آخر 10 مشاركات
ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          العيون الحالمة -شرقية زائرة- للكاتبة الآخاذة: Jάωђάrά49 *كاملة & بالروابط* (الكاتـب : Jάωђάrά49 - )           »          لمحت في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية (الكاتـب : لامارا - )           »          استسلام رايدر (31) للكاتبة: Marin Thomas ..كاملة.. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          رواية : أغلــى زمـآن ' (الكاتـب : غفوة - )           »          130 - لن اطلب الرحمه - ان هامبسون ع ق ( كتابة /كاملة)** (الكاتـب : فرح - )           »          فضيحة فتاة المجتمع الراقي (83) لـ:مورين شايلد (الجزء1 من سلسلة فضائح بارك أفينو)كاملة (الكاتـب : * فوفو * - )           »          زواج على حافة الانهيار (146) للكاتبة: Emma Darcy (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          تَدْبِير موريتي(104) للكاتبة:Katherine Garbera(الجزء3من سلسلة ميراث آل موريتي) كاملة (الكاتـب : Gege86 - )           »          67- حارس القلعة - ريبيكا ستراتون - ع.ق (تصوير جديد) (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-04-10, 05:26 AM   #1

عيناك عنواني
alkap ~
 
الصورة الرمزية عيناك عنواني

? العضوٌ??? » 85085
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,066
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » عيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
?? ??? ~
My Mms ~
Elk 438 - فتاة الزنبق - سارة كريفن - أحلام الجديدة ( كتابة / كاملة *)


فتاة الزنبق


سارة كريفن
روايات احلام الجديدة


الملخص


قال دانيال بخشونة :
يا الهي , لاين . هذه ليلة زفافنا . هل تريدين ان اركع على ركبتي اتوسل اليك .
ردت بنبرة عنيفة , انت لا تصغي الى ما اقوله . يجب ان تفهم انني لا استطيع تحمل البقاء بقربك . انا افضل الموت على البقاء معك ,لأن كل شيء انتهى .. انتهى . هل تسمعني , ما كان يجب ان اكون هنا . وما كان عليّ القبول بالقيام بهذا الأمر المخيف .
ارتفع صوتها بشكل عاصف :
- عليك ان تتركني وشأني .
راقبت وجهه يمتلئ غضبا وكرها . سمعت صوته يصلها عبر اجواء مليئة بالمرارة :
- لا تقلقي ايتها الكاذبة , المخادعة . سأدعك وشأنك . لن ألوث يدي بك حتى لو اتيت زاحفة على الزجاج المكسور .
بعدئذ رحل دانيال . فأرتمت لاين على سرير زواجها الفارغ .
شعرت بالألم في حلقها يكاذ يخنقها . الى درجة جعلتها عاجزة عن البكاء .




محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي




ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 07-12-17 الساعة 11:19 AM
عيناك عنواني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-04-10, 05:27 AM   #2

عيناك عنواني
alkap ~
 
الصورة الرمزية عيناك عنواني

? العضوٌ??? » 85085
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,066
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » عيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

1 - لقـــاء وجفــــاء !


ما إن أنطلق المصعد إلى الطابق الرابع ، حتى وضعت لاين سنكلير حقيبة سفرها الكبيرة أرضاً ،
وحركت أصابعها المتشنجة ، ثم تراجعت واتكأت على الجدار المعدني .
أوصلها الأدرينالين إلى هنا من الغضب وخيبة الأمل ، وبالرغم من التعب والإرهاق اللذين أصاباها أثناء السفر ،
وبالإضافة إلى كاحلها المتورم الذي يؤلمها بشدة .
ما من أحد في الشقة في هذا الوقت . جيمي في عمله ، ولن يكون هناك من يدللها على الرغم من احتياجها المطلق إلى ذلك .
لكن من المؤكد أنها ستنعم بالهدوء والسلام لفترة قبل بدء انهمار الأسئلة عليها ، ما الذي أتى بك؟
ما الذي حدث لعملك في السفينة ؟ أين هو آندي ؟
ما إن توقف المصعد وفتح الأبواب حتى رفعت لاين حقيبتها ،
ثم خرجت إلى الممر ، إلا أنها أجفلت عندما آلمها كاحلها .
دخلت الشقة ، ووضعت حقيبتها على الأرض ، ثم وقفت تحدق بإعجاب حولها في غرفة الجلوس الكبيرة مع المطبخ الصغير المواجة لها .
هذا الجزء يمثل المنطقة المحايدة من الشقة التي تضم أيضاً غرفتي النوم الرئيسيتن المواجهتين لبعضهما وهي المساحة المشتركة بينهما هي وجيمي .
لاحظت وهي ترفع حاجبيها ، إن الشقة تبدو مرتبة على غير عادتها .
ما من زجاجات فارغة أو جرائد مجمعة أو علب كرتون فارغة من بقايا الأطعمة ،
وهي علامات مميزة في حياة أخيها .
أيكون تذمرها الدائم قد أعطى نتيجة في النهاية ، ولم تعد بحاجة إلى تنظيف
الممر لتتمكن من الوصول إلى غرفة نومها النظيفة ؟
مع تلك الفكرة لمعت برأسها فكرتان : الأولى ، باب غرفتها مفتوح في حين أنه يجب أن يبقى مغلقاً ،
والثانية ، يمكنها أن تسمع بوضوح أن هناك من يتجول في داخلها .
حسناً ! أنا لم أتواجد في هذه الشقة منذ أكثر من شهر .
ربما بدلت السيدة آرشر ، التي تنظف الشقة ، دوام عملها ، وربما لهذا السبب يبدو المكان نظيفاً للمرة الأولى .
فتحت شفتيها لتعلن حضورها وتتأكد مما تفكر به ، لكن الكلمات لم تخرج من فمها مطلقاً .بدلاً من ذلك فتح باب غرفتها على مصراعيه ، وخرج رجل شبه عار ليدخل إلى غرفة الجلوس .
أجفلت لاين ، وأغمضت عينيها ، ثم تراجعت إلى الوراء بسرعة .
فتعثرت بحقيبتها التي وضعتها على الأرض قبل قليل .
ارتطمت الحقيبة بكاحلها من جديد ، ما أرسل وخزات من الألم في ساقها كلها جعلت أسنانها تصطك على بعضها .
أطلق المتطفل شتيمه ، ثم اختفى داخل الغرفة التي غادرها للتو ،
تاركاً لاين واقفة هناك وكأنها تحولت إلى حجر .
صوت مرعب ضعيف في رأسها أخذ يهمس بتوسل : لا . . . آه ! لا . . . !
هي تعرف هذا الصوت . تعرفه جيداً كما تعرف صوتها تماماً ، مع أنها لم تتوقع مطلقاً أن تسمعه من جديد .
لم تشك للحظة بهوية الدخيل ، لذا أمسكت حقيبتها واستدارت لتغادر المكان على الفور .
ما إن أصبحت في منتصف الطريق وهي تتجه نحو الباب حتى سمعت صوته مرة ثانية : ( لاين ؟!).
تلفظ بأسمها الكامل بنبرة كريهة تحمل شيئاً من القرف والإشمئزاز .
- من بين كل سكان العالم . . . ما الذي تفعلينه هنا بحق الجحيم ؟
بطريقة ما تمكنت من التلفظ باسمه . قالت بصوت عالِ : ( دانيال . . . فلاين ؟!)
استدارت لاين ببطء وحذر ، وهي تشعر بجفاف في فمها . لاحظت أنه لفّ
جسمه بمنشفة كبيرة . وقف دانيال عند مدخل غرفة نومها ، وقد لامس كتفه العاري بزهو كبرياء إطار الباب .
فكرت وهي تشعر بالخدر يسيطر عليها وأنه لم يتغير كثيراً خلال السنتين الماضيتين ،
فشعره الأٍسود القاسي يلمع من الرطوبة ، أما وجهه النحيل الواضح المعالم وخداه البارزان وفمه المنحوت
فما زالت تسبب لها اضطراباً في دقات قلبها كالعادة .
جالت نظراته من رأسها حتى قدميها . حدقت بها عينان بلون البندق من تحت رموشه الكثيفة السوداء ،
متأملة سروالها الأبيض الواسع المصنوع من الكتان وقميصها المجعد ذات اللون الأزرق الداكن .
رفعت لاين ذقنها بكبرياء ، محاولة أن تتجاهل توهج خديها من الخجل والإحراج ،
وقالت : ( ما الذي تفعله هنا ؟).
بدا وجهه الأسمر مليئاً بالعداوة نحوها حين أجاب : ( أستحم . أليس هذا واضحاً ؟)
- والأمر الأكثر وضوحاً هو أن ليس هذا ما أقصدة .
حاولت بقوة أن تبقى صوتها ثابتاً ، لأنها تريد أن تحظى ببعض القوة والسيطرة على هذا الوضع المزعج والمفاجئ ،
فتابعت : ( أنا أسألك ما الذي تفعله في هذه الشقة ؟)
قال : ( لكن أنا سألتك أولاً . ما الذي تفعلينه هنا بدلاً مت إعداد الشراب المثلج في مؤخرة السفينة ).
أجابت لاين ببرودة : ( كل ما عليك معرفته هو أنني الآن في منزل ، وأنني أريد البقاء فيه ،
لذا بإمكانك أن تذهب بعيداً عن شقتي ، قبل أن أتصل بالشرطة كي تخرجك بالقوة ).
بدت نظرته مليئة بالإزدراء قبل أن يقول : ( آه ! من المفترض أن أرتجف وأطيع . أليس كذلك ؟
لا مجال لذلك يا عزيزتي إلا إذا كان أخوك العزيز قد خدعني .
وبصراحة أنا لا أعتقد أنه يجرؤ على القيام بذلك ، فنصف هذه الشقة له ، وأنا أستعمل هذا النصف بالتحديد ).
سألته لاين ببطء : ( أنت . . . تعيش هنا ؟ بأي حق ؟)
أجابها : ( لدي عقد إيجار لمدة ثلاثة أشهر ، تمت صياغته بطريقة قانونية ،
وهو قيد التنفيذ ).
شعرت بقلبها يدق بعنف وبدون انتظام بين ضلوعها ، وقالت : ( أنا لم أوافق على هذا العقد ).
قال يذكرها : ( أنت لم تكوني هنا ، وجيمي أكد لي أن تلك العلاقة الغرامية السعيدة ستستمر ، إذا اعتقد أنك وصاحب تلك السفينة ستبقيان معاً لفترة طويلة ).
نظر إلى يدها اليسرى الخالية من أي خاتم زفاف ، ثم لوى شفتيه قائلاً : ( أم تراه فهم ما قلته بطريقة خاطئة ؟)
فكرت لاين ، بالطبع! بطريقة خاطئة تماماً . لكن في ذلك الوقت بدا لها أن من الأفضل أن يعتقد جيمي ذلك .
قالت بصوت عالٍ : ( حصل تبديل طفيف في الخطة ).
قال : ( أحقاً ؟ إذا ، هل تركت خلفك ضحية أخرى ؟ أخشى أن يصبح هذا الأمر عادة لديك ).
انتظر لدى سماعة تنفسها العميق الذي لم تستطع أن تتجنبه ، ثم أكمل بصوت ناعم : ( مهما يكن الأمر ، قررت الإقامة في الشقة أثناء غياب أخيك في الولايات المتحدة ).
رددت كلامه بصورة آلية : ( غياب . . . من ؟ ومنذ متى . . . ؟) .
- منذ ثلاثة أسابيع . وهذا . . . وضع مؤقت .
- ولماذا لم يخبرني ؟
صوته الأجش بدأ أكثر وضوحاً وهو يوضح : ( حاول جيمي الإتصال بك ،
إلا أن الاتصالات الهاتفية أو حتى الفاكس عبر مكتبك بقيت دون إجابة ).
رفع دانيال كتفيه ، ما جذب انتباهها رغماً عن إرداتها إلى عضلاته القوية .
فقالت من خلال أسنانها : ( لنفرض أن هذا الإتفاق قانوني ، إلا أنه يفسر سبب خروجك من غرفة نومي ).
قال وهو يبتسم : ( إنها الآن غرفتي . . . طوال فترة الإيجار . أخيراً ها أنا أنام في سريرك ، يا عزيزتي . وهكذا أصبح لدي فكرة أستمتع بها ).
صاحت لاين محتجة : ( لا ! هذا الأمر مستحيل بالنسبة لي ).
قال دانيال بنعومة : ( دغدغت هذه الفكرة أحلامك في وقت من الأوقات ، وحملت لك السعادة ولو لوقت قصير).
علقت لاين بحدة : ( حصل ذلك قبل أن أتحول إلى مخادعة وكاذبة ومستهترة ، فهذا ما قلته عني بالتحديد ).
قال : ( ما تقولينه صحيح ، لكن الإنتقال للعيش في غرفتك ليس فيه إساءة ،
وليس سببه الحنين إلى ما كان يجب أن يحدث بيننا ).
لوى شفتيه بسخرية وتابع : ( ببساطة . . . هو مجرد آمر ملائم لي ).
تابعت لاين كلامها كأنه بم يقل شيئأً : ( مهما يكن ، يجب أن تفهم أنني لا أرغب في العيش تحت سقف واحد معك الآن ،
تماماً كما كان عليه الأمر منذ سنتين ).
وافقها بالقول : ( يمكنني أن أرى أنها مشكلة بالنسبة لك ).
- يسعدني أن أرى أنك مستعد للتفكير بمنطق .
فاجأها ذلك بالفعل ، وهذا دفعها لتتنفس بهدوء أكثر قبل أن تتابع : ( إذا ،
لِمَ لا تقدم على تدابير فورية لتنتقل أنت وكل ما تملكه إلى مكان أفضل وأكثر ملاءمة لك ؟)
ظهرت على وجهه ابتسامة عريضة وهو يقول : ( ما يحصل هنا هو مشكلتك وحدك ، ولا علاقة لي بالأمر ،
لأنني لن أذهب إلى أي مكان ، وما تقررينه هو شأنك الخاص ).
قالت بصوت مرتجف : ( لكنك لا تريد أن تعيش هنا حقاً ).
- لِمَ لا ؟ قبل هذه الدقائق الخمس الأخيرة ، كنت سعيداً جداً .
- لكن هذا المكان دون مستواك ، فهو ليس منزلاً رائعاً يليق بمليونير . . .
توقفت عن الكلام قليلاً لتفكر ، ثم أكملت : ( . . . إلا إذا تمت تصفية مؤسسة النشر العالمية ،
وبما أنك أنت من يدير شؤونها ، فهذا كل ما تستطيع الحصول عليه هذه الأيام ).
قال دانيال وقد خلت ملامح وجهه من أي تعبير : ( آسف لتخييب أملك ، لكن الأعمال تسير على أتم ما يرام ،
وأنا باق هنا لأن الأمر يناسبني ولو بسكل مؤقت ).
ضم ذراعيه إلى صدره وتابع : ( واجهي الأمر ، لاين ، أنت اخترت العودة من دون أن تخبري جيمي على الأقل من بين كل الناس ،
فهو يعتقد أنك لن تعودي إلى هنا مطلقاً . مهما يكن ، أنا وقعت اتفاقاً مع جيمي ، لذلك يمكنك استعمال النصف الأخر من الشقة إذا رغبت في ذلك ).
لم تنظر لاين إليه وهي تقول : (هذا أمر مستحيل ، وأنت تعلم ذلك جيداً) .
أجابها : ( في الواقع ، لا أعلم شيئاً . إن أردت البقاء أو الذهاب فالأمر سيان لدي .
إلا إذا كنت تخدعين نفسك ظناً منك أنني ما زلت أحمل بعض الميل الطفيف إليك .
إن كان الأمر كذلك ففكري جيداً ) .
توقف عن الكلام وظهر التجهم على وجهه . راقت كيف تلون خداها من الإحراج ،
ثم تابع : ( . . . لكني أحذرك أنني لن أتحمل أية إهانه منك ، كما أن الإعتماد على طيبة قلبي لن تنجح أيضاً ).
- لم أكلن أعلم أنك طيب القلب .
تجاهل دانيال تعليقها ، وقال بعد قليل : ( إن كنت لا تريدين المشاركة في الشقة ، فارحلي ).
قال : ( هذا بيتي ، وليس لدي مكان آخر لأذهب إليه ).
- إذاً افعلي ما قلته لك .
أضافت بعد قليل بشيء من القسوة : ( مع أنني أشك بصعوبة الامر ، لكن أنت وأخوك تدينان للناس بالكثير من المواقف الحسنة ) .
نظر إليها من دون اهتمام ، وتابع : ( إن قررت البقاء هنا أفضل من الذهاب إلى مكان آخر ،
أقترح عليك التوقف عن الشجار والبدء بتنظيم أمورك ، فلديك عمل يحتاج إلى وقت طويل جداً ) .
استدار دانيال ليغادر الغرفة وهو يقول : ( ولا تطلبي مني أن أعيد لك غرفتك . فقد رفضت ذلك من قبل ).
قالت لايم من بين أسنانها : ( ما كنت لأحلم بذلك . في النهاية ، وبعد مرور عدة أسابيع سترحل ، وحتى حلول ذلك اليوم السعيد سأخيم في غرفة جيمي ) .
رمته بتلك الكلمات مع أنه أغلف باب الغرفة وراءه .
للحظة ، وقفت لاين في مكانها تحدق بالباب الخشبي . قالت لنفسها إنها تعيش كابوساً ، وإنها ستستيقظ في لحظة ما لتجد أن كل ما عاشته في الدقائق الأخيرة قد زال .
شعرت أنها ترتجف بقوة من الداخل ، وكل ما رغبت به هو أن ترتمي على الأرض وتبقى هناك .
لكن دانياب قد يخرج من الغرفة في أية لحظة ، وآخر ما تريده هو أن يجدها رابضة على الارض المخططة اللماعة عند قدميه ،
كأنها حيوان صغير جريح . لم يخطر ببالها لحظة أنها قد تراه من جديد ،
أو تقابله وجهاً لوجه كما حصل الآن .
فقد أقنعت نفسها أنه خرج من حياتها إلى الأبد .
تعمدت أن تذهب إلى مكان بعيد كي توفر على نفسها الألم إذا ما لمحته ولو للحظة واحدة عن طريق الصدفة ،
آملة أن تتلاشى الذكريات التي جمعتها شيئاً فشيئأً . لكن ها هو هنا من جديد ، ويبدو أن ذلك الشعور بالعار والعذاب الذي تحمله من ماضيهما سيبقى حياً ومؤلماً لديها إلى الأبد .
قالت لنفسها بعناد : ( لم أسمح له بأن يعتقد أنني ما زلت أهتم لأمره .
لا أستطيع تحمل ذلك . علي أن أقنعه أن الأمر لا يعنيني مطلقاً أنا أيضاً ـ
انتظرت إلى أن هدأت دقات قلبها وانتظمت أنفاسها قليلاً ، ثم سارت ببطء نحو غرفة
جيمي ، محاذرة أن تثقل كاحلها المتورم أثناء السير .
أدارت مقبض الباب ودفعته ليفتح ، لكنه قاوم بعناد . وضعت لاين كتفها عليه وراحت تدفعه إلى الداخل محاولة الحصول على فتحة واسعة بما يكفي
لتتمكن من المرور من خلالها ، وما إن نجحت في مسعاها حتى أجفلت .
توقفت كم أصيب بصاعقة ، وشهقت من خيبة الأمل .
ما رآته لم يكن غرفة نوم بالتحديد ، بل مخزناً مختلف الأغراض ، فكل بوصة من المكان
ملئت بشيء ما . رأت مجموعة من الصناديق موضوعة على الأرض ،
إلى جانبها أقفاص مليئة بالكتب والأقراص المدمجة ، بالإضافة إلى عدد من الحقائب
المختلفة الأحجام القديمة الطراز . لاحظت وهي غير قادرة على تصديق ما تراه أن فراش السرير الخالي من أية أغطية مغطى بأكمله بمحتويات خزانتها ، وأن الأشياء التي تعيق فتح الباب
هي مجموعة من الصناديق المختلفة الأحجام التي وضعت على الأرض بصورة عشوائيةمشكلة كومة كبيرة .
إنها بحاجة إلى ساعات من العمل لتتمكن من تأمين مساحة كافية فقط للسير في الغرفة ، وهذا ما تحتاجه أيضاً إلى مكان الإستحمام أو النوم الذي هي في أمس الحاجة إليه .
شعرت بالدموع تحرق عينيها . فبعد كل المشاكل المروعة مع آندي ، ها هي تعود إلى منزلها لتجد هذه الفوضى !
بالإضافة إلى وجود اللعين دانيال فلاين . إنه ينام في غرفتها ، ويستعمل هذه الغرفة كمستودع لوضع حاجياته .
تمتمت بغضب ، محطمة كل إحساس بالشفقة على النفس : ( لو أنني أستطيع الوصل إلى النافذة ، لرميت هذه القذارة كلها في الشارع ) .
لقد أفرغ كل ما تملكه على السرير . مجرد التفكير بذلك جعلها تنكمس على نفسها .
لم ينجو بفعلته تلك ! أقسمت بذلك وهي تعرج عائدة إلى غرفة الجلوس ، ثم تطرق بقوة على باب الغرفة الأخرى .
فتح الباب على الفور ، وواجهها دانيال بوجه عابس . كان قد ارتدى سروال جينز ، لكنه لا يزال حافي القدمين ، عاردي الصدر .
شعرت لاين بجفاف في فمها ما إن عاودتها الذكريات التي تهرب منها .
سألها : ( ماذا تريدين الآن ؟ )
قالت بصوت مضطرب : ( الغرفة الأخرى تصلح زريبة للحيونات . إنها مكب للنفايات .
اريد أن أعرف ما الذي تنوي أن تفعله بشأنها ).
أجاب بضيق : ( لا شيء فتلك الأغراض لا تخصني . هذه ليست مشكلتي ) .
شهقت لاين وسألته : ( ما ذا تقصد بحق السماء ؟ إنها مليئة حتى السقف بأشياء تخصك ، وأريدك أن تنقلها من هناك على الفور ) .
لوى شفتيه بإستهزاء وقال : ( عملك في البحر لم يذهب سدى . ماذا هناك أيضاً في برنامج عملك ، سيدتي القائدة ؟
أيقتصر الأمر على التوبيخ أم يتعداه إلى القصاص الصارم ؟) .
أشارت بإصبعها نحو الغرفة وراءها ، وقالت : ( تلك هي الجهة التي أشغلها الآن من الشقة ، وأريد أن أراها خالية ) .
- إذا أقترح عليك أن تبدأي العمل منذ الآن .
بدأ كأنه يشعر بالملل من رؤيتها وهو يتابع : ( مع أن الله وحده يعلم أين ستضعين تلك الصناديق .
من أجل توضيح المسأله فقط ، لا علاقة لي بأس شيء في تلك الغرفة . بعض تلك الأغراض هي لأخيك .
لكن الجزء الأكبر منها هو لفتاة تدعى ساندرا . وأعتقد أن تلك الفتاة رافقته في رحلته إلى نيويورك ) .
حدقت لاين به غير مصدقة : ( جيمي ترك كل هذه الأشياء ، وتركني لأتعامل مع تلك الفوضى المرعبة ؟
آه ! لا يعقل أنه فعل ذلك ) .
ابتسم دانيال بسخرية ، ,علق قائلاً : ( ألا يفل ؟ إذا كنت ترغبين في التحدث بالأمر معه ، بإمكاني أ نأعطيك رقم هاتفه في مانهاتن ) .
أجابت بضيق وتوتر : ( من فضلك ، لا تزعج نفسك ، سأتولى الأمر بنفسي ) .
قررت أن تستدير على الفور وتسير مبتعدة ، بعد أن رفت رأسها عالياً ،
لكن بينما هي تستدير شعرت بطعنة قوية جداً من الألم في كاحلها جعلتها تصرخ بصوت عالٍ وتترنح .
بخطوة واحدة سريعة أصبح دانيال قربها . وضع يده تحت مرفقها وهو يقول : ( ما الأمر ؟ ) .
- لا تلمسني !
حاولت أن تبتعد عنه ، ولكنه رأى الضمادة على قدينها فشد قبضة يده على مرفقها . سألها : ( ما ذا فعلت بنفسك بحق السماء ؟) .
أجابت بإقتضاب : ( التوى كاحلي . هذا كل شيء . من فضلك دعني وشأني ، ولا داعي لهذه الجلبة ) .
- لست أنا من يزعق من شدة الألم .
رفعها دانيال بين ذراعيه ، وحملها إلى أحد المقاعد الطويلة الموضوعة أمام المدفأة ، ومددها على الوسائد .
مع أن تصرفه هذا لم يكن سوى وليد اللحظة الراهنة ، لكنه أجبرها على التذكر بكل ما لديها من وعي نعومة بشرته ورائحتها العطرة .
فكرت ، آه . . . يا آلهي ! أنا لست بحاجة لذلك . . . وانتشر إحساس بالرعب في إعماقها .
ركع دانيال أمامها ، وبدأ ينزع الضمادة عن كاحلها .
قالت بتوتر : ( يمكنني أن أفعل ذلك بنفسي ) .
رماها بنظرة ساخرة ، وعلق قائلاً : ( والآن ، من الذي تيثير جلبة بسبب أمر تافة ؟ )
التزمت لاين الصمت شاعرة أن وجهها يتقد من الخجل والأرتباك .
حدقت من وراء كتفه ، وهي تعض بأسنانها على شفتها السفلى ، بينما راح دانيال يعاين مفصل قدمها المتورمة . سألها : ( متى حدث ذلك ؟) .
رفعت كتفها ،، وقال : ( منذ يومين ) .
قال بحزم : ( كان عليك أن تريحيها على الفور ، لذا يجب أن تبدأي منذ الآن ) .
نهض برشاقة ، وتوجه إلى المطبخ . عاد بعد عدة دقائق وهو يحمل كيساً مليئاً بمكعبات الثلج .
- خذي ! ضعي هذا عليها .
أطاعته لاين على مضض ، وبدت تعابير الثورة على وجهها بينما راح دانيال يثبت كيس الثلج بالضمادة التي نزعها عن قدمها .
قالت بضيق ما إن أنهى عمله : ( شكراً لك ) .
- لا داعي للشكر .
تابع بنبرة لاذعة وهو يقف بإستقامة : ( لدي اهتمام ثابت وأكيد بأن أرى ساقيك تعملان بصورة جيدة .
فالبحث عن عمل يحتاج إلى الكثير من الجهد ، وأنت بحاجة إلى راتب بدون أي تأخير ) .
وعاد ليختفي في المطبخ ، تاركاً إياها تشهق من الغضب .
عندما عاد ، كان يحمل كوباُ من الماء موضوعاً على صحن ، إلى جانبه قرصان من الدواء ،
قال : ( هيا ! خذي هذه ) .
- و ما هي تلك ؟
قال بصوت لاذع : ( مخفف للألم . . . ولا تقلقي ، فلن تستيقظي لتجدي نفسك في مكان سيء السمعة ) .
فيما هي تبتلع الدواء على مضض وتعيد له الكوب فكرت : ( لو أنك تملك أدنى فكرة عما حدث في الأيام القليلة الماضية ،
لربما ستفهم لماذا أنا مشدودة كالأسلاك ، لكنك لا تعلم .
في مطلق الأحوال ، أنت هو الشخص الأخير في العالم الذي يمكنني أن أخبره بما حدث .
نظر إليها دانيال بتجهم ، وسألها : ( سأعد القهوة ، هل تريدين فنجاناً ؟) .
هزت لاين رأسها ، وقالت : ( لا ! شكراً ) .
اتكأت إلى الوراء على الوسائد ، وأغمضت عينيها وهي تفكر بحزن ،
التخلص من رؤيته ستكون البداية . بداية صراع طويل وقاس لتتخلص من الذكريات التي أثارها فيها ،
والتي فشلت السنتان الأخيرتان اللتان مرتا في محوها .
لكن حواسها ظلت متأثرة به حتى بعد أن سار مبتعداً .
يا له من أمر محزن ! كيف يمكنها أن تتأثر بهذا القدر برجل دمر ثقتها بنفسها وبكل ما حولها ،
فتركها مشتته ضائعة .
شعرت بحركته وهو يستخدم أدوات المطبخ ، فتحركت بعدم ارتياح على الوسائد .
آه ، يا إلهي ! الأسابيع القادمة ستكون نوعاً من العذاب الذي لا يمكن لأي مهدئ للألام أن يسكنه .
لكن مهما كان شعورها ، فلن تستطيع الإنتقال من هنا على الفور ،
ومن المحتمل أن يعرف ذلك . لطالما تمنت أن تكون متألقة جداً بنجاحها وبسعادتها إذا ما التقيا صدفة يوماً ما ،
كي تتمكن من التحديق بعينيه بدون أي إهتمام .
لكن يبدو أن للقدر خطة مختلفة تماماً .
لا فكرة لديها مطلقاً كم هو المبلغ المتبقي من المال في حسابها المصرفي ، لكنه بالتأكيد ليس بذي أهمية .
فقد استعملت ما لديها من مال في بطاقة اعتمادها لشراء بطاقة السفر للعودة إلى بلادها .
ومع رحيل جيمي ، لن تستطيع حتى أن تحصل على قرض مؤقت .
- لا تستسلمي للنوم ، لاين .
صوته جعلها تقفز مجفلة ، وهي تسمعه يتابع : ( حاولي أن تتأقلمي مع الوقت في لندن ، وإلا فإنك ستعانين من آثار السفر لعدة أيام ) .
فتحت عينيها على مضض ، ونظرت إليه ، فرأت أنه يحمل في يده كوباً كبيراً .
- أقترح عليك أن تشربي هذا ، فأنت بحاجة إلى الكافيين لتتمكني من الإستيقاظ .
- جلس على الأريكة قبالتها ، وراح يراقبها بعينين ضيقتين .
- ما هي خطة عملك الآن بعد أن اصطدم شريكك البحار بالصخور ؟
لفها التوتر ، وقالت بنبرة هجومية : ( أنا لم أقل ذلك بالتحديد ) .
- لا داعي لتقولي ذلك .
رشفت لاين رشفة من القهوة وهي تحاول أن تجد جواباً مقبولاً .
- لنقل فقط إنني وشريكي اكتشفنا أن لدينا أفكاراُ متناقضة ومتضاربة .
أظن ذلك كافياً .
رفع دانيال حاجبيه بسخرية ، وعلق : ( حسناً ! لا شك أن ما قلته مألوف لدي ) .
شعرت بأحشائها تعتصر من الألم المفاجئ ، لكنها قالت بهدوء : ( أتمنى إلا تتحدث عن الأمر أكثر من ذلك ) .
قال دانيال بنعومة : ( رفض التحدث عن الأمور هو أشبه بمحاولة تغطية بركان . إلا تعتقدين ذلك ؟) .
قالت بحزم وعناد : ( لا ! لا أعتقد ذلك . أعتقد أنه يجب على المرء إلاحتفاظ بخصوصيته ) .
- ألهذا السبب لم يستطيع أحد الاتصال بك في فلوريدا ؟
لا ! فكرت بضيق أن سبب ذلك هو أن آندي لم يدفع إيجار المكتب ، فقام المالك بإقفاله . لكنني لم أعلم بالأمر في ذلك الوقت .
أجابت : ( أنا وجيمي شقيقان ، لكن لكل منا حياته الخاصة واستقلاليته ) .
- أنت توقفت عن الاتصال بأخيك ، أما أنا وجيمي فبقينا على اتصال دائم خلال الأشهر الماضية .
شيء ما في كلامه أو ربما في صوته جعلها تشعر بوخز غريب في عمودها الفقري .
في الواقع ، ما من داع لأن تتقاطع طريقيهما .
جيمي شخص عادي يعمل في شركة للمحاسبة في المدينة ، أما دانيال فقد ورث إمبراطورية عائلته ،
وأصبح صاحب سلطة قبل أن يبلغ الثلاثين من عمره .
كما أن دانيال هو صديق سيمون ، وليس أي شخص آخر ،
سيمون . . . أخوها الأكبر المميز ، والصبي اللامع الذي يكبرها بعشر سنوات .
فكرت بذلك وهي تشعر بألم حاد مدمر ،
لطالما كان سيمون الصديق المفضل لدانيال منذ أيان المدرسة .
كلاهما عملا في السلاح الجوي ، وكانا من الاعضاء المميزين في علبة الكريكيت ، وفي فريق
التنس . لكن هناك يتوقف التشابة بيينهما ، دانيال هو الأبن الوحيد لأب مندفع وجه كل طاقاته وعاطفت نحو العمل بعد وفاة زوجته ،
ساعياًُ وراء التوسع والربح بنهم لا يشبع ، ولم يترك لابنه الصغير سوى القليل من وقته .
في أسام العطل المدرسية كان الصبي يترك تحت رحمة فريق العمل الذي يعينه والده ويدفع له ،
أو ينتقل للإقامة مع معارف والده المختلفين ، والذين لديهم أولاد في مثل سنه .
أما سيمون فعاش في كنف أمه واثنين من الأخوة الأصغر منه سناً في آبونسيروك ، ذلك المنزل الرائع مع حديقته الكبيرة ،
حيث كان يأتي إليه في كل عطلة صيف وبعد نهاية كل فصل داراسي .
كان روبرت فلاين يوافق على أن يمضي ابنه جزءاً من العطلة مع عائلة صديقه ،
ولطالما قالت أنجيلا سنكلير إن المنلز معتاد على استقبال الضيوف ،
لذا فإن ضيفاً جديداً لن يشكل أي فرق .
إلا بالنسبة لي ! فكرت لاين بذلك وهي تشعر بألم مفاجئ .
فقد شكل حضورة كل الفرق في العالم بالنسبة لها . . .
لكن تلك المنطقة محرمة عليها ، وهي لا تجرؤ على الذهاب إلى هناك ، لا سيما الآن .
أنهت احتساء قهوتها ، ووضعت الكوب على الأرض .
- أنت وجيمي لستما صديقين ، أليس كذلك ؟ لطالما اعتبرته إدنى مستوى منك .
ومن المؤكد أنك لا تواجه مشكلة في إيجاد مكان تمكث فيه ،
فلماذا أنت هنا إذاً ؟
- إنه أتفاق مناسب لنا معاً .
لكنها تابعت بعد قليل : ( كنما أن ( كوبر دايموند ) لا تملك فروعاً في نيويورك ،
فما الذي يفعله جيمي هناك ؟ )
قال دانيال : ( إنه يعمل لدي ، في القسم الملكي في هيروندلا***س )
تضاعف إحساسها بالقلق والتوتر ، وسألته غير مصدقة : ( أيعمل لديك ؟
لماذا بدل عمله ؟ )
- ربما كان هذا موضوعاً آخر يجب أن تبحثيه معه ؟
أنهى داينال شرب قهوته ، ثم نهض وهو يتابع : ( إنه ينتظر اتصالك . )
حدقت به لاين وهي تسأله : ( هل تحدثت إليه ، وأخبرته أنني هنا ؟ )
- فعلت ذلك وأنا في المطبخ ، قلت له إن غرفته يجب أن تنظف ، وإن توضع كل محتوياتها في مخزن خاص به ،
ووافق على ذلك ، لكن لسوء الحظ ، شركة النقل التي اتصلت بها لا تستطيع القدوم قبل نهار الغد ، وهكذا عليك أن تمضي الليلة على الأريكة ,
رفعت لاين ذقنها قائلة : ( هل اتصلت بشركة النقل أيضاً ؟ إنني قادرة تماماً على القيام بذلك . )
اقترح دانيال بهدوء وبساطة : ( هل تريدين أن أتصل بهم ثانية وألغي الحجز ؟ )
أرادت لاين أن تقول نعم ، لكنها أدركت أن ذلك تصرف غبي من قبلها .
لا سيما أنه بذل مجهوداً ليتم العمل بأقصى سرعة ، كما أن النوم في غرفة الجلوس لفترة طويلة أمر لا يعجبها مطلقاً .
قالت على مضض : ( لا ! لتدع الأمور على حالها ) .
قال برضى : ( قرار صائب ، لا بد أنك تتعلمين ) .
توقف قليلاًُ عن الكلام ، ثم تابع : ( علي الذهاب إلى المكتب لعدة ساعات ،
وهكذا ستتمكنين من تقريع أخيك قدر ما تشائين بسبب عدم رغبتك في وجودي هنا . )
قرأ الرسالة من خلال عينيها اللتين ازدادتا التماعاً ، فأبتسم ،
وتابع ينصحها : ( حاولي إلا تنهضي لكي يشفى كاحلك بسرعة ،
فأنت بحاجة إلى ذلك ، هكذا ستتمكنين من السير على الأرصفة بدلاً من المكوث هنا ) .
معرفتها أنه لم يقل إلا الحقيقة لم تحسن من طبعها المتقد أو تهدئ من اضطراب مشاعرها المندفع كاندفاع المد نحو الشاطئ ، وهي تراقبه يسير مبتعداً ليدخل إلى الغرفة . . .
غرفة نومها ، ويغلق الباب وراءه .


