آخر 10 مشاركات
100- الإرث الأسر - آن ميثر - ع.ق - مكتبة زهران ( تصوير جديد ) (الكاتـب : Dalyia - )           »          ضلع قاصر *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : أنشودة الندى - )           »          وأغلقت قلبي..!! (78) للكاتبة: جاكلين بيرد .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          نوفيــ صغار أسياد الغرام ـلا -قلوب زائرة- للكاتبة الآخاذة: عبير محمد قائد *كاملة* (الكاتـب : Just Faith - )           »          18 - بين السكون والعاصفة - كاى ثورب - ع.ق ( نسخة اصلية ) (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          1027 - القدر المشؤوم - سالي وينتوورث - د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          مـــا أصعب الإبتعاد عنها *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : عيون الرشا - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          همس المشاعر بين ضفاف صورة .. وحروف ماثورة... (الكاتـب : المســــافررر - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > قسم ارشيف الروايات المنقولة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-09-18, 12:49 PM   #1

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25 الجموح يليق بكِ / للكاتبة lasavra





بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نقدم لكم رواية
الجموح يليق بكِ
للكاتبة lasavra





قراءة ممتعة للجمبع....







التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 02-10-18 الساعة 06:03 PM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-09-18, 01:00 PM   #2

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


نقدم لكم رواية
الجموح يليق بكِ
للكاتبة lasavra




ستنبض تلك الحياه من جديد ستلد وتراقص اللهب تارةً وتضوي العتمه وتنير القنديل تارةً عصفت الرياح بكل قوةً فتراقصت الأُوراق وتطايرت الحروف واستاكنت بها الفواصل فَبقت شامخه هذه الحكايه اللتي ستسرد هُنا تحمل من عبق الماضي الكثير والحاضر أكثر ، هذه الحكايه بها تماطرت الأمطار فأنبتت بذور الامل في حين وغرست ذاك الرمح فزاد الوجع في حيناً هذه الحكايه هي فقط البدايه هي فقط العنوان..



التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 02-10-18 الساعة 06:04 PM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-09-18, 01:01 PM   #3

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

مازال في قلبي سؤالْ ..

كيف انتهتْ أحلامنا ؟

مازلتُ أبحثُ عن عيونك

علَّني ألقاك فيها بالجواب

مازلتُ رغم اليأسِ

أعرفها وتعرفني

ونحمل في جوانحنا عتابْ

لو خانت الدنيا

وخان الناسُ

وابتعد الصحابْ

عيناك أرضٌ لا تخونْ

عيناك إيمانٌ وشكٌ حائرٌ

عيناك نهر من جنونْ

عيناك أزمانٌ ومرٌ

ليسَ مثل الناسِ

شيئاً من سرابْ

عيناك آلهةٌ وعشاقٌ

وصبرٌ واغتراب

عيناك بيتي

عندما ضاقت بنا الدنيا

وضاق بنا العذاب



يتوسط المجلس وبيده ذاك المسباح القديم المعتق وكانه بخدوشه يعلن عن ماضيه الدفين،عيناه صاخبه شارده وبحظنه طفلاً واضعاً يده في جيبه العلوي وجميع الاصوات هادئه بل أعلنت عن موتها في وجوده،فالصمت في حظرة ذاك الرجل شرطاً
انطلقت قهقه عاليه منه وهو يداعب خدي الطفل ثم همس باذنه قائلاً:تبا تسرقني وانا حي يارعد
كان الطفل قد اخذ ما بجيبه العلوي وكان على وشك الفرار لولا يده التي منعته امتلت عيناه بالدموع معلناً عن ضجيج لا نهايه له،قتل ضحكته وهو يبدلها بابتسامه:خلاص اسرقني راضي راضي
ترك يده لينطلق رعد وهو يركض تارةً ويقع تارةً متوجه للخارج
فاندوى صوت من اخر المجلس:جعله ضحكه مديمه يابو رعد
اختفت ابتسامته ولبس وجه المعتاد الجمود فقط الجمود وهو يشيح نظره وتلك النبره ترم بإذنه اغمض عينيه وبهدوء :تسلم يابو..
تقدم ذاك الرجل وقبل خشم بورعد بوقار وهو يقول بصوت عاصره الحُزن:بوطلال
جلس بوطلال بجانب رجلاً انجرفت سيول مؤلمه بداخله وتكاد روحه ان تتمزق ونبضات قلبه لاتأبى بالهدوء صاعقه صُعق بها ألجمت حروفه وانتهت بالصمت المميت رفع عينيه بهدوء عكس روحه الصاخبه لوجه اخذ يرى التجاعيد التي شقت طريقها على وجه اصبح شكله وكأنه كهلاً مالذي حدث لك يا فيصل لما انت بوجعاً شفافاً؟
بوجه يحمل كمية ماضي دفين :ماتذكرني ياكايد؟
كايد بشبه إبتسامه كيف لايذكر من قاسمه نفس الرغيف وعطاه من الدفئ في شتاء رياض البارده مد يده ليده وهو يضمها وهو يهدئ من روحه بتلك الضمه وكان روحه المهلكه بتلك الضمه ستشفى لا محال:اذكرك يافيصل وكيف انساك وانت اخوي وعضيدي الوحيد!
ابتسم بإبتسامه حزينه وكأنه يحمل بتلك الابتسامه من الاسئله التي لا حد لها
فاردف بهدوء غريب وهو يزيح بنظره عنه:اختفيت ولا عاد سمعت منك قالولي كايد توفى قالولي تركك وراه ولا ودعك، رفع نظره له بنظره عتب نظره تحمل سؤال واحد ويريد ان يضع نقطه لذلك السؤال:وبعد 15 سنه اكتشف انك حي وعندك ولد،ليش يابورعد لقيت مني مايخيب ولا كانك سمعت عني شي!تركتني وراك اجذب فلان وعلان اقولهم كايد حي،تركتني بعد ماعودتني انه كل شي بالدنيا اقسمه لثنين لي ولك،تركتني ولا كاني صديقك الوحيد ما اعرف عنك ولاشي قلي شفت مني شي يزعجك قلي يابرعد قليي
احتظن يده اكثر وبقلبه الماًيقطعه ارباً ارباً وهو يعود لتلك الذكريات التي لا فرحاً بها اردف بصوت هامس :موانت يابوطلال لي يشوبك ولايعيبك شي

كيف يخبره بأنه ترك وطنه مجبراً وان تلك الدماء قد نَزفت كثيراً بين صدره فلم تضمد للان كيف يخبره بانه عاش واقعاً مراً كيف؟
قاطع تفكيره صوته المُستغرب:اجل وين كنت فيه يابورعد وين اختفيت وانا اخوك!وتركتني!
علت ملامحه الجديه وهو يقوب بهمس:ماهو بوقته يا بوطلال

تراجع بوطلال وهو يحمل بنفسه وتلك الاسئله التي لا نهايه لها لم يجد لها اي أجوبه تشفي جرحه العميق اليوم كان كالمجنون التائه اخبروه بان كايد المتوفي قد عاد كيف يعود بعد حين كيف له ان يقوى الابتعاد دون وداع ويعود من دون ترحيب كيف!ما ان زُفَ له خبر قدومه وهو في حالة صعيق ، هو كان دائماً يعد الايام التي سيعود بها ويكذب الجميع لكنه لم يعد لم يعدد والان هو لايقوى لجواباً منه ولا لوجعاً ينكسب لجسده مرةً أُخرى..

تنهد بهدوء وهو يقول:استاذنك يابورعد واودعتك الله ياخوي

خطى خطواته للخارج ثم عاد الصمت للمكان في ذاك المجلس فذاك المهيب بوجه علامات لا تبشر خيراً وأنفاسه المضطربه وعيناه الشارده وحاجبيه المعقوده تكشف تفكيره العميق يشعر بالاختناق عاد وفي طيات تفكيره هو فقط فيصل صديق قلبه واخاً لدربه لكن لم يكن مستعد للمواجهه بعد ، ابتسم على ذكرى قديمه بينهم

كان هو واقفاً تحت الشمس بطوله الفارع وكتفه العريض ويداه على راسه من حرارة الشمس وبيده الاخرى كتبه المتينه التي اتضح عليها القدم من لونها الباهت،اتضحت على مسامعه ضحكه خبيثه ليتلفت خلفه ويرى فيصل وقد ربط شماغه على خصره وبيده ساطور ماء وعيناه تلمع خبث:وش رايك اروشك تحت هالشمس ومالبث ليكمل جملته الا وفتح الساطور ليتبلل كايد وتلك الكتب المتهالكه قد انتهت صلاحيتها الان ارتفع صوت
فيصل بغضب وهو يقول للعامل:يالغبي قلتلك يوم بناديك بطل الماييي ثم ارمى بالساطور ليتقدم لكايد بقطعة منديل وهو يقول بابتسامه متوتره:نشف عمرك هاك اما هو كان فقد اعتلت تلك الشياطن واصبحت تتراقص في دماغه وذاك الفيصل لن ينتظر اكثر من دقيقه لقتله فهو نحيف وليس به طاقه فلكمه واحد كافيه بإسقاطه ارضاً و ان تكون سبب وفاته
تراجع فيصل بخوف وهو يهم راكض:اكسر الشر ياكايد والله ان هالهندي السبب انا مايخصني دقائق قليله فقط واصبح فيصل مطرحاً ارضاً وكايد ممسكاً بقميصه وهو يردف بغضب:تستهبل انت وكتبي ذول من وين اجيب ثاني وانا وراي امتحانات
فيصل بابتسامه:افا عليك انا اشتريلك كتب الرياض كلها بس تكفى الا ويهي اضرب هنا وهو يشير على صدره
ليقف كايد مبتعداً عنه وهو يحمل كتبه القديمه ويمشي بغضب فعاد على مسامعه صوته الضاحك:كااايدد ترا امي مسوتلك الغدا لي تحبه اليوم
اعتلت ابتسامه على وجه اكثر وهو لا يرى سوى الفرح والقهقهات في تلك الذكريات ليس بها هم ولا بها حزناً ولا شرخاً
تقدم الصبي:سم يابورعد
اشار بيده بالنفي ليقف فيقف جميع من فالمجلس:تامرون بشي ياخوان ؟
تعالتت الاصوات بالنفي تقدم وهو يهم بالخروج وقتل الصمت المحيط به:اجل فمان الله
بعيداً في اخر زوايه بالمجلس همس
:صدق ومن قالك هالكلام
باستغراب:وكيف ماتدري هذا كايد ال هاجسي ماتعرفله شلون وكل يوم الجريده تنزل عنه مقال! بدهشه:الحين هذا كايد ال هاجسي!!
:هو بله بشحمه ولحمه
بضحكه:وانتم ليه تخافون منه هالكثر ثم اردف هامساً وهو يشير لابيه:شف حتى ابوي ارتاح بعد روحته ليضرب بانامله مقدمة راسه وهو يقول:والله انك مانت بالدنيا هذا كايد يهز جبال ولو نطق سكتت وراه بلدان وان مشى القوافل توقفله
اردف وهو يمزح وبضحكه مكتومه:تكفى يعني هذا مسويلكم رعب والله هقوتي انه لو يشوفني ان اعلن اعتزاله من منصبه
قاطع ضحكته نظرته الحاده وهو يقول:ان سمعك ابوك مانت بلاقي خير صدقني
ماهر وهو يعتدل بجلوسه والحديث اصبح مشوقاً ثم اردف:والله لو انه ماني بقايل الحين انتم جد ليه مسوين له هالقدر
هز راسه بيأس وهو يهم بالوقف:والله القعده معاك تشيب الراس ولا انت مستاهل
مسك يده برجاء وهو يقول:تكفى ياعزيز قلي وش قصته ثم اردف ببمازحه:علشان نضبط نفسنا ونعرف خلطته
قاطعه صوت والداه:يالله ياماهر مشينا يابوي
ماهر وابتسامته على وجهه:ان شاء الله طال عمرك
التفت على عزيز وهو يضعط على يده اكثر:باجر تقلي من طأطأ للسلامعليكو سمعتني
ضحك عزيز وهو يقول:توكل توكل واترك يدي وراك





أيا نور العيون بعدت عنّا و لمّا تمتليء منك العيون


و عاجلك الحمام فلم تودّع و بنت و لم يودّعك القرين


و ما عفت الوداع قلى و لكن أردت و لم يرد دهر ضنين


فيا لهفي لأمّك حين يدوّي نعيّك بعد ما طال السّكون


و لهف شقيقك النّائي بعيدا إذا ما جاءه الخبر اليقين


ستبكيك الكواكب في الدّياجي كما تبكيك في الرّوض الغصون


و يبكي أخوة قد غبت عنهم و أمّ ثاكل و أب حزين


فما تندى لنا أبدا ضلوع عليك ، و ما تجفّ لنا شؤون





الافكار تعصف به في بحراً لا نداً له وهو في قارب على وشك الغرق الحزن به اعتلاه فاصبح لايطاق والهم على كتفيه اصبح ثقله اكبر جلس على الكرسي الذي اصبح يلازمه في اخر الفتره وتلك الادويه بمكانها المعتاد زفر بضيق:تغيرت حيل يا كايد ثم ضرب صدره بالم وهو يقول:تغيرت وانا اخوك
يتذكر جيداً بالامس عندما كان يقف امام بيتهم وهو يرى تلك اللائحه العريضه للبيع والدهشه والخوف اعتلاه اخذ يبحث عنه بجنون وهاتفه اللعين مغلق ذهب للجامعه يبحث في اروقتها عنه لم يراه وقد اخبروه انه اليوم غائب الصداع اهلك راسه واصبح لا يطاق وهو يبحث عنه حتى خلف الصخور

مضت اسابيع وهو على جهل والضيق على وجه والحزن في قلبه
حتى ذاك اليوم اللعين..
فيصل وهو يمسك ياقة الطفل بغضب:وش تقول انت وش تخربطط؟؟؟؟؟
الطفل وهو على وشك البكاء:والله اني سمعت ابوي اليوم يقول لاخوي ان كايد توفى واهله سافروا
فيصل وهو يدفه بعيداً ويشير باصبعه بتهديد:ان سمعتك تقول هالكلام مره ثانيه يالغبي منت بلاقي خيرررر سمعتني؟وبصوت اعلى:يالله اذلففف
دارت به الدنيا فجلس على ارصفة الشارع الحاره واخذ يدعي بحزن وصوت باكي:يارب مالي غيره يارب انك تحفظه يارب كايد مامات انا حاس يارب تكفى يااررببب وبعد ايام
مضت تعالت الهمسات
:كايد توفى؟
:هيه يقولون سوا حادق وتوفى الله يرحمه كان رجال طيب
وتارةً :اهله سافروا
:لاسمعت ان امه وبنت اخته اليتيمه هم توفوا
تلك الهمسات كانت تقتله حتى النخاع وكانه رمحاً يزداد عمقه والمه وكانه جرحاً على اطرافه رش ملحاً فاصبح يحرق روحه وهو يشعر بالامل لانه لايملك اي جواب يستطع ردعهم بها

عاد لواقعه الاليم لنغمة رنانه وقعها يعطي لقلبه دفئاً وروحه المقسومه تعالج في حظور صوتها وفع عيناه لها وهي يفتح يديه لترتمي بحظنه
وهي تهمس:عمي وش فيك تحس بعوار؟ليه وجهك كذا
رفعت راسها لترى عيناه الحزينه بهمس:وش فيك حبيبي تكلم ليه عيونك حزينه ليه؟
وضع راسها على صدره وهو يقول:خلك هنا اشفي صدري ماهو بناقصه تعب ياروح عمك
احتضنته بقوه وهو تقول بهمس خفيق جداً لايُسمع:جعل الهم فيني ولافيك جعله فيني يارب

اردفت بهدوء وهي ترى الادويه على الركن:ليه ماخذيتهم ؟
ابتعدت عنه لتاخذ الادويه وتضع في يده وتناوله كوب الماء:اشوف قدامي خذهم يالله
ابستم بهدوء وبدون مجادله:ان شاء الله عمتي
اخذ الادويه ثم وضعه على الركن بهدوء وهو يقول بابتسامه:اوامر ثانيه؟
ضحكت هي فطاب قلبه:لا تسلملي ياتاج راسي
ثم عادت لملجئه الامن لصدره الوسيع لدفئ المعتاد وانفاسه الحنونه مسح على شعرها الاسود وهو يتأملها كان جمالها دائماً مريح لعينه وروحه وكانها تشفى روحه بعيناها الحاده فيرى به اخاه احمد الذي مات بعد بضعة شعور من موت كايد يرى بها مالايراه الاخرون يرى بها اخيه امه وابيه اخته وابنته تلك الفتاة الناصجه هي من اشفت ماتبقى من القلب وهي التي بضحكتها ارقت قلبه وضجت به دماً كانت تشبه اخيه جداً ذات شعراً اسود كثيف وعينان صاخبه حاده ورموشاً كثيفه ثغراً صغيراً احمراً وسماراً لافتاً تلك هي الظبي..
ابتعدت قليلاً وهو تحمل بيدها البالطو وهمست:اليوم يمكن اتاخر
اردف بهدوء وهو يقول بحنيه:قوليلي من تخلصين اجي اخذلك
اردفت بسرعه:لالا برجع بروحي انت تكفى ريحلي جسمك من ذا التعب
بغضب:مالك لوا بجي اخذك يعني بجي اخذك
ابتسمت وهي تقبل راسه قبل كثيره:طيب بس لاتعصب علني فداك
اخذت بنفسها وهمت بالخروج حتى تعصف بها الرياح
اردفت وصرير اسنانها يكاد يسمع:يالله برد الرياض مايرحم
تقدمت للخارج بعد ما اعلن عبدالكريم السائق بوصله بصوت البوق.


عبدالكريم وهو يخفض من اذاعة القراءن:متى يجي اخذ انت من مستشفى؟
اردفت بهدوء وهي تنظر للشباك:اليوم بابا فيصل بياخذني ارتاح انت
رن هاتفها واسم"فاتن" على الشاشه: يا اهلاً
فاتن بصوت هامس جداً:يالظبي وينك فيه تراه متأخره حيل ودكتور لافي يدور عليك
بصوت متهكم:مسافة الطريق واجي
فاتن بهمس:سرعي بالله مع السلامه

اغلقت الهاتف وهي تزفر بهدوء لطالما ارادت ان تصبح دكتوره لتعرف ماذا يعاني منه عمها الذي امتد ظله حد عنان السما ومسح النقص من حياتها لطالما شاهدته يُعاني من الماً لا تفقه كان ألمه يقع في قلبها مضاعفاً لألمه وتلك الآلام لم تكوي جسده فقط بل تترك اثارها بجسدها لكن! لم تذق طعماً للراحه تخرجت بمرتبة شرف حملت تلك الشهاده اللعينه والان لم تجد لذاك المرض اي علاج لم تجد له نقطه لانتهائه ولكن لن تستسلم وان كلف ذالك ان يشيب شعرها
تنهدت بضيق وهي تذكر ذاك الطبيب المشرف الذي لم يذقها طعم الراحه فهو لها كالزابنيه دائماً

قطع حبل افكارها عبدالكريم:يالله يالظبي في أوصل

ابتسمت:شكراً ياعبدالكريم

اردف بزمجره وتهكم فهو لا يلعم لما تناديه دائماً بعبد الكريم دائماً وهو يمقت الاسم

ابتسمت اكثر وهي تشد على حجابها وتسرع من خطاها

اختفت ابتسامتها وهي ترى ذاك ذو البنيه الجسديه الضخمه مستند على الجدار ويقول بسخريه:شرفتي يا الاميره !

اخفضت عينيها وهي تقول بهدوء:كان عندي ظروف عائليه واجبرتني على التأخير

ضحك بسخريه:صح ظروف عائليه

تقدم بخطوات واسعه ليقف امامها وينحني قليلا وبهمس:ترا ماهي مستشفى ابوك تجين وقت ماتبين وتطسين وقت ماتبين

رفعت نظره له وعينيه بعينه وبفحيح حاد وظهرها مُتصلب:وانت منت مُدير ولا مسؤول عني لاتنفخ ريشك علي يا لافي انا مب فاتن ولا مرام ولا غيرهم

تقدمت بخطوات واثقه لتتخطاه فقطع خطواتها وهو يقول بصوت غاضب:منتي أول قليلة ادب اقابلها يالظبي بس حطيني فعقلك زين ثم اردف بسخريه: علشان ما انفخ ريشي عليك
ابتسمت بسخريه وهي تردف بهدوء:اعلى مابخيلك اركبه يا لافي ولاتحطني ولا احطك فبالي ماراح تطلع بشي يسرك

شدت على البالطو وهي تبتعد عنه بعيداً وهي تزفر بضيق لطالما قطع طريقها واخذ بها بالكلام يمنةً ويسرى لكن ليست هي من تلعب بالنار وتحترق فان ارادت ان تجعل النار ماء جعلته ليس لافي ولا غيره من "الجنس الاخر" قادر على ان يلوي لها ذراعها اعتادت على القوه والتصلب من جدها هو من سرب لها تلك القوه وتلك الحصون التي تعتليها هو من رممها لها وعمها لطالما كان الفارس الذي يمتطي الحصان الأبيض الذي يحارب معها ليست الظبي التي يقف بطريقها مئة رجل.


ضرب قبضة يده بالجدار وهو يقول بغضب وهو يراه تبعد عنه:جاهله جاههلهه
انتفض من وقع الضربه التي سببت الم بيده وهو يقول بهمس غاضب: اعلمك منهو لافي
هولايعلم لما لايطيقها فهي مجرد ان يراها تسري كهرباء موجعه بجسده هو يعلم بأنها يتيمه وانها عمها لن يبقى للابد وهو يحمل بجسده ذاك المرض الخبيث ويعلم بانها تكهل الامر و يعلم بأنها تملك القوه الخادعه وان الحصون التي تعتليها مجرد واجهه وانها تقبع بالخلف باكيه،يعلم الكثير عنها الكثير..
تفاصل وجها قد ارتسم بوجهه جيداً
ابتسم لوهله ثم ضرب راسه وهو يقول لنفسه:يالغبي لاتغريك مثل غيرك لاتغريك

لطالما تمنى قتلها كل مره يراها من دون نقاب كيف لها ان ترضى ان تلتهمها تلك الأعين كيف ان لاتَغير على ذاتها وهي تعلم وعلى يقين بأن وجها فتنه !
بغضب:شكلها الجاهله تبغا لفت نظر وبس

ضرب فهمه وهو يتذكر قوله تعاله "إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ" : استغفرالله استغفرالله ياربي

بضحكه:وشفيك قمت تحاكي نفسك
صمت ثم قال بسرعه:خلاص عرفت اجل شفتها

عقد حاجبيه وهو يقول بهدوء: منهي؟

بابتسامه: من غيرها الظبي محد يلعب بعقلك ويخليك تحاكي نفسك غيرها

اعتلت ملامح الغضب بوجه وهو يقول:انقلع يافهد لاتخليني اتوطط فيك هني ومايفكوك مني الا وانت هناك
وهو يشير لغرفة الطوارئ

فهد ابتسم وهو ممسكاً راس لافي:اللهم اني استودعتك ماتبقى من عقله فاحفظه
ثم هرول مسرعاً ضاحكاً وهو يسمع صوت لافي الغاضب:هيين يافهيد هينن







هاهو امام بيته القديم وتلك الشجره التي جلسلا تحتها لساعاتت طويله لاتزال شامخه واقفه بثبات وذاك الملعب البعيد قليلاً خلف السور لايزال موجود الا أن قد تغير فاصبح حديث ففي السابق كان عباره عن رمال والشبكه عباره عن اعمده خشب متهالكه اما الان فالارض امتلئت بالاخضر وتعالت الاضواء فيه

ابتسم وهو يعود بنظره لمنزله وبألم تقدم بخطوات يكاد ان تجزم انها تُبتر فتح الباب المتهالك القديم والظلام قابع في زوايا المنزل
دخل المنزل بخطوات يزف معها ألمه
فتح الباب وهو يقول:بسم الله،السلام عليكم يا اهل البيت

عاد عليه صوته مدوياً بالصمت فلا احد هنا سواه يتمنى لو ان يدوي صوت والدته التي ترحب فيه باحلى واعذب الكلمات تمنى لو يسمع الان مايطيب الجرح الذي بصدره

كح بقوه والغبار امتلى صدره :لا اله الا الله
اشعل المصباح من هاتفه ليضوي عتمة هذا الظلام تقدم ليرى مقعده الذي لطالما أرتمى فيه بجحر امه وابنت اخته الصغير تلعب بشعره
تنهد بألم وهو يقول:الله يرحمكم ويعوضني فيكم بالجنه

جلس على المقعد وعيناه تتجول بالظلام الذي اناره المصباح قليلاً:طفولته حتى فترة شبابه عاش في هذا المنزل ماضيه وكل مابقي بخلفه يحمل ألواناً زاهية
اليوم قد عاد بعد ان اصبح مغتبراً جسداً وروحاً اليوم قد عاد وهو لايعلم لما الجرح الذي بصدره لايطيب
تنهد بألم اكبر وهو يتذكر صديقه فيصل وان الألم الذي بصدره قد ازداد حتى العظم
لايعلم كيف يبدء بسرد القصه من أين يبدء !من اين ينتهي ! فهو في تلك الحكايه تائه ولايرى مخرجاً

ابتسم وهو يتذكر الشيب الذي ملئ شعره والتجاعيد التي ملئت وجه وهي لم تزده الا وسامه
طيلت تلك السنوات وهو على امل ان يجد عنه شيئاً ولم يجد فأموره اللعينه لم تسهل له الامر ابداً بل استصعبت عليه ايجاده
حمل نفسه وهو يهم بالخروج من المنزل متوجهاً لبيت صديقه الذي يقبع بضعة دقائق عن منزله هو يعلم بان وقت المواجهه لن يحل ابداً فهو لايقوى عيش الحكايه مرتين بألمها هو فقط سيكتفي بارواء روحه بصديقه ليروي عطش الغربه الذي استوطن صدره


فاتن بهمس: وش قالك

الظبي وهي تغلق ازار البالطو بهدوء:تعرفين هذرته ماهي بجديده

فاتن:والله منتم مرتاحين الين ماتذبحون بعض

الظبي وهي ترفع انظاره وبتهكم:وان كان ذا الحل بيفكني منه اني لا اقدم فيه

فاتن بخوف وهي ترى الجديه بعين الظبي:طيب طيب امشي اخاف تذبحيني معاه

اكتفت الظبي بابتسامه لطالما رأتها بعين الزماله فقط فهي لاتحب العلاقات الطويله لانها على يقين بانهم سيخذولنها يوم ما وهي باكتفاء ذاتي فهي ليست بحاجه لصديق لتشكي له ولا لحد تبكي في ظله
يكفي ان ظل عمها يحتويها من كل اتجاه
اشتدت خطوات الظبي وهي تسمع اسمها يرتد بصوت عالي

المسعف بصراخ:دكتوره الظبي معانا حاله مستعصيه
الظبي وهي تلقي نظره على المرأه الممتده وعلى صدرها اجهزة الانعاش:سكته؟

المسعف:صح بنتها تقول ان صار لها اختناق فجئه وطاحت عليهم

الظبي وهي تضع السماعه على صدر الممده:نبضات القلب بطيئه اردفت بصوت عالي وهي تقول للممرضات:جهزوا غرفة العمليات ونادوا الدكتور رامي بسرعه

الظبي وهي تسحب السرير وتقول لفاتن:تحتاج لقسطره بشكل ضروري

فاتن بجديه:طيب انا بناوب عن الدكتور رامي لين مايجي

الظبي بحزم:لا منتي بجراحه يافاتن ما احتاج لقلة خبره حالياً بدخل بروحي لين مايجي الدكتور رامي انتي وهي تشير بيدها لتلك المرأه التي تبكي وخلفها طفلا يمسك بطرف عباتها:اجلسي معاها هديها
فاتن وهي تشير بيدها:طيب الله يوفقك

الظبي بصوت هادئ:آمين

بعد 3 ساعات
لافي بيده كوب قهوه ويده الاخره يحمل ملفات لبعض المرضى ويدندن القي نظره على فاتن وهي تحتظن امرأه اخرى وتدعي بهمس
لافي:دكتوره فاتن ممكن شوي لوسمحتي

فاتن وهي تشد خطواتها له بهمس:تفضل دكتور لافي

لافي باستغراب وهو يشير للمرأه:وش الحاله؟

فاتن بهدوء مضطرب:امها جاتها سكته وبالعمليات للحين مالقينا جواب

لافي: ومن بغرفة العمليات
فاتن:الظبي بروحها، الدكتور رامي عنده حاله طارئه وماقدر يجي

لافي بغضب وهو يرمي الملفات على الكرسي ويمد لها كوب القهوه:وانا اطرش ماتقولولي ليه وشلون تدخل العلميه بروحها وشل..

