهى تنظر الساعة الكبيرة على حائط الردهة كانت تجاوز الثامنة اليس من الواجب أن تطمئن قبلا على والدها لاشك أن ميريك بكفاءته الواسعة قد حمل له فنجانا من الشاي لكنه قد يكون فعل ذلك في الصباح الباكر
وبشئ من العصبية عادت تعبر الردهة بمنتهى الهدوء تذكرت ارشادات ميريك فأحصت بابين ثم طرقت الثالث بلطف ولما لم تتلق جوابا ادارت المقبض ودخلت الغرفة فوجدت جون فريزرغارقا في النوم شعرت بالارتياح واخجلها هذا الشعور قليلا عادت تنظر إلى الرجل النائم لقد قضى ليلة سيئة على الارجح فبدا مرهقا احست بشفقة غير عادية تتحرك في قلبها وهى تتفحص وجهه المتعب وعاهدت نفسها مجددا على مساعدته بكل امكاناتها
على الطاولة قرب السرير كانت هناك صينية تحمل بقايا فطور خفيف من اتى بها والسيدة لينوكس غائبة ؟ حملتها بسرعة وخرجت تغلق الباب في هدوء واتجهت إلى المطبخ
وحالما فتحت بابه أحست بوجود شخص فيه لكنها استغربت أن ترى كارلوت كريغ تجلس إلى النافذة تشرب القهوة وكأنها في بيتها لم تتوقع ابدا أن ترى كارلوت ثانية أو بهذه السرعة لذا أخرسها الاستغراب فيما كان الفتاة تتأملها صعودا ونزولا في برود ثم قالت : لو كنت مكانك لما وقفت على العتبة هكذا ادخلى واغلقى الباب فأنت تبدين قادرة على التسلل إلى أماكن عديدة
كان صوتها مهينا وعيناها معاديتين كما كانتا في ادنبره واختيارها للكلمات عكس بوضوح منهج تفكيرها كانت سو جائعة وبعيدة عن المودة هى الاخرى لكن رفة فضول جعلتها تمسك لسانها عن اعطاء جواب قاس كيف عرفت كارلوت انها هنا ولماذا جاءت انها تسكن حتما في الجوار حتى تأتى في هذا الوقت الباكر من الواضح أن كارلوت تزدريها كما في اللقاء السابق لكن لماذا ؟ هل هى مخطوبة إلى ميريك فيندلى وبالتالي تعتبر سو غريمة متطفلة ؟
وضعت الصينية ببطء على الطاولة الفسيحة وهى تتمنى بحرارة لو انها على دراية اكبر بوضعية المطبخ فلا يمكنها بحال أن تبحث عن مكان الاغراض وكارلوت تدرسها بهذا التحديق البارد المدروس
- هل جئت تبحثين عن السيد فيندلى أم لترى والدى؟
سألتها سو وهى تصارع اندفاعا عدائيا في داخلها

فمن جهة تريد تحسيس كارلوت بمكانتها كأبنة لجون فريزر ومن جهه ثانية لاتريد الحياد عن تهذيبها المألوف ولذا لطفت وقع كلماتها بابتسامة خفيفة
لكن املها بزعزعة كارلوت خاب فقد لوت كارلوت شفتيها ازدراء وكأنها استشفت خدعة سو بوضوح واجابت: التقيت بميريك على طريق الوادى وحدثنى عن زعمك بأنك ابنة جون لم أتمالك فضولى فجئت اتحقق الامر بنفسى انا على فكرة ابنة عم جون
- ابنة عم جون؟
- اجل فالناس لها ابناء عم كما تعلمين وزعمي قد يكون أكثر صدقا من زعمك بمراحل

- ماذا تقصدين ؟
- بالرغم مما يقوله جون أو الدكتور ماكروبرتس وحتى مما يحلو لميريك من أفكار انى اقصد أن افضح امرك ولو استغرقنى ذلك شهورا طويلة !
وخرجت بدون أن تلتفت إلى الوراء صافقة الباب خلفها ارتخت ساقا سو فطرحت نفسها على اقرب مقعد واحست برغبة في أن تحزم حقيبتها وترحل عن المكان بلا رجعة لاعجب أن تهرب امها من هذا البيت اذا كان يعج آنذاك بالدسائس كما حاله الان أحست غشاوة على عينيها فسارت متعثرة إلى النافذة واسندت جبينها الساخن على الزجاج البارد متندمة على ظنونها المتسرعة وعاجزة عن ضبطها ونسيت لبرهة كلمات كارلوت التهديدية
عند الحائط المنخفض في الخارج كانت اشجار الصفصاف تنحنى بلطف لريح دافئة داعية اياها للزيارة والاستكشاف فتاقت سو فجأة إلى الانطلاق إلى الطيران عبر حقل الخليج والتوغل صعودا في الغابات في العالم الذى تلمحه فقط من خلال الاشجار
لكنها لا تستطيع وتساءلت كيف استطاعت امها أن تهجر مكانا كهذا تنهدت واستدارت تبتعد عن النافذة فوقع بصرها على رسالة قصيرة كانت مركزة بين ابريق الشاى واناء الحليب على رف احدى الخزائن كانت معنونة ببساطة سوزان فالتقطتها مرتبكة كان الخط رجاليا وقبل أن تفتحها حزرت انها من ميريك فيندلى
صدق ظنها وقرأت ما يلى :لا أنصحك بازعاج جون فهو سينام حتى موعد الغداء على الارجح ولحين عودة السيدة لينوكس اكتفى باطلالة بسيطة لمجرد الاطمئنان. لن اتى في موعد الغداء فلا تشرعى في تحضير أى شئ لي .