عيناك عنواني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-04-10, 05:28 AM   #3

عيناك عنواني
alkap ~
 
الصورة الرمزية عيناك عنواني

? العضوٌ??? » 85085
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,066
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » عيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

2- رجوع ودموع

تحول الم في كاحلها تدريجيا الى نبض خفيف , لكن الألم المتراكم في داخلها بد امرا مختلفا تماما . انه ألم لا يمكن احتماله , وهو يتزايد بسرعه قصوى اكثر مما تخيلت حتى اسوأ كوابيسها .
كان عليها ان تتوقع ذلك , بعد ان عاشت السنتين الماضيتين في البؤس المطلق . اذ مرت شهور طوال وهي تحاول ان تدفن الألم والارتباك في اعماق ذاكرتها اثناء محاولتها لنسيان ما حدث , الا انها فشلت فشلا ذريعا .
في نهاية الامر اقنعت نفسها انها قد تتمكن من الحصول على مبتفاها فقط من خلال التغير الكامل لمحيطها . لهذا السبب اتخذت لاين قرارها بالانتقال الى فلوريدا , من دون التفكير مليا بما قد تتورط به .
رأت ان عرض آندي هو فرصة لأعادة تأهيل حياتها , اما الآن , وبعد مرور شهر واحد فقط , ها هي قد عادت الى وضع اسوأ من ذي قبل . ادركت لاين ان مجرد التفكير برؤية دانيال كل يوم سوف يسبب لها الاضطراب والألم , فشعرت بغصة في حلقها . آه ! يا اله السماوات ...!
راودتها صورتها كما كان في تلك الليلة منذ سنتين مضتا . تذكرت بشرته السمراء الداكنة وهو يرتدي ثوبا للاستحمام ابيض اللون .
تذكرت وجهه الصارم الذي ينضح بعدم التصديق وهي تقول له بصوت ضعيف مجروح ان زواجهما الذي تم منذ عدة ساعات هو مجرد غلطة .... غلطة كبيرة .
وانه انتهى وزال حتى قبل ان يبدأ . اقنعته باصرارها بأن ليس هناك فرصة ثانية لانجاحه .
اخيرا صدقها واستدار مبتعدا وهو يشعر بالمرارة . تم إلغاء الزواج بسرعة وهدوء اكثر مما تصورت , الا انها لم تتوصل الى الغاء دانيال ببساطة من حياتها كما تمنت .
جلست مستقيمة , وشعرت بقلبها يدق بعنف بين ضلوعها , ما ان فتح الباب ثانية . هذه المرة ظهر دانيال بهيئة رسمية تليق برجل اعمال ,
وقد ارتدى سروالا فحمي اللون انيقا وقميصا من الحرير الابيض مع ربطة عنق من الحرير بلون قرمزي . مر امامها متجها نحو غرفة جيمي , من دون ان ينظر نحوها مطلقا .
تمكنت من القول :
- ما الذي تفعله ؟
قال بضيق :
- احاول ان افتح لك طريقا تمكنك من الوصول الى غرفة الحمام من دون ان ياصب كاحلك بأي اذى .
رفعت ذقنها بكبرياء :
- بامكاني ان اتدبر امري بمفردي .
رماها دانيال بنظرة ساخرة :
- آه ! ذلك واضح جدا .
سمعت في الدقائق التالية اصواتا مختلفة ناتجة عن حمل الاغراض وتكديسها , كما سمعت بعض الشتائم , بينما جلست لاين صامته وهي تمضغ شفتها .
كم تكره ان تكون مدينه له ! فكرت بذلك بغضب صارخ . ستكون هذه المرة الاخيرة . فمن الآن فصاعدا , سوف تعتمد كل طريقة ممكنه لتجنبه , لنها بذلك فقط ستتمكن من البقاء حية .
عندما عاد دانيال وهو ينفض عن يديه الغبار بدت على وجهها ملامح عدائية وظهر عليها التوتر . قالت بنبرة باردة كالثلج :
- شكرا لك .
- قد لا يكون الامتنان هو شعورك الفعلي عندما ترين غرفة الحمام .
ارتدى دانيال سترته , وحمل اوراقه , وتابع قائلا :
- لكن تلك هي مشكلتك , هذه واحده من مشاكلك الكثيرة على ما اتوقع .
توقف قليلا ليأخذ بطاقة من محفظته . رماها على الطاولة بجانبها , وقال :
- هذا رقم هاتف جيمي . انا متاكد من انك ترغبين في التحدث اليه ...
ابتسم لها ابتسامة ذات معنى قبل ان يكمل :
- ... فلدى كلاكما الكثير من الكلام لتقولاه لبعضكما البعض .
*****
قال جيمي بنبرة دفاعية :
- اسمعي ! لم يكن لدي أي خيار . لم التذمر , في مطلق الاحوال ؟ اعلم ان زواجك اصيب بالفشل التام , لكن هذا حدث من زمن , ولا اعتقد ان دانيال يحمل لك أي ضغينه ... ليس بعد مرور هذا الوقت .
اضاف شقيقها عندما احتفضت بالصمت (( في مطلق الاحوال ,مرّ وقت كان الرجل فيه عملياً فرداَ من أفراد العائلة ’ لا سيما بعد .....بعد......)).
قالت لاين تقاطعه,وصوتها يحمل حزناً دفنياً: (( لا تقل شيئاً ... فقط لا تقل )).
تنفست بعمق قبل أن تكمل ( عليك ان تفهم ان الامور اصبحت مختلفة الان ,وانا لا اعتقد انني استطيع تحمل ذلك)). ع
حمل لها صوته لمحة مشاكسة وهو يقول( آة!حباً بالله! نحن الاثنان تمكنا من الاستمرار في العيش معاً من خلال اتفاق صارم يقضي بعدم التدخل في شؤون بعضناً,أليس كذلك ؟ كنا نعيش تحت السقف ذاته ,لكن لكل منا حياته المختلفة ,وهذا ماسيحدث بالتحديد مع دانيال)).
قالت بصمت : لا ! لن تكون الحالة هكذا .... لا يمكنها ان تكون كذلك ,لانني فعلت ذلك من قبل, كيف لي ان اعيش الكابوس نفسه من جديد, من دون ان افقد صوابي؟.
اضاف جيمي: ((كما انه يسافر كثيراً لزيارة اجزاء امبراطوريته الممتدة في ارجاء العالم كله,وعندما يكون هناك ,من المؤكد انه لن ينظر اليك)).
حافظت لاين على نبرة صوت هادئة وحازمة وهي تقول ( شكراً على دعمك ,والان ربما يمكنك ان تخبرني ما الذي يفعله في شقتنا؟)).
بقي صامتاً لفترة ,ثم قال مفسراً: (( اشترى دانيال منزلاً منذ فترة ,وهو يعمل على تجديدة, وهو يحتاج الى مكان اقامة مؤقت اثناء ذلك ,إلا انه لا يرغب بعقد ايجار طويل الأمد ذي كلفة بباهظة مع بنود جزائية, الامر بمنتهى البساطة والوضوح .
قالت لاين من بين اسنانها :
- اعذرني ان كانت افكارنا عن البساطة لا تتشابه , كما انك لم تذكري لي بعد لماذا تعمل لديه .
- كنت بحاجة الى عمل , ودانيال قدم لي عرضا لم استطع رفضه .
- كان لديك عمل في شركة محترمة , فما الذي حدث ؟
تنفست بعمق وتابعت :
- جيمي , اريد منك الحقيقة . أي نوه من التهديد وجه اليك دانيال فلاين ؟
ساد صمت للحظات , قال بعدها جيمي بانكسار :
- انا مدين له ... بالكثير .
انه الاعتراف الذي لاتريد سماعه مطلقا .
سألته بحذر :
- اتعني ذلك حرفيا ؟
اجابها بصوت مثقل بالهم والآسى :
- انا اعنيه بكل طريقة ممكنه . منذ سته اشهر انقذت زبونا من دفع الكثير من الضرائب ,فشعر بالامتنان نحوي ,ودعاني الى العشاء .بعد ذلك ذهبنا الى نادي جوبيتر الذي هو عضو فيه . هناك راهنت وربحت الكثير .بعدئذ اصبحت غارقا في ديوني وغير قادر على الدفع , وراح النادي يطالبني بأمواله . اثناء ذلك تعرفت على ساندرا وهي موظفة هناك , وحذرتني بأن هناك من يبحث عني . في ذلك الوقت كنت قد وصلت الى الحضيض , ولم اعد استطيع العودة الى الشقة , او حتى الى العمل . لم اشعر بالخوف في حياتي كما حدث معي حينها . في نهاية الأمر وجدني دانيال , وكنت اقيم عند ابن عم ساندرا . اقنعها بأن تعطيه العنوان , قائلا بأن هناك صلة عائلية بيننا , وانه يريد مساعدتي .
كررت لاين كلماته وهي تشعر بغضب مميت :
- صلة عائلية ؟ يا الهي ! ياله من وقح !
علق جيمي بنبرة غاضبة ايضا :
- حسنا ! كان الرجل صهري . هل كنت تفضلين ان تجديني في زقاق ما مشبعا بالضرب حتى اصبح كالعجينة , ام ملقى في المستشفى وساقاي مكسوران ؟ تصرف دانيال كوغد حقير , فعاملني معاملة سيئة جدا , لكنه انقذ حياتي ايضا . لم يفعل ذلك من اجلي , فقد اوضح لي ذلك قائلا انه يعتقد انني لا استحق اية تضحية .
سمعته يتابع بصوت مخنوق :
- ساعدنس فقط لأنه يعلم ان سيمون كان ليفعل ذلك .
علقت ببلاهة : ذ
- اجل ... بالطبع ... كان ليفعل ذلك .
- وهكذا دفع دانيال المبلغ المستحق للنادي , واخرج ساندرا منه خشية ان يعلم احد رؤسائها انها ساعدتني , بعدئذ قدم لي عرضا للعمل في نيويورك .. انا لاارغب في الموت , لذلك وافقت . بدا لي ان السماح له باستعمال الشقة هو نوع من رد الجميل .
توقف عن الكلام ثم تابع :
- وان اردت الحقيقة , لم افكر للحظة انك ستكتشفين ما حدث .
تجدد الغضب والضيق في صوت لاين وهي تقول :
- غير انني فعلت . والآن , ها انا ادفع ثمنا باهضا بسبب سوء تصرفك .
قال جيمي وفي صوته شيء من الارهاق :
- حسنا ! هذا لن يشكل أي فارق لديه , وان اردت الصدق , يبدو لي انه لايملك متسعا من الوقت لأي منا .
توقف قليلا ثم تابع :
- في مطلق الاحوال , ما الذي تفعلينه في المملكة المتحدة ؟ هل يسير العمل على اتم ما يرام لدرجة انك قادرة على الحصول على اجازة ؟
- لم يعد لدي أي عمل ... ليس بعد الآن .
قال بنبرة ملؤها الشك :
- لابد انك تمزحين ! كل شخص يرغب بالعمل في فلوريدا كينز . انها شركة الجمع المال ذات رخصة رسمية .
قالت : ربما ! لكن اندي قرر ان يبيع تلك الرخصة .
- بسعر جيد على ما اعتقد !
- هذا ما اعتقد ايضا .
تابعت بصوت مليء بالمرارة :
- لسوء الحظ . لم يبحث الأمر معي قبل اتمام الصفقة او خلالهما او حتى بعدها . كنت بصدد البحث عن مكتب بديل , وعندما عدت وجدت ان آندي باع الشركة ورحل ... .
- هل تقصدين انه اخذ كل شيء ؟ لكنك استثمرت في تلك السفينه كل درهم لديك .
- هذا ما فعلته . لكن لسوء الحظ , انتهى بي الأمر على الحضيض . هذا تصرف احمق من قبلي .
ساد الصمت بينهما , ثم قال لها :
- يا الهي ! لاين , يؤسفني ماحدث معك . اعتقدت فعلا انك سعيدة , وانك تبنين حياتك من جديد .
- هذا ما اعتقدته انا ايضا . لكن يبدو انني ببساطة كنت اشتري لنفسي بعض الوقت بانتظار ان تتم عملية الشفاء ! .. مهما يكن الأمر , ما حدث تركني في موقع لا احسد عليه من الناحية المادية , واملت ان اجدك بقربي لتمد لي يد المساعدة .
- حسنا ! كنت لأفعل في ظل ظروف عادية , لكن راتبي في وورلد وايد ليس عاليا , ومن جهة اخرى عليّ ان ابدأ بإعادة المال لدانيال .
توقف عن الكلام وقد ظهر الارتباك في نبرته ثم تابع :
- ماذا عن صالة العرض ؟ الا تستطيعين استعادة عملك السابق ؟
- لا مجال لذلك , فقد وجدوا بديلة عني منذ زمن بعيد .
- اعتقد ان بامكانك المحاولة دائما مع امي .
قالت بهدوء :
- لا ! هذا امر من بين عدة امور لا افكر فيها مطلقا .
- وهل دانيال هو الأمر الثاني ؟
اكدت له :
- بل هو الأول . من جهة اخرى , يبدو من الواضح جدا انك استعملت كل مالديه من عطف يمكن ان يقدمه لعائلة سنكلير .
قال جيمي مقترحا :
- حاولي ان تكوني لطيفة معه .
اصبح صوتها مضطربا فجأة وهي تقول :
- ماذا تقصد بحق الجحيم ؟
قال ندافعا عن نفسه :
- حسنا ! لا اعني ما ورد في فكرك بكل الاحوال , لكن عندما كنت صغيرة ! اعتدت اللحاق به ظظله , ولابد انه احبك ايضا والا ما كان ليطلب الزواج بك . ومع ان زواجكما تحول الى كارثة , فلابد انه يمكن ان تؤثري به في لحظة عاطفية .
وجدت لاين نفسها تعض بقوة على شفتها السفلى قبل ان تقول :
- لا ! من الآن فصاعدا سأعتمد على نفسي , وسأتمكن من تدبير امري.
قال جيمي بحدة :
- لا فكرة لدي عما حدث بينكما منذ سنتين , ولا اريد ان اعرف الا انني سأقول لك هذا الكلام : تعاملي معه بروية وهدوء , ولا تحاولي ازعاجه لاين , مهما كان شعورك بالكره نحوه كبيرا , لأنني لا استطيع رد جميله او اغضابه , وربما انت ايضا لا تستطيعين .
جلست لاين لفترة طويلة تحدق بالفراغ . بعدئذ اعادت سماعة الهاتف الى مكانها ونهضت . لاحظت ان كيس الثلج خفف من تورم كاحلها ,
وفكرت انها ستضع كيسا اخر في وقت لاحق , اما الآن فهناك اشياء عليها القيام بها . اول عمل لديها هو جعل غرفة جيمي على الاقل قابلة للسكن فيها
اما الراحة بامكانها الحصول عليها غدا .
بعد ان كوم دانيال معظم الصناديق بترتيب في احدى الزوايا , اصبح بامكانها التحرك . بدأن بازالة ثيابها عن السرير . فعلقتها في الخزانة المواجهة , بالقرب من بعض الثياب التر تركها جيمي , ثم ملأت الادراج في الخزانة الصغيرة بحثت عن اغطية نظيفة ورتبت السرير , قبل ان تمضي نصف ساعة وهي تنظف غرفة الحمام الوسخة .
عندما رأت ان النظافة الضرورية قد توفرت , افرغت ثيابها وارتدت رداءها المنزلي المفضل , وهو رداء قديم ازرق اللون . ووو
افرغت حقيبتها ووضعت الثياب القليلة الموجودة فيها في الغسالة مع الثوب الذي خلعته قبل قليل , مغادرتها المفاجئة اجبرتها على الرحيل تاركة الكثير من اغراضها في السفينة .
سخرت من نفسها وهي تفكر يبدو انني سأمضي معظم حياتي في الهروب بطريقة او باخرى . لكن ما يحدث الان اخافها اكثر من أي شيء اخر حصل يوما في حياتها , وهكذا لاجدوى من الهروب بعد الآن .
اخيرا دللت نفسها بالاستحمام واضعة الزيت المعطر , بعد ان غسلت شعرها بالشامبو المفضل لديها , ثم اتكأت الى الراء مغمضة العينين , تاركة المياه العطرة تداعب جسمها كالحرير .
انها في الجنة ! فالاستحمام في السفينة اجبرها على التقنين في صرف الماء واحيانا لم تكن تجد مياه ساخنة على الاطلاق .
تذكرت ا ناخر حديث لها مع آندي كان بشأن هذا الموضوع بالتحديد . قالت له ان عليهما ان يهتما باصلاح كل انابيب المياه الساخنة في السفينة قبل الفصل القادم .
فشخر من دون ان يجيب بكلمة واحدة . فكرت انه ربما كان عليها ان تلاحظ عدد المرات التي يشخر بها لتصل الى استنتاج ما .
لو انها فعلت لربما كانت اكثر استعداد لتقبل فكرة بيعة السفينة التي هي مصدر رظقها الوحيد والهروب بثمنها . ادركت لاين بالطبع ان آندي تضايق وشعر بالمرارة لأنها رفضت اقامة اية علاقة حميمة معه .
مهما يكن مافكر به , فهي لم تعده بأي شيء من هذا القبيل . ذكرت نفسها بذلك وكأنها تدافع عن نفسها . اغتنام الفرصة للبدء بحياة جديد في الجهة الاخرى من الكرة الارضية بعيدا عن الألم .
هو ما كانت تبتغيه , فوافقت على الرحيل معه فقط كشريكة في الاعمال لا كحبيبة له .
حسنا ! فكرت وهي ترتجف انها على الاقل تخلصت من هذا العبء , فالمال هو كل ما حصل عليه منها . تذكرت بندم وحزن ان عملهما كان يسير بشكل جيد هناك .
سجل زبائنهما القليل من الملاحظات . لكنهم قدموا الكثير ليكون ملائما لأذواق كل الزبائن , وكان لديهما المال الكافي للقيام بذلك . لكنها تستطيع الآن ان ترى ان الأمر بدا لآندي مجرد عمل شاق وصعب جدا , فهو يريد الحصول على المال بسهولة .
ادركت لاين انه كان عليها ان تكون حذرة , فالأمور لم تكن جيدة كما حاول ان يصورها لها , غير انها لم تسمح لنفسها بأخذ أي وقت للتفكير , او سؤال نفسها الى اين تقودها قدماها .
يا الهي ! عادت السفينة في ذلك اليوم وهي تشعر بالقلق والحزن بسبب عدم نجاحها في ايجاد شاطئ امان جديد لعملهما , لا سيما انها تعلم مسبقا ان اقناع آندي بالجلوس للتحدث عن المشاكل الطارئة هو بحد ذاته مشكلة ضخمة جدا .
لكنها لم تتوقع الا تراه هناك , وان تجد مكانه ذلك الشخص الذي يثير الاشمئزاز في النفس ديرك كليمنز .
لطالما وجدت لاين ان ذلك الثري هو الاكثر ازعاجا بين الزبائن . فهي تكره الطريقة التي يعتمدها بايجاد أي عذر كي يلمسها , فيقترب منها اكثر مما تدعو الحاجة او يمسك بيدها ما ان تقدم له الشراب او الطعام .
كما انها لم تعجب بالاصدقاء الذين كان يحضرهم معه, وهم ذوي اجسام سمينة يتفوهون بالكلام البذيء بصوت مرتفع او بالفتيات اللواتي يجلس برفقتهن تحت اشعة الشمس وهن شبه عاريات .
اما ىندي فيلوي شفتيه استهجانا كلما تذمرت من وجود كليمنز واصدقائه , ويعلق بمكر :
- لماذا تهتمين له ؟ كلانا يعلم انه لا يضمر لك شيئا , عزيزتي .
وفجأة وبدون أي تفسير , وجدت ذلك الشخص الكريه هناك في السفينة وهي بمفردها معه . بدا لها ذلك امرا مستغربا تماما , وتملكها شعور من التوجس بحدوث شر ما , لكنها تمكنت من اخفاء ذلك بطريقة جيدة اذ سألته بصوت هادئ :
- اين ىندي ؟
اجابها بلا مبالاة :
- آه ! لقد رحل . عقدت معه صفقة عزيزتي , وانا الآن المالك الجديد , فأهلا بك برفقتي .
نظرت لاين الى ابتسامته البشعة . تمكنت من الاحتفاظ بهدوئها , وقالت بصوت ناعم :
- لابد من وجود خطأ ما , فأنا وآندي كنا شريكين .
- اجل . اخبرني بذلك . وكنتما عشيقين ايضا .
ضحك بصوت عال وبوقاحة قبل ان يتابع :
- وهذا يناسبني تماما .
قالت بيأس :
- لكن .. من المؤكد انه ترك لي رسالة ما ؟
- اجل فعل , لكن ... كيف قال ذلك ؟
تظاهر انه يفكر لحظة , ثم تابع :
- آه ! تذكرت . طلب مني ان اقول لك . وداعا عزيزتي , ولا تعتقدي انني لم اكن سعيدا برفقتك .
شعرت لاين بالمرارة تحرق حلقها من الصدمة بسبب الكلام الذي سمعته ,لكن بدا لها من الحكمة ان تجلس وتحاول ان تستوعب الرعب الذي اصابها بسبب غدر آندي بها .
فكرت بذهول , آندي ... الشخص الذي وثقت به , فعل هذا بها ؟! خدعها وسرق اموالها , وتركها لهذا المخلوق المخيف وهو يعرف تماما انها تكرهه ؟ اهذه كريقته للانتقام منها لنها لم ترض به حبيبا ؟
هل كتب عليها ان يخونها كل رجل تلقاه في حياتها بطريقة او بأخرى ؟ شعرت بالاضطراب في معدتها وهي تحاول ان تفكر ما الذي تستطيع ان تفعله . ب
راح حدسها يحثها ان ترحل الآن , لكن مع ان كليمنز كبير في السن , لكنه سريع الخطى , وهي ليست متاكدة انها تستطيع ان تهرب وتتخلص منه .
بدت لها فكرة امساكه بها مرعبة حتى الموت , كما انها لا تستطيع المغادرة وهي خالية اليدين . محفظتها وكل ما تملك من اموال نقدية في حقيبة يدها ,
لكن جواز سفرها مازال في غرفتها مع ما تبقى من اغراضها , وهي بحاجه اليه كي تغادر .
مسح كليمنز فمه بقبضة يده , ونظر اليها بوقاحه ثم قال :
- قال لي آندي انك مسلية جدا , ولست هادئة وحزينة كما تبدين دائما ياعزيزتي .
ضحك وتابع :
- اتمنى فعلا ان يكون ذلك صحيحا , لأنني لا ادفع الا للنتائج المضمونه .
ابتسمت له وقالت :
- اذاً انا واثقة انك ستكون كريما .
آندي ايها الوغد الحقير ! مهما كان المبلغ الذي سرقته , ومهما كانت الوسيلة لإنفاقه كان بامكانك ان توفر عليّ المواجهة مع هذا الحيوان !
- يا الهي ! كم يبدو الطقس حارا هنا .
مرر اصبعه داخل ياقة قميصه القطنية وتابع :
- الا يوجد مروحه هنا او أي شيء اخر ؟
رفعت لاين كتفيها وقالت :
- بلى ... هناك مروحة في مكان ما في قسم الضيوف .
- حسنا لاتجلسي كالبلهاء . اذهبي واحضريها .
واتكأ الى الوراء على الوسائد واغمض عينيه .
نهضت لاين وامسكت بحقيبة يدها المعلقة على ظهر الكرسي . تساءلت في سرها , هل ستتمكن من التخلص منه بمثل هذه السهولة ؟
ذهبت مباشرة الى الغرفة الصغيرة التي تشغلها منذ ان اتت الى السفينة فبدلت تنورتها بسرعة , وارتدت سروال جينز ابيض اللون .
خطفت جواز سفرها , ووضعت ما تستطيع ان تحمله من ثيابها في الحقيبة الصغيرة , ثم صعدت بخطى سريعة الى ظهر السفينه .
في اللحظة التي كادت تصل فيها الى المعبر الخشبي للعبور الى البر , سمعت صوت ديرك كليمنز وراءها :
- الى اين تعتقدين انك ذاهبة ؟ عودي الى هنا الآن .
ما ان مد يده ليمسك بها حتى ركضت رامية بنفسها على الرصيف . لهث كليمنز راكضا وراءها محاولا ان يمسك بها .
لكنه اخطأها فصرخ بقوة من الغضب وسرعان ما فقد توازنه وسقط على الارض . سقطت لاين على الارض ايضا لشدة ارتباكها فالتوى كاحلها
لكنها استمرت بطريقة ما في الركض , هي تعض على شفتها من شدة الألم . نظرت من وراء كتفها لتجد حشدا صغيرا قد تجمع حول كليمنز الذي كان يحاول ان يجلس . سمعت صوته كخوار ثور جريح :
- اوقفوها ... انها لصة . ع
استدارت على الفور ودخلت الى مقهى تعرفه من قبل . سارت عبر مجموعة من الناس كأنها سائرة في طريقها نحو حمام النساء .
وما ان اصبحت في المنطقة الخلفية للمقهى , حتى خرجت من مدخل الطوارئ لتجد نفسها في شارع هادئ .
تمكنت من الفرار , لكنها باتت تعرج بشكل واضح ومؤلم الآن , كما تورم كاحلها . ما ان تمكنت من ايقاف اول سيارة اجرة رأتها حتى طلبت من السائق ان يوصلها الى المطار .
والآن هاهي هنا . فكرت بحزن وهي تنهض من المغطس وتلف جسمها بالمنشفة , انها خرجت من المقلاة لتقفز مباشرة الى النار .
جففت جسمها بسرعه ثم راحت تلتقط المياه المتساقطة من شعرها بالمنشفة وهي تمشطه بعيدا عن وجهها بأصابعها . زفرت بضيق وهي تتذكر ان مجفف شعرها هو احد الاشياء التي اجبرت على تركها في السفينة .
فكرت وهي ترتدي عباءتها ان لديها واحدا غيره هنا , وانها تضعه عادة فوق طاولة الزينة , اتراه ما زال في مكانه ؟
سارت وهي تعرج عبر غرفة الجلوس. فتحت باب غرفة نومها , دخلت بحذر لكنها توقفت وهي تشهق من الصدمة حين نظرت حولها .
بدت الغرفة مختلفة تماما عما تعرفه . ورق الجدران الجميل برسومه الناعمة قد طلي بلون عاجي بسيط وغطاء سريرها الحريري ذو اللون الاصفر الباهت استبدل بغطاء بني قاتم اللون .
حتى ان السجاد الموضوع حول السرير قد استبدل ايضا . لم يبق أي اثر منها ... ولا أي لمسة مميزة من شخصيتها التي تمكنت من الحصول عليها من خلال المال الذي قبضته من صالة العرض .
بدا ان كل اثر لها قد تم ازالته بتعمد .
فجأة بدأت لاين تشعر انها لم تعد موجودة فعلا , وكأن كل شيء احبته اخذ منها عنوة . اولا والدها وهي بعد طفلة , ثم سيمون , وفي نهاية الأمر آبوتسبورك.
ربما لم يكن ذلك المنزل الملاذ الآمن الذي ظنته . فذكرياتها الاخيرة هناك كانت بشعة حقا . لكنها تحمل نوعا من الامان بكل الاحوال .
لطالما فكرت لاين انها ستعود الى هناك يوما ما , وبطريقة ما سوف تعيد اكتشاف كل شيء احبته في طفولتها ...
عضت على شفتها ! آه كفى ! شجعت نفسها بنفاذ : انت هنا لتجففي شعرك لا لتصابي بانهيار عاطفي. تنفست بعمق ورفعت رأسها عاليا , ثم نظرت عبر الغرفة الى مرآة طاولة الزينة .
ان لم يكن دانيال قد تغير , فهي ايضا لم تتغير كثيرا . ما زال شعرها ناعما جميلا , وما زال جسمها نحيلا , وعيناها ما زالتا رماديتين اكثر منهما خضراوين ...
لكن ليس للامرأهمية اذا ما اخذنا بالاعتبار ما يفضله دانيال في النساء . انه يفضل الفاتنات الشقراوات ذوات الاجسام الرشيقة والطويلة .
كنديد! تذكرت وهي ترتجف ذلك الفم المكتنز والجسم الذي يتمايل داخل الثياب كانه راغب في نزعها عنه , والصوت الناعم الاجش , الاشبه بالعسل السام . كيف يمكن لأي رجل ان يقاوم ذلك السحر ؟
شيء ما في اعماقها تحرك بألم متجدد , وسمعت نفسها تشهق . قالت بصوت عال وعنيف :
- كفى , توقفي عن ذلك !
لكن فات الأوان . فجأة شعرت انم احصل معها كثير جدا عليها . ألم كاحلها لم يعد شيئا يذكر بجانب هذا الألم الذي راح يزداد قوة وشدة حتى كاد يخنقها .
شعرت انها وحيدة منهارة وخائفة . مرت بها 48 ساعة من العذاب لتجد نوعا آخر من الجحيم بانتظارها في المكان الوحيد الذي يجب ان يكون ملاذها وملجأها .
وضعت يدها فوق وجهها , وارتمت على حافة السرير الناعم النظيف وبكت . شعرت بجسمها كله يرتجف من شدة البكاء ... بكت حتى لم تبق دموع في عينيها .