قطع صوته صوتها الذي يذيع طرباً ويحمل في طياته لحناً وهي تنحني للمرأه وتمسك يديها بحنان وبابتسامه:الحمدالله الوالده بخير الحين وزال عنها الخطر بس لازم اتم بالمستشفى اسبوع تحت المراقبه

المرأه بفرح وهي تضم الظبي:شكراً شكراً يادكتوره انتي عطيتني الحياه مره ثانيه شكراً،وبفرح اكبر:عادي اشوفها ؟
ابتسمت وهي تردف بهدوء:ان شاء الله بس مش الحين بعد ساعتين بس بتكون تحت تأثير المخدر وبعطيك خمس دقايق تطمنين عليها لانه ممنوع
همت بالرحيل ليستوقفها صوته بخلفها:مره ثانيه ان عدتي حركة البطوله ماراح تحصلين خير يا الظبي

استدارت الظبي بهدوء متعب وعيناها الحاده تعلن غضبها المكبوت:راح اعيدها وبشوف وش بتسوي اشارت بيده لصدره وهي تقول:عضلاتك هذي طلعها على غيري منت بقادر عالظبي صدقني

فاتن وهي تمسك بيد الظبي وبتوتر:اكسروا الشر انتوا بمستشفى وعيب لي تسوه

لافي بغضب:خذيها من جدامي يافاتن ولا ماراح يبقى فيها عظم صاحي

فاتن وهي تشد الظبي التي تقف بثبات بهمس باذنيها:يالله يالظبي امشي واكسري الشر ماتشوفي الشر بعيونه امشي الله يخليك امشي

الظبي وهي تبعد ذراع فاتن بقوه وبفحيح قاتل:حطني في بالك زين يالافي لا انت ولاعشر غيرك توقفون بويه الظبي ولاانت قادر تلوي صبعي

التفت بغضب وهي تحمل خطواتها الغاضبه وانفاسها المضطربه حقاً يتعبها ذاك المتوحش دائماً يريد فرض قوته وهيمنته واسمه لكن لن تأبى له ولا لعرض كتفه

لافي والغضب قد اعتلاه لحد الجنون ولون وجه دليل بركان بثور بداخله:راح اذبحها صدقوني راح اذبحها
فاتن بخوف:تعوذمن الشيطان يا لافي ولاتحط عقلك فعقلها تراها صغيره وانت العاقل
لافي وهو يشير بيده بتهديد:لاتهدين فيني يافاتن وتكذبين علي انقلعي وراها ولا اشوفها تسمعين
فاتن وهو تهم بهروله سريعه ولولا الحيا لرفعت العبايه وفرت راكضه بقوه











يا غائبــين بكي الزمان لبـعدكم

فـهل لنـا بعد الغــياب لقــاء

اشتــقنا لكم يا ليــتنا لم نفترق

فالبعـد فيــه مذلــه وشــقاء

لا تقــطعـو سبل الـموده بيـننا

فان القـلب يفــرح باللـقاء

عهــدا سنـبقي دائما في ذكركم

وعـهد الحـر يتـبعـه الوفاء.











هاهو يقف امام الباب وهو يرى اسمه بخط متغجرف والزمن لم يغير به شيئا ؛"كايد و فيصل" وضع انامله على الباب وهو يلتمس ولو قليلاً من الماضي الدافئ طرق الباب بهدوء ليرتد على مسامعه صوته من خلف الباب :ثواني يالطيب
كان فيصل يحمل خطواته المتعبه ببطئ فهو لا يستطع إكمال خطوه من غير ان ينتظر قليلاً ليستريح فالتعب قد استاكن في جسده ونهش به
ارتفعت عيناه لصديق الماضي واخ الامس واليوم لجرحه العميق وسؤاله الذي بلا جواب يقف امامه وهو وجه جمود مؤلم وكأن كايد لم يعد هنا اختفى والذي يقف هنا ليس الا غريب

ابتسم بتعب وهو يمد يده له :حياك ياكايد تفضل

كايد كان المسمتع من البدايه لخطواته المتعبه وزفرته التي في حين وحين وتنهيديه حتى فتحه للباب لوجهه لتقاسيم وجه التي يرى به ماضيه القديم وبصدره يشتعل ناراً تريد ان تهدى

كايد بشبه ابتسامه:الله يحيك ويبقيك يابوطلال
فيصل ببمازحه وصوت متعب وهو يمشي ببطئ ويده بيد كايد:خلاص عجزت ياكايد ناقصني اني ادور ورا الخرفان اهشهم

كايد بضحكه وهو يسند فيصل ويمده بقوه يستكين بها:خلاص ابشر من باجر اوديك عالحلال ترابع وراهم

فيصل مبتسماً وكان واقعه المظلم اليوم انمحى بتلك الضحكه كما تمناها في تلك الليالي المظلمه وتمنى ان يطيب جرحه وكم تمنى ذاك الجسد يستند به اردف بهدوء وهو يهم بالجلوس:تحيد ياكايد لما كنت تسندني كذا لما اتهاوش مع عيال المنطقه ويطيحون علي وتجي انت تلايطهم وتشيلني
ابتسم كايد وهو يجلس بجانبه:ما انسى
وببمازحه غريبه:كيف انسا وانت ماغير تنافخ تروحلهم برجلين وترجع برجل

اطلق فيصل ضحكه ثم قتلها بكحه قويه وهو يضرب على صدره:لا اله الا الله

كايد بجديه وصوتاً متسائل وهو يضع يده على ظهره:وشفيك وانا اخوك؟

ابتسم فيصل:مافيني الا العافيه لكني تعبان هالفتره

كايد وهو لايزال في حيره وبصوت حازم:علمني وشفيك يافيصل وانت لا قادر تمشي ولا تتكلم مثل الناس وهذي "قالها وهو يشير للادويه"هنا تكلم انت مريض يافيصل؟

اختفت ابتسامته وهو يقول بهدوء مخيف:مافيني الا العافيه صدقني
التفت له بحنيه وبنظرة مشتاقه:خبرني عنك وشصارلك وين اختفيت وين امي هيا وين ساره وينهم؟
لايريد ان يعود لا لا يريد ان تزف مرةً اخرى تلك الجروح وضع ابتسامة حزن على وجه وهو يقول:اطلب لهم الرحمه وانا اخوك
فيصل وهو يتنهد:ان لله وان اليه لراجعون،كيف توفوا ياكايد بيوم وليله كيف؟

كايد بهدوء:امر ربي يافيصل حادث وتوفوا فيه والله يجمعنا برحمته بالجنه

فيصل وهو يمسك بيد كايد وبحنيه اخويه:وانت اخبارك شنهي؟

كايد بابتسامه:الحمدالله انت طمني عليك شو اخبارك ثم اردف باستغراب:الاوين احمد؟

فيصل بهدوء:الله يرحمه توفى بعد شهرين من روحتك هو وزجته بحادث سياره وهم رايحين لمكه،الله يكتبلها لهم عمره مقبوله
كايد وهو يرى تقاسيم الالم علو وجه فيصل كيف استطاع الصمود وهو فقد له اخوين بنفس السنه اللهم الجنه لهذا الصديق العظيم

اردف بهدوء:الله يرحمهم
اشاح نظره للملابس الانثويه الموضعه على الكرسي بإهمال:هو انت تزوجت يافيصل؟
تتبع انظاره لتستقر على ملابس الظبي ابتسم بهدوء:لاماكتبلي ربي نصيب

كايد باستغراب شديد قطع حبل افكاره صوت فيصل:هذي ملابس الظبي
الظبي الظبيي؟ارتسمت ملامح صدمه وبابتسامه شبه مائله لم تكن في عقله ابداً فقد نسيا وجودها تماماً
فهي كانت في سن 11 عند رحيله
فيصل:انت علمني متى تزوجت يابورعد

كايد بصوت غاضب اقرب للهدوء:قبل ثلاث سنين تزوجت وكان زواج فاشل وكل واحد راح بطريقه

فيصل ببمازحه:والله ما الومه المراه انت راسك يابس ولا انت بعاجبك العجب ياكايد
كايد بهدوء وهو يعود ليوم زواجه كان زواجاً ذا مصلحه فهيا ابنة سفير وهو من رمى بابنته امامه تزوج فقط ليضوي وحدته ولكن بعد عشره قليله لم تلبث طويلاً لم يستطع ان يكمل في ذلك المشوار فهي كانت مغروره ، متعاليه و متغرطسه
فيصل بصوت غريب وهو ينظر لساعته:تأخرت عليها بعد قلبي
فيصل بخجل:سامحني يابورعد متطر امشي الحين

كايد باستغراب:وين انت مسير عليه بهالليل يابوطلال

فيصل وهو يحك راسه ويقف بألم:الظبي تأخرت عليها وهي بالدوام
انزل عيناه لساعته وتعقدت حاجبيه وهم واقف يسنده: الساعه جريب ال 12 وش هالدوام يابوطلال يخليها برع لهالوقت؟
فيصل وهو يمشي ببطئ:الظبي دكتوره ياكايد وشغلها يطلب منها تبقى لهذا الوقت برع البيت

كايد هم بالحديث ليقطعه صوتاً ارتد على مسامعه وكانه لحناً يطرب اذنيه:انا جيت

قطعت كلامها وهي ترد للخلف بسرعه بصوت شبه مسموع: السموحه يابوطلال ماكنت داريه انه عندك ضيف
همت بخطوات سريعه لتدخل المنزل من الخلف
اما هو ما ان اطربت اذنيه بصوتها حتى اخفض عينيه بسرعه لم يرى سوى أقدامه واقدام فيصل
كايد بابتسامه:يالله عيل انا اتوكل يابوطلال وبعد يومين بفضي اموري وبجيك استودعتك ربي

فيصل بنظره حانيه:لاتطولها عاد
وكانه في سؤاله يخبره بان لا يختفي مرةً اخر ان يعود حقاً

كايد وهو ينحني ليقبل انفه فيصل فهو امام الجميع طويل جداً والجميع يقف على اطراف الاصابع ليجاروا لطوله وتقبيل انفه ، اما صديقه فالانحناء له واجب وتلك المبادئ التي هيمنت عليه تختفي امامه:ابشر ، يالله فمان الله.



التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 02-10-18 الساعة 06:18 PM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-09-18, 05:19 AM   #4

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



تقدم بصاعقه وهو يرى تلك الخيمه البيضاء تقبع في بداية المنزل و مجموعةهمن الناس البعض منه يفقه والاخرين غرائب ، شعر بساكين حاده تخترق صدره وهو يرى تلك اللوحه الصغيره" عزاء المرحوم فيصل عبدالله السالم" جثى عالأرض بألم وهو يفك اول ازرار كندورته بضيق وهو يشعر أن الدنيا قد ضاقت به حتى اختنقت اضلعهُ مسك رأسه وهو يضربه بقوه: اصحى اصحى هذا حلم ماهو بحقيقه اصحى

يداً امتد على كتفه وبصوت هادئ:عظم الله اجرك يابورعد

وقف كايد وهو ينافس ذالك الرجل المشيخ بطوله وضخامة بنيته وهو يقول بألم واستغراب:أمس كنت معاه امس انا قاعد جنبه امس ساقي روحي بشوفته ، ضرب رأسه بألم : اصحى اصحى

الرجل بهدوء وهو يرتب على كتفه : امر الدنيا ياولدي محنا باقين فيها اليوم نحنا هنا بكرا لا ، قل ان لله وان اليه لراجعون
كايد والالم يكاد يكسر ضلعه وهو يقول بصوت مختنق : ان لله وان إليه لراجعون..

امتدت يد الرجل لتسكتين بيده ليهما بدخول الخيمه وهو يقول بصوت شِبه عالي : احسن الله عزاءكم..

تقدم الجميع بوقار لتعزية جسداً لا روح بها مُهلك حد النخاع يريد البكاء يريد الخضوع للحياه ومبادئها ولكن يأبى فتلك الدموع قد عصيته حتى بوفاة والدته وابنة اخته دائماً تعصيه ولا تجد لها طريق واراحة صاحبها
لما هو دائماً يصاحب الألم والحزن لما دائماً قلبه ان احب فقد! لما لا يرى فرحاً بدنيا لا فرح بها ولا هدفاً سواه لأهلاكه لما؟

:احسن الله عزاك يابورعد
:اخر الاحزان ان شاء الله
:عظم الله اجرك

يكفي يكفي لما هو المتلقي دائماً لما لما؟

زفر بهدوء وانفاسه تحرقه : اللهم لا اعتراض اللهم لا اعتراض

امال بجسده لذلك الرجل الشائب وهو يقول بألم يغلبهُ الاستغراب: كيف توفى ياعم علمني ؟

الرجل وهو يقطع استغفاره ليردف بهدوء: فيصل ياولدي مريض من خمس سنين فيه السرطان ومالقوا له علاج وكل يوم يجي يصلي عندنا بالمسجد اشوف شكله ويتعبني حاله وكل يوم حالته تسوء والله يعلم ان اغليه اكثر من عيالي رجال طيب له كلمته ولا يرد عن وعده ولا يخلف به
ثم اردف بهدوء غريب: بس من يومين وحالته صعبة اكثر ..وتوفى الله يرحمه ويغفر له والله انه رجال والرجال قليل


أتُعلمني بصديق دربي بالرجل الوافي بالأخ المُخلص ! أتُعلمني بصديق روحي ويدي الأُخرى ! أتُعلمني بمن ارى به وطناً ولجروحي بلسماً ! أتُعلمني بأخي وعنوان كتابي!

خرج قليلاً فيكاد الاختناق من مزاحمة الالم بصدره استشنق الهواء لصدره وهو يرفع عيناه ويديه للسماء : يارب ان اخوي فيصل صار عندك يارب ، يارب انك ترحمه يارب وترزقه جنتك يارب ياواحد يامنان يارب ياذا الجلال والاكرام يالله ان تثبته عند السؤال
انزل بعينه وبألم يعتصر قلبه وهو يضع يضع يده على صدره وبهمس: يارب انك خذت من روحي روح يارب انك ترحم روحي يارب وتلهمني الصبر
مسح على وجهه : لا اله الا الله سبحانك ربي وعدك حق

عاد للخيمه وهو يشتم نفسه كثيراً ويريد لو يعود به الزمن لبقيا بجانبه أكثر لسقيا روحه بقربه اكثر يتمنى لو انه آجل اعماله اللعينه لحيناً اخر تمنى وتمنى ولا للتمنى هُنا جواب..




//




عيناها مثبته على ذاك البرواز القابع بصدر المجلس وبداخله صورته صورة ظلها صورة الحياه اللتي بها الواناً زاهيه والصدر الحنون صورة حبيب قلبها ودوى جرحها
وجسدها ليس هنا بل هناك بين طيات صوته وشكله وهمسه وصدره الواسع


اتاها صوت دافي يملؤه الحنيه:يايمه يالظبي مايصير كذا صارلك يومين ماكلتي شي

تقدمت وهي تحتظن كتفها المتصلب لصدرها وهي تقرا بعض من سور القراءن

تريد البكاء تريد تلك الدموع اللعينه أن تخرج وتريح صدرها فهي من ان رأته نائماً ذالك اليوم من دون نبضاً وهي تريد البكاء تريد ان تخرج من دوامة الحلم الجميل الذي هو فقط به فقط عمها فهو يتعبها كثيراً كثيراً
تريد الارتماء بصدره تريد ذاك الحنان المتسرب لقلبها تريد ذاك الصوت الدافئ تريد الحياه مرةً اخرى فهيا لاتقوى مجابهة الدنيا من غيره لاتقوى



ام وليد وهي تمسك بيد الظبي وتدخل غرفة فيصل وتغلق الباب خلفها وهي تحتظن الظبي وبهمس حنون: ابكي ابكي وانا امك ريحي صدرك ابكي

الظبي وهي تشم رائحته قابعه ومستكينه في زوايا الغُرفه وصوته يدوي بين الزوايا وكان ظلام الغرفه اصفعتها لتعود لواقع الحياه لحياه لا يوجد به هوَ ، ارتمت على صدرها وببكاء عالي وبصوت ملئوه الحزن وجرحاً نازفاً: ليه يروح ويتركني ليه ماخذني معه وهو يدري انه مالي سواه

رفعت عيناها لعين ام وليد وبسؤال : قوليلي يمه من يرجع لصدري دفاه قوليلي يمه من يضوي شمعة هالعتمه
بكت بصوت عالي وهي ترتمي بحظنها بألم حتى خارت قواها وبنحيب : ليه يايمه والله ما اقوى بعده والله ما اقوى هو ابوي امي اخوي حبيبي هو ظلي راح وراحت معاه دنيتي راح يايمه وتركني وراه تركني بلاسند ..


ام وليد وهي تشدها لصدرها وبألم على حال تلك المسكينه التي منذُ صغرها وهي بلا دفئ اب ولا حنان ام وهي تعلم بان الذي رحل هو الوحيد المتبقي لها من بعد موت جدها وجدتها:تصبري يايمه تصبري مالك الا الدعاء ادعيله يايمه ادعيله بالرحمه

الظبي ببكاء وروحها بدأت تستكين تحت ايات الرحمن التي تسردها ام وليد وبهمس : الله يرحمك يا اغلى مافقدت
وبعد دقائق غطت الظبي بنوماً صارع به جسدها ليومين مستمرين حتى خارت تلك القوى وهلك واعلن استسلامه

نامت تحت انظار ام وليد المتألمه:اللهم ارزقها الصبر والسلوان ، غطتها بحنان وهي تقبل رأسها وتخرج من الغُرفه






أبي! خانني فيك الرّدى فتقوضت

مقاصير أحلامي كبيت من التّبن



وكانت رياضي حالمات ضواحكا

فأقوت وعفّى زهرها الجزع المضني



وكانت دناني بالسرور مليئة

فطاحت يد عمياء بالخمر والدّنّ



فليس سوى طعم المنّية في فمي

وليس سوى صوت النوادب في أذني



ولا حسن في ناظري وقلّما

فتحتهما من قبل إلاّ على حسن



وما صور الأشياء ، بعدك غيرها

ولكنّما قد شوّهتها يد الحزن



على منكي تبر الضحى وعقيقه

وقلبي في نار ، وعيناي في دجن



أبحث الأسى دمعي وأنهيته دمي

وكنت أعدّ الحزن ضربا من الجبن



فمستنكر كيف استحالت بشاشتي

كمستنكر في عاصف رعشة الغضن



يقول المعزّي ليس يحدي البكا الفتى

وقول المعزّي لا يفيد ولا يغني










//

بصوت ساخر: أجل وينها ست الحسن يومين ماهي مدوامه؟
، ضحك بسخريه وهو يقول : ليكون عندها ظروف عائليه بعد!

فاتن بهدوء صوت باكي وهي تعدل من نقابها : من يومين متوفى عمها يا دكتور لافي
رفعت عيناها لوجه المُتصلب وهي تردف : وهذي الظروف العائليه لي تعيشها

اما هو شعر بضيق يعلو صدره وهو يتلقى من فاتن تلك الكلمات كسهماً حارقه فذاك المرض الخبيث اذاً انتصر في ميدان الحرب
تمتم بهدوء وهو يهم بالخروج : الله يرحمه ويغفرله
ثم عاد للوراء بهدوء : تعرفين وين بيتهم؟

فاتن بصوت متضطرب وهي تحمل حقيبتها : بتجي تعزي ولا تشمت؟

لافي بغضب وهو يشير بيده لوجهها: وش شايفتني يافاتن اتشمت بالموت ماهو بأنا قليل الاصل ولا الدين علشان اسويها ، اردف بهدوء وملامحه مشتده : تعرفين بيتهم ولا اخلصي علي !

فاتن : الحقني بالسياره انا رايحه لها الحين
تقدمت فاتن لتسابق ذاك الغاضب وملامحه حقاً مخيفه عند غضبه


اليوم أصبحت يتيمه للمره الثانيه ، شعر بإختناق وهو يعلم كثيراً بذاك الشعور فهو يتيم الأم والأب لطالما كان ذلك الشي الوحيد الذي يتشابه به معها ولكن هي كانت فائزه عليها فكان عمها هو المغني لحياتها وسنداً لِآلامها اما هو ! فلم يجد بعد اليتم الموحش الا القسوه من عَمه وزوجته تربى بعيداً عن الحنان والكلمات العذبه ..















مضت تلك الايام بطيئه على اثنان يحملان نفس عمق الجرح ونفس كمية الشوق الموحش
تلك الايام قد نزفت بها روحان دماً حتى الهلاك ، اصبحت الدُنيا المنيره من بعده عتمه وظلاماً موحش
ترك خلفه قلبان لم يرحمهما الزمن واصابهما بخنجراً في كل حين وفرصه

الايام التي بها تفقد الشجر اوراقها والبحار فلذات كبدها والجبال صخورها و الحياه ضوئها والدنيا صخبها
الايام التي بها الالم هو الغالب والحزن هو الفائز هي اياماً به وقعاً لا دواء ولا بلسماً له ..




كايد وهو واقف امام المسجد وعينه على عتباته الذي وقفا عليه ينتظرا المؤذن لينطلاقا بأول السطر يسابقا الجميع فهم بالاجر دائماً سابقي للاخرين وفي ظل ذلك المسجد اراحا صدورهم بالقراءن وحفظهم له بعد صلاة العصر

تقدم بوجه شاحب وصدراً هالك وهو يفصخ نعليه ويهم بدخول المسجد وبهمس : السلام عليكم
استقام بأول السطر وهو يستمع للمؤذن يكبر ، وعيناه على الارض يتأمل بجانبه ، هُنا كان يقف ويسجد هُنا كان يستغفر هُنا كان بجانبه حياً
اشاح بنظره ليرفع رأسه وهو يقول بألم : يالله انك ترحم من كان حياً بالأمس يارب انك ترحم من اضحك قلبي بالأمس

دقائق وعم المسجد بالمصلين وشرعوا لبداية الصلاه لبداية حكايه بين اثنان فقط "القلب والرب" ..



أخِي، قدْ مَرَّتِ الأَيَّا مُ بَيْنَ المَوْجِ وَالمَاسِ


ولَمْ أُمسِكْ سِوَى زَبَدٍ وَرَمْلٍ بَيْنَ أَرْماسِ


وَأَفكارٍ تُسَلِّمُنِي لِوَسْواسٍ، وَخَنَّاسِ


وَعُدْتُ بِغَيرِ أَجنِحَةٍ كَعَبَّاسِ بنِ فِرنَاسِ


أخِي، إنْ وَدَّعَ الدُّنْيَا شِتاءٌ بَعْدَ أَقْراسِ


وزَيَّنَ عُشَّهُ الحَسُّو نُ بَيْنَ النَّدِّ وَالآسِ


ومَالَ الغُصنُ مُنْثَنِيًّا بأَكمامٍ وَأَجراسِ


تَرَقَّبْ عَودَتِي فَجْرًا فَقَدْ أسرَجْتُ أَفْراسِي


أخِي، إنِّي علَى شَوقٍ لِلُقْيَا الأهلِ وَالنَّاسِ


لِلَثْمِ الأَرضِ في وَطَنٍ يُرافِقُنِي كَإحسَاسِي


إلى أُمِّي، وَوَجْهِ أَبِي وزَيتُونِي، وَأَغراسِي


أتَحْسَبُ أَنَّنِي أَنْسَى وَيُحْصِي اللهُ أَنفَاسِي؟




\\


الظبي بهدوء وهي تبتعد عن أحظان ام وليد : ان شاء الله يمه

ام وليد بجديه : والله يالظبي ان ماكلتي اني ماطب بيتك مره ثانيه

الظبي وهي ترفع عيناها الشاحبه لعينين ام وليد المحتده: يمه باكل طولي بعمرك والله باكل

ام وليد وهي تمد لها الصحن : يالله اشوف

اخذت الظبي بهدوء الصحن وبدأت بالاكل وهي تزفر في كل حين تشعر بتعب فقد مضت ايام كثيره وهي بلا نوم بلا طاقه وتلك الدموع في ذلك اليوم قد انسحبت مجدداً ولم تعد والالم مصاحب لقلبها لاتعلم كيف سيشفيه الزمان وهي لاتريد تخاف ان يشفي الزمان قلبها وتنسى شكله وتفاصيل صوته الحنون لاتريد ان يشفي الزمن قلبها ويتركها لاحقاً بلا شكلهُ ولا شوقها له..