انتهت باقتضاب وكانت موقعة باقتضاب، فيندلى
أحست بومضة ارتياح لانها لن تراه لبضع ساعات على الاقل وهذه فرصة لتعزز وسائل دفاعها ولتحاول أن تجد بعض الطعام لها انه يتحدث عن الغداء وهى لم تتناول فطورها بعد وبحركة غضب مسحت بقايا طعامه عن الطاولة وحملت الصحون الفارغة إلى حوض الغسيل
واخيرا حين وجدت شيئا تأكله استمر تصرف كارلوت الغريب يطن في رأسها ففقدت شهيتها للطعام وألقت شريحة الخبز جانبا اذا كانت كارلوت ابنة عم جون حقيقة وتتوقع أن تتزوج ميريك فيندلى فأنها تتوقع ايضا أن ترث غلينرودن بكاملها والاملاك حتما شاسعة اذا قورنت بحجم البيت وبمجيئها إلى هنا رأت كارلوت فيها تهديدا لمخططاتها فلا عجب اذن أن تشعر ازاءها بالمرارة
تنهدت بقلق وقفزت واقفة وبدأت تنظيف المطبخ أى شئ أفضل من الجلوس والتفكير في امور حدثت ولا ريب قبل مجيئها إلى هنا لديها عمل كثير ويجب أن تؤجل التركيز على دسائس ميريك وصديقته لوقت اخر انخرطت في العمل وبرغم ذلك انتابها ألم غريب لما تخيلت ميريك على طريق الوادى يخبر كارلوت كل شئ عنها
عادت السيدة لينوكس قبل الثانية عشرة ظهرا وقالت لها مبتسمة: أجلت موعدي الاخر كيلا أتاخرعليك يا عزيزتي فكل شئ غريب بالنسبة اليك والسيد فيندلى لن يجد وقتا ليعرفك إلى تفاصيل البيت
فبادلتها سو الابتسام بامتنان جون لم يستيقظ بعد تفقدته مرارا ووجدته يتقلب في فراشه وهو نائم فشعرت في كل مرة بتخوف مذنب فطمأنتها السيدة لينوكس بقولها : أحيانا ينام لساعات حين يمرض هكذا لاعليك سأهتم بأمره وأعرف تماما كيف أفعل ذلك.
واضافت : ولكنه قد يرغب في رؤيتك عندما يستيقظ ومن الافضل أن تظلى قريبة فأنا أكيدة بأنه سيطلبك انت قبل الجميع
أومأت برأسها وساعدت السيدة لينوكس في تحضير غداء خفيف قبل أن تصحبها في جولة داخل البيت وقالت السيدة لينوكس وهما تنتقلان من غرفة إلى اخرى : لا أدرى اذا كان من حقى أن أفعل هذا فأنا لا أتأكد ابدا من المكان الذى يقيم فيه المايجور حقيقة هل يقيم هنا أم في الكوخ
- المايجور؟
- اقصد والدك بالطبع الم تعلمى انه كان رائدا في الجيش النظامى؟
- اجل لكنى كنت اجهل رتبتة
أغلقت السيدة لينوكس بابا اخر وعادت مع سو إلى المطبخ وهى تقول:لا بأس اذا جهلت بعض الامور فلا يمكنك أن تعرفى كل شئ دفعة واحدة كيف وجدت البيت ؟
- اعترف بأنه من نوع البيوت الذى طالما حلمت به حجمه معقول مريح وشرح ملئ بالاثريات التى تبدو جميلة وقديمة في أن واحد الجو بمجموعة يبدو لطيفا
- شعرت هذا بنفسي انه بيت لطيف السيد فيندلى يراه ايضا هكذا لقد ابتاع بعض الاثريات الرائعة بنفسه على مر السنين ربما دعاك إلى مشاهدتها في ساعة فراغ
- يبدو أن السيد فيندلى رجل دائم الانشغال
خرج صوتها قاسيا فتحاشت النظر إلى وجه الممرضة المتسائل ولما لاذت السيدة لينوكس بالصمت أضافت سو :عندما يمرض ابى أعتقد انه يأخذ كل شئ على عاتقه.


im1990 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:33 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.