عيناك عنواني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-04-10, 05:30 AM   #4

عيناك عنواني
alkap ~
 
الصورة الرمزية عيناك عنواني

? العضوٌ??? » 85085
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,066
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » عيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

3 - دموع علي الماضي


بقيت لاين في مكانها لوقت طويل رغم من استعادتها لهدوءها ,ظلت مستلقية على وجها فوق السرير.واصابعها تمسك بقوة في القماش الحريري للغطاء.
هي تعلم انها لا تستطيع البقاء هناك.كمال تعلم ان افضل لها الا تدخل الى الغرفة مطلقا .لان كل مافيها يذكرها بدانيال.
قالت لنفسها بصوت عالي:‘‘حان الوقت كي ابتعد من هنا.‘‘.
نهضت ببطء ,واعادت ترتيب الغطاء على السرير ,حرصت على عدم ترك أي اثر لوجوده هنا..
كما عملت على ايجاد مجفف الشعر ايضا,قبل ان تقطع المسافة بين غرفة الجلوس والغرفة الاخرى.
في تلك الحظة سمعت المفتاح يتحرك في قفل الباب الامامي ,اه,يا الهي ! شعرت بدقات قلبها تتسارع’ لقد عاد دانيال ,بعد ان خرجت من غرفته في الوقت المناسب,رمت مجفف الشعر على السرير,ثم اغلقت باب جيمي وراءها ما ان دخل الى الشقة.
قالت لاين بنبرة صوت لاذع:‘‘اه,اهذا انت؟‘‘
اجابها دانيال بقسوة:‘‘ومن كنت تتوقعين؟‘‘
- حسنا, ليس انت ,وليس في هذا الوقت ,فقد اخفتني‘‘.
- قال بفضاضة:‘‘يمكنني روية ذالك,فانت تبدين كشبح.‘‘.
- سار نحوها,ووضع اصبعه تحت ذقنها,ثم حدق بها ,دفعت لاين يده بعيدن:‘‘لا تلمسني.‘‘.
- كنت تبكين لماذا؟
- وهل يهمك الامر؟
- ربما لا ,لكن لا رغبة لدي في مشاركة مكان اقامتي بامراءة عينيها اشبه بحنفية ترشح باستمرار.
- ظهر الضيق على وجهه وهو يتابع:‘‘قدمي خدمة لكلينا لاين ,وفكري ان تنضجي قليلا.‘‘.
- سار مبتعدا نحو الغرفة الثانية,واختفى لوقت قصير فيها,ثم خرج حامل جهاز كمبيوتر نقال, في حقيبة علقها فوق كتفه.
- ضمت لاين ذراعيها الى صدرها,لكنه لم يلق ابدا,فعلى مايبدو تمكنت من اخفاء اثار دخولها الى غرفته بشكل ناجح جدا.
- ردت عليه بمرارة وهو يغلق الباب وراءه:‘‘وكان لدي خيار اخير.‘‘
- سارت نحو غرفتها لتجفف شعرها.وبعد ان انتهت من مهمتها ارتدت تنورة من الكتان زرقاء اللون وقميصا بيضاء اللون من دون ياقة بحثت عن المزيد من مكعبات الثلج لتضعها على كاحلها الذي مازال يسبب لها الاجفال كلما القت عليه ثقلها,ثم تمددت على الاريكة ,واضعة القدم المورمة على الوسادة ,الا انها لم تشعر براحة الكاملة.اجتاحت ذهنها صور ضائعه من الماضي ,بدات كلها حية ونابضة بحياة رغم عدم رغبتها ب استعادتها ,ذكرتها تلك الصور بقوة انها لا تستطيع ان تحدد أي واي وقت لم تكن فيه مغرمة بدانيال فلاين .
- استعادة في ذاكرتها اليوم الذي كانت في السادسة من عمرها عندما خرجت على يديها وركبتيها من وكرها الخاص في الحديقة ,رفعت نظرها لترى هذا الغريب يقف بجانب سيمون ,بدا طويل القامة اسمر البشرة ,قال شقيقها بصوت مليء بسخرية والحب:‘‘اخبرتك انها ستكون هنا ,بنى يجمي هذا المكان الخاص ليختبئ فيه ويتمكن من مراقبة العصافير ,لكنه كالعادة سئم منه بسرعة.,والانا صبح لاين,انهضي صغيرتي ,والقي التحية بتهذيب على صديقي دانيال,‘‘ .
- بينما كانت تنهض متعثرة قالت بكبرياء :‘‘انه مكاني السري ,ليس من المفترض ان تخبر احدا به.‘‘.
- انحنى دانيال ,وبحذر شديد نزع من شعرها ورقة شجر يابسة ,ثم قال:‘‘سوف اكتم هذا السر بين شفتي الى الابد,أعدك بذالك.‘‘.
- صمت لفترة قبل ان يسألها:‘‘وأنت؟هل ترقبي الطيورؤ ايضا؟‘‘.
- هزت راسها وقالت :‘‘اتيت الى هنا لاقراء.‘‘.
- وما اسم الكتاب الذي تقراينه الان ؟‘‘.
- اغمضت لاين عينيها ,وقالت:‘‘جزيرة الكنز‘‘.
- قال:‘‘يا الهي.‘‘
- تبادلا نظره مرحه مع سيمون قبل ان يتابع:‘‘من هو الشخص المفضل لديك في القصة‘‘..
- قالت بعد ان فكرة قليلا:‘‘لا اعتقد ان أي احدا منهم لطيف.فكلهم جشعون,وجيم يتجسس على الناس‘‘..
- قال سيمون وهو يبتسم:‘‘هيا دان!لنتركها مع قصتها.,ونذهب نلعب كرة المضرب قبل تناول الشاي‘‘..
- راقبتهما لاين وهم يغادران قبل ان تعود لمتابعة القراءة .فكرت بفرح من الجيد ان سيمون سيظل في المنزل,فهذا يعني ان امها لن تظل متجهمة غاضبة. بل ستبدو سعيدة وراضية..
اعتادت السيد ايفريشوت .مدبرة المنزل ,ان تنبه الجميع قبل موعد الطعام بخمس دقائق.وهكذا
- قدرت لاين ان لديها ما يكفيها من الوقت لتغسل يديها وتمشط شعرها قبل الانضمام الى افراد العائلة .لكن في ذالك اليوم قررت امها ان يتم تقديم الشاي في باحة المنزل,لان الطقس بدا جيدا,وهكذا لم يعد امامها مجال لدخول الى المنزل من دون ان يلاحظها احد..
- صرخت انجيلا من المكان الذي تجلس فيه:"ايلينا ماذا كنت تفعلين؟هل كنت تتدحرجين على الوحل واين هي شريطة شعرك"
- استدارت والدتها نحو الضيوف الذين يجلسون معها الى الطاولة ثم رفعت كتفيها بيأس وتابعت"يالها من فتاة رثة الثياب !لديها خزانه مليئة بالفساتين الجميلة ,وهي تسر على ارتداء هذا السروال القديم"..
- بعدئذ تنهت قائلة:"لا اعتقد ان والدها المسكين يمكنه من التعرف على فتاة الزئبق".
- سألها دانيال بتهذب :"فتاة الزئبق".
- حدقت لاين بالعشب حول قدميها وهي تتحرك بخجل ,,لانها تعلم ما سيحدث بعد ذالك,وهي تخافه ولا تحبه,تنهدت انجيلا من جديد ,تنهدت انجيلا من جديد,واجابت:-"كانت حماتي من اشد المعجبات بالشاعر تينسون,وعندما رأت الطفلة للمرة الاولى وكانت ملتفه بوشاح ابيض.رأت انها تشبه الزنبقة البيضاء,وهكذا اقنعت غراهام بان يسمي الفتاة ايلينا تيمنا باسم فتاة الزنبق في قصيدة اسنولات".
- ساد الصمت قليلا ,ثم علق دان بتهذيب:"هذه قصة جميلة".
- قالت لاين بغضب مفاجئ :"لا,ليس كذالك .الينا اسم سخيف وجيمي يقول انها ضعيفة ومستقلة لان السيد لانسوت لم يغرم بها.ويقول ايضا اني سوف اكبر واصبح مثلها ,لانني املك الاسم نفسه.".
- ساد صمت غريب على الجميع,وبعدئذ وضع سيمون صحنه على الطاولة وضحك.ما لبث ان انضم اليه دان وانجيلا,اخيرا تمكن سيمون من القول وهو يمسح عينيه.:"انه يوم سئ للادب والشعر في هذا المنزل ,نحن نضحك معك صغيرتي .ولسنا نضحك منك.والان تعالى واشربي الشاي ,وانا ستكلم مع السيد جيمي عندما اراه.".
- ضحك الجميع في ذالك الصيف وشعر بسعادة ,فقد كان من اسعد الفصول التي امضتها لاين في حياتها,كما كان بدايه لفصول اخرى عديدة ,اما الفضل في ذالك يعود لسيمون ودانيال بالطبع!..
- كان للابن عدد قليل من الاصدقاء في الجوار.فالفتيات في مدرسة القرية وجدن انهن يفضلن القراءة على متابع البرامج التلفزيون التي يابعنها.وهكذا عملن على ان يتجاهلها .لكن حتى مع كتبها الغالية ,كانت لاين تجد نفسها وحيدة في بعض الاوقات .الا ان تلك العطلة بدات مخلفة كليا.اذا كان الطقس رائعا بحيث نمكن الجميع من تمضية الكثير من الوقت في الخارج , وكانت لاين تنضم اليهم في كل نشطاتهم.
- امضوا الكثير من الايام بل افضلها في زورق قديم عائم فوق الماء.اثناء انشغال الشابان في الصيد كانت لاين ايضا تحمل صنارة صيد صغيرة .كان سيمون قد احضرها لها .اما اذا لعبا بكرة المضرب فكانت تتبعهما بفرح وحماس .فكانت تجمع لهما الطابات التي تصل الى الارض المكسوة بالاشجار والنباتات بعيدا عن الملعب .
- لكن العطلة انتهت باسرع مما توقعت لاين , اذا ان كان سيمون قد التحق بنادي التسلق في المدرسة السنه السابقة.واصبح متعلق بتلك الرياضة ,لهذا امضى اخر اسبوعين من اجازته في منطقة البحيرة ,بينما استدعى دانيال للانضمام الى والده لتمضية بعض الوقت في جنوب فرنسا.
- عندما حان لحظة الوداع,رمت لاين بنفسها على دانيال ,واحاطته بذراعيها وساقيها,كانها حيوان اليف متعلق بصاحبه,ضمته اليها بقوة وهي تهمس:"ليتك انت اخي أيضا.".
- وبختها انجيلا على االفور.:"الينا!من فضلك توقفي عن التصرب بشكل درامي.دانيال .من فضلك ضع تلك الطفلة البائسة ارضا.اعتذر منك بسبب تصرفاتها السخيفة".
- وضع دانيال لاين على الارض.وعبث بشعرها قبل ان يتابع:"صدقيني ,انا اشعر بمديح والاطراء.".
- قالت له وهي تبتسم له ابتسامة جذابة:"انك صبور جدا ,ولكنك لست جليس اطفال,ربما جميعا نستطيع القيام باشياء ممتعة اثناء زيارتك القادمة في عيد الميلاد ".
- ساد صمت غريب ,ثم قال دان بهدوء:"بالطبع".
- فكرت لاين وهي تشعر ببهجة عارمة ,الميلاد سيعود في فرصة الميلاد برفقة سيمون !ستكون هذا افضل هدية تتلقاها ,انه بطلها.. !
- وبخت نفسها وهي تشعر بالاستياء بسبب تلك الذكريات ,ونهضت عن الاريكة لتعيد كيس الثلج الى المطبخ.تلك هي ذكرياتها مع دانيال ,الحب الاكبر في العالم كله,حالة طفوليه كان عليها ان تنضج لتتخلص منها نهائيا.
- مهما يكن ,ففي السنوات الخمس التالية,تمحورت حياتها كلها حول العطلات المدرسية والجامعية .راحت تنتظر تلك العطلات بشوق والم .وهي تعلم ان دانيال سينضم اليها لمدة اسبوع او اسبوعين على الاقل .رغم ان العطلة لم تعد مصدر ابتهاج صرف لها .فينما كانت تكبر وتنمو اصبحت تدرك ان هنالك امور خفيه تكمن تكمن تحت الهدوء الظاهر ابو تسبروك .وان زيارات الوصي السيد لايتمر المنتظمة والثابته هي سبب خلاف واضح .
- كانت تجلس على المقعد قرب النافذة في غرفتها مساء احد ايام الربيع ,عندما ارتفع صوت امها المتذمر .فوصل الى مسامعها من خلال شرفة في الطابق السفلي.قالت انجيلا:"اعتقدت ان كل شيء سيتغير عندما تصبح في الثامنة عشر من عمرك.وانك ستتمكن من اقناع ذالك الرجل الحقير بالابتعاد عنا".
- قال سيمون بصوت مرهق:"امي,ستبقي سلطة الوصي على املاكنا قائمة حتي يصبح كل من جيمي ولاين في الثامنة عشر من عمرهما ,وعليك تقبل ذالك."
- توقف عن الكلام قيليلا قبل ان يكمل :"كما ان زيارات السيد لايتمر ستصبح اقل ان خففتي من مصاريفك قليلا,ربما يمكنك اختصار عدد الحفلات التي تقيمينها نهايه الاسبوع, وارايك؟".
- والدك هو من بدا في اقامة تلك الحفلات ,كما انها الوسيلة الوحيدة لاتمكن من روية اصدقائي.في حين انني مذفونه هنا طوال السنة .اتمنى من كل قلبي لو انني استطيع بعيد هذا المكان والعودة ثانية الى لندن .
- تعرفين جيدا بنود وصية والدي,واخشي عليك القول ان عليك الانتظار الى ان تبلغ لاين السن القانونية.
- ردت والدته بغضب:"جدران هذا المنزل تنهدم وتنهار,ولاتيمر لا يعطينا من المال ما يكفي للقيام بتصليحات الضرورية.ولا تنسا ان على التعامل مع اولئك الذين ينظرون الى المنزل وكانه مزار مقدس.وهم ياتون جماعات ليتمكنوا من رؤية غرفة والدك والمكتبه حيث كتب..".
- واكملت بلهجت من يعيش في الضفة الاخرى من المحيط الاطلسي:"تلك القصص الخياليه الرائعة ,كما انني سيمت منهم وهم يقولون لي:"يالها من ماساة ان يختطف وهو مازال شاب "الا يعتقدون اني اعرف ذالك ؟فاتا ارملته..حبا فلله.!كما انه لم يختطف من قبل غزاة جاوو من كوكب اخر .بل اصيب بسكته قلبية."
- نصحها سيمون بصوت ينمو عن الانزعاج:"حسنا لاتتحدثي يالسوء عن المعجبين الصادقين.ففي النهاية نحن نسدد فواتيرنا من مبيعات كتبه,وبصراحة انا اتسأل...‘‘.
- سارا مبتعدين,ولم تعد لاين قادرة على سماع المزيد .جلست وهي تضم ركبتيها الى ذراعيها .وفجاءة شعرت ببرد شديد.من المؤكد انه لا شيء سيحدث لابو تسبروك,لامجال لذالك؟قد يكون المكان كبير وقديما وبحاجة الى ترميم وتجديد .لكنه منزلهم...
- عاد الحديث عن المال ليظهر في الليلة التالية على العشاء,وهذه المرة من قبل سيمون,كان يلعب الشطرنج مع دان حينما قال:"اعتقد ان لاين ستنتهي من التعلم في مدرسة القرية في نهاية فصل الصيف,هل قررت الى اين ترسيلها بعد؟هل ارسلت طلبا الى هيئة ما؟".
- سبكت انجيلا المزيد من القهوة في فنجالها وقالت:"لا,لم افعل,نتائجها الاخيرة لم تكن مرضية تماما .فلذالك فكرت انها يمكنها الذهاب الى هو لنغبري مع رفاق صفيها كما انني مازلت اعاني من دفاع اقساط مدرسة جيمي.وتبدو تلك الطريقة مثالية لحصر نفقاتنا ولو قليلا..".
- جلس سيمون مستقيما على نحو مفاجئ .وقال:"امي!لايمكن ان تكوني جادة .هولنغبري ليست الا مكبا للنفايات .والكل يعلم انه بكاد تخلو من شجار اوقتال يومي في صفوفها .كما انها تعاني من مشاكل اخلاقية .ولاين لن تتمكن من مضى يوم في ارجائها..".
- علقة انجيلا بعناد :"علمت ان فريق العمل هنا يبذل قصار جهده لتحسين الامور ,ولا خوف على لاين من الوقوع في أي مشكلة.".
- شعرت لاين بحرارة تجتاح وجهها,وبدأ فمها بالارتجاف ما ان نظر اليها الجميع.
بعد فترة قصيرة من الصمت ,قال دانيال بصوت هادي.:"ادر كان
- لا حق لي بتدخل .لكنني اعتبر لاين فتاة ذكية وبارعة وارى انها بحاجة الى مزيد من التحدي.".
- حملت ابتسامته سيء من الاعتذار على الرغم من سحرها وهو يتابع:"ابنتا عرابي ذهبتا الى مدرسة راند الز ,وهي مدرسة ذات سمعه ممتازة ,كما نها تقد منحة مالية الى التلميذات ذوات الكفاءة العالية ".
- توقف قليلا ثم اكمل :"هناك امتحان خطي توافق مقابلة شخصية استطيع الحصول على مزيد من التفاصيل .ان لم اكن افعله فيه الكثير من الوقاحة."..
- ابتسمت انجيلا اليه وقالت:"لا,على الاطلاق,كل ما في الامر انني لست متاكدة من ان لاين قادرة على اجتياز الامتحان ".
- رد سيمون بحزم:"حسنا!اعتقد ان دان على حق ,وهي تستحق ان تحصل على فرصة ,لخوض ذالك الامتحان"..
- في المرة التالية التي رات فيها لاين دانيال .في بداية عطلة فصل صيفي .كانت ترقص في القاعة من شدة الحماس وهي تقترب منه قائلة:"لقد نجت,وسأذهب الى راندلز في ايلول.".
- رفع دانيال حاجبة متسأل :"اذا ,تمكنت من اجتياز الامتحان.".
- فكرت قليلا قبل ان تجيب:"حسنا!لم يكن امتحانا حقيقيا,يتضمن الرياضيات والعلوم,كل ما في الامر انه كان على ان اكتب عن شخصية مفضلة لدي قرات عنها في مكان ما.".
- ظهر المرح على وجهه وهو يقول:"هل شعرت بسعادة؟".
- نظرت اليه لاين بحماس وأجابت:"اه,اجل,هل انت سعيد ايضا.".
- اشعر انني فوق القمر .انها مدرسة جيدة,وستمضين وقتا رائعا فيها.ثم رفعها بين ذراعيه وراح يدور بها.
- من مدخل الباب سمع صوت فتاة تقول ببرود:"هل هذه حفلة خاصة,ام بمكان الاخرين الانضمام اليكما.؟
- رات لاين الفتاة القدمة من فوق كتف دانيال .انها شقراء طويلة القامة .ذات ساقين طويلتين.وهي ترتدي سروالا ,وقميصا بكاد يغطي جسمها,فكرت لاين بنزعاج انها تبدو كدمية الباربي التي اعتادت رفيقات صفها احضارها الى المدرسة عندما كن صغيرات.
- وضعها دانيال على الارض بتمهل ,واستدار ما ان اقتربت الفتاة نحوه.وهي ترمي بشعرها الى الوراء,وتسمح بابتسامة لعوبه ان بان تظهر على شفتيها المكتنزتين.
- انت ملئ بمفاجات عزيزي.
- مررت ذراعها تحت ذراع دانيال ,وتابعت:"لم اتصور مطلقا بانك من النوع الذي يمتلك مشاعر ابوية .من هي هذه الطفلة."".
- وصلت الاعتراض الى شفتي لاين لكن بلعته.
- قال دانيال بصوت عادي:"انها شقيقة سيمون الصغرى .ولابد انك تعرفين ذالك من قبل ,لذالك لا تضيعي ذاخيرتك عزيزتي كانديدا,لانك ربما تحتاجين اليها فيما بعد".
- تخلص منها دانيال مبتعدا بلطف وهو يقول:"والان تصرفي كسيدة رزينة,وانتظري في غرفة الجلوس الى ان تخبر لاين والدتها اننا هنا".
- انهت لاين مهمتها.وصعدت الى الطابق العلوي,لتجد سيمون في غرفته ,وهو يضع الثياب بسرعة في حقيبة السفر.
- هل اتيت ال مساعدتي ياصغيرتي؟اعطيني تلك القميصان الصغيرة الاكمام ايمكنك ذالك؟".
- اعطته لاين ذالك وهي تسأله:"الن تمضي العطلة هنا؟".
- سمع المرارة في صوتها واجابها بلطف:"ليس هذه المرة عزيزتي اشترى والد دانيال منزلا في توسكانا.ونحن سنذهب الى هناك خلال هذه الاسابيع الاخير من الحرية قبل ان نحتزفي الاعمال ".
- صمتت لفترة قبل ان تسأل :"هل تلك السيدة مع دانيال ؟".
- كاندي؟اجل انها كذالك.لماذا؟".
- شعرت لاين بخجل يثقل صدرها .فل تستطع الا ان تسأل:"هل سيتزوجها؟".
- انفجر سيمون ضاحكا وقال:"يا الهي ,لا دانيال الذي نعرفه ليس النوع الذي يتزوج.لا استطيع ان اتخيله وهو يسمح لزوجة ان تقيد اسلوب حياته .هذه العطلة هي طارئة وعادية جدا.".
- نظر اليها للحظة وقال:"يوما ما,ستحظين باصدقاء لاين .وعندها ستفهمين ان العلاقات ليست كلها جدية.".
- ثم سارة نحوها وعانقها قائلا:"تهاني لقبولك في مدرسة راندلز,بالمناسبة,انها تماما ما انت بحاجة له.وستكونين بخيلا هناك.الامور تتحسن لاجلك صغيرتي.".
- قال ما قاله صحيح ؟تسألت لاين لماذا تشعر اذا بان نور النهار غاب فجاءة .واصبحت السماء مبلدة بالغيوم ؟قررت ملازمة غرفتها ,الا انها استمرة بروية تلك الفتاة تلمس ذراع دانيال,ومع انها لم تدرك ذالك الا بعد وقت طويل . فلذالك الحدث حدد نهاية طفولتها.
- ليس من النوع الذي يتزوج!بعد مرور سبع سنوات .بقيت كلمات سيمون تضج في دماغها.
- اه,تغلبي عل ضعفك ,وبخت نفسها بنفاذ صبر .وهي تلوي شفتيها.,انت جائعة وهذا الامر هو المهم الان.فطاقتك ضعيفه ومعنوياتك في الحضيض.لكن بامكانك النجاة من كل هذا.فلا تعملي على تحويل قصتك الى ماساة .ان ابتديت الكثير من القلق والتذمر فقد تعطينه الانطباع بانك مازلت تهتمين لامره.
- ربما كانت نصيحة جيمي مفيدة ,ولاول مرة .مبادرة صغيرة لمصالحة لن تكون سيئة.لذا قررت لاين ان تعد وجبة طعام لهما معا ,فتبرهن له من خلال تصرفها هذا .انها ليست الفتاة البائسة التي يظنها.وان وقتها في السفينة لم يكن مجرد رحلة استمتاع .بل عملا جديا جدا.
- وجدت بعض الاطعمة في الثلاجة .فاخرجت قطعا من الدجاج وازالت عنها الثلج بوضعها في المكرويف .ثم احضرت البصل والثوم من علبة الخضروات .وبعض انواع البهارات من الخزانة مع علبة صلصلة البندورة والمعكرونة المجففة ,وبدات بعداد الطعام ما ان انغمست في العمل حتى للسخرية من نفسها بسبب عاطفتها الجياشة.
- اول منزل كان يفترض الاقامة فيه هي الشقة التي كان يسكنها دانيال ,وهي تقع في مبنى ضخم جدا,يضم مطعما خاصا بها وجدت لاين تسأل نفسها بحزن ما الذي حدث لتك الشقة في المبنى ,تذكرت كيف تجولت فيها وهي تفتح فمها من الدهشة .مع انها كانت تلك المرة الوحيدة التي اخذها دانيال الى هناك لترى منزلها الجديد.ما زالت تتذكر المقاعد المغطاء بقماش ذي زغب اشبه ببراعم النبات والسجاد الباريسي الذي يتالق كالجواهر فوق الارض المصقوله اللماعة في غرفة الجلوس.اما اكثر ما تتذكره هو غرفة النوم .وقفت عند مدخل الباب غير قادرة على الدخول وهي تحدق بسرير الكبير وبغطائه الحريري ذي اللون الذهبي ,فيما راحت الافكار تتسارع في راسها مذكرة اياها بما يعينه لها ان تكون زوجة دانيال .
- حتى تلك اللحظة ,لم يكن هناك أي اتصال جسدي بينهما خلال فترة خطوبتهما القصيرة .ادركت لاين ذالك باستغراب ضمها اليه بعد وفاة سيمون ,لكنه فعل ذالك ليخفف عنها .كما انه عانقها عندما قالت له انها موافقة على الزواج..كما عانقها بضع مرات منذ ذالك الحين بطبع ,لكنها عناقات خفيفة او ساخرة. مع ذالك شعرت لاين ان عناقه يسبب لها قلق وتوتر.
- على أي حال لم يحاول دانيال مطلقا ان يضغط عليها علاقاتهما الى مستوى اكثر حميمية .وهي لم تسمح لنفسها باظهار أي تصرف يدل على عمق عاطفتها نحوه فجأة ادركت انهما معا للمرة الاولى.وان احدا لن يقاطعهما .كما انها تشعر بشوق كبير له .وتدرك انه وراءها تماما ,تحرك شوقها الكبير نحوه وتوقعت انه سوف يضمها بين ذراعيه ويعانقها بشوق مماثل لشوقها.كما يفعل دائما في خيالها.
- استدارت نصف استداره نحوه .وعندما ادركت انه في اللحظة ذاتها تحرك وتراجع الى الوراء مبتعدا عنها .ثم نظر الى ساعته .وقال بهدوء وبنبرة تلقائية :"علينا الذهاب ".
- افترضت لاين انه باع تلك الشقة بعد انفصالهما .لكنها تسألت لم يشتر شقة تماثلها.فيها كل مايلائم رجل غني مثله.بدلا الاقامة هنا في حي الفقراء.
- اتراه حقا لا يريد ان يلزم نفسه بعقد ايجار طويل ؟ لكن دانيال فلاين فاحش الثراء ,وبامكانه بالطبع املاء الشروط التي تناسبه.وليس من المنطق ان يختار هذه الشقة الصغيرة العادية التي لا تسع الا لغرفتي نوم.
- عضت على شفتيها وهي تفكر ان دوافع دانيال للقيام باي شيء ستبقى دائما غامضة بنسبة له.على أي حال عليها ان تتذكر ان هذا الامر ليس لها علاقة به.وهو لا يعنيها مطلقا.لكنه الان هنا ومن الواضح انه راغب في البقاء لذالك من واجبها ان تجد نوعا من العلاقة الطبيعية بينهما.كما يجب عليها ان تتجنب طرح الاسئلة عليه .عندئذ لم تعد مضطرة الاجابة على الاسئلة التي يطرحها عليها .عساها بذالك تتجنب فتح موضوع زواجهما الكريه الذي ما كان يجب ان يحدث.,....


عيناك عنواني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-04-10, 05:31 AM   #5

عيناك عنواني
alkap ~
 
الصورة الرمزية عيناك عنواني

? العضوٌ??? » 85085
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,066
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » عيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