الظبي وهي تضع الصحن بعيداً وهي تهم بالوقف لتسقط على الارض بتعب والسواد قد لحفَ بها وهي تمسك برأسها بألم
ام وليد بصوت خائف : بسم الله عليك قومي قومي اوديك للمستشفى شكلك تعبان مره يالظبي
الظبي وجهها شاحب وحاجبيها معقوده ابتسمت وهي تردف: مافيني شي يايمه من قلت النوم جاني اغماء بسيط
بقوم الحين بنام شوي يايمه

وما ان همت لتقف لتسقط مرةً أخرى على صدر ام وليد الذي تداركت الوضع مُنذ البدايه وبخوف : لا اله الا الله
وضعتها على الكرسي لتمسك بهاتفها وتبحث عن اسم "وليد " ويداها ترجف

ثواني فقط اعلن صوته بالاجابه ، وليد : هلا يمه آمري يالغاليه!
ام وليد بسرعه وبصوت خائف: يمه وليد الحقني الظبي طاحت علي تعالي ودني للمستشفى بسرعه ياوليد
وليد بسرعه وهو يفز بطوله : دقايق يمه واجيكم



لم تمضي تلك الدقائق الا وأعلن جرس البيت الصاخب وصوله..

ام وليد من ورا الباب وبصوت عالي : تعال ياوليد مابه احد البيت تعال عاوني انشيلها
وليد وهو يتقدم بخطوات واسعه ليسبق والدته و يتوسط المجلس ليرى تلك المُمده على الكرسي وتفاصيل وجهها متضح لعينيه المشتاقه وتفاصيل الألم على وجهها وتلك الطرحه على رأسها مرميه بإهمال تقدم وحملها بين يديه بخفه وهو يستنشق رائحتها ، اه كم تسَكر قلبه وتعطي قلبه حياه وتضي روحه هي حبيبة المراهقه وحبيبة الدرب الطويل لحد المشيب
حبه العظيم له مخفياً بين طيات الكتمان ، كان يحبها من بعيد ويكتفي بذلك يكتفي بارواء عينيه بها كل يوم صباحاً ومساءً

وليد وهو يضعها على المقعد الخلفي ويجلس امام المقود منطلقاً بسرعه وافكاره لا تستكين كروحه بحضورها
ام وليد وهي تمسح على شعر الظبي وبحزن : اقول لها يايمه مايصير ماتاكلين صارلها اسبوعين ماهي بماكله ولا نايمه زين ماغير تنام ساعه وتفز تناظر الجدار
وليد بصوت حازم : يمه البنت ان ماكلت المفروض تمسكينها وتوكلينها غصب انتي تدرين ان الحزن متعبها
ام وليد بضيق: والله انها تعصي وراسها عنيد وضعت يدها وهي تقرأ ايات رحمانيه على صدر الظبي

دائماً تستاكن الروح بآيات الرحمان وتشفي القلوب بآيات الواحد الاحد وهي على يقين ان علاج الروح الصاخبه الحزينه هي تلك الآيات الرَحيمه ..



بعد نصف ساعه وصلا للمستشفى ، وليد وهو يدخل وبين يديه جسد بلا روح وقلباً بلا نبض
وهو يضعها عالسرير المتحرك

تقدمت له ممرضه بسرعه وهي تردف بسؤال غريب :وش فيها؟

وليد بغضب :لو اني ادري ماجبتها هنا

ام وليد بهدوء : يمه وليد قل لا اله الا الله واهدى ثم اشاحت بنظره لتلك الممرضه الذي اعتلى عليها الخوف
والبكاء:يايمه جاها هبوط ، نادي الدكتوره فاتن بسرعه

دقائق قليله تقدمت فاتن وبخوف وهي ترى والدتها مسكت يديها بخوف: امرني يمه وش فيك تعبانه من شي تشكين من شي؟

وليد وهو يقطع كلامها بحده: الظبي طاحت عليها شوفي وش فيها

فاتن وهي تحول بنظرها للظبي الممده على السرير و ملامح وجها متضحه وشعرها لم يُخفى عن الاعين جيداً
بخوف تقدمت وهي تمسك معصم الظبي ونبضات قلبها البطيئه تقاوم الموت ، اردفت بهدوء وهي تدف السرير : ان شاء الله خير

قاطعها لافي بالطريق وهو يقول بإستغراب وملامح تلك الممتده لم تتضح له : اساعدك بشي ؟

فاتن بشرود وبسرعه : لا لا حالتها بسيطه مجرد هبوط بعطيها المغذي وبتصير احسن

لافي بصدمه وتلك الملامح قد اتضحت له الان : الظبي!!

وهو يسابق سرعتها بدفها للسرير وهو ويمسك يدها لتجري تلك التيارات اللعينه بجسده وهو يقيس نبضات قلبها اللتي تكاد تختفي : وش هبوطه يا فاتن هذي ماهي بعلامات الهبوط
اردف وهو يشير على اللون الازرق المنبعث من شفتيها والعروق الزرقا التي اعتلت وجهها

فاتن وهي تشهق بخوف وتقف : بسم الله وش صار لها ؟

لافي وهو يدف السرير لغرفة الطوارئ وهو يقول بتمتمه : ان شاء الله ماهو اللي فبالي ان شاء الله ..





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-10-18, 06:25 PM   #5

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



يقف أمام منزل صديقه ويده على صدره، لما هذا الصدر دائماً مشتعل لما لا يهدى ابداً،
صديقي رحلت قبلي ولم اكن اعلم بأن الموتَ سيقتل روحي بعدك، صديقي رحلت ولم تترك لجرحي أي دواء،تقدم بهدوء وهو يصاحب الألم لمنزله ، عاد من الغربه ليجد غربةً موحشه في بَلده ، عاد وفي عقله هو فقط فيصل صديق الأمس واليوم وصديقَ المزاحم لباب الجَنه بأذن الله ، لم يكن يعلم بأن الموت سياخذه قبل ان يشفي جرح صدره النازف ، زفر بضيق وهو يفتح باب البيت ليقع عينه على تلك الورقه

"يوم العزاء"

الرجل المشيخ وهو يمد ل كايد ورقه ويقول بهدوء : هذي وصاة المرحوم ياكايد ، سلمني اياها امس يقولي كان صار فيني شي عطها لكايد ، زفرَ بحزُن : شكله كان داري بموته جَعله بالجنه
كايد وعينيه تحكي حكايه اخرى عكس بُركان صدره : آمين

..


لم يتجرأ أن يفتحها لا يقوى على عتباً وكلاماً سيهلك صدرهُ بالتأكيد ، لايريد ان يقرأها لتصبح حقيقه مايعشيها الان فهوَ لايزال ينتظر خروجه في كل حين من وراء الباب ، ينتظر خروجه من خَلف الباب بضحكه وهو يقول : لعبت عليك ولا ؟
ابتسم بهدوء وهو يتمتم : يالله انك ترحمه وتغفر له ..

امتدت يداه لتمسك الورقه المرميه بإهمال على الكرسي وتياراً حارقاً قد سرى من يديه لصدره ، لايريد قرائتها ولكن!هي اخر كلماتاً عاش بها اخيه فليجعل رحيله بهدوء ..

(بسم الله الرحمن الرحيم

إلى صديق دَربي وأخ أيامي كايد ..

كان ودي أكتب لك رسميات يابورعد لكن مافيني حيل وانا اخوك والتعب مهلك صدري ..

شوفتك ياكايد وان كانت دقايق بعد غياب طويل هو
دفا لقلبي وجرحي الحزين شوفتك ياخوي شفالي جرح قديم كنت اظن بَموت وماشفى

يكفي اني ارويت صدري بك بعد غياب سنين وحرقة قلب عليك ،
تذكر يا كايد لما كنا نقول من فينا راح يموت اول ؟ كنت تدق الصدر تقول لو مت قبلي ماراح أحضر عزاك ، وكانك تقرا هاذي الورقه يعني اني فزت ورحلت قبلك يعني رحلت للي بيرحم شيبي ويشفي صدري وأنت تعلم بأن الموت حق وأن روحي ماهي بملكي واللهم لك الحمد انا راضي بموتي الحين بعد مدريت انك حي ترزق ، لكن !

ياكايد كاسر ظهري بالدنيا اني راح اموت والظبي وراي
طلبتك ياخوي
ان الظبي تحت ظلك خلها وخذها أمانه عندك ولا تسقيها من الهم فوق همها طلبتك ياخوي انك تصونها مثل ماتصون ولدك

كذا ابرتاح وانا بقبري يا كايد برتاح ان كانت تحت ظلك وانا عارف انك منت باللي جارح فيها
ودعتك الله ياكايد ونلتقي عند باب الجنه بأذنه ولقانا بالجنه اجمل.)


أرى الحزن لا يجدي على من فقدته . . . .
ولو كان في حزني مزيد لزدته

تغيرت الأحوال بعدك كلها . . . .
فلست أرى الدنيا على ما عهدته

عقدت بك الأيمان بالنجح واثقا . . . .
فحلت يد الأقدار ما قد عقدته

وكان اعتقادي أنك الدهر مسعدي . . . .
فخانتني الأيام فيما اعتقدته

أردت لك العمر الطويل فلم يكن . . . .
سوى ما أراد الله لا ما أردته

فيا وحشة من مؤنس قد عدمته . . . .
ويا وحدة من صاحب قد فقدته

وداع دعاني باسمه ذاكرا له . . . .
فأطربني ذكر اسمه فاستعدته

فقدت أحب الناس عندي وخيرهم . . . .
فمن لائمي فيه إذا ما نشدته


أعتصر الألم قلبه وتلك الكلمات كوقعاً ذا الماً بصدره ، وتلك الحروف التي تسكتين بخط مستقيم تارةً ثم تنزلق تارةً هي تجرح قلبه بسكاكين حاده ، ضرب رأسه بخفه وهو يقول : الظبي وانا شلون نسيتها ؟
كيف استطاع نسيناها وهي الان لا ظهر ولاسند بقت
أردف بهدوء كيف سيستطيع مجابهة من بالتأكيد تشبه لك من طيبتك الكثير ومن قلبك اكثر ومن شكلك ، الحَمل الجديد على كتفه يقسمه لشطرين ، هو على يقين انهُ لايُعاشر يخاف أن يظلم قلباً توصى به خليل قلبه
زفر بضيق : يالله تلهمني الصواب
هم وهو يقطع طريقه لمنزل فيصل سيحل المشكله من جذورها اليوم سَيضع أُسمها بجانب إسمه سيصبح له ابنه جديده بجانب رعد ، ولكن يستحال ان يتركها بعد تلك الكلمات التي بقى الدم هو الفاصل لردعها ..



طرق الباب كثيراً وهو واقف بجمود وجهه يحكي حكايةً لا عنوان لها
ولكن لا مجيب وتعالت تلك الطرقات لنص ساعه بدء يتسلسل الرعب لقلبه

هوَ:البنت صار لها اسبوعين بروحها شلون ماجت فبالي يارب انك تستر

اتاه صوت طفل بخلفه وبيده كره والعرق على جبينه : تدور الظبي ؟

التفت كايد وهو يشير برأسه بنعم

الطفل بعجله بعد ان ناده صديقه ليسرع : بالمستشفى اكيد شفت الخاله ام وليد ووليد شايلينها

احتدت عيناه وحاجبيه ثم اردف بهدوء : من متى ؟
الطفل وهو يركض بعيداً ،وبصوت عالي : قبل ساعتين




//

فاتن بِخوف وهي تراه خارج من غرفة الطوارئ وجهه شاحباً : وش صار يا دكتور لافي وش صار ؟

لافي والضيق اعتلاه زفر وهو يضع يداه على رأسه يعصره : اللي فبالي ، الظبي فيها السرطان

فاتن بهلع وهي ترا والدتها التي كانت تقف خلفه ووليد التي اشتدت نظرات عيناه وأضطربت انفاسه

تقدم بسرعه وهو يدف لافي : وش تقول انت ؟؟؟

لافي بإستغراب : عفواً من انت ؟

فاتن وهي تدف وليد بهدوء والدموع شقت وَجها : اهدى ياوليد خلنا نفهم السالفه

ام وليد الذي تبكي بصوت شِبه عالي وتنتحب : يالله ماهي ناقصه اوجاع فوق اوجاعها يارب انك تشفيها يارب البنت ماتستاهل والله ماتستاهل

لافي وبصيص الأمل بعينيه : معاها بس بالمرحله الاولى يعني ان شاء الله مع العلاج راح تشفى

فاتن وهي تجلس بقرب والدتها المنتحبه وتحضنها وبهمس : نفس الكلام هذا انقال لفيصل ولجدها رفعت عيناها له وبِحزن:وقلي وينهم الحين اُهمَ وينهم ؟

وليد وانفاسه تخنقه حتى النخاع وأسُهم حارقه تخترق صدره
لم اشبع من عينيها بعد لم اشفي صدري من حبها وقربها وهي بالحقيقه تحت ظل جناحي حلالاً ، فكرة ان ترحل كذويها تهلك قلبه فكيف وإن أصبح الامر حقيقه ؟

كاد وليد ان يتحدث حينما ارتد على مسامعه صوتاً حاداً : الظبي وينها ؟
التفت الجميع لذلك المخيف بهيبته وطوله الفارع وعيناه تحكي حدةً كحدة الصقر و حاجبيه معقوده ، يهابه الجميع فشكله وهو غاضب مخيف جداً

أردف لافي بهدوء : عفواً بس وش تقربلها يالطيب ؟
تقدم هو ليتضح مدى طوله بقرب ذاك المتغرطس وهمس بفحيح حاد : قلت الظبي وين ؟
فاتن وهي تقف بهدوء وهي على يقين بأن الذي امامها هو نفسه " كايد ال هاجسي " الذي يقف القلم له احتراماً والناس له وقاراً فتلك الجرائد التي تقبع بدرجها مُمتلئه بِصوره: إستاذ كايد .. الظبي تعبانه وهي داخل ترتاح شوي ورا..
قاطعها بحده : أي غرفه ؟
فاتن بخوف وهي تشير للغرفه ، تقدمهم ليرتد على مسامعه دوى صوتاً غاضب

وليد والغضب إعتلاه من هذا الجامح الواقف أمامه : وش تظن انت الدنيا سايبه ، الظبي مالها اهل بعد الله غيرنا ، انت منو علشان تنفرد فيهااا!

التفت هو ليتضح من عيناهُ غضبه المكبوت وشفتيه المتقوسه غضباً تقدم وهو يقف أمامه ويحني برأسه للاسفل وبهمس حارق: مو انت اللي تعلي صوتك علي ، والظبي من اهلي اليوم ولين مايشيب هذا الراس كله "اشار بيديه لشعره" استدار وهو يبتعد عنهم بِخطوات واسعه .

وليد وكاد ينفجر غضباً لولا يد فاتن التي احتظنته من خلف وبهمس بأذنه : اقصر الشر يا وليد ، انت ماتعرف هذا منو ؟
وليد وهو يدفها بغضب : لو انه ولد منو ، ماهو من حقه يدخل على الظبي وهي ماتحله احنا وين قاعدين
استدار ليهم بالذهاب لذلك الجامح لتوقفه يد لافي : استعذ بالله من الشيطان يأخ وليد ، تطمن مني بمخليه يدخل الا أنا وياه




ابتعد عنه لافي بخطوات واسعه وبعقله اسئله لا جواب لها ، من هو هذا اللتي تهابه فاتن وخضعت له بسهوله ، من هو هذا الجامح الذي بصوته اكاد اجزم ان قلبي كاد ان يختنق خوفاً ؟

لافي وهو يضع قبضة يده على الباب قبل كايد : انتظر يالطيب بس علشان البنت الحين ماهي متستره بدخل عليها وحده من الممرضات تغطيها

زفر كايد وهو يبتعد والجمود على وجهه ، لايعلم كيف وصل هُنا وكيف اتضح على مسامعه أُسمها بين سطور حديث مجموعة من الناس امامه، انشطر قلبه وهو يرى انتحاب تلك المرأه وغضب ذلك المراهق لايعلم كيف انطلقت رجليه لهم و نطقت شفتيه لايعلم هو حقاً لايعلم

لافي بهدوء وهو يَفتح الباب : تفضل
كايد بهدوء اكبر تقدم ليدخل تلك الغرفه المظلمه قليلاً وعلى ذلك السرير تمتد فتاة قد اشتد الحجاب عليها وغطى وجها طرحه بإحكام وعيناها الناعسه تتضح لعينيه المُهلكه
جلس بقرب السرير وهو يرى يداها اللتي يمتلئ لونها بالازرق ، رفع عينه بغضب : هذا وش ؟

لافي وهو ينتهد : اثار المرض
بغضب أكبر : وش مرضه وش فيها الظبي ؟
لافي وهو ينظر لتلك النائمه ، استيقظي اريد ان ارى تلك الاعين الحاده اريد دوى صوتك يرتد على مسامعي اجزم لكِ بأنني سأقبل منكِ مواجهتكِ وسأخضع لها ، استيقظي ارجوكِ ! همس بهدوء غريب : الظبي فيها السرطان ..
ثم رفع عينيه له وبشبه إبتسامه : لكن مثل ماقلت بالمرحله الاولى يعني مع العلاج راح تصير احسن بكثير

أشاح بنظره والألم يعصر قلبه اذا قصة رحيل أُخرى ! اذا ألماً جديداً ! ، صحيح أنه لايكن لها سوى تلك المشاعر الأبويه الوليده ولكن يكفي إنها وصية خَليل قلبهُ ..
بهدوء غريب : وش هي نسبة تشافيها ؟
لافي بحزم وأمل : 90‎%‎ إن شاء الله
اغلق بعينيه وهو يجزم بان حظه العاثر سيجعل تلك 10‎%‎ هي الغالبه يعلم جيداً بإن لا أمل فِحياته ولافرحاً
لافي : ان شاء الله من تصحى راح نبدأ بالعلاج
اردف بهدوء وهو يهم بالوقوف خارجاً : ان شاء الله خير





\\


استيقظت وهي تشعر بصداع يتشعش برأسها ويعتصر الألم رأسها بقوه ، تأوت بألم وهي تعتدل بِنومها لما تشعر بخمول يجري بجسدها! لما جسدها متعب هكذا لما يداها متخدثره! ، مالذي يحصل ؟
قَطبت حاجبيها وهي ترى الباب يعلن عن فتحه وخلفه إمرأه تنحتب وهي تجر خطواتها وتحتظنها : اللهم لك الحمد وش تحسين فيه يالظبي
أبعدتها من حُضنها وهي تسئلها : يعورك شي ؟ يألمك شي ؟

الظبي بهدوء والصداع مُلحف بقوه بِرأسها : لايمه قلتلك مافيني الا العافيه الله يهديك
مسكت يديها لتقبلها بعُمق : تعبتك معاي يمه الله لايحرمني منك
بكت المرأه بقوه وهي تضم الظبي لصدرها اكثر وهي تقول : ربي يخليك لي .. ربي يخليك لي
الظبي بإبتسامه متُعبه : ويخليك لي يمه ..

فاتن بضيق وهي تبعد والدتها المُنتحبه على الظبي المُستغربه وهي تقول بهمس : يمه مايصير اللي تسويه ماهو بزين الله يخليك يمه البنت تعبانه ولاهي ناقصه

أم وليد وهي تحتظن الظبي وببكاء : خليني يمه هذي الظبي بنتي اللي ربت على يدي ، الظبي هذي
بنتي بنتيي

الظبي وابتسامتها تذبل وبسؤال وصوت مُتعب : وش فيك يمه ؟ ، مافيني الا العافيه صدقيني

فاتن بهدوء مضطرب ارادت ان تردف فقاطعها طرق الباب : ياولد
وليد بهدوء ظاهري وهو يقف بالخارج وصوت شبه عالي: الحمدالله على سلامتك يالظبي وان شاء الله محنا مخلينك بمحنتك هذي ، نحن اهلك بعد الله وامي امك واختي اهيا اختك وانا اعتبريني أخوك
وان شاء الله راح تصيرين أحسن انا على يقين وخلي املك بربك قوي

التفت الظبي بحاجبي معقوده لفاتن : وش صاير يافاتن ؟

فاتن بتوتر : مافي الا العافيه ، اهلي خايفين عليكِ بس ..

الظبي بحده وبصوت مُتعب : وش صايررر يافاتن ؟؟

فاتن بانفاس مضطربه وعيناها بالارض : يالظبي انت إيمانك بربك قوي و

قاطعتها الظبي بحده اكبر : اخلصي علي يافاتن وش صاير قولي ؟
فاتن وهي ترفع عيناها وتمسك يد الظبي : الظبي انتي فيك السرطان ، اردفت بسرعه وبصوت يملؤه الامل : لكن له علاج له الحمدالله وراح تصيرين بخير ..

اختفت حدة عيناها وحاجبيها ارتخت وتقوس شفتيها اختفى ليحل محله ابتسامه كبيره مُتعبه وصف اسنانها العلوي قد ظهر وسرت بجسدها تيارات بارده ، اذاً ذلك المرض الخبيث اصابني ! اذاً سيهلك صدري مرةً أخرى ثم سأرحل ! سأرحل من هُنا !
ضحكت بفرحه وهي تردف بتعب : يعني راح اشوفهم راح اروح لهم

بكت أم وليد بصوت عالي وهي تحتظن الظبي بخوف أكبر : لايمه منتي برايحه مكان انت هنا مكانج

وليد بصوت غاضب : وش الكلام هذا يالظبي ؟ ان شاء الله راح تتعالجين وراح تصير احسن ، ما اسمعك تقولين هالكلام مره ثانيه ولا ازعل عليك

فاتن بصوت باكي وهي تَمسك يد الظبي بِقوه: بسم الله عليك لا تقولين كذا

اردفت بهدوء وشبه ابتسامه على وجها وهي تبعد ام وليد بهدوء عن حضنها وتمسك وجنتيها لتقبل رأسها : يايمه لاتخافين علي المرض كوى صدري مرتين ولاني خايفه يكويه الحين مرة ثالثه ، اردفت بهدوء وهي تمسك يدها : يمه تصدقين لو قلتلك مني خايفه واني فرحانه ؟، رفعت عيناها لعينين ام وليد الباكيه وبصوت مستسئل : يمه قوليلي وش لقيت من الدنيا غير الالم والحزن كاوي هالصدر ، يمه قوليلي متى الدنيا وقفت بصفي واهيا كله ضدي ووراي ؟
ابتسمت وهي تقول بصوت متعب : واخيراً انصفتني الحياه ، وان كان المرض بيهدني يمه انا راضيه به ولا ابي اتعالج ..

تقدم وليد بلا شعوروهو يتوسط الغرفه و يردف بغضب شديد وملامح وجهه تكاد تختنق : وش تخربطين انتي وش تقولين؟؟؟ ، راح تتعالجين يالظبي ورجلك فوق راسك .

الظبي وهي ترتدي حجابها بسرعه وبغضب : وانت من سمحلك تدخل كذا ؟

فاتن وهي تسحب اخيها وبعتب : وش تسوي ياوليد الله يهديك اهجد

وليد وهو يشير بيده وبتهديد : راح تتعالجين يالظبي سمعتي ولا ؟؟؟؟

الظبي بغضب وصوتها مبحوح : اطلع برع ياوليد ومالك لوا فيني ، اطلع دام النفس عليك طيبه

أم وليد ترفع عيناها لوليد الغاضب ، ايا فلذة كبدي اتظن بأنني اجهل حبك العقيم لها ؟ اتظنني اجهل شوقك الفاضح لها ؟ ايا فلذة كبدي اتظنني الا أعلم مابقلبكِ ومابين سطور كتابك؟

اردفت بهدوء وهي تمسح وجهه وتقف وهي تمسك بيد وليد الغاضب وتغلق الباب : يمه ياوليد وش اللي تسويه ، هاذي العلوم ماهي بعلومنا

وليد وانفاسه مختنقه وبصوت حزين وهمس : يمه ماتسمعين وش تقول ، يمه تقول ما ابا اتعالج يعني اهيا راضيه بموتها راضيه يايمه ..

ام وليد وهي تقبل كتفه وبهمس : ان شاء الله راح تتعالج وبتصير احسن
ثم اردفت بابتسامه شاحبه : ونخطبها لك

وليد والحروف اعتصرت فِمهدها وماتت لا يعلم ماذا يقول اكتفى بالصمت الميت وشبه إبتسامه وهو يقول بهدوء : ان شاء الله
رفع عينيه بخجل لعينها : من متى يمه تدرين ؟

ابتسمت اكثر ام وليد : من زمان يمه وانا عارفه بعلة قلبك وانتطرك تجي واقولك تم والبيك

قبل يديها بابتسامه هادئه : الله يخليك لنا يايمه ، عندي مشوار رايح له وراجع يايمه ،طمنيني عليها كل شوي طيب يمه!

أم وليد وهيه تودعه : ان شاء الله حافظك ربي ..







لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-10-18, 06:26 PM   #6

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

بعد سـَـــــــــــاعتان ..










طرقات على الباب ألجمَ صمتُ الغُرفه ، التفت عيناها بهدوء لقاطع تفكيرها وبحرُها الحزين ، جلست وهي ترمي الطرحه على وجهها ، مُنذُ وفاته وهي تشيح بوجهه عن الناس فهيا لا تقوى نظرات الشفقه اللتي تعتليهم ، احقاً وجعي شفافاً ؟ لما يا انظاري تكشفين ألم قلبي ؟ لما لا تقفين معي ؟ لما لا تخبين المك عنهم وتنزفينّ بالليل وحدكِ ، فقلبي لايقوى شفقةً ولاصدقةً..

تنهدت بتعب وهي تعتدل بِجلوسهل وبهمس : تفضل !


ثوانً ! لتستوطن الغُرفه رائحةً كرائحة الوطن بعد الغياب ، كرائحة الأم بعد الغُربه ، كرائحة الفرح بعد عنان وحزناً ، كرائحة العود بصباح العيد ..
كانت عيناها بِحضنها لم تقوى رَفعها فهيا لا تعلم من هو ذلكَ المُحمل برائحةً شبيهه لِقلبها


بصوت هادئ : الحمدالله على سلامتك يالظبي
جلس على الكرسي البعيد قليلاً وهو يقول بهدوء أكبر : يالظبي انتي فقدتي أب وعم وأخ ، وانا فقدت ظهر وسند ووطن
رفع عيناه لها وبحزن مكتوم وصوت واثق : وانا جاي اتمم وصية بوطلال اليوم


اردفت بنفس متضطرب وعيناها لاتزال بِحضنها : أنت كايد ؟
باستغراب وصوت حاد : إيه نعم !
رفعت عيناه له لتصعق ، أيُعقل ان يكون هذا الذي اوصاها به عمها قبل وفاته ؟ أيُعقل ان يكون هذا الرجل من سيشاركها نفس الحياه ونفس الدرب ونفس الغُرفه ؟
ارتخت ملامحها وهي ترى ملامح وجهه ، بها من الألم كثير ومن الحزن اكثر ، عينان حاده وحاجبان كثيفان ورموشاً كثيفه وفكاً عارض ، به من ملامح الوطن كثيراً ..