4- الصدمة الكبرى


جلست لاين على الاريكة وراحت تنتظر عودة دانيال ، قال إنه سيغيب لمدة ساعتين ، لكن غيابه تجاوز الثلاث ساعات . بدات لاين تفكر أنه ربما قرر أن مشاركتها الشقة لا تستحق أي عناء ، وأنه يحاول ايجاد مسكن بديل في مكان ما .
سماع صوت مفتاحه يدور في الباب سحبها من أفكارها . اتكأت إلى الوراء على الوسائد ، محاولة أن تبدو مرتاحة وواثقة من نفسها ، لكنها أدركت أنها تمسك بكوبها بشدة وكأنه حبل نجاة حياتها .
- مرحبا !
أجبرت نفسها على الابتسام ما إن دخل دانيال الغرفة ، وكأنها معتادة على عودته من المكتب لتناول العشاء . هذا ما كان سيحدث بالطبع ، لو أن زواجهما أصبح حقيقة.
توقف للحظة لينظر إليها بإمعان ، كانه يدرسها ، رفع حاجبيه بسخرية ، وتابع : (( توقعت أن أعود لأجدك بنيت متراسا لحمايتك أثناء غيابي .))
رفعت كتفيها متظاهرة بالمرح : (( المفروشات ثقيلة جدا لأتمكن من تحريكها )).
توقفت قليلا عن الكلام ، ثم تابعت وهي تهز رأسها باستغراب : (( كما أنني تحدثت مع جيمي ، وعرفت ما الذي حدث . لا يمكن ان أصدق أنه أحمق لهذه الدرجة .))
- أليست تلك سذاجة منك ، نظرا لماضيه الحافل بالإحداث ؟
رمى دانيال سترته التي كان يحملها على ظهر أحد المقاعد ، وحل ربطة عنقه ، وارتمى على الأريكة المواجهة لها ، وللحظة شعرت لاين بأنفاسها عالقة في حلقها .
استجمعت شتات نفسها بسرعة ، وقالت : (( حسنا ! ربما ، لكنني اعتقدت أنه نضج وتخلى عن الجموح والتصرف بلا مبالاة ، وأنه بدأ يعتمد على نفسه فعلا )).
رفع دانيال كتفيه وقال : (( من يعلم ؟ ربما ..... الأمر ليس مجرد لا مبالاة كما قلت ، بل جرعة اضافية من الاضطراب الغريب الذي يميز عائلة سنكلير ، والتي تصعب إزالته حتى بالجراحة.))
حدقت به لاين مشدوهة وسألته : (( ما الذي تتحدث عنه ؟ أي اضطراب تعني ؟ ))
- تلك النزوة المبالغ فيها من التعجرف والزهو بالنفس التي تتملك المرء لدرجة الذهاب للبحث عن الخطر . سيمون كان مصابا بها أيضا ، أتذكرين ؟ ))
أجابت لاين بعصبية : ((لا أتذكر شيئا من هذا القبيل .))
- أحقا إذا ما الذي أخذه إلى ذلك الجبل اللعين مرة بعد أخرى ، في كل مرة كان يندفع إلى الذهاب بسرعة أكبر وغلى منطقة اكثر ارتفاعا
تابع بنبرة صوت قاسية ( وما الذي تملكه ليذهب في تلك الرحلة الأخيرة ، حيث حاول كل شخص يعرفه أن يتحدث غليه لإقناعه بعدم الذهاب .))
قالت بصوت منخفض : (( لا أعلم . لم أكن أعرف ذلك مطلقا )).
التقت نظراتها بنظرات عينيه بلمحة سريعة ، ثم سألها : (( كيف أصبح كاحلك ؟))
- أفضل . وجدت بعض الضمادات في خزانة غرفة الحمام ، وربطته بإحكام من جديد . هكذا أصبحت جاهزة في البحث عن عمل بدءا من الغد .
قال دانيال بصوت ناعم : (( يسعدني سماع ذلك ، و..... يبدو لي أنك شغلت وقتك بطريقة ما أيضا )).
ثم نظر نحو المطبخ وتابع : (( هناك رائحة طعام شهي )).
- رتبت غرفة جيمي لأجلي لذلك حضرت لك العشاء ، حضرت المعكرونة بالدجاج ، أرجو أن تحبه ؟
قال دانيال بصوت لا يحمل أي أثر للأسف : (( شكرا لك . لكن للأسف لن نعرف ذلك مطلقا . سأسهر في الخارج الليلة ، أتيت فقط لأبدل ثيابي )).
على الرغم من شعورها بالضيق ، أبقت صوتها هادئا وهي تساله : (( أهو موعد حميم ؟))
- ماذا تعتقدين إذا ؟
- وهل علاقتكما جدية ؟
حدق بها بثبات وسألها : (( لست أرى حقا أي علاقة لك بالموضوع )).
وأضاف بنبرة باردة كالثلج : ((......... وإذا كنت قد نسيت ، أذكرك بأنك فقدت أي حق بالتدخل في حياتي الخاصة منذ سنتين .))
ترك لها الوقت الكافي لتستوعب تماما ما قاله ، ثم تابع : (( سنعمل على الحصول على وضع حدود واضحة ، إن كنت أرغب في تناول الطعام هنا سأعلمك بالأمر . كل منا سوف يطبخ لنفسه ، ولن يكون هناك أي أثر للجو العائلي المتسم بالحميمية أمام الفرن ، أهذا مفهوم ؟))
قالت بضيق وهي تشعر بالحرارة تجتاحها : (( بالطبع ! مع انني ما كنت لأستخدم عبارة ( أجواء عائلية تتسم بالحميمية ) كما أنني سأدفع لك ثمن الطعام الذي استعملته هذا المساء )).
أجاب باستياء : (( لا تكوني سخيفة . لن أضن عليك بوجبة طعام ، لك لا تجعلي من الأمر عادة )).
ظهر الضيق على وجهه وهو يتابع : (( هذا وضع لم يرغب فيه أحد منا يا لاين ، لكنه الواقع . وعلينا التعامل معه بافضل طريقة ممكنة . يمكننا القيام بذلك إن عمل كل منا بطريقته الخاصة وعاش حياته كما يرغب )).
انتظر دانيال حتى أومات برأسها ببطء شديد ، وقف لحظة ينظر إليها . بدت عيناه بلون البندق ، وقد ظهرت فيها ملامح القسوة . قال بصوت ناعم ، لكن لا أثر للطف فيه : (( من فضلك لا تزعجي نفسك بانتظاري الليلة ولا في أية ليلة أخرى )) .
ثم سار متجها إلى غرفته وأغلق الباب خلفه ، تاركا إياها تحدفق في الفراغ .
*********
وقفت لاين بجانب الموقد تجفف المعكرونة لتضعها فوق الدجاج ، وما لبثت أن سمعت صوت إغلاق باب الشقة ، وهذا يعني أنه غادر . بالطبع فقدت الكثير من شهيتها السابقة ، لكنها أجبرت نفسها على أكل القليل مما حضرته ، وهي تجلس إلى طاولة الفطور في المطبخ بدلا من استعمال طاولة الطعام في غرفة الجلوس . فكرت ، سأشعر انني حمقاء إن جلست وحيدة هناك .
نصحها جيمي بان تكون لطيفة ، لكن كيف ستتمكن من ذلك ومحاولتها الأولى للتقرب منه باءت بفشل ذريع ؟ كلماته أعلمتها بشكل مطلق بل بقسوة أنه لا يكن لها أية عاطفة ، وانه لا يحمل في قلبه أي أثر للحب السابق بينهما . لم يبق لديها شك أنه تخلص كليا من ذلك الإحساس المفروض عليه والذي قاده للزواج منها . تخلى دانيال نهائيا عن المسؤولية التي لم يرغب يوما بها . وهو متمسك بحريته ، شعرت لاين بقلبها يتصلب كالحجر في صدرها . لم تفكر للحظة واحدة أنها سوف تجد نفسها في هذا الوضع المستحيل يوما . طوال الفترة السابقة اعتمدت خطة وحيدة بسيطة : عدم التواجد بمفردها مع دانيال مطلقا . مع ذلك ها هي هنا الان ، وستبقى محجوزة هنا خلال المستقبل المنظور في مطلق الاحوال ، وهي بائسة ولا امل لديها بالخلاص .
ابتلعت غصة بصعوبة وهي تدفع طبقها بعيدا . نهضت عن الكرسي ، وقالت لنفسها لا تفكري ! فقط استمري بالعمل .
عملت كأنها آلة ميكانيكية ، فوضعت الأطباق في آلة غسل الأطباق ثم شغلتها ، بعد ذلك وضعت ما تبقى من الدجاج مع الصلصة العطرة في طيق ذي غطاء في البراد لكي تتناوله على العشاء مساء الغد ، ثم نظفتالمطبخ والفرن ، وأعادت كل شيء إلى لمعانه وتوهجه السابقين .
أمضت لاين أمسية طويلة . حاولت مشاهدة برامج على التلفزيون ، لكنها وجدت نفسها تقلب من قناة إلى أخرى بتوتر ، أخيرا استسلمت وهي تزفر بضيق ، وقررت أن تسلي نفسها بالقراءة .
وجدت بعض الكتب على الرفوف فاختارت من بينها قصة ، لكن القصة فشلت في إثارة فضولها ، تنهدت وتخلت عن الكتاب أيضا .
جلست وأخذت تقلب صفحات دفتر العناوين وأرقام الهواتف ، آملة أن تتمكن من الاتصال بأحد ما . ربما فونيا مديرة صالة العرض ........ أو سيليا ولتون صديقتها منذ أيام المدرسة ، والتي كانت وصيفة لها في زفافها العليل ......
تذكرت فجأة انها لا تستطيع أن تفعل ذلك . ليس الآن على الأقل ، لأنها ليست جاهزة لمواجهة الأسئلة المحتملة ، لا سيما عندما يصل الأمر لمعرفة أنها ودانيال يتشاركان الشقة نفسها .
عندما انتهى زواجها بسرعة مفاجئة تمكنت من الهرب من أي إزعاج لأن الناس لاحظوا أنها متألمة وبائسة ، فقمعوا فضولهم الطبيعي تاركين لها فرصة لتشفى وتتعافى . أما سيليا بالذات فكانت مثالا للطف والولاء ، وقد ساعدتها كثيرا لتستعيد حياتها الطبيعية . لكن هذا الحدث الجديد يتطلب العديد من الأجوبة التي لا تستطيع لاين تقديمها في الوقت الراهن ، لأنها ما زالت تعيش في صدمة . في لحظة ما قد تسأل عما حدث منذ سنتين ، ولماذا لم يستمر زواجها حتى مدة شهر العسل . إذا ما سئلت عن هذا الامر ماذا يمكنها أن تجيب ، بحق السماء ؟ إن حاولت القول إنها أدركت أنها لا تحبه ، فلا أحد سيصدقها ولو للحظة . لقد قدمت له قلبها على راحتي يديها بشكل واضح جدا ولفترة طويلة أيضا . هي نفسها لا تعلم منذ متى بدأت تحبه ، أو متى دانيال عن كونه مجرد صديق لسيمون أو الأخ البديل ، واحتل دورا مختلفا جدا في أحلامها وآمالها .
لكنها تتذكر بوضوح كل عطلة منتصف العام الدراسي وهي في السنة الأولى في مدرسة راندالز . حيث ذهبت جميع الفتيات إلى منازلهن لتمضية العطلة ، أم هي فأخبرتها المديرة بلطف أن زائرا أتى لإصطحابها لتناول الشاي في الخارج ، فكرت لاين بفرح أنه سيمون . لكنها كانت مخطئة ،
لانها وجت دانيال ينتظرها في القاعة الرئيسية ما إن وصلت لأعلى الدرج .
- ما الذي تفعله هنا ؟
- ذهبت غلى ابوتسبروك لرؤيتك ، ولم أجدك هناك ..
قالت : (( لا ، لم يكن الوقت مناسبا لذهابي ، فلدى أمي ضيوف قلدمون للزيارة والبقاء هناك )).
هز رأسه وقال : ((هذا ما علمته ، ولهذا قررت ان أزورك عوضا عن ذلك )).
همست وهي تنظر حولها بقلق : (( ما كان عليك الحضور ، هذا أمر مناف للقوانين هنا . يسمح لنا بمقابلة أفراد عائلتنا فقط ، والسيدة هالام صارمة جدا بهذا الأمر . هل سيمون معك ؟))
- لا . لقد غادر إلى كارنغورمز للتسلق .
سيمون ليس هنا ، لكن كنديدا المرعبة أيضا ليست هنا نوهي تكاد ترقص من شدة الفرح .
تابع دانيال قائلا : (( والآن ، هل ستخرجين معي لتناول الشاي أم لا؟ قمت بترتيب الأمر ، ومديرة المدرسة تبارك خروجك )).
- لكن ....... كيف ؟ أنا لا أفهم .
سار بها نحو سيارته الرياضية المنخفضة التي كانت تقف عند مدخل الباب الرئيسي ، وهويشرح لها : (( والدي كان عضوا في مجلس الحكام ، والسيدة هالام لا تستطيع رفض أي طلب لي . بكل الأحوال ، أريد أن أعلم كيف تجري الدراسة معك هنا .))
تناولا السندويشات والكعك المغطى بالمربى والكريما والشوكولا الشهية التي قدمت لهما في مكان هادئ في إحدى الضواحي الفاخرة للمدينة في فندق ريفي . وأخبرته لاين عن شؤونها ووجهها يتوهج من الحماسة . أخبرته عن التحدي الذي تواجهه في دراستها ، وعن أساتذتها المفضلين ، وعن الفطائر الكريهة التي تقدم كل نهار اثنين وعن الصديقات اللواتي تمضي أوقات الفراغ معهن ، وعن إمكانية الدخول إلى فريق السباحة في الفصل التالي . أنهت كلامها بفرح وهي مقطوعة الانفاس : (( قدومي إلى هنا هو أفضل أمر حصل لي .))
قال دانيال بلطف وهو يبتسم لها : (( حسنا ! كل شيء بالف خير إذا !)).
على الرغم من القوانين والأنظمة الصارمة ، أصبحت زيارته منتظمة ومتوقعة في حياتها في راندالز ، ووجدت لاين نفسها موضع حسد من قبل الفتيات الأكبر سنا .
هل بدأ ذلك الحب يومها ، عندما بدأت أفكارها تتغير نحوه ؟ ربما ! كل ما تستطيع تذكره هو أنها بدأت تجد نفسها قلقة ومربوطة اللسان في كل مرة يكون قربها ، وتتخيله في مشاهد تخجل أن تعترف بها ، وتشتاق بيأس لرؤيته لكنها تشل من الخجل عندما يظهر . في النهاية ، لم تعد قادرة على التعامل مع العواطف الجياشة المربكة في أعماقها ، فراحت تقدم الأعذار كي لا تراه ، متظاهرة بانشغالها بالدرس حينا وبممارسة العاب رياضية إضافية أحيانا .
لكنها بالطبع ، لم تكن قادرة على تجنبه كليا في ابوتسبروك ، حيث لا تملك السيطرة الكاملة على الأمر . فهو يذهب إلى هناك برفقة سيمون وهما في طريقهما إلى مكان آخر ، ويكون بصحبتهما دوما عددا من الفتيات اللواتي يتغيرن بصورة دائمة ، ولطالما شعرت لاين بالازدراء والكره لأولئك الفتيات . لم تكن هذه مشكلتها الوحيدة ، فأمها أصبحت أكثر توترا بشأن المال ، وأصبحت طوال الوقت غاضبة وحزينة ، وقد جعل تذمرها لاين تشعر بالإحراج والضيق لعدم قدرتها على مساعدتها .
في أحد الأيام قالت أمها بمرارة : (( لابد أنك تعتقدين أن على سيمون أن يساعدنا . هذا هو السبب الذي دفعه إلى التخلي عن رغبته في الانضمام إلى وكالة حماية الغابات والالتحاق بالعمل في المصرف .))
لم تقل لاين شيئا فهي تعلم كم من صعب على سيمون التخلي عن حلمه والعمل في المدينة بدلا من ذلك . ولا عجب أنه يكرس معظم أوقات فراغه لممارسة هوايته المفضلة بالتسلق ، فقد أصبح معروفا الآن بمتسلق الجبال ، وهو ينضم بصورة دائمة إلى البعثات المتوجهة إلى جبال الألب . أما من ناحية حياته الشخصية ، فقد أثار سيمون اهتمامها وقلقها عليه . عندما زارها في المدرسة قبل عدة شهور ، قال لها بصورة عرضية : (( سأتناول العشاء مع صديقة قديمة ، أتذكرين كاندي التي كانت صديقة سابقة لدانيال منذ عدة سنوات ؟)).
قالت لاين بهدوء : (( أجل أتذكرها .))
وصلت من أعماق قلبها أن يتخلى عنها أثناء العشاء . لكن ذلك لم يحصل ، ففي كل مرة كانت تذهب فيها إلى المنزل كانت تجد كاندي هناك وهي تبتسم وتعامل الجميع بود لا سيما أنجيلا ، كما تمتدح المنزل وتبالغ في تحدثها عن كتب غراهام سنكلير .
في إحدى الامسيات ، قالت لأمها عندما كانتا بمفردهما : (( أمي ، هل تعتقدين أن الأمر جدي بين سيمون وكاندي ؟)).
وضعت امها المجلة جانبا وأجابت ، : (( من المؤكد انهما يفكران بالأمر بجدية ، فهما يتحدثان عن الخطوبة ، لماذا تسألين ؟)).
- يبدو لي غريبا ، لا سيما أنها كانت صديقة دان .
ضحكت انجيلا بصوت عال : (( طفلتي الغالية ....... كان ذلك منذ سنوات . حصل الكثير من الامور منذ ذلك الوقت . بالطبع ، دان ثري جدا لا سيما الآن بعد وفاة والده ، كما أنه ساحر جدا . لكن اعتقد أن كاندي علمت منذ البداية أن علاقتهما لن تقودهما إلى أي ارتباط .
توقفت قليلا عن الكلام قبل أن تتابع : (( حبا بالله ، إيلينا ! قولي لي أنك تخليت عن ذلك الحب الطفولي السخيف نحوه ، لأنك إن لم تفعلي فذلك أمر مؤسف ومحرج جدا )).
قالت لاين بهدوء : (( أنا لست مغرمة بدانيال فلاين .))
ربما هذا ما كان علي أن أفكر به قبل فوات الأوان ، لكنني بدلا من ذلك جعلت منه الشمس في سمائي ن وهذا ما جعلني سريعة التأثر ، لا سيما عندما كنت في السابعة عشرة من عمري ، ووقفت وجها لوجه أمام أول مأساة حقيقية في حياتي .
لم يخامرها أي إحساس داخلي بأن شيئا ما سيحدث . والشيء الوحيد الذي كان يزعجها والذي يتعلق بسيمون هو تخطيطه للزواج من كاندي . قرر أخوها أن يتم الزفاف في الصيف ، حيث طلب منها أن ترتدي فستانا من الدانتيل بلون الخزامى . أدركت لاين في قرارة نفسها أن كاندي آخر فتاة في العالم قد تختارها لتكون زوجة اخيها ، ولم يساورها الشك بأن الشعور متبادل بينهما .
الأمر الوحيد المشترك بينهما هو اعتراضهما على الموضوع المربك لولع سيمون بالتسلق ، فقد بدت كاندي قلقة بشأنه مثلها تماما ، لا سيما عندما دعي في اللحظة الأخيرة للذهاب إلى جبال أنابورتا للحلول مكان شخص آخر أصيب بالمرض .
قال سيمون حينها بمرح : (( إنها فرصة العمر ......... عمل حقيقي بالفعل ، وحلم يتحقق .))
ظهرت بعض ملامح الجد على وجهه وهو يتابع : (( لكنني وعدت كاندي أنني ساقلع عن هذه الهواية ما إن نتزوج ، في ترى أن الامر لم يعد مجرد هواية بل أصبح هوسا ، وربما هي على حق .))
ابتلعت لاين غصة بصعوبة وهي تتذكر كيف تم إرسالها إلى مديرة المدرسة ، فدخلت إلى مكتبها وهي مليئة بالذعر ، متسائلة ما الذي فعلته لتستحق التأنيب . لكن ملامح السيدة هالام بدت مليئة بالحزن بدلا من القسوة والصرامة . نهضت واستدارت حول مكتبها ، لتمسك بيدي لاين بحنان ، وهذه لفتة لم يعهدها أحد فيها من قبل . قالت بحزن : (( عزيزتي ، أخشى القول إن لدي أنباء حزينة جدا لك )).
فكرت لاين : دانيال ! آه ، أرجوك يا إلهي ! لا تدع أي سوء يحدث لدانيال .
بالكاد عرفت صوتها وهي تقول : (( ما الأمر ؟))
- إلينا ، عزيزتي ......... ما من طريقة سهلة لأخبرك بالأمر . إنه أخوك ......... سيمون ، تعرض لحادث أدى إلى وفاته مع رجل آخر .
- سيمون ؟!
امتزجت الصدمة بالخجل ، لأن صلاتها الأولى وحدسها الأول تعلقا بدانيال .
- آه ! لا ، من فضلك ....... لا بد أن هناك خطا ما .
أحنت السيدة هالام رأسها ، وقالت : (( لاين ، يؤسفني ما حدث )).
سمعت نفسها تأن من الحزن والألم .شجعتها المديرة بلطف على الجلوس على احد المقاعد المخصصة للزائرين ، وقالت لها إن العاملة في المدرسة توضب لها حقائبها ، لأنه يتوقع حضور أخيها خلال الساعة القادمة لاصطحابها إلى المنزل ، ثم انسحبت بهدوء .
بعد مرور نصف ساعة فتح باب المكتب ،ودخل دانيال . نهضت لاين بسرعة ، وقالت بحذر : (( أهذا انت ؟ اعتقدت ان جيمي سيأتي لاصطحابي )).
- هذا ما رغب بالقيام به ، لكن امك اصيبت بحالة من الهستيريا من فكرة تركها بمفردها.
ثم تابع بلطف : (( وضعوا حقيبتك في سيارتي ، لاين ، يمكننا المغادرة في اللحظة التي تشعرين بها إنك قادرة على الرحيل .))
حدقت بالسجادة ، وسالته : (( ما الذي حدث ؟ هل تعلم ؟))
قال دانيال بهدوء : (( التفاصيل غامضة ، لكن يبدو أن انهيارا للصخور جرفهما هو والشاب الإيطالي )).
همست مرتعبة : (( آه ، يا إلهي ! )).
- تم التصال بجيمي لإبلاغه قبل أن ينتشر الخبر . كان جيمي على موعد مع أمك لتناول الغداء بعد أن ذهب إلى لندن للتسوق برفقة كانديدا وطلب مني أن أرافقه لإبلاغهما الخبر .
صمت للحظة قلب أن يتابع : (( كان الامر سيئا فعلا .......... إنها أسوأ لحظات مرت بي في حياتي كلها .))
تنهد وأكمل : (( أوصلهما جيمي إلى أبوتسبروك ، كما أن الطبيب عاينهما ووصف لهما أدوية مهدئة ، لكن أمك لم تسمح لجيمي بان يغيب عن ناظريها مطلقا .))
- من الصعب أن ألومها على ذلك .
شهقت لاين ثم تابعت : (( أنا جاهزة للرحيل الآن )).
سارا لمدة عشرين دقيقة قبل ان تقول بصوت مخنوق : (( هل يمكنك التوقف ....... من فضلك ؟ أشعر بالغثيان )).
أوقف دانيال السيارة عند منعطف خاص للوقوف ، فخرجت من السيارة بتعثر ، وركعت على العشب القصير . أحنت رأسها ،و تقيأت بألم لأكثر من مرة ن حتى تبدل صوتها القاسي الخشن إلى شهقات وتنهدات ، ثم بدأت دموعها بالانهمار . رفعها دانيال عن الأرض ، وضمها إليه بشدة ، واضعا يده على مؤخرة رأسها ، فبكت على كتفه بقوة ساكبة كل حزنها وياسها .
صوت بارد كالثلج في أعماقها قال لها : ابكي قدر ما تستطيعين ، لكن افعلي ذلك الآن وهنا ، فعندما تصبحين في أبوتسبروك يجب أن تؤمني العزاء لأمك ، كما يجب أن تهتمي بجيمي أيضا .
أخيرا ، أتكات عليه وهي ترتجف مدركة انها لا تريد الابتعاد عن دفء عناقه .دانيال هو من ابعد نفسه عنها ، ثم قال بهدوء : (( علينا العودة لا شك أن الناس بانتظارنا هناك )).
وعلى الفور أدار المحرك وانطلق مركزا اهتمامه على الطريق .
فكرت لاين ، لو أنك فقط تضمني إليك لاستطعت أن أواجه كل شيء ............ حتى هذا ، عندما وصلا إلى أبوتسبروك ،حمل دانيال حقيبتها إلى داخل المنزل ، ووضعها في القاعة .
قال لها بصوت اوحى لها أنه يشعر بالانزعاج منها : (( لدي أعمال أقوم بها لاين ، سأعود لاحقا .))
ما إن سمعت صوت سيارته يبتعد حتى سمعت من ينادي اسمها ، ورأت جيمي يخرج من غرفة الجلوس ووجهه شاحب وقد ظهر عليه الحزن العميق . اقترب منها شقيقها وضمها إليه بقلق .
- يا إلهي ! شقيقتي ، لا أستطيع تصديق ما حدث . هل تصدقين ؟ ما زلت أفكر أنني ساصحو في أية لحظة وأجد أن كل هذا كأنه حلم سيء جدا .
نظر إلى ما ورائها وتابع : (( أين دان ؟ أمي وكانديدا تسألان عنه )).
- إنه مضطر للذهاب .
ثم ترددت قليلا قبل أن تكمل : (( جيمي ، لا أريد ان ابدو بلا قلب ، لكن اليس من الأفضل لو أن كانديدا تبقى قرب عائلتها لتهتم بها ؟ فنحن سننشغل كثيرا هذه الأيام )).
هز جيمي رأسه وقال : (( حسنا يبدو أنها تنوي البقاء ، وأمي توافقها على ذلك )).
هزت لاين رأسها وقالت : (( هل تستعمل غرفة سيمون ؟))
- أجل . دخلت إلى هناك وأغلقت الباب خلفها . ماذا أقول .......... كادت ان تصبح زوجته .
تنهدت لاين وقالت : (( هذا صحيح !))
ربتت على كتفه وتابعت : (( سأذهب للجلوس مع أمي . وسانتظرها حتى تستيقظ )).
وانتظر دان حتى يعود ، لأنه كان أفضل صديق لسيمون ، ولهذا السبب سيأتي إلى هنا لأجلنا ولو لفترة . حتى تنتهي فترة الحداد على الأقل ، ونتمكن من متابعة حياتنا بطريقة ما .

*********


عيناك عنواني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-04-10, 05:32 AM   #6

عيناك عنواني
alkap ~
 
الصورة الرمزية عيناك عنواني

? العضوٌ??? » 85085
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,066
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » عيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

5 - الفـــارس النبيــــل


أخيراً تحركت ببطء وتثاقل ، تساءلت كم من الوقت مضى وهي جالسة مكانها ،
تحدق في الفراغ . مهما يكن ، علمت أن الوقت أصبح متأخراً جداً ،
وليس لديها أية رغبة أن تبدو متكومة هنا في الزاوية كبيت العنكبوت عند عودة دانيال .
شعرت أنها متوترة جداً وأنها لن تتمكن من الحصول على النوم في هذه الليلة ،
على الرغم من حاجتها القوية له ، فكرت بغصة :
ما إن تنتهي من ذلك كله ويصبح الماضي خلفها بشكل نهائي ،
ربم تصبح قادرة على إيجاد السلام . في الوقت الراهن ،
قد يساعدها تناول شراب مهدئ .
قررت ذلك وسارت نحو المطبخ . ربما يكون علاج السيدة إيفرشوت المجرب والموثوق به للأرق علاجاً نافعاً الآن .
سكبت كوباً كبيراً وأضافت إليه ملعقة من العسل مع القليل من بوردة جوزة الطيب .
حملت الكوب إلى الغرفة التي ستعتبرها منذ الآن غرفتها .
آخر عمل قامت به قبل أن تصعد إلى السرير وتندس تحت الغطاء ،
هو إعادة دفتر العناوين إلى حقيبتها .
هذا الوضع الراهن سيمر وينتهي في نهاية الأمر ،
وقد تصبح قادرة على السخرية منه .
عندما سيغادر دانيال سنتفق أن من الأفضل لنا أننا لم نبق متزوجين .
وإلا لقتل أحدنا الآخر بدون أي شك .
أما الآن فبإمكانن أن نتصرف بشكل تلقائي ومتحضر .
وليس هناك مشكلة حقيقة لطالما كنا صديقين ، والآن عدنا صديقين .
حنقت تنهيدة وهي تفكر أنها ستقرر ما سنفعله عندما يصبح الأمر ضرورياً ،
أما في الوقت الراهن فلديها اهتمامات أخرى .
أطفأت المصباح ، واستدارت على جنبها محالوة أن ترتاح لتستجمع نفسها كي تنام .
لكن أفكارها ظلت تدور باستمرار وتئن مرسلة الصور المتلاحقة ،
في ذكريات قاسية ومؤلمة كجرح السكين .
بعد وفاة سيمون لم تتمكن لاين من العتبير عن حزنها الشخصي ،
إذ توجب عليها أن تساعد أمها لتتخطى تلك الأزمة .
لم يقتصر الأمر على أمها فقط ،
لأن كنديدا أصبحت مقيمة دائمة في آبوتسبروك كما لو أنها أرملة سيمون ،
وبدأت لاين تتساءل إن كانت تفكر بالرحيل يوماً .
أثناء مراسم الجنازة بدت أنجيلا في منتهى الرقة بمعطفها الجديد الغالي الثمن والمصنوع
من المخمل الأسود . سارت بقرب جيمي عبر الممر المحاط بالمعزين لتصل إلى مكان إتمما المراسم .
تبعتها كنديدا وهي متعلقة بذراع دانيال ، بعد أن تأكدت أنها تركت لاين على المقاعد الخلفية .
بعد ذلك رجع معهم عدد كبير من المعزين إلى المنزل .
وبقيت لاين منشغلة بمساعدة السيدة إيفرشوت بإعداد الشراب البارد والساخن والقهوة ،
بينما جلست أمها على الأريكة مع كنديدا لاستقبال المعزين .
عندما غادر الجميع ، حان الوقت لممارسة شعائر آخرى ،
وهي قراءة وصية سيمون التي كتبها على عجل مباشرة قبل رحيله .
في الواقع لا يملك سيمون شيئاً واحداً يستحق أن يورثه بموجب وصية ، وهو شقة
في منطقة مانيون في لندن ورثها عن والده .
أوصى سيمون تلك الشقة مناصفة بين جيمي ولاين،
وكذلك قيمة الأيجار من ساكنيها ، السيد والسيدة بيومولت .
- ما هذا الهراء ؟
فجأة لم تعد أنجيلا حزينة وذابة .

جلست مستقيمة وعيناها تقدحان شرراً ،
وهي تتابع : ( هذه الشقة جزء من أملاك زوجي ، وكانت لسيمون طالما هو حي ،
أما الآن فيجب أن تعاد إلي . )
سعل السيد هاثرون محامي العائلة بقسوة قبل أن يعلق :
( لا ! إنها ميراث حقيقي له سيدة سنكلير ، ويحق لابنك أن ينقل ملكيتها بالشكل الذي يراه مناسباً .
أخوه وأخته هما المستفيدان الوحيان من وصيته . )
على الرغم من عمق ارتباكها بسبب تبدل الأحداث في حياتها ،
لاحظت لاين فجأة وجه كنديدا الشاحب وفمها المقفل بغضب ،
وأدركت أن أمنيات سيمو نالأخيرة لم تشملها هي أيضاً .
تعمد دانيال البقاء بعيداً عند قراءة الوصية ،
وبعد حين وجدته لاين في آخر الحديقة واقفاً على ضفة النهر .
كان يرمي الحصى على سطح الماء وقد بدأ وجهه قاتماً وحزيناً .
لفظت اسمه فاستدار لينظر إليه ، ولم تظهر على وجهه أي تعابير تشير إلى إنه مسرور لرؤيتها .
- هل تريدين شيئاُ ما ؟
حاولت أن تبتسم : ( فقط . . . أردت الخروج لفترة . )
تابعت بعد لحظة من التردد : ( أعتقد أنك كنت تعلم بشأن وصية سيمون . أليس كذلك ؟ )
جاء دور دان ليبدو متردداً ، لكنه قال : ( أجل . ذكر ذلك الأمر أمامي ،
يجب أن تكوني سعيدة فالشقة غالية الثمن ، وهي تقع في مكان مميز جداً . )
قالت ببطء : ( ربما كان على سي أن يترك الشقة لكنديدا ،ففي النهاية كادت أن تصبح زوجته ،
وهي لم تحصل علة أي شيء . )
أضافت بمرارة : ( أعتقد أنه افترض أنه سيعود سالماً ، وبإمكانه تغيير كل شيء في وقت لاحق . )
استدار دانيال لينظر إلى النهر ، وقال بصوت أجش : ( أجل .أعتقد أن هذا بالتحديد ما فكر به . )
قالت بصوت ضعيف مكبوت : ( الحياة مخيفة جداً بدونه . يبدو كل شيء بمنتهى الفوضى . )
- إنها كذل كأكثر مما تتصورين .
قال كلماته بصوت بالكاد يسمع ، ثم أجبر نفسه على الإبتسام ببرودة عندما نظرت إليه بإستغراب ،
وتابع : (لكنك قريباً سترحلين من هنا لاين . ففي النهاية ستعودين إلى راندالز بعد عدة أيام . )
ساد الصمت بينهما ، ثم سألته لاين : ( و أنت . . . هل ستبقى طويلاً هنا ؟ )
قال دانيال بضيق وبرودة : ( لا ! علي أن أغادر . سأسافر إلى سيدني غداً ،
وهناك بعض الأعمال التي يجب أن أنجزها قبل رحيلي ) .
قالت وهي تحاول أن تخفي خيبة أملها : ( آ ه ! فهمت . . . بالطبع .
من الأفضل أن أعود أنا أيضاً ، فلا بد أنهم يتساءلون عن مكاني . )
شعرت بالحزن والخجل ، فيما علق دانيال بصوت أكثر لطافة :
( أنا لم أقصد أن أتحدث بغضب . بعد تمضية عدة أسابيع في أوستراليا ربم سأعود في مزاج أفضل . )
وقف ينظر إليها ، وللحظة مشوشة فكرت أنه سيلمس خدها أو أنه سعانقها .
وكادت للحظة أن تميل نحوه ، لكنه بدلاً من ذلك قال بهدوء :
( ستتحسن الأمور مع الوقت لاين . صدقيني ! )
وسار مبتعداً بسرعة .
لكنه كان على خطآ . فكرت لاين وهي تتقلب بعدم ارتياح ، فلقد اكتشفت ذلك
بعد فترة قصيرة جداً .
بعد مرور ثلاثة أيام . وبعد عودتها من القرية ، وجدت أمها في غرفة الجلوس .
بادرتها لاين قائلة : ( وجدت حقيبتي المدرسية في القاعة . ما الذي يجري ؟
كيف وصلت إلى هنا ؟ )
كانت أنجيلا على الاريكة . وهي تقلب صفحات مجلة الأزياء .
قالت : ( أنا طلبت إحضارها والتأكد من أنها أصبحت خالية .
من فضلك ، إنها مزعجة جداً في الطريق . )
حدقت لاين بها ، وقالت : ( ولكن . . .لماذا ؟ شارف الفصل على نهايته وعلي
تحضير الكثير من الدرس لأتمكن من المتابعة . لا أستيطع البقاء أكثر من هذا الوقت ! )
وأنا لا أستطيع تأمين المزيد من المصروف في تلك المدرسة . . . !
وضعت أنجيلا المجلة ، ونظرت إلى أبنتها ، ثم تابعت : ( . . . لذلك اتصلت هاتفياً بالسيدة هالام ، وقلت لها
إنك لن تعودي إلى راندالز . أخبرتها أننا بحاجة لك في المنزل من الآن فصاعداً . )
- أمي ! رسوم المدرسة تدفع من المنحة ، إلا إذا تم سحبها لسبب ما .
هل حصل ذلك ؟
- لا ! لكن المنحة لا تغطي كل شيء . هناك الكثير من المصاريف ألآخرى التي يتوجب عليّ
تغطيتها ، ونحن لا نستيطع الإستمرار على هذا النحو .
شعرت لاين فجأة أنها بادرة كالثلج . قالت : ( عليّ الذهاب إلى المدرسة كي أتمكن لاحقاً من الذهاب إلى الجامعة ) .
قالت أمها بضيق : ( أخشى القوم إنك لن تفعلي .
انتهيت للتو من دفع أقساط جامعة جيمي ، ولا رغبة لدي مطلقاً في البدء من جديد معك ،
الآن سيمون لم يعد موجوداً للمساعدة في تغطية المصارق الكثيرة ،
لذلك قررت أن أدع السيدة إيفرشوت ترحل ، وسنتمكن من إدارة المنزل والطهو بأنفسنا . )
قالت لاين بنبرة مذعورة : ( هل طردت إيفي ؟ لا يمكنك فعل ذلك . )
أجابت أنجيلا بإقتضاب : ( فعلت ذلك وانتهى الأمر .
سوف تبقى هنا لفترة محددة ، وأنت ستمضين معظم الوقت معها ، لتتعلمي إدارة شؤون المنزل .
في مطلق الأحوال ، إنه الوقت المناسب لتجعلي من نفسك شخصاً ذا فائدة هنا . )
غاص قلب لاين في صدرها كالحجر ، وقالت : ( من فضلك . . .
من فضلك أمي ، قولي إنك لا تقصدين أي كلمة مما قلته . نحن نتحدث عن حياتي هنا . )
- وماذا عن حياتي أنا ؟ هل تدركين كيف كانت الحياة بالنسبة لي منذ وفاة والدك ؟
أجبرت على المكوث هنا ، ورحت أتوسل الناس للبقاء معي كي لا أصاب بالجنون التان بسبب السأم .
نهضت أنجيلا وأخذت تسير في الغرفة بسرعة وتوتر :
( هذا المنزل لم يكن إلا حملاً ثقيلاً خلال تلك الأعوام الطويلة ،
وهذا الحمل ستشاركين به إيلينا ، على الأقل حتى تصبحيفي الثامنة عشر من عمرك ) .
توقفت عن الكلام لفترة ، قبل أن تضيف بضيق :
( اسألي السيدة إيفرست عن أكياس من البلاستيك لوضع ثياب المدرسة فيها ،
فلن تكوني بحاجة لأي منها بعد الآن .
راقبتها لاين وهي تعود إلى المقعد وتمسك بالمجلة ،
عندها تحركت ببطء ، وقد تيبست قدماها ، سارت المسافة نحو الباب ،
ثم أغلقته بهدوء وراءها . وقفت للحظة في القاعة وهي تشعر بالذهول أو الإنسحاق .
لطالما أنبأها حدسها الداخلي أنها ليست الطفلة المفضلة عند أمها .
لكنها أملت أنهما ستتقربان من بعضهما بطريقة ما بسبب حزنها على سيمون ،
إلا أنها أدركت الآن كم كانت مخطئة . فكرت : أشعر كأنني لم أكن أعرفها ، وكأنني أمضيت حياتي كلها مع امرأة غريبة .
أدركت لاين بعد قليل أنها ليست الوحيدة التي تعاني من قساوة أنجيلا ،
فعندما تمكنت من السير متعثرة نحو المطبخ رآت وجه السيدة إيفرشوت الشاحب وفمها المطبق بشدة ،
وضعت ذراعيها بخيبة أمل ويأس حول المرأة العجوز ، وضمتها إليها وهي تقول : ( آه ! إيفي , إنني آسفة جداً ) .
قالت مدبرة المنزل بصوت حزين : ( لم أفكر للحظة أن السيدة سنكلير ستعاملني هذه المعاملة بعد مرور تلك السنوات .
ماكان ذلك ليحدث مطلقاً لو أن المكسين السيد سيمون لم يمت ) .
فكرت لاين وهي مستلقية على السرير تحدق بالظلام ، ينطبق ذلك على أمور كثيرة آخرى ،
كل أشباح الماضي خرجت من الصندوق الآن لتعذل ذاكرتها المتعبة ،
وتذكرها بقسوة لاترحم بكل ماحدث في تلك الأسابيع القاسية المربكة ،
حيث تحولت من فتاة مليئة بالأحلام والأمال إلى خادمة مطيعة .
مرت ليال كانت لاين تسقط خلالها متهالكة على السرير من شدة الإرهاق بسبب التنظيف والطبخ وتلبية طلبات أمها المتواصلة .
في خضم تلك لحالة بلغت الثامنة عشرة من عمرها ولم تقم أية حفلة في يوم ميلادها الفعلي تلقت ساعة من أمها وعقداً من جيمي ورزمة تركتها لها جدتها المتوفاة .
أرسلها وكيل أعمالها السابق ومنفذ وصيتها . احتوت الرزمة على مجوهرات سنلكير اللؤلؤية ، وعلى نسخة من قصة تنسون ( ملحمة الملك . )
ومعها أيضاً أسطورة ( لأنسلوت وإيلينا ) .
كما وصلت باقة من الورد الزهري اللون عددها ثماني عشرة وردة من دانيال ،
ومعها صندوق من المخمل في داخلة قرطان من الذهب على شكل زهرتين ، تتوسط كل منهما حبة ماس صغيرة .
عندما عرضت لاين الهدية على الجميع بعد العاء علقت انجيلا بصوت لايخلو من النكد :
- انهما رائعا الجمال , لكنها بالطبع هدية مبالغ فيها قليلا لطفلة في مثل عمرك .
تقدم جيمي الى الامام ونقل نظراته بين امه التي رفعت حاجبيها استغرابا وكنديدا التي تجهم وجهها , ثم ابتسم وقال :
- على العكس . ربما دان يرسل لنا جميعا فكرة مفيدة تذكرنا ان لا يني اصبحت رسميا امرأة واصبح لديها الحق ان تعيش بمفردها .
ثم اضاف عن قصد وبصوت فيه تصميم :
- هذا بالاضافة الى القدرة على اتخاذ قراراتها بنفسها .
ساد صمت غريب للحظة ثم قالت انجيلا باقتضاب :
- آه ! لا تقل كلاما سخيفا ومنافسا للعقل .
ثم حولت الحديث الى مواضيع مختلفة تاركة لاين في حيرة من امرها , وهي تشعر بالانزعاج والتوتر .
مع ذلك لم تكن لاين مستعده لمواجهة القنبلة التي انفجرت بعد عدة ايام والتي اثرت على مستقبلها , وهي حتى الان تعاني من اثارها .
تقلبت في السرير , وضربت الوسادة بقبضتها في خضوع ,ثم دفنت وجهها فيها وهي تقول لنفسها ان عليها ان ترتاح الان ,فكل شيء سيصبح افضل بعد نوم ليلة كاملة . لكنها علمت ان ماتقوله لنفسها غير صحيح , وان الألم سيبقى هناك بانتظارها عندما تفتح عينها .
*****
استيقظت لاين في صباح اليوم التالي في وقت مبكر جدا . استلقت للحظة وهي تشعر بالاتباك كليا , وهي ضائعة عن معرفة الزمان والمكان . شعرت كأن عينيها مليئتان بالرمل .
اما حلقها فجاف كرمال الصحراء , كانها كانت تبكي في نومها , لكنها لا تستطيع تذكر ما راودها من احلام . نظرت الى الساعة المضيئة بجانب سريرها .
وجلست على الفور . دفعت شعرها الى الوراء بعيدا عن وجهها . ذكرت نفسها ان امامها يوما طويلا , لذا فإن العودة الى النوم قليلا رفاهية لاتستطيع تأمينها .
استحمت وارتدت ثيابها , ثم نظرت الى خزانتها بحثا عن ثوب ملائم للحصول على عمل . امسكت تنورة سوداء وقميصا قطنية بيضاء اللون . بدت كلتاهما نظيفتين , لكنهما مجعدتان وتحتاجان الى القليل من الكوي.
وضعت حزاما فوق ردائها , وفتحت الباب بحذر , ثم اختلست النظر الى غرفة الجلوس , فبدا لها كل شيء هادئا كليا .
سارت ببطء وهي حافية القدمين نحو الخزانة الطويلة في المطبخ حيث توضع المكاوة , يبدو ان دانيال اختار ان ينام تاركا باب غرفته مفتوحا قليلا لسبب ما,
وهذا يعني انها بحاجة الى ابقاء الضجة في حدها الادنى , انهت عملها وكانت تتسلل عائدة الى غرفتها وقد وضعت ثيابها المكوية على ذراعها , عندما لمع بذهنها فجأة ان باب غرفة دانيال مفتوح لأنه تركه هكذا عندما غادر مساء البارحة .
وهذا يعني فقط انه ...
قالت لنفسها بقسوة : انت لست متزوجة به , ولم تكوني مطلقا ... ليس بالمعنى الحقيقي للكلمة , وانت تدركين تماما انه لن يعيش بمفرده لأنك رفضته .
كنت تعرفين ذلك طوال السنتين الماضيتين , لذلك من السخافة ان تشعري بهذه المرارة , وان تشعري بالمرض والألم والخيانة , وكانه لم يكن مخلصا لك .
عليك الا تسمحي للغيرة بأن تحفر في داخلك كانه مخلب مسموم, فتتخيلي انه مع امرأة اخرى يعانقها ويضمها اليه , ويتشارك معها بكل شيء كان بامكانك ان تحصلي عليه , لكنك عملت بتعمد على التخلي عنه
*****
بعد مرور عدة ساعات حصلت لاين على عمل مع انها سمعت التردد في صوت مستخدمتها الجديدة , علقت السيدة موس وهي تنظر الى لاين من فوق نظارتها :
- انت شابة جدا لتكوني عاملة في سيتي كلين . نحن عادة نفضل سيدات اكثر نضجا . زبائننا هو اشخاص مميزين , ويطلبون اعلى مقاييس النظافة .
هزت رأسها وتابعت :
- لاتبدين من النوع الصالح لهذه الاعمال , آنسة سنكلير.
ابتسمت لها لاين بثقة وقالت :
- اؤكد لك انني معتادة على العمل القاسي .
- حسنا ! غادرت افضل فتاتين تعملان لدى الوكالة مؤخرا , ولهذا ينقصني عدد من الموظفين في الوقت الحالي . واعتقد ان لاشيء يمنع من ان اقدم لك شهرا للتجربة .
تابعت المرأة المتقدمة في العمر بتعال:
- اريد شهادة شخصين عنك للتأكيد على مؤهلاتك , فأنا حازمة بهذا الشأن . في النهاية معظم اعمالنا تتم في غياب الزبائن عن منازلهم .
وبسرعه تحدثت عن الأجر الذي وجدته لاين معقولا , واضافت :
- ستتشاركين بالعمل مع دينيز . انها واحدة من افضل العاملات لدي , وهي ستعمل على تقييمك وسترسل التقرير لي .
جالت بنظرها عليها , وتوقفت عند كاحلها المفوف بضمادة فقلبت شفتيها بتردد:
- التنظيف بحاجة الى مجهود جسدي , واتمنى ان تكوني قوية بما يكفي لتتمكني من تحمله .
قالت لها لاين بلا اهتمام :
- انه مجرد التواء بسيط , وسأصبح بألف خير نهار الاثنين .
تنفست السيدة موس بصوت مسموع :
- اذا اتوقع وصولك عند الـ7.30 صباحا , كما انني اشدد على الدقة في المواعيد .
فكرت لاين وهي تغادر مكتب سيتي كلين ان ماتبقى من النهار سيمتد بشكل الى ما لا نهاية امامها , وان لارغبة لديها في العودة والبقاء وحيدة في الشقة .
لاتريد ان تكون على بعد خطوات من غرفة النوم الفارغة . ولا تريد ان تبدأ بالتفكير بدانيال من جديد , متسائلة اين يمضي ليلة البارحة ومع من .
مع انها تعلم ان ذلك امر محتم, اينما كانت او مهما حاولت ان تتجنب التفكير بذلك . تلك الاسئلة التي تعذبها الآن عذبتها لمدة سنتين , ولطالما شعرت بالبؤس المطلق لأنها لم تتمكن من التخلص منها .
اتراها ستتمكن من النسيان لو ذهبت للسير قليلا في شوارع لندن ؟
لم ترغب يوما في العيش في المدينة , لكن بعد انتهاء زواجها اصبحت خياراتها محدودة , لاسيما بعد ان خسرت عائلتها آيوتسبروك, ولم تعد تستطيع العودة اليها . لقد تغيرت حياتها كلها منذ تلك اللحظة وما زالت .
وهكذا , ما ان قررت عائلة بيومنت ان تتخلى عن شقة مانيون بلايس بدا لها ان الخيار الوحيد الواضح امامها هو ان تنتقل للعيش فيها مع جيمي , لا سيما عندما عرض عليها العمل كمساعدة في معرض حديث للفنوان في وست اند .
اما الشخص الذي امن لها هذا العمل فهو والد سيليا , فهو يملك اسهما في المعرض . في ظاهر الامر بات لديها كل ما يمكن ان تطلبه , كما كانت تذكر نفسها بشكل دائم وممل ,
في حين حاولت ان تتظاهر ان ليس هناك ثقب اسود كبير من الوحدة والبؤس في اعماق عالمها الصغير . لكنها لم تعد تستطيع التظاهر بعد الآن.
لا تستطيع ان تقول لنفسها ان دانيال ينتمي الى الماضي في حين انه هنا , تماما في وسط الحاضر , كما انها لا تستطيع ان تهرب من جديد مهما كانت غاضبة وحزينة .
هذه المرة ستبقى لتواجه هذا العذاب وهذا الألم .
*****
عادت الى الشقة في بدايات المساء لتجد ان دانيال سبقها الى هناك . رمى بحقيبة عمله على احد المقاعد , فيما اغلق باب غرفته باحكام .
بعد تردد قصير , سارت عبر الغرفة , وطرقت بابه, لم تسمع اية اجابة لفترة , ثم فتح الباب وواجهها وهو يعقد حزام ردائه الحريري الازرق الداكن حول خصره وقد علا العبوس وجهه . سألها بسخرية :
- هل لديك رادار داخلي يعلمك متى انتهي من الاستحمام ؟
- انا آسفة .
تمنت الا تبدو شديدة الارتباك , شعرت بالغضب لإدراكها انها متوردة الوجه من الاحراج.
- احتاج الى التحدث اليك , لكنني سأفعل ذلك في ما بعد.
قال دانيال بنبرة آمرة :
- قولي ما تريدينه الآن , فأنا سأخرت بعد قليل .
وهل ستبقى غائبا طوال الليل ايضا ؟ تمكنت من الامساك بالسؤال قبل ان تخونها شفتاها وتتفوهان بصوت عال. بدا لها انها ستكون اكثر امانا ان نظرت الى الارض بدلا من النظر اليه .
- في الواقع اريد ان اطلب خدمة منك .
- احقا تريدين ذلك ؟
على الرغم من كل شيء, ادركت انه يتأملها بسخرية , وهو ينظر بازدراء نحو قميصها البيضاء البسيطة وتنورتها السوداء المتحفظة .
اخذت لاين نفسا عميقا , وقالت وهي لاتزال تتجنب النظر الى عينيه :
- دان , من فضلك ... الا تستطيع ...؟ اقصد ... انت لا تجعل الأمر سهلا علي.
ضحك دانيال بقسوة وغضب , وسألها :
- أمن المفترض ان آخذ هذا الامر بعين الاعتبار الآن ؟ هل تعتقدين انه كان من السهل علي ان اذهب الى محامي واقول له انني رفضت من قبل عروسي بعد اقل من اربع وعشرين ساعة من زفافنا ؟
قالت وهي تبتلع غصة بصعوبة :
- لا... لااعتقد ذلك . انا ادرك بالطبع انه لايحق لي ان اطلب اية مساعدة منك لذا اعتذر .
ما ان استدارت مبتعدة حتى قال :
- انتظري! ما الذي تريدينه ؟
رفعت ذقنها عاليا , وقالت :
- وجدت عملا اليوم , لكنه يتطلب التواجد في منازل اشخاص متغيبين عن منازلهم , لذلك انا بحاجة الى من يعرف عني او يضمن طريقة تصرفي .
سألها وقد ظهر العبوس على وجهه :
- أي نوع من الاعمال هذا ؟
اجابت وهي تضم ذراعيها الى صدرها :
- انها شركة تدعى سيتي كلين , وهي تؤمن خدمات لتنظيف مبان فيها شقق خاصة .
قال بنعومة:
- يا الهي ! لقد دار الدولاب دورة كاملة .
انها ردة الفعل التي توقعتها لذا تقبلت لاين تعليقه من دون أي اجفال .
اوضحت قائلة :
- هذه المرة سوف أؤمن معيشتي على الاقل , لكنني بحاجة الى توصية ... بل توصيتين , لكن فيونا صاحبة المعرض الذي كنت اعمل فيه ستؤمن التوصية الثانية . اعتقد انها شعرت بالامتنان لأنني لم اذهب الى هناك لاستعادة عملي القديم .
ادركت لاين انها تثرثر فتوقفت على الفور وقالت :
- اذا , هل يمكنك القيام بذلك ؟
سألها دان بنعومة :
- وماذا يفترض بي ان اقول ؟ ان اقسم انك جديرة بالثقة بشكل مطلق , وانك تؤمنين الرضى الكامل بكل الاوقات ؟ الا اكون بذلك كمن يقدم شهادة كاذبة عزيزتي ؟
شعرت لاين بالأم يعتصرها وكانها اصيبت بضربة قاضية , لكنها اجبرت نفسها على البقاء صامدة قوية , والتحدث بصوت ثابت وحازم , مع ان وجهها تورد من الخجل من جديد بسبب سخريته .
- اعتقد ان الاهتمام الرئيسي للشركة هو السرقة , لذا يمكنك القول انني لم اسرق منك شيئا ابدا . ربما يمكنك ببساطة ان تذكر ذلك , وان تعطي افادتك بعض الايجابية ... ربما ؟
- ربما ! للحظة تساءلت ان كنت تتوقعين مني ان اقوم من جديد بدور الفارس النبيل صاحب الدرع الذهبية , واقدم على انقاذك .
توقف عن الكلام للحظة ثم اضاف :
- لكنني مازلت قادرا على التصرف بشهامة , لذا اتركي عنوان شركة التنظيف في مكان استطيع ان اراه فيه , وسأطلب من سكرتيرتي ان تكتب لهم .
عضت على شفتها وقالت :
- انا ممتنه لك .
- شكرا على تأكيدك , لكنني اعرف مسبقا الحدود التي تظهرينها لامتنانك , بما فيها عواطفك الدفينة , لذا لتكن الخدمة الأولى والاخيرة , هل نستطيع ذلك ياعزيزتي ؟
تراجع دانيال الى داخل غرفته واغلق الباب , تاركا اياها واقفة في الخارج تحدق بألواح الزجاج المغلقة . لكن ما ان عادت ببطء الى غرفتها حتى وجدت نفسها تتذكر نبرة الغضب في صوته .
ادركت ان ذلك الغضب ممزوج بشيء اخر من السهل جدا التعرف عليه , شعرت برجفة تسيطر عليها .


عيناك عنواني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-04-10, 05:32 AM   #7

عيناك عنواني
alkap ~
 
الصورة الرمزية عيناك عنواني

? العضوٌ??? » 85085
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,066
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » عيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

6 - لا تتــــــــركنــــــــي !


دار الدولاب دائرة كاملة !
راحت كلمات دانيال تردد بصورة دائمة في ذاكرتها ، عندما استلقت على السرير
وأخذت تحدق بالسقف .
تساءلت إن كان دانيال ما زال يذكر ذلك اليوم الذي عاد فيه منذ سنتين ،
وبعد عشرة أشهر على وفاة سيمون .
يومها داخل إلى غرفة الجلوس في آبوتسبروك ،
فوجدها واقفة على السلم تحاول جاهدة أن تعلق ستائر جديدة وصلت ذلك الصباح .
- ما الذي تفعلينه هناك ، بحق السماء ؟
لم تلاحظ لاين دخوله إلى المنزل ، لذا فوجئت بوجوده في الغرفة ،
طرح دانيال سؤاله عذا بغضب وهو يقف خلفها .
ما جعلها تقفز مجفلة ، كي تنزل عن السلم بسرعة قصوى وهي ترتجف .
- أنزلي حالاً !
لم يكن هناك داع لأن يلف يديه الأثنتين حول خصرها ويرفعها عن السلم .
مع ذلك هذا ما فعله . وضعها على الأرض لتواجهه ،
وهي مخطوفة الأنفاس متوردة الخدين .
- دان ؟!
سمحت لاين لنفسها أن تبدو متفاجئة كي لا تظهر قوة مشاعر الفرح التي سيطرت عليها لرؤيته من جديد ،
بعد تلك الأسابيع التي بدت من دون نهاية .
لاحظت بأسى كم يبدو فاتناً ، وقد ارتفع كمّا قميصه البيضاء عن ذراعيه ،
ليظهرا سمرة بشرته ، كما لاحظت أن تلك الخصلة من شعره الأسود متدلية على جبهته كما تبدو دائماً ،
ما جعلها تشتاق لتمرر يدها عليها وتعيدها إلى الوراء .
بعد ذلك أدركت ان من الخطر أن تقف مكانها وهي تحدق به وقد فتحت فمها .
تذكرت أيضاً أنها ترتدي ثياباً قديمة للعمل هي عبارة عن سروال قصير قديم وقميص باهته اللون .
سارعت تقول : ( لم تذكر أمي مطلقاً أنها تتوقع حضورك .
هل ستبقى هنا كي أحضر لك غرفتك . أم . . . ؟ )
قاطعها بحدة : ( لا فكرة لأمك مطلقاً بأنني هنا . أنا أنزل في فندق غير بعيد من هنا ،
وأتيت لأنني لم أجدك في راندالز . ما الذي يجري ؟ )
رفعت كتفيه وقالت : ( تركت المدرسة . ألم تخبرك بذلك السيدة هالام ؟ )
- بالطبع أخبرتني . وبالتفصيل أيضاً .
لكنه تابع يسألها بضيق وانزعاج : ( لكن ما لم تستطع قوله هو : لماذا ؟ )
- لم يعد لدينها مدبرة منزل ، وأنا مفيدة أكثر هنا .
ساد الصمت لبرهة ، ثم قال دان بنعومة : ( يا إلهي ! هذا أمر لا يصدق . ما الذي حدث للسيدة إيفرشوت ؟ )
- رحلت هي أيضاً . لم نعد نستطيع الإحتفاظ بها في هذه الأيام .
قال وقد ظهرت نبرة غريبة في صوته : ( إذاً ، أنت تقومين بعملها الآن ،
وتتقاضين الراتب نفسه على ما أظن . أليس كذلك ؟ )
- يا إلهي ! لا . ما أفعله هو جزء من الإقتصاد في المصروف .
- يمكنني تخيل ذلك . وإلى متى ترغب أمك في الإستمرار بهذا التدبير الشاذ ؟
- حتى يتم بيع أبوتسبروك . ذهبت أمي إلى التسوق ال****ي البارحة . من يعلم ؟
وتابعت : ( تحاول أمي أن تجعل المنزل أكثر إشراقاً بهدف التأثير بالمشترين ) .
قال دانيال بإستياء : ( أريد أن أعلم متى وصلت إلى هذا القرار الخطير ) .
- ما إن أصبحت في الثامنة عشرة من عمري ، ولم يعد هناك أي دور للوصي .
آه ! شكراً لك على القرطين الرائعين وعلى الورود .
ثم أضافت بسرعة : ( أردت أ نأكتب لك كي أشكرك ، لكنني لم أكن أعلم أين أنت بالتحديد ) .
- انسي أمر الهدية الآن .
عقد دانيال حاجبيه في تجهم بارد ، وتابع يقول : ( إذاً ، أين هي أمك الآن ؟
أريد أن أتحدث إليها ) .
- إنها في نادي الغولف . ستعود عند الساعة الخامسة ،
وهي تتوقع أن تجد هذه الستائر معلقة .
- إذاً ، يمكنها أن تعلقها بنفسها .
أمسك دان القماش السميك من بين ذراعيها ، ورمى به فوق ظهر المقعد ،
وتابع يقول : ( ولتخاطر هي بكسر عنقها لا أنت ) .
قالت لاين معترضة : ( يبدو أنك لم تفهم ما قلته لك . إنه جزء من عملي ) .
أجابها بلطف : ( أنت مخطئة لاين . أفهم ما تقولينه تماماً ، إلا أنني أساأل نفسي ما الذي تفعله أمك في نادي
الغولف ، بحق السماء ! ) .
قالت لاين بصوت مكبوت : ( إنها تذهب إلى هناك كل يوم ، بدأت بأخذ دروس منذ
أكثر من سنة على يد المدري الجديد جف تانفليد ) .
توقفت قليلاً قبل أن تتابع : ( إنه يصغرها بسنوات عديدة ) .
ساد الصمت بينهما ، وبعد قليل قال دان مفكراً : ( يمكنني أن أفهم ما يجري إن تناولت فنجان قهوة سوداء ، فلنذهب ونعد القهوة ) .
عندما جلسا قبالة بعضهما إلى طالوة المطبخ الكبيرة القديمة الطراز ،
واضعين فنجانين من القهوة أمامهما ، قال دانيال : ( أخبريني ما الذي يجري حقاً هنا لاين .
أريد أن أعرف كل شيء ) .
حاولت لاين أن تبقي صوتها هادئاً كي لا يعبر عن خيبة أملها القوية :
( سنذهب للعيش في إسبانيا ، في أحد المنتجات التي بنيت حول ملاعب الغولف ) .
- أنت أيضاً ؟
هزت رأسها وقالت : ( عندما تباع آبوتسبروك ستستثمر أمي أموالها هناك بشراء أسهم في المنتجع .
سيتابع جف تعليم الغولف ، فيما تعمل هي في الإدارة ، وأنا سوف أساعدها ) .
- منذ متى عملت بهذا المشروع ؟
رفعت لاين كتفيها وقالت وهي تحاول أن تبتسم : ( أخبرتني بذللك بعد عدة أيام من عيد ميلادي * .
- هممم . . . فهمت . وهل وافقت ؟
عضت لاين على شفتها وقالت : ( ليس لدي أي خيار آخر ) .
عاد دانيال يسألها : ( هل تخطط أمك للزواج من تانفيلد ؟ )
- لا أعلم . مع أنني سمعت شجاراً دار بينها وبين سيمون قبل رحيله .
وأنا واثقة أنني سمعت أسم تانفيلد .
قال ببطء : ( إذاً ، سيمون كان على علم بالأمر . حسناً !
هذا يفسر أشياء كثيرة ) .
سألها بعد قليل : ( ما رأيك بزوج أمك العتيد ؟ )
قالت ببطء : ( أعتقد أن . . . لا بأس به ) .
لكنها سرعان ما اندفعت تعترف بالحقيقة :
( إن أردت الحقيقة ، عندما قتل سيمون ، اعتقدت أن هذا أسوأ ما يمكن أن يحدث في الحياة ،
لكنني كنت مخطئة . فجأة بدأ كل شيء ينهار من حولي ،
وأنا لا أستطيع القيام بأي شيء للحؤول دون ذلك ) .
ساد الصمت لفترة ، ولم يقطعه غير سماع صوت سيارة تقترب .
سألها دان بهدوء : ( أهذه أمك ؟ ) .
تنهدت قائلة : ( لا ! هذه سيارة أجرة من المحطة . إنها كنديدا ، فهي تأتي لقضاء عطلة نهاية الأسبوع ) .
رفع حاجبيه ، وقال مستغرباً : ( هذا يفاجئني ! هل تفعل ذلك بصورة دائمة ؟ )
هزت رأسها وقالت : ( من المفترض أنها تحزم الإغراض التي تخص سيمون لتأخذها
إلى دور الإحسان ، لأن أمي لا تستطيع القيام بذلك .
لكي لا يبدو أنها ستنجز هذه المهمة في القريب العاجل ) .
نهضت وهي تقول : ( من الأفضل أن أحضر الفرن للإستعمال ، فقد جهزت
طبقاً من اللحم البارحة ، وأحتاج إلى تسخينه فقط ) .
تابعت بعد قليل : ( هناك ما يكفي للجميع ، إن رغبت في البقاء أيضاً )
قال دانيال : ( لا ! لا أعتقد ذلك . لدي خطة أفضل . لِمَ لا أصطحبك إلى العشاء بدلاً من ذلك ؟ )
فتحت لاين فمها بإندهاش .
في تلك اللحظة فتح باب المطبخ ، ودخلت كنديدا وهي تبدو منزعجة .
فقالت متذمرة : ( خدمة القطارات كابوس فعلي . تعمدت القدوم باكراً ، مع ذلك وجدت القطار مكتظاً بأكثر الناس إزعاجاً ) .
ما إن رأت دانيال حتى توقفت عن الكلام على الفور ، وظهرت ابتسامة كبيرة على وجهها الذي غاب عنه فجأة كل آثر للإستياء والتعب ،
وتابعت تقول : ( دان ! حبيبي . . . لم تكن لدي فكرة أنك ستأتي إلى هنا ) .
أجابها دانيال بصوت ناعم كالحرير : ( يمكنني أن أقول الكلام نفسه عنك أيضاً . كيف حالك كاندي ؟ )
- آه ! ما زلت أقاوم . أنت تعلم كيف تجري هذه الأمور . فأنا أحضر إلى هنا معظم العطل الأسبوعية لأبقى قرب المسكينة أنجيلا .
توقفت عن الكلام لتتنهد قبل أن تتابع : ( نحاول أن نكون معاُ لمساعدة بعضنا البعض ) .
علق دانيال بصراحة مطلقة : ( إذاً ، يدهشني أنك لم تتوجهي مباشرة إلى نادي الغولف . لكن من الجيد أنك وصلت باكراً ) .
تابع بالنبرة الحازمة نفسها : ( أتوقع أنها ستكون متعبة وجائعة بعد قضاء فترة بعد ظهر مضنية ي ممرات الغولف ،
لذا يمكنك البدء منذ الآن بإعداد العشاء لكليكما . لأننا أنا ولاين سنخرج لتنازل العشاء ) .
قالت كنديدا وهي تنقل بنظرها بينهما ، ثم تبتسم من جديد إبتسامة واسعة :
( آه ! هذه فكرة رائعة ، لِمَ لا نجرج جميعاً ؟ )
أجابها بهدوء : ( لأنني دعوت لاين بمفردها كتعويض عن عدم حضور ي حفلة عيد ميلادها ) .
التف من وراء الطاولة ، ثم شد لاين إليه ن وطبع قبلة ناعمة على شعرها ،
وهو يقول بنعومة : ( أذهبي ورتبي مظهرك من أجلي عزيزتي .
سأعود عند الساعة السابعه . )
أدركت لاين أنها ترتجف في أعماقها ، وأنها تكاد تترنح .
أخيراُ قررت أن تركض إ لى غرفتها مادامت ساقاها قادرتين على حملها .
ما إن ركضت على الدرج حتى وجدت نفسها تكرر كلماته ( سأعود عند السابعة ) مراراً وتكراراً بصوت تكاد لا يسمع ،
وكأنها تعويذة لجذب الحظ .
ما زالت تتذكر كي أمسكت بكل قطعة ثياب في خزانتها وهي تحاول أن تجد شيئاًُ يتلاءم مع المناسبة ،
وتذكر نفسها في الوقت ذاته بأن هذا ليس موعداً غرامياً ، دانيال يتصرف بلطف فقط .
فكرت لاين بحزن : ( علمت ذلك حبها ، فلماذا لم أتذكره في ما بعد ، عندما أصبح الأمر مهماً بالفعل ؟
في النهاية قررت ارتداء أفضل ثوب لديها ، وهو عبارة عن تنورة فيروزية اللون وقميص بيضاء اللون عالية القبة .
فكرت بأسى أن ثيابها لا تبدو أنيقة .
لكن القرطين اللذين أهداهما إياهما سيجعلان منها أكثر ملائمة في الدقيقة الأخيرة
قررت وضع قلادة حجر القمر مع السلسلة الذهبية الرفيعة ، وهما هديته لها في عيد ميلادها السابع عشر .
تساءلت إن كان دانيال سيلاحظ ذلك ، إلا أنها أوقفت تدفق أفكارها على االفور ،
إذاً أدركت أنها تسير بها نحو أوهام خطيرة جداً ،
ذكرت نفسها أن تلك القلادة سبب لها ما يكفي من المتاعب حينها ،
ففي ليلة عيد ميلادها ، ركضت نحو ذراعيه لتشكره ، وبطريقة ما وجدت أنها تعانقةبلهفة ،
وقد راودها إحساس غريب بعدم القدرة على الإبتعاد عنه .
بدأ ذلك تصرفاً خاطئاً لاحظة كل من في الغرفة ، لا سيما أنجيلا التي وبختها بكلام
قاس جداً ، قائلة إنها أصبحت كبيرة جداً لترمي بنفسها على دانيال كما فعلت .
فيما هي تستعد للقاء داينال تلك الليلة ، تذكرت ذلك العناق ،
وشعرت أنها شابة صغيرة جداً ومرتبكة جداً ، فكرت أن من الأفضل لها إلا يكون هذا موعداً غرامياً حقيقياً ،
إذ لن تكون هناك أية فرصة ليتعانقا أ ولتتوقع أي شيء منه .
في تلك اللحظة الحاسمة أمرت نفسها بحزم أن تتوقف عن التفكير .
أمسكت حقيبة يدها ، وتنفست بعمث قبل أن تنطلق متجهة نحو الدرج .
لم تكن أنجيلا قد عادت بعد .رأت كنديدا في غرفة الجلوس تقلب صفحات مجلة بطريقة تظرها كأنها تفضل تمزيقها ورمي أحدهم بها .
حدقت بلاين بغضب ، وقالت : ( أتنوين حقاً ارتداء هذه الثياب للخروج مع دانيال فلاين ؟ )
تظاهرت لاين بالتأكد من محتويات حقيبتها ، فيما شعرت أن ثقتها الضعيفة بنفسها قد تحولت إلى رماد .
جاءها الإنقاذ على الفور بسماع طنين جرس الباب ، فاتجهت لترى مت الطارق ،
ووجدت دانيال منتظراً عند درج المنزل ، بدأ أنيقاً جداً في بذلته السوداء وربطة عنقة الياقوتيه اللون .
بادرته بالقول : ( أهذا أنت ؟ ) .
- كم عدد الرجال الذين ستقابلينهم الليلة ؟
أجابت معترضة : ( لكنك لم تقرع الباب من قبل مطلقاً . )
نظر إلى الداخل من فوق كتفيها ، ولوى شفتيه تبرماً ثم قال :
( ربما . . . لأنني أرغب الآن في المغادرة بسرعة ) .
ثم أمسك بيدها ، وتابع : ( لنذهب ) .
رأت لاين سيارة طويلة ، منخفضة السطح ولماعة . غاصت في المقعد
الجلدي المريح ، وهي تخنق تنهيدة من الفرح ( هل هي جديدة ؟ )
اعرتف دانيال قائلاً : ( سيارتي هي دائماً من الماركة نفسها ، لكنني ببساطة أجدد الطراز كل سنة ) .
سألها بعد قليل : ( هل تعلمت قيادة السيارة ؟ )
أجابت : ( لا . ليس بعد ) .
من المحتمل إلا يحدث ذلك مطلقاً . لا يمكنها أن تتصور أن أمها مستعدة لدفع الفاتورة ،
أو حتى السماح لها بإستعمال سيارة العائلة الوحيدة .
نظرت إليه وعلقت بخجل : ( تبدو بخير ، كما أنك شديد السمرة ، اعتقدت أنه فصل الشتاء في أوستراليا ) .
- هذا صحيح ، لكنني توقفت في أميركا وأنا في طريق عودتي .
صديقي يملك منزلاً في كيب كود حيث أمضيت عدة أسابيع .
هناك الكثير من الشواطئ حيث يمكن للمرء أن يتنزة ويستغرق في التفكير .
ويبدو أنه أراد التفكير الآن أيضاً .فكرت بذلك بحزن ما إن غرق في الصمت .
على أي حال ، ربما هو يركز فقط على القيادة في ذلك الطريق الريفي الضيق .
في الواقع لم يزعجها ذلك الأمر مطلقاً . يكفيها أن تجلس بقربة فقط ،
أخيراً ، انعطف بسيارته عبر بوابة ضخمة من الحديد المزخرف ،
فجلست بإستقامة على الفور . قالت بصوت أظهر صدمتها : ( لكن . . . هذا قصر لانغ بو .
هل سنتناول العشاء هنا ؟ )
- ألديك شيء ما ضد هذا المكان ؟
بدأ مندهشاً وهو يتابع : ( بدأ لي أنه مقبل جداً عندما قمت بالحجز من جناحي في وقت سابق ) .
- لم أزر المكان من قبل . لكن أليس الطعام فيه غالي الثمن جداً ؟
رماها بإبتسامة صغيرة وهو يرجع بالسيارة إلى مكان معد للوقوف .
- لا أسمع هذا الأعتراض عادة عندما أصطحب فتاة لتناول العشاء .
قالت وقد تورد خداها من الإحراج : ( لا . . . بالطبع لا . . أنا آسفة ) .
شعرت بكلمات كنديدا تلسعها من جديد ، فتابعت : ( كل ما في الأمر انني لا أرتدي ثياباً مناسبة ) .
استدار دانياب أمام السيارة ، وفتح لها الباب وهو يقول بنعومة : ( لا شك لدي أنني سأكون موضع حسد كل رجل في هذا المكان ) .
إطراؤه هذا جعل اللون يندفع أكثر فأكثر إلى خديها .
ما إن اجتازت لاين عتبة المطعم حتى شعرت بالرعاية والإهتمام .
قادها دانيال إلى غرفة جلوس رائعة الجمال بمقاعدها الطويلة المغطاة بقماش زاهي الألوان ، والكراسي المرتبة حول طاولات مستديرة صغيرة .
بعد قليل وصل طبق من الفطائر الهشة التي تحتوي على مختلف أنواع المذاقات الشهية والفريدة .
قالت لاين وهي تتنهد : ( لن أتمكن من تناول أي شيء آخر ) .
ضحك دانيال وقال : ( أعتقد أنك ستفعلين ) .
وكان على حق ، فنعدما قدمت لهما الكريما المخفوقة مع بقلة الماء ثم القرديس بالمايونيز وجدتها شهية ،
حتى إنها لم تبق على شيء منها .
أخيراً اختتمت عشاءها بتناول الحلوى وهي عبارة عن قظعة من التارت المغطى بالفريز .
قالت وهي تنظر حولها بعينين تشعان بالفرح : ( هذا مكان ساحر ) .
أضافت بنبرة رسمية أكثر : ( سأتذكر هذا المكان دوماً . لا أعتقد أنني سأجد في إسبانيا مكاناً مثله ) .
علق دانيال : ( لا أعتقد ذلك أنا أيضاً ، إذاً لمَ تذهبين ؟ )
قالت : ( أنت تتحدث وكأن لدي خياراً آخر ) .
أجاب بهدوء : ( في الواقع ، نعم لديك خيار آخر . يمكنك البقاء معي في إنكلترا ) .
بدأ لها أن العالم توقف عن الدوران فجأة ، ووجدت نفسها غير قادرة على التنفس :
( هل تعرض علي عملاً لديك ؟ )
- لا ، ليس بالتحديد .
ابتسم لها عبر الطاولة ، ، من فوق ضوء المصباح الصغير الموضوع في وسط
الطاولة ، وتابع قائلاً : ( أسألك إن كنت توافقين على الزواج بي ) .
ساد الصمت لفترة ، ثم قالت لاين بصوت فيه بعض الإرتعاش :
( إن كانت تلك مزحة ، فهي ليست لطيفة على الإطلاق ) .
مدّ دانيال يده وراح يداعب أصابعها النحيلة وهو يقول : ( هل من عادتي أن أكون عديم اللطف ؟ )
هزت رأسها بصمت ، وهي تحاول أن تمحو من رأسها ذكريات الفتيات الشقراوات اللواتي بدأ لها أن عددهن لا ينتهي .
- حسناً ! ماذا ؟
سادت فترة من الصمت من جديد بينهما ، بعدئذ قال لها بنبرة ملؤها المرح :
( عزيزتي ! هذا التردد من قبلك يسيء إلى ثقتي بنفسي .
اعتقدت أنك معجبة بي ) .
- بالطبع !
أنا أحبك . . . أحبك ! أحببتك دائماً ، وسأحبك إلى الأبد !
- لكن ليس بم يكفي كي تتزوجي بي . أهذا هو السبب ؟
شعرت لاين أنها غير قادرة على النظر إليه ، فأبقت رأسها منخفضاً فيما قالت :
( لم أظنك يوماً من الرجال الذين يرغبون بالزواج ) .
قال دانيال ببطء وبنبرة رقيقة : ( يمكنني القول إنني انتظرتك إلى أن تكبري لكنني أشك في أن تصدقي هذا الكلام ،
لا سيما أنك رأيتني مع العديد من الفتيات . . )
وعندما رآها تعض على شفتها ، تابع : ( . . . اهذه هي المشكلة حبيبتي ؟
. . . الماضي ؟ إلا نستطيع أن نتفق على دفنه ، فنركز على المستقبل ؟ )
شعرت لاين بوجهها يتوهج من الحرارة ، فقالت : ( آه ، بالطبع ) .
كل ما في الأمر هو أنني لا أعرف ماذا أقول لشخص حول أغرب أحلامي وأجملها إلى حقيقة في لحظة واحدة !
نظر إليها دانيال للحظة ، ثم أضاف برقة ونعومة : ( سببت لك الرعب .
أليس كذلك عزيزتي ؟ لم أقصد ذلك ، لكنني أعتقدت أن حدسك الأنثوي سيعلمك
لماذا أردت الخروج برفقتك هذا المساء ) .
ببساطة وبصورة تلقائية ، أدار دانيال يدها وبدأ يرسم دوائر وهمية على راحتعا بإبهامه .
على الرغم من رقة لمساته ، شعرت لاين كأنها تخترقها وتحولها
إلى لهب متقد . حتى إنها كادت تصرخ بصوت عال من التأثر .
وصلها صوته هامساً بنعومة : ( تزوجي بي ، لاين ) .
شعرت بجفاف في فمها ، وبأن أنفاسها باتت عالقة في صدرها .
إلا أنها تمكنت بطريقة ما من الهمس : ( أجل ) .
رأته يحني رأسه في تسليم مؤكد ، وما لبث أن ترك يدها ، ولوى شفتيه وقد ظهرت عليه ملامح حزن طفيفة ،
ثم قال : ( والآن ، من الافضل أن نذهب لننقل الخبر إلى أمك ) .
أرادت لاين أن تصرخ كالأطفال : ( لا أريد الذهاب الآن . . .
أريد البقاء بمفردي معك . . . لكنها بالطبع لم تقل كلمة من ذلك ،
بل ابتسمت وهزت رأسها موافقة .
حاولت أن تخفي الشعور بالخوف الذي تردد في داخلها ، آملة ألا يكون هناك مبرر له .
إلا أن أملها هذا راح أدراج الرياح !
حدقت أنجيلا بدانيال وهي تقول : ( هل تريد الزواج بإيلينا . . .
هذه الطفلة ؟ إنه أمر غريب حقاً . لا أستطيع الموافقة على أمر كهذا ) .
وقفت لاين قربه ويدها بيده . تمنت في تلك اللحظة أن تختفي تحت الأرض من شدة شعورها بالإذلال .
لاحظت أن كنديدا أن تجلس مستقيمة الظهر ،
وقد بدأ وجهها كقناع محفور في الصخر ، بينما وقف جف تانفيلد فاتحاً فمه من الدهشة .
قال دانيال بهدوء : ( أنا لا أطلب موافقتك سيدة سنكلير ، فأنا لست بحاجة إليها .
أنا أخبرك عما قررناه بدافع الإحترام فقط .
وقد قررنا الزواج خلال الأسابيع القليلة القادمة .. )
حركت أنجيلا يدها بعصبية : ( هذا أمر مستحيل . علي أن أبيع هذا المنزل وأن أنظم أموري للإنتقال إلى إسبانيا ،
فلا يمكنني أيضاً أن أحضر لزفاف كامل ) .
قال دانيال بضيق : ( لا أحد يطلب منك ذلك . سأتحدث إلى كاهن القرية لتحديد موعد في منتصف الأسبوع .
سنقيم حفل استقبال هنا بعد مراسم الزفاف ، وسأحجز الطعام والشراب بنفسي .
كل ما عليك فعله هو مساعدة لاين في إختيار ما سترتديه ، و . . . أرسلي الفاتورة إلي ) .
استدار لينظر إلى الفتاة الواقفة بجانبة ، ثم رفع يدها التي يمسك بها إلى شفتيه وتابع :
( أريد أن تصبح لاين زوجتي في أسرع وقت ممكن ، ويبدو أن هذا ما تريدع هي أيضاً ) .
وجدت لاين صوتها بطريقة ما ، فقالت : ( أجل . . . هذا ما أريده ) .
تقدم جف تانفيلد نحوهم كأنه قادن على شن حرب ما ،
ثم قال : ( أنجيلا تعتمد على مساعدة إيلينا الفعالة في مشروعنا الجديد في إسبانيا .
ستعمل كفريق واحد ، وهكذا ستحظى بتجربة عمل قيمة ومثيرة ، وبالفرصة لترى مكاناً جديداً في هذا العالم ) .
نظر دانيال إليه وقد لوى شفتيه بإنزعاج .
- لا أشك في أنها ستؤمن لكما خادمة ممتازة .