تنهدت بِضيق وهي تنزل من انظارها لِتعود بِعقلها للخلفُ قليلاً






(الظبي وهي تجلس بِقربهُ : سم يالغالي ؟

بصوت مُتعب وهو يعتدل بِجلوسه : يالظبي يانبض قلبي ، انتي عارفه اني ماني دايم لك

أردفت بسرعه وبغضب : يبه كم مره قلتلك لاتقول الكلام هذا ؟ وبعدين نحن ما اتفقنا ان اذا تزوجت انت انا اتزوج ؟

ابتسم بتعب وهو يحتظن كفها ، دائماً تقرأ تفكيره قبل ان ينطق به : بس يايبه هذي الدنيا اليوم نحن هنا وبكرا لا ، صح ولا ؟

الظبي بصوت طفولي : صح

بإبتسامه أكبر : اجل قولي تم وانا ابوك

الظبي بهمس : تم يبه ، و انا داريه ان الموضوع ماراح يسرني

اخذ كفها وقبلها بهدوء وهو يقول : بيسرك وانا ابوك بيسرك..
بهدوء غريب : ان جاك كايد وخطبك وافقي عليه

الظبي بصدمه : يبه وش كايد ؟ كايد مات يبه وش تقول انت ؟

شد يدها اكثر وهو يقول بتعب : حي يايبه حي ، شفته كان مسافر.. وامس رجع

الظبي بخوف : يبه انت خذت دواك ؟

ترك يدها بغضب وهو يقول : ماني مجنون يالظبي علشان يتهيألي ، كانك ماتصدقيني روحي واسئلي الجيران

اردفت وهي تسحب يده وتُقبلها : محشوم يالغالي ، بس 15 سنه ونحن نسمع ان اهو توفى وشلون تبا اكذب السنين ذي)





بك يا زمان أشكو غربتي

إن كانت الشكوى تداوي مهجتي

قلبي تساوره الهموم توجعاً

ويزيد همي إن خلوت بظلمتي

يا قلب إني قد أتيتك ناصحاً

فاربأ بنفسك أن تقودك محنتي

إن الغريب سقته أيام الأسى

كأس المرارة في سنين الغربتي

قد كان نومي هانئاً فوق الثرى

من غير شكوى أو عذول شامتِ

من غير هم بالزمان وكربه

من غير تسهادٍ يشتت راحتي






عادت لواقعها على صوته على ترانيم انغامه فهو يحمل بصوته دفئاً وغربةً كم هو متناقض صوتك يا كايد

:الحين بيجي الشيخ ويسئلك ان عندك شروط واذا موافقه ولا ؟
اردف بهدوء وسؤال : انتي موافقه ؟

اعتصر الألم قلبها وكاد يختنق اردفت بِغصه : موافقه بس لي شرط
رفع عيناه له باستغراب : امري ؟

الظبي بثبات : بقوله للشيخ ماعليك امر

بهدوء وجمود : براحتك



اما هو فمنذُ انا اتاها صوتها من خلف الباب ونبضات قلبه ليست ساكنه ، ففكرة انها صغيرة أخيه تقتله حتى النخاع ، ففيها من رائحتهُ ومن شكلهُ بالتأكيد ، لايعلم لما جموحه يسكن امامها وكأنها طفله ارتمت تحت ظله فاصبح عهداً عليه أن يحجب عليها أشعة الشمس الحارقه وينفخ عليها من دفئ قلبهُ ، شعوراً لذيذاً يُصاحبه وهو يعلم بأنها سَتكون طفلته وليست زوجته ففارق السن بينهم شاسع ..

رن هاتفه ليقتل الصمت الموحش
اردف بجمود وصوتاً حاد : طيب ثواني واجيك
أغلق هاتفه وهو يخطي للخارج ثم عاد وبجانبهُ الشيخ

كايد بِوقار : تعبناك ياشيخي سامحنا

الشيخ بصوت هادئ مبتسم : تعبك راحه ياولدي ، عارف بظروف المغلوبه ومقدرها والله يكتب اللي فيه الخير

كايد بهدوء : آمين
كايد وهو يطرق الباب : يالظبي الشيخ جا تفضلي قولي شرطك

الشيخ بصوت شبه عالي وبحنيه: السلام عليكم يابنتي ، طمنيني شو أخبارك ؟

الظبي بهدوء : وعليكم السلام ، الحمد لله ياشيخ حالي اهون من كثير ناس

الشيخ : الحمدالله رب العالمين ، يابنتي انتي موافقه عالزواج من كايد آل هاجسي ؟

الظبي بصوت غريب : موافقه بس بشرط ياشيخي

الشيخ بسؤال : وش هو شرطك يابنتي ؟

دقائق وبقى الصمت هو الجواب ولا من مجيب
الشيخ بصوت شِبه عالي : وش هو شرطك يابنتي قولي ولا تخافي

الظبي : ياشيخي انا مريضه بالسرطان عافكم ربي ، وشرطي اني ما اتعالج ..

عاد الصمتُ للمره الثانيه ولكن من الطرف الأخر وفقط الهمسات اللتي ترتد على مسامعها من غير أن تستطيع حلها..


قطع الشيخ الصمت بصوتاً عاتباً : شرطك مايجوز يابنتي هذا اسمه إنتحار لانك ببداية المرض والمرض له علاج وان كان المرض معاك بالمراحل الاخيره شرطك جائز ، اما الحين بوضعك ذا ماهو بجايز سامحيني يابنتي ..


الظبي بإختناق وبحزن شفاف : ياشيخ راضيه بمرضي وراضيه بإبتلاي وراضيه بموتي ، ياشيخ ماضل احد بالدنيا ابقاله و لاني ابي شفقه ولا صدقه من حد ، ان كان مرضي علاج الآمي انا راضيه به ولا ابي اتعالج ولاعندي شرط ثاني ..

الشيخ بِحنيه : يابنتي ربك سبحانه وتعالى يقول " قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ " ولاتقولين مابه احد عندي ابقاله ، عندك ربك فوق وعندك روحك اللي بجسمك ، وعلاج الامك ماهو الموت يابنتي علاج الالام هو قربك لربك وصدر ثاني يحتويك ، و كايد يابنتي انا اشهدلك فيه انه ماراح يضيمك ، وانا عارف يابنتي انك مؤمنه وانك عارفه ان ماتعالجتي راح يكون إسمه انتحار وراح يغضب عليك ربي يابنتي ، ها وشقلتي نقول على بركة الله !


لما الاوجاعُ تُصاحبني لما لا اجد لسؤلي جواباً؟ لما الحياةُ مليئه بالمتاعب ، اكتفيت من دنيا الهمُ عنوانها ، لا اريد سوى الرحيل فلا حبيباً بقى ولا اباً بقى ، اردفت بهدوء وانفاس متضطربه وصدراً غير ساكن : موافقه ياشيخ



الشيح بِفرحه : الله يوفقك ويسعدك يابنتي وتلاقين علاجك بالرجال الطيب هذا
الشيخ وهو يعطي الكتاب لِكايد الهادئ : وقع ياولدي هنا وخلها توقع اهيا هنا
ثم وضع يده على كتف كايد وهو يطبطب : البنت الحين تحت ظلك ياكايد لاتظلمها ولا تضيمها انتبه ثم انتبه لانها يتيمه ولان الرسول عليه الصلاة والسلام قال " رفقاً بالقوارير"..

كايد بشبه إبتسامه : بعيوني ياشيخ تطمن هذي من ريحة الغالي ومابه احد يكون تحت ظلي وينضام تطمن ..
كايد وهو يدخل داخل الغرفه لتلك اللتي لم يرى منها سوى عينها ، اعطاها الكتاب بهدوء : وقعي هنا يالظبي

أخذت القلم وبهدوء مصطنع وهي تكتب اسمه بجانب اسمه الفخم
لتبدأ حكايه جديده حكايه فيها من الغموض أكثر ومن الدفئ الكثير
اخذ الكتاب وهو يقبل رأسها بهدوء : مبروك وان شاء الله ماتلقين مني الا اللي يسرك

خرج من الغُرفه وهويحمل خطاه لايعلم لما الجرح القديم الذي بصدره عاد ونزف ، فصوتها الحزين ودمعها اليتيم أحرق قلبي ، كلامها منذُ قليل اجلد صدري بجمراً ، يتيمة الام والاب والعم والظل والصدر الحنون ، وحشه بوطناً وغربه منتهك ، نتشابه الاحوال يا صغيرتي ، فأنا فِذاك الغُربةُ وجدت دربي واعتدت وما أنتي الا سائحةً جديدةً به ، ثقِ بي لن اجعلك تتوهين وحدك في ذلك الطريق ..

توجهه للاستقبال وهو يقول بجمود : وين مُدير المستشفى ؟

الممرضه بابتسامه كبيره وهي تشير للغُرفه : الغرفه هذي

استدار وهو يهم للوصول للغُرفه ليقاطعه بالطريق الدكتور لافي

لافي بابتسامه وهو يمد يده : السلام عليكم استاذ كايد

كايد والجمود لايزال يعتليه وبحده : وعليكم السلام والرحمه

لافي بابتسامه اكبر : اجل انت كايد اللي المستشفى تتكلم فيك من ساعة ماجيت ، تشرفنا يأخ كايد

كايد بهدوء : الشرف لي يا .. اشاح بنظره لبطاقته التعريفيه ثم اردف بِشبه ابتسامه : دكتور لافي

لافي بِهدوء : ماعليك أمر بسئلك سؤال ؟ وش تقرب للظبي انت ؟

كايد وهو يحد بعينه وصوتاً حاداً : الظبي زوجتي يادكتور لافي والحين اعذرني لي كم شغله تلزم اخلصها ..
ما ان لبث ان ينهي جملته قطع طريقه وتوجهه لِغُرفة المدير فهو يمقت الفضول ولا يجذبه تلك الاعيُن المُتسائله ..

تكاد عينيه تخرج من رأسه : زوجها ؟؟؟؟ كيف زوجها هذا وش يخربط ؟
خطى سريعاً وهو يشد بِخطواته لفاتن اللتي تقف بجوار مكينة القهوه وبصوت حاد : فاتن ؟

التفتت فاتن باستغراب : هلا دكتور لافي ؟

لافي بهدوء وحاجبيه تعلن عن أسئله بعقله لا جواب لها : الظبي متزوجه ؟

فاتن وهي تقطب حاجبيها : لا

لافي باستغراب : متأكده ؟ يمكن متزوجه من وراكم ؟

فاتن بهدوء : لا مو متزوجه يادكتور لافي ليه ف....
اشاحت بنظرها على كايد الذي يخرج من غُرفة المُدير ، لما هذا الجامح جذاباً هكذا؟ لما اشعر انني اريد الارتماء بحظنه فقط حظنه ؟ لما نبضات قلبي تزداد هكذا مالذي يحدث ؟

لافي وهو يلتفت لوقع عينين فاتن ثم استدار لها بغضب : هذا الكايد كذاب يقولي انه زوج الظبي

فاتن وعينيها تاكد أن تُقتلع : وش ؟

لافي بغضب اكبر : يكذب اجل !

فاتن بضيق وجَهل : كايد صديق المرحوم فيصل ، وقبل 15 سِنه قالوا انه توفى ولاعاد سمعنا منه خبر وبالفتره ذيك الظبي كان عُمرها 11 سِنه يعني مستحيل يكون زوجها وهو مالبث الا اسبوعين راجع ..

لافي باستغراب : 15 سنه واجل الجرايد وش تنزل عنه وتقول كايد وكايد

فاتن بزفره : من سنتين والجرايد تكتب عنه مجرد إسم وهو ما افصح عن قبيلته ، ماكان لنا علم بان اهو صاحبنا المتوفي ماغيره
فاتن وحاجبيها معقوده واصابعها تُشير إليه : شوفه دخل عند الظبي ، بروح اشوف وش القصه ..

تقدمت فاتن وتركت خلفها شخصاً لايعلم ماذا يحدث وان كان الامر حقيقاً فإذاً تلك الجامحه سيروضها كايد آل هاجسي اذاً تلك الاعين الحاده ستصبح عاشقه له وتلك النبرات الشرسه ستصبح حانيه له ، تباً لك ياكايد لقد فُزت الدُنيا بِقُربها ..




\\



جالسه بتعب وهي تشعر بارهاق جسدي ومعنوي ، اليوم اصبح كابوسها حقيقه لطالما كرهت الزواج والارتباط وفكرة الدرب حتى المشيب ، فكيف الان وهي زوجه وفُستانها هو الالم ، ثم ان خطت يداها اسمها بجانب اسمه لحين تلك القُبلةُ الحارقه وانا صدري يكويني ، روحي تحرقني وانفاسي تُهلكني ، اتريني الان يا أمي؟ اتراني يا أبي ؟ اترونني يا احبتي ؟ صغيرتكم تزوجت اليوم وهي ترتدي فُستاناً يهُلك صدرها ترتدي فُستاناً ذا لوناً شاحباً ، و زفتي اشواكاً وحُزناً
الظبي بتنهيده : يارب ارحم ضعفي وقيلة حيلتي ، يارب انك ترحمني برحمتك
همت بالوقف وتذهب لدورة المياه تريد من الوضوء ان يغسل حُزنها واثار جرحها ، تريد من الصلاةُ ان تريح صدرها وتحيي قلبها ، تريد بسجودها ان تطيل بالدعاء لبارئها ..
خرجت وهي تستغفر من دورة المياه لتتفاجئ بجلوسه على الكرسي وبيده اوراقاً كثيره ، ونظارات عينه الحاده تشعرني بانني عاريه ، مدت يداها لحجابها وهي ترتديه ليأتيها صوته الحاد : انا زوجك يالظبي ماهو بغريب علشان تتغطين
اردفت بهدوء وهي تشد حجابها وتلبس العباه : عارفه يابورعد لكني بصلي ،ثم استدارت للقبله وكَبرت وشرعت حكايتها مع من يفهم حالها وضعفها ..



طرق الباب فلم يجد مجيب دخل بهدوء بعد ان تأكد انها بدورة المياه وبيديه اوراقها فهو سيُعالجها بمكاناً اخر بمكاناً ستشفى به بعيداً عن هُنا عن ذكرياته مع ذلك الراحل ، توقفت نبضات قلبه عن الحركه ، مالذي يحدث ؟ كيف عاد فيصل للحياه ، هاهو امامي يقف مالذي يحدث ؟ ، عيناها صاخبه مُتعبه كيعينين فيصل وأنفها السَيفي وحاجبها الكثيفه وشفتيها ووجنتيها الحمراء ، تشبههُ كثيراً تلك الناضجه ، تشبهه اكثر حينما تعقد حاجبيها وحينما تزفر بهدوء ، صغيرتك يافيصل به من وجهكَ الكثير وسأروي غُربتي بذلك الوجههُ سأرويه بِشبيهتك يافيصل ..

قطع تفكيره صوت طرقات الباب تقدم للباب وهو يفتحهُ بهدوء فان كان ذلك المتغرطس سيطرده لامحال فهيا تُصلي ولايجوز تواجده ولكن اتضح لهُ فتاةً وعيناها من تحت النقاب توحي بإستغراب ، اخفض عيناه بُسرعه ..

فاتن : استاذ كايد ممكن ادش ؟

كايد وهو يفتح لها المجال للدخول ثم يغلق الباب

فاتن وهي تتوسط الغُرفه وبهمس : استاذ كايد صحيح لي سمعته

كايد وانظارهُ على الظبي التي تُصلي : وش سمعتي ؟

فاتن وانظارها عالارض : انك زوج الظبي

كايد بهدوء اكبر وهو يشيح بأنظاره لـ ِمسباحه الذي بيده : اي صح

فاتن بهدوء مصطنع : ومن متى ؟

ارجع نظره على الظبي التي انتهت من الصلاه وهو يقف ويتوجهه لها : وش راح تفيدك المعلومه هذي ؟
استقام بجانب الظبي فظهر فارق الطول بينهم فهو طويل جداً ذو بُنيةً ضخمه هيا ايضاً طويله ولكن امامه تصبح هراءاً ، همس وهو يمسك يدها المُتعبه : مشينا يالظبي

الظبي وهو تحول انظارها له وبصوت مُتعب : وين يابورعد ؟

كايد وهو يمسك يديها ويسندها وهو يحمل باليد الآخرى الملفات : بنطلع من هنا ، ثم اردف بهمس : بعدين بقولك . .

فاتن بهدوء غريب معلناً وجودها العقيم : مبروك يالظبي كان علمتينا بزواجك عالاقل !

الظبي بهدوء اكبر : هذا انتي عرفتي الحين يافاتن ، ماتغير شي
تركت يده العريضه الدافئه وهي تمسك يد فاتن وبِهمس : ما اوصيك بعمتي وان شاء الله باول فرصه بجيها ، انتبهي لنفسك وسلمي على وليد
ستشتاق لحضن تلك المرأه الدافئه لتلك الرائحه المُنعشه لصدرها والتي تروي القليل من غُربة الدُنيا ، ستحن لصوتها الدافئ ولكفها الحاني ، ولتلك الزميلةُ التي تجزم ان تجعلني أُحبها ، ولذلك المتمرد المُراهق لوليد الذي تعلم جيداً بأنه اخاً لجانبها فهو يَصغُرها بسنيناً كثيره وكثيره جداً ..


تركت يداها وهي ترجع يدها ليد كايد الدافئه لاتعلم لما تشعر بقربه ولو بالقليل من الدفئ لقلبها وكأنه نوراً بين ظلاماً هالكاً ، اسندها بهدوء ودقات قلبها لاتستكين. وهما بِالخروج تاركين خَلفهم فاتن ، الوجهة غير معروفه والدرب غير متضح والأرجُل هي الغالبه . .




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-10-18, 06:27 PM   #7

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



في هذا الجزء من الحكايه سأقصُ عليكم القليل من الجرح القديم ، لماضٍ أليم ولحزناً دفين ،
قد حان الوقت لتخرج للنور تلك الجروح المليئه بالذبول ، وقد حان الوقت لذاك الصدر
أن يبوح بهمساً وحروفاً وقعها كوقع الملحُ عالجرحِ . .










استيقظت ام وليد وهي تضع يدها على صدرها وبهلع : وش تقولين يافاتن كيف يعني طلعت والبنت مريضه وعليها علاج ؟ كيف طلعوها المستشفى ؟؟

فاتن تنهدت بهدوء : يمه الظبي تزوجت

ام وليد بشهقه : وش ؟

فاتن وهي تزفر بضيق : وزوجها كايد يايمه ، اليوم اخذ اوراقها وراح يعالجها بمكان ثاني

ام وليد بصوت حزين : يا ويل حظ بنتي الفقيره ، متى تزوجت متى ؟

فاتن وهي تغلق عينيها : مدري يايمه ، تسلم عليك الظبي وتقولك بتجيك تطمني

ام وليد بصوت شبه باكي : وش تجيني يايمه وش تجيني ، انا عارفه الظبي انها تشيل الحَمل بروحها ولا يعاونها به أحد . . وبضيق أكبر : عسى ربي يوفقها بهالكايد وتلاقي به مايطيب خاطرها ويسند ظهرها

أغلقت الهاتف بقلب ام حزينه فالظبي مُنذُ ان كانت طفله وهيا بأحضانها ، وحتى بعد موت والدتها لم تتوقف في إنسكاب الأمومه لها، تنهدت بضيق كيف سأخبر ذلك المتمرد بأنه حُبه اليوم لها اصبح عقيماً وشاذاً كيف أخبرهُ انه الحكايه التي انسجها بخيوطهُ انقطعت كيف أخبره كيف؟


تقدم بذهول وعيناه تكاد أن تخرج من رأسه : يمه صحيح لي سمعته؟

شهقت بخوف وهي تضع يدها على صدرها من دخوله المُفاجئ: خوفتني يايمه وش بك

وليد بصوت غاضب : يمه صحيح لي سمعته ، الظبي تزوجت ؟؟

ام وليد وهي تغلق عيناها بهدوء وبضيق : ايه يمه ، الظبي ماعمرها شافتك غير أخ وصدقني يايمه ان حبك لها من البدايه ماهو بصالحك اهيا كبيره واجد وانت ترك داخل العشرين ، والله يوفقها ويصلح حالها ويوفقك مع اللي تستحقك ياولدي ماهي بن..

قطع حديثها بهدوء غريب : بس بس يايمه ، بقولك شغله وحده بس يايمه
رفع عينيه بحده : علي الحرام ان تزوجت عُقب الظبي ،اردف كلماتها= الموجوعه وهم بالرحيل تحت شهقات والدتها المُفزعه والخائفه التي اخذت تخبرهُ بالإستغفار

خرج وهو يفتح اول ازرار الكندوره وتنفس بعمق وانفاسه تَخنقهُ وصدره يكويه ، أحقاً رحلت حبي اللذيذ ؟ ، احقاً رحلت صاحبة الظل الطويل ؟ احقاً رحلت لتروي بظلاً أخراً؟ ضرب صدره بألم و تلك الدمعةُ عالقه بين رمشه ،لاتنذزفي يادموعي ابقي شامخه تماماً كشموخها ، فان طال الزمان وقصر سيكون أُسمها بجانب أُسمي..







تشهّيتُ الطفوله فيكِ.


مذ طارت عصافيرُ الربيعِ


تجرّدَ الشجرُ


وصوتك كان، يا ماكان،


يأتيني من الآبار


أحياناً و أحياناً ينقِّطه لي المطُر


نقيا هكذا كالنارِ كالأشجار..


كالأشعار ينهمرُ


تعالي كان في عينيك شيء


أشتهيهِ و كنتُ أنتظرُ


و شدّيني إلى زنديكِ


شديني أسيراً منك يغتفُر


تشهّيت الطفولة فيك


مذ طارت عصافير


الربيع تجرّد الشجرُّ!











//













ماهر وهو يضيق عينيه وبسؤال : ماقلتلي من هو هالكايد ؟؟

عزيز وبيدهُ اوراقاً كثيره وتركيزهُ مشتت : اكتب عنه بقوقل ويطلعلك

ماهر بِخفه وهو يتصفح الانترنت وهو يدندن وبعد دقائق شهقه شهقةً عاليه

عزيز وهو يرفع عينيه لهُ : علامك يرجال !

ماهر بإبتسامه : والله ماهو بقليل هالكايد ، كل ذا يطلع منه !! بس ما فهمت كل هالخوف منه ليه!

عزيز وهو يشيح بإنظاره عنه وهو يكتب : والله انه رجال وكلامه ينوزن بذهب ، شف افعاله شف وش سوى لهالبلد رفع عينه وبهدوء : احنا مب خايفين منه ياماهر لاحشى ، لكن الصمت بوجوده تحسه واجب عليك ، لان كايد حتى مطولين الاشناب يحترمونه


ماهر وهو يضيف بعينه : وش سوى ياخي علمني هالجرايد مامنها فايده ماغير تتكلم عن بطولاته ، ماهر وبين يديه مقاله قديمه يتوسطه شكل كايد قرأ العنوان بصوت عالي : كايد الغموض يفك حصار مجموعه من اللاجئين الآسرى
ثم انتقل لمقال آخر وبصوت شبه عالي : كايد مثال وقدوه لهذا العصر ، كايد حاضن المساكين وملجئ المحتاجين
رفع عيناه بتهكم : كثر الله خيره وفي ميزانة حسناته ، بس وش اللي يثبت انه من ورا الباب وورا عيون الناس ماهو بدسيس ؟
وضعه يده على ركبتيه وهو يقول : ماش ما اقنعتوني


عزيز بِشبه إبتسـامه : طيب بسئلك سؤال ؟

ماهر وهو يعتدل بجلستهُ : اسئل


عزيز وهو يخفي ابتسامته : لو بعيد الشر توفت امك وهيا مذبوحه ؟ وتوفت بنت اختك الطفله مشنقوه وكل هذا تحت عيونك وانت مربوط
رَفع عينيه وبِحاجب مرفوع : وش بصير فيك ؟


ماهر وهو ينتفض ويكشر : وش ذا السؤال اللي نفس وجهك

عزيز : طيب قولي وش بتسوي ؟

ماهر بتفكير عميق : والله مسكتني من يد تعورني ، مالي جواب لسؤالك ، وشلون تبغاني اجاوب على سؤال ان صار ماظنيت يبقى "وهو يشير على رأسه" فهذا عقل ..

عزيز وهو يشيح بانظاره : اجل الحين عرفت ليه نحترمه هالكايد !

ماهر وتكاد اعينه الاقتلاع : وش ؟ صارله كذا ؟ متأكد ؟؟

عزيز بحده : المعلومات هاذي ماتطلع يا ماهر لانها سريه وانت عارف

ماهر وهو يعتدل بجسده ويشير برأسه بنعم

عزيز بهدوء : انا وكايد كنا بنفس الفرقه بس هو برتبه أعلى منا وكثير ناس كانوا يكيدون له بس اوقعهم ، لكن ! الافعى ان قتلت لها ذيل تجدده ، وصار انه كادوا له وامسكوه وربطوه عذبوه لكن رفض إنه يعطيهم اي اجابه وبعدها جابوا أمه واذبحوها قدامه واكملوا على بنت اخته
رفع عينه وباهتزاز : تعرف وش سوى ؟

ماهر بفضول : وش ؟

عزيز بغموض :نحن داهمنا المكان بس بعد فوات الاوان والكلاب شردوا ، هو رفض انه هو يكشف عن هويتهم وطالب من المسؤولين يعطونه المهمه اول شي رفضوا رفض تام ثم انصاعوا ، سافر وبعد خمس سنوات وصلهم وخذ حقه ، امه انذبحت قِدامه وبنت اخته انشنقت وكل ذا وهو ماهو بقادر يوصل لهم اختفوا كأنهم مالهم اي أثر ، تخيل جرحك ! تخيل وش راح تكون حياتك ! انت تظن انك راح تقدر تكمل ؟ لا والله ان يجيك جنون ولا انت صاحي منه
لكن هو قال روحي وروح أهلي فداء للوطن ، و لي الفخر ان اهلي شُهداء معركه ، ظل شامخ يعطف على المسكين ويساعد الكبير، يوفي بوعده ولا يخلف به ..

رفع عينه وبسؤال : تقدر تشابه ياماهر ولك مني احترام ومكانه !

ماهر بصعقه وريجاً ناشفاً : يا الله وش ذا القلب لي عليه

عزيز بسخريه : والله انك رخمه اي والله رخمه

ماهر بهدوء وهو يشيح بأنظاره : لا اقصد كيف قوا قلبه بعد كل اللي صارله

عزيز : ان مشيت ورا قلبك ولا حكمت عقلك راح تضعي واهو مشى ورا عقله وكتم قلبه ، وكلنا نعرف بإن جرحه نازف بصدره وان كان يخفيه بجمود وجهه، ونعرف ان الحزن كاسر له ظهره ولو انه واقف بصمود وهيبه ونعرف ان بكلامه غصه وان كان تنوزن حروفه بذهب

ماهر وملامحهُ ترتخي : الله عليه والله انه رجال حقيقي ، وراس الافعى ليكون صقر واعوانه ؟؟

عزيز باستنكار : وش عرفك ؟

ماهر : اذكر ان الملف تحول لي لكن بعدها انسحب ، والله تبيها بيني وبينك ارتحت انا عارف ان هذا الملعون ماهو بسهل ..

عزيز وحاجبيه معقوده : تدري ان جابهم ولا طلب فيهم القصاص

ماهر وهو يفتح عينيه : وش والله انه مخبول لو اني منه لا أطلب فيهم القصاص واشرب من دمهم

عزيز بإبتسامه : قلتلك مايمشي ورا قلبه ياماهر ، طلب فيهم الحُكم الابدي ، علمني وش راح يكون شعورك وانت خاين لبلدك ومسجون بتهمة الخيانه العُظمى وشفقةً بك ما احكموا عليك بالقتل ، والله ان القتل ارحم من انك تبقى ذليل لين ماتموت ، وهو عارف انهم لو ماتوا الجرح ماراح يطيب . .





\\






الصمت هو الغالب فالسياره جالسه وجسدها مُهلك ، عقلها في بحراً لا ند به وصدرها مُتعب ولا حل له ، أين انت يا أبي عُد لقد انتهى صبري وفاض شوقي ، عُد فأنا لا اقوى البُعد الطويل لا اقواها ابداً
قطع حبلُ فِكرها صوت الشريم وهو يرتد على مسامعها
تنهدت بضيق وبهمس : يارب

جزء من قلبها خائف فذلك الغرَيب كُلياً لجسدها هو بالحقيقه وبالدين زوجها ، يالله ما الحياه التي اعيشها ، ما الدُنيا التي امشي بها ! وجزء من قلبها يمدها بقوه فذلك الغريب هو وصاة ذلك الراحل اذاً هو بالتأكيد لن يضيمها ، اه لذلك الراحل ذهب وتركني خلفه خلف بوعده اخبرني يوماً انهُ يستحال تركِ فدنُيا البشر تأكل لحوماً وهاهو رحل وتركني فريسةً لتلك الوجوه المُشفقه ..

اتاها صوته المتناقض لقلبها : يالظبي !

اعتدلت وهي تردف بهمس : سم !

كايد بهدوء وعيناه تعانق يده : سم الله عدوك ، يالظبي انا ما ابغى منك شي لاحقوق ولا شي ، انتي زوجتي بالدين وعرضك هو عرضي "ضرب عنقه وهو يقول" وهذي لك سداده ، وتأكدي ماراح اظلمك معاي ولا اطلب منك شي غير الاحترام وانك تسترين عرضي بغيابي وولدي رعد ان مابغيته معك مايصير خاطرك الا طيب بخليه عند أُمه ..

الظبي بثقه مُتعبه : تطمن يابورعد وماتجيك مني الشينه وتلاقي مني لي يسرك وورعد ولدك ولدي وماهي علومنا نربي الولد بعيد عن أبوه ولاني جايه بالشر يابورعد ، تطمن راح احطه بعيوني . .

كايد بشبه ابتسامه : هذا من طيب اصلك يابنت الحمايل ، وانا اعتبريني ابوك ماهو بزوجك ومثل ماقلتلك رقبتي سداده لك . .

عاد لصمته بعد ان اكتفت هي بالشكر ، تعجبني نبرة صوتها الواثقه و ذلك اللحن الذي يكمن بين طياته ، تنهد بضيق ان كانت هي قبلت برعد فكيف رعد سيقبل بها وهو يعلم بأنهُ يخاف جداً حتى من ظله

بعد نصف ساعه من الهدوء قطعه وهو يقول بصوت حاني : انا بنزل اجيب رعد وبجيك ماني بمطول ان شاء الله

نزل وتركها تُفكر هي صحيح تُخالط الاطفال لكن لم تجلس معهم فتره طويله جداً ، تربت بإسره لا اطفال بها سواها ولاتعلم كيف تُجاريهم هي فقط تمطط خديهم بالمستشفى وتناولهم قُطع من الحلوى

تنهدت بضيق : يارب اعني ..
وبعد دقائق قصيره
توجه كايد للباب الخلفي وبيده طفلاً نائماً وبيده لعبه ممسكاً بها جيداً ، اردفت بهمس : جيبه قدام عندي يابورعد
ابتسم كايد وهو يغلق الباب لتفتح هيا الباب له ، وضعه بِحضنه وانامله الخشنه تلامست اناملها الناعمه ، وتياراً حاراً جرى بجسده اغلق الباب وهو يتوجه لمقعده وينطلق

رائحة الاطفال كرائحة الام بل والطف ، رائحتهم كرائحة المسك والعود والعنبر ، كرائحة الفرحة بلا حزن ، تماماً كرائحته مرائحه الذي يجلس بجانبها بِهدوء..

الظبي تقطع الهدوء بسؤال فضولي : كايد ممكن سؤال ؟

كايد بهدوء : سمي ؟

الظبي : سم الله عدوك ، انت ليه سميت ولدك رعد ؟

ابتسم شِبه ابتسامه ثم قتلها بالجمود : لاني وعدته

الظبي باستغراب : من ؟

كايد بهدوء اكبر : عمك

ابتسمت بهدوء ثم اردفت : وهو كان يقولي لو جاب ولد بسميه غ..

كايد وهو يلتفت لها : غيث

الظبي وهي تشيح بانظاره لأصبعه الذي حاوطه رعد بيده الآخرى باطباق : الله يرحمه

بعد خَمسُ دقائق
وصلا لبيتاً كبيراً ومن طلائه يتضح انهُ جديد

كايد وهو ينزل من السياره : اساعدك ؟

الظبي وهي تحتظن رعد لصدرها بقوه : لا اقدر

تركها لينزل حقائب من خلف السياره

الظبي باستغراب : وش له كل ذولي يابورعد ؟

كايد وهو يحك ذقنه : انا خليت المُساعدات يشترون لك ملابس جديده

قطعت حديثه بعتب : وملابسي القديمه وش فيها ؟

كايد بهدوء وهو يفتح باب المنزل : مافيها شي ، قولي وش تحتاجين وبجيبه لك . .

الظبي بهدوء وهي تتقدم بخطوات بطيئه : لا معليش ياكايد ملابسي واغراضي انا اجيبهم

كايد بحده : قلتلك قولي وش تبين واجيبه لك

الظبي وهي تضيق عينها من حدة صوته فلا يستحق هذا المُبالغه : علامك يابورعد ، نحن بنات ونخجل نورجي رجاجيلنا ملابسنا اجل تبغاني اخليك تجيبهم ؟

كايد بحده أكبر : طيب بس اروح معك

الظبي : ان شاء الله


تقدمت داخل البيت لُيعانق صدرها رائحة البخور المُعتق ويُخالطُها رائحة الأكل الموجود بالطول على الطاوله

الظبي وهي تزفر بهدوء : دلني على أي غرفه يا بورعد ، المكان كله دخون ماهو بزين لرعد

كايد وهو يشير لها بغُرفه بعيده قليلاً : روحي لهذي لين ما اخليهم يفتحون اللي فوق

تقدمت بسرعه متوسطه حتى وصلت للغُرفه فتحت الباب بصعوبه قليله ، اغلقت الباب ثم توسطت الغُرفه ، ذوقهُ بالمنزل جميلاً لم يتضح لها جميع الغرف ولكن "الكتاب يبان من عنوانه" ، وضعت رعد المتشبت بأصبعها عالسرير ابتسمت وهو يتضح لعينها ملامحهُ ، صوره كربونيه عن ذلك الجامح ، قبلة جبينه بِخفه وهي تدعي بهمس : ربي اني استودعتكَ ايام هذا الطفل وان اعيذكَ من هماً بِصدره وألماً يحرقه ..

ابعدت يده الصغيره عن إصبعها بحذر ثم رمت عباتها على السرير فارتد على مسامعها طرق الباب

الظبي : تفضل
دخلت امرأه آسيويه وبيدها تدف شنطه : مدام هذي ملابس حقك

الظبي بشبه ابتسامه : شكراً
اخذت الشنطه ثم اغلقت الباب ،
فتحت الشنطه وتنهدت بضيق وغضب وهي ترى الملابس : وش قلة الادب هذي ، يارب صبرك

عفست الشنطه لتبحث عن ملابس ساتره فوقعت عينيها على قميص حرير اسود طويل لنهاية القدم وعلى اطرافه فتحتان لِـ نصف الساق وروب اسود بنفس طوله خذته ثم توجهت لدورة المياه تريد من المياه ان تنعش جسدها المُهلك ..





\\





يجلس بالصاله الكبيره واضعاً كلتا يديه على رأسه وهو يهمزه بقوه الصداع يهلكهُ حتى النُخاع ، دارت عيناه بالمنزل ،ابتسم بِسُخريه اشتراهُ اليوم ولم يدخله الا قبل قليل والآثاث الموضوع كانت من اختياره ولكن ليست بالمستوى المطلوب فلم يكن في عَقله سوى زواجهُ من الظبي ، تنهد بضيق وهي يبحث عنها في زوايا البيت اين انتي يا أُمي لترين ابنك ؟
اين انتي فقد زاد الشوقُ بصدري والحلم منذُ سنيناً جفاني لم اعد ارى وجهك بالمنامِ ، اين انتي يا أمي فلا زال قلبي بكِ مُتعلقاً وذكرى رحيلك برأسي متشبتةً

انتفض وهو يعود بِعقله للوراء . .




\


" قبل 15 سنه و7 أشُهر ويومان "

بصق الدماء من فمه ثم ابتسم : قلتلكم ماراح تاخذون مني شي حتى لو ذبحتوني

صقر بغضب وهو يلكمه : بتتكلم صدقني بتتكلم

كايد بإبتسامه اكبر وصوت ساخر : والله انك مو رجال لو انك رجال فك يدي مو تضربني وانا مربوط ، وبعدين أضرب كويس يالمرا

صقر بجنون انهال بالضرب عليه لكنه ثم يتآوه قط فتلك اللكمات لم تكن بالفعل مؤلم المؤلم ان ترى ابناء وطنك خائنين لارضها ورافعين علماً اخراً ضُدها

كايد بشبه ابتسامه والدماء تخرج من فمه: قلتلك لو اموت ماراح تطلع مني شي

صقر وهو يضع الكُرسي أمامه : قولي ياكايد وين خاشين القرص ؟

كايد بسُخريه : فكني واعلمك . .

صقر بهدوء غريب ابتعد عنه وذهب لبضع دقائق ثم عاد للمكان ممسكاً بامرأه مُلحفه بالسواد

كايد بغضب وهو لايعلم من هي تلك المرأه ولكنها بالتأكيد ابنة وطنه : يالخسيس وش تبا بالمرا ؟ فكها يالنذل

صقر ابتسم ابتسامه كبيره وهو يزيح عن المرأه الغطاء : بس هذي مو اي مرا ياكايد

كايد وعينيه تُكاد ان تُقتلع وصوته انخرس ولسانه انلجم و بِهمس : يمه
بكت والدته تحت انظاره وعلى فمها قطعه من الشريط اللاصق فانكسر قلبهُ شطرين

صقر بخبث وهو يوجه سلاحهُ لرأسها : بتعلمني ولا شلون ؟

لايزال في صدمة الموقف والدته تقف امامه ! ، يحرق دمه فكرة انهم اخترقوا منزله واخذوها بعتمة الليل ، اخبريني يا أمي هلكانت مؤلمه ايديهم وهم يشدونك ؟ هل الامكِ منظري هكذا؟ هل كانت مؤلمه السنتهم عليك ، هل يخنقكِ ذاك الشريط ؟
كان يدور حوار بينهُ وبين امه بالأعيُن ، لتنخرس تلك العين وتُغمض ثم تسقط جثةً هاويه تحت انظاره

كايد بِصدمه وهو يلف بوجهه لصقر المبتسم خُبثا : قلتلك ماراح تحصل طيب ، بتعلمني ولا اقضي عالثانيه ؟

ماذا؟ انا في حُلم هل تلكَ المُمده هي أمي ، لا مهلاً لم ينتهي حديثي معها كانت ستخبرني قبل قليل بشيئاً ، مهلاً اعيدوا الوقتَ قليلاً لم يتضح لي تلك الكلمه ، أمي استيقظي لما انتي نائمه بسكوناً هكذا ، أُمي استيقظي فقلبي لايقوى ..
بهمس وروحاً مخنوقه حتى النخاع : يمه اصحي

ارتد على مسامعه صُراخ طفله تبكي ثم انخرس صوتها
جالت عينه تبحث عنها بِـ صدمه :ساره؟

التفت صقر لمصدر الصوت ثم اردف بغضب : يالغبي يالغبييي وش سويتتتت!!
كان الرجل الآخر قد كتم انفاسها لعلها تهدئ ولكن انخرست انفاسها للابد

تعالت الاصوات من الخارج
:حاوطنا المُكان ، سلموا انفسكم
: سلموا انفسكم ياخونه

صقر بخوف : بسرعه في مكان تحت الأرض بسرعه

ذهبوا تاركين خلفهم جسداً بلا روح ، يظن انهُ بحلم وانه سيصحى بعد قليل ولكن بعد قليل لا يأتي فليأتي ويريح صدري من هذا الكابوس لاستيقظ وأحضن أمي وأُلاعبُ صغيرتي ، فاليحن الوقت يكفي . .

امتلئ المكان بدخان ثم امتلئ بمجموعةً من الضُباط المُسلحين

:سيدي أنت بخير ؟

كايد وعينيه لاتزال على تلك الممده وبهمس : فكني

فُكَ رِباطهُ ولكن من يفك ألم قلبي الآن ! جثى على ركبتيه لوالدته الممتده ثم أخذها بِحضنه وهو يرى تلك الدماء امتلئتعلى صدره مسك كفها وأخذ يُقبلها قُبله كثيره ، وضع انفهُ على شعرها لتأتيه رائحة الحنا رائحةً يميزيها بين جميع الروائح اشتم رائحتها لِصدره

وُضعت يداً على كتفه بحزناً شديداً : عظم الله اجرك وشهيده بإذن الله

رَفع عينه للوجوه الموجوده ، لما وجوهكم بالارض ؟ ، لما الحزنُ يعتليكم ، ماتت أمي وهي تحتظن دماء الوطن
ماتت أمي وبفخر ، فليزفوا لي اجمل الموسيقا ماتت امي وهي رافعه لِهامة الوطن . .
جالت انظاره على طفله صغيره بين أحضان شاب غارق بالبكاء
اردف بهمس : جبها

تقدم له الشاب وهو يضعها على رجله وببكاء : الله يصبرك ياكايد

اردف ضابط بغضب : والله لا اشرب من دمهم واجيبهم لك

ضابط أخر بِحزن : من هم ياكايد ؟ علمنا وبنجيبهم لك حيين ولا ميتين

كايد اتركوني اعيش حدادي بِسلام ، فاليوم حدادي عظيم حداداً سيشيخ بِصدري ليوم ربي العظيم ، ثم سأجثي أمامهُ واطالب بحقي المَنسوب ، اتركوني بحدادي على ارواحاً ذهبت بألم من دُنيا لا دواءً بِها ..

/

أحنُ إليكِ يا منْ أنتِ مِني.


وتنزلُ دَمعتي تكوي المآقي


أذوبُ وأبتغي مِنْكِ الوصالَ


وأرجو لمسة ًتَروي اِشتياقي.


واحلمُ كلَ ليلٍ أن أراكِ


وتوقظني تراتيل الفراق.


تُرتلُ نسمةُ الليل ِ طقوساً


فأذكر وجهكِ عندَ العناقِ


يُصاحبني الحنينُ لوجهِ أُمي


يلازم مهجتي عند التلاقِ


يخالط طيبها روحي ودمي


ولو غابت غدا بالقلبِ باقِ





عاد لواقعه على صوت بُكاء رعد ، تقدم ببطئ وهو يطرق الباب فلا من مُجيب ، فتح الباب بسرعه بهلع فوجد السرير خالٍ الا من رعد وصوت الماء بدورة المياه يَعلن عن وجودها بهِ ، زفر بهدوء وابتسم وهو يتقدم لِ رعد

كايد وهو يحمله بين يديه : ها بابا وش بك ليه تبكي ؟
ابتسم وهو يشعر بغباء فطفلاً ذو السنه والنصف بالتاكيد لن يجيب على سؤاله ..
حظنه لصدره أكثر لكن لم يستكن صوت بُكائه

خرجت من دورة المياه بسُرعه بعد ان سمعت صوت بكائه لتجدهُ واقفاً امامه وظهره بِوجهها ، انزلت نظريهّا بخجل على ماترتديه لفت الروب بإحكام ، تقدمت ببطئ وبهمس : عطني اياه ياكايد

التفى لها ليتفاجئ بتلك الناضجه امامهُ ، اجزم بأن الاسود لا يليق الا بكِ وان احمرار وجنتيك وشعركِ المبلل فتنةً وعظيمةً تلك الآعينُ الحاده عظيمه أنتِ بجمالكِ وحُسنكِ يالظبي ، اردف بإرتباك وهو يشيح بأنظارهُ عنها : السموحه منك يالظبي ، سمعته يبكي وجيت لكن انتي مُش موجوده ، ثم ناولها رعد الباكي

اخذتهُ من يديه وهي تطبطب على ظهره بحنيه : مسموح ياكايد انت زوجي ولاعليك خلاف

كايد وهو يحك ذقنهُ : اجل انتي نامي اهنا يالظبي مع رعد وانا بنام بالصاله وان احتجتوا شي

الظبي وهي تمسك يدهُ الراحله : وش تنام بالصاله ياكايد ، معانا خدم بالبيت لاتنسى وبعدين مكانك هنا " اشارت للسرير " ماهو بالصاله !

ابتسم وهو يقول : ما ابغى اتعبك يالظبي

ابتسمت : وش تعبه الله يهداك بعدين رعد أكيد ماراح يرقد الا بحضنك

عاد رعد لبكائهُ لتهمس بأذنهُ ترانيم عذبه فاستكان صوتهُ تحت انظار كايد المُتعجبه

كايد بِشبه ابتسامه : وش قلتي وسحرتي ولدي يالظبي !
الظبي بإبتسامه واسعه وانظارها على رعد النائم بإرتياح : هذي اغنيه كان يقولها لي جدي الله يرحمه وانا صغيره
ابتسم بهدوء ثم اردف : الله يرحمه ، انا طالع اخلص كم شغله وبجي ، العشا برع اكلي ونامي لاتنتظريني ، طيب ؟
الظبي بهدوء : طيب ، الله يحفظك . .





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-10-18, 02:40 PM   #8

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



دخل مقر العملِ وهيبته هي عنوان لخطواته الواثقه تهلت عليه تحيات تُحيي قلبهُ بالفخر

:هلاوالله يا طويل العمر
: نورتنا سيدي
:عاش من شافك طويل العُمر
: تحيا سِيدي

أبتسم بهدوء لتلك التحيات اللتي تقع على مسامعهُ وتحُيي قلبهُ .. رأى من بعيد شخص يشير لهُ بيده
تقدم بخطوات أسرع قليلاً وابتسامتهُ تعلتيه ، وكأنه في سباقاً مع زمناً لا بداية ولا نهايه لهُ ..

كايد وهو يضرب رجلهُ بالارض ويلقي التحيه : تحيا سِيدي
ثم اردف بابتسامه واضحه وهو يمد يده : اخبارك ياطويل العمر ! طمني عنك جعلني فداك

بوحمد بوقار وهو يحتظن كفي كايد : عاش من شافك ياولدي ، طولت علي وانا عمك واخباري ماتسرك ابدن

كايد وهو يعقد حاجبيه : تشكي من بأس ؟ روحي فداك آمرني بس

بوحمد بابتسامه وهو يحتظن كايد الطويل وبصوت عاتب: والله منك البأس يالهرم أجل غايب لك ما أدري كم سنه والحين تنشد عني !!

كايد وهو يزيد من ضمته لبوحمد وهو يتسنشق منهُ رائحةً كرائحة الوطن : السموحه منك ، والله مالي وجه أقابلك

بوحمد وهو يبتعد عنه ويداهُ لاتزال تحتظن كفي كايد الشامخ : طمني عنك يُبه ، عساك مرتاح !

كايد بإبتسامه : بخير جعلني فداك

ثم اردف بهدوء وشبه ابتسامه اعتلت وجهه الممتلئ بــِالتجاعيد : تزوجت يالهرم اجل !!
ثم تحولت نبرته للجديه : مابه واحد ولا اثنين الظبي تحطها بعيونك ياكايد لا اشلعهم من راسك سمعتني !

كايد وهو يردف بهدوء : لاتشي هم ياعم والله انها على راسي
غمز وبـإبتسامه : وانت منت ناوي تتزوج مره ثانيه؟؟

بوحمد وهو يكشر ويبعد يد كايد عنه : الله ينطبها من سالفه ، بس بس "اشار لرأسه وهو يقول " هذا شاب من وراهن كبروني الحريم لابركتن فيهم حشى

كايد بضحكه : والله انك صاير مزيون بالشيب ياعم

بوحمد وهو يرفع خشمهُ وبثقه : اجل وش تحسب ، انا امشي ويطيحن ورايه خمسه عشره مايخلصن

كايد وهو يكتم ضحكتهُ : يامعذب قلوب العذاري يا أنت
تعالت ضحكات بوحمد فجالت كالدواء لصدره المُهلك ، هذا الرجل لهُ الفضل بوقف الناس لي وقاراً اليوم ولهُ الفضل بوقفي شامخاً ولهُ الفضل بما أكون اليوم انا كـ كايد .







قبل عُشـــــــــرون سنه

بوحمد بصراخ : اسرع ياكايد اسرع وشذا تركض نفس النسوان

كايد بغضب زاد من سُرعته وهو يحمل على أكتافهُ أكياساً محمله بالاسمنت المتشرب الثقيل ، هو ذو العشرون سنه وجسده لايزال في طور نموهُ وهذي التدريبات حقاً مُتعبه ،تنهد بتعب وهو يرى الخط الأبيض بعيداً

بوحمد بِسخريه : انا لوجبت ولدي حمد الفرخ يركض اسرع عنك وشذا

كايد وهو يصل للخط المطلوب وهو يرمي الاكياس وبتنفس مختنق ، جثى عالارض وهو يتنفس بسرعه : الله يسامحك ياعم وش ذا تبغاني اموت ؟

بوحمد وهو يضرب رأسه من الخلف : على رجلك ياكايد

كايد يقف بصعوبه ويلقي التحيه : تحيا سِيدي

بوحمد بهدوء : دقيقة يا كايد ، راضي ابها أنت !

كايد وعيناهُ لازالت بالامام اردف بهدوء : مره ثانيه سِيدي

بوحمد بإبتسامه وهو يناولهُ الاكياس أخذهم وذهب لخط البدايه

بوحمد بتعب وهو يهمز يداهُ : ول شو حاطين فيها ذولي !

واحد اثنان ثالث انطلق . . .

انطلق كايد بسرعه وكأن لا شيئاً أمُامه سوى ذلك الخط اللعين يريد وصوله ، وكان الوصول لهُ شبه مستحيل مع تلك الاكياس اللتي على ظهره ، لكنه يرى خلف ذلك الخط علماً يرفرف خفاقاً ذلك الاخضر الشامخ سأستمد منهُ قوتي ، وتعبي والآمي فداءً لك أيها الوطن الدافئ ، سارع بخطواته وهي يقطع الخط ليكمل حتى العلم ، رمى الاكياس الثقيله وأخذ سارية العلم أنزل ذلك الخفاقُ عالياً ليستكين بين يدهُ ثم قبلهُ
وبـِ همس : فداك روحي ياوطن . .

بوحمد وهو يرتب على كتفهُ و بإبتسامه : ثلاثين ثانيه ياكايد ، مبروك لك الرتبه . .

كايد بِتعب وهو يستدير لبوحمد ويرمي التحيه : تحيا سِيدي ، شكراً سِيدي


ذكرى أُخرى. .

كايدنائم وهو عاري الصدر عالأرض والشمس تحرق ظهرهُ وانفاسه متضطربه فلا فائده من تدريباً كهذا لكن بالتاكيد سيشفي غليل ذلك الواقف تحت الظله وبيده كوب العصير المُنعش

بوحمد بخبث : والله وش زينه العصير ينعش الفؤاد ، تبا كايد اقلهم يجيبون لك !

كايد بهدوء : لاسِيدي

بوحمد وهو يضع رجل فوق الأُخرى ثم ينظر لساعته : بقت ساعتين ، تنسحب !

كايد بصوت شبه عالي وظهره بالفعل يحترق يكاد يجزم انه يشتم رائحةُ الحرق المنبعثه منه : لا مُش راح انسحب

بوحمد وهو يشرب العصير وبإبتسامه : براحتك

انتهت الساعتان تلك بصعوبه وبطيئه فكأن الزمن كان في نوماً ونسى أن يستيقظ ، وقف على رجليه بِتعب فالشمس اصابت رأسهُ بالصداع واحرقت ظهرهُ بالفعل

تقدم لهُ بوحمد وهو يقول : تضاعفت لك المُهمه . .

أشاح بنظرهُ وبابتسامه اردفَ : تم سيدي ، رجع ونام على ذلك الشارع المُحرق وتفكيرهُ بوطنه يرسل لصدره تيارات بارده تشفي تلك الحروق يعلم بإنه يتعمد فعل ذلك لإجباري على الغضب والانفعال لكنني يا سيد لستُ بالجاهل . .

انتهت المهمه مع انتهاء رحلة الشمس ، وقف على رجله بِتعب مُهلك جداً يشعر بالدنُيا تنهال من بين يديه أتتهُ يد بوحمد البارده على كتفيه ليبتعد ملتسعاً فحرارة جسده لاتتقبل تلك البرودةُ المُضاده

بوحمد وهو يمد لهُ كريم للحروق وبإبتسامه : يعني انت منت ناوي تستلم ابداً !

كايد بهدوء وعينهُ عالإرض : ماهو بنحنا لي نستسلم سِيدي ، ماهو بنحنا اللي تحرق الأرض جلودنا ثم نراعيها بذي " اشار بيده على الكريم الذي بيد بوحمد ".