على أي حال ، أعتقد أن لاين ستجد العيش والسفر معي أكثر متعه من المناظر التي توفرها غرفة الغسيل في إسبانيا .
ضحكت أنجيلا بصوت مرتفع : ( إنها قصة سندريلا كما يبدو .
أليس كذلك ؟ غير أنني لا أستطيع أن أتصورك أمير الأحلام ،
عزيزي دانيال . أتمنى أن تعرف ابنتي ما هي قادمة عليه ، وذلك من أجل مصلحتها ) .
- إن لم تكن تعلم ، فأنا متأكد من أنك ستخبرينها .
نظر إليها بإزدراء وإنزعاج ، قبل أن يستدير وينظر إلى لاين .
ظهرت ملامح من الرقة على تعابير وجهه وهو يتابع :
( سيارة الأجرة بإنتظاري عزيزتي ، والسائق لديه عمل آخر الليلة . لذا علي الذهاب ) .
رآى خيبة الأمل في عينيها ،فإبتسم لها مشجعاً وقال : ( لكنني سأكون معك بعيداً من هنا . . . من فضلك ! )
قالت أنجيلا بصوت مليء بالعدائية : ( لدى إيلينا عمل يوم غد ، فنحن بحاجة إليها كي تتجول مع الزبائن
الذين يرغبون برؤية المكان ) .
نصحها دنيال بصوت بارد : ( أستخدمي وكيل المنطقة ال****ية .
لهذا السبب أنت تدفعين له . كما أنني سأتصل بمكتب الإستخدام للتعاقد مع مديرة منزل لتقوم مكان لاين بإعمال المطبخ ) .
وضع يده حول خصرها ، وتابع : ( والآن تعالي معي ،لتقولي لي عمت مساء عزيزتي ) .
كل الليل دافئاً ، لكن لاين ارتجفت وهي تقف قربه عند الباب الرئيسي .
قالت : ( بدأ الأمر مرعبــــاً ) .
علق دانيال بنبرة لا تخلو من الإستياء : ( لم أتوقع أن يكون أكثر سهولة من ذلك . صدقيني ! )
قالت بصوت ملؤه الحزن واليأس : ( دان ! يمكنني أن أتابع القيام بالإعمال المنزلية ،
فقد تقدر أمي ذلك . كما أنني لا أمانع فعلاً ) .
- أنا أمانع . أريد أن تكون يداك ناعمتين من أجل شهر العسل .
ابتسم لها عندما رآى تورد خديها ، وأحنى رأسة وعانقها عناقاً سريعاً مشبعاً بالعاطفة ،
ثم تمنى لها أحلاماً سعيدة ورحل .
لم تستطع لاين مواجهة الجميع بالعودة إلى غرفة الجلوس ،
لذا صعدت مباشرة إلى الطابق العلوي كي تستعد للذهاب إلى سريرها .
ما إن أوشكت على إطفاء المصباح حتى فتح باب غرفتها ودخلت أمها .
- حسناً ! من المؤكد أنك بدوت مفاجأة السهرة ،. لا بد أنك أخبرته بعض القصص الحزينة . أليس كذلك ؟
ضاقت عيناها قبل أن تتابع : ( أم أن هناك سبباً آخر لهذا الزواج السريع ؟
هل قمت بتصرف خاطئ ؟ هل أنت حامل ؟ )
شعرت لاين بوجهها يتقد ناراً من الإحراج .
قالت : ( أنت تعلمين أن ما تقولينه غير صحيح ) .
رفعت أنجيلا كتفيها وقالت : ( لا أستطيع التفكير بأي سبب آخر يجعله يزعج نفسه بك .
أعرف أن الفتاة البريئة الشابة لا تزال تحظى بجاذبية كبيرة حتى من قبل شخص
مترف مثل دانيال فلاين ، لكن الزواج . . . ؟ )
ضحكت بخشونه وتابعت : ( . . . هذا أمر لايحدث هكذا ببساطة في هذا العالم ، عزيزتي ) .
جلست لاين مستقيمة الظهر وهي تشعر بجفاف مؤلم في حلقها ، إلا أنها قالت :
( ألم يخطر ببالك أنه قد يكون مغرماً بي ؟ )
- لا ! بصراحة . . . لم أفكر بهذا الأمر . أهذا ما قاله لك ؟
- بالطبع !
شبكت لاين أصابعها تحت الغطاء . لأنها أدركت فجأة أن دان لم يذكر مطلقاً كلمة ( حب ) .
لاعندما طلب يدها للزواج ولا في طريق العودة إلى آبوتسبروك ، ولاحتى عندما تمنى لها ليلة سعيدة .
بعد أن غادرت أنجيلا وبقيت لاين بمفردها ، راحت تلك الفكرة تعذبها مراراً وتكراراً طيلة الليل .


عيناك عنواني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-04-10, 05:33 AM   #8

عيناك عنواني
alkap ~
 
الصورة الرمزية عيناك عنواني

? العضوٌ??? » 85085
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,066
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » عيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

7- رسالة !


ظل دانيال متغيبا معظم الوقت, وعندما كان يأتي لزيارتها كان يقيم في قصر لانغ بو . حيث تتناول لاين العشاء برفقته هناك في المطعم , الا انه لم يقترح مرة ان يصعدا الى جناحه ليحضيا ببعض الخصوصة .
سألتها امها يوما يوما بنبرة ساخرة مدمرة :
- اين هو حبيبك ؟ يبدو انه سيغيب هذا الاسبوع ايضا .
اجابت بهدوء :
- لديه الكثير من الاعمال , فالشركة بصدد مناقشة مناقصة لشركة تملك مجلة ألمانية , وهناك العديد من المشاكل , لذلك يحتاج الى البقاء هناك .
ثم رفعت ذقنها وتابعت :
- لدينا ماتبقى من العمر لنكون معا .
علقت انجيلا وهي ترفع كتفيها :
- اذا كان هذا ما تقولينه !
على الرغم من تغيبه المستمر بدا دانيال صادقا ورائعا . جرت ترتيبات الزفاف من دون أي شجار او فوضى , ووجدت لاين ان هناك حسابا مصرفيا فتح بأسمها , فيه مبلغ من المال يوما ان بإمكانها انفاقة .
بالاضافة الى ذلك تم التعاقد مع السيدة غودمان لتعمل مدبرة منزل لديهم في هذه المرحلة المؤقته . من جهة اخرى تلقت لاين اتصالا من مكتب محلي لتعليم قيادة السيارات
طالبا منها تحديد الاقات المناسبة التي يمكنها خلالها تلقي دروس في القيادة للحصول على الرخصة .
فكرت لاين : كل ما فكرت به او تمنيته يتحقق باستثناء شيء واحد هو الاكثر اهمية والأكثر حسما . انه معرفة شعوره الحقيقي نحوي .
سمحت لاين لنفسها بأن تنساق في موجة من النشاط الدائم , من دون ان تشغل نفسها بالتفكير بالأمر بتمعن . من بين الاعمال التي كان عليها انجازها تفحص اغراضها الشخصية وكتبها , ونقل ما ترغب في الاحتفاظ به الى شقة دانيال في لندن .
هذا بالاضافة الى الخاتم الرائع المرصع بالماس والياقوت , وهو خاتم لفت انظارهما في الوقت عينيه بين عدد كبير من الخواتم التي احضرت كي يختارا من بينها . ابتسما لبعضهما وقالا معا :
- هذا هو المطلوب .
لطالما فكرت لاين وهي تلمس الخاتم بنعومة , انه الدليل الملموس على ان دانيال سيتزوج بها . حاولت ان تأخذ فقط الاشيائ التي تهمها لترافقها في حياتها الجديدة , فقدمت ما تبقى لدور الاحسان.
اذ لم يكن باستطاعتها ترك أي من اغراضها في منزل العائلة , لأن آبو تسبروك قد بيعت في ذلك الوقت , والمشتري يريد المكان خاليا .
قالت لداينال في احدى المناسبات وهي تتناول العشاء معه :
- سيتحول المنزل الى دار للمسنين ,عذوووب, وسيكون فخما وباهظ الكلفة . من الواضح ان المالك لديه سلسلة من هذه الاماكن .
- وانت , الا يعجبك ذلك ؟
تنهدت لاين وقالت :
- لقد بيع المنزل الآن , وامي سعيدة جدا , وهذا امر جيد . لكنني تمنيت دوما ان يبقى منزلا حقيقيا . وان يعيش فيه اطفال غيري , يكبرون فيه ويحبونه كما احببته .
ظل دانيال صامتا لفترة ثم قال :
- هل كانت ذكرياتك فيه سعيدة حقا ؟
- هناك الكثير من الذكريات الحلوة , حتى لو لم تكن جميعها كذلك. ومعظمها تتعلق بك حبيبي !
علق دانيال بطريقة عرضية :
- أرجو ان تكون امك قد حصلت على سعر جيد , فهي ستحتاجه من اجل دفع فواتير تجميل الاسنان للشاب الفاتن السيد تانفليد .
كادت لاين تختنق لأن فمها كان مليئا بسمك الترويت . قالت بعد قليل معترفة وهي تحاول كبت ضحكتها :
- ابتسماته تبهر حقا , لكنني اعتقد انهما سعيدان معا .
قال دانيال باستياء :
- انه مجرد انفعال عاطفي , ومن المحتمل ان يكون مؤقتا . هل فكرت في اجراء عقد قبل الزواج ؟
نظرت لاين الى الطبق امامها , وهي تدرك ان وجهها قد توهج بسبب الاحراج . وقالت :
- لا ! لا اعتقد ذلك.
ياللصدفة ! امي قدمت لي النصيحة نفسها ليلة البارحة , وهذا احد الاسباب التي جعلتنا نتشاجر . اما السبب الآخر فهو انها دعت كنديدا لحضور الزفاف .
قالت لها انجيلا :
- عندما يتخلى عنك ... عندما تزول تلك لاعاطفة المتألقة , ما الذي سيحدث ؟ انه رجل ثري جدا عزيزتي , وهو قادر على دفع ثمن ما يسعده .
اجابت لاين وهي ترتجف من فداحة ما سمعته :
- اذا تخلى عني , فالمال لن يتمكن من جعل الامور افضل بالنسبة لي . صدقيني !
أما ما لم تتوقعه لاين ولا امها بالطبع , فهو ان تتخلى هي عنه وترحل .
في صباح يوم زفافها تساقط المطر , لكن الغيوم انقشعت عن سماء زرقاء صافية تماما قبل ان تنطلق الى الكنيسة . قالت لها سيليا التي كانت تساعدها في اعداد نفسها , ان ذلك يعتبر بشارة خير .
سألتها :
- هل تعلمين الى اين ستذهبان في شهر العسل , ام انه ترك الأمر مفاجأة لك ؟
- لايمكننا الذهاب الى مكان بعيد ما دامت لديه أعمال معلقة .
نظرت لاين الى نفسها من كل الزوايا في المرآة , لتتاكد من ان بذلتها البيضاء الغالية الثمن المصنوعة من الساتان لم تتعرض لأي تجعد اثاناء الليل .وتابعت :
- ... لذلك استأجر دانيال مكانا معزولا في الريف .
سألتها سيليا باستغراب :
يا الهي ! وهل المكان مجهز بوسائل الراحة ؟
ضحكت لاين واجابتها :
- اعتقد ذلك . فيه بركة سباحة , لذا لايمكن ان يكون مكانا بدائيا . مع ان كوخا صغيرا في حديقة ما كاف , ما دام دانيال معي .... عندما تستقر الامور في الشركة سيأخذني الى مكان رومنسي رائع .
قالت سيليا وعيناها ترقصان :
- اليس لدى دانيال اخ او ابن عم او حتى ... قريب ما ؟ ع
ابتسمت لاين لها وقالت :
- آسفة , عزيزتي ! لكنني حصلت على افضل رجل في الدنيا , وهو من دون اقارب .
تنهدت سيليا بطريقة مبالغ فيها , وقالت :
- اذا , ببساطة عليّ ان اخفض سقف توقعاتي .
سارت عبر الغرفة نحو حقيبة لاين الكبيرة الموضوعه على السرير , ومررت يدها بوقار وتبجيل فوق ثنيات رداء ليلي ناعم من الفوال الابيض , ثم قالت :
- آه ! انه شديد الروعة , لكنه مضيعة للمال .
ركزت لاين باهتمام على نقل خاتمها الى اليد الاخرى .
-آه ! اعتقدت ان من الافضل ان اشتري رداء للنوم , لربما حصل امر طارئ.
ساد الصمت لفترة قصيرة , بعدئذ قالت سيليا بصوت لطيف جدا :
- لايني, ما من سبب يجعلك تشعرين بالقلق .
نظرت لاين اليها مندهشة وقالت :
- آه ... يا الهي ! هل يبدو بوضوح انني قلقة ؟
اجابتها بنبرة قوية :
- لابأس عليك ! تمكنت من تجنب الضفادع وتوصلت الى تقبيل الأمير .
حملت لاين الباقة المكاونه من الورد الابيض , وسارت نحو الباب قائلة :
- حان الوقت لتذهب .
*****
كان جيمي بانتظارها في القاعة . قال لها بعاطفة اخوية صادقة :
- هاي! تبدين جميلة جدا . انت تجسيد رائع لفتاة الزنبق . ربما دان ليس احمق كليا في النهاية .
شهقت لاين وسألته :
- ماذا تعني بكلامك هذا بحق السماء ؟
اجاب وهو يساعدها لتصعد الى المقعد الخلفي في السيارة التي كانت تنتظرها :
-لم يبد دان يوما من النوع الذي يرغب بالزواج , وانا متاكدة ان الخبر سقط على امي كالصاعقة , مع انها ... .
توقف عن الكلام فجأة , ثم تابع الحديث في موضوع مختلف تماما:
- هل تعلمين انها اصرت على ان ندعو ذلك الشاب تانفيلد الى حفلة توديع العزوبية الخاصة بدان ؟ غاي , اشبين العريس اصر على ان تانفيلد يضع شعرا مستعارا , ولو اننا بالغنا في اللهو والمرح واطالة السهرة لتأكدنا من ذلك .
اضاف وهو يبتسم :
- ... لكن السهرة ظلت ضمن حدود جدية في النهاية واعتقد ان صهري العتيد ينوي حقا ان يكون زوجا وفيا .
قالت لاين بهدوء :
- هل يمكننا ان نبدل الموضوع , من فضلك .
وافق جيمي على الفور :
- بالطبع , لأنني بحاجة للتحدث اليك في مسألة مهمة .
شهقت قائلة :
- الآن , ونحن في الطريق الى الكنيسة ؟
- لم لا ؟ انها اخبار جيدة لايني . قررت عائلة بيومونت ان تتقاعد وترحل الى البرتغال , وقد ارسلت لنا ملاحظة بشأن الشقة تعلمنا انه سيتم اخلاؤها في نهاية هذا الشهر , وانا ارغب في الانتقال للعيش فيها . لكن بما انك تملكين نصفها ايضا فأنا بحاجة الى موافقتك الخطية .
نظر اليها بقلق للحظة وهو يتابع :
- لن تثيري المشاكل بشأنها , أليس كذلك؟ ففي النهاية انت لن تحتاجي الى الشقة في حياتك كلها .
- لا, بالطبع ! ارسل اليّ ما تريدني ان اوقعه عندما اعود من شهر العسل .
وجدت لاين ان عدد الذين ينتظرون في الكنيسة اكثر مما توقعت , لكنها لم تشعر ان الجميع يتمنون لها الحظ والسعادة , هذا ما فكرت به وهي تحس بغصة اثناء وقوفها قرب دانيال في المذبح.
سمعته يقسم بان يحبها حتى يفرق بينهما الموت , واقسمت بدورها على القيام بالمثل , دفء عناقه جعلها تشعر ان زواجهما , كما جعلها ترتجف من الداخل . ذ
ما ان جلسا معا في السيارة وهما في طريق العودة الى آبو تس*** من اجل حفل الاستقبال , حتى جذبها دانيال اليه , وراحت شفتاه تطبعان قبلا ناعمه على شعرها . قال بنعومه والابتسامة واضحة في صوته :
- حسنا , سيدة فلاين ! اخيرا اصبحنا معا .
حدقت لاين بخاتم زفافها , وهي تشعر بالفرح يتفتح داخلها كتفتح البراعم في فصل الربيع .
ما ان شرب الحاضرون نخب العروسين , وتم قطع قالب الحلوى , حتى تسللت لاين الى غرفتها لتبدل ثيابها . رأت سيليا تتحدث بمرح مع اشبين العريس , وبدا من الواضح انها لاترغب في ان يزعجها احد .
فيما كانت ترتدي فستانها الاصفر الباهت اللون , الذي قررت ارتداءه في رحلة شهر العسل , سمعت طرقة على الباب . فكرت : انه دانيال ! وشعرت بقلبها يقفز في صدرها قالت:
- ادخل !
وعندما رأت زائرها شعرت بوخزة من خيبة الأمل . قالت :
- كنديدا ! سا لهذه المفاجأة !
أجابت المرأة الأكبر سنا :
- انه يوم مليء بالمفاجآت فعلا .
سارت عبر الغرفة ,وجلست من دون دعوة على حافة السرير , بالقرب من الحقيبة التي اقفلتها لاين للتو . تابعت تقول :
- اذا مضى دانيال قدما في هذه المسآلة ... انني منذهلة .
اكملت لاين ارتداء فستانها ثم قالت بهدوء :
- اذا كنت قد اتيت الى هنا بقصد ازعاجي انصحك بان تغادري .
اجابت كنيندا بنبرة ساخرة :
- آه ... يا للكبرياء ! انت الآن زوجة المليونيرصاحب دار النشر العالمية ... ربما , لم يكن دانيال يرغب في الزواج بك , لكنك على الاقل ستقومين بالدور ما دام معك .
سارت لاين نحو الباب وفتحته , ثم قالت بنبرة صوت قاسية كالحجر :
- هذا يكفي ! والآن , ارحلي !
- سأرحل عندما اصبح جاهزة للرحيل , وبعد ان اقول ما اتيت لأقوله ,لذلك اقترح عليك ان تعودي الى هنا وتسمعيني . انا اقصد ذلك حقا .
تابعت ما ان اقفلت لاين الباب وسارت لتجلس على مقعد طاولة الزينة :
- هذا افضل . اتعلمين ايلينا ؟ انا حقا اشعر بالاسى عليك . اليوم عندما قال دانيال اريدها زوجة لي . لابد انك اعتقدت انك ربحت الجائزة الكبرى في اليانصيب.
ابتسمت كنديدا ببطء واكملت:
- لكن ماسمعته طفلتي المسكينة هو كلام رجل يتحمل عن مضض مسؤولية صديقه المتوفي . اجبر دان نفسه على تحمل عبء الاعتناء بشقيقة سيمون الصغرى البائسة والوحيدة , تماما وعده . وهو وعد قطعه رغما عن ارادته , لأنه لم يؤمن للحظة انه سيجبر على الوفاء به . كان يراهن على عودة سيمون ليحله من ذلك الوعد , ويخلصه من الشرك , غير ان سيمون لم يعد .
صاحت لاين بقوة :
- انا لااصدقك !
رفعت كنديدا كتفيها وقالت :
- بالطبع انت لن تصدقيني , وانا لا ألومك , لو كنت مكانك لفضلت ان اقنع نفسي بأن دانيال مغرم بي , غير ان مقصده لم يظهر ابدا اثناء الخطوبة او قبل ذلك .
ضحكت ضحكة ساخرة بصوت مرتفع وهي تتابع :
- في الواقع , تفاجأت كثيرا عندما علمت انكما قلما تتبادلان العناق ... لكنني واثقة من انه سيقوم بواجبه كاملا الليلة .
رفعت لاين ذقنها بازدراء , محاولة ان تخفي حقيقة ان قلبها يخفق بقوة بين ضلوعها :
- اتعتقدين ان هذا كل مافي الأمر ؟
حدقت كنديدا بها بهدوء وقالت :
- انت لا تصدقينني . أليس كذلك ؟ هل تريدين برهانا ؟
*****
لا! فكرت لاين , اريدك ان تختفي , اريد ان يفتح الباب من جديد ويدخل دانيال ليضمني بين ذراعيه .
راقبت كنديدا وهي تفتح حقيبة يدها الصغيرة السوداء , وتخرج منها ورقة مطوية , ثم تقول :
- وجدت هذه الورقة بين اغراض سيمون و ... صدقيني لا شاعر باللسعاده لأنني اعرضها عليك .
- اذا ... لم تفعلين ؟
- شعرت لاين بالامتنان لأين يدها لم ترتجف وهي تأخذ الورقة من يد كنديدا .
- لأنك على وشك ان تجعلي من نفسك حمقاء , وانا متاكده انك لا تريدين ذلك. لذا من الافضل ان تفهمي شروط زواجك منذ البداية , فلا تطلبي منه اكثر مما يستطيع تقديمه .
ما ان فتحت لاين الورقة حتى تعرفت على خط دانيال . بدأت الرسالة بدون أي مقدمات :
" سي , اعتذر عما حدث ليلة امس . اعرف ان كلينا قلنا اشياء نحن الآن نندم عليها . لكن طلبك مني فجأة ان اتحمل مسؤولية لاين ان لم تعد آنابورنا هو بمثابة ضربة قاضية . كما قلت لك من قبل , أنا لا اريد هذا النوع من الالتزام ... ليس بعد الآن , وانت تعرف السبب , ويؤسفني انك تعرض عليّ الامر , لأنه لن يتغير ابدا . على أي حال , فكرت بالامر منذ ذلك الحين , وانا اوافقك الرأي بأن لديك اسبابك للقلق عليها , لاسيما ان كنت ستتغيب لفترة طويلة , لذلك , وعلى الرغم من تحفظاتي الشخصية , اتقبل طلبك بأن اهتم بها اثناء غيابك , مع انه حمل كالجحيم بالنسبة لي بسبب هذا الوضع بالذات . لكنني ادر كان ليس هناك شخص آخر غيري يمكنك الاعتماد عليه في ذلك ... هناك امر اخر سيمون . صديقي هذه الرحلة الى آنابورنا تبدو لي كنذير شؤم , ومن الواضح انك تشعر بذلك , انا متأكد من ذلك كما انني متأكد من انه لم يفت الآوان كي تتراجع عن الذهاب ... أعلم ان هذا ليس من عاداتك , لذلك كل ما استطيع قوله : ان ذهبت حاول بكل ما اوتيت من قوة ان ترجع ساما , والا فإنك ستحطم حياتي وحياة لاين , تماما كما ستحطم حياتك . لذلك لا تفعل ذلك من اجلنا جميعا . من فضلك ."
صديقك المخلص الى الأبد , دان .
قرأت لاين الرسالة بإمعان , ثم قرأتها من جديد ببطء اكثر , حتى انطبعت في دماغها المتألم كل كلمة وكل سطر وكل مقطع , كي لاتنساها مطلقا أو تسامح بعدئذ رفعت رأسها ونظرت الى الوجه المبتسم للمرأة المتلقية على سريرها .
ارادت ان تنشب اظافرها في تلك الابتسامة حتى ينساب الدم من ذلك الوجه , لكنها بدلا من ذلك , قالت بكرامة :
- شكرا لك . هل تريدين استعادتها ؟و
- لااعتقد ذلك , فقد ادت مهمتها . يمكن الاحتفاظ بها .
نهضت كنديدا عن السرير , وسارت نحو الباب قائلة :
- مسكينة ايلينا ! تحطمت كل احلامك وأوهامك . لكن بدون أي شك , من الافضل ان تعرفي الأمر مني لا من دان . كما انك تزوجت بالرجل الذي تحبينه بجنون . كما يقال : نصف رغيف خير من لاشيء ! . تذكري ذلك دائما , وانا متأكد هان كل شيء سيكون على ما يرام .
بعدئذ اغلقت الباب بهدوء , ورحلت .
*****
عندما استطاعت لاين ان تتحرك, سارت نحو حقيبتها , ففتحتها ووضعت الرساله في جيب جانبي , ثم اقفلتها من جديد . كأنها تستطيع ان تمحوها ذكراها ايضا بطريقة ما ان خبأتها .
قالت بصوت مرتفع :
- حمل كالجحيم !
محاولة ان تجرب الكلمات على لسانها وهي تنظر الى نفسها في المرآة . رأت خيالا لثوب اصفر شبكت نصف ازراره , وعينين حزينتين لا قرار لهما .
فكرت , آه ... يا الهي ! مال الذي سأفعله ؟ ما الذي يمكنني ان افعله ؟
لم تكن قد وجدت اجوبة عن اسئلتها تلك بعد مرور ساعتين , عندما وصلت مع دانيال الى المكان المقصود لقضاء شهر العسل . بدا لها كأنها اصبحت ذات شخصيتين ,
هذا ما فكرت به وهي جالسه بقربة في السيارة تتأمل المناظر الطبيعية التي تمر امامها بعينين لا تريان شيئا .
انها لا تستطيع القبول بهذا الزواج .
اما الأمر الاكثر اهمية فهو حرصها على الا يكشف دانيال انها رات تلك الرسالة اللعينة , وعرفت الحقيقة المؤلمة سوى مسؤولية أرغم على تحملها .
لكن مع انها باتت تعرف سره , فلن تسمح له بأن يعرف سرها .
سألت نفسها بيأس :
- آه ! لماذا جعلته يرى أنني خائفة من الذهاب الى اسبانيا ؟ كان عليّ ان اتظاهر انها مجرد مغامرة وفرصة مثالية لي . لو انني فعلت ذلك لخلصته من العهد الملزم الذي قطعه لسيمون .
قال لها دانيال فجأة : و
- انت هادئة جدا . بالكاد تفوهت بكلمتين منذ ان غادرنا . هل انت بخير ؟
اخافها تعليقه واخرجها من افكارها المرتبكة والحزينة .
- انني بخير . ربما انا متعبة قليلا بعد كل تلك الاعمال المتراكمة التي كان عليّ انجازها في الاسابيع القليلة الماضية . هذا كل شيء .
تجهم وجهه قليلا وهو ينظر اليها , ثم قال :
- كان علي ان ابقى بقربك , لكنني تركت ذلك العمل المزعج يأخذ الكثير من وقتي . لكن ذلك انتهى الآن .
ثم اضاف بصوت اكثر نعومة :
- من الآن فصاعدا ارغب في التركيز عليك فقط حبيبتي .
فكرت لاين : لا تناديني حبيبتي , ولا تنظر اليّ وكأنني مهمة حقا لك ! والأهم من كل شيء , لاتكن لطيفا , لأنني لا استطيع تحمل ذلك .
تابع دانيال يقول :
- اتمنى ان يعجبك الكوخ . الزوجان جاكسون يهتمان بالمكان من اجل المالك , ويقومان بالتنظيف والطهو , كما يهتمان بالحديقة ايضا .
ردت لاين بطريقة آلية :
- هذا يبدو رائعا .
بدا المكان رائعا بالفعل . تسمية كوخ لم تبد مناسبة مطلقا لوصف ذلك المنزل الانيق المغطى بالقرميد الأحمر , والذي يقع فوق تلة تشرف على ثلاث جهات من الحدائق الغناءة .
اما الزوجان جاكسون , فهما يتميزان بجسمين ضخمين , لكنهما هادئا الطبع . كانا بانتظارهما ليربحا بهما , ويأخذا حقائبهما الى غرفة النوم الواسعة التي تطل على الحديقة الخلفية .
رأت لاين ان النافذة مفتوحة , فسارت مباشرة نحوها , متعمدة تجاهل السرير الواسع بغطائه الجميل المطرز باليد وبقماشة الابيض كالثلج .
قال دانيال بصوت ناعم من ورائها :
- هل انت سعيدة ؟
استدارت وهي تقول :
- المكان جميل جدا .
ثم نظرت حولها وتابعت :
- مع انه لايبدو ان هناك ما يكفي من الخزائن .
- يا الهي ! كم احضرت معك من الاغراض ؟
وانتظر لحظة كي تبادله الابتسامة الساخرة , لكن من دون جدوى . فأضاف على مهل :
- هناك غرفة ثانية من الجهة المقابلة للممر. يمكنني ان اضع ثيابي فيها لاعطائك مساحة كافية , ان اردت ذلك .
- شكرا لك. ربما يمكننا الآن ان نتناول القليل من الشاي .
قال دانيال بحرارة :
- فكرة رائعة ! ومتى سيسمح لي بمعانقتك وبفك ازرار هذا الفستان المذهل ؟
تذكرت لاين تعليق جيمي التلقائي , وفكرت انها منذ ساعات قليلة فقط كانت لتركض اليه بشوق خجول , ليضمها بين ذراعيه , مقدمة له قلبها وجسمها .
اما الآن , فضحكت بتوتر قبل ان تقول :
- دانيال ! اننا في وضح النهار , وما زلنا في منتصف فترة ما بعد الظهر .
- كما تشائين . ففي النهاية , انتظرت لمدة طويلة , وانتظار عدة ساعات بعد لن يتقلني .
سار نحو الباب , ثم التفت اليها قائلا :
- سأطلب من السيد جاكسون ان تحضر الشاي , ثم سأذهب لأفرغ حقيبتي .
عندما اصبحت لاين بمفردها , وجدت نفسها تحدق بالسرير وكأنها واقعة تحت تأثير التنويم المغناطيسي .
لا استطيع ان اسمح له بأن يلمسني والا فإنني سأضيع الى الابد ,
واصبح عبدة له فأتعلق بأي مقدار من اللطف يقدمه لي , واحاول اقناع نفسي بأن زواجنا حقيقي , وان علاقتنا طبيعية . و
افرغت حقائيبها وبدأت بترتيب اغراضها , تاركة الرسالة في مكانها , لم تكن بحاجة الى النظر اليها من جديد , فكل كلمة فيها طبعت في ذاكرتها بوضوح .
بعدئذ نزلت الى الطابق الارضي , وشربت الشاي في غرفة الجلوس , متظاهرة بأنها تأكل قطعة من الحلوى . بينما انشغل دانيال من دون ادنى تظاهر
بقراءة الصفحات الاقاتصادية والمالية في الصحف بانتباه كامل وعينين مركزتين , بعد قليل ذهبت للتنزه في الحديقة , وتجنب دانيال قبول دعوتها المتكلفة له لمرافقتها بتهذيب مماثل .
ادركت لاين انها تتعمد ان تطيل فترة بقائها في الحديقة , متسكعة قرب كل نبته كأنها تحفظها من اجل الكتابة عنها في امتحان ما .
اثناء جولتها تلك اكتشفت مكان بركة السباحة , وهي بركة منعزلة تماما , ذات جدران عالية مغطاة بالنباتات , تحيط بها اشجار متعرشة تمتد اغاصنها لتصل الى القرميد الاحمر .
انه مكان دافئ وحميم . ما زالت الشمس عالية في السماء , ما يجعل السباحةالآن امرا مغريا جدا . للحظة فكرت بحزن لو انها تستطيع العودة الى المنزل لتبدل ثيابها وترتدي ثوب السباحة . استدارت مبتعده وهي تخنق تنهيدة .
قال دانيال ما ان عادت الى المنزل :
- اقترحت السيدة جاكسون تقديم العشاء عند الساعة الـ8 . هل يناسب ذلك خطتك ؟
نظرت اليه لاين مندهشة وعلقت :
- لا خطة لدي مطلقا .
سمعت بعض السخرية في صوته هو يقول :
- أحقا ؟
ترددت قليلا قبل ان تسأله :
- هل نرتدي ثيابا رسمية على العشاء ؟
رفع حاجبيه وعلق :
- الا ترين ان ذلك امر مبالغ فيه نظرا لأننا بمفردنا ؟
- اجل بالطبع ! لم آكن افكر .
رماها بنظرة مبهمه وقال :
- كم اتمنى لو كان ذلك صحيحا .
وعاد لتصفح الجريدة .
لم تكن لاين جائعة , لكنها اجبرت نفسها على تناول الطعام الشهي الذي اعدته السيدة جاكسون .
انتهت وجبة الطعام تقريبا في صمت , مع ان لاين بذلت مجهودا كي تتحدث اليه كلما ظهر احد الزوجين جاكسون بالقرب منهما .
لكنها ادركت انها تتكلف الحديث , وليست تتحدث معه . كما عرفت من تعبير دان الساخرة انه ادرك ذلك هو ايضا .
قدمت لهما القهوة في غرفة الجلوس , سألها دان عندما اصبحا بمفردهما ثانية :
- هل ترغبين بالاستماع الى الموسيقى ؟
أشار برأسه الى الرفوف الملعقة فوق المفأة , وتابع قائلا :
- يبدو ان هناك مجموعة كبيرة ومميزة .
وضعت لاين فنجان القهوة جانبا , وقالت :
- شكرا لك . لكنني متعبة , واعتقد انني سأخلد الى النوم ... ان لم تمانع .
ابتسم لها وهو يقول :
- الفكر بحد ذاتها تبدو مشجعة , انا سأبقى هنا قليلا حتى انهي شرابي وربما سأستمع الى بعض الموسيقى .
توقف قليلا عن الكلام قبل ان يسألها :
- ما الذي اختاره لاين ؟ اغنية قصيرة أم سفونية كاملة ؟
ترددت قليلا , ثم قالت :
- لا اعلم .. الخيار لك . ب
رماها بنظرة معبرة وقال :
-أحقا ؟ اتساءل ان كان ما تقولينه صحيحا .
وبينما كانت تصعد الدرج , سمعت انغام كونسرتو منفردلألغار . انها الموسيقى المفضلة لديها . من المفترض ان تبقى لتسمعها معه , وهي تنعم بدفء عناقه ورقة مغازلته , لا ان تصعد الى غرفتها بمفردها ...
بهدوء تام قامت لاين بطقوس تحضير نفسها كانها عروس حقيقية , استحمت بمياه دافئة , ووضعت على جسمها الكريم المفضل لديها بعناية تامة , ثم وضعت العطر على نقاط نبضها ... عنقها , رسغها , صدرها ...
ثم مشطت شعرها حتى تدلى على كتفيها مثل وشاح من الحرير بلونه المائل الى الاصفر , وارتدت قميص نوم ذات خصر عال , وذات شريطين من الساتان عند الكتفين .
اخيرا جلست على حافة السرير قرب المصباح الخافت النور ,انتظرت ... لتنهي زواجها .
سمعته يصعد الدرج , فشعرت بانفاسها تكاد تختنق في صدرها , لكن دانيال توجه الى الغرفة الاخرى . مرت 20 دقيقة قبل ان يفتح باب غرفتها اخيرا , ويواجها بعضهما كزوج وزوجة , في الغرفة الخافته الانارة .
اغلق دان البال بهدوء خلفه , وراح ينظر اليها بصمت . للحظة , اجتاحتها تلك الاحاسيس القوية التي تكنها له كالعاصفة الهوجاء , فهي تريده ...
اوشكت عزيمتها وتصميمها ان يترنحا , لكنها سرعان ما استعادت سيطرتها على نفسها .
قال دانيال بصوت ناعم :
- تبدين رائعة الجمال !
وتقدم خطوة منها .
على الفور رفعت لاين يدها لتتمكن من ايقافه قائلة :
- لا ! لا ! لا تقترب اكثر . لاتقترب مني !
- آه !
سمعت شيئا من الاستلام في صوته , وعندما تكلم من جديد قال بصوت ناعم :
- حبيبتي . منذ اتينا الى هنا بدا واضحا ان تعانين من مشكلة في ما يتعلق باقامة علاقة حميمة معي , لكنني اؤكد ل كان بقائي بعيدا عنك لن يحل اية مشكلة .
اوضحت لاين والكلمات تتعثر على شفتيها :
- الامر لا يتعلق فقط بالعلاقة الحميمة . انه ابعد من ذلك ... بكثير. ان يتعلق بكل شيء . اتفهم ؟ لقد اقترفت غلطة مميته ... غلطة لاتغتفر .
حدق بها , وسألها بخشونة :
- اية غلطة ؟ عم تتكلمين بحق الجحيم ؟
ابتعلت غصة قبل ان تقول :
- الزواج بك . ماكان علي الموافقة على الزواج بك مطلقا , وما كان علي القيام بهذا كله ... كنت يائسة , وحصل كل شيء بسرعة قصوى . لم اكن املك الوقت الكافي لأفكر بطريقة سليمة واستوعب ما اقوم به . انت دفعتني الى التسرع .
ثم اضافت بنبرة قاسية :
- ما ان اصبحت بمفردي معك حتى فهمت للمرة الآولى ما معنى ان اكون متزوجة بك , وادركت انني لااستطيع القيام بذلك . لا استطيع ان اكون زوجتك ... هذا امر مستحيل . سألتني مرة ان كنت معجبة بك الى درجة كافية كي اتزوج بك , لكنني لست كذلك ... لست كذلك ... غير انني لم اعرف ذلك من قبل , وانا آسفة ... آسفة جدا .
لم تستطع لاين اكمال كلامها . ابعدت نظرها عنه بعد ان رات وجهه الذي اصبح صارما من الصدمة من خلال ضوء المصابح الخافت , وهو يصغي الى الصمت المقلق الذي ساد بينهما .
اخيرا كسر ذلك الصمت فقال بصوت هادئ:
- من الصعب التفكير ان شعورك بالأسف سينهي فداحة هذا الوضع .
تنفس بعمق قبل ان يكمل :
- لاين ... اصغي اليّ ياحبيبتي ! لطالما شعرت بالقلق لأن الوقت مبكر جدا على قيام هذا النوع من العلاقة بيننا , وفكرت ان عليّ ان اعطيك المزيد من الوقت , وربما يجب ان اتودد اليك بطريقة مختلفة لكن صدقيني , لا داعي لأن تشعري بالقلق .
اضافت بصوت مليء بالعاطفة :
- يمكنني ان اكون صبورا ... اعدك بذلك بكل ما هو مقدس لدي . سانتظر الى ان تصبحي جاهزة لإقامة علاقة بيننا مهما طال الوقت , وسأكون لطيفا جدا معك . عذوووب
تقدم نحوها وهو يتابع :
- ... لكن ثقي بي الآن عزيزتي , ولا تبعديني عنك الليلة . دعيني ابقى بقربك , لكي اضمك اليّ فقط , ساكون راضيا بذلك . اقسم لن اطلب أي شيء اخر .
نهضت لاين على قدميها وهي ترتجف :
- لا ! لا استطيع ... لن اقبل بذلك .
قال دانيال بصوت خشن :
- يا الهي , لاين . هذه ليلة زفافنا . هل تريدين ان اركع على ركبتي اتوسل اليك .
اجابته بصوت حاد :
- انت لا تصغي الى ما اقوله . يجب ان تفهم انني لا استطيع تحمل ان تلمسني ا وان تكون قريبا مني . مجرد التفكير في انك في نهاية الامر ستصبح زوجي يملؤني بالاشمئزاز. انا افضل الموت على ان اكون زوجتك , انتهى كل شيء .. هل تسمعني .
ارتفع صوتها بشكل عاصف :
- عليك ان تتركني ارحل .
ما ان انتهت من كلامها حتى رأت ملامح الغضب تعلو وجهه
سمعت صوته يصلها عبر اجواء مليئة بالمرارة :
- لا تقلقي ايتها الكاذبة , المخادعة . سأدعك ترحلين . لأني لن ألوث يدي بك حتى لو اتيت زاحفة على الزجاج المكسور .
بعدئذ رحل دانيال . فغاصت لاين على سرير زواجها الفارغ .
وهي تشعر بالألم في حلقها يكاد يخنقها .


عيناك عنواني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-04-10, 05:34 AM   #9

عيناك عنواني
alkap ~
 
الصورة الرمزية عيناك عنواني

? العضوٌ??? » 85085
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,066
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » عيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

8 - لست طفلة

في خضم ذالك الصراخ لم يقل دانيال مرة واحدة انه يحبها ,فكرة لاين في ذالك فيما بعد,خلال تلك الساعات التي امضتها وهي تتقلب على فراشها بدون نوم ,وهي مازالت تتذكر الان بعد مرور سنتين .
اليس ذالك بكافي ليبرر الموقف الذي اتخذته والحاجة الملحة كي لاتكون مجرد امر مفروض عليه بالرغم عنه,"حمل كالجحيم"تلك العبارة التي لاتحتمل لا تزال تملك القوة لسلخ جلدها من عظمها.
لم يقم دانيال باي محاولة لتجعلها تبدل رايها من خلال وسائل حسية,لم يتحرك لسير اليها وياخذها بين ذراعيه سواء رغبة بذالك ام لا.لم يحاول يعانقها حتى تذعن له.
لو انه ارادها فعلا لحاول ان.....
استدارت في السرير وهي تدفن وجهها في الوساده.فكرت انها اصبحت في العشرين من عمرها ,ومازالت لاتتقبل فكرة اقامة علاقة مع أي رجل ,بينما الرجل الوحيد الذي تريده يستمر في الاستمتاع في حياة العزوبية مع مجموعة مختارة من السيدات المعجبات به.اليس هذا هو السبب الذي دفعها الى الرحيل الى فلوريدا امله ان يصدق المثل القائل:"بعيد عن العين بعيد عن الفكرة؟".غير ان هذا لم يحدث ابدا كل ما تتمناه وتصلي لا اجله هو الا تكون امراءة خلقت لاجل رجل واحد.فتغدو غير قادرة على تاسيس حياة جديدة لها ,او حتى التخلص من ذالك الكابوس من الوحدة والحاجة الذي يلاحقها منذ تلك الليلة.
تلك الليلة تمكنت من النوم اخيرا في وقت قرابة الفجر من شدة التعب.جسدها وروحها .
استيقظت في غرفة مليئة بنور الشمس على طرقة من شخص ما على باب غرفتها.شعرت بمعدتها تنقبض من التوتر.فجلست وهي تشد الغطاء حولها قبل ان تقول :"ادخل!".
دخلت السيدة جاكسون الغرفة بتوتر وهي تقول :"صباح سعيد,سيدتي احضرت لك الشاي.السيد دانيال يسأل ان كنت تستطعين الانضمام اليه لتناول الافطار عند الساعة التاسعة والنصف".
قالت لاين بحذر:"اجل...اجل..بالطبع".
بدات شاحبة الوجه وعينيها ذابلتان وهي تسير على الدرج قاصدة الطابق الارضي ,خائفة من غضبة ومرارته بدلا من ذالك,وجدته جالس على طاولة الافطار ,يشرب القهوة بهدوء ,نهض دانيال بهدوء عندما راءها ,ولم تظهر أي ملامح على وجه من أي نوع .
جلست لاين على كرسي المواجه له.
-فكرة في الامر مليئا ,وقررت من الافضل لنا ان نبقي هنا لمدة اسبوعين ,كما هو مقرر.
لم تستطيع لاين ان تخفي خيبة املها وهي تقول له:"امن الضروري ان نفعل ذالك".
رفع دانيال كتفه واجاب:"أي تصرف اخر قد يجلب لنا تعليقات نحن في غنى عنها ,ولكن سنستمر بالعيش في انفصال مطلق".
سكب لنفسه مزيد من القهوة وهو يتابع :"اما بنسب لغلطتك التي لن تغفر لانك تزوجت بي,فبالامكان من معالجة ذالك بسهولة مطلقة ,اخبري عائلتك واصدقائك باي قصة ترغبين بها,لكن في الواقع يمكننا فسخ الزواج بكتمان على اساس لم ينجز ,وسأطلب من المحامي ان يتصل بك,اما في الوقت الراهن فساريحك من وجودي قدر المستطاع,مع ان علينا ان نلتقي في موعد العشاء.".
ثم اضاف:"هذا مكان رائع,أملت ان نتجول فيه معا اثناء وجودنا هنا,وهذا ما سافعله الان ولكن بمفردي,وهذا امر طبيعي,اما انت عزيزتي ,يمكنك ان تستمتعي بوقتك قدر ما تشائين".
تراجع الى الوراء,وحدق اليها بوقاحة وهو يقول:"ليست القصة الرمنسية التي خططت لها,اكتشاف المنطقة الريفية في النهار واكتشاف بعضنا البعض في الليل,لكن لايمكن للمرء الحصول على كل شيء",
اجفلت لاين وقالت:"دان من فضلك لا...".
- ماذا؟هل ازعجتك بالتحدث عن مقاصدي الدنيوية.
- بدا صوته حاد كالمشرط وهو يتابع:"صدقيني فتاتي ,تمنكنت من النجاة من العقاب بسهولة".
- رفعت ذقتها وقالت:"سواء صدقتك ام لا,انا لااملك مفتاح لغرفتي وانا اريده,".
- قال بقسوة:"امر مؤسف,غرفتي فيها قفل ومفتاح,وقد استعملتهما ليلة البارحة".
- اتسعت عينيها وقالت:"هل فعلت ذالك؟لماذا؟".
- اجاب بغضب:"لانني املك طبعا احمق في بعض الاحيان ,في لحظة ما فكرت في جديه ان اعود الى غرفتك, لاعاملك بطريقة من المحتمل انني قد اندم عليها طوال ما تبقى لي من حياة ".
- دفع كرسيه الى الوراء ووقف, ثم قال:"ساتركك لعلك تجدين السلام الذي تنشدينه".
- السلام!تحول شهر العسل الى اربعة عشر يوم وليلة من البؤس الذي لا يمكن شفاؤه ,على الاقل بنسبه لها,وفي الليلة الاخيرة لم يتبادلا اقل من بضع كلمات .قال دان محاول ايقافها وهي في طريقها الى الطابق العلوي كما هي عادتها في كل ليلة .متظاهرة برغبة بنوم باكر,:"علينا بتفكير عن الترتيبات ,التي سنتخذها عندما نعود الى لندن غدا,ابوتسبرك اصبحت فارغة الان وعلى الارجح ان امك رحلت الى اسبانيا ,لذا اقترح عليك ان تستعملي شقتي بصورة مؤقتة ,وانا سأرحل منها".
- لا لا يمكني العيش هناك.!
- تذكرت زيارتها الى تلك الشقة.وكيف تخيلت حياتها هناك .تابعت:"هذا امر مستحيل ,لدي مكان اذهب اليه ,سينتقل جيمي للعيش في الماريون بلايس ,وبما ان نصف الشقة لي فاسنضم للعيش معه هناك".
- رفع كتفيه وقال:"حسنا اعطيني العنوان بالتحديد,وهكذا سأرسل لكي اغراضك,بالطبع ساستمر بدفع المبلغ نفسه الذي كنت ادفعه لكي قبل الزواج,وساتابع القيام بذالك,حتى بعد فسخ الزواج".
- لوى شفتيه وتابع"لا اريدك ان تعاني فقط لانك لست معجبة بي"
- نظرت اليه لاين بغضب قائلة:"لا اريد أي شيء منك ساحصل على عمل واعيل نفسي".
- ثم نزعت خاتم خطوبتهما وخاتم زفافهما وقدمتها لهما وهي تقول"....هذي لك...".
- لم يقم دانيال باي حركة لا اخذهما.
- " لا اعتقد ذالك يمكنك الاحتفاظ بهما عزيزتي,او يمكنك بيعهما او رميهما, افعلي ما ترغبين به ,فالامر كله يتعلق بك,لانني لااريد رويتهما مطلقا",
- في النهاية لم تكن لاين قادرة على التخلص منهما ,لهذا وضعتهما في المصرف مع مجوهرات جدتها.
- استمر دانيال بدفع المبلغ لها على الرغم مما قالته.بعدئذ جرت معركة بينهما بسبب ذالك,وفي النهاية قبل رفضها,وكف عن القيام بذالك.
مهما كان الامر تمت عملية انهاء زواجهما ببساطة لم تصدق لاين انها ممكنه,والسبب ان عدد قليل من الناس علم بحدوثه ,لم تخبر لاين احد بما حدث فعلا ,حتى سيليا ,الا انها انهارت اخيرا امام تعاطف صديقتها المندهشة,فبكت بطريقة لا سيطرة لها عليها ,ودفنت راسها في حضن صديقتها حتى لم تبقى لديها دموع لكي تذرفها ,كما انها لم
- تخبر جيمي ايضا,اما هو فالقى كل اللوم عليها,قائلا لها انها لن تعلم متى ستصبح بخير من جديد.
- سألها:"ماذا حدث؟هل اكتشفت ان لديه عشيقة مخبأة في مكان ما؟".
- قالت:"لا".
- واضافت بالم من دون انتباه او حذر:"ألدية عشيقة".
- اجاب وه يرفع كتفيه:"لماذا انت مهتمة بشانه؟انيستي.".
- اجل .لماذا؟فكرت في ذالك لاين.واجفلت.
- بالطبع خرج دانيال الان .وليس هناك سبب حقيقي يدفعها لاختباء في غرفتها لفترة طويلة .اما الخيار البديل فهو ان نتناول العشاء الذي حضرته البارحة.وتشاهد التلفزيون.قالت لنفسها وهي تعبس .ان الخيار الثاني هو الافضل ,سواء قرر دانيال العودة باكرا,ام لم يقرر العودة مطلقا.
- اخيرا احضرت لاين القهوة ,وجلست متكورة على الاريكة تشربها,وهي تتنقل بين قنوات الافلام السينمائية حتى وجدت فلما هي عبارة عن قصة رمنية تحبها,لكن لاول مرة لم يستطع السحر والخيال الوصول اليها,فشعرت انها متعبة ,وان انتباهها مشتت بصورة دائمة قالت لنفسها بستياء:"ها انت تفعلين ذالك من جديد .تتسالين اين هو؟منتظرة ان يعود.عليك ان تتوقفي عن ذالك لانك ستضيعين وقتك,لم يكن يريدك في ذالك الوقت ,وهو لا يريدك الان ".
- اقفلت جهاز التلفاز.وغسلت كوبها,وتاكدت ان المطبخ في منتهى النظافة,ثم عادت الى غرفة الجلوس لتعيد ترتيب كل شيء .فكرت بحزن ها قد عدنا الى منطقة شهر العسل هنا,حيث ان دان يفعل كل ما هو يسعدة بينما احاول انا الا ازعجة والا يلاحظ احد وجودي.يا الهي! كما اننا نحتل غرفة مواجها لبعضها مرة ثانية,لكن المسافة الفعلية بيننا تصل حتى كوكب المشترى,ومن المستحيل اجتيازها,السؤال الذي لا استطيع تجنبه هو,لو انني استيطيع العودة الى ليلة زفافنا,هل كنت لااقوم بالامر بطريقة مختلفة ؟هل كنت لا امزق الرسالة وارضي بنصف رغيف في النهاية,لانني سافضل ان اكون بائسة بقربة,على ان اكون بدونه على الاطلاق,لو انني اصبحت فعلا زوجته .هل كنت لاتمكن من جعله يحبني,ويعاملني كامراءة مساوية له ,لا كشقيقة سيمون الصغرى.الشابة البائسة التي لا تستطيع ان تدبر شؤون حياتها,هل كان ليخبرني عن مشاكله او يطلب قربي لحاجة ملحة لدية ليشعر براحة والامان؟.
- فكرت وهي تتنهد بمرارة:شعرت برغبة كبيرة ان اذهب اليه وان اسأله السماح,شعرت برغبة قوية بقيام بذالك ,لدرجة بانها قطعت نصف المسافى في الممر ,لكنها لم تجرؤ على دق بابه,وعندما سمعت في اليوم التالي انه اقفله ,شعرت بالامتنان انها لم تخاطر وتفعل ذالك,لان بذالك ستتحمل من الاذلال اكثر بكثير مما تستطيع تحمله خلال اربع وعشرون ساعة.
- استدارت وسارت ببطء نحو غرفتها .لم تكن تشعر بتعب .لكن ما ان اصبحت في السرير حتى وجدت نفسها تغوص في نوم عميق على الفور.بعد فترة قصيرة حلمت انها عادت على السفينة وانها في غرفة خاصة هناك ,وكل شيء يتحرك ويندفع بقوة نحو الباب ,لان اندي في الخارج سبحث عنها وهو غاضب .
- لكن عندما فتح الباب ببطء على رغم من جهودها لصد,كان ديرك كليمنز من دخل اليها,رأته يبتسم وهو يمد يده السمينتين المغطاءة بشعر كثيف نحوها.ووجدت نفسها مجبره على ان تلمسه بدورها .واضعة يدها على صدره لتبعده عنها .لكنه بدا قويا جدا ومصمما جدا,فرمت لاين راسها الى الوراء وبدات بصراخ,...والصراخ..مع انها تعلم ان ما من احد يمكنه ان ياتي وينقضها.
راح دريك يطلب منها ان تهدأ ,ويقول ان عليها ان تستيقظ وتهدأ,لكنها استمرت في الصراخ,وهي تسبح بين طبقات من النوم العميق,اخيرا فتحت عينيها الزائقتين لتكتشف انها ليست في السفينة بل في غرفتها في الشقة,والمصباح بجانبها مضاء وان
- من يضمها اليه محاولا تهدئتها ليس دريك,كان دان راكعا على السرير بجانبها.
- قالت بخشونة وهي تبتعد:"انت؟ يا الهي ! ما الذي تفعله هنا ؟".
- احاول ان اوقفك عن الصراخ قبل ان ينهار المبنى.
- كان يضع رداءه الحريري الازق .وقد بدا شعره اشعث,وظهر عليه النعاس وسوء الطبع.,بنسب متساوية,تمتمت لاين وهي تبعد نظرها عنه:"انا اسفة...كنت اعاني من كابوس مزعج.".
- ابتعد عنها وسار ليجلس على حافة السرير وهو يشد حزام ردائة.فيما قال:"اتمنى الا يكون من النوع الذي تكرر دائما,والا على ان اشتري سدادة للاذن.".
- الامر ليس مضحكا.
- ارتجف صوتها وهي تتكلم ,وادركت وهي تشعر بصدمة انها على وشك البكاء,تابعت:"بدا الامر مرعبا,وشعرت بالخوف,اعتقدت انه ياتي باحثا عني ويجدني".
- سألها دان:"من هذا؟".
- ارتجفت بلا ارادة منها واجابت:"وغد حقير يدعى دريك ,كان في البداية مجرد زبون كريه لكن بعدئذ باعه اندي السفينة ,واصبحت انا بطريقة ما جزء من الاتفاق,وتركت بفعل متعمد من اجله لاستغلالي وكانني جزء من التجهيزات والمعدات".
- ابتلعت غصة بصعوبة وهي تتابع:"التوي كاحلي وانا احاول الهرب منه .اعتقد انني اشعر برعب منه في اللاوعي ,خشية ان يتمكن من اللحاق بي .ويجد طريقة ما ليجعلني افعل ما يريده ,".
- ضغط بقوة على شفتيه وهو يسألها:"لكن الا تملكين حصة في تلك السفينة؟كيف يمكن ان يبعها بدونك؟".
- هزت قائلة:"لا اعرف..كان على ان اتاكد من اسمي قد سجل بطريقة صحيحة على الاوراق القانونية .لكنني لم افعل لنني اردت مغادرت انجلترا على عجل.وهكذا تمكن اندي على الحصول على الكثير.".
- لمعت عينها فجأة بدموع وهي تتابع:"ربما كان سيمون محقا بشاني,ربما انا لست متأهلة لتحمل مسؤولية نفسي".
- توقفت عن الكلام وهي تشهق,ما ان ادركت ما قالته ,اعترفت عمليا بشان الاتفاق الذي اجبر عليه من قبل سيمون .الاتفاق الذي قاد الى زواجهما,والاهم من ذالك,ليس من الصعب عليه ان يكتشف بنفسه اسبابها المحزنة التي دفعتها لمغادرت البلاد بسرعة قصوى.مع ذالك,بدلا ان يجمع دان اثنين مع اثنين ليحصل على الجواب الصحيح.بدا وكان افكارة تحلق في مكان اخر كليا,قال ببطء:"لكن اندي ذالك كان حبيبك؟ اذا ما الذي حدث؟هل تشاجرتما؟".
- قالت لاين ذالك بشكل غامض ,ليفكر انها واندي متعلقان ببعضهما بكل طريقة ممكنها,فذالك اكثر امانا من معرفته بانه الرجل الوحيد,الذي فكرت به يوما او ارادته,وانه لم يكن هناك أي شخص اخر في حياتها سوءه.
- قالت ببطء وهي تستجمع قواها المشتته:"اعتقد انا وصلنا الى الانفصال بشكل ما,لكن لسوء حضي ,ادرك اندي ذالك قبلي,عدت الى السفينة في احدا الايام وكان قد رحل,تاركا ذالك الكريه دريك مكانه .منتظرا عودتي ومتسلحا بتوصية اندي شخصيا".
- حاولت ان تتحدث بثقة بنفس ,ولكن شعرت برعب من ان يسيطر عليها الكابوس من جديد..فشهقت وانفجرت بالبكاء,اطلق دانيال شتيمة,ثم تحرك بسرعة واستلقى بجانبها,اخذ جسمها المرتجف بين ذراعيه .خامدا تنهداتها ودموعها بكتفه,شعرت لاين بصوتها الدافئ يهدئها وبيده تلامس شعرها بنعومها وهو يقول:"لا بأس .كل شيء بخير.انه ليس هنا .ولن ياتي الى هنا مطلقا.ليس هناك ما تخافين منه.".
- اه.انها تبكي على ضياع حياتها كلها وعلى اللحظة التي حطمت فيها.كل احلام سعيده على ارض الواقعالقاسي.
- تعلقت به.وهي تضغط بوجهها الرطب المبلل على بشرته.وتستنشق في الوقت نفسه رائحة عطر بشرته الفريدة .
- ببطء ضئيل وتدريجيا .بدات تهدأ وخفت شدة ارتجافها,حتى تنهيدتها ,انحبست داخل صدرها .ادركت انها تمسك يده بيدها .وان اصابعهما متشابكة .رفعت لاين راسها,ونظرت اليه خلال رموشها الرطبة,تمتمت بصوت متقطع:"انا....انا اسفة".
- لا داعي لذالك.
- امسك دانيال عدد من المناديل الورقية من صدوق الطاولة الصغيرة قرب الصغير,وقدمها لها وهو يتابع:"يقولون ان البكاء علاج".
- ابتعد عنها قليلا ,ووضع راسها على الوسادة ثم اكمل يقول:"والان,حاولي ان تنامي قليلا".
- ظلت لاين تضغط بيدها على يده.همست ومازال فمها يرتجف:"لا اريد ان اغمض عيني ..ليس بعد..اعلم انني اتصرف كالاطفال ..لكنني خائفة من ان يكون هناك.منتظرا عودتي".
- هز راسه وهو يكمل:"هذا الامر لن يحدث مطلقا..انت بامان تام هنا".
- اذا اجعلني اشعر انني بامان.
- بدت الكلمات وكانها اتيها من اللامكان .مرتجفة.صارخة ومندفعة تابعت تقول:"ابق معي دان..لا تتركني..لا ترحل".
- ساد الصمت للحظة .ثم قال بصوت ملئ بالمرارة:"يا الهي يا لاين! الا تطلبين الكثير؟".
- استلقى فوق غطاء السرير,وضمها اليه,شدها الى صدره وجعلها تستلقي وكانها وسادة لراسها.
- تنهدت لاين وهي تشعر برضي .وما لبث ان استولى النعاس عليها ,واصبحت جفونها ثقيلة جدا لدرجة انها بالكاد باتت تستطيع ابقاءها مفتوحتان.ادركت انه مازال بعدا جدا ,هي تجاح ان يكون اكثر قربا,قالت بصوت ضعيف:"الا تريد انت...؟"
- اجاب بصوت اكثر لطفا:"اريدك ان تنامي .الا تحلمي بشيء ,والان اصمتي".
- تنهدت لاين,ثم ابتسمت وانزلقت في ظلام مريح,يهدهدها التناغم,الموزون لدقات قلبه تحت خدها.
- استيقظت لاين باكرا صباح اليوم التالي فتمددت بضعف,وهي تشعر براحة والامان لاول مرة منذ عودتها ,حسبت انفاسها ما ان تسارعت احداث ليلة البارحة في ذاكرتها,وراحت تهاجمها بقوة,جلست على الفور وقد تطاير النوم من عينيها,فكرت مرتعبة.لا!لا يمكن ان يحدث ذالك.لا اصدق انني بكيت بين ذراع دان.وتوسلت اليه ليبقى معي,لا يعقل انني قمت بعمل بمنتهى الغباء كهذا.
- تهاوت وهي تغطي وجهها المتحرق من الخجل المحترق من وجهها بيدها الاثنين.اه.يالي من حمقاء عديمة الذكاء,ما الذي ظننت انني افعله ..بحق السماء,ماذا اقول عندما اراءه ثانية ؟هل يمكنني قول الحقيقة؟اانول انني للحظة نسيت كل شيء ما عدا الحاجة لاكون بين ذراعية.؟.حاجة من الواضح جدا انه لا يشاركني الشعور بها.في هو لا يحتاج ابدا لتظاهر انه يجدني جذابة.ربما على ان اتعامل مع الموضوع ببساطة اعتذر له لاني ازعجت ليله بسبب انهياري العاطفي,واعده ان تعرضت لكابوس اخر ساضع راسي تحت الوسادة.
- القيام بمبادرة سلام اخرى قد تكون خطوة ناقصة ايضا,فكرت وهي تنهض من السرير,فكل خطوة من صديق ما تتطلب خطوة من الصديق الاخر.استحمت بسرعة وارتدت ملابسها ,ثم ذهبت الى غرفة الجلوس,توقفت فقط لتتمكن من سماع حركة دانيال في غرفته قبل ان تدخل الى المطبخ ,وفي الوقت الذي فتح بابه ,من الواضح انه تفأجا من وجودها في المطبخ في هذه الساعة المبكرة,استدارت له وهي تبتسم ابتسامة مشرقة وودودة.
- مرحبا ,اعددت لك الفطور, القهوة والتوست .
- لم يبادلها دانيال الابتسامة ,بل قال:"اعتقد اننا وضعنا قانون للعيش في هذا المكان".
- اجل ,بالطبع ولكن فكرتها طريقة لا اقول لك شكرا.
- لوى شفتيه بسخرية وتابع:"وانا الذي اعتقدت انني قديسا احمق".
- انا شديدة الامتنان لك.
- فهمت.والان من المفترض ان اربت على راسك واقول:"في أي وقت تشائين..ياحبيبتي".
- عضت على شفتيها وقالت:"انت لاستسهل الامر على لا اشكرك".
- قال بقتضاب:"لا اريد ان يكون ذالك سهلا عليك.افضل ان ننسى الموضوع من الاساس".
- حدقت به قائلة:"انا لا افهم".
- الا تفهمين؟ اذا سأشرح لك.لقد بالغت في الاعتماد على حظك ليلة امس ,عزيزتي الى اقصى الحدود.لكن حاولي القيام بحيلة كهذه من جديدة,ولن تتمكني من النجاة بسهولة"
- قالت بصوت منخفض:"لم تكن حيلة..صدقني لم تكن كذالك.".
- سألها بسخرية:"اتقصدين ان عادتك ان تدعي الرجل الاقرب اليك للنوم بجانبك لمواجهة الكوابيس من دون ان تقدمي له شيئا بمقابل".
- لم يحدث ذالك من قبل .
- اقترح عليك الا تدعية يحدث من جديد.
- سار نحوها ثم وضع يده تحت ذقنها ليجعلها تنظر مباشرة اليه ,وتابع:"انا لست شقيقك او حارسك الشخصي.ولست والدك او عمتك.عندما تطلب مني امراءة ان اشاركة السرير .اتوقع ان اقيم علاقة معها لا ان اعامل وكنني من كوكب اخر".
- بدا الجو بينهما مشحونا بقوة .وشعرت لاين بضغط اصابعه على ذقنها.
- ابعدت راسها على الفور .ثم اجبرت نفسها على التحديق به بقوة.قالت بصوت اجش:"اعتذر ان كنت اهنت رجولتك بطريقة ما لم يكن ذالك قصدي".
- توقفت عن الكلام.ثم اضافت بعد فترة :"لكنك قلت لي مرة انك ستشعر بسعادة ان ضممتني اليك.وانك لن تطلب أي شيء اخر".
- قال:"أتذكر ذالك جيدا,لكن تلك كانت ليلة زفافي,واعتقدت انني متزوج عروس بريئة جدا .لكن تلك الصفات لم تعد موجودة,هذا ان كانت موجودة.مهما يكن,في ذالك الوقت اعتقدت ان بعض الصبر سيجلب لي مكاناة خاصة .وانك قبل ان ينتهي شهر العسل ستصبحين زوجتي وتنتمين الى بفعل ".
- هذا ما كان سيحدث لو لم اقراء تلك الرسالة !تسألت متى يسحل النور في حياتها,وحاولن ان تقول بنبرة وقحة:"اه!عزيزي..كم يمكن للمرء ان يخطئ ".
- يمككني القول ان هامش الخطاء معك لاين يمد الى اللانهاية .نظرا الى نهجك الى الذهاب الى النوم باكرا,لابد ان صديقك شعر بالرضي لتقديمك الى ذالك الرجل كيلمنز.
- شحب وجهها وقالت بصوت مرتجف:"كيف تجرؤ على قول هذا الكلام؟ انت لاتعرف شيئا...حبا بالله!اراد ذالك الرجل الاعتداء علىّ."
- رفع كتفه سخرية,وعلق:"ولم لم تقولي له انك تفضلي الموت على ان يلمسك؟نجحت بقيام بذالك عندما واجهتي مشكلة مماثلة".
- صرخت لاين ورفعت يدها لتصفعه على وجه .لكن دان امسك برسغها.قبل ان تتمكن من لمسة ,وشد على يدها بقسوة.وقال لها بحزم:"لا,لن تفعلي ذالك,ليس الان ولا في أي وقت ابدا".
- توقف عن الكلام للحظة وقال بمضض:"لكن ما كان على ان اقول ما قلته,مهما كان الامر..انا اسف".
- ترك يدها ,فاتكات على طاولت المطبخ وهي تنظر الى رسغها ,والى اثار اصابعة الظاهرة ,اخيرا قالت:"دان بشان ليلة البارحة...ربما ليس هناك أي عذر لما فعلته,لكنك معتاد على ان تكون لطيفا معي,وشعرت فجأة انني بحاجة الى المعاملة بلطف".
- قال بهدوء:"ليس من الصعب ان يكون المرء لطيفا,مع طفلة وحيدة.لكنك لست طفلة لاين .اصبحت امراءة منذ زمن بعيد في ليلة عيد ميلادك السابع عشر ,في الواقع انا اعرف ذالك ,لانني كنت هناك".
- ثم استدار مغادرا بعيد عن المطبخ والشقة.تاركا ايها تحدق به.وقد فتحت فمها مستغربة..