بوحمد بإبتسامه وهو يمد يدهُ باصرار : خذها ياكايد ظهرك بعدين بيبرا

كايد بحزم : لا والله علاج ظهري ماهو بذا ياسيدي

بوحمد وهو يعقد حاجبيه : وشو اجل ؟

كايد وهو يشير ليدهُ لشيئ بعيد : هذا ياسيدي

بوحمد يستدير لوقع يد كايد ثم يبتسم ابتسامه واسعه وهو يرى ذلك العلم يرفف بعيداً خفاقاً عالياً


وطني اليك تحيتي وسلامي

انت السلام وقبلة الاسلامي

وطني الحبيب وانت بهو طفولتي

وعلى ثراك تجسدت احلامي

لحني وشعري كلما اشدو به

انشودتي وقصيدتي ومقامي

ونسجت ياوطني رداء كرامتي

وبنيت فيك منازلي وخيامي

اتت الملاذ اذا العداء تكالبت

ياصهوتي وكنانتي وسهامي

وعلى ترابك قد ترعرع احمد

نور الهدى للمرسلين امامي

طه حبيب الله شعشع نوره

والارض ليلا دامسا وظلامي

انواره من غار ثور اشرقت

وقضت على الاوثان والاصنامي

ستظل لدين الحنيف منارة

رغما عن الارهاب والاقزامي

ووهبتك العشق الذي لاينتهي

روحي فداء لفنائك المترامي



||





عاد لواقعهُ تحت صوت غريب يلقي عليه التحيه خلفهُ
:تحيا سِيدي

استدار كايد لذلك الصوت الغريب عقد حاجبيه دليلاً على جهلهُ بهوية الشخص الأمامهُ

بابتسامه وهو يمد يدهُ : معاك الضابط ماهر ، فخدمتك سِيدي

كايد بهدوء وهو يمد يده : تشرفنا يا أخ ماهر

بوحمد بإبتسامه وهو يردف لماهر : جابك الله ياماهر وش سويت عالقضيه الجديده !

ماهر باحترام : قدرت أوصل لشي جديد ياطويل العمر وان شاء الله بغضون هاليومين انهي القضيه

بوحمد بابتسامه : ان شاء الله ، اشاح بنظره لكايد الواقف بهدوء : تامرني بشي وانا ابوك !

كايد وهو يقبل أنفه : مايامر عليك عدو تسلم . .

بوحمد وهو يهم بالرحيل : اجل فمان الله عندي كم شغله احتاج اخلصها ، ومن اخلص ابيك بموضوع ياكايد

كايد بهدوء : ان شاء الله

اردف ماهر بهدوء غريب : ياطويل العُمر !

كايد يلتفت لهُ بجمود : سم !

ماهر بفخر شفاف : سم الله عدوك ، بس ابغى اقولك انك حقيقةً مثال وقدوه لنا الله يطول بِــعمرك

كايد بشبه ابتسامه : ماعليك قاصر يا أخ ماهر ، هذا من طيب أصلك
ثم اردف بهدوء : سيد نواف موجود !

ماهر بهدوء : لا انقلوه لفرع ثاني

كايد باستغراب : ومكانه شاغر !

ماهر وحاجبيه معقوده: على ما اظن اخذه بوحمد . .

كايد بشبه ابتسامه : طيب ، ثم اردف بهدوء : استاذن انا يا أخ ماهر

ماهر وهو يضرب التحيه له بوقار : تحيا سِيدي








||







أرخت كفيها على صدر النائم بجانبها بهدوء ملائكي ، ابتسمت وهي ترى شفتيه تبتسم تارةً ثم تَسكن تارةً ، تتمنى لو الزمن توقف عند طفولتها ولم تنضج ابداً وبحراً من الامنيات التي لا جوابَ لهَا . .
اعتدلت على بِـنومها وهي تتذكر اليوم منذُ بذايته منذ دخولهُ لها ورائحتهُ ثم صوته الذي ضج في قلبها القليل من الدفئ ، شعرت بـِصداع يعتصر رأسها جلست وهي تهمزهُ وحاجبيها مَـعقوده

بألم:مو وقتك . .
ذلك الصداع حقاً ينهك جَسدُها ، أتركني بِـسلام أريد أن أعود لِـعالمي الوردي الذي لا يوجد به احد سواي وظلي الراحل ، أتركني ارجوك !
تنهدت بضيق وهي تبعد عن رجليها اللحاف الناعم وتلف على جسدها الروب وتغلقهُ بإحكام أخذت تتجول فِـالغُرفه من دون هدف تريد فقط من ذلك الصداع أن يرحل
تذكرت وهي تسرع بـِخطاها ان هناك كيس من الادويه موجوداً عالرف رأتهُ عندما دخلت المنزل اليوم
تقدمت للصاله وهي ترى الاسود مُلحف بها تحسست أناملها الجدران لتُنار لها القليل من العُتمه تقدمت وهي تستوطن الصاله ويديها تعبث بكيس الأدويه

الظبي: اممم لا مش ذا ، ولاذا ، ياربببي
تنهدت بضيق جداً وهي لاتجد دواء الصُداع بينهم : وشذا الحظ ؟

:تبين ذا !

استدرات بخوف وهي تضع يدها على صدرها لترى شخصاً طويل القامه ولاشي يتضح منهُ سوى ضخامتهُ
اردفت بهمس متردد : كايد ؟

تقدم كايد من العتمه وبيده الدواء : لبيه !

زفرت بِـهدوء وهي تغمض عينيها براحه: الله يهديك ياكايد وش تسوي بالــظلام

كايد وهو يمد لها الدواء وبهدوء : توني جيت

الظبي بهدوء وحاجبيها معقوده : غريبه ماسمعت صوت الباب

كايد وهو يمسك كفيها البارده ويناولها الدواء : بس حبه يالظبي ، ولاتاخذيه على معده فاضيه.


اخذت منهُ الدواء وهي تتمتم : وش فيك ياكايد عارفه الله يهديك
ابتسمَ بهدوء وهو يبعد يدهُ عن كفها البارد ومن ثم تركها خلفها وذَهب للغُرفه

كذب نعم لم يأتي قبل قليل كما اخبرها بل كان جالساً قبل ساعتان بــالظلام وهو يفكر ويفكر وتلك الأفكار لاتهدئ ولاترسى ابداً وجزءً كبير من تلك الافكار بها رعد وتلك الأبنه الجديده وجزءً أخر بـكلام بوحمد تنهد بضيق وهو يتذكر
قبل ساعتان . .










كايد وهو يجلس على الكُرسي بِـوقار : سم يابوحمد !

بوحمد وهو يقف من ورا الطاوله ليجلس أمام كايد : سم الله عدوك يابورعد ، بطلبك بشغله قولي تم

كايد وهي يشير لِـخشمه: علذا الخشم تم

بوحمد بهدوء وتردد : في قضيه جديده أبيك تمسكها

كايد بهدوء : وشهي ؟

بوحمد وهو يمد لكايد الملف : قضيه جديده بس محد قدر عليها

كايد وهو يفتح الملف وبتصفح سريع رَفع عينيه وهو يعقد حاجبيه : هاذيل من اتباع صقر المخيس

بوحمد بهدوء : اي نعم ، لكن ما قدرنا نمسك عليهم شي ابدن

كايد وحاجبيه لاتزال معقوده وهو يقرا بصوت شبه عالي : تهريب ، تجارة بالاسلحه ، اساءه للوطن
رفع عينه : كل ذا وماقدرتوا تسمكون عليهم شي ليه ذا مايكفي ان يحطهم ورا القضبان ؟

بوحمد وهو يتنهد : ماقدرنا نطيح عليهم بالجرم المشهود وهم تحت حماية الامريكان يا كايد

كايد بهِدوء وهو يضع الملف على الطاوله : وتبغاني امسك القضيه يابوحمد !
بوحمد بهدوء: اي نعم

كايد :ابشر
بوحمد بشبه إبتسامه : وفي شي ثاني !

كايد وهو يحك حاجبه : آمرني يطويل العمر

بوحمد وهو يشير على الكرسي : تمسك المكان الشاغر ذا

كايد وهو يزيح بانظارهُ عن الكرسي الفخم القابع خلف الطاوله : لا ياعم الا ذي

بوحمد وهويقاطعه : علشاني ياكايد

كايد بهدوء : ياعم . .

بوحمد بهدوء وهو يضع يدهُ على كتف كايد : لاتردني وانا عمك

كايد وهو يقف ويقبل رأس بوحمد : تم ولايصير خاطرك الا طيب

عاد لواقعه وهي يشعر بتعب لما اشعر بالحمل يثقل صدري وكتفيه ، لم يضمد جرحي القديم بعد و لا اريد بِـخوض معركه سأخرج منها جريحاً ام قتيلاً وانَ ذلك الراحل لم يترك خلفهُ سوا فتاةً تشابههُ ولكن ناضجه ، أتريد ان تعاقبني على تلك السنين التي تركتكَ خلفي يافيصل !

تنهد بضيق وهو يرمي كندورته ويلبس بنطلوناً واسعاً من غير قميص يشعر بحراره تجري بجسدهُ نام عالسرير بهدوء بجانب ابنهُ مد يدهُ الطويله له وهو يقربهُ لصدره ، كم تريح صدري تلك الرائحه التي بك يا رعد ، اغلق عينيه وهو حقاً مُتعب ليتفاجئ برعد مستيقضاً

عقد حاجبيه بِـتعب : موقتك بابا ارقد

رعد بنشاط أخذ يُصفق ويتكلم بكلمات غير مفهومه
أراد ان ينطق لتقاطعه الظبي من الطرف الأخر للسرير وهي تمد يدها لرعد المتحمس
الظبي بإبتسامه وصوت مُتعب : تعال حبيبي نلعب برع!!

رفع كايد رأسه وبهدوء : يالظبي نامي وخليه بعد شوي ان مانام بنادي على الخدامه تجي تشيله

الظبي بشبه ابتسامه ويدها لاتزال ممدوه : لا معليش مافيني نوم
ثم اردفت وهي تغمز لـِرعد : بينا قعده تعريفيه انا والبطل

تقدم رعد وهو يحبو ليستقر بين يديها

كايد وهو يضع يدهُ على عينه : ان مانام يالظبي ، اعطيه للخدم وأرجعي نامي

الظبي وهي تهم بالخروج : وش خدم يا كايد وهو بعده صغير ، معليش أنت نام ولاتحتاي

خرجت الظبي وهي تُداعب رعد وهو يطلق ضحكات طُفوليـه
توسطت الصاله وهي تشعل الانارة لتقع عينها على الساعه الضخمه التي تستكين بوسط الجدار الساعه 12 صباحاً
ابتسمت وهي ترى رعد وهو يحبو ثم يقف يقف قليلاً ثم يقع يريد أن يتقدم لتلك الكُره

الظبي وهي تتقدم وتَحملهُ وبِضحكه خفيفه : حبيبي ذي ماهي بصدقيه

مر الوقت حتى ابتدئت رحلة الشّمس لِـ تُنير النفوس ، ورعد النائم امام التلفاز يرى بعين واحده وعينهُ الاخرى نائماً
ابتسمت بـِتعب وهي تحملهُ بين يديه تطبطب على ظهره لـِينام بعد 6 ساعات مواصله من اللهو
تقدمت بهدوء للغُرفه وهي ترى انفلات القليل من اشعة الشمس من خلف الستار والظلام هو السائد وكايد غارقاً بنوم و ملامح وجههُ توحي بانه في معركه وانفاسهُ مضطربه

وضعت رعد في مُنتصف السرير وهي تتوجه لكايد ، ثم وضعت أناملها البارده على جبينه لتلتسع
حرارة جبينهُ مشتعله جداً
خرجت بسرعه وهي تعد ماء بارد مع القليل من الخل وبيدها فوطه صغيره

دخلت الغرفه وهي تغلق المكيف البارد رفعت شعرها بِـربطه ثم جلست على حافة السرير وهي تبلل الفوطه بالماء ثم تضعُ على جبينهُ ، واخذت تكرر العَمليه من دون تعب فتلك جزء من وظيفتها كـَ كـَ كماذا يالظبي !
انا من اكون ! زوجه ! ابنه ! مُربيه ! ام وصيه التزم بها ! ماذا أكون ؟
تنهدت بضيق والافكار حقاً تتعُبها

بعد ساعه فقط ارتخت ملامحهُ وحاجبيه المعقوده ذهبت بسلام لمكانها واستكانت وضعت اناملهُ على جبينه وهي تستشعر نزول الحراره وانفاسهُ النائمه الآن بِـ سلام ، وضعت الدواء على الطاوله وكوب من الماء ثن غطتهُ جيداً وودعتهُ وهي تنفخ عليه المعوذات ، ابتسمت بحُزن فتلك طريقتهُا في معالجة ذلك الراحل كانت تضمد جرحهُ ثم تغطيه وتنفخ عليه ، ابتعدت ببطئ ورأسهُا ثقيل جداً واكتافها تؤلمها نامت بالطرف الآخر بعد ان تأكدت من أن كلاهما نائمين بِسـلام ، ثم غطت بِـسلام مريح لجسدها ولكن ليس لِروحها . .








||








ام وليد بـخوف : يمه ادقله من امس مايرد ما اعرف وينه وماجا البيت

فاتن وهي تشعر بالصداع وكوب القهوه بيدها لايفيد : يمه الله يهديك وليد كبير ماهو صغير تلقينه نايم عند واحد من اصحابه وشحنه طافي

أُم وليد بِحزن : ولامره سواها دوم معودني انه يدق حتى اذا من جوال اصحابه ويطمني ، قلبي مش مطمن يافاتن

فاتن بهدوء وضيق : يمه قولي لا إله الا الله

ام وليد : لا إله الا الله

فاتن : ان شاء الله بيرجع ، نامي انتي وانا بطلع ادورهَ

ام وليد وهي تدعي بهمس : ربي يستر ربي يسترر. .


اغلقت فاتن الهاتف وهي تنتهد بضيق ، فتحت درجها تريد اخذ حقيبتها ، لتقع عيناها على تلك الجرائد المُكتظه بالداخل وصورة ذلك الجامح تستوطنُها
ابتسمت بألم وهي تتذكر شكُلهُ وصوتهُ ، ذلك الجامح لا أعلم متى أُعجبتَ به ولا اعلم متى دق قلبي له ، لكنني على يقين بإن حُبي عقيم وبعيداً عن المنال والمستطـــاع ..

قطع سرحانه طرقات الباب

اعدلت حجابُها ورمت النقاب على وجهها ثم همست وهي تغلق الدرج : تفضل !

تقدم لافي وهو يلقي السلام : السلام عليكم

فاتن بهدوء : وعليكم السلام والرحمه ، آمر يادكتور !

لافي بهدوء وهو يشير لحقيبتها : طالعه مكان !

فاتن : اي عندي شغله ضروريه

لافي تمتم بهمس ثم اردف بصوت شبه مسموع : كيفها الظبي !

فاتن وهي تشيح بأنظارها لمكتب الظبي القابع بِجانُبها : بخير

لافي بصوت غريب : سمعت انها ببتعالج برع !

فاتن وهي تقعد حاجبيها : بالله!

لافي : سمعتهم وهم ينقلون مَلفاتها يقولون علاجها راح يكون خارجي

فاتن بحُزن : الله يكتب لها الخير

لافي : امين

تقدمت فاتن وهي تقوم :اجل بتوكل انا يادكتور لافي ساعتين وراجعه

لافي وهو يقف : الله معك . .

ذهبت وتركت خلفهُ رجلاً لا يعلم بأي جزيرةً وقعَ بها ، ابتسم وهو يرى طاولتها المُكتظه بعكس طاولة فاتن المُرتبه ، جامح بِكل شئ يالظبي ، تنهدت بضيق وهو يشعر حقاً بالملل فالمستشفى بعدها اصبحت تضيق عليه كان يغضب جداً عندما يراها ويزداد غضبهُ عندما تواجههُ لكن ! كانت مُتعه لروحي ومُتعه لي تناقض روحي مُتعب بحق . .

وضع يده علي جبينهُ : يالله انك تشافيها يارب . .

يكُن لها مشاعر لطيفه ليست بالحُـب ولكن مشاعر اخوة مشاعر لذيذه حقاً يشعر بِقربها بالراحه وتمدهُ بالطاقه حتى وان كانت غاضبه ، لربما كان السبب بأنهُ على داريه بِــوجعها الشفاف الذي يتشاركا فيــه فكلاهما ينقصهم حنان الأم ودفئ الأب

تقدم وهو يخرج من الغُرفه ويغلق على شعوره الجديد الذي بِـقلبه . .








||





يجلس بالسياره منذُ الامس وانفاسهُ تحرقه منذَ ان زُف على مسامعه خبر زواجها والضيق يعتليه والغضب هو السائد به ، كيف ترحلين ؟ وانا انتظركُ دائماً وقلبي بك يرتجيك ، كيف ترحلين ؟ وانا يدي خاليه تنتطر دفئ يداك
انائمه هيا الان بإحضانه ذلك الرجُل ، هي يداها بيده وتلقي عليه اعذب الكلام ! ام تبكي وذلك يحتضنها
ضرب رأسه بغضب : لا لا اطلعي اطلعي من راسييي




تباً لتلك الافكار فهذا تحرق صدري وتؤلمني حتى النخاع تباً لها ، أسند رأسهُ عالموقد بتعب والنوم مجافي لعينيه مُنذَ الامس وفي قَلبهُ سؤال واحد فقط : ليه حُبي عقيم ؟
رفع عينيه وهو يرى منزُلها . . ينتظر خروجها فأي وقت ، هيا اخرجي وانيري عُتمة قلبي هيا اخرجي واكذبي عقلي هيا أخرجي واصدقيني بالوعي . . هيا !



| إذا ما جاء الفراق يوماً وجاء بعد الفراق ليلٌ مُظلم أضاع قَمرهُ، فلا تنس أن تبحث عن القمر في أرض الضلوع، فإن كانت الجروح هناك أشد وضوحاً، فاعلم أنّ القمر هناك في حنايا القلب مختبئ،
وإذا ما جاء الفراق يوماً وجاءت قارئة الفنجان بعد الفراق إليك تسعى فلا تصدقها،
فهي قالت أن في الغابة الموحشة جنة حُب خضراء
سترافقني عليها ! كذبها يا سيدي ولا تكابر ولا تغامر فبعد الفراق لا شيء يجدي |




أشاحَ بِـنظرهُ عن المنزل وهو يرى فاتن تجلس بالمقعد الجانبي وبصوت غاضب قريب للهـمس : انت من متى هنا !

بتعب أشاح عينيه عنها ووجهُ شاحباً : فاتن واللي يرحم والديك ماني بناقصك ، انزلي !

فاتن بِغضب : انت تستهبل ! وش حركات المراهقين ذي امي تحاتيك من امس وانت واقف قدام البيت ولا فكرت تنزل ولا تطمنها

ردف بِغضب وبصراخ : فاتن انزلي ولا والله اعلمك و شهي حركات المراهقين

فاتن بهمس : وش فيك يا وليد وش صاير لك ؟

وليد بهدوء : انزلي يافاتن ابوس يدك انزلي

نزلت فاتن وهي تتركهُ لِخلوته ، هناك امراً بك ياوليد ولستُ بالعمياء مالذي يحدث لك !
تقدمت وهي تدخل المنزل وترى والدتُها جالسه على الكُرسي وبيدها القراءن


فاتن وهي تقبل رأسها : اخبارك يمه !

ام وليد وهي تغلق القراءن وبسؤال : لقيتيه يمه !رد عليك وينه !

فاتن وهي تجلس بتعب وتُزيح النقاب والحجاب عَـنها : اي يمه عند واحد من اصحابه ، قلتلك يمه بس انتي الله يهديك

ام وليد بِـراحه مؤقته : الحمدالله

فاتن أردفت بِسؤال : يمه وليد به شي ؟

أُم ليد وهي تشيح بأنظارها وبِتوتر مَـخفي : لا مابه شي ، ليه هو قالك شي !

فاتن وهي تعقد حاجبيها : لا بس هالومين ماهوب بعاجبني ابد

ام وليد تقف وبهدوء : مافيه الا العافيه ، جوعانه يمه احطلك غدا !

فاتن وهي ترفع يدها لِـ ساعتها التي تُزين معصمِها : يمه وش غداه والحين الساعه عشر !!

ام وليد بإبتسامه : اقصد فطور يمه ، اخوك خله فيني عقل !

فاتن بإبتسامه مُتعبه : تسوين خير فيني يمه . .




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-10-18, 10:16 PM   #9

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كيف حالكم إن شاء الله دائما بخير ؟


انا ماتطرقت بالاعمـار ابداً لكن كنتم تبونهاا اعطيكم اياهُم ليس اهمال ولا نسيان لكن ماعطيت الموضوع أهميـه فلا عمر بالحُـــب !

كايــــد 39
فيـصل 39
الظبي 27
ولــــيد 21
فاتـــن 28
لافــي 35
ماهـر 34
عزيـز 38

فارق السن بين الظبي وكايد مايُقارب الأثناوَعشرون سـنه ، الولايه لاتحق لكايد لانه مايـحل لها ولا يقرب لـها! وعلاقـة كايد بالظبي راح تكون علاقه أبويه فيها عاطــفه ، ممكن يكون أنَ كلاهمُا يحتاجون بعـض فالظبي فيها من ريحة فيصل البعيد وكايــد به من طيبة قلب يشفع لـها !


قراءة ممتعة للجميع



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-10-18, 10:25 PM   #10

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



أستيقظَ هو يَعقد حاجبيــه تحت رائحة الخل التي تضج منهُ ، جلس وهو يهمز رأسهُ بألم ومن ثُـــمَ اشاح بـإنظارهُ للذي بجانبه أبتسم إبتسامه طويله مُتعبه وهو يرى رعد بوضعيه مُــضحكه ، تحولت ابتسامتهُ لنظره غريبه لتلك الفاتنه النائمه بهدوء ، أيا رب الكــــــون ! قد خلقت من الجمال بها ماقد رأيتهُ بأحد ، أيا رب الكـــــــون !قد ألهمتني آيةً من آياتُـــك نائمه بِــقُربي فيارب أعني عليها
تنهد وهو يرى الساعه تُعلن عن دُخولها للثامنه ، إبتسم وهو يـــرى ذلك الوعاء المنبعث منُ رائحة الخل الذي كسر سر وجوده الغامض ، اذاً انتِ ايتها الفاتنه من أشلتني من ذلك الصداع الذي اقتحمني والحراره الحارقه الذي كــَوت صَدري . .
تقدم وهو يأخذ ملابسهُ ويدخل دورة المياه . .

بعد عَـشر دقائق خرج وهو مرتدي لملابسهُ تقدم ببطء للسرير و انحنى قليلاً فاقتحمت صدرهُ رائحتها وزعزت قلبه اغمض عينيه بهدوء وهو يرى برائحتها دفئاً لذيذاً يُداعب قلبهُ ، قبلَ رأسها بهدوء وهو يُـغطيـها جيداً ثم مد أناملهُ لهاتُفها وبُسرعه خَط رقمه وابتسم وهو يكتب اسمه في هاتفه ، هذا الشعور الذي اشعر به ماهوَ ! لما طعمهُ حلواً ! تقدم ببطئ وعينهُ لاتزال تحتظن ملامحها المُتعبه لقلبه و خرج من الغُرفه واغلق خلفهُ البـــاب . .

أعلن صوت هاتفهُ عن مُكالــمه
كايد بهدوء : السلام عليكم والرحمـه

بوحمد : وعليكم السلام ، وينك ليكون بطلت يابورعد ؟

كايد وهوَ يحك ذُقنه : السموحه منك يابوحمد خذتني نومه ، جايك كلها نُص ساعه

بوحمد بِـراحه : ان شاء الله انتظرك ، فمان الله .

اغلقَ هاتفهُ وهو يجلس على مقعد السياره وينطلق لِــمقر عملهُ . .



|



أُم وليد بحُزن : يمه دقي عليه مره ثانيه

تنهدت فاتن بضيق : يمه الله يرضى عليك والله انه بخير

أُم وليد : بس ابتطمن عليه يُمه

فاتن وهي تضيق عينها : يمه علميني وش صاير ؟

أم وليد وهي تضع كفها بِحُضنها : مابه شي يا يمه بس اول مره يبات بعيد عني

فاتن وهي تقف : يمه وَليد ماهو بصغير رجال خط الشنب وجهه وش تخافين عليه الله يهديك !
انزلت عينها لساعتها : انا اتأخرت ان شاء الله العصر بجي يالله انا أتوكل
ثم بِنظــره حانيه : الله يخليك لي يمه لا تضيقين بخلقك والحين بخلي وليد يدق عليك ، طيب !

أم وليد بفرحه : ايه الله يخليك

فاتن بإبتسامه : حشاك يُمه ، الحين اخليه يدق عليك انتي هدي بالك الله يرضــالي عليك . .


تقدمت فاتن وهي تخرج من البيت وترى ذلك المتمرد لايزال قابع بِسيارتهُ طرقت النافذه

وليد وهو ينزل النافذه اراد ان يردف لتُقاطعهُ نغمة صوتها الحاده
فاتن : الحين تدق على امي يا وليد وتقولها انك بخير ومابك شي ولا والله مايسرك اللي بيحصل

لم تنتظر منهُ جواب وانطلقت تاركتهُ خلفها
ركبت السياره وبـِعقلها أسئله كثيره ولاتجد لها اي جواب ، مالذي يحدث لما السطور هكذا بلا حروف والحروف بلا نقاط مالذي يحدث ؟
مالذي يحدث لكَ يا أخاً من نفسُ الرحمِ مالذي يحدث بصدرك ولاتقوى ببوحه ، مالذي تحملهُ بقلبك ويهلكك هكذا؟
تنهدت بهدوء : يارب الصبر يارب . .




|


وليد بهدوء وهو يرى " الغالــــيه " يتصل بك 33 مــره
آه يا يمه وآه من قلب اصابهُ الحب والان يعلن حدادهُ بذلك الحُب المقتول بِمهده ، آه يا يمه لا اريدك أن ترين وجهي فيتضح لكِ وجعي الشفاف وتندمر دموعي أمامكِ ، لا اريد أن اجعل من القصه نهايه وهي لم تبتدء بَـــعد ، لا اريد منها الرحيل يا أُمي
تنهدت بضيق وهو يتصل بها ليأتي على مسامعهُ صوتها الخائف

ام وليد بخوف : يمه وليد وينك يُمه !

وليد بهدوء : موجود يمه اعذريني مادقيت عليك شحني كان طافي

ام وليد بحُــزن : يمه وليد تعال البيت

وليد : الله يخليك لي يالغاليه والله ما اقوى

أم وليد : تكفي يمه لاتردني

وليد بحُزن : ابوس يدك يُمــه ، انا عارف حصوني ماهي بمنيعه قدامك يا يمه عارف

أم وليد : تعال ولاتحرق قلبي عليك

تنهد بضيق : إن شاء الله يمه . .

اغلق هاتفهُ وهو يلقي نظره اخيره على منزلها ، هيا طال انتظاركُ ياحبيبتي تأخرتي كثيراً وكثيراً ليس بالقليل ، هيا ارجوكِ أُخرجـــي

نزل من السياره بِجســـد مُتعب ووجه شاحب وتقدم داخل البيت فتحَ الباب بهدوء وهو يتمنى أن لايلتقي بوالدتهُ
ليتفاجئ بجلوسها بوسط الصاله ، تقدم لها وهو يُقبل رأسها
وليد : السلام عليكم يمه

أمُ وليد وهي تمسك بيده وتحتظنهُ وبهمس : الله يرضى عليك يُــمه لاتحزن على شي ماهو بنصيبك

وليد وهو يرتمي بِحظنها وبألم : كيف يمه ماهي بنصيبي ؟ كيف يايمه وانا اللي صنت حبها بقلبي سنين كيف يُمه ماهي بنصيبي وعيني ما شافت غيرها ولا تبغا غيرها
وصوت هامس : كيف يمه ؟

أم وليد وهي تحتظنه وتبكي : معليش يايُمه الظبي راحت بنصيبها والله بيجبر قلبك بغيرها صدقني يايمه

وليد وهو يبتعد عن حضنها وبغضب : نصيبها أنا يايمه وغيرها باللعنه ما ابا غير الظبي يمه . .

أم وليد بحُــزن :الله يرضى عليك شلها من راسك الظبي تزوجت خلاص يمه ، والتفكير فيها حرام . .

وليد وهو يضرب صدرهُ بألم : والجرح اللي هنا اللي واجعني ماهو بحرام يُــمه ؟
ثم أردف بهمس : يمه انا قلتلك يحرمون علي بنات ادم بعد الظبي

أم وليد بغضب : وانا والله ليحل عليك غضبي ليوم الدين ان ماكفرت عن حلفك ذا
وليد بصـــدمه : يمه . .
أم وليد بحده : والله ثم والله ثم والله وهاذي ثلاث حلوف لك ياوليد انك ان ماكفرت ان لسانــي مايطب لسانك
ابتعدت عنهُ وبقلبها ألم الحســره على إبنها الذي بقلبهُ حباً ولدَ عقيماً وانتهى بالمــوت . .
ايافلذة كبدي! اتظنني جاهلةً بألمك وتلك الأوجــاع التي بِصدرك ، ايا فلذة كبدي! ان كانت روحك تحرقك حتى النخاع فأنا روحي قد تاهـت بين الظلام ولم تجد طريق العــوده ، ولكنني لن اجعل الآمك تذق طعم الانتصـــار . .







ما للهوى عندك وشرواك قيمة

يوماً معي واليوم الآخر مع فلان

يا ليت من يطري على البال ينشاف

ويا ليت من نبغيه دايم نشوفه

ليت الشّوارع تجمع اثنين صدفة

لا صار شبّاك المواعيد مجفي

كم واحداً قبلك وفيت وغدر

بي لا قامت الدّنيا ولا صرت مجنون

وحدي وفيت بوقت خائن وكذّاب

أدري غبي لكنّي إنسان وفيّ مجنون

شافك وأصبح اليوم عاقل

وعاقل ترى في غيبتك صار مجنون

ليت الخلائق تنقلب كلها أنت

وأصير أشوفك كل ما شفت مخلوق

يا ليت ربّي ما خلق حبّ وفراق

وإلا خلق حبّنا على غير فراق

آسف نسيتك والسّبب كنت مشغول

كنت أنقش اسمك داخل القلب كتذكار

أكبر قهر لامن تولّعت بإنسان

ودّك تشوفه وأبعدته المقادير

أكبر قهر رؤية وليفك مع الغير

يأخذ ويعطي مثل ما كان يعطيك

يلومني بالحبّ بعض الدّراويش

بعض الخبول اللي هواهم على ماشي

النّاس تضحك يوم تلقى بعضها

وأنا مخاصم ضحكتي لين أشوفك

من زود حبّي لك يقولون مسحور

إن كان حبّك سحر لا ما أبغي علاجه

لا شفتني في درب غيرك تعلقت

تذكّر إنّي يوم أنا أبغيك صدّيت

ما أنسى رفيقي لو تطول المسافات

ولا صار غايب أذكره دوم بالخير.




|


تقدم وهو يعلن بقدومه برائحتهُ المُعتقه ودُخوله الجامــد تهلت عليه التحيات ابتسم بهدوء لحين وصوله عند الباب ، طرق الباب ليأتيه صوتاً من الخلـــف . .
بوحمــد : تفضل !

تقدم كايد وسط الغرفه ليقف لهُ بوحمد باسماً لذلك الشامــخ

بوحمد بترحيب وتهليل :يا اهلاً وسهلاً ببورعــد ، حياكَ الله . .

كايد وهو يُصـافح يده : الله يحيك ويـبقيك يابوحمـــد

طرقات خفيفه عالباب
بوحمد بهدوء : تعال ياماهر

تقدم ماهر وهي يلقي التحيه على كليهُما
ثم اردف بهدوء : سِيدي بس هالاوراق الموجوده

بوحمد وهو يشير لهُ بالجلوس : عطها لبورعــد

كايد وهو يأخذ الأوراق تحت نظرات ماهــر الغامضه

بوحمد : وش تشرب يا كايد؟

اشار كايد بيده بهدوء بالنفي وعينهُ لا تزال قابعه على الاوراق ، استاكن الصمت لفتره ليقطعهُ وهو يقول بهدوء : القضيه سهله والحل قدامكم ولا انتم شايفينه !

بوحمد وهو يستعدل بجلسته : وش هي !

كايد بشـــبه إبتسامه : الاعــــــلام

ماهر اعتلت عليه الصدمه : وش !

بوحمد بضحكه : والله اني قايل مَحد بحالهــا غير كايد

ماهر وهو يشيح بانظاره لبوحمد : سِيدي وش الأعلام الامور سريه وشلون تبغانا نفصح فيها !

كايد بهدوء وهو يشير بيدهُ لماهر المنصدم ليهدى : محنى بمصرحين عن شي ياماهر وش فيك !

ماهر وهو يجلس بهدوء وباهتمام : اجل !

كايد وهو يعطيه الاوراق وبشبه ابتسامه : نحــنَ بس بنعطيهم قرصة اذن

ماهر بهدوء اكبر : فهمني اكثر ياسِيدي لوماعليك آمر

كايد : راح نخوفهم بالإعــلام وهمُ أكيد من الخوف راح يسون شي بشكل مُستعجل ولاهم بحاسبين له ومن ثم نطيح عليهم بالجـــرم !

بوحمد بابتسامة رضى : انا اشهد ان خلال يومين بنطيح عليهــُم

كايد بابتسامه : ان شاء الله يابوحمد . .

ماهر بشبه ابتسامه : طيب والاعلام وش نقول لهم !

كايد : أنا راح أعطيك تقرير تعطيه لواحد اسمه باسم وهو بيباشر بالموضــوع . .

وقفَ ماهر وهو يلقي التحيه ويخــرج

بوحمد بهدوء : وش عالقضيه الثانيه يابورعــد !

كايد بهدوء أكبر : مابها شي يابوحمد ، نحن مانخلف بوعودنا والمنصب بأمسكه ولا يهمك . .

بوحمد وهو يبتسم : الله يعطيك العافيه يا كايـــد

وقف وهو يقول : تامر بشي يابوحمد

بوحمد وهو يوقف وقاراً له : تسلم يابورعد

"خرج كايد من الغُرفه وهو يتوجه لِغرفتهُ " . .





|




أستيقظت بِتعب تحت صوت الآذان الذي يضج بالخارج ويشق هدوء الظُهر ، عقدت حاجبيها بِتعب والصداع مُلحُف بها ، اشاحت بنظرها لرعد النائم بالعرض على سرير ومكان والدهُ فاضي
عقدت حاجبيها بتعب أكبر وهيَ تهمس : وين راح والحمى فيه !

تعالت الطرقات على الباب بهدوء

الظبي بهمس وهي تلبس روبها وتغلقهُ بإحكــام : تفضل !

تقدمت الخادمه الاسيويه وبيدها صينيه كبيره بها القليل من الارز الغير مطبوخ جيداً و يحتظنهُ دجاج لا لون له وبجانب الوعاء دوائها وكوب من العصير
الخادمه : بابا كايد قول انت كولي بعدين خذي دوا

الظبي وهي تكشر وبـهمس : خلف الله وشذا !
ثم أردفت بهدوء : روحي جهزي لي المطبخ بجي اصلح أنا الغدا

خرجت الخادمه بأنصياع وهي تغلق الباب خلفها
تناولت هاتُفها وهي ترى 3 اتصالات من " كايـــــد " ، عقدت حاجبيها بإستغراب : متى سجل رقمه عندي !

همزت رأسها بألم وهي تعاود الاتصال ليأتيها صوتهُ الهادئ : صحيتي !

الظبي بهدوء : هيه
ثم اردفت بصوت عاتب : وينك فيه يابورعد انت تعبان ومابك حيله !

اردف بشبه إبتسامه : مافيني الا كل خير من ورا الخل اللي حاطته على راسي

الظبي بإبتسامه وصوت مُتعب : حرارتك كانت مرتفعه شوي
اردفت بهدوء : وش تحس فيه الحين ؟

كايد بحنيه : خليك مني يالظبي ، اخذتي دواك !

الظبي : باخذه بعد شوي
ثم أردفت بسؤال : وش تبغا اصلحلك غدا !

كايد وهو يعقد حاجبيه : وش غداه يالظبي والخدم موجودين ؟

الظبي بتهكُم : وش الخدم ياكايد احنا ما ناكل من وراهم ولا نلبسهم قدامهم . .

كايد بحنيه : يالظبي وش لك بالمطبخ واموره وانتي تعبانه

الظبي بقليل من الحده : مافيني الا كل خير يابورعد ، انت بس قلي وش بخاطرك !

كايد بإبتسامه : مشتهي كـــبسه

الظبي بشبه ابتسامه : خلاص تم يابورعد ، يالله فمان الله

اغلقت الهاتف وهي تشعر حقاً بالتعب ، فذلك الجامح تراهُ كذلك الراحل بطبعه وصوته ، احقاً انت هكذا ام انَ المرض اصبح يعميني فاصبحت لا ارى سواه سوى حبيب قلبي وظلي الطويل !
تنهدت بضيق وهي تتقدم لدورة المياه لِــتستحم . .

خرجت من دورة المياه وهيَ ترتدي فُستان أحمر اللون هادئ المظهر رفعت شعرها ثم اطلقت ضحكه وهيَ ترى انعكاس رعد المصدوم منها من المرآه

التفت وهي تضحك : وش به الحلو فاتح ثمه كذا !
اخفت ضحكتها بابتسامه وهي تتقدم له : وش فيك حبيبي !

ابتسم رعد بطفوله وهو يمد لها يدهُ ، مدت يدها له وهي تحملهُ على صدرها ، ابتسمت وهي تمغط خديه : الحين اسويلك احلى أكل
ثم اردفت وهي تهم خارجه من الغُرفه وبحس طفولي : تبا كبسه نفس بابا !

توسطت المطبخ فتعالت الهمسات بين تلك والاخرى وضعت الظبي رعد على كُرسياً مخصص له وهي تشيح بأنظارها عن الخادمات
:ماما وش بتسوين غدا !

الظبي بهدوء : كـــبسه

: انا طلعت كول شي

الظبي بهدوء أكبر : طيب شكراً ، ممكن تفضون المطبخ !

عقدت الخدامات حاجبيهما ثم اردفت واحده منهم : شوو !
ابتسمت الظبي : يعني روح برع

خرجت الخادمتين بانصياع خارج المطبخ

لم تعتد قط على خادامات حولها ولم تؤيدهم ابداً ، " خُلقنا لِنعمل لا لِنتكاسل " هذه كانت قاعدتها بالــحياه ، اعتادت منذ نعومتها اظافرها وهي تعد الطعام لِعمها وجدها وتُغسل ملابسهم ، لم يكن ضُعفاً بشخصيتها قط بلا احتراماً وتقديراً لهم ، فمن المُستحيل أن اجعل الخــَادمات أن يتلذذوا بتلك الفرصـــه . .

أعدت الكبسه باتقان وبسهوله فهيا اعتادت على عدها من قبل ، خرجت من المطبخ وهيَ تحمل رعد الصغير بين يدها وباليد الأُخرى طعامهُ ، اردفت بهدوء للخادمات : خلاص خلصت بس بعد نص ساعه وحده فيكم تقصر عالنار ، تمام ؟
:تمام مدام

جَــلست بالصـاله وهي تضع رعد بحظنها وتعطيه الطعام تارةً وتُمغط خديه تارةً ، اطلقت ضحكه وهي ترى انسجامهُ بالــطعام : ايا الدب عجبك الأكل !
:السلام عليكم
استدرات بهدوء وهيَ تقطع ضحكتها : وعليكم السلام
تقدم بهدوء وهو مبتسم لرعد مد يده : بابا رعد تعال !
التفت رعد للظبي المبتسمه له ثم ابتسم وهو يشير للطعام
ابتسمت الظبي بإبتسامه أكبر وانظاره على رعد : باعك ياكايد خلاص
ابتسم كايد وهو يرمي بجسدهُ بتعب على الكُرسي : انا اشهد انه هــرم
رفعت الظبي عينها لهُ وبهدوء : احطلك الغدا يابورعد
كايد بهدوء : بس ابدل وبجي
الظبي وهي تضع رعد على الكُرسي وتقف : خلاص بس دقايق ويكون جاهز

خرجت وتركت خلفهُا رجلاً قد أعلنَ عن حكايه جديده بقلبه من ضحكتها الرنانه التي رنت أوردة قَلبه فضجت بها من الحياه الكثير ، وذلك الاحمر كم يليق بها ، أصبحت ناضجه به ، فكل الألوان تقع بِـخضوع امامها . . أيا رب الكــــون ! تلك الفاتنه لها من الجمال الكثير ولها من بحة الصوت مايضج قلبي بالحياه أكثر . .
ابتسم بخُبث وهو يرى رعد بلا سند الان
تقدم ببطئ : أيالملعون أجل تبيعني علشان اكل ! !

بكى رعد بخوف وهو يبتعد عنهُ

عقد حاجبيهُ : حشى عليك يالكذاب

تقدمت الظبي بخوف : وش صار ليه يبكي !
حملتهُ بين يديه ليستكين صوتهُ وتتعالى صدمة كايد
كايد بصدمــه : كذاب ذا !

أبتعد وهو يضرب كفيه ببعضهم ويرحل عنهم للغُرفه

ابتسمت الظبي وهي تضع رعد على الكرسي أمام التلفاز وتذهب للمطبخ






بعد خَمس دقائق
خرجت وهي ترى كايد مُستلقي على الكرسي ورعد يجلس فوقه ويهمس لهُ في حين ويضحك في حين
ابتسمت كالطفل يصبح ذلك الجامح أمامهُ ، يكسر حواجز كثيره وتلك الحصون اللتي يعتليها يسقط منها هاوياً أمامهُ ، حنانهُ المتدفق لِرعــد اشعر به ويلتمس قلبي فهو فائض وفائض جداً

ابتسمت وهي تقول : يالله الغدا يابورعد . .

جلس بهدوء وهو يحمل رعد بيد واحده ورائحة الطعام أستكانت بقلبهُ قبل رئتيه

تقدم وهو يجلس وبشبه ابتسامه : تسلم يدك يالظبي

الظبي وهي تضع لهُ من الطعام امامه : ربي يسلمك يابورعــد ، جعله عافيه يارب . .

جلست وهي تأخذ منهُ رعد المبتسم

باشر بالاكل بهدوء وروحهُ لا تسكتين بداخلهُ ابداً ، وتكاد تختنق
رفع عينهُ بحده وهو يرمي الملعقه : من مسوي الاكل !

الظبي وهي تعقد حاجبيها : أنا ، وش في. . .

قاطعها بِــحده أكبر وهو يوقف : لاعاد تدشين مطبخ ، سمعتي ولا ! ! !

أحتدت ملامُحها بغضب وهي تراهُ راحلاً ، انا عاليقين بأنَ طعامي لا يشبوه شائبه ، فذلك الراحل كان يأكلهُ دون توقف ، اذاً ما الأمر!!

تقدمت بهدوء وهي تعطي رعد للخادمه وتهم ذاهبه لهُ ، توسطت الغُرفه وهيا تراهُ يخرج من دورة المياه
بهدوء : علامك يابورعد !

آشاح بنظره عنها وهو يتجاوزها : مافيني شي يالظبي ، أبنام لاتزعجوني . .

تقدمت وهي تمسك يدهُ وتقف أمامُه وبهمس : وش فيك ياكايد !

مسكَ يدها بِـهدوء وهو يدُفها للسرير بِخفه ومن ثُم أستلقى بجحرهُا بِتعب، يُــريد الراحه فقط الراحه فتلك الهموم حقاً أقسمتني للنــصف وأنا لا أقواها ، كيف أخبركِ بانكِ تعدين نفس طعام أُمي ؟
كيف أخبركِ بان روحي كانت تشتهي والآن تحتضر ؟ كيف أخبركِ أن جرحي نزفَ قبل قليل واشتياقي زاد بجرعُته ؟ كيف ؟
أغلق عينيه بِتعب وهو يشتم رائحُتها تُحيي قلبه ، يريد النوم ولو مرةً على فرح بعيداً عن الهموم . .


أينَ أَنتِ يا أمي ؟
يا روحاً طاهرةً تهيمُ من حَولي
يا حُضناً دَافئاً كَم شَكَوتُ إليهِ هَمي
بِفِرَاقِك يا أمي فَارَقَني الأَمَان
أَحسَستُ بِغُربةٍ في الزمانِ والمكانِ
ذَهَبتِ وذَهَبَ مَعَكِ كُلُ الحنان
أُمي
يارَوحاً طَاهرةً تَهيمُ مِن حَولِي
يا حُضناً دَافِئاً كَم شَكوتُ إِليهِ هَمي
أَشعُرُ بِرَوحُكِ العَطِرَه تُظِللنِي
في ذَهَابِي وإِيابي تَتبَعُنِي
فأنتِ يا حَبيبتي دَائِما مَعِي
لايَغِيبُ كَلامُك عَن سَمعِي
حَتى أنامِلك أَشعُرُ بِها تَمسَحُ دَمعي
بِرفقٍ تَهمِسِين وَتَقُولين..لاتَبكي
لا تَبكي فَأنَا كَما قَالَ رَبُ العَالمَينَ
مِنَ الأَحيَاءِ عِندَهُ وفي الجنةِ أَمشِي
أمي
يا روحاً طاهرةً تَهيمُ من حَولي
يا حُضنا دَافِئا كَم شَكوتُ إليه هَمي





سَرت تيارات مُحرقه بجسدها من تصرفهُ ، وروحها لاتستكين عكس ظاهُرها فهيا تعلمت الصمود فحينَ انها لا تقواه ، أنزلت نَـظريها لهُ وهي تراهُ نائماً فوقَ صدرها وحاجبيه معقوده ، مالذي يحدث لك أُيها الجامح لما دائماً أرى الالم يعتصر وجنتيك ! لما حاجبيك لا تستكان ابداً !
تنهدت وهي تضع يدها على رأسهُ وتقرأ المعوذات فلقد اعتاد لِسانُها عليــه ، لعل تستكين روحهُ التائه !!









|








لافي بفرحه : لقيته لقيته يافاتن

فاتن وهي تعقد حاجبيها : وشو يادكتور لافي !

لافي وهو يضع الاوراق أمامها : لقيت علاج الظبي

ابتسمت فاتن وهي تضع كفها على الاوراق : وش علاجه يا دكتور لافي ، الظبي صلر علاجها خارجي ماهو بيدنا. .

لافي بإبتسامه : ان شاء الله بكلم اليوم . . .
توقف والالم يعتصر قلبه وقتل ضحكتهُ وبهدوء : زوجها علشان مايحول اوراقها . .

فاتن بهدوء : إن شاء الله خير

لافي وهو يشيح بأنظارهُ : كلمتيها !

فاتن : لا

لافي : ليه !

فاتن وهي تعقد حاجبيها : وش اقول لها يا دكتور لافي ، هي نفسيتها تعبانه مره وفوق ذا زواجها اللي فاجئنا . .

لافي بهدوء : طيب ولانك صديقتها المفروض توقفين معاها بالمحنه ذي . .

فاتن وهي تشيح بإنظارها عنه وبصوت خافت : اي صديقه !

لافي بإهتمام : ليه تقولين كذا يافاتن !

فاتن وهي تقف : مافي شي يا دكتور لافي عن اذنك أنا عندي حاله الحين . .


عينه قابعه على مكتبها وبيدهُ الهاتف بحث عن رقم كايد فاليوم وبعد عناء وجده ، سيُصر على بقائُها هُنا لن يجعل تذهب للبعيد ، رن الهاتف لفتره ولكــــن مامن مُجيب ، رفع عينه لساعته الرابعــــــه والنصف :اكيد الرجال نايم ، ياغبائي !

اغلق الهاتف وهو يجدد في عقله موعداً أخر لينهي قصة بُعدهُا عنه . .







|







وليد : خلاص يمه قلتلك اني راح أكفر بس لاتزعلين والله ما اقوى زعلك . .

أم وليد بحنيه : ان شاء الله ، ياوليد مالي غيرك انت وفاتن بالدنيا ذي الله يخليك لا تحرق قلبي عليك وتزيديني شوق لشوفة
عيالك

وليد بألم : خلاص يُمه كله ولا قلبك ابشري باللي تبيـــه ، ابكفر عن ذنبي وابنتظر الظبي
ثم اردف بغضب : اكيد الشايب ذا بيموت وبيفكنا منه

أم وليد بِغضب : وش تقول انت يقليل الخاتمه . .

وليد بشبه ابتسامه : علامك يُمه !

أم وليد وهي تبتعد عنه وبغضب أكبر : ايه والله مابك عقل ولا دين ، ابعد ياوليد ولا اشوف وجهك . .

وليد وهو يحك شعره : الله يهديك يام وليد علامك ، انا قايل لك ما اخذ عالظبي حد

أم وليد بصدمـــه : وش فيك ياوليد استخفيت اهيا ماكانت على ذمتك علشان تاخذ عليها حد ، اركد ياوليد واصحى وش فيك !

وليد بابتسامــه : بتكون يُمه وعد انها بتكـــون . .
وقف وهو يهم خارجاً : انا طالع يمه فمان الله . .

خرج والجنون بجانبهُ ، لايعلم مالذي تلبسهُ قبل قليل ماهذا الجنون المحيط به ، مالذي فعلتي بي يالظبي لما أصبحتُ هكذا ضحك بصوت عالي وهو يقول : والله اني صرت مجنونك رسمي يالظبي . .



***


أستيقظَ ويدهُ تُحاوط خصرُها ورأسهُ مستكيناً على صدرها ، وذلك الصداعُ المُخنق تلاشى ،
رفع عينهُ قليلاً لها ليتضح لهُ نومهُا ،ابتسمَ وهو يبتعد عنها قليلاً وعينهُ لاتزال على ملامحه
متى نُمت؟ متى أرتاح قلبــــــّي ؟ مالذي حدثَ بقربك أُيتها الفاتــنه !
عقدَ حاجبيه وهو يُفكر بموقف الغداء ،يعلم بأنهُ قسى عليهــا وجموحه طغـى بلا سبب ،
سيعتذر منها حين استيقاظُها ، جلس ومن ثُــم ذهب لإحضار رعد فهو الوحيــد الذي سيوقظُها ،
دخل الغُرفه بهدوء وبيدهُ رعد الصامت اجلسهُ بقربها ليُدغدغه فتنطلق ضحكاتهُ بصوتاً عالياً ،
اشاحَ بإنظارهُ لها وهي لاتزال نائمه ومُستكينــه ، نطق بِهمس : الظبي !
لازالت على صمتها ، رفع بأناملهُ شعرُها المندمل على وجهها ليقف بهلع وهو يرى اللون الازرق بخطوط عريضه تصل من رأسها لاسفل خديــها صرخ بصوت شبه عالي : الظبيي ! !
بكى رعد تحت صُراخه ، لتأتي الخادمه بهلع

كايــد بعصبيه وهو يحمل الظبي بين يديه : انا موقلتلك عطيها الدوا! !

الخادمه بخوف وهي تحتظن رعد الباكــي : انا عطيته حق هيا . .

كايد بصراخ : عطيني اي عباه اخلصيي . .

مدت له الخادمه عباه مرميه على الارض ، ركض بِسُرعه ودقات قلبهُ خائفه تريد الاطمئنان عليها ،كفى رحيلاً ، كفى فُراقاً ، كفى أُيها الزمن فلتترك لي ماتبقى مِن مَن يُحييني . .
وضعها بجانبهُ وانطلقَ بسرعهُ القصوى للمستشفى ويدهُ مستكينه بيدها تمدها بالقوه وكأنه يُخبرها ،
أنا هُنا !
. .
وصل للمستشفى وهوَ يحملُها بخفه بين يديها كأنها جثةً ، وضعها عالسرير لتأتيه صوت الممرضه وهي تنظر للون الازرق : يا إستاذ كايد نحن ملزمين عليك تخليها تواضب عالدوا ، اشاحت بإنظارها للممرضه الاخرى : روحي بسرعه نادي الدكتور لافـــي

كايد بحــده : ومافي غير دكتور لافي بالمستشفى ذي !
الممرضه وهي تضع لها المُغذي : الدكتور لافي المُشرف على حالتها قبل . .

تقدم لافي بدهشــه وهو ينظر لها وفي قلبه شعوراً يُعاصره ، أياربي اشفقت بي وأتيت بها لي ، أياربي شوقي زاد لهـا ولصوتها ولعينها النائمه

بهمس وهو يقيس نبضها : وش صارر!

كايد بجمــود : نست تاخذ دواها . .

ابتعد عنهُــم وبقلبهُ شعور لتلك الفاتنــه مُتناقض فتارةً يشعر بإنهُ يريد إخناقها ، أنا على يقين انها لاتريــد ان تتعالج وانها ستجعل من نسيانهُا حُجةً ، وتارةً أُريد ضمها لصدري واشتم بها رائحةً فقدتها مُنذَ الأزل ، ولكنني لن اجعل حُلمك أن يصبح حقيقه وأن يبزغ للنور ، لن أجعل ذلك المرض اللعيـن بقتلكِ ، أُعــــــــــدُكِ.