عيناك عنواني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-04-10, 05:35 AM   #10

عيناك عنواني
alkap ~
 
الصورة الرمزية عيناك عنواني

? العضوٌ??? » 85085
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,066
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » عيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

9 - حسناء في الشقة


قد لا يكون هذا العمل هو ما ترغب فيه لاين ، لكنها شعرت بالامتنان لانها بدأت العمل في صباح يوم الاثنين .
امضت دنيز ، شريكتها بالعمل وهي أكبر منها سنا ، معظم الوقت في الحافلة التي أقلتها إلى المبنى الذي سيكون مركز عملهما وهي تشرح لها الكثير من الأمور التي تثير قلقها . بدت نشيطة جدا بالنسبة إلى إنسانة امضت حياتها وهي تعاني من خيبات الأمل ، كما فكرت لاين وهي تنظر إليها باهتمام وتهذيب .
علقت دنيز وهي تتجول معها في الجزء السفلي من المبنى حيث تحفظ مواد التنظيف والأدوات المستعملة في العمل : (( لا بد أنك تخرجين للتسلية في النوادي في عطلة نهاية الأسبوع ، كما يفعل الشبان في مثل عمرك ، لكن إن أردت نصيحتي عليك أن تبقي في المنزل والاستراحة مثلي ، لكي تتمكني من العمل بنشاط نهار الاثنين )).
فكرت لاين باستياء إنها بعيدة جدا عن الحياة الاجتماعية ، فقد أمضت عطلة الأسبوع بمفردها . ترك دانيال رسالة مقتضبة على المجيب الآلي في الهاتف تفيد بانه سيبقى غائبا حتى ساعة متأخرة من مساء يوم الأحد . وجدت نفسها تتساءل إن كان قد قرر الغياب قبل أن تجعل من نفسها حمقاء بشكل لا يصدق ، كما حصل في الليلة السابقة . رجحت أن يكون هذا بالتحديد ما دفعه إلى الابتعاد . إلا أن ما تعرفه بشكل مؤكد هو أن الشقة تبدو كالقبر بدونه ، وأنها تشعر بتعب مضن لدرجة تجعلها ترغب بالصراخ . الأمر الوحيد الذي قطع وحدتها هو اتصال جيمي يوم السبت ، لكنه أراد التحدث إلى دانيال ، والحديث الذي تبادلاه بدا روتينيا ولا جديد فيه . تعمدت ان تخلد غلى النوم قبل عودة دانيال مهما كلفها ذلك ، كما انها خرجت من الشقة قبل أن يستيقظ عند الصباح .
أكملت دينز حديثها : (( أيام الاثنين هي أكثر الأيام صعوبة عزيزتي ، لأن أصحاب الشقق يمكثون في بيوتهم ليوميين كاملين ، فيتركون خلفهم الكثير من الفوضى والأوساخ .))
بدا للاين أن معظم أصحاب الشقق يعيشون حياة منظمة . وفكرت أن على دينز أن تنظف منزل أمها ، أو ما يخلفه بعض زبائن السفينة لتعرف الفرق . كما أن الشقق بحد ذاتها لم تكن تحتاج إلى الكثير من التنظيف ، فقد تم تجديدها مؤخرا ، كما تم تزويدها بمستوى عال جدا من التجهيزات .
علقت دينز وهما تتناولان السندويشات في منتصف النهار : (( اعتقدت في البداية أنك متعجرفة جدا لتقومي في هذه الأعمال ، لكنك عاملة ماهرة حقا .
هذا ما سأقوله عنك ، فأنت جيدة ومتمكنة من عملك . أين تعلمت القيام بكل هذه الأشياء ؟))
قالت لاين وهي ترسل قبلة من أعماقها للسيدة إيفرشوت : (( تلقيت دروسا مكثفة ، كما أن الشقق سهلة التنظيف )).
أخذت دينيز نفسا عميقا وقالت : (( أفضل أن أعيش برفاهية انا أيضا ، فأحصل على سجادة جميلة ، وستائر أنيقة بدلا من تلك الستائر الباهتة )).
في آخر النهار اصبحت متعبة حتى عظامها ، لكنها على الأقل أصبحت تعلم الآن ماذا ينتظرها ، وهي على ثقة أنها تستطيع الاستمرار في عملها . كانت قد أعدت لنفسها قطعة من اللحم مع الخضار في الليلة السابقة ، فتناولت ما تبقى منها باردا مع بعض السلطة للعشاء .
مضى المساء ولم يكن هناك أثر لدان . إن كان هذا ما ستكون عليه أيامها فلا خيار لديها إلا القبول بذلك . ففي النهاية ، فكرت وهي تسير بتعب نحو غرفتها ، لا يمكنها أن تلوم إلا نفسها . مع ذلك لم تستطع أن تزيح كلماته التي قالها وهو يغادر بعيدا عن ذهنها .
فكرت إلى أي حد قامت بإظهار عواطفها في تلك اللحظات القليلة المليئة بالانفعال عندما كانت في السابعة عشرة من عمرها ؟ ربما بما يكفي ليظن أنها ستكون له إن أرادها . على الرغم من ذلك ، لم يبذل أي جهد في المحاولة ، ما جعل رفضها التام له صدمة مزدوجة .
وجدت نفسها تتساءل فجأة : لماذا تأخرت كانديدا طوال تلك الفترة لتعرض عليها الرسالة ؟ لماذا لم تخبرها بشأنها ما غن تقدم دانيال طالبا يدها ، أو على الأقل أثناء التحضير للزفاف ؟ لو أنها فعلت لوفرت عليهما الكثير من الأذى والألم .
لو أن ذلك حصل لتراجعت عن الزواج قبل إجراء المراسم ، ولتمكن دانيال من الاستمرار من دون أن تهتز كبريائه ، وهذا افضل بكثير . لوجد كلاهما أصدقاء حوله يقولون له (من الأفضل أن يحصل ذلك قبل فوات الأوان ) ، ( وأن هذا هو سبب وجود الخطوبة ) . أما الأمر الذي يتثير استغرابها فهو أن غضبه ومرارته لم يختفيا حتى الآن.
فكرت : اعتقد أن لدي أسبابي لأشعر بالمرارة انا أيضا ، فلماذا لا أشعر إلا بالندم الذي لا يمكن التعبير عنه حتى بالدموع ؟
مرت الأيام ، ولم يعد العمل فترة تجربة . أما الحياة في المنزل ، فهي مسألة مختلفة تماما ، حيث تعمد دانيال تمضية أقل وقت ممكن الشقة .
فكرت لاين : ما إن أدخل حتى يخرج ، والعكس صحيح . أما عندما يتواجدان معا في وقت ما ، فكان دانيال يتصرف بهدوء وتحضر ، ولم يكن هناك أي أثر على أنه عانى من أية عواطف قوية نحوها .
فكرت وهي تشعر بألم شديد ، أفضل ان يكون غاضبا . حينها أشعرعلى الأقل أنه يراني . اعتقدت لاين أن منزله سيصبح جاهزا في وقت قريب ، ولن يلبث أن ينتقل إليه ، وأنها لن تراه من جديد . وربما في وقت ما ، ستتوقف عن التفكير به والتوق إليه . لكن ، بالنظر إلى الناحية المشرقة من الامر ، لاين ليست مضطرة للعمل في المنزل عندما تعود في المساء ، إذ حرص دانيال على تغير نظام عمل السيدة آرشار بحيث تقوم بتنظيف الشقة بشكل يومي . عندما بدات المرأة بنظام عملها الجديد ، قالت للاين : (( إنه سيد صعب الإرضاء . يريد أغطية ومناشف نظيفو كل يوم ، كما أن قمصانه يجب أن تكوى بعناية . والأمر المضحك أنه صديق السيد جيمس )).
أضافت بسرعة : (( بالطبع ، آنسة . أنا لا أقصد التلميح ........))
لكن لاين ضحكت وقالت : (( لا باس ، سيدة آرشر . لا داعي لأن تراعي شعوري . أعلم أن أخي يحول المنزل إلى فوضى كاملة .))
مهما يكن فقد تحدت دانيال عند عودته في تلك الليلة الفائتة قائلة : (( كان عليك استشارتي بشأن السيدة آرشار . من المفترض اننا نتشارك في دفع نفقات الشقة ، وأنا لا أستطيع دفع أي مبلغ إضافي لقاء خدماتها )) .
- لا داعي لأن تفعلي ذلك . إنها هنا لتلبية طلباتي لا من أجلك .
- هذا ما فهمته .
استدارت مبتعدة وهي تتابع : (( لتأمين عدد لا يحصى من الأغطية النظيفة ،و القمصان المكوية كالحرير . كم أنت متعلق بمباهج الحياة !)).
رفع كتفيه وقال : (( هذا أحد مظاهر الحياة الفاخرة ، فلماذا لا أدلل نفسي ؟))
- ما من سبب يمنع ذلك ، فأنت محظوظ جدا ولطالما كنت قادرا على شراء أي شيء تريده .
- - لا ! ليس كل شيء عزيزتي ، إن كنت تتذكرين .
توقف عن الكلام لفترة ، قبل أن يضيف باستياء : (( ربما لست الوحيدة التي قامت بعمل خاطىء منذ سنتين ، لاين . ربما فعلت ذلك أنا أيضا . ؟ أهذا صحيح ؟ هل فشلت في تقديم السعر الكافي لما تطمحين إليه ؟ كان عليك قول ذلك في ذلك الوقت ، وكان بإمكاننا ان نفتح باب التفاوض )).
ابتلعت لاين صرخة من الالم القوي . رفعت ذقنها والتقت عيناها بعينه من دون أن تتضطرب ظاهريا . قالت وقد أبقت صوتها هادئا : (( يبدو انك نسيت انني رفضت أي عرض منك للتسوية ، للذلك لم يكن الأمر مطلقا متعلقا بالمال )).
- ماذا إذا ؟ ما الذي دفعك للتغيير ؟ لا بد من وجود سبب ما .
تكلم دانيال بسرعة وقسوة ، ولم تبتعد عيناه عن عيناها وهو يتابع : (( ....... أم أنك تعتقدين أنني نسيت أيضا كيف اندفعت إلى ذراعي ذات مرة ، وكيف ارتجف جسمك وأنا اعانقك ؟ توقك إلي بدا واضحا . تبا لك !))
راحت ترتجف من جديد ، وهي تصرخ في أعماقها ، لأنها أدركت انها محقة في ظنونها بشأن تلك اللحظة الخائنة ، قالت بنبرة دفاعية : (( أجل ، اعترف بذلك . شعرت بالشوق إليك ذات مرة . وكيف يمكن لي ألا أشعر كذلك ؟ فقد كنت أكثر الشبان وسامة وجاذبية بين من رأيتهم في حياتي . كنت حلم كل فتاة شابة ، لكن الأحلام لا تدوم ، ولحسن الحظ أنني استيقظت في الوقت المناسب ، دون أن يصاب اي منا بأذى )).
قال ببرودة : (( كم من المثير أن تفكري على هذا النحو )).
سار مبتعدا نحو غرفته وصفق الباب بقوة وراءه .
فكرت لاين ، حسنا ! على الأقل هذا النقاش لن تحتاج للغوص فيه ثانية . عضت بأسنانها على شفتها السفلى . وتمنت بهدوء وبقوة يائسة لو انها تستطيع أن تجد بعض العزاء والسلوان من جراء ذلك .
سألت لاين : (( ما الذي يجري ؟ لم لا نستطيع المرور ؟))
حدث ذلك في منتصف الأسبوع الثالث من عملها في شركة سيتي كلين . وصلت إلى العمل مع دينز لتجد أن الشارع كله محاط بشريط كبير ، والمكان يغص بسيارات الشرطة وشاحنات فرق الطوارئ .
ذهبت دينز لتتحرى عن الأمر ، وعادت تزفر بحماس كبير . قالت : (( لن يقولوا شيئا ، هناك حادث ما ، ولا يسمح لأحد بالدخول أو الخروج . لكنهم يقولون إن الشارع لن يفت قبل فترة الظهر ، لذلك لا جدوى من بقائنا هنا )).
لا بأس بالقليل من الراحة ، لكنني لا أريد الكثير منها . هذا ما فكرت به
لاين وهي تتجه لمنزلها . أفضل أن أعمل طوال النهار ، وأن أعود إلى المنزل وانا ألهث من التعب ، كي أقع على السرير طلبا للنوم من دون تفكير . فكرت بذلك آملة أن يختفي هذا الألم الدائم الخفيف الذي تشعر به في داخلها ، علها تحظى ببعض ساعات من السلام .
لم تنم جيدا في الليلة السابقة . سمعت أصوات من مكان ما أقلقها ....... ربما في الشارع تحت شقتها . بعدئذ ، لم تعد تشعر بالارتياح ، وهذا هو سبب عدم استجابتها على الفور لجرس المنبه كي تنهض . لذلك أجبرت نفسها على العمل بسرعة لتستعد للخروج . كالعادة ، وجدت أن دان قد غادر ، إلا أنه على غير العادة ، ترك غرفة الجلوس غير مرتبة ، فهناك كوب من الزجاج على الطاولة ، كما أن الوسائد الأريكة مرمية على الأرض . حسنا ! تستطيع السيدة آرشار التعامل مع الفوضى ، هذا ما فكرت به وهي تغادر ، فلا وقت لديها للترتيب .
ما إن فتحت الباب الأمامي ودخلت الشقة حتى أدركت على الفور أن هناك أصواتا بالمطبخ . إنها أصوات الأدوات وفتح وإغلاق الخزائن بالمطبخ .
أجفلت لاين وقد اعترتها مشاعر الخوف ، لأن الوقت مبكر جدا لقوم السيدة آرشار التي تصل عادة عند منتصف النهار ، إلا إذا كان دان قد عمل على تغير نظام عملها من جديد . لكن لم تخرج من المطبخ امراة في منتصف العمر ، بل امرأة لم ترها من قبل . فتاة ذات شعر فضي متدل على كتفيها . وترتدي قميصا من قمصان دان ، أظهرت طول ساقيها السمراوين بلون الذهب . فتاة ذات عينيين زرقاوين كبيرتين ، شفتين مكتنزتين ، ووجه فاتن الجمال .
وقفت الفتاة مندهشة أيضا عندما رات لاين . اتسعت عيناها الزرقاوان وهي تنظر باهتمام إلى ثوب عملها الأزرق ، مع الإشارة الواضحة لسيتي كلين على الجهة اليمنى من صدرها . قالت : (( آه ! أأنت الخادمة ؟ لم يذكر دان أنك ستأتين )).
وهو لم يذكر وجودك أيضا ! فكرت لاين ، وهي تشعر بالغثيان من جراء
الصدمة . تحركت عيناها بدون إرادة منها نحو وسائد الأريكة المنتشرة على الأرض ، وأدركت ان الأصوات التي سمعتها البارحة لم تكن في الشارع بل هنا تماما .
أخيرا وجدت لاين صوتها بطريقة ما . لم يكن هو الصوت الذي تعرفه ، لكنها تمكنت من القول : (( في الواقع ، أنا أعيش هنا . لكنني أعمل في شركة لتنظيف المنازل في مكان آخر )).
- فهمت .
قالت الفتاة ذلك بحيرة ، ثم ابتسمت وأشرق وجهها بجاذبية وسحر واضحين ، ثم تابعت : (( لا ........ بصراحة ، لا أفهم . لا أستطيع استيعاب أي شيء من ذلك . دانيال فلاين يتشارك مع أحدهم بشقة ، ؟ هذا أمر لا يصدق .... وفي مكان كهذا ؟)).
توقفت عن الكلام وقد توهج وجهها من الإحراج فأسرعت تقول : (( إنني آسفة ..... كلامي يبدو فظا ..... أنا متأكدة من أن هذه الشقة جميلو بما هي عليه ، لكنها ببساطة ليست من الأماكن التي يعيش فيها دان )).
قالت لاين بهدوء : (( أوافقك الرأي ، يبدو كأنه يزور حي الفقراء هنا ، لكنني لم أكن في البلاد عندما عقد هذا الاتفاق مع أخي . ربما لم يشرح لك أنه كان صديقا قديما للعائلة ، وأن هذا النظام مؤقت حتى ينتهي من ترميم منزله وتجديده . بالطبع أنت تعلمين أنه اشترى منزلا ؟)).
تأوهت الفتاة بنبرة ساخرة ، وقالت : (( آه ! من فضلك . لا تتحدثي عن ذلك المنزل ، إنه مجرد شكاوى دائمة . ظهرا ومساءً لا اسمع غير التذمر بشأن البنائين والتأخير في العمل والمؤن والبنود الجزائية ....... وكل ما يتعلق بذلك المنزل . لا بد أنك تشعرين بالسأم من جراء ذلك أيضا )).
قالت بهدوء : (( أنا ودانيال نتشارك فقط بالشقة ، ولست موضع ثقة لديه )).
قالت الفتاة ببطء : (( آه ... حسنا ! أنا بليندا . وأنا حقا في مشكلة حقيقية . لأن دان جعلني أقسم إنني سأكون بعيدة عن هذا المكان في هذا الوقت . غير أنني تصرفت كالحمقاء وعدت إلى النوم )).
رفعت كتفيها ، وبدا التظاهر بالحزن على ملامحها وهي تتابع : (( أنت تعرفين كيف تجري الأمور )).
لا ! أجابت لاين بصمت ، وقد تحول الحزن في داخلها إلى ألم حقيقي . أنا لا أعرف ولن أعرف مطلقا .
تابعت بليندا : (( أردت أن أعد لنفسي شرابا ما قبل أن استحم ، أملت ان أجد بعض الأعشاب كالشاي ، لكنني لم أستطع إيجاد أي شيء )).
قالت لاين بحزم : (( لا بد من وجود بعض البابونج في الخزانة الأخيرة ، اليمين من الفرن )).
- رائع !
سارت بليندا على مهل ، قبل أن تنظر إليها متساءلة : (( هل تريدين فنجانا منه أيضا ؟)).
أجبرت لاين نفسها على الابتسام ولو باقتضاب ، وقالت : (( اسمي لاين ......... لاين سنيكلر ، كما أنني لا أريد الشاي .شكرا )).
رفعت بليندا كتفيها وقالت : (( حسنا ! إذا ، سأراك لاحقا )).
واختفت في المطبخ ، وهكذا تمكنت لاين من الهرب إلى غرفة نومها . نزعت زي العمل ووضعته على المشجب ، ثم التفت بردائها القديم واستلقت على السرير وهي تعلم أنها ترتجف بقوة . فكرت ، لا استطيع الاستمرار على هذه الحال . لا أستطيع تحمل كل ذلك ، معرفة ان الأمور تجري على هذا النحو امر ، ومواجهة الدليل مباشرة أمر آخر . بليندا هذه تبدو لطيفة حقا ، وفي ظروف مختلفة لابد وانني كنت لأعجب بها . استدارت ، ودفنت وجهها بالوسادة .

بعد وقت قصير ، سمعت طرقة خفيفة على الباب ، وسمعت بليندا تقول : (( لاين ، أريد فقط ان أعلمك انني سأغادر الآن )).
إلا ان لاين لم تتكمن من الإجابة .
*******
تبين لها أن دينز محقة في توقعاتها . ففي منتصف بعد الظهر كانتا معا مرتديتين زي العمل وتعملان في الشقق ، للتعويض عن تلك الساعات الضائعة . قالت دينز : (( هذا يعني أننا نعمل ساعات إضافية ، لكن هذا لن يمنع زوجي من التذمر والشجار . فهو يتوقع أن أكون في المنزل عند عودته )).
ثم نظرت إليها متسائلة ، وتابعت : (( هل هناك من ينتظر عودتك ، صديقتي ؟)).
قالت لاين : (( لا ! لا أحد على الإطلاق )).
إلا أنها هذه المرة كانت مخطئة ، لأنها عندما عادت إلى الشقة بعد الساعة التاسعة والنصف ليلا ، وجدت دانيال يذرع الغرفة ذهابا وإيابا ، ووجهه مكفهر كالعاصفة . سألها ما إن دخلت : (( أين كنت بحق الجحيم ؟))
كان حافي القدمين ، وقميصه السوداء مفتوحة الأزرار فوق بنطلون جينز ضيق . بدا سيء الطبع لكن شديد الوسامة . فكرت لاين ، هل أمضى الأمسية بمفرده ، أم أن بليندا عادت . إن كان ذلك صحيحا ، فهي ليست هنا الآن . شعرت لاين بالانزعاج من نفسها بسبب الشعور بالارتياح الذي اجتاحها من جراء ذلك .
دفع دانيال بجريدة المساء نحوها: (( هل رأيت هذه ؟))
وقرأ العنوان بصوت عال : (( أصيب تاجر مخدرات بطلق ناري ، وقتل في كنزنغتون وهو المكان الذي تعملين فيه لاين ، خشيت أن تكوني في وسط الحادثة ، أصابني القلق حتى الجنون )).
حدقت إليه بغضب : (( إذا لا تقلق ، انتهى كل شيء قبل وصولي إلى هناك ، ما جعلنا نبدأ العمل في ساعة متأخرة وننتهي في ساعة متاخرة أكثر . في مطلق الأحوال ، لا علاقة لك بالأمر مطلقا )).
قال بخشونة : (( لا تكوني حمقاء وسخيفة ، أنا ملتزم بالاهتمام بك )).

أجابت بخشونة وغضب مماثلين : (( لا ! أنت لست كذلك ، فليس هناك ما يجبرك على الاهتمام بي بأية وسيلة كانت ، وهذا ما قررته منذ زمن طويل جدا .))
- ما الذي تتحدثين عنه ؟
- لا شيء .
لعنت نفسها في سرها لأن لسانها زلق . تابعت بتعمد : (( أنت قلت ذلك بنفسك . أنت لست أخي أو أحد اقاربي . من فضلك تذكر ذلك ، وابتعد عن كل ما يتعلق بي )).
عضت على شفتيها وأضافت بصوت مخنوق : (( أمضيت نهارا شاقا جدا ، لذلك لست بحاجة لمن يصرخ علي ، لا سيما أنت ، كل ما أريده هو أن أستحم وأنام . إن كان هذا يناسبك ؟)).
ساد صمت مليء بالتوتر ، بعدئذ سألها دانيال : (( هل تناولت العشاء ؟))
بدا من الصعب عليها ان تتذكر ، فاعترفت على مضض : (( لا ..... ليس منذ وقت محدد )).
- إذا اذهبي واستحمي ، وساعد لك العشاء .
أخفضت بصرها ونظرت إلى السجادة ، ثم قالت بصوت منخفض : (( كن حذرا ،فها أنت تعاملني بلطف مرة ثانية )).
لوى دانيال شفتيه ، وقال : (( سأخاطر بالأمر إن فعلت ، والآن ، اذهبي قبل ان أبدأ بالصراخ من جديد )).
سارت نحو غرفتها ، ثم توقفت عند الباب ما إن لمعت فكرة برأسها ، فاستدارت وسألته : (( كيف عرفت اسم المنطقة التي أعمل فيها ؟)).
رفع كتفيه وقال : (( كتبت لك توصية ، وهذا سمح لي بأن أعرف أي نوع من الأعمال تمتهنين وأين تعملين )).
حدقت إليه قائلة : (( هل كتبت التوصية بنفسك ؟)).
- أليس هذا ما طلبت مني أن أفعله ؟
- ماذا ؟ أجل .
لكنها افترضت أنه سيوكل هذه المهمة إلى سكرتيرته كما قال لها .
قال بصوت منخفض كأنه يسامرها : (( حسنا ! اقترحت عليك الذهاب ، إلا إذا أردت أن أحضر لك الحمام بنفسي ، وأضعك بالمغطس )).
حبست أنفاسها قبل أن تشهق متفاجئة ، ثم أسرعت بالدخول إلى غرفتها ،
وأغلقت الباب ورائها بقوة ، من الغضب إلى الممازحة ؟! فكرت باستغراب ، في أي مزاج سيكون بعد قليل ؟ وكم ستحظى بالأمان لتكتشف ذلك ؟

وقفت للحظة تحدق في الفراغ ، ثم هزت رأسها قائلة لنفسها إنها تبالغ في ردة فعلها ، وما لبثت أن دخلت غرفة الحمام . ملأت المغطس حتى نصفه ، وغطست في المياه وهي تتنهد بسعادة . لكنها علمت في الوقت نفسه أن الراحة الكاملة أمر لن تتمكن من الحصول عليه .
ظل دانيال ملازما لأفكارها طوال النهار . التنظيف المضني وتلميع البلاط والأواني بدت كلها مختلطة مع صور له مع بليندا ، وهما متعانقان ومتحابان ، ما جعلها تعاني من الخجل والبؤس معا .
غاصت أكثر داخل المياه وهي تفكر بالغم عنها ببليندا ، الفتاة الجميلة ذات الشرة الذهبية وصاحبة القامة الفارعة الطول والمتناسقة الجمال . هذا ما رأته من خلال تلك القميص الواسعة ، وعندها نظرت إلى نفسها .....
إنها ليست فقط نحيلة ، بل تستطيع أيضا عد ضلوعها . كما أن صدرها صغير ووركيها بارزان .
لا عجب أن دانيال يراها طفلة ، ويعاملها بلطف وصبر . لكن ذلك ليس كافيا لها . لم يكن كافيا في الماضي ، وهو ليس كذلك الآن . يا لقدرها القاسي ! تعيش بقربه وليس معه ، تحبه وتجبر على إخفاء شعورها نحوه . تتقبل الوحدة والعزلة وشوقها الذي يعذبها ..... والأن تتآكلها الغيرة ! .
منذ ليلة زفافهما وهي تسير على حبل مشدود بين اليأس من جهة والكبرياء من جهة اخرى . والآن تكاد تفقد توازنها ،و هي لا تعرف حتى متى ستتمكن من السيطرة على عواطفها او على الشوق الذي حاولت تجاهله من أجل البقاء والاستمرار .
لكي تبدأ في حل هذه المشكلة عليها العودة إلى غرفة الجلوس ، لتجلس معه ، وتأكل ما اعده ، وتظهر امتنانها ، لكن ليس بشكل ساحق ، في حين أنها طوال الوقت .....
جففت جسمها ببطء وارتدت واحدة من المجموعة الرائعة من القمصان ذات اللون الأبيض مع تنورة خضراء اللون طويلة حتى الكاحل ، كانت قد اشترتها من أجل شهر العسل ولم تلبسها إلا نادرا . من المؤكد أن دان لم يرها ، كما أنه لم يرى أي قطعة من جهاز عرسها ، ما عدا الفستان الأصفر.
وبالطبع قميص نومها ....... لكنها تشك أنه لاحظها ، لأنه في تلك الفترة راح ينظر فقط إلى وجهها ، باحثا في عينيها ، ومركزا على حركة شفتيها وهي تتلفظ بكلمات تبعده عنها إلى الأبد ....... كلمات لا زالت تعتمل في صدره ....... كلمات لن ينساها مطلقا .
لكن ربما يمكنها أن تلطف الأجواء بينهما الليلة . أتراها ستبدو سخيفة إذا ما عضت على كبريائها التي ربحتها بصعوبة ؟ لليلة واحدة فقط من حياته وحياتها .......؟ فكرت بشوق مفاجئ ، أهذا كثير عليها ؟
تركت ما لديها من ادوات قليلة للزينة في حقيبتها ، كي لا تبدو وكأنها تبذل أي مجهود خاص ، ثم مشطت شعرها ببساطة لينسدل فوق كتفيها قبل أن تخرج لتنضم إليه .
رأت دانيال ممدا على الأريكة يراقب برنامجا جديدا على التلفزيون وهو يحتسي شرابا . شعرت بعينيه تجولان عليها بسرعة في استحسان قبل أن ينهض ليقدم لها شرابا سكبه لها بنفسه .
قال بحركة مسرحية : (( العشاء على الطريق )).
واختفى في المطبخ .
جلست على الأريكة المقابلة ، وجمعت أصابع قدميها على السجادة وهي تشرب العصير . لاحظت أن طاولة الطعام الصغيرة قد أعدت لشخص واحد .
سألته عندما عاد بعد دقائق قليلة ، وهو يحمل طبقا في يده : (( ألن تأكل ؟))
قال : (( تناولت عشاء عمل في وقت سابق . تعالي وتناولي هذا وهو لايزال حارا )).
- ما هذا ؟
اكتشفت أن هذا الطعام هو خليط من البيض المخفوق مع قطع صغيرة من سمك السلمون المدخن المغطى بأصابع التوست الأشقر .
قالت بعد ان تذوقته : (( إنه رائع ! لم تكن لدي فكرة انك تستطيع الطهو )).
أحضر كوبه وجلس إلى الطاولة أمامها ، ثم قال بصوت حزين : (( اعتقد أن الأشياء التي لا نعرفها عن بعضنا البعض يمكنها أن تملأ كتابا من الحجم المتوسط )).
عندما أنهت لاين طعامها ، تنهدت برضى وهي تتراجع إلى الوراء ، قالت : (( لو سألتني لقلت لك أنني كنت متعبة جدا حتى لكي آكل )).
قال : (( وماذا عن التحدث ؟ هل أنت متعبة جدا على ذلك أيضا ؟ )).
أجابت : (( هذا يعتمد على ما سنتحدث عنه )).
أعلن دانيال بمنتهى الوضوح : (( ليس بالموضوع السهل ، على ما أخشى . أريد أن أعلم ما هو المبلغ الذي أخذه منك صديقك في فلوريدا .يعتقد جيمس أنه لم يترك لك أي مبلغ من ميراث والدك )).
توهج وجهها من الإحراج ، وقالت : (( ما كان على جيمس أن يتحدث عن هذا الموضوع ، كما أن لا حق لديك كي تسأله )).
أجاب بهدوء : (( أنا كنت هنا عندما استيقظت وأنت تصرخين ، لذلك لا داعي للتحدث عن الحقوق )).
- لكنني لم أكن أصرخ بسبب السوء الذي لحق بحسابي في المصرف
احتست القليل من الشراب قبل أن تتابع : (( ربما ....... لأنني كنت حمقاء ، لكن كل ذلك مضى وانتهى . وعلي أن أنساه وأتابع قدما )).
- غير انك كما يبدو تسيرين إلى الوراء .
أمسك بيدها لينظر إلى راحة يدها الصغيرة وإلى أصابعها الرقيقة وأظافرها الخالية من أي طلاء ، ومرر إبهامه فوق خشونة يدها .
تذكرت لاين تعليقه الساخر بانه يريد يديها ناعمتين في شهر عسلهما ، فأبعدت يدها وقد ازداد وجهها توهجا .
تابع وهو ينظر إليها بسخرية مبطنة : (( لا تقولي لي إنك اخترت الذهاب إلى اسبانيا في النهاية ، فقد علمت أن المشروع في منتجع الغولف لم ينجح ، وأن أمك الآن في البرتغال )).
- السيد تانفيلد هو الذي لم ينجح ، اما أمي فلا تقع إلا وهي واقفة ، يبدو انها وجدت أرملا ثريا متيما بها حتى الجنون .
- ليس هناك اتصال بينكما .
هزت رأسها قائلة : (( يعتقد جيمي انها اختصرت عدة سنوات من عمرها ، ووجود أبناء لها في مثل عمرها وعمر جيمي لا يناسب القصة التي ترويها)).
رفع دانيال حاجبيه وعلق باستياء : (( إنها مليئة بالعاطفة والحنان )).
أردف بعد قليل : (( إذا ، ما هي خططك للمدى البعيد لاين ؟))
أجابت : (( يا للغرابة ! كنت سأسألك السؤال نفسه . لا بد أن منزلك أصبح جاهزا الآن ؟ ))
- تقريبا .
ابتسم بقسوة ، وتابع : (( أنت حقا لا تستطيعين الانتظار حتى تتخلصي من رؤيتي .أليس كذلك عزيزتي ؟)).
- لطالما فكرت أنك أنت من يرغب في الرحيل ، لتحظى بمكان أوسع . ولتستعيد خصوصيتك .
نظرت إلى الطاولة قبل أن تتابع : (( كن صادقا ، دان . ما كنت لترضى بالبقاء في هذه الشقة لو اعتقدت للحظة واحدة أنني قد اعود فجأة إلى هنا )).
وافقها بلا اهتمام : (( لا ! على الأرجح .))
قالت : (( إذا هل حددت يوما للرحيل ؟ ))
- لا شيء نهائي .في الواقع ، لم أعد متأكدا أنني سأعيش في ذلك المنزل حتى بعد أن انتهي أخيرا . ربما ....... ببساطة قد ابيعه .
تذكرت كلمات بليندا وتذمرها ، وتسائلت إن كانت هي السبب في تبديل رأيه . قال بثبات : (( البناؤون ، والتأخيرات المتعمدة . والمؤن ، كذلك القوانين الجزائية ......... اعتقد ان كل هذه الأمور سوف تتبدل في ظروف محددة )).
- لا تقلقي ، مهما حدث فأنا قررت عدم البقاء هنا لوقت اطول . وما إن أجد مكان آخر سارحل .
سأرحل ! كلمة صغيرة ، مقتضبة وحادة ، كأنها طلقت رصاصة في الرأس ، بل كأنها النهاية .
سمعت نفسها تقول وهي ترفع طبقها وتسير نحو المطبخ : (( حسنا !))
لم تتوقع منه أن يتبعها ، أو أن يتكئ على إطار الباب وهي تغسل الصحون والمقلاة . علق : (( وأنا الذي اعتقدت بانك ستقفزين من الفرح ؟))
توقف عن الكلام للحظة قبل أن يتابع : (( ...... كما أنك لم تسالي لماذا انا راحل )).
لأنني أعرف السبب ، فقد رأيتها وتحدثت معها ،و أفهم لماذا تريد مكانا جديدا ومثاليا لتتشارك به معها !
ساد الصمت بينهما لفترة ، ثم قال دان بهدوء : (( هل الأمر سيء إلا هذه الدرجة ؟ ))
بل أسوأ مما تستطيع ان تتخيل ! صرخت من اعماق قلبها . والأسوأ من كل ذلك مراقبتك ترحل وانا اعرف أن هذه المرة ستكون إلى ألأبد ،وأنك تضمني إليك مرة ثانية ، حتى لو من قبيل المبادرة اللطيفة .
قالت : (( لا ! حقا ....... أنت أفضل من يراعي مشاعر الآخرين )).
أجاب ببرودة : (( يبدو انني صاحب الاختصاص بذلك )).
واستدار عائدا إلى غرفة الجلوس .
ماذا سأفعل سألت لاين نفسها عندما أصبحت بمفردها . كيف لي أن أختار في حياتي كلها بين نوعين من الندم ؟ كل ما أعرفه هو أنني أحبه أكثر من الحياة ذاتها ، ولن أسامح نفسي إن لم أستغل الفرصة الأخيرة كي أحاول ولو لمرة واحدة أن أعبر عن عواطفي نحوه ........ مع أنني لا أعرف كيف ومن أين أبدأ ، لكن الأمر يستحق التجربة مهما كان الثمن .


عيناك عنواني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:44 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.