رفع هاتفهُ وهو يضغط عالأزرار
من ثُمَ : السلام عليكم
: وعليكم السلام ، آمرني ياطويل العُمـــر
كايد بهدوء: ابيك تحجزلي ثلاث تذاكر اليوم على ألمانيـــا
:إن شاء الله ، شي ثاني طال عُمرك !
كايد وهو يهمز رأسهُ:تسلــم

أغلق المُكالمه ليتصل للخادمــه
الخادمــه : يس سير !
كايد بحــــده : جهزي الشنط مال المدام ورعــد بعد ساعتين وبنجي
الخادمــه : ان شاء الله سير . .

اغلق هاتُفه وهو يشعر بتعب مخنق ، لايعلم ماذا يخبئ لهُ المُستقبل لكنني على يقين بانني سأُحارب حتى أخر دمي ، فلا رحيلاً أخر في قاموسي ولا وداعاً ابدياً في حياتي ، يكفـــــي !


قطع تفكيرهُ صوت انثوي متردد : استاذ كايد ؟ عسى خير ؟

كايد وعيناهُ لاتزال على الارض : كل خير ان شاء الله ، الظبي تعبت شوي . .

تقدمت بسرعه لتقف أمامه : ليه وش صار ؟

كايد وهو يزفر بهدوء : نست تاخذ دواها . .

فاتن وهي تَفرك يداها : والدكتور لافي مشرف الحين عليها !

كايـــد وهو يشير برأسهُ بنعم . .

ابتعدت فاتن لتبعد معها خفقات قلبها العاليه وبهمس : ان شاء الله خير . .

رفعت بأناملها هاتُفها
أم وليــد : هلا يمه !

فاتن بهدوء : اهلين يمه خلي وليد يجيبك المستشفى

أم وليد بخوف وهي وتضع يدها على صدرها : بسم الله ليه !

فاتن : يمه الظبي تعبت وجابها زوجها ، وان ماخاب ظني يمكن هاي اخر مره نشوفها

أم وليد بخوف أكبر وهمس باكي : ليه تقولين كذا يُمه ، امس قلتوا حالتها راكده ولاهي بمتطوره وش صار !

فاتن بسرعه : لا يمه حبيبتي اقصد انه بتتعالج برع ، وماراح نشوفها عُقب

أم وليد بحزن وبقليل من الارتياح : ان شاء الله الحين بخلي وليد يجيبني . .





أغلقت هاتفها لتتصل لوليـــد
وليد بروقان : لبيــــه يالغاليه !

أم وليد بحزن : تعال ياوليد اخذني للمستشفى

وليــد بهلع : ليه وش فيك يالغاليه توني تاركك مافيك الا العافيـه ، وش صار !

أم وليــد بهمس : الظبي . . .

وليـــد بصــدمه : وش فيها الظبي يمه ، وش فيهههااا !

أم وليد : انت تعال اخذني واقولك بالطريق

وليد بخوف : جايك يمه . .

أغلق هاتفهُ والخوف هو المُسيطر ، ماذا ؟ ماللذي حصل؟ بالامس اخبروني بزواجك وطُعن قلبي واليوم يخبروني بسقوطك بالمستشفى ، ايتها الفاتنــه ان رحلتِ قبل ان اشبع عيني منك الموت اعظم لي ، أيتها الفاتنه ان رحلتِ قبل اوانك فلا تتركيني خلفك . .

وصل لمنزلهُ وهو يضرب البوق بشـده ، خرجت والدتهُ وهي تحمل خطواتها ببطئ ، نزل بسرعه وهو يسندها لتسرع من خطاها ، اجلسها بقربهُ ومن ثم انطلقَ بسرعه

أم وليد بغضب : شوي شوي ياوليد بتروحنا

وليـــد بخوف : يمه وشفيها الظبي !

أم وليد وهي تنتهد بحُزن : فاتن تقولي تعبت ، ثم بهمس : وتقول ماعاد بنشوفها بعــد . .

وليــــد بهلع وهي يصد لوالدته : كيف يعني ماعاد نشوفها وش صاير ؟؟

أم وليد : بتسافر ياوليــد

وليد بصـــدمه : وش !!!!!

أم وليــــد بحزن : بتسافر ولاعاد بنشوفها ، اخ يالظبي ياقطعه مني ربي يشافيك

وليد بهمس خافت جداً : ماراح تسافر يُمه ، والله ماتسافر

ساد الهدوء المكان الا من همس أم وليد التي كانت تدعي ثم تستغفر . .
بعد نصف ساعه وصلا للمستشفى

نزلت أم وليد بتعب تقدم لها كالمجنون وهو يسند يداها ، دخل المستشفى وبسرعه سئل : الظبي أحمد السالم !
تقدمت فاتن بسرعه لوليد الخائف تحت انظار كايد الغـــريبه : بعدها جوا يا وليــد

التفت أم وليد بسرعه وهي تحتظن كفي فاتن : وش فيها الظبي يافاتن !

فاتن بهدوء : الله يهديك يمه ، قلتلك تعبانه شوي ، اجلسي علشان مايرتفع عليك الضغط . .

وليد وهو يشيح بإنظارهُ لِكايــد الجالس بهدوء وبهمس لفاتن : وش يسوي ذا هنا !

فاتن وهي تعقد حاجبيها : علامك ياوليد زوجها ذا !

وليد بتهكم وغضب : امي تقول بتسافر !

فاتن وهي تمسك بيده وتبعتد قليلاً : قصر صوتك ياوليــد ، بتسافر ولاماتسافر مالك لوا انت

ترك يدها بغضب وهو يقول : الا لي لوا ، بتسافر ولا لا اخلصي

فاتن وهي تعقد حاجبيها : بتسافر !

بغضب وصوت عالي : على جثتي . .

وصل صوتهُ لمسامع كايــد ، فانطلقت منُه ابتسامه طويله ، أُيها المُراهق اتظنني لا اقوى على جعلك جثةً هاويــه ! أخفي ابتسامتهُ وهو يرى خروج لافي من غرفة الطوارئ

لافي بهدوء وهو يتقدم لكايــد : الحمدالله استقرت حالتها ، لكن يا استاذ كايد لازم نبندء بالعلاج حالاً !
ثم اردفَ باإبتسامه : والحمدالله لقينا لها العلاج المُناسب وكلها سنه ولا اثنين وترجع احسن من قبل . .

وقف بهدوء وجمــود وهو يعلن بوقفته هيبته الشامخه : اهيا صاحيه !

لافي بهــدوء : بعد شوي بتقوم ، الحين أهيا تحت المُخدر

تقدم بينهم وهو يراها خارجه على سريرها من غُرفة الطوارئ نائمه بتعب ووجهها مكشوف بجمالهُ للسائرين ، اشاح عينهُ لام وليد الباكيــه التي سبقتهُ لها وهي تمسك يدها
أم وليد ببكي : يمه الظبي الحمدالله على سلامتك يمه
تقدم لها وليــد بابتسامه : الحمدالله على سلامتك يالظبي ،مأجوره ان شاء الله
أياقلب اهدى مابالك لما دقات قلبك هكــذا ، أياقلب اروي عطشك بفتنة وجُهها واستمد طاقتك بعينيها ، أياقلب بالامس تحتظر واليوم انت بخير بحضورها ، رفقاً بي أُيتها الفاتنـه فلا حلق لكِ باتعاب قلبي ومن ثُم ذهابكِ . .
تقدم وهو يقتل تلك النظرات الحارقه التي بين وليــد الحالم وتلك الجامحه الشبه نائمه لحين وصولها للغُرفـه
تقدم لها وهو يمهس بإذنها : دواك عندي بعدين يالظبــي

لاحق لكِ بذهابكِ ولا حق لكِ بارهاق روحكِ ، وتلك الامور الخادعه التي تتجول برأســك أقُتليها قبل أن امزقها لكِ لانك لن ترحليــن عن جانبي وستبقين تحت ظلي ، يُستحال ترككِ ، وهذا مني لكِ وعـــداً. .



أبتسمت وهي تشعر بهلوسات حقيقه برأسها وكأنها في بحراً تسبح تسبح وعلى الشاطئ يقف هوا ينتظرها
فيصل بِضحكه : يالله يالظبي اطلعي من البحر بس برد الجو

أردفت بضحكه : والله يجنن البحر ياعم ! اتركني بالله

فيصل ببمازحه : لكن مب اكثر مني صح

غمزت وهي تقول بمرح : مافي مجال للمُقارنه تطمــن

فيصل بابتسامه : اطلعي طيب والله تمرضي عقب يالظــبي
الظبي : ماعليك ذيبه بنت ذيب ما أمرض

فيصل ببمازحه : بعدين بليل اطيحين علي ، اسحب عليك ترا

الظبي بابتسامه : والله ماتسويها وانا الظــبي

فجئه ذلك الشاطـــئ تحولَ لفوضى عامره ، وهو اختفى ، انتظر لاترحل لم ينتهى حديثا بعــد ، لاترحل مرةً أُخري ، انتظرنــي سأتي ! اخذت تسبح للشاطئ بلا جدوى وذلك الشاطئ يبتعد اكثر فأكثر وصوتها مكتوم لاتسمع صداهُ ، بكت بخــوف وظلام الليل الحفها فجئه وصوته يرتد علي مسامعهُ ولكن صوتها مكتوم أنا هنا الا تراني ! !


تقدمَ لها وهو يراها تهلوس بإسمُه وجسدهُا مُتعرق وضع يدهُ على رأسها وهي يلتمس حرارتها المُرتفعه
عقد حاجبيــه وهو يرى دموعها تشق وجهها ، وأسم " فيصل " يُعانق شفتيها
تقدم لاقفال البــاب فهو لايقوى بافصاح وجعُها للآخريــن ومن ثم عــاد لها بخطوات سريعه وهمس بأذُنها بالــمعوذات
أزحاها قليلاً لينام بجانُبها ويضع رأسُها على صدره ، هل ترينهُ الآن بمنامك ! هل تسمعين صوته واسمك يحتظن شفتيه ! هل أرويت قلبك به أم رحل وتركك تائهةً !
احتظنها لصدره بقوه وهو يمدها بقوه واخضاع روحها أن تبقى هُنا لا في طيات الاحلام ، مسح على شعرها بخــفه وهو يرى حاجبيها المعقوده تستكين وهلوستها تختفي رويداً رويداً ثم استكانت أنفاسُها ، قبل جبينها بهدوء وهو يبتعــد عنها قليلاً . .

خرج للخارج ليجــد وليد جالس بجانب والدتهُ المُتعبه اردف بهدوء : تفضلي ياخالــه ، تطمني عليهــا

دخلت أم وليد للداخل تاركه خلفها وليــد و كايــد . .

تقدمهُ كايــد للممرضه : جيبي لي كُرسي

الممرضه : ان شاء الله . .

وليــد بحده: ليه الكرسي !

التفت كايــد لهُ بهدوء : عفواً !!

وليد وهو يقف ويتقدم لهُ وبهمس : ماراح تسافر بالظبي لو على جثتي سمعتني !

كايد غضبه قد اتضح من انفاسهُ المتضطربه تقدم له وهو يدفهُ للجدار وبِـــحده وهو يحني رأسه لقامتهُ : اسمعني زين يالمُراهق ، والله اني ساكت لك للمسكينه أُمك اللي جوا ، ولا والله مايردني عنك الحين الا دمك

حاول وليد ان يبعدهُ عنه بلا جدوى فبنيتهُ امام ذلك الجامح هراءً همس بغضب : ابعد يالشايــب

دفهُ كايد بغضب ليقع أرضاً وأرتطم وجهُ الارض وسط أنظار فاتن الخائفه
رفع يدهُ لفاتن وهو يقول بحـــده : علموا أولادكُــم السَنع ولا نعلمهم احنا . .
وابتعد بغضــــب كاسح عنُهم . .

فاتن وهي تنزل للارَض : وش صار وش سويت ياوليــد !

وليد وهو يمسح انفهُ النازف وبِغضب : والله لا اعلمه والله

فاتن وهي تمسك وجه وليد وبحده : وش صار

ابعد وليد يدها بقوه وهو يقف بتعب : ماصار شي

فاتن بغضب : وش اللي ماصار شي ! وش سويت إنطق ولا والله ما يحصل لك خير ياوليــد ، تخلي الخلق تتشمت فينا !

وليد بحــده وهو يتقدم لها : كلمتين بس " الظبي ماتــسافر " يعني ماتسافر . .

فاتن وهي تشهق : وليـــد ليكون . . .

قطعه حديثها بِــجنون : ايه ايه أحبها وش بتسوين قولي !
ثم بصوت عالي وهو ينفض قميصهُ : وش بتسوين وش بتسون علموني كل واحد ينافخ علي من صوب
تقدم لها بحـــده :" الظبي لي " كلمتـــين ما استثنيهم ولو ابيع الدنيا كلهــا سمعتي كلها ! والله ما اخليها لغيري تتهنى . .

إبتعد عــنها وتركها في صدمه عميقــه ، أيا الحب لما طرقت قلب أخي واقنعتهُ بالحُب العقيم ؟ لما أوهمتهُ بالحلم المستحيل ؟ واعطيتهُ الأمل الأليــم ؟ ومديتهُ بقناعاً ودهاويــل ؟
أيا الحُب العقيم لما بنيت بينك وبين أخي شبراً وطين ! لما ارتخيـــتَ تحت قلبهُ وأعطيتهُ الانين !
كيف أشلعكَ يا اخي من دوامة الحنين ومن عصف الانين ؟ كيف أويك من جوع الشوق وعطش السنين ؟ كيف اجدك وانتَ تائهاً بين الظلام المُسكتين ؟ كيف انر لكَ دربك وانت بين الاحزانِ لجيئ ؟
تنهدت بضيــق وهي تجعل لِـدموعها العنان لـِخديـها همست بضيق : يارب اعنهُ على ما ابتلاه
فقلبهُ ابتلا بالعميان وضج بداخلهُ شوق النسيان ، والان نضج بداخلهُ حباً و أحزان ، يارب أعنهُ على قلباً اهلكهُ العمى . .


| إذا اكتشفت أنّ كل الأبواب مغلقةٌ، وأنّ الرّجاء لا أمل فيه، وأنّ من أحببت يوماً أغلق مفاتيح قلبه، وألقاها في سراديب النّسيان، هنا فقط أقول لك أنّ كرامتك أهمّ كثيراً من قلبك الجّريح، حتّى وإن غطّت دماؤه سماء هذا الكون الفسيح فلن يفيدك أن تنادي حبيباً لا يسمعك، وأن تسكن بيتاً لم يعد يعرفك أحدٌ فيه، وأن تعيش على ذكرى إنسان فرّط فيك بلا سبب، في الحبّ لا تفرّط فيمن يشتريك، ولا تشتري من باعك ولا تحزن عليه |.








||







أم وليـــد وهي تمسح على شعر الظبي بِحنـــان أبتسمت وهي ترى الظبي تعود لوعيها ببطئ : الحمدالله على سلامتــك يايــُمه
حركت الظبي رأسه للمرأه الجالســـه بجانبها ، أبتسمت بِخفــه وروحها مُتعبه ، أأنا في حُلم !
اشاحت بِنظــرُها للغُرفه لِـتعقد حاجبيها ثم همسـت بهدوء : أنا وين !
تتذكر إنها أعدت الغداء ثم غضب منها زوجها تبعته ، نعم تبعتهُ للغرفه ثم نامَ على صدرها ، كانت بالغُرفــه فبيتهُم ، اذاً ماهذهِ الغُرفه ، أين أنا !

أم وليد بحنيه : انتي بالمستشفى
ثم اردفت بعتب : كيف يايمه ماتاخذين دواك!تبين ربك يغضب عليك

ضربت رأسها بخفه وهي تتذكر ذلك الدواء اللعين ، حقاً نسيتهُ فهيا نسيت اخذه بعد الغداء لم تجــد فرصةً . .
ابتسمت بألم ورأسهُ حقاً يؤلمها وهي تشيح بإنظارها لأُم وليد : يمه اشتقتلك !

أم وليــد بابتسامه وهي تحتظن كفي الظبي : تشتاقلك الجنه يايُمه ، والله اني مشتاقه لك أضعاف . .

الظبي وهي تُقبل كفي ام وليد بِتعب : أخبارك يالغاليه !

أم وليد وهي تشد من حظنتت كفيها للظبي : بخير علني فداك ، وبعد شوفة وجهك اني أزون . .
ابتسمت بخفه وهي تقول : اجل كايد آل هاجسي زوجك وماتعلميني !

قتلت ابتسامتهُا وهي تقول بهدوء : نصيب . .
رفعت عينها وبابتسامه كبيــره : يمه شفته ! شفت فيصل يمه

أم وليد بابتسامه حانيـه : الحمدالله يالظبي هذا من رحمة ربي

رفعت عينها للسقف وهي تُخاطب ربها ، أيا رب ! ياخالق الروح وصانع المستحيل ، اليوم رأيتهُ من بعيد فأرفق بي واجعلني اراهُ من قريــب ، أيا رب الكون ! يا حامل الاحزان وهادي للأفراح ارحم روحاً بات شوقي لها بالاضلاع يكســروني . .

طرقات عالباب قطع حديثُها الصامــت
أم وليد وهي ترمي النقاب على وجهه : تفضل يابــورعد

دخل كايد الغُرفه وهو يدف كُرسياً بيده تحت ذهول أم وليد
أم وليــد : عسى ماشر ياولدي !

كايد وهو يقف فوق رأس الظبي وبهدوء : الشر مايجيك يـخاله ، ورانا سفــره

الظبي التفت لهُ وهي تعقد حاجبيها وبتعب : وش سفرته ياكايد !

وضع يدهُ على كتفها وهو يقول بحده : راح تتعالجين برع يالظبــي

الظبي وهي تعتدل بجلستها بتعب وبحــده أكبر : وش ذا العلوم الجديده ياكايد ومن قال اني ابتعالج برع . .

"أم وليد بعد ان رأت أن هناك شراره بينهم تركتهم وهي تغلق الباب خلفهم ". .

انحنى ليصبح مقابل وجهها وبِهمس : انا قلت ، عندك مانع !

همست بحــده : وأنا اقولك الحين اني ماراح اتعالج بــرع

مسك كتفها وهو يحملها بِخفه على الكُرسي تحت هجومها جسدها المتعب لجسدهُ الصامد
الظبي بغضب وصوت مبحوح من التَعــب: اتركني ياكايد ما ابغى اسافر ، اتركنــي ، وش تبغى خلني اموت هنا بينهم ليه تبا تبعدني عنهم ، اتركنــي هنا . . .
قطع حديثها وانلجمَ صوتُها تحت المخدر التي اعطاها اياه في عُضدها لتستكين صرخاتها المُتعبه لِروحهــا
أتريدين الموت اذاً ! ، تريدين البقاء هنا لأنكِ لاتزالين قابعه بين زوايا الغُرفه تنتظرينهم ، لكنني اخبرتكِ سابقاً بانني كُنتُ بذلك الطريق ولن اجعلكِ تتوهين به . .
دف الكُرسي لخارج المستشفى بخفــه ثم حملها ووضعها بالكُرسي الخلفي ، وساقَ بِسُــــرعه للمنزل قبل ان تستفيــق . .









||









تقدم وهو يرى باب الغرفة مفتوح على مشارعيه اطلَ بخفه لسريرها الفارغ منها ، دخل الغرفه بِسُرعه وهو يطرق باب الحمام لعلها هُناك
لكن لا مِن مُجيب وذلك الباب ارتد من وقع طرقات يدهُ عليه ليكشف عن فراغهُ . .
عقد حاجبيــه بخــوف : وين راحت !
خرج بــسرعه للأستقبــال وهو يسئل : دكتوره الظبي وين !

الممرضه تقف بإستغراب : بالغرفه يادكتور لافـــي !

لافي بغضب : ماهي بالغرفه ، كيف ماتعرفون وين راحت !!!

ابتعد وهو يبحث عنها في أروقة المُستشفى ، لاتزال في وضع المُخدر وجسدها لن يقوى على السير الا بضعة خطوات . .
ضرب رأسهُ بخفه وهو يتذكر زوجهــا
رفع هاتفهُ ليتصل به لكن الهاتــف مُغلق
اللعنه ! اين ذهبــتت !

تقدم لفاتــن التي تحمل بوجهه نظرات تائهه : دكتوره فاتن ، دكتور فاتتتتننننن !

فاتن بهدوء وهي تعود لِوعيها : اهلاً دكتور لافــي !

لافي : الظبي ماهي موجـــوده

عقدت حاجبيها ثم أعادتهم لِوضعها وهي تقول : اكيد راحت مع زوجهـــا

لافــي : بس هيا تعبانه وش روحته الحين !
ثم أردف بِــغضب : وزوجها يدري إنها تعبانه ، المرض اللي فيها ماهو بلعبه وهي تحتاج لِـــعنايه وعــلاج !

فاتن بغضب مكبوت : يادكتور لافي ! الظبي ماهي بتحت مسؤوليتنا خلاص بطل تفكـــر فيها ، ارحموني منها . .
أبتعدت عنه وبصدرها ألم يعتصرُها حتى النخاع ، لما الجميع يفكر بها ولا احد يرى مابي ! ألستُ بشراً كَسِواها ! الا أحزن وأمرض وأتعب وأجن !


لافي وهو يمسح وجهه بقلة صبــر من فاتن المزاجيــه : يارب صبرك !
توجهه بسرعه لِــغُرفة الامن . .
لافي وهو يطرق الباب ويدخل : السلام عليكم ، احمد الله يخليك ورني التسجيل مال قبل شوي !
احمد وهو يعيد شريط الكاميرا قبل قليل

لافي : هنا هنا وقف . .
ابتعد وهو يقول بهمس : وش ناوي عليه ياكايــد !
التفت للحارس وهو يقول بابتسامه : تسلم يا أحمد . .


خرج وهو يهمز رأُسه بألم ، ذلك الجامح لم ينتظر ولو قليلاً لإرى تلك الصغيره ، ذلك الجامح لم يشفع لي ولا لقلبــي بها ، لما رحلت ولم تنتظرني أودعها أُخبرها بإنني اشعر بألمها ، وانَ حقاً وجعها يشطر ظهري شطرين ، لم أُخبرها بإنني ساقبع بالخلف انتظرها فِحين سقوطها ، وانني سأكون لجرحها دواءً ، لمــا لم تنتطر لمــــــــــا!


في طريقهُ صادفَ أم وليد ووليد بجانبها وهي تسرع بخطاها لغرفة الظبي
لافي بهدوء : يا أم وليد ، الظبي راحت . .

التفت لهُ وليد بصدمــــه وهو يقول : وش ؟؟؟
أم وليد وهي تضع يدها على صدرها : كيف راحت توها كانت هنا ؟

تقدم لهم بهدوء : زوجها أخذها

وليد بغضب كاســح : وكيف خليتووووه ياخذها كيف !

لافي وهو يعقد حاجبيه : وش فيك ياوليــد كايد زوجها والظبي ملفها ماهو بيدنا يعني أهيا ماهي بمسؤوليتنا . .



ابتعد عنهم وليــد وهو يخرج خارج المستشفى بغضب ويركب سيارته : والله لا اعلمك ياكايـــد والله . .






جلست أم وليد بِتعب وهي تشعر بضيق وبكــت ليجلس بِقُربُها : الله يهديك يأم وليد ان شاء الله الظبي بتتحسن وبتصير اقوى ،وان سافرت ترا بترجع صدقيني . .

رفعت أم وليد عينها لهُ وبسؤال وهمس باكي : وان مارجعــت !

اشاح بانظاره عنها وهو يقول بألم مخفــي بإتقان: بترجع بإذنه ، اعرف الظبي ماتصبر على فراق بلادها . .
ستعود كوني على يقين بان لائقنا بها سيعود ، لانها هيَ فقط من تُحيي القلب ، ستعود لانني اعرف بانها قويـه واحبالها متماسكه وصدرها جامح ، والجموح بها لايتسكين ابداً ، ستعود لانني على يقين بعودتها . .









|








نــزلَ من السياره بِهــدوء وهو يدخل البيت ليرى الحقائب قد أُعدت وتقف منتظره له بإنصياع امام الباب
صرخ بصوت شبه عالي للخــادمه لتأتي بهروله وبين يديه رعــد النائم ، أخذه منها ليستكين على صــدره ، وبيــدهُ الأُخرى يدف الحقائب
وضع رعد بالكُرسي الأمامي على كرسيهُ المخصوص له ، ومن ثم وضع الحقائب بالــخلف
كايد وهو يقول للخادمه : دخلوا البيت ولاتفتحون الباب لحد لين ما يجيكم الدريول ، فهمتي !

هزت رأسها بالموافقه لتدخل وتغلق باب المنزل بخلفها . .

أما هوَ فانطلقا تحت سكون سيارتهُ فتلك الفاتنــه النائمه بالخلف تغط بنوم متُعب ، وذلك الصغير في عالماً آخر . .
سيعـــود للغربه الخانقــه وللسكون الجامح ، للظلام المُهلك ولحياةً قديمــه ، سأعود للغربه للصدر الموحش والالم النــــازف وللحلم الدامل لذلك العصر القديــم ،لطيات الماضي الدفيـــن


تَبَـدَّت لَنَا وَسْطَ الرُّصافَةِ نَخْـلةٌ

تَنَاءت بأرضِ الغَرْبِ عن بَلَدِ النَّخْل

فقُلـتُ شَبِيهي في التَغَرُّبِ والنَّوَى

وطُولِ التَّنَائي عن بَنِيّ وعن أهلي

نشَأتِ بأرضٍ أنتِ فيها غَريبةٌ

فمِثْلُكِ في الإقصاء والمُنْتأى مثلي

سَقَاكِ غَوَادِي المُزْنِ مِن صوبها الذي

يَسُحُّ ويستمرِي السِّماكَين بالوّبْلِ

يا من وداعه كنَّه موادع الروح

لو هو بكيفي عنك ما أروح ساعة

ساعة وداعك دمع الأعيان مسفوح

منك وعليكم من المحاجر ضياعه

الحب يجبر يا حبيبي على البوح

والشوق يفقد في القلوب المناعة

ألعي كما تلعي الحمامة على الدوح

لا ألوم قلبٍ ما ضرى بالقطاعة

سافرت قلبي بين الأضلاع مجروح

يا غالـيٍ لرضاه سمعٍ وطاعـة

إن غبت انشفَّت عيوني على النوح

من حيث والله ما تحمَّل وداعه





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:15 